الخاتمة
حوارات ومواقف
الضبّي وعائشة
جاء في كتاب المحاسن والمساوىء : لمَّا كان حرب الجمل أقبلت عائشة في هودج من حديد ، وهي تنظر من منظر قد صيِّر لها في هودج ، فقالت لرجل من ضبَّة وهو آخذ بخطام جملها أو بعيرها : أين ترى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟
قال : ها هو ذا واقف ، رافع يده إلى السماء .
فنظرت فقالت : ما أشبهه بأخيه !
قال الضبّي : ومن أخوه ؟
قالت : رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال : فلا أراني أقاتل رجلا هو أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنبذ خطام راحلتها من يده ومال إليه(1) .
الأحنف بن قيس وعائشة
عن الحسن البصري أن الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل : يا أم
____________
1- المحاسن والمساوىء ، البيهقي : 49 .
المؤمنين ! هل عهد عليك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا المسير ؟!
قالت : اللهم لا .
قال : فهل وجدته في شيء من كتاب الله جلّ ذكره ؟
قالت : ما نقرأ إلاّ ما تقرأون .
قال : فهل رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استعان بشيء من نسائه إذا كان في قلّة والمشركون في كثرة ؟
قالت : اللهم لا .
قال الأحنف : فإذن ما هو ذنبنا ؟
الأحنف والحسن البصري
قال : وقال الحسن البصري : تقلَّدت سيفي ، وذهبت لأنصر أم المؤمنين ! فلقيني الأحنف ... فقال : إلى أين تريد ؟
فقلت : أنصر أمّ المؤمنين !
فقال : والله ما قاتلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المشركين ، فكيف نقاتل معها المؤمنين ؟! قال : فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي !(1)
قال الأستاذ عبد المنعم حسن السوداني : إن أحد الأصدقاء كان يحاور بعض الوهّابيّة عن جهاد المرأة ، فاحتدم النقاش بينهما ، وتعصَّب الوهابي في وجه هذا الأخ صارخاً : الجهاد للمرأة غير جائز ، ويعتبر تبُّرجاً ، وهو حرام ، فقال له : إذن لماذا خرجت أمّكم يوم الجمل(2) .
____________
1- المحاسن والمساوىء ، البيهقي : 2/49 ـ 50 . 2- بنور فاطمة اهتديت ، عبد المنعم حسن السوداني : 177 .
زيد بن صوحان وعائشة
لمَّا نزل عليٌّ (عليه السلام) بالبصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي : من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ; أمَّا بعد : فأقم في بيتك ، وخذِّل الناس عن عليٍّ ، وليبلغني عنك ما أحبُّ ; فإنك أوثق أهلي عندي ، والسلام .
فكتب إليها : من زيد بن صوحان إلى عائشه بنت أبي بكر ; أمَّا بعد : فإن الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر ; أمرك أن تقري في بيتك ، وأمرنا أن نجاهد ، وقد أتاني كتابك ، فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله ، فأكون قد صنعتُ ما أمرك الله به ، وصنعت ما أمرني الله به ، فأمرك عندي غير مطاع ، وكتابك غير مجاب ، والسلام(1) .
معاوية مع ابن أحور التميمي
عن أبي إسحاق قال : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أميرالمؤمنين ! جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيى الناس ، وأجبن الناس .
فقال : ويلك ! وأنّى أتاه اللؤم ؟! ولكنَّا نتحدَّث أن لو كان لعليٍّ بيت من تبن وآخر من تبر لأنفد التبر قبل التبن ، وأنّى أتاه العىُّ ؟! وإن كنا لنتحدَّث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ، ويلك ! وأنّى أتاه
____________
1- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 1/226 ـ 227 .
الجبن وما برز له رجل قطّ إلاَّ صرعه ؟! والله يا ابن أحور ! لو لا أن الحرب خدعة لضربت عنقك ، اخرج فلا تقيمن في بلدي .
قال عطاء : وإن كان يقاتله فإنه كان يعرف فضله(1) .
معاوية مع أبي الأسود الدؤلي في قصّة الحكمين
روى ابن عبد ربِّه الأندلسي ، قال : لمَّا قدم أبو الأسود الدؤلي على معاوية عام الجماعة قال له معاوية : بلغني ـ يا أبا الأسود ـ أن علي بن أبي طالب أراد أن يجعلك أحد الحكمين ، فما كنت تحكم به ؟
قال : لو جعلني أحدهما لجمعت ألفاً من المهاجرين وأبناء المهاجرين ، وألفاً من الأنصار وأبناء الأنصار ، ثمَّ ناشدتهم الله : المهاجرون وأبناء المهاجرين أولى بهذا الأمر أم الطلقاء ؟(2) .
قال له معاوية : لله أبوك ، أيَّ حكم كنت تكون لو حكمت(3) .
معاوية مع رجل يسأله فيرشده إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام)
عن قيس بن أبي حازم قال : سأل رجل معاوية عن مسألة ، فقال : سل
____________
1- تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 42/414 ـ 415 . 2- ومما قاله ابن عباس في كتابه لمعاوية في كلام بينهما في الخلافة : وما أنت وذكر الخلافة يا معاوية ؟ وإنما أنت طليق وابن طليق ، والخلافة للمهاجرين الأولين ، وليس الطلقاء منها في شيء والسلام . شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 8/66 وجاء في رواية ابن قتيبة : فما أنت والخلافة ؟ وأنت طليق الإسلام ، وابن رأس الأحزاب ، وابن آكلة الأكباد من قتلى بدر . راجع : الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : 1/134 . 3- العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : 4/349 .
عنها علي بن أبي طالب ، فهو أعلم مني ؟
قال : قولك ـ يا أميرالمؤمنين ـ أحبُّ إليَّ من قول علي .
قال : بئس ما قلت ، ولؤم ما جئت به ، لقد كرهتَ رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغرُّه بالعلم غرّاً ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبيَّ بعدي(1) .
وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال : ها هنا علي بن أبي طالب .
ثمَّ قال للرجل : قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان(2) .
وَمَنَاقِب شَهِدَ العَدُوُّ بِفَضْلِهَا | وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الأَعْدَاءُ |
معاوية مع محفن بن أبي محفن
قال ابن أبي الحديد : قال عدوُّه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبّي لمَّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك ! كيف تقول إنّه أبخل الناس ؟! لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه(3) .
ولمَّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية : جئتك من عند أعيى الناس .
____________
1- تقدَّمت تخريجاته . 2- تأريخ دمشق ، ابن عساكر : 42/170 ـ 171 ، ذخائر العقبى ، محب الدين الطبري : 79 ، الرياض النضرة ، محب الدين الطبري : 2/195 ، نظم درر السمطين ، الزرندي : 134 ، فيض القدير ، المناوي : 3/61 . 3- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 1/22 .
قال له : ويحك ! كيف يكون أعيى الناس ؟! فو الله ما سنَّ الفصاحة لقريش غيره(1)(2) .
عدي ومعاوية
قال معاوية لعديِّ بن حاتم : ما فعلت الطرفات يا أبا طريف ؟
قال : قُتلوا !
قال : ما أنصفك ابن أبي طالب ; إذ قتل بنوك معه وبقي له بنوه .
قال : لئن كان ذلك لقد قتل هو وبقيت أنا بعده .
قال له معاوية : ألم تزعم أنَّه لا يخنق في قتل عثمان عنز ؟ قد والله خنق فيه التيس الأكبر .
ثمَّ قال معاوية : أما إنه قد بقيت من دمه قطرة ولابد أن أتبعها .
قال عدي : لا أبا لك ! شم السيف ، فإن سلَّ السيف يسلُّ السيف .
فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة ، فقال : اجعلها في كتابك فإنها حكمة(3) .
وقال المسعودي : وذكر أن عدي بن حاتم الطائي دخل على معاوية ، فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات يعني أولاده .
____________
1- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 1/24 ـ 25 . 2- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ، ولا يبارى في البلاغة ، وحسبك أنه لم يدوَّن لأحد من فصحاء الصحابة العشر ، ولا نصف العشر مما دوِّن له ، وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبيين وفي غيره من كتبه ( نفس المصدر السابق : 25 ) . 3- العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : 1/28 ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 40/95 ـ 96 .
قال : قتلوا مع عليٍّ !
قال : ما أنصفك عليٌّ ، قتل أولادك وبقي أولاده .
فقال عدي : ما أنصفت علياً إذ قتل وبقيت بعده .
فقال معاوية : أما إنه قد بقيت قطرة من دم عثمان ، ما يمحوها إلاَّ دم شريف من أشراف اليمن .
