الصفحة 211
وبعد أن بينت الآية أجر الرسالة وأن السؤال هو عن أهل البيت عليهم السلام، حثهم مرة أخرى على اقتراف الحسنة وهي ولاية أهل البيت كما بينا في أكثر من موضع، وأن من اقترف حب وولاية وإمامة أهل البيت عليهم السلام فسوف يزيده الله بأن يغفر الله تعالى له ويبدل سيئاته حسنات، ويزيده من فضله إنه غفور شكور.

قال تعالى في سورة الشورى الآية: 23 {ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}.

روى السيوطي في الدر المنثور وغيره كثير قال أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {لا أسألكم عليه أجر إلا المودة في القربى} أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداها.

وأخرج سعيد بن منصور، عن سعيد بن جبير {إلا المودة في القربى} قال: قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم، قال: لما جيء بعلي بن الحسين عليه السلام أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ قال: لا. قال: أما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: فأنكم لأنتم هم؟ قال: نعم.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس {ومن يقترف حسنة} قال: المودة لآل محمد.


الصفحة 212
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم، عن المطلب بن ربيعة،قال: دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودر عرق بين عينيه، ثم قال: والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان، حتى يحبكم لله ولقرابتي.

وأخرج مسلم والترمذي والنسائي، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أذكركم الله في أهل بيتي.

وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.

وأخرج ابن عدي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أبغضنا أهل البيت فهو منافق.

وأخرج الطبراني، عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد، إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار.

وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل، إلا أدخله الله النار.

وأخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى، عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يبلغوا الخير أو الإيمان حتى يحبوكم.


الصفحة 213
وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا، من وقائع أوقعناها، فقال: أما والله إنهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم، لقرابتي، ترجو سليم شفاعتي، ولا يرجوها بنو عبد المطلب.

سؤال القبر:

وإذا ربطنا بين الآيات والأحاديث التي ذكرناها وبين حديث الثقلين المتواتر، في العلاقة بينها وبين السؤال في القبر وما سوف نسأل عنه في القبر، فإننا نجد أيضا أن هناك حقيقة أخرى متعلقة بنفس حقيقة السؤال الذي ورد في الآيات وحديث الثقلين، تلك الحقيقة التي غيبها الصادون عن سبيل الله وهو سبيل أهل البيت عليهم السلام كما غيبوا غيرها من الحقائق، حيث أنهم أخفوا سؤالا هاما وأساسيا من ضمن الأسئلة التي سوف نسأل عنها في القبر، وهو السؤال المتعلق بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وإمامته.

فبالرغم من إخفاء وطمس تلك الحقيقة، فقد وردت في أحاديث طوائف المسلمين روايات كثيرة تؤكد السؤال عن الإمامة والولاية في القبر، وحتى أنه ورد أن جواب السؤال هو من أسباب النجاة من عذاب القبر.

روى في ميزان الحكمة عن الإمام الصادق عليه السلام فتقول: (يسأل الميت في قبره عن خمس: عن صلاته، وزكاته، وحجه، وصيامه، وولايته إيانا أهل البيت، فتقول الولاية عن جانب القبر للأربع، ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه).

وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله عز وجل، الصلوات المفروضات، وعن الزكاة، وعن الصيام المفروض، وعن الحج، وعن ولايتنا أهل البيت، فان أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه، فان لم يقر بولايتنا بين يدي الله عز وجل لم يقبل منه شيئا من اعماله).


الصفحة 214
وروي في مسند الإمام علي عليه السلام عن رزين بن حبيش، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: إن العبد إذا دخل حضرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير، فأول ما يسألانه عن ربه، ثم عن نبيه، ثم عن وليه، فان أجاب نجا وان عجز عذّباه، فقال له الرجل لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} ذلك لا سبيل له، وقد قيل للنبي صلى الله عليه وآله: من الولي يانبي الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان علي عليه السلام، ومن بعده وصيه، ولكل زمان عالم يحتجّ الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم {رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى} تمام ضلالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله {فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى} فإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماماً، فعرفهم الله بذلك، والأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلاّ من عرفهم ويعرفوه، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء الله عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال جلّ وعزّ: {وَعَلَى الاَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} هم الشهداء على أوليائهم والنبي الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ النبي صلى الله عليه وآله عليهم المواثيق بالطاعة، فجرت نبوته عليهم وذلك قول الله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلى هؤُلاَءِ شَهِيداً، يَوْمَئِذ يَوَدّ ُالَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تَسَوّى بِهِمُ الاَْرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً}.


الصفحة 215

فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتضلوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم

بعد أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله إرادة الله تعالى في الكتاب والعترة وأوصى المسلمين بالتمسك بهما معا، وبين بداية رحلة الثقلين إلى آخر محطة فيها، وأعلم كل من سمعه أن التمسك بهما هو الهداية إلى طريق الحق والى الصراط المستقيم، ثم طمئن من سمعه بأن الكتاب والعترة لن يتفرقا ولن يفترقا.

وبعد ذلك حذر صلى الله عليه وآله بأنه سوف يسأل الناس ماذا فعلوا بأهل البيت حتى يتقرر مصير كل واحد منهم عند آخر محطة من رحلة الثقلين، فإن كان ممن والى وأحب أهل البيت عليهم السلام كان مؤمنا ومآل المؤمن إلى الجنة، وإن كان مبغضا معاديا جاحدا حقوق أهل البيت وأحقيتهم كان منافقا أو كافرا والمصير إلى النار والعياذ بالله.

ثم بعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الشرح المفصل والبلاغ المبين، وإذا به يوصى المسلمين بوصية أخرى تتعلق بالكتاب والعترة الطاهرة، وكأنه يحذر المسلمين من حال معين قد يقع المسلمون فيه ويطبقونه، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أعطاه الله تعالى علم الأولين والآخرين ببيان تلك الإشارات المتعلقة بذلك الحال، حتى يتقوا ذلك المحذور ولا يقعوا فيه.

وكان بيان ذلك الحال من خلال عبارة فلا تقدموهما أي الكتاب والعترة فتهلكوا وفي روايات لتهلكوا، ولا تتأخروا عنهما فتهلكوا وفي رواية فتزلوا وفي رواية أخرى فتضلوا، ولاتعلموهم أي العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام، فإنهم أعلم منكم حيث أن الكتاب هو القرآن الصامت وأهل البيت عليهم السلام هم القرآن الناطق.

ومعنى لا تقدموهما أنه أثناء رحلة الثقلين إلى الحوض، اجعلوا الكتاب والعترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام دائما في المقدمة فلا تتقدموا عليهما ولا تتكبروا عليهما ولا تترفعوا عن الإقتداء بهما والإهتداء بهديهما، اجعلوهما أئمتكم حتى يكونا وفدكم إلى الله تعالى حتى يترافعا لكم بين يدي الله تعالى

الصفحة 216
وتنالوا الشفاعة بهما، وإنكم إن لم تفعلوا ذلك وتجعلوهما في المقدمة، فإن الهلاك مصيركم.

وكذلك لا تتأخروا عنهما أي لا تنحوهما جانبا أو تتركوا اتباعهما والإقتداء بهديهما الرباني المعصوم فبالتالي تزلوا وتضلوا وتهلكوا.

ولاتعلموهم أي لاتتركوا التعلم منهم والأخذ منهم واتباعهم، وتتعلموا من آرائكم وأهوائكم الناقصة والضالة، فلا تعلموهم وتفرضوا تأويلاتكم الخاطئة وأقوالكم الموضوعة وأهواءكم الفاسدة على ما جاء من عند الله تعالى، لأن ما جاء من عند الله الخالق المدبر هو العلم الحقيقي بما يصلح الإنسان ويرفعه إلى أعلى المراتب السامية، ويجنبه كل ما يضله ويضره وما ليس له فيه منفعة أو مصلحة.

