كتاب المجالس العاشوريّة الشيخ عبدالله ابن الحاج حسن آل درويش (ص 686 - ص 693)



الصفحة 686

به تدرك المرضى بتربتك الشفا ويغدو مجابا تحت قبتك الدعا

وقال آخر عليه الرحمة :

مولى بتربته الشفاء وتحت قبته الدعاء من كل داع يسمع
فيه الإمام أبو الأئمة والذي هو للنبوة والإمامة مجمع

ولله در ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :

حبي بثلاث ما أحاط بمثلها ولي فمن زيد هناك ومن عمرو ؟
له تربة فيها الشفاء وقبة يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
وذرية ذرية منه تسعة أئمة حق لا ثمان ولا عشر
أيقتل ظمآنا حسين بكربلا وفي كل عضو من أنامله بحر ؟
ووالده الساقي على الحوض في غد وفاطمة ماء الفرات لها مهر(1)

المجلس الرابع

حرث المتوكِّل قبر الحسين(عليه السلام)

وما جرى على القبر من الظلم والعدوان


روي عن الإمام الرضا ، عن آبائه(عليهم السلام) قال : قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين (عليه السلام) وكأني بالأسواق قد حفت حول قبره فلا تذهب الأيام والليالي حتى يُسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان(2) .

ولله در الحجة الشيخ فرج العمران عليه الرحمة إذ يقول :

____________

1- الغدير ، الأميني : 7/15 .

2- بحار الأنوار ، المجلسي : 98/114 ح 36 .


الصفحة 687

قبةٌ كان زينة العرش فيها بل هو العرشُ لا الذي في سماها
كان فيها الحسينُ ربُ المعالي وارثُ العلم مِن لدن أنبياها
هو من كانت الأئمة منه وهم سادةُ الورى شُفعاها
فعليه ربُ السماوات صلى صلاةً لا منتهى لمداها(1) .

وروى ابن قولويه عليه الرحمة : عن قدامة بن زائدة ، عن أبيه عن علي بن الحسين (عليه السلام) : في حديث له عن زيارة الحسين (عليه السلام) قال : أبشر ، ثم أبشر ، ثم أبشر ، فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي (عليه السلام) وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة ، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا فيعظم ذلك في صدري ، ويشتد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى (عليها السلام) فقالت : مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ؟ فقلت : وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي ، وأهلي مضرجين بدمائهم ، مرملين بالعراء ، مسلبين لا يُكفنون ولا يُوارون ، لا يعرج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر .

فقالت : لا يجزعنك ماترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جدك وأبيك وعمك ، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنةُ هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ، لا يَدرس أثرُه ، ولا يعفو رسمُه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدَنَّ أئمةُ الكفرِ وأشياعُ الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزدادُ أثرُه إلا ظهوراً ، وأمرُه إلا

____________

1- شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون : 2/29 .


الصفحة 688

علواً(1) .

فمن الثوابت التأريخية التي لا تُنكر اعتداء المتوكِّل العباسي الناصبي(2)الجاحد لحقّ أهل البيت(عليهم السلام) على قبر سيِّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) ، فعمد أولا إلى منع الناس من زيارة قبره الشريف ، ومعاقبة كل من يزوره بالقتل ، ومع ذلك وجدهم مصرّين على تعاهد زيارته ، ولثم تربته الطاهرة ، ولكنه وجدهم يتفانون في إتيان قبره الشريف ، حتى ولو كلَّفهم ذلك أنفسهم ، ولمَّا رأى أن الناس لا ينتهون عن نهيه ، ولا يكترثون به عمد إلى هدم القبر الشريف ، ولم يكتف بذلك حتى عمد إلى حرثه وتخريبه ، وقلع الصندوق الذي كان حواليه وأحرقه ، وأجرى الماء عليه ، فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، وعمد إلى ذلك كله كي يضيِّع معالمه على زوَّاره ومحبّيه ، وليمحو ذكره ، لكن أنَّى له ذلك ، وإذا تمكَّن من تخريب القبر الشريف وهدمه فأنّى له أن يزيل محبَّته من قلوب شيعته ونفوس محبّيه؟

قال المسعودي : وكان آل أبي طالب قبل خلافة المنتصر في محنة عظيمة ، وخوف على دمائهم ، وقد منعوا زيارة قبر الحسين(عليه السلام) والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكِّل سنة ست وثلاثين ومائتين ، وفيها أمر المعروف بالديزج بالسير إلى قبر الحسين بن علي(عليه السلام) وهدمه ، ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدَّم على هذا القبر ، فكلٌّ خشي العقوبة ، وأحجم ، فتناول الديزج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين(عليه السلام) ، فحينئذ أقدم الفعلة فيه ، وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثر رمّة ولا غيرها ، ولم تزل الأمور

____________

1- كامل الزيارات ، ابن قولويه : 445 ح 1 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 45/179 ـ 180 ح 30 و 28/57 ح 23 .

2- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 12/18 : وكان المتوكل فيه نصب .


الصفحة 689

على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر(1) .

وروى أبو الفرج الأصفهاني في ذكر أيام المتوكل ، ومن ظهر فيها فقتل أو حبس من آل أبي طالب(عليه السلام) ، قال : وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب ، غليظاً على جماعتهم ، مهتمّاً بأمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم ، واتفق له أن عبيدالله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأي فيهم ، فحسَّن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين(عليه السلام) وعفَّى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له ، لا يجدون أحداً زاره إلاَّ أتوه به فقتله ، أو أنهكه عقوبة .

قال : وبعث برجل من أصحابه يقال له : الديزج ـ وكان يهودياً فأسلم ـ إلى قبر الحسين(عليه السلام) ، وأمره بكرب قبره ومحوه ، وإخراب كل ما حوله ، فمضى إلى ذلك وخرَّب ما حوله ، وهدم البناء ، وكرب ما حوله نحو مائتي جريب ، فلمَّا بلغ إلى قبره لم يتقدَّم إليه أحد ، فأحضر قوماً من اليهود فكربوه ، وأجرى الماء حوله ، ووكَّل به مسالح ، بين كل مسلحتين ميل ، لا يزوره زائر إلاَّ أخذوه ووجَّهوا به إليه .

قال : فحدَّثني محمد بن الحسين الإشناني ، قال : بَعُد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفاً ، ثمَّ عملت على المخاطرة بنفسي فيها ، وساعدني رجل من العطَّارين على ذلك ، فخرجنا زائرين ، نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية ، وخرجنا منها نصف الليل ، فسرنا بين مسلحتين وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا ، فجعلنا نشمُّه ونتحَّرى جهته حتى أتيناه ، وقد قُلع الصندوق الذي كان حواليه وأُحرق ، وأُجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق ، فزرناه وأكببنا عليه ، فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشيء من الطيب ، فقلت للعطّار الذي كان معي : أيُّ رائحة هذه؟ فقال : لا والله ، ما شممت

____________

1- مروج الذهب ، المسعودي : 4/51 .


الصفحة 690

مثلها كشيء من العطر ، فودَّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع ، فلمَّا قُتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة حتى صرنا إلى القبر ، فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه .

واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي ، فمنع آل أبي طالب من التعرّض لمسألة الناس ، ومنع الناس من البرّ بهم ، وكان لا يبلغه أن أحداً أبرَّ أحداً منهم بشيء وإن قلَّ إلاَّ أنهكه عقوبة ، وأثقله غرماً ، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويّات يصلّين فيه واحدة بعد واحدة ، ثمَّ يرقعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر ، إلى أن قُتل المتوكِّل ، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ، ووجَّه بمال فرَّقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ، ومضادّة مذهبه طعناً عليه ، ونصرة لفعله(1) .

وقال الطبري في أحداث سنة مائتين وست وثلاثين : وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي(عليهما السلام) ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يحرث ويبذر ويُسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب الناس ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحُرث ذلك الموضع وزُرع ما حواليه(2) .

وقال ابن كثير : ثمَّ دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين ، فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) وما حوله من المنازل والدور ، ونودي في الناس : من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق ، فلم يبق هناك بشر ، واتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث وتستغل(3) ، وذكر هشام بن الكلبي أن الماء لمَّا

____________

1- مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الأصفهاني : 394 ـ 397 .

2- تاريخ الطبري : 7/365 .

3- البداية والنهاية ، ابن كثير : 10/347 .


الصفحة 691

أجري على قبر الحسين(عليه السلام) ليمحي أثره نضُب(1) .

وقال ابن الأثير : وكان المتوكل فيه نصبٌ وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر من يزرع ، ومنع الناس من إتيانه(2) ، وقال ابن خلكان : هكذا قاله أرباب التواريخ ، وفي سنة سبع وثلاثين ومائتين عفَّى قبر الشهيد الحسين(عليه السلام)وما حوله من الدور ، فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، قال : وكان المتوكل ظلوماً(3) .

وقال الزركلي في سبب تسمية قبر الحسين(عليه السلام) بالحائر : الحائر : هو قبر الحسين الشهيد ، سُمِّي الحائر; لأنه لمَّا خرَّبه المتوكل وأرسل عليه الماء حار الماء ولم يعلُ عليه ، فسمِّي الحائر من ذلك الحين ـ المشرف(4) .

هذا وقد سجَّل بعض الشعراء هذه الحادثة الأليمة ، وذكروها في أشعارهم ، وأنكروا على المتوكل فعاله الشنيعة ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره ، ومن ذلك ما ذكره أبو الفرج الإصفهاني لبعضهم قال :

بنفسي الأُلَى كَظَّتْهُمُ حَسَرَاتُكُمْ فَقَدْ عُزِلُوا قَبْلَ المَمَاتِ وَحُشْرِجُوا
ولم تَقْنَعُوا حتى استثارت قُبُورُهُمْ كِلاَبَكُمُ منها بهيمٌ وَدَيْزَجُ

وقال : الديزج الذي كان نبش قبر الحسين(عليه السلام) في أيام المتوكل ، ونبق فيه الماء ، ومنع الناس الزيارة إلى أن قُتل المتوكل(5) .

ومنهم البسامي الشاعر ، وهو أبو الحسن ، المعروف بالبسامي ، الشاعر

____________

1- البداية والنهاية ، ابن كثير : 8/221 .

2- الكامل ، ابن الأثير : 7/55 ، وفي تاريخ الطبري : 7/365 ، وامتنعوا من المصير إليه . وفي فوات الوفيات : 1/291 ـ 292 : ومنع الناس من زيارته .

3- وفيات الأعيان ، ابن خلكان : 3/365 .

4- الأعلام ، خير الدين الزركلي : 8/30 .

5- مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 428 .


الصفحة 692

المشهور في زمن المقتدر العباسي ، فمن ذلك قوله في تخريب المتوكل قبر الحسين بن علي(عليه السلام) ، وأمره بأن يُزرع ويُمحى رسمه ، وكان شديد التحامل على علي وولده(عليهم السلام) ، قال ابن بسَّام هذا في ذلك :

تَاللهِ إنْ كانت أُميَّةُ قَدْ أَتَتْ قَتْلَ ابنِ بِنْتِ نبيِّها مظلوما
فَلَقَدْ أَتَاهُ بنو أبيه بمِثْلِهِ هذا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مهدوما
أَسِفُوا على أَنْ لا يكونوا شَارَكوا في قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوه رَمِيما(1)

