الصفحة 193
وأن الكتابة عن آل البيت عبادة يجب أن تؤدى على وجهها، والتقلب في ذكرياتهم حياة فوق الحياة، والانصراف إلى خدمة تاريخهم توفيق عزيز، والخلوص إلى التفكير فيهم مدد لا يتاح، ولا ينبغي إلا لأهل الله.

ولقد تتبعت سطور بعض الصفحات، بقدر ما أذنت به حالتي، فلم أجد لدي طاقة كتابة المقدمة التي ترضيني ويرضى بها عني الله ورسوله، وآل البيت الشريف.

فمثل هذه الكتابة الموصولة الأسباب بالدين والدنيا، ثم بالماضي والحاضر والمستقبل ثم بحركات العقول والقلوب والأسرار، بل وما وراء الأسرار.

وهذه الكتابة لا يتعرض لها رجل مثلي اليوم، تحتويه أزمات أمراض الجسم، ومتاعب النفس. وهما شئ عظيم.

من أجل ذلك أعتذر إلى أخي خجلان آسفا، بقدر ما أشكر له ثقته بي وبقدر ما أدعو له بجوامع الخير من كل قلبي. والسلام على النبي وآل بيته والأحباب.

وأما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله

المفتقر إليه وحده             
محمد زكي إبراهيم من العشيرة المحمدية 
القاهرة: 20 من ربيع الثاني سنة 1385 هـ
19 من أغسطس (آب) سنة 1965 م   


وقصدت العشيرة المحمدية مع الدكتور حامد حفني داود أستاذ الأدب العربي في كلية الألسن ولم يكن فضيلة السيد الرائد هناك بل كان " أمينه " السيد أحمد " أبو التقى " فأهدى إلي العدد الأخير من المجلة، فأخذته وصرت أنظر فيه وأتصفحه وقلت له:

إن مجلتكم هذه قد أسميتموها: مجلة العشيرة المحمدية في الدفاع عن أهل بيت

الصفحة 194
النبي الأطهار، سلام الله تعالى عليهم فما بالكم تخالفون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأضعاف صفحات المجلة فتعجب وقال: كيف؟

قلت: لقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مثل هذه الصلوات وسماها البتراء (1) وروى ابن حجر في صواعقه وقال:

صح عن كعب ابن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد (2) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تصلوا علي الصلاة البتراء، قالوا يا رسول الله، وما الصلاة البتراء قال:

تقولوا:

اللهم صل على محمد وتمسكون.

قولوا: اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم والصلاة الإبراهيمية مذكورة في جميع كتب المناقب، فعند ذلك أجاب سيادته قائلا:

بأن " إكليشية " (صلى الله عليه وآله وسلم) غير موجودة هنا في مصر فأخبرته بأنها موجودة في مسبك الحرية بالإمام الشافعي وإنني قد أوصيت أحد الأساتذة هنا بمصر وعمل لي منها كمية لطبع كتاب: " وسائل الشيعة ومستدركاتها " فاتصل سيادته بالمسبك أمامي وطلب منه مقدار كيلو من هذه " الإكليشية " وأنا في القاهرة وصدر العدد ومتى جاء ذكر اسم النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه وضعت هذه " الإكليشية " بدلا من الأولى التي كانت خالية من ذكر الآل (عليهم السلام) وهي: (صلى الله عليه وآله وسلم) والمجلة لا تزال تصدر إلى هذا اليوم.

وقد لاحظت على غلاف المجلة وقد طبع في أعلاه من جهة اليمين " حي على الفلاح " وإلى جانبه: لبيك اللهم لبيك.

____________

(1) ستأتي في محادثاتنا مع الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي.

(2) أنظر: الصواعق المحرقة ص 144.

الصفحة 195
فقلت: لسيادته:

لو أنكم كنتم أبدلتم " حي على الفلاح " ب " حي على خير العمل " (1) لكان أفضل وأحسن لأن من خير الأعمال السعي في نشر هذه المجلة ومطالعتها واقتنائها، وتوزيعها، وإهداؤها

فالتفت إلي الدكتور حامد وقال:

يا أستاذ: هذه مجلة ولها عدة سنوات تصدر بهذا الشكل، وأول عدد صدر منها على هذا النحو، ولا يمكن تغييره وتبديله.