فمن القضايا الأساسية والبديهية التي بينتها تلك العبارات من الحديث خاصة، ومن حديث الثقلين بشكل عام قضايا محورية ومركزية في العقيدة والأحكام غابت عن عقائد وأحكام الكثير من الطوائف الإسلامية، تتعلق تعلقا مباشرا بالأئمة من أهل البيت عليهم السلام، غيبها الحاقدون والحاسدون لأهل البيت عليهم السلام، الذين حاربوا إرادة الله تعالى وحاولوا وأدها في مهدها، ولا زالوا يحاربونها، مما أدى إلى طمس وتغييب حقيقة وأحقية أهل البيت عليهم السلام، فكانت النتيجة أن جهل المسلمون ذلك وغيبت عنهم الحقائق، فصار التقدم على أهل البيت عليهم السلام أمر مشروع مرغوب ممدوح، وصار الإجتهاد بالرأي والهوى والقياس مقدم على ما حمله الأئمة من أهل البيت عليهم السلام والذي يمثل إرادة الله تعالى، وصار التأخر عن أهل البيت وأتباعهم ظاهرة متفشية لا تقبل الحوار أو النقاش، بل هي خطوط حمراء يضلل من تجاوزها أو ربما يفسق أو يكفر، وصار المسلمون من على مقاعد كبريائهم ينظرون إلى أهل البيت وأتباعهم وشيعتهم نظرة دونية، فالواجب من وجهة نظرهم على أهل البيت وأتباعهم أن يتعلموا من أهواء وآراء أولئك الذين يحاولون تعليم الناس أن التفرد وإلغاء الآخر وطمسه، هو المطلوب وأن الصواب عندهم هو أن يتعلم أهل البيت وشيعتهم منهم، فهم على حد علمهم

الصفحة 217
الأعلم وهم الفرقة الناجية، هكذا ينظرون لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فقد تقدموا عليهم وتأخروا عن فكرهم وتراثهم، ثم يفرضون على أهل البيت وشيعتهم أن يتعلموا من أهوائهم وآرائهم وقياساتهم مع أن الحديث واضح في عبارته عندما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فإنهم أعلم منكم.

وتظهر محاولات فرض الرأي وتفسيق وتكفير الآخر وإلغائه، من خلال مخالفة النصوص الشرعية الواضحة الدلالة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي فعلها وأقرها أو قالها رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت وشيعتهم، فهناك عشرات الأحكام في الكتاب والسنة تمت مخالفتها، وفرضت على الآيات والأحاديث تأويلات خاطئة، أدت إلى مخالفة الكتاب والعترة الطاهرة. خذ مثلا واحدا فقط وهو آية الوضوء والتي تدل على وجوب مسح القدمين دلالة واضحة ومدعمة بأكثر من سبعين حديثا من عند أهل السنة والجماعة تدل على وجوب المسح، فضربوا بالآية عرض الحائط وتركوا أحاديثهم ورفضوا تطبيق الرسول وأئمة الهدى من أهل البيت عليهم الصلاة السلام، مقابل تأويلات أتعبوا أنفسهم في فرضها، مخالفين بذلك الكتاب والعترة وكأنهم أعلم منهما.

وهناك المئات من التروكات والمخالفات والتجاوزات للكتاب وأهل البيت عليهم السلام ضاعت عندهم أو غيبت، بالرغم من سطوع نور بيانها تقدموا عنها وتخلفوا عن أهل البيت وخالفوهم، وحاولوا أن يعلموهم من آرائهم وأهوائهم، بل وإنهم خطؤوهم وتركوا إصابة أهل البيت ومطابقتهم لمراد الله تعالى، فكانت النتيجة الهلاك والضلال والزلل، وهو الذي لا زالت غالبية الأمة عليه.

أما بالنسبة إلى القضايا الهامة والمحورية في العقيدة والأحكام والتي تبينها عبارة حديث الثقلين الأخيرة خاصة وحديث الثقلين بشكل عام فهي متعددة نتطرق إلى بعضها على سبيل الإجمال، وما ألفه علماء الأمة الأجلاء من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام فيه الكفاية.


الصفحة 218

عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

من تلك القضايا قضية العصمة للنبي والأئمة من أهل البيت عليهم السلام، والتي يوجبها حديث الثقلين ويحملها في طيات عباراته كلها، وتتجلى فيه بأجلى صورها، فمن لا يستنبط عصمة النبي والأئمة من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من خلال هذا النص المتواتر وعجز عن استيعابها، فهو عن غيرها أعجز.

إذ كيف يمكن أن يأمر الله تعالى باتباع وطاعة من لم يحز العصمة من أعلى مراتبها، فمن طاعته واجبة والإقتداء به هدى وهداية، والتفرق عنه ضلال وزيغ، يجب أن يكون معصوما في أقواله وأفعاله، وسلوكه وتصرفاته، وسائر شؤون حياته.

وكذلك لا يمكن أن يوصي رسول الله صلى الله عليه وآله بالتمسك بالعترة الطاهرة ويؤكد بأن التمسك بهم نجاة من الضلال، وهذا معناه أنهم الحق والحق هو من الله تعالى لا يدخله النقص أو الخلل، وهم عليهم السلام حملة الحق والدعاة إليه، فكل مايقولونه ويفعلونه معصوم قطعا.

فنحن بأمر الله وإرادته ووصية رسوله، مأمورون باتباعهم وبدلالة العقل أيضا هم أحق بالإتباع، وهو ما تبينه الآية التالية.

يقول تعالى في سورة يونس الآية 35 {قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يَهِدِّي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون}.

ثم إنهم بالدليل النقلي والعقلي حجج الله تعالى على عباده، ولا يمكن أن تكون حجة الله متناقضة أو يدخلها الزلل، يقول تعالى في سورة الأنعام {فلله الحجة البالغة}. وهذا يقتضي عصمة النبي والأئمة من أهل البيت عليهم السلام أولي الأمر الذين تجب علينا طاعتهم بنص القرآن الكريم.

ثم إن اقتران الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بالقرآن الكريم، والأمر الإلهي يوجب التمسك بهما معا حتى صارا شيئا واحدا، والقرآن كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا يعنى العصمة، ولا يمكن أن يقترن بالمعصوم ويصير معه شيئا واحدا إلا المعصوم.


الصفحة 219
هذا ما يقرره حديث الثقلين بخصوص العصمة، وما ذكرت بخصوصها فيه الكفاية السريعة التي توصل إلى القناعة بعصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، ويكفيك آية التطهير، التي تدل دلالة قطعية على عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب، الآية 33 {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

مفهوم الإمامة:

ومن القضايا الأساسية المركزية والمحورية في عبارات الحديث، هي موضوع الإمامة ومفهومها، والإعتقاد بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك بإمامة الحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين عليه السلام.

والإمامة ظاهرة من خلال كل العبارات الواردة في حديث الثقلين، فلا يُتَمَسَك إلا بالإمام، ولا يجوز التقدم على الإمام ولا يجوز التأخر عنه، فهو جُنة في الدنيا والآخرة.

وجود إمام معصوم في كل زمان:

ومن أساسيات حديث الثقلين التأكيد على ضرورة وجود إمام معصوم من أهل البيت عليهم السلام في كل عصر وزمان إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مستورا، فبناءً على مضمون الحديث وموضوعه، لا يمكن للكتاب والعترة الطاهرة أن يتفرقا أو يفترقا، والقرآن موجود ومحفوظ منذ أن أنزله الله تعالى على رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا وإلى آخر الزمان، فمن المقطوع إذن بوجود إمام معصوم من أهل البيت عليهم السلام مرتبط مع القرآن، وهذا معناه تأكيد ولادة الإمام المهدي المنتظر وظهوره ثم غيبته ونسأل الله تعالى أن يعجل في ظهوره العلني الشريف.

ولذلك فإن وجود الإمام وبناء على الحديث صار ضرورة شرعية وعقلية، فهو عليه السلام مغيب عنا، ولكنه بيننا ومعنا اللهم عجل فرجه الشريف، وأكرمنا

الصفحة 220
وجميع المؤمنين والمؤمنات برؤية طلعته البهية، واجعلنا من أنصاره وأشياعه وأتباعه.

قال ابن حجر: اعلم أن لحديث التمسك بالثقلين (الكتاب والعترة)، طرقا كثيرة، وردت عن نيف وعشرين وصحابيا، وفي تلك الطرق أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنه صلى الله عليه وآله قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنه صلى الله عليه وآله قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى أنه صلى الله عليه وآله قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف.

ولا تنافي إذ لا مانع من أنه صلى الله عليه وآله وسلم كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.

ثم بعد ذلك يضيف بن حجر قائلا: سَمى رسول الله صلى الله عليه وآله القرآن وعترته ثقلين، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية، ولذا حث صلى الله عليه وآله على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم ... ويؤيده الخبر السابق ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. وتميزوا بذلك عن بقية العلماء، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة.

وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت، إشارة إلى عدم انقطاع العالم عن التمسك بهم إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ... ثم أحق من يتمسك به منهم، إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته الخ.

فكما لا يجوز للمسلمين أن يغيروا شيئا من كتاب الله العزيز حتى لو أجمعوا على ضرورة التغيير لتغيير الزمان وغير ذلك، وكذلك لا يجوز للمسلمين أن يتركوا أهل البيت ويتمسكوا بغيرهم حتى لو أجمعوا على ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وآله حكم على المسلمين وأمرهم أن يتمسكوا بالقرآن وبعترته وأهل بيته معا فلا يجوز التمسك بواحد دون الآخر.


الصفحة 221

مفهوم الإسلام ومفهوم الإيمان:

ثم إن من القضايا الهامة التي يوجبها حديث الثقلين، التفريق بين مفهوم الإسلام ومفهوم الإيمان، فالإسلام غير الإيمان، فمن حاز الإيمان فهو بالضرورة مسلم، ولكن المسلم ربما يكون مؤمنا أو ليس بمؤمن.

وهذا التفريق بين المفهومين حدده الله تعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الحجرات الآية 14 {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم}.

روى السيوطي في الدر المنثور قال أخرج ابن قانع وابن مردويه من طريق الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسم قسما فأعطى أناسا ومنع آخرين، فقلت يا رسول الله: أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن، فقال: لا تقل مؤمن ولكن قل مسلم.

وقال تعالى في سورة الحجرات الآية 15 {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}.

وكما مر معنا من خلال البحث فإن الإيمان مرتبط بولاية أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم، فكما ورد في الأحاديث أن حب علي وأهل البيت إيمان وبغضهم كفر ونفاق.

مفهوم الهدى والضلال:

ومن القضايا الهامة أيضا والمستنبطة من عبارات حديث الثقلين، مفهوم الهدى والضلال، فالهدى هو ما ارتبط بالكتاب والعترة الطاهرة معا من عقائد وأحكام وكان عن طريق أهل البيت عليهم السلام ولاة الأمر وسفن النجاة.

وأما الضلال فهو ترك التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة معا وترك اتباع أهل البيت عليهم السلام وعدم التمسك بهم وبعقائدهم وأحكامهم.


الصفحة 222
فطاعتهم هدى وعصيان أمرهم ضلال، ومن أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، ومن أطاع الله فهو على الهدى، ومن عصاه فهو من الضالين.

مفهوم النجاة ومفهوم الهلاك:

ثم من القضايا المحورية والمركزية في الحديث، مفهوم النجاة ومفهوم الهلاك، فالنجاة هي اتباع أهل البيت ومحبتهم وموالاتهم ونصرتهم والإقتداء بهديهم وسلوك صراطهم المستقيم وركوب سفينتهم عليهم السلام.

وأما الهلاك فهو ترك اتباع أهل البيت عليهم السلام وترك محبتهم وتولي غيرهم والإقتداء بعدوهم بل ومعاداتهم وبغضهم وخذلانهم.

ومفهوم الهلاك هو أيضا الغرق في بحر الضلال والزلل والظلم، نتيجة لعدم ركوب سفينة النجاة سفينة أهل البيت عليهم السلام.

روى السيوطي في الجامع الصغير والحاكم في المستدرك عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك). ورواه البزار عن بن عباس وعن ابن الزبير. ورواه الطبراني وأبونعيم.

وروى المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي قال في شرحه لحديث السفينة المذكور: (إن مثل أهل بيتي) فاطمة وعلي وابنيهما وبنيهما عليهم السلام أهل العدل والديانة (فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك) وجه التشبيه أن النجاة ثبتت لأهل السفينة من قوم نوح، فأثبت المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم لأمته بالتمسك بأهل بيته النجاة، وجعلهم وصلة إليها، ومحصوله الحث على التعلق بحبهم وحبلهم وإعظامهم شكر النعمة مشرفهم والأخذ بهدي علمائهم، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة وأدى شكر النعمة المترادفة، ومن تخلف عنه غرق في بحار الكفران وتيار الطغيان، فاستحق النيران لما أن بغضهم يوجب النار كما جاء في عدة أخبار، كيف وهم أبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج اللّه بهم على

الصفحة 223
عباده، وهم فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم وبرأهم من الآفات، وافترض مودتهم في كثير من الآيات، وهم العروة الوثقى، ومعدن التقى، واعلم أن المراد بأهل بيته في هذا المقام العلماء منهم إذ لا يحث على التمسك بغيرهم وهم الذين لا يفارقون الكتاب والسنة حتى يردوا معه على الحوض.

وجوب التعلم من أهل البيت عليهم السلام:

ومن القضايا الهامة التي يوضحها الحديث، وجوب التعلم من أهل البيت عليهم السلام، وترك كل الآراء والإجتهادات والقياسات والتنازل عن كل ذلك مقابل الإلتزام بالأخذ عنهم والتعلم منهم على شرط أن لا نتقدم عليهم، وأن لا نتأخر عنهم.

روى الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك، لحمك من لحمي، و دمك من دمي، و روحك من روحي، و سريرتك من سريرتي، و علانيتك من علانيتي، سعد من أطاعك، و شقي من عصاك، و ربح من تولاك، و خسر من عاداك، و فاز من لزمك، و هلك من فارقك، مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي، مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق، و مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة.

تطابق أحوال الأنبياء مع أحوال الأئمة من أهل اليبت عليهم السلام:

ومن القضايا الهامة في حديث الثقلين، والتي يبينها في مضامينه ومعانيه، خاصة عبارة فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تتأخروا عنهما فتضلوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم، موضوع أساسي حبذا لو اهتم المسلمون فيه، وهو الآيات القرآنية والأحاديث التي تشرح أحوال الأنبياء والرسل وقصصهم، وتطابقها مع

الصفحة 224
أحوال الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، حيث أن ما حصل مع الأنبياء سلام الله تعالى عليهم من شدة وأذى وكذلك في الأحوال العامة، يترابط بشكل وثيق مع الأئمة من أهل البيت في المضمون والموضوع وفي التطبيق.

فمثلا عندما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).

وعندما يسمي رسول الله صلى الله عليه وآله أبناء أمير المؤمنين عليه السلام الحسن والحسين ومحسن كأسماء أبناء هارون عليه السلام.

فإن ذلك يعني تطابقا معينا أراده الله تعالى لابد من استنباطه وتدبره من خلال متابعة أحوال نبي الله موسى وهارون عليهما السلام. فكما كان هارون خليفة ووزيرا لموسى عليه السلام فكذلك أمير المؤمنين.

وعندما تذكر الأحاديث أن أهل البيت في الأمة كسفينة نوح، فأن ذلك يقتضي دراسة حال نبي الله نوح عليه السلام مع أمته وقصة سفينته وقصة ابنه الذي لم يركب السفينة فكان مصيره الهلاك. فالسفينة تتطابق مع الأئمة من أهل البيت عليه السلام.

وكذلك طول عمر نبي الله نوح يتطابق مع طول عمر إمامنا المهدي المنتظر، فلا يستغرب طول عمره الشريف مع وجود من هم أطول عمرا.

وكذلك قصة غيبة سيدنا موسى عليه السلام عندما خرج خوفا من جبروت فرعون وغاب عن أمته غيبة طويلة ثم رجع إليهم بعد ذلك، فإن غيبة نبي الله موسى عليه السلام تشبه غيبة الإمام صاحب العصر والزمان.

وقصة وحال نبي الله يحيى الذي قام بنو إسرائيل بقتله وقطع رأسه، تتطابق مع قتل الإمام الحسين عليه السلام وقطع رأسه الشريف.

وكذلك أمر الله تعالى لخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يذبح ابنه اسماعيل، فاستسلم نبي الله إسماعليل عليه السلام لإرادة الله تعالى ففداه الله بالحسين عليه السلام. فهذه تشبه علم ومعرفة رسولنا محمد صلى الله عليه وآله بأن أمير المؤمنين عليه السلام مقتول من بعده وأن الحسين مقتول وكذلك حال بقية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.


الصفحة 225
وهكذا حال نبي الله يوسف عليه السلام الذي غاب عن أهله وإخوته، بينما كان ملكا في مصر وهم بجواره لكنهم لم يعرفوه حتى عرفهم بنفسه، فكذلك حال إمامنا صاحب العصر والزمان في غيبته.

وكذلك حال إخفاء ولادة نبي الله إبراهيم عن النمرود، وإخفاء ولادة موسى عليه السلام عن فرعون، تشبه ولادة الإمام المهدي عليه السلام وإخفائها عن طواغيت ذلك العصر.

وهكذا أحوال كل الأنبياء يجب مراجعتها بدقة والبحث عن أوجه التطابق والتشابه والإرتباط بينهم عليهم الصلاة والسلام وبين أهل البيت النبوي الشريف، لأن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يمثلون واقع وأحوال الأنبياء، وما حصل مع الأنبياء يتطابق مع ما حصل معهم، وهنا تدخل محورية حديث الثقلين ليس فقط في العقيدة والأحكام وإنما في القصص القرآني أيضا.

وهذا البحث بحاجة إلى دراسة منفصلة ومفصلة، ولكنني ذكرت شيئا من معالمه، لإرتباطه بموضوع ومضمون حديث الثقلين، وحتى ألفت النظر إلى محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام، وأن هناك عشرات القضايا والمفاهيم من الممكن استنباطها من هذا الحديث الشريف. كمفهوم الشفاعة، وواقع الحياة في دولة الإمام المهدي عليه السلام، وغيرها من المفاهيم الإسلامية والإيمانية، كلها مرتبطة ارتباطا وثيقا بحديث الثقلين وتنبثق عنه.

وبناء على ذلك فإنني لازلت اعتبر أن هذا الحديث بحاجة إلى رعاية أكبر وأكثر من قبل المسلمين وعلمائهم على وجه الخصوص، فكلام رسول الله صلى الله عليه وآله، وحي من الله تعالى يجب أن يحمل دوما على محمل الإحترام والتبجيل والتقدير، حتى يوفق الله تعالى لتطبيقه في كل شؤون الحياة.


الصفحة 226

خاتمة:

في نهاية البحث أقول لعلني أكون قد وفقت في تبيان محورية حديث الثقلين في الإسلام، في عقائده وأحكامه، حيث أنني قد بينت أن هذا الحديث الشريف محور إسلامي أساسي، تدور حوله وترتبط به مئات الآيات والأحاديث، وكذلك يستنبط منه عشرات القضايا الإسلامية والإيمانية المتعلقة بكثير من العقائد والأحكام، والتي بينت بعضا منها، وبشكل مترابط مع الأدلة والنصوص من القرآن والحديث الشريف. وقد تعمدت إكثار الإستدلال بالحديث الشريف من عند أهل السنة والجماعة، حتى تكون الحجة أبلغ، وحتى لا نتهم بتفسير حديث الثقلين بناءً على مؤثر خارج عن ما عندهم.


والله ولي التوفيق


الدكتور صلاح الدين الحسيني