أو من رسوله..
أو من إمام ثابتة إمامته بالنص.
أما العقل فيقول إن الناس في كل وقت محتاجون إلى عالم بكل ما كلف الله تعالى به عباده وجاء به الرسول من عنده من حلال وحرام.. ولأن نصب الإمام لطف واللطف واجب على الله عز وجل (1).
إن تعيين الإمام بالنص إنما يؤكد أهمية منصب الإمامة وضرورته وكونه مسألة شرعية في المقام الأول لا مجال لتدخل اجتهادات الناس فيها. فهي امتداد لمهمة الرسول ومرجع الأمة من بعده، فلا بد أن تكون منصوصا عليها حتى تأخذ صفة المرجعية المطلقة، ولو كان منصب الإمامة بالترشيح والاختيار لتنازع الناس عليها واختلفوا حولها وبالتالي ينتفي الغرض من وجودها.
ولأجل ذلك وقع الخلاف على الآخرين الذين أحلوا أنفسهم مكان الإمام من الخلفاء والحكام من بعدهم. ومن قال إن الأمة قد اجتمعت عليهم فالتاريخ والوقائع تكذب قوله، وإن مثل هذا القول الهدف منه تخدير الأجيال القادمة.
أما الجيل المعاصر لعملية اختيار هؤلاء الحكام فقد دب بينهم الخلاف حول مشروعيتهم وإجماع الأمة عليهم (2).
والعقل الذي يقول بأن الإمام الذي يلي أمر الأمة من بعد الرسول لا بد أن تتوافر فيه المؤهلات العلمية التي تؤهله لسد الفراغ الذي أحدثه غياب الرسول.
هذا العقل يحكم بأن الذين حكموا الأمة بعد الرسول لم يكونوا يملكون من هذه المؤهلات شيئا. وذلك بقليل من النظر في سيرة هؤلاء الحكام ومواقفهم وممارساتهم.
____________
(1) أنظر حق اليقين وكتب العقائد لدى الشيعة.
(2) أنظر لنا السيف والسياسة. وانظر السقيفة للمظفر.
يقول الدكتور علي شريعتي: الإمامة لدى الشيعة هي استمرار لإمامة محمد - دون نبوته - والإمامة عندهم هي بمعنى القدرة أي النموذج السامي للمدرسة والمنهج والانسان - القدوة - كذلك بمعنى القائد أي تواصل إمامة محمد.
إن نبوة محمد ختمت به، أما إمامته فبدأت به وانتهت في عترته (آل البيت).
إن الشيعة ينكرون مبدأ الشورى والبيعة. ويعتقدون بدلا عنه بمبدأ الوصاية. أما السنة فينكرون مبدأ الوصاية ويستندون إلى الشورى في الخلافة، هذا الطرح التقليدي السائد. أما في نظري فلا يوجد تناقض بين المبدأين. ولا يمكن اعتبار أحدهما بدعة مصطنعة وغير إسلامية. إن الشورى والبيعة تعنيان الديمقراطية، وفي القرآن إشارات واضحة لصحة مبدأ الشورى.
لكن أي مؤرخ منصف لا يمكنه إنكار وصية الرسول لعلي عليه السلام. والوصاية هي ليست بالتعيين ولا بفرض القائد بطريقة فوقية. كما أنها ليست انتخابا أو وراثة، أو نتيجة لترشيح أحد من الناس. فالإمامة ليست هذه الصيغ السياسية.. لهذا تعتقد بأن الوصاية هي مبدأ بديهي بينما الشورى - أي البيعة وإجماع الناس - مبدأ إسلامي. إن الوصاية هي مبدأ استثنائي لظرف استثنائي، بينما الشورى والبيعة هما مبدآن طبيعيان ودائمان..
مبدأ الوصاية هو فوق مبدأ الشورى.
كان يجب أن تستمر الوصاية بعد موت الرسول، إلى أن تتحقق رسالة محمد في بناء الأمة، لكن فاجعة " السقيفة " غيرت مجرى ومصير التاريخ الإسلامي. فقد تم الاستناد لحق في إلغاء حق آخر.
لو حدثت " السقيفة " في عام 250 هـ - فترة غيبة الإمام الثاني عشر - بدلا من العام الحادي عشر للهجرة لكان مسير التاريخ شيئا آخر. إلا أن الأمر حدث
لقد أدى ذلك إلى ضياع الديمقراطية نفسها. والقضاء على مبدأ الشورى نفسه. بينما لو تم العمل بمبدأ الوصاية والقيادة الثورية بعد وفاة النبي لكنا قد وصلنا إلى مرحلة الشورى والديمقراطية بعد ذلك.
هكذا حرم الناس بعد وفاة النبي من القيادة الثورية - الوصاية والإمامة - ومن القيادة الديمقراطية - البيعة والشورى - وأدى ذلك إلى أن تتجه الأمور خلاف ما استهدفه الإسلام. فالخلافة الإسلامية المستندة للبيعة تحولت إلى سلطنة عربية وراثية. والإمامة بعد قرنين ونصف من الجهاد والشهادة - انتهت للغيبة وتغيرت فلسفة التاريخ. وأصبحت فلسفة الانتظار (1).
إن فكرة الإمامة عند الشيعة لا تتناقض مع الشورى. فتعيين الإمام بالنص لا يعني الحجر على الشورى لأن الإمام لا يوحى إليه كما هو حال الرسول وهو لا يبلغ الأمة دينا جديدا وإنما يحافظ على الدين الذي ورثه من الرسول ويعبر عن صورته الحقيقية. هذه هي مهمته الأساسية التي لا ينازعه فيها أحد.
أما ما يتعلق بشؤون الناس وإدارة المجتمع فمجال الاجتهاد فيها مفتوح والشورى فيها واردة.
فليس هناك من ينكر أن الشورى كانت مطروحة في حياة الرسول المعصوم والرسول هو أعلى من الإمام.
وإذا كانت مهمة الإمام هي الحفاظ على الدين وإقامة الحجة على الناس بنصوصه، فإن من بين نصوصه ما يحض على الشورى.
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وآله قد طبق الشورى في حياته، فيجب على الإمام أن يطبق الشورى، إلا أن السياسة حالت دون أن يقوم الإمام بمهمته في واقع المسلمين.
____________
(1) هكذا تكلم علي شريعتي. ط. بيروت.
لقد أرادت الأمة من الإمام علي أن يكون حاكما لا أن يكون إماما منصوصا عليه، ومن هنا كثر الخلاف عليه. وقد كانت الموروثات الفكرية والقبلية التي خلفها عصر الخلفاء الثلاثة قبله تحول دون بروزه كإمام.
ولو كانت الأمة قد تعاملت مع علي كإمام ما كان يمكن لها أن تعترف بمعاوية وتبرر جريمته بشق عصا الطاعة وتعتبره مجتهدا، كما بررت من قبل موقف عائشة التي تسبب خروجها في إراقة دماء آلاف المسلمين. وموقف الصحابة الذين رفضوا بيعته ثم هم بايعوا بعد ذلك معاوية وولده.
إن فترة حكم الإمام علي هي جزء من مهمته ودوره كإمام يقيم الحجة على الناس وهو مستمر في إقامة الحجة بعد وفاة الرسول. وليس الحكم إلا وسيلة لإظهار هذه الحجة وشيوعها وهو الأمر الذي افتقدت مقوماته في المدينة التي هيمنت عليها القبلية ودفع بالإمام إلى الانتقال إلى الكوفة لتكون مركزا لدعوته.
والإمام على رغم كون السلطة في يده فقد فتح حوارا مع عائشة وطلحة والزبير الذين خرجوا عليه في وقعة الجمل.
وفتح حوارا مع معاوية على الرغم من قناعته بأن الحوار معه لا يجدي وأنه ماض إلى تحقيق أطماعه على حساب الإسلام.
وفتح حوارا مع الخوارج وأرسل إليهم ابن عباس ليحاورهم رغم كونهم ليسوا أهل حوار ولا يفقهون سوى لغة واحدة هي لغة السيف والتمرد.
وإن مثل هذه الممارسات من قبل الإمام لهي تعد قمة العمل الديمقراطي في مواجهة أناس يشهرون في وجهه السيوف ويسعون لقتل الشورى.
فعائشة وحزبها خرجوا للدفاع عن مصالح قبلية متمثلة في عثمان.
ومعاوية يريدها مملكة لبني أمية.
إمامة علي:
ترتكز قضية الإمامة على النص والعقل كما ذكرنا. وتطبيق هذين الأمرين يكون في الأساس على الإمام علي، فهو الذي تدور حوله جميع نصوص الإمامة. وبانطباق هذه النصوص عليه تنهض فكرة الإمامة باعتباره الإمام الأول من بعد الرسول فهو وصيه، والأئمة من بعده إنما يستمدون درجتهم منه.
وعلى قدر المكانة الشرعية للإمام علي تكون مكانة الأئمة التالين له، فمن ثم يتركز الحديث دائما حول نصية الإمامة على الإمام علي وحده.
وعندما تثبت بالنصوص إمامة علي تثبت بالتالي إمامة الآخرين، ومن جهة أخرى تبطل إمامة الآخرين من الخلفاء.
والشيعة عندما تعتقد أن عليا هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إنما يقودها إلى هذا الاعتقاد النصوص، فالشيعة في الأصل تتعبد بالنصوص لا بأقوال الرجال.
وهي عندما تقول بتميز الإمام علي عن غيره وخصوصيته وكونه وصي الرسول تقول ذلك بحكم النصوص. فمسألة الإمامة مسألة مصيرية يرتبط بها مستقبل الأمة ووجودها لا مجال للاجتهاد فيها لأنها من مقررات الشرع الذي جاء لصالح الناس ولا يجوز أن يغفل قضية أساسية كالإمامة تقوم على أساسها مصالح الناس وأمنهم.
أما أهل السنة فالراجح في مذهبهم أقوال الرجال على النصوص، وهم قد قاموا بتأويل النصوص الواردة حول الإمامة وصرفها عن معناها الحقيقي وأجمعوا على أنها لا تختص بأحد بعينه وطبقوها على الحكام على ما سوف نبين.
وهم على حد قول العلامة الحلي قد خالفوا المعقول والمنقول:
الأول شرط الإمام أن لا يسبق منه معصية. والمشايخ يقصد أبو بكر وعمر والصحابة قبل الإسلام كانوا يعبدون الأصنام فلا يكونون أئمة. فتعين علي لعدم الفارق.
الثاني: الإمام يجب أن يكون منصوصا عليه، وغير علي من الثلاثة ليس منصوصا عليه فلا يكون إماما.
الثالث: الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته، وغير علي لم يكن كذلك.
الرابع: الإمامة رئاسة عامة وإنما تستحق بالزهد والعلم والعبادة والشجاعة والإيمان وعلي هو الجامع لهذه الصفات على الوجه الأكمل الذي لم يلحقه به غيره.
أما المنقول فالقرآن والسنة المتواترة (1).
ويقول السيد شبر: إن العقل السليم والفهم المستقيم يحيل على العزيز الحكيم والرسول الكريم مع كونه مبعوثا إلى كافة الأنام وشريعته باقية إلى يوم القيامة أن يهمل أمته مع نهاية رأفته وغاية شفقته بهم وعليهم، ويترك بينهم كتابا في غاية الإجمال ونهاية الإشكال له وجوه عديدة ومحامل يحمله كل منهم على هواه ورأيه، وأحاديث كذلك لم يظهر لهم منها إلا القليل وفيها مع ذلك المكذوب والمفترى والمحرف. ولا يعين لهذا الأمر العظيم رئيسا يعول في المشكلات عليه ويركن في سائر الأمور إليه. إن هذا مما يحيل العقل على رب العالمين وعلى سيد المرسلين.. وكيف يوجب الله تعالى على الإنسان الوصية والايصاء عند الموت لئلا يموت ميتة الجاهلية ولئلا يدع أطفاله ومتروكاته بغير قيم وولي وحافظ ولا يوجب على النبي صلى الله عليه وآله الايصاء والوصية مع أن رأفة الله
____________
(1) نهج الحق وكشف الصدق. ط. بيروت.
وجرت عادة نبينا أنه متى سافر عين خليفة في المدينة فكيف تخلفت هذه السنة بالنسبة إلى خاتم الأنبياء المرسل إلى هذه الأمة المرحومة بأن يهملها وبتركها سدى.
هذا كله مع انقطاع الأنبياء والرسل وبقاء التكليف إلى يوم القيامة.. وأن مرتبة الإمامة كالنبوة، فكما لا يجوز للخلق تعيين نبي فكذا لا يجوز لهم تعيين إمام (1).
إذن ما هي النصوص الدالة على إمامة علي؟
إن النصوص الدالة على إمامة علي ووجوب الإمامة وكونها أصلا من أصول الدين عند الشيعة أكثر من أن تحصى. وهي نصوص ليست حكرا على الشيعة وحدهم وإنما هي نصوص أهل السنة أيضا خاصة الأحاديث النبوية منها التي تذخر بها كتب السنن. إلا أن موقف أهل السنة أيضا من هذه النصوص يقوم على التأويل والتبرير بحيث تبعد دلالات هذه النصوص وأهدافها عن مراد الشيعة.
وسوف يظهر لنا هذا الأمر بوضوح ونحن نعرض النصوص الخاصة بالإمام علي في القرآن والأحاديث. ونبدأ بعرض النصوص القرآنية:
فقد شرك الله سبحانه رسوله معه في الولاية وكذلك الذين آمنوا والمقصود بهم هنا الإمام علي لنزول الآية فيه (2).
وهذا النص نزل على الرسول صلى الله عليه وآله في حجة الوداع حيث أمر بإبلاغ الأمة ولاية علي على ما أجمعت على ذلك الروايات (3).
____________
(1) حق اليقين، ج 1.
(2) أنظر كتب التفسير وأسباب النزول.
(3) أنظر المراجع السابقة وحديث غدير خم فيما بعد.
وهذا النص يوجب على المؤمنين مودة قرابة الرسول، ولا شك أن وجوب مودتهم ينتج عنه وجوب طاعتهم كأئمة للهدى (1).
فهذا النص يخص الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة. فإن (أبناءنا) الحسن والحسين و (نساءنا) تعني فاطمة. وأنفسنا تعني علي. مما يدل على علو مكانة الإمام علي، ومساواته بالرسول الأكمل تعني كماله هو أيضا (2).
ومن هذا النص يتبين لنا أن الإمامة غير الرسالة أو غير الرسول. فقد كان إبراهيم رسولا ثم جعله الله إماما. ثم جعل الإمامة في ذريته واستثنى الظالمين منهم ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله وعلي من ذرية إبراهيم وكلاهما لم يسجد لصنم (3).
فهذا النص يشير إلى دور الرسول ودور الإمام. فالرسول هو المنذر، والإمام هو الهادي. فالإنذار يقتضي المواجهة أي مواجهة الرسول لقومه وإبلاغه دعوته لهم وجها لوجه. أما الهداية فلا تقتضي المواجهة وهو دور الإمام الذي يكون سببا لهداية الأقوام التي تأتي بعد الرسول (4).
____________
(1) أنظر المراجع السابقة ونهج الحق وحق اليقين وعلي في القرآن.
(2) أنظر نهج الحق وحق اليقين وعلي في القرآن وأسباب النزول.
(3) أنظر المراجع السابقة.
(4) أنظر المراجع السابقة.
ومن المعروف أن الإمام عليا هو سابق أمة محمد إلى الإسلام. وهذا السبق يعطيه ميزة خاصة ترفعه فوق الجميع (1).
إن المقصود بصالح المؤمنين هنا هو علي، فهو أفضل الصحابة وسيف الرسول وصهره وحامل علمه وصفيه (3).
نزلت هذه الآية على الرسول في حجة الوداع وهو يخطب بماء قرب المدينة يسمى غدير خم معلنا ولاية علي. ومن المعروف أن الدين كان كاملا قبل نزول الآية كعقيدة ولم يكن كاملا كأحكام وقد ظلت الأحكام تتنزل بعد هذه الآية مما يدل على أن المقصود بكمال الدين شئ آخر وهو إمامة علي (4).
____________
(1) المراجع السابقة.
(2) المراجع السابقة.
(3) المراجع السابقة.
(4) المراجع السابقة.. وانظر حديث غدير خم.
وقد ذكر الفقهاء أكثر من مئة آية نزلت في حق علي لا يتسع المجال لذكرها هنا ويمكن مراجعة ذلك في كتب التفسير (1).
النصوص النبوية:
إن النصوص النبوية التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله في الإمام علي أكثر من أن تحصى وهي تفوق النصوص الأخرى الواردة في الآخرين والتي هي من صنع السياسة في الأصل بهدف زعزعة مكانة الإمام. وقد امتدت يد السياسة إلى النصوص الواردة فيه وحاولت تضعيفها. وما عجزت عن هدمه منها بددت معناه وموهت عليه حتى يضلوا المسلمين عن حقيقة مكانة الإمام ودوره ورسالته التي تسلمها من الرسول.
ولا شك أن سيادة الخط الأموي المعادي لآل البيت والإمام علي بعد وقعة صفين - والذي تزعمه معاوية - قد عمل جاهدا - على ما هو ثابت ومعروف - على سب الإمام والطعن في آل البيت واختراع الروايات التي تضفي المشروعية عليه وعلى ممارساته ومواقفه وتحط من الخط الآخر خط آل البيت وتثير الشبهات من حوله. وقد أعانه على هذا كله الكثير ممن ينتسب إلى الإسلام من مدعي الصحبة والتابعين.
وأول النصوص النبوية قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (2).
وقوله صلى الله عليه وآله: " إني تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي الثقلين وأحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض.
وعترتي أهل بيتي. ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (3).
____________
(1) أنظر المراجع السابقة. وكتب التفسير..
(2) البخاري كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الإمام علي.
(3) رواه أبو داوود..
أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي " (1).
وقول علي: عهد إلي النبي الأمي أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (2).
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: " إني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله له. وأعطاها عليا ففتح الله على يديه (3).
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: " علي مني وأنا منه. ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " (4).
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وانصر من نصره. واخذل من خذله " (5).
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: " إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا. ولكنه خاصف النعل وكان علي يخصف نعل رسول الله في الحجرة عند فاطمة " (6).
وفي رواية أخرى: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لتنتهن معشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا مني امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب أعناقكم على الدين. قيل يا رسول الله أبو بكر؟ قال: لا. قيل: عمر. قال: لا. ولكن خاصف النعل في الحجرة " (7).
____________
(1) مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي..
(2) مسلم، كتاب الإيمان. باب حب الأنصار وعلي من الإيمان..
(3) البخاري ومسلم كتاب فضائل الصحابة..
(4) البخاري ومسند أحمد..
(5) مسند أحمد..
(6) الترمذي وأحمد..
المرجعين السابقين..
وتروي عائشة أن النبي خرج غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن فأدخله. ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).. (2).
ولما نزل قوله تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم..) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين. فقال اللهم هؤلاء أهلي.. (3).
وقال له أيضا: " أنت أخي في الدنيا والآخرة " (4).
وقال: " من سب عليا فقد سبني " (5).
عصمة الإمام:
تنبع فكرة العصمة عند الشيعة من فكرة الوصية. فالرسول المعصوم لا يوصي إلا لمعصوم مثله. ومثلما مهمة الرسول تحتاج إلى عصمة كذلك مهمة الإمام التي هي امتداد لمهمته تحتاج لعصمة.
ولو لم يكن الإمام معصوما لتساوى مع بقية الناس، ولما كانت هناك حاجة لوصيته وهو في هذه الحالة لن ينجح في حفظ الدين وإقامة الحجة على الناس.
إن الإيمان بتميز الإمام " علي " على الآخرين سوف يقود إلى الإيمان بالوصية. والإيمان بالوصية سوف يقود إلى الإيمان بالعصمة.
ونظرا لكون أهل السنة لا يؤمنون بتميز الإمام " علي " على بقية الصحابة فمن ثم هم لا يؤمنون بالوصية وبالتالي يستهجنون فكرة العصمة.
____________
(1) البخاري..
(2) مسلم وأحمد كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي..
(3) المرجع السابق..
(4) مسند أحمد..
(5) المرجع السابق..
إن العصمة ترتبط بنوع الدور والمهمة الملقاة على عاتق الإمام. ولما كان دور الإمام ومهمته تتطلب وجود مواصفات خاصة حتى يمكن القيام بها فمن ثم كانت العصمة ضرورة لا بد منها للإمام تدفع الجماهير إلى الثقة به والتلقي منه ولزوم الطاعة له وتحول دون منازعته من قبل الأدعياء.. يقول الشيخ جعفر السبحاني: إن الإجابة عن الأسئلة الشرعية على وجه الحق وتفسير القرآن على الصحيح وتفنيد الشبهات على وجه يطابق الواقع وصيانة الدين عن أي تحريف لا يحصل إلا بمن يعتصم بحبل العصمة ويكون قوله وفعله مميزين للحق والباطل.. نعم إن الإنسان الجليل ربما يملأ هذا الفراغ ولكن لا بصورة تامة جدا، ولأجل ذلك نرى أن الأمة افترقت في الأصول والفروع إلى فرق كثيرة يصعب تحديدها وتعدادها، فلأجل هذه الأمور لا محيص عن وجود إنسان كامل عارف بالشريعة، أصولها وفروعها، عالم بالقرآن واقف على الشبهات وكيفية الإجابة عنها، قائم على الصراط السوي ليرجع إليه من تقدم على الصراط ومن تأخر عنه. هذا يقتضي كون الإمام منصوبا من جانبه سبحانه معصوما بعصمته.. (2).
إن تقصي حال الأمة من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله يظهر لنا ما يلي:
____________
(1) أنظر نهج الحق وكشف الصدق..
(2) معالم النبوة في القرآن..
ثانيا: اخترعت الكثير من الأحاديث والروايات وتمت نسبتها إلى الرسول.
ثالثا: إن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين باركوا هذا الوضع كما باركوا الحكام ودعوا الجماهير إلى طاعتهم.
رابعا: إن سيرة هؤلاء الحكام وسلوكهم ومواقفهم متناقضة مع الإسلام وتصطدم بقواعده.
خامسا: إن القرآن قد حرفت معانيه وأولت آياته بحيث تخدم أغراض القوى الحاكمة.
سادسا: إن الفقهاء ساروا في ركاب الحكام وأضفوا على ممارساتهم ومواقفهم الشرعية.
ومن يتبين لنا أن الإسلام قد أخضع للأهواء والسياسة من بعد الرسول. ومال الفقهاء نحو الحكام. وتفرقت الأمة بسبب هذا الإسلام وصارت شيعا. وهذا كله بسبب أن الذين تصدوا لحمله لم يصمدوا في وجه الباطل وانهاروا أمامه مما يدل على عدم صلاحيتهم للقيام بهذه المهمة. وليس من المعقول بل من المحال في حق الله سبحانه أن يترك الدين من بعد الرسول يتنازعه أهل الأهواء ويذهبون به مذاهب شتى مما يؤدي في النهاية إلى ضلال الأمة. وضلال الأمة يقتضي إرسال رسول جديد. وقد ختمت الرسالات بمحمد، إذن لا بد أن يكون هناك عاصم للأمة تتوافر به مؤهلات الرسول ليقوم بمهمته من بعد ه وفي مقدمة هذه المؤهلات العصمة.
إن ضرورة العصمة سوف تتضع لنا أكثر إذا ما اتجهنا بأبصارنا إلى الجانب الآخر الذي غيبته السياسة عن أعيننا وهو جانب آل البيت. بعد أن ألقينا الضوء على جانب الصحابة والتابعين والفقهاء والإسلام الذي يعرضونه
أولا: إن أئمة آل البيت عليهم السلام تصدوا لمحاولات الانحراف بالإسلام وصدعوا بالحق في مواجهة الصحابة والتابعين والحكام.
ثانيا: إن أئمة آل البيت تصدوا لعملية اختراع الأحاديث ونسبتها للرسول والتزموا في مواجهة هذا الأمر بضرورة عرض الحديث على القرآن والعقل، فما وافق القرآن والعقل كان سليما وما خالفهما كان موضوعا.
ثالثا: إن آل البيت قادوا الثورات ضد الحكام وتصدوا لفسادهم وانحرافاتهم.
رابعا: إن أئمة آل البيت بداية من الإمام علي وحتى الإمام الحادي عشر ماتوا قتلا بأيدي الحكام.
إن أئمة آل البيت قد امتحنوا وابتلوا بلاء عظيما وتعرضوا لضغوط شديدة من قبل الحكام كي يسايروا الوضع القائم لكنهم صبروا وثبتوا ورفضوا التعايش مع الواقع المنحرف وإضفاء الشرعية على الحكام.
ولا شك أنه بعد استعراض موقف الجانبين:
إلا أنه في النهاية معصوم بدرجة ما ليست كاملة. إذ أنه لا بد أن تبدر منه بعض الهفوات ولا بد أن يرتكب بعض المعاصي.
أما الإمام فقدرته على عصمة نفسه أكبر من ذلك بحكم كونه تربية بيت النبوة. هذا على المستوى الذاتي الذي أهله إلى العصمة التكوينية كعصمة الرسل غير أنها أقل منها درجة. وبما أن الرسول معصوم ومما ينطق عن الهوى، فعندما يختار وصية فإن هذا الاختيار يكون بوحي من قبل الله سبحانه يقتضي أن تكون عصمة المختار عصمة تكوينية أيضا.
وعلى المستوى الفردي العادي يمكن للمرء أن يقوم بتربية ولده تربية دقيقة يبذل فيها قصارى جهده في تقويمه وإصلاحه وعزله عن المؤثرات وعوامل
وإذا كان هذا على مستوى الأفراد فكيف يكون الأمر على مستوى الأنبياء؟
إذا الفرد العادي يستطيع أن يوصل ولده إلى مستوى عال من الأدب والخلق فإلى أي مدى يمكن أن يوصل النبي صلى الله عليه وآله الإمام عليا عليه السلام وهو الذي رباه وصنعه على يده وأعده ليكون إماما..؟
ونظرا لكون أهل السنة ينظرون لمسألة العصمة نظرة مبتورة ومنقوصة كما ذكرنا فإنهم ينظرون بعين الشك إلى مسألة عصمة الإمام عند الشيعة. أو بصورة أخرى إذا كان أهل السنة لا يعتقدون بعصمة الرسل عصمة كلية فهل يعتقدون بعصمة الإمام..!
وهم يرتكزون في هجومهم على الشيعة دائما على فكرة العصمة وفكرة الغيبة التي صوف نعرض لها فيما بعد. كما نعتبر كثير من المعاصرين المعتدلين من أهل الفقه والثقافة إن هاتين الفكرتين هما نقطة الضعف في الفكر الشيعي.
ويتهم البعض الشيعة بالتناقض لتبنيها العقل الذي نبذه أهل السنة ثم تبنيها فكرة العصمة والغيبة في آن واحد، وهما فكرتان نبذهما أهل السنة على الرغم من أنهم لا يعطون للعقل المساحة التي تعطيها له الشيعة..
ومثل هذه التهم إنما توجه للشيعة على غير علم بطبيعة العقيدة الشيعية وأصولها المستمدة من أئمة آل البيت.
ومن العسير هضم فكرة العصمة أو فكرة الغيبة على أي باحث دون هضم فكرة الإمامة التي تتميز بها الشيعة عما هاتان الفكرتان سوى نتيجتين للإمامة ومن الصعب فهم النتائج دون فهم المقدمات.
ولا يتصور من هذا الطرح أن الشيعة يقدمون الأئمة على الرسل أو حتى يساوونهم بهم كما يشيع ذلك خصومهم.. فإن الإمام إنما يتلقى مهمته من الرسول الذي أوصى به فكيف يكون الوصي أعلى من الموصى. والإمام علي نال مكانته من الرسول صلى الله عليه وآله وهو ينتسب إليه بحكم القرابة فهو إمام آل بيت الرسول من بعده. والرسول وهو على قيد الحياة جمع بين الرسالة والإمامة كما جمعها إبراهيم عليه السلام من قبله. وبعد وفاته انتهى دور الرسالة وبقي دور الإمامة متمثلا في الإمام علي. إذن الإمام علي استمد قداسته من الرسول، فكيف يتقدم عليه؟
وكيف بعد هذا يقال إن الشيعة يعتقدون أن عليا أحق بالرسالة من محمد وأن جبريل أخطأ في الرسالة وبدلا من أن يهبط على علي هبط على محمد وهي مقولة تتردد كثيرا على ألسنة الناس حتى يومنا هذا..
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن عصمة الإمام أقل من عصمة الرسول، لأن دور الإمام أقل من دور الرسول، وهو مكمل له إلا أنها وإن كانت درجتها أقل من الرسول فهي أعلى من مستوى البشر بدرجات باعتبار أن كل إنسان إنما هو معصوم بدرجة ما.
إن المؤمن المداوم على الصلوات مثلا هو معصوم في حدود هذا الفعل، فهو يملك القدرة على الاختيار بين المداومة على الصلوات وبين المداومة على المسكرات مثلا. واختياره الصلوات يعني عصمته من الانحراف نحو المسكرات. أما الذي اختار المسكرات وترك الصلوات فهو غير معصوم.
والمرء من الممكن أن يتفوه بأي شئ، من الممكن أن يسب ويشتم، من الممكن أن ينطق بكلمة الكفر. فإذا ملك لسانه عن أن يتكلم مثل هذا الكلام فهو معصوم اللسان.
إن كلا منا من الممكن أن يكون معصوما ضمن حدود وإطار معين.
من الممكن أن يعصم لسانه عن الكذب.
من الممكن أن يعصم فرجه عن الزنا.
والمقدمة عند الشيعة تحتمها النصوص، والنتيجة لا بد أن تكون شرعية أيضا، أي أن الإمامة مسألة شرعية والعصمة والغيبة مسألتان شرعيتان كذلك.
وإذا كنا قد عرضنا لقضية العصمة من الجانب العقلي فيما مضى فإن الأمر يحتم الآن أن نعرض للقضية من الجانب الشرعي.
يقول الطبرسي: استدل أصحابنا بهذه الآية على أن الإمام لا يكون معصوما عن القبائح لأن الله سبحانه نفى أن ينال عهده - الذي هو الإمامة - ظالم. ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالما إما لنفسه وإما لغيره (1).
ويقول السيد محسن الأمين: قوله تعالى خطابا لإبراهيم: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) غير المعصوم ظالم لنفسه فلا ينال عند الإمامة الذي هو من الله تعالى. وأنه يجب أن يكون أفضل أهل زمانه وأكملهم لأن تقديم المفضول على الفاضل قبيح.. (2).
وهذا النص يشير إلى أن سلالات الأنبياء فيها المحسن والمسئ والعادل والظالم والفاجر والتقي. وآل البيت إنما هم امتداد لذرية إبراهيم عليه السلام لكنهم
____________
(1) مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1..
(2) أعيان الشيعة..
يقول الشيخ الوائلي: إن أولي الأمر الواجب طاعتهم يجب أن تكون أوامرهم موافقة لا حكام الله تعالى لتجب لهم هذه الطاعة. ولا يتسنى هذا إلا بعصمتهم إذ لو وقع الخطأ منهم لوجب الإنكار عليهم وذلك ينافي أمر الله بالطاعة لهم.. (1).
وقول السيد الزنجاني: إن الإمام حافظ للشرع فيجب أن يكون معصوما وإنه لو وقع من الإمام الخطأ لوجب الإنكار عليه وذلك يضاد أمر الطاعة له بقوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وأيضا أنه لو وقعت منه المعصية لزم نقض الغرض من نصب الإمام والتالي باطل، فالمقدم مثله بيان الشرطية أن الغرض من إمامته انقياد الأمة له وامتثال أوامره واتباعه فيما يفعله. فلو وقعت المعصية منه لم يجب شئ أقل من ذلك وهو مناف لنصبه.
الدليل الثالث: إنه لو وقعت من الإمام المعصية لزم أن يكون أقل درجة من العوام لأن عقله أشد ومعرفته بالله تعالى وعقابه وثوابه أكثر فلو وقعت منه المعصية كان أقل حالا من الرعية وكل ذلك باطل قطعا فيجب أن يكون الإمام معصوما.. (2).
ويقول السيد شبر: قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) دل على وجوب إطاعة أولي الأمر كإطاعة الرسول. ولهذا لم يفصل بينهما بالفعل لكمال الاتحاد والمجانسة بخلاف إطاعة الله وإطاعة الرسول. إذ لما كان بين الخالق والمخلوق كمال المباينة فصل بالفعل. ومن المعلوم أن الله سبحانه لا يأمر المؤمنين - لا سيما الصلحاء العلماء الفضلاء - بإطاعة كل ذي أمر وحكم لأن فيهم الفساق والظلمة ومن يأمر بمعصية الله تعالى، فيجب أن
____________
(1) هوية التشيع ط. بيروت.
(2) نهاية الفلسفة الإسلامية..
ويروى عن الباقر والصادق عليهما السلام أن أولي الأمر في الآية هم الأئمة من آل محمد، أوجب الله طاعتهم بالاطلاق كما أوجب طاعته وطاعة رسوله ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلا من ثبتت عصمته وعلم أن باطنه كظاهره وأمن منه الغلط والأمر القبيح، وليس ذلك بحاصل في الأمراء ولا العلماء - كما يفسر النص أهل السنة - سواهم جل الله عن أن يأمر بطاعة من يعصيه أو بالانقياد للمختلفين في القول والفعل لأنه محال أن يطاع المختلفون كما أنه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه. ومما يدل على ذلك أيضا أن الله تعالى لم يقرن طاعة أولي الأمر بطاعة رسوله كما قرن طاعة رسوله بطاعته إلا وأولو الأمر فوق الخلق جميعا كما أن الرسول فوق أولي الأمر وسائر الخلق، وهذه صفة أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله الذين ثبتت إمامتهم وعصمتهم واتفقت الأمة على رتبتهم وعدالتهم.. (2).
إن النص يخاطب المجتمع المؤمن المتقيد بطاعة الله وطاعة رسوله وهذا التقيد بوجب طاعة من يلتزم بطاعة الله ورسوله من أولي الأمر وإلا أصبح النص معدوم القيمة. ولو جازت طاعة الله ورسوله من أولي الأمر والفاسقين منهم لجاز التفلت من طاعة الله وطاعة رسوله وعدم التقيد بها. إذ أن الحاكم المنحرف الفاسد لن يتقيد بطاعة الله وطاعة رسوله، وبالتالي سوف يجر الأمة إلى التفلت من طاعة الله ورسوله وهو ما حدث في تاريخ هؤلاء الحكام الذين دانت لهم الأمة بالسمع والطاعة بأحاديث مخترعة تتناقض مع النص القرآني الذي نحن بصدده. والذين حلوا محل الأئمة الأطهار المقصودين بقوله تعالى: (وأولي الأمر منكم)..
____________
(1) حق اليقين في أصول الدين، ج 2..