فأخذت العدد بيدي ورميت به فوق المنضدة وقلت:

ما قيمة مجلة يا أستاذ:

تشكل لجان من أساتذة وعلماء وخبراء لسن بعض القوانين للدولة، ولم يمر عليها زمن طويل حتى تلغى تلك القوانين، وتبدل، وتغير، ويضرب بها عرض الجدار.

وبعد ذلك: أخذ السيد الأستاذ الدكتور حامد بيدي وخرجنا وقد ترك السيد - أبو التقى أحمد - أمين العشيرة - في نفوسنا للسيد الرائد من الاحترام والتقدير قدرا لما له من ماض طويل مجيد في الكفاح في سبيل نشر الدعوة الإسلامية.

وفي رحلتي إلى القاهرة عام 1395 هـ - 1975 م في شهر رمضان المبارك زرت

____________

(1) قال الأستاذ الفكيكي: قال الإمام القوشجي متكلم الأشاعرة وحكيمهم في أواخر مبحث الإمامة من شرح كتاب التجريد في علم الكلام أن عمر (رضي الله عنه) قال: وهو على المنبر:

أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أنهى عنهن، وأحرمهن وأعاقب عليهن: متعة النساء، ومتعة الحج، وحي على خير العمل. إلا أن الإمام القوشجي أفاد: إنما صدر ذلك من عمر (عن تأويل واجتهاد. أنظر: المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي ط القاهرة المطبعة العربية بدرب الجماميز.

الصفحة 196
سماحة الأستاذ الأكبر السيد رائد العشيرة المحمدية في داره العامرة وقدمت لفضيلته مجموعة من مطبوعاتنا وغيرها فنشر عنها في مجلته الغراء تحت عنوان:

" الكتب والكتاب " وإليك نص ما نشره:

هدية الأستاذ الرضوي

الأخ الأستاذ السيد مرتضى خادم أهل البيت، ومحب مصر والناشر الثقافي الإسلامي المعروف والمجاهد المضحي بالمال والأهل، والصحة مهاجرا إلى الله في خدمة الإسلام والتقريب بين طوائف أهل القبلة في زيارة مفاجئة مولانا الإمام رائد العشيرة المحمدية حمل إليه هدية شخصية في عشر رسائل هي:

1 - مع رجال الفكر في القاهرة.

2 - دراسات في نهج البلاغة.

3 - ثورة الحسين وظروفها وآثارها.

4 - الرد على فجر الإسلام.

5 - الوضوء في الكتاب والسنة.

6 - المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي.

7 - المراجعات.

8 - علي ومناؤوه.

9 - أصل الشيعة وأصولها.

10 - عقائد الإمامية.

وإن التعليق على كل كتاب منها ليحتاج إلى كتاب آخر وهي: بحمد الله كتب أصبحت معروفة للجمهور المسلم فللأستاذ الرضوي من الله كل الأجر وفي الإمام الرائد كل الشكر، مع أبرك الدعاء، وأصدق التقدير والوفاء " (1).

____________

(1) مجلة المسلم السنة 26 العدد 3 ص 34.

الصفحة 197

- 2 -
حرف الباء



6- الشيخ أحمد حسن الباقوري

7- الدكتورة عائشة بنت الشاطئ



الصفحة 198

الصفحة 199

- 6 -
الشيخ أحمد حسن الباقوري
وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية


الصفحة 200

  • ولادته: من مواليد " باقور " في الصعيد الأعلى
  • تخرج في الأزهر الشريف، وأصبح من علمائها الأعلام.

  • رشح نفسه مرات في عضوية مجلس الأمة.

  • حصل: على ثقة الحكومة رغم انتمائه سابقا إلى الإخوان المسلمين.

  • عين: وزيرا للأوقاف بعد ثورة يوليو 1952 م.

  • نجح في إدارة دفة وزارة الأوقاف مدة طويلة.

  • أهم آثاره: " مع كتاب الله " وكتاب " مع الصائمين "، " مع القرآن " " أثر القرآن الكريم ".

  • سعى: في نشر كتاب: (مختصر النافع) في فقه الشيعة الإمامية.

  • له تقديم لكتاب: " العلم يدعو للإيمان " وكتاب: " وسائل الشيعة ومستدركاتها " وله مشاركة واسعة في المقالات الأدبية والدينية، والأحاديث في الإذاعة والتليفزيون.

