الصفحة 27

الفصل الثاني
أين الله ؟

س: لماذا لا يحل الله سبحانه في مكان؟

ج: لأن الذي يحل بمكان يفتقر ويحتاج الى ذلك المحل الذي يحل فيه، فيكون محتاجا. والاحتياج من صفات المخلوقات والله غني...

والذي يحل في مكان، يستلزم خلوه من المكان الآخر. فلو وجدنا ماء حالا في قدح، فهو يملأه دون بقية الاقداح، أو يملأ ما يحيط به.

فيلزم أن يخلو منه المكان الآخر. والله سبحانه موجود في كل مكان، ولا يصح أن يخلو مكان منه قط دون احاطته به.

فهو في كل مكان لا بمداخلة. خارج عنه لا بمزايلة، أو داخل في الآشياء، خارج عنها. وسنوضح ذلك لاحقا..

والانتقال من حال الى حال آخر من علامات الزوال. فزواله من ذلك المكان وبقائه خاليا منه يستلزم الحركة أو الافتراق والاجتماع.

والله تعالى لا يخلو منه شئ. ولما كان حلوله بمكان هو اخلاؤه عن مكان آخر، بمعنى ذلك انه يوجب علينا رؤيته غالبا (1)، وكذلك حدّه بالاشارة اليه. كما اننا لو رأينا قدحا فيه ماء. وآخر ليس فيه، أو ما يحيط به من الماء دون ما يخلو عنه، فنشير الى القدح، ونحده دون ما يحيط به.(2)

أوما خلا منه بتعبير آخر. وذلك الافتراض يستلزم الجسمية، والعرضية، والمكانية.

وهو منزه عنها. لانه ليس بجسم كي يقبل الابعاد الثلاثة. من طول، وعرض، وعمق، وغير مفتقرا اليها.

وليس بجسم لكي يحتاج الى مكان وبعد. ولا عرض ليحتاج الى الجسم ليعرض عليه. كاللون يرتسم على الحائط، أو يعرض عليه، ولا كالماء الذي يحل في القدح. " وكان الله بكل شئ محيطا " 126 النساء.

لانه ليس كمثله شئ. قال تعالى " ألا انه بكل شئ محيط " الاية 54 فصلت (السجدة).

____________

(1) لانه قد يحل الهواء بمكان ولا يجب علينا رؤيته لكن قد نرى الماء حينما يكون مزاحما له عند ازاحته أياه ...

(2) كما تقول ان فلانا في الغرفة ، كغرفة الاستقبال دون غيرها من الغرف أو ذلك البيت دون البيت الفلاني . " أينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله " 115 ألبقرة


الصفحة 28

وهو ليس صفة وموصوف أو متغير أو متصف بالغير، بل هوذات

واحدة غير مركبة.

قال عز وجل: " الم تر ان الله يعلم ما في السماوات، وما في الارض، وما يكون من نجوى ثلاثة. الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك، ولا أكثر الا هو معهم أين ما كانوا، ثم ينبئهم يوم القيامة. ان الله بكل شئ عليم " الاية 7 ألمجادلة.

وقال: " وهو الله في السماوات، وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون " الاية3 ألانعام.

س: أين الله؟

ج: الله في كل مكان. ولا يخلو منه شئ.

س: لماذا يتوجه الانسان بدعائه للاعلى نحو السماء؟.

ج: لان الله سبحانه قال " وفي السماء رزقكم وما تدعون "الاية22 ألذاريات.

(هذه الاجابة عن أحد أئمتنا ). هذا أولا وأما ثانيا فلأن الله تعالى شأنه عال والاعلى دائما يدل على الرفعة والعلو في الشأن، كما هو غير خاف على أحد...

س: ما المقصود بانه في كل مكان؟

ج: أي انه داخل في الاشياء، خارج عنها.

قال الله تعالى: " الله نور السماوات والأرض. مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة

زيتونة لا شرقية ولا غربية. يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم " الاية 35 النور. وقال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " ان الله احتجب عن العقول كما احتجب عن الابصار. وان الملأ الأعلى يطلبونه. كما تطلبونه أنتم "...(1) وكما بين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبته: " داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل. وخارج منها لا كشئ من شئ خارج "...(2)

" هو في الاشياء على غير ممازجة خارج منها على غيرمباينة "...(3)

" مع كل شئ لا بمقارنة، وغير كل شئ لا بمزايلة ".(4)

____________

(1) حق اليقين ص 45 .

(2) حديث ذعلب ، توحيد الصدوق ص 306 .

