وهل من المعقول ان يذيع مهندس البرنامج اسما من دون ان تتصل به او يتصل به احد ويخبره عن اسمه؟ وكيف يعطي الكشميري اسمك لمهندس الصوت؟ ثم ان لهجتك وروحك في الحديث كانت متطابقة مع شخصيتك التي اعرفها حيث رفضت التصريح باسمي كما فعلت في نشرة شبهات وردود حيث كنت تقول صاحب النشرة. وقد سألك مقدم البرنامج عدة مرات وقال ياسامي ياسامي وقال انه يعرف انك تعرفني، وكنت قد اتصلت به قبل المبرنامج وكما تعرف فان الأذاعة هي التي اتصلت بك وبالشيخ النعماني والشيخ الآصفي، فكيف تقول ان المتحدث كان شخصا آخر؟
واذا كنت اشك بشىء فاني اشك برسالتك هذه التي قد يحررها شخص غيرك ولا يوجد فيها ما نعرفه منك من الصوت او الصورة وربما تكون قد وجدت الاجابة غير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها كانت لشخص غيرك، وان هذا يثير الضحك لدى من يسمعه، فأرجو ان تعلن بصراحة اذا كنت قد غيرت رأيك، فان هذا افضل او تقول انك تتفق مع الاجتهاد في الامور العقائدية والتاريخية ولا ترى مانعا من ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله
اخوك احمد الكاتب
جوابنا على رسالته الثانية
قوله: (طلبت مني في رسالتك الأخيرة عبر الانترنت المؤرخة 6 شعبان 1420 بحث موضوع وجود الشهداء بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الذين تعتبر شهادتهم كشهادة الرسول ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم كقول وفعل وتقرير الرسول، وان نبدأ ببحث الآيات والأحاديث الواردة حول الموضوع).
عرضت عليك البحث في هذا الموضوع سنة 1418 في نشرة وكتاب شبهات وردود الحلقة الثالثة ولم تجبني لسنتين مضت عليه ثم ذكَّرتك به سنة 1420 لما اجبتك على أول رسالة لك وجَّهتها الىَّ بالإنترنيت. ومع ذلك لم تجبني الى بحث هذا الموضوع وحوَّلت البحث الى مسألة ولادة المهدي وقلت انه الموضوع الأهم.
قوله: (سواء قلنا بحصر الامامة في اثني عشر او لم نقل فان نظرية الامامة هذه تعتمد في قيامها واستمرارها على ثبوت ولادة ووجود ابن للامام الحسن العسكري، بغض النظر عن المناقشة في الأحاديث التي ذكرتها (حديث المنزلة والثقلين والكساء والاثني عشرية وآية التطهير) ومدى دلالتها وصحة سندها. فاذا استطعت ان تثبت ولادة ووجود الامام الثاني عشر بصورة علمية تاريخية، فان نظرية الامامة او الاثني عشرية قد تصح، اما اذا لم تستطع ان تثبت ذلك فان من العبث الحديث عن شىء لا وجود له في الخارج).
أقول:
- الإمامة الإلهية لعلي يفرضها حديث المنزلة المتواتر، وحديث الغدير المتواتر وأحاديث أخرى كثيرة.
- والإمامة الإلهية لأهل البيت بشكل عام يفرضها حديث الثقلين وآية التطهير وغيرها من الأحاديث.
- وتحديدهم بإثني عشر يفرضه حديث الإثني عشر الثابت صدروه عن النبي وقد ذكرنا طرفا من طرقه ومصادره في الحلقة الأولى من كتابنا شبهات وردود.
- وإمامة الإمام الثاني عشر فرع لإمامة آبائه فإن صحت إمامة آبائه (عليهم السلام) فعندئذ تثبت إمامته (عليه السلام).
- أما ولادة المهدي فهي ثابتة بالنقل المتواتر عن أصحاب الحسن العسكري وقد مر البحث فيها.
قوله: (اعتقد ان البحث في معنى الامامة هو موضوع ثانوي يأتي بعد موضوع إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض، وكما قيل العرش ثم النقش).
انما نبهتك الى ان مصطلح الإمامة استعمل بمعنيين أو ثلاث بسبب اصرارك على استعمال معنى واحد وهو معنى (الحكم) هذا المعنى الذي أدى بك ان تقول (ان الشيعة يشترطون في الحاكم العصمة والنص واالسلالة العلوية الحسينية وانهم لما أقاموا دولتهم في ايران تخلو عن هذه الشروط في الحاكم)! والحال أن الشيعة (اشترطوا العصمة والنص والحصر في على والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليه السلام)) في إمامة خاصة بهم وهي عين إمامة الرسول من حيث حجية قوله وفعله وتقريره سواء كان حاكما او لم يكن، وهذه الإمامة لهؤلاء الإثني عشر نظير إمامة اسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف والمعصومين من ذريته قبل موسى ونظير إمامة آل هارون بعد موسى المذكورين في القرآن. أما الحكومة فهي حق هؤلاء الأئمة في زمانهم وتستمر بعدهم في الصالحين من الفقهاء سواء كانوا من ذرية هارون أو من ذرية غيرهم وكذلك الأمر في الحكومة في عصر الغيبة هي للعدول من الفقهاء الكفوئين ممن تثق به الأمة سواء كانوا من الهاشميين أو لم يكونوا.
وهكذا لم يتخل أحد ممن رفع شعار ولاية الفقيه وإقامة الدولة تحت رايته عن عقيدته الإثني عشرية وذلك لوضوح ان إمامة أولئك الأئمة إمامة خاصة، يكون الحكم شأنا ضئيلا جدا من شؤونها. وإن الحاكم لا يشترط فيه العصمة ولا النص ولا السلالة العلوية الحسينية.
قوله: (ان إصرارك على بحث موضوع نظرية الامامة تبعا للأحاديث (الضعيفة في المتن والسند) التي ذكرتها، بعد انهيار النظرية الاثني عشرية، قد يجرك الى الانتقال الىالإسماعيلية او البهرة، واذا أردت ان تعيد النظر في نظرية الامامة ككل فيمكنك ان تصل الى نظرية الشورى التي اعتقد انها النظرية السياسية لأهل البيت الذين لم يكونوا يدعون العصمة ولا النص ولا حصر الخلافة والإمامة في سلالتهم).
أقول:
لم تبين نقاط الضعف في الروايات التي ذكرناها وقد ناقشنا كل إشكالاتك حول الإثني عشرية في نشرتنا شبهات وردود الحلقة الأولى وبقي حديث الإثني عشر على
قوله: (واعتقد ان مشكلتك هي في ممارسة القياس المذموم والمرفوض من أهل البيت، وتطبيق ما حدث في بني اسرائيل على الحالة الاسلاميةوتفسير كلمة (الأسباط) التي تعني القبائل اليهودية الاثنتي عشرة، بأوصياء النبي موسى، الذين تقول انهم اثنا عشر (بدون دليل) والتوصل تبعا لذلك الى ضرورة وجود اثنا عشر وصيا للرسول الأعظم من أهل البيت).
أقول:
منهج المقارنة بين ما جرى في بني إسرائيل وما جرى في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) أكد عليه القرآن والسنة الصحيحة وليس هو من القياس في شيء وما رفضه اهل البيت من القياس هو القياس في الأحكام. وقد وضحنا المسالة في الحلقة الأولى م شبهات وردود ص 123-133 ردا على مقالك في الشورى العدد الثالث ص 6.
أما الأسباط الواردة في الآيات التي أوردناها في جوابنا فهي ليست ذات صلة بأوصياء موسى بل هي ذات صلة بأوصياء ابراهيم أرجو ان تدقق النظر فيها مرة ثانية.
ثم ان أوصياء موسى اثنا عشر قد نص عليهم القرآن الكريم في قوله تعالى (اثنا عشر نقيبا..) وهو يخالف ما اوردته التوراة من العدد (15) وتسميهم بالقضاة.