  • وهو من كبار رجال الفكر الإسلامي ومن دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية العاملين لها.

  • يدعو إلى نشر كتب الشيعة للوقوف عليها بغية إزالة الخلاف بينهم وبين إخوانهم من أهل السنة.


    الصفحة 201
    تعرفت على هذا الأستاذ الكبير في 5 / 3 / 1958 م في وزارة الأوقاف بمصر، وكانت زيارتي لفضيلته بعد صدور الجزء الأول من كتاب: " وسائل الشيعة ومستدركاتها ".

    فأخذت الكتاب معي إلى وزارة الأوقاف، ودخلت على مدير مكتب الوزير:

    الأستاذ عبد الكريم الخطيب (1) وأطلعته على الكتاب الذي معي وأريد تقديمه لسيادة الوزير، فاتصل هاتفيا بالسيد الوزير وبعد برهة دخلت على السيد الوزير، ورحب بي غاية الترحيب فأهديته كتاب " وسائل الشيعة ومستدركاتها " وجلست ساعة عنده، ولما هممت بالخروج قام سيادته من مكانه إلى باب غرفته وفتح لي الباب بيده، وودعني وخرجت.

    وبعد أيام ذهبت إليه، وأهديت له الكتب التي طبعتها في القاهرة مع كتاب " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " للعلامة المحقق السيد عبد الزهراء الخطيب فسر لذلك كثيرا، وقال سيادته:

    إن مجلة الأزهر هي لجميع المسلمين، وأرجو إخبار علماء الشيعة والأساتذة ليبعثوا إلى المجلة بمقالاتهم وآرائهم لنشرها في المجلة ونحن نرحب بهذا.

    وفي يوم من الأيام اتصل بي الأستاذ الحوماني (2) هاتفيا وقال:

    ____________

    (1) سيأتي ذكره في حرف الخاء برقم 18 في هذا الكتاب.

    (2) أديب لبناني له مؤلفات كثيرة، وعدة دواوين شعرية رائعة ومن مؤلفاته: " دين وتمدين " صدر منه خمسة أجزاء وله " حي الرافدين " وديوان " أنت أنت ".

    الصفحة 202
    كنت أمس عند الأستاذ الشيخ الباقوري، وهو مريض، وكنت قد ذهبت لعيادته في منزله، وجرى الحديث عنك، ويرغب أن تزوره.

    فاتفقت على موعد محدد لزيارته في عصر اليوم الثاني مع الأستاذ الحوماني، وعندما حضر الأستاذ الحوماني أخبرته بأني طبعت كتاب: " المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي " للأستاذ توفيق الفكيكي (1) وقد قدم له تقديما رائعا الأستاذ عبد الهادي مسعود مدير الفهارس العامة بدار الكتب المصرية سابقا وقد صدر في هذا اليوم، فقال:

    لا بأس أن تصحبه معك وتقدمه لسيادة الشيخ الباقوري.

    فأخذت الكتاب معي، وذهبت بمعية الأستاذ الحوماني إلى منزل الشيخ الباقوري، وعندما دخلنا عليه رحب بنا كثيرا. وبعد أن جلسنا قدمت له كتاب " المتعة " فتناوله وقال:

    إن بعض الشبان الذين بعثتهم الدولة إلى الخارج للدراسة، سألوني وقالوا: ما نصنع ونحن بعيدون عن أهالينا وأزواجنا، فأفتيتهم بالمتعة.

    ثم قلت للأستاذ الباقوري:

    يا أستاذ إن لي رغبة ملحة في تحقيق كتاب " الخلاف " للشيخ الطوسي في الفقه على المذاهب الخمسة وأريد أن أدفعه إلى أربعة من الأساتذة والعلماء هنا ليحققوا الكتاب.

    المسائل الفقهية للمذهب الحنفي يحققها الحنفي.

    والمسائل الفقهية للمذهب الشافعي يحققها الشافعي.

    ____________

    (1) مؤلف كتاب " الراعي والرعية " شرح عهد الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لمالك الأشتر، طبع مرتين الأولى في النجف الأشرف والثانية في بغداد.

    الصفحة 203
    والمسائل الفقهية للمذهب المالكي يحققها المالكي.

    والمسائل الفقهية للمذهب الحنبلي يحققها الحنبلي.

    فأجابني فضيلته قائلا:

    - أما أنا فمالكي.

    ثم نهض من مكانه وجاء بنسخة من " الخلاف " وكانت الطبعة الأولى، وقال:

    - هذه النسخة أهداها الإمام البروجردي عند زيارتنا له في إيران، وأنا راجعت الكتاب ورأيت فيما ينقله عن المالكية كله صحيح وموجود في كتبنا.

    قلت: نعم، أنا أعلم أنه صحيح، ولكن لو يحقق الكتاب، ويشار إلى مصادره يكون أفضل.

    ثم بعد ذلك طلبت من فضيلته أن يقدم لنا كلمة نفتح بها الجزء الثاني من كتاب:

    " وسائل الشيعة ومستدركاتها " فرحب سيادته بهذا الطلب ووعدنا بالتقديم في زيارة ثانية في وزارة الأوقاف.

    وبعد أيام راجعت الأستاذ عبد الكريم الخطيب مدير مكتب الوزير في وزارة الأوقاف حول تقديم سيادة الوزير لكتاب: " وسائل الشيعة ومستدركاتها " فأخبره وجاءني به مطبوعا، وقد طبع بالآلة الكاتبة على ورقة مطبوع عليها اسم الوزارة. وهذا نصها:


    الصفحة 204

    وزارة الأوقاف:

    مكتب الوزير.

    السيد الأستاذ / مرتضى الرضوي.

    السلام عليكم ورحمة الله وبعد.

    فإني أشكر لك جهدك الذي بذلت في إخراج كتاب: " وسائل الشيعة ومستدركاتها " كما أشكر لك قصدك الطيب من إخراج هذا الكتاب الذي نرجو أن يفتح طريقا جديدا من طرق التقريب بين جماعات المسلمين، فما تفرق المسلمون في الماضي إلا لهذه العزلة العقلية التي قطعت أواصر الصلاة بينهم، فساء ظن بعضهم ببعض، وليس هناك من سبيل للتعرف على الحق في هذه القضية إلا سبيل الاطلاع، والكشف عما عند الفرق المختلفة من مذاهب وما تدين به من آراء ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة (1).

    والخلاف بين السنيين والشيعيين خلاف يقوم أكثره على غير علم، حيث لم يتح لجمهور الفريقين اطلاع كل فريق على ما عند الفريق الآخر من آراء وحجج.

    وإذاعة فقه الشيعة بين جمهور السنيين، وإذاعة فقه السنين بين جمهور الشيعة

    ____________

    (1) كتب الأستاذ الباقوري هذا الكتاب عندما كان وزيرا للأوقاف عام 1958 م وذلك عندما نشرنا بمصر كتاب " وسائل الشيعة ومستدركاتها " في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) في الفقه والأخلاق.

    - المؤلف -


    الصفحة 205
    من أقوى الأسباب وآكدها لإزالة الخلاف بينهما، فإن كان ثمة خلاف فإنه يقوم بعد هذا على رأي له احترامه وقيمته.

    ولهذا فإن إخراج مثل هذا الكتاب عمل يتسحق القائم عليه شكرا وتقديرا.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وزير الأوقاف   
    أحمد حسن الباقوري
    15 / 12 / 1958 م


    الصفحة 206

    الصفحة 207

    - 7 -
    الدكتورة عائشة بنت الشاطئ
    أستاذة التفسير والدراسات العليا
    في كلية الشريعة بفاس - جامعة القرويين


    الصفحة 208
    الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ).

    أستاذه اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس.

    أستاذة الدراسات القرآنية بكلية الشريعة ودار الحديث.

    جامعة القرويين - المغرب.

  • حصلت على درجة الدكتوراه.

  • أستاذة في اللغة العربية وآدابها بجامعة عين شمس.

  • عينت: أستاذة للدراسات القرآنية بكلية الشرعية ودار الحديث.

  • أهم آثارها: " التفسير البياني للقرآن الكريم " جزآن، " مع المصطفى "، " موسوعة آل النبي "، " أم النبي "، " بطلة كربلاء "، " تراثنا بين ماضي وحاضر "، " قيم جديدة للأدب العربي القديم والمعاصر "، " مقال في الإنسان "، " لغتنا والحياة "، " مع أبي العلاء في سجنه "، " الخنساء "، " الإعجاز البياني للقرآن "، " مسائل ابن الأزرق ".