(3) حديث ذعلب توحيد الصدوق ص 306 .

(4) حق اليقين ص 43 خطبة (أول الدين معرفته) .


الصفحة 29

" قريب من الاشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين ".(1)

س: كيف يكون في الاشياء، وخارج عنها. هل هو مبهم أو هو مجرد كلام ينطوي على مغالطات، ووصف لله مباين؟

ج: كلا بل الاجابة واضحة. " داخل في الاشياء، خارج عنها " أي محيط بالاشياء.

فانك اذالاحظت البحر، أو حوض الاسماك. فستجد الماء محيطا بالحيوانات، والاسماك.

فالماء داخل في هذه الاشياء، ولكنه خارج عنها، هذا بالنسبة للماديات مع الفارق. أي أن الماء خارج عن جوفها، وليس بداخلها واحاطة الله كلية بكل

ذرة منها حتى الجراثيم والمكروبات وأجزاء الذرة. والماء محيط بها فقط، ولا يدخل في باطنها. لانك لو فتحت باطن السمكة، لا تراها مملؤة بالماء.

لان الماء خارج عنها أو محيط بها فقط.

بل ترى في باطنها الامعاء، وما اليه من محتويات.(2)

أظن ان هذا المثال واضح للفكر فتفكر.(3)

وكذلك الآية الكريمة، فترى المصباح داخلا في الزجاجة. اذا ما نظرنا اليه من الخارج. لكنه ليس داخل فيها، بل هو خارج عنها أيضا.

وبنفس الوقت فهو في باطنها. لكن لا بملامسة, وخارج عنها لا بمزايلة. أي بعدم زواله عنها. كما بينا في قول الامام علي عليه السلام الانف الذكر. وكذلك قوله عليه السلام:" مع كل شئ لا بمقارنة. وغير كل شئ لا بمزايلة ".(4)

وفي دعاء ليلة القدر " يا موصوفا. لا يبلغ بكينونته موصوف، ولا حد محدود، يا غائبا غير مفقود، ويا شاهدا غير مشهود. يطلب فيصاب، ولم تخل منه السماوات والارض، وما بينهما طرفة عين. لا يدرك بكيف، ولا يؤين بأين، ولا بحيث انه نور النور "..

____________

(1) حديث ذعلب المشهور .

(2) هذا بالنسبة للماديات مثلناه بالسمكة لتقريب الفهم لعدم استحضار شئ بسيط للايضاح الصوري أما الله فانه محيط أحاطة تامة بكل دقائق الوجود واجزائه وجزئياته ..

(3) هذا مثال على المخلوقات لاجل البيان لا للتشبيه بالله جل جلاله لان الله تعالى ليس صفة وموصوف لكي يعرض على شئ أو هو جسم ليحل بمكان يحويه ويستوعبه كالظرف والمظروف لانه ذات (قائم بذاته) ولم يكن قائما بغيره ليحل فيه ..

(4) أي ان علم الله موجود في كل ذرة من المادة وقدرته في الممكنات كلها ، وفيضه عليها بالتساوي لان مرتبة الممكنات بالنسبة له بدرجة واحدة، والا لكان ترجيح بلا مرجح . وكونه كامل وهي ناقصة فتسبح له لتنزهه عن النقص كقوله لا بمقارنة اي لا نقارنه معها بأنه جسم ومادة وممكن . وخارج من الاشياء أي خارج عن ماهية الماديات لانه مجرد عن المادة ، وليس هو مادة لانه موجود والمادة موجودة ، ولا بمزايلة كون هذا التجرد لا يخرجه عن الاحاطة بها ...


الصفحة 30

قال بعض الزنادقة (1) للامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: " لم أحتجب الله؟ ".

فقال عليه السلام: " ان الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا تخفى عليه خافية. في أناء الليل والنهار.

قال: فلم لا تدركه حاسة البصر؟

قال: للفرق بينه وبين خلقه، الذين تدركهم حاسة الابصار.

ثم هو أجلّ من ان تدركه الابصار أو يحيط به وهم، أو يضبطه عقل.

قال: فحدّه لي؟

قال: انه لا يحد.

قال: لم؟

قال: لانه كل محدود متناه الى حد، فاذا احتمل التحديد، احتمل الزيادة واذا احتمل الزيادة احتمل النقصان. فهو غير محدود، ولا متزايد، ولا متجزئ ولا متوهم "...(2)

____________

(1) الزندقة : حركة شعوبية باطنية تفاقمت زمن الهواشم العباسيين . وهم الدهريين الذين يقولون لا رب ولا جنة ولا نار وما يهلكنا الا الدهر .

(2) علل الشرائع ص119 باب 98 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه .


الصفحة 31

الفصل الثالث
ما هو الله؟

ان الله تعالى لا يرى بحاسة البصر لا في الدنيا ولا في الآخرة. وذلك لان الذي نراه لابد أن يكون جسما (1) ويشار اليه ، وفي جهة مقابلة. وله صورة وشكل ومكان.

والله سبحانه منزه عن جميع ذلك. ولأن المرئي محاط بالنظر ضرورة. والله محيط، فلا يكون محاطا.

وكل ذلك من لوازم الجسمية.. والله أظهر الموجودات وأجلاها. فلو تأملت حواس الانسان. تجدها قاصرة.(2)

فحاسة البصر لا ترى النمل على بعد أميال مثلا، الا انها تستطيع الرؤية لغاية منظورها. ولكن نستطيع ذلك باستعمال الناظور، لرؤية الاماكن البعيدة. وكذلك الحيوانات الصغيرة في برك الماء، والجراثيم فاننا لا نستطيع رؤيتها الا بالمجهر.

وتطلع الى السمع تجده قاصرا، لان الاذن تسمع الهزات من خمس الى عشرين الفا.

فالذي ينقص عن ذلك لا تسمعه، وما زاد يشق طبلة الاذن.

والانسان لا يشم رائحة السكر، مع ان الذباب والنمل يشمه، ويسرع اليه عن بعد..

وكذلك العقل، لا يستطيع ان يرسم اكثر من صورة واحدة فيه بآن واحد (3) وحتى الخيال، فلا تستطيع تخيل شئ ليس له وجود في الكون. فاننا لا نستطيع تخيل رائحة حمراء بحاسة الشم.

والسمك في البحر لا يستطيع تخيل عالم البر الا اذا أخرج في حوض ماء مثلا. والانسان لا يستطيع تخيل صورا ليس لعالمها وجود.

فالثور المجنح تشكيل في الكون. فالجناح موجود, والثور موجود في الكون. ولا شئ جديد قد قام بتوسعه الخيال .فالوهم قاصر أيضا. فكيف تستطيع عقولنا القاصرة ان تدرك الله سبحانه.(4)

____________

(1) الجسم يفتقر للمكان ، والعرض يفتقر للجسم كاللون يفتقر للجسم ليعرض عليه لانه ممكن .

(2) ذكر مثله أي حول قصر الحواس في كتاب تعريف عام بدين الاسلام .

(3) لا نستطيع تحريك أصابع الكفين بحركة دائرية باتجاهين متعاكسين بآن واحد مما يبطل كون المادة قبل الفكر.

(4) هذا بحث عن الوجود الخارجي للله سبحانه في سؤال ما هو الله؟ اما الوجود الطبيعي فهو فطري يحسه الانسان حين لا منجي له يتعلق به .


الصفحة 32

ان السبب يعود لشيئين:

1- خفائه في نفسه، أو غموضه. وهذا الادعاء غير مقنع ان يختفي بلا سبب.

2- ما يتناهى وضوحه بحيث ان هذا الوضوح، هو الذي حجبه عنا. والحقيقة تقر بذلك. لانا اذا تأملنا الخفاش وهو يبصر في الليل، ولا يبصر في النهار، ليس لأن النهار غامض، وغير واضح، أو معدوم، ولكن السبب هو شدة وضوح النهار وجلائه.

ولكن حقيقة طبيعة الخفاش هو انسجامه مع الليل وعدم انسجامه في النهار بعكس أحداق العيون البشرية.

فان بصر الخفاش ضعيف، يبهره نور الشمس. فاذا ظهر النور قويا، فمع سبب ضعف بصره جعل من ذلك سبيلا لامتناع رؤيته لضوء النهار، فلا يرى

شيئا. الا اذا امتزج الظلام بالنور، وضعف ظهور الضوء.. مع العلم بأن الرؤية تتم تحت شروط وهي الضوء. وعدم وجود الحاجب، والشفافية. .

فكذلك الحال بالنسبة الى عقولنا وابصارنا. وان جمال الحضرة الالهية كما

بيّن بعض العلماء في نهاية الاشراق والاستنارة. وفي غاية الاستغراق والشمول. حتى صار ظهوره ووضوحه سببا لخفائه...(1)

1- قال تعالى: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " الشورى11-

أي موجود مجرد عن المادة.

2- وعن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: " لا جسم ولا صورة وهو مجسم الاجسام ومصور الصور لم يتجزأ، ولم يتناه ، ولم يتزايد، ولم يتناقص ".(2)

3- وعنه أيضا " انه قال للزنديق حين سأله ماهو؟ قال عليه السلام: " هو شئ بخلاف الاشياء. أرجع بقولي "شئ" الى اثبات معنى وانه شئ بحقيقة الشيئية،غير انه لا جسم ولا صورة "(3) .

4- وعنه أيضا " من زعم ان الله على شئ أو في شئ أو من شئ، فقد أشرك.

لو كان الله عز وجل على شئ لكان محمولا، ولو كان في شئ لكان محصورا ولو كان من شئ لكان محدثا ".(4)

____________

(1) اننا لا نرى كثيرا من الاشياء المادية كالكهرباء والمغنطيس لكن نتحسس بآثارها وهذا لا ينافي وجودها ..

(2) توحيد الصدوق ص98 ، 7- باب انه ليس جسم ولا صورة .

(3) توحيد الصدوق ص 140 ، 2- باب تبارك وتعالى شئ .

(4) توحيد الصدوق ص178 ، 9- باب نفي الزمان والمكان والحركة عنه تعالى .


الصفحة 33

لماذا لا نرى ذاته الأقدس

ان الاشياء تبين بأضدادها. والذي يعم وجوده وليس له ضد، يعسر علينا ان ندركه، ونعرفه.

فلو اختلفت الاشياء بعضها دون بعض، ندرك الاختلاف بالفرق بينها.(1)

واذا اشتركت في دلالتها، وكيفيتها على شكل واحد. تعذر الامر. ومثال ذلك،ان نور الشمس عرض يزول عند غروب الشمس. فاذا كانت الشمس دائمة الاشراق، لا غروب لها، لأصبحنا نظن ان الاجسام ليس لها لون سوى الابيض. والضوء لاندركه، ولا نعرف له وجود.

ولكن لو غابت الشمس واظلّم أفقها الذي كانت فيه مشرقة ندرك ذلك، ونفرّق

بين الحالتين. فنعرف ان الاجسام اتصفت بلون. بواسطة الضوء. وهذا اللون يفارقها عند الغروب. وهو النور والظلام.

ولا نستطيع ان نعرف النور، الا عند زواله. والاشياء المختلفة والمتشابهة كلها تشترك بمعنى واحد في أذهاننا لسبب فقدان معرفتنا لها لان ذلك لا يظهر في الظلام أي اختلاف بينها.

والظاهر بحد ذاته مظهر لغيره. فالنور الذي يظهر بالظلام يفصح عن حقائق الاشياء الاخرى بظهوره.

والله أظهر الاشياء كلها. ولو كانت له غيبة، أو عدم، أو تغيّر لانهدّت السماوات والارض.. " ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا، ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده، انه كان حليما غفورا" 41 فاطر

ولو غاب، أو انعدم لأدركت الفرق بين الحالتين ولو كانت بعض الاماكن موجودا بها، وبعضها موجودا بها غيره لأدركت الفرق بين الشيئين. كشريك الباري على فرض وجوده لامتناع الغقل من التصور لعدم وجود الله.

____________

(1) حق اليقين .


الصفحة 34

لكن وجود الله دائم في كل الأحوال. وهذا هو السبب في قصورأفهامنا عن ادراك الله تعالى.(1)

وان ادراك الانسان وهو في صباه، واستغراقه في ملاذ الدنيا ومغرياتها. وانس بما يحيط به فسقط تأثيرها على قلبه.

فاذا رأى حيوانا غريبا فجأة لم يره من قبل، فسرعان ما تحيط به الدهشة والغرابة. وكذا الاعمى اذا امتد بصره للكون دفعة واحدة، فانه يخاف على عقله، وعظم تعجبه، فالانس بالشئ سد عليه سبيل المعرفة.

روي عن ابن حمزة الثمالي بانه قال: قلت لعلي بن الحسين السجاد (زين العابدين) عليه السلام: لأي علة حجب الله عز وجل الخلق عن نفسه؟

قال: لانه الله تبارك وتعالى بناهم بنية على الجهل. فلو أنهم كانوا ينظرون

الله عز وجل. لما كانوا بالذي يهابونه، ولا يعظمونه. نظير ذلك أحدكم اذا نظر الى بيت الله الحرام أول مرة عظّمه. فاذا أتت عليه أيام وهو يراه، لا يكاد ينظر اليه. اذا مر به. ولا يعظمه ذلك التعظيم ".(2)

قال الشاعر:

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد

الا على أكمه ، لا يعرف القمرا

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا

وكيف يعرف من بالعارف استترا

ويشهد قول سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام: في دعاء عرفة: " كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟

أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك.

____________

(1) ان الرؤية عبارة عن انعكاس الضوء من الجسم الى عدسة العين (البؤبؤ) ثم ارتسام الصورة في الشبكية للعين التي تشابه آلة التصوير، وعدسة العين تشابه عدسة الكامرة ، والشبكية تشابه الفلم الحساس في الكامرة . فعند سقوط الاشعة على الشبكية ترتسم الصورة فيها وتنقل الاعصاب المتصلة بها الصورة الى الدماغ فيترجمها . بهذه الكيفية يرى الانسان وغيره من تشابه عينه عينه . وأما الخفاش فانه كالرادار . فالموجات تلامسه وتذهب الى الفضاء الخارجي فاذا اصطدم بها جسم ترجع للخفاش فيراها . فالذبذبات اجسام مادية،والله سبحانه ليس بجسم فلا تعتريه

الذبذبات ولا يسقط عليه الضوء فعليه لا يمكن رؤيته لانه ليس بمادة

(2) علل الشرائع 119 .2- باب 9

معرفة الانسان لله كمعرفة كمعرفة النملة بالنسبة الى الانسان وما يفكر به من صناعات وتدبيرات .


الصفحة 35

عميت عين لا تراك، ولا تزال عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا. تعرفت لكل شئ فما جهلك شيئا "....(1)

وعن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: انه سئل عن الله عز وجل: هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟

قال: نعم وقد رأوه قبل يوم القيامة.

فقيل: متى؟

فقال: حين قال لهم "ألست بربكم؟ قالوا بلى".

ثم سكت ساعة، ثم قال: وان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة. ألست تراه في وقتك هذا؟

قال: أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فأحدث بهذا الحديث عنك.

فقال: لا فانك اذا حدّثت به فانكر منكر جاهل بمعنى ما تقول، ثم قدّر ان ذلك تشبيه، كفر.

وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين. تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون "...(2)

____________

(1) حق اليقين ص 13 .

(2) توحيد الصدوق ص 117 ، 20- ما جاء في الرؤية .


الصفحة 36

الفصل الرابع
لماذا لا نرى الله؟

تعرف الاشياء بأضدادها فعند ذهاب النور نرى الظلمة (1). وعند ازالة الله لقدرته نرى عدمه. أي عدم وجوده. فنستطيع أن نميزه. والله لا يعدم. وعلى سبيل الفرض عندما ينعدم وجود الاله نرى عدم وجوده فندرك كيفيته وماهيته. والله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ فلا يوجد له ضد أو شريك ولو كان له شريك لرأيناه (أي رأينا الله).

أقول: ألا ينطبق كلامنا هذا والله أعلم على مصداق الآية الكريمة التي قال الله تعالى فيها "ولما جاء موسى لميقاتنا، وكلمه ربه قال: رب أرني أنظر اليك، قال لن تراني. ولكن أنظر الى الجبل، فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا. فلما أفاق قال: سبحانك تبت اليك، وأنا أول المؤمنين "الاية 143 ألاعراف.

ان الله سبحانه وتعالى لما كان واحدا وليس له شريك، أو ضد وليس كمثله شئ. فلكي نستطيع أن نراه وان نميزه عن شريكه, لذلك لا يوجد سبيل الى رؤيته غير تصورنا لمشاهدة أضداده. وهي العدم. أي ان يخلو منه ذلك المكان فنحس بالفرق، ونميزه. لاننا بواسطة النظر بعيوننا المبصرة نستطيع ان نحدّ الشئ, فنستطيع حد شئ دون الله. لكي نرى الله. ولكي نحد شيئا دونه يجب ان يخلو منه أي يخلو من وجود الله.

فاذا كان الله بمكان دون آخر فاننا سنراه. فاذا تجلى سبحانه أي ظهر، ولا يوجد شئ يقيم ونراه بدون قدرة الله فيه ووجوده.(2)

____________

(1) النور والظلمة (تقابل الملكة وعدمها) أي وجود وعدم لا يجتمعان ويجوز ارتفاعهما بموضع لا تصح فيه الملكة . لكن (الخير والشر ، السواد والبياض) ضدان فهما وجودان متعاقبان على موضوع واحد لا يجتمعان ولا يتوقف تعلقهما على الآخر . فاللون له وجود خارجي وليس هو عدم للبياض (منير وغير منير ،سواد ولا سواد) نقيضان (وجود وعدم) لا يجتمعان ولا يرتفعان ." لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير"103 ،ألأنعام .

"لقد سألوا موسىأكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم "153 , ألنساء.فالرؤية باطلة .

" الا انه بكل شئ محيط "والمرئي محيط بالنظر والله محيط ولا يكون محاطا فلا يكون مرئيا .

(2) نقصد هنا سحب قدرته عن ذلك المكان وليس جزء من ذاته . لان الله ليس مركبا ويستطيع نفي جزء منه ،انما هو ذات واحدة فاذا انتفى جزء منه انتفى كله والله مستغني عن المحل فلا يحل فيه عند سحب قدرته من الجبل ، وحلوله يستلزم الحركة والتحرك أي الجهة والاشارة .


الصفحة 37

قلنا خذ الدفتر كمثال تقريبي على صحة ما أدّعيناه اذ انه يتكون من غلاف لونه أحمر. فاذا طوينا جزءا من الغلاف نرى لون الورقة أبيض (على قدر ذلك الجزء المطوي) فنميزالورقة عن الغلاف الاحمر. ولكننا اذا لم نطوي جزءا من الغلاف فلا يمكن رؤيتنا لأي جزء من الورقة لأنها محجوبة بالغلاف. فلا تتم الرؤية الا بانتزاع جزء من وجود الغلاف عن الدفتر.

كذلك الله سبحانه اراد انتزاع جزء من وجوده عن الجبل. فقال لموسى عليه السلام: اذا استقر الجبل فسوف تراني. لانه اذا رأى الجبل وهو مسلوب عنه وجوده سوف يرى الفرق بين الله، وعدم وجوده بالجبل.(1)

فيميزه بالرؤية. لكن الجبل لم يستقر. والسبب لأن كل ما في الكون قائم ومحاط بوجود الله.(2)

واذا سحب وجوده عنه يصبح عدما، فانتفت الرؤية مطلقا.

فقال عز وجل لموسىعليه السلام: أنظر الى الجبل فان رأيته قد استقر مكانه ،فسوف تراني. فاراد سحب احاطته ووجوده عن الجبل لكي يخلو منه، ومن احاطته، وبهذه الحالة يرى موسى الجبل خاليا من احاطة الباري به، والكون يحيط الله به فيراه عيانا.

كالماء محيط بالسمك، والهواء يحيط بنا. وكما ان الاناء المملوء بالماء لا نستطيع رؤية الماء الذي فيه، الا ان نفرغ جزء من الماء الذي في القدح فنميز

بين وجود الماء وعدم وجوده.

أو نأخذ قدحا نضع في جزء منه ماء ملونا بحيث يسهل علينا التمييز بين الماء والهواء، أو أي جنس آخر مختلف عنه شكلا لا ذاتا.

فلما سلب الله تعالى احاطته بالجبل انعدم وجود الجبل. لان كل شئ قائم به تعالى وليس لشئ وجود وبقاء دونه . لذا لم نستطيع رؤية ربنا...(3)

____________

(1 ) العدم : أي الوجود مقابل اللاوجود (نقيض) واللاوجود لا يرى لانه ليس وجودا .

(2) فاطر 41

(3) قلنا ان الرؤية تتحقق بالضد اي تبان الاشياء باضدادها . والله سبحانه نراه ، ان وجد له شريك أو بمعنى آخر نرى وجود الله عند رؤية عدمه . فلما لا يوجد له شريك ولا يخلو منه شئ فانتفت رؤيته. فلما سلب قدرته من الجبل انعدم الجبل فلم يشاهد العدم لكي يرى الوجود (وجود الله) لمقارنته للعدم . أي يرى الله بمشاهدته لخلوه عنه . كالقدح لا نرى فيه ماء الا ان نسحب وننقص شئ من الماء فنراه.كالشخص يدخل البيت ويحصر نفسه في غرفة دون أخرى ، فنراه بتلك الغرفة دون سواها. وان كان يستوعب البيت باكمله فلا نراه . كالانسان المدّثر بالغطاء لا نراه الا ان يكشف بشئ عنه بأزالة جزء من الغطاء .والله محيط بالكون . كذلك لا نراه ، فاذا سلب شئ أو أخلى شئ عنه نستطيع رؤيته ولما كان لا يستطيع سلب شئ لانه لا يخلو منه شئ ووجوده مستمر (الاية فاطر41)


الصفحة 38

وهذا هو السبب الحقيقي لعدم استطاعتنا لرؤية الله سبحانه وتعالى.

فلا أجد جوابا مقنعا، وتفسيرا أستدل به أوضح من ذلك فتدّبر.

س: هل توجد أدلة نقلية حول الرؤية؟

ج: نعم . اليك بعضها:

1- قال تعالى "لا تدركه الابصار وهويدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير" 103 ألانعام.

2- قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: "الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه على وجوده وباشتباههم ان لاشبه له" (1) ...

3- دخل رجل من الزنادقة على الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام: فقال: رحمك الله فاوجدني. كيف هو؟ وأين هو؟

قال ويلك. ان الذي ذهبت اليه غلط. هو أيّن الأين وكان ولا أين. وهو كيّف الكيف وكان ولا كيف، ولا يعرف بكيفوفية ولا بأينونية ولا يدرك بحاسة، ولا يقاس بشئ.

قال الرجل: فاذا، انه لا شئ. اذ لا يدرك بحاسة من الحواس.

فقال عليه السلام: ويلك، لما عجزت حواسك عن ادراكه انكرت ربوبيته؟

ونحن اذا عجزت حواسنا عن ادراكه أيقنا انه ربنا .خلاف الاشياء"...(2)

4- سئل ذعلب اليماني عليا عليه السلام قائلا: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام: "أفأعبد ما لا أرى".

فقال: وكيف تراه؟ قال: "لا تدركه العيون بمشاهدة الابصار، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. قريب من الاشياء غير ملامس، بعيد عنها غير مباين، متكلم لا بروية، مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيفل لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة تعنو(تذل) الوجوه لعظمته، وتجب (تضطرب) القلوب من مخافته"...

____________

(1) التكامل في الاسلام ج2 ص90

(2) توحيد الصدوق ص251 , 3- باب الرد على الوثنية والزنادقة .


الصفحة 39

س: هل يمكن لنا ان نتصور الكون بانه محيط بالله وقائم عليه والله محتوى فيه،أم ماذا؟

ج: كلا. الله محيط بالاشياء واحاطة الاشياء به لا بملامسة لكي يكون محلا لهاوهي عارضة عليه كما تتصورون لانها تحيط به وهو يستوعبها، أي ليس محل لها لان الاستيعاب بلا ملامسة بمعنى داخل في الاشياء خارج عنها كما قلنا.

فالمنظور محاط بنظر الناظر والله محيط "ألا انه بكل شئ محيط" 54 فصّلت (السجدة) والمحيط لا يكون محاط فلا يكون مركبا، ولوجود الفاصلة بين الرائي والمرئي كوجوب المقابلة بينهما وذلك من لوازم الجسمية، والفاصلة هي الحاجب ولما كان محيطا لا فاصلة له عن الكون فلا نراه. والرؤية تتم طبعا بواسطة الضوء واللون....

س: كيف شبّهتم ذات الله كالصفة والموصوف (العارض) وقلتم اذا سحب صفته (كالغلاف الاحمر) عن الدفتر نستطيع رؤية الاوراق. أي رؤيته تعالى؟ هل يستطيع سحب ضده أو نقيضه فهو اذن مركب. وقلتم بأنه اذا أنعدم شئ منه نراه فهل انه متألف من أجزاء؟

ج: ان الله تعالى اذا خلا من شئ ينتفي وليس بمعنى انه ينعدم من ذلك الشئ (أي العدم المقابل للوجود ) تقابل النقيضين. وهذا على سبيل الفرض ان تحقق أي الاخلاء وهو الازاحة التي تتم بواسطة الحركة أو بمعنى أصح ينكمش ولانه ليس مركب ليعدم جزء منه لان انعدام جزء منه دليل على انعدامه كله.

وليس له شريك ليخلو منه (تقابل الضدين) كالسواد والبياض. فعندما يذهب السواد يبقى البياض.(1)

على فرض تصور امكان وجوده. واما وجود الله واحاطته بالكون ليس المقصود انه سبحانه حال في الكون وعلى انه بمثابة الصفة العارضة على المحل وان الكون يكون موصوفا. وعندما يجرد الله تعالى صفته عن محله (الكون) يوصف (أي نصفه).أو يسحب شئ من ذاته عن مكانه لانه لايحل بمكان لان ذاته سبحانه كائنة بلا مكان وكما انه ليس حالا بل هو محيط ولكنه اذا خلا منه شئ ينتفي منه ولا يبقى له أي وجود، لان كل شئ قائم بقدرته فلما خلا منه الجبل.

____________

(1) الشريك: ليس له وجود لأنه عدم وهو من باب الوجود واللاوجود فهو نقيض. فالله والشريك نقيضان


الصفحة 40

أنتفى وجوده

واحاطته به فاستحالت رؤيته واستحال وجود الجبل. كحوض الماء عندما يبعد

احاطته بالسمكة تسقط وتبقى لوحدها فهي غير محاطة ولا يحيطها (1) لكن عدم

احاطة الله بالشئ بمعنى انتفائه لان الشئ الذي يخلو منه ليس له وجود.

لان الله (أصل الوجود) والمقصود من الخلو هو الابتعاد عن الاحاطة بالشئ ليهلك وينتفي لا ليخلو منه المكان...

س: ألا تقصد بهذا المفهوم من قولك ان الله وعاء للكون وهو محيط به او محلا لحلوله أو وعاء له، كالظرف والمظروف، وان كان يمتزج بالماديات أليس ذلك مماسة له وأهانة لكرامته تعالى؟

ج: أولا ان الله ليس محلا للحوادث، أو هو وعاء لاستيعاب الكون ومحلا له. لانه ليس جسما، انما ذلك الكرسي الذي هو وعاء للكون. وان كان كذلك، فلا يستلزم الاهانة كما قلنا. لان الماديات متداخلة، ولا تمس بشئ. لانه خارج عن المادة. فلا يلزم التماس. لانه حال ظهور المادة لا تحل فيه، لكونه ليس جسما. بل هو محيط بها، وخارج عنها، وان كانت الاحاطة بكونه محلا، لزم رؤيته . لانه بهذه الحالة ما دون الكون فنراه، أي انه هو الهواء الذي تحسه. لان الهواء ما دون الماديات المرئية، وهذا غير ممكن، لان الهواء يمتزج بالمادة، وينفعل معها. ولا يتغير باللون وغيره. بل الله محيط واحاطته للهواء أو المادة لا نفس المادة فهو معها ولا يقترن بها وهو ليس مادة لتكون احاطته ذات الشئ.

ٍس: هل من كلمات ختامية بهذا الشأن تجلو لنا الحقيقة؟

ج: اليك منها:

1- قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام: "مع كل شئ لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة".(2)

وفي خطبة له في مسجد الكوفة قال: "الحمد لله الذي لا من شئ كان ولا من شئ كوّن"...(3)

____________

(1) ان صح التعبيرللمثال بالمادة لكونه ممسكا لها . والحق انه محيط بكل دقائقها وليس مبتعدا عنها . فالمحيط بالغرفة ليس محيطا بمحتوياتها . والله محيط بالكائنات لانه لا تقم جرثومة ولا ذرة الا بوجوده ، وان وجوده بسيط مجرد وليس مركب ولو كان محيطا بالشئ دون محتوياته لاقتضى خلوه فيتركب ..

(2) حق اليقين ص 43 خطبة "أول الدين معرفته" .

(3) توحيد الصدوق ص 69 باب التوحيد ونفي التشبيه .


الصفحة 41

"لم يخل منه مكان فيدرك بأينية ولا له شبه مثال فيوصف بكيفية ولم يغب عن علمه شئ فيعلم بحيثية"...

"لا تحويه الاماكن لعظمته, ولا تذرعه المقادير لجلاله" "ممتنع عن الاوهام ان تكتنهه، وعن الافهام ان تستغرقه وعن الاذهان ان تمثله. قد يئست

من استنباط الاحاطة به طوامح العقول ونضبت عن الاشارة اليه بالاكتناه بحار العلوم" ..

" في الحث بعدم التفكر بذات الله "

عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: "تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله فان الكلام في الله لا يزيد الا تحيرا"...(1)

عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "ان الله يقول "والى ربك المنتهى"42 النجم, قال: اذا انتهى الكلام الى الله عز وجل فامسكوا"...(2)

عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: "اياكم والتفكر في الله ولكن اذا أردتم ان تنظروا الى عظمة الله فانظروا الى عظم خلقه"...(3)

عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "من نظر في الله كيف هو هلك"...(4)


مالك مهدي خلصان

تم الكتاب والحمد لله في يوم الاحد 11-9-1988 م

29 محرم 1409 هـ




____________

(1) توحيد الصدوق ص 454 ، 67 - باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله عز وجل .

(2) توحيد الصدوق ص 456 ، 9- باب

(3) توحيد الصدوق ص 458 ، 20-

(4) حق اليقين ص46 .