فقال عدي : والله ! إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وإن أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فتراً لندنيّن إليك من الشرِّ شبراً ، وإن حزَّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في علي ، فسلِّم السيف ـ يا معاوية ـ لباعث السيف .
فقال معاوية : هذه كلمات حكم فاكتبوها(1) .
وفي رواية البيهقي ، قال : إن عدي بن حاتم دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : يا عدي ! أين الطرفات ؟ يعني بنيه : طريفاً وطارفاً وطرفة .
قال : قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
فقال : ما أنصفك ابن أبي طالب ; إذ قدَّم بنيك وأخَّر بنيه .
قال : بل ما أنصفت أنا عليّاً إذ قتل وبقيت .
قال : صف لي عليّاً .
فقال : إن رأيت أن تعفيني .
قال : لا أعفيك .
قال : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلا ، ويحكم فصلا ،
____________
1- مروج الذهب ، المسعودي : 3/13 .
تتفجَّر الحكمة من جوانبه ، والعلم من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يحاسب نفسه إذا خلا ، ويقلِّب كفّيه على ما مضى ، يعجبه من اللباس القصير ، ومن المعاش الخشن ، وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويدنينا إذا أتيناه ، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلِّمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته ، فإن تبسَّم فعن اللؤلؤ المنظوم ، يعظِّم أهل الدين ، ويتحبَّب إلى المساكين ، لا يخاف القويّ ظلمه ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأقسم لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه ، وأرخى الليل سرباله ، وغارت نجومه ، ودموعه تتحادر على لحيته ، وهو يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأنّي الآن أسمعه وهو يقول : يا دنيا ! إليَّ تعرَّضت ؟ أم إليَّ أقبلت ؟ غرِّي غيري ، لا حان حينك ، قد طلَّقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ، فعيشك حقير ، وخطرك يسير ، آه من قلّة الزاد ، وبعد السفر ، وقلّة الأنيس .
قال : فوكفت عينا معاوية ، وجعل ينشِّفها بكمِّه ، ثمَّ قال : يرحم الله أبا الحسن ، كان كذلك ، فكيف صبرك عنه ؟
قال : كصبر من ذبح ولدها في حجرها ، فهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تسكن عبرتها .
قال : فكيف ذكرك له ؟
قال : : وهل يتركني الدهر أن أنساه(1) .
____________
1- المحاسن والمساوىء ، البيهقي : 46 ـ 47 .
عدي بن حاتم مع عبدالله بن الزبير
عن أحمد بن إبراهيم الغساني قال : حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : استأذن عدي بن حاتم على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير ، فقال له عبدالله : بلغني ـ يا أميرالمؤمنين ـ أن عند هذا الأعور جواباً ، فلو شئت هجته .
فقال : أمَّا أنا فلا أفعل ، ولكن دونكاه إن بدا لك .
فلمَّا دخل عدي قال له عبد الله بن الزبير : في أيِّ يوم فقئت عينك يا أبا طريف ؟
فقال له : في اليوم الذي قتل فيه أبوك ، وكشفت فيه إستك ، ولطم فيه على قفاك وأنت منهزم ، يعني ابن الزبير ... وفي رواية : فضحك معاوية(1) .
قنبر والحجاج
روى العياشي عن أبي الحسن علي بن محمّد الهادي (عليه السلام) أن قنبر مولى أميرالمؤمنين (عليه السلام) دخل على الحجاج بن يوسف ، فقال له : ما الذي كنت تلي من أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟
قال : كنت أوضّيه .
فقال له : ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه ؟
قال : كان يتلو هذه الآية : {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ
____________
1- تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 40/95 ـ 96 .
وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(1) .
فقال الحجاج : كان يتأوَّلها علينا ؟
فقال : نعم .
فقال : ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك ؟(2)
قال : إذن اُسعد وتُشقى ، فأمر به فقتله(3) .
شهر ابن حوشب والحجاج
روى القمي عليه الرحمة ، قال : حدَّثني أبي ، عن القاسم بن محمّد بن سليمان بن داود المنقري ، عن أبي حمزة ، عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجاج : بأن آية في كتاب الله قد أعيتني ؟
فقلت : أيُّها الأمير ! أيَّة آية هي ؟
فقال قوله : {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}(4) ، والله إني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه ، ثمَّ أرمقه بعيني فما أراه يحرِّك شفتيه حتى يخمد ، فقلت : أصلح الله الأمير ، ليس على ما تأوَّلت .
