[199] فصل:
فيما نذكره من الكتاب المسمّى بغريبي القرآن والسنّة، تأليف أحمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي الازهري(1)، وهو عندنا خمس مجلّدات، نبدأ بما نذكره من المجلّد الاول من تاسع كرّاس منه من الوجهة الاوّلة من القائمة الخامسة بلفظه:
قوله تعالى: (هَؤُلاَءِ بَنَاتِي)(2)، أراد بنات قومه، وكلّ نبي كالاب لقومه، وأراد النكاح(3).
يقال للهروي:
قولك: إنّ كلّ نبيّ كالاب لقومه.
يحتاج إلى حجّة في هذا الحال، فإنّما ساغ ذلك في نبيّنا محمد صلوات الله عليه وآله، حيث كانت أزواجه أمّهات المؤمنين كان كالاب لهم، وحيث روي عنه(4) صلوات الله عليه وآله: «أنا وعليّ أبوا هذه
____________
(1) كذا في جميع الاصول المعتمدة، وهو كما ترى، إذ الازهري هو شيخ صاحب الغريبين وأستاذه، حتّى لقّبه ابن الاثير في مقدّمة النهاية: صاحب الامام أبي منصور الازهري اللغوي، ولعلّ منشأ الاشتباه كثرة ما نقله العبدي في كتابه الغريبين عن الازهري، فكثيراً ما تصادفنا هذه العبارة في الغريبين: قال الازهري.
(2) هود: 11 / 78.
(3) الغريبين غريبي القرآن والحديث: 1 / 213.
(4) ع. ض: عنهم.
وأما قول الجوهري(2): إنّهنّ بنات قومه.
فهو خلاف ظاهر القرآن، وكان يحتاج إلى حجّة وبرهان، وليس في عرض بناته (عليه السلام)للنكاح منقصة حتى يعدل بلفظ بناته إلى بناته قومه، والاخبار متظاهرة من الجهات المتفقة والمختلفة أنّهنّ كنّ بناته على اليقين.
[200] فصل:
فيما نذكره من الجزء الثاني من الغريبين للازهري، من الوجهة الاوّلة من القائمة الثانية من ثامن سطر منها بلفظه:
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين)(3)، يعني: نبأ محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومن عاش علمه بظهوره وتمام أمره، ومن مات علمه يقيناً.
يقال للجوهري(4):
لو كان المراد محمداً صلوات الله عليه وآله لكان: وليعلمن نبأه بعد حين، لانّ في(5) القرآن: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْر وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعْدَ
____________
(1) راجع أمالي الصدوق: 523 حديث 6.
(2) كذا في جميع الاصول المعتمدة، والصحيح: الهروي.
(3) سورة ص: 38 / 88.
(4) كذا في جميع الاصول المعتمدة، والصحيح: الهروي.
(5) في، ليس في ع. ض.
[201] فصل:
فيما نذكره من الجزء الثالث من الغريبين للازهري، من القائمة الثالثة من الوجهة الاوّلة منها من رابع سطر بلفظه:
وفي حديث عليّ (عليه السلام): «لنا حقّ إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الابل وإن طال السرى» قال القتيبي: أعجاز الابل ما أخرها، جمع عجز وهو مركب شاق، ومعناه: إن منعنا حقّنا ركبنا مركب المشقّة صابرين عليه.
قال الازهري: لم يرد على ركوب المشقّة، ولكنّه ضرب أعجاز الابل مثلاً لتقدّم غيره عليه وتأخيره عن الحقّ الّذي كان يراه له، فيقول: إن قدّمنا للامامة تقدّمنا، وإن أخرنا عنه صبرنا على الاثرة وإن طالت الايام(3).
يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
الحديث عن مولانا عليّ صلوات الله عليه وآله ربّما احتمل
____________
(1) سورة ص: 38 / 86 ـ 88.
(2) ع. ض: ويعلمن، والمثبت من ط.
(3) نقل بعضه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 1 / 195 عن الغريبين.
وقوله: وإن طال السرى، فيه تنبيه على أنّه كان يعلم تطاول الدهور على منعه ومنع أهل بيته.
وأعلم أنّ تصديق الازهري لمثل ذلك حجّة عليه وعلى مَن يعرف فضله ومحلّه، بأنّ مولانا عليّ (عليه السلام)كان مفارقاً لمن ادّعى أنّ الاختيار سبب للامامة وأنّه كان يعرف أنّه منصوص عليه وأحقّ بالامامة من غيره، لانّ الامّة اتفقت إمّا على الاختيار، أو على النصّ، وفيه تنبيه على أنّه ممنوع من حقّه بغير اختياره.
[202] فصل:
فيما نذكره من الجزء الرابع من الغريبين للازهري، من القائمة السادسة من الكرّاس الثاني منه في ثالث سطر بلفظه:
وقوله: (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ)(1) أي: لكم مستقرّ في الارحام، أي: وقت موقّت لكم ومستودع في الاصلاب لم يخلق بعد.
وقوله: (يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا)(2)، قيل: مستقرّها مأواها على وجه الارض ومستودعها مدفنها بعد موتها، وقيل: مستقرّها في الاصلاب ومستودعها في الارحام.
____________
(1) الانعام: 6 / 98.
(2) هود: 11 / 6.
يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
إن كان تفسير المستقرّ والمستودع بالاحتمال في الظاهر، فإنّه في الاصلاب مستودع وفي الارحام مستودع وعلى الارض مستودع وفي القبور مستودع، والقرار إنّما يكون في دار المقامة، وما أستبعد أنّي وقفت على أنّ المستقرّ ما تمّ خلقه والمستودع ما ذهب قبل تمامه، ونحو ذلك في وصف الايمان أنّه مستقرّ ومستودع، فالمستقرّ ما دام صاحبه عليه والمستودع ما ارتدّ عنه، وإن كان المرجع النقل المقطوع به فإن وجد ذلك فالاعتماد عليه.
وقد وجدت في التبيان(3) اختلافاً كثيراً في معنى مستقرّ ومستودع، لا فائدة في ذكره، لانّه غير مستند إلى حجّة.
[203] فصل:
فيما نذكره من الجزء الخامس من الغريبين للازهري، من الكرّاس السادس من القائمة الثانية من الوجهة الثانيه منها
____________
(1) المؤمنون: 23 / 50.
(2) وردت هذه الكلمة مضطربة في النسخ المعتمدة، وما أثبتناه هو الصحيح.
(3) التبيان: 4 / 213 ـ 214.
في الحديث: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».
حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد البر(1) المقري بالبصرة، قال: حدّثنا أبو مسلم إبراهيم(2) بن عبدالله بن مسلم، قال: حدّثنا أبو نجد عمران بن خالد بن طليق، عن أبيه، عن جدّه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عبادة».
قال ابن الاعرابي: تأويله أنّ علّياً (عليه السلام) كان إذا برز قال الناس: لا إله إلاّ الله ما أشرف هذا الفتى، لا إله إلاّ الله ما أشجع هذا الفتى، لا إله إلاّ الله ما أعلم هذا الفتى، لا إله إلاّ الله ما أكرم هذا الفتى.
قال الشيخ: أراد بأكرم أتقى.
أقول أنا:
وظاهر الحديث يحتمل النظر إلى عليّ صلوات الله عليه وآله مطلقاً سواء قال الناس أو لم يقولوا، أو لعلّ معناه النظر إليه كما يريد الله تعالى من المعرفة بحقّه وتعظيم أمره وامتثال طاعته ومحبّته عبادة.
[204] فصل:
فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف، تأليف أبي جعفر محمد بن منصور، رواية محمد بن زيد
____________
(1) ع. ض: عبد البرار.
(2) ط: أبو مسلم بن إبراهيم.
أنّ القرآن جمعه على عهد أبي بكر زيد بن ثابت، وخالفه في ذلك أُبيّ وعبدالله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، ثمّ عاد عثمان جمع المصحف برأي مولانا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأخذ عثمان مصحف(1) أُبيّ وعبدالله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، فغسلها غسلاً، وكتب عثمان مصحفاً لنفسه ومصحفاً لاهل المدينة ومصحفاً لاهل مكّه ومصحفاً لاهل الكوفة ومصحفاً لاهل البصرة ومصحفاً لاهل الشام.
[205] فصل:
فيما نذكره من جزء في المجلّدة الّتي فيها اختلاف المصاحف منفرداً عنه اسمه: جزء فيه عدد سور القرآن وعدد آياته وعدد كلماته وحروفه ونصفه وأثلاثه وأخماسه وأسداسه وأسباعه وأثمانه وأتساعه وأعشاره وأجزاء سليم(2) وأجزاء ثلثين، تأليف محمّد بن منصور بن يزيد المقرئ، قال في أوّل وجهة منه ثاني سطر:
عدد القرآن أربع عشرة ومائة سورة، وعدد آي القرآن في الكوفي ستة آلالف آية ومائتا آية وستة وثلاثون آية، وفي
____________
(1) حاشية ع: مصاحف.
(2) كذا في جميع الاصول المعتمدة، وكذا فيما مرّ من فهرس الكتاب، ولعلّه اصطلاح خاصّ، والظاهر أنّ المراد منه: وأجزاء عشرين.
أقول:
ووجدتُ في آخر كتاب التبيان، لابي جعفر الطوسي (رحمه الله) ما هذا لفظه:
جميع آي القرآن في البصري ستة آلالف آية ومائتا(2) آية وأربع آيات، وفي المدني الاول ستة آلاف ومائتان وسبع عشرة آية، وفي المدني الاخير ستة الاف ومائتان وأربع عشرة آية، وفي الكوفي ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية، وجميع ما نزل بمكّة خمس وثمانون سورة على الاختلاف في ذلك، وبالمدينة تسع وعشرون سورة على الخلاف في ذلك(3)، فذلك مائة وأربع عشرة سورة، وعلى ما رويناه عن أصحابنا وعن جماعة متقدّمين مائتا واثنتا عشرة سورة، وجميع عدد كلمات القرآن تسع
____________
(1) حاشية ع: سبعة عشر آية؟
(2) في المصدر: ومائتان.
(3) في المصدر: لا خلاف في ذلك.
[206] فصل:
فيما نذكره عن محمد بن بحر الرهني، من الجزء الثاني من مقدّمات علم القرآن، من التفاوت في المصاحف الّتي بعث عثمان إلى الامصار، من ثالث كرّاس منه من الوجهة الاوّلة منها في أوّل قائمة من آخر سطر بلفظه:
اتخذ عثمان سبع نسخ، فحبس منها مصحفاً بالمدينة، وبعث إلى أهل مكّة مصحفاً، وإلى أهل الشام مصحفاً، وإلى أهل الكوفة مصحفاً، وإلى أهل البصرة مصحفاً، وإلى أهل اليمن مصحفاً، وإلى أهل البحرين مصحفاً.
فالخلاف بين مصحف المدينة ومصحف البصرة أربعة عشر حرفاً، وقيل: بل أحد وعشرون حرفاً.
منها: في البقرة: (وَأَوْصَى بِهَا إبْرَاهِيمُ)(3) بزيادة ألف،
____________
(1) في المصدر: ومائتان.
(2) التبيان: 10 / 438، مع اختلاف، وفيه: وخمسة عشر ألفاً، وعدد نقطه مائة الف وست وخمسون ألفاً وإحدى وثمانون نقطة.
(3) البقرة: 2 / 132.
____________
(1) آل عمران: 3 / 132 ـ 133.
(2) المائدة: 5 / 52 ـ 53.
(3) المائدة: 5 / 54.
(4) التوبة 9 / 106 ـ 107.
(5) الكهف: 18 / 36.
(6) المؤمنون: 23 / 85 و 87 و 89.
(7) ع. ض: ثلاثهن، والمثبت من حاشية ع.
(8) الشعراء: 26 / 217.
(9) ض: بالتاء، ع: ثالثاً.
(10) غافر: 40 / 26.
فهذه أربع عشرة حرفاً.
وزعم آخرون أنّ في مصحف أهل المدينة في يوسف: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ)(5)، وفي بني إسرائيل: (قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي)(6)، وفي الكهف: (مَا مَكّنَنِي فِيهِ)(7)بنونين، وعند البصريين بنون واحد، وفي الملائكة: (مِنْ ذَهَب وَلُؤْلُؤاً)(8) بزيادة ألف، وفي الزخرف: (يَا
____________
(1) الشورى: 42 / 30.
(2) الزخرف: 43 / 71.
(3) الحديد: 57 / 24.
(4) الشمس: 91 / 15.
(5) يوسف: 12 / 50.
(6) الاسراء: 17 / 93.
(7) الكهف: 18 / 95.
(8) فاطر: 35 / 33.
وفي ع. ض: (مِنْ ذَهَب وَلُؤلُؤ).
وهو تمام أحد وعشرون حرفاً.
ثمّ ما بين مصحف أهل مكّة والبصرة حرفان، ويقال: خمسة:
عند أهل مكّة في آخر النساء: (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ)(5)، وعند البصريين: (وَرُسُلِهِ) وفي براءة: (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ)(6)، وعندهم: (تَجْرِي تَحْتَها الاْنْهَارُ)بغير من، و (مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)(7)، و (لَيَأتِيَنَّني
____________
(1) الزخرف: 43 / 68.
(2) الانسان: 76 / 15 ـ 16.
وفي ع. ض: (قَوَارِيرَ قَوارِيراً).
(3) الجنّ: 72 / 1.
(4) الجن: 72 / 20.
(5) النساء: 4 / 171.
(6) التوبة: 9 / 72.
(7) الكهف: 18 / 95.
ثمّ ما بين مصحف أهل الكوفة والبصرة عشرة أحرف، ويقال: أحد عشر حرفاً:
في مصحف أهل الكوفة في يس: (وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ)(3) بغير هاء، وفي الاحقاف: (وَوَصَّيْنَا الاْنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إحْسَاناً)(4)، وفي الانعام: (لَئِنْ أنْجَانَا مِنْ هَذِهِ)(5) بالالف، وعند البصريين: (لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا)، وفي بني إسرائيل: (نَقْرَؤُهُ قالَ)(6) بالالف، وفي الانبياء: (قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ)(7)، وفي آخرها: (قَالَ رَبِّ احْكُمْ)(8) وهي ثلاثتهن عند البصريين: قل قل قل، وفي المؤمنين: (سَيَقُولُونَ للهِِ)(9) الثانية والثالثة،
____________
(1) النمل: 27 / 21.
(2) غافر: 40 / 26.
(3) يس: 36 / 35.
(4) الاحقاف: 46 / 15.
(5) الانعام: 6 / 63.
(6) الاسراء: 17 / 93.
(7) الانبياء: 21 / 4.
(8) الانبياء: 21 / 112.
(9) المؤمنون: 23 / 87 و 89.
ثمّ جاء في مصحف أهل حمص الّذي بعث عثمان إلى أهل الشام وما خالف المصاحف تسعة عشر حرفاً، ويقال: أحد وعشرون حرفاً:
في مصحفهم في البقرة: (وَاسِعٌ عَلِيمٌ قَالُوا اتَّخَذَ)(3) بنقصان الواو، وفي آل عمران: (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ)(4) بزيادة باء، وفي النساء: (مَا فَعَلُوهُ إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ)(5) نصب، وفي الانعام: (ولدار الاخرة)(6) بلام واحدة، وفي مصحف البصريين: (وَلَلدَّارُ الاْخِرَةُ)، وفي الانعام: (زُيِّنَ)مضمومة (لِكَثِير مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهم)(7)، وهذا غير جائز في الكلام وجاء شيء منه في ضرورات الشعر، وفي الاعراف في أوّلها: (قَلِيلاً مَا
____________
(1) فاطر: 35 / 33.
(2) الانسان: 76 / 15 ـ 16.
(3) البقرة: 2 / 115 ـ 116.
(4) آل عمران: 3 / 184.
(5) النساء: 4 / 66.
(6) الانعام: 6 / 32.
(7) الانعام: 6 / 137.
____________
(1) الاعراف: 7 / 3.
(2) الاعراف: 7 / 43.
(3) الاعراف: 7: 43.
(4) الاعراف: 7 / 141.
(5) الاعراف: 7 / 195.
(6) الانفال: 8 / 66 ـ 67.
(7) يونس: 10 / 22.
(8) يونس: 10 / 68.
(9) الكهف: 18 / 77.
(10) النمل: 27 / 67.
____________
(1) ليست الاية في سورة المؤمنين، وإنّما في الروم: 30 / 9.
(2) الرحمن: 55 / 12.
(3) الرحمن: 55 / 78.
(4) الحديد: 57 / 10.
(5) المدّثر: 74 / 33.
(6) الزمر: 39 / 64.
(7) النساء: 4 / 95، الحديد: 5 / 10.
(8) يونس: 10 / 22.
أقول:
فهذا ما حكاه محمّد بن بحر الرهني، نقلناه بلفظه.
[207] فصل:
فيما نذكره من كتاب مجلّد، يقول مصنّفه في خطبته: هذا كتاب جمعتُ فيه ما استفدته في مجلس الشيخ أبي زرعة(1) عبد الرحمن بن محمد بن بحلة(2) المقرئ، نذكر منه من الوجهة الاوّلة من القائمة الثانية من النسخة الّتي عنده بلفظه:
باب: ذكر ما اتفقوا في نزوله من السور.
اتفقوا أنّ سورة الماعون ثلاث آيات منها نزلت(3) بمكّة وأربع آيات نزلت بالمدينة.
واتفقوا أنّ ثمانية وسبعين سورة منها نزلت بمكّة.
ثمّ ذلك على ضربين:
أحدهما: أنّ السورة كلّها نزلت بمكة.
والثاني: أنّ السورة نزلت بمكّة إلاّ آيات منها نزلت بالمدينة.
واتفقوا أنّ عشرين سورة منها نزلت بالمدينة.
ثمّ ذلك أيضاً على ضربين:
أحدهما: السورة كلّها بالمدينة.
____________
(1) ع. ض: ذرعة.
(2) ع: بجلة.
(3) حاشية ع: نزلن، وكذا في جميع الموارد الاتية.
فأمّا السور الّتي نزلت كلّها بمكّة فهي تسع وأربعون سورة، وهي: يوسف، والانبياء، والنمل، والروم، وسبأ، وفاطر، والصافّات، وص، وحم السجدة، والدخان، والذاريات، الطور، الملك، الحاقّة، القلم، المعارج، ونوح، والجن، والمدّثر، والقيامة، والمرسلات، والصافّات، والنازعات، وعبس، والعشار، والانفطار، والانشقاق، والبروج، الطارق، الاعلى، الغاشية، الفجر، والشمس، والليل، والضحى، وألم نشرح، والتين، والعلق، القدر، العاديات، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الكوثر، والكافرون، تبّت.
فأمّا السور الّتي نزلت بمكّة إلاّ أنّ آيات منها نزلن بالمدينة فهي تسع وعشرون سورة، وهي: الانعام إلاّ ست آيات، الاعراف إلاّ أربع آيات، يونس إلاّ اثنين، إبراهيم إلاّ ثلاث آيات، هود إلاّ آية، الحجر إلاّ آية، النحل إلاّ خمس آيات، بني إسرائيل إلاّ خمس آيات، الكهف إلاّ آية، مريم إلاّ آية، طه إلاّ آية، المؤمنون إلاّ أربع عشر آية، الفرقان إلاّ ثلاث آيات، الشعراء إلاّ أربع آيات، القصص إلاّ آية، لقمان إلاّ آيتين، السجدة إلاّ ثلاث آيات، يس إلاّ آية، الزمر إلاّ ثلاث آيات، حم المؤمن إلاّ آيتين، الزخرف إلاّ آية، عبس إلاّ سبع آيات، الجاثية إلاّ آية، الاحقاف إلاّ ست آيات، قاف إلاّ آية، النجم إلاّ تسع آيات، القمر إلاّ آيتين، الواقعة إلاّ أربع آيات،
وأمّا السور الّتي نزلت كلّها بالمدينة فهي اثنا عشر سورة، وهي: آل عمران، التوبة، النور، الاحزاب، القتال، الحجرات، والحشر، الجمعة، المنافقون، الطلاق، التحريم، النصر.
وأمّا السور الّتي نزلت بالمدينة إلاّ أنّ آيات منها نزلت بمكّة وهي ثمان سور: البقرة إلاّ خمس آيات، النساء إلاّ آيتين، المائدة إلاّ آية، الانفال إلاّ آيتين، الفتح إلاّ ثلاث آيات، المجادلة إلاّ آية، المودة(1) إلاّ آية، التغابن إلاّ ثلاث آيات.
فجملة الايات الّتي اختلفوا فيها أنّها مكّية أو مدنية أربعمائة وعشرون آية، وجملة الايات المكّية على اختلاف يذكر في كلّ سورة أربعة آلاف وثلاثمائة وست وتسعون آية، وجملة آيات المدنية على اختلاف يذكر في كلّ سورة ألف وأربعمائة وسبع عشرة آية، وجملة الايات الّتي نزلت في السماء ثلاث آيات.
يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
فانظر رحمك الله ما بلغ إليه بعض(2) الاختلاف في هذا الكتاب المهمّ الّذي اتفق على تعظيمه أهل الوفاق وأهل الانحراف، فأيّ
____________
(1) حاشية ع: المتودة.
(2) ع. ض: نقض، والمثبت من حاشية ع.
[208] فصل:
فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن، وهو من جملة المجلّدة المذكورة قبل هذا الفصل، نذكر منها من الوجهة الثانية من آخر قائمة منه بلفظه:
(قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ)(1)، الوقف إلى آخر السورة، وقال بعضهم: الوقف: (أحَدٌ) (الصَّمَدُ) (وَلَمْ يُولَدْ)(أحَدٌ).
يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
إن كان ما ذكره من الوقف عن نقل تقوم به الحجّة فلا كلام، وإلاّ فلعلّ المعنى يحتمل أن يكون الوقف زيادة على ما ذكره عند قوله جلّ جلاله: (كُفُواً)، لانّ غيره من المفسّرين يذكر بعضهم أنّ تقدير الاية: ولم يكن له أحداً كفواً، فإن كان التقدير الحقيقي في الاية كما ذكره فينبغي أن يكون (كُفُواً) موضع وقف، ولانّه إذا وقف عند (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً) كان أتمّ(2) من الوقوف عند (أحَدٌ)، لانّ (كُفُواً)مشتملة على أنّه لم يكن له شيء كفواً، كما قال جلّ جلاله في آية غيرها: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء)(3)، ولفظ (أحَدٌ) يختصّ بشيء دون
____________
(1) الاخلاص: 112 / 1.
(2) ع. ض: أعمّ.
(3) الشورى: 42 / 11.
[ ] فصل: يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
ومن عجيب ما وقفتُ عليه ورويته من تفاسير القرآن المجيد والاختلاف فيه بين الموصوفين بالتأييد، اقتصار كثير من المسلمين في المعرفة بمكيّه من مدنيّه وعدد آياته ووجوه قراءاته على القرّاء السبعة والعشرة وعلى مجاهد وقتادة وعطاء والضحاك وأمثالهم، وقد كان ينبغي نقل ذلك مسنداً عن المهاجرين الاوّلين والانصار السابقين والبدريّين ومَن كان حاضراً لاوّل الاسلام وآخره ومطلعاً(1) على سرائره.
[ ] فصل:
وحيث ذكروا واحداً من الشجرة النبوية والعترة المحمدية، اقتصروا في كثير ما نقلوه على الشابّ المعظّم الّذي كان له عند وفاة النبي صلوات الله عليه وآله عشر سنين، وعلى رواية بعضهم ثلاث عشرة سنة.
فأين كهول بني عبد المطلّب وشيوخهم؟! فأين شيوخ بني هاشم؟! وأين شيوخ قريش الّذين عاصروا جميع أيّام الرسالة وعاشروا حين نزول القرآن وسمعوه مشافهة من لفظ النبوّة ومحلّ الجلالة؟! وما الّذي منع أن يلازموا جميع علماء الثقل الّذين قرنهم الله جلّ جلاله بكتابه المهمين على كلّ كتاب، الّذين جعلهم النبي صلوات الله عليه وآله خلفاء منه وشهد أنّهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب؟! وما
____________
(1) ع. ض: ومطلقاً.
فقال في جزء الثالث منه، في باب عليّ بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ما هذا لفظه:
وروى معمّر، عن وهب بن عبدالله، عن أبي الطفيل قال:
شهدت عليّاً يخطب وهو يقول: «سلوني، فو الله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلاّ وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل»(1).
أقول:
وقال أبو حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللّدني، في وصف مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ما هذا لفظه:
وقال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): «إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أدخل لسانه في فمي، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كلّ باب ألف باب».
وقال صلوات الله عليه وآله: «لو ثنّيت لي وسادة وجلست
____________
(1) الاستيعاب: 3 / 208 رقم 1875.
وهذه المرتبة لا تنال بمجرّد التعلّم، بل يتمكّن المرء في هذه الرتبة بقوّة العلم اللّدني.
وقال عليّ (عليه السلام) لمّا حكى عهد موسى: «إنّ شرح كتابه كان أربعين حملاً(2)، لو أذن الله ورسوله لي لاشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّى يبلغ مثل ذلك»، يعني: أربعين وقراً أو حملاً.
وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلاّ لدنياً سماوياً إلهيّاً(3).
هذا آخر لفظ محمد بن محمد بن محمّد الغزالي.
أقول:
وذكر أبو عمر(4) الزاهد، واسمه محمد بن عبد الواحد، في كتابه(5) باسناده:
____________
(1) ض: بقراءاتهم.
(2) ب: جملاً.
(3) الرسالة اللدنية: 44.
(4) وعبّر عنه ابن طاووس في بعض كتبه: أبو عمرو.
(5) والظاهر اسمه: مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، والّذي نقل عنه المصنّف في كتابه التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن): 81، فتأمّل.