قوله: (ولست في حاجة الى اتهامك باتباع عبد الله بن سبأ الذي يقال انه نقل هذه الفكرة من اليهودية الى الاسلام، وقال بكون الامام علي وصي النبي محمد كما كان
أقول:
القرآن يصرح بأن خبر بعثة النبي مذكور في التوراة والإنجيل كما في قوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ) الأعراف/157، ويصرح ايضا ان خبر المسلمين مع النبي الذين جعلهم الله شهداء على الناس بعد النبي مذكور في الكتب السابقة كما في قوله تعالى (وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج/78.
فالآية صريحة في قضية ان المسلمين الشهداء على الناس في هذه الآية قد وصفهم وعينهم الله تعالى من قبل أي في الكتب السابقة يبقى الكلام من هم هؤلاء هل هم كل المسلمين ولم يكونوا كلهم من ذرية ابراهيم أم هم آل النبي كما ذكرالصادق (عليه السلام)؟
وسواء كانوا هؤلاء أم أولئك هل يعتبر البحث في الكتب المقدسة للعثور على النصوص التي أشار اليها القرآن في حق النبي والشهداء على الناس من بعده تهمة؟
والحمد لله فاني لست أول باحث في هذه الآيات ومتابع لواقعها في الكتب المقدسة فقد سبقني علماء المسلمين من السنة والشيعة فهذا ابن كثير وابن تيميةوقبلهما البيهقي والماوردي وقبلهما ابن هشام وابن اسحاق وغيرهما وفي العصر الحديث كثير منهم الشيخ رحمة الله الكيرانوي في كتابه اظهار الحق طبع قبل مأئة سنة ثم جدد طبعه الدكتور عمر الدسوقي سنة 1980ومنهم الدكتور احمد حجازي السقا وقد كتب أكثر من كتاب في الموضوع وكان أحدها رسالة للدكتوراه ومنهم قيس الكلبي وعنوان كتابه (محمد آخرالرسل في التوراة والإنجيل) (1996م) طبع في اميركا بالانكليزية والعربية. ولهم نظراء من الشيعة قديما كالنعماني في كتابه (الغيبة)
قوله: (ولم يكن الشيعة الامامية قد حددوا الأئمة بعدد محدود قبل القرن الرابع الهجري. وقد طلبت منك مرارا ان تقوم بالتأكد من أحاديث الاثني عشرية وصحة نسبتها الى أهل البيت قبل ان تقوم بتأييدها من الإسرائيليات).
أقول:
بحثنا دعواك ان الشيعة لم يكونوا يعرفون الأثني عشرية قبل القرن الرابع الهجري في الحلقة الأولى التي صدرت سنة 1417 هجرية وقد كرسناها للرد على كل شبهاتك حول الأثني عشرية ثم أثبتنا لك صحة نسبة الأحاديث الإثني عشرية الى أهل البيت وإلى النبي قبل ذلك ولم ترد بشيء وقد مضى على تلك الردود المنشورة ما يقرب من اربع سنوات!
قوله: (وفي الحقيقة اني عاتب عليك جدا وأشكوك الى الله، إذ أراك تستخدم الحوار معي بصورة ملتوية ولأغراض سياسية وإعلامية علمها عند الله، وذلك لأني كنت المبادر الى دعوتك للحوار حول موضوع المهدي، قبل ان انشره، في سنة 1992وانتظرت مجيئك الى لندن عام 1995 وألححت عليك باللقاء فكنت تتهرب مني وتشترط التسليم في البداية بالفصل بين معنيي الامامة الخاص والعام، قلت لك لنجلس ونبحث، فرفضت اللقاءوتوسلت اليك ان تدلني على مواضع الخطأ في كتابي، فقلت انا لا أرد على كتاب غير مطبوع، ثم نشرت ردودك قبل ان اطبع الكتاب، ومع ذلك لم تناقش الموضوع الرئيسي فيه والذي يشكل حجر الزاوية في الفكر الإمامي الاثني عشري وهو وجود وولادة الامام الثاني عشر، ونبهتك الى ذلك في رسالتي
أقول:
1. ردودي عليك في حلقاتي الثلاث وفي هذه وهي الرابعة مستقيمة وواضحة حيث اني نهجت فيها جميعا منهجا واحدا وهو أني كنت اورد قولا لك منشورا في نشرتك الشورى أو في كتابك يعبر عن فكرة تامة وأشير الى موضعه في نشرتك أو كتابك ثم أعلق عليه بما تيسر لي من البحث والكلام العملي، وأغراضها واضحة وقد وضحتها في مقدمة الحلقة الأولى حيث قلتُ في ص 15 (إني أحاول في هذه الأوراق ان أختصر الرد وأيسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وأن كثيرا منهم لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الكتب ولا مختصراتها) وكان بإمكانك لو وجدت فيما رددت به عليك ثلمة ان ترد وقد مضى من الزمن ما يكفي.
2. قولك (كنت تتهرب مني) مما يضحك الثكلى، أما تذكر يوم دعاك الأستاذ الدكتور سعد جواد في الى بيته العامر في لندن سنة 1995لحضور اول محاضرة لي بعد قدومي مع مناقشة مفتوحة بعدهاولم تحضر الا بعد انتهاء المحاضرة والمناقشة وخروج أغلب المدعويين ووصلتَ ونحن في حال الخروج ولما دخلتَ لم نجلس وبقينا واقفين وتحدثنا قريبا من ثلث ساعة وفيها طلبت مني لقاء منفردا فأبيتُ ذلك وأصررتُ على اللقاء المفتوح وبحضور عدد واسع من الأخوة فكان جوابك ان الناس لا يتحملون صراحة الأفكار وأتوقع منهم الاهانة فقلت لك انك أعلنت عن أفكاركوديسكات كتبك تتحرك في المجتمع والمفروض انك تتحمل ردود الفعل على أفكارك وبقيت الفكرة معروضة شهرين مدة وجودي في لندن وكنت تصر فيما بعد على عدد قليل وكنت أصر على العدد الكثير حيث كنت أحدس ان النقاش معك لا يجدي نفعا وانما اردتُ من حضور الكثرة آنذاك هو فائدتهم وشهادتهم لا غير وقد تبين لي وللآخرين صدق حدسي بعد انسحابك من الحوار على شبكة هجر الثقافية الموقرة شهر رمضان المبارك سنة 1420 بعذر انك غير متفرغ لمواصلة الحوار على الرغم من انك طالب الحوار معهم.
3. أما اشتراطي عليك الفصل بين معنيي الإمامة فقد أخبرتك في وقته انك وقعت في خلل منهجي مركزي تحرك معك في كتبك الثلاثة وهو انك تنظر الى إمامة أهل البيت على انها مسألة سياسية حسب. بينما هما مسألتان الأولى كونهم حجاً إلهييين معصومين بعد النبي شهادتهم على الناس كشهادة النبي ومن تركهم ظل ومن أخذ بقولهم وتمسك بهم نجى. الثانية مسالة كونهم الاولى بالحكم بعد النبي اولوية اختصاص لا أولوية تفضيل. وقد مر تفصيل ذلك. وأذكر انني سألتك في احدى المكالمات الهاتفية بيني وبينك لما لا تقبل بالمنهج المذكور قلت إذا قبلت به فإن كتبي الثلاثة تنهار!!! والأمر واضح وهو انك بنيتها على منهج خاطيء.
4. لقد بقيتُ ملتزماً بكلمتي معك وهي انني قلت لك: فى وقته إنني لا أرد على كتاب غير منشور، ولو راجعت الحلقة الأولى والثانية من كتابي شبهات وردود لوجدتهما ردا على نشرتك الشورى وليس على كتابك الذي لم تطبعه آنذاك، أما الحلقة الثالثة فقد رددت فيها على كتابك بعد ان نشرته والذي لم تشر فيه الى ردودي عليك!.
5. الغريب انك حكمت على الشيعة الأوائل القائلين بالوصية بانهم أخذوا فكرة الوصية من عبد الله بن سبأ ثم حين ناقشتك في ابن سبأ ومصداقيته اصبحت المسألة عندك مسألة هامشية وجزئية!!!.
وحين ادعيت أن الشيعة في القرن الثالث لم يعرفوا الإثني عشرية وأثبت لك خطأ دعواك هذه أصبحت المسالة عندك مسألة هامشية وجزئية!!!.
وحين قلت ان روايات كثيرة في المصادر الشيعية تفيد ان الأئمة لم يكونوا يعرفون إمامة الإمام اللاحق بعدهم الا عند قرب وفاتهم وأثبت لك انك أخطأت في فهم الرواية أصبحت المسألة عندك مسالة هامشية وجزئية!!!.
وحين ادعيت أن الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق كان يشك بتحديد الأئمة بإثني عشر وأثبت لك خطأ دعواك بنسبة الشك اليه بالعقيدة الإثني عشرية أصبحت المسالة عندك مسألة هامشية وجزئية.
وليس من حقك تهميش هذه القضايا وقد سقتها واحدة بعد الأخرى لتبني تصورك السلبي عن التشيع الإثني عشري وقضاياه الأساسية.
والآن بين يديك الحلقة الرابعة وقد اثبت لك خطأ دعواك: ان شيعة الحسن العسكري تفرقوا الى اربع عشرة فرقة وأن القائلين منهم بوجود المهدي بن الحسن العسكري هم شرذمة من اصحاب الحسن العسكري وليس جمهور اصحابه، ولا بد انها ستصبح عندك بعد ذلك مسألة فرعية وجزئية بإعتبارها متفرعة عن مسألة الإمامة الإلهية بعد النبي ككل والتي يجب بحثها أولا والفراغ منها قبل بحث مسألة وجود المهدي (عليه السلام) وفي هذه المرة يكون الحق معك ولا بد ان نبدأ ببحث الامامة اولا وقبل البدء لا بد ان نتفق على مرادنا من مصطلح الإمامة وهو ما قلناه لك في شهر رمضان لسنة 1416هـ الموافق سنة 1995 م. وقد بحثنا مسألة الإمامة الإلهية في الحلقة الثانية والثالثة من كتابنا شبهات وردود.
أخي أحمد الكاتب:
أحب أن أصارحك ان الجهد الذي بذلته شخصيا للرد على شبهاتك وبذله أخوة آخرون في كتابات ستظهر قريبا جزاهم الله تعالى عليها خير الجزاء ليس من أجل ان تغير تصوراتك الخاطئة عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك لانك لو أردت ان تصل الى الحقيقة فيها فقد كانت ميسرة لك حين كنت تعيش في عمق مصادر الشيعة وتراثهم الفكري ومن ثم لست بحاجة الى هذه الأبحاث، وهي (أي الحقيقة) ميسرة ايضا لغيركممن يعيش في عمق مصادر أهل السنة وتراثهم الفكري، والسر في ذلك هو ان كتاب الله يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة كما ان حديث النبي (صلى الله عليه وآله) برواية أهل السنة يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة، وفي حقبتنا المعاصرة قد انفتح على هذه الحقيقة اناس ممن ليسوا من أهلها أكثر ممن انغلق عليها من أهلها وقد انفتح كثير من هؤلاء لا بجهد خاص من شخص معين بل بجهدهم الخاص ومعاناتهم الخاصة و
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة:
لم أبعث له هذه الرسالة بسبب خروجه عن أدب الحوار.
إذ ان من ابسط هذه الآداب هو الثقة المتبادلة بين المتحاورين في النقل الحسي فيما يخصهما شخصيا حيث قلت للاستاذ الكاتب اني لم اكن المتحدث في المداخلة التي حملت اسمي بل المتحدث هو السيد حسين الكشميري وقلت له ارجع ودقق في صوت المتحدث بل بإمكانك ان تتصل بالسيد حسين الكشميري وتتأكد من ذلك ولكنه أجابني بقوله (انك انت الذي كنت تتحدث... وربما تكون قد وجدت الاجابةغير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها كانت لشخص غيرك).
أقول: لقد استعجل الأستاذ الكاتب وكوَّن حكما في هذه القضية البسيطة قبل ان يستوعب الأتصال بمصادرها وهي ميسرة له فيتصل مثلا بالسيد حسين الكشميري في قم وهو شخص معروف ويسأل منه او يطلب بعض أحاديثي المسجلة الميسرة عند الأصدقاء في لندن ليقارن بين الصوتين وإنما اكتفى بمخزون ذاكرته عن صوتي وهو
وإذا كان الرجل يتعامل مع قضية بسيطة لا يفصل بينه وبين مصادرها الا دقائق أو ساعات بمثل هذه الروح والمنهج، فكيف سيكون تعامله مع قضايا اكثر تعقيدا والفاصل الزمني بينه وبينها يزيد على الألف سنة؟ انها نفس الروح بل اعمق الم يحكم بكذب السفراء الأربعة ونسب اليهم انهم اختلقوا القول بوجود ولد للحسن العسكري وجعلوه الإمام الثاني عشر، وتجاوز بذلك جمهور الشيعة الذين كانوا يتعاملون حسيا مع هؤلاء النواب ويرون استقامتهم وامانتهم وثقة الماضين من الأئمة بهم؟.
____________
(1) كان معي في مكان مشاهدة المقابلة سماحة الشيخ الآصفي وسماحة الشيخ الكوراني وسماحة السيد كمال ا لحيدري وسماحة السيد رياض الحكيم مدير مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم وفضيلة الأستاذ جواد علي كسار وكانوا شاهدين لواقعة ظهور اسمي على شاشة التلفزيون وحديث غيري. وكان سر الإلتباس الذي حصل هو اني وبعض الأخوة كنا في بيت وقد أعطيت رقم تلفون هذا البيت لمنسق المداخلات ثم حصل عطل في جهاز التلفزيون فغادرنا المكان الى مكان آخر حرصا على متابعة المقابلة وبعد خروجنا أصلح العطل الدي كان بسيطا ولم نلتفت اليه وجاء السيد حسين الكشميري وآخرين الى هذا المكان واتصلت قناة الجزيرة بعد ذلك بهذا البيت ولم يشأ السيد الكشميري ان يضيع الفرصة وتكلم وغفل عن التنبيه في نهاية المداخلة انه ليس السيد سامي البدري.
الحلقة الرابعة
الفصل الثامن
كـتـبوا للـمؤلـف
كتاب آية الله العلامة السيد مرتضى العسكري
صاحب الفضيلة الباحث الـمُجيد حجة الإسلام السيد سامي البدري المحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد طالعت بإمعان الأعداد الثلاثة(1) التي صدرت من نشرتك (شبهات وردود) ووجدتك فيها باحثاً موضوعيا لا تترك لمناظرك حجة دون ان تبين زيفها اسأل الله تعالى ان يوفقك للاستمرار في امثال هذه البحوث النافعة وارجوا من اخواننا المؤمنين ان يساعدوك في نشرها بأكبر عدد والسلام عليك
من العسكري 22 / 2 / 77 هـ. ش
كتاب آية الله العظمى السيد كاظم الحائري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الميامين وبعد فإنّي طالعت كثيرا من مطالب كتاب (شبهات وردود) المشتمل على حلقات ثلاثة فوجدته وافيا بالغرض كافيا في دفع الشبهات التي نقلها حول الإمامة بالمعنى الخاص لدى الشيعة الإثني عشرية فجزى الله مؤلفه البدري حفظه الله عن التشيع وعن الإمامة خير الجزاءوأسأل الله تعالى ان يزيد في توفيقاته لخدمة الإسلام والتشيع وللدفاع عن العقائد الحقة انه حميد مجيد.
والسلام عليه وعلى جميع الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ورحمة الله وبركاته.
كاظم الحسيني الحائري
7 / جمادي الأول /1420 هـ. ق
____________
(1) اي الحلقات 1 ـ 3.