الصفحة 427

روايات الحسن بن محبوب السّرّاد
ومعاصريه في المهدي (عليه السلام)


الغيبة الكبرى:

الحسن بن محبوب(1) عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعى قال سمعت من يوثق به من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول قال أمير - المؤمنين (عليه السلام) في خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها " اللهم لابد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك لكيلا يتفرق أتباع أوليائك، ظاهر غير مطاع، أو مكتتم خائف يترقب...(2).

وعنه عن علي بن رئاب، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت ولم؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه. - قال زرارة يعني القتل(3).

محمد بن أبي عمير(4) عن جميل بن دراج، عن زرارة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام)

____________

(1) يكنى أبا علي، مولى بجيلة كوفي يعد ابرز أربعة وجوه شيعية إمامية في عصره، روى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبدالله (عليه السلام)، وروى عن الأمام الكاظم والرضا (عليه السلام)، وكان جليل القدر،، وعدَّه الكشي من الفقهاء الذين أجمع الشيعة على تصحيح ما يصح عنهم عند تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا (عليهما السلام)، له كتب كثيرة، منها: كتاب المشيخة، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الفرائض، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب النوادر، نحو ألف ورقة، وزاد ابن النديم: كتاب التفسير، وله كتاب العتق. جاءت أخباره في المهدي (عليه السلام) ضمن كتابه (المشيخة) الذي يقول عنه الطبرسي في كتابه (إعلام الورى): (هو في اصول الشيعة أشهر من كتاب المزني).

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 136 قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل ; وسعدان بن إسحاق ; وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ; ومحمد بن أحمد القطواني قالوا: حدثنا الحسن بن محبوب.

(3) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 481: عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب.

(4) قال النجاشي: " محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى، أبوأحمد الازدي، بغدادي الاصل والمقام، لقي أبا الحسن موسى (عليه السلام)، وسمع منه أحاديث، وروى عن الرضا (عليه السلام). جليل القدر، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين، الجاحظ يحكي عنه في كتبه، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية، وقال في البيان والتبيين: حدثني إبراهيم بن داجة، عن ابن أبي عميروكان وجها من وجوه الرافضة. وكان حبس في أيام الرشيد فقيل ليلي القضاء، وقيل إنه ولي بعد ذلك، وقيل بل ليدل على مواضع الشيعة، وأصحاب موسى بن جعفر (عليه السلام)، وروي أنه ضرب أسواطا بلغت منه فكاد أن يقر لعظيم الالم، فسمع محمد بن يونس بن

=>


الصفحة 428
يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فقلت له ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال يتمسكون بالامر الذي هم عليه حتى يتبين لهم(1).

وعنه عن صفوان بن مهران الجمال قال قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما لله في آل محمد، ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما(2).

صفوان بن يحيى(3) عن ابن بكير، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قال قلت ولم؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -(4).

____________

<=

عبدالرحمان وهو يقول: إتق الله يا محمد بن أبي عمير، فصبر ففرج الله. وروي أنه حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد، وقيل إن اخته دفنت كتبه في حالة استتارها وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر، فهلكت، فحدث من حفظه، ومما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله، وقد صنف كتبا كثيرة. صنف أربعة وتسعين كتابا، منها: كتاب الملاحم، المغازي وكتاب الكفر والايمان، وكتاب البداء، كتاب الاحتجاج في الامامة، كتاب الحج، كتاب فضائل الحج. كتاب المتعة، كتاب الاستطاعة، كتاب يوم وليلة، كتاب الصلاة، كتاب مناسك الحج، كتاب الصيام، كتاب اختلاف الحديث، كتاب المعارف، كتاب التوحيد، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الرضاع، النوادر وغيرها. مات محمد بن أبي عمير سنة (217) ".

(1) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 350: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير.

(2) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 341: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير.

(3) قال النجاشي: " صفوان بن يحيى أبومحمد البجلي بياع السايري، كوفي، ثقة ثقة، عين، روى أبوه عن أبي عبدالله (عليه السلام)، وروى هو عن الرضا (عليه السلام)، وكانت له عنده منزلة شريفة، ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وقد توكل للرضا وأبي جعفر (عليهما السلام) وسلم مذهبه من الوقف، وكانت له منزلة من الزهد والعبادة، وكان جماعة الواقفة بذلوا له مالا كثيرا، وكان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان، وروي أنهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنه من مات منهم صلى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكى عنه زكاته، فماتا وبقى صفوان، فكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويزكي زكاته ثلاث دفعات، وكل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه تبرع عنهما مثله. وحكى بعض أصحابنا أن إنسانا كلفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة، فقال: إن جمالي مكراة وأنا أستأذن الاجراء، وكان من الورع والعبادة على مالم يكن عليه أحد من طبقته (رحمه الله)، وصنف ثلاثين كتابا، كما ذكر أصحابنايعرف منها الآن: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الفرائض، كتاب الوصايا، كتاب الشراء والبيع، كتاب العتق والتدبير، كتاب البشارات، نوادر، مات صفوان بن يحيى (رحمه الله) سنة عشرة ومائتين".

(4) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 481: - وبهذا الاسناد، عن محمد بن مسعود قال: حدثني

=>


الصفحة 429
عثمان بن عيسى الكلابي(1) عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت له ولم؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -. ثم قال يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول هو حمل، ومنهم من يقول هو غائب، ومنهم من يقول ما ولد، ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين. غير أن الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون. قال زرارة فقلت جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل قال يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.

الحسن بن علي بن فضال(2) عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن

____________

<=

محمد بن إبراهيم الوراق قال: حدثنا حمدان بن أحمد القلانسي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى.

(1) قال النجاشي: " عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي، ثم من ولد عبيد بن رؤاس، فتارة يقال الكلابي وتارة العامري وتارة الرؤاسي، والصحيح: أنه مولى بني رؤاس وكان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر (عليه السلام)، روى عن أبى الحسن (عليه السلام)، ذكره الكشي في رجاله وذكر نصر بن الصباح، قال: كان له (يعني الرضا (عليه السلام)) في يده مال فمنعه فسخط عليه، وقال: ثم تاب وبعث إليه بالمال، وكان يروى عن أبي حمزة، وكان رأى في المنام أنه بموت بالحائر على صاحبه السلام، فترك منزله بالكوفة واقام بالحائر حتى مات، ودفن هناك صنف كتبا، منها: كتاب المياه. وكتاب القضايا والاحكام، وكتاب الوصايا، وكتاب الصلاة.

(2) قال النجاشي: " الحسن بن علي بن فضال، كوفي يكنى أبا محمد. ابن عمرو ابن أيمن مولى تيم الله، لم يذكره أبوعمرو الكشي في رجال أبي الحسن الاول (عليه السلام). قال أبوعمرو: قال الفضل بن شاذان: كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع أقرأ على مقريء يقال له: إسماعيل بن عباد، فرأيت قوما يتناجون، فقال أحدهم: بالجبل رجل يقال له ابن فضال أعبد من رأينا أو سمعنا به، قال: فإنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة، فيجيء الطير فيقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة، وإن الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد أنست به، وإن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فاذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا. قال أبومحمد (هو الفضل بن شاذان): فظننت أن هذا رجل كان في الزمان الاول، فبينما أنا بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي (رحمه الله)، إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ورداء نرسي وفي رجله نعل مخضر فسلم على أبي، فقام إليه أبي فرحب به وبجله، فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير قلت: من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال، قلت: هذا ذاك العابد الفاضل؟ قال: هو ذاك، قلت: ليس هو ذلك، ذاك بالجبل، قال: هو ذاك كان يكون بالجبل قال: ما أغفل (أقل) عقلك من غلام، فأخبرته بما سمعت من القوم فيه، قال: هو ذلك. فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من الاحاديث، وكان يحمل كتابه ويجيء إلى الحجرة

=>


الصفحة 430
الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال إن للقائم غيبة قبل أن يقوم - وذكر الحديث مثله سواء(1).

وعنه عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية...(2).

وعنه عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكرا ينكت في الارض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك

____________

<=

فيقرأه علي، فلما حج ختن طاهر بن الحسين وعظمه الناس لقدره وماله ومكانه من السلطان، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه: أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك فأبى، وكلمه أصحابنا في ذلك، فقال: مالي ولطاهر لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل، فعلمت بعد هذا أن مجيئه إلي كان لدينه، وكان مصلاه بالكوفة في الجامع عند الاسطوانة التي يقال لها السابعة ويقال لها اسطوانة إبراهيم (عليه السلام)، وكان يجتمع هو وأبومحمد الحجال وعلي بن أسباط، وكان الحجال يدعي الكلام فكان من أجدل الناس، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة وكان يحبني حبا شديدا. وكان الحسن عمره كله فطحيا مشهورا بذلك حتى حضره الموت فمات وقد قال بالحق (رضي الله عنه).

أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبوالحسن بن داود، قال: حدثنا أبي عن محمد بن جعفر المؤدب، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن الريان، قال: كنا في جنازة الحسن، فالتفت محمد بن عبدالله بن زرارة إلي وإلى محمد بن الهيثم التميمي فقال لنا ألا أبشركما؟ فقلنا له: وما ذاك؟ فقال: حضرت الحسن بن علي قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن الجهم، قال: فسمعته يقول له: يا أبا محمد تشهد، فقال: فتشهد الحسن فعبر عبدالله، وصار إلى أبي الحسن (عليه السلام)، فقال له محمد بن الحسن: وأين عبدالله؟! فسكت ثم عاد فقال له: تشهد فتشهد وصار إلى أبي الحسن (عليه السلام)، فقال لهوأين عبدالله؟! يردد ذلك ثلاث مرات. فقال الحسن: قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا. قال أبوعمرو الكشي: كان الحسن بن علي فطحيا يقول بإمامة عبدالله ابن جعفر فرجع، قال ابن داود في تمام الحديث: فدخل علي بن أسباط، فأخبره محمد بن الحسن بن الجهم الخبر، قال: فأقبل علي بن أسباط يلومه، قال: فأخبرت أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، بقول محمد بن عبدالله، فقال: حرف محمد ابن عبدالله على أبي، قال: وكان والله محمد بن عبدالله أصدق عندي لهجة من أحمد بن الحسن فإنه رجل فاضل دين. وذكره أبوعمرو في أصحاب الرضا (عليه السلام) خاصة، قال: الحسن بن علي بن فضال مولى بني تيم الله بن ثعلبة كوفي وله كتب الزيارات، البشارات، النوادر، الرد على الغالية، الشواهد من كتاب الله، المتعة، الناسخ والمنسوخ، الملاحم، الصلاة، كتاب يرويه القميون خاصة عن أبيه علي، عن الرضا (عليه السلام) فيه نظروكتاب الرجال مات الحسن سنة أربع وعشرين ومائتين ".

(1) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 342وحدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن علي بن محمد الحجال، عن الحسن بن علي بن فضال.

(2) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 358: المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رضي الله عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، عن جعفر ابن أحمد، عن العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال.


الصفحة 431
متفكرا تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟. فقال لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(1).

محمد ابن إسماعيل بزيع(2) عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه سيد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الاوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال قال رسولالله (صلى الله عليه وآله) المهدي من ولدي، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الامم، يأتي بذخيرة الانبياء (عليهم السلام) فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما(3).

الحسن بن أيوب(4) عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن عصام، قال حدثني المفضل بن عمر قال " كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في مجلسه ومعي غيري، فقال لنا إياكم والتنويه - يعني باسم القائم (عليه السلام) - وكنت أراه يريد غيري، فقال لي يا أبا عبد الله إياكم والتنويه، والله ليغيبن سبتا من الدهر، وليخملن حتى يقال مات، أو هلك؟

____________

(1) الشيخ الطوسي- الغيبة ص 336: سعد بن عبد الله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال. الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 288: أبي، ومحمد بن الحسن (رضي الله عنه) ما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال.

(2) قال النجاشي: " محمد بن إسماعيل بن بزيع: أبوجعفر: مولى المنصور أبي جعفر. وولد بزيع بيت، منهم حمزة بن بزيع، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له كتب، منهاكتاب ثواب الحج، وكتاب الحج. قال محمد بن عمر الكشي: كان محمد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى (عليه السلام)، وأدرك أبا جعفر الثاني (عليه السلام). وقال حمدويه عن أشياخه: إن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وأحمد بن حمزة كانا في عداد الوزراء، وكان علي بن النعمان وصى بكبه لمحمد بن إسماعيل. وقال أبوالعباس بن سعيد في تأريخه: إن محمد بن إسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس، وحماد بن عيسى، ويونس بن عبدالرحمان، وهذه الطبقة كلها، وقال: سألت عنه علي بن الحسن، فقال: ثقة، ثقة عين.

(3) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 287: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع.

(4) من أصحاب الكاظم (عليه السلام) قال النجاشي: " الحسن بن أيوب، له كتاب أصيل.


الصفحة 432
بأي واد سلك؟ ولتفيضن عليه أعين المؤمنين وليكفأن كتكفئ السفينة في أمواج البحر حتى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال المفضل، فبكيت، فقال لي ما يبكيك؟ قلت جعلت فداك كيف لا أبكى وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي، قال فنظر إلى كوة في البيت التى تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال أهذه الشمس مضيئة، قلت نعم، فقال والله لامرنا أضوء منها "(1).

عبد الله بن حماد الانصاري(2) عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال لي " يا أبا - الجارود إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك، وبأي واد سلك، وقال الطالب له أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج(3) ".

وعنه عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال " يا أبان يصيب العلم سبطة... قلت فما السبطة؟ قال دون الفترة، فبينماهم كذلك إذ طلع لهم نجمهم، فقلت جعلت فداك فكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك؟ فقال لي (كونوا على) ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها "(4).

أحمد بن الحسن الميثمي(5) عن زائدة بن قدامة، عن بعض رجاله عن أبي عبد

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني كتاب الغيبة ص 151: عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، عن أحمد بن على الحميري عن الحسن بن ايوب.

(2) قال النجاشي: " عبدالله بن حماد الانصاري: من شيوخ أصحابنا، له كتابان أحدهما أصغر من الآخر. وقال الشيخ: " عبدالله بن حماد، له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبدالله، عنه ". وعده في رجاله من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، قائلا: " عبدالله ابن حماد الانصاري، له كتاب ". وعده البرقي أيضا من أصحاب الكاظم (عليه السلام). وقال ابن الغضائري: " عبدالله بن حماد أبومحمد الانصاري نزل قم، لم يرو عن أحد من الائمة (عليهم السلام)، وحديثه يعرف تارة وينكر أخرى ويخرج شاهدا ".

(3) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 154: أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين.

(4) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 160: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي أبوسليمان، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري.

(5) قال النجاشي: " أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار، مولى بني أسد، قال أبوعمرو

=>


الصفحة 433
الله (عليه السلام) قال " إن القائم إذا قام يقول الناس أنّى ذلك؟ وقد بليت عظامه "(1).

وعنه عن زائدة بن قدامة، عن عبد الكريم قال " ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) القائم، فقال أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك، فقلت وما استدارة الفلك؟ فقال اختلاف الشيعة بينهم "(2).

العباس بن عامر القصباني(3) عن ابن بكير، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول " إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، وهو المطلوب تراثه قلت ولم ذلك؟ قال

____________

<=

الكشي: كان واقفا، وذكر هذا عن حمدويه، عن الحسن بن موسى الخشاب، قال أحمد بن الحسن واقف، وقد روى عن الرضا (عليه السلام)، وهو على كل حال ثقة، صحيح الحديث، معتمد عليه، له كتاب النوادر.

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 154: أخبرنا محمد بن همام (رحمه الله) قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن ابن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي.

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 157: محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي. أقول وقد عقب النعماني على هذا الحديث بقوله: - محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 157الاحاديث دالة على ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة على إمامة الخلف بن الحسن بن على (عليه السلام) لان الجمهور منهم من يقول في الخلف: أين هو؟ وأنى يكون هذا؟ وإلى متى يغيب؟ وكم يعيش هذا؟ وله الآن نيف وثمانون سنة فمنهم من يذهب إلى أنه ميت؟ ومنهم من ينكر ولادته ويجحد وجوده بواحدة ويستهزء بالمصدق به، ومنهم من يستبعد المدة ويستطيل الامد ولايري أن الله في قدرته ونافذ سلطانه وماضي أمره وتدبيره قادر على أن يمد لوليه في العمر كأفضل ما مده ويمده لاحد من أهل عصره وغير أهل عصره، ويظهر بعد مضي هذه المدة وأكثر منها، فقد رأينا كثيرا من أهل زماننا ممن عمر مائة سنة وزيادة عليها وهو تام القوة، مجتمع العقل فكيف ينكر لحجة الله أن يعمره أكثر من ذلك، وأن يجعل ذلك من أكبر آياته التي أفرده بها من بين أهله لانه حجته الكبرى التى يظهر دينه على كل الاديان، ويغسل بها الارجاس والادران. كأنه لم يقرأ في هذا القرآن قصة موسى في ولادته وما جرى على النساء والصبيان بسببه من القتل والذبح حتى هلك في ذلك الخلق الكثير تحرزا من واقع قضاء الله ونافذ أمره، حتى كونه الله عزوجل على رغم أعدائه وجعل الطالب له المفني لامثاله من الاطفال بالقتل والذبح بسببه هو الكافل له والمربي، وكان من قصته في نشوئه وبلوغه وهربه في ذلك الزمان الطويل ما قد نبأ ناالله في كتابه، حتى حضر الوقت الذي أذن الله عزوجل في ظهوره، فظهرت سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنته تبديلا، فاعتبروا يا أولى الابصار واثبتوا أيها الشيعة الاخيار على ما دلكم الله عليه وأرشدكم إليه، واشكروه على ما أنعم به عليكم وأفردكم بالحظوة فيه فإنه أهل الحمد والشكر.

(3) قال النجاشي: " العباس بن عامر بن رياح أبوالفضل الثقفي القصباني، الشيخ الصدوق الثقة كثير الحديث، له كتب. وقال الشيخ: " عباس بن عامر القصباني، له كتاب أخبرنا به أبو عبدالله المفيد (رحمه الله)، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن علي الكوفي، وأيوب بن نوح، عنه. وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، قائلا: " العباس بن عامر ".