قال الله: (فنبذوه وراء ظهورهم)، وقال: (واتخذتموه وراءكم ظهرياً).
فلما كان هذا طريقاً مشهوراً معتاداً في الكنايات ذكره الله ههنا. انتهى.
فقد ظهر: أنّ الآية كناية عن التمسك والتوسل بأهل البيت.
[اتخاذ المساجد]
ومنها قوله تعالى في سورة الكهف: (وقال الذين غلبو على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً).
دلت الآية بالتقرير والامضاء على جواز العبادة عند قبور الاولياء والصالحين، بل وعلى اتخاذها للمسجدية تبريكاً للمكان.
ففي (تفسير الجلالين) و (الكشاف) وابي السعود: (الذين غلبوا على امرهم) وهم المؤمنون: (لنتخذن عليهم مسجداً) يصلي فيه المسلمون، ويتبركون بمكانهم، وفعل ذلك على باب الكهف. انتهى.
ومما اخرجه المناوي في (الكنوز)(1) عن الديلمي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن بمسجد الخيف قبر سبعين نبياً) ورواه ايضاً في (صفحة 105) عن الطبراني.
وفي (صفحة 41) فيما أخرجه عن الحكيم الترمذي في (النوادر) قوله (عليه السلام): أنّ قبر اسماعيل في الحجر، ورواه ايضا (صفحة 106) عن الديلمي.
____________
1 ـ صفحة 57.
إبقاء مآثرهم وضرائحهم وبقاعهمالتي كان قد بناها المسلمون، أداءً لفرض المودة وأجر الرسالة.
كما كان الأوفق والاصلح لهم بجمع الكلمة واجتماع الامة، التبينُّ والتثبت فيما بلغهم عن موحدي المسلمين من الافك العظيم، او راموها بظنونهم فيهم، فرموهم بها.
لا التهجم عليهم بالهمجية، بهدم قباب هؤلاء الائمة وأطائب العترة، ففعلوا ما فعلوا، والتاريخ يعلن عما فعلوا، واغضبوا الله ورسوله.
كما كان الأوفى والأقرب بالنصف أن يكون لهؤلاء غنى فيما استدل به السمهودي والسبكي والمدني والنووي والمناوي بالإجماع والكتاب والسنة على الزيارات والتوسلات.
وفيما ارسل اليهم الشيخ الوحيد والمصلح الكبير بذلك الكتاب الناصح المشفق، بما فيه من الدلائل الواضحة والبراهين القوية، من الكتاب والسنة وإجمع الامة في جوامع ما عليه الامامية من التوحيد وتنزيهم عن إفك الشرك لو أنصفوا ولم يعودوا.
[أهداف الفرقة]
وكان الباعث لهم في الحقيقة الى تعذيب المسلمين وإلقاء نار الشقاق في الموحدين، هو ما تمكن في نفوسهم من حب الاستئثار بالسطوة والسلطان،
فقاموا بمقتضاه وشمروا على هتك حرمات الله، ولقد جاؤوا بها شيئاً إداً (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا).
واما بحسب الظاهر فبجهلهم وجمودهم:
[شبهة تسنيم القبور]
فتارة بشبهة التمسك بحديث ابي الهياج المروي في صحيح مسلم في قوله: (لا تدع تمثالا الا طمسته، ولا قبراً مشرفاً الا سويته)(1).
مع وضوح فساد التمسك به بما تقدم من السيرة النبوية، وما ورد من أمره (صلى الله عليه وآله وسلم) بزيارة القبور وحثه [عليها] وتعاهدها والدعاء عندها.
والنبي من لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحي يوحى)
كيف يأمر بهدم القبور من هو يأمر بزيارتها ؟!
أم كيف يأمر بهدمها وهو يزورها، ويقف عليها، ويدعو الله عندها؟!
على انّ تسوية القبور وتسطيحها وتعديلها المقابل لتسنيمها، المشتق من سنام البعير شرفه وعلوه، كما يدل عليه قوله: مشرفاً، والا كان هذا القيد لغواً عبثاً.
وعليه فالحديث يدل على مرجوحية التسنيم للقبور الذي أخذته العامة لها شعاراً، مع مخالفته فعل رسول الله بتسطيحه قبر ولده ابراهيم، وكما استشهد به لذلك شراح الحديث كالقسطلاني وغيره.
ويدل بمفهومه على افضلية ما ذهب اليه الامامية، ووافقهم عليه الإمام
____________
1 ـ صحيح مسلم 3 / 61.
هذا، مع ان الحديث بمعزل عن ذلك كله لوروده مورد قبور عظماء الكفار وتماثيلهم وآلهتهم هناك.
وفي ذم اليهود والنصارى من كفار الحبشة، وما كانوا عليه من اتخاذهم لقبور صلحاء موتاهم كهيئة تمثال صاحب القبر أصناماً يعبدونها من دون الله.
فأمر النبي علياً (عليه السلام) بطمس تلك الهياكل والتماثيل وهدمها وتخريبها ومحوها ومساواتها، ويدل عليه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ولاتدع تمثالاً).
[اتخاذ القبور مساجد]
ومثلها ما ورد من [الاحاديث] الناهية عن اتخاذ القبور مساجد للصلاة.
والمغالطة فيها، فانها ـ كما ترى ـ مقيدة بما كان [عليه] اليهود وغيرهم من المشركين، كانوا يمثلون هناك الصور والتماثيل لصاحب القبر.
أو ماكانوا يجعلون البارز من القبر قبلة يستقبلونها بايّ جهة كانت، ويصلّون تجاهها، فنهي النبي عن ذلك.
حتى انه روى البخاري عن أنس قال: (كان قرام لعائشة ـ أي ستر خفيف ـ سترت به جانب بيتها، فقال النبي: أميطي عنّا قرامك، فإنه لايزال تصاويره تعرض في صلاتي)(1).
وكل هذا مما لاينكره احد من المسلمين.
ويدل على الوجه الاول: مارواه كل من البخاري ومسلم في صحيحه عن النبي (ص) أنه قال: (إن اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات فبنوا على قبره
____________
1 ـ صحيح البخاري 1 / 99.
وعلى الوجه الثاني: ماورد ايضاً في الصحيحين عن عائشة عن النبي قوله (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد)(2).
ولذلك قالت عائشة: (ولولا ذلك أبرز قبره غير انه خشي أن يتخذ مسجداً)(3).
فالظاهر من الرواية ـ بمساعدة ما فهمته عائشة منها، بحيث لم ينكر عليها أحد ممن روى الخبر عنهاـ:
أنّ المنهي عنه إنما هو خصوص الصلاة الى القبر باتخاذ البارز من القبر قبلة.
لا مجرد الصلاة عند القبر بالتوجه الى الكعبة.
وقد عرفت صحة الاتخاذ بهذا المعنى فيما مضى وستأتي الحجة عيله من القرآن والسنة الصحيحة.
وهذا معنى الحديث.
ولولا ذلك لما كان الابراز سبباً لحصول الخشية، فان المخشي منه هو استقبال القبر بجعله واتخاذه قبلة، واما الصلاة الى الكعبة فممّا لا يتوقف على البارز.
ويؤكد هذا المعنى للحديث صريح مارواه المناوي(4)، وأخرجه عن ابن حبان في صحيحه: (أنّ النبي نهى عن الصلاة الى القبور).
[الصلاة في المقابر؟]
ومثله في الوهن ما أوردوه من الشبهة في النهي عن الصلاة في المقابر.
____________
1 ـ صحيح البخاري 1 / 111 و 112 و 4 / 245، وصحيح مسلم 2 / 66.
2 ـ صحيح البخاري 1 / 110 و 112 و 113، و 2 / 91 و 106، و 4 / 144، و 5 / 139 و 140، و 7 / 41، وصحيح مسلم 2 / 67.
3 ـ لاحظ صحيح البخاري 2 / 91، ولاحظ ص 106 و 5 / 139، وصحيح مسلم 2 / 67.
4 ـ في ص 169 من الكنوز.
فان المشاهد المشرفة مما ليس هناك قبر بارز، وانما هو مجرد الصندوق والشباك الواقعين على السرداب الاجنبي عن القبر، ليكون حريماً وعلامة لايوطأ ولايصلى عليه، عملاً بالنهي.
هذا، مع ان النهي محمول على الكراهة، بل ومخصوص بما فسره شراح الحديث.
وقد قال ابن الاثير في (النهاية)، وانما النهي عن الصلاة في المقابر، لاختلاط ترابها بصديد الموتى، والا فان صلى في مكان طاهر منها صحت صلاته.
قال: ومنه الحديث: (لاتجعلوا بيوتكم مقابر) أي لاتجعلوها كالقبور، فلا تصلواا فيها، فان العبد اذا مات، وصار في قبره لم يصلّ، ويشهد له قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً). انتهى كلامه.
وهذا احمد بن حنبل، فقد روى في مسنده مايفسر الحديثين المذكورين، كما روى عنه المناوي في (الكنوز).
أما بالنسبة الى العنوان الاول:أي اتخاذ القبور مساجد:
فقد روى عن مسنده(1) عن النبي انه قال: (لاتجعلوا على القبور ولا تصلوا اليها). وماروى فيه ايضا عن الطبراني في الحديث قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تصلوا الى قبر، ولا على قبر).
وأما بالنسبة الى العنوان الثاني:
فقد روى عن مسند احمد(2) عن النبي قال: (لا تتخذوا بيوتكم قبوراً، صلوا فيها).
____________
1 ـ كنوز المناوي ص 181، ومسند احمد 4 / 135.
2 ـ كنوز المناوي ص 179، ومسند احمد 4 / 114.
فلا يغنى المتكلف مطلق النهي، ولا النهي عن مطلق الاتخاذ.
نعم هكذا يراد قتل الحقائق، ورمي عباد الله الموحدين بسهم العصبية، فانظر وراجع وانتصف.
فأين مناسبة هذه الروايات لما رامه الجاهل المعاند ؟!
وياليتهم دروا من الروايات مواردها، أو من التسوية والمساواة اشتقاقها.
وليتهم إذا لم يدروا وقفوا، ولم يفتوا.
[البناء في الارض المسبلة]
كما اطالوا الكلام تارة حول الارض المسبلة، وأفتوا بغير ما أنزل الله، لشبهة أن البناء في المسبلة مانع عن الانتفاع بالمقدار المبني عليه، فهو غصب يجب رفعه، وبه أفتى قاضي قضاتهم على هتك حرمات الله.
ومن الواضح ان هذه المختصات من الابنية وغيرها في نظر الشارع الاسلامي، كأملاك لا يسوغ لغير مالكها او من يقوم مقامه في التصرف فيها.
مع ما تقدم من وجوب حرمة المؤمن ميتاً كوجوبه حياً فيحرم هتك حرمته بهدم حرمه وقبره.
وكيف التجرؤ عليه بمجرد دعوى التسبيل من غير حجة ودليل؟
على ان مقتضى القاعدة فيها ونظائرها التمسك في الاباحة الاصلية مالم يثبت هناك عروض الملكية، ودونه خرط القتاد.
وحيث لم يقرع سمع أحد من المسلمين، ولم يوجد حديث او تاريخ على ان البقيع مما استملكها أحد، ثم وقفها احد وسبلها لدفن الموتى، فهي باقية بعد على اباحتها، يجوزها من يشاء من المسلمين من غير ان يتعرضه احد ومع الشك في
ثم لو فرض مع هذا ثبوت الوقف قبل الحيازة ـ ومن المحال ثبوته ـ فلا ينفع المتكلف بشي، ولم يسمع منه ذلك الا بعد اثباته وقوعه منه على غير مجرى عرف أهل المعرفة من المسلمين وعاداتهم في مجاري البر والخير، من الرعاية لحق العظيم في الاسلام والمحترمين من الصحابة والأولياء، ممن يكثر زوارهم من المسلمين التالين لكتاب الله لديهم وإهداء ثوابها اليهم، عملاً بالسنة المأثورة وقياماً لأداء حق عظيم شرفهم في الاسلام.
كلا وليس في المسلمين أحد ممن يوقف مقبرة للمسلمين على غير الوجه الأمثل، لرعاية البر والطاعة، والأقرب بأداء الحقوق، والأوفى بتعظيم الشعائر.
ولم تزل السيرة القطعية ـ من أكابر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين الى زمان الائمة الاربعة والخلفاء، من الامويين والعباسيين، وجهابذة العلماء وأساطين الدين باقتدارهم وسلطنتهم وكمال تضلعهم في اجراء السنة ومحو البدعة طول هذه المدة ـ جارية في ابقاء ماثبت من الابنية، من غير نكير منهم في حين.
وسيرتهم حجة قاطعة لايزاحمها شيء، ولم يحتمل احد منهم أحدوثة التسبيل أو توهمه.
سوى ماظهر في يومنا هذا من العلم المخزون والديانة المحتكرة في اعراب نجد!
وهذا أحمد بن تيميه [شيخ الاسلام] مؤسس الوهابية وإمام زعيمهم، ممن صرح بسيرة هؤلاء.
فحكم في باب الوضوء بغسل الرجلين تمسكاً بها، بان رعاية الاقرب في العطف في قوله تعالى (فامسحوا برؤوسكم وارجلكم) مما كان يوجب مسح الرجلين، لولا السيرة المستمرة على الغسل؟
وقد استدل قاضي قضاة الوهابيين بمكة المكرمة في الحين بعمل المسلمين على
كما في (صفحة 5) في سؤال وجوابه في مدعي الخلافة المطبوع في سنة (1344).
وفي (صفحة 9) منها حيث قال: كما جرى على ذلك عمل المسلمين من بعد الخلفاء الراشدين. انتهى كلامه.
[قبور ائمة البقيع ملك لبني هاشم]
هذا، وقد تقدم مايشهد به التاريخ على قبة العباس بن عبد المطلب، المحتوي على قبور الائمة الاربعة مع جدتهم فاطمة بنت رسول الله على قول، وفاطمة بنت اسد، في القرن الأول.
وما يظهر منها انه اول مقبرة في البقيع لبني هاشم بنيت في دار عقيل بن ابي طالب المختصة بهم، كما ذكره السمهودي عن عبد العزيز وكما يظهر منه: أنها كانت تدعي يومئذٍ مسجد فاطمة.
وروي عن الطبري عن الشيخ ابي العباس المرسي: انه كان اذا زار البقيع وقف امام قبلة قبة العباس، وسلم على فاطمة.
وفيما حكاه عن ابن جماعة: أن في قبر فاطمة قولين:
أحدهما: انه الصندوق الذي امام المصلي.. إلى قوله:
وثانيهما: أنه المسجد المنسوب اليها بالبقيع، أي البناء المربع في جهة قبلة قبة العباس للمشرق، وهو المعني بقول الغزالي، ويصلي في مسجد فاطمة. انتهى كلامه.
وروي عن المسعودي والسبط ابن الجوزي فيما نقله عن الطبري
وروى باسناده عن زيد بن السائب، عن جده، ان عقيل بن ابي طالب بنى على قبر أم حبيبة ام المؤمنين بيتاً.
قال: قال ابن السائب: فدخلت ذلك البيت ورأيت فيه ذلك القبر انتهى.
وبالجملة: وبعدما عرفت ـ كما تقدم ـ من الحجج الواضحة في الجواب عن الشبهات بالأحاديث المتشابهات.
فبأي وجه تجرؤوا على هتك حرمات الله ورسوله في حرمه، وسفك دماء الصالحين من عترته، والموحدين من امته؟!
فلا يستخفنهم المهل والاستدراج فانه ـ عز وجل ـ لايخفره البدار، ولا يخاف عليه فوت الثار، وهو العالم بالعباد، وبالظالمين لبالمرصاد.
[المقامات المهدومة]
وهذه مساجد الله ومحاريبه والمزارات والمقامات والقباب المهدومة بايدي هؤلاء، أصبحت تشتكي الى الله.
وحرماته المهتوكة بظلمهم في الحرمين الشريفين والطائف، أمست تصرخ وتستغيث بعدل الله (ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها) الآية.
واليك اسماء القباب الشريفة التي هدمومها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله.
الاول: قبة اهل البيت (عليهم السلام) المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء ـ على قول ـ ومراقد الائمة الاربعة: الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق (عليهم الصلاة والسلام)، وقبر العباس
الثاني: قبة سيدنا ابراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
الثالث: قبة ازواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
الرابعة: قبة عمات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
الخامسة: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
السادسة: قبة سيدنا اسماعيل ابن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
السابعة: قبة ابي سعيد الخدري.
الثامنة: قبة فاطمة بنت اسد.
التاسعة: قبة عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
العاشرة: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة.
الحادية عشرة: قبة علي العريضي ابن الامام جعفر بن محمد خارج المدينة.
الثانية عشرة: قبة زكي الدين خارج المدينة.
الثالثة عشرة: قبة مالك ابي سعد من شهداء احد داخل المدينة.
الرابعة عشرة: موضع الثنايا خارج المدينة.
الخامسة عشرة: مصرع سيدنا عقيل بن ابي طالب (عليه السلام).
السادسة عشرة: سيدنا عثمان بن عفان.
السابعة عشرة: بيت الاحزان لفاطمة الزهراء.
ومن المساجد مسجد الكوثر، ومسجد الجن، ومسجد ابي القبيس، ومسجد جبل النور، ومسجد الكبش … الى ماشاء الله.
كهدمهم من المآثر والمقامات وسائر الدور والمزارات المحترمة، كما صرح بها في (المفاوضات).
كما قد نهبوا حرم النبي من قبل، ولم يراعوا حرمته، فأخذوا في تلك السنة ما كان في خزانة الرسول من الحلي والحلل، كما عن تاريخ عجائب الآثار للجبروتي.
قال ـ في ضمن تاريخ سنة 1223 ـ: ويقال إنّه ملأ الوهابي اربعة صناديق من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر.
من ذلك أربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة الماس تضيء في الظلام.
ونحو مائة سيف لا تقوم قراباتها، ملبسة بالذهب الخالص، ومنزل عليها ألماس والياقوت، ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك، ونصلها من الحديد الموصوف، وعليها أسماء الملوك والخلفاء السالفين.
وليت شعري بأي حق لهم، وبأي وجه نهبوا وأخذوا؟!
وباي حكم حكموا في أموال المسلمين، وخالفوا كتاب الله و[سنة] رسوله وسنة الشيخين؟!
أو ماذكر عند عمر بن الخطاب حلي الكعبة، فقال قوم: لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر، وما تصنع الكعبة بالحلي؟!
فهم عمر بذلك، وسأل عنه امير المؤمنين، فقال: (ان القرآن انزل على النبي والاموال اربعة: أموال المسلمين، فقسمها بين الورثة، والفرائض والفيء، فقسمها على مستحقيها، والخمس فوضعه حيث وضعه، والصدقات فجعلها حيث يجعلها. وكان حلي الكعبة فيها ـ يومئذٍ ـ فتركه الله على حاله، ولم يتركها نسياناً، ولم يخف عنه مكاناً فأقره حيث أقره الله ورسوله).
فقال عمر: (لولاك لافتضحنا)، وترك الحلي بحاله.
[سفك الدماء]
ثم، وبعدما اجترؤوا على هتك حرمات الله ورسوله بهدم قبابها ونهب ما فيها، تجاسروا على سفك دماء المسلمين، واشراف المؤمنين من الموحدين، والسادة المنتجبين من قاطني حرم الله، ومجاوري الطائف من بيت الله.
وما ذنبهم الا التوحيد وقراءة القرآن المجيد، فسفكوا دماءهم، وأباحوا اموالهم واعراضهم وحرائرهم بمرأىً من الله ورسوله ونصب عينه.
وهم يصرخون ويضجون ويعجون وينادون: ياالله، يامحمداه، يارسول الله.
وكان قد تألف في هذه السنة (1345) وفد من اشراف الهند ومؤمنيهم، قاصدين الى الحجاز بعنوان (جميعة خدام الحرمين) وذلك ليتحققوا عظمة سلطان نجد والوهابيين عن مهاجماتهم للطائف والحرمين الشريفين.
فسألوهم حول هذه العناوين عن مسائل (89) تسعة وثمانين.
فكان نتيجة التحقيق من أمر الطائف ما ذكروه في الصحيفة الخامسة، نمرة (هـ) من منشورها بعنوان (المفاوضات الخطية) المتبادلة المطبوعة في محروسة الهند، غضون يناير ـ فبراير سنة (1926) ـ.
قال: كل احد حتى السلطان ومستشاره اعترفوا بأن النجديين اعطوا أهل الطائف الأمان، ثم نهبوا تلك البلدة، وقتلوا بالرصاص الرجال والنساء.
وأخرجوا بعض النساء وحبسوهن في بستان ثلاثة ايام بلا طعام، وبعد ذلك اعطوا لكل مائة شخص منهم كيساً من دقيق.
وجرّوا اجساد الموتى كما تجر البهائم الى الدفن بلا صلاة ولا تغسيل.
وعذبوا اناساً كثيرين لاخراج الكنوز.
وارسلوا الباقين حفاة عراة الى مكة.
ونهبوا أموال المسلمين كغنيمة.
والسلطان يظهر البراءة من هذه الفضائع، ويتمثل في الجواب عنها بقصة خالد ابن الوليد.
ولكنه في الوقت نفسه أخذ خمس الغنائم ومنهوبات المسلمين، ودخل جند ابن السعود مكة سلماً لا حرباً.
وهدموا المساجد والمزارات والقباب والمقامات، وصور أنقاضها لدينا، وسننشرها على حدة مع احصاء المساجد والمزارات والمقامات الجليلة المهدمة.
[هتك حرمة العقائد]
وقال: واما حرمة المعتقدات فهي مفقودة في الحجاز، وليس للسلطان حرمة والناس يضربون على قول: (يارسول الله)!
والنجديون اذا طافوا يدفعون الناس ويحقرون المذاهب (المدارس).
ودور الكتب اقفلها النجديون او بعضها.
والسلطان اعطى قليلاً منها اعانات زهيدة، بشرط تعلم مبادئ الوهابية.
والتي لاتفعل، لاتفتح.
التدخين: يعاقبون عليه عقاباً شديداً.
ولكل نجدي الحق بانزال العقاب حسب مشيته.
والسلطان يتقاضى رسوم الدخان!
ويغري الناس على جلبه ! حتى اذا شربوه عاقبهم. انتهى.
فاعتبر ايها المنصف.
أو لم يكن للبلاد المسلمين ـ ولاسيما لمجاوري حرم الله ورسوله ومن بحماه ـ
أو لم يجعل الله لهم بشرف جوارهم احتراماً ؟!
أو لم يلعن الله ورسوله من حقر مسلماً، أو استحل حرمة، كما لعن المستحلين لحرمة عترته في الحديث المتقدم؟!
أو لم يلعن الله من أحدث في المدينة أو آوى محدثاً ؟!
[حرمة المدينة]
ففي (الكنوز) للمناوي باب الميم قال: (من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبيّ) أخرجه من مسند أحمد(1).
وفيه عن صحيح ابن حبان: (من اخاف اهل المدينة أخافه الله)(2).
وفي (جامع البخاري) قال: (لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع لما ذعرتها)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مابين لا بتيها حرام)(3).
وفيه عن النبي: (لا يكيد اهل المدينة أحد الا انماع كما ينماع الملح في الماء)(4).
وعن (الجمع بين الصحيحين) للحميدي، من الثامن والأربعين من أفراد مسلم، في الصحيح من مسند ابي هريرة، عن الاعمش، عن ابي صالح، عن ابي هريرة، عن النبي قال: (المدينة حرم فمن احدث فيها حدثا، او آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، ولا يقبل الله منه عدلاً ولا صرفاً)(5).
____________
1 ـ مسند احمد 4 / 55.
2 ـ لاحظ مجمع الزوائد 3 / 307.
3 ـ صحيح البخاري 2 / 221.
4 ـ صحيح البخاري 2 / 222.
5 ـ صحيح البخاري 2 / 221 و 4 / 67 و 8 / 10 و 8 / 148، وصحيح مسلم 4 / 115 و 217.
أقول: وبعد ذلك فإن أردت الحقيقة فأنسب حديث الانتحال الى التوحيد تارة، والتشبّث بحديث أبي الهياج أخرى.
ثم اعتبرهما بما ورد من النبي في الصحاح والقياس الى بعض الاقلّ من هذه الصادرات، من الدماء المسفوكات وهتك الحرمات، فتجد الحقيقة كالشمس الضاحية.
[منع الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)]
واعتبرها ايضاً بعد ذلك بحديث المنع من الصلوات على سيد الكائنات.
فإن شيخهم وزعيمهم ممن كان يكره الصلوات على رسول الله، ويتأذى من استماعها، ويمنع منها والاعلان بها على المنارات في ليالي الجمعة.
وكان بحيث لو سمعها ممن جهر بها عاقبة بها، يزعم أنها منافية للتوحيد.
وقد سبقه الى هذا عبد الله بن الزبير، فقطعها من الجمعة والجماعة، ومنع عنها أتباعه وأشياعه.
قال ابن أبي الحديد فيما رواه عن المدائني، قال: قطع عبد الله بن الزبير في الخطبة ذكر رسول الله جمعاً كثيرة، فاستعظم الناس ذلك.
فقال:: إنّي لا أرغب عن ذكره، ولكن له أًهيل سوء! إذا ذكرته أتلعوا أعناقهم فأنا أحب ان اكبتهم(1)…
____________
1 ـ لاحظ تاريخ اليعقوبي 2 / 261، ومروج الذهب 3 / 88.
فقال: ماتركت ذلك علانية إلاّ وأنا أقوله سراً وأكثر منه، لكن لما رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبوا واحمرت الوانهم، وطالت رقابهم.
والله ماكنت لآتي سروراً وأنا أقدر عليه.
والله لقد هممت ان احظر لهم حظيرة، ثم اضرمها ناراً.
فإني لا اقتل منهم الا آثماً كفاراً سحاراً.
لا انماهم الله ولا بارك عليهم.
بيت سوء لا أوّل لهم ولا آخر…
الى آخر ما كفر به.
ومن بعده زياد ابن ابيه حيث خطب الخطبة البتراء، لم يحمد الله فيها، ولم يصل على النبي وآله، كما في تفسير (مجمع البيان) سورة الكوثر(1).
وأما محمد بن عبد الوهاب:
فقد كان في مسجد الدرعية وعاصمة بلده ومركزه، وهو يقول في خطبته: من توسل بالنبي فقد كفر.
واعلم ان امر ابن الزبير وابن سمية أهون من امر الرجل واشياعه.
فإن اعتذارهما فيما أنكره من الصلوات إن كان من اهل محمد، فقد كان الرجل إنكاره من محمد نفسه.
والعياذ بالله ممن طبع الله على قلبه وأعماه.
مع ماعرفت من اجماع اهل القبلة على وجوب التوسل به، فكيف
____________
1 ـ لاحظ الصحاح للجوهري (مادة: بتر) 2 / 584، وكذلك لسان العرب.
فلعن الله منكري الضرورة من الدين، وجاحدي آيات القرآن المبين.
[الله: يصلي في القرآن على نبيّه ]
وهذا كتاب الله الحكم الفصل
وقد صلى الله وملائكته على نبيه، فقال تعالى: (إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).
خاتمة
[من دلائل النبوة: التحذير من الفتنة]
ومن معجزات نبينا الباقية.
ما أخبر به ـ زهاء ألف سنة قبل هذا ـ بظهور هذه الفتنة ممن يسعى ويجد في هدم أعلام الدين وبقية النبييّن، وإطفاء مآثرهم وتخريب آثارهم ومشاهدهم وبقاعهم، وتعيير الصالحين من زوارهم والمعاهدين لديهم، فلا يزداد بذلك أمر الله الا علواً ونوراً، كما أخبر الله تعالى به في قوله: (ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون):
[أحاديث تنبئ بالمنع عن الزيادة وبالعداء للمشاهد](1)
منها: ما صحّ لي روايته ورواه الحفاظ وأجلة الاثبات والثقات، وهو الحديث المتقدم باسنادهم الى عمارة بن يزيد، عن أبي عامر البناني واعظ أهل الحجاز، عن الإمام جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده الحسين بن علي (عليه السلام)، عن ابيه عليّ، عن
____________
1 ـ لاحظ كتاب (شفاء السقام) للامام السبكي في الحث على زيارة المشاهد وتعظيمها.
ومنها: مارواه رئيس المحدثين في المائة الثالثة مولانا الشيخ ابو جعفر محمد بن قولويه(2)، وأخرجه بإسناده عن الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، عن عقيلة اهل البيت عمته زينب بنت علي بن أبي طالب، عن أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأخرى روته عن أم ايمن، عن رسول الله، عن جبرئيل، عن الله ـ عز وجلّ ـ في حديث طويل يذكر فيه ما سيكون من امته، وما يجري منهم من بعده على أهل بيته، من عظيم شهادة ولده وعترته في يوم الطفّ….
الى قوله: (ثم يبعث الله قوماً من امتك لا يعرفه الكفار، ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، ويكون علماً لأهل الحق، وسبباً للمؤمنين الى الفوز، وتحفّه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة يصلون عليه، ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لزواره، ويكتبون اسماء من يأتيه زائراً من أمتك متقرباً الى الله واليك بذلك، واسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون بميسم نور الله: (هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الانبياء)، فاذا كان يوم القيامة
____________
1 ـ رواه الطوسي الامامي في تهذيب الاحكام 6 / 22 و 107، ورواه العلامة الحلي الامامي في كتاب منتهى المطلب 2 / 890، والشهيد في الذكرى ص 69 و 155، وانظر الحدائق الناضرة 17 / 405، وجواهر الكلام 4 / 341 و 20 / 92، وانظر وسائل الشيعة 10 / 298، ومستدرك الوسائل 10 / 215.
2 ـ رواه في كامل الزيارات ص 265، وعنه في مستدرك الوسائل 10 / 229.
وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي امامنا، ومعنا من ملائكة الله ملا تحصى، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده.
وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يامحمد او قبر أخيك او قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز وجلّ.
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وسيجد اناس ممن حقت عليهم من الله اللعنة والسخط ان يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره، فلا يجعل الله تعالى لهم الى ذلك سبيلاً).
ومما رواه الامام علي بن الحسين (عليه السلام) أنها قالت في حديثها له يوم الطف وتسليتها إيّاه:
(يابن أخي لايجز ما ترى، فو الله ان ذلك لعهد معهود من رسول الله جدك وابيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا يعرفهم فراعنة أهل الارض، وهم معروفون في أهل السموات، وانهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة، فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة.
وينصبون لهذا الطف علماً لقبر ابيك سيد الشهداء، لايدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الايام والليالي.
وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد اثره الا ظهوراً وأمره الا علواً)(1).
تنبيه: أم ايمن في الحديث تعد من الثقات جداً، وهي المنعوتة في لسان النبي
____________
1 ـ لاحظ بحار الانوار للمجلسي الامامي 28 / 57.
[احاديث في نجد وشروره]
ومنها: مارواه حجة الاسلام السيد العلامة صد الدين الحسيني العاملي الكاظمي، عن شيخ الاسلام احمد بن زيني دحلان في كتابه (خلاصة الكلام)، رواه عن النبي انه قال: (سيظهر من نجد شيطان تتزلزل جزيرة العرب من فتنته).
ويؤيده هذا الحديث في ذم نجد باعتبار أهله، أحاديث رواها اهل الحديث، تكون جواباً عن اعتذار العالم النجدي للعالم العراقي عن الصحيحة التي رواها البخاري عن ابن عمران: (هنالك الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان)(1).
ومثله مارواه في الصحيحين عن أبي هريرة عنه انه قال: (رأس الكفر نحو المشرق، والفتنة ههنا حيث يطلع قرن الشيطان)(2) وغيرها.
فاعتذر عنهما: بأن ماورد في ذم نجد مما لا يوجب الرمي به أهله:
فمنها: مارواه في (شرح السنة) باسناده عن عقبة بن عامر، قال: (اشار رسول الله بيده نحو اليمن، وقال: الايمان يماني ههنا، الا ان القسوة وغلظ القلوب في الفدادين، عند اصول اذناب الابل، حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر)(3).
____________
1 ـ صحيح البخاري 2 / 23 و 8 / 95، مسند احمد 2 / 118 و 126، وسنن الترمذي 5 / 390.
2 ـ صحيح البخاري 4 / 46 و 93، و 5 / 122، و 8 / 95، وصحيح مسلم 8 / 180، ومسند احمد 2 / 18 و 72 و 93 و 111.
3 ـ صحيح البخاري 4 / 97، وانظر 4 / 154، و 5 / 122، و 6 / 178، وصحيح مسلم 1 / 51، ومسند احمد 2 / 258، و 2 / 270 و 272 و 408 و 418 و 426 و 457 و 484 و 506، و 3 / 332، و 4 / 118، و 5 / 273.
وقد اخرج المناوي بعض هذا الحديث في (الكنوز) عن الدارقطني(2) عنه (عليه السلام) قوله: (الجفاء والقسوة وغلظ القلوب في الفدّادين).
وليكن هنا آخر كلامنا من هذه الرسالة.
والحمد لله رب العالمين(3).
____________
1 ـ مسند احمد 4 / 387، والمستدرك على الصحيحين 4 / 81، ومجمع الزوائد 10 / 43، وكنز العمال 12 / 54.
2 ـ الكنوز للمناوي 67 الكافي، لابي جعفر الرازي 8 / 70.
3 ـ الفدّ: صوت الحدي للإبل، كنى به عن الجمالين من اصحاب الابل.
اصحاب الوبر: أهل البوادي، فإن بيوتهم يتخذونها منه.
قال الجوهري: قرن الشمس أعلاها، وأول ما يبدو منه في الطلوع، والمراد منه شرقي المدينة.
قال الفيروزآبادي: مخوس ـ كمنبر ـ ومشرح، وجمد وابضعة: بنو معدي كرب، الملوك الاربعة الذين لعنهم رسول الله ولعن اختهم العمردة، وفدوا مع الاشعث، فأسلموا ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النجير فقال نائحتهم:
ونجد: يطلق على نجد برق، ونجد خال، ونجد الثرا، ونجد عفر، ونجد العقاب، ونجد كب كب، ونجد اليمن.
قال ياقوت الحموي: وبعض نجد اليمن في شرقي تهامة، وهي قليلة الجبال مستوية البقاع، ونجد اليمن غير نجد الحجاز، غير ان جنوبي نجد الحجاز يتصل بشمالي نجد اليمن، وبين النجدين برية ممتنعة. (معجم البلدان).