الصفحة 453
فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون فيها ما يشاؤون "(1).

وعنه عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال " سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني، فقال وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصبانى يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتو قعوا بعد ذلك السفيانى، وخروج القائم (عليه السلام)(2) ".

العباس بن عامر قال حدثني محمد بن الربيع الاقرع، عن هشام بن سالم، عن أبى عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال " إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر. - وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق، وفلسطين، والاردن، وحمص وحلب(3) ".

عبد الله بن جبلة عن محمد بن سليمان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال " السفياني والقائم في سنة واحدة "(4).

المهدي (عليه السلام) في روايات اهل السنة:

إن الروايات التي اوردها اهل السنة في كتبهم حول المهدي أقل تشخيصا بمقارنتها مع روايات الشيعة ولكنها مع ذلك قد ذكرت هذه - الروايات السنية - انه من ذرية فاطمة (عليها السلام) وأنه الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم (عليه السلام)، ونص كثير منها انه من ذرية الحسين (عليه السلام).

وذكرت ايضا كثيرا من الملاحم التي تسبق ظهوره.

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 319: حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة، قال حدثنا أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثني عبد الله بن حماد الانصاري.

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 302: حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبومحمد عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين.

(3) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 304: أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفي.

(4) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 267: أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة.


الصفحة 454
ومن المفيد جدا ان نقتصر على ذكر طرف من الروايات التي وردت في كتاب نعيم بن حماد البغدادي المروزي السني الذي كان معاصرا للحسن بن محبوب وغيره من مؤلفي الشيعة الذين أوردنا طرفا من أحاديثهم لتكون المقارنة اكثر وضوحا وإدراكا ونفعا.

طرف من كتاب الملاحم لنعيم بن حماد


المهدي من أهل البيت (عليهم السلام):

نعيم بن حماد المروزي(1) قال حدثنا الوليد عن ابن لهيعة واخبرني عياش بن عباس عن ابن زرير عن علي (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال (هو رجل من أهل بيتي)(2).

نعيم بن حماد المروزي وعنه قال حدثنا القاسم بن مالك المزني عن ياسين بن سيار قال سمعت إبراهيم بن محمد بن الحنفية قال حدثني أبي حدثني علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (المهدي منا أهل البيت)(3).

وعنه عن الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولا يحدث عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال قلت يا رسول الله المهدي منا أئمة الهدى أم من غيرنا؟ قال (بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك)(4).

____________

(1) قال الرازي في الجرح والتعديل 8/463: نعيم بن حماد وكنيته أبو عبد الله المروزي الخزاعي الأعور المعروف بالفارض سكن مصر، مات سنة ثمان وعشرين روى عنه أبى قال اخبرنا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال محله الصدق قلت له نعيم بن حماد وعبدة بن سليمان أيهما أحب إليك قال ما أقربهما. وقال ابن عدي في الكامل 7/16 نعيم بن حماد المروزي خزاعى يعرف بالفارض سكن مصر حمل الى العراق ومات في الحبس قال لنا بن حماد يروى عن بن المبارك ضعيف قاله أحمد بن شعيب قال بن حماد قال غيره كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبي حنيفة مزورة كذب أخبرنا الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن سلام حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى قال سمعت أحمد ويحيى يقولان نعيم بن حماد معروف بالطلب ثم ذمه يحيى فقال انه يروى عن غير الثقات سمعت أبا عروبة يقول كان نعيم بن حماد مظلم الأمر سمعت زكريا بن يحيى البستي يقول ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي قال سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد فقال لقد كان من الثقات.

(2) كتاب الفتن ص 229.

(3) كتاب الفتن ص 231.

(4) كتاب الفتن ص 229.


الصفحة 455
وعنه عن الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن إسرائيل بن عباد عن ميمون القداح عن أبي الطفيل (رضي الله عنه) النبي (صلى الله عليه وآله) وابن لهيعة عن أبي زرعة عن عمر بن علي عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال (بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك) وقال أحدهما من الضلالة وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وقال أحدهما الضلالة والفتنة(1).

المهدي من ذرية فاطمة (عليها السلام):

نعيم بن حماد المروزي عن أبي هارون عن عمرو بن قيس الملائي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا (رضي الله عنه) يقول المهدي رجل منا من ولد فاطمة رضى الله عنها(2).

وعنه عن سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال هو من بني هاشم من ولد فاطمة(3).

المهدي من ذرية الحسين (عليه السلام):

نعيم بن حماد المروزي عن الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق ولو استقبلته الجبال لهدمها واتخذ فيها طرقا(4).

وعنه عن ابن عياش وأخبرني بعض أهل العلم عن محمد بن جعفر قال قال علي بن أبي 8طالب يخرج رجل من ولد حسين اسمه اسم نبيكم يفرح بخروجه أهل السماء(5).

رواياته عن علي (عليه السلام) في الملاحم:

نعيم بن حماد المروزي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة أنا أبو

____________

(1) كتاب الفتن ص 229.

(2) كتاب الفتن ص 231.

(3) كتاب الفتن ص 230.

(4) كتاب الفتن ص 229.

(5) كتاب الفتن ص 425.


الصفحة 456
القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر سنة ثمانين ومائتين ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي (رضي الله عنه) قال يلتقي السفياني والرايات السود فيهم شاب من بني هاشم في كفه اليسرى خال وعلى مقدمته رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح بباب اصطخر فتكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه(1).

وعنه عن عبد الله بن مروان عن الهيثم بن عبد الرحمن عمن حدثه عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت(2).

وعنه بسنده عن ابن عباس قال سمعت عليا (رضي الله عنه) يقول لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث(3).

وعنه قال حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي (رضي الله عنه) قال بعد الخسف ينادي مناد من السماء إن الحق في آل محمد في أول النهار ثم ينادي مناد في آخر النهار إن الحق في ولد عيسى وذلك نحوه من الشيطان(4).

وعنه عن الوليد بن مسلم عن عنبسة القرشي عن مسلمة بن أبي سلمة عن شهر بن حوشب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا في سنة الصوت والمعمعة)(5).

وعنه قال حدثنا رشدين عن ابن لهيعة قال حدثني أبو زرعة عن عبد الله بن زرير عن عمار ابن ياسر (رضي الله عنه) قال إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من السماء إن أميركم فلان وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا وعدلا(6).

روياته عن ابن عباس في الملاحم:

نعيم بن حماد المروزي عن أبي المغيرة عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن ابن

____________

(1) كتاب الفتن ص 197.

(2) كتاب الفتن ص 198.

(3) كتاب الفتن ص 206.

(4) كتاب الفتن ص 209.

(5) كتاب الفتن ص 209.

(6) كتاب الفتن ص 209.


الصفحة 457
عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل وعنده حذيفة فقال يا بن عباس قوله تعالى (حم عسق) فأطرق ساعة وأعرض ساعة ثم كررها فلم يجبه بشيء فقال حذيفة أنا أنبئك قد عرفت لم كرهها إنما نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله(1) ينزل على نهر من أنهار المشرق يبنى عليه مدينتان يشق النهر بينهما شقا جمع فيها كل جبار عنيد. قال أرطاة إذا بنيت مدينة على شاطيء الفرات ثم أتتكم الفواصل والقواصم وانفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها حتى لا تمتنعوا عن ذل ينزل بكم وإذا بنيت مدينة بين النهرين بأرض منقطعة من أرض العراق أتتكم الدهيماء(2).

رواياته عن الباقر (عليه السلام) في الملاحم:

نعيم بن حماد المروزي عن سعيد أبو عثمان حدثنا جابر الجعفي عن أبي جعفر قال إذا بلغت سنة تسع وعشرين مائة واختلفت سيوف بني أمية ووثب حمار الجزيرة فغلب على الشام ظهرت الرايات السود في سنة عشرين ومائة ويظهر الأكبش مع قوم لا يؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد شعورهم إلى المناكب ليست لهم رأفة ولا رحمة على عدوهم أسماؤهم الكنى وقبائلهم القرى عليهم ثياب كلون الليل المظلم يقود بهم إلى آل العباس وهي دولتهم فيقتلون أعلام ذلك الزمان حتى يهربوا منهم إلى البرية فلا تزال دولتهم حتى يظهر النجم ذو الذناب ويختلفون فيما بينهم(3).

وعنه عن سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال إذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فظهر عليهم السفياني(4).

وعنه عن سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يملك السفياني حمل امرأة(5).

وعنه عن عبد القدوس وغيره عن ابن عياش عمن حدثه عن محمد بن جعفر عن علي قال السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان رجل ضخم الهامة بوجهه آثار

____________

(1) في هذا إشارة إلى أبي جعفر المنصور وبناء مدينة بغداد.

(2) كتاب الفتن ص 119.

(3) كتاب الفتن ص 118.

(4) كتاب الفتن ص 129.

(5) كتاب الفتن ص 165.


الصفحة 458
جدري وبعينه نكتة بياض يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسيرون بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم(1).

وعنه عن الوليد حدثني شيخ عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي قال يقتل أربعة نفر بالشام كلهم ولد خليفة رجل من بني مروان ورجل من آل أبي سفيان قال فيظهر السفياني على المروانيين فيقتلهم ثم يتبع بني مروان فيقتلهم ثم يقبل على أهل المشرق وبني العباس حتى يدخل الكوفة(2).

وعنه عن سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون فيقاتلها جميعا فيظهر عليهما جميعا ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقتل الناس قتل الجاهلية فيلتقي هو والأخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونة فيكون بينهما قتال شديد ثم يظهر الأخوص السفياني عليه ثم يظهر الروم وخروج إلى الشام ثم يظهر الأخوص ثم يظهر الكندي في شارة حسنة فإذا بلغ تل سما فأقبل ثم يسير إلى العراق وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه ويظهر رجل من الموالي فإذا استبان أمره وأسرف في القتل قتله السفياني(3).

وعنه سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم(4).

وعنه عن سعيد أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة(5).

وعنه قال حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال يبث السفياني

____________

(1) كتاب الفتن ص 166.

(2) كتاب الفتن ص 171.

(3) كتاب الفتن ص 174.

(4) كتاب الفتن ص 174.

(5) كتاب الفتن ص 190.


الصفحة 459
جنوده في ألآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه فرعه من وراء النهر(1) من أهل خراسان فتقبل أهل المشرق عليهم قتلا ويذهب نجيهم فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيما إلى اصطخر(2) عليهم رجل من بني أمية فتكون لهم وقعة بقومس ووقعة بدولات(3) الري ووقعة بتخوم زرنج(4) فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة عند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيسرح رجل من بني تميم من الموال يقال له شعيب بن صالح إلى أصطخر إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر فتكون بينهما ملحمة عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله أنصاره وجنوده ثم تكون وقعة بالمدائن بعد وقعتي الري وفي عاقرقوفا وقعة صيلمية يخبر عنها كل ناج ثم يكون بعدها ذبح عظيم ببابل ووقعة في أرض من أرض نصيبين ثم يخرج على الأخوص قوم من سوادهم وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنقذوا ما في أيديه من سبي كوفان(5).

وعنه سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي(6).

خروج المهدي في مكة:

نعيم بن حماد المروزي عن سعيد أبو أبي عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به

____________

(1) كورة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان. معجم البدان.

(2) من أقدم مدن الفرس وأول دار لملكهم. معجم البلدان.

(3) في (بدولاب) والري الآن ضاحية لمدينة طهران.

(4) زربخ هي قصبة سجستان. معجم البلدان.

(5) كتاب الفتن ص 192.

(6) كتاب الفتن ص 198.


الصفحة 460
شيئا وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع فإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم وتنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلى المهدي ويبعث المهدي جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله وتستقيم له البلدان ويفتح الله على يديه القسطنطينية(1).

وعنه عن غير واحد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن رجل عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه(2).

الدجال:

نعيم بن حماد المروزي عن ضمرة ثنا عبد الله بن شوذب عن أبي التياح عن خالد بن سبيع عن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول (يخرج الدجال ثم عيسى بن مريم (عليه السلام))(3).

وعنه عن سفيان عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال أكثر تبع الدجال اليهود(4).

الباقر (عليه السلام) يخبر بعذاب القذف والخسف:

نعيم بن حماد المروزي عن عبد الله بن موسى عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العاليه عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) في قوله تعالى (هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) الآية قال هي أربع وكلهن عذاب فجاء بمستقر اثنتين بعد وفاة رسول

____________

(1) كتاب الفتن ص 213.

(2) كتاب الفتن ص 230.

(3) كتاب الفتن ص 325.

(4) كتاب الفتن ص 333.


الصفحة 461
الله (صلى الله عليه وآله) بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وأذيق بعضهم بأس بعض وبقيت إثنتان وهما لا بد واقعتان الخسف والقذف(1).

مقارنة بين روايات التراث الشيعي والتراث السني حول المهدي (عليه السلام):

ومن خلال المقارنة بين التراث الروائي المهدوي الشيعي السائد في القرن الثاني الهجري والربع الأول من القرن الثالث مع التراث الروائي المهدوي السني في الفترة نفسها نلاحظ أمرين:

أولا:

يؤكد كلا التراثين على ان المهدي هو من ذرية النبي من فاطمة من ذرية الحسين. وان عيسى يصلي خلف المهدي وانه آخر الأئمة الإثني عشر الذي بشر بهم النبي مع أختلافهم في تشخيص بقية الأئمة. ويذكر كلاهما ملاحم مشتركة تسبق الظهور كظهور السفياني والخراساني وشعيب بن صالح وحرب عالمية تطيح بثلثي الناس وغير ذلك.

ثانيا:

ينفرد التراث الشيعي بتشخيص المهدي (عليه السلام) بكونه السادس من ذرية الصادق (عليه السلام) ثم الخامس من ذرية الكاظم ثم الرابع من ذرية الرضا (عليه السلام)، وينفرد ايضا بذكر الغيبتين.

ويتضح من البحث ان إدعاء الأستاذ الكاتب وقوله ان:

(الروايات الواردة حول الغيبة والغائب لا تتحدث عن غائب بالتحديد... ولا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك إعجازا ودليلا على صحة الغيبة... وإن تحديد هوية الإمام المهدي بالثاني عشر من إئمة أهل البيت قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري بفترة طويلة إي في بداية القرن الرابع الهجري).

لم يكن مطابقا لما عليه واقع تراث أهل البيت (عليهم السلام) الذي رواه عنهم شيعتهم قبل ولادة المهدي (عليه السلام) وغيبته وقد عرضنا للقاريء الكريم طرفا من كتاب الحسن بن

____________

(1) كتاب الفتن ص 375.


الصفحة 462
محبوب المتوفى سنة 224 وكتب ثلاثة عشر مصنفاً ممن عاصره من مصنفي الشيعة وقاربه في تاريخ وفاته إذ ذكرت هذه الكتب خصوصيات عن المهدي الموعود تجعل من هويته واضحة مضافا الى ما أخبرت به من وقوع غيبته الصغرى والكبرى.

أما قوله:

(ان كانت هوية المهدي قد تحددت من قبل منذ زمان رسول الله (ص) أو الأئمة الأحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون ولا الشيعة ولا الإمامية ولا شيعة الحسن العسكري في تحديد هوية المهدي)

فجوابه:

ان النصوص ووضوح مطلبها غير مانعة من الإختلاف أو الإنحراف.

ولا يوجد أوضح من وجود الله تعالى وقد اختلف الناس فيه تعالى بين ملحد ومؤمن.

ولا أوضح من معجزة عيسى في اتباع موسى (عليه السلام) وامته وقد اختلفوا فمنهم من آمن بعيسى ومنهم من كذب به بل سعى لقتله.

وهكذا لم يُروَ حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) كما روي حديث الغدير في تواتره ووضوح دلالته ومع ذلك قوتل علي (عليه السلام) من قبل المسلمين الذين سمعوا حديث الغدير ولعن من قبل بني امية وشيعهم.