وجاء في الدر النظيم وغيره : عن هشام بن محمد ، قال : لمَّا أُجري الماء على قبر الحسين(عليه السلام) نضُب بعد أربعين يوماً ، وامتحى أثر القبر ، فجاء أعرابي من بني أسد ، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّه ، حتى وقع على قبر الحسين(عليه السلام) فبكى حين شمَّه ، وقال : بأيي وأمي ، ما كان أطيبك! وأطيب قبرك وتربتك! ثمَّ أنشأ يقول :

أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَه عن وَلِيِّهِ فَطِيْبُ تُرَابِ الْقَبْرِ دَلَّ على الْقَبَرِ(2)

فما أحقَّه صلوات الله وسلامه عليه بهذه الفقرة المنيفة في زيارته الشريفة : أشهد لقد طيَّب الله بك التراب ، وأوضح بك الكتاب .

ذكر المسعودي أن المنتصر لمَّا استخلف أمِنَ الناس ، وتقدَّم بالكفِّ عن آل أبي طالب ، وترك البحث عن أخبارهم ، وأن لا يُمنع أحدٌ زيارة الحيرة لقبر الحسين(عليه السلام) ، ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، وأمر بردّ فدك إلى ولد الحسن والحسين(عليهما السلام) ، وأطلق أوقاف آل أبي طالب ، وترك التعرُّض لشيعتهم ، ودفع

____________

1- البداية والنهاية ، ابن كثير : 11/143 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12/35 ، ونسب البيت في النجوم الزاهرة : 2/284 ، و235 إلى يعقوب بن السكيت .

2- الدر النظيم ، ابن حاتم الشامي : 572 ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 14/245 ، تهذيب الكمال ، المزي : 6/444 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 3/317 .


الصفحة 693

الأذى عنهم(1) ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :

خليليَّ عُوجَا بي على الطفِّ لاَ أَرَى إلى غَيْرِ وادي كربلا يُحْمَدُ السُّرَى
فَإِنْ جِئْتَُماهَا فَانْزِلاَ في عِرَاصِها نُزُولَ حزين وَاذْكُرَا مَابِهَا جَرَى
غداةَ بها أمسى الحسينُ وصَحْبُهُ بِحَدِّ المواضي كالضَّحَايَا عَلَى الثَّرَى
وَقَدْ حُزَّ منه الرَّأْسُ بَغْياً من القَفَا وَسُيِّرَ في عَالِي السِّنَانِ مُشَهَّرَا
وَسِيْقَت بَنَاتُ الْوَحْيِ أَسْرَى وَجِسْمُهُ على الرَّغْمِ منها خَلَّفَتْهُ مُعَفَّرا
وَشُهِّرْنَ في الأسواقِ ما بينَ شَامِت وَطَلاَّبِ وِتْر مَا تَمَنَّاهُ أَبْصَرَا
فَحَجَّتْ مِنَ الشَّامَاتِ عَرْصَةَ كربلا ولم تُلْقِ إلاَّ في رُبَاهَا عَصَا السُّرَى
فَلَمَّا تَرَاءَت عَرْصَةُ الطفِّ أرسلت لها زَفَرَات أَعْقَبَتْها تَحَسُّرَا
وَسَرَّحْنَ في تلك العِرَاصِ نَوَاظِرَاً فَمَا نَظَرَت إلاَّ تِلاَعَاً وَأَقْبُرا
أقامت ثَلاَثاً لِلْعَزَاءِ وَمَا انطفى لَهِيبُ جَوَىً في قَلْبِها قَدْ تَسَعَّرَا
نَادَتْهُمُ عُذْراً فَلاَ عَنْ قَلاً لَكُمْ رَحَلْنا وَلاَ مِنْ مَكْثِنَا سَأَمٌ عَرَا(2)

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، وسبحان ربك رب العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .


____________

1- مروج الذهب ، المسعودي : 4/51 ـ 52 ، الوافي بالوفيات ، الصفدي : 2/289 ، تاريخ الخلفاء ، السيوطي : 356 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12/43 .

2- ديوان العلامة الجشي : 216 ـ 217 .