  • تعرفت إليها بمكتبها في جريدة الأهرام عام 1965 م.

  • كاتبة مجيدة في الموضوعات الإسلامية، وتتناول الشخصيات التاريخية والإسلامية بالتحليل الدقيق.

  • كتبت في تفسير القرآن بالأسلوب البياني وأجادت فيه.

  • تنزع في ثقافتها وقلمها إلى نصرة أهل البيت والإشادة بهم.

  • لها أسلوب متين في عرض آرائها والدفاع عن قضايا الإسلام.


    الصفحة 209

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قصدت الدكتورة بنت الشاطئ بعد الاتصال بها هاتفيا في مكتبها بجريدة الأهرام وأهديتها الكتب التي طبعتها في القاهرة مع كتاب ألفه العلامة المحقق السيد عبد الزهراء الخطيب وهو:

    " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " يقع في أربعة أجزاء، عندما رأت الدكتورة كتاب: " أصل الشيعة وأصولها " للإمام كاشف الغطاء قالت:

    " أنا شيعية، تشيعت من التاريخ ".

    ورحبت بي كثيرا وسرت بالكتب التي أهديتها لها ثم قالت:

    " إني أريد أن أكتب كتابا عن الإمام الحسين وأريد أن أدخل العراق من الطريق الذي دخله الإمام الحسين حتى أصل إلى كربلاء، وأكتب عما أراه أثناء الطريق لحين وصولي مشهد الإمام الحسين ".

    هذا وإني كنت قد صحبت معي من العراق مجموعة من الكتب منها:

    كتاب " الزهراء " بقلم العلامة الكبير السيد محمد جمال الهاشمي. أصدره العلامة السبيتي ضمن أعداد: حديث الشهير (1).

    ____________

    (1) العلامة الشيخ عبد الله السبيتي العاملي له عدة مؤلفات قيمة منها: تحت راية الحق " في الرد على فجر الإسلام لأحمد أمين، طبع لأول مرة في صيدا والطبعة الثانية منه طبعت في طهران ونفذ وأعادته بالأوفست على طبعة صيدا مكتبتنا مكتبة النجاح عام 1393 هـ طهران والطبعة

    =>


    الصفحة 210
    فأخبرت الدكتورة بنت الدكتور الشاطئ عن هذا الكتاب وطلبت منها تقديم كلمة عنه تعبر فيها عن رأيها في الكتاب لكي تضم إليه لإعداده للطبعة الثانية.

    وبعد أيام صحبت الكتاب معي وقصدت مكتبها في جريدة الأهرام.

    ودفعته لها فقالت: أتركه الآن عندي أطالعه وأكتب التقديم له. فتركته عندها وانصرفت.

    وبعد أيام أخر اتصلت بها هاتفيا حول التقديم فحددت الموعد في يوم الأحد 7 / 11 / 1965 م فقصدت مكتبها بذلك الموعد المحدد فكانت تاركة لي هذا الخطاب وهذا نصه:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وبعد فقد كان موعدنا أن أترك لسيادتك كتاب: " الزهراء " مساء اليوم إذ كنت أنوي السفر يوم الثلاثاء بعد لكن زحمة الشواغل أدت إلى تأجيل السفر أياما، وسوف أترك الكتاب والمقدمة لسيادتك هنا، بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 11 / 11 / 1965 إن شاء الله.

    أرجو المعذرة وشكرا، والسلام عليكم ورحمة الله؟

    بنت الشاطئ     
    الأحد 7 / 11 / 1965

    ____________

    <=

    الرابعة من هذا الكتاب طبعت في القاهرة بمطبعة " دار التوفيقية للطباعة بالأزهر " في شهر رمضان عام 1398 هـ - 1978 م.

    وقد صدره بكلمة رائعة فضيلة الأستاذ الكبير الدكتور حامد حفني داود رئيس قسم الأدب العربي بكلية الألسن بجامعة عين شمس وأستاذ كرسي الأدب العباسي بجامعة الجزائر وقد طبع من آثار العلامة السبيتي: " إلى مشيخة الأزهر "، و " أبو هريرة في التيار " وغيرها.

    الصفحة 211
    وكتبت على الظرف الذي فيه هذا الخطاب:

    الأستاذ السيد مرتضى الرضوي صاحب مكتبة النجاح بالنجف الأشرف - العراق.

    وفي ذلك التاريخ المحدد لاستلام الكتاب والتقديم قصدت مكتبها فقابلتها وقالت:

    هذا الكتاب فيه أخطاء واشتباهات، ولا أدري ما يعجبك منه، والظاهر أنك ترغب في طبعه ونشره لأنه تاريخ حياة جدتك الزهراء، واستلمت الكتاب منها مع التقديم (1) وانصرفت؟

    ____________

    (1) التقديم الذي كتبته الدكتورة يقع في ستة صفحات نسيته في النجف الأشرف - العراق ولم تحضرني هنا صورة منه وقد أطلعت عليه مؤلفه العلامة الجليل السيد محمد جمال الهاشمي ولم يوافق على نشره فتركته.

    المؤلف -


    الصفحة 212

    الصفحة 213

    - 3 -
    حرف التاء




    8 - الدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني

    9 - الشيخ الحافظ التيجاني


    الصفحة 214

    الصفحة 215

    - 8 -
    الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني
    مدرس الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب - جامعة القاهرة


    الصفحة 216

  • ولادته: في القاهرة في 14 / 4 / 1930 ونشأ نشأة طيبة وتربى تربية إسلامية في ظل والده طاب ثراه.

  • درس في كلية الآداب قسم الفلسفة حصل على درجة الدكتوراه عام 1961 م.

  • زميل معهد الدراسات الإسلامية في جامعة ماجيل بكندا عام 1955 م - 1956 م.

  • قضى عاما في إسبانيا بدعوة من حكومة إسبانيا لدراسة المخطوطات في الفلسفة الإسلامية والتصوف وأشرف على عدد من رسائل الخريجين في جامعة القاهرة.

  • أهم آثاره: " علم الكلام وبعض مشكلاته " " ابن عطاء الله السكندري والتصوف " " عبد الحق بن سبعين وفلسفته الصوفية "، وله مباحث كثيرة نشرها في مجلة عالم الفكر الكويتية ومجلة الوعي الإسلامية الكويتية ومنبر الإسلام في القاهرة وله مقالات في أكثر الصحف والمجلات المصرية.

  • تعرفت إليه في القاهرة عام 1961 م.

  • وهو شيخ إحدى الطرق الصوفية، ومن الشخصيات الفكرية والفلسفية.

  • كتب مقدمة لكتاب " وسائل الشيعة ومستدركاتها " للجزء الثالث منه تعرض فيها إلى علم الإمام الإلهامي وأصالة فقه الشيعة الإمامية وتجني المتخرصين على قدسية عقائدهم التي هي من صميم الإسلام.


    الصفحة 217

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تعرفت إلى فضيلته بواسطة الأخ الشيخ حسن زيدان طلبة (1) وقد دعيت أكثر من مرة لحضور الاحتفالات الدينية التي كان فضيلة أستاذنا يقيمها في شتى الأعياد والمناسبات الدينية في أحد الجوامع في حي الأزهر وكان الدكتور التفتازاني يرتدي لباسا خاصا كالألبسة التي يرتديها الحائز على درجة الدكتوراه، عند استلامه الشهادة من يد رئيس الدولة.

    والدكتور التفتازاني يرأس إحدى طرق مشيخة الصوفية بجمهورية مصر العربية.

    ____________

    (1) هو: والد الشيخ زيدان " أبو المكارم " مؤلف كتاب " بناء الاقتصاد الإسلامي " وقد تعرفت إليه عند مراجعتي لمحل الأخ الصديق الحاج سعد خضر المجلد الفني في درب سعادة قرب المحكمة المختلطة بالقاهرة، وكنت ألتقي به دائما في دار الكتب المصرية، ومع الأستاذ الكبير السيد سقر المحقق الشهير بمصر، وهذا الشيخ يجيد الخط العربي كتابة ويجيد قراءة الخط المغربي كاملا وقد دفع له الأستاذ صقر كتابا كتب بالخط المغربي، ونقله له هذا الشيخ إلى الخط العربي، وقد دعاني إلى داره مرتين لتناول الطعام ظهرا الأولى عند ما كان يسكن في حي الأزهر والثانية في داره التي انتقل إليها أخيرا في: 1 - ورشة البلاط - شارح عيسى بن يزيد بكوبري القبة. وله إلمام بتصحيح الكتب في المطابع، ولفظه وأخلاقه الدمثة اخترته لتصحيح - ما يقع فيه جامعوا الحروف من أخطاء في كتاب " وسائل الشيعة ومستدركاتها " وغيره من الكتب التي قمت بطبعها بالقاهرة وبواسطته تعرفت على كثير من الأساتذة والعلماء، كما سيأتي ذكره عند ذكرهم، واخترته صاحبا ومرافقا لي على الدوام وهو من خيرة الأفاضل ومن تعرفت إليهم بمصر.

    الصفحة 218
    وكان فضيلته يقف داخل الجامع، يحيي الضيوف، ويرحب بهم.

    وفي مثل هذه الاحتفالات كان يحضر أحد الشيوخ لتلاوة القصائد والأشعار الخاصة بتلك المناسبة، ليلقيها على مسامع الحاضرين.

    وفي أثناء القراءة كان المستمعون يحركون رؤوسهم وأكتافهم، ويهتفون جميعا بصوت واحد، وقد يأخذهم الوجد والانتعاش من لحن تلك القراءة التي يجيدها ذلك الشيخ الوقور فيتساقطون على الأرض واحدا بعد الآخر من شدة هذا الوجد والانتعاش.

    ولقد شاهدت مرة امرأة واقفة في مدخل الجامع والطريق المزدحم بالمارة، وكانت تحرك برأسها وكتفيها، وتميل أحيانا إلى اليمين والشمال، وإلى الركوع تارة أخرى كل ذلك من أثر سماع تلاوة ذلك الشيخ الوقور.

    وكان يشارك في هذه الاحتفالات الدينية - التي يقيمها أستاذنا التفتازاني - كل أصحاب الفضيلة أمثال: الشيخ الباقوري، وعدد من كبار مشيخة الأزهر وغيرهم من العلماء الأعلام.

    وبعد الفراغ من تلاوة تلك الأذكار والأناشيد الدينية اللائقة يوزعون الحلوى والشاي على الحاضرين وبعد الفراغ من تناوله ينفضون.

    وقد حضرت هذه الاحتفالات أكثر من مرة، وكان ذلك بدعوة من الدكتور التفتازاني، إذ كان فضيلته يرسل لي بطاقة الدعوة للمشاركة في الاحتفال إما بواسطة البريد على عنوان الفندق أو بواسطة الشيخ حسن زيدان، لأنه على اتصال دائم به. وقال لي يوما الأخ الشيخ حسن زيدان أروم مواجهة الأستاذ فذهبت مرة بصحبة الشيخ حسن زيدان لزيارة الدكتور التفتازاني في داره العامرة الكائنة في شارع الأنصار بالدقي - وصحبت معي الكتب التي نشرتها في القاهرة وطلبت منه أن

    الصفحة 219
    يكتب تقديما لأنشره في أول المجلد الثالث من كتاب " وسائل الشيعة " ومستدركاتها " فتفضل سيادته - مشكورا - بكتابة ذلك التقديم، وقد نشرته في أول الجزء الثالث من إحدى الموسوعات الفقهية الجامعة لأحاديث الشيعة الإمامية الموسومة ب " وسائل الشيعة ومستدركاتها ".

    وفي عام 1967 م، بعد ما وصلت القاهرة قصدت دار الشيخ حسن زيدان، وعرفته بمجيئ ونزولي في فندق ميامي على عادتي، وكان الشيخ حسن هذا على اتصال دائم بي في الأيام التي أقضيها في القاهرة.

    وقد جاءني في أحد الأيام على عادته إلى الفندق فلم يجدني، وكنت في مكتب الدكتور حامد حفني داود 19 - شارع عبد العزيز - ومكتبه بالقرب من فندق ميامي، فجاء إلى مكتب الدكتور حامد وقال:

    إذا كانت لك رغبة في الرواح إلى منزل الأستاذ الدكتور التفتازاني فاتصل به هاتفيا لنذهب هذه الليلة عنده، فاتصلت بفضيلته من مكتب الدكتور حامد وذهبت بمعية الشيخ حسن زيدان إليه وبعد أن وصلنا إلى داره العامرة طرقنا الباب ففتحها فضيلته ورحب بنا كثيرا على عادته، وأدخلنا غرفة الاستقبال المعدة للضيوف، وبعد أن استقر بنا المكان التفت الشيخ حسن نحو الدكتور التفتازاني وقال:

    الدكتورة فوقية حسين محمود (1) تهديك السلام وهي مسرورة من حديثك البارحة في التفلزيون، فأجاب الدكتور التفتازاني قائلا:

    الفضل يعود للسيد مرتضى.

    ____________

    (1) الدكتورة فوقية حسين محمود: أستاذة في كلية البنات بجامعة عين شمس بالقاهرة، وكان الشيخ حسن زيدان قد حدثها عني فأهدت لي مؤلفها الجديد " الجويني إمام الحرمين " وكتبت عليه الإهداء: فوقية حسين محمود 12 / 1 / 1967.

    الصفحة 220
    فقال الشيخ حسن: وكيف ذلك؟!

    فأجاب قائلا:

    كنت حاضرا في دائرة التلفزيون، وإذا بواحد كان يتكلم حول التاريخ الإسلامي وقد ظهر على (شاشة) التلفزيون، وفي أثناء حديثه تطرق إلى ذكر " الشيعة " وقال ما تقوله الخصوم فيهم بالنسبة إلى عقائدهم، وآرائهم؟

    فأخبرت شخصية هناك وقلت:

    إن هذا الأستاذ غير مطلع على عقائد الشيعة وآرائهم وأنا أعرف منه بعقائدهم، وعندي من كتبهم ما يجعلني أتعرف على حقيقتهم، وبعد أن أتم حديثه دعيت في نفس الوقت وظهرت على (شاشة) التلفزيون وتحدثت عن المواضيع التي كان الأستاذ قد تطرق إليها وبعد أن انتهى الدكتور التفتازاني من حديثه هذا جاءت الخادمة لنا بالشاي والقهوة، وبعد ذلك قام الدكتور ومد يده إلى كتاب من مؤلفاته واسمه:

    (علم الكلام وبعض مشكلاته) الذي تم طبعه في مايو عام 1966 م، وكتب عليه: إهداء إلى السيد مرتضى الرضوي مع أخلص تحيات المؤلف وتمنياته. 1967 م أبو الوفا التفتازاني وقدم فضيلته الكتاب إلي وبعد أن فرغنا من شرب الشاي استأذناه، وانصرفنا.

    وفي إحدى سفراتي إلى القاهرة زرت فضيلته في داره وأهديت له الكتب التي قمت بطبعها ونشرها في القاهرة مع كتاب " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " وقد اطلع عليها أستاذنا الدكتور التفتازاني وذكر: إنه استفاد منها كثيرا.


    الصفحة 221
    وإلى القارئ نص ما كتبه الدكتور عن كتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وسائل الشيعة

    " وقع كثير (1) من الباحثين، سواء في الشرق أو الغرب، قديما وحديثا، في أحكام كثيرة خاطئة عن الشيعة، لا تستند إلى أدلة، أو شواهد نقلية جديرة بالثقة.

    وتداول بعض الناس هذه الأحكام فيما بينهم دون أن يسائلوا أنفسهم عن صحتها أو خطئها.

    وكان من بين العوامل التي أدت إلى عدم إنصاف الشيعة من جانب أولئك الباحثين، الجهل الناشئ عن عدم الاطلاع على المصادر الشيعية، والاكتفاء بالاطلاع على مصادر خصومهم.

    ومما لا شك فيه أن أي باحث يتصدى للبحث عن تاريخ الشيعة أو عقائدهم أو فقههم لا بد له من الاعتماد - أولا وقبل كل شئ - على تراث الشيعة أنفسهم في هذا التاريخية التي يجدها في كتب خصوم الشيعة تحريا دقيقا، وذلك للوصول إلى الحقيقة ذاتها، وإلى كل ما ينبغي عليه من التجرد عن كل هوى مذهبي سابق يؤثر عليه في إصدار أحكامه.

    وكان من بين العوامل التي أدت إلى عدم إنصاف الشيعة أيضا أن الاستعمار

    ____________

    (1) هذا التقديم كنا قد طبعناه في أول الجزء الثالث من كتاب " وسائل الشيعة ومستدركاتها " الذي تم طبعه في دار القومية العربية للطباعة 16 شارع النزهة ميدان الجيش بالقاهرة في عام 1381 هـجرية.