قال : كيف هو ؟
قلت : إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة يهوديّ
____________
1- سورة الأنعام ، الآية : 44 ـ 45 . 2- العلاوة ـ بالكسر ـ أعلى الرأس ، وقيل : أعلى العنق . 3- تفسير العياشي : 1/359 ح22 ، اختيار معرفة الرجال ، الطوسي : 1/289 ـ 290 ح 130 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 42/135 ـ 136 ح16 . 4- سورة النساء ، الآية : 159 .
ولا نصرانيّ إلاَّ آمن به قبل موته ، ويصلّي خلف المهدي(عليه السلام) .
قال : ويحك ! أنَّى لك هذا ؟ ومن أين جئت به ؟
فقلت : حدثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) .
فقال : جئت بها والله من عين صافية(1) .
عمر بن عبد العزيز مع معلِّمه ومع أبيه
قال عمر بن عبد العزيز : كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة ابن مسعود ، فمرَّ بي يوماً وأنا ألعب مع الصبيان ، ونحن نلعن عليّاً ، فكره ذلك ودخل المسجد ، فتركت الصبيان ، وجئت إليه لأدرس عليه وردي ، فلمَّا رآني قام فصلَّى ، وأطال في الصلاة شبه المعرض عنّي حتى أحسست منه بذلك ، فلمَّا انفتل من صلاته كلح في وجهي ، فقلت له : ما بال الشيخ ؟
فقال لي : يا بنيّ ! أنت اللاعن عليّاً منذ اليوم ؟
قلت : نعم .
قال : فمتى علمت أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟!
فقلت : يا أبت ! وهل كان عليٌّ من أهل بدر ؟
فقال : ويحك ! وهل كانت بدر كلّها إلاَّ له ؟!
فقلت : لا أعود .
فقال : الله أنك لا تعود ؟
____________
1- تفسير القمي : 1/158 ، التبيان ، الطوسي : 3/386 ، تفسير مجمع البيان ، الطبرسي : 3/236 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 9/195 ح45 .
قلت : نعم ، فلم ألعنه بعدها .
ثمَّ كنت أحضر تحت منبر المدينة ، وأبي يخطب يوم الجمعة ـ وهو حينئذ أمير المدينة ـ فكنت أسمع أبي يمرُّ في خطبه تهدر شقاشقه ، حتى يأتي إلى لعن علي (عليه السلام) فيجمجم ، ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به ، فكنت أعجب من ذلك ، فقلت له يوماً : يا أبت ! أنت أفصح الناس وأخطبهم ، فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك ، حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عيّياً ؟!
فقال : يا بنيَّ ! إن من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم ، لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد .
فوقرت كلمته في صدري ، مع ما كان قاله لي معلِّمي أيام صغري ، فأعطيت الله عهداً ، لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيِّرنّه ، فلمَّا منَّ الله عليَّ بالخلافة أسقطت ذلك ، وجعلت مكانه : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(1) ، وكتب به إلى الآفاق فصار سنَّة .
وقال كثير بن عبد الرحمن يمدح عمر ويذكر قطعه السبّ :
وَلَيْتَ فَلَمْ تَشْتم عليّاً وَلَمْ تُخِف | بَريّاً وَلَمْ تَقْبَلْ إِسَاءَةَ مُجرِم |
وَكَفَّرْتَ بِالعَفْوِ الذُنُوبَ مَعَ الَّذِي | أَتَيْتَ فَأَضْحَى رَاضِياً كُلُّ مُسْلِمِ(2) |
عامر بن عبدالله بن الزبير وابنه
روى ابن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه
____________
1- سورة النحل ، الآية : 90 . 2- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 4/58 .
سمع ابناً له يتنقَّص عليّاً ، فقال : يا بنيَّ ! إياك والعودة إلى ذلك ، فإن بني مروان شتموه ستين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاَّ رفعة ، وإن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا ، وإن الدنيا لم تبنِ شيئاً إلاَّ عادت على ما بنت فهدمته(1) .
وفي رواية الثقفي ، قال : حدَّثنا ابن أبي سيف ، قال : قال ابن لعامر ابن عبد الله بن الزبير لولده : لا تذكر ـ يا بنيَّ ـ عليّاً إلاَّ بخير ، فإن بني أمية لعنوه على منابرهم ثمانين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاَّ رفعة ، إن الدنيا لم تبنِ شيئاً قط إلاَّ رجعت على ما بنت فهدمته ، وإن الدين لم يبنِ شيئاً قط وهدمه(2) .
وقال بعضهم في ذلك :
لَعَنَتْهُ بِالشَّام سِبعينَ عاماً | لَعَنَ اللهُ كَهْلَها وَفَتَاهَا |
وفي رواية ابن عبد ربِّه الأندلسي : قال الرياشي : انتقص ابن حمزة ابن عبد الله بن الزبير عليّاً (عليه السلام) ، فقال له أبوه : يا بنيّ ! إنه والله ما بنت الدنيا شيئاً إلاَّ هدمه الدين ، وما بنى الدين شيئاً فهدمته الدنيا ، أما ترى عليّاً وما يظهر بعض الناس من بغضه ولعنه على المنابر ، فكأنما والله يأخذون بناصيته رفعاً إلى السماء !! وما ترى بني مروان وما يندبون به موتاهم من المدح بين الناس ، فكأنما يكشفون عن الجيف !!(3) .
____________
1- الجوهرة في نسب الإمام علي وآله ، البري : 94 ـ 95 ، المحاسن والمساوىء ، البيهقي : 40 ، في مساوئ من عادى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وفي ط دار إحياء العلوم ببيروت : ص77 . 2- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 13/221 . 3- العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : 3/278 ط الثانية بمصر ، في أوائل فضائل علي (عليه السلام) من كتاب اليتيمة الثانية ، البيان والتبيين ، الجاحظ : 2/173 .
أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي(1) وابنه
وروى العلامة الحلي عليه الرحمة ، قال : كان لأبي دلف ولد ، فتحادث أصحابه في حبِّ علي (عليه السلام) وبغضه ، فروى بعضهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : يا عليُّ ! ما يحبُّك إلاَّ مؤمن تقيٌّ ، ولا يبغضك إلاَّ منافق شقيٌّ ولد زنية أو حيضة .
فقال ولد أبي دلف : ما تقولون في الأمير ؟ هل يؤتى في أهله ؟
فقالوا : لا .
فقال : والله إني أشدُّ الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب .
فخرج أبوه وهم في التشاجر فقال : ما تقولون ؟
فقالوا : كذا وكذا ، وحكوا كلام ولده .
فقال : والله إن هذا الخبر لحقٌّ ، والله إنّه لولد زنية وحيضة معاً ، إني كنت مريضاً في دار أخي في حمَّى ثلاث ، فدخلت عليَّ جاريته لقضاء حاجة ، فدعتني نفسي إليها ، فأبت وقالت : إني حائض ، فكابرتها على نفسها فوطأتها فحملت بهذا الولد ، فهو لزنية وحيضة معاً(2) .
وجاء في رواية المسعودي ، قال : إن دلفاً كان ينتقص علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، ويضع منه ومن شيعته ، وينسبهم إلى الجهل ، وإنه قال يوماً ـ وهو في مجلس أبيه ، ولم يكن أبوه حاضراً ـ : يزعمون أن لا ينتقص علياً أحد إلاَّ لغير رشده ، وأنتم تعلمون غيرة الأمير ، وأنا أبغض علياً .
____________
1- توفي سنة 225 هـ . 2- كشف اليقين ، العلامة الحلي : 482 .
قال : فما كان بأوشك من أن خرج أبو دلف ، فلمَّا رأيناه قمنا له ، فقال : قد سمعت ما قاله دلف ، والحديث لا يكذب ، والخبر الوارد في هذا المعنى لا يختلق ، هو والله لزنية وحيضة ! وذلك أني كنت عليلا فبعثت إليَّ أختي جارية لها كنت بها معجباً ، فلم أتمالك أن وقعت عليها ، وكانت حائضاً ، فعلقت به ، فلمَّا ظهر حملها وهبتها لي .
فبلغ من عداوة دلف هذا لأبيه ونصبه ومخالفته له ـ لأنَّ الغالب على أبيه التشيُّع والميل إلى علي (عليه السلام) ـ أن شنَّع عليه بعد وفاته ...(1) .
وقال ابن كثير في أبي دلف : وكان فيه تشيُّع ، وكان يقول : من لم يكن متغالياً في التشيُّع فهو ولد زنا ، فقال له ابنه دلف : لست على مذهبك يا أبة ، فقال : والله لقد وطأت أمَّك قبل أن أشتريها ، فهذا من ذاك(2) .
هشام بن الحكم مع أبي عبيدة المعتزلي
قال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم : الدليل على صحّة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا وقلّتكم ، مع كثرة أولاد علي (عليه السلام) وادّعائهم .
فقال هشام : لست إيانا أردت بهذا القول ، انما أردت الطعن على نوح ، حيث لبث في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً ، يدعوهم إلى النجاة ليلا ونهاراً ، وما آمن معه إلاَّ قليل(3) .
____________
1- مروج الذهب ، المسعودي : 4/62 . 2- البداية والنهاية ، ابن كثير : 10/323 . 3- مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 1/236 .
مؤمن الطاق مع بعض النواصب
قال بعض النواصب لصاحب الطاق : كان عليٌّ يسلِّم على الشيخين بإمرة المؤمنين ، أفصدق أم كذب ؟
قال : أخبرني أنت عن الملكين اللذين دخلا على داود ، فقال أحدهما : {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ}(1) كذب أم صدق ؟
فانقطع(2) .
شريك ورجل
قال رجل لشريك : أليس قول علي لابنه الحسين يوم الجمل : يا بنيَّ ! يودُّ أبوك أنه مات قبل هذا اليوم بثلاثين سنة ، يدلُّ على أن في الأمر شيئاً ؟
فقال شريك : ليس كل حق يُشتهى أن يتعب فيه ، قد قالت مريم في حق لا يُشك فيه : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً}(3)(4) .
نصر بن علي والمتوكل
عن نصر بن علي ، عن علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن حسين بن علي ، حدَّثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه علي بن
____________
1- سورة ص ، الآية : 23 . 2- مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 1/235 . 3- سورة مريم ، الآية : 23 . 4- مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 1/237 .
الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد حسن وحسين قال : من أحبَّني وأحبَّ هذين وأباهما وأمَّهما كان معي في درجتي يوم القيامة .
قال أبو عبد الرحمن عبدالله : لمَّا حدَّث بهذا الحديث نصر بن علي(1) أمر المتوكِّل بضربه ألف سوط ، وكلَّمه جعفر بن عبد الواحد ، وجعل يقول له : هذا الرجل من أهل السنّة ، ولم يزل به حتى تركه(2) .
ابن السكيت والمتوكِّل
يروى أن المتوكِّل نظر إلى ابنيه المعتزّ والمؤيَّد ، فقال لابن السكّيت(3) : من أحبُّ إليك : هما ، أو الحسن والحسين (عليهما السلام) ؟
____________
1- قال الحسين بن إدريس الأنصاري : سئل محمّد بن علي النيسابوري عن نصر بن علي ، فقال : حجّة ، وقال عبدالله بن أحمد : سألت أبي عنه فقال : ما به بأس ورضيته ، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن نصر بن علي وأبي حفص الصيرفي فقال : نصر أحبُّ إليَّ وأوثق وأحفظ من أبي حفص ، قلت : فما تقول في نصر ؟ قال : ثقة ، وقال النسائي وابن خراش : ثقة ، وقال عبيد الله بن محمّد الفرهياني : نصر عندي من نبلاء الناس . قال ابن حجر : قال البخاري : مات في ربيع الآخر سنة خمسين ومائتين ، وفيها أرَّخه غير واحد ، وقيل : مات سنة إحدى وخمسين ، قلت : هو قول ابن جرير فيما حكاه مسلمة بن قاسم ، وقال : هو ثقة عندهم جميعاً . راجع : تهذيب الكمال ، المزي : 29/360 ، تهذيب التهذيب ، ابن حجر : 10/384 ـ 385 . 2- تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : 13/289 ، تهذيب الكمال ، المزي : 12/359 ـ 360 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12/135 ، تهذيب التهذيب ، ابن حجر : 10/384 ، وفيات الأعيان ، ابن خلكان : 6/397 ـ 398 . 3- ويقال : إنَّ ابن السكيت كان من خاصّة الإمام محمّد الجواد والإمام علي الهادي (عليهما السلام) ، ومن محبّي الإمام علي أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . راجع : ترتيب إصلاح المنطق ، ابن السكيت الأهوازي : 6 .
فقال : بل قنبر(1) .
فأمر الأتراك ، فداسوا بطنه ، فمات بعد يوم .
وقيل : حمل ميّتاً في بساط .
قال : وكان في المتوكّل نصب ، مات سنة أربع وأربعين ومئتين(2) .
وفي النجوم الزاهرة : قال المتوكل : من أحبُّ إليك : أنا وولداي المؤيَّد والمعتزّ ، أم علي والحسن والحسين (عليهم السلام) ؟ فقال : والله ، إن شعرة من قنبر خادم علي خير منك ومن ولديك(3) .
النسائي وأهل الشام
قال محمّد بن موسى المأموني صاحب النسائي : سمعت قوماً ينكرون على أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي (عليه السلام) ، وتركه تصنيف فضائل الشيخين ، فذكرت له ذلك .
فقال : دخلت دمشق والمنحرف عن عليٍّ (عليه السلام) بها كثير ، فصنَّفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله .
وقيل له وأنا أسمع : ألا تُخرِّج فضائل معاوية ؟
فقال : أيَّ شيء أُخرِّج ؟ حديث : اللهم لا تشبع بطنه ، فسكت السائل(4) .
____________
1- وفي بعض الأخبار قال له : قنبر خيرٌ منهما ، وأثنى على الحسن والحسين (عليهما السلام) بما هما أهله ، وقيل : قال : والله إن قنبراً خادم علي (عليه السلام) خير منك ومن ابنيك . راجع : قاموس الرجال : 9/460 ، تاريخ الخلفاء ، السيوطي : 348 . 2- سير أعلام النبلا ، الذهبي : 12/18 . 3- النجوم الزاهرة : 2/318 . 4- تذكرة الحفاظ ، الذهبي : 2/699 ، خصائص أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، النسائي : 23 .
وقال محمّد بن إسحاق الإصبهاني : سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبدالرحمن فارق مصر في آخر عمره ، وخرج إلى دمشق ، فسئل بها عن معاوية ابن أبي سفيان وما روي من فضائله .
فقال : لا يرضى معاوية رأساً برأس حتى يفضل ؟!
قال : فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ، ثمَّ حمل إلى الرملة ، ومات بها سنة ثلاث وثلاث مئة ، وهو مدفون بمكة(1) .
قال الحافظ أبو نعيم : مات بسبب ذلك الدوس فهو مقتول(2) .
وقال الحاكم أبو عبدالله بن البيع الحافظ : حدَّثني علي بن عمر الحافظ أنه لما امتحن بدمشق ـ أعني النسائي ـ قال : احملوني إلى مكة ! فحمل إلى مكة وتوفِّي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة(3) .
الكنجي الشافعي وبعض المتعصِّبين النواصب
جاء في ترجمة الكنجي هو الحافظ فخر الدين أبو عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي ، فقد قتل عام 658 في سبيل نشر فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، فألَّف كتاباً باسم : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وكتاباً آخر باسم : البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام) ، فنشرهما في دمشق الشام ، فقتل في جامعه بلا مبِّرر ولا مسوِّغ سوى أنه قام بواجبه في نشر
____________
1- معرفة علوم الحديث ، الحاكم النيسابوري : 83 . 2- شذرات الذهب ، ابن عماد الحنبلي : 2/240 . 3- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ، ابن الدمياطي : 1/35 .
فضائل الوصيِّ (عليه السلام) .
قال في أول كتابه : لمَّا جلست يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة 647 بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجريّة ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرِّسين والفقهاء وأرباب الحديث ، فذكرت بعد الدرس أحاديث ، وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت(عليهم السلام) .
فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم ، وفي حديث عمار في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : طوبى لمن أحبَّك ، وصدّق فيك(1) .
فدعتني الحميّة لمحبَّتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان من أحاديث صحيحة من كتب الأئمّة والحفّاظ في مناقب أميرالمؤمنين علي كرَّم الله وجهه(2) .
____________
1- مسند أبي يعلى الموصلي : 3/178 ـ 179 ح1602 ، الموفَّق الخوارزمي : 116 ح126 ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : 42/281 ، ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : 92 ، نظم درر السمطين ، الزرندي : 102 ، كنز العمال ، المتقي الهندي : 11/622 ح33030 . 2- المناقب ، الموفق الخوارزمي : 11 ـ 12 المقدمة ، كفاية الطالب ، الكنجي الشافعي ، طبع النجف الأشرف ، تحقيق الشيخ محمّد هادي الأميني : 12 .