الصفحة 151

وأويس القرني ، وسعد بن مالك ، فكيف ترك الناس كل هؤلاء وافتتنوا برجل ليس له في الإسلام قدم؟! وكيف ترك الناس كل هؤلاء واتّبعوا صاحب دعوة تنقض الإسلام ، وترفع لواء الكفر؟!

والعجب العجاب تلك الطريقة التي اتّبعها عمّال الأمصار معه ، كما قال الطبري وغيره ، من أنّهم لم يستوقفوه ، وإنّما أخرجوه من مصر إلى البصرة ، ثمّ إلى الكوفة ، ثمّ إلى الشام ، ثمّ إلى مصر ، وكأنّهم يدفعونه إلى أن ينشر دعوته في الأمصار!! أفتونا يا سادتنا هل هذه الدعوة عقوبتها النفي؟!

وهنا ملاحظة أُخرى وهي : أنّه لو أسلم ابن سبأ أو ادّعى الإسلام فليس عليه رقيب أو حسيب من الناس في إسلامه ، أمّا إذا ادّعى النبوة لنفسه أو لأحد غير رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو ادّعى الألوهية لأحد من الناس أو قال بحلول جزء إلهي في أحد ، فكيف يترك صاحب المقال دون عقاب شرعي على كفره؟!

ولماذا لم يعاقبه الخليفة عثمان رغم أنّه كان شديداً مع بعض أصحاب رسول الله كعبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر ؟! وكيف تركه معاوية والي الشام رغم أنّ عبادة بن الصامت التقى به وأتى به إلى معاوية ، وقال له : هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر ، فلماذا سيّر أبا ذر إلى الخليفة ، وطرد ابن سبأ إلى مصر ، لماذا؟! الذي فعله؟ وهل كان


الصفحة 152

ابن سبأ أقوى من النبي في دعوته حتّى يتبعه أصحابه كـأبي ذر وعمار ابن ياسر وعبد الرحمن بن عديس؟!

كيف يُلبِس على الناس هذه الأقوال؟! وبأيّ سلطان فعله وهو ليس صحابياً ، أو محدثاً أو فقيهاً ، ولا شيء من هذا كله ، وأصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وأصحاب العلم حضور؟!

وكيف تركه الإمام علي(عليه السلام) الذي لم يخش الناس ، وهو الذي حارب الزبير ، وطلحة ، وعائشة ، ويترك هذا الدعي دون عقوبة ، سوى إخراجه إلى المدائن؟!

وهناك روايات تقول : بأنّ علياً(عليه السلام) حرق قوماً من أتباعه وخاف الفتنة فتركه ، فكيف يحرق الأتباع ويترك المتبوع؟!

وكيف استطاع هذا الدعي الحدث أن يحدث هذه الفتنة العظيمة بين أمّة النبي الخاتم؟! ويدعو الناس إلى قتل عثمان وتستجيب الناس لحاقد كافر غالي خارج عن الإسلام ، فأيّ الناس هم؟!

فما بالك بأنّ هؤلاء الذين تلاعب بهم ابن سبأ هم أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله) ، وحواريوه ، وأمناؤه ، وآل بيته ، وأزواجه ، فإمّا أنّ هؤلاء أطاعوه ، أو منعهم خشيته وهذا مالا يعقله عاقل ، و إمّا أنّهم علموا ولم يدعوا فترفّعوا عن هذا الأمر ، وهذا يستحيل عن الذين جاء فيهم القرآن بدعوتهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإمّا أنّهم تسامحوا معه،


الصفحة 153

فلماذا تسامحوا مع ابن سبأ وشددوا على كبار الصحابة كأبي ذر أفيدونا يرحمكم الله؟! أكان عثمان أم معاوية أم علي أم عمّال الأمصار يرعون دم الذمي وأهل الكتاب المارقين ، ويوغلون في دماء إخوانهم ، كما فعل الخوارج مع عبد الله بن خباب بن الأرت؟!

مدى صحة هذه الروايات

نقول : إنّ ما سقناه من روايات نقلناها عن محمّد أبو زهرة ، ومحمّد فريد وجدي ، وأحمد عطية الله ، وأحمد أمين ، وحسن إبراهيم حسن ، والمقريزي ، والذهبي ، وابن حزم ، وعبد القاهر البغدادي ، وعلي بن إسماعيل الأشعري، وابن كثير ، والشهرستاني ، والطبري ، وهؤلاء يمكن أن يصنّفوا في مجموعات ثلاث هي :

باحثون معاصرون ، وأصحاب موسوعات ، وفقهاء .

أصحاب المقالات والفرق .

أصحاب التاريخ والسير والمغازي .

المجموعة الأولى : الباحثون المعاصرون ، وأصحاب الموسوعات ، والفقهاء ، وهم :

محمّد فريد وجدي في دائرة معارف القرن العشرين : أشار إلى أنّه نقل ذلك عن الطبري .

محمّد أبو زهرة في تاريخ المذاهب الإسلامية : يشير أنّه نقل عن الطبري .


الصفحة 154

أحمد عطية الله في القاموس الإسلامي : نجده في مادة "سبأ" ينقل رواية تشابه رواية الطبري وابن كثير .

أحمد أمين في فجر الإسلام : اقترب إلى ما قاله السيد محمّد رشيد رضا في كتابه السنة والشيعة ، وكذلك ينقل عن ابن خلدون والطبري في صفحة (423) وكذلك في صفحة (438) ، وفي نهاية هذا المبحث ينقل عن المستشرق ولهوسن .

حسن إبراهيم حسن في كتابه تاريخ الإسلام السياسي : وهو يسجّل في هامش الصفحة (352) أنّه نقل من الطبري .

محمّد رشيد رضا في كتابه السنة والشيعة ـ والذي نقل عنه أحمد أمين ـ يقول : إنّ التشيّع ، لعلي كان مبدأ تفرّق هذه الأمّة ، وكان مبتدع أصوله يهودي ، واسمه عبد الله بن سبأ ، أظهر الإسلام خداعاً ، وقد نص في كتابه على أنّ المصدر الذي اعتمد عليه الكامل في التاريخ لابن الأثير .

ولهوسن ـ والذي اعتمد عليه أحمد أمين كأحد مصادره ـ في كتابه الدولة الأموية وسقوطها ، وقال تحت عنوان "السبئية وروح النبوة" : وتبرز في هذه الظروف فرقة في الكوفة كانت بعيدة عن الأنظار يطلق عليه اسم السبئية تغيّر شكل الإسلام تغييراً تامّاً ، ويقول : إنّ السبئية مشتقة من ابن سبأ ، وهو يهودي من اليمن . وقال تحت عنوان :


الصفحة 155

"السبئية متطرّفون تقمصيون" وللمتطرفين أسماء مختلفة لا تدل إلاّ على ظلال لا قيمة لها من المعاني ، وكانوا أوّلا يسمّون السبئية . ويقول سيف بن عمر : إنّ السبئية كانوا من أوّل الأمر من أهل الشر والسوء في تاريخ حكم الله ، هم قتلة عثمان، فتحوا باب الحرب الأهلية ، وأسسوا فرقة الخوارج . وبعد أن حدد اسم سيف في موضعين مختلفين يشير إلى أنّه استند في مصدره إلى الطبري .

فهذه هي المصادر التي اعتمد عليها هذا الصنف من الناس تنحصر في "ابن خلدون وابن الأثير وابن جرير الطبري" وسوف نبحث في هذه المصادر التي اعتمدوا عليها .

المجموعة الثانية : أصحاب المقالات والفرق ، وهم :

علي بن إسماعيل الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين ، و عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ، وابن حزم في كتابه الفصل بين الملل و النحل ، والشهرستاني في كتابه الملل والنحل وغيرهم .

والحق أنّهم أخذوا هذه المقالات من أفواه الناس ، ومن معاصريهم دون سند ، وما أوردوه من سند مما تكلّموا به إنّما هو أقوال تُحكى عن فلان عن فلان ، مع ما في كتبهم من تناقض وسخف بيّن قد أوردنا بعضه ، وسوف نكمله فيما بقي لنا من كلام .

المجموعة الثالثة : أصحاب التاريخ والسير والمغازي ، وهم :


الصفحة 156

المقريزي المتوفى 848هـ في الخطط : أورد كلاماً يشبه كلام أهل الفرق ، وأقوالا أخرى تشبه روايات سيف بن عمر .

وابن خلدون المتوفي 808 هـ في تاريخه : المبتدأ والخبر ، فإنّه قد أورد قصّة السبئية في ذكره حادثة الدار والجمل ، فقال : هذا أمر الجمل ملخصاً من كتاب أبي جعفر الطبري اعتمدناه للوثوق به وسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين(1) .

وأمّا ابن كثير المتوفى 774 هـ ، فقد أورد القصّة في ج7 من تاريخه البداية والنهاية "باب ذكر مجيء الأحزاب إلى عثمان للمرّة الثانية من مصر" فقال في ص173 منه : سيف بن عمر التميمي عن محمّد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان ، وقاله غيرهم أيضاً ، قالوا : لمّا كان في شوال سنة خمس وثلاثين ، خرج أهل مصر في أربع رقاق على أربعة أمراء ومعهم ابن السوداء ، وكان أصله ذمياً فأظهر الإسلام ، وأحدث بدعاً قولية وفعلية ، قبّحه الله .

ونقل القصّة حتّى إذا انتهى من سرد واقعة الجمل ص 252 منه قال : هذا ملخص ما ذكره أبو جعفر بن جرير(رحمه الله) .

والذهبي المتوفى 748 هـ في كتابه تاريخ الإسلام : فإنّه قد أورد ذكر ابن سبأ في حوادث سنة خمس وثلاثين لدى ذكره مقتل عثمان بن

____________

1- ابن خلدون ، التاريخ ، 2/438 .


الصفحة 157

عفان في ج 2/169 ، وقال سيف بن عمر عن عطية عن يزيد الفقعسي قال : لمّا خرج ابن السوداء إلى مصر... الحديث .

وهو هنا ينقل من سيف بن عمر وكتابه الفتوح والردة حيث جعله أحد مصادره التي ذكرها في مقدّمة كتابه قال : طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنفات كثيرة ، ومادته من : الفتوح لسيف بن عمر ، وتاريخ ابن الأثير ، وتاريخ الطبري(1) .

ابن الأثير المتوفى 630 هـ في كتابه الكامل في التاريخ : يذكر القصة كاملة في حوادث سنة 30-36هـ ، وهو يرجعها كما قال في مقدّمته إلى الطبري ، قال : فإنّي لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً إلاّ ما فيه زيادة بيان أو اسم إنسان أو مالا يطعن على أحد منهم في نقله ، وإنّما اعتمدت عليه من بين المؤرخين إذ هو الإمام المتقن حقاً الجامع علماً ، وصحة اعتقاد وصدقاً .

وبذلك فإنّ هؤلاء الكتّاب يرجعون إلى الطبري في ما ينقلون عن عبد الله بن سبأ والسبئية ، فما هو مصدر الطبري؟

الطبري المتوفى سنة 310هـ في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" في حوادث سنة 30 ـ 36هـ ذكر قصة ابن سبأ والسبئية في مقتل عثمان وحرب الجمل عن طريق سيف وحده ، وللطبري إلى أحاديث سيف

____________

1- الذهبي ، تاريخ الإسلام ، المقدّمة 1 : 12 .


الصفحة 158

طريقان ، الطريق الأوّل : في ما رواه مشافهة عن عبيد الله بن سعيد الزُهري عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن سيف .

الثاني : السري بن يحيى عن شعيب بن ابراهيم عن سيف .

ومن تتمة البحث أن نعرف قيمة هذه الروايات ، ومدى صحتها ، ومن هم هؤلاء الرجال عن طريق ترجمة رجال السندين؟

ترجمة رجال السندين :

الطريق الأوّل : عبيد الله بن سعد الزهري عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن سيف .

هو : عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري أبو الفضل البغدادي ، روى عن أبيه وعمّه يعقوب وأخيه إبراهيم بن سعد ويونس بن محمّد وأبي الجواب وروح بن عبادة وغيرهم ، ولد سنة 185 هجرية ، ووثّقه الدارقطني . قال البغوي ومحمّد ابن مخلد : مات في ذي الحجة سنة ستين ومائتين(1) .

وأبوه هو : سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا إسحاق ، ولي قضاء واسط في خلافة هارون ، وكان يروي كتب أبيه ، وسمع منه بعض البغداديين ، وتوفي في سنة إحدى ومائتين(2) .

____________

1- ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، 7/15 .

2- محمّد بن سعد ، الطبقات الكبير ، 9/345 .


الصفحة 159

وعمّه الذي يروي عنه ، هو : يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا يوسف ، وكان ثقة مأموناً ، وكان يروي عن أبيه المغازي ، وغيرها ، وتوفي سنة ثمان ومائتين(1) .

وفي تهذيب التهذيب أبو يوسف المدني نزيل بغداد وروى عن سيف ابن عمر الضبي(2) .

الطريق الثاني : السرى بن يحيى عن شعيب بن ابراهيم عن سيف .

هو : أبو عبيدة السري بن يحيى بن السري الكوفي كما في كتاب "ذكر أخبار اصبهان" لأبي نعيم ص23 .

وقال عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم : وكان صدوقاً(3) ، وذكره ابن حبان في الثقات(4) .

وأمّا شعيب بن ابراهيم الكوفي ، راوية كتب سيف عنه ، فيه جهالة انتهى . ذكره ابن عدي وقال ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة(5) .

ترجمة سيف بن عمر :

هو كما في تهذيب التهذيب : سيف بن عمر التميمي البرجمي .

____________

1- مرجع سابق 9/345 .

2- ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، 11/38 .

3- الجرح والتعديل 4 : 263 ، رقم 6344 .

4- كتاب الثقات 5 : 211 ، رقم 1549 .

5- لسان الميزان 3 : 145 .


الصفحة 160

ويقال : السعدي . ويقال : الضبي . ويقال : الأسدي الكوفي صاحب كتاب الردة والفتوح .

قال ابن معين : ضعيف الحديث . وقال مرّة : فلْسٌ خيرٌ منه .

وقال أبو حاتم : متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي .

وقال أبو داود : ليس بشي .

وقال النسائي والدارقطني : ضعيف .

وقال ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة ، وعامتها منكرة لم يتابع عليها .

وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، قال : وقالوا : إنّه كان يضع الحديث .

قلت : بقية كلام ابن حبان اتّهم بالزندقة .

وقال البرقاني عن الدارقطني : متروك .

وقال الحاكم : اتّهم بالزندقة ، وهو في الرواية ساقط .

قرأت بخط الذهبي مات سيف زمن الرشيد(1) .

فهذا سيف وهذه أحاديثه التي ذكرها الأقدمون للمعرفة ، فإذا هى تنقل جيلا بعد جيل حتّى تجدها عمدة في التاريخ ، رغم أنّ سادتنا العلماء قالوا فى سيف مثلما قال مالك في الخمر ، ورغم أنّ قصّة ابن سبأ لم ترد إلاّ من هذين الطريقين المنتهيين إلى سيف بن عمر .

____________

1- تهذيب التهذيب 4 : 295 ، رقم 506 .


الصفحة 161

بيد أنّ الكبر وضيق الأفق أخذ بالبعض أن يقول مقالة تشبه مقالة علي السالوس في موسوعته عندما قال : ونتيجة لدور ابن سبأ في تأسيس عقيدة الرافضة ، ولرفع هذه التهمة الثابتة ، ألّف مرتضى العسكري الشيعي كتاباً عن عبد الله بن سبأ ، وقال : إنّه شخصية خرافية لا وجود لها ، وأنّ قصّته وضعها سيف بن عمر ، واشتهرت عن طريق الطبري . وما قاله هذا الشيعي غير صحيح ، بل جرأة عجيبة على إنكار ما هو ثابت مشتهر(1) .

ورغم فساد مرجعيات قصّة ابن سبأ من حيث السند ، ورغم اضطراب متنها في أكثر من موضع ، فسند القصّة يحتوي الكذاب والوضّاع والمجهول ، بيد أنّ علي السالوس في موسوعته يؤكّد أنّها ثابتة ومشتهرة .

نعم ، القصّة مشتهرة ، ولكنها غير ثابتة ، فالثبوت يتطلّب الوجود والحقيقة والصحة فأين صحة الرواية؟! وعلماء الرجال وأصحاب الحديث يكذبون سيف بن عمر ويتهمونه بالزندقة ، وهي لم تنقل إلاّ من طريقه وإليه تنتهي ، وليس لها طرق أُخرى حتّى يقوّي بعضها بعضاً . وقديماً قال علماء المنطق : وليس كل مشهور صادقاً ، فإنّ المشهور لا يقابل الكاذب حتّى يجب أن يكون صادقاً ، بل يقابل الشنيع(2) .

____________

1- علي السالوس ، مع الشيعة الاثنى عشرية 1 : 16 .

2- الجوهر النضيد : 235 .


الصفحة 162

آراء أُخرى في ابن سبأ

رأي طه حسين

استعرض الدكتور الصورة التي رسمت لابن سبأ وانتهى إلى أنّ ابن سبأ شخصية وهمية ، ودعم رأيه بالأمور التالية :

أوّلا : إنّ كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصّة عبد الله بن سبأ ، ولم يذكروا عنها شيئاً .

ثانياً : إنّ المصدر الوحيد في هذه القصّة هو سيف بن عمر ، وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنّه وضّاع .

ثالثاً : إنّ الأمور التي أُسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي ، كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخّرهم لمآربه ـ وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض ـ في منتهى البلاهة والسخف .

رابعاً : عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعمّاله عنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن أبي بكر ، وعمار ، وغيرهم .

خامساً : قصّة الإحراق وتعيين السنة التي تعرّض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ، ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر .


الصفحة 163

سادساً : عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان .

وقد انتهى طه حسين إلى القول : إنّ ابن سبأ شخص ادّخره خصوم الشيعة للشيعة ، ولا وجود له في الخارج(1) .

رأي أحمد محمود صبحي

وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليُحدث فتنة ، وليزيدها اشتعالا ، وليؤلّب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكنّ السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق ، فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين(2) .

ويقول في موضع آخر : ويبدو أنّ مبالغة المؤرخين وكتّاب الفرق في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ يرجع إلى سبب آخر غير ما ذكره الدكتور طه حسين ، فلقد حدثت في الإسلام أحداث سياسية ضخمة ، كمقتل عثمان ، ثمّ حرب الجمل ، وقد شارك فيها كبار الصحابة وزوجة الرسول ، وكلهم يتفرقون ويتحاربون ، وكل هذه الأحداث تصدم وجدان المسلم المتتبع لتاريخه السياسي ، أن يبتلي تاريخ الإسلام هذه الابتلاءات ويشارك فيها كبار الصحابة الذين حاربوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ،

____________

1- طه حسين ، الفتنة الكبرى ، 2/96 وما بعدها .

2- أحمد محمود صبحي ، نظرية الإمامة : 37 .


الصفحة 164

وشاركوا فى وضع أُسس الإسلام ، كان لابد أن تلقى مسؤولية هذه الأحداث الجسام على كاهل أحد ، ولم يكن من المعقول أن يتحمّل وزر ذلك كله صحابة أجلاء أُبلوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بلاءً حسناً ، فكان لابد أن يقع عبء ذلك كله على ابن سبأ ، فهو الذي أثار الفتنة التي أدّت إلى مقتل عثمان ، وهو الذي حرّض الجيشين يوم الجمل على الالتحام على حين غفلة من علي وطلحة والزبير أمّا في التاريخ الفكري فعلى عاتقه يقع أكبر انشقاق عقائدي في الإسلام بظهور الشيعة ، هذا هو تفسير مبالغة كتّاب الفرق وأصحاب المذاهب لا سيما السلفيين والمؤرخين في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ ، ولكن أليس عجيباً أيضاً أن يعبث دخيل في الإسلام كل هذا العبث فيحرّك تاريخ الإسلام السياسي والعقائدي على النحو الذي تمّ عليه وكبار الصحابة شهود(1) .

أصل كلمة "سبئي"

كانت السبئية تدل على الانتساب إلى قبائل اليمن من سلالة سبأ بن يشجب على مدى قرون عديدة .

فلمّا انتصرت هذه القبائل لعلي بن أبي طالب وكانوا عامّة شيعته ، وحينما أقام الأمويون دولتهم استعملت كلمة سبائي أو سبئي نبزاً لكل شيعي ، وهذا ما أثبتته كتابات الدولة ، وخاصّة كتاب زياد بن أبيه إلى معاوية في شأن حجر بن عدي وجاء فيه :

____________

1- أحمد محمود صبحي ، نظرية الإمامة : 39 .


الصفحة 165

بسم الله الرحمن الرحيم : لعبد الله معاوية أمير المؤمنين .

أمّا بعد ، فإنّ الله قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء فكاد له عدوّه وكفاه مؤونة من بغى عليه ، إنّ طواغيت من هذه الترابية السبائية رأسهم حجر بن عدي ، خالفوا أمير المؤمنين ، وفارقوا جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا الحرب ، فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم..."(1) .

فها هو نص رسمي يذكر فيه الترابية السبائية للوشاية بهم لدى السلطان حتّى ينفّذ فيهم جزاء معونتهم لعلي والانتصار له ، فكان جزاء حجر بن عدي وأصحابه القتل في مرج عذراء الذي فتحه الرجل وجعله جزءاً من دولة الإسلام ، وهو اليوم يقف ليقتل هو وأصحابه فيه .

فالاسم له أبعاده السياسية ، وليس له أيّ بُعد مذهبي أو عقائدي آنذاك ، وإلاّ ما سكت عنه معاوية حتّى يجد دفاعاً يدافع به عن نفسه في قتل حجر بن عدي ، ولو كان هناك سبئية بالمعنى الاصطلاحي عند أهل المقالات والفرق لردّ به معاوية على السيدة عائشة وهي تقول له : يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟!

ولم يجد ما نجده عند أصحاب التاريخ والمقالات ، وإلاّ لقال لها إنّهم ادّعوا لبشر الأُلوهية ، وأنّه يرجع إلى الدنيا ، أو أنّه يسكن السحاب .

وإنّما قال معاوية : إنّما قتلهم من شهد عليهم .

وهاهو معاوية يحتضر ويقول: يومي منك يا حجر طويل .

____________

1- محمّد بن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ، 2/135 .


الصفحة 166

فلم يكن لمعاوية حجة يدافع بها عن نفسه كتلك التي نقرأها عن السبائية .

وبعد مضي أكثر من ثمانية عقود نجد نفس الاسم يذكره أبو العباس السفاح في خطبته بالكوفة لمّا بويع بالخلافة سنة 132هـ حيث صعد المنبر وخطب وقال : الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة وشرفه وعظمة ، ثمّ تلا آيات التطهير والمودّة وغيرها النازلة في حق أهل البيت(عليهم السلام) قال : فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا ، وأوجب عليهم حقنا ومودّتنا ، وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا وفضلا علينا والله ذو الفضل العظيم ، وزعمت السبائية الضلال أنّ غيرنا أحق بالرئاسة والسياسة والخلافة منّا فشاهت وجوههم(1) .

فالسفاح لم يجد في كنانته من سهام يرمي بها السبائية غير أنّهم زعموا أنّ غيرهم أحق بالخلافة منهم ، ولو كانت سهام أهل الفرق عنده لضربهم من فوره وقال : وزعمت السبائية الضلال أنّ علي بن أبي طالب حلّت فيه جزء من الألوهية ، أو قال : مقالة مشابهة مما تحتويه كتب أهل المقالات ، لكنه لم يجد .

وكل ما سبق يدل على أنّ ما انتهينا إليه من أنّ لفظ "السبائية" لفظ كان يطلق على النبز السياسي من الحكّام لمن تولّى أهل البيت ، واستقر

____________

1- محمّد بن جرير الطبري مرجع سابق ، 3/39 .


الصفحة 167

من عهد معاوية إلى عهد بني العباس إلى أن ألّف سيف بن عمر كتابه ولفّق فيه من الأحداث ما لفّق ، وأخذ كل هؤلاء من سيف على سبيل الرواية لا الصحة إلى أن جاء المولعون بالحكايات دون الاهتمام بصحتها ، فكتبوا وزادوا ، وأخذ أصحاب المقالات ما يدور على ألسنة الناس من حكايات دون ما سند ، فأصبحت هذه الحكايات المختلقة أساطير متجسّدة ومتنامية ، وأصبحت هذه الخرافة جزءاً من موروثنا الثقافي إلى أن قام بعض الباحثين من نبش هذا التراث بحثاً عن مواطن الصحة أملا في وحدة المسلمين ، واستجابة لأمر ربّنا بالوحدة في قوله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}(1) .

____________

1- آل عمران : 103 .


الصفحة 168

فهرس المصادر

1 ـ أحكام القرآن ـ محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي ت 543هـ ـ تحقيق : محمد البجاوي ـ طبع : إحياء الكتاب العربي ، مصر .

2 ـ الأحوال الشخصية ـ محمّد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ، مصر ـ 1993م .

3 ـ الاستيعاب في معرفة الاصحاب ـ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر القرطبي ت 463هـ ـ طبع مصر ـ 1258هـ .

4 ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ـ علي بن محمّد الجزري المعروف بابن الاثير ت 630هـ ـ طبع القاهرة ـ 1280هـ .

5 ـ الاصابة في تمييز الصحابة ـ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت 852هـ ـ نهضة مصر ـ 1971م .

6 ـ أصل الشيعة وأصولها ـ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ـ طبع العرفان ، بيروت .

7 ـ أضواء على السنة المحمدية ـ محمود أبو رية ـ دار المعروف ، مصر ـ 1994م .

8 ـ الأعلام ـ خير الدين الزركلي ـ دار الكتب المصرية ـ الطبعة الثالثة 1950م .

9 ـ أعيان الشيعة ـ محسن الأمين العاملي ـ طبع دمشق ـ 1935م .

10 ـ الإمامة والجماعة والسلطة ـ رضوان السيد ـ دار اقرأ ، بيروت ـ 1984م .

11 ـ الامامة والسياسة ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري ت 276هـ ـ طبع مصطفى البابي الحلبي ، مصر ـ 1388هـ .

12 ـ الإمام الصادق ـ محمد جواد مغنية ـ دار القلم ، بيروت ـ 1973م .

13 ـ الامام علي في رواية التصحيح رواية التاريخ ـ الدكتور ابراهيم بيضون طبع بيسان ، بيروت ـ 2001م .

14 ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة ـ جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي ـ تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ـ دار الكتب المصرية ، القاهرة ـ الطبعة الأولى 1950م .

15 ـ إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون المعروف بالسيرة الحلبية ـ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي ـ دار المعرفة ، بيروت .

16 ـ البداية والنهاية ـ عماد الدين ابو الفداء القرشي المعروف بابن كثير ت 744هـ ـ مكتبة دار المعارف ، مصر ـ 1386هـ .

17 ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت911هـ ـ تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ـ طبع عيسى البابي الحلبي ، مصر ـ 1965م .

18 ـ بلاغات النساء ـ ابن أبي طيفور ، أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المروزي الخراساني البغدادي ت 280هـ ـ طبع الحيدرية في النجف ـ 1361هـ .

19 ـ البيان والتعريف ـ ابراهيم بن محمد الحنفي ـ طبع حلب ـ 1329هـ .

20 ـ تاج العروس ـ محمد مرتضى الزبيدي ـ طبع بيروت ـ 1966م .

21 ـ تاريخ ابن خلدون المسمى كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ـ عبد الرحمن بن خلدون ت 808هـ ـ طبع نهضة مصر 1355هـ .

22 ـ تاريخ أبي الفدا ـ اسماعيل بن علي بن محمود ـ طبع مصر ـ 1323هـ .

23 ـ تاريخ الاسلام ـ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت 748هـ ـ طبع دار الفكر العربي ، مصر ـ 1966هـ .

24 ـ تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي ـ الدكتور حسن ابراهيم حسن ـ طبع النهاية المصرية ، مصر ـ 1948م .

25 ـ تاريخ الأمم والملوك المعروف بتاريخ الطبري ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ت310هـ ـ دار الكتب العلمية ، بيروت ـ 1407هـ .

26 ـ تاريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت ت463هـ ـ طبع مصر ـ الطبعة الاولى .

27 ـ تاريخ الخلفاء ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت911هـ تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ـ طبع المدني ، القاهرة ـ 1964م .

28 ـ تاريخ الخلفاء العباسيين ـ علي بن أنجب الشهير بابن الساعي ت674هـ ـ قدّمه وأعدّ فهارسه : عبد الرحيم الجمل ـ طبع مكتبة الآداب ، مصر ـ 1993م .

29 ـ تاريخ المذاهب الإسلامية ـ الإمام محمد أبو زهرة ـ دار الفكر العربي ، مصر ـ 1990م .

30 ـ تاريخ اليعقوبي ـ أحمد بن أبي يعقوب ـ طبع القاهرة ـ 1965هـ .

31 ـ التبصير في الدين ـ أبو المظفر الاسفرائيني ت471هـ ـ طبع الخانجي ، مصر ـ 1374هـ .

32 ـ تذكرة الخواص من الأمّة بذكر خصائص الأئمة ـ يوسف بن قزغلي البغدادي سبط بن الجوزي ت654هـ ـ طبع مصر ـ 1369هـ .

33 ـ ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك ـ القاضي عياض ـ طبع مصر ـ 1954م .

34 ـ تطور الفكر السياسي في الاسلام ـ الدكتورة فتحية النبراوي ، الدكتور محمد نصر مهنا ـ دار المعارف ، مصر ـ 1984م .

35 ـ تفسير الطبري المسمى بجامع البيان في تفسير القرآن ـ أبو جعفر محمد الطبري ت310هـ ـ دار الجيل ، بيروت .

36 ـ التفسير تفسير القرآن العظيم ـ الحافظ عماد الدين أبي الفداء القرشي المعروف بابن كثير ت744هـ ـ طبع دار مصر .

37 ـ التفسير الكبير المسمى بـ "مفاتيح الغيب" محمد الرازي الملقب بفخر الدين ـ طبع مصر ـ 1380هـ .

38 ـ تفسير المنار ـ محمد رشيد رضا ـ طبع مصر ـ 1367هـ .

39 ـ تهذيب التهذيب ـ احمد بن علي بن حجر العسقلاني ت852هـ ـ طبع مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند بمحروسه حيدر آباد الدكن ـ الطبعة الاولى 1327هـ .

40 ـ كتاب الثقات ـ أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي ت354هـ ـ وضع حواشيه : ابراهيم شمس الدين ، تركي فرحان المصطفى ـ دار الكتب العلمية ، بيروت ـ الطبعة الاولى 1419هـ .

41 ـ الجرح والتعديل ـ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي الحنظلي الرازي ت327هـ تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ـ دار الكتب العلمية ، بيروت ـ الطبعة الاولى 1422هـ .

42 ـ الجوهر النضيد ـ العلامة الحلي ـ انتشارات بيدار ـ تاريخ الطبع : 1363ش .

43 ـ الحضارة الاسلامية ـ آدم متز ـ ترجمة : محمد عبد الهادي أبو ريدة ـ طبع لجنة التأليف والترجمة ، مصر ـ 1957م .

44 ـ الخصائص الكبرى ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت911هـ ـ طبع حيدر آباد ـ 1339هـ .

45 ـ الخطط ـ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي ـ طبع بولاق ، مصر ـ 1270هـ .

46 ـ الخلافة والإمامة ـ ديانة وسياسة ـ دراسة مقارنة للحكم والحكومة في الاسلام ـ الدكتور عبد الكريم الخطيب ـ دار الفكر العربي ، مصر ـ 1963م .

47 ـ الخوارج والشيعة ـ فلهوسن ـ ترجمة : عبد الرحمن بدوي ـ مكتبة النهضة المصرية ـ 1958م .

48 ـ دائرة معارف القرن العشرين ـ محمد فريد وجدي ـ دار المعارف مصر ـ الطبعة الثانية 1939م .

49 ـ دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية ـ عرفان عبد الحميد ـ طبع بغداد 1977م .

50 ـ الدر المنثور ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت911هـ ـ أحمد الحلبي ، مصر ـ الطبعة الثانية 1314هـ .

51 ـ دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والاحكام من أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ القاضي النعمان بن محمد التميمي المغربي ـ تحقيق : آصف بن علي أصغر فيظي ـ دار المعارف ، مصر ـ 1985م .

52 ـ الدولة العربية ـ الدكتور حسن الخربوطلي ـ طبع مصر ـ 1960م .

53 ـ رسائل أبي بكر الخوارزمي ـ تحقيق : الشيخ العدوي ـ مصر .

54 ـ روح المعاني ـ محمود الالوسي البغدادي ـ المطبعة الأميرية ببولاق ، مصر .

55 ـ روضات الجنات ـ السيد محمد باقر الخوانساري ـ طبع ايران .

56 ـ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ـ زين الدين الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني ـ دار الكتاب العربي ، مصر .

57 ـ رياض الصالحين ـ محيي الدين أبي زكريا النووي ت676هـ ـ طبع المكتبة القيمة ، مصر .

58 ـ الرياض النضرة في مناقب العشرة ـ محب الدين الطبري ت694هـ ـ مصر ـ 1941م .

59 ـ السيرة النبوية ـ عبد الملك بن هشام ت213هـ ـ تحقيق : محمد بيومي ـ مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر ـ 1416هـ .

60 ـ الشيعة في التاريخ ـ محمد حسين الزيني ـ طبع دار الآثار ، بيروت ـ 1399هـ .

61 ـ الصحاح ـ اسماعيل بن حماد الجوهري ـ طبع دار الكتاب العربي ، مصر .

62 ـ صحيح البخاري ـ أبو عبد الرحمن اسماعيل بن ابراهيم البخاري ت256هـ ـ دار احياء التراث العربي ، مصر .

63 ـ صحيح مسلم بشرح النووي ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري ت261هـ ـ دار احياء التراث العربي ـ 1972م .

64 ـ صراع القوى العظمى حول القرن الافريقي ـ صلاح الدين حافظ ـ عالم المعرفة العدد 64 الكويت .

65 ـ الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي ت974هـ ـ طبع مصر ـ 1342هـ .

66 ـ الصياغة المنطقية للفكر السياسي الإسلامي ـ حسن عباس حسن ـ رسالة دكتوراه ، جامعة القاهرة قسم العلوم السياسية ـ 1980م .

67 ـ ضحى الإسلام ـ أحمد أمين ـ طبع النهضة المصرية ـ 1978م .

68 ـ الطبقات الكبير ـ أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري البصري ت230هـ ـ تحقيق : الدكتور علي محمد عمر ـ مطبعة الخانجي بالاشتراك مع الهيئة العامة للكتاب ، مصر ـ 2002م .

69 ـ عقائد الإمامية ـ محمد رضا المظفر ـ مطبعة النجاح القاهرة ـ 1381هـ .

70 ـ العقد الفريد ـ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ت328هـ ـ طبع مصر ـ 1372هـ .

71 ـ العقيدة والشريعة ـ جولد تسهير ـ ترجمة : محمد يوسف موسى وآخرون ـ دار الكتاب المصري ، القاهرة ـ 1946م .

72 ـ علي إمام المتقين ـ عبد الرحمن الشرقاوي ـ دار الزهراء ، بيروت الطبعة الثانية 1415هـ .

73 ـ العواصم من القواصم ـ أبو بكر بن العربي المالكي ت546هـ ـ أخرج أحاديثه وعلق عليه : محمود مهري الاستانبولي ـ حقق حواشيه وعلق عليه : محب الدين الخطيب ـ مكتبة السنة ، مصر ـ 1420هـ .

74 ـ عوامل وأهداف نشأة علم الكلام ـ الدكتور يحيى فرغل ـ طبع مصر ـ 1972م .

75 ـ عيون الاخبار ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ـ دار الكتب ، القاهرة ـ 1928م .

76 ـ الغدير في الكتاب والسنة والأدب ـ عبد الحسين الأميني ـ دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة .

77 ـ فتح البيان في مقاصد القرآن ـ أبو الطيب صديق بن حسن القنوجي البخاري ـ عنى بطبعه وقدمه وراجعه : خادم العلم عبد الله بن ابراهيم الانصاري ـ المكتبة العصرية ، بيروت ـ 1992م .

78 ـ الفتنة الكبرى ـ الدكتور طه حسين ـ دار المعارف ، مصر ـ 1970م .

79 ـ فجر الاسلام ـ أحمد أمين ـ الهيئة العامة المصرية للكتاب ـ 2000م .

80 ـ الفخري في الآداب السلطانية ـ ابن الطقطقي ـ دار المعارف مصر ـ 1976م .

81 ـ الفرق بين الفرق ـ عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي التميمي ت429هـ ـ تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ـ المكتبة العصرية ، صيدا بيروت ـ 1998م .

82 ـ فرق الشيعة ـ حسن بن موسى النوبختي ، سعد بن عبد الله القمي ـ تحقيق : الدكتور عبد المنعم الحنفي ـ دار الرشاد ، مصر ـ 1412هـ .

83 ـ الفصل في الملل والنحل ـ ابن حزم الاندلسي ـ روائع التراث العربي ، مكتبة خياط ، بيروت ـ 1321هـ .

84 ـ الفصول المهمة في تأليف الأمة ـ عبد الحسين شرف الدين العاملي ـ طبع ايران ـ 1956م .

85 ـ الفقه على المذاهب الأربعة ـ عبد الرحمن الجزيري ـ طبع مصر .

86 ـ القاموس الإسلامي ـ أحمد عطية الله ـ طبع دار المعارف ، مصر 1970م .

87 ـ الكامل "هامش رغبة الأمل" ـ المبرد ـ طبع مصر ـ 1929م .

88 ـ كنز العمال ـ علاء الدين علي المتقي الهندي ت975هـ ـ حيدر آباد جمعية دائرة المعارف العثمانية ـ 1369هـ .

89 ـ لسان العرب ـ ابو الفضل جمال الدين محمد بن طارق بن علي المعروف بابن منظور ت711هـ ـ دار صادر ، بيروت .

90 ـ لسان الميزان ـ ابن حجر العسقلاني ت852هـ ـ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ـ الطبعة الثانية 1390هـ .

91 ـ مجموع الرسائل الكبرى ـ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الدمشقي ت728هـ ـ مصر .

92 ـ المدارس النحوية ـ الدكتور شوقي ضيف ـ دار المعارف ، القاهرة ـ 1968م .

93 ـ مروج الذهب ـ أبو الحسن علي بن الحسن بن علي المسعودي ـ تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ـ طبع دار السعادة ، مصر ـ 1377هـ .

94 ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت911هـ ـ مطبعة عيسى البابي الحلبي ، مصر .

95 ـ المستدرك على الصحيحين ـ الحاكم النيسابوري ـ طبع الرياض ، مطبعة النصر ـ غير مؤرخ .

96 ـ المسند ـ أحمد بن محمد بن حنبل ت 241هـ ـ شرحه ووضع فهارسه : أحمد محمد شاكر ـ دار المعارف ، مصر ـ 1413هـ .

97 ـ معجم الأدباء ـ ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي ـ طبعة دار المأمون ، مصر .

98 ـ المعجم الوجيز ـ مجمع اللغة العربية ، طبع الهيئة العامة المصرية لشؤون المطابع الأميرية ، مصر .

99 ـ مع الشيعة الاثنى عشرية في الاصول والفروع (موسوعة شاملة) ـ الدكتور علي أحمد السالوس ـ دار التقوى ، مصر ـ 1417هـ .

100 ـ مقالات الإسلاميين ـ ابو الحسن الاشعري ت322هـ ـ طبع الهيئة العامة لقصور الثقافة ، مصر 1420هـ .

101 ـ مقدمة ابن خلدون ـ عبد الرحمن بن خلدون ت808هـ ـ مطبعة اللبناني ، بيروت ـ 1961م .

102 ـ ملامح القيادات السياسية في القرن الاوّل الهجري ـ الدكتور ابراهيم بيضون ـ دار النهضة ، بيروت ـ 1979م .

103 ـ الملل والنحل ـ أبو الفتوح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ـ تحقيق : محمد سعيد گيلاني ـ مطبعة مصطفى البابي الحلبي ، مصر ـ 1961م .

104 ـ موسوعة العتبات المقدسة ـ جعفر الخليلي ـ طبع بيروت ـ 1965م .

105 ـ موسوعة النظم والحضارة الإسلامية ـ الدكتور أحمد شلبي ـ طبع نهضة مصر ـ 1977م .

106 ـ ميزان الاعتدال ـ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت852هـ ـ طبع مصر ـ 1963م .

107 ـ نظرية الإمامة ـ الدكتور أحمد محمد صبحي ـ طبع مصر 1969م .

108 ـ النهاية في غريب الحديث ـ ابن الأثير ت606هـ ـ تحقيق : محمود الفتاحي طاهر أحمد الزاوي ـ المكتبة الإسلامية ـ 1383هـ .

109 ـ هوية التشيع ـ الدكتور أحمد الوائلي ـ مؤسسة أهل البيت ، بيروت ـ 1401هـ .

110 ـ الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة ـ جمع وترتيب : عبد الكريم الشيرازي ـ طبع الأعلمي ، بيروت ـ 1412هـ .

111 ـ وفيات الاعيان ـ ابو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن ابراهيم بن أبي بكر بن خلّكان ـ تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ـ النهضة المصرية ـ 1948م .

112 ـ وقعة صفين ـ نصر بن مزاحم ـ طبع مصر .

113 ـ الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف ـ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت852هـ ـ تحقيق وتعليق : محمد السيد ابراهيم ـ مكتبة القرآن ، مصر ـ 1988م .

114 ـ ينابيع المودة ـ سليمان البلخي القندوزي ـ بيروت ـ 1975م .