الكتاب:
كتاب المراتب
في فضائل أمير
المؤمنين وسيد
الوصيين
عليهم
السلام
المؤلف: أبو
القاسم
إسماعيل بن
أحمد البستي
الوفاة: هـ 420
عدد
المجلدات
الواقعية: 1
اللغة:
عربي
الموضوع:
أمير
المؤمنين
عليه السلام
الناشر:
دليلنا
محل
النشر: قم
سنة
النشر: هـ 1421
الطبعة:
الأولى
إعداد: موقع الغدير - http://gadir.free.fr
كتاب
المراتب،
البستي
كتاب
المراتب في
فضائل
أميرالمؤمنين
وسيد الوصيين
عليهم السلام
مقدمات
التحقيق
تقديم
..... ص : 5
پيشگفتار
از محقق ..... ص : 7
كتاب«المراتب
في فضائل أمير
المؤمنين
عليه السلام» .....
ص : 10
1
- نويسنده
كتاب:
كتاب«المراتب»
..... ص : 10
2
- كتاب(المراتب)
وروش مؤلف در
تدوين آن: ..... ص : 14
مقدمة
المؤلف ..... ص : 25
فصل«في
بيان القول
بالتفضيل» ..... ص : 27
فصل«مما
شاع في
الجماعة من
الخصال وله
فيها مزية» ..... ص : 29
فصل[الأول]«في
بيان ما يشرف
به المرء على
غيره»
والفصل
الثانى[كتابة
اسمه عليه
السلام على ساق
العرش]
فاما
الفصل
الثالث«و هو
أن المرء يشرف
بولادته في
بيت كبير»
فصل«في
شرفه في
التربية وتفرده
به»
فصل«فيما
تفرد به من
القرابة التي
له فيها شرف»
الفصل
السابع«في
الشرف وأسمائه»
فاما
الفصل
الثامن[خواص
المصاهرة]
وقد دخل
التاسع في ذكر
الصحبة فلا
وجه لإعادته. .....
ص : 90
الفصل
العاشر«اختصاصه
بالمؤاخاة»
واما
الفصل الحادي
عشر[حسن إسلام
علي بن أبي
طالب عليه السلام]
الفصل
الثاني
عشر[شرفه عليه
السلام بصالح
أعماله]
واما
الفصل الثالث
عشر في شرفه
بعلمه، فقد
مضى القول فيه
واما
الفصل الرابع
عشر«و هو
الشرف
بالسخاء»
فأما
الفصل الخامس
عشر[في شرفه
بشجاعته عليه
السلام]
اما
الفصل السابع
عشر فقد سلف
القول فيه.
واما[الفصل]
الثامن
عشر[امتداحه
عليه السلام في
الكتاب والسنة]
الفصل
التاسع
عشر[مما تفرد
به عليه
السلام من
الشرف]
الفصل
العشرون فاما
ما ذكرناه في
ثامن عشر، وتاسع
عشر فقد بينا،
وكذلك فصل
العشرين،
فاما
الفصل الحادي
والعشرون[مما
تفرد به عليه
السلام في
فضائله الباطنية]
فصل[الثاني
والعشرون]«في
بيان ما يتعلق
به من الخبر
عن الغيب»
الفصل
الثالث والعشرون«أن
يصير قوله في
الدين حجة، ويصير
للشريعة قبلة»
فاما
الفصل الرابع
والعشرون[علي
بن أبي طالب
عليه السلام وشرف
ولده]
الفهارس
العامة
(1)
فهرس الأعلام
..... ص : 173
(2)
فهرس الأمكنة
..... ص : 177
(3)
فهرس الفرق والمذاهب
والجماعات ..... ص :
179
(4)
فهرس الوقائع
والأيام ..... ص : 181
(5)
فهرس
المواضيع ومحتويات
الكتاب ..... ص : 183
كتاب
المراتب،
البستي 5
مقدمات
التحقيق
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:5
[مقدمات
التحقيق]
تقديم
بِسْمِ
اللَّهِ
الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ،
وبه ثقتي هذا
الكتاب يحتوي
على مجموعة
طيّبة من
فضائل أمير
المؤمنين وسيّد
الوصيّين علي
بن أبي طالب
عليه السّلام،
جمعها أحد
أعلام
المعتزلة، وهو
أبو القاسم
اسماعيل بن
أحمد البستي
السجستاني.
ترجمه الحاكم الجشميّ
في كتاب «شرح
العيون» في
عداد تلامذة القاضي
عبد الجبار
الهمداني
المعتزلي،
بقوله:
«أبو
القاسم
البستي: من
هذه الطبقة،
أبو القاسم بن
أحمد البستي،
أخذ عن
القاضي، وله
كتب كثيرة، وكان
جدلا حاذقا
يميل إلى
الزيديّة، وصحب
قاضى القضاة
حتّى حجّ، وكان
إذا سئل عن
مسألة أحال
عليه، وناظر
الباقلانيّ
فقطعه، لأنّ
قاضي القضاء ترفّع
عن مكالمته».
توفّي
البستي حدود
سنة 420 ه.
و جاء في
صفحة عنوان
الكتاب من
النسخة
المخطوطة
المعتمدة
مختصرا عن
نشاطات
المصنّف:
«إنّه
كان ينصر
الشيعة على
النواصب، ويورد
الحجج
الباهرة، وقدم
أبو القاسم
البستي آمل
طبرستان من
الري، وهي في
يد منوچهر،
الذي كان
يحارب
المؤيّد
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:6
باللّه،
والمؤيد
باللّه في
كلار، وكانت
شوكة النواصب
قد قويت بآمل؛
فانتصر أبو القاسم
البستي
للشيعة، وتظاهر
بذلك في مجالس
التذكير، وسئل
عن يوم الغدير
عن الفضل بين
أبي بكر وعليّ
عليه
السّلام،
فقال: مثل
عليّ كمثل كوز
جديد لم يمسّه
شيء، ومثل
أبى بكر كمثل
كوز كان فيه
خمر ودم وأنجاس
وأقذار، ثمّ
غسل غسلا
نظيفا، وذلك
لأنّ عليّا
عليه
السّلام، لم
يشرك باللّه
طرفة عين، وأبو
بكر كان مشركا
أربعين سنة، وإن
برئ من الكفر،
وطهر من
الشرك!! فغاض
النواصب هذا
المثل، لوقوف
العامّة
عليه، ولهجهم
به، وأفضى ذلك
إلى غضب
الوالي، وطرده
لأبي القاسم
البستي من
آمل، ووقع
بآمل خطب عظيم
بين الشيعة والنواصب،
في قصّة
طويلة، واللّه
أعلم».
اعتمدنا
في تحقيقنا
لهذا الكتاب
على نسخة مخطوطة
في جامعةYale برقم 725 في
مجموعةLand berg ، من صفحة 192
لغاية 217. وهي
بخطّ حنظلة بن
الحسن بن
شعبان في
محرّم سنة 618 ه،
بالقاهرة
المنصوريّة،
بظفار من
اليمن. وللّه
الحمد.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:7
پيشگفتار [از
محقق]
«فضائل»
نگارى در
فرهنگ اسلام،
وثبت فضائل
فضيلت داران، پيشينه
كهنى داشته، وبه
صدر اسلام باز
مىگردد،
بدينگونه كه
بخشى از
روايات نقل
شده از پيامبر
صلّى اللّه
عليه وآله،
درباره برخى
از صحابه است
كه به فضائل
آنان
پرداخته، ودر
مناسبتهاى
گوناگون از
آنان ياد
فرموده است،
بخش مهمّ اين
فضائل در
محدوده سبق در
اسلام وايمان،
هجرت، جنگ با
كفّار، بذل
جان ومال وعزيزان
در راه گسترش
اسلام، وجز
اينها
مىباشد. در
اين ميان
خاندان
پيامبر صلّى
اللّه عليه وآله
بيشترين حجم
فضائل را به
خود اختصاص
دادهاند، واز
ميان آنان
علىّ بن أبى
طالب عليه
السّلام است
كه به اتّفاق
تمامى
مؤرّخين ومحدّثين
وسيرهنگاران
وفضائلنويسان،
بيشترين نوع
فضيلت را دارا
بوده، ويا كسب
كرده است، واز
اين جهت پس از
رسول خدا صلّى
اللّه عليه وآله
دوّمين فردى
است كه جامع
فضائل متنوّع
بوده، وكسى بر
اين دو تن
سبقت نگرفته
است، تا
بدانجا كه
احمد بن حنبل
امام
حنبليان، واهل
حديث مىگويد:
فضائل على بن
أبى طالب جهان
را پر كرده
است (- ملأ
الخافقين).
حوادث ورخدادهاى
پس از فوت
رسول خدا صلّى
اللّه عليه وآله،
همچون
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:8
تشكيل
سقيفه بنى
ساعده، وتلاش
گسترده براى
دور نگه داشتن
على بن أبى طالب
عليه السّلام
از قدرت، مخالفت
او با نتايج
سقيفه وعدم
بيعت،
نامشروع
دانستن روش
خلافت، چند دستگى
صحابه، فزونى
نفوذ امويان،
بويژه در دوره
عثمان، بروز
دشمنيهاى
قبيلگى پس از
مرگ عثمان،
خلافت امير
المؤمنين
عليه
السّلام، تشديد
دشمنيها ومخالفتهاى
تمامى دشمنان
سابق، بهمراه
طبقه جديدى از
مخالفين
متنوّع،
جنگهاى
وحشتناك
درونى اين دوره،
جمع كثيرى از
صحابه وتابعين
را، به ناكثين
وقاسطين ومارقين
وقاعدين، وأهل
كوفه، وأهل
حجاز، وأهل
بصره، وأهل
شام وخوارج
تبديل نمود، ودر
پايان پيروزى
از آن معاويه
وحزب اموى
طرفدار او
بود، كه نزديك
به يك قرن در
دار الاسلام
حكم راندند،
اين حوادث ووقايع
بود كه زمينه
را براى زدودن
فضائل دستهاى،
وبزرگ جلوه
دادن فضائل
اندك دسته
ديگرى، وفضل
تراشى براى
جمعى ديگر را
فراهم نمود.
بهرغم
اختلاف
ديدگاههاى
دينى وسياسى واجتماعى
أهل حديث وفقيهان،
وبسيارى از
صحابه وتابعين،
با دستگاه خلافت
اموى، ليكن
همگى به
گونهاى، وبه
تناسب با
مراتب
توانائى خود وقوّت
فضيلت، در صدد
تغيير انتساب
فضائل على عليه
السّلام
بودند، جمعى
به انكار،
جمعى به كم
رنگ كردن،
جمعى به شركت
دادن ديگران
در فضيلت، تا
از حالت
اختصاصى
بدرآيد،
گروهى به قلب
حقيقت، وانتساب
فضيلت به فلان
صحابى وجز اين
راهها، ليكن
تمامى اين
روشها به
تنهايى
نمىتوانست
جهانى از
فضائل غير
قابل انكار آن
حضرت را از
يادها
بزدايد،
بويژه آن كه
تناقضگويى وناآگاهى
بسيارى از
وعّاظ
السلاطين ومحدّثين
خود فروخته، ويا
امتناع گروهى
از آنان از
جعل حديث،
مانع از اجراى
سياست امويان
گرديد، از
اينرو معاويه
به سلاح قدرت
اجرايى وحكومتى
خود پناه
جسته، ونخست
حكم ممنوعيت
نقل فضائل آن
حضرت را در
سرتاسر دار
الاسلام به
اجرا گذاشت، ودر
راه انجام آن
شدّت عمل بخرج
داد، ومخالفين
را با شمشير
از ميان
برداشت، وسپس
در دومين
مرحله، براى
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:9
زدودن
خاطرات گذشته
از أذهان، وپروراندن
نسل جديدى از
مسلمانان
سنّت نامبارك
سب ولعن، وناسزاگويى
به علىّ ابن
أبى طالب عليه
السّلام را از
فراز مبنرها،
ونمازهاى
جمعه تمامى
مساجد به اجرا
گذاشتند، كه
تا سال 99 هجرى
ادامه يافت، ودر
اين سال به
فرمان خليفه
أموى عمر بن
عبد العزيز
متوقّف
گرديد، رفتار
اين خليفه به
گونهاى در
اذهان علويان
وشيعيان جلوه
كرد كه سيد
رضى (متوفاى 406 ه)
قصيدهاى در
مدح او سرود،
وبر تربّت او
گريست:
يابن
عبد العزيز
لو بكت
العين |
|
فتى
من اميّة
لبكيتك! |
أنت
نزّهتنا عن
السّب والشّتم |
|
و
لو أمكنني
الجزاء
لجزيتك |
|
|
|
پس از
سقوط امويان،
در دورههاى
نخستين خلافت
عبّاسيان،
همان سياست
پيشين با
روشهاى ديگرى
ادامه يافت،
گو اينكه به
علل وعوامل
متعدّدى
بىنتيجه بود.
وگسترش تشيّع
در جهان
اسلام، وبويژه
در مراكز
سياسى وعلمى،
بخصوص در
بغداد، وروى
كار آمدن نسل
جديدى از
محدّثين أهل
سنّت، به
دگرگونى كلى
در اين زمينه
انجاميد، وراه
را براى فراهم
آمدن
مجموعههاى
ارزشمندى
همچون «فضائل
أهل البيت»
ابن أبى حاتم
رازى متوفاى 240
ه، و«فضائل
امام على» از
أحمد بن حنبل
امام حنبليّان
متوفاى 241 ه، وكتابى
به همين نام
از محدّث
مشهور حافظ
طبرانى
متوفاى 360 ه وباز
هم به همين
نام از أخبارى
مشهور ابن أبى
الدنيا
متوفاى 281 ه، ودهها
نمونه ديگر از
اينگونه
مجموعههاى
حديثى را باز
كرد.
آزاديهاى
نسبى به وجود
آمده در
دورههاى ميانى
عباسيان، وتشكيل
دولتهاى شيعى
وعلوى، يا
طرفدار آنان
در بخشهايى از
دار الاسلام،
عامل مهمّى در
تدوين وترويج
ونشر كتابهاى
«فضائل امير
المؤمنين
عليه السّلام»
بود، از
اينرو در قرن
سوّم وچهارم
هجرى فراهم
آمدن بيشترين
تعداد كتابهاى
فضائل متعلّق
به أهل البيت
عليه السّلام
را با
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:10
نامهاى
گوناگونى
شاهديم، وهر
نويسندهاى
نيز به اقتضاى
موضوع نوشته
خود به فضائل
حضرت پرداخته
است، برخى در
ضمن سيره رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
برخى در
لابلاى وقايع
وجنگهاى صدر
اسلام، برخى
در ضمن تفسير
آيات قرآن،
برخى در ذيل
آياتى كه
درباره مناقب
آن حضرت نازل
شده، وبا
عناوينى
همچون (ما نزل
من القرآن في
أهل البيت
عليهم
السّلام)، وبسيارى
نيز عنوان
كتاب خود را
به مجموعه
فضائل آن حضرت
يا تمامى أهل
البيت عليهم
السّلام اختصاص
دادهاند،
سنّت
فضيلتنويسى
پس از اين دو
قرن همچنان
ادامه يافت، وهر
نويسندهاى
به تناسب ذوق
وسليقه وآموزشهاى
خود به
گوشهاى از
درياى بيكران
فضائل آن حضرت
پرداخت، براى
آگاهى از حجم
عظيم فضائلنويسى،
وتنوّع وگستردگى
آن در طول
قرنهاى
گذشته، كافى
است نگاهى
گذرا به كتاب
ارزشمند «أهل
البيت عليه
السّلام في
المكتبه
العربيه» أثر
محقّق فقيد
سيد عبد
العزيز
طباطبايى
رحمه اللّه
بياندازيم،
در اين كتاب
تنها به معرفى
856 كتابى پرداخته
شده است كه به
وسيله
محدّثين،
مورّخين،
مفسّرين، وديگر
نويسندگان
سنّى مذهب،
آنهم به زبان
عربى تأليف وتدوين
گرديده، كه با
افزودن
تأليفات اين
گروه به ديگر
زبانهاى تمدّن
اسلامى بويژه
فارسى، وهمچنين
تأليفات
فراوان ومتنوّع
نويسندگان
شيعى مذهب، بر
حجم عظيم اين
طبقه از
فضائلنويسان
آگاه خواهيم
شد.
***
كتاب «المراتب
في فضائل أمير
المؤمنين
عليه السّلام»
از
تأليفات
ارزشمندى است
كه به موضوع
فضائل امير
المؤمنين
عليه السّلام
پرداخته، اين
اثر از دو جهت
قابل بررسى
است:
1-
نويسنده كتاب:
كتاب
«المراتب»
أثر
ارزشمند قاضى
أبو القاسم
بستى معتزلى
زيدى متوفاى
حدود سال 420
هجرى است،
درباره بستى آگاهيهاى
اندكى در
اختيار
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:11
داريم،
واز زادگاه وتاريخ
آن، وتحصيلات
وسفرهاى
علمى، وشاگردان،
وسال دقيق
وفات او
اطلاعى
نداريم،
كهنترين متنى
كه درباره او
در دست
مىباشد شرح
حال كوتاهى از
اوست كه در
كتاب (شرح
العيون: ص 385- 386)
حاكم جشمى (شهيد
در مكه به سال 494
ه) كه در ضمن
كتاب (فضل
الاعتزال وطبقات
المعتزله)
قاضى عبد
الجبار آمده،
جشمى در بخش
مربوط به
شاگردان قاضى
عبد الجبار أسد
آبادى معتزلى
(متوفاى 415 ه)، كه
عهدهدار منصب
قضاوت
بودهاند، از
هفت تن قاضى
ياد مىكند،
كه هفتم آنها
ابو القاسم
بستى است، او
مىگويد:
«ابو
القاسم
البستى: من
هذه الطبقه
أبو القاسم
اسماعيل بن
أحمد البستى،
أخذ عن
القاضى، وله
كتب كثيرة، وكان
جدلا حاذقا
يميل الى
الزيديّة، وصحب
قاضى القضاة
حتى حجّ، وكان
إذا سئل عن
مسأله أحال
عليه، وناظر
الباقلاني
فقطعه، لأنّ
قاضى القضاة
ترفّع عن
مكالمته».
در كتاب
(طبقات
المعتزله: 117)
أحمد بن يحيى
بن المرتضى
معتزلى
(متوفاى 840 ه)، ضمن
بر شمردن طبقه
دوازدهم از
طبقات
معتزله، به
ترجمه بستى
پرداخته، ومتن
سابق الذكر را
با تلخيص
تكرار
مىكند، وتنها
عبارت: (و له
كتب جيّدة) را
اضافه نموده
است.
همچنين
فؤاد سزگين در
(تاريخ التراث
العربى/ بخش
العقائد والتصوّف/
ص 84 از ترجمه
عربى) آورده
است:
«البستى:
هو اسماعيل بن
عليّ «1» بن
أحمد ابو
القاسم
البستى، كان
تلميذا مرموقا
للقاضي عبد
الجبار، وكان
معتزليا
زيديا، توفى
حوالى سنه 420/ 1029 م)
______________________________
(1)- به اتّفاق
تمامى منابع
كهن نام پدر
بستى احمد
بوده است نه
على، ودر هيچ
منبعى مگر
(معجم
المؤلّفين)
نام على
نيامده است،
حتى منابعى كه
خود سزگين
بدانها اشاره
نموده است.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:12
و
درباره
مؤلّفات او
تنها به يك
كتاب به نام (كشف
اسرار
الباطنيه)
اشاره دارد.
در
سالهاى اخير
نيز علامه سيد
عبد العزيز
طباطبايى
رحمه اللّه در
كتاب (أهل
البيت فى
المكتبه
العربيه: ص 460) در
ذيل نام «كتاب
المراتب» به
تفصيل ترجمه
بستى را از منابع
گوناگون
گردآورى
نموده است، او
مىگويد:
«648:
المراتب فى
فضائل أمير
المؤمنين،
لأبى القاسم
اسماعيل بن
أحمد بن محفوظ
البستى
المعتزلى،
المتوفى حدود
سنة 420 ه
أوّله: .....
نزح من ألري
الى آمل
طبرستان، عند
فتنة النواصب
والشيعه، فى
نيف وأربعمائه.
ترجم له ابن
المرتضى فى
أصحاب قاضى القضاة
...، وترجم له
كحالة فى
(معجم
المؤلّفين: 2/ 279)
نقلا عن تراجم
الرجال
للجندارى، وسمّاه:
اسماعيل بن
علىّ ابن احمد
البستى، وقال
متكلم فقيه،
توفى حدود سنة
420، له من
المؤلّفات فى
علم الكلام:
الموجز،
الأسفار، والتفسير.
و ترجم
له ابن شهر
آشوب المتوفى
سنة 518 ه في (معالم
العلماء) رقم
951، وذكر له
كتابه
المراتب، وبرقم
990 وذكر له كتاب
الدرجات، وفى
كلا الموردين
نسبه زيديا.
و ترجم
له فى «مطلع البدور»،
وحكى السيد
ابن طاووس
رحمه اللّه
المتوفى سنة 664
ه، فى كتاب
(اليقين) ص 314 عن
كتاب فضائل
عليّ بن أبى
طالب، وقال فى
ص 315 بعدما نقل
حديثين عن
كتاب
«المراتب»: «وجدت
فى آخر
النسخه، التى
نقلت منها
هذين الحديثين
ما هذا لفظه:
عن كتاب
«مراتب أمير
المؤمنين على
بن أبى طالب
عليه السّلام»
من املاء
الشيخ الإمام
أبى القاسم
اسماعيل بن
أحمد البستى رحمه
اللّه، انتسخ
هذه النسخة من
نسخة مصحّحة،
طالعها
الكبار من
العلماء، وتلك
النسخة
موضوعة فى دار
الكتب التى
بناها فى
المسجد
الجامع
العتيق
بهمدان،
الصدر السّعيد
الكبير ضياء
الدين أبو
محمد عبد
الملك بن
محمد».
علاوه
بر اين در برگ
آغازين نسخه
اصل كتاب (المراتب)
كاتب نسخه طى
چند
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:13
سطر
به زندگانى
ابو القاسم
بستى
پرداخته، واطلاعات
ارزشمندى را
كه در هيچيك
از منابع سابق
الذكر بدان
اشاره نشده
آورده است، وى
به سفر او از
رى به آمل در
دوران حكومت
منوچهر بن
قابوس بن
وشمگير اشاره
مىكند، كه
ورود او به
آمل همزمان با
جنگ منوچهر با
أبو الحسين
احمد بن
الحسين مشهور
به الإمام
المؤيد
باللّه از
امامان وداعيان
بزرگ زيديه
طبرستانى
بوده است،
همچنين
درگيريهاى
ناصبيان وشيعيان
در آمل بالا
گرفته، وتعرّضات
نواصب عرصه را
براى شيعيان
تنگ نموده
بود، از
اينرو بستى
به يارى
شيعيان آمده،
واز آنجايى كه
به اعتراف
تمامى
سيرهنويسان،
او در مجادله
وقدرت اقناع
همتايى
نداشت،
توانست با
سخنان خود در
«مجالس الذكر»
موجى از هيجان
عمومى را به عليه
نواصب براه
اندازد، ودر
نتيجه والى به
طرفدارى از
نواصب
برخواسته واو
را از شهر آمل
تبعيد نمود،
كه اين رفتار
خشم شيعيان را
برانگيخت وبه
شورش وجنگ
ميان شيعيان ونواصب
انجاميد.
سيرهنويسان
نوشتن
كتابهاى
متعدّد وفرواوان
را به ابو
القاسم بستى
نسبت دادهاند،
ليكن جز نام
چندى از آنها،
آگاهى دقيقى
از بقيه نداريم،
وجزو ميراث
مفقود او
بشمار مىرود.
نام كتابهاى
ياد شده
عبارتند:
1- كشف
اسرار
الباطنيه: به
گفته فؤاد
سزگين نسخهاى
از آن در
كتابخانه
ميلانو
مىباشد.
2- الموجز
فى علم
الكلام: به
نقل از «معجم
المؤلفين»
كحالة.
3- الاسفار:
به نقل از
«معجم
المؤلفين»
كحالة.
4-
التفسير: به
نقل از «معجم
المؤلفين»
كحالة.
5-
المراتب فى
فضائل أمير
المؤمنين
عليه السّلام:
به نقل از
(معالم
العلماء) ابن
شهر آشوب، وكتاب
(اليقين) سيد
ابن طاووس.
6-
الدرجات.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:14
7-
كتاب الإمامه:
كه نام آن در
متن كتاب
(المراتب)
آمده، وخود
ابو القاسم
بستى به نوشتن
آن تصريح
نموده است.
*** 2-
كتاب
(المراتب) وروش
مؤلّف در
تدوين آن:
حدّاقل
در دو منبع
كهن كتابى به
نام (المراتب فى
فضائل أمير
المؤمنين
عليه السّلام)
به أبو القاسم
بستى نسبت
داده شده است،
نخست در كتاب
(معالم
المعلماء) ابن
شهر آشوب مازندارنى
متوفاى 588 ه، وپس
از او در كتاب
(اليقين) سيد
ابن طاووس
متوفاى 664 ه
است، ابن
طاووس به ديدن
كتاب المراتب
تصريح نموده،
پس از نقل دو
روايت از كتاب
بستى مىگويد،
نسخه مورد
استفاده او
برگرفته وتصحيح
شده از نسخه
كهنترى است كه
در كتابخانه
مسجد جامع عتيق
همدان قرار
داشته، وبر آن
تملّك وخطوط
بسيارى از
بزرگان بوده
است. علاوه بر
اين وجود
دستكم چهار
نسخه از اين
كتاب خود
هرگونه ترديد
وشبههاى را
از ميان بر
مىدارد، اين
نسخهها عبارتند
از:
1-
كهنترين نسخه
از كتاب (المراتب)
نوشته سال 618 ه
است كه در اين
تحقيق مورد استفاده
قرار گرفته، ودر
بخش پايان اين
پيشگفتار
بدان خواهيم
پرداخت.
همچنين
علّامه سيد
عبد العزيز
طباطبايى رحمه
اللّه از وجود
سه نسخه در
كتابخانههاى
هند گزارش
مىدهد كه
عبارتند از:
2-
نسخهاى در
كتابخانه
آصفيه در
حيدرآباد
هند، مؤرّخ به
سال 1188 ه كه
برگرفته از
نسخه نخستين
است.
3-
نسخهاى در
كتابخانه
ناصريه،
متعلّق به آل صاحب
«عبقات» در
لكهنو هند.
4-
نسخهاى در
كتابخانه
ندوة العلماء
در لكهنو هند.
گزارش
طباطبايى
رحمه اللّه به
استناد دست نوشتهها
وگزارشهاى
سفر علامه
امينى رحمه
اللّه
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:15
به
هند است، كه
دوّمين نسخه
را ديده ومقدّمه
وبرخى از
مطالب آن را
براى استفاده
در تأليفات خود
بازنويسى
كرده است.
ويژگيهاى
كتاب
(المراتب): به
نظر مىرسد
رويا روئيها ومنازعات
وكشمكشهاى
مذهبى وعقيدتى
وفرقهاى ميان
شيعيان بطور
عموم (اعم از
تيرههاى
امامى- زيدى-
اسماعيلى) وسنيّان،
بويژه
حنبليّان در
قرن سوم وچهارم،
نقش مهمّى در
تدوين
اينگونه
رساله وكتابها
داشته است،
غالب محدّثين
سنى مراتب فضيلت
خلفاى
باصطلاح
راشدين را به
ترتيب خلافت
آنها قرار
دادهاند، در
مقابل شيعيان
وشاخه بغدادى
معتزليان
(شاخه بصرى
اعتزال عثمانى
الهوى
بودهاند)
قائل به برترى
فضائل امير
المؤمنين
عليه السّلام
بر تمامى
صحابه بودهاند،
با اين تفاوت
كه معتزله
أفضليت على عليه
السّلام را
مانعى از
تأخير او در
خلافت ومشروعيّت
تقدّم مفضول
بر او
ندانستهاند،
كه گفته مشهور
ابن ابى
الحديد
مدائنى:
«الحمد للّه
الذى قدّم
المفضول على
الفاضل»
انعكاس اين
رأى ونظر است.
أمّا
شيعيان امامى
علىّ عليه
السّلام را
أفضل بشر بعد
از پيامبر
صلّى اللّه
عليه وآله
مىدانسته، وبه
دليل نصّ وسبق
در اسلام وافضليت،
خليفه بلا فصل
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وخلافت
متقدّمين بر
او را نامشروع
وغاصبانه
مىدانند،
امّا زيديان
كه در اصول مذهب
معتزلى
مىباشند،
بطور عموم
تابع رأى معتزله
بغداد بوده، واعتقاد
به أفضليت
علىّ عليه
السّلام بر
صحابه وخلفا،
ودر عين حال
مشروعيت
خلافت خلفاى
سابق بر حضرت
را داشتهاند.
در اين ميان
ناصبيان يا
نواصب، كه
بطور عموم أهل
حديث وحنبلى
مذهب، يا به
اصطلاح امروز
سلفى بودهاند،
وبنابر
آموختههاى
خود از حديث،
وبر طبق سيره
سلف صالح
خودشان، عموم
صحابه را منزّه
ومبرى از خطا
مىدانستند،
هنگام برخورد
با شيعيان يا
معتزله، كه
روش صحابه صدر
اوّل را مورد
نقد وبررسى
قرار
مىداده، وبر
طبق شواهد
تاريخى وقرائن
قطعى، حكم به
كفر يا فسق يا
انحراف آنان
مىدادند، در
دفاع از
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:16
معتقدات
خود اقدام به
عكس
العملهائى
مىنمودند،
كه دقيقا نقطه
مقابل
معتقدات آنها
بود، بدينگونه
كه در راه
دفاع از خلفاء
وصحابه، نخست
به انكار
فضائل على
عليه السّلام
مىپرداختند،
ودر مرحله بعد
براى تاكيد بر
انكار به
تنقيص، ودر
نهايت دشمنى
خود را با سب ولعن
آشكار
مىكردند،
اين تقابل آرا
وتضاد آنها
بالضروره
هميشه محصور
در چهار ديوارى
مدارس ومجالس مجادله
ومناظره ميان
علماء باقى
نمىماند،
بلكه در بسيارى
از اوقات، وبستگى
به شرايط قوّت
وضعف هريك از
طرفين، ووضعيت
حكومت وعوامل
متعدّد ديگرى
تشديد
مىگرديد، وبه
منازعات وجنگهاى
فرقهاى
گستردهاى
ميان دو يا
چند محله منجر
مىشد، وگاهى
تمامى شهر را
فراگرفته وگروههاى
ديگر را نيز
به معركه وارد
مىكرد، نمونه
مشهور اين
حوادث را در
شهرهاى بغداد
ورى مىتوان
در تاريخ
خواند، كه
محلهها وبلكه
بخش اعظم شهر
را در كام خود
فرو برد. اين تقابل
وتضاد، توده
مردم خشمگين ومعتقد
به يكى از دو
عقيده را به
تقابل وجنگ وزد
وخورد وا مىداشت،
ليكن همواره
انعكاس معقول
ومناسب آن را
در تأليفات
نويسندگان
هريك از دو طرف
آن دوره
مىتوان
يافت، ودر
حقيقت
كتابهاى
«اعتقاديه» ويا
رديةنويسى ويا
«فضائل» نويسى
هر دورهاى،
انعكاس ملايم
ومعقول از
وقايع وحوادث
همان دوران
بشمار مىرود.
وكتاب
«المراتب» أبو القاسم
بستى در حقيقت
انعكاس يكى از
اين حوادث
بود، كه خود
او درگير آن
شده است، بنا
به روايت ناسخ
نسخه اصل كه
در آغاز نسخه
نيم صفحهاى
به ترجمه بستى
پرداخته،
مىگويد: أبو
القاسم بستى:
«كان ينصر
الشيعة على
النواصب، ويورد
الحجج
الباهرة»، وهمين
نصرت ويارى از
شيعيان را در
جريان سفر خود
از رى به
طبرستان، در
دوران حكومت
منوچهر زيارى
بر طبرستان،
با برگزارى
مجالس ذكر
فضائل اهل
البيت عليه
السّلام در
شهر آمل نشان
داد، واين
مجالس به
گونهاى براى
ناصبيان
گزنده بود كه
والى شهر را
وادار به
تبعيد بستى
نمودند،
آنگاه بر اثر
آن ميان
شيعيان ونواصب
درگيرى
عظيمى
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:17
روى
داد.
درباره
تاريخ نگارش وتدوين
كتاب
«المراتب»
ذكرى در
منابع، يا در
نسخههاى خطى
نيامده است،
تنها در فصل
هفتم كتاب
«المراتب»
بستى هنگام
بحث درباره
نامها والقاب
حضرت على عليه
السّلام، به
يك بيت شعر از
صاحب بن عبّاد
تمثّل
مىجويد، واز
او با عنوان
(قال الصّاحب
متّع اللّه
بصالح اعماله)
ياد مىكند،
كه احتمالا
نشان دهنده زنده
بودن اوست، وبنا
به نقل مشهور
مورّخين،
درگذشت صاحب
بن عبّاد در
سال 385 ه بوده
است، همچنين
در همين پيشگفتار
به سفر بستى
به طبرستان
اشاره دارد كه
در زمان امامت
المؤيد باللّه
زيدى بوده، كه
در سالهاى
نيمه دوّم قرن
چهاردهم هجرى
مىباشد، ودر
فصل پايان
كتاب به امامت
أبو طالب يحي
بن الحسين
برادر المؤيد
باللّه كه پس
از او به امامت
رسيده نيز
اشاره دارد.
ابو
القاسم بستى
در آغاز كتاب،
سبب تاليف
كتاب را
اينگونه
آورده است:
(قد جرى
ذكر فضائل
أمير
المؤمنين
علىّ عليه السّلام؛
فذكرت أنّه لا
تذكر للمشايخ
فضيلة، إلّا وهى
فيه أو هو
فيها أقدم من
غيره، وله
فضائل تفرّد
بها تزيد على
مائة، فتعجّب
من ذلك قوم لا
علم لهم
بمحلّه،
فذكرت فيه،
فزاد ما عندى
مما روى على
مائتين،
فلمّا ذكرت
هذا لهم، قويت
دواعيهم في
مسألتى املاء
ذلك، ليكون
عونا لهم عند
مناظرة
الخصوم، ...» وبرغم
اينكه در اين
گفتار مصنّف
تصريح به دويست
فضيلت دارد،
ليكن در پايان
كتاب مجموع
فضائل حضرت
علىّ عليه
السّلام را به
450 فضيلت مىرساند.
او در ادامه
همان
پيشگفتار روش
خود را در نقل
فضائل اينگونه
بيان مىكند:
«و الشرط أن
نذكر ما روي فيه
من طريق
الآحاد والتواتر،
دون الأقتصار
على أحدهما، ونقبل
من الخصم أيضا
ما يروي ممّا
تفرّد به غيره،
وليس لعلىّ
مثله، وإن كان
من طريق
الآحاد)
أبو
القاسم بستى
كه داراى اطلاعات
وسيعى در حرفه
قضاوت وتوانايى
تامّى از
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:18
صنعت
كلام وجدل ومناظره
داشت، توانست
با استعانت از
اين دو ويژگى
كتاب
ماندگارى را
برجاى گذارد،
وصدها فضيلت ومنقبت
اختصاصى يا
مشترك با ديگر
صحابه با مزيتى
مخصوص به خود،
ويا متفرّق در
ديگران ومجتمع
در آن حضرت
را، از دل
آيات واحاديث
وروايات وأخبار
موّرخين وسيرهنگاران
بدرآورد، ودر
برابر ديدگان
خواننده قرار
دهد. او در
كتاب خود
غالبا
روايتهاى
متواتر ومشهور
وحتى أخبار
آحاد را به
نقل از منابع
موثّق ومطمئن
مىآورد، كه
جاى ترديد در
اسانيد وراويان
آن وجود
ندارد، واو
تنها بر تحليل
وبازگشايى
نكات مبهم، ودستهبندى،
وطبقهبندى،
ورتبهگذارى
آن مىپرداز،
او در اين روش
بسيارى موفّق
بوده، وخواننده
را بتدريج وآهسته
آهسته تا
پايان كتاب
بهمراه خود
مىآورد. كتاب
داراى نزديك
به 30 فصل است كه
در برخى از فصول
رعايت ترتيب
در
شمارهگذارى
نشده است.
نسخه
كتاب: از كتاب
«المراتب»
چهار نسخه خطى
تاكنون
شناخته شده
است، كه سه
نسخه آن در
كتابخانههاى
هند است، وچهارمين
آن در
كتابخانه
دانشگاه ييل)yale( آمريكا، وبه
احتمال قوى
تمامى آن سه
نسخه هند
برگرفته از
نسخه چهارم
مىباشد، در
اين تحقيق
تنها نسخه
دانشگاه ييل
مورد استفاده
قرار گرفته،
اين نسخه به
خط حنظله بن
الحسن بن
شعبان
مىباشد، ودر
محرم سال 618 ه در
(القاهرة
المنصورية
بظفار) در
يمن، از نسخه
كهنترى كه آن
نسخه برگرفته
از نسخه
(القاضي
العلامة شمس
الدين احمد بن
سعد الدين بن
الحسين
المسورى)، ونسخه
او نيز
برگرفته از
نسخه (الفقيه
العلامه بهاء
الدين علىّ بن
أحمد الأكوع)
مىباشد، نوشته
شده است، اين
نسخه ارزشمند
در مجموعهLand berg كتابخانه
دانشگاه ييل
به شماره 725 از
صفحه 192 تا 217 قرار
دارد، اين
رساله در 26 برگ
وبه خط نسخ
مىباشد. در
صفحه نخست
رساله وزير
عنوان رساله،
توضيحى از
ناسخ وبه همان
خط كاتب نسخه
در معرفى
نويسنده آمده
كه ارزش رجالى
وتاريخى دارد:
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:19
«كتاب
المراتب في
فضائل أمير
المؤمنين وسيد
الوصيّين على
بن أبى طالب
صلوات اللّه
عليه: تأليف
الشيخ
العلامه أبى
القاسم
البستى، واسمه
اسماعيل بن
أحمد، من
أصحاب قاضى
القضاة عبد
الجبار بن
أحمد بن عبد
الجبّار
الهمدانىّ.
و قد ظنّ
بعض علمائنا-
أدام اللّه
عزّهم- أنّ أبا
القاسم
البستى هذا هو
أبو القاسم
المعروف بابن
تال مهذّب فقه
الإمام
المؤيّد
باللّه- عليه
السّلام- وجامع
«الإفاده والزيادات»
لمذهبه- عليه
السّلام- وهو
وهم ظاهر من
وجوه:
منها:
أنّ البستى
اسمه اسماعيل
بن أحمد، وابن
تال اسمه
الحسين بن
الحسن، أو ابن
أبى الحسن،
على اختلاف
الروايتين.
و منها:
أنّ ابن تال
هو سمىّ من
هوسم، بلدة من
وراء
طبرستان، والبستى
من بست بلد بسجستان.
و منها:
أنّ ابن تال
أحد أصحاب
المؤيد
باللّه- عليه
السّلام-
الذين لازموه
وداوموا
صحبته، والبستى
ليس كذلك، ولكنّه
كان فى زمانه،
وكان ينصر
الشيعة على
النواصب، ويورد
الحجج
الباهرة، وقدم
ابو القاسم
البستى آمل
طبرستان من
الرّى، وهى في
يد منوچهر «1»
الذى كان
يحارب المؤيد
باللّه عليه
السّلام «2»، والمؤيّد
باللّه عليه
السّلام
______________________________
(1)- منوچهر بن
قابوس بن
وشمگير از
خاندان زيارى،
در سال 403 ه ودر
دوران خلافت
القادر
باللّه عباسى
به امارت
رسيد، وبر
طبرستان وجرجان
وقومس ودامغان
تا سال 420 يا 424 ه
حكم راند، او
سنى مذهب بود
ليكن به علل متعددى
با زيديان
روابطى را
برقرار نمود.
(2)-
المؤيّد
باللّه أحمد
بن الحسين،
أبو الحسين
هاروني (333- 411 ق)
امام زيدى
نامدار شمال
ايران، در آمل
طبرستان به
دنيا آمد،
پدرش اهل علم
وامامى مذهب
بود، ابو
الحسين نزد
ابو العباس
احمد بن
ابراهيم حسنى-
عالم زيدى-
فقه وحديث
آموخت، وى در
آمل وبغداد واصفهان
تحصيل علم كرد
واز مشايخى
همچون ابو عبد
اللّه بصرى وقاضى
عبد الجبار
معتزلى كلام
اعتزال را
آموخت. از
مشاهير
شاگردان او
عبارتند از:
الموفق باللّه
أبو عبد اللّه
حسين بن إسماعيل
جرجاني (پدر
المرشد
باللّه از
امامان زيديه)،
مانكديم أبو
الحسين أحمد
بن أبي هاشم (از
امامان
زيديه)، أبو
القاسم بن
تال-
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:20
فى
كلار «1»،
وكانت شوكة
النواصب قد
قويت بآمل،
فانتصر أبو القاسم
البستى
للشيعه، وتظاهر
بذلك في مجالس
التذكير، وسئل
يوم الغدير عن
الفضل بين أبي
بكر وعلىّ
عليه
السّلام؟
فقال:
مثل علىّ كمثل
كوز جديد لم
يمسّه شىء، ومثل
أبى بكر مثل
كوزكان فيه
خمر ودم وأنجاس
وأقذار، ثمّ
غسل غسلا
نظيفا، وذلك
لأنّ عليا
عليه السّلام
لم يشرك
باللّه طرفه
عين، وأبو بكر
كان مشركا
أربعين سنه، وإن
برئ من الكفر،
وطهر من
الشرك!!
فغاض
النواصب هذا
المثل، لوقوف
العامه عليه،
ولهجهم به، وأفضى
ذلك الى غضب
الوالى، وطرده
لأبى القاسم
البستى من
آمل، ووقع
بآمل خطب عظيم
بين الشيعه والنواصب
فى قصة طويلة؛
واللّه أعلم».
در
انجام رساله
آمده است:
«تمّ
كتاب المراتب
في مناقب أمير
المؤمنين
علىّ بن أبى
طالب صلوات
اللّه عليه،
من مؤلّفات
الشيخ العلامه
أبى القاسم
اسماعيل بن
أحمد البستى،
رحمه اللّه، وجزاه
أحسن جزائه،
منقولة من
نسخة نقلت من
نسخة سيّدنا
القاضى
العلامة شمس
الدين أحمد بن
سعد الدين بن
الحسين
المسورى،
أبقاه اللّه
تعالى.
قال
القاضى شمس
الدين- حفظه
اللّه- بعد
تمام نسخته: وهى
منقولة من
نسخة
______________________________
- هو سمى، على
بن بلال آملى.
المؤيّد
باللّه از
امامان
برجسته وكوشاى
زيدى به شمار
مىرود ومذهب
فقهى او با
عنوان مذهب
مؤيدى شهرت
دارد وتا
قرنها پيروان
زيادى در
بخشهاى شمالى
ايران داشت.
مذهب فقهى وآثار
او نيز به يمن
رسيد ودر فقه
وحكام زيديان
تأثير فراوان
گذاشت، كتