تقديم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..
فهذا بحث مقتضب حول موضوع (رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام) قد جاء رداً على سؤال وردني حول هذا الموضوع. وقد دعاني إلى نشره أمران:
أحدهما: تعريف القارئ بأن ثمة أناساً يسعون لوضع علامات استفهام حول كل ما له أدنى ارتباط بعلي (عليه السلام)، مما يؤكد جهاده، ويثبت إمامته، ويظهر موقعه في الإسلام، وذلك منهم بحجة البحث العلمي، والتحقيق، وادعاء الإنصاف، والركون إلى الدليل والبرهان!!
ولكن اللآفت هو أن أدنى تأمل فيما يثيره هؤلاء مما يزعمون أنه حقائق، كفيل بأن يظهر مدى زيفها وبطلانها، وبوارها. بل إن الكثير منه مخجل، ومهين، ومشين لنفس قائله، إن لم نقل: إنه لدى أهل العلم والمعرفة يبعث على الغثيان والقرف، والشعور بالخزي والعار.
فأردت في بحثي هذا أن أقدم إلى القارئ الكريم مفردة واحدة، تكشف له هذه الحقيقة وتكون عنواناً لما سواها، وذلك من أجل أن لا تغره المظاهر، ولا تخدعه الادعاءات العريضة، ولا تؤثر عليه الطنطنات والعنعنات، والانتفاخات الفارغة، والمدائح الجزافية، والأوسمة البراقة، التي يمنحها المداحون لهذا ولذاك برعونة وطيش، ومن دون أي حساب أو كتاب، دونما من رادع من دين، أو وازع من وجدان.. لتكون سبباً في ضياع الناس في متاهات عمياء وفي دواهي دهياء، وفي ظلمات دكناء.. إذا أخرج الساري يده فيها لم يكد يراها..
وهي أن حقائق الدين، وقضايا الاعتقاد، لابد من الاستناد فيها إلى الفكر الصحيح، والعقل السليم، والفطرة القويمة، حيث يتلمس الإنسان الحقائق الإيمانية بوجدانه، وتسكن إليها نفسه، وتفرح بها روحه، وتغمر كل جهات وجوده بالحنان والسلام.. وهذا هو الإيمان الأرقى والأبقى، والأعمق والأصفى، وهو الأكثر أصالة وثباتاً. والأبعد أثراً، والأعظم عند الله خطراً..
ومن هذا القبيل كان إيمان علي، وفاطمة (عليهما السلام)، وكذلك جعفر، وخديجة.
وأما إذا جمح بالعقل جامح الغرور، ولوثت الفطرة، أو شوهت بعوارض الهوى، ودواعي الشهوات، وهيمن على هذا أو ذاك عنفوان الغرائز، فإن استكبار هذا الإنسان، وجحوده، وعناده يكون هو النهاية لتلك البداية..
وسوف لا يقتصر الأمر على هذا، بل هو سوف يتعداه إلى توظيف كل الطاقات والقدرات التي تقع تحت يده في الإغواء، وفي إثارة الشبهات، وإشاعة الأضاليل، والتسويق للترهات والأباطيل، ومواجهة الدعوة الإلهية بالحرب، والسعي إلى إطفاء
وهذا بالذات هو ما يحتم العمل على إقامة الحجة على هذا النوع من الناس، وتعريته التامة أمام الآخرين، وإسقاط دعاواه الفارغة، وكشف براقعه الزائفة.. ليصبح ذلك المنافق، الذي يعرف الحق، ولكنه يختار طريق العناد، والجحود، والمكابرة..
كما أن تعريته أمام الآخرين الذين باء بإثم تضليلهم، وتعمية الحقائق عليهم، تصبح ضرورية، ليعينهم ذلك على العودة إلى صوابهم، وليتحملوا بأنفسهم مسؤولية الاختيار في قضايا الإيمان: {ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ..}(1).
ولأجل ذلك نلاحظ: أن إيمان الذين جاءت المعجزات لترد تحديهم، وتظهر عنادهم لم يكن ذلك الإيمان الصافي، ولا الثابت والعميق، وإن حاولوا هم إخفاء هذه الحقيقة..
فتأتي المعجزة لتفضح أولئك، ولكي تعطي الفرصة للمخدوعين بهم لإعادة النظر في الأمور، بعيداً عن أجواء الخداع والتضليل.
أضف إلى ذلك: أنه قد تكون هناك مصلحة في أن يرى هذه المعجزة أناس آخرون ليسوا في موقع التحدي، إذا أوجب
____________
(1) الآية 24 من سورة الأنفال.
ولكن من الواضح: أنه لا يصح أن تأتي المعجزة لتوقع الناس في رعب وهلع يضطرهم إلى إعلان الإيمان والتسليم، والاستسلام للأمر القاهر، وصوناً لأنفسهم من خطر يتهددهم، ومن كارثة يمكن أن تحيق بهم، ومن دون أن يكون لعقولهم أي دور في إدراك الحقائق الإيمانية، ولا لفطرتهم أي أثر في إثارة الشعور لديهم بتلك الحقائق، وفي انسياقهم إليها، ونيلهم لها، ووقوفهم عليها.
إن إيماناً كهذا لا يسعى إليه الإسلام، ولا يرضى به، ولا يجعله مقياساً للمثوبة والعقوبة، ولا وسيلة لنيل المنازل الرضية والمقامات العلية عند الله سبحانه..
ومن هنا نقول: إن معجزة شق القمر، ومعجزة رد الشمس، بل وكذلك ما جرى لموسى (عليه السلام). من انقلاب العصا إلى حية، ونظائر ذلك. لا يجب أن يراها البشر جميعاً، بل يجب أن يراها المعاندون الذين يراد إظهار زيفهم، ورد التحدي الآتي من قبلهم.. وأن يراها أيضاً المخدوعون بهم، والواقعون تحت تأثيرهم.. وقد يراها بعض آخر من أهل الدين والإيمان الذي تزيدهم رؤيتهم لها إيماناً وتسليماً.
فلا معنى لأن يقال: إن أمثال هذه الحوادث يجب أن يراها البشر جميعاً، ويجب أن تنقلها لنا جماعات كثيرة من المؤمنين ومن الكافرين.
لأننا نقول: إنه كلام لا معنى له إذا كانت هذه الرؤية الموجبة للهلع، وللخوف والرعب، من شأنها أن تبطل التكليف، كما أنها ـ كما قلنا ـ لا تنسجم مع السياسة الإلهية للبشر، وتناقض العدل الإلهي. وتتعارض مع حكمته تبارك وتعالى..
وبعد.. فإنني أرجو أن أكون قد وفقت فيما قصدت إليه، من ذلك في بحثي هذا. وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
وما أبرئ نفسي عن القصور، ولا عن التقصير، ومن الله أستمد العون والقوة، وأطلب منه السداد والرشاد، إنه ولي قدير.
الفصل الأول:
رد الشمس.. نصوص وآثار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن الله سبحانه العالم الحكيم، والمدبر العليم، والرؤوف الرحيم، قد خلق الخلق، واستعمرهم في الأرض، وسخر لهم ما فيها وما في السماوات، لكي يطيعوه، ويعبدوه، وليوصلوا هذا الكون إلى كماله، وفق خطة رسمها، وسنن أودعها، وأهداف حددها، وشرائع بينها.
وأراد لهذا الخلق أن تكون طاعتهم له، وإيمانهم به، وامتثالهم للأوامر والزواجر الصادرة عنه باختيارهم، وأخذ على نفسه أن يبين لهم المناهج، ويظهر لهم الدلائل، ويقيم عليهم الحجج، بحيث لا يبقي عذراً لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة، ولله الحجة البالغة.
ثم هو قد ملأ الكون والوجود بالإشارات والدلائل،
وكانت المعجزات والكرامات، حاملة لهذه الدلائل، والبينات أيضاً..
وما معجزة تسبيح الحصى في يدي النبي (صلى الله عليه وآله)، وسلام الشجر والحجر عليه (صلى الله عليه وآله)، وكذلك شق القمر له، ومعجزة رد الشمس لعلي (عليه السلام)، إلا شاهد صدق على ما نقول.
مزايا وفوائد وهنات وعوائد:
ويضاف إلى ذلك: أن معجزة رد الشمس لعلي (عليه السلام) تدخل في دائرة الألطاف والرعاية الإلهية، من حيث إنها تيسر عليهم قبول إمامة أمير المؤمنين، وسيد الوصيين (عليه السلام)؛ لما تظهره من مقام له عند الله، ومن محل له لديه، من حيث إنه استحق أن يستجيب الله تعالى له إذا دعاه، وذلك لشدة
____________
(1) الآية 115 من سورة البقرة.
وفي بعض الروايات: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) إذا طلب من الله أن يعيدها له، فإنه يجيبه.
أضف إلى ذلك: أن رد الشمس هو من موارد إعمال الولاية التكوينية، تماماً، كما جاء الذي عنده علم من الكتاب بعرش بلقيس من اليمن، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.
ونحن قد خصصنا بحثنا هذا بهذه المعجزة بالذات، من أجل النظر فيما أثير حولها من شبهات، وما تداولوه من إشكالات، فنقول، ونتوكل على خير مأمول، وأكرم مسؤول.
حادثة رد الشمس:
إن حادثة رد الشمس قد تكررت في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) وبعده، مرات كثيرة استطاع ابن عباس أن يفصح عن مرتين فقط مما جرى(1).
ولكن الشيخ جعفر كاشف الغطاء قال: (وحديث رد
____________
(1) المناقب للخوارزمي ص236، ومقتل الحسين ج ص47، وغاية المرام ص629.
وقال: (ودعا برد الشمس، فردت مرتين. وروي ستون مرة)(2).
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: أنه قال لأبي بصير: (ردت له مرة عندنا بالمدينة، ومرتين عندكم بالعراق)(3).
ولعله (عليه السلام) يقصد المرات التي رأى الناس، وخصوصاً المعاندون فيها ذلك.. دون ما سواها مما أخبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام المعصوم (عليه السلام).
وأما الحسن البصري فيدَّعي: أن الشمس قد ردت، أو حبست لعلي (عليه السلام) مرات كثيرة قد تزيد على العشرين، فقد قال: (إن الشمس ردت عليه مراراً:
1 ـ الذي رواه سلمان.
2 ـ ويوم البساط.
أقول: الظاهر: أن الصحيح هو: يوم ساباط، أي: ساباط المدائن.
____________
(1) العقائد الجعفرية ص54.
(2) العقائد الجعفرية ص69.
(3) الهداية الكبرى ص12.
4 ـ ويوم حنين.
5 ـ ويوم خيبر.
6 ـ ويوم قرقيسيا.
7 ـ ويوم براثا.
8 ـ ويوم الغاضرية.
9 ـ ويوم النهروان.
10 ـ ويوم بيعة الرضوان.
11 ـ ويوم صفين.
12 ـ وفي النجف.
13 ـ وفي بني مازر.
14 ـ وبوادي العقيق.
15 ـ وبعد أحد.
16 ـ وروى الكليني: أنها رجعت بمسجد الفضيخ من المدينة.
وأما المعروف فمرتان في حياة النبي (صلى الله عليه وآله):
17 ـ مرة بكراع الغميم.
وسيأتي أنها ردت عليه أيضاً:
19 ـ في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
20 ـ وفي بدر.
21 ـ وفي مشربة.
وأظن أن المراد بالمشربة هنا هو مشربة أم إبراهيم، قرب مسجد الفضيخ، وربما تكون ملاصقة له، فالمراد منها على هذا يكون واحداً.
رواة حديث رد الشمس:
قد روي هذا الحديث عن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) فراجع مصادر الشيعة الأبرار مثل البحار، وغيره..
وروي أيضاً عن ثلاثة عشر صحابياً، اثنا عشر منهم وردت روايتهم في مصادر أهل السنة، وهم: أمير المؤمنين (عليه السلام)،
____________
(1) أي بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله).
(2) راجع فيما تقدم: البحار ج41 ص173 و174، عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص359 ـ 365، وحول تسمية مسجد الفضيخ بمسجد الشمس راجع: وفاء الوفاء للسمهودي ج3 ص822.
____________
(1) وتجد هذه الروايات في كتاب مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص96، وميزان الاعتدال ج3 ص170، ومشكل الآثار ج2 ص8، وج4 ص388 ـ 390، وكفاية الطالب ص381 ـ 388، وفتح الملك العلي ص16 و17 و18 و19 و21 و141 و144، وعن الرياض النضرة ص179 و180، وراجع: البداية والنهاية ج6 ص77 ـ 87، والمناقب للخوارزمي ص 306 ـ 307، ولسان الميزان ج5 ص76 و140 و301، كنز العمال ج12 ص349، وج11 ص524 وج13 ص152، والشفاء لعياض ج1 ص284، وترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج2 ص283 ـ 307، وتاريخ الخميس ج2 ص58، وصفين لنصر بن مزاحم ص135، وينابيع المودة للقندوزي ص138، وتذكرة الخواص ص49 ـ 53، ونزل الأبرار ص 76 ـ 79، والضعفاء الكبير للعقيلي ج3 ص327 و328، ولسان الميزان ج5 ص140، والمعجم الكبير ج 24 ص145 حتى ص 158، ومنهاج السنة ج2 ص186 حتى ص 195، ومجمع الزوائد ج3 ص50، وج8 ص297، وكشف الخفاء للعجلوني ج1 ص220 و428، والمقاصد الحسنة للسخاوي ص226، والخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص324، وعمدة القاري للعيني ج15 ص43، واللآلي المصنوعة للسيوطي ج1 ص336 ـ
=>
____________
<=
341، والفصل لابن حزم ج2 ص87 وج5 ص3 و4 عن كتاب رد الشمس للفضلي العراقي، وفتح الباري ج6 ص155 عن الطبراني في الكبير، والحاكم، والبيهقي في الدلائل، والطحاوي، وفرائد السمطين ج1 ص183، ونهج السعادة ج1 ص117 وج7 ص448 و449، والإمام علي لأحمد الهمداني ص 177 ـ 179 وإفحام الأعداء والخصوم ص26 وشرح معاني الآثار ج1 ص45 ـ 47 وتذكرة الموضوعات للفتني ص96 وحقائق التأويل ص74 وشواهد التنزيل ج1 ص9 و10 ـ 16 ورجال النجاشي ص85 و428 والفهرست ص79 وتفسير نور الثقلين ج5 ص225 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي ج1 ص 111 ـ 114 و117 و118 و119 والإحتجاج ج1 ص166 ط النجف وماءة منقبة ص8 والمستجاد من الإرشاد ص135 والصراط المستقيم ج1 ص16 و99 و104 و153 و201 وحلية الأبرار ج2 ص327 وكشف الظنون ج2 ص1494 وبشارة المصطفى ومرآة الجنان ج4 ص178 والجامع لأحكام القرآن ج15 ص97 وعلل الشرائع ج2 ص48 ـ 50، والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص201 ـ 202، والسيرة الحلبية ج1 ص383 ـ 387، والبحار ج41 ص166 ـ 191، وج21 ص43 وج97 ص217 وج99 ص30 وج17 ص358 ـ 357 وج55 ص166 وج80 ص317 و318 و324 و325 وقرب الإسناد ص82، والخرايج والجرايح ج2 ص500 و502، والمناقب لابن شهرآشوب، وعن أمالي المفيد، وعن الكافي ج4 ص561 و562، وأمالي ابن الشيخ ص64، وعن السرائر وعدة الداعي ص88، والإرشاد للمفيد ج1 ص346، وتفسير العياشي ج2 ص70، وتفسير البرهان
=>
____________
<=
ج2 ص98 وج4 ص387، ونسيم الرياض ج3 ص10 ـ 14، وشرح الشفاء للملا علي القاري (بهامش نسيم الرياض) ج3 ص10 ـ 13، وإحقاق الحق قسم الملحقات ج16 ص316 ـ 331 وج5 ص521 ـ 539 وج21 ص261 ـ 271، وفيض القدير ج5 ص440، والمواهب اللدنية ج2 ص209 ـ 211 وشرح المواهب للزرقاني ج6 ص284 حتى ص294.
وراجع أيضاً: عيون المعجزات ص7 و4 و136 وبصائر الدرجات ص217 و239 و237، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2 ص135 ـ 138 وكتاب المزار الكبير لابن المشهدي ص258 و205 وإقبال الأعمال ج3 ص130 والمزار للشهيد الأول ص91 ووسائل الشيعة (آل البيت) ج5 ص81 وج14 ص255 وج3 ص469 وج10 ص277 وج30 ص30 و38 وج19 ص328 و340 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص130/611 والهداية الكبرى ص123 ـ 130 والمسترشد ص265 ومناقب أمير المؤمنين ج2 ص516 و518 و519 و520 و521 وخاتمة المستدرك ج4 ص94 و224 و226 وروضة الواعظين ص129 و130 وخصائص الأئمة ص52 و56 و57 والخصال ص550 ومعالم العلماء ص56 و78 و113 و152 وإيضاح الاشتباه ص102 ورجال ابن داود ص39 ونقد الرجال ج1 ص129 وج5 ص353 و351 وجامع الرواة ج1 ص53 وج2 ص531 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص77 وتهذيب المقال ج2 ص22 وج3 ص353 و356 وج4 ص453 وتذكرة الحفاظ ج3 ص1200 وسير أعلام النبلاء ج10 ص544 والكشف الحثيث ص44 وإعلام الورى ج1 ص350 و351 وقصص الأنبياء للراوندي، ونهج
=>
مواضع ردت فيها الشمس أو حبست لعلي (عليه السلام)
ونحن نشير هنا إلى بعض ما ورد من ذلك، فنقول:
في منزل الرسول (صلّى الله عليه وآله):
ذكر العياشي: أن علياً (عليه السلام) دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه، وقد أغمي عليه، ورأسه في حجر جبرئيل، وجبرئيل في صورة دحية الكلبي، فقال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك، فأنت أحق به مني؛ لأن الله تعالى يقول: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.. ثم ذكر القضية(1).
وعن ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، والحسين بن علي (رضي الله عنهم): أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان ذات يوم في منزله، وعلي بين يديه، إذ جاء جبرئيل يناجيه عن الله عز وجل.
____________
<=
الإيمان لابن حجر ص70 وكشف اليقين ص112 ودفع الشبهة عن الرسول للحصني الدمشقي ص206 ومدينة المعاجز ج1 ص196 و197 و202 و205 و207 و210 و217 وج4 ص258 وكتاب الأربعين للماحوزي ص12 و417 و419 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص147.
(1) البحار ج41 ص172، تفسير العياشي ج2 ص70، والبرهان ج2 ص92.
فلما أفاق قال لعلي: أفاتتك صلاة العصر؟
فقال: صليتها إيماءً. أو قال: لم أستطع أن أصليها قائماً لمكانك يا رسول الله، والحال التي كنت عليها في استماع الوحي.
فقال: ادع الله حتى يرد عليك الشمس حتى تصليها قائماً في وقتها، كما فاتتك، فإن الله يجيبك؛ لطاعتك لله ورسوله.
فسأل الله في ردها، فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر، فصلاها، ثم غربت الخ..(1).
وفي نص آخر، لهذه القضية قالت أسماء: حتى بلغت الشمس حجرتي، ونصف المسجد(2).
وفي نص آخر قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في
____________
(1) البحار ج41 ص171 عن الإرشاد للمفيد ص163 و164.
وراجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص146، ورواه ابن مردويه مختصراً عن أبي هريرة، وأسماء بنت عميس أيضاً، وراجع: البحار ج41 ص167 وأرجح المطالب ص686.
(2) الأمالي للمفيد ص63.
وفي نص آخر عنها أنها قالت: كان (صلى الله عليه وآله) في هذا المكان ومعه علي، إذ أغمي عليه الخ..(2).
والمقصود بالإغماء هنا: برحاء الوحي، كما دلت عليه سائر الروايات.
يوم بدر:
عن أنس قال: أعطي علي بن أبي طالب خمس خصال، رأيتهن، لم يعطها أحد قبله: رد له الشمس يوم بدر، حيث اشتغلوا بالغنائم(3).
في مشربة:
عن جعفر، عن أبيه، قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي وهو نائم في مشربة، فضربه برجله، فاستيقظ، فقال: يا علي صليت العصر؟
____________
(1) اللآلي المصنوعة ج1 ص339.
(2) اللآلي المصنوعة ج1 ص340، والبحار ج41 ص177.
(3) مناقب الإمام أمير المؤمنين علي، لمحمد بن سليمان الكوفي القاضي ج2 ص516.
قال: وكتب (وحبست)(1).
ونحن لا نستطيع القبول بقوله: (فضربه برجله) فإن ذلك لا يناسب أدب رسول الله (صلى الله عليه وآله).. ولعل الصحيح هو أنه حرك علياً (عليه السلام) برجله؛ لأن تحريك رجل نائم يجعله يستيقظ هادئاً غير مذعور.
ولكن ذلك لا يضر بأصل الحدث، فإن بطلان الخصوصية لا يبطل الرواية بمجموعها.
في الصهباء في غزوة خيبر:
روى حديث رد الشمس في خيبر عدد من الحفاظ، وفي الكثير من المصادر فراجع(2).
____________
(1) مناقب الإمام أمير المؤمنين علي، لمحمد بن سليمان الكوفي القاضي ج2 ص517.
(2) مصادر ذلك كثيرة، فراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص517، ومشكل الآثار ج2 ص9، وج4 ص389، وكفاية الطالب ص385، والشفاء ج1 ص284، والمعجم الكبير ج24 ص145، وكنز العمال ج12 ص349، وعمدة القاري ج15 ص43، والبداية والنهاية ج6 ص80، والـلآلي
=>