الروضة في فضائل أمير
المؤمنين
شاذان بن جبرئيل القمي
الكتاب : الروضة في فضائل أمير المؤمنين
المؤلف : شاذان بن جبرئيل القمي
الوفاة : ن 660
المجموعة : مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق : علي الشكرچي
الطبعة : الأولى
سنة الطبع : 1423
مكان الطبع: قم
إعداد كتاب الكتروني: متين العلوي الأنطاكي –
موقع الغدير
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي
الفهرس
الرقم-العنوان - الصفحة
1
(حديث الحريرة) 21
2
(حديث الرطب) 22
3
حديث علي ولي الله) 23
4
(حديث حب علي) 24
5
(حديث علي خير من أترك بعدي) 24
6
(حديث من تبع علي دخل الجنة) 24
7
(حديث المؤاخاة) 25
8
(حديث علي الإمام المبين) 26
9
(حديث إختيار الله لعلي وفاطمة) 26
10
(حديث آية التطهير) 27
11
(حديث معجزة لعلي) 27
12
(حديث حب علي حسنة) 28
13
(حديث النبي وعلي من نور واحد) 28
14
(حديث من سب عليا ألقي في النار) 29
15
(حديث علي أمير المؤمنين على لسان جبرئيل) 29
16
(حديث علي قاتل اللات والعزى) 30
17
(حديث علي كاسر الأصنام) 31
18
(حديث اعتراف معاوية بفضائل علي) 32
19
(حديث علي أخو نبي الرحمة) 33
20
(حديث سلوني قبل أن تفقدوني) 33
21
(حديث علي خير الأوصياء) 34
22
(حديث علي الكوكب الدري) 34
23
(حديث خولة الحنفية) 35
24
(حديث النبي علم علي ألف باب من العلم) 39
25
(حديث أم علي هي أم النبي) 40
26
(حديث إخبار علي بموت ميثم) 41
27
(حديث بيت علي من بيوت الأنبياء) 42
28
(حديث تسمية أمير المؤمنين قبل خلق آدم) 43
29
(حديث إخبار علي ابن ملجم بقتله) 43
30
(حديث علي وصي خاتم الأنبياء) 44
31
(حديث قضاء علي في خلافة عمر) 45
32
(حديث معجزة علي في الفرات) 48
33
(حديث أويس القرني) 48
34
(حديث المقدسي) 49
35
(حديث السطل والمنديل) 55
36
(حديث علي قسيم الجنة والنار) 56
37
(حديث مواساة النبي لعلي وفاطمة) 56
38
(حديث في حب علي) 57
39
(حديث القضيب الأحمر) 57
40
(حديث معجزة لعلي مع المغيرة بن شعبة) 58
41
(حديث معجزة علي في إظهار الكنز) 58
42
(حديث علي مكتوب على ورق شجرة الجنة) 59
43
(حديث معجزة لعلي) 60
44
(حديث السفرجلة) 61
45
(حديث في حب علي) 61
46
(حديث اللوح المحفوظ) 62
47
(حديث ولاية علي) 64
48
(حديث إقرار الأنبياء بإمامة علي) 64
49
(حديث في ولاية علي) 65
50
(حديث صحيفة المؤمن حب علي) 66
51
(حديث علي أمير المؤمنين على لسان جبرئيل) 66
52
(حديث في حب علي وبغضه) 67
53
(حديث علي خليفتي من بعدي) 68
54
(حديث علي أخي ووصي) 70
55
(حديث عقاب من أبغض علي) 70
56
(حديث علي على ناقة من نوق الجنة) 71
57
(حديث علي سيف الله على أعدائه) 73
58
(حديث اعتراف معاوية بفضائل علي) 74
59
(حديث المنزلة) 74
60
(حديث شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة) 75
61
(حديث علي حامل لواء الحمد) 75
62
(حديث المؤاخاة) 76
63
(حديث علي أخي ورفيقي) 77
64
(حديث علي مكتوب على ساق العرش) 77
65
(حديث من شك في علي فهو كافر) 78
66
(حديث علي راية الهدى) 78
67
(حديث علي وارث العلم) 79
68
(حديث في بغض علي) 79
69
(حديث في حب علي) 80
70
(حديث علي أولكم إيمانا) 80
71
(حديث توبة آدم) 81
72
(حديث النور) 81
73
(حديث محبة النبي لعلي) 82
74
(حديث علي كمثل الكعبة) 83
75
(حديث المناجاة) 83
76
(حديث علي لم يسخط الرب) 83
77
(حديث علي ينجز عدة النبي) 84
78
(حديث ملعون من أبغض عليا) 85
79
(حديث في فضائل علي على لسان المنصور العباسي) 85
80
(حديث علي حجة الله) 95
81
(حديث علي الوصي ووارثه) 95
82
(حديث اللوزة) 96
83
(حديث في ولاية علي) 96
84
(حديث اللواء من نور) 97
85
(حديث علي هو الهادي) 98
86
(حديث في حب علي وبغضه) 98
87
(حديث علي خازن سر النبي) 98
88
(حديث نزول في علي كرائم القرآن) 100
89
(حديث علي هو الصراط المستقيم) 101
90
(حديث علي من الصادقين) 102
91
(حديث علي يجلس على كرسي الكرامة) 102
92
(حديث في ولاية علي) 103
93
(حديث علي حبل الاعتصام) 103
94
(حديث في حب علي) 104
95
(حديث اعتراف أبو بكر بفضل علي) 105
96
(حديث علي سيد الأوصياء) 106
97
(حديث علي سيد الوصيين) 106
98
(حديث علي يكسى ثوبين أبيضين) 107
99
(حديث أنا وعلي من نور واحد) 107
100
(حديث فضيلة لعلي) 111
101
(حديث قول علي ما زلت مظلوما) 113
102
(حديث أن عليا خليفة النبي ووصيه) 115
103
(حديث المناشدة) 117
104
(حديث علي عيبة علم النبوة) 120
105
(حديث علي أمير المؤمنين) 122
106
(حديث الشجرة) 122
107
(حديث علي سيد الأوصياء) 123
108
(حديث علي خيرهم وأفضلهم) 124
109
(حديث علي في علمه) 127
110
(حديث أن أهل البيت هم الصادقين) 128
111
(حديث علي هو الشاهد والمنادي والمؤذن) 129
112
(حديث أن القرآن عجائب) 130
113
(حديث علي هو الرادفة) 130
114
(حديث محبي علي في الجنة) 130
115
(حديث حق علي على الأمة) 131
116
(حديث النبي وعلي أبوا هذه الأمة) 131
117
(حديث في حجة الوداع) 135
118
(حديث ابن عباس وحسده لعلي) 135
119
(حديث نزول آية في علي) 136
120
(حديث الجمجمة) 136
121
(حديث علي أعلم بالتوراة والإنجيل) 137
122
(حديث فضائل علي على لسان سعد بن أبي وقاص) 138
123
(حديث الصحيفة) 140
124
(حديث لم أزل مظلوما) 142
125
(حديث علي في كتب الأنبياء) 142
126
(حديث المفاخرة) 145
127
(حديث علي الصديق الأكبر) 146
128
(حديث إطاعة أهل البيت إطاعة الرسول 147
129
(حديث معجزة لعلي) 148
130
(حديث علي أعلم الناس) 152
131
(حديث إطاعة أهل البيت) 153
132
(حديث الحدائق) 154
133
(حديث فضل علي على هذه الأمة) 155
134
(حديث الملائكة يأتون قبر علي 156
135
(حديث من اعتصم بأهل البيت فقد نجى) 156
136
(حديث في بغض علي) 157
137
(حديث حب علي فريضة) 157
138
(حديث الخاتم) 160
139
(حديث الأسقف النجراني) 162
140
(حديث علي قاتل الكفرة) 164
141
(حديث علي وارث علم النبي) 165
142
(حديث علي في التوراة) 166
143
(حديث علي أبو ذرية النبي) 167
144
(حديث علي عضد النبي) 168
145
(حديث الصخرة) 168
146
(حديث في حب علي وبغضه) 169
147
(حديث رد الشمس) 169
148
(حديث شيعة علي في الجنة) 171
149
(حديث الكوكب) 171
150
(حديث النجم) 172
151
(حديث علي مقيم الحجة) 173
152
(حديث الثعبان) 174
153
(حديث علي ولي الله) 175
154
(حديث علي يزهر لأهل الجنة) 178
155
(حديث علي مع الحق) 178
156
(حديث ذرية النبي من صلب علي) 178
157
(حديث علي خليفتي من بعدي) 179
158
(حديث علي كفتا الميزان) 180
159
(حديث في مبغضي علي) 181
160
(حديث في معجزة لعلي) 181
161
(حديث النور) 186
162
(حديث فضيلة علي) 187
163
(حديث في ذكر فضل علي) 189
164
(حديث علي قرة عين النبي) 189
165
(حديث علي كاشف الكروب) 192
166
(حديث الصخرة) 196
167
(حديث علي خير البشر) 198
168
(حديث منطق الطير) 199
169
(حديث علي القمر) 200
170
(حديث رد الشمس) 200
171
(حديث في ولاية علي) 202
172
(حديث علي ولي الله) 202
173
(حديث البساط) 204
174
(حديث أهل البيت مصابيح الدجى) 207
175
(حديث في قضاء علي) 208
176
(حديث الرمانة) 209
177
(حديث علي أعطي جوامع العلم) 209
178
(حديث في طريق علي) 211
179
(حديث علي أحب الناس عند النبي) 212
180
(حديث من أحب عليا لم يعذبه الله بالنار) 213
181
(حديث الحجرين) 213
182
(حديث علي عيبة علم النبوة) 214
183
(حديث السبع) 215
184
(حديث ألهام من ولد إبليس) 218
185
(حديث دخول الجنة بشفاعة علي) 224
186
(حديث الأسود السارق) 224
187
(حديث البقرة) 227
188
(حديث علي أخو رسول الله) 228
189
(حديث في عبادة زين العابدين) 228
190
(حديث معجزة لزين العابدين) 230
191
(حديث علي في ألقابه) 231
192
(حديث علي في والتوراة والإنجيل) 233
193
(حديث إحتجاج حرة على الحجاج) 234
194
(حديث إحتجاج العباس على أبي بكر) 237
195
(حديث لعلي أثنتا عشر فضيلة) 238
‹
صفحة 1 ›
من مصادر بحار الأنوار
الروضة في فضائل
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
"
صلوات الله وسلامه عليه "
لمؤلفه
سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي
"
ابن شاذان "
المتوفى 660
تحقيق : علي الشكرچي
‹
صفحة 2 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
‹
صفحة 3 ›
هوية الكتاب
اسم الكتاب : الروضة في فضائل أمير المؤمنين (
عليه السلام )
اسم المؤلف : سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي
( ابن شاذان )
تحقيق الكتاب : علي الشكرچي
عدد الصفحات : 277
الإخراج الفني : مركز الأمير ( عليه السلام )
للخدمات الكمبيوترية تلفون : 7741771
الطبعة : الأولى
التاريخ : 1423 ه . ق
القطع : وزيري
المطبعة :
‹
صفحة 9 ›
المخطوط
‹
صفحة 10 ›
المخطوط
‹
صفحة 11 ›
ترجمة المؤلف
شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب :
الملقب ( سديد الدين ) أبو الفضل
القمي ، نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
الثناء عليه
أثنى عليه كل من طرق اسمه عند ترجمته أوفي
وريقات الإجازات ووصفوه
بالفقيه :
الأفندي في رياض العلماء ، والحر العاملي في أمل
الآمل قالا :
الشيخ الجليل الثقة أبو الفضل كان عالما ، فاضلا
، فقيها ، عظيم الشأن ، جليل
القدر ( 1 ) .
وفي روضات الجنات للخونساري قال : هو الفاضل
الكامل ، المتقدم ، المحدث
البارع ، الثقة الجليل ( 2 ) .
والعلامة النوري في خاتمة المستدرك : وقال : هو
الشيخ الجليل أبو الفضل . . .
العالم الفقيه الجليل ، المعروف صاحب المؤلفات
البديعة ( 3 ) .
والكاظمي في المقاييس على ما حكاه النوري في
خاتمته : الشيخ الثقة ، العالم
الفقيه ، العظيم الشأن أبو الفضل ( 4 )
وقال الشهيد في الذكرى : هو من أجلاء فقهائنا ،
ووصفه في إجازته لا بن الخازن ،
بالشيخ العالم . . .
وكما وصفه العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني
زهرة بالفقيه .
وقال عنه صاحب كتاب المعالم الشيخ حسن ابن
الشهيد الثاني في إجازته
‹
صفحة 12 ›
الكبيرة : الشيخ الإمام العالم . . . . للاسف إن
التاريخ لم يسجل لنا سنة مولده ولا وفاته ،
وكان هذا العامل الكبير الذي تسبب لبعض
الاشكالات ، بالنسبة لانتساب هذا السفر
وكذا كتابه الفضائل للمؤلف أم لا .
أقول : لقد أشار بعض من ترجم له أو ذكره في
إجازته إلى طبقته والمعاصرين له :
فقد قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة ان كل
من كان في طبقة شاذان كأبن
إدريس ، ومنتجب الدين ، وعربي بن مسافر . . .
وقال الآغا بزرك الطهراني في ترجمته لمحمد بن
عبد الله البحراني الشيباني أنه
معاصر للشيخ عربي بن مسافر ، ورشيد الدين محمد
بن علي بن شهرآشوب ،
وشاذان بن جبرئيل ، والشريف محمد بن محمد بن
الجعفرية ، وأحمد بن شهر يار ،
وراشد بن إبراهيم البحراني ، وعبد الله بن جعفر
الدوريستي ، وغيرهم ، إذا أن الشيخ
تاج الدين ، حسن بن علي الدربي عن جمع هؤلاء كما
ذكره العلامة الحلي في إجازته
الكبيرة لبني زهرة . . .
وفي الحديث الأول من كتابنا هذا ( الروضة ) هكذا
:
(
قال جامع هذا الكتاب حضرت الجامع بواسط يوم الجمعة سابع ذي القعدة سنة
(
651 ه ) وتاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس . . . ) .
وذكر أيضا في الكتاب المذكور في الحديث الثاني
والأربعين هكذا :
(
ومما ورد في كتاب الفردوسي والراوي نقيب الهاشميين تاج الدين سنة ( 652 ه )
بواسط ) ولكن هذا لا يكفينا في رفع الإشكال
المتقدم ، وأشار الشيخ صاحب المعالم
في إجازته الكبيرة إلى أن الشيخ عربي بن مسافر
الحلي عاصر الشيخ منتجب الدين
على ما يظهر من كلامه في الفهرست ، وهو أعلى
طبقة من ابن إدريس لأنه يروى عنه .
إذا فشاذان : إما في طبقته أو دونهما ، بل
الثاني أقرب وأرجح .
لذا أن عربي بن مسافر هو من أعلام المائة
السادسة ، وأن كل من روى عنه مثل
فخار بن معد الموسوي ، ومحمد بن أبي البركات ،
والشيخ علي بن ثابت السوراوي ،
‹
صفحة 13 ›
والشيخ علي بن يحيى الحناط من أعلام المائة
السابعة من غير العلمين ابن إدريس
وابن المشهدي وهما من أعلام المائة السادسة ( 1
) .
ذكره الآغا بزرك الطهراني في أعلام القرن السادس
، وأما منتجب الدين لم يذكر
شاذان بن جبرئيل في كتابه الفهرست .
وصاحب الروضات قال : إن طبقة شاذان في طبقة صاحب
كتاب السرائر يعني
ابن إدريس المولود حدود سنة 543 والمتوفي سنة
598 - بل ما دونها ( 2 ) إن الذين
رووا عن شاذان هم من أعلام القرن السابع
والمستثنى منهم ابن المشهدي .
نستطيع أن نقول : عاش شاذان في الفترة التي بين
النصف الثاني من القرن
السادس والنصف الأول من القرن السابع وان يكن
ذلك له عمرا طويلا . . .
شيوخه :
1
- الشيخ الفقيه أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي ، المتوفى في حدود
سنة 560 ( 3 ) .
2
- الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني المتوفى سنة 569 ، عاش
احدى وثمانين سنة ( 4 ) .
3
- والده جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمي ، الذي كان حيا في
سنة 572 ( 5 ) .
4
- السيد فخر الدين محمد بن سرايا الجرجاني ، ذكره شاذان في إجازته للسيد
‹
صفحة 14 ›
محي الدين محمد ابن زهرة سنة 584 قائلا : السيد
العالم فخر الدين . . . ( 1 )
5
- السيد حمزة ابن زهرة الحلبي صاحب كتاب ( الغنية ) المتوفى
سنة 585 ه . ( 2 )
6
- محمد بن علي بن شهرآشوب صاحب كتاب ( المناقب ) المتوفى 588 . ( 3 )
7
- الشيخ الفقيه عبد الله بن محمد بن عمر العمري الطرابلسي . ( 4 )
8
- الشيخ أبو محمد بن صالحان القمي ، الخطيب بالجامع العتيق ( 5 ) .
9
- أبو جعفر محمد بن موسى الدوربستي ( 6 ) .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 14 - 19
10
- الشيخ عماد الدين أبو القاسم الطبري صاحب كتاب ( بشارة المصطفى ) . ( 7 )
11
- السيد أحمد بن محمد الموسوي ( 8 ) .
12
- الشيخ محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ( 9 ) .
13
- محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب القمي ( 10 ) .
14
- عبد القاهر بن حمويه ، الشيخ أبو غالب القمي ( 11 ) .
15
- القاضي جمال الدين ، أبو الفتح علي بن عبد الجبار الطوسي ( 12 ) .
‹
صفحة 15 ›
16
- الشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد الواحد ( 1 ) .
تلاميذه والرواة عنه :
1
- السيد محيي الدين محمد بن عبد الله بن علي ابن زهرة الحلبي ( 2 ) .
أجازه شاذان بن جبرئيل رواية مصنفاته بعد ما قرأ
عليه كتابه ( إزاحة العلة )
بدمشق سنة 583 ، وكتاب ( تحفة المؤلف الناظم )
سنة 584 ، على ما ذكره صاحب
المعالم ( ره ) في إجازته الكبيرة ، وكتب أيضا
إجازة له ولوالده ، نقلها معادن الجواهر
في الجزء الثاني عن خط المجيز .
2
- السيد عبد الله بن علي ابن زهرة الحلبي ( 3 ) : ذكر آنفا كتب شاذان له إجازة .
3
- السيد فخار بن معد بن فخار الموسوي ( 4 ) : المتوفى 630 ،
قرأ على شاذان بواسط سنة 593 كما في كتابه ( حجة
الذاهب ألى تكفير أبي
طالب ) .
4
- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي ( 5 ) قرأ عليه كتاب ( المفيد في التكليف )
للبصروي في شهر رمضان سنة 573 ، ويروي عن شاذان
كتاب ( إزاحة العلة ) وغيره .
5
- الشيخ علي بن يحيى الخياط ( الحناط ) ( 6 ) .
ذكر الشيخ نجم الدين ابن نما أن والده أجاز له
أن يروي عنه أمالي الشيخ أبي
جعفر محمد ابن بابويه ، عن الشيخ علي بن يحيى
الحناط ، عن الشيخ شاذان بن
‹
صفحة 16 ›
جبرئيل ، عن الشيخ الحسن بن صالحان . . . ذكر
هذا صاحب المعالم في إجازته
الكبيرة .
6
- تاج الدين حسن بن علي الدربي :
وهو الراوي لكتاب أخبار السيد أبو هاشم داود بن
القاسم الجعفري ، عن شاذان ،
عن عماد الدين الطبري . . . . على ما ذكره
العلامة في إجازته لبني زهرة ( 1 ) .
وهو الذي يأتي في الحديث الأول والثاني
والأربعين روايا في هذا الكتاب .
مؤلفاته
1
- إزاحة العلة في معرفة القبلة .
2
- تحفة المؤلف الناظم وعمدة المكلف الصائم .
3
- كتاب الفضائل .
4
- الروضة في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي بين يديك عزيزي القارئ
نسبة الكتاب للمؤلف :
تعرفنا ان للمؤلف كتاب " الفضائل "
ويتضمن في طياته فضائل أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) ومعظم هذه الأحاديث مترددة مع
كتابنا " الروضة " وهل هذين الكتابين
لشاذان بن جبرئيل أم لا ؟
وفيه أقوال منها .
إن كثير من علمائنا يجمع على أن كتاب ( الفضائل
) هو من مصنفات شاذان ،
وفريقا أكد أن الكتابين المشار إليهما متحدان
وكليهما لشاذان ، والبعض الآخر ينفي
ذلك ، إلا أنه ضعيف كما يتضح لا حقا وبعد تسليط
الأضواء على هذه الأقوال .
‹
صفحة 17 ›
وتبيانا لهذا الموضوع على أساس أن الذي بنيت
عليه هذه الأقوال : هو ما جاء به
المؤلف في ديباجة كتابه ( إزاحة العلة ) حيث قال
إنه ألفه سنة 558 . . . .
وفي الروضة والفضائل للمصنف معا : قال جامع هذا
الكتاب : حضرت الجامع
بواسط يوم الجمعة سابع شهر ذي القعدة سنة ( 651
) وتاج الدين نقيب الهاشمين
يخطب . . . .
ونذكر بعض أقوال أصحاب التراجم :
1
- قال الخونساري : عند ترجمته لشاذان أن الفضائل والروضة - متحدان ، ومن
رجل واحد ، غير أن المغايرة بينهما في الزيادة
والنقصان ، إنما هي من جهة التفاوت
الحاصل غالبا من النسخ الخارجة من المسودات ومع
قلة النظم . . . والنسبة بينهما
عموما مطلقا ( 1 ) .
2
- وقال الأفندي : عند ترجمته له . . . . وله أيضا كتاب الفضائل ، حسن ( 2 ) .
3
- قال الحر العاملي في أمل الأمل : في ترجمة شاذان : . . . . وله أيضا كتاب
الفضائل ، حسن ، عندنا منه نسخة ، وقال : كتاب (
الروضة ) وينسب إلى الصدوق ولم
يثبت ( 3 ) .
4
- وقال المجلسي ( قدس سره ) : في موسوعة البحار ، عند ذكره لمصادر الكتاب . وكتاب
الروضة في المعجزات والفضائل لبعض علمائنا ،
وأخطأ من نسبه إلى الصدوق ، لأنه
يظهر منه أن الفه نيف وخمسين وستمائة . ( 4 )
وقال أيضا : وكتاب ( الفضائل ) وكتاب ( إزاحة
العلة ) للشيخ الجليل أبي الفضل
سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي . وهو من أجلة
الثقات الأفاضل ، وقد مدحه
‹
صفحة 18 ›
أصحاب الإجازات كثيرا . ( 1 )
5
- وقال العلامة النوري - عند ذكره لشاذان : صاحب المؤلفات البديعة التي منها
كتاب الفضائل المعروف الدائر ، ومختصره المسمى
بالروضة . . . . ( 2 )
مما يلفت النظر أن الأغا بزرك ذكر في أول خطبة
كتاب ( الروضة ) كما في ( كشف
الحجب ) الحمد لله الذي هدانا إلى أصح المذاهب
وعرفنا نفسه . . . .
لما وفق الله في كتابة ( درر المناقب في فضائل
أسرار علي بن أبي طالب ) ليكون
لي في الأسفار صاحب ، في الآخرة ذخيرة لدفع
النوائب . وقد جمعت فيه ما نقل عن
الثقات واتفق عليه الرواة ، جمعت في كتابي هذا
الذي سميته ( الروضة ) مما يشمل
على فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . .
. .
وذكر أيضا في الذريعة : 8 / 135 رقم 507 نصه :
(
درر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب ) للشيخ الجليل شاذان بن جبرئيل
القمي . بعد أن ذكرنا هذا الموجز من آراء وأقوال
العلماء بأن كتاب ( الفضائل ) لشاذان
لا محالة لثبوت الأقوال كما مر والبعض الآخر ثبت
كتابنا ( الروضة ) للمصنف أيضا
والدليل على ذلك فقد أورد في أوائل الأخبار
المتصدر بعبارة ( قال جامع الكتاب )
وكما في الفضائل بلفظ " حدثني " يظهر
أن قائلها هو بالضرورة أحد تلاميذ شاذان
وهذا احتمال أن الكتاب هو من إملاء شاذان وليس
من تأليفه ، وقد جمعه بعض
تلاميذه ويقوى هذا الاحتمال إذا أخذنا بنظر
الاعتبار الحديث الأول من ( الروضة )
وص 92 في الفضائل واتحاد تاريخ بعض الأحاديث بين
الكتابين .
‹
صفحة 19 ›
مقدمة التحقيق ومنهجه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على
أشرف خلقه ، الذي اصطفاه
بالرسالة وعلى آله الكرام البررة والطاهرين ،
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
ان هذا السفر القيم مع صغر حجمه فقد ضم كثير من
فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وليست شخصية أمير المؤمنين ( عليه السلام )
شخصية عادية ساذجة يسهل للباحث
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 19 - 23
معرفتها
والوصول إلى مبلغها ، بل هي شخصية فوق الشموخ ،
علت في سماء العظمة وعلو
المجد ، وحيث هو النجم اللامع ، ترفع عن أيدي
المتناولين ونعت الناعتين .
كيف ننعته : وقد ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ،
وحسرت الخطباء ، وعييت
الأدباء عن وصف شأن منه .
كيف وعلي جعله النبي كنفسه وقال عنه الرسول
الأعظم : أنه حبل الله المتين ،
وصراطه المستقيم ، هذا والعلماء والفقهاء من
العام والخاص صنفوا وألفوا منذ فجر
الاسلام إلى يومنا هذا كتبا قيمة ومصنفات وأبحاث
كثيرة في فضائله ( عليه السلام ) .
وقال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم )
: ان الله جعل لأخي علي فضائل لا تحصر كثيرة ، فمن ذكر
فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم
من ذنبه . . . ( 1 )
وأروع ما قال في حق علي ( عليه السلام ) - محمد
بن إدريس - إمام الشافعية - : " عجبت
لرجل كتم أعداؤه فضائله حسدا وكتمها محبوه خوفا
وخرج ما بين ذين ما طبق
الخافقين " ( 2 ) .
وخصص امام الحنابلة - أحمد بن حنبل - في كتابه
فضائل الصحابة بابا طويلا
حاويا على ( 365 ) حديثا في فضائل علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) .
وكان المنصور الخليفة العباسي يحدث عن فضائل علي
( عليه السلام ) كما في كتابنا
‹
صفحة 20 ›
-
( الروضة ) - وهو أحد رواة حديث الغدير وأما الأعداء منهم معاوية بن أبي سفيان
حين سأل ابن عباس في حديث ( 58 ) من الروضة
وشهادة معاوية بفضله . وله من
الفضائل لا تعد ولا تحصى منها عن النبي المختار
( صلى الله عليه وآله وسلم ) مثل حديث الغدير ، والطير
والثقلين ، والكساء ، والمنزلة ، وباب مدينة
العلم ، وسد الأبواب ، ورد الشمس ،
وغيرها .
وقد ساعدتنا الالطاف الإلهية في تحقيق هذا السفر
المستطاب في فضائل أمير
المؤمنين علي بن أبي الطالب ( عليه السلام )
وشاء الله الكريم الودود ان يمن علي ويعينني هو
الذي يعطي من لم يسأله ولم يعرفه .
وقد بدأت تيمنا كما هو الموسوم بعد ما عثرنا على
نسخة خطية للمصنف والذي
جمعها أحد تلاميذه ، وهي بخط أبناء العلماء ابن
المرحوم محمد مؤمن علي
الطالقاني المرجاني في سنة 1031 كما هو موجود في
الصفحة الأخيرة من هذا
الكتاب ، وأشرنا إليها ب ( الأصل ) وهناك نسخة
أخرى في الخزانة الرضوية ورمزنا لها
(
في نسخة ) بعد مقابلة النسختين .
واعتمدنا على النسخة الكاملة وهي ( الأصل )
والتي تحوي على ( 195 ) حديثا
وقد أشرنا لكل حديث رقما ، وتم اتحادها مع كتاب
( الفضائل ) وكذا مع البحار ،
وخرجناها من كتب العامة والخاصة ، وأشرنا إلى
بعض الاختلافات الواردة وذكرناها
في الهامش ، وقمنا بشرح أكثر الألفاظ الصعبة
نسبيا ، وأثبتنا ترجمة بعض الأعلام من
كتب تراجم الرجال ، وهناك ( 25 ) حديثا ذكرت في
الروضة فقط ولم نجدها في
الفضائل علما أن المجلسي ( قدس سره ) في البحار
ذكر المصدرين معا لحديث واحد ، والله
أسأل أن يسدد خطانا ويوفقنا جميعا لما فيه الخير
، ويرضاه يوم لا ينفع فيه مال ولا
بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، إنه سميع مجيب
، وهو أرحم الراحمين .
علي الشكرچي
18
ربيع الأول 1421 هجري
قم المقدسة
‹
صفحة 21 ›
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
القربى هم صلى الله عليهم مع الكتاب ، والكتاب
معهم ، لا يفارقوه حتى يردوا
الحوض على جدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) جعلنا الله وإياكم ممن تولاهم وحفظ عهدهم
وعهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فهم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف
الملائكة ، ومهبط الوحي ،
وأصول الكرم ، وسادة الأمم .
صلى الله عليهم أجمعين ، وعلى قائمهم ، الخلف
الحجة المنتظر ، الحسام الزكي ،
سيد الخلفاء ، المنتظر لإقامة الحق والعدل في
الخلق .
وبعد فاني قد جمعت في كتابي هذا - الذي سميته ب
" الروضة " ، ويشتمل على
فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) - ما نقلته عن الثقاة ، واتفقت عليه
الروايات ، فأسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته
، وطاعة الأئمة وهو حسبي ونعم
الوكيل .
(
1 )
(
حديث الحريرة )
قال جامع هذا الكتاب : حضرت الجامع بواسط ، يوم
الجمعة سابع شهر ذي
القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة وتاج الدين نقيب
الهاشميين يخطب بالناس
على أعواده .
فقال بعد حمد الله ، والشكر له ، وذكر الخلفاء
بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 1 )
‹
صفحة 22 ›
ثم قال في حق علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
إن ( 1 ) جبرئيل ( عليه السلام ) نزل على رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبيده أترنجة
،
فقال له : يا رسول الله ، الحق يقرؤك السلام ،
ويقول لك :
قد أتحفت ابن عمك عليا ( عليه السلام ) هذه
التحفة ،
فسلمها إليه ، فسلمها إلى علي ( عليه السلام ) .
فأخذها بيده وشقها نصفين ،
فطلع في نصف منها حريرة من سندس الجنة مكتوب
عليها : " تحفة من الطالب
الغالب لعلي بن أبي طالب " . ( 2 )
(
2 )
(
حديث الرطب )
عن القاروني حكاية عنه قيل : إنه كان ( يوما ) (
3 ) على منبره ، ومجلسه يومئذ
مملوء بالناس ، في جمادى الآخرة ( من ) ( 4 )
سنة اثنين وخمسين وستمائة بواسط ما
رواه عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أنه قال :
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في
مسجده ، وعنده جماعة من المهاجرين والأنصار ، إذ
دخل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) وقال له :
يا محمد ، الحق يقرؤك السلام ، ويقول لك : أحضر
عليا واجعل وجهه مقابل
وجهك . ثم عرج جبرئيل ( عليه السلام ) إلى
السماء ، فدعى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا ، فأحضره
وجعل وجهه مقابل وجهه .
فنزل جبرئيل ثانيا ومعه طبق فيه رطب ، ووضعه
بينهما ، ثم قال :
‹
صفحة 23 ›
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 23 - 28
كلا ، فأكلا ، ثم أحضر طشتا وإبريقا ، وقال : يا
رسول الله صلى الله عليك وآلك قد
أمرك الله أن تصب الماء على يد علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) .
فقال له علي ( عليه السلام ) ( 1 ) يا رسول الله
، أنا أولى أن أصب الماء على يدك .
فقال له : ( يا علي ) ( 2 ) إن الله سبحانه
وتعالى أمرني بذلك .
وكان كلما صب الماء على يدي علي ، لم تقع منه
قطرة واحدة في الطشت ،
فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله إني لم
أر شيئا من الماء يقع في الطشت .
فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
: ( يا علي ) ( 3 ) إن الملائكة يتسابقون على الماء الذي يقع
من يدك فيغسلون به وجوههم يتبركون به ( 4 ) .
(
3 )
(
حديث علي ولي الله )
وعنه ( رضي الله عنه ) ، قال : قال رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) :
من قال : " لا إله إلا الله " تفتحت
له أبواب السماء ،
ومن تلاها ب " محمد رسول الله " تهلل
وجه الحق ( 5 ) سبحانه واستبشر بذلك .
ومن تلاها " علي ولي الله " غفر الله
له ذنوبه ، ولو كانت بعدد قطر المطر . ( 6 )
‹
صفحة 24 ›
(
4 )
(
حديث حب علي )
وعنه ( رضي الله عنه ) أنه قال : قال رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
حب علي ( عليه السلام ) يحرق الذنوب كما تحرق
النار الحطب ( 1 ) .
(
5 )
(
حديث علي خير من أترك بعدي )
وعن أبي بكر ، قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) : علي خير من أترك بعدي ،
فمن أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني . (
2 )
(
6 )
(
حديث من تبع علي دخل الجنة )
وعن ابن مسعود ، قال : كنت عند رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، إذا نحن وقد تنفس الصعداء ،
فقلت خيرا يا رسول الله ؟ فقال : نعيت إلي نفسي
،
فقلت : ألا توصي يا رسول الله ؟ فقال : إلى من ،
يا بن مسعود ؟
فقلت : إلى أبي بكر . فأطرق هنيئة ، ثم رفع رأسه
، فتنفس الصعداء .
فقلت : خيرا يا رسول الله ؟ فقال : نعيت إلي
نفسي .
فقلت ألا توصي يا رسول الله ؟ فقال : إلى من ،
يا بن مسعود ؟
فقلت : إلى عمر ، فأطرق هنيئة ، ثم رفع رأسه ،
وتنفس الصعداء .
فقلت : خيرا يا رسول الله ؟ فقال : نعيت إلي
نفسي ،
فقلت : ألا توصي يا رسول الله ؟ فقال : إلى من ،
يا بن مسعود ؟
فقلت إلى عثمان . فأطرق هنيئة ، ثم رفع رأسه ،
وتنفس الصعداء .
‹
صفحة 25 ›
فقلت : خيرا بأبي وأمي يا رسول الله ؟ فقال :
نعيت إلي نفسي .
فقلت : ألا توصي يا رسول الله ؟ فقال : إلى من ،
يا بن مسعود ؟
فقلت : إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
فقال لي :
يا بن مسعود ، والذي نفسي بيده لو اتبعوا آثار
قدميه ، لدخلوا الجنة أجمعون . ( 1 )
(
7 )
(
حديث المؤاخاة )
وقيل : لما آخى الله تعالى بين الملائكة ، آخى
بين جبرئيل وميكائيل
فقال : إني قد آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما
أطول من الآخر ، فأيكما يؤثر
أخاه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة .
فقال الله عز وجل : أفلا تكونان مثل علي ؟ حيث
آخيت بينه وبين حبيبي
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد آثره
بالحياة على نفسه في هذه الليلة .
وقد بات على فراشه يفديه بنفسه .
أهبطا فاحفظاه من عدوه . فهبطا إلى الأرض وجلس
جبرئيل عند رأسه ، وميكائيل
عند رجليه ، وهما يقولان : بخ بخ لك يا ابن أبي
طالب ، من مثلك ؟
وقد باهى الله بك ملائكة السماء ، وفاخر بك . (
2 )
‹
صفحة 26 ›
(
8 )
(
حديث علي الامام المبين )
عن عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) ، قال كنت عند
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في
بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملا .
فقلت : يا أمير المؤمنين ، أترى ( يكون ) ( 1 )
أحدا من خلق الله تعالى يعلم كم عدد
هذا ( النمل ) ؟
قال : نعم يا عمار ، أنا أعرف رجلا يعلم عدده ،
وكم فيه من ذكر ؟ وكم فيه من أنثى ؟
فقلت : ومن ذلك الرجل يا مولاي ؟
فقال : يا عمار ، أما قرأت في سورة يس : * ( وكل
شئ أحصيناه في إمام مبين ) * ( 2 )
فقلت : بلى يا مولاي ، فقال : أنا ذلك الإمام
المبين ( 3 ) .
(
9 )
(
حديث اختيار الله لعلي وفاطمة )
قيل : جاءت فاطمة ( عليها السلام ) إلى أبيها ،
وهي باكية .
فقال لها : ما يبكيك يا قرة عيني ، لا أبكى الله
لك عينا ؟
قالت : يا أبتي إن نسوان قريش يعيرن ويقلن : إن
أباك زوجك بفقير لا مال له !
فقال لها : يا فاطمة ! إن الله عز وجل أطلع إلى
الأرض اطلاعة ، فاختار منها أباك ،
ثم أطلع اطلاعة ثانية ، فاختار منها بعلك وابن
عمك ، ثم أمرني أن أزوجك منه ، أفلا
ترضين أن تكوني زوجة من اختاره الله ، وجعله لك
بعلا ؟
‹
صفحة 27 ›
فقالت : رضيت وفوق الرضا ، يا رسول الله . ( 1 )
(
10 )
(
حديث آية التطهير )
وعن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) في قوله تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 2 )
وكانت أم سلمة واقفة بالباب ،
فقالت : يا رسول الله ، وأنا منهم ؟ فقال لها :
يا أم سلمة أنت على خير ( 3 )
(
11 )
(
حديث معجزة لعلي )
وعن إبراهيم بن مهران ، أنه قال : كان بالكوفة
رجل تاجر ، يكنى بأبي جعفر وكان
حسن المعاملة في الله ، ومن أتاه من العلويين
أعطاه شيئا ولا يمنعه ، يقول لغلامه :
أكتب : " هذا ما أخذه علي " ( عليه
السلام ) ( وبقي على ذلك أياما ) .
ثم قعد به الوقت وافتقر فنظر يوما في حسابه ،
فجعل كلما مر عليه اسم حي من
غرمائه بعث إليه فطالبه .
ومن مات ضرب على اسمه فبينما هو جالس على باب
داره ، إذ مر به رجل ،
فقال : ما فعل غريمك علي بن أبي طالب ؟ فاغتم
لذلك غما شديدا ، ودخل داره
فلما جن عليه الليل ، رأى النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) وكان الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يمشيان أمامه ،
فقال لهما النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ما فعل أبوكما ؟ فأجابه علي ( عليه السلام ) من ورائه : ها أنا يا رسول الله .
فقال له : لم لا تدفع إلى هذا الرجل حقه ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ، قد
جئته به .
فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ادفعه إليه فأعطاه كيسا من صوف أبيض ، وقال له : هذا
‹
صفحة 28 ›
حقك ، فخذ ولا تمنع من جاءك من ولدي شيئا ، فإنه
لا فقر عليك بعد هذا .
فقال الرجل : فانتبهت والكيس في يدي ، فناديت
زوجتي فقلت لها : هاك ،
فناولتها الكيس ، وإذا فيه الف دينار .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 28 - 33
فقالت : يا هذا الرجل ، أتق الله ولا يحملك
الفقر على أخذ ما لا تستحقه ،
فإن كنت خدعت بعض التجار في ماله ، فاردده إليه
! فحدثها الحديث .
فقالت : إن كنت صادقا فأرني حساب علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) .
فحضر الدستور ، فلم ير فيه شيئا يقدره الله
تعالى . ( 1 )
(
12 )
(
حديث حب علي حسنة )
وعن عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
حب علي ( عليه السلام ) حسنة ، لا يضر معها سيئة
، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة ( 2 ) .
(
13 )
(
حديث النبي وعلي من نور واحد )
وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : خلقت
أنا وعلي من نور واحد ، فمحبي محب علي ، ومبغضي
مبغض علي ( 3 ) .
‹
صفحة 29 ›
(
14 )
(
حديث من سب عليا ألقي في النار )
عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ، عن عكرمة مولاه
، قال : مررنا بجماعة وقد أخذوا في سب
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال لي
مولاي عبد الله بن عباس : أدنني من القوم فأدنيته
منهم .
فقال ( رضي الله عنه ) : يا قوم ، من الساب لله
تعالى ؟
فقالوا : معاذ الله يا ابن عم رسول الله ، فقال
: من الساب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقالوا : ما كان ذلك ، قال : فمن الساب لعلي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) ،
قالوا : كان ذلك فقال : والله لقد سمعت رسول
الله بأذني هاتين ، وإلا صمتا أنه
قال : من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله
تعالى ،
ومن سب الله تعالى ألقاه على منخريه في النار (
1 ) .
(
15 )
(
حديث علي أمير المؤمنين على لسان جبرئيل )
قيل دخل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( وهو ) في
منزل أم سلمة ، ورأسه في حجر جبرئيل ، وهو في
صورة دحية الكلبي ،
فسلم وجلس ،
فقال له جبرئيل : وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته يا أمير المؤمنين ، خذ رأس
‹
صفحة 30 ›
ابن عمك وضعه في حجرك ، فأنت أولى به مني ، فأخذ
رأس ( 1 ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
(
ووضعه في حجره ( 2 ) فاستيقظ ( 3 ) رسول الله ، فرأى ( 4 ) رأسه في حجر ابن عنه
علي ( عليه السلام ) .
فقال له : يا علي ، وأين الرجل ( الذي كان رأسي
في حجره ) ( 5 )
فقال له : يا رسول الله ، ما رأيت إلا دحية
الكلبي ، وقال له : وما قال لك عند
دخولك ؟
فقال : لما دخلت سلمت عليه فقال : وعليك السلام
ورحمة الله وبركاته يا أمير
المؤمنين .
فقال : ( هنيئا لك ) ( 6 ) يا علي ، فإنه كان
الروح الأمين أخي جبرئيل ، وهو أول من
سلم عليك بإمرة المؤمنين . ( 7 )
(
16 )
(
حديث علي قاتل اللات والعزى )
قال علي ( عليه السلام ) : دعاني رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ذات ليلة من الليالي ، وهي ليلة مدلهمة
فقال خذ سيفك وأرتق جبل أبي قبيس ، فمن رأيت على
رأسه فاضربه بهذا
السيف .
‹
صفحة 31 ›
فقصدت الجبل ، فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود ،
هائل المنظر ، كأن عيناه
جمرتان ، فهالني منظره ،
فقال لي : إلي يا علي ، فدنوت منه ، وضربته
بالسيف ، فقطعته نصفين ، فسمعت
الضجيج من بيوت مكة بأجمعها ثم أتيت إلى رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو بمنزل خديجة ،
فأخبرته الخبر
فقال : أتدري من قتلت يا علي ؟ فقلت : الله
ورسوله أعلم ، فقال : قتلت اللات
والعزى - والله - لا عادت عبدت أبدا . ( 1 )
(
17 )
(
حديث علي كاسر الأصنام )
وعنه ( عليه السلام ) ، قال : دعاني رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) - وهو بمنزل خديجة ( عليها السلام ) ذات ليلة فلما
صرت إليه ، قال : أتبعني يا علي ، فما زال يمشي
وأنا خلفه ، ونحن نخترق دروب ( 2 )
مكة ، حتى اتينا الكعبة ، وقد أنام الله كل عين
، فقال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ،
قلت : لبيك يا رسول الله .
قال : اصعد يا علي ، فوق كتفي وكسر الأصنام .
قلت : بل أنت يا رسول الله ، أصعد فوق كتفي وكسر
الأصنام ،
قال : بل أنت أصعد يا علي ، وانحنى ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) ، فصعدت فوق كتفه ، وأقلبت ( 3 )
الأصنام على وجوهها ،
ونزلت فخرجنا من الكعبة شرفها الله تعالى حتى
أتينا منزل خديجة ( عليها السلام )
فقال : يا علي أول من كسر الأصنام جدك إبراهيم (
عليه السلام ) ثم أنت يا علي ، آخر من
‹
صفحة 32 ›
كسرها .
قال : فلما أصبح أهل مكة وجدوا الأصنام منكسة ،
مقلوبة على رؤوسها .
فقالوا : ما فعل هذا بآلهتنا إلا محمد وابن عمه
، ثم لم يقم بعدها في الكعبة
صنم ( 1 ) .
(
18 )
(
حديث اعتراف معاوية بفضائل علي )
قيل : دخل ضرار صاحب أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) على معاوية ابن أبي سفيان بعد
وفاته ( عليه السلام ) .
فقال له معاوية : يا ضرار ، صف لي عليا وأخلاقه
المرضية .
فقال ضرار : كان - والله - شديد القوى ، بعيد
المدى ( 2 ) ، ينفجر العلم من جوانبه ،
وتنطق الحكمة على لسانه ، فيقول فصلا ، ويحكم
عدلا ( 3 ) .
فاقسم بالله لقد شاهدته ليلة في محرابه وقد أرخى
الليل سدوله ( 4 )
وهو قائم يصلي ، قابض على لمته ( 5 ) يتململ
تململ السليم ( 6 ) ، ويأن أنين
الحزين يقول : يا دنيا ، إلي تشوقت ؟ غري غيري ،
( 7 ) فقد حان حينك ( 8 ) ، أجلك
‹
صفحة 33 ›
قصير ، وعيشك حقير ، وقليلك حساب ، وكثيرك عقاب
، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي
فيك ، آه من بعد الطريق ، وقلة الزاد .
قال معاوية : كان والله - أمير المؤمنين كذلك .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 33 - 37
وكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن امرأة ذبح
ولدها في حجرها .
قال : فما سمع معاوية ذلك ، بكى وبكى الحاضرون .
( 1 )
(
19 )
(
حديث علي أخو نبي الرحمة )
قيل : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه
صعد على منبر الكوفة ، وقيل : منبر البصرة - بعد
الظفر بأهلها .
وقال : أقول قولا لا يقوله أحد غيري إلا كان
كافرا :
أنا أخو نبي الرحمة ، وابن عنه ، وزوج ابنته ،
وأبو سبطيه .
فقام إليه رجل من أهل البصرة .
وقال :
أنا أقول مثل قولك هذا ، أنا أخو رسول الله ،
وابن عمه ، ثم لم يتم كلامه حتى
أخذته الرجفة ، وما زال يرجف ، حتى سقط ميتا
لعنه الله ( 2 ) .
(
20 )
(
حديث سلوني قبل أن تفقدوني )
وعنه ( عليه السلام ) : أنه كان ذات يوم على
منبر البصرة ، إذ قال : أيها الناس سلوني قبل أن
تفقدوني ، اسألوني عن طرق السماء ، فإني أعرف
بها من طرق الأرض
‹
صفحة 34 ›
فقام إليه رجل من وسط القوم ، فقال له : أين
جبرئيل ( عليه السلام ) في هذا الساعة ؟
فرمق ( 1 ) بطرفه إلى السماء ، ثم رمق إلى
المغرب ، ثم لم يخل موضعا ، فالتفت إليه
فقال له : يا ذا الشيخ ، أنت جبرئيل فصفق طائرا
من بين الناس .
فضج من ذلك الحاضرون ، وقالوا : نشهد أنك خليفة
رسول الله حقا حقا ( 2 ) .
(
21 )
(
حديث علي خير الأوصياء )
ومما رواه مقاتل بن سليمان ، قال : قال جعفر بن
محمد الصادق ( عليه السلام ) قال : إنه كان
وصي آدم : شيث بن آدم هبة الله ، وكان وصي نوح :
سام ،
وكان وصي إبراهيم : إسماعيل ، وكان وصي موسى :
يوشع بن نون ،
وكان وصي داود : سليمان ، وكان وصي عيسى : شمعون
،
وكان وصي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خير الأوصياء . ( 3 )
(
22 )
(
حديث علي الكوكب الدري )
قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار البداودي ، عن
زيد بن حارث ، عن سليمان
الأعمش ، عن إبراهيم بن الحسين ، عن أبيه "
رحمة الله عليه " ، [ عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) ] ( 4 )
قال : بينما أنا بين يدي رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) ، إذ قام وركع وسجد شكرا لله تعالى ،
وقال : يا جندب ، من أراد أن ينظر إلى آدم في
علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى
إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى
عيسى في سياحته ، وإلى أيوب في
‹
صفحة 35 ›
بلائه وصبره فلينظر إلى هذا الرجل المقبل الذي
هو كالشمس ، والقمر الساري ،
والكوكب الدري أشجع الناس قلبا ، وأسماهم كفا ،
فعلى مبغضه لعائن الله والملائكة
والناس أجمعين .
قال : فالتفت الناس تنظر أنه من هذا المقبل ،
فإذا هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 1 )
(
23 )
(
حديث خولة الحنفية )
قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد المدني
، قال : حدثني الحسين بن عبد
الله البعرمي بالبصرة ، قال : حدثني عبد الله بن
هشام ، عن الكلبي ، قال : حدثني
مهران بن مصعب المكي ،
قال : كنا عند ( أبي العباس بن ) ( 2 ) سابور
المكي ( 3 ) فأجرينا حديث أهل الردة ،
فذكرنا خولة الحنفية ، ونكاح أمير المؤمنين (
عليه السلام ) لها .
فقال : أخبرني عبد الله بن الخير الحسيني ، قال
:
بلغني أن الباقر ( عليه السلام ) قد كان جالسا
ذات يوم ، إذ جاءه رجلان ،
فقالا : يا أبا جعفر ( الست القائل ) ( 4 ) أن
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يرض بإمامة من
تقدمه ؟
قال : بلى فقالا له : هذه خولة الحنفية نكحها من
سبيهم ، ولم يخالفهم على أمرهم
مدة حياتهم .
‹
صفحة 36 ›
فقال الباقر ( عليه السلام ) : من فيكم يأتيني
بجابر بن عبد الله محجوبا قد كف بصره ،
فحضر وسلم على الباقر ( عليه السلام ) ، فسلم
عليه وأجلسه إلى جانبه ،
وقال له يا جابر ، عندي رجلان ذكر أن عليا (
عليه السلام ) رضي بإمامة من تقدمه ، فسألهما
ما الحجة في ذلك ؟
فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر ، حتى أخضلت
لحيته بالدموع .
ثم قال : والله يا مولاي ، إني خشيت أن أفارق
الدنيا ، ولا أسأل عن هذه المسألة ،
وإني والله قد كنت جالسا إلى جنب أبي بكر ، وقد
أتت حنفية مع هاني بن نويرة من
قبل خالد بن الوليد ، وبينهم جارية مراهقة ،
فلما دخلت المسجد ، قالت : أيها الناس
ما فعل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قالوا : قبض .
قالت : فهل له بنية نقصدها ؟
فقالوا : نعم هذه تربته وبنيته ، فنادت وقالت :
السلام عليك يا رسول الله ، أشهد
أنك تسمع كلامي ، وتقدر على رد جوابي وإنا سبينا
من بعدك ونحن نشهد أن لا إله
إلا الله ، وأنك محمد رسول الله .
فجلست ، ووثب رجلان من المهاجرين والأنصار :
أحدهما ، طلحة ، والآخر :
الزبير ، وطرحا عليها ثوبيهما .
فقالت : ما بالكم يا معاشر العرب ، تصونون
حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم ؟
فقيل لها : لأنكم قلتم : لا نصلي ( ولا نصوم ) (
1 ) ولا نزكي
فقالت : ليس الأمر على ما زعمتم ، إنما قلنا :
إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يبعث كل سنة
رجلا يأخذ منا صدقاتنا من الأغنياء من جملتنا ،
يفرقها على فقرائنا .
فافعل أنت كذلك
فقال الرجلان اللذان طرحا عليها ثوبيهما : إنا
لغالون في ثمنك .
‹
صفحة 37 ›
فقالت : أقسمت بالله ، وبمحمد رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، أن لا يملكني ويأخذ برقبتي ( 1 )
إلا من يخبرني بما رأت أمي ، وهي حاملة بي ؟ وأي
شئ .
قالت لي عند ولادتي وما العلامة التي بيني
وبينها ؟ وإلا ما يملكني منكم إلا من
يخبرني بذلك ، وإلا بقرت بطني بيدي ، فيذهب
بثمني ويطالب بدمي .
فقالوا لها : ( أبدي رؤياك ، حتى نذكرها ، ونقول
بعبارتها ) ( 2 )
فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا مني
وبالعبارة من الرؤيا .
فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما ، وجلسا ، فدخل أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) .
وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، امرأة ( حنفية )
حرمت ثمنها على المسلمين ،
وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي
حاملة بي ، والعبارة يملكني
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما ادعت
باطلا ، أخبروها تملكوها .
فقالوا : يا أبا الحسن ، ما فينا من يعلم الغيب
، أما علمت أن ابن عمك رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قبض وأن
أخبار السماء قد انقطعت من بعده .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبرها ،
أملكها بغير اعتراض ( منكم ) ( 3 ) قالوا : نعم .
قال ( عليه السلام ) : يا حنفية ، أخبرك وأملكك
؟
فقالت : من أنت أيها المجترئ دون أصحابه ؟
فقال : علي بن أبي طالب فقالت : لعلك الرجل الذي
نصبه لنا رسول الله ( صلى الله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 37 - 42
عليه وآله وسلم ) في
صبيحة يوم الجمعة في غدير خم ، علما للناس ؟
فقال : أنا ذلك الرجل .
فقالت : من أجلك أصبنا ، ومن نحوك قصدنا ، لأن
رجالنا قالوا : لا نسلم صدقات
أموالنا ، ولا طاعة نفوسنا إلا لمن نصبه محمد
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فينا وفيكم علما
‹
صفحة 38 ›
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن أجركم
غير ضائع ، وإن الله يؤتي كل نفس ما عملت من
خير
ثم قال : يا حنفية ، ألم تحمل بك أمك في زمان
قحط ، حيث منعت السماء قطرها ،
والأرض نباتها ، وغارت العيون والأنهار .
حتى أن البهائم كانت تريد مرعى ، فلا تجد شيئا ،
وكانت أمك تقول :
إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك فلما كان بعد
تسعة أشهر ، رأت في منامها
بأنها وضعتك ، وأنها تقول :
إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك ، وكأنك تقولين
يا أم ، لا تنظرين لي فإني
حمل مبارك ، أنشأ منشأ مباركا صالحا ،
ويملكني سيد أرزق منه ولدا ، يكون لحنفية عزا .
فقالت : صدقت . فقال ( عليه السلام ) : إنه كذلك
، وبه قد أخبرني ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
فقالت : ما العلامة التي بيني وبين أمي ؟
فقال لها : لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح
من نحاس ، وأودعته عتبة
الباب .
فلما كان بعد حولين عرضته عليك ، فأقررت به ،
فلما كان بعد ست ( 1 ) سنين ،
عرضته عليك .
فأقررت به ثم جمعت بينك وبين اللوح ، وقالت لك :
يا بنية ، إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ، وناهب
لأموالكم ، وسالب لذراريكم
فسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك ، واجتهدي أن
لا يملكك من الجماعة إلا
من يخبرك بالرؤيا ، وبما في هذا اللوح .
قالت : صدقت يا أمير المؤمنين ، فأين اللوح ؟
‹
صفحة 39 ›
قال : هو في عقيصتك ، ( 1 ) فعند ذلك دفعت اللوح
إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فملكها
-
والله - يا أبا جعفر ، بما ظهر من حجته ، وبين من بينته .
فلعن الله من اتضح له الحق ، وجحد حقه ، وجعل
بينه وبين الحق سترا . ( 2 )
(
24 )
(
حديث النبي علم علي ألف باب من العلم )
وعن عبد الله بن العباس ( رضي الله عنه ) ، قال
: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : علمني رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ألف باب من
العلم ، ففتح لي من كل باب ألف باب .
قال : فبينما أنا معه ( عليه السلام ) يدي في
يده ، وقد أرسل ولده الحسن ( عليه السلام ) إلى الكوفة ،
ليستنفر أهلها ويستعين بهم من حرب الناكثين من
أهل البصرة .
قال لي : يا بن عباس ، قلت : لبيك يا أمير
المؤمنين .
قال : سوف يأتي ولدي الحسن ( عليه السلام ) في
هذا اليوم ، ومعه عشرة آلاف فارس
وراجل ، لا ينقص فارس ولا يزيد فارس
قال ابن عباس : فلما وصلنا ( 3 ) الحسن ( عليه
السلام ) بالجند ، لم يكن لي همة إلا مسألة
الكتاب كم ( 4 ) كمرآة الجند ؟ قال لي : عشرة
آلاف فارس وراجل لا يزيد فارس ولا
ينقص فارس .
فعلمت أن ذلك العلم من تلك الأبواب ( التي ) ( 5
) علمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 6 )
‹
صفحة 40 ›
(
25 )
(
حديث أم علي هي أم النبي )
قيل : لما كانت فاطمة بنت أسد ( 1 ) والدة أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) أقبل علي ( عليه السلام ) ، وهو
باك ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ما يبكيك ؟ لا أبكى الله لك عينا .
فقال : توفيت والدتي يا رسول الله
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بل
والدتي يا علي
فقد كانت تجوع أولادها وتشبعني ، وتشعث أولادها
وتدهنني ، والله لقد كانت
في دار أبي طالب نخلة ، وكانت تسابق إليها من
الغداة ، لتلتقط ما يقع منها في الليل ،
وكانت تأمر جاريتها فتلتقط ما يقع من الغلس ( 2
) ، ثم تجنيه رضي الله عنها
فإذا خرج بنو عمي ، تناولني ذلك .
ثم نهض ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخذ في
جهازها ، وكفنها بقميصه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وكان في حال تشييع جنازتها يرفع قدما ، ويتأنى
في رفع الأخرى ، وهو حافي
القدم .
فلما صلى عليها ، كبر سبعين تكبيرة ثم لحدها في
قبرها بيده الكريمة ، بعد أن نام
في قبرها ، ولقنها الشهادتين .
فلما أهيل ( 3 ) عليها التراب ، وأراد الناس
الانصراف ، جعل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لها :
ابنك ، ابنك ، لا جعفر ، ولا عقيل
فقالوا : يا رسول الله ، فعلت فعلا ما رأينا
مثله قط مشيك حافي القدم ، وكبرت
سبعين تكبيرة ، ونومك في لحدها ، وقميصك عليها ،
وقولك لها : ابنك ، ابنك لا
‹
صفحة 41 ›
جعفر ، ولا عقيل .
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فأما التأني
في وضع أقدامي ورفعها في حال تشييع الجنازة ، فلكثرة
ازدحام الملائكة ، وأما تكبيري سبعين تكبيرة ،
فإنها صلى عليها سبعون صفا من
الملائكة .
وأما نومي في لحدها ، فإني ذكرت لها في أيام
حياتها ضغطة القبر .
فقالت : وا ضعفاه ، فنمت في لحدها لأجل ذلك ،
حتى كفيتها ذلك .
وأما تكفينها بقميصي فإني ذكرت لها حشر الناس
عراة
فقالت : وا سوأتاه ، فكفنتها به لتقوم يوم
القيامة مستورة .
وأما قولي لها : ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل
فإنها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها
فقالت : الله ربي ، فقالا لها من نبيك ؟
فقالت : محمد نبيي ، فقالا لها : من وليك وإمامك
؟ فاستحيت أن تقول : ولدي
فقلت لها : قولي ابنك علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) ، فأقر الله بذلك عينها . ( 1 )
(
26 )
(
حديث إخبار علي بموت ميثم )
قيل " كان مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) يخرج من الجامع بالكوفة ،
فيجلس عند ميثم التمار رحمه الله ، فيحادثه ،
فقال له ذات يوم : ألا أبشرك يا ميثم ؟ فقال :
بماذا يا مولاي ؟
قال : بأنك تموت مصلوبا قال : يا مولاي ، وأنا
على فطرة الاسلام ؟
فقال : نعم يا ميثم .
‹
صفحة 42 ›
ثم قال له يا ميثم : تريد أريك الموضع الذي تصلب
فيه ، والنخلة التي تعلق عليها ،
وعلى جذعها ؟ .
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، فجاء به إلى رحبة
الصيارفة .
وقال له : ها هنا ، ثم أراه النخلة
قال له : على جذع هذه فما زال ميثم ( رضي الله
عنه ) يتعاهدها ويصلي عندها حتى
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 42 - 46
قطعت ،
وشقت نصفين ، ( فنصف تنصف منها ) ( 1 ) وبقي
النصف الآخر ،
فما زال يتعاهد ( هذا ) النصف ، ويصلي في الموضع
ذلك ويقول لبعض جيران
الموضع : يا فلان ، إني أريد أن أجاورك عن قريب
، فأحسن جواري .
فيقول ذلك الرجل في نفسه : يريد ميثم يشتري دارا
في جواري ، فيقول ذلك
الرجل في نفسه ، ولا يعلم ما يقول ، حتى قبض
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وظفر معاوية بأصحابه ، فأخذ ميثم فيمن أخذ وقبض
، وأمر معاوية بصلبه ،
فصلب على ذلك الجذع ، في ذلك المكان .
فلما رأى ذلك الرجل أن ميثم قد صلب في جواره .
قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .
ثم أخبر الناس بقصة ميثم ، وما قال له في حياته
، وما زال ذلك الرجل يكنس
تحت الجذع ، ويبخره ، ويصلي عنده ، ويكثر ( 2 )
الرحمة عليه ( رضي الله عنه ) ( 3 ) .
(
27 )
(
حديث بيت علي من بيوت الأنبياء )
ومما رواه ابن عباس ( رضي الله عنه ) : قال :
كنت في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
وقد قرأ القارئ : * ( في بيوت أذن الله أن ترفع
ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها
‹
صفحة 43 ›
بالغدو والآصال ) * ( 1 )
فقلت : يا رسول الله ، ما البيوت ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بيوت
الأنبياء ، وأومأ بيده إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) . ( 2 )
(
28 )
(
حديث تسمية أمير المؤمنين قبل خلق آدم )
وعنه ( رضي الله عنه ) : وقد أقبل علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) ، فقيل : يا رسول الله ، جاء أمير
المؤمنين .
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن عليا سمي
أمير المؤمنين قبلي .
قيل : يا رسول الله ، قبلك ؟ قال : وقبل عيسى
وموسى ( عليهم السلام ) .
قال : وقبل سليمان بن داود ( عليهم السلام ) ،
ولم يزل يعد الأنبياء إلى آدم ( عليه السلام ) .
ثم قال إنه لما خلق الله آدم طينا ، خلق بين
عينيه درة ( 3 ) تسبح الله وتقدسه .
قال الله سبحانه وتعالى : لا سكنك رجلا أجعله
أمير الخلق أجمعين ،
فلما خلق الله علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
أسكن الدرة فيه ، فسمي أمير المؤمنين قيل
خلق آدم ( عليه السلام ) ( 4 ) .
(
29 )
(
حديث إخبار علي ابن ملجم بقتله )
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما بايعه
ابن ملجم - لعنه الله - قال له : بالله إنك غير
‹
صفحة 44 ›
وفي ( 1 ) ببيعتي ، ولتخضبن هذه من هذا - وأشار
بيده إلى كريمته ، وكريمه .
فلما هل شهر رمضان جعل يفطر ليلة عند الحسن (
عليه السلام ) وليلة عند الحسين ( عليه السلام ) قال :
فلما مضت بعض الليالي ،
قال : كم مضى من شهر رمضان ؟ قالوا له كذا وكذا
يوم ، فقال لهما : في العشر
الأواخر تفقدان أباكما . فكان كما قال ( عليه
السلام ) . ( 2 )
(
30 )
(
حديث علي وصي خاتم الأنبياء )
ومن فضائله ( عليه السلام ) : أنه لما سار إلى
صفين أعوز أصحابه الماء ، فشكوا إليه ( عليه السلام ) .
فقال لهم سيروا في هذه البرية ، فاطلبوه ،
فساروا يمينا وشمالا وطولا وعرضا ، فلم
يجدوا ماء ،
فوجدوا صومعة فيها راهب فنادوه وسألوه عن الماء
، فذكر أنه يجلب له في كل
أسبوع مرة واحدة .
فرجعوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
وأخبروه بما قال الراهب . فقال ( عليه السلام ) : الحقوني
فسار غير بعيد ، وقال : احفروا هاهنا . فحفروا
فوجدوا صخرة عظيمة .
فقال : اقبلوها تجدوا الماء تحتها ، فتقدم إليها
أربعون رجلا ، فلم يحركوها
فقال ( عليه السلام ) : إليكم عنها ، فتقدم ،
وحرك شفتيه بكلام لم يعلم ما هو
ثم دحاها على الهوى كالكرة في الميدان ، قال
الراهب : وهو ناظر إليه ، ومشرف
عليه من أنت يا فتى ؟ فنحن عندنا في كتبنا : أن
هذا الدير بني على هذه العين
وأنها لا يعلم بها إلا نبي أو وصي نبي .
ثم قال : أيهما أنت ؟ قال : أنا وصي خير
الأنبياء ، أنا وصي سيد الأنبياء
‹
صفحة 45 ›
أنا وصي خاتم الأنبياء ، أنا ابن عم قائد الغر
المحجلين ، أنا علي بن أبي طالب أمير
المؤمنين .
فلما سمع الراهب كلام أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) نزل من أعلى الصومعة ، وخرج وهو
يقول : مد يدك .
فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول
الله ، وأنك علي بن أبي طالب ولي
الله ، ووصيه وخليفته من بعده .
وشرب المسلمون من العين ، وماؤها أبرد من الثلج
، وأحلى من العسل وامتاروا
منه ، وسقوا خيولهم ، وملأوا رواياهم
ثم أعاد ( عليه السلام ) الصخرة إلى موضعها ، ثم
أرتحل عن العين ، وراحوا إلى ديارهم . ( 1 )
(
31 )
(
حديث قضاء علي في خلافة عمر )
قال : أخبرنا الواقدي ، عن جابر ، عن سلمان
الفارسي ( رضي الله عنه )
قال : جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع ، فقال
له إن أمي جحدت حقي من
ميراث أبي ، وأنكرتني
وقالت : لست بولدي .
فأحضرها ، وقال لها : لم جحدت حق ولدك ، هذا
الغلام وأنكرته ؟
قالت : إنه كاذب في زعمه ، ولي شهود بأنني بكر
عاتق ( 2 ) ما عرفت بعلا
وكانت قد أرشت ( 3 ) سبع نسوة ، كل واحدة عشرة
دنانير ليشهدن لها بأنها بكر ولم
تتزوج ولا عرفت بعلا .
قال عمر : أين شهودك ، فأحضرتهن بين يديه ، فقال
: ما تشهدن ؟ قلن : نشهد أنها
‹
صفحة 46 ›
بكر ! ولم يمسها بعل ولا ذكر
قال الغلام : بيني وبينها علامة أذكرها لها ،
عسى أن تعرف ذلك .
قالت له : قل ما بدا لك . فقال الغلام : قد كان
والدي شيخ سعد بن مالك يقال له :
ابن الحارث المزني
وولدت في عام شديد المحل ( 1 ) ، وبقيت عامين كاملين
أرضع من شاة ثم إنني
كبرت ، وسافر والدي في تجارة مع جماعة ، فعادوا
ولم يعد والدي معهم ، فسألتهم
عنه
فقالوا : إنه درج ( 2 ) فلما عرفت والدتي الخبر
، أنكرتني وأبعدتني ، ( 3 ) وقد أضرتني
الحاجة .
فقال عمر : هذا مشكل ، ولا يحله إلا نبي أو وصي
نبي ، قوموا بنا إلى أبي الحسن ،
فمضى الغلام ، وهو يقول :
أين منزل كاشف الكروب عند علام الغيوب ؟ أين
خليفة هذه الأمة حقا ؟ فجاؤوا
به إلى منزل علي ( عليه السلام ) .
فقال : أين كاشف الكربات ، ومجلي المشكلات عن
هذه الأمة ؟
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 46 - 51
فقال علي ( عليه السلام ) : ما بك يا غلام ؟
فقال : يا علي ، أمي جحدت حقي ، وأنكرتني ميراث
أبي ، وأنكرت أني لم أكن
ولدها .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : أين قنبر ؟
فأجابه بالتلبية : لبيك لبيك .
قال : أمض وأحضر الامرأة أم الغلام في مسجد رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فمضى قنبر وأحضرها بين يدي الإمام ( عليه السلام
) ، فقال لها : ويلك لم جحدت ولدك ؟
‹
صفحة 47 ›
فقالت : يا أمير المؤمنين ، إني بكر ، ليس لي
ولد ، ولم يمسسني بشر .
فقال لها : لا تطيلين ( 1 ) الكلام ، فأنا ابن
عم بدر التمام ، أنا مصباح الظلام
أخبريني بقصتك ؟ قالت : يا مولاي ، أحضر قابلة
لتنظرني أنا بكر عاتق أم لا ؟
فأحضر قابلة أهل المدينة ، فلما خلت بها أعطتها
سوارا كان في عضدها ، وقالت
لها : اشهدي بأني بكر .
فلما خرجت القابلة من عندها ، قالت : يا أمير
المؤمنين ، إنها بكر .
فقال لها : كذبت ، قم يا قنبر ، الحق العجوز ،
وخذ منها السوار .
قال قنبر : فأخرجت السوار من كتفها ، فعندها ضج
الخلائق .
فقال ( عليه السلام ) : أسكتوا فأنا عيبة علم
النبوة ، ثم أحضر الجارية
وقال لها : يا جارية ، أنا عز الدين ، أنا زين
الدين ، وأنا قاضي الدين ، أنا أبو الحسن
والحسين ( عليهما السلام )
فإني أريد أن أزوجك من هذا الغلام المدعي عليك
فتقبلينه مني زوجا .
قالت المرأة : يا مولاي ، أتبطل شريعة محمد (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال لها : بماذا ؟ قالت : تزوجني بولدي كيف يكون
ذلك .
فقال الإمام : الله أكبر * ( جاء الحق وزهق
الباطل إن الباطل كان زهوقا ) * ( 2 )
وما كان هذا منك قبل هذه الفضيحة ؟ قالت : يا
مولاي ، خشيت على الميراث .
ثم قال لها : توبي إلى الله واستغفريه ثم إنه
أصلح بينهما ، وألحق الولد بوالدته
وبإرث أبيه ( 3 )
‹
صفحة 48 ›
(
32 )
(
حديث معجزة علي في الفرات )
ومما روي عنه ( عليه السلام ) : أنه كان جالسا
في جامع الكوفة ، فشكوا إليه زيادة الفرات
وطغيان الماء .
فنهض معهم ( عليه السلام ) ، وقصد الفرات ، ووقف
عليها بموضع ، يقال له : باب الروحة
وأخذ بيديه القضيب ، وحرك شفتيه بكلام لم نعلمه
، وضرب الماء بالقضيب ،
فهبط نصف ذراع ، فقال لهم : يكفي هذا ؟
فقالوا : لا يا أمير المؤمنين ، ثم ضربه ثانيا ،
فنقص ذراع .
فقال لهم : يكفي هذا ؟ قالوا : نعم يا أمير
المؤمنين فقال ( عليه السلام ) : وحق الذي فلق الحبة ،
وبرئ النسمة ، لو شئت لبينت لكم الحيتان في
قراره .
وهذا فضيلة لا يقدر عليها غيره . ( 1 )
(
33 )
(
حديث أويس القرني )
ومما ( 2 ) روي عن رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) : أنه كان يقول : تفوح روائح الجنة من قبل قرن ،
وا شوقاه إليك ، يا أويس القرني ، ألا ومن لقيه
فليقرئه عني السلام .
فقيل : يا رسول الله ، ومن أويس القرني ؟
‹
صفحة 49 ›
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنه إن غاب
عنكم لم تفقدوه ، وإن ظهر لكم لم تكترثوا به يدخل الجنة
في شفاعته مثل ربيعة ومضر .
يؤمن بي وما رآني ، ويقتل بين يدي خليفتي أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) في صفين بعد أن
يقاتل .
أيها الطاعن بقلبك ، فانظر بعقلك هذه الآيات
التي خصه الله بها ، ومعجزات
شرف الله بها لهذا الإمام دلالته عليه ، وهداية
إليه .
*
( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينه ) * ( 1 ) ( 2 )
(
34 )
(
حديث المقدسي )
ومما روي وورد من فضائله ( عليه السلام ) في
حديث المقدسي ما يغني سماعه عما سواه ،
وهو ما حكي لنا أنه كان رجل من أهل بيت المقدس ،
ورد إلى مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وهو حسن الثياب ، ( 3 ) مليح الصورة ، فزار حجرة
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وقد قصد المسجد ، ولم يزل ملازما له ، مشتغلا
بالعبادة صائم النهار ، وقائم الليل ،
وذلك في زمن خلافة عمر بن الخطاب .
حتى كان أعبد الخلق ، والخلق تتمنى أن تكون مثله
وكان عمر يأتي إليه ، ويسأله
أن يكلفه حاجة .
فيقول له المقدسي : الحاجة إلى الله تعالى ، ولم
يزل على ذلك حتى عزم الناس
على الحج .
فجاء المقدسي إلى عمر ، وقال : يا أبا حفص ، قد
عزمت على الحج ، وعندي أمانة
أحب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج .
‹
صفحة 50 ›
قال عمر : هات الوديعة فأحضر الشاب حقا من عاج ،
عليه قفل من حديد ، مختوم
بخاتم الشاب فتسلمه منه ،
وخرج الشاب مع الوفد ، وخرج عمر إلى مقدم الوفد
.
وقال : أوصيك بهذا الغلام ، وجعل عمر يودع الشاب
.
وقال للمقدم على الوفد : استوص بهذا المقدسي ،
وعليك به خيرا .
وكان في الوفد امرأة من الأنصار فما زالت تلاحظ
المقدسي وتنزل به حيث نزل .
فلما كان في بعض الأيام دنت منه فقالت : يا شاب
، إني لأرق لهذا الجسم الناعم
المترف كيف يلبس الصوف ؟
قال لها : يا هذه جسم يأكله الدود ، ومصيره إلى
التراب ، هذا له كثير .
قالت له : إني أغار على هذا الوجه المضئ تشعثه
الشمس .
فقال لها : يا هذه اتقي الله فقد أشغلتيني عن
عبادة الله .
فقالت له : لي إليك حاجة ، فإن قضيتها فلا كلام
، وإن لم تقضها فلا أنا بتاركتك
حتى تقضيها لي .
فقال : وما حاجتك ؟
قالت : حاجتي أن تواقعني ، فزجرها وخوفها الله
تعالى ، فلم يردعها بذلك .
فقالت : والله لئن لم تفعل ما آمرك به ، لأرمينك
في داهية من دواهي النساء
ومكرهن ، فلا تنجو منها .
فلم يلتفت إليها ، ولم يعبأ بكلامها .
فلما كان في بعض الليالي ، وقد سهر من كثرة
عبادة ربه ، ثم رقد في آخر الليل
وغلب عليه النوم ،
فأتته وتحت رأسه مزادة فيها زاده ، فانتزعتها من
تحت رأسه ، وطرحت فيها كيسا
فيه خمسمائة دينار ،
ثم أعادت المزادة تحت رأسه .
‹
صفحة 51 ›
فلما نزل الوفد ، قامت الملعونة ،
وقالت : أنا بالله وبالوفد ، أنا امرأة مسكينة ،
وقد سرقت نفقتي ومالي ، وأنا
مستجيرة بالله وبكم .
فجلس مقدم الوفد ، وأمر رجلين من المهاجرين أن
يفتشا الوفد .
ففتشا الوفد فلم يجدا شيئا في الوفد ، ولم يبق
أحد إلا وفتش رحله ، فأخبروا
مقدم الوفد بذلك ،
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 51 - 56
فقالت : يا قوم ، ما يضركم لو فتشتم رحل هذا
الشاب فله أسوة بالمهاجرين ، وما
يدريكم أن ظاهره مليح وباطنه قبيح ،
ولم تزل المرأة على ذلك ، حتى حملتهم على تفتيش
رحله ، فقصده جماعة من
بين الوفد ، وهو قائم يصلي ،
فلما رآهم أقبل عليهم وقال : ما بالكم وما
حاجتكم ؟
فقالوا له : هذه الامرأة الأنصارية ذكرت أنها قد
سرق لها نفقة كانت معها ، وقد
فتشنا رحال القوم بأسرها ، ولم يبق منهم غيرك .
نحن لا نتقدم إلى رحلك إلا بإذنك ، لما سبق
إلينا من وصية عمر فيما يعود إليك .
فقال : يا قوم ، ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم
، وهو واثق من نفسه . فلما نفض
المزاد التي فيها زاده ، فوقع منها الهميان .
فصاحت الملعونة : الله أكبر ، هذا والله كيسي
ومالي ، فيه كذا وكذا دينار ، وفيه
عقد من لؤلؤ وزنه كذا وكذا .
فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة .
فمالوا عليه بالضرب الوجيع والشتم ، وهو لا يرد
جوابا ، فسلسلوه وقادوه
راجلا ( 1 ) إلى مكة .
‹
صفحة 52 ›
فقال لهم : يا وفد الله ، بحق هذا البيت ما
تصدقتم علي وتركتموني أقضي الحج ،
وأشهد الله تعالى ورسوله بأني إذا قضيت عدت
إليكم ، وتركت يدي في أيديكم ،
فأوقع الله الرحمة في قلوبهم فأحلفوه .
فلما قضى مناسك الحج ، وما وجب عليه من الفرائض
عاد إلى القوم وقال لهم :
ها أنا قد عدت ( إليكم ) فتركوه ، ورجع الوفد
طالبا مدينة الرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
فأعوزت ( 1 ) تلك المرأة الملعونة الزاد في بعض
الطريق ، فوجدت راعيا فسألته الزاد ،
فقال لها : عندي ما تريدين ، غير أني لا أبيعه
فإن رأيت أن تمكنيني من نفسك ،
ففعلت ما طلب وأخذت منه زادا .
فلما انحرفت عنه اعترض لها إبليس وقال لها : يا
فلانة ، أنت حامل ؟ فقالت : ممن ؟
قال : من الراعي . فصاحت : وا فضيحتاه ، فقال
لها : لا تخافي مع رجوعك إلى
الوفد ، قولي لهم :
إني سمعت قراءة المقدسي ، فقربت منه فلما غلب
علي النوم ، دنا مني فواقعني ،
ولم أتمكن من الدفاع عن نفسي بعد وقد حملت وأنا
امرأة من الأنصار ، وخلفي
جماعة من أهل اليمن ( 2 ) .
ففعلت الملعونة ما أشار إليها به إبليس لعنه
الله ، فلم يشكوا في قولها لما عاينوا
من قبل أخذ المال من رحله ،
فعكفوا على الشاب المقدسي ، وقالوا : يا هذا ،
ما كفاك السرقة حتى فسقت بها ،
وأوجعوه ضربا وشتما وسبا ، وأعادوه إلى السلسلة
وهو لا يرد جوابا ، فلما قربوا من
المدينة خرج عمر ومعه جماعة من المهاجرين
والأنصار للقاء الوفد .
فلما قرب الوفد منه ، لم يكن له همة إلا السؤال
عن المقدسي فقال :
‹
صفحة 53 ›
يا أبا حفص ، ما أغفلك عن المقدسي ! فقد سرق
وفسق وقصوا عليه القصة ، فأمر
باحضاره بين يديه وهو مسلسل .
فقال : يا ويلك يا مقدسي ، تبطن فيك بخلاف ما
يظهر ، فضحك الله تعالى .
والله لأنكلن بك أشد النكال ، وهو لا يرد جوابا
.
واجتمع الخلق ، وازدحم الناس لينظروا ما يفعل به
.
وإذا بنور قد ( 1 ) سطع فتأملوه ، فإذا هو عيبة
علم النبوة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال : ما هذا الرهج ( 2 ) في مسجد رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن الشاب المقدسي
قد سرق وفسق .
فقال علي ( عليه السلام ) : والله ما سرق ، ولا
فسق ، ولا حج أحد غيره .
فلما سمع عمر كلامه ( 3 ) قام قائما على قدميه
وأجلسه موضعه ، فنظر إلى الشاب
المقدسي وهو مسلسل مطرق إلى الأرض ، والإمرأة
قاعدة .
فقال لها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا
مجلي المشكلات ، وكاشف الكربات .
ويلك قصي علي قصتك ، فأنا باب عيبة العلم فقالت
:
يا أمير المؤمنين ، إن هذا الشاب قد سرق مالي ،
وقد شاهده الوفد في مزادته ، وما
كفاه حتى كنت ليلة من الليالي قريبة منه
فاستغرقني بقراءته ، فدنا مني ووثب إلى
وواقعني ،
وما ملكت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة ،
وقد حملت منه .
فقال علي ( عليه السلام ) : كذبت يا ملعونة فيما
ادعيتيه .
يا أبا حفص ، إن هذا الشاب مجبوب ، ليس معه
إحليل ، وإحليله في حق من عاج .
ثم قال : يا مقدسي أين الحق ؟
‹
صفحة 54 ›
فعند ذلك رفع طرفه فقال : يا مولاي ، من علم
بذلك يعلم أين هو الحق ، ( 1 )
فالتفت علي ( عليه السلام ) إلى عمر ، وقال : يا
أبا حفص ، قم فهات وديعة الشاب .
فأرسل عمر فأحضر الحق بين يدي أمير المؤمنين (
عليه السلام ) ، ففتحوه فإذا فيه خرقة من
حريرة فيها إحليله ، فعند ذلك قال الإمام : قم
يا مقدسي فقام ، فقال : جردوه من أثوابه
لتحقق ( 2 ) من اتهمته بالفسق ، فجردوه من
أثوابه ، فإذا هو مجبوب ، فعند ذلك ضج
العالم ،
فقال لهم : اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخيرني بها
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
ثم قال : ويلك يا ملعونة ، اجتريت على الله
تعالى ، ويلك أما أتيت إليه ، وقلت له :
كيت وكيت ، فلم يجبك في ذلك فقلت : والله
لأرمينك في حيلة من حيل النساء ،
لا تنجو منها ؟
فقالت : بلى ، يا أمير المؤمنين ، كان كذلك ، ثم
قال ( عليه السلام ) : ثم إنك استنومتيه حتى نام
وتركت الكيس في مزادته ،
قالت : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال ( عليه
السلام ) : اشهدوا عليها . ثم قال : حملك هذا من
الراعي الذي طلبت منه الزاد ،
فقال لك : لا أبيع الزاد ، وهو كذا وكذا ، فقالت
: صدقت يا أمير المؤمنين ، فضج
الناس ، فسكتهم علي ( عليه السلام ) .
وقال لها : لما فارقت الراعي وقف لك شيخ صفته
كذا وكذا ، فناداك وقال لك : يا
فلانة ، أنت حامل من الراعي ، فصرخت وقلت : وا
سوأتاه ، فقال : لا بأس عليك قولي
للوفد :
إن المقدسي اشتهى مني وواقعني وقد حملت منه ،
فيصدقوك لما ظهر لهم من
‹
صفحة 55 ›
سرقته .
فقالت : نعم ، فقال الإمام أتعرفين ذلك الشيخ ؟
فقالت : لا .
فقال : ذلك إبليس لعنه الله ، فتعجب الناس من
ذلك ، فقال عمر :
يا أبا الحسن ، ما تريد أن تفعل بها ؟ فقال :
اصبروا حتى تضع حملها تجدوا من ترضعه يحفر لها
في مقابر اليهود ، وتدفن إلى
نصفها ، وترجم بالحجارة ففعل بها ذلك كما أمر
مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وأما المقدسي فلم يزل ملازما لمسجد رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أن توفي ( رضي الله عنه ) .
فعند ذلك قام عمر ، وهو يقول : لولا علي لهلك
عمر ثم انصرف الناس وقد
تعجبوا من حكومة علي ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
35 )
(
حديث السطل والمنديل )
ومن فضائله ( عليه السلام ) : أنه كان في بعض غزواته
وقد دنت الفريضة ، ولم يجد ماء يسبغ
منه الوضوء ، فرمق إلى السماء بطرفه ، والناس
قوام ينظرون ،
فنظر جبرئيل ( عليه السلام ) وميكائيل ، ومع
جبرئيل سطل فيه ماء ، ومع ميكائيل منديل .
فوضعا السطل والمنديل بين يدي أمير المؤمنين (
عليه السلام ) ، فسبغ من السطل الوضوء ،
ومسح وجهه الكريم بالمنديل .
فعند ذلك عرجا إلى السماء والخلق ينظر إليهما .
( 2 )
‹
صفحة 56 ›
(
36 )
(
حديث علي قسيم الجنة والنار )
ومما ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) : أنه قال :
أعطيت ثلاثا وعلي مشاركني فيها ، وأعطي علي
ثلاثا ولم أشاركه فيها ،
فقيل له : يا رسول الله وما هي الثلاث الذي
شاركك فيها علي ؟
فقال : لي لواء الحمد وعلي حامله ، والكوثر وعلي
ساقيه ، والجنة والنار وعلي
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 56 - 62
قسيمهما
أما الثلاث الذي أعطي علي ولم أشاركه فيها :
أعطي حموا مثلي ( 1 ) ، ولم أعط
مثله ، وأعطي فاطمة زوجته ، ولم أعط مثلها ،
وأعطي الحسن والحسين ، ولم أعط
ولدا مثلهما . ( 2 )
(
37 )
(
حديث مواساة النبي لعلي وفاطمة )
ومن فضائله ( عليه السلام ) : أنه كان هو وفاطمة
( عليهما السلام ) ، فدخل عليهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهما
يطحنان الجاورس ( 3 )
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيكما
أعيا ؟ فقال علي ( عليه السلام ) فاطمة يا رسول الله .
فقال لها : قومي يا بنية ، فقامت ، وجلس النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم ) موضعها مع علي ( عليه السلام ) ، فواساه
‹
صفحة 57 ›
في طحن الحب . ( 1 )
(
38 )
(
حديث في حب علي )
ومما روي في كتاب الفردوس من أخبار الجمهور رفع
إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
محذوف الأسانيد .
أنه قال : لو إجتمع على حب علي ( عليه السلام )
أهل الدنيا ما خلق الله النار . ( 2 )
(
39 )
(
حديث القضيب الأحمر )
وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : من أراد أن
يتمسك بالقضيب الأحمر المغروس في جنة عدن .
فليتمسك بحب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( 3 )
‹
صفحة 58 ›
(
40 )
(
حديث معجزة لعلي مع المغيرة بن شعبة )
ومن فضائله ( عليه السلام ) التي خصه الله بها :
أنه وفد المغيرة بن شعبة ، وهو قائم يصلي في
محرابه ، فسلم عليه ، فلم يرد ( عليه السلام ) ،
فقال له :
يا أمير المؤمنين ، السلام عليك ، فلم يرد علي (
عليه السلام ) .
قال : كأنك لم تعرفني ؟
فقال : بلى - والله - أعرفك ، كأني أشم منك
رائحة ( الغزل ) ( 1 )
فقام المغيرة يجر أذياله ، فقال جماعة من
الحاضرين بعد قيامه :
يا أمير المؤمنين ، ما هذا القول ؟ قال نعم ، ما
قلت فيه إلا حقا ، كأني والله أنظر إليه
وإلى أبيه ، وهما ينسجان ( مآزر ) ( 2 ) الصوف
باليمن ، فتعجب الناس من كلامه ، ولم
يكن أحد يعرف مما خاطبه علي ( عليه السلام ) وهي
معجزة لا يقدر عليها أحد غيره ( وألم
بها ) ( 3 ) سواه . ( 4 )
(
41 )
(
حديث معجزة علي في إظهار الكنز )
ومن مناقبه التي خصه الله بها دون غيره : ما
رواه من أثق به وهو عمار بن
ياسر ( رضي الله عنه ) .
قال : أتيت أمير المؤمنين ، فقلت : يا أمير
المؤمنين ، لي ثلاثة أيام أصوم
وأطوي ، ( 5 ) وما أملك ما أقتات به ، ( 6 )
ويومي هذا هو الرابع .
‹
صفحة 59 ›
فقال علي ( عليه السلام ) : اتبعني يا عمار ،
وطلع مولاي إلى الصحراء وأنا خلفه ، إذ وقف
بموضع فاحتفر ،
فظهر سطل مملوء دراهم ، فأخذ هو من تلك الدراهم
درهمين ، فناولني منهما
درهما واحدا ، وأخذ هو الآخر ،
فقال له عمار :
يا أمير المؤمنين لو أخذت من ذلك ما استغني به
وأتصدق به ما ذلك بمأثمة
فقال له : يا عمار ، لا تذكر ما بيننا هذا اليوم
ثم غطاه وودعه وانصرف عنه عمار
وغاب علي ( عليه السلام )
ثم عاد إلى أمير المؤمنين
فقال :
يا عمار ، كأنني بك وقد مضيت إلى الكنز تطلبه .
فقال : والله يا مولاي ، قصدت الموضع ، لآخذ من
الكنز شيئا ، فلم أر له أثرا .
فقال : يا عمار ، لما علم الله سبحانه وتعالى
أنه لا رغبة لنا في الدنيا أظهرها لنا .
ولما علم جل ثناؤه أن لكم إليها رغبة أبعدها
عنكم . ( 1 )
(
42 )
(
حديث علي مكتوب على ورق شجرة الجنة )
ومما ورد في كتاب " الفردوس " ، بحذف
الأسانيد ، والراوي له نقيب الهاشميين
تاج الدين ، يوم عيد الفطر سنة ( اثنين ) ( 2 ) وخمسين
وستمائة الهلالية بواسط .
قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) : لما عرج بي إلى السماء وعرضت علي الجنة ، وجدت
‹
صفحة 60 ›
على أوراق شجرة الجنة :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي بن أبي
طالب ولي الله ، الحسن والحسين
صفوة الله عليهم صلوات الله . ( 1 )
(
43 )
(
حديث معجزة لعلي )
ومن التجردات بواسط ( في التاريخ ) : عن الحسن
بن أبي بكر بن سلامة الفزاري
حيث ذهبت عينه اليمنى ، وكان عليه دين لشخص يعرف
بابن حنظلة الفزاري ، فألح
عليه في المطالبة وهو معسر ، فشكى حاله إلى الله
تعالى ، واستجار بمولانا أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) .
فلما كان في بعض الليالي ، رأى في منامه عز
الدين أبو المعالي أبي الطيب ( 2 )
(
ره ) ، ومعه رجل آخر ، فدنا منه وسلم عليه ، فرد ( عليه السلام ) ، وسأله عن الرجل
،
فقال له : هذا مولانا أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) فدنا ( الرجل ) من الإمام ،
وقال له : يا مولاي ، هذي عيني اليمنى قد ذهبت ،
فقال له : يردها الله الكريم عليك ، ومد يده
الكريمة إليها ، وقال : * ( قل يحييها
الذي أنشأها أول مرة ) * ( 3 ) فرجعت بإذن الله
تعالى ، وقد شاهد ذلك كل من كان
‹
صفحة 61 ›
بواسط والرجل موجود بها ( 1 ) .
(
44 )
(
حديث السفرجلة )
وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
، أنه قال : لما عرج بي إلى السماء أهدى إلى
جبرئيل ( عليه السلام ) سفرجلة ، فكسرتها فخرجت
منها حورية .
فقالت :
السلام عليك يا رسول الله ، فقلت : وعليك السلام
، من تكونين ؟
فقالت : إ ن الله سبحانه وتعالى خلقني من ثلاثة
أشياء فأولي من الكافور ، ووسطي
من ( العنبر ) . ( 2 ) وأخرى من المسك ، ووكلني
برسم خدمة ابن عمك علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) . ( 3 )
(
45 )
(
حديث في حب علي )
وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنه قال :
أخبرني جبرئيل ( عليه السلام ) ، أنه قال لي :
مثل حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مثل * (
قل هو الله أحد ) * في القرآن
فمن قرأها مرة واحدة ، كان له ثواب ثلث القرآن ،
ومن قرأها مرتين ، كان له ثواب
ثلثي القرآن ،
‹
صفحة 62 ›
ومن قرأها ثلث مرات ، كان له ثواب من قرأ القرآن
كله .
ومن أحبه بقلبه ولسانه وجميع جوارحه كلها ، كان
له ثواب أمتك كلها . ( 1 )
(
46 )
(
حديث اللوح المحفوظ )
وفي اللوح المحفوظ الذي نزل به جبرئيل ( عليه
السلام ) فيه ما ينفع المستبصرين ، وهو
محذوف الأسانيد يرفعه إلى جابر بن عبد الله
الأنصاري ( رضي الله عنه ) ، قال :
قال أبو بصير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال لجابر : لي
إليك حاجة متى يخف عليك أن أخلو بك ، فأسألك
عنها ؟
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن جبرئيل
القمي - ص 62 - 67
قال جابر : أي الأوقات أحببت يا مولاي ، فخلا به
أبو جعفر ( عليه السلام ) .
وقال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته
في يد أمي فاطمة ( عليها السلام ) ، وما
أخبرتك به في اللوح مكتوبا .
فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة
( عليها السلام ) في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
أهنئها بولادة الحسين ( عليه السلام ) .
فرأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنه زمردة مكتوب
بالنور الأبيض .
فقلت : بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ، ما هذا
اللوح ؟
فقالت : هذا أهداه الله إلى رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، فيه أسم أبي ، واسم بعلي ، وأسماء
ولدي ، وذكر الأوصياء من ولدي ، وأعطانيه أبي
يبشرني به ( 2 )
قال : فقلت لها : أريني يا بنت رسول الله ، قال
فأعطتنيه ، فقرأته ونسخته ، فقال أبو
جعفر ( عليه السلام ) :
يا جابر ، هل لك أن تعرضه علي ؟ فقال نعم يا بن
رسول الله ، فأنت أولى به مني .
‹
صفحة 63 ›
قال أبو جعفر : فمشينا إلى منزل جابر ( رضي الله
عنه ) ، وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) :
فأخرج لي صحيفة من رق فيها ما صورته : بسم الله
الرحمن الرحيم
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، لمحمد نبيه ونوره
، وسفيره ودليله ، نزل به
جبرئيل ( عليه السلام ) من عند رب العالمين ،
عظم يا محمد ، أسمائي ، وأشكر نعمائي ، ولا
تجحد آلائي .
أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي ،
أو خاف غير عذابي عذبته عذابا لا
أعذبه ( 1 ) أحدا من العالمين ،
فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل وإني لم أبعث نبيا
كملت أيامه ، وانقضت مدته ، إلا
جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت
وصيك على الأوصياء وعلى
الأولياء وأكرمتك بشبليك بعده حسن وحسين فجعلت
حسنا معدن علمي ، بعد
انقضاء مدة أبيه ، وحسينا خازن وحيي ، وأكرمته
بالشهادة ، وختمت له بالسعادة فهو
أفضل من استشهد في ، وأرفع الشهداء عندي درجة ،
فعلت كلمتي التامة معه ،
وحجتي البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ،
فأولهم :
علي بن الحسين زين العابدين ، وزين أوليائي
الماضين ، عليهم صلواتي أجمعين ،
فهم حبلي الممدود ، والذين يخلفهم رسولي في
موجود الكتاب ومعهم ، لا يفارقهم
ولا يفارقونه ، حتى يردوا الحوض عند رسولي في
اليوم الموعود ، وذلك يوم
مشهود . ( 2 )
‹
صفحة 64 ›
(
47 )
(
حديث ولاية علي )
ومن فضائله ( عليه السلام ) ، ما يرويه عمر بن
الخطاب : أنه قال :
كنا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) في مسجده ، وقد صلى بالناس صلاة الظهر ، واستند
إلى محرابه كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله ،
وأصحابه معه ، إذا نظر إلى السماء وأطال
النظر إليها ،
ونظر إلى الأرض وأطال النظر إليها ثم نظر سهلا
وجيلا .
فقال : معاشر المسلمين أنصتوا ، يرحمكم الله ،
واعلموا أن في جهنم واد يعرف
بواد الضباع ، وفي ذلك الوادي بئر ، وفي ذلك
البئر حية ، فشكت جهنم إلى الله تعالى
في كل يوم سبعين مرة ، ويشكو ذلك البئر حية .
فشكت جهنم من تلك الحية إلى الله سبعين مرة في
كل يوم .
فقيل : يا رسول الله ، لمن هذا العذاب المضاعف
الذي يشكو بعضه من بعض ؟
قال : هو لمن يأتي يوم القيامة ، وهو غير ملتزم
بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وهذا رجل صغير ، في زمن الخليفة في باب الحجر
وبين البدرية الشريفة وباب
الربى ( 1 ) .
(
48 )
(
حديث إقرار الأنبياء بإمامة علي )
وروى هذا الحديث الآخر بواسط ، يوم الثلاثاء
ثاني عشر من صفر سنة ثلاث
وخمسين وستمائة ، والناس بمجلسه ، يرويه عن ابن
عباس ( رضي الله عنه ) ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
لما عرج بي إلى السماء فلما وصلت إلى السماء الدنيا ،
قال لي جبرئيل ( عليه السلام ) : يا محمد ، (
صلى الله عليه وآله وسلم ) صل بملائكة السماء الدنيا ، فقد أمرت
‹
صفحة 65 ›
بذلك . فصليت بهم ، وكذلك في السماء الثانية ،
وفي الثالثة ، فلما صرت في السماء
الرابعة ، رأيت بها مائة ألف نبي وأربعة وعشرين
ألف نبي .
فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : تقدم وصل بهم .
فقلت : يا أخي ، كيف أتقدم بهم ومعهم أبي آدم ،
وأبي إبراهيم ؟
فقال :
إن الله قد أمرك أن تصلي بهم ، فإذا صليت بهم ،
فاسألهم بأي شئ بعثوا به في
وقتهم وفي زمانهم ؟ ولم نشروا قبل أن ينفخ الله
في الصور ؟
فقال : سمعا وطاعة لله ثم صلى بهم ( عليهم
السلام ) ( 1 ) ، فلما ( فرغ من صلاته ) ( 2 ) بهم .
قال لهم جبرئيل ( عليه السلام ) : يا أنبياء
الله ( بم ) بعثتم ؟ ولم نشرتم الآن ؟
فقالوا بلسان واحد :
بعثنا ونشرنا لنقر لك يا محمد ، بالنبوة ، ولعلي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمامة . ( 3 )
(
49 )
(
حديث في ولاية علي )
وسئل ولد القاروني ( 4 ) يوما عن قوله تعالى : *
( وقفوهم أنهم مسؤلون ) * ( 5 ) فقال :
يا هذا الرجل ، ما هذا موضع هذه المسألة .
فقال : لا بد من تفسيرها ، لأنا نؤدي فيها
الأمانة .
فقال له : أعلم إذا كان يوم القيامة يحشر الخلق
حول الكرسي كلا على طبقاتهم ،
الأنبياء ، والملائكة المقربين ، وسائر الأوصياء
فيؤمر الخلق بالحساب ، فينادي الله عز
‹
صفحة 66 ›
وجل : * ( وقفوهم إنهم مسئولون ) * عن ولاية علي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال له نعم ، ومحمد رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) يسئل عن ولايته ( عليه السلام ) ،
فقال له : نعم ، ومحمد ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) يسأل عن ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 1 ) .
(
50 )
(
حديث صحيفة المؤمن حب علي )
وعن أنس بن مالك ، قال : سمعت بأذني هاتين وإلا
صمتا :
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول
في حق علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) :
عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن أبي طالب ( عليه
السلام ) . ( 2 )
(
51 )
(
حديث علي أمير المؤمنين على لسان جبرئيل )
وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ، أنه قال : كان
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيته ، فغدا علي ابن أبي
طالب ( عليه السلام ) ، وكان يحب أن لا يسبقه
أحد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
‹
صفحة 67 ›
فدخل وإذا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في
صحن داره ، وإذا برأسه الكريم في حجر دحية
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 67 - 72
الكلبي .
فقال علي ( عليه السلام ) : السلام عليك ، كيف
أصبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال : بخير يا أخا رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) ، فقال علي ( عليه السلام ) : جزاك الله عنا خيرا أهل البيت
فقال دحية الكلبي : إنني أحبك ولك عندي فرحة
أزفها إليك :
أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، أنت
سيد ولد آدم ما خلا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، وأنت وشيعتك يوم
القيامة في حزب آمن .
قد أفلح من والاك ، وخسر من تخلى عنك محب محمد
محبك ، ومبغض محمد
مبغضك ، لا ينال شفاعة محمد من عاداك ، ادن مني
يا صفوة الله ، فأنت أحق مني
برأس أخيك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) .
فأخذ برأس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
ووضعه في حجره ، فاستيقظ رسول الله ، وقال : ما هذه
الهمهمة ؟
فأخبره الحديث قال : يا علي ، لم يكن دحية
الكلبي بل هو جبرئيل ( عليه السلام ) ، سماك
بما سماك به الله عز وجل .
وقد أمر بمحبتك في صدور المؤمنين ، وببغضك في
صدور الكافرين ( 1 )
(
52 )
(
حديث في حب علي وبغضه )
وروي عن جعفر بن محمد ، عن نصر الخدري ( 2 ) ، -
يرفعه - عن عامر بن
وائلة ( 3 ) ، قال : حدثني علي ( عليه السلام )
في هذا المكان ، وقال :
‹
صفحة 68 ›
يا أبا الطفيل ، والله لو ضربت ( 1 ) المؤمن
بهذا ، أوفي هذا ، ما بغضني ، ولو أخذت
المنافق فنثرت عليه ذهبا حتى أغمره ما أحبني
ابدا ( 2 ) .
(
53 )
(
حديث علي خليفتي من بعدي )
وعن تمام بن العبدي ( 3 ) قال : بينما عبد الله
بن عباس ( رضي الله عنه ) يحدث الناس على
شفير زمزم إذ جاءه رجل فقال : يا بن عباس ،
ما تقول فيمن يقول : لا إله إلا الله ، ثم لم
يكفر بصوم ولا بصلاة ولا حج ولا قبلة
ولا جهاد ؟
فقال له ابن عباس : ويحك اسأل عما يعنيك ، ودع
عما لا يعنيك
فقال له الرجل : ما جئت إلا بهذا الأمر .
قال : فمن أين الرجل ؟ قال : من أهل الشام
ثم قال له : أخبرني بما سألتك عنه ، فقال له :
ويحك اسمع مني إن مثل علي ابن
أبي طالب ( عليه السلام ) كمثل موسى بن عمران (
عليه السلام ) ، إذ آتاه الله التوراة ، وظن أنه قد
‹
صفحة 69 ›
استوعب ( 1 ) العلم كله ، حتى صحب الخضر ( عليه
السلام ) .
وإن الخضر ( عليه السلام ) قتل الغلام وكان قتله
لله رضى ، ولموسى سخطا ، وخرق السفينة
وكان خرقها لله فيه رضى ولموسى سخطا .
وإن عليا قتل الخوارج وكان قتلهم لله رضى ، لأهل
الضلال سخطا .
اسمع مني ما أقول : إن رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) تزوج زينب بنت جحش ، فأولم وليمة
وكان يدخل عليه عشرة عشرة ، فلبث بعدها أياما
وتحول إلى بيت أم سلمة ( رض )
فجاء علي ( عليه السلام ) فسلم بالباب
فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
: إن بالباب رجلا ليس بالخرق ( 2 ) ولا بالنزق ( 3 ) ولا
(
بالعجول ) ( 4 ) يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ،
قومي يا أم سلمة ، فافتحي له الباب ، فقامت أم
سلمة مجيبة لرسول الله ، وقالت :
من ذا الذي بلغ حظه حتى أقوم إليه واستقبله بمحاسني
ومعاصمي ( 5 )
فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
كالمغضب : من يطع الرسول فقد أطاع الله ، قومي
فافتحي له الباب فقامت ففتحت له الباب ، قال :
وأخذ بعضدي الباب حتى لم يسمع
لها حسيسا ، وعلم أنها وصلت مخدعها ( 6 ) .
فدخل عند ذلك ، فقال : السلام عليك يا رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فقال : وعليك السلام
ورحمة الله وبركاته ، يا قرة عيني . فقال لها :
يا أم سلمة ، اشهدي له أنه خليفتي
ووصيي وأنه وولديه قرة عيني وريحانتي من الدنيا
. يا أم سلمة أما تعرفيه ؟ فقالت
‹
صفحة 70 ›
بلى ، يا رسول الله ، هذا علي ابن أبي طالب .
فقال : يا أم سلمة ، إنه خليفتي على أهلي ،
واشهدي أن لحمه لحمي ، ودمه دمي ،
اشهدي يا أم سلمة ، أنه أول من يرد الحوض علي ،
وأنه إمام المتقين ، وأنه وليي في
الدنيا والآخرة ، واشهدي يا أم سلمة ، أنه يقتل
الناكثين والقاسطين والمارقين ، وأنه
خليفتي من بعدي ( 1 ) .
(
54 )
(
حديث علي أخي ووصي )
وعن عبد الله بن الحارث - يرفعه - إلى عبد الله
بن العباس ( رضي الله عنه ) ، عن علي ( عليه السلام ) ،
قال : قال ( رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ) ( 2 ) .
يا بني عبد المطلب قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة
.
فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي
ووصي وخليفتي فيكم ؟
فأحجم القوم عنه جميعا .
فقلت : يا نبي الله ، أنا أوازرك عليه .
فأخذ برقبتي ، وقال : أنت أخي ، ورضيي وخليفتي ،
فيكم علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
فاسمعوا له وأطيعوا . ( 3 )
(
55 )
(
حديث عقاب من أبغض علي )
‹
صفحة 71 ›
وعن عبد الله بن مسعود ، عن أبي عبد الدار ، قال
: حدثني عيسى بن عبد الله
مولى تميم شيخ من قريش من بني هاشم ، قال : رأيت
رجلا بالشام قد اسود وجهه
وهو يغطيه .
فسألته : ما سبب ذلك ؟ قال : نعم ، قد جعلت لله
على أن لا يسألني أحد عن ذلك
إلا أخبرته .
قلت : نعم ، فأخبرني . قال : كنت شديد الوقيعة
في علي ( عليه السلام ) ، كثير الذكر له ، قال :
فبينما أنا ذات ليلة من الليالي نائم ، إذ أتاني
آت في منامي .
وقال لي : أنت صاحب الوقيعة في علي ابن أبي طالب
( عليه السلام ) .
فقلت : بلى ، فضرب وجهي ، فقال : سوده الله
فاسود ، كما ترى ( 1 ) .
(
56 )
(
حديث علي على ناقة من نوق الجنة )
روي عن ابن عباس - يرفعه - إلى سلمان الفارسي (
رضي الله عنه ) ، قال :
كنت واقفا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) أسكب الماء على يديه ، إذ دخلت
فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي فوضع النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم ) يده على رأسها ، وقال : ما يبكيك ؟ لا أبكى
الله عينك يا حورية .
قالت : مررت على ملأ من نساء قريش وهن مخضبات ،
فلما نظرن إلى وقعن في ،
وفي ابن عمي .
قال : فما سمعت منهم ؟ قالت : قلن : عز على محمد
أن يزوج ابنته برجل ، إلا فقير
قريش ، وأقلهم مالا فقال لها : يا بنية ، ما
زوجتك بل زوجك ، الله تعالى ، فكان بدؤه ،
وذلك أن خطبك فلان وفلان ، وجعلت أمرك إلى الله
تعالى ، وأمسكت عن الناس ،
‹
صفحة 72 ›
وقد صليت صلاة الفجر ، إذ سمعت حفيف ( 1 )
الملائكة من لون من بياض الدنيا ، إذا
بحبيبي جبرئيل ( عليه السلام ) ومعه سبعون صفا
من الملائكة ( 2 ) متوجين ( مقرطين ) ( 3 )
مدملجين ( 4 ) فقلت ، لمن هذه القعقعة من السماء
يا أخي جبرئيل ؟
فقال : يا محمد ، إن الله تعالى اطلع إلى الأرض
اطلاعة ، فأختار منها من الرجال
عليا ( عليه السلام ) ، ومن النساء فاطمة (
عليها السلام ) ، فزوج فاطمة من علي ( عليه السلام ) ، فرفعت رأسها ، تبسمت
بعد بكائها ، فقالت : رضيت بالله وبرسوله .
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الا أزيدك يا
فاطمة ، في علي ( عليه السلام ) رغبة ؟ قالت : بلى .
قال : لا يرد على الله تعالى ركب أكرم منا أربعة
: أخي صالح على ناقته ، وعمي
حمزة على ناقته العضباء ، وأنا على البراق ،
وبعلك على ناقة من نوق الجنة .
فقالت : صف لنا الناقة من أي شئ خلقت ؟
قال : خلقت من نور الله عز وجل مدبجة ( 5 )
الجبين صفراء حمراء الرأس ، سوداء
الحدق ، وقوائمها من الذهب ، وخطامها من اللؤلؤ
الرطب وعيناها من الياقوت ،
وبطنها من الزمرد ، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء ،
يرى باطنها من ظاهرها ظاهرها من
رحمة الله ، وباطنها من عفو الله عز وجل ، تلك
الناقة من نوق الله ، تمضي كما
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 72 - 78
يمضي
الراكب المحث ثلاثة أيام لها سبعون ركنا ، بين
الركن والركن سبعون ألف ملك ،
يسبحون الله تعالى بألوان التسبيح ، خطوة الناقة
فرسخ ، تلحق ولا تلحق ، لا تمر على
ملأ من الملائكة إلا قالوا : من هذا العبد ؟ ما
أكرمه على الله عز وجل ، أتراه نبيا
‹
صفحة 73 ›
مرسلا ؟ أم ملكا مقربا ؟ أو حامل عرش أو حامل
كرسي .
فينادي مناد من باطن العرش : أيها الناس : ليس
هذا حامل عرش ، ولا كرسي ، ولا
ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، هذا علي بن أبي طالب
.
فيبتدرون رجال ، فيقولون : إنا لله وإنا إليه
راجعون ، حدثونا فلم نصدق ، ونصحونا
فلم نقبل .
والذين يحبونه تعلقوا بالعروة الوثقى في الدنيا
، كذلك ينجون في الآخرة .
يا فاطمة ، ألا أزيدك في علي رغبة ؟ قالت : بلى
، يا رسول الله .
قال : علي أكرم على الله من هارون ، لأن هارون
أغضب موسى ، وعلي لم يغضبني
قط .
والذي بعثني بالحق نبي ما غظت يوما قط فنظرت في
وجه علي إلا ذهب الغيظ
عني .
يا فاطمة ، ألا أزيدك في علي رغبة ؟ قالت : زدني
يا نبي الله ، قال : هبط علي
جبرئيل ( عليه السلام ) وقال : يا محمد ، العلي
يقول لك أقرأ عليا مني السلام .
قال : فقامت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول :
رضيت بالله ربا ، وبك يا أبتاه نبيا ، وبابن عمي
علي بعلا ، ووليا ( 1 )
(
57 )
(
حديث علي سيف الله على أعدائه )
وعن قيس بن عطاء بن رباح ، عن ابن عباس ( رضي
الله عنه ) ، قال : دعا رسول الله ذات يوم ،
وقال :
اللهم آنس وحشتي ، واعطف علي بابن عمي علي (
عليه السلام ) . فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) ، وقال :
يا محمد ، إن الله يقرئك السلام ، ويقول : قد
فعلت وأيدتك ما سألت بعلي ( عليه السلام ) ،
‹
صفحة 74 ›
وهو سيف الله على أعدائه ، وسيبلغ دينك كلما ( 1
) يبلغ الليل والنهار . ( 2 )
(
58 )
(
حديث إعتراف معاوية بفضائل علي )
وعن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه عن ربعي بن
خراش ( 3 ) ، قال : سأل معاوية ابن
العباس ، قال : فما تقول في علي ( عليه السلام )
قال كذا كان علي ( 4 ) - والله - علم الهدى ، وكهف
التقى ، ومحل الحجى ، ومحتد الندى ، وطود النهى
، وعلم الورى ، ونور الدجى .
داعيا إلى المحجة العظمى ، ومستمسكا بالعروة
الوثقى ، وساميا في المجد
والعلى ، وقائد الدين والتقوى ، وسيد من تقمص
وارتدى .
بعل بنت المصطفى ، أفضل من صام وصلى ، وأفخر من
أضحك وأبكى .
صاحب اليقين في هل أتى ، وبه مخلوق ما كان أو
يكون ، كان - والله - كالأسد
مقيلا ، ولهم في الحروب حاملا ، على مبغضه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين
إلى يوم التناد .
قال معاوية : كان والله كذلك ، كما يقول ( عليه
السلام ) ( 5 )
(
59 )
(
حديث المنزلة )
وبالإسناد عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ، قال :
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم حنين
لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
‹
صفحة 75 ›
ما هبت الصبا لولا أن طائفة من أمتي تقول فيك ما
قالت النصارى في أخي
المسيح لقلت فيك قولا ما مررت على أحد من
المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت
قدميك ، والماء من فاضل طهورك .
فيستشفون به ، ولكنك حسبك أنك أنت مني وأنا منك
، ترثني وأرثك .
وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي ، وأن حربك حربي ،
وسلمك سلمي . ( 1 )
(
60 )
(
حديث شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة )
وعن أحمد بن محمد الفقيه الطبري ( بإسناده ) -
يرفعه - إلى سليمان بن طاووس ،
عن ابن عباس . قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
يا علي ، لو أجتمع الخلق على ولايتك ، لما خلق
الله النار ، ولكن أنت وشيعتك
الفائزون يوم القيامة . ( 2 )
(
61 )
(
حديث علي حامل لواء الحمد )
عن قول علي ( عليه السلام ) شعرا ينشد ويقول :
أنا للحرب إليها وبنفسي أصطليها * نعمة من خالق
العرش بها قد خصنيها
وأنا حامل لواء الحمد يوما أحتويها * ولي السبقة
في الاسلام طفلا ووجيها
ولي الفضل على الناس بفاطم وبنيها * ثم فخري
برسول الله إذ زوجنيها
‹
صفحة 76 ›
فإذا أنزل ربي آية علمنيها * ولقد زقني العلم
لكي صرت فقيها ( 1 )
(
62 )
(
حديث المؤاخاة )
خبر من فضائله ( عليه السلام ) عن أبي الحسين
المطهر ( 2 ) العطار - يرفعه - إلى الثقاة ، إلى
حميد الطويل ، إلى أنس بن مالك قال :
لما كان يوم المواخاة وأخي النبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف
يراه ، ويعلم مكانه ، ولم يؤاخ بينه وبين أحد .
فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين ،
فافتقده النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فقال : ما فعل علي ( عليه السلام ) ؟ قالوا له :
انصرف باكي العين .
قال : يا بلال ، اذهب واتني به . فمضى بلال ،
إذا علي ( عليه السلام ) قد دخل منزل فاطمة ( عليها السلام ) ،
فقالت : ما يبكيك ؟ لا أبكى الله لك عينا ، قال
:
يا فاطمة ، إن النبي آخى بين المهاجرين والأنصار
، وأنا واقف يراني ، ويعلم مكاني
ولم يؤاخ بيني وبين أحد .
قالت : لا يحزنك ذلك ، فلعله أخرك لنفسه ، فضرب
بلال الباب ، قال :
يا علي ، أجب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
، فأتى علي ( عليه السلام ) عند النبي .
فقال له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي
( عليه السلام ) آخيت بين المهاجرين
والأنصار وأنا واقف تراني ، وتعلم مكاني ولم
تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال :
يا علي ، إنما أخرتك لنفسي ، كما أمرني ربي ، قم
يا أبا الحسن ، وأخذ بيده ،
وارتقى المنبر .
وقال : اللهم هذا مني وأنا منه ، كمنزلة هارون
من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ،
‹
صفحة 77 ›
أيها الناس : ألست بأولى بكم من أنفسكم ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه
، فعلي مولاه ، ومن كنت وليه فعلي
وليه ، ومن كنت نبيه ، فعلي أميره ،
اللهم إني قد بلغت ورأيت ما أمرتني به ، ثم نزل
.
وقد سر علي ( عليه السلام ) . فجعل الناس
يبايعونه ، وعمر بن الخطاب ، يقول : بخ بخ لك يا
بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة
، زوجة من يعاديك طالق
طالق طالق . ( 1 )
(
63 )
(
حديث علي أخي ورفيقي )
وعن زيد بن أرقم ، قال : دخلت على رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : إني مؤاخ بينكم ،
كما يؤاخي الله بين الملائكة .
ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : يا أخي ، أنت أخي
ورفيقي ، ثم قرأ هذه الآية * ( إخوانا على سرر
متقابلين ) * ( 2 ) الأخلاء ينظر بعضهم إلى بعض
. ( 3 )
(
64 )
(
حديث علي مكتوب على ساق العرش )
‹
صفحة 78 ›
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 1 ) لما
أسري بي إلى السماء ، رأيت على ساق
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 78 - 84
العرش : أنا الله لا إله إلا
أنا وحدي ، لا إله غيري ، غرست جنة عدن بيدي ،
محمد صفوتي ، أيدته بعلي ابن
أبي طالب ( عليه السلام ) . ( 2 )
(
65 )
(
حديث من شك في علي فهو كافر )
ومما رواه الأعمش - يرفعه - إلى أبي ذر الغفاري
. ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من
نازع عليا في الخلافة بعدي فهو كافر ، وقد حارب الله
ورسوله ، ومن شك في علي فهو كافر . ( 3 )
(
66 )
(
حديث علي راية الهدى )
وعن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن عبد
الرحمان العلوي - يرفعه -
إلى الثقاة عن سلام الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه
السلام ) ، عن أبي برزة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
أنه قال : إن الله سبحانه وتعالى عهد إلي في علي
( عليه السلام ) عهدا .
فقلت : يا رب ، بينه لي ؟ قال : إن عليا ( عليه
السلام ) راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من
أطاعني ، وهو كلمتي التي الزم بها المتقين من
أحبه فقد أحبني .
ومن أطاعه فقد أطاعني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ،
فبشره بذلك .
فلما سمعه علي ( عليه السلام ) .
قال : أنا عبد الله ، وفي قبضته ، فإن يعذبني
فبذنوبي ، لم يظلمني ، وإن يتم الذي
‹
صفحة 79 ›
بشر إلي فالله أولى بي مني وهو أهله .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم
أجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان بك .
فقال الله تعالى : يا محمد ، إني قد فعلت لك به
، قلت : إن الله تعالى عهد إلي أني
قد استخصصته بين الملأ ، ما لم أخص به أحدا من
أصحابك .
فقلت : يا رب أخي وصاحبي .
فقال الله جل جلاله : إن هذا أمره سبق ، إنه
مبتلى ، ومبتلى به ( 1 )
(
67 )
(
حديث علي وارث العلم )
المسند - يرفعه - إلى عبد الله بن عباس . ( رضي
الله عنه ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتاني
جبرئيل ( عليه السلام ) بدرنوك ( 2 ) من درانيك
الجنة فجلست عليه ، فما صرت بين يدي ربي ،
وكلمني وناجاني بما علمت من الأشياء ، فما علمت
شيئا ، إلا علمته ابن عمي علي
بن أبي طالب ، فهو باب مدينة علمي .
ثم دعاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
، وقال يا علي ، سلمك سلمي ، وحربك حربي ، ووارث
العلم ، فيما بيني وبينك وبين أمتي بعدي ( 3 ) .
(
68 )
(
حديث في بغض علي )
وعن أحمد بن المظفر بن أحمد ( العطار ) ( 4 ) -
يرفعه - إلى جهم بن حكم ، عن
أبيه ، عن جده معاوية بن أبي سفيان .
‹
صفحة 80 ›
قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) يقول لعلي ( عليه السلام ) :
يا علي ، لا تبال بمن مات وهو مبغض لك ، ( كان
يهوديا أو نصرانيا ) ( 1 ) ( 2 )
(
69 )
(
حديث في حب علي )
وعن أحمد بن المظفر - بحذف الأسانيد - ، عن أنس
بن مالك ، قال :
كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
، وعنده جماعة من أصحابه ، قالوا :
يا رسول الله إنك لأحب إلينا من أنفسنا ، قال :
فدخل علي ( عليه السلام ) ،
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إلي يا أبا
الحسن ، لقد كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك . ( 3 )
(
70 )
(
حديث علي أولكم إيمانا )
وبالأسانيد - يرفعه - إلى عبد الله بن عباس (
رضي الله عنه ) ، أنه قال :
كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ
أقبل علي ( عليه السلام ) وهو مغضب ،
فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما
بك يا أبا الحسن ؟ قال ( عليه السلام ) : آذوني فيك يا رسول الله .
‹
صفحة 81 ›
فقام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو مغضب ،
وقال : ايها الناس من منكم آذى عليا فإنه أولكم إيمانا ،
وأوفاكم بعهد الله .
أيها الناس : من آذى عليا بعثه الله يوم القيامة
يهوديا أو نصرانيا .
فقال جابر بن عبد الله الأنصاري : يا رسول الله
، وإن كان يشهد أن لا إله إلا الله ؟
قال نعم ، وإن شهد أن محمدا رسول الله ، يا جابر
، كلمة بها يحتجبون بها ، فلا
نسفك دماءهم ، ولا تشتروا أموالهم ، ولا تعطوا
الجزية عن يد وهم صاغرون . ( 1 )
(
71 )
(
حديث توبة آدم )
وعن أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب - يرفعه -
بالأسناد عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ،
قال : سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه .
قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
، إلا تبت علي فتاب
عليه ( 2 ) .
(
72 )
(
حديث النور )
وبالأسانيد يرفعه إلى عبد الله بن عباس ( رضي
الله عنه ) ، قال :
كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ
اقبل سلمان الفارسي ، قال : سمعت حبيبي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : كنت
أنا علي نورا بين يدي الله سبحانه وتعالى ، يسبح الله ذلك النور
‹
صفحة 82 ›
ويقدسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق
الله آدم ركب ذلك النور في صلبه ،
فلم يزل ينقله ، حتى انتهى في صلب عبد المطلب .
ففي النبوة وفي علي الإمامة والخلافة . ( 1 )
(
73 )
(
حديث محبة النبي لعلي )
وبإسناد عن عطية ، قال : إن رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) أنفذ جيشا ومعه علي ( عليه السلام ) فأبطأ عليه
قال فرفع النبي يده إلى السماء وقال : اللهم لا
تمتني حتى تريني وجه علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) . ( 2 )
‹
صفحة 83 ›
(
74 )
(
حديث علي كمثل الكعبة )
وهذا ما - يرفعه - بالأسانيد ، عن أبي ذر
الغفاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة : النظر إليها
عبادة ، والحج إليها فريضة ( 1 )
(
75 )
(
حديث المناجاة )
وعن أبي الحسن أحمد العطار الفقيه الشافعي -
يرفعه - عن جابر بن عبد الله
الأنصاري ( رضي الله عنه ) ، قال : ناجى رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الطريقة ، فطالت مناجاته لعلي بن
أبي طالب .
قيل له : قد طالت مناجاتك لعلي ( عليه السلام )
يا رسول الله .
فقال : ما ناجيته ، ولكن الله تعالى ناجاه . ( 2
)
(
76 )
(
حديث علي لم يسخط الرب )
وبإسناده عن جابر ، أنه قال رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) : إن ملكي علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
ليفتخران على سائر الأملاك ، لكونهما مع علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأنهما لم يصعدا
قط بشئ إلى الله تعالى يسخطه . ( 3 )
‹
صفحة 84 ›
(
77 )
(
حديث علي ينجز عدة النبي )
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 84 - 88
وبالأسانيد : - يرفعه - إلى بشر بن جنادة ، قال
: كنت عند أبي بكر ، وهو في
الخلافة ، فجاءه رجل ، فقال : أنت خليفة رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : نعم ، قال : أعطني
عدتي منه .
قال : وما عدتك ؟ قال : عدتي ثلاث حثوات ، كان
يحثوها رسول الله ، قال : فحثا له
ثلاث حثوات من التمر الصيحاني ، فكانت رسما على
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . .
قال : فأخذها وعدها فلم يجدها مثل ما عهد من
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فحذف ( 1 ) بها
عليه .
قال له أبو بكر : ما بك ؟ قال : خذها ، فما أنت
خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : فلما سمع ذلك ، قال : أرشدوه إلى علي (
عليه السلام ) ، قال : فلما دخل به على
علي ( عليه السلام ) ، ابتدأه الإمام بما يريده
.
قال : إنك تريد حثواتك من رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) ؟
قال : نعم يا فتى ، فحثا له ( عليه السلام )
ثلاث حثوات ، في كل حثوة ستين تمرة ، لا تزيد ولا
تنقص واحدة على الأخرى .
فعند ذلك قال له الرجل : أشهد أنك خليفة رسول
الله حقا ، وأنهم ليسوا بأهل لما
جلسوا فيه .
قال : فلما سمع ذلك أبو بكر ، قال : صدق الله
وصدق رسوله ، حيث يقول ليلة
الهجرة ونحن خارجون من مكة إلى المدينة : كفي
وكف علي ( عليه السلام ) في العدة سواء .
‹
صفحة 85 ›
فعند ذلك أكثر الناس القيل والقال في أبي بكر .
فخرج عمر فسكتهم ، وخرج أبو
الحسن . ( 1 )
(
78 )
(
حديث ملعون من أبغض عليا )
وبالإسناد : - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . : إن الله خلق
خلقا ، لا هم من الجن ، ولا هم من الإنس ،
يلعنون مبغضي علي ( عليه السلام ) .
قال : قلت : يا رسول الله ، من هم ؟ قال :
قال : القنابر ، يلعنون مبغض علي ( عليه السلام
) ، وينادون في الشجر ، وعلى رؤوس الأشهاد :
ألا لعنة الله على مبغض علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) . ( 2 )
(
79 )
(
حديث في فضائل علي على لسان المنصور العباسي )
وعن أبي طالب محمد بن أحمد بن الفرج بن الأزهر (
3 ) ، يرويه عن رجل يقال له :
سليمان بن سالم .
قال : أخبرني سليمان بن مهران الأعمش ، قال :
وجه إلي المنصور ، فقلت : ربما
يسألني عن فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام )
.
وإن حدثته بفضيلة قتلني ، فتطهرت وتكفنت وتحنطت
، وكتبت وصيتي ، وسرت
إليه فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله على
ذلك ، قلت في نفسي : وجدت
‹
صفحة 86 ›
عنده عونا صديقا من أهل البصرة ، فسلمت عليه .
فقال : ادن مني ، فلما قربت إليه ، أقبلت على
عمرو بن عبيد أسأله ، ففاح مني
رائحة الحنوط .
فقال يا سليمان ، ما هذه الرائحة ؟ والله
لتصدقني ، وإلا قتلتك ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، أتاني رسولك في جوف
الليل ، فقلت في نفسي : ما بعث
إلى في هذه الساعة .
إلا ليسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي ( عليه
السلام ) ، فإن أنا أخبرته قتلني ، فكتبت
وصيتي ، ولبست كفني ، وتحنطت .
قال : وكان متكئا ، فاستوى جالسا ، وهو يقول :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم .
ثم قال : أتكفرني يا سليمان ، ما اسمي ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، دعنا هذه الساعة عن
هذا ، فقال : ما اسمي ؟
قلت : عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب .
قال : صدقت ، فأخبرني بالله ، واصدقني من رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكم رويت من
حديث في فضائل علي ابن أبي طالب ( عليه السلام )
وكم فضيلة رويت من جميع الفقهاء ؟
قلت : شئ يسير يا أمير المؤمنين .
قال : كم ؟ قلت له : مقدار عشرة آلاف حديث ، وما
يزداد .
فقال : يا سليمان ، الا أحدثك من فضائل علي (
عليه السلام ) حديثين ، يأكلان كل حديث
رويته عن الفقهاء فإن حلفت لي أن لا ترويها لأحد
من الشيعة ، حدثتك بها
قلت : لا أحلف ولا أحدث بها .
قال : اسمع ، كنت هاربا من بني مروان ، وكنت
أدور في البلدان ، أتقرب إلى الناس
بحب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وفضائله
.
وكانوا يشرفونني ويعظمونني ويكرمونني ، حتى وردت
بلاد الشام ، وأهل الشام
‹
صفحة 87 ›
كلما أصبحوا لعنوا علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) في مساجدهم
كان كلهم خوارج ، وأصحاب معاوية .
فدخلت مسجدا ، وفي نفسي منهم ما فيها ، فأقيمت
الصلاة ، وصليت الظهر ،
وعلي كساء خلق .
فلما سلم الإمام اتكأ على الحائط ، وأهل المسجد
حضور فجلست ، فلم أر أحدا
يتكلم توقيرا منهم لإمامهم ،
فإذا أنا بصبيين قد دخلا المسجد .
فلما نظر إليهما الإمام قام ، ثم قال : ادخلا
فمر حبا بكما ، وبمن تسميتما باسمهما ،
والله ما سميتكما باسمهما إلا لأجل محبتي لمحمد
وآل محمد ، فإذا أحدهما :
الحسن والآخر الحسين .
فقلت في نفسي : لقد أصبت حاجتي ولا قوة إلا
بالله ، وكان إلى جانبي شاب ،
فسألته عن هذا الشيخ ، وعن هذين الغلامين .
فقال : الشيخ جدهما ، وليس في هذه المدينة أحد
يحب عليا سواه ، فلذلك
سماهما الحسن والحسين ، ففرحت فرحا شديدا ، وكنت
يومئذ لا أخاف الرجال .
فدنوت من الشيخ ، فقلت : هل لك من حديث أقر به
عينك ؟
فقال : ما أحوجني إلى ذلك ؟ فإن أقررت عيني ،
أقررت عينك ، فعند ذلك قلت :
حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : ومن أبوك ؟ ومن جدك ؟ فعلمت أنه يريد نسبي
، فقلت : أنا عبد الله بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس . t ، فإنه قال : كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
وإذا
بفاطمة ( عليها السلام ) قد أقبلت تبكي .
فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . :
ما يبكيك ؟ لا أبكى الله عينيك ، قالت : يا أبتاه ، ولداي
الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، قد ذهبا هذا
اليوم ، ولا أدري أين ذهبا ؟
وأن عليا ( عليه السلام ) له خمسة أيام ، يسقي
البستان ، وإني قد استوحشت لهما .
‹
صفحة 88 ›
فقال : يا أبا بكر ، اذهب فاطلبهما ، ويا عمر ،
اذهب في طلبهما ، وأنت يا فلان ويا
فلان .
فوجه سلمان ، ولم يزل يوجه حتى مضى سبعون رجلا
في طلبهما فرجعوا ولم
يصيبوهما .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 88 - 92
فاغتم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم
قام ووقف على باب المسجد وقال اللهم بحق آدم صفوتك
وإبراهيم خليلك .
إن كان قرتا عيني في بر ، أو بحر ، أو سهل ، أو
جبل ، فاحفظهما وسلمهما إلى قلب
فاطمة سيدة نساء العالمين .
فإذا بباب من السماء قد فتح ، وإذا بجبرئيل (
عليه السلام ) قد نزل من عند الرب .
وقال : السلام عليك يا رسول الله ، الحق يقرئك
السلام ، ويقول لك :
لا تحزن ، ولا تغتم ، الغلامان فاضلان في الدنيا
والآخرة ، وإنهما سيدا شباب أهل
الجنة ، أبوهما خير منهما .
وإنهما في حديقة بني النجار ، وإني قد وكلت بهما
ملكان رحومين ، يحفظانهما إن
قاما أو قعدا أو ناما أو استيقظا .
قال : فعند ذلك فرح النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) فرحا شديدا .
ومضى وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله
والمسلمون حوله ، حتى دخل
حظيرة بين النجار .
فسلم عليه الملكين الموكلين بهما ، فرد عليهما
السلام ، والحسن والحسين نائمان
وهما متعانقان .
وذلك الملك قد جعل جناحه الأيمن تحتهما ، والآخر
فوقهما .
فجثا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على
ركبتيه ، وانكب عليهما يقبلهما .
فقام فاستيقظا ، فرأيا جدهما رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) فحمل النبي الحسن ، وجبرئيل
الحسين ( عليه السلام ) ، وخرج النبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) من الحديقة ( الحظيرة ) .
‹
صفحة 89 ›
قال : فحدث كل من كان حاضرا ، عن ابن عباس ،
يقول كلما قبلها .
وهما على كتفه وكتف جبرئيل ( عليه السلام ) .
والناس يرون انهما على كتفي رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) .
قال : من أحبكما فقد أحبني ، ومن أبغضكما فقد أبغضني
.
فقال أبو بكر : أعطني أحمل أحدهما يا رسول الله
.
قال : نعم المحمول ، ونعم المطية ، ونعم
الراكبان هما ، وأبوهما وأمهما خير منها ،
ونعم من أحبهما ، فلما خرجا ، ومضيا تلقاه عمر .
فقال : يا رسول الله أعطني حتى أحمل أحدهما ،
قال : نعم المحمول ، ونعم من
المطية ونعم من أحبهما .
قال : ولم يزل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) سائرا ، حتى دخل المسجد ، وقال : والله لأشرفن اليوم
ولداي ، كما شرفهما الله تعالى .
يا بلال ، ناد في الناس أن يجتمعوا ، فاجتمع
الناس .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . :
معاشر المسلمين : بلغوا عن نبيكم ما تسمعون منه اليوم .
أيها الناس : ألا أدلكم على خير الناس جدا وجده
؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله .
قال : عليكم بالحسن والحسين ، جدهما محمد ،
وجدتهما خديجة بنت خويلد أم
سيدة نساء أهل الجنة .
ثم قال : أيها الناس : هل أدلكم على خير الناس
أبا واما ؟
قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : عليكم
بالحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، أبوهما علي ابن
أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمهما فاطمة بنت
رسول الله أبوهما خير منهما ، شاب يحب الله ،
ويحب رسوله ، ويحبه الله ورسوله ، سيد العابدين
، وسيد الأوصياء .
ألا أنبئكم بخير الناس عما وعمة ؟
قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : عليكم
بالحسن والحسين ( عليه السلام ) ، عمهما جعفر الطيار
ذو الجناحين يطير في الجنة مع الملائكة ،
وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب .
‹
صفحة 90 ›
معاشر الناس : هل أدلكم على خير الناس خالا وخالة
؟
قالوا : بلى ، يا رسول الله .
قال : عليكم بالحسن والحسين ( عليهما السلام ) ،
القاسم بن رسول الله خالهما ، وخالتهما
زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
.
ثم قال : اللهم انك تعلم أن الحسن والحسين في
الجنة وجدهما في الجنة ،
وجدتهما في الجنة ، أبوهما وأمها في الجنة
وعمهما في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، وخالهما
في الجنة ، وخالتهما في الجنة ،
ومن أحب ابني علي في الجنة ، ومن أبغضهما في
النار .
ان من كرامتهما على الله تعالى وشرافتهما ،
سماهما في التوراة شبر وشبير ، انهما
سبطي ، وريحانتاي في الدنيا والآخرة .
قال : فلما سمع الشيخ ذلك مني ، قال لي : من أين
أنت ؟
فقلت : من أهل الكوفة ، قال لي : عربي أم مولى ؟
قلت : بل عربي .
(
قال : فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في هذا الكساء ؟ ! ) ( 1 )
فأتاني بحلة وبغلة ( 2 ) قيمتهما مائة دينار .
ثم قال : هل أدلك على أخوين لي في هذه المدينة ،
أحدهما كان اماما في بيته ،
وكان يلعن عليا في كل يوم ألف مرة .
وكان يلعنه كل يوم جمعة أربعة آلاف مرة ، فغير
الله ما به من نعمة ، فصار آية
للعالمين ، فهو اليوم الخيبة ، وأخ لي يحب عليا
منذ خرج من بطن أمه ، فقم اليه ولا
تجلس عنده .
والله يا سليمان فقد ركبت البغلة وأنا يومئذ
لجائع ، فقام معي الشيخ ، وأهل
‹
صفحة 91 ›
المسجد ، حتى صرنا إلى الدار .
فقال الشيخ : لا تجلس عنده ، فدفعت الباب فإذا
الشاب قد خرج ، فلما رآني
والبغلة تحتي .
قال : مرحبا بك
والله ما كساك فلان بن فلان خلعته ، ولا أركبك
بغلته ، الا وأنت رجل تحب الله
ورسوله ، ولئن أقررت عيني ، أقررت عينك .
والله يا سليمان ، انه لآنس بهذا الحديث الذي
سمعته .
وقال : أخبرني ؟ قلت : أخبرني أبي ، عن جدي ، عن
أبيه
قال : كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) جلوسا بباب داره ، وإذا بفاطمة ( عليه السلام ) قد أقبلت
وهي حاملة الحسين ( عليه السلام ) ، وهي تبكي
بكاء شديدا فاستقبلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وقال : ما يبكيك ؟ لا أبكي الله عينك ، ثم تناول
الحسين ( عليه السلام ) من يدها .
فقالت يا أبي ، إن نسوان قريش يعيرنني ، ويقلن :
زوجك أبوك بفقير لا مال له .
فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا فاطمة ما زوجتك أنا ، ولكن الله تعالى ، زوجك في السماء
وشهد بذلك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل .
اعلمي يا فاطمة إن الله تعالى اطلع إلى الأرض
اطلاعة فاختار منها أباك ، فبعثه
نبيا .
ثم اطلع اطلاعة ثانية ، فاختار من الخلائق بعلك
، فجعله وصيا .
ثم زوجك به من فوق السماوات ، وأمرني أن أزوجك
به ، وأتخذه وصيا ووزيرا .
فعلي أشجعهم قلبا ، وأكثرهم علما ، وأعلم الناس
بعدي جميعا ، وأحكم الناس
حكما ، وأقدم الناس ايمانا ، وأسمحهم كفا ،
وأحسنهم خلقا .
يا فاطمة إنني آخذ لواء الحمد ، ومفاتيح الجنة
بيدي ، وأدفعهما إلى علي ( عليه السلام )
فيكون آدم ومن ولده تحت لوائي .
يا فاطمة إني مقيم غدا عليا على حوضي ، يسقي من
عرف من أمتي .
‹
صفحة 92 ›
يا فاطمة ، ابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة ، وكان قد كتب أسميهما
في التورة مع موسى بن عمران ( عليه السلام ) شبر
وشبير لكرامتهما عند الله تعالى .
يا فاطمة ، يكسى أبوك حلة من حلل الجنة ، ولواء
الحمد بيدي ، ولواء أمتي تحت
لوائي ، فانا وله عليا لكرامته عند الله فينادي
مناد :
يا محمد ، نعم الجد جدك إبراهيم ، ونعم الأخ
أخوك علي .
وإذا دعاني رب العالمين ، دعا عليا معي وإذا
أجبت أجاب عليا معي ، وإذا
شفعني شفع عليا معي ، وأنه يوم القيامة في
المقام عوني على مفاتيح الجنة .
قومي يا فاطمة ، فإن عليا وشيعته هم الفائزون
غدا لي بالجنة .
كذا بالاسناد أنه قال : بينما فاطمة جالسة ، إذا
أقبل أبوها حتى جلس عندها
فقال لها : مالي أراك حزينة ؟ فقالت : يا رسول
الله ، وكيف لا أحزن ، وأنت تريد أن
تفارقني .
فقال لها يا فاطمة : لا تبكي ولا تحزني ، ولا بد
من فراقك .
قال : فاشتد بكاؤها ، فقالت : يا أبت ، أين
ألقاك ؟
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 92 - 97
فقال : تلقينني على حمل لواء الحمد ، اشفع لامتي
.
قالت : يا أبت ، وإن لم ألقك ؟ قال : تلقينني
عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ،
وميكائيل عن شمالي ، وإسرافيل آخذ بحجزتي ، والملائكة
من خلفي
وأنا أنادي : أمتي أمتي أمتي ، فيهون الله عنهم
الحساب ، ثم أنظر يمينا وشمالا إلى
أمتي وكل نبي يوم القيامة مشتغل بنفسه
يقول : يا رب ، نفسي نفسي ، وأنا أقول يا رب ،
أمتي أمتي ، فأول من يلحق بي أنت
وعلي والحسن والحسين .
فيقول الرب : يا محمد ، إن أمتك لو أتوني بذنوب
كأمثال الجبال ، لغفرت لهم ما لم
يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا .
قال المنصور : فلما سمع الشاب هذا مني ، أمر لي
بثلاثة آلاف دينار ، وكساني
‹
صفحة 93 ›
ثلاثة أثواب .
ثم قال لي : من أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ،
قال لي : عربي أم مولى ؟
قلت : بل عربي ، قال : فكما أقررت عيني ، أقر
الله عينك .
ثم قال : لي إليك حاجة ؟ قلت : مقضية إن شاء
الله تعالى
قال : فأت غدا في المسجد الذي لآل فلان ، وإياك
أن تخطأ ، فلما ذهبت إلى
الشيخ ، وهو جالس ينتظرني في المسجد فلما رآني
استقبلني
وقال : ما أعطاك ؟ قلت : كذا وكذا قال : جزاه
الله خيرا ، جمع الله بيننا وبينه في
الجنة .
فلما أصبحت يا سليمان ، ركبت البغلة ، أخذت في
الطريق الذي وصف لي ،
فأتيت المسجد ، وسمعت إقامة الصلاة
فقلت : والله لأصلين مع هؤلاء القوم ، فنزلت عن
البغلة ، ودخلت المسجد ،
فوجدت رجلا قامته مثل قامة صاحبي
فصرت عن يمينه ، فلما هوى للركوع والسجود ، فإذا
عمامته قد رماها عن رأسه .
فبصرت وجهه وإذا وجهه وجه خنزير ، ورأسه وحلقه
ويداه ورجلاه ، ( 1 ) فلا أعلم
ما صليت ، و ( لا ) ما قلت في صلاتي ، مما أنا ؟
ا متفكر في أمره ، فسلم الإمام ، وتنفس
الرجل في وجهي
وقال : أنت الذي أتيت أخي بالأمس فأمر لك بكذا
وكذا ؟
فقلت : نعم فأخذ بيدي وأقامني ، فلما رأونا أهل
المسجد ، تبعونا .
فقال للغلام : أغلق عليهم الباب ، ولا تدع أحدا
يدخل علينا منهم ، ثم ضرب بيده
إلى قميصه ، فنزعها ، وإذا جسده جسد خنزير .
فقلت : يا أخي ، ماذا الذي بك ؟ قال : كنت مؤذنا
، وكنت كل يوم إذا أصبحت ألعن
‹
صفحة 94 ›
عليا ألف مرة بين الأذان والإقامة قال فإذا خرجت
من المسجد ودخلت داري هذه
وهو يوم الجمعة ، لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت
أولاده ، واتكأت على هذا الدكان
الذي ترى ، فذهبت إلى النوم
فرأيت في منامي ، وكأنني بالجنة ، وفيها رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) .
إذا علي ( عليه السلام ) فيها متكئا ، والحسن
والحسين معه ، بعضهم ببعض مسرورون ،
وتحتهم مصليات من نور .
وإذا أنا برسول الله . جالس ، والحسن والحسين
قدامه ، وبيد الحسن إبريق ، وبيد
الحسين كأس .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
حسن ، اسقني ، فشرب ، فقال : اسق أباك عليا ، فشرب .
ثم قال : أسق الجماعة ، فشربوا ، ثم قال : اسق
المتكئ على الدكان ، فولى الحسن
بوجهه عني
وقال : يا جداه ، كيف أسقيه وهو يلعن أبي كل يوم
ألف مرة
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما لك
تلعن عليا وتشتم أخي ؟ ما لك لعنك الله ؟ ما لك تشتم
ولداي الحسن والحسين ؟
ثم بصق النبي في وجهي وملأ وجهي وجسدي ، فلما
انتبهت من منامي
رأيت بصاق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وقد مسخت كما ترى ، وصرت عبرة للسائلين .
ثم قال : يا سليمان ، هل سمعت من فضائل علي ،
أعجب من هذين الحديثين ؟
يا سليمان ، حب علي إيمان ، وبغضه نفاق ، لا يحب
عليا إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا
كافر
فقلت : يا أمير المؤمنين ، الأمان ؟ قال : لك
الأمان .
فقلت : يا أمير المؤمنين ، ومن قتل هؤلاء ؟ قال
: في النار بلا شك .
فقلت : ومن يقتل أولادهم وأولاد أولادهم ؟ قال :
فنكس رأسه ، وقال :
يا سليمان ، الويل كل الويل ، إن الملك عقيم ،
ولكن حدث عن فضائل علي ما
‹
صفحة 95 ›
شئت ، قال : قلت : من يقتل ولده في النار
قال عمرو بن محمد بن عبد الله : صدقت يا سليمان
، الويل كل الويل لمن قتل
ولده
فقال المنصور : يا عمرو ، اشهدوا عليه أنه في
النار .
قال : فقال : أخبرني الشيخ الصدوق ، يعني حسن بن
أويس :
أن من قتل أولاد علي لا يشم رائحة الجنة .
قال : فوجدت المنصور قد غمض عينه ، وخرجنا .
قال أبو جعفر : لولا كان عمرو ما خرج سليمان إلا
مقتولا . ( 1 )
(
80 )
(
حديث علي حجة الله )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، قال :
كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذ أقبل
علي ( عليه السلام )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنا
وهذا حجة الله على عباده يوم القيامة . ( 2 )
(
81 )
(
حديث علي الوصي ووارثه )
وبالإسناد عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه
قال : لكل نبي وصي ، ووارث ، وإن وصيي ووارثي علي
‹
صفحة 96 ›
بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
82 )
(
حديث اللوزة )
ومن الروايات - يرفعه - إلى ابن عباس ، قال :
جاع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جوعا
شديدا فأتى الكعبة ، وأخذ بأستارها
وقال : اللهم لا تجع محمدا أكثر من هذا ، فهبط
جبرئيل ( عليه السلام ) ومعه لوزة
وقال : يا محمد ، إن الله تعالى يقرئك السلام ،
ويقول لك : فك هذه اللوزة .
ففك عنها ، فإذا فيها ورقة خضراء ، مكتوب فيها
بالنور :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أيدته بعلي
، ونصرته به .
ما أنصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه ،
واستبطأه في رزقه . ( 2 )
(
83 )
(
حديث في ولاية علي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى زين العابدين ( عليه
السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال :
لو أن عبدا عبد الله تعالى مثل ما قام نوح (
عليه السلام ) في قومه ، وكان له مثل جبل أحد
ذهبا ينفقه في سبيل الله .
وأمد الله في عمره ألف سنة ، وحج على قدميه ألف
حجة .
‹
صفحة 97 ›
وقتل بين الصفا والمروة مظلوما ، وخلق الله له
تحت كل شعرة في جسده ألف
ملك ، لكل ملك ألف لسان ، يسبح الله تعالى بألف
لغة .
وقتل شهيدا ، ثم لم يأت الله عز وجل بولايتك يا
علي ، أكبه الله على منخريه في
النار ، ولم يشم رائحة الجنة ( 1 ) .
(
84 )
(
حديث اللواء من نور )
وعن الإمام فخر الدين الطبري - يرفعه - إلى جابر
بن عبد الله الأنصاري ، قال :
بينما نحن بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) ذات يوم في مسجده ، إذ ذكر بعض أصحابه
الجنة
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إن لله لواء من نور ، وعموده من زبرجد ، خلقه الله تعالى
قبل خلق السماء بألفي عام ، مكتوب عليه :
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 97 - 104
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، آل محمد خير
البشر ، هو أنت إمام القوم
قال علي ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي هدانا
لهذا ، وأكرمنا بك وشرفنا .
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي ،
أما علمت أن من أحبنا ، واتخذ محبتنا أسكنه الله الجنة ، وتلا
هذه الآية : * ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) *
( 2 ) ( 3 ) .
‹
صفحة 98 ›
(
85 )
(
حديث علي هو الهادي )
ويرفعه - بالإسناد - عن ابن عباس ر ، عن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، في قوله عز وجل :
*
( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) * ( 1 ) المنذر : أنا والهادي : علي ابن أبي طالب
( عليه السلام ) . ( 2 )
(
86 )
(
حديث في حب علي وبغضه )
وروي بالإسناد عن عمار بن ياسر ، قال : قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . أوصي من آمن بي
وصدقني ، أن يصدق بولاية علي بن أبي طالب ، فمن
تولاه فقد تولاني ومن تولاني
فقد تولاه الله تعالى .
ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحبه الله .
ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغضه
الله تعالى . ( 3 )
(
87 )
(
حديث علي خازن سر النبي )
وعن القاضي الكبير أبي عبد الله محمد بن علي بن
محمد المغازلي - يرفعه - إلى
‹
صفحة 99 ›
حارثة بن زيد ، قال : شهدت مع عمر بن الخطاب
حجته في خلافته
فسمعته يقول : ( اللهم قد تعلم جيئتي لبيتك وكنت
مطلعا من سترك ) ( 1 ) فلما
رآني ( أمسك ) ( 2 ) فحفظت الكلام
فلما انقضى الحج ، وانصرفت إلى المدينة ، تعمدت
الخلوة معه ، فرأيته يوما على
راحلته وحده .
فقلت له : يا أمير المؤمنين ، بالذي هو أقرب
إليك من حبل الوريد إلا أخبرتني عما
أريد أن أسألك عنه .
فقال : سل عما شئت ، ( فقلت له ) : سمعتك يوم
كذا وكذا تقول : كذا وكذا ، فكأنني
ألقمته حجرا
فقلت له : لا تغضب فوالذي أنقذني من الضلالة ( 3
) وأدخلني في هداية الاسلام ،
ما أردت بسؤالي إلا ( وجه الله عز وجل ) ( 4 )
فعند ذلك ضحك
وقال يا حارثة دخلت على رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) : وقد اشتد وجعه ، وأحببت الخلوة
عنده ، وكان عنده علي ابن أبي طالب ( عليه
السلام ) والفضل بن العباس ، فجلست حتى نهض
الفضل بن العباس ، وبقيت أنا وعلي ( عليه السلام
) ، . فبينت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أردت
(
5 ) فالتفت إلي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقال : يا عمر ، جئت لتسألني إلى من
يصير هذا الأمر ( من ) ( 6 )
بعدي ؟ فقلت : صدقت يا رسول الله ، فقال : يا
عمر ، هذا علي وصيي وخليفتي من
بعدي . ( فقلت : صدقت يا رسول الله ، فقال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 7 ) هذا خازن سري فمن
أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، ومن
عصاني فقد عصى الله ، ومن تقدم
‹
صفحة 100 ›
الله
‹
صفحة 101 ›
لي وزيرا من أهلي عليا أخي ، تشدد به أزري .
قال ابن عباس : سمعت مناديا ينادي : يا محمد ،
قد أوتيت سؤلك .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ادع
يا أبا الحسن ، ارفع يد يك إلى السماء فرفعهما وقال : اللهم
اجعل لي عندك ( عهدا ، واجعل لي عندك ودا ) ( 1
) .
قال : فلما دعا نزل الأمين جبرئيل ( عليه السلام
) وقال : أقرأ يا محمد : * ( أن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) * . ( 2
)
فتلاها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
فتعجب الصحابة من سرعة الإجابة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
أتعجبون أن القرآن أربعة أرباع : ربع فينا أهل
البيت ، وربع قصص ، أمثال ، وربع
فرائض ( 3 ) ، وربع أحكام ، والله أنزل في علي
كرائم القرآن . ( 4 )
(
89 )
(
حديث علي هو الصراط المستقيم )
يرفعه بالأسانيد إلى جعفر بن محمد ( عليه السلام
) ، قال : أوحى الله تعالى إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
‹
صفحة 102 ›
*
( فاستمسك بالذي أوحي إليك أنك على صراط مستقيم ) * ( 1 ) ( فقال : إلهي ما
الصراط المستقيم ؟ ) ( 2 ) قال : ولاية علي (
عليه السلام ) ( فعلي ) هو الصراط المستقيم ( 3 )
(
90 )
(
حديث علي من الصادقين )
وبالإسناد عنه ( عليه السلام ) : لما نزل جبرئيل
( عليه السلام ) بهذه الآية :
*
( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا من
استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) * ( 4 )
في علي ( عليه السلام ) . ( 5 )
(
91 )
(
حديث علي يجلس على كرسي الكرامة )
ويرفعه - بالأسانيد إلى عبد الله بن عباس ، قال
: ما نزلت هذه الآية : * ( الذين
آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن
وهم مهتدون ) * ( 6 ) قال : بولاية
علي ( عليه السلام ) ، ولم يخلطوا بولاية فلان
وفلان ، فهو التلبس بالظلم ، وهذا في قوله تعالى :
*
( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) * ( 7 ) قال :
إذ قام يوم القيامة ، دعا الله بالنبي ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) وبعلي ( عليه السلام ) ، فيجلسان على كرسي الكرامة
‹
صفحة 103 ›
بين يدي العرش ، كلما أخرجت فرقة من شيعتهم ،
فيعرفونهم ، فيقولون : هذا
النبي ، وهذا علي الوصي .
فيقول بعضهم لبعض : بالنبي وبعلي وبالأئمة ، من
ولدهم ( عليهم السلام ) ، فيؤمر بهم إلى
الجنة .
وفي قوله * ( شاهد ومشهود ) * ( 1 ) يعني بذلك
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) ، النبي :
الشاهد وعلي : المشهود . ( 2 )
(
92 )
(
حديث في ولاية علي )
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ولايتي لعلي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) أحب إلى من ولادتي منه ، لأن
ولايتي لعلي بن أبي طالب فرض ، وولادتي منه فضل
. ( 3 )
(
93 )
(
حديث علي حبل الاعتصام )
وبالإسناد - يرفعه - عن زين العابدين ( عليه
السلام ) ، قال : كان الحسين ( عليه السلام ) عند جده رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، . وهو بين
أصحابه في المسجد ، فقال :
أيها الناس يطلع عليكم من هذا الباب رجل طويل ،
من أهل الجنة يسأل عما
يعنيه ، قال : فنظر الناس إلى الباب فخرج رجل
طويل من رجال مصر ، فتقدم وسلم
على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجلس ،
ثم قال : يا رسول الله ، سمعت الله تعالى يقول :
‹
صفحة 104 ›
*
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) * ( 1 )
فما الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به ؟
فأطرق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
مليا ، ثم رفع رأسه ، وأشار بيده إلى علي ابن أبي
طالب ( عليه السلام ) ، وقال : هذا حبل الله ،
من استمسك به نجا واعتصم في دنياه ، ولم يضل
في آخرته .
فوثب الرجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام )
واحتضنه من ورائه وهو يقول :
اعتصمت بحبل الله ، وحبل رسوله ، وحبل أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) ثم قام وخرج ، فقام
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 104 - 109
فلان ، وقال : يا رسول الله ، ألحقه وأسأله أن
يستغفر لي ؟ قال : فقال : إذا تجده .
قال : فلحقت الرجل ، فسألته أن يستغفر لي
فقال : أفهمت ما قال لي رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) ، وما قلت له ؟ قلت : نعم
قال : إن كنت تتمسك بذلك الحبل ، يغفر الله لك ،
وإلا فلا غفر الله لك .
قال : فرجعت وسألته عن ذلك ، فقال : هو أبو
العباس الخضر . ( 2 )
(
94 )
(
حديث في حب علي )
وبالأسانيد - يرفعه - إلى ابن عباس ، قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولقى ربه
وهو جاحد ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
، لقيه وهو غضبان ساخط عليه ، ولا يقبل
من أعماله شيئا ، يوكل الله به سبعين ألف ملك ،
يتفلون في وجهه ، يحشره الله وهو
‹
صفحة 105 ›
أسود الوجه ، أزرق العينين ، ولو كان أعبد الخلق
إلى الله تعالى . قلت : يا بن
عباس ، أينفع حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام
) في الآخرة ؟
قال : قد تنازع أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) في حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : دعوني
حتى أسأل ربي ، فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال : حبيبي جبرئيل
أعرج إلى ربي ، واقرأه عني السلام ، وقل له عن
حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : فعرج ( عليه السلام ) إلى السماء ، ثم هبط
، قال : يا محمد ، إن الله يقرئك السلام ، ويقول
لك : حب علي ( عليه السلام ) فريضة ، فمن أحبه
فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا
محمد ، حيث يكون علي يكون محبوه ، وإن خرجوا . (
1 )
(
95 )
(
حديث إعتراف أبو بكر بفضل علي )
في حديث - يرفعه - بالأسانيد إلى الحارث الأعور
، وهو صاحب رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو في جمع
من أصحابه ، فقال :
يأتيكم آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم
في خلته ، فلم يتم كلامه ، حتى
أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
فقال أبو بكر : أقست رجلا بثلاثة من المرسلين ؟
بخ بخ لهذا الرجل
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . :
أوما تعرفه يا أبا بكر ؟ فقال الله ورسوله أعلم .
فقال : أبو الحسن علي بن أبي طالب ( عليه السلام
) . .
فعند ذلك قال : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك
وقد شبهت بجميع الأنبياء . ( 2 )
‹
صفحة 106 ›
(
96 )
(
حديث علي سيد الأوصياء )
وبالأسانيد - يرفعه - إلى عمار بن ياسر . قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ليلة أسري بي إلى السماء ، أوحى الله إلي :
يا محمد ، على من تخلي أمتك ؟ قلت : اللهم عليك
.
قال : صدقت ، أما خلقتك وفضلتك على الناس أجمعين
.
يا محمد ، قلت : لبيك وسعديك ، قال : إني
اصطفيتك وأنت أميني على وحيي ،
ثم خلقت من طينتك الأكبر سيد الأوصياء ، وجعلت منه
الحسن والحسين ، يا
محمد ، أنت الشجرة ، وعلي أغصانها ، وفاطمة
ورقها ، والحسن والحسين ثمرها .
وجعلت شيعتكم من بقية طينتكم ، فلأجل ذلك قلوبهم
وأجسادهم تهوي
إليكم . ( 1 )
(
97 )
(
حديث علي سيد الوصيين )
وبالأسانيد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، قال :
بينما نحن بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) إذ قال : يدخل عليكم من الباب رجل ، وهو
سيد الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، وقابل
المارقين ، ويعسوب الدين ، ونور
المؤمنين ، ووارث علم النبيين ، قال : قلت :
اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، وإذا هو علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) قد اقبل . ( 2 )
‹
صفحة 107 ›
(
98 )
(
حديث علي يكسى ثوبين أبيضين )
وبالأسانيد - يرفعه - إلى علي ( عليه السلام ) ،
قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
إذ يوصيني ، إذا جمع الله بين الناس يوم القيامة
، في صعيد واحد ، عراة حفاة ، قد
قطع أعناقهم العطش ، يكون أول من يدعى إبراهيم ،
فيكسى ثوبين أبيضين ؟ ثم يقوم
من يمين العرش ، ثم يفتح له شعب إلى حوض من بين
طبقين إلى مصر ، وفيه أقداح
عدد نجوم السماء ، وفيه أقداح من الفضة ، فيشرب
ويتوضأ .
ثم أدعى فأشرب وأتوضأ ، وأكسى ثوبين أبيضين ، ثم
يدعى علي ( عليه السلام ) ، فيشرب
ويتوضأ ، ويكسى ثوبين أبيضين ، وما دعيت لخير
إلا دعي له علي ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
99 )
(
حديث أنا وعلي من نور واحد )
ومما رواه ( 2 ) سليمان بن ياسر العبسي ، وأبو
ذر الغفاري ، وحذيفة بن اليمان ،
وأبو الهيثم بن التيهان ، وخزيمة بن ثابت ذو
الشهادتين ، وأبو الطفيل عمرو بن وائلة ( 3 )
أنهم دخلوا على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) ، وجلسوا ( 4 ) بين يديه ، والحزن ظاهر في وجوههم
وقالوا : نفديك يا رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) بأموالنا وأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا ، وإنا نسمع في
أخيك علي ( عليه السلام ) ما يحزننا ، أتأذن لنا
في الرد عليهم ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : وما عساهم يقولون
‹
صفحة 108 ›
في أخي ؟ فقالوا : يا رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) . يقولون : أي فضل لعلي ابن أبي طالب ؟
وأي سابقة إلى الاسلام ؟ وإنما أدركه طفلا ونحوا
من ذلك ، وهذا يحزننا ، يا رسول
الله ، فقال : وهذا يحزنكم ؟ فقالوا نعم يا رسول
الله
فقال : بالله عليكم ( 1 ) ، هل علمتم من الكتب
المتقدمة . ( 2 )
أن إبراهيم الخليل إذا هرب به أبيه ، وهو حمل في
بطن أمه ، فخافت عليه من
النمرود بن كنعان لعنه الله ، لأنه كان يبقر
الحوامل ، فجاءت به فوضعته ( 3 ) بين
أثلات ( 4 ) بشاطئ نهر متدافق يقال له : زحوان (
5 ) ، بين غروب الشمس إلى إقبال
الليل ، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض ، قام
من تحتها يمسح وجهه ورأسه ،
ويكثر من ( 6 ) الشهادة بالوحدانية . ثم أخذ
ثوبا واتشح ( 7 ) به ، وأمه ترى ما يصنع ، وقد
ذعرت منه ذعرا شديدا ، ثم يهرول بين يديها مادا
عينيه إلى السماء ، وكان منه أنه كان
عنده ويظنون الكواكب أربابا من دون الله ، فلما
رأى ، كوكبا ، قال : هذا ربي ، ثم لما
رأى ، القمر ، قال : هذا ربي ، ثم لما رأى الشمس
، قال : قال الله عز وجل : * ( فلما رأى
الشمس ) * الآية .
قال الله تعالى : * ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت
السماوات والأرض ) * ( 8 ) إلى آخر
القصة وعلمتم أن موسى بن عمران أنه كان قريبا من
فرعون
وكان فرعون يبقر بطون الحوامل من أجله ، ليقتل
موسى
‹
صفحة 109 ›
فلما وضعته أمه ( فزعت عليه فطرحته في التابوت
وكان يقول لها : يا أمي القيني ) ( 1 ) في اليم
، فقالت له وهي مذعورة من كلامه :
إني أخاف عليك من الغرق ، فقال لها : لا تخافي
ولا تحزني ، إن الله يردني
إليك ( 2 )
ثم ألقته في اليم كما ذكر لها
ثم بقي في اليم لا يطعم طعاما ولا شرابا معصوما
مدة ، إلى أن رد إلى أمه وقيل :
إنه بقي سبعين يوما
فأخبر الله عنه : * ( إذ تمشي أختك فتقول هل
أدلكم على أهل بيت يكفلونه
لكم ) * ( 3 ) الآية . وهذا عيسى ( عليه السلام
) . إذ كلم أمه عند الولادة ، وقصته
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 109 - 114
مشهورة -
[
* ( فناداها من تحتها ألا تحزني ) * ( 4 ) الآية ، إلى آخر قوله تعالى : * ( أبعث
حيا ) * ( 5 ) ] ولقد علمتم جميعا أني أفضل
الأنبياء ، وقد خلقت أنا وعلي من نور
واحد ، وإن نورنا كان يسمع تسبيحه في أصلاب
آبائنا ، وبطون أمهاتنا في كل عصر
وزمان ، إلى عبد المطلب
وكان نورنا يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا حتى
تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على
‹
صفحة 110 ›
وجوههم . فلما وصل إلى عبد المطلب ، انقسم النور
نصفين : نصف إلى عبد الله ،
ونصف إلى أبي طالب عمي
وإنهما إذا جلسا في ملأ من الناس ، يتلألأ نورنا
في وجوههما من دونهم ، أن الهوام
والسباع يسلمان عليهما ، لأجل نورنا حتى خرجنا
إلى دار الدنيا
وقد نزل علي جبرئيل ( عليه السلام ) عند ولادة
أبن عمي علي ، وقال : يا محمد ، ربك يقرؤك
السلام ، ويقول لك : هذا أوان ظهور نبوتك ،
وإعلان وحيك ، وكشف رسالاتك إذ
أيدك ربك بأخيك ووزيرك وخليفتك من بعدك أخيك
وابن عمك
فقم إليه واستقبله بيدك اليمنى ، فإنه من أصحاب
اليمين ، وشيعته الغر
المحجلون ،
قال : قمت فوجدت أمه قاعدة بين النساء ،
والقوابل من حولها ، إذا بسجاف ( 1 ) قد
ضربه جبرئيل ( عليه السلام ) بيني وبين النساء
القوابل من حولها
فمددت يدي اليمنى تحت أمه ، فإذا بعلي نازلا على
يدي ، واضعا يده اليمنى في
أذنه يؤذن ويقيم بالحنفية ، ويشهد لله
بالوحدانية وبرسالتي
ثم انثنى إلي وقال :
السلام عليك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ، أقرأ ؟
فقلت : أقرأ يا أخي ، فوالذي نفسي بيده لقد
ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله على
آدم ، وقام بها ابنه شيث ،
فتلاها من أولها إلى آخرها حتى لو حصر آدم (
عليه السلام ) ، لأقر أنه احفظ بها منه
ثم تلا صحف نوح ( عليه السلام ) ، ثم تلا صحف
إبراهيم ، ثم قرأ التوراة ، حتى لو حضر
موسى ( عليه السلام ) لشهد له أنه أحفظ بها منه
ثم قرأ إنجيل عيسى ( عليه السلام ) ، حتى لو حضر
لقراءته لشهد له أنه أحفظ بها ، ثم قرأ زبور
‹
صفحة 111 ›
داود ، حتى لو حضر داود لأقر له بأنه أحفظ له
منه ،
ثم قرأ القرآن الذي أنزله الله تعالى من أوله
إلى آخره ، فوجدته يحفظ لحفظي له
الساعة من غير أن اسمع منه آية . وكذا أحد عشر
إماما من نسله ، يفعل في ولادته مثل
ما فعل الأنبياء .
فما يحزنكم ، وما عليكم من قول أهل الشرك ؟
فبالله لو تعلمون أني أفضل
الأنبياء ، وأن وصيي أفضل الأوصياء ، وأن أبي
آدم لما رأى اسمي
واسم أخي واسم فاطمة والحسن والحسين مكتوبين على
سرادق العرش بالنور ،
فقال : إلهي هل خلقت خلقا قبلي هو أكرم إليك مني
؟
قال : يا آدم ، لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء
مبنية ، ولا أرضا مدحية ، ولا ملكا
مقربا ، ولا نبيا مرسلا
لولاهم ما خلقتك ، فلما عصى آدم ربه سأله بحقنا
، أن يتقبل توبته ويغفر خطيئته
فقال : إلهي وسيدي ومولاي بحقهم عليك إلا غفرت
لي خطيئتي ، فأجابه
ونحن الكلمات وبحق الكلمات التي تلقاها آدم
فقال : أبشر يا آدم ، فإن هذه أسماء من ولدك ومن
ذريتك ، فحمد الله آدم ، وافتخر
على الملائكة بنا
فإذا كان هذا فضلنا عند الله ، فإنه لا يعطى
نبيا من الفضل إلا أعطاه لنا فقام سلمان
وأبو ذر ، وقالوا ومن معهم : نحن الفائزون غدا ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنتم
الفائزون ، ولأجلكم خلقت الجنة ، ولأعدائكم خلقت النار ( 1 )
(
100 )
(
حديث فضيلة لعلي )
‹
صفحة 112 ›
ومما رواه ابن مسعود ( رضي الله عنه ) ، قال :
دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : يا رسول
الله ، أرني الحق حتى أتبعه ، فقال : لا يصل إ
ليه . ( 1 )
فقال : يا عبد الله ، ألج المخدع ، فولجت ( 2 )
المخدع وعلي ( عليه السلام ) يصلي ( 3 ) وهو
يقول في سجوده وركوعه :
اللهم بحق محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )
عبدك اغفر للخاطئين من شيعتي ، فخرجت حتى
أخبر ( 4 ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) فرأيته يصلي وهو يقول :
اللهم بحق علي بن أبي طالب عبدك اغفر للخاطئين
من أمتي
قال : فاخذني من ذلك الهلع العظيم فأوجز النبي
في صلاته ، وقال : يا عبد الله ،
اكفر بعد إيمان ؟
فقلت : حاشا وكلا يا رسول الله ، ولكن رأيت عليا
( عليه السلام ) يسأل الله بك ، ورأيتك
تسأل الله به ، فلا أعلم أيكم أفضل عند الله ؟
قال : اجلس يا ابن مسعود ، فجلست بين
يديه
فقال : إعلم أن الله خلقني وعليا من نور عظمته (
5 ) قبل أن يخلق الخلق بألفي
عام ، إذ لا تسبيح ولا تقديس ، ففتق نوري فخلق
منه السماوات والأرضين
وأنا والله أجل من السماوات والأرضين .
وفتق نور علي ( عليه السلام ) ، فخلق منه العرش
والكرسي
وعلي والله أفضل من العرش والكرسي .
وفتق نور الحسن ، فخلق منه اللوح والقلم ،
والحسن والله أفضل من اللوح والقلم ،
‹
صفحة 113 ›
وفتق نور الحسين ( عليه السلام ) وخلق منه
الجنان والحور العين ، والحسين والله أفضل من
الجنان والحور العين .
فأظلمت المشارق والمغارب ، فشكت الملائكة إلى
الله تعالى أن يكشف عنهم
تلك الظلمة
فتكلم الله جل جلاله بكلمة واحدة ، فخلق من تلك
الكلمة نورا وروحا
فأضاف النور إلى تلك الروح ، فأقامها أمام العرش
، فزهرت المشارق والمغارب ،
فهي فاطمة الزهراء فلذلك سميت الزهراء .
يا ابن مسعود ، إذا كان يوم القيامة ، يقول الله
جل جلاله لي ولعلي :
ادخلا الجنة من شئتما ، وأدخلا النار من شئتما ،
*
( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) * ( 1 ) والكافر : من جحد نبوتي ، والعنيد : من
جحد ولاية علي ( عليه السلام ) وعترته ، والجنة
لشيعته ولمحبيه . ( 2 )
(
101 )
(
حديث قول علي ما زلت مظلوما )
قال أبو هشام بن أبي علي - يرفعه - بالإسناد أن
الروايات انه بلغ علي ابن أبي
طالب ( عليه السلام )
أن الناس تحدثوا فيه وقالوا له : ما باله لم
ينازع أبا بكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة
والزبير ؟ قال :
فجمع الناس ، ثم قال : خرج ( عليه السلام )
مرتديا برداء ثم رقى المنبر ، فحمد الله وأثنى
عليه وذكر النبي فصلي عليه ثم قال :
‹
صفحة 114 ›
معاشر الناس ، قد بلغني أن قوما قالوا : ما بال
علي لم ينازع أبا بكر وعمر وعثمان
في الخلافة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ؟ فما
كنت بعاجز ، ولكن لي في سبعة من
الأنبياء أسوة :
أولهم : نوح ( عليه السلام ) حيث قال الله تعالى
مخبرا عنه :
*
( قال رب أني مغلوب فانتصر ) * ( 1 ) فإن قلتم : إنه لم يكن مغلوبا ، كفرتم
بتكذيبكم القرآن
وإن قلتم : إنه كان مغلوبا فعلي أعذر .
والثاني : إبراهيم ( عليه السلام ) حيث أخبر
الله عنه بقوله تعالى :
*
( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي ) * ( 2 ) فإن قلتم : اعتزلهم من غير
مكروه ، فقد كذبتم القرآن ، وإن قلتم : رأى
المكروه فاعتزلهم ، فعلي أعذر .
والثالث : لوط ( عليه السلام ) حيث أخبر الله عن
قوله * ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن
شديد ) * ( 3 )
فإن قلتم : كان له بهم قوة ، فقد كذبتم القرآن ،
وإن قلتم : لم يكن له بهم قوة ، فعلي
أعذر .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 114 - 119
والرابع : يوسف ( عليه السلام ) ، حيث أخبر الله
عنه بقوله تعالى : * ( قال رب السجن أحب
إلي مما يدعونني إليه ) * ( 4 )
فإن قلتم : إنه ما دعي لمكروه ، فقد كذبتم
القرآن
وإن قلتم : إنه ما دعي لمكروه ، لما يسخط الله
تعالى ، فاختار السجن ، فعلي أعذر .
والخامس : موسى ( عليه السلام ) ، حيث أخبر الله
عنه بقوله تعالى : * ( ففررت منكم لما
‹
صفحة 115 ›
خفتكم ) * ( 1 )
فإن قلتم : فر من غير خوف على نفسه ، فقد كذبتم
القرآن وإن قلتم : فر من خوف
نفسه ، فعلي أعذر .
والسادس : أخوه هارون ، حيث أخبر الله عنه ،
فقال تعالى :
*
( يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) * ( 2 )
فإن قلتم : ما كادوا يقتلونه ، فقد كذبتم القرآن
، وإن كادوه يقتلوا فعلي أعذر .
والسابع : ابن عمي محمد ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ، حيث هرب من الكفار إلى الغار
فإن قلتم : إنه ما هرب من خوف على نفسه ، فقد
كفرتم ،
وإن قلتم : هرب من خوف على نفسه ، فالوصي أعذر .
أيها الناس : ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي حتى
أن أخي عقيلا إذا رمدت عيناه
قال : لا تذروني حتى عين علي ( عليه السلام ) ،
. فيذروني وما بي من رمد . ( 3 )
(
102 )
(
حديث أن عليا خليفة النبي ووصيه )
ويروي بالاسناد عن علي ( عليه السلام ) ، أنه
قال :
قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
حبر من أحبار اليهود ، فقال : يا رسول الله ، قد أرسلني
إليك قومي
إنا عهد إلينا نبينا موسى ( عليه السلام ) ، أنه
قال : يبعث بعدي نبي اسمه محمد عربي ،
فامضوا إليه
واسألوه أن يخرج إليكم من جبل هناك سبع نوق ،
حمر الوبر سود الحدق ، فإن
‹
صفحة 116 ›
أخرجها إليكم ، فسلموا عليه ، وآمنوا به ،
واتبعوا النور الذي معه ،
فهو سيد الأنبياء ، ووصيه سيد الأوصياء ، وهو
منه بمنزلة هارون مني .
فعند ذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
. : الله أكبر ، قم بنا يا أخا اليهود ، قال :
فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
والمؤمنون حوله ، وجاء إلى ظاهر المدينة ، وأتى إلى جبل ،
فبسط البردة ، وصلى ركعتين وتكلم بكلام خفي ،
فإذا الجبل يصر صر ( 1 ) صرارا ،
عظيما وانشق وسمع الناس حنين النوق .
فقال اليهودي : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا
الله ، وأنك محمد النبي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأن جميع ما
جئت به صدق وعدل ، يا رسول الله ، أمهل لي حتى أمضي
إلى قومي ، وأجئ ( 2 ) بهم ليقضوا عدتهم منك ،
ويؤمنوا بك ، فمضى الحبر إلى
قومه ، وأخبرهم بذلك ، فنفروا بأجمعهم ، وتجهزوا
للمسير ، وساروا يطلبون المدينة ،
ليقضوا عدتهم
فلما دخلوا المدينة ، وجدوها مظلمة مسودة لفقد
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، . وقد انقطع
الوحي من السماء
وقد قبض ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وجلس
مكانه أبو بكر ! ! فدخلوا عليه ، وقالوا : أنت خليفة رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : نعم
قالوا : أعطنا عدتنا من رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) قال : ما عدتكم ؟ قالوا : أنت أعلم بعدتنا إن
كنت خليفة حقا ، وإن كنت لم تعلم شيئا لم تكن
خليفة ، فكيف جلست مجلس نبيك
بغير حق ولم تكن له أهلا ؟
قال : فقام وقعد وتحير في أمره فلم يدر ماذا
يصنع ؟ فإذا برجل من المسلمين قد
قام
‹
صفحة 117 ›
وقال : اتبعوني حتى أدلكم على خليفة رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : فخرج اليهود من بين يدي أبي بكر ، وتبعوا
الرجل ، حتى أتوا منزل
الزهراء ( عليها السلام ) ، وطرقوا الباب
وإذا بالباب قد فتح ، وإذا بعلي ( عليه السلام )
قد خرج ، وهو شديد الحزن على رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما رآهم ،
قال :
أيها اليهود تريدون عدتكم من رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) . قالوا : نعم ، فخرج معهم ، وساروا
إلى ظاهر المدينة إلى الجبل الذي صلى عنده رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما رأى مكانه ،
تنفس الصعداء
وقال :
بأبي أنت وأمي من رأى بهذا الجبل ( منذ ) ( 1 )
هنيئة ، فصلى ركعتين ، فإذا بالجبل
قد انشق ، وخرج النوق منه ، وهي سبع نوق
فلما رأوا ذلك ، قالوا بلسان واحد : نشهد أن لا
إله إلا الله ، ، وأن محمدا عبده
ورسوله ، وأنك الخليفة من بعده ، وأن كلما جاء
من عند ربنا هو الحق ، وأنك خليفته
حقا ، ووصيه ، ووارث علمه
فجزاك الله وجزاه عن الاسلام خيرا ثم رجعوا إلى
بلادهم مسلمين موحدين . ( 2 )
(
103 )
(
حديث المناشدة )
وروي عن أمير المؤمنين أنه خطب ذات يوم ، وقال :
أيها الناس : انصتوا لما أقول رحمكم الله ، إن
الناس بايعوا أبا بكر وعمر
وأنا والله أولى منهما بوصية رسول الله ، وسكت -
وأنتم اليوم تريدون أن تبايعوا
‹
صفحة 118 ›
عثمان ، فإن فعلتم - وسكت -
والله ما تجهلون محلي ، ولا جهل من كان قبلكم
ولولا ذلك قلت مالا تطيقون
دفعه .
فقال الزبير : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال علي
( عليه السلام )
أنشدكم بالله : هل فيكم أحد وحد الله ، وصلى مع
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبلي ؟
أم هل فيكم أحد أعظم عند رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) مكانا مني ؟
أم هل فيكم من كان يأخذ ثلاثة أسهم : سهم
القرابة ، وسهم الخاصة ، وسهم
الهجرة أحد غيري ؟
أم هل فيكم أحد أخذ رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) بيده يوم غدير خم
وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه فليبلغ
الحاضر الغائب ، فهل كان فيكم أحد غيري ؟
أم هل فيكم من أمر بمودته في القرآن غيري حيث
يقول : * ( قل لا أسئلكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 1 ) ( هل قال
من قبل لأحد ) ( 2 ) غيري ؟
أم هل فيكم من وضع رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) في حفرته غيري ؟
أم هل فيكم من جاءته التعزية مع جبرئيل ( عليه
السلام ) ، وليس في البيت إلا أنا وفاطمة
والحسن والحسين
فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته ، إن في الله عزاء لكل
مصيبة ) ( 3 )
‹
صفحة 119 ›
فبالله تعولوا ، وإليه فارجعوا ، إنما المنقلب
لمن أراد الثواب غيري
أم هل فيكم من ترك بابه مفتوحا من قبل المسجد
بما أمر الله ، حتى قال عمر : يا
رسول الله ، أخرجتنا وأدخلته
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . : قال الله
عز وجل أدخله وأخرجكم غيري ؟
أم هل فيكم من قاتل وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل
عن شماله غيري ؟
أم هل فيكم من له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين
، سيدي شباب أهل
الجنة لأحد غيري ؟
أم هل فيكم من ناجى نبيه أحد غيري ؟ أم هل فيكم
من قال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
غيري ؟
أم هل فيكم من قال له النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) في حقه يوم خيبر : لأعطين
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 119 - 125
الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله كرارا غير
فرار يفتح الله على يديه بالنصر ،
فأعطاها أحدا غيري ؟
أم هل فيكم من قال فيه رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) يوم الطائر المشوي :
اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، ( فأتيت
أنا معه ) فأتاه أحد غيري ؟
أم هل فيكم من سماه الله عز وجل وليه غيري .
أم هل فيكم من طهره الله من الرجس في كتابه غيري
؟
أم هل فيكم من زوجه الله من السماء بفاطمة (
عليها السلام ) بنت رسوله غيري ؟
أم هل فيكم من باهل به النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) أحد غيري ؟
قال : فعند ذلك قام الزبير وقال : صح مقالتك ولا
ننكر منه شيئا
ولكن الناس بايعوا الشيخين ، ولم يخالفوا
الاجماع ، فلما سمع ذلك ، نزل وهو
يقول : * ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) * ( 1 )
( 2 )
‹
صفحة 120 ›
(
104 )
(
حديث علي عيبة علم النبوة )
-
وبالإسناد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، قال : دخل يهودي في زمن خلافة أبي
بكر
فقال له اليهودي : أنت خليفة رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال : نعم ، أما تنظرني في مقامه ومحرابه ،
فقال له : أني أسألك عن أشياء ، قال : اسأل عما
بدا لك ، وعما تريد .
قال له اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس
عند الله ، وعما لا يعلمه الله .
قال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي ،
قال : فعند ذلك هم المسلمون بقتل
اليهودي
وكان في من حضر ابن عباس ، فزعق ( 1 ) بالناس .
وقال له : يا أبا بكر ، ما أنصفتم الرجل ( 2 )
فقال : أما سمعت ما تكلم به ؟
قال ابن عباس : فإن كان حقا عندكم ، وإلا
فأخرجوه حيث شاء من الأرض .
قال : فأخرجوه وهو يقول : لعن الله قوما جلسوا
في غير مراتبهم ، يريدون قتل
النفس التي حرم الله بغير الحق
قال فخرج وهو يقول :
أيها الناس : ذهب الاسلام حتى لا تجيبوا عن
مسألة ، أين رسول الله ؟
قال : فتبعه ابن عباس
وقال له : ويلك اذهب إلى عيبة علم النبوة ، إلى
منزل علي ابن أبي طالب .
‹
صفحة 121 ›
قال : فعند ذلك أقبل أبو بكر والمسلمون في طلب
اليهودي ، فلحقوه في بعض
الطريق فاخذوه
وجاؤوا به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
فاستأذنوا عليه فأذن لهم ، فدخلوا وقد ازدحم
الناس ، قوم ينكرون ، وقوم يضحكون .
فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ، إن هذا اليهودي
سألني عن مسألة من مسائل الزنادقة
قال الإمام ( عليه السلام ) : ما تقول يا يهودي
؟ قال أسألك وتفعل بي ما فعلوا بي هؤلاء ؟
قال : وأي شئ أرادوا أن يفعلوا بك ؟ قال :
أرادوا أن يذهبوا بدمي .
قال الإمام : دع هذا واسأل عما شئت ، قال :
سؤالي لا يعلمه إلا نبي أو وصي نبي
قال : اسأل عما تريد ، قال : اليهودي أنبئني عما
ليس لله ، وعما ليس عند الله ،
وعما لا يعلمه الله ؟
قال : له علي ( عليه السلام ) : على شرط يا أخا
اليهود قال وما الشرط ؟
قال تقول معي قولا مخلصا : لا إله إلا الله ، محمد
رسول الله . قال : نعم ، يا مولاي .
قال : يا أخا اليهود ، أما ما ليس لله فليس له
صاحبة ولا ولدا ، قال صدقت يا مولاي
قال : وأما قولك عما ليس عند الله ، ليس عند
الله الظلم ، فقال : صدقت يا مولاي ،
قال : وأما قولك : عما ليس يعلمه الله ، ما يعلم
الله أن له شريكا ولا وزيرا وهو القادر
على ما يشاء ويريد .
قال : فعند ذلك قال : مد يدك فأنا أشهد أن لا
إله إلا الله ، وأن محمدا النبي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنك خليفته
حقا ، ووصيه ووارث علمه ، فجزاك الله عن الاسلام خيرا .
قال : فضج الناس عند ذلك ، فقام أبو بكر ورقى
المنبر
وقال : أقيلوني فلست بخيركم ، وعلي فيكم . قال :
فخرج عليه عمر
وقال : أمسك يا أبا بكر من هذا الكلام ، فقد
رضيناك لأنفسنا ثم أنزله عن المنبر
‹
صفحة 122 ›
فأخبر بذلك علي ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
105 )
(
حديث علي أمير المؤمنين )
-
وبالإسناد - يرفعه - إلى أبي ذر قال : ( رضي الله عنه )
أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن
نسلم على علي ( عليه السلام ) ، وقال : سلموا على أخي ،
وخليفتي ، ووارثي في قومي ، وولي كل مؤمن ومؤمنة
من بعدي
سلموا عليه بإمرة المؤمنين ، فإنه ولي كل من سكن
الأرض إلى يوم العرض ، ولو
قدمتموه لأخرجت لكم الأرض بركاتها
فإنه أكرم كل من عليها من كل أهلها ، قال أبو ذر
: فرأيت عمر قد تغير لونه
وقال : أحق من الله ؟ قال : نعم ، أمرني به ربي
ثم تقدم أبو بكر ، وقال : أحق من الله ؟ قال :
نعم ، أمرني به ربي ، وذلك حق من الله
أمرتكم به ،
فقام وسلم عليه بإمرة المؤمنين ، ثم أقبل على
أصحابهما وقالوا ما قالاه ( 2 )
(
106 )
(
حديث الشجرة )
-
وبالإسناد - يرفعه - أبو أمامة ( 3 ) الباهلي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) : إن الله
خلقني وخلق عليا ( عليه السلام ) من شجرة واحدة
‹
صفحة 123 ›
فأنا أصلها ، وعلي فرعها والحسن والحسين (
عليهما السلام ) ثمرها ، وشيعتنا ورقها ، ومن
تمسك بها نجى ، ومن تخلف عنها هوى . ( 1 )
(
107 )
(
حديث علي سيد الأوصياء )
وبالإسناد - يرفعه - إلى قتادة ، عن رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن النار افتخرت على الجنة ،
فقالت النار :
تسكنني الجبابرة والملوك ، وأنت تسكنك الفقراء
والمساكين .
فشكت الجنة إلى ربها ، فأوحى إليها : فاسكتي ( 2
) فإني أزينك يوم القيامة بأربعة
أركان : بمحمد سيد الأنبياء ، وعلي سيد الأوصياء
والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، وشيعتهم ،
في قصورك مع الحور
العين ( 3 )
‹
صفحة 124 ›
(
108 )
(
حديث علي خيرهم وأفضلهم )
-
وعن سليم ( 1 ) بن قيس - يرفعه - إلى أبي ذر الغفاري ، والمقداد ، وسلمان ( رضي
الله عنه ) .
قالوا : قال لنا أمير المؤمنين ( عليه السلام )
: قال مررت يوما بابن الصهاك ، قال :
قال لي : ما مثل محمد في أهل بيته ، إلا مثل
نخلة نبتت في كناسة ،
قال : فأتيت رسول الله ، فذكرت له ، فغضب رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غضبا شديدا ، فقام
مغضبا ، وصعد المنبر ففزعت الأنصار ولبسوا
السلاح ، لما رأوا من غضبه
ثم قال : ما بال أقوام يعيرون أهل بيتي ، وقد
سمعوني أقول في فضلهم ما قلت ،
وخصصتهم بما خصهم به الله ، وعلي ( عليه السلام
) فضله عند الله ، وكرامته وسبقته إلى
الاسلام ، فإنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي ، ( بلغني قول ) ( 2 )
من زعم أن مثلي في أهل بيتي كنخلة نبتت في كناسة
، إن الله تعالى خلق خلقا ،
ففرقهم فرقا ، فجعلني في خيرها شعبا
وجعل خيرها مثله ، فجعلها بيوتا فجعلني في خيرها
بيتا ، حتى حصلت في أهل
بيتي وعترتي وبني أبي وأبنائي ( 3 ) ، وأخي علي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ثم إن الله تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة ،
فاختارني منها
ثم اطلع ثانية ، فاختار منها أخي ، ووزيري
ووارثي ، وخليفتي ، ووصيي في أمتي ،
وابن عمي ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة بعدي
‹
صفحة 125 ›
فمن والاه فقد والى الله ، من عاداه فقد عادى
الله ، ومن أحبه فقد أحب الله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 125 - 132
ومن أبغضه فقد أبغض الله ، فلا يحبه إلا مؤمن ،
ولا يبغضه إلا كافر وهو رئيس
الأرض ومن سكنها ، وهو كلمة الله ، وعروته
الوثقى * ( يريدون أن يطفئوا نور الله
بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره
الكافرون ) * ( 1 )
أيها الناس ليبلغ مقالتي الشاهد منكم الغائب ،
اللهم اشهد عليهم .
وإن الله تعالى نظر إلى الأرض ثالثة
فاختار منها أحد عشر إماما من أهل بيتي
فهم خيار أمتي بعد أخي ، كلما نهض واحد ، قام
واحد ، كمثل نجوم السماء كلما
طلع واحد ، غاب نجم
أئمة هادون مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ،
ولا خذلان من خذلهم .
حجج الله في أرضه ، وشهداء الله على خلقه ، من
أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن
عصاهم فقد عصى الله ، هم مع القرآن ، والقرآن
معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم ، حتى
يردوا علي الحوض .
أولهم : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وهو
خيرهم وأفضلهم ، ثم ابناي الحسن
والحسين ، وفاطمة أمهما ، والتسعة من ولدهم (
عليهم السلام ) . .
ومن بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمي ، ثم حمزة
بن عبد المطلب .
أنا خير النبيين والمرسلين ، وعلي الوصي من أهل
بيتي ، خير بيوت النبيين ،
وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من أهل الجنة
والخلق أجمعين .
أيها الناس : أترجى شفاعتي لكم وأعجز ( 2 ) عن
أهل بيتي .
أيها الناس : ما من أحد يلقى الله غدا مؤمنا لا
يشرك به شيئا ، إلا أدخله الجنة ، ولو
‹
صفحة 126 ›
تكون ذنوبه كتراب الأرض .
أيها الناس : إني آخذ بحلقة باب الجنة .
ثم يتجلى لي الله عز وجل ، فأسجد بين يديه .
ثم يأذن لي في الشفاعة ، فلم أؤثر على أهل بيتي
أحدا .
أيها الناس : عظموا أهل بيتي في حياتي ، وبعد
مماتي ، وأكرموهم ، وفضلوهم
لا يحل لأحد غير أهل بيتي ، انسبوني من أنا ؟
قال : فقاموا إليه الأنصار ، وقد أخذوا بأيديهم
السلاح وقالوا : نعوذ بالله من غضب
الله وغضب رسوله
أخبرنا يا رسول الله ، من آذاك في أهل بيتك ،
حتى نضرب عنقه ؟
قال : فانسبوني من أنا ؟ أنا محمد بن عبد الله
بن عبد المطلب ، ثم انتهى بالنسب
إلى نزار
ثم مضى إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، ثم
مضى إلى نوح ( عليه السلام )
طينة آدم نكاح غير سفاح ، اسألوني فوالله لا
يسألن رجل إلا أخبرته عن نسبه ،
وعن أبيه
فقام إليه رجل ، فقال : من أنا يا رسول الله ؟
والغضب ظاهر في وجهه ،
فقال : أبوك غير الذي تدعى إليه ، قال : فقام
الرجل ، وارتد عن الاسلام .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - والغضب
ظاهر في وجهه - : ما يمنع هذا الرجل أن يعيب أهل
بيتي وأخي ووزيري وخليفتي من بعدي وولي كل مؤمن
ومؤمنة من بعدي
أن يقوم يسألني عن من في جنة أو نار ، قال :
فعندما ذكر ذلك خشي عمر على
نفسه أن يبدؤه رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ، ويفضحه بين الناس ، فقام وقال :
نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، اعف عنا ،
عفا الله عنك
واصفح عنا ، جعلنا الله فداك ، أقلنا أقالك الله
استرنا ، سترك الله .
فاستحيى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
، لأنه كان من أهل الحلم والكرم ، وأهل العفو ، ثم
‹
صفحة 127 ›
نزل . ( 1 )
(
109 )
(
حديث علي في علمه )
ومما رواه الحكم بن مروان ، قال : إنه نزلت على
عمر في زمان خلافته نازلة ، فقام
وقعد ونظر إلى من حوله ، وقال : معاشر المهاجرين
والأنصار ، ما تقولون في هذا
الأمر ؟ فقالوا : أنت أمير المؤمنين ، وخليفة
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والأمر بيدك ، فغضب من
ذلك ، وقال : أيها الناس : اتقوا الله وقولوا
قولا سديدا ،
ثم قال : والله لنعلم من صاحبها ، ومن هو أعلم
بها .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، كأنك أردت ابن أبي
طالب ؟
قال : أنى نعدل عنه ، وهل نفحت ( 2 ) حرة بمثله
؟ فقالوا : ( نأت ) ( 3 ) به يا أمير
المؤمنين .
فقال : هيهات تسمع أن هنا لشيخ من هاشم ، ونسب
من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا
يؤتى به فقوموا بنا إليه .
فقام عمر ومن معه فأتوا إليه ، فرأوه وهو يتوكل
على مسحاة وهو يقول :
*
( أيحسب الانسان أن يترك سدي ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة
فخلق فسوى ) * ( 4 ) ودموعه تجري على خديه
قال : فأجهش ( 5 ) القوم لبكائه ، ثم سكت وسكتوا
‹
صفحة 128 ›
وسأل عمر عن مسألته ، فأصدر عن جوابها ، فقال :
أم - والله - يا أبا الحسن ، لقد
أرادك الله للحق ، ولكن أبي قومك
فقال علي ( عليه السلام ) : يا أبا حفص ، عليك
من هنا ومن هناك * ( إن يوم الفصل كان
ميقاتا ) * ( 1 )
قال : فضرب عمر إحدى يديه على الأخرى ، وخرج
مربد اللون ، كأنما ينظر في
سواد .
وهذا الحديث من كتاب أعلام النبوة في القيامة
الأولى ، وهو في موقف
الأخلاطية . ( 2 )
(
110 )
(
حديث أن أهل البيت هم الصادقين )
وعن جماعة في قوله تعالى :
*
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) * . ( 3 )
قال جابر بن عبد الله الأنصاري - يرفعه عنه
بالإسناد : ( 4 ) ومع محمد وأهل
بيته . ( 5 )
‹
صفحة 129 ›
(
111 )
(
حديث علي هو الشاهد والمنادي والمؤذن )
وبالإسناد - يرفعه - إلى جابر . في قوله تعالى :
* ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه
شاهد منه ) * ( 1 ) قال : البينة : رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والشاهد هو علي ( عليه السلام ) .
وتفسير قوله تعالى : * ( و نادى أصحاب الجنة
أصحاب النار ) * ( 2 ) الآية :
*
( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) * .
وفيه حديث طويل ، قد ذكر أن عليا ( عليه السلام
) هو المنادي وهو المؤذن ، والمتقدم .
وكذلك في قوله تعالى : * ( واستمع يوم ينادي
المناد من كان قريب ) * ( 3 )
وفي قوله عز وجل * ( وكفى الله المؤمنين القتال
) * ( 4 ) بعلي ( عليه السلام ) .
وقد ذكروا فيه روايات كثيرة . ( 5 )
‹
صفحة 130 ›
(
112 )
(
حديث أن القرآن عجائب )
وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن القرآن ، قال :
إن فيه لعجائب ، وفي قوله تعالى :
*
( إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة والأولى ) * ( 1 ) ولكن قولا يغلب عليها
الجاحدون . ( 2 )
(
113 )
(
حديث علي هو الرادفة )
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى
: * ( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ) * ( 3 )
(
الراجفة ) الحسين ومأتمه ، والرادفة أبوه علي ( عليه السلام ) ، هو أول من ينفض
رأسه من
التراب مع الحسين في خمسة وسبعين ألفا ، أو ستين
ألفا ، وهو قوله عز وجل :
*
( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا . . . * ويوم يقوم الأشهاد يوم
لا
ينفع الظالمين معذرتهم ولهم سوء الدار ) * ( 4 )
( 5 )
(
114 )
(
حديث محبي علي في الجنة )
وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن الرجل
إذا صارت نفسه عند صدره وقت موته رأى
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول له
:
أنا رسول الله نبيك ، ثم يرى عليا ( عليه السلام
) ، فيقول له :
أنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنا الذي
كنت تحبني ، أنا أنفعك
‹
صفحة 131 ›
قال : فقلت : يا مولاي ، ومن يرى هذا يرجع إلى
الدنيا ، قال : إذا رأى هذا مات
قال : ذلك في القرآن * ( إن الذين آمنوا وكانوا
يتقون * لهم البشرى في الحياة
الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو
الفوز العظيم ) * ( 1 ) قال :
يبشره لمحبته لنا في الدنيا بالجنة والآخرة ،
وهي بشارة إذا رأى من الخوف . ( 2 )
(
115 )
(
حديث حق علي على الأمة )
قال أبو تمامة ( 3 ) بعد الإسناد ، عن أبي عبد
الله ( عليه السلام ) في ليلة الجمعة ، قال :
أقرأ ، فقرأت حتى بلغت * ( يوم لا يغني مولى عن
مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا
من رحم الله ) * . ( 4 )
فقال ( عليه السلام ) : نحن الذين يرحم الله
عباده بنا ، نحن الذين استثنى الله
ثم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) . : حق علي ( عليه السلام ) كحق الوالد على ولده . ( 5 )
(
116 )
(
حديث النبي وعلي أبوا هذه الأمة )
‹
صفحة 132 ›
وبالإسناد - يرفعه - إلى الأصبغ بن نباتة ، قال
: لما ضرب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الضربة
التي كانت وفاته فيها
اجتمع إليه الناس بباب القصر ، وكانوا يريدون قتل
ابن ملجم لعنه الله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 132 - 138
قال : فخرج الحسين ( عليه السلام ) وقال : معاشر
الناس : إن أبي أوصاني أن أترك قاتله إلى
يوم وفاته
قال : فإن كان له الوفاة ، وإلا نظر هو في حقه ،
فانصرفوا رحمكم الله
قال : فانصرف الناس ولم أنصرف .
قال : وخرج ثانية ، وقال : يا أصبغ ، أما سمعت
قولي عن قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - ؟
قلت : بلى ، ولكني إذا رأيت حاله ( ف ) - أ حببت
النظر إليه ، فأسمع منه حديثا ،
فاستأذن لي رحمك الله
فدخل ولم يلبث أن خرج ، وقال : ادخل . فدخلت . ،
فإذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) معصب بعصابة
صفراء ، وقد علا صفرة في وجهه على
تلك العصابة
فإذا هو يرفع فخذا ويضع أخرى ، من شدة الضربة ،
وكثرة السم .
فقال لي : يا أصبغ ، أما سمعت قول الحسين ( 1 )
( عليه السلام ) عن قولي ؟
قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، ولكني رأيتك في
حالة ، فأحببت النظر إليك ، وأن
أسمع منك حديثا
فقال لي : اقعد ، فلا أراك تسمع مني حديثا بعد
يومك هذا .
اعلم يا أصبغ ، أني أتيت رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) عائدا ، كما جئت إلى الساعة
فقال لي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اخرج يا
أبا الحسن ، فناد بالناس : الصلاة جامعة ، واصعد منبري ،
وقم دون مقامي بمرقاة
‹
صفحة 133 ›
وقل للناس : ألا من عق والديه ، فلعنة الله عليه
.
الا من أبق من مواليه ، فلعنة الله عليه .
ألا من ظلم أجيرا أجرته ، فلعنة الله عليه .
يا أصبغ ، فقلت ( 1 ) : ما أمرني به حبيبي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فقام من أقصى المسجد رجل ، وقال :
يا أبا الحسن ، تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن ،
فاشرحهن لنا ، فلم أردد جوابا ،
حتى أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وقلت له ما قال الرجل ؟
فقال الأصبغ : فأخذ بيدي علي ( عليه السلام )
وقال : يا أصبغ ، أبسط يدك ، فبسطت يدي
فتناول إصبعا من أصابع يدي
وقال : يا أصبغ ، كذا تناول رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) إصبعا من أصابع يدي ، كما تناولت
إصبعا من ( أصابعك ) . ( 2 )
ثم قال : يا أبا الحسن ، ألا وإني وأنت أبوا هذه
الأمة ، فمن عقنا فلعنة الله عليه .
الا وإني وأنت موليا هذه الأمة ، فعلى من أبق
عنا لعنة الله . ألا وأني وأنت أجيرا
هذه الأمة ، فمن ظلمنا أجرتنا ، فلعنة الله عليه
.
قال : فقل : آمين ، فقلت : آمين .
ثم قال الأصبغ : ثم أغمي عليه ( عليه السلام ) ،
ثم أفاق ، قال لي :
أقاعدا أنت يا أصبغ ؟ فقلت : نعم يا مولاي ،
فقال : أزيدك حديثا آخر ؟
قلت : نعم يا مولاي ، زادك الله مزيد خير ، قال
:
يا أصبغ ، لقيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) في بعض طرقات المدينة وأنا مغموم قد بين
‹
صفحة 134 ›
الغم في وجهي ، فقال :
يا أبا الحسن ، أراك مغموما ، ألا أحدثك بحديث
لا تغتم بعده أبدا ؟ فقلت : نعم .
قال : إذا كان يوم القيامة نصب الله لي منبرا
يعلو منابر النبيين والشهداء
ثم يأمرني الله أن أصعد فوقه ، ثم يأمرك الله
تصعد فوقه دوني بمرقاة
ثم يأمر الله ملكين فيجلسان دونك بمرقاة
فإذا استقللنا على المنبر ، فلا يبقى أحد من
الأولين الآخرين إلا يرانا ( 1 ) ، فينادي
الملك الذي دونك بمرقاة :
معاشر الناس : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم
يعرفني فأنا أعرفه بنفسي :
أنا رضوان خازن الجنان ، ألا إن الله بفضله
وكرمه وجلاله أمرني أن أدفع مفاتيح
الجنة إلى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وأن محمدا قد أمرني أن أدفعها إلى علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) ثم بعد ذلك يقول
الملك الذي تحت ذلك الملك بمرقاة
فيقول مناديا يسمع أهل الموقف :
معاشر الناس : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم
يعرفني فأنا أعرفه بنفسي :
أنا مالك خازن النيران ، ألا إن الله بفضله ومنه
وكرمه قد أمرني أن أدفع مفاتيح
النار إلى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وأن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أمرني
أن أدفعها إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاشهدوا لي
عليه أنه قد أخذ مفاتيح الجنان والنيران
ثم قال : يا علي ، فتأخذ بحجزتي ، وأهل بيتك
يأخذون بحجزتك .
وشيعتك يأخذون بحجزة أهل بيتك .
قال : وصفقت بكلتا يدي ، وقلت إلى الجنة يا رسول
الله ؟ قال : إي ورب الكعبة .
‹
صفحة 135 ›
قال الأصبغ : فلم أسمع من مولاي ( عليه السلام )
دون هذين الحديثين ، ثم توفي ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
117 )
(
حديث في حجة الوداع )
وبالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن عباس ،
وجابر بن عبد الله الأنصاري
قال جابر : ما كان بيني وبين رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) إلا رجل أو رجلان في حجة الوداع ،
وإنهما يسمعان رسول لله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) يقول :
هؤلاء يرجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضهم رقاب بعض
وأيم الله إن فعلتموه لتعرفوني ، فرأيتموني في
كتيبة إن كنت أضرب بها
وجوهكم .
قال : فسمع جبرئيل من خلفه ، فالتفت من قبل
مركبه من جانب الأيسر .
وقال : وعلي وعلي . قال : فنزلت هذه الآية : * (
فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون -
بعلي - أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم
مقتدرون ) * ( 2 ) ( 3 )
(
118 )
(
حديث ابن عباس وحسده لعلي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى ابن عباس . ، قال : ما
حسدت عليا شيئا مم سبق من سوابقه
أفضل من شئ سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) وهو يقول :
يا معشر قريش ، كيف أنت إذ كفرتم ، فرأيتموني في
كتيبة أضرب بها وجوهكم ؟
فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فغمزه ، وقال :
يا محمد ، قل :
إن شاء الله أو علي بن أبي طالب
‹
صفحة 136 ›
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إن شاء الله أو علي بن أبي طالب . ( 1 )
(
119 )
(
حديث نزول آية في علي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى الديلمي ، عن عمه ، عن
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال :
لما نزلت هذه الآية * ( فإما نذهبن بك فأنا منهم
منتقمون ) * . ( 2 )
قال : بعلي ( عليه السلام ) ، بذلك أخبرني
جبرئيل ( عليه السلام ) . ( 3 )
(
120 )
(
حديث الجمجمة )
وبالاسناد - يرفعه - إلى عمار بن ياسر ( رضي
الله عنه ) قال : لما سار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى
صفين ، وقف بالفرات وقال لأصحابه : أين المخاض ؟
( 4 )
فقالوا : أنت أعلم يا أمير المؤمنين ، فقال لبعض
أصحابه : امض إلى هذا التل ، وناد :
يا جلند ( 5 ) أين المخاض ؟ قال : فسار حتى وصل
التل ، ونادى :
يا جلند ؟ أين المخاض ؟ فأجابه من تحت الأرض خلق
عظيم ، فبهت ولم يدر
ماذا يصنع ؟ !
فأتى إلى الإمام ( عليه السلام ) فقال : يا
مولاي ، جاوبني خلق كثير
فقال ( عليه السلام ) : يا قنبر ، امض وقل : يا
جلند بن كركر ، أين المخاض ؟
قال : فمضى وقال ، فكلمه واحد ، وقال : يا ويلكم
، من قد عرف اسمي واسم أبي
‹
صفحة 137 ›
وأنا في هذا المكان وقد صرت ترابا ، وقد بقي قحف
( 1 ) رأسي عظم نخر ، ولي
ثلاثة آلاف سنة ، ولا يعلم أين المخاض ؟ فهو
والله أعلم مني
ويلكم ، ما أعمى قلوبكم ، وأضعف نفوسكم ، ويلكم
أمضوا إليه ، واتبعوه ، وأين
خاض خوضوا ، فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
فاعتبروا أيها المعتبرون ، وانظروا بعين اليقين
إلى هذه المعجزات والفضائل التي
ما جمعت في بشر سواه ( عليه السلام ) . ( 2 )
(
121 )
(
حديث علي أعلم بالتوراة والإنجيل )
بالإسناد - يرفعه - إلى سليم بن قيس ، قال :
دخلت على علي ( عليه السلام ) ، وهو في مسجد
الكوفة والناس حوله ، إذ دخل عليه رأس اليهود ،
ورأس النصارى فجلسا .
وقالت الجماعة : بالله عليك يا مولانا ، سلهم
حتى ننظر ماذا يعلمون ؟
قال ( عليه السلام ) لرأس اليهود يا أخا اليهود
، قال لبيك ، يا علي
قال : كم انقسمت أمة نبيكم ؟ قال : هو عندي في
كتاب مكتوب
قال ( عليه السلام ) : قاتل الله قوما أنت
زعيمهم ، يسأل عن أمر دينه ، فيقول : هو مكتوب
عندي في كتاب .
ثم التفت إلى رأس النصارى ، فقال له : كم انقسمت
أمة نبيكم ؟
قال : كذا وكذا ، فأخطأ فقال ( عليه السلام ) :
لو قلت مثل ما قال صاحبك ، لكان خيرا لك ،
تقول وتخطئ ولا تعلم
‹
صفحة 138 ›
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 138 - 143
ثم أقبل ( عليه السلام ) عند ذلك ، وقال :
أيها الناس : أنا أعلم من أهل التوراة بتوراتهم
، وأعلم من الإنجيل بإنجيلهم ،
وأعلم من أهل القرآن بقرآنهم
وأنا أخبركم على كم انقسمت به الأمم .
أخبرني به أخي وحبيبي وقرة عيني رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، حيث قال :
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، منها
سبعون في النار
وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصيه .
وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة ، منها
إحدى وسبعون في النار
وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصيه .
وستفترق أمة محمد إلى ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان
وسبعون فرقة في النار ،
وواحدة في الجنة ، وهي التي اتبعت وصيي .
وضرب بيده على منكب علي ( عليه السلام )
قال : اثنتان وسبعون فرقة ما حلت عقدة الله فيك
، فواحدة في الجنة ، وهي التي
إتخذت محبتك وهم شيعتك . ( 1 )
(
122 )
(
حديث فضائل علي على لسان سعد بن أبي وقاص )
-
وبالإسناد - يرفعه - إلى سليم ( بن قيس ) ، ( 2 ) أنه قال : لقيت سعد بن أبي
وقاص ، فقلت له : إني سمعت عليا يقول : سمعت
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، يقول :
اتقوا فتنة الأحبش ( 3 ) ، اتقوا فتنة سعد ،
فإنه يدعو إلى خذ لان الحق وأهله .
‹
صفحة 139 ›
فقال سعد : اللهم إني أعوذ بك أن أبغض عليا ، أو
يبغضني ، أو أقاتل عليا ، أو
يقاتلني ، أو أعادي عليا ، أو يعاديني .
إن عليا كانت له خصال ، لم يكن لأحد من الناس
مثلها .
إنه صاحب براءة حين قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) . : لا يبلغ عني إلا رجل مني .
وقال له يوم تبوك : أنت وصيي ، وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى غير النبوة .
وحين أمر بسد الأبواب إلى المسجد ، ولم يبق غير
بابه ، فسأل عمر أن يجعل له
بابا ولو روزنة صغيرة قدر عينيه ، فأبى رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فعند ذلك
قال : سددت أبوابنا وتركت باب علي ( عليه السلام
) . ؟ !
فقال : ما سددتها لكم أنا ولا فتحت بابه ، ولكن
الله تعالى سدها وفتح بابه .
ويوم آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
بين الصحابة ، كل رجل مع صاحبه وبقي هو فآخاه
من نفسه
وقال له : أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة
.
وحين ( خيبر ) انهزم جيش أبي بكر وعمر ، فغضب
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقال :
ما بال أقوام يلقون المشركين ثم يفرون ؟ لا عطين
الراية غدا رجلا يحب الله
ويحب رسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرار غير فرار
يفتح الله على يديه بالنصر ، فلما كان من الغد ،
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . : أين ابن عمي علي ؟
فجاءه وهو أرمد العين ، فوضع كريمه في حجره ،
وتفل في عينه ، ثم عقد له راية
ودعا له
فما انثنى حتى فتح الله خيبر على يديه ، وجاءه
بصفية بنت حي بن اخطب ،
فأعتقها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها .
وأعظم من ذلك يوم غدير خم ، أخذ رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) بيده ، وقال :
من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ،
وعاد من عاداه .
‹
صفحة 140 ›
أيها الناس : ليبلغ الشاهد منكم الغائب والحر
العبد .
فقال سليم : وأقبل على سعد إنما سلكت تقاتل نفسي
إن كان سيفي لا فصل
عدت فيه لم أزعم أني مخطئ ما هو مبني بل هو مبني
، بل هو الحق والحق . ( 1 )
(
123 )
(
حديث الصحيفة )
-
وبالإسناد - يرفعه - إلى سليم بن قيس ، أنه قال : لما قتل الحسين ( عليه السلام )
بكى ابن
عباس بكاء شديدا
ثم قال : ما لقيت عترة النبي ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) من هذه الأمة بعد نبيها ؟ !
اللهم إني أشهدك أني لعلي ( عليه السلام ) ولي
ولولده ولي ، ولأعدائهم عدو ، ولولدهم
برئ ، وأني مسلم لأمرهم
ولقد دخلت على ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) بذي قار
قال : فأخرج لي صحيفة أملاها رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، وخطها بيده
فقلت : يا أمير المؤمنين ، اقرأها علي ، فقرأها
وإذا فيها كل شئ ، منذ قبض رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى يوم قتل
الحسين
ومن يقتله ، ومن ينصره ، ومن يستشهد معه ، وبكى
بكاء شديدا وأبكاني ، وكان
فيما قرأه :
كيف يصنع به ، وكيف تستشهد معه فاطمة ، وكيف
يستشهد الحسن ( عليه السلام ) ، وكيف
تغدر به الأمة
فلما قرأ مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، . و من
يقتله ، أكثر البكاء ، وأدرج الصحيفة ، وفيها ما كان
أو يكون إلى يوم القيامة
وكان فيما قرأه أمر أبي بكر وعمر وعثمان ، وكم
يملك كل انسان منهم
‹
صفحة 141 ›
وكيف بويع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
ووقعة الجمل ، ومسير طلحة وعائشة والزبير ،
ووقعة صفين ، ومن يقتل بها ، ووقعة النهروان
وأمر الحكمين ، وملك معاوية ، ومن يقتل من
الشيعة ، وما يصنع الناس بالحسن ،
وأمر يزيد بن معاوية ، حتى انتهى إلى مقتل
الحسين ( عليه السلام ) .
فسمعت ذلك ثم كان كلما قرأ ، لم يزدد ولم ينقص ،
ورأيت خطه في الصحيفة لم
يتغير ولم يظفر ( 1 )
فلما درج الصحيفة ، قلت : يا أمير المؤمنين ، لو
كنت قرأت علي بقية هذه
الصحيفة ، قال : لا
ولكني محدثك بما يمنعني فيها ، ما يلقى أهل بيتي
من أهل بيتك وولدك أمر
فظيع من قتلهم لنا ، وعداوتهم لنا ، وسوء ملكهم
، وقدرتهم ، أكره أن تسمعه فتغتم ،
ولكني أحدثك بأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) عند موته ( أخذ ) ( 2 ) بيدي ففتح لي ألف باب من
العلم ، وفتح لكل باب ألف باب ، وأبو بكر وعمر
ينظرون بما قال لي ، فحركا أيديهما ،
ثم حكيا قولي ، ثم وليا يرددان قولي ويخطران
بأيديهما
فقال : يا بن عباس إن ملك بني أمية إذا زال :
أول ما يملك من بني هاشم ولدك ،
فيفعلون الأفاعيل .
فقال ابن عباس : يكون نسخي ذلك الكتاب أحب إلى
مما طلعت عليه
الشمس . ( 3 )
‹
صفحة 142 ›
(
124 )
(
حديث لم أزل مظلوما )
-
وبالإسناد - يرفعه - إلى سليم بن قيس ، أنه قال : سمعت عليا يوم الجمل ويوم
صفين يقول :
إني نظرت فلم أجد إلا الكفر بالله ، والجحود بما
أنزل الله ، بمعالجة الأغلال في
نار جهنم ، أو قتال هؤلاء ، ولم أجد أعوانا على
ذلك .
وإني لم أزل مظلوما منذ قبض رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ، ولو وجدت قبل الناس أعوانا
على إحياء الكتاب والسنة
كما وجدت اليوم لنا لم يسعني القعود . ( 1 )
(
125 )
(
حديث علي في كتب الأنبياء )
وعن سليم بن قيس : أنه قال : أقبلت من صفين مع
علي ( عليه السلام ) ، فنزل العسكر قريبا
من دير نصراني
قال : فخرج علينا من الدير شيخ كبير ، جميل
الوجه ، حسن الهيئة ، ومعه كتاب في
يده
قال : فجعل يتصفح الناس ، حتى أتى عليا ( عليه
السلام ) ، فسلم عليه بالخلافة
قال : إني رجل من نسل حواري عيسى ( عليه السلام
) ، وكان أفضل حواريه الاثني عشر ،
وأحبهم إليه ، وأقربهم عنده
وأوصى إليه عيسى ( عليه السلام ) ، وأعطاه كتبه
، وعلمه الحكمة ، فلم يزل أهل بيته على
دينه مستمسكين عليه ، ولم يبدل ولم يزدد ، ولم
ينقص ،
‹
صفحة 143 ›
وتلك الكتب عندي بإملاء عيسى ، وخط الأنبياء ،
فيها كل شئ
يفعل الناس ملك ملك وكم يملك وكم يكون في زمان
منهم ،
ثم إن الله تعالى يبعث في العرب رجلا من ولد
إسماعيل بن إبراهيم خليل الله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 143 - 148
من أرض تهامة ، من قرية يقال لها : " مكة
" نبيا يقال له : " أحمد " له اثني عشر وصيا
فذكر مبعثه ومولده ومهاجره ، ومن يقاتله ، ومن
ينصره ، ومن يعاديه ، ومن يعاونه ،
وكم يعيش وما تلقى أمته ( بعده ) من بعده من
الفرقة والاختلاف .
وفيه تسمية كل إمام هدى ، وكم إمام ضلال إلى أن
يظهر المسيح ( عليه السلام ) من السماء ،
في ذلك الكتاب أربعة عشر اسما من نسل إسماعيل بن
إبراهيم خليل الله :
خير خلق الله ، وأحبهم إليه ، الله ولي من
والاهم ، وعدو من عاداهم
ومن أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن أطاعهم فقد
اهتدى واعتصم ، طاعتهم لله
رضى ، معصيتهم لله معصية .
مكتوبين بأسمائهم ، ونسبهم ، وكم يعيش كل واحد
بعد واحد ؟
وكم رجل يستسر بدينه ؟ ويكتتم من قومه ، ويظهر
منهم ، ومن يملك وينقاد له
الناس ، حتى ينزل عيسى ( عليه السلام ) على
آخرهم
فيصلي عيسى خلفه في الصف ، أولهم أفضلهم ،
وآخرهم له مثل أجورهم ،
وأجور من أطاعهم واهتدى بهداهم .
أولهم أحمد رسول الله ، اسمه محمد بن عبد الله ،
ويس ، وطه ، ونون ،
والفاتح ، الخاتم ، والحاشر ، والعاقب ، والسائح
، والعابد ، وهو نبي الله ، وخليل الله ،
وحبيب الله ، وصفوته ، وخيرته ، ويراه الله
بعينه ، ويكلمه بلسانه .
إذ ذكر ، وهو أكرم خلق الله على الله ، وأحبهم
إلى الله ، لم يخلق ملك مقرب ، ولا
نبي مرسل من عصر آدم أقرب إليه ، ولا أحب إلى
الله منه ، .
يقعده الله يوم القيامة بين يدي عرشه ، ويشفعه
في كل من شفع له ، وباسمه جرى
القلم في اللوح المحفوظ وفي أم الكتاب بذكره
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، صاحب
‹
صفحة 144 ›
اللواء يوم القيامة يوم الحشر الأكبر .
وأخوه ووصيه ووزيره ، وخليفته في أمته ، ولي كل
مؤمن ومؤمنة بعده
ثم أحد عشر من ولده من بعده من ابنة محمد .
فاطمة ، أول ولديهما مثل ابني
هارون وموسى وشبير وشبر ، وتسعة من ولدهم واحد
بعد واحد آخرهم الذي يأم
بعيسى بن مريم . وفيه تسمية أبنائهم ومن يظهر
منهم
ثم يملأ الأرض قسطا وعدلا ، ويملؤون ما بين
المشرق والمغرب ، حتى يظفرهم
الله على الأديان كلها .
فلما بعث هذا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
( أتاه أبي ) ( 1 ) وآمن به وصدقه وكان شيخا كبيرا ،
فلما أدركته الوفاة قال لي : إن خليفة محمد -
الذي هو في هذا الكتاب بعينه - ( 2 )
سيمر بك إذا مضت عدة أئمة الضلال والدعاة إلى
النار ، وهم عندي يسمون
بأسمائهم وقبائلهم ، وهم فلان وفلان وفلان ، وكل
واحد منهم
فإذا جاء الذي كان له الحق عليهم ، فاخرج إليه
وبايعه وقاتل معه فإن الجهاد معه ،
كالجهاد مع رسول الله
والموالي له كالموالي لله ، والمعادي له
كالمعادي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
يا أمير المؤمنين ، مد يدك حتى أبايعك ، فأنا
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وأنك خليفته في أمته ، وشاهده في خلقه ، وحجته
على عباده ، وخليفته في
الأرض ، وأن الاسلام دين الله ، وإني أبرأ إلى
الله من كل من خالف دين الاسلام ، وإنه
دين الله الذي اصطفاه وارتضاه لأوليائه ، وإن
دين الاسلام دين عيسى ( عليه السلام ) ، ومن كان
قبله من الأنبياء والمرسلين ، الذين دان لهم من
مضى من آبائي
‹
صفحة 145 ›
وإني أتولى وليك ، وأبرأ من عدوك .
وأتولى الأئمة الإحدى عشر من ولدك ، وأتبرأ من
عدوك وعدوهم ومن خالفهم ،
وأبرأ ممن ظلمهم وجحدهم حقهم من الأولين
والآخرين .
فعند ذلك ناوله ( عليه السلام ) يده وبايعه ،
وقال : أرني كتابك فناوله إياه
فقال لرجل من أصحابه : قم مع هذا الرجل فانظر به
ترجمانا يفهم كلامه فينسخه
لك كتابا .
ثم بينه مفسرا فأتنا به مفسرا بالعربية ، فلما
أتوا به قال ( عليه السلام ) : لولده الحسين ( عليه السلام )
آتني بذلك الكتاب الذي دفعته ( 1 ) إليك ، فإنه
خطي بيدي ، أملاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
فقرأه ، فما خالف حرف حرفا ، لا فيه تأخير ، ولا
تقديم ، كأنه إملاء واحد على رجل
واحد .
فعند ذلك علي ( عليه السلام ) حمد الله وأثنى
عليه ، قال :
الحمد لله الذي جعل ذكري عنده وعند أوليائه وعند
رسله ولم يجعله عند
أولياء الشيطان وحزبه .
فعند ذلك فرح من شيعته من حضر من المؤمنين
وساء ذلك من كان حزبه من المنافقين ، حتى ظهر في
وجوههم وألوانهم . ( 2 )
(
126 )
(
حديث المفاخرة )
وبالاسناد - يرفعه - إلى سلمان الفارسي ،
والمقداد ، وأبي ذر ، قالوا :
إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
. فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . : .
يا علي ، فاخر أهل الشرق والغرب والعرب والعجم .
‹
صفحة 146 ›
فأنت أقربهم نسبا ، وابن عم رسول الله ، وأكرمهم
نفسا وأكرمهم ( 1 ) رفعة ،
وأكرمهم ولدا ، وأكرمهم أخا ، وأكرمهم عما
وأعظمهم حلما ، وأعظمهم حكما ،
وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم غنا في
نفسك ومالك .
وأنت أقرأهم لكتاب الله عز وجل ، وأعلاهم نسبا ،
وأشجعهم في لقاء الحرب
قلبا ، وأجودهم كفا ، وأزهدهم في الدنيا ،
وأشدهم جهادا ، وأحسنهم خلقا ،
وأصدقهم لسانا ، وأحبهم إلى الله وليا .
وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبد الله .
وتصبر على ظلم قريش لك ، ثم تجاهد في سبيل الله
.
إذا وجدت أعوانا فقاتل على تأويل القرآن ، كما
قاتلت على تنزيله ، ثم تقتل
شهيدا وتخضب لحيتك من دم رأسك قاتلك يعدل عاقر
ناقة صالح في البغضاء لله ،
والبعد من الله .
يا علي ، إنك بعدي مغلوب ، فاصبر في الأذى في
الله ، وفي محتسبا ، أجرك غير
ضائع
فجزاك الله عن الاسلام خيرا بعدي . ( 2 )
(
127 )
(
حديث علي الصديق الأكبر )
وبالإسناد - يرفعه - إلى سلمان ، وأبي ذر ،
والمقداد : أنهم أتاهم رجل مسترشد في
زمن خلافة عمر بن الخطاب ، وهو رجل من أهل
الكوفة ، فجلس
وقال : اللهم إني أتيت مسترشدا ، فقالوا : عليك
بكتاب الله فألزمه ، وعلي بن أبي
طالب
‹
صفحة 147 ›
فإنه مع الكتاب لا يفارقه ، فإنا نشهد بأنا
سمعنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه يقول :
إن عليا مع الحق ، والحق معه كيف ما دار ،
فإنه أول من آمن بي ، وإنه أول من يصافحني يوم القيامة
، وهو الصديق الأكبر
الفاروق الأعظم ، والفارق بين الحق والباطل ، هو
وصيي ، ووزيري وخليفتي في
أمتي من بعدي ، يقاتل على سنتي .
فقال لهم : ما بال الناس يسمون أبا بكر الصديق ،
وعمر الفاروق .
فقالوا : الناس تجهل حق علي ( عليه السلام ) كما
جهلوا خلافة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وجهلوا حق أمير المؤمنين وما هو لهما باسم ،
لأنه اسم لغيرهما
والله إن عليا هو الصديق الأكبر ، والفاروق
الأزهر ، وإنه خليفة رسول الله ، وإنه
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمرنا وأمرهم به
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فسلمنا عليه جميعا ، وهو معنا ،
يأمر بإمرة المؤمنين . ( 1 )
(
128 )
(
حديث إطاعة أهل البيت إطاعة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وبالإسناد - يرفعه - إلى علي ( عليه السلام ) ،
أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : احذروا على
دينكم من ثلاثة رجال :
رجل قرأ القرآن ، حتى إذا أدار عليه بمهجته كاره
الإيمان على غيره إلى ما يشاء ،
اخترط على أخيه المسلم ، ورماه بالشرك ،
فقلت : يا رسول الله ، أيهما أولى بالشرك ؟ فقال
: الراجي به منهما
ورجل محقته الأحاديث كلما انقطعت أحدثوه كدت
أطول منها أن يدرك الرجل
يتبعه .
ورجل أتاه سلطان ، فزعم أن طاعته طاعة الله ،
ومعصيته معصية الله كذب لا
‹
صفحة 148 ›
طاعة المخلوق في معصية الخالق ، لا طاعة لمن عصى
الله إنما الطاعة لله
ورسوله وأولي الأمر الذين قرنهم الله
بطاعته وطاعة نبيه ، فقال : * ( أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 )
لأن الله أمر بطاعة أولي الأمر ، لأنهم معصومون
مطهرون لا يأمرون بمعصية الله ، فهم
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 148 - 153
أولو الأمر ، الطاعة لهم مفروضة من الله ، ومن
رسوله ، لا طاعة لأحد سواهم ، ولا
محبة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
إلا لهم . ( 2 )
(
129 )
(
حديث معجزة لعلي )
بالإسناد - يرفعه - إلى أبي جعفر ميثم التمار .
قال : كنت بين يدي أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) في جامع الكوفة ،
والناس مجتمعون في جماعة من أصحابه وأصحاب
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو
كأنه البدر بين الكواكب . ،
إذ دخل علينا من الباب رجل طويل ، عليه قباء خز
أدكن ( 3 ) ، وقد اعتم بعمامة
أتحمية ( 4 ) صفراء
وهو متقلد بسيفين فدخل ، وبرك من غير سلام ، ولم
ينطق بكلام فتطاولت إليه
الأعناق
ونظرت إليه بالآماق ، وقد وقف عليه الناس من
جميع الآفاق ومولانا أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) لا يرفع رأسه إليه .
فلما هدأت من الناس الحواس ، أفصح عن لسانه ،
كأنه أحد حسام جذب من
غمده ،
‹
صفحة 149 ›
وقال : أيكم المجتبى في الشجاعة ، والمعتم
بالبراعة .
وأيكم المولود في الحرم ، العالي في الشيم ،
والموصوف بالكرم ؟
أيكم الأصلع الرأس ، والثابت الأساس ، والبطل
الدعاس ( 1 ) والمضيق للأنفاس ،
الآخذ بالقصاص ؟
أيكم غصن أبي طالب الرطيب ، و بطله المهيب ،
والسهم المصيب ، والقسم
النجيب ؟
أيكم خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) الذي نصره في زمانه ، اعتز به سلطانه ، وعظم به
شأنه ؟
أيكم قاتل عمرو بن عبد ود ؟
فعند ذلك رفع أمير المؤمنين ( عليه السلام )
رأسه إليه ،
وقال : يا سعيد بن الفضل بن مدركة بن نجبة بن
الصلت بن الحارث بن زعر بن
الأشعث بن أبي السمعمع ( 2 ) الرومي
اسأل عما شئت ، فأنا عيبة علم النبوة ، قال :
قد بلغنا عنك أنك وصي رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) ، وخليفته على قومه من بعده ، وأنك
مجلي المشكلات .
وأنا رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم :
العقيمية ، وقد حملوني ميتا قد
مات من مدة .
وقد اختلفوا في سبب موته ، وهو بباب المسجد ،
فإن أحييته علمنا أنك صادق نجيب الأصل
وتحققنا أنك حجة الله في أرضه ، وخليفته على
عباده ، وإن لم تقدر على ذلك
‹
صفحة 150 ›
رددناه إلى أهله
وعلمنا أنك تدعي غير الصواب ، وتظهر من نفسك ما
لم تقدر عليه . ،
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا ميثم ،
اركب بعيرك ، وناد في شوارع الكوفة ومحالها
وقل :
من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله عليا أخا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وزوج ابنته من العلم
الرباني
فليخرج إلى النجف فأسرع الناس إلى النجف . ،
فقال الإمام : يا ميثم هات الأعرابي وصاحبه ،
فخرجت فرأيته راكبا تحت القبة
التي فيها الميت
فأتيت بهما ( 1 ) إلى النجف ، فعند ذلك قال علي
( عليه السلام ) :
يا أهل الكوفة ، قولوا فينا ما ترونه منا ،
وارووا ما تشاهدونه منا ،
ثم قال : يا أعرابي ، أبرك الجمل ( 2 ) ، ثم أخرج
صاحبك أنت وجماعة من
المسلمين
قال ميثم : فأخرج تابوتا من الساج ، وفيه وطاء
ديباج ، ( 3 ) فحل منه بدرة من اللؤلؤ
وفيها غلام أول ما نم عذاره ( 4 ) على خدوده ،
وله ذوائب كذوائب المرأة الحسناء ، .
فقال علي ( عليه السلام ) : كم لميتكم هذا ؟
فقالوا أحد وأربعون يوما .
فقال : ما كان سبب موته ؟ ( 5 ) فقال الأعرابي :
يا فتى ، إن أهله يريدون أن تحييه
ليخبرهم من قتله
‹
صفحة 151 ›
إنه بات سالما ، وأصبح مذبوحا من أذنه إلى أذنه
، ويطالب بدمه خمسون رجلا
(
يقصد ) بعضهم بعضا
فاكشف الشك والريب يا أخا محمد ، .
قال الإمام ( عليه السلام ) : قتله عمه ، لأنه
زوجه بنته فخلاها ، وتزوج غيرها ، فقتله حنقا . ( 1 )
فقال الأعرابي : لسنا نقنع بقولك ، فإنا نبغي أن
يشهد لنفسه عند أهله من قتله
ليرتفع السيف ، والفتنة ، والقتال .
فعند ذلك قام علي ( عليه السلام ) فحمد الله ،
وأثنى عليه ، وذكر النبي فصلى عليه ،
وقال : يا أهل الكوفة ، ما بقرة بني إسرائيل عند
الله أجل مني قدرا ، وأنا أخو
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وإنها أحيت ميتا بعد سبعة أيام ، ثم دنا من
الميت
وقال : إن بقرة بني إسرائيل ضرب ببعضها الميت
فعاش
وأنا لا أضربه ببعضي إلا أن بعضي خير من البقرة
، ثم هزه برجلة ، وقال : قم بإذن
الله يا مدركة بن ( 2 ) حنظلة بن غسان بن بحير
بن سلامة بن الطيب ( 3 ) بن الأشعث
فقد أحياك الله على يد علي بن أبي طالب وصي رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
قال ميثم التمار : فنهض غلام أضوء من الشمس
أضعافا ، وأحسن من القمر أو
صافا
وقال : لبيك لبيك يا حجة الله على الأنام
المتفرد بالفضل والإنعام
فقال : من قتلك ؟ قال : قتلني عمي الحارث بن
غسان .
قال له : انطلق إلى قومك ، وأخبرهم بذلك . ،
قال : يا مولاي ، لا حاجة لي إليهم ، أخاف أن
يقتلوني مرة أخرى ، ولا يكون عندي
‹
صفحة 152 ›
من يحييني .
قال : فالتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى صاحبه
، وقال له : امض إلى أهلك فأخبرهم ،
قال : يا مولاي ، والله ما أفارقك حتى يأتي الله
بالأجل من عنده . ( 1 )
فلعن الله من اتضح له الحق ، فجعل بينه وبين
الحق سترا ،
ولم يزل مع علي ( عليه السلام ) ، حتى قتل بصفين
.
ثم إن أهل الكوفة رجعوا إلى الكوفة ، واختلفوا
أقوالا فيه ( عليه السلام ) ( 2 ) .
(
130 )
(
حديث علي أعلم الناس )
وبالإسناد - يرفعه - إلى عبد الملك بن سليمان ،
قال : وجد في قبر الزمارمي فيه
رق مكتوب ، تاريخه ألف ومائتا سنة ، بخط
السرياني ، وتفسيره بالعربية :
قال : فلما وقعت المشاجرة بين موسى بن عمران
والخضر ، في قوله تعالى في
سورة الكهف في قصة السفينة والغلام والجدار .
ورجع إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعلمه عن
الخضر ( عليه السلام ) .
فقال : علم لا يضر حمله ( 3 ) ، ولكن كان ما هو
أعجب من ذلك .
قال : وما هو أعجب ؟ قال : فبينما نحن على شاطئ
البحر وقوف
وإذا قد أقبل
طائر على هيئة الخطاف ، فنزل على البحر ، وأخذ
بمنقاره فرمى به إلى الشرق
ثم أخذ ثانية فرمى بها إلى الغرب ، ثم أخذ ثالثة
فرمى بها إلى الشمال
ثم أخذ رابعة فرمى بها إلى الجنوب
ثم أخذ خامسة فرمى بها إلى السماء
‹
صفحة 153 ›
ثم أخذ سادسة ورمى بها إلى الأرض ، ثم أخذ مرة
أخرى فرمى بها إلى البحر .
وجعل يرفرف وطار ، فبقينا ( مبهوتين ) ( 1 ) لا
نعلم ما أراد الطائر بفعله
فبينما نحن كذلك ، إذ بعث الله ملكا في صورة
آدمي ، فقال : ما لي أراكم مبهوتين .
قلنا : فيما أراد الطائر بفعله ، قال : ما
تعلمان ما أراد ؟ قلنا : الله أعلم .
قال : إنه يقول : وحق من شرق المشرق ، وغرب
المغرب ، ورفع السماء ، ودحى
الأرض
ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا أسمه محمد ( صلى
الله عليه وآله وسلم )
وله وصي أسمه علي ( عليه السلام ) وعلمكما جميعا
في علمه ، مثل هذه القطرة في هذا
البحر . ( 2 )
(
131 )
(
حديث إطاعة أهل البيت )
بالإسناد ( 3 ) - يرفعه - إلى جابر بن عبد الله
الأنصاري ، أنه قال :
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
جالسا في المسجد إذ أقبل علي ( عليه السلام ) والحسن عن
يمينه ، الحسين عن شماله
فقام النبي وقبل عليا ولزمه إلى صدره ، وقبل
الحسن أجلسه على فخذه الأيمن ،
وقبل الحسين وأجلسه على فخذه الأيسر ،
ثم جعل يقبلهما ويرشف ( 4 ) شفتيهما ، ويقول :
بأبي أبوكما وبأمي أمكما .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 153 - 159
ثم قال : أيها الناس : إن الله سبحانه وتعالى
باهى بهما ، وبأبيهما وأمهما وبالأبرار
‹
صفحة 154 ›
من ولدهما الملائكة جميعا
ثم قال :
اللهم إني أحبهما وأحب من يحبهما .
اللهم من أطاعني فيهم وحفظ وصيتي فارحمه برحمتك
يا أرحم الراحمين ،
فإنهم أهلي والقوامون بديني ، والمحيون لسنتي
والتالون لكتاب ربي ، فطاعتهم
طاعتي ومعصيتهم معصيتي . ( 1 )
(
132 )
(
حديث الحدائق )
بالإسناد ( 2 ) عن جابر ، عن أمير المؤمنين (
عليه السلام ) ، قال : خرجت أنا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
إلى الصحراء
فلما صرنا في الحدائق بين النخل ، صاحت نخلة
بنخلة :
هذا محمد المصطفى ، وهذا علي المرتضى .
ثم صاحت ثالثة برابعة : هذا موسى ، وذا هارون
ثم صاحت خامسة بسادسة :
هذا خاتم النبيين ، وذا خاتم الوصيين ، وعند ذلك
تبسم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وقال : أما سمعت يا أبا الحسن ؟ قلت : بلى ، يا
رسول الله . قال : ما تسمى هذا
النخل ؟
قال : الله رسوله أعلم ، قال : فسمها الصيحاني ،
لأنها صاحوا بفضلي وفضلك . ( 3 )
‹
صفحة 155 ›
(
133 )
(
حديث فضل علي على هذه الأمة )
بالإسناد ( 1 ) - يرفعه - إلى جعفر بن محمد (
عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين ،
عن أبيه ( عليه السلام )
أنه قال : حدثنا عمر بن الخطاب ، قال :
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يقول : فضل علي ( عليه السلام ) على هذه الأمة كفضل شهر
رمضان على سائر الشهور
(
وفضل علي على هذه الأمة ، كفضل ليلة القدر على سائر الليالي ) ( 2 )
وفضل علي على هذه الأمة كفضل الجمعة على سائر
الأيام فطوبى لمن آمن به
وصدق بولايته
والويل كل الويل لمن جحده وجحد حقه ، حق على
الله ألا ينيله شيئا من روائح
الجنة يوم القيامة ، ولا تناله شفاعة محمد ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) . ( 3 )
‹
صفحة 156 ›
(
134 )
(
حديث من اعتصم بأهل البيت فقد نجى )
بالإسناد ( 1 ) - يرفعه - إلى الصادق ( 2 ) (
عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه
الحسين ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
فاطمة مهجتي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور
بصري ، والأئمة من ولدها أمنائي
وحبلي الممدود
فمن اعتصم بهم فقد نجى ، ومن تخلف عنهم فقد هوى
. ( 3 )
(
135 )
(
حديث الملائكة يأتون قبر علي )
بالإسناد - يرفعه - عنهم ( عليهم السلام ) عن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال :
ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وأنه ينزل
من كل سماء في كل يوم سبعون
ألف ملك ، يطوفون بالبيت ليلتهم ، حتى إذا طلع
الفجر
ينصرفون إلى قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) ، ثم يأتون إلى قبر علي ( عليه السلام ) فيسلمون عليه
ثم يعرجون إلى السماء قبل طلوع الفجر ، ثم
ينزلون عوضهم في النهار
ثم يعرجون قبل مغيب الشمس ،
والذي نفسي بيده إن حول قبر ولدي الحسين ( عليه
السلام ) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا
يبكون عليه إلى يوم القيامة ، ورئيسهم يقال له :
منصور .
‹
صفحة 157 ›
وإن الملائكة لمن يزوره ، ولا يزوره زائرا إلا
استقبلوه ، ولا ودعه مودع إلا شيعوه
ولا مرض عنده مريض إلا عادوه ، ولا يموت ميت إلا
صلوا عليه ، واستغفروا له
بعد موته . ( 1 )
(
136 )
(
حديث في بغض علي )
بالإسناد - يرفعه - إلى ابن عباس ، قال :
رفع الله القطر عن بني إسرائيل ، بسوء رأيهم في
أنبيائهم ، وإن الله يرفع عن هذه
الأمة القطر ببغضهم لعلي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) ( 2 )
(
137 )
(
حديث حب علي فريضة )
بالإسناد - يرفعه - إلى سلمان الفارسي قال : كنا
عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذ دخل
علينا أعرابي ، فوقف علينا وسلم ، فرددنا عليه
السلام ،
فقال : أيكم البدر التمام ، والمصباح الظلام ،
محمد رسول الله الملك العلام ؟ أهو
هذا صبيح الوجه ؟ فقلنا : نعم . قال النبي ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) : يا أخا العرب ، اجلس ،
فقال : آمنت قبل أن أراك ، وصدقت بك قبل أن
ألقاك ، غير أنه بلغنا عنك أمر
قال : وأي شئ بلغكم عني ؟ قال : دعوتنا إلى
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنك
‹
صفحة 158 ›
محمد رسول الله ، فأجبناك ، ودعوتنا إلى الصلاة
والزكاة والصوم ، فأجبناك
ثم لم ترض عنا حتى دعوتنا إلى موالاة علي بن أبي
طالب ابن عمك ، ومحبتنا
إياه ، فرضتها أنت ؟ أن فرضها الله من السماء ؟
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بل
الله فرضها على أهل السماوات والأرض ؟
فلما سمع الأعرابي كلامه ، قال : سمعا وطاعة لما
أمرتنا به ، يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
فإنه الحق من عند ربنا .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أخا
العرب ، أعطيت في علي خمس خصال ، واحدة منهم خير
من الدنيا وما فيها
ألا أنبئك بها يا أخا العرب ؟ قال : بلى يا رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : كنت جالسا يوم بدر ، وقد نقصت عنا الأقوات
، فهبط جبرئيل ( عليه السلام )
وقال :
الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك : يا محمد ،
آليت على نفسي ، وأقسمت على
أني لا الهم حب علي بن أبي طالب ، إلا من أحبيته
، ومن أحبيته أنا ألهمته حب علي ،
ومن أبغضته ، ألهمته بغض علي ( عليه السلام ) .
يا أخا العرب ، ألا أنبئك بثانية ؟ قال : بلى يا
رسول الله .
قال : كنت جالسا بعدما فرغت من جهاز حمزة ، إذ
هبط علي جبرئيل
وقال : يا محمد ، الله يقرؤك السلام ويقول لك :
قد فرضت الصلاة ، ووضعتها عن المعتل بالجنون
وفرضت الصوم ، ووضعته عن المسافر ، وفرضت الحج ،
ووضعته عن المقل ،
وفرضت الزكاة ، ووضعتها عن المعدم
وفرضت حب علي بن أبي طالب على أهل السماوات
والأرض ، ولم اعط فيه
رخصة .
يا أعرابي ، ألا أنبئك بثالثة ؟ قال : بلى يا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
‹
صفحة 159 ›
قال : ما خلق الله شيئا إلا جعل له سيدا :
فالنسر سيد الطيور ، والثور سيد البهائم ،
والأسد سيد الوحوش
والجمعة سيد الأيام ، ورمضان سيد الشهور
وإسرافيل سيد الملائكة ، وآدم سيد البشر ، وأنا
سيد الأنبياء ، وعلي سيد
الأوصياء .
يا أخا العرب ، ألا أنبئك بالرابعة ؟ قال : بلى
يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
قال : حب علي ( عليه السلام ) شجرة في الجنة ،
وأغصانها في الدنيا ، فمن تعلق من أمتي
بغصن من أغصانها ، أوقعته في الجنة وبغض علي (
عليه السلام ) شجرة في النار ، وأغصانها في
الدنيا ، فمن تعلق بغصن من أغصانها ، أوقعته في
النار .
يا أعرابي ، ألا أنبئك بالخامسة ؟ فقال : بلى يا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،
قال : إذا كان يوم القيامة ينصب لي منبر عن يمين
العرش
ثم ينصب لإبراهيم ( عليه السلام ) منبر يحاذي
منبري عن يمين العرش ، ثم يؤتي بكرسي
عال مشرق زاهر يعرف بكرسي الكرامة
فينصب لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بين
منبري ومنبر إبراهيم ( عليه السلام
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 159 - 165
)
، فما رأت عيناي
بأحسن من حبيب بين خليلين .
يا أعرابي ، حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
حق ، وأن الله يحب محبه وهو معي يوم
القيامة
أنا وإياه في قصر واحد ، قال : فعند ذلك قال
الأعرابي :
سمعا وطاعة لله ولرسوله ولابن عمك علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) ولي الله ( 1 )
‹
صفحة 160 ›
(
138 )
(
حديث الخاتم )
بالإسناد يرفعه - إلى جابر بن عبد الله الأنصاري
( رضي الله عنه ) ، قال :
كنا جلوسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال ، عليه أثواب
رثة ( 1 ) والفقر بين عينيه
فلما دخل سلم ووقف بين يدي رسول الله ، وقال :
أتيتك والعذراء ( 2 ) تبكي برنة * وقد ذهلت أم
الصبي عن الطفل
واخت وبنتان وأم كبيرة * وقد كنت من فقري أخالط
في عقلي
وقد مسني فقر وذل وفاقه * وليس لنا شئ يمر ولا
يحلي ( 3 )
وما المنتهي إلا إليك مفرنا * وأين مفر الخلق
إلا إلى الرسل ( 4 )
قال : فلما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) ذلك بكى بكاء شديدا ، ثم قال لأصحابه :
معاشر المسلمين : إن الله ساق إليكم أجرا ، ( 5
) والجزاء من الله غرف في الجنة ،
تضاهي غرف إبراهيم الخليل ( عليه السلام )
فمن منكم يواسي هذا الفقير ؟
فلم يجبه أحد وكان في ناحية المسجد علي ( عليه
السلام ) يصلي ركعتين تطوعا ، كانت له
دائما .
فأومأ بيده إلى الأعرابي ، فدنا منه فدفع إليه
الخاتم من يده ، وهو في صلاته ،
‹
صفحة 161 ›
فأخذه الأعرابي ، وانصرف وهو يقول : ( 1 )
أنت مولى يرجى به من الله في الدنيا إقامة الدين
خمسة في الورى كلهم إنهم في الورى ميامين ( 2 )
ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتاه
الوحي عند ذلك جبرئيل ( عليه السلام ) نزل ونادى :
السلام عليك يا محمد ، ربك يقرئك السلام ، ويقول
: اقرأ
*
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا
فإن حزب الله هم الغالبون ) * ( 3 )
فعند ذلك قام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
قائما على قدميه ، وقال : معاشر المسلمين :
أيكم اليوم عمل خيرا ، حتى جعله الله ولي كل من
آمن ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما
فينا عمل خيرا سوى ابن عمك علي بن أبي طالب (
عليه السلام )
فإنه تصدق بخاتمه للأعرابي وهو في صلاته ،
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . : وجبت
الغرف لابن عمي ، قال : فعند ذلك قرأ عليهم الآية .
قال : فتصدق الناس على الأعرابي في ذلك اليوم ،
وولى ، وهو يقول ( 4 )
أنا مولى لخمسة * أنزلت فيهم السور
آل طه وهل أتى * فاقرؤوا يعرف الخبر
والطواسين بعدها * والحواميم والزمر
أنا مولى لهؤلاء * وعدو لمن كفر ( 5 )
‹
صفحة 162 ›
(
139 )
(
حديث الأسقف النجراني )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، أنه قال
: وفد الأسقف النجراني علي عمر
بن الخطاب ، لأجل أدائه الجزية ، فدعاه عمر إلى
الاسلام .
فقال له الأسقف : أنتم تقولون : إن لله جنة
عرضها كعرض السماء والأرض ، فأين
تكون النار ؟ قال : فسكت عمر ولم يرد جوابا .
فقالت الجماعة : أجبه يا أمير المؤمنين ، حتى لا
يطعن في الاسلام .
قال : فأطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ، حتى بقي
ساعة لا يرد جوابا ، فإذا
بباب المسجد رجل سنده ( عليه السلام ) بمنكبيه
فتأملوه فإذا هو عيبة علم النبوة علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) .
قال : فلما دخل ضج الناس عند رؤيته ، قال :
فقامت الجماعة على أقدامهم
وقال عمر بن الخطاب : أين كنت يا مولاي ، عن هذا
الأسقف الذي علانا منه
الكلام ؟
أخبره يا مولانا ، بالعجل قبل أن يرتد عن
الاسلام فإنك بدر التمام
ومصباح الظلام ، وابن عم رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) . ومعدن الإيمان ، وخير أنام ،
فعند ذلك جلس ( عليه السلام )
وقال : ما تقول يا أسقف ؟ قال : يا فتى ، تقولون
لله جنة عرضها السماوات والأرض ،
‹
صفحة 163 ›
فأين تكون النار ؟
قال له الإمام : أرأيت إذا جاء الليل ، أين يكون
النهار ؟
قال الأسقف : دعني ، يا فتى حتى أسأل هذا الفظ
الغليظ :
أنبئني يا عمر ، عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ،
ولم تطلع عليها من قبل ،
ولا من بعد ؟
قال عمر : دعني واسأل هذا ، أخبره يا أبا الحسن
،
قال ( عليه السلام ) : هي الأرض التي فلق الله
البحر لموسى حين عبر هو وجنوده فوقعت
عليها الشمس تلك الساعة ، ولم تطلع عليها قبل ،
وانطبق البحر على فرعون وجنوده ،
ولم تطلع عليها بعده .
فقال الأسقف : صدقت يا فتى قومه ، وسيد عشيرته ،
أخبرني عن أي شئ في
أهل الدنيا يأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص
شيئا ولا يزيد شيئا ؟
قال ( عليه السلام ) : هو القرآن والعلوم ، قال
: صدقت
قال : أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا
من الجن ولا من الإنس ؟
قال له ( عليه السلام ) : ذلك الغراب ، لما قتل
قابيل أخاه هابيل ، فبقي متحيرا ما يعلم ماذا
يصنع به .
فعند ذلك أرسل الله تعالى غرابا يبحث في الأرض ،
ليريه كيف يواري سوأة أخيه
قال : صدقت يا فتى ، لي مسألة واحدة أخبرني عنها
- وأومأ بيده إلى عمر -
وقال : أين هو تعالى ؟
قال : فغضب عمر من ذلك ، ولم يرد جوابا ،
فالتفت إليه الإمام ، وقال : لا تغضب يا أبا حفص
، حتى لا تقول بمهرب عنها .
قال عمر : أخبره أنت يا أبا الحسن ، فعند ذلك
قال الإمام ( عليه السلام ) :
كنت يوما جالسا عند رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) . إذ أقبل عليه ملك
فسلم عليه ، فرد عليه السلام
‹
صفحة 164 ›
فقال له : أين كنت ؟ قال : عند ربي فوق سبع
سموات .
ثم أقبل ملك ثاني فسلم فرد عليه السلام
فقال له : أين كنت قال : عند ربي في تخوم الأرض
السابعة
ثم أقبل ملك ثالث فسلم ، فرد عليه السلام فقال
له : أين كنت ؟
قال : عند ربي في مطلع الشمس ،
ثم أقبل رابع فسلم عليه ، فقال له : أين كنت ؟
قال : عند ربي في مغرب الشمس .
فإن الله تعالى لا يخلو منه مكان ، ولا في شئ ،
ولا على شئ ، ولا من شئ .
وسع كرسيه السماوات والأرض ، ليس كمثله شئ ، وهو
السميع البصير ، لا يعزب
عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر
من ذلك ولا أكبر ، ما يكون من
نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو
سادسهم . الآية .
فلما سمع الأسقف ذلك ، قال :
مد يدك ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وأنك خليفة
الله في أرضه ، ووصي رسوله ، وأن هذا الجالس
الفظ الغليظ ليس بأهل لهذا المكان ،
وأنك أنت أهله . فتبسم ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
140 )
(
حديث علي قاتل الكفرة )
وبالإسناد - يرفعه - إلى زيد بن علي قال : جاء
رجل من أهل البصرة إلى علي بن
الحسين ( عليه السلام )
فقال له : يا علي ، جدك قتل المسلمين . فهملت
عيناه بالدموع ، وقال : يا أهل
البصرة ، إن جدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام
) ما قتل إلا كافرا ، وإنما قتل قوما أسلموا
أكثرهم خوفا من السيف ، فأظهروا الاسلام طمعا في
الغنيمة ، فلما وجدوا على الكفر
‹
صفحة 165 ›
أعوانا أظهروه .
ولقد علمت صاحبة الخدر ، والمستحفظون ، أن أصحاب
الجمل وأصحاب
صفين كفروا على لسان النبي وقد خاب من أفترى .
وسمعت أبي سيد الشهداء الحسين ( عليه السلام )
يقول : جاءت امرأة إلى أمير
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن جبرئيل
القمي - ص 165 - 170
المؤمنين ( عليه السلام ) متنقبة ، وهو على
المنبر ، وقد قتل أخاها وأباها ، وقالت يا قاتل الأحبة ،
ومفرق الجموع .
قال ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) : ستأتيك امرأة وأنت على منبر البصرة
فتقول : كذا وكذا وكذا ، فاعلم أنها بريئة منك ،
لا تحيض كما تحيض النساء ، ولها
شئ مدلى ظاهر ، ففتشوها ، والنبي ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) لا يكذب
فأخذها عمر بن الحارث ( عمرو بن الحريث )
وأدخلها بيته وأمر امرأته ونساء أخر
ففتشوها وإذ على وركها شئ مدلى ، فقالت : -
والله - لقد اطلع بن أبي طالب
على شئ لا تعلمه أمي وأبي ، ولا يعلمه أحد
قال : فجاءه وأخبره ، فقال ( عليه السلام ) : هي
من أهل النار . ( 1 )
(
141 )
(
حديث علي وارث علم النبي )
بالإسناد عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما خلق الله آدم ( عليه السلام ) فسأله
أن يريه ذريته من الأنبياء والأوصياء والمقربين
إلى الله عز وجل ، فأنزل الله عليه
صحيفة
فقرأها كما علمها الله ، إلى أن انتهى إلى محمد
النبي العربي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فوجد عند
اسمه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال آدم : هل نبي بعد محمد ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) . فهتف به يسمع صوته ولا يرى شخصه :
‹
صفحة 166 ›
هذا وارث علمه ، وزوج ابنته ووصيه ، وأبو ذريته
( عليه السلام ) فلما وقع آدم في الخطيئة ،
جعل توسل بهما إلى الله تعالى ، فتاب الله عليه
بهما . ( 1 )
(
142 )
(
حديث علي في التوراة )
بالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن أبي ، عن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( إنه )
لما فتحت خيبر ، قالوا له إن بها حبرا قد مضى له
من العمر مائة سنة ،
وعنده علم التوراة
فأحضر بين يديه ، فقال له : أصدقني بصورة اسمي (
2 ) في التوراة ،
وإلا ضربت عنقك .
قال : فانهملت عيناه بالدموع ، وقال له : إن
صدقتك قتلني قومي ، وإن كذبتك
قتلتني أنت ، فقال له : قل وأنت في أمان الله
وأماني .
قال له الحبر : أريد الخلوة بك ، قال : لست أريد
إلا أن تقول جهرا .
قال : إن في سفر من أسفار التوراة اسمك وابنتك (
3 ) وأتباعك ، وإنك تخرج من
جبل فاران ، وهو جبل عرفات ، وينادونك بأسمائك
على كل منبر ، ورأيت في
علامتك بين كتفيك خاتم مختم به النبوة ، أي لا
نبي من بعدك ، ومن ولدك إحدى
عشر نقيبا ( 4 ) يخرجون من ابن عمك ، واسمه علي
.
ويبلغ اسمك المشرق والمغرب ، وتفتح خيبر ، وتبلغ
( 5 ) بابها ، ثم يعبر الجيش
على الكف والزند ، لئن كان فيك هذه الصفات ، آمن
بك ، وأسلمت على يديك ،
‹
صفحة 167 ›
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
حبر ، أما الشامة فهي لي ، ثم كشفها .
وأما العلامة فهي لناصري علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) صاحب العلامة .
قال : فالتفت الحبر إلى علي ( عليه السلام )
وقال : أنت قاتل مرحب الأعظم ؟
قال : بل الأحقر ، أنا جدلته بحول الله وقوته ،
أنا معبر الجيش على كفي ، وزندي .
قال : فعند ذلك قال : مد يدك فأنا أشهد أن لا
إله إلا الله ،
وأن محمدا رسول الله ، أنك معجزته
وأنه يخرج منك أحد عشر نقيبا ، فاكتب لي عهدا
ولقومي ، فإنهم كنقباء بني
إسرائيل ، أبناء يعقوب ( عليه السلام ) . فكتب
له بذلك عهدا ( 1 )
(
143 )
(
حديث علي أبو ذرية النبي )
-
يرفعه - بالإسناد إلى ابن عباس : أنه قال :
لما رجعنا من حجة الوادع ، جلسنا مع رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسجده ،
قال : أتدرون ما أقول لكم ؟ قالوا : الله ورسوله
أعلم .
قال : إن الله تعالى من على أهل الدين ، إذ
هداهم ( 2 ) بي وأنا أمن على أهل الدين
إذ هداهم ( 1 ) بابن عمي علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) وأبي ذريتي ،
ألا ومن اهتدى بهم نجا ، ومن تخلف عنهم هوى .
أيها الناس : الله الله في عترتي وأهل بيتي .
فاطمة بضعة مني ، وولداها عضدي ، وأنا وبعلها
كالضياء .
اللهم وارحم من رحمهم ، ولا تغفر لمن ظلمهم . ثم
دمعت عيناه ، وقال : وكأني
‹
صفحة 168 ›
أنظر الحال . ( 1 )
(
144 )
(
حديث علي عضد النبي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى المقداد قال : كنا مع
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو متعلق بأستار
الكعبة وهو يقول :
اللهم اعضدني واشدد أزري ، واشرح صدري ، وارفع
ذكري ،
قال : فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) وقال : اقرأ
يا محمد ، قال : وما أقرأ ؟
قال : إقرأ * ( بسم الله الرحمن الرحيم × ألم
نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك
وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك بعلي
صهرك ) * ( 2 )
قال :
فقرأها عليهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وأثبتها ابن مسعود ، وأسقطها عثمان . ( 3 )
(
145 )
(
حديث الصخرة )
بالإسناد - يرفعه - إلى ابن عباس ، قال : لما
أقبلنا مع علي ( عليه السلام ) من صفين فعطش لم
يكن بتلك الأرض ماء إلى أن استجن البر ، فرأى
صخرة عظيمة ، فوقف ( عليه السلام ) عليها
قال : السلام عليك أيتها الصخرة ، فقالت :
السلام عليك يا وارث علم النبوة .
فقال لها : أين الماء ؟ فقالت تحتي يا وصي محمد
،
قال : فأخبر الناس بما قالت له . قال : فانكب
عليها مائة رجل فلم يقدروا عليها أن
يحركوها
فعند ذلك قال إليكم عنها ثم إنه ( عليه السلام )
وقف عليها ، وحرك شفتيه ، ودفعها بيده ،
‹
صفحة 169 ›
فانقلبت كلمح البصر
وذا تحتها عين ، أحلا من العسل ، وأبرد من الثلج
فشرب المسلمون وشربت
خيولهم ، وأكثروا من الماء ،
ثم إنه ( عليه السلام ) أقبل إليها ، وقال :
عودي إلى موضعك .
قال ابن عباس : فجعلت تدور على الأرض مثل الكرة
في الميدان حتى انطبقت
على العين ، ثم رجعوا ورحلوا عنها . ( 1 )
(
146 )
(
حديث في حب علي وبغضه )
بالإسناد - يرفعه - إلى أبي هريرة ، قال : مر
علي ( عليه السلام ) بنفر من قريش في المسجد
فتغامزوا ، فدخل على رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) وشكا له ( عليه السلام ) فخرج وهو مغضب
فقال : أيها الناس : مالكم إذا ذكرت إبراهيم ( عليه
السلام ) وآل إبراهيم ، أشرقت وجوهكم ،
وإذا ذكر محمد وآل محمد قست قلوبكم وعبست وجوهكم
،
والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيا ،
لم يدخل علي حتى يحب
هذا أخي عليا وولده .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لله حق لا
يعلمه إلا أنا وعلي ، وإن لي حقا لا يعلمه إلا الله
وعلي ، لعلي حق لا يعلمه إلا الله وأنا . ( 2 )
(
147 )
(
حديث رد الشمس )
بالأسانيد - يرفعه - إلى الباقر ( عليه السلام )
عن أبيه ، عن جده الشهيد ( عليه السلام ) أنه قال : لما رجع
أبي علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) من قتال
النهروان ، وصل إلى ناحية العراق ، ولم يكن
‹
صفحة 170 ›
يومئذ بني ( 1 ) بيت ببغداد
فلما وصل قرية براثا ( 2 ) صلى بالناس الظهر
فرحلوا ودخلوا أرض بابل ، وقد
وجبت صلاة العصر .
فصاح المسلمون : يا أمير المؤمنين ، وجبت صلاة
العصر ، وقد دخل وقتها ،
فعند ذلك قال : أيها الناس : هذه أرض خسف الله
بها ثلاث مرات ، وعليه تمام
الرابعة ، فلا يحل لنبي أو وصي نبي أن يصلي فيها
، لأنها أرض مسخوط عليها .
فمن أراد منكم أن يصلي فليصل . فقال المنافقون
منهم : نعم ، هو لا يصلي ، ويقتل
من يصلي ويعنون بذلك أهل النهروان .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 170 - 176
قال جويرية بن مسهر العبدي : فتبعته في مائة
فارس ، وقلت : والله لا أصلي أو
يصلي هو لأقلدن عليا ( عليه السلام ) ( في )
صلاتي اليوم . قال : وسار أمير المؤمنين إلى أن قطع
أرض بابل ، وقد تدلت الشمس للغروب
ثم غابت واحمر الأفق . قال : فأقبل علي ، وقال :
يا جويرية ، هات الماء فتقدمت
إليه بالماء ، فتوضأ ،
ثم قال : أذن يا جورية ، فقلت يا أمير المؤمنين
، ما وجب وقت العشاء بعد .
فقال : قم أذن للعصر ، قلت ، يا مولاي ، أأذن
للعصر ؟ !
وقد وجبت العشاء ، وغربت الشمس ، ولكن علي
الطاعة ( 3 ) فأذنت ، قال فأقم
الصلاة ، ففعلت ، فجعل ( عليه السلام ) يحرك
شفيته بكلام كأنه منطق الخطاف ،
ولم أفهم ما يقول .
وإذا بالشمس قد رجعت بصرير عظيم ووقفت في مركزها
من العصر .
‹
صفحة 171 ›
فقام ( عليه السلام ) وكبر وصلى العصر وصليت
وراءه ، فلما أديناها وسلم
وقعت ( الشمس ) ( 1 ) على الأرض كأنها وقعت في
طست ، وغابت واشتبكت
النجوم ، فالتفت إلي وقال : أذن الآن للمغرب يا
ضعيف اليقين .
قال : فأذنت وصلينا المغرب ، فهو ( عليه السلام
) آية الله في أرضه . ( 2 )
(
148 )
(
حديث شيعة علي في الجنة )
بالإسناد - يرفعه - إلى ابن عباس ، قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ، لا حساب عليهم
، ولا كتاب ، ولا عذاب .
ثم التفت إلى علي ( عليه السلام ) وقال : هم
شيعتك ، وأنت إمامهم . ( 3 )
(
149 )
(
حديث الكوكب )
بالإسناد - يرفعه - إلى عمر بن الخطاب ، أنه قال
: أعطي علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
‹
صفحة 172 ›
خمس خصال ، لو تكون لي الواحدة منهن أحب إلى من
الدنيا والآخرة .
قالوا : وما هي يا عمر ؟ قال : الأولى : فاطمة (
عليها السلام ) ، والثاني : فتح بابه إلى
المسجد حين سدت أبوابنا ، وانقضاض الكوكب في
حجرته ، ويوم خيبر ، وقول
رسول الله :
لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب
الله ورسوله ، كرار غير فرار ،
يفتح الله على يديه ، ولقد كنت أرجو أن يكون لي
ذلك . ( 1 )
(
150 )
(
حديث النجم )
بالإسناد - يرفعه - إلى علي بن محمد الهادي ،
إلى أبيه ( عليهم السلام ) ، إلى النسب الطاهر ،
إلى زين العابدين ( عليه السلام ) . عن جابر بن
عبد الله الأنصاري ، قال : اجتمع أصحاب رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة في العام
الذي فتح فيه مكة
وقالوا يا رسول الله ، من شأن الأنبياء ، أنهم
إذا استقام أمرهم أن يوصوا إلى وصي ،
أو من يقوم مقامه بعده ويأمر بأمره ، ويسير في
الأمة بسيرته ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
قد وعدني ربي بذلك أن يبين لي ربي عز وجل من
يختاره للأمة خليفة بعدي .
ومن هو الخليفة على الأمة ؟ بأنه ينزل من السماء
نجم ، ليعلموا من الوصي بعدي .
قال : فلما فرغوا من صلاتهم ، صلاة العشاء
الآخرة ، في تلك الساعة .
والناس ينظرون ما يكون ، وهي ليلة مظلمة ، لا
قمر فيها ، وإذا بضوء قد أضاء منه
المشرق والمغرب .
وقد نزل نجم من السماء إلى الأرض ، وجعل يدور
على الدور ، حتى وقف على
حجرة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وله شعاع
عظيم هائل .
وقد أضاءت بشعاعه الدور ، وقد فزع الناس وصار
على الحجرة .
‹
صفحة 173 ›
قال : فعاد الناس يكبرون ويهللون ، وقالوا :
يا رسول الله ، نجم من السماء ، قد نزل على صخرة
دار علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
قال : فقام ، وقال : هو - والله - الوصي من بعدي
، والقائم بأمري
فأطيعوه ولا تخالفوه ، وقدموه ولا تتقدموا عليه
، فهو والله خليفة الله في أرضه
بعدي ،
قال : فخرج الناس من عند رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) .
فقال : واحد من المنافقين : ما يقول محمد في ابن
عمه إلا بالهوى
وقد ركبته الهوى حتى لو أمكن أن يجعله نبيا ،
لجعله نبيا .
قال : فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) وقال : يا
محمد ، ربك يقرؤك السلام ، ويقول لك إقرأ :
*
( بسم الله الرحمن الرحيم * والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما
ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) * . ( 1 )
( 2 )
(
151 )
(
حديث علي مقيم الحجة )
بالإسناد - يرفعه - إلى ابن مسعود قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما خلق الله تعالى
آدم ، ونفخ فيه من روحه ، عطس فقال : الحمد لله
.
فأوحى الله تعالى حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي
لولا عبدان أريد أن أخلقهما من ظهرك ، لما خلقتك
، فارفع رأسك
يا آدم ، فرفع رأسه ، ونظر فرأى على العرش
مكتوبا :
لا إله إلا الله ، محمد نبي الرحمة ، وأمير
المؤمنين مقيم الحجة
من عرف حقه زكا وطاب ، ومن أنكر حقه كفر وخاب
أقسمت على نفسي بنفسي
‹
صفحة 174 ›
أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني ، وأدخل النار
من عصاه وإن أطاعني . ( 1 )
(
152 )
(
حديث الثعبان )
وبالإسناد - يرفعه - عن الصادق ، عن أبيه ، عن
جده الشهيد ( عليهم السلام ) ، قال : كان أبي
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . يخطب بالناس يوم
الجمعة على منبر الكوفة
إذ سمع وجبة عظيمة ، وعدو الرجال يقعون بعضهم
على بعض .
فقال لهم علي ( عليه السلام ) : ما بالكم يا قوم
؟
قالوا : ثعبان دخل من باب المسجد ، كأنه نخلة (
2 ) ونحن نفزع منه . ونريد أن نقتله ،
فلا يقتله غيرك .
فقال ( عليه السلام ) : لا تقربوه ، وطرقوا ( 3
) له ، فإنه رسول إلي قد جاءني في حاجة .
قال : فعند ذلك انفرج الناس عنه ، ولا يزال
يتخرق الصفوف
إلى أن وصل إلى المنبر .
ثم جعل يرقى المراقي ، إلى أن وصل إلى عيبة علم
النبوة ، فوضع فاه في أذن
الإمام ثم جعل ينق له نقا طويلا ، ثم التفت الإمام
إليه ، وجعل ينق له مثل ما نق له ، ثم
نزل عن المنبر ، وانسل ( 4 ) عن الجماعة ، فما
كان بأسرع أن غاب فلم يروه .
فقالت الجماعة : يا أمير المؤمنين ، ما هذا
الثعبان ؟
‹
صفحة 175 ›
قال : هذا درجان بن مالك ، خليفتي على الجن
المؤمنين
وذلك اختلفت عليهم أشياء من أمر دينهم ، فأنفذوه
إلي ليسألني عنها
فأجيبه . فاستعلم جوابها ، والذي اختلفوا فيه ثم
رجع . ( 1 )
(
153 )
(
حديث علي ولي الله )
بالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن مسعود ، قال
: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما أسري
بي إلى السماء ، فقال لي جبرئيل ( عليه السلام )
:
قد أمرت الجنة والنار أن تعرض عليك ، قال :
فرأيت الجنة وما فيها من النعيم
ورأيت النار وما فيها من العذاب الأليم والجنة
لها ثمانية أبواب
على كل باب منها أربع كلمات ، كل كلمة منها خير
من الدنيا ،
وما فيها لمن يعمل بها . وللنار سبعة أبواب
على كل باب منها ثلاث كلمات ، كل كلمة منها خير
من الدنيا وما فيها لمن يعمل
بها .
قال جبرئيل ( عليه السلام ) : إقرأ يا محمد ، ما
على الأبواب ، قال له : قرأت ذلك أما أبواب
الجنة :
فعلى أول باب منها مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، علي ولي الله لكل
شئ حيلة ، وحيلة العيش القناعة ، وبذل الحق ،
وترك الحقد ، ومجالسة أهل الخير ،
فهي أربع خصال .
وعلى الباب الثاني مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
لكل شئ حيلة ، وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال
:
‹
صفحة 176 ›
مسح رؤوس اليتامى ، والتعطف على الأرامل ،
والسعي في حوائج المسلمين ،
والنفقة على الفقراء والمساكين .
وعلى الباب الثالث مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
لكل شئ حيلة ، وحيلة الصحة في الدنيا أربع خصال
:
قلة الكلام ، وقلة المنام ، وقلة المشي ، وقلة
الطعام .
وعلى الباب الرابع مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 176 - 182
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ،
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم جاره ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ،
فليكرم والديه
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فيقل خيرا أو
يسكت .
وعلى الباب الخامس مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
من أراد أن لا يظلم فلا يظلم ، ومن أراد أن لا
يشتم ، فلا يشتم ، ومن أراد أن لا يذل ،
فلا يذل
من أراد أن يتمسك بالعروة الوثقى في الدنيا
والآخرة ، فليقل : لا إله إلا الله ، محمد
رسول الله ، وعلي ولي الله .
وعلى الباب السادس مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
من أراد أن يكون قبره واسعا فسيحا فليبن المساجد
من أحب أن لا تأكله الديدان في الأرض ، فيكنس
المساجد
من أحب أن يكون طريا مطرا لا يبلى ( 1 ) فليكس
المساجد بالبسط
من أحب أن يرى موضعه في الجنة ، فليسكن المساجد
.
وعلى الباب السابع مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
بياض القلب في أربع خصال :
‹
صفحة 177 ›
عيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وأسر الكفار ،
ورد القرض .
وعلى الباب الثامن مكتوب : لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، وعلي ولي الله
من أراد الدخول في هذه الأبواب فليتمسك بأربع
خصال : بالصدقة ، والسخاء ،
وحسن الخلق ، والكف عن أذى عباد الله .
ثم رأيت على باب النار ، وإذا على الباب الأول
مكتوب ثلاث كلمات : من رجا
الله أمن ، ومن خاف الله سعده ، والهالك المغرور
من رجا غير الله وخاف سواه .
وعلى الباب الثاني مكتوب : من أراد أن لا يكون
عريانا في القيامة ، فليكس
الجلود العارية في الدنيا .
ومن أراد أن لا يكون عطشانا في الآخرة ، فيسق
العطاشى في الدنيا
ومن أراد أن لا يكون جوعانا في الآخرة ، فليطعم
البطون الجائعة في الدنيا .
وعلى الباب الثالث مكتوب : لعن الله الكاذبين ،
لعن الله الباخلين ، لعن الله
الظالمين .
وعلى الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات : أذل الله
من أهان الاسلام ، أذل الله من
أهان أهل البيت أذل الله من أعان الظالمين على
ظلمهم .
وعلى الباب الخامس مكتوب : لا تتبع الهوى فالهوى
مجانب الإيمان ، ولا تكثر
منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة الله تعالى ،
ولا تكن عونا للظالمين .
وعلى الباب السادس مكتوب : أنا حرام على
المتهجدين ، أنا حرام على
المتصدقين ، أنا حرام على الصائمين .
وعلى الباب السابع مكتوب ثلاث كلمات : حاسبوا
أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،
ووبخوا نفوسكم قبل أن توبخوا ، وادعوا الله عز
وجل قبل أن تردوا عليه ، وأن لا
تقعدوا على ذلك . ( 1 )
‹
صفحة 178 ›
(
154 )
(
حديث علي يزهر لأهل الجنة )
بالإسناد - يرفعه - إلى أبي الحمراء ، قال :
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول :
رأيت وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يزهر
لأهل الجنة ، كما تزهر كواكب الصبح
لأهل الدنيا . ( 1 )
(
155 )
(
حديث علي مع الحق )
بالإسناد - يرفعه - إلى حسن ( 2 ) بن السعيد
الساعدي ، أنه قال : قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
إن الله يبغض من عباده المائلين عن الحق ، والحق
مع علي
وعلي مع الحق ، فمن استبدل بعلي غيره ، هلك
وفاتته الدنيا والآخرة ( 3 ) .
(
156 )
(
حديث ذرية النبي من صلب علي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى جعفر الصادق ( عليه
السلام ) يرويه عن النسب الطاهر ، إلى جده
‹
صفحة 179 ›
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال
:
إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه
وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ، ومن فاطمة
ابنتي ، وإن الله
اصطفاهم ، كما اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم على
العالمين ، فاتبعوهم يهدوكم إلى
صراط مستقيم ، وقدموهم ولا تتقدموا عليهم ،
فإنهم أجملكم صغارا ، وأعلمكم كبارا
فاتبعوهم ، فإنهم لا يدخلوكم في ظلال ، ولا
يخرجوكم من باب هدى . ( 1 )
(
157 )
(
حديث علي خليفتي من بعدي )
بالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن عمر بن
الخطاب ، أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ذات يوم على منبره - وقد أقام عليا إلى جانبه
وحط يده وشال يده ، حتى بان بياض
إبطيهما - وقال :
أيها الناس : ألا إن الله ربي وربكم ، ومحمدا
نبيكم ، والإسلام دينكم ، وعليا
هاديكم
وهو وصيي وخليفتي من بعدي ثم قال :
يا أبا ذر ، علي عضدي ( 2 ) وأميني على وحي ربي
، وما أعطاني ربي فضيلة إلا
وقد خصه بمثلها .
يا أبا ذر ، لا يقبل الله لأحد فرضا إلا بحب علي
بن أبي طالب .
‹
صفحة 180 ›
يا أبا ذر لما أسري بي إلى السماء انتهيت إلى
العرش ، فإذا أنا بزبرجد أخضر ، وإذا
مناد ينادي :
يا محمد ، ارفع الحجاب .
فرفعته وإذا أنا بملك والدنيا بين عينيه ، وبين
يديه لوح ينظر فيه
قلت : حبيبي جبرئيل من هذا الملك الذي لم أر في
ملائكة ربي ملكا مثله ، ولا
أعظم منه خلقة ؟
قال : يا محمد ، سلم عليه ، فإنه عزرائيل ملك
الموت ، ( فسلمت عليه ) ( 1 )
فقال : وعليك السلام يا خاتم النبيين ، كيف ابن
عمك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقلت : حبيبي ملك الموت تعرفه ؟ قال : وكيف لا
أعرفه يا محمد
والذي بعثك بالحق نبيا ، واصطفاك رسولا ، إني
أعرف ابن عمك وصيا ، كما
أعرفك نبيا ، وكيف لا يكون ذلك ؟
وقد وكلني الله بقبض أرواح الخلائق ، ما خلا
روحك وروح ابن عمك علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) فإن الله يتولاهما
بمشيئته كيف يشاء ويختار . ( 2 )
(
158 )
(
حديث علي كفتا الميزان )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، والزبير
بن العوام ، أنهما قالا : قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين
خيوطه ، وفاطمة علامته
والأئمة من ولدهم عموده ، فينصب يوم القيامة
فيزن به المحبين لنا ، والمبغضين
لنا . ( 3 )
‹
صفحة 181 ›
(
159 )
(
حديث في مبغضي علي )
بالإسناد - يرفعه - إلى سعد بن أبي وقاص ، أنه
قال : بينما نحن بالكعبة ، ورسول
الله معنا
إذ خرج علينا من الركن اليماني شئ على هيئة
الفيل ، أعظم ما يكون من الفيلة
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
لعنت يا ملعون وخزيت يا ملعون .
فعند ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
ما هذا يا رسول الله ؟
فقال : أوما تعرفه ؟ قال : الله ورسوله أعلم ،
قال : هذا إبليس لعنه الله
فوثب أمير المؤمنين من مكانه ، وأخذ بناصيته
وجذبه من مكانه ، ثم قال : أقتله يا
رسول الله ؟ قال : أوما علمت أنه من المنظرين
إلى يوم الوقت المعلوم ،
فجذبه وتنحى به خطوات ،
فقال له إبليس لعنه الله : مالي ومالك يا بن أبي
طالب ؟
وعزة ربي وجلاله ما يبغضك إلا من شاركت فيه أمه
، فخلاه من يده ، فأنزلت الآية :
*
( و شاركهم في الأموال والأولاد وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس
لك عليهم سلطان ) * ( 1 ) يعني بذلك شيعة علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) . ( 2 )
(
160 )
(
حديث في معجزة لعلي )
‹
صفحة 182 ›
بالإسناد - يرفعه - إلى عمار بن ياسر ، وزيد بن
أرقم . أنهما ، قالا : كنا بين يدي أمير
المؤمنين ( عليه السلام )
وكان يوم الاثنين تاسع عشر خلت من صفر ، فإذا
بزعقة ( 1 ) عظيمة قد أملت
المسامع
وكان على دكة القضاء ، فقال : يا عمار ، آتني
بذي الفقار -
وكان وزنه سبعة أمنان وثلثي من بالمكي - فجئت به
وقد انتضاه ( 2 ) من غمده ،
وتركه على فخذه .
فقال : يا عمار ، هذا يوم اكشف فيه لأهل الكوفة
الغمة ، ليزداد المؤمنون وفاقا ،
والمخالفون نفاقا .
يا عمار ، آت بمن ( 3 ) على الباب ،
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 182 - 188
قال عمار : فخرجت وإذا بالباب امرأة على جمل في
قبة ، وهي تبكي وتصيح :
يا غياث المستغيثين ، يا بغية الطالبين ، يا كنز
الراغبين ، يا ذا القوة المتين ، ويا
مطعم اليتيم ، ويا رازق العديم
ويا محيي كل عظم رميم ، يا قديما سبق قدمه كل
قديم ، ويا عون من ليس معه
معين ، يا طود من لا طود له ، يا كنز من لا كنز
له ، إليك توجهت وبنبيك توسلت
وبخليفة رسولك قصدت ، فبيض وجهي ، وفرج عني
كربتي
قال عمار : وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة ، فقوم
لها وقوم عليها .
فقلت : أجيبوا أمير المؤمنين ( عليه السلام )
أجيبوا عيبة علم النبوة .
قال : فنزلت من القبة ونزل القوم معها ، ودخلوا
المسجد ، فوقفت المرأة بين يدي
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقالت :
‹
صفحة 183 ›
يا مولاي ، يا إمام المتقين ، إليك أنبت ، وبابك
قصدت ، فاكشف ما بي من غمة
فإنك قادر عليه وعالم بما كان أو يكون إلى يوم
القيامة ، فعند ذلك قال :
يا عمار ، ناد في الكوفة : من أراد أن ينظر إلى
ما أعطاه الله أخا رسول الله ، فليأت
إلى المسجد ، قال : فاجتمع الناس حتى امتلأ
المسجد ، وصار القدم على القدم أقداما
كثيرة ، فعند ذلك
قال مولاي ( عليه السلام ) : سلوني عما بدا لكم
يا أهل الشام ،
فنهض من بينهم شيخ كبير قد شاب ، عليه بردة
أتحمية ( ملحمية ) ، وحلة
عريشية ، وعمامة طرسوسية ( خراسانية )
فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ويا كنز
الطالبين .
ويا مولاي ، هذه الجارية ابنتي ، قد خطبها ملوك
العرب مني ، وقد نكست رأسي
بين عشيرتي
وأنا موصوف بين العرب ، وقد فضحتني في أهلي
ورجالي ، لأنها عاتق حامل
فأنا قيس بن عفريس ( 1 ) لا تخمد لي نار ، ولا
يضام ( 2 ) لي جار ،
وقد بقيت حائرا في أمري
فاكشف هذه الغمة فإن الإمام خبير ترتجيه الأمة
لأمر ، وهذه غمة عظيمة ، ولا
أرى مثلها ولا أعظم منها .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما تقولين
يا جارية ، فيما قال أبوك ؟
قالت الجارية : يا مولاي ، أما قوله : إني حامل
، فوحقك يا مولاي ، ما علمت في
نفسي خيانة قط
وإني أعلم أنك أعلم بي مني وإني ما كذبت فيما
قلت ، ففرج عني يا مولاي .
‹
صفحة 184 ›
قال عمار : فعند ذلك أخذ الإمام ذا الفقار ،
وصعد المنبر ، وقال : الله أكبر ، الله أكبر ،
الله أكبر ، * ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل
كان زهوقا ) * ( 1 )
ثم قال ( عليه السلام ) علي بداية ( 2 ) أهل
الكوفة ، فجاءت امرأة تسمى ( لبنى ) ، وقد قبلت
نساء أهل الكوفة
فقال لها : اضربي بينك وبين الناس حجابا ،
وانظري هذه الجارية عاتق حامل .
ففعلت ما أمر به ،
ثم خرجت ، وقالت : نعم عاتق حامل وحقك يا مولاي
.
فعند ذلك التفت الإمام ( عليه السلام ) إلى أبي
الجارية ، وقال يا أبا الغضب ، ألست من قرية
كذا وكذا ، من أعمال دمشق ؟
قال : وما هي القرية ؟ قال : قرية تسمى أسعار ،
قال : بلى يا مولاي ،
قال : من فيكم هذه الساعة يقدر على قطعة من
الثلج ؟
فقال : يا مولاي ، الثلج في بلادنا كثير ، ولكن
ما نقدر عليه ها هنا
فقال ( عليه السلام ) : بينها وبين بلدكم مائتان
وخمسون فرسخا ،
قال : نعم يا مولاي ،
قال : أيها الناس ، انظروا إلى ما أعطي علي من
العلم النبوي ، الذي أودعه الله
رسوله من العلم الرباني .
قال عمار بن ياسر : فمد يده ( عليه السلام ) من
أعلى منبر الكوفة ، و إذا فيها قطعة من الثلج
يقطر الماء منها
فعندها ضج الناس ، وماج الجامع بأهله ، فقال (
عليه السلام ) : اسكتوا فلو شئت لأتيت
بجبالها
‹
صفحة 185 ›
ثم قال : يا داية ، خذي هذا الثلج ، واخرجي
بالجارية من المسجد ، اتركي تحتها
طستا ( 1 ) ، وضعي هذه القطعة مما يلي الفرج
فترمي علقة ، وزنها سبعة وخمسون درهما ودانقان
فقالت : سمعا وطاعة لله ولك يا مولاي .
ثم أخذتها وأخرجتها من المسجد ، فجاءت بطست ،
ووضعت الثلج على
الموضع كما أمرها ( عليه السلام )
فوقعت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما
قال ( عليه السلام )
وأقبلت الداية والجارية ، فوضعت العلقة بين يديه
، ثم قال :
يا أبا الغضب ، خذ ابنتك فوالله ما زنت ، وإنما
دخلت الموضع الذي فيه الماء
فدخلت هذه العلقة في فرجها ، وهي بنت عشر سنين ،
فكبرت إلى الآن في
بطنها .
فنهض أبوها وهو يقول : أشهد أنك تعلم ما في
الأرحام وما في الضمائر
وأنك عمد الدين وبابه ، قال : فعند ذلك ضج الناس
، وقالوا : يا أمير المؤمنين ،
اليوم خمس سنين لم تمطر السماء علينا غيثا ، وقد
أمسك عن الكوفة هذه المدة
وقد مسنا وأهلنا الضر ، فاستسق لنا يا وارث علم
محمد
قال : فعند ذلك قام في الحال ، وأشار بيده قبل
السماء ، فدمدم ، فإذا الغيث قد
التحم
وحمل ( 2 ) الغيث ، فحرك السحاب أسحم ( 3 ) وحمل
مزنا ، فهبط الغيث حتى
صارت الكوفة غدران فتكلم بكلام فمضى الغيم
وانقطع المطر ، وطلعت الشمس . ولعن الله الشاك
في فضل علي بن أبي
‹
صفحة 186 ›
طالب ( عليه السلام ) . ( 1 )
(
161 )
(
حديث النور )
بالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن أبي أوفي ،
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
أنه قال : لما خلق الله إبراهيم الخليل ، كشف له
عن بصره ،
فنظر إلى جنب العرش نورا .
فقال : إلهي من هذا النور ؟ فقال : هذا محمد
صفوتي .
فقال : إلهي وسيدي إني أرى بجانبه نورا آخر ؟
فقال : يا إبراهيم هذا علي ناصر ديني .
فقال : إلهي وسيدي ومولاي إني أرى بجانبه نورا
آخر ثالثا ؟
فقال : يا إبراهيم ، هذه فاطمة تلي أباها وبعلها
، فطمت محبيها عن النار .
فقال : إلهي وسيدي إني أرى نورين يليان الثلاثة
الأنوار ؟
قال : يا إبراهيم ، هذان الحسن والحسين ،
نوراهما يليان أباهما وأمهما وجدهما .
قال : إلهي وسيدي إني أرى تسعة أنوار ، فقد
أحدقوا ( 2 ) بالخمسة الأنوار ؟
قال : يا إبراهيم ، هذه الأئمة من ولدهم ، قال :
يا رب ، بمن يعرفون ؟
قال : أولهم علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ،
وجعفر بن محمد ، وموسى بن
جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن
محمد ، والحسن بن علي ،
محمد بن الحسن القائم المنتظر المهدي ( عليهم
السلام ) .
قال : إلهي وسيدي وأرى عندهم أنوارا حولهم لا
يحصي عدتهم إلا أنت ،
قال : يا إبراهيم ، هؤلاء شيعتهم ومحبوهم
‹
صفحة 187 ›
قال إلهي وسيدي وبما يعرف شيعتهم ومحبوهم ؟
قال : يا إبراهيم ، بصلاتهم الإحدى والخمسين ،
والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ،
والقنوت قبل الركوع ، وسجدة الشكر ، والتختم
باليمين
قال إبراهيم : رب اجعلني من شيعتهم ومحبيهم ،
قال : قد جعلتك منهم ، وأنزل
الله فيه : * ( و إن من شيعته لإبراهيم إذ جاء
ربه بقلب سليم ) * ( 1 ) .
قال المفضل بن عمر :
لما إن إبراهيم ( 2 ) أحس بالموت ، روى هذا
الخبر وسجد فقبض في
سجدته ( عليه السلام ) . ( 3 )
(
162 )
(
حديث فضيلة علي )
يرفعه بالإسناد إلى عبد الله بن عباس ، قال :
لما رجعنا من حجة الوداع مع رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فجلسنا حوله وهو في مسجده ، إذ ظهر الوحي عليه
فتبسم تبسما شديدا ، حتى
بانت ثناياه
فقلنا له : يا رسول الله ، ممن تبسمت ؟
قال : من إبليس لعنه الله اجتاز بنفر يتسابون
عليا ( عليه السلام ) فوقف أمامهم .
‹
صفحة 188 ›
قالوا له : من الذي وقف أمامنا ؟
قال : أبو مرة ، قالوا : أو تسمع كلامنا ؟ قال :
نعم ، سواد على وجوهكم
ويلكم أتسبون مولاكم علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) .
قالوا : يا أبا مرة ، من أين علمت أنه مولانا ؟
قال : يا ويكلم ، أنسيتم قول نبيكم : " من
كنت مولاه فعلي مولاه " .
قالوا : يا أبا مرة ، أنت من شيعته ومواليه ؟
قال : ما أنا من شيعته ، ولا من مواليه
لكني أحبه ، لأنه ما يبغضه أحد منكم إلا شاركته
في ماله وولده ، وذلك قول الله
تعالى : * ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) * (
1 )
قالوا : يا أبا مرة ، أتقول في علي شيئا ، ( 2 )
قال : وما تريدون أن أقول فيه اسمعوا
ويلكم
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 188 - 193
واعلموا أني عبدت الله في الجان اثني عشر ألف
سنة .
فلما أهلك الله الجان ، شكوت إلى الله تعالى
الوحدة
فأمر بي إلى السماء الدنيا فعبدت الله في السماء
الدنيا ، اثني عشر ألف عام
فبينما نحن كذلك نسبح الله نقدسه ، إذ مر علينا
نور شعشعاني ، فخرت الملائكة
عند ذلك سجدا
فقالوا : يا رب ، أنور نبي مرسل ؟ أم ملك مقرب ؟
فإذا بالنداء من قبل الله تعالى
يقول :
لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ، هذا نور طينة علي بن
أبي طالب أخي رسول
الله ( عليه السلام ) . ( 3 )
‹
صفحة 189 ›
(
163 )
(
حديث في ذكر فضل علي )
بالإسناد - يرفعه - إلى أم سلمة رضي الله عنها ،
قالت : إنه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ما من قوم يذكرون فضل علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) إلا هبطت عليهم ملائكة تحف
بهم
وإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء . ، فتقول
لهم الملائكة :
إنا نشم منكم رائحة لم نشمها من الملائكة ، فلم
نر رائحة أطيب منها ، فيقولون : إنا
كنا عند قوم يذكرون محمدا وأهل بيته ، فعبق فينا
من ريحهم فعطرنا .
فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون لهم : قد
تفرقوا ومضى كل واحد إلى منزله .
فيقولون اهبطوا إلى المكان الذي كانوا فيه ، حتى
نتعطر بذلك المكان . ( 1 )
(
164 )
(
حديث علي قرة عين النبي )
بالإسناد - يرفعه - إلى أبي سعيد الخدري قال :
كنا بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) بالأبطح ذات يوم جلوسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
نحن وجماعة من الصحابة وهو علينا مقبل بالحديث
إذ نظر إلى ذي زوبعة غبرة
قد ارتفعت فثار الغبار
وما زال الغبار يدنو ، ويعلو إلى أن وصل ، ووقف
محاذيا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسلم
فرد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وقال :
يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إني
وافد من قومي وقد استجرنا بك ، فأجرنا ،
‹
صفحة 190 ›
واستنصرناك فانصرنا ، فإن قومنا ( 1 ) قد غلبوا
علينا وأخذوا منا المراعي والمياه ،
وهم أكثر منا عددا فاندب معي رجلا من قبلك يحكم
بيننا وبينهم ، وخذ علي
المواثيق والعهود أني أرده إليك في غداة غد
سالما مسلما إلا أن يحدث علي حادث
من قبل الله تعالى .
فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من
أنت ومن قومك .
قال أنا عطرفة ( 2 ) بن شمراخ ( 3 ) أحد بني كأخ
من الجن المؤمنين أنا وأهلي كنا
نسترق السمع
فمنعنا من ذلك ، فلما بعثك الله نبيا آمنا بك ،
وصدقناك ، وأفسد حالنا بعض
قومنا ، فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا
عددا وقوة وقد غلبوا على الماء
والمراعي ، وأضروا بنا وبدوا بنا ، فابعث معي من
يحكم بيننا بالحق .
فعند ذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
أكشف لنا عن وجهك وهيئتك أنت عليها حتى نراك
على صورتك التي خلقك الله فيها ؟
قال : فكشف له عن صورته فوجد شخص عليه شعر كمثل
شعر الدابة ورأسه
طويل عيناه معه في غداة غد . ،
فعند ذلك التفت إلى أبي بكر ، وقال له قم مع
أخيك عطرفة وأشرف على قومه ،
وانظر ما هم عليه ، واحكم بينهم
وقال أبو بكر : يا رسول الله وأين هم ؟
قال تحت الأرض قال وكيف أطيق النزول إلى تحت
الأرض
وكيف يا رسول الله أحكم بينهم ولا أعرف كلامهم ؟
فالتفت إلى عمر بن الخطاب
وقال له مثل قوله لأبي بكر فأجابه مثل كلام أبي
بكر
‹
صفحة 191 ›
ثم أقبل على عثمان وقال له مثل قوله لهما فأجابه
كجوابهما ، فنظر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمينا
وشمالا
وقال أين قرة عيني أين مفرج همي أين زوج ابنتي
أين أبو ولدي أين قاضي
ديني ، أين ابن عمي علي بن أبي طالب
فأجابه بالتلبية لبيك يا رسول الله ، ها أنا بين
يديك ، أمرني بأمرك
قال يا علي ، تسير مع أخيك عطرفة وتحكم بين قومه
بالحق .
قال سمعا وطاعة لله ولرسوله ، فقام عطرفة ، وأخذ
الإمام سيفه وتقلده . وتبعه أبو
سعيد الخدري وسلمان الفارسي
وقام جماعة من أصحابه فتبعوا الإمام حتى أتوا
إلى الصفا
فلما توسطوه قالوا : فنظر إلينا الإمام ، وقال
ارجعوا شكر الله سعيكم
قالوا فوقفنا ننتظر وإذا بالصفا قد انشق ( 1 )
أرضه ودخل فيها وانطبقت الأرض كما
كانت
فرجعنا وقد أخذتنا الحسرة والندامة ما الله أعلم
به منا ، كل ذلك خوفا على
مولانا الإمام أبي الحسن ( عليه السلام )
قال : فلما أصبح الصبح وصلى النبي صلاة الصبح
جاء وجلس أرض الصفا ،
وحف به أصحابه وتأخر خبر علي ( عليه السلام )
وارتفع النهار وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت
الشمس
وقال المنافقون : إن الجن احتالوا على النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم ) في ابن عمه ، وأراحونا منه ومن
افتخاره به ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) صلى صلاة الظهر وعاد إلى مكانه ، وأكثر الناس الكلام ،
وأظهروا الأياس من علي ( عليه السلام )
ثم صلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة
العصر وجاء وجلس محله على الصفا ،
‹
صفحة 192 ›
وأظهروا الذكر في علي .
وظهرت شماتة المنافقين في علي ، وتيقن القوم أنه
قد هلك لا محالة .
وتحدث المنافقون في أمره إلى أن كادت الشمس تغرب
، وإذا بالصفا قد انشق
وخرج علي ( عليه السلام ) وسيفه يقطر دما وعطرفة
معه ، فعند ذلك ضج الناس بالتكبير .
قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
واعتنقه وقبل ما بين عينيه
وقال يا علي ، ما حبسك عني إلى هذا الوقت
فقال : يا رسول الله إني صرت إلى جن كثير قد
تغلبوا على عطرفة وعلى قومه
فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا على ذلك .
دعوتهم إلى شهادة أن لا إله ألا الله ، والاقرار
بك فأبوا فدعوتهم إلى الجزية ، فأبوا
فدعوتهم إلى أن يصالحوا عطرفة وقومه ويكون
المرعى والماء يوما لعطرفة
ويوما لهم فأبوا .
فوضعت سيفي هذا فيهم فقتلت منهم زهاء ألف فارس ،
فلما نظروا إلى ما حل
صاحوا الأمان
فقلت لهم لا أمان بالإيمان . ، فآمنوا بالله وبك
يا رسول الله وأصلحت بينهم وبين
عطرفة وقومه ، وصاروا إخوانا
وزال من بينهم الخلاف وما زلت عندهم إلى هذه
الساعة . ، فقال عطرفة جزاك
الله يا رسول الله ، عن الاسلام خيرا . ، وجزى
ابن عمك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خيرا ،
ثم انصرف . ( 1 )
(
165 )
(
حديث علي كاشف الكروب )
‹
صفحة 193 ›
وبالاسناد - يرفعه - إلى ابن عباس ( رضي الله
عنه ) ، قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة
الغداة
واستند إلى محرابه والناس من حوله ، وعنده
المقداد وحذيفة بن اليمان وسلمان
رضي الله عنهم
وإذا بأصوات عاليات قد أملأت المسامع ، فعند ذلك
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا حذيفة
ويا سلمان ، انظرا ما الخبر ؟
فخرجا وإذا هم بنفر على رواحلهم ، وعدتهم أربعون
رجلا ، بأيديهم الرماح
الخطية ( 1 ) على رؤوس الرماح أسنة من العقيق
الأحمر ، على كل واحد ذروة من
اللؤلؤ على رؤوسهم ، قلانس مرصعة بالدر والجوهر
يقدمهم غلام شاب لا نبات
بعارضيه ، كأنه قمر ، وهم ينادون : الحذر ،
الحذر ، البدار ، البدار إلى محمد المختار في
الأرض
قال حذيفة : فأخبرت النبي بذلك .
فقال : يا حذيفة ، انطلق إلى حجرة كاشف الكروب ،
وعبد علام الغيوب ، الليث
الهصور ، واللسان الشكور ، والهزبر الغيور ،
والبطل الجسور ، والعالم الصبور ، الذي
جرى اسمه في التوراة والإنجيل والزبور
إنطلق إلى حجرة ابنتي فاطمة وآتني ببعلها علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) قال فمضيت
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 193 - 199
وإذا به قد تلقاني وقال :
يا حذيفة ، جئت لتخبرني بقوم أنا عالم بهم منذ
خلقوا ، ومنذ وجودوا ، وفي أي
شئ جاؤوا ؟
قال حذيفة : قلت : يا مولاي ، زادك الله علما
وفهما ، ثم أقبل ( عليه السلام ) إلى المسجد ،
والناس حافون بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) . .
‹
صفحة 194 ›
فلما رأوه نهضوا على أقدامهم ، فقال لهم النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم ) : كونوا على مجالسكم ،
فجلسوا فلما استقر بهم المجلس
قام الغلام الأمرد قائما على قدميه من دون
أصحابه
وقال : أيها الناس : أيكم الراهب إذا انسدل
الليل والظلام ؟ من منكم نور الظلام ؟
من أيكم مكسر الأصنام ؟ وأيكم ساتر عورات
الاسلام ؟ أيكم الساتر عورات النساء ؟
أيكم الشاكر لما أولاه المنان ؟ أيكم الصابر يوم
الضرب والطعان ؟
أيكم منكس رؤوس الفرسان ؟ أيكم أخو محمد معدن
الإيمان ؟
أيكم وصيه الذي نصر به دينه على سائر الأديان ؟
أيكم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
علي ، أجب الغلام الذي هو في وصفك علام ، وقم في
حاجته
فعند ذلك قال علي ( عليه السلام ) : ادن مني يا
غلام حتى أعطيك سؤلك والمرام ، أكشف ما
بك من الآلام ، بعون رب الأنام ( 1 )
انطق بحاجتك ، فأنا أبلغك أمنيتك ليعلم المسلمون
أني سفينة العلم والنجاة ،
وعصا موسى والكلمة الكبرى ، والنبأ العظيم ،
والصراط المستقيم .
قال الغلام : إن معي أخا وكان مولعا بالصيد
فخرج ذات يوم متصيدا فعارضته بقرات وحش ، وهي
عشر فرمى إحداهن
فقتلها ، فانفلج في الوقت والحال ، حتى فقد
كلامه ، ولا عاد يكلمنا إلا إيماء ،
وقد بلغنا أن صاحبك يدفع عنه ما نزل به ، فإن
شفى صاحبنا صاحبكم آمنا به
فنحن فينا النجدة ، والبأس ، والقوة ، والمراس ،
ولنا الخيل والإبل ، والذهب
والفضة ، والمضارب العالية .
‹
صفحة 195 ›
ونحن سبعون ألفا بخيول جياد ، وسواعد شداد ،
ونحن بقايا قوم عاد .
فعند ذلك قال أمير المؤمنين : أين أخوك يا عجاج
بن الحلاحل بن أبي الغضب بن
سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهل العادي ؟
قال : فلما سمع الغلام نسبه ، قال : ها هو في
هودج سيأتي مع جماعة منا
يا مولاي ، إن شفيت علته ، رجعنا من عبادة
الأوثان وأتبعنا ابن عمك ، صاحب
التاج والقضيب والغمام
قال : فبينما هم في الكلام إذ أتت امرأة عجوز
تحت قبة جمل ، فأبركته بباب
مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
فقال الغلام : هذا أخي يا فتى ، فنهض أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) ودنا بالجمل من قبته
وإذا فيه غلام له وجه صبيح ، ففتح عينه في وجهه
، وقال بصوت ضعيف ، وقلب
حزين : إليكم المشتكى والملتجى يا أهل الولاء
فقال له علي ( عليه السلام ) : لا بأس عليك بعد
اليوم ثم نادى :
أيها الناس : أخرجا هذه الليلة إلى البقيع ،
فسترون مني عجبا .
قال حذيفة : فاجتمع الناس من العصر في البقيع
إلى أن هدأ الليل
وخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومعه ذو
الفقار ، وقال اتبعوني فاتبعوه ، فإذا هم بنارين ،
نار قليلة ، ونار كثيرة
فدخل في النار القليلة ، فقلبها على النار
الكثيرة .
قال حذيفة بن اليمان : فسمعت زمجرة كزمجرة الرعد
.
وقد انقلبت النار بعضها في بعض .
ثم دخل فيها ، ونحن بالبعد منه وقد تداخلنا
الرعب من كثرة زمجرة الرعد
ونحن ننتظر ماذا يصنع بالنار ، ولم يزل كذلك حتى
أصبح الصبح ، وأسفر
وخمدت النار ، وقد كنا بجانب منه .
فوصل إلينا وبيده رأس له دورة ، وله إحدى عشر
إصبعا ، وله عين واحدة في
‹
صفحة 196 ›
جبهته ، وهو ماسك شعره ، وله شعر مثل شعر الدب .
فقلنا له : عين الله عليك ، ثم أتى به إلى
المحمل الذي فيه الغلام .
فقال له : قم بإذن الله تعالى يا غلام ، فما
عليك بأس ، فنهض الغلام ويداه
صحيحتان ، ورجلاه سليمتان ، فانكب على رجل
الإمام يقبلها .
وقال : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ،
وأن محمدا رسول الله ، وأنك علي ولي
الله ، وناصر دينه ، وأسلم القوم الذين كانوا
معه ، قال فبقي الناس متحيرين لا
يتكلمون ، وقد بهتوا لما رأوا من الرأس وخلقته ،
فالتفت إليهم ( عليه السلام ) وقال :
أيها الناس : هذا رأس عمرو بن الأخيل بن اللاقيس
بن إبليس اللعين ، كان في اثني
عشر ألف قبيلة من الجن ، وهو الذي فعل بالغلام
ما شاهدتموه ، فضاربتهم بسيفي
هذا ، وقاتلتهم بقلبي هذا ، فماتوا كلهم بالاسم
الأعظم ، الذي كان على عصى
موسى ( عليه السلام ) . الذي ضرب بها البحر ،
فانفلق اثني عشر فرقة ، فاعتصموا بالله وطاعة
رسوله ترشدوا . ( 1 )
(
166 )
(
حديث الصخرة )
بالإسناد - يرفعه إلى عمار بن ياسر . قال :
كنت عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد خرج
من الكوفة وعبر من الضيعة التي يقال لها :
النخلة على فرسخين من الكوفة ، فخرج منها خمسون
رجلا من اليهود ، قالوا : أنت
علي بن أبي طالب ؟ قال : نعم .
فقالوا : لنا صخرة مذكورة في كتبنا ، عليها اسم
ستة من الأنبياء ، ولنا مدة نطلبها فلم
نجدها
‹
صفحة 197 ›
فإن كنت إماما ووصيا ، أظهر لنا الصخرة ، قال :
اتبعوني .
قال عمار بن ياسر : فسرنا وراءه إلى أن استبطن
بنا البر ، وإذا بجبل من الرمل عظيم
على طول البر ، فوقف ( عليه السلام )
ثم قال بحق بسم الله الأعظم الذي قاله سليمان ،
أيتها الريح ، أنسفي الرمال عن
الصخرة ،
فنسفته وبانت الصخرة بإذن الله تعالى .
فما كانت إلا ساعة حتى نسفت الرمل عن الصخرة ،
وظهرت الصخرة .
فقال ( عليه السلام ) : هذه صخرتكم .
فقالوا : إن عليها اسم ستة من الأنبياء على ما
سمعناه وفهمناه في كتبنا ، فهو عندنا
وما نرى عليها شيئا
قال :
هو على وجهها الذي هو على الأرض ، فاقلبوها
تجدوها تحتها ،
قال : فاعصوصب ( 1 ) عليها ألف رجل حضروا في
المكان ، فلم يقدروا على
تحريكها .
فقال ( عليه السلام ) : إليكم عنها ، ثم مد يده
إليها وهو راكب فأقلبها ، فوجدوا فيها أسماء
الأنبياء الستة
وهم : آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ،
ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فعند ذلك قال النفر الذي من اليهود : مد يدك ،
فنحن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن
محمدا رسول الله ،
وأنك خليفته ولي الله ، ووصيه من بعده .
من عرفك سعد ونجى ، ومن تخلف عنك ضل وهوى ، وإلى
الجحيم هوى ،
‹
صفحة 198 ›
وجلت مناقبك عن التحديد ، وكثرت آيات نعتك عن
التعديد . ( 1 )
(
167 )
(
حديث علي خير البشر )
وبالإسناد - يرفعه - إلى الباقر ( عليه السلام )
أنه سئل جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن علي
بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : كان والله أمير المؤمنين ، ومنجز بوار
الكافرين ، وسيف الله على الناكثين
والقاسطين والمارقين .
فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) . بأذني هاتين ، وإلا صمتا
يقول : علي بعدي خير البشر ، من شك فيه فقد كفر
. ( 2 )
‹
صفحة 199 ›
(
168 )
(
حديث منطق الطير )
بالإسناد - يرفعه - إلى الحسن العسكري ( عليه
السلام ) - يرفعه - عن النسب الطاهر ، إلى
الحسين ( عليه السلام ) إذ قال :
كنت يوما عند أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام
) على الصفا ، وإذا بدراج يتدرج على
وجه الأرض في الصفا ، فوقع مولاي بإزائه وقال :
السلام عليك أيها الدراج ،
فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير
المؤمنين .
فقال له علي ( عليه السلام ) : أيها الدراج ما
تصنع في هذا المكان ؟
فقال له : إني في هذا المكان منذ أربعمائة سنة
أسبح الله تعالى وأقدسه ،
وأحمده ، وأعبده حق عبادته .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 199 - 205
فقال ( عليه السلام ) : إنه لصفاء نقي ، لا مطعم
فيه ولا مشرب ، فمن أين مطعمك ومشربك ؟
فقال : وحق من بعث ابن عمك بالحق نبيا ، و جعلك
وصيا ،
إني كلما جعت دعوت الله سبحان الله لشيعتك
ومحبيك ، فأشبع
وإذا عطشت دعوت على مبغضيك ، فأروى . شعرا
‹
صفحة 200 ›
أيها السائل عمن * دونه النجم العلي
إنما استخبرت عنه * صاحب الأمر الجلي
خير خلق الله * من بعد النبي
أعني علي وبه فاز * الموالي وبه ظل الغوي
هكذا يا خيرة الهادي * من بعد النبي
لم يحد عنه * وعن آبائه إلا الشقي ( 1 )
(
169 )
(
حديث علي القمر )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أنس بن مالك ، قال :
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اتبعوا
الشمس حتى تغرب ، فإذا غربت فاتبعوا القمر حتى يغيب
فإذا غاب فاتبعوا الزهرة حتى تغيب ، فإذا غابت
فاتبعوا الفرقدين ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
أنا الشمس ، وابن عمي علي القمر ، وابنتي الزهرة
، والحسن والحسين الفرقدان ( 2 )
(
170 )
(
حديث رد الشمس )
بالإسناد - يرفعه - إلى سلمان ( رضي الله عنه )
، قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة الصبح ،
فلما سلم
قال : أين ابن عمي علي الذي يقضي ديني ، وينجز
عدتي ؟
‹
صفحة 201 ›
فأجابه بالتلبية : لبيك لبيك يا رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا علي ، تريد أن أعرفك
فضلك عند الله عز وجل ؟
قال : نعم : يا حبيبي ، قال : يا علي ، اخرج إلى
صحن المسجد ، فإذا طلعت الشمس
فكلمها حتى تكلمك :
فقال سلمان : فطلع إلى صحن المسجد ، فلما طلعت
الشمس
قال : السلام عليك أيتها الشمس ، فقالت : السلام
عليك يا أول ، يا آخر ، يا ظاهر ، يا
باطن ، يا من هو بكل شئ عليم .
قال : فضجت الصحابة ، وقالوا : يا رسول الله ،
بالأمس تقول لنا : إن الأول والآخر
صفات الله تعالى ! قال : نعم . ذلك صفات الله
وحده لا شريك له ، يحيي ويميت
ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على
كل شئ قدير .
قالوا فما با لنا نسمع الشمس تقول لعلي هذا ،
صار علي ربا يعبد
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : استغفر الله
واسكتوا ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اسكتوا
فإن لكل شئ مقاما
قال استغفروا الله وتوبوا إليه ، فأما قولها :
يا أول ، فهو أول من آمن بي وصدقني . وأما قولها
:
يا آخر ، هو آخر من يواريني ويلحدني وأما قولها
:
يا ظاهر ، فهو أول من أظهر دين الله بالسيف .
وأما قولها :
يا باطن فهو والله باطني أبطنته علمي . وأما
قولها :
يا من هو بكل شئ عليم . فو عزة ربي ما علمني ربي
شيئا إلا علمته عليا
فإنه بطرق السماء أعرف بها من طرق الأرض .
فقال : يا علي ادخل وافتخر فدخل وهو يقول هذه
الأبيات .
أنا للحرب إليها بنفسي أصطليها * نعمة من خالق
العرش بها قد خصنيها
وأنا حامل لواء الحمد يوما أحتويها * ولي السبقة
في الاسلام طفلا ووجيها
‹
صفحة 202 ›
ولي الفضل على الناس بفاطم وبنيها * ثم فخري
برسول الله إذا زوجنيها
فإذا أنزله ربي آية علمنيها * ولقد زقني العلم
لكي صرت فقيها . ( 1 )
(
171 )
(
حديث في ولاية علي )
وبالإسناد : يرفعه إلى أبي سعيد الخدري ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بني الاسلام
على شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول
الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،
وصوم شهر رمضان ، وحج بيت الله الحرام ، والجهاد
، وولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
قال أبو سعيد : ما أظن إلا هلكوا إذ تركوا
الولاية .
قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
فما نصنع يا أبا سعيد ، لو هلكوا ؟ ( 2 )
(
172 )
(
حديث علي ولي الله )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أبي هريرة ، قال :
صلينا الغداة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ثم أقبل
علينا بوجهه الكريم
وأخذ علينا بالحديث ، فأتاه رجل من الأنصار وقال
:
يا رسول الله ، إن كلب الذمي فلانا قد خرق ثوبي
، وخدش ساقي ، فمنعت من
الصلاة معك . فلما كان اليوم الثاني ، جاء رجل
من الصحابة ، وقال :
يا رسول الله ، إن كلب فلان الذمي قد خرق ثوبي ،
وخدش ساقي ، فمنعني من
الصلاة معك
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : . إذا كان
الكلب عقورا وجب قتله .
قال : فقام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقمنا
معه إلى أن أتى منزل الرجل ، فبادر أنس ودق الباب ،
‹
صفحة 203 ›
قال : فمن بالباب ؟ فقال أنس : إن النبي ببابكم
، فبادر الرجل وأقبل ، ففتح الباب
وخرج إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما الذي جاء بك
إلي ؟
وإني لست على دينك ، ألا كنت وجهت إلي أحدا حتى
آتيك .
قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لحاجة لنا ،
أخرج إلينا كلبك فإنه عقور ، وقد وجب قتله
وقد خرق ثوب فلان ، وخدش ساقه ، كذلك فعل اليوم
بفلان بن فلان ، خرق ثوبه ،
وخدش ساقه
قال : فبادر الرجل إلى كلبه ، وطرح في عنقه حبلا
وجره إليه ، ( ورافقه بين يديه ) ( 1 )
فلما نظر الكلب إلى رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) : نطق بلسان فصيح ، و قال :
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي
الله ، وقال السلام عليك يا رسول الله ،
ما الذي جاء بك ولأي شئ تقتلني ؟
قال : خرقت ثياب فلان بن فلان ، وفلان بن فلان .
قال : يا رسول الله ، الذين ذكرتهم منافقون
يبغضون ابن عمك علي بن أبي طالب ،
ولولا انهم على ذلك ما تعرضت لهم ولكنهم جازوا
يسبون عليا ( عليه السلام ) ويرفضونه ،
فأخذتني الحمية الأبية ، والنخوة العربية ،
ففعلت بهم ذلك .
فلما سمع النبي كلامه أمر صاحبه بالإلتفات إليه
وأوصاه به
ثم قام ليخرج ، وإذا صاحب الكلب الذمي قد قام
على قدميه ، وقال :
أتخرج يا رسول الله ، وكلبي قد شهد أنك رسول
الله ، وابن عمك علي أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) ولي الله
ولم أسلم أنا ، ثم أسلم وأسلم كل من كان في داره
. ( 2 )
‹
صفحة 204 ›
(
173 )
(
حديث البساط )
وبالإسناد - يرفعه - إلى سالم بن أبي جعدة ، قال
: حضرت مجلس أنس بن مالك
بالبصرة ، وهو يحدث الناس فقام إليه رجل من القوم
وقال : يا صاحب رسول الله ، ما هذه الشيمة التي
( 1 ) أراها بك ؟ فأنا حدثني أبي ،
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
أنه قال : البرص والجذام لا يبلي الله به مؤمنا
، قال : فعند ذلك أطرق أنس بن
مالك إلى الأرض ، وعيناه تذرفان بالدموع ثم رفع
رأسه
وقال : دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب (
عليه السلام ) نفدت في ، فعند ذلك قام الناس
من حوله وقصدوه
وقالوا : يا أنس ، حدثنا ما كان السبب ؟ قال لهم
: إلهوا عن هذا
فقالوا : لا بد لك أن تخبرنا بذلك ، قال :
اقعدوا على مواضعكم واسمعوا مني
حديثا ، كان هو السبب لدعوة علي ( عليه السلام )
.
اعلموا أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد
أهدي له بساط من شعر من قرية كذا وكذا من قرى
المشرق ، يقال لها : هندف ( 2 )
فأرسلني رسول الله إلى أبي بكر وعمر وعثمان
وطلحة والزبير وسعد وسعيد
وعبد الرحمن بن عوف الزهري
فأتيته بهم وعنده علي ( عليه السلام ) قال : يا
أنس ، أبسط البساط
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اجلس يا
أنس ، حتى تخبرني بما يكون معهم - وساق الحديث إلى
‹
صفحة 205 ›
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 205 - 210
أن قال في آخره -
ثم قال : يا علي ، قل : يا ريح ، احملينا ، فلما
قالها ، فإذا نحن في الهواء ،
قال : سيروا على بركة الله تعالى ، فسرنا ما شاء
الله
ثم قال : يا ريح ، ضعينا فوضعتنا ، ثم قال :
أتدرون أين أنتم ؟ قلنا : الله ورسوله
أعلم ، فقال : هؤلاء أصحاب الكهف والرقيم ،
الذين كانوا من آيات الله عجبا ، قوموا
بنا يا أصحاب رسول الله
حتى تسلموا عليهم ، فعند ذلك قام أبو بكر وعمر ،
فقالا : السلام عليكم يا
أصحاب الكهف والرقيم ، فلم يجبهما أحد
فعند ذلك قام الإمام ( عليه السلام ) وقال :
السلام عليكم يا أصحاب الكهف والرقيم ، الذين
كانوا من آيات الله عجبا
قالوا : عليك السلام يا وصي رسول الله ورحمة
الله وبركاته
وقال : يا أصحاب الكهف ، لم لا رددتم على أصحاب
رسول الله السلام
قالوا : يا خليفة رسول الله . . إننا فتية آمنا
بربنا وزادهم الله هدى ، و ليس معنا إذن
أن نرد السلام ، إلا على نبي أو وصي نبي ، وأنت
وصي خاتم النبيين ، وأنت خاتم
الأوصياء
قال : أسمعتم يا أصحاب رسول الله ؟ فقالوا : نعم
يا أمير المؤمنين
قال : فخذوا مواضعكم ، واجلسوا على مجالسكم ،
قال : فقعدنا على مجالسنا
ثم قال ( عليه السلام ) : يا ريح ، احملينا ،
فحملتنا ، ثم قال :
ضعينا ، فإذا نحن بأرض كالزعفران ، ليس فيها
حسيس ولا أنيس ، نباتها
القيصوم ( 1 ) والشيح ، ( 2 ) وليس فيها ماء .
‹
صفحة 206 ›
فقلنا له : يا أمير المؤمنين ، دنت الصلاة وليس
عندنا ماء نتوضأ به ،
فقام ( عليه السلام ) وجاء إلى موضع من تلك
الأرض فرفس برجله ، فنبعت عين ماء عذب ،
قال : فدونكم وما طلبتم ، ولولا طلبتكم لجاءنا
جبرئيل ( عليه السلام ) بماء من الجنة
قال : فتوضأنا وصلينا ، ووقف يصلي إلى أن انتصف
الليل
ثم قال : خذوا مواضعكم ، ستدركون الصلاة مع رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو بعضها
ثم قال : يا ريح ، احملينا فإذا نحن في الهواء
ثم سرنا ما شاء الله
فإذا نحن بمسجد رسول الله وقد صلى من الغداة
ركعة واحدة ، فقضيناها وكان قد
سبقنا بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم
) . ثم التفت إلينا ، وقال :
يا أنس ، تحدثني أم أحدثك ؟ قلت من فمك أحلى يا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
قال : فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره ، كأنه
كان معنا ، قال :
يا أنس ، اشهد لابن عمي بها إذا استشهدك بها ،
فقلت : نعم يا رسول الله
قال : فلما تولى أبو بكر الخلافة أتى علي ، إلى
وكنت حاضرا مع أبي بكر والناس
حوله .
قال : يا أنس ، ألست تشهد لي بفضيلة البساط ،
ويوم عين الماء ، ويوم الجب ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ، قد نسيت لكبري .
قال : فعند ذلك قال : يا أنس ، إن كنت كتمته
مداهنة بعد وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
لك .
فرماك الله ببياض في وجهك ، ولظى في جوفك ، وعمى
في عينيك ، فما قمت
من موضعي حتى برصت ، وعميت .
وأنا الآن لا أقدر على الصيام في شهر رمضان ولا
غيره ، لأن الزاد لا يبقى في
جوفي ، ولم يزل أنس على ذلك ، حتى مات بالبصرة .
( 1 )
‹
صفحة 207 ›
(
174 )
(
حديث أهل البيت مصابيح الدجى )
بالإسناد - يرفعه - إلى علي بن موسى الرضا (
عليه السلام ) قال : قال لي أبي عن آبائه ، عن
علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال لي
أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
من سره أن يلقى الله عز وجل ، وهو مقبل عليه ،
غير معرض عنه ، فليتول عليا .
ومن سره أن يلقى الله عز وجل ، وهو راض عنه ،
فليتول الحسن ( عليه السلام ) .
ومن سره أن يلقى الله عز وجل ، و قد محص ذنوبه ،
فليتول الحسين ( عليه السلام ) .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ، وهو راض عنه ،
فليتول علي بن الحسين .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وهو راض عنه قرير
العين ، فليتول محمد بن
علي الباقر .
ومن أحب أن يلقى الله عزو جل ، وكتابه بيمينه ،
فليتول جعفر بن محمد الصادق .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل طاهرا مطهرا ،
فليتول موسى بن جعفر الكاظم .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ، ضاحكا مستبشرا ،
فليتول علي بن موسى
الرضا .
ومن أحب أن يلقى الله وقد رفعت درجاته ، وبدلت
سيئاته حسنات ، فليتول
محمد بن علي الجواد .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ، ويحاسب حسابا
يسيرا ، فليتول علي بن محمد
الزكي .
ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ، وهو من الفائزين
، فليتول الحسن العسكري .
‹
صفحة 208 ›
ومن أحب أن يلقى الله وقد كمل إيمانه ، وحسن
إسلامه ، فليتول الخلف الحجة
محمد بن الحسن صاحب الزمان المنتظر ، فهؤلاء
مصابيح الدجى ، وأئمة التقى ،
أعلام الهدى ، ومن أحبهم وتولاهم ، كنت ضامنا له
الفوز بالجنة . ( 1 )
(
175 )
(
حديث في قضاء علي )
بالإسناد - يرفعه - عنهم ( عليهم السلام ) ، عن
الحسن ( عليه السلام ) : أن ثورا قتل حمارا على عهد
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فرفع ذلك إلى رسول الله ، وكان في جماعة من
أصحابه ، منهم : أبو بكر وعمر
والزبير وسلمان وحذيفة .
فالتفت النبي إلى أبي بكر ، وقال : يا أبا بكر ،
اقض بينهم ،
قال : بأي شئ احكم بالدواب ؟ بهيمة قتلت بهيمة ،
فلا عليها ، فالتفت إلى علي ،
وقال : احكم بينهم ، قال : أجل يا رسول الله ،
إن كان الثور دخل على الحمار في مربطه
ومستراحه ضمن صاحب الثور ، وإن كان الحمار دخل
على الثور في مستراحه ، فلا
ضمان عليه .
فرفع رسول الله يده إلى السماء ، وقال :
الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى رأيت
وصيي يقضي بقضاء
النبيين . ( 2 )
‹
صفحة 209 ›
(
176 )
(
حديث الرمانة )
بالإسناد - يرفعه - إلى صعصعة بن صوحان ، قال :
أمطرت المدينة مطرا شديدا ،
ثم ضجت الناس ،
فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى
الصحراء ومعه أبو بكر ، فلما خرجوا فإذا هم
بعلي ( عليه السلام ) مقبل
فلما رآه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : مرحبا بالحبيب القريب ، ثم قرأ هذه الآية * ( وهدوا إلى
صراط الحميد ) * ( 1 ) أنت يا علي ، منهم ثم مد
يده إلى السماء ، وأومأ بيده إلى الهواء ،
وإذا برمانة تهوي إليه من السماء أشد بياضا من
الثلج ، وأحلى من العسل ، وأعظم
رائحة من المسك ، فأخذها رسول الله فمصها حتى
روى ، وناولها عليا فمصها حتى
روى ، ثم التفت إلى أبي بكر
وقال : لولا أن طعام الجنة لا يأكله إلا نبي أو
وصي نبي ، لكنا أطعمناك منها ، فإن
طعام الجنة لا يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي
نبي . ( 2 )
(
177 )
(
حديث علي أعطي جوامع العلم )
بالإسناد - يرفعه - إلى عبد الله بن مسعود ،
وعبد الله بن عباس أنهما قالا : كنا مع
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فسمعناه يقول أعطاني الله عز وجل خمسا ، وأعطى
عليا خمسا : أعطاني جوامع
الكلم ، وأعطى عليا جوامع العلم
وجعلني نبيا ، وجعله وصيا ، أعطاني الكوثر ،
وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي ،
‹
صفحة 210 ›
وأعطاه الإلهام ، وأسرى بي إليه ، وفتح لعلي
أبواب السماء حتى نظر إلي ونظرت إليه
قال : ثم بكى رسول الله ( ص ) فقلت له فداك أبي
وأمي يا رسول الله ما يبكيك ، قال :
يا ابن عباس ، أنا أول ما كلمني ربي عز وجل ،
قال : يا محمد أنظر تحتك فنظرت فإذا
بالحجب قد اخترقت ، وأبواب السماء قد تفتحت ،
حتى نظرت إلى علي ( عليه السلام ) وهو
رافع رأسه إلى السماء وكلمني ، فكلمته ، فقلت :
يا رسول الله ، أخبرني ما قال لك
ربك ؟
قال : قال لي ربي : إني جعلت عليا وصيك وخليفتك
من بعدك ، فأعلمته بما قال
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن جبرئيل
القمي - ص 210 - 215
لي ربي ، فسجد لله عز وجل ، وقال قد قبلت ذلك ،
فعند ذلك أمر الله تعالى الملائكة
أن تسلم على علي ( عليه السلام ) ففعلت فرد
عليهم السلام
فنادت الملائكة يتباشرون ، ثم ما مررت بصف من
الملائكة ، إلا وهم يهنئوني
ويقولون :
يا محمد ، الذي بعثك بالحق نبيا ، لقد دخل علينا
السرور بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام )
ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم ،
فقلت : يا جبرئيل ، ما لي أرى حملة العرش قد
نكسوا رؤوسهم ، قال :
يا محمد ، لم يبق في السماء ملك ، إلا وقد سلم
على علي ( عليه السلام ) إلا حملة العرش ،
فليس يأذن الله عزو جل لهم في النظر إلى علي ،
فأذن لهم في النظر إلى علي قال :
فلما هبطت في الأرض ، جعلت أعلمه بذلك ، وهو
يخبرني به ، فعلمت أني ما
وطئت موضعا إلا وقد كشف له ، حتى نظر إلى ما
نظرت إليه .
فعند ذلك قال ابن عباس : يا رسول الله أحب أن
توصيني بشئ ، قال :
يا ابن عباس ، اعلم أن الله عز وجل لا يقبل حسنة
من أحد ، حتى يسأله عن حب
علي بن أبي طالب ، وهو أعلم بذلك فإن كان من أهل
الولاية ، قبل عمله على ما كان
فيه ، وإن لم يكن من أهل ولايته ، لم يسأله عن
شئ حتى يأمر به إلى النار
وإن النار أشد بغضا على مبغض علي ممن زعم أن لله
ولدا .
‹
صفحة 211 ›
يا بن عباس ، لو أن الملائكة والنبيين والمرسلين
أجمعوا على بغض علي ( عليه السلام )
لعذبهم الله في جهنم ،
وما كانوا ليفعلوا قلت : يا رسول الله ، وكيف
يبغضونه ؟
قال : يا بن عباس ، يكون قوم يذكرون أنهم من
أمتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام
نصيبا ، ويفضلون عليه غيره
والذي بعثني بالحق نبيا لا نبي أكرم على الله
مني ، ولا وصي أكرم على الله من
وصيي علي بن أبي طالب .
قال ابن عباس : لم أزل له محبا كما أمرني رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فإن كان من أهل الولاية ، قبل عمله على ما كان
فيه ، ( 1 )
(
178 )
(
حديث في طريق علي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى ابن عباس أنه قال : لما
حضرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوفاة
أتيت إليه وسلمت عليه ،
وقلت له : ما تأمرني به يا رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) . .
فقال : يا ابن عباس ، خالف من خالف عليا ، ولا
تكن لهم وليا
قلت ، يا رسول الله ، لم لا تأمر الناس بترك
مخالفته ؟
قال : فبكى حتى أغمى عليه ثم أفاق ، وقال : يا
بن عباس ، سبق فيهم علم ربي ، لا
‹
صفحة 212 ›
يخرج أحد من الدنيا وقد خالفه أنكر حقه حتى يغير
الله خلقه .
يا بن عباس ، إذا أردت أن تلقي الله تعالى وهو
عنك راض فاسلك طريقة
علي ، مل معه كيف مال ، وارض به إماما ، وعاد من
عاداه ، ووال من والاه ، ولا
يداخلك فيه شك ولا ريب ، فإن اليسير من الشك فيه
كفر . ( 1 )
(
179 )
(
حديث علي أحب الناس عند النبي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى عائشة ، قالت :
كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
. فذكرت عليا ، قال : يا عائشة ، لم يكن في الدنيا أحد
أحب إلي منه ، ومن بعده فاطمة ابنتي ، ومن بعدها
ولداي الحسن والحسين ، تعلمني
يا عائشة ، أي شئ رأيت لابنتي فاطمة ولبعلها ؟
قالت : لا ، أخبرني يا رسول الله ، قال ، ابنتي
فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وبعلها
لا يقايسه أحد من الناس ، وولداهما الحسن
والحسين ريحانتي في الدنيا والآخرة .
يا عائشة ، إني أنا وابن عمي عليا وفاطمة والحسن
والحسين في غرفة بيضاء ،
أساسها رحمة الله ، وأطرافها من رضوان الله ، وهي
تحت العرش ، وبين علي وبين نور
الله باب ينظر الله إليه ، وذلك وقت يلجم ( 2 )
الله الناس بالعرق ، على رأسه تاج قد
أضاء نوره بين المشرق والمغرب ، وهو يرفل ( 3 )
في حلتين حمراوين
ثم خلقت ذريته من طينة تحت العرش ، وخلق مبغضوه
من طينة الخبال ( 4 ) ، وهي
‹
صفحة 213 ›
طينة جهنم . ( 1 )
(
180 )
(
حديث من أحب عليا لم يعذبه الله بالنار )
بالإسناد - يرفعه - إلى سعد بن عبادة ، قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
لما أسري بي إلى السماء ، فبقيت من ربي ك * (
قاب قوسين أو أدنى ) * ( 2 ) سمعت
النداء من ربي :
يا محمد ، من تحب ممن معك في الأرض ؟
قلت : يا رب ، أحب من تحبه أنت ، وتأمرني بمحبته
.
فقال : يا محمد ، أحب عليا فإني أحبه ، وأحب من
يحبه .
فلما رجعت إلى السماء الرابعة ، تلقاني جبرئيل (
عليه السلام ) فقال :
ما قال لك ربك ؟ وما قلت له ؟ قلت : حبيبي
جبرئيل
قال لي : كيت وكيت .
فبكى جبرئيل ، وقال : يا محمد ، والذي بعثك
بالحق نبيا لو أن اهل الأرض يحبون
عليا ، كما يحبه أهل السماوات ، لما خلق الله
نارا يعذب بها أحدا . ( 3 )
(
181 )
(
حديث الحجرين )
بالإسناد يرفعه - عن ابن عباس قال : كنت عند علي
( عليه السلام ) وقد قضى بين صخرتين
قد وقع بعضهما على بعض فخدش إحداهما الأخرى ،
فقضى له الخدش .
فقلت : والحجران يتكلمان ؟ ! قال : إي ، والذي
بعث محمدا بالحق نبيا
لقد رأيت الحجرين يستعديان بعض على بعض . ثم قال
شعرا :
‹
صفحة 214 ›
يكلم الناس والأحجار قد علموا * أهل البصائر
والأحوال مولانا
وهو الذي كلمته قحف جمجمة * من بعد فضل حواه
الإنس والجانا ( 1 )
(
182 )
(
حديث علي عيبة علم النبوة )
بالإسناد - يرفعه - إلى كعب الأحبار ، قال : قضى
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قضية في
زمن عمر بن الخطاب .
قال : إنه اجتاز عبد مقيد على جماعة ، فقال
أحدهم : إذا لم يكن في قيده كذا
وكذا ، فامرأته طالق ثلاثا - يعنون أنفسهم -
فقال الآخر : إن كان فيه كما قلت فامرأته
طالق ثلاثا .
قال : فقاما مع العبد إلى مولاه ، فقالا له :
إننا حلفنا بطلاق نسائنا ثلاثا على قيد هذا
العبد ، فحله حتى نوزنه
قال سيده : امرأته طالق ثلاثا ، إن حل قيده .
فطلقوا الثلاثة نساءهم ، قال : فارتفعوا إلى عمر
بن الخطاب ، فقصوا عليه القصة
قال : مولاه أحق به ، فاعتزلوا نساءكم ، قال :
فخرجوا وقد وقعوا في الحيرة .
فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى أبي الحسن (
عليه السلام ) عسى أن يكون معه شئ في
هذا ، فأتوه وقصوا عليه القصة ، فقال ( عليه
السلام ) : . ما أهون هذا ؟ ! ثم إنه ( عليه السلام ) أحضر جفنة ( 2 )
أمر العبد أن يحط رجله في الجفنة ، وأن يصب
الماء عليها ، حتى امتلأت الجفنة ماء
وقال : ارفعوا القيد والرجل مكانها ، فرفع قيده
عن الماء ، فأرسل عوضه زبرا ( 3 ) من
الحديد في الماء ، إلى أن صعد الماء إلى موضع ما
كان فيه ( القيد )
ثم قال : أخرجوا هذا الحديد ، وزنوه فإنه وزن
قيد العبد
‹
صفحة 215 ›
قال فلما فعلوا ذلك وانفصلوا وحلت نساءهم عليهم
وخرجوا ، وهم يقولون :
نشهد أنك عيبة علم النبوة ، وباب مدينة علمه ،
فعلى من جحد حقك لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين ( 1 ) .
(
183 )
(
حديث السبع )
بالإسناد - يرفعه - إلى المنقذ بن الأبقع الأسدي
، وكان الرجل من خاصة مولانا
علي بن أبي طالب ، قال :
كنت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في النصف
من شعبان ، وهو يريد أن يمضي إلى
موضع له كان يأوى إليه في الليل ، وأنا معه حتى
أتى الموضع ، ونزل من بغلته ومضى
لشأنه
قال : فحمحمت البغلة ، ورفعت رأسها وأذنيها ،
قال : فحس مولاي ، وقال : ما وراءك يا أخا بني
أسد ؟ فقلت : يا مولاي ، البغلة تنظر
شيئا
وقد شخصت إليه وهي تحمحم ، ولا أعلم ماذا دهمها
؟
قال : فنظر أمير المؤمنين إلى البر ، وقال : هو
سبع ورب الكعبة ، فقام من محرابه
متقلدا سيفه ، وجعل يخطو نحو السبع ، ثم صاح به
: قف . فوقف يضرب بسنبلته
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 215 - 220
خواصره
قال : فعند ذلك استقرت البغلة وهجعت ، ثم قال له
:
يا ليث ، أما علمت أني الليث أبو الأشبال ، وأني
خير الوصيين
وأني وارث علم النبيين ، وأني حيدرة وقسورة ،
فما جاء بك أيها الليث ؟
‹
صفحة 216 ›
ثم قال : اللهم أنطق لسانه ، قال : فعندها قال
السبع :
يا أمير المؤمنين ، ويا خير الموصيين ، ويا وارث
علم النبيين ، إن لي اليوم سبعة
أيام ما افترست فريسة ، وقد أضرني الجوع
وقد رأيتكم من مسيرة فرسخين ، فدنوت منكم ، فقلت
:
أذهب إلى هؤلاء القوم ، فإن كان لي بهم قدرة ،
أخذت نصيبي
فقال ( عليه السلام ) : يا ليث ، أنا أبو
الأشبال الإحدى عشر ، ثم مد الإمام يده على صوف قفاه
وجذبه إليه ، فامتد السبع بين يديه ، وجعل (
عليه السلام ) يمسح من هامته إلى كتفه ويقول :
يا ليث ، أنت كلب الله في أرضه ، فقال السبع :
الجوع يا مولاي
فقال ( عليه السلام ) : اللهم آته رزقه بحق محمد
وأهل بيته .
قال : فالتفت فإذا بالسبع يأكل شيئا على هيئة
الحمل ، حتى أتى على آخره .
قال : فلما فرغ من ذلك وتحلس بيديه ، قال : يا
أمير المؤمنين
نحن معاشر الوحوش لا نأكل لحم محبيك ومحبي عترتك
( 1 ) فنحن أهل بيت
ننتحل بحب الهاشميين ، وحب عترتهم .
قال له الإمام : أين تأوي ؟ وأين تكون ؟ قال :
يا مولاي ، أنا مسلط على أعدائك كلاب أهل الشام
، أنا وأهل بيتي من خرج منهم
افترسناه ، ونحن نأوي النيل .
فقال : ما جاء بك إلى الكوفة ؟ قال : يا مولاي ،
لأجلك فلم أصادفك فيها ، وأتيت
الفيافي والقفار ، حتى أتيت إليك ، ونلت سؤلي
منك ، وأنا منصرف ليلتي هذه إلى
القادسية ، إلى رجل يقال له : سنان بن وائل وهو
ممن انفلت عن حرب صفين ، وهو
من أهل الشام ، ثم همهم ودمدم وولى .
قال منقذ بن الأبقع الأسدي : فتعجبت من ذلك !
فقال ( عليه السلام ) لي : مم تعجبت ؟
‹
صفحة 217 ›
ذلك أعجب ، أم الشمس أعجب في رجوعها ؟ أم
الكواكب في سقوطها ؟ أم العين
في تنبيعها ؟ أم الجمجمة في تكلمها ؟
أم سائر ذلك فوالله ، لو أحببت أن أري الناس مما
علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . من
الآيات والمعجزات لكانوا يرجعون كفارا .
ثم رجع إلى مصلاه ، ووجهني من ساعتي إلى
القادسية فوصلت ، والمصلي يقيم
الصلاة ، فسمعت الناس ، يقولون :
السبع افترس سنان بن وائل ، فأتيت إليه مع من
أتاه ينظر إليه
فرأيته لم يترك السبع سوى أطراف أصابعه وإنبوبات
أسنانه ورأسه ، فحملوا
رأسه وعظامه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام )
فبقيت متعجبا .
فحدثت الناس بما كان من حديث أمير المؤمنين (
عليه السلام ) والسبع .
قال : فعند ذلك جعل الناس يأخذون التراب من تحت
قدميه ، ويستشفون به ( 1 ) .
فلما رأى ذلك ، قام خطيبا فيهم فحمد الله وأثنى
عليه ، وذكر النبي فصلى عليه
قال : أيها الناس : ما أحبنا رجل ودخل النار ،
ولا أبغضنا رجل ودخل الجنة
فإني قسيم الجنة والنار ، هذا إلى الجنة يمينا
وهو محبي ، وهذا إلى النار شمالا
وهو مبغضي .
ثم يوم القيامة أقول لجهنم : هذا لي وهذا لك ،
حتى تجوز شيعتي على الصراط
كالبرق الخاطف ، والريح العاصف والطير المسرح ،
والجواد السابق ، والطير المسرع
قال : فعند ذلك قام إليه الناس بأجمعهم ، وقالوا
:
الحمد الله الذي فضلك على كثير من عباده
المؤمنين ، ثم تلى هذه الآية :
*
( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله
وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا
‹
صفحة 218 ›
رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) * . ( 1 ) ( 2 )
(
184 )
(
حديث ألهام من ولد إبليس )
بالإسناد - يرفعه - إلى الحسن ( عليه السلام ) .
إلى أبيه ، إلى جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . قال : بينا أنا
ذات يوم جالس إذ دخل علينا رجل ( طويل ) كأنه
النخلة . ،
فلما رفع رجله عن الأخرى تفرقعت ، ( فعند ذلك )
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما هذا ليس
من ولد آدم .
فقالوا : يا رسول الله ، ( و ) هل يكون ( أحد )
، ( 3 ) من غير ولد آدم ؟
قال : نعم هذا أحدهم ، فدنا الرجل ، فسلم على
النبي فقال النبي : من تكون ؟ ومن
أنت ؟
قال : أنا الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ،
قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بينك
وبين إبليس أبوان ، قال : نعم يا رسول الله .
قال : كم تعد من السنين ، قال : لما قتل قابيل
هابيل كنت غلاما بين ( الأقوام ) ، ( 4 )
أفهم الكلام ، وأدور الآجام ، وآمر بقطيعة
الأرحام .
(
ف ) قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بئس السيرة التي تذكرها إن بقيت
عليها .
قال : كلا يا رسول الله ، إني مؤمن تائب ، قال :
وعلى يد من تبت وجرى إيمانك ؟
قال : على يد نوح ( عليه السلام ) . ولقد عاتبته
على ما كان من دعائه على قومه .
ثم قال : إني على ذلك من النادمين ، وأعوذ بالله
أن أكون من الجاهلين .
‹
صفحة 219 ›
(
ثم لقيت من ) ( 1 ) بعده هود ( عليه السلام ) فكنت أصلي بصلاته ( عليه السلام )
وأقرأ من الصحف التي
علمنيها مما انزل على جده إدريس ( عليه السلام )
وكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم
على قومه
فنجاه الله تعالى ونجاني معه ، وصحبت من بعده
صالح ( عليه السلام ) ، فبقيت معه إلى أن
بعث الله على قومه الرجفة
فنجاه ، ونجاني معه ، ولقيت من بعده أباك
إبراهيم ، وصحبته ، وسألته أن يعلمني
من الصحف التي .
أنزلت عليه ، فعلمني ، وكنت أصلي بصلاته ، فلما
كاده قومه وجعلوه ( 2 ) في النار
وجعلها الله عليه بردا وسلاما فكنت له مؤنسا في
النار ، ولم أزل معه حتى توفي .
وصحبت ولده إسماعيل وإسحاق ( من بعده ) ويعقوب (
عليه السلام )
ولقد كنت مع أخيك يوسف في الجب مؤنسا وجليسا حتى
أخرجه الله ، وولاه
مصر ، ورد عليه أبويه
ولقيت أخاك موسى ، وسألته أن يعلمني من التوراة
التي أنزلت عليه ، فعلمني ،
فلما توفي صحبت وصيه يوشع بن نون ، فلم أزل معه
حتى توفي .
ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود ( عليه
السلام ) . وأعنته على قتال الطاغية جالوت ،
سألته أن يعلمني من الزبور التي أنزلها الله
عليه ، فعلمني ( منه ) .
وصحبت من بعده سليمان ( عليه السلام ) وصحبت من
بعده وصيه آصف بن برخيا بن
شعيا ( 3 ) ولقد لقيت نبيا بعد نبي ، وكل يبشرني
بك ، ويسألني أن أقرأ عليك السلام ،
وحتى صحبت من بعدهم عيسى بن مريم ( عليه السلام
) وأنا أقرأك يا رسول الله ممن لقيت من
الأنبياء السلام ، ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله
وأتمه
‹
صفحة 220 ›
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
على جميع أنبياء الله ورسله و ( على ) أخي عيسى مني
السلام ورحمته وبركاته ، ما دامت السماوات
والأرض .
وعليك يا هام السلام ، فلقد حفظت الوصية ، وأديت
الأمانة ، فسل حاجتك .
فقال : يا رسول الله ، حاجتي أن تأمر أمتك أن لا
يخالفوا أمر الوصي من بعدك
فإني رأيت الأمم الماضية ، إنما هلكوا بتركها
أمر الأوصياء .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهل
تعرف وصيي يا هام ؟
قال : إذا رأيته عرفته بصفته ، واسمه الذي قرأته
في الكتب .
قال : أنظر هل تراه فيمن حضر ؟ فالتفت يمينا
وشمالا .
قال : هو ليس فيهم يا رسول الله .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
هام ، من كان وصي آدم ( عليه السلام ) قال : شيث .
قال : فمن وصي شيث ؟ قال : انوش ، قال : فمن وصي
انوش ؟
قال : قينان ، قال : فوصي قينان ؟ قال : مهلائيل
.
قال : فمن وصي مهلائيل ، قال : يدد ( 1 ) قال :
فمن وصي يدد ( 2 ) .
قال : النبي المرسل إدريس ، قال : فمن وصي إدريس
؟ قال : متوشلخ
قال : فمن وصي متوشلخ ؟ قال : لمك ، قال : فمن
وصي لمك ؟ قال : أطول الأنبياء
عمرا ، وأكثرهم لربه شكرا ، وأعظمهم أجرا ، (
ذلك ) أبوك نوح ( عليه السلام )
قال : فمن وصي نوح ( عليه السلام ) قال : سام ؟
قال : فمن وصي سام ؟
قال : أرفخشد . قال : فمن وصي أرفشخد ؟ قال :
عابر ، قال : فمن وصي عابر ؟ قال
شالخ . قال : فمن وصي : شالخ ؟
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 220 - 226
قال : قالع ، فمن وصي قالع ؟ قال : ( أشروع ) .
( 3 )
‹
صفحة 221 ›
قال : فمن وصي أشروع ( 1 ) قال : دوغرا ( 2 ) .
قال : فمن وصي دوغرا ( 3 ) ؟ قال :
ناخور ، قال : فمن وصي ناخور ؟
قال : تارخ . قال : فمن وصي تارخ ؟ قال : لم يكن
وصي ، بل أخرج الله من صلبه
إبراهيم خليل الله ، قال : صدقت يا هام .
قال : فمن وصي إبراهيم ؟ قال : إسماعيل . قال :
فمن وصي إسماعيل ؟ قال : قيدار .
قال : فمن وصي قيدار ؟ قال : بنت ( 4 ) .
قال : ومن وصي بنت ( 5 ) قال : حمل .
قال : فمن وصي حمل ؟ قال : ( قيدار قال : فمن
وصي قيدار ؟ قال )
لم يكن له وصي بل خرج من صلبه إسحاق بن يعقوب
قال : صدقت يا هام ، لقد ( صدقت ) ( 6 )
الأنبياء والأوصياء .
قال : فمن وصي يعقوب ؟ قال : يوسف .
قال : فمن وصي يوسف ؟ ( قال : يوشع بن نون ،
ووصي يوشع : شمعون ) .
قال : فمن وصي شمعون ؟ قال : داود ، ووصي داود :
سليمان
ووصي سليمان : آصف بن برخيا ، ووصي عيسى شمعون
الصفا .
فقال له النبي : تعرف اسم وصيي ورأيته في شئ من
الكتب ؟
قال : نعم ، والذي بعثك بالحق نبيا ، ما رأيت
اسمك محمدا إلا هو ) ( 7 ) ورأيت أن
‹
صفحة 222 ›
اسمك في التوراة : ( ميد ميد ) واسم وصيك : (
إليا ) ، واسمك في الإنجيل :
(
حمياطا ) و اسم وصيك فيها ( هيدر ) واسمك في الزبور : ( ماح ماح ) محيي بك كل
كفر وشرك واسم وصيك فيها : " مافار قليطا
هيدر " ( 1 )
فقال له النبي : فما معنى ( مئد مئد ) ؟ قال :
طيب طيب .
قال : وما معنى اسم " حمياطا " ؟ قال
: مصطفى .
قال : فما معنى اسم وصيي في التوراة " إليا
" ؟ قال : إنه الولي من بعدك .
قال : فما اسمه في الإنجيل ؟ قال : " هيدار
" .
قال : فما معنى " هيدار " ؟ قال :
لإنه الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم .
قال : فما معنى اسمه في الزبور " فارقليطا
" ؟ قال : حبيب ربه .
فقال : يا هام إن رأيته تعرفه ؟ قال : نعم ، يا
رسول الله ، هو رجل مدور الهامة ،
معتدل القامة ، بعيد من الدمامة ، عريض الصدر ،
ضرغامة ، كبير العينين ، ألف
الفخذين ، أحمش ( 2 ) الساقين ، عظيم البطن ،
سوي المنكبين .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
سلمان ، ادع لنا عليا ( عليه السلام ) فجاء علي ( عليه السلام ) حتى دخل المسجد ،
فالتفت إليه هام ، فقال : هذا هو يا رسول الله
بأبي وأمي ، هذا - والله - وصيك يا رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فأمر أمتك أن لا يخالفوه ( من بعدك ، فإن خالفوه
هلكوا كما هلكت الأمم
بمخالفتهم لأوصيائهم ) . ( 3 )
قال : قد فعلنا ذلك يا هام ، فهل من حاجة ؟ فإني
أحب قضاءها لك .
‹
صفحة 223 ›
قال : نعم يا رسول الله ، أحب أن تعلمني ( من )
هذا القرآن ، الذي أنزل عليك
تشرح لي سنتك ، وشرائعك ، لأصلي بصلاتك .
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا
أبا الحسن ، ضمه إليك وعلمه .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فعلمته
" فاتحة الكتاب " والمعوذتين " وقل هو الله أحد "
وآية " الكرسي " وآيات من آل عمران
" والأنعام " والأعراف ، والأنفال ، وثلاثين سورة
من الآيات المفصلات .
قال : ثم إنه غاب فلم يروه إلا يوم صفين .
فلما كان ليلة الهرير ناداه : يا أمير المؤمنين
، عليك السلام اكشف عن رأسك فإني
أجده في الكتب أصلعا .
قال : أنا ذلك ثم كشف له عن كريمته .
وقال : أيها الهاتف أظهر لنا ، رحمك الله ، قال
: فظهر فإذا هو الهام بن الهيم
قال : من تكون ؟ قال :
أنا الذي من الله علي بك ، وعلمتني كتاب الله
الذي أنزله على رسوله
محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال : ثم إنه سلم عليه ، وجعل يحادثه ، ويسأله ،
ثم قاتل بين يديه ، أعداء الله إلى
الصبح ، ثم غاب .
قال الأصبغ بن نباتة : فسألت أمير المؤمنين (
عليه السلام ) عنه بعد ذلك .
قال : قتل الهام بن الهيم رحمة الله عليه ( 1 )
.
‹
صفحة 224 ›
(
185 )
(
حديث دخول الجنة بشفاعة علي )
وبالإسناد - يرفعه - إلى صفوان الجمال ، قال :
دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) قلت :
جعلت فداك ، سمعتك تقول : شيعتنا في
الجنة وهم أقوام يذنبون ، ويركبون الفواحش ،
ويأكلون أموال الناس ، ويشربون
الخمور ، ويتمتعون في دنياهم ، فقال ( عليه
السلام ) : نعم ، هم في الجنة ،
إعلم أن المؤمن من شيعتنا ما يخرج من الدنيا ،
حتى يبتلى بسهم ، أو بدين ،
أو بفقر ، فإن عفي من ذلك ، فبزوجة سوء تؤذيه ،
فإن عفي من ذلك ، شد الله عليه
النزع عند خروج روحه ، حتى يخرج من الدنيا ولا
ذنب عليه .
فقلت : فداك أبي وأمي ، و من يرد المظالم ؟
قال : إن الله تعالى يجعل حساب الخلق على محمد (
صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) فكل من كان
من شيعتنا ، حسبنا لهم بما لنا من الحق في
أموالهم ، من الخمس وكان كلما بينه وبين
خالقنا استوهبناها منه .
ولم نزل حتى ندخله الجنة بشفاعة محمد ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) وعلي ( عليه السلام ) ( 1 ) .
(
186 )
(
حديث الأسود السارق )
وبالإسناد - يرفعه - إلى الأصبغ بن نباتة ، أنه
قال :
كنت جالسا عند أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وهو يقضي بين الناس ، إذ أقبل جماعة معهم
أسود مشدود الأكتاف .
فقالوا : هذا سارق يا أمير المؤمنين ، فقال : يا
أسود ، سرقت ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : ثكلتك أمك ،
فإن قلتها ثانية ، قطعت يدك ،
‹
صفحة 225 ›
سرقت ؟
قال : نعم ، قال : يا ويلك ، ماذا تقول ، سرقت ؟
قال : نعم .
قال : فعند ذلك ، قال ( عليه السلام ) : اقطعوا
يده ، وجب عليه القطع .
قال : فقطعت يمينه ، فأخذها بشماله وهي تقطر دما
، فاستقبله رجل يقال له : ابن
الكواء .
فقال له : يا أسود ، من قطع يمينك . قال : قطع
يميني سيدي أمير المؤمنين ، قائد
الغر المحجلين ، والأولى بالنبيين
وسيد الوصيين ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (
عليه السلام ) إمام الهدى
وزوج فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى ، أبو
الحسن والحسين المختار
والمرتضى ، السابق إلى جنات النعيم ، مصادم
الأبطال
المنتقم من الجهال ، زكي الزكاة ، منيع الصيانة
، ابن هاشم القمقام ابن عم الرسول .
الإمام الهادي للرشاد ، والناطق بالسداد ، شجاع
كمي ، ( 1 ) جحجاح ( 2 ) وفي
فهو الوفي ، بطين أنزع ، أمين ، من آل حم وطه
ويس وحم والميامين ، محل
الحرمين ، ومصلى القبلتين ، خاتم الأوصياء ،
ووصي خاتم الأنبياء ، القسورة ( 3 )
الهمام ( 4 ) والبطل الضرغام ( 5 ) المؤيد
بجبرئيل ، المنصور بميكائيل ، المبين فرض
رب العالمين ، المطفئ نيران الموقدين ، وخير من
نشأ من قريش أجمعين ،
المحفوف بجند من السماء
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على رغم أنف
الراغمين ، مولى الخلق أجمعين . قال : فعند
‹
صفحة 226 ›
ذلك قال له ابن الكواء : ويلك يا أسود ، قطع
يمينك وأنت تثنى عليه هذا الثناء
كله ؟ ! قال : وكيف لا أثني عليه ، وقد خالط حبه
لحمي ودمي
والله ما قطعها إلا بحق أو جبه الله علي . قال :
فدخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام )
فقلت له : يا سيدي ، رأيت عجبا ! قال : وما رأيت
؟ قال : صادفت أسودا وقد
قطعت يمينه ، فأخذها بشماله ويده تقطر دما
فقلت له : يا أسود ، من قطع يمينك ؟
فقال : سيدي أمير المؤمنين ، وأعدت عليه القول
وقلت له : يا ويلك قطع يمينك ، وأنت تثني عليه
هذا الثناء كله ؟ !
قال لي : مالي لا أثني عليه ، وقد خالط حبه لحمي
دمي ، والله ما قطعها إلا بحق
أوجبه الله علي .
قال : فالتفت أمير المؤمنين إلى ولده الحسن (
عليه السلام )
وقال له : قم هات عمك الأسود ، قال : فخرج الحسن
( عليه السلام ) في طلبه ، فوجده في
موضع يقال له : كندة
فجاء به إلى أمير المؤمنين ، فقال له : يا أسود
، قطعت يمينك وأنت تثني علي ؟
فقال : يا أمير المؤمنين ، ما لي لا أثني عليك ،
وقد خالط حبك لحمي ودمي ، والله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 226 - 233
ما قطعتها إلا بحق علي مما ينجيني من عقاب
الآخرة .
فقال ( عليه السلام ) : هات يدك ، فناوله إياها
فأخذها ووضعها في الموضع الذي قطعت منه ،
ثم غطاها بردائه ، وقام يصلي ( عليه السلام )
ودعا بدعوات لم ترد ، وسمعناه يقول آخر دعائه :
آمين ، ثم شال الرداء ثم قال : انضبطي كما كنت
أيتها العروق واتصلي .
قال : فقام الأسود ، وهو يقول :
آمنت بالله ، وبمحمد رسول الله ، وبعلي الذي رد
اليد القطعاء بعد تخليتها من
الزند
‹
صفحة 227 ›
ثم انكب على قدميه وقال : بأبي أنت وأمي يا وارث
علم النبوة . ( 1 )
(
187 )
(
حديث البقرة )
وبالإسناد - يرفعه - إلى جعفر الصادق ( عليه
السلام ) قال :
مر بامرأة بمنى تبكي ، وحولها صبيان يبكون ،
فقال لها : يا أمة الله ، ما يبكيك ؟
قالت : يا عبد الله ، لي صبية أيتام ، وكانت لي
بقرة وماتت ، وكانت لنا كالأم الشفيقة
نعمل عليها ، ونأكل منها
وقد بقيت بعدها مقطوعا بي وبأولادي ، ولا لنا
حيلة عليها ، فقال لها :
يا أمة الله أتحبين أن أحييها ، فألهمت أن قالت
: نعم يا عبد الله ، فتنحى
عنها ، صلى ركعتين
ثم رفع يده هنيئة ، وحرك شفتيه ، ثم قام فمر
بالبقرة ونخسها نخسة برجله
ثم قال لها : قومي بإذن الله تعالى ، فاستوت
قائمة على الأرض ، فلما نظرت الامرأة
إلى البقرة وقد قامت فصاحت
وقالت : واعجباه من ذلك ، من تكون يا عبد الله ؟
قال : ثم إنه فجاء الناس واختلط
بينهم ومضى . ( 2 ) ( 3 )
‹
صفحة 228 ›
(
188 )
(
حديث علي أخو رسول الله )
وبالإسناد - يرفعه - إلى أبي وائل ، قال : مشيت
خلف عمر بن الخطاب ، فبينما أنا
أمشي معه ، إذ أسرع في مشيه ، فقلت له : على
رسلك ، يا أبا حفص ، فالتفت إلي
مغضبا ، وقال لي : أما ترى الرجل خلفي ، ثكلتك
أمك أما ترى علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
فقلت : يا أبا حفص ، هو أخو رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) . وأول من آمن به وصدقه ، وشقيقه
قال : لا تقل هذا يا أبا وائل ، لا أم لك فوالله
لا يخرج من قبلي أبدا فقلت : ولم ذلك
يا أبا حفص ؟
قال : والله لقد رأيته يوم أحد يدخل بنفسه في
جمع المشركين ، كما يدخل الأسد
في زريبة الغنم ، فيقتل منها ما يشاء فما زال
ذلك دأبه ، ونحن منهزمون عن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ثابت ،
فلما وصل إلينا
قال : فما بالكم يا ويلكم ، أترغبون بأنفسكم عن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بعد إذ
بايعتموه ؟
فقلت له من القوم : يا أبا الحسن ، إن الشجاع قد
يهزم ، فإن الكرة تمحو الفرة ( 1 )
فما زلت أخادعه ، حتى انصرف بوجهه عني يا أبا
وائل ، والله لا يخرج روعه من قلبي
أبدا ( 2 ) .
(
189 )
(
حديث في عبادة زين العابدين )
وبالإسناد : أن إبليس لعنه الله ناجى ربه ، قال
: يا رب ، رأيت العابدين لك من أول
الدهر إلى آخره إلى الآن ، فلم أر فيهم أعبد لك
من زين العابدين ، ولا أخشع منه
‹
صفحة 229 ›
فأذن لي يا إلهي ، حتى أكيده وأبتليه ، لتعلم
كيف صبره ، فأذن له .
فتصور له في صورة أفعى لها عشرة رؤوس ، فطلع
عليه وهو يصلي في محرابه ، قد
حدد أنيابه ، محمر الأعين ، فتطاول في المحراب ،
فلم يرهب منه ، ولا فكر فيه ، ولا
نكس طرفه إليه ، فانخفض على الأرض .
وأقبل على أنامل رجلي علي بن الحسين يكدمها ( 1
) بأنيابه ، وينفخ عليها بنار
حرقة ، وهو لا يكسر طرفه ، ولا يحول قدما عن قدم
من مقامه ، ولا يدخله شك ولا
هم ، وهو في صلاته وقراءته ، كما هو لم يتغير .
فلم يلبث إبليس لعنه الله ، إذ نقض عليه شهاب من
السماء ليحرقه ، لما أحس به
صرخ وإلى جانب علي بن الحسين ( عليه السلام ) في
صورته الأولى ، وقال :
الإجارة يا بن رسول الله ، أنا إبليس ولقد شاهدت
من عبادة النبيين والمرسلين من
قبلك ، من أبيك آدم إليك .
فلم أر مثل عبادتك ، ولوددت لو استغفرت لي ، فإن
الله تعالى لعله أن يغفر لي
ثم مضى وتركه في صلاته ، ولم يشغله كلامه ولا
فعاله ، حتى قضى صلاته على
تمامها . ( 2 )
‹
صفحة 230 ›
(
190 )
(
حديث معجزة لزين العابدين )
وبالإسناد - يرفعه - عنه ( عليه السلام ) ( 1 )
: أنه كان في صلاته يوما إذ وقع ولده محمد بن
علي ( عليه السلام ) . في البئر الذي في داره ،
وهو طفل صغير ، وكان بعيد الفعر ،
فلما نظرت إليه أمه أنه قد سقط في البئر ، فجاءت
إلى البئر وأقبلت تضرب نفسها
حول البئر ، وتستغيث .
ونادت : يا بن رسول الله ، غرق ابنك محمد الباقر
، وهو لا يفكر في قولها ، ولا
يشغله كلامها عن صلاته ، وهو يسمع اضطراب ولده
في البئر .
قال : فلما طال عليها الأمر ، قالت : ما أقسى
قلوبكم أهل البيت أولاد الأنبياء ، وهو
مقبل على صلاته ولم يلتف إليها ، حتى قضى صلاته
على تمامها وكمالها .
فلما فرغ من صلاته ، أقبل حتى جلس على رأس البئر
ومد يده إلى قعره
وكان البئر لا ينال إلا برشاء ( 2 ) طويل ، لأنه
طويل القعر ، فأخذ ابنه محمد الباقر ،
وهو يناغه ( 3 ) فضحك ، ولم يبتل له ثوب ولا جسد
، فدفعه إلى أمه
وقال لها هاك ولدك ، يا ضعيفة اليقين في الله
تعالى ، فضحكت لسلامة ولدها ،
وبكت من قوله يا ضعيفة اليقين في الله تعالى
فقال له الا تثريب عليك ، أما علمت أني بين يدي
جبار ، لا أقدر أن أميل بوجهي
عنه ولو ملت عنه بوجهي لمال عني بوجهه ومن لي
راحم غيره تبارك وتعالى ( 4 ) .
‹
صفحة 231 ›
(
191 )
(
حديث علي في ألقابه )
وبالإسناد - يرفعه - إلى الثقاة ، الذين كتبوا
الأخبار : أنهم أوضحوا بأن لهم من
أسماء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فله
ثلاثمائة اسم في القرآن ، ما رووه بالإسناد الصحيح ، عن
ابن مسعود :
قوله تعالى : * ( و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي
حكيم ) * ( 1 ) .
وقوله : * ( و جعلنا لهم لسان صدق عليا ) * ( 2
) .
وقوله : * ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) * (
3 ) .
وقوله : * ( إن علينا جمعه وقرآنه ) * ( 4 ) .
وقوله : * ( أنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) * ( 5
) .
فالمنذر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
. والهادي علي ( عليه السلام ) .
وقوله : * ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه
شاهد منه ) * ( 6 ) .
وقال : ( فالبينة محمد ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) . ) والشاهد علي ( عليه السلام ) .
وقوله : * ( إن علينا للهدى * وأن لنا للآخرة
والأولى ) * ( 7 ) .
وقوله : * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي )
* ( 8 ) .
‹
صفحة 232 ›
وقوله : * ( إن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت
في جنب الله وإن كنت لمن
الساخرين ) * ( 1 ) .
جنب الله : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وقوله : * ( وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ) * (
2 ) . معناه : لعلي ( عليه السلام ) .
وقوله : * ( إنك لمن المرسلين × على صراط مستقيم
) * ( 3 ) .
وقوله : * ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) * ( 4
) .
معناه حب علي ( عليه السلام ) .
قد ذكر أسماء كثيرة لا نذكرها ها هنا ، وهي أشهر
أن تخفى من ثلاثمائة أسم ، وما
بينها ( 5 ) ها هنا ، ولكن نذكر بعضها ونذكر
ألقابه وكنيته هو :
أبو الحسن ، وأبو الحسين ، وأبو شبر ، وأبو شبير
، وأبو تراب ، وأبو النورين .
وألقابه : أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وقائد
الغر المحجلين ، ودامغ المارقين ،
وصالح المؤمنين
والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، وقسيم الجنة
والنار ، والوصي ، والولي ،
والخليفة ( 6 ) وقاضي الدين ، ومنجز الوعد ،
والمحجة ( 7 ) الكبرى ، وحيدرة الورى ،
وأبو اللواء ، والذائد عن الحوض ، ومارد الجان
والذاب عن النسوان ، والأنزع البطين ، وكاشف
الكروب ، ويعسوب الدين ، وباب
حطة ، وباب التقادم
‹
صفحة 233 ›
وحجة الخصام ، والأشرف المكين ، وصاحب العصا ،
وفاصل الفضاء ، وفاصل
القضاء ، سفينة النجاة ، والمنهج الواضح ،
والمحجة البيضاء ، وقصد السبيل ( 1 )
(
192 )
(
حديث علي في والتوراة والإنجيل )
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 233 - 239
وقد روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
أنه قال : لعلي سبعة عشر اسما
فقال ابن عباس : أخبرنا ما هي يا رسول الله ؟
قال : اسمه عند العرب : علي ، وعند أمه : حيدر .
وفي التوراة : إليا ، وفي الإنجيل : بريا ، وفي
الزبور : فريا .
وعند الروم : بطريسيا ( 2 ) .
وعند العجم : شيعيا .
وعند الديلم : فرتقيا ( 3 ) . وعند البرير :
شيعثا . وعند الزنج : حيم .
وعند الحبشة : بربك ( 4 ) .
وعند الترك : حميريا . وعند الأرمن : كبكرة .
وعند المؤمنين : السحاب . وعند الكافرين : الموت
. وعند المنافقين : ظهريا .
وعند النبي : الطاهر المطهر . وهو جنب الله ،
ونفسه ، ويمين الله .
وقوله تعالى : * ( ويحذركم الله نفسه ) * . ( 5
)
وقوله : * ( يمين الله بل يداه مبسوطتان ينفق
كيف يشاء ) * . ( 6 ) ( 7 )
‹
صفحة 234 ›
(
193 )
(
حديث إحتجاج حرة على الحجاج )
خبر مما روي عن جماعة ثقات ، أنه لما وردت حرة
بنت حليمة السعدية ( رض )
على الحجاج بن يوسف الثقفي وأنها مثلت بين يديه
.
فقال لها : يا حرة ابنة حليمة السعدية ، قالت له
: فراسة من غير مؤمن
فقال لها : الله جاء بك ، وقد قيل لي عنك : إنك
تفضلين عليا على أبي بكر وعمر
وعثمان ؟
قالت : لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء
خاصة ،
قال وعلى غير هؤلاء ؟ قالت أفضله على آدم ونوح
ولوط وإبراهيم وموسى وداود
وسليمان وعيسى بن مريم .
فقال لها : يا ويلك ! أقول لك إنك تفضلينه على
الصحابة ، وتزيدين عليهم سبعة
من الأنبياء من أولي العزم ، من الرسل
وإذا لم تأتي ببيان ما قلت وإلا لأضربن عنقك .
قالت : ما أنا فضلته على هؤلاء الأنبياء ، بل
الله عز وجل فضله
بقوله تعالى في القرآن في حق آدم : * ( وعصى آدم
ربه فغوى ) * ( 1 )
وقال في علي : * ( وكان سعيكم مشكورا ) * ( 2 )
قال : أحسنت يا حرة
فما تفضلينه على نوح ولوط ( عليهما السلام ) ؟
قالت : الله عز وجل فضله ، بقوله تعالى : * (
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح
وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من
الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) * ( 3
) وعلي ( عليه السلام ) زوجته فاطمة بنت محمد
‹
صفحة 235 ›
المصطفى ، التي يرضى الله لرضاها ، ويسخط لسخطها
.
قال الحجاج : أحسنت يا حرة ، فبما تفضلينه على
أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله ؟
قالت : الله عز وجل فضله بقوله تعالى : * ( رب
أرني كيف تحيي الموتى قال أولم
تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) * ( 1 ) .
علي ( عليه السلام ) قال قولا لا يختلف فيه أحد
من المسلمين :
"
لو كشف ( لي ) الغطاء ما ازددت يقينا " فهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده
.
قال : أحسنت يا حرة ، فبما تفضلينه على موسى
كليم الله ؟
قالت : قول الله تعالى عز وجل : * ( و أن ألق
عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى
مدبرا ولم يعقب ) * ( 2 ) وعلي ( عليه السلام )
نزل على الجن يقاتلهم في منازلهم ، مع أنهم
يتصورون على صور شتى .
فهل يستوي لمن يخاف عصاه إذا انقلبت حية ، مع من
يقاتل الجن في منازلهم
قال : أحسنت يا حرة .
وفي خبر آخر : أنها قالت : أفضله بقوله تعالى :
* ( وخرج منها خائفا يترقب ) * ( 3 )
علي ( عليه السلام ) بات على فراش النبي ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) يقيه بنفسه حتى أنزل الله في حقه : * ( ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) * ( 4 )
.
قال : أحسنت يا حرة ، فبما تفضلينه على داود
سليمان ؟
قالت : الله فضله بقوله تعالى : * ( يا داود إنا
جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين
الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله
) * ( 5 )
‹
صفحة 236 ›
قال لها : في أي شئ كانت حكومته ؟
قالت : في رجلين واحد له غنم ، والآخر له كرم ،
فبعث الغنم في الكرم فرعته ،
فتحاكما إلى داود ( عليه السلام )
فقال : تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم ، حتى
تعود إلى ما كان عليه ،
فقال له سليمان : لا يا أبت ، يؤخذ لبنها وصوفها
، وقال الله عز وجل : * ( ففهمنا ها
سليمان ) * ( 1 ) .
مولانا علي قال : سلوني قبل أن تفقدوني
سلوني عما تحت العرش ، وعما فوقه ، إنه ( عليه
السلام ) دخل يوما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
للحاضرين : أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم علي .
فقال لها : أحسنت يا حرة ، فبما تفضلينه على
سليمان ؟
فقالت : الله فضله عليه بقوله تعالى : * ( رب هب
لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي
إنك أنت الوهاب ) * ( 2 ) .
مولانا علي ( عليه السلام ) قال : طلقتك يا دنيا
ثلاثا ، لا رجعة لي فيك ، فعند ذلك أنزل الله
في حقه على رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
* ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في
الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) * ( 3 ) .
قال : أحسنت يا حرة ، فبما تفضلينه على عيسى بن
مريم ( عليه السلام ) .
قالت : الله عز وجل فضله بقوله تعالى : * ( وإذ
قال الله يا عيسى بن مريم أأنت
قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال
سبحانك ما يكون لي أن أقول
ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في
نفسي ولا أعلم ما في نفسك
إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني
به أن اعبدوا لله ربي وربكم
‹
صفحة 237 ›
وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت
أنت الرقيب عليهم وأنت
على كل شئ شهيدا ) * ( 1 ) فأخر الحكومة ( 2 )
إلى يوم القيامة ،
وعلي ( عليه السلام ) لما ادعى فيه النصيرية ( 3
) ما ادعوا ، وهم أهل النهروان ، قاتلهم ولم
يؤخر حكومتهم .
فهذه كانت فضائله لا تعد بفضائل غيره .
قال : أحسنت يا حرة ، خرجت من جوابك ولولا ذلك
لكان ذلك
ثم أجازها ، أعطاها ، وسرحها سراحا حسنا رحمة
الله عليها . ( 4 )
(
194 )
(
حديث إحتجاج العباس على أبي بكر )
وبالإسناد عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وتقلد أبو بكر الخلافة ، ( كان ) ( 5 ) علي ( عليه السلام ) والعباس
يختصمان في تركة رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) فجاءا فجلسا وابتدأ العباس بالكلام
فقال أبو بكر : مهلا يا عباس ، أناشدك الله أما
علمت أن رسول الله يوم جمع بين
بني عبد المطلب وألف فيهم .
فقال : يا بني عبد المطلب ، إن الله ما بعث نبيا
إلا جعل له أخا ووصيا ووزيرا ،
فهل فيكم من يبايعني على أن يكون أخي ووصيي
ووزيري ؟
‹
صفحة 238 ›
فسكتم فأعادها الثانية ، فسكتم ، ثم أعادها
الثالثة ، فسكتم ، فقال :
لتقومن وإلا فليذهبن به غيركم فأيكم فيلكونن في
ولتند ؟ ؟ من على هذا السبب .
تعلم ذلك يا عباس ؟ قال : نعم ، قال : فلم
تخاصمه يا عباس ؟
قال : العباس : فلم تأخذ عليه الخلافة يا أبا
بكر ؟
قال أبو بكر : أعذرني يا عباس . ( 1 )
(
195 )
(
حديث لعلي أثنتا عشر فضيلة )
وعن عمر بن الخطاب أنه قال : في أول يوم صعد على
المنبر في خلافته ، قال :
لقد أعطي علي ( عليه السلام ) أثنتا عشرة فضيلة
، لم تكن لي ولا لأحد من الناس واحدة
منها :
الأولى : مولده في الكعبة ، والثانية : زواجه من
السماء ، والثالثة : زوجته فاطمة ،
والرابعة : الحسن والحسين أولاده ، والخامسة :
قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه
والسادسة : قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم
) . بحضوري يوم غدير خم : أنت مني بمنزلة هارون من
موسى ،
والسابعة : سد أبواب الصحابة ولم يسد بابه ،
والثامنة : قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عبد
الله في مثل مكة والمدينة ألف سنة ، إلا خمسين
عاما ، وصبر كنوح في قومه ، وصبر
على حر مكة ، وجوع المدينة
‹
صفحة 239 ›
وأنفق ماله في سبيل الله ، وكان بقدر أبي قبيس ،
وقتل بين الصفا والمروة عمدا
في سبيل الله محتسبا ، ولم يأت بولايتك يا علي ،
لكان عمله وزهده ( وإنفاقه ) وقتله
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن
جبرئيل القمي - ص 239
هباء منثورا ،
والتاسعة : إن النجم هوى في داره ،
والعاشرة : ردت له الشمس مرتين : مرة بالمدينة ،
ومرة بالعراق .
والحادية عشرة : أنه يكلم الأموات ، والأسد ،
والذئب ، والثعبان ، والغزالة ،
والشمس ، والسمكة .
والثانية عشرة : أنه قادر على خمسين ألفا يقتلهم
بشماله دون يمينه .
وكان علي ( عليه السلام ) حاضرا ، فرفع رأسه
وقال : اعترفت بالحق قبل أن يشهد عليك . ( 1 )
تمت الروضة
والحمد لله رب العالمين
على يد أقل أبناء العلماء ابن المرحوم محمد مؤمن
علي الطالقاني المرجاني في
سنة 1031 ه . ق
أقول : وفيها أيضا مكتوب : ( اميد كه در نظر
أرباب دانش وبينش مطبوع افتد إنشاء
الله تعالى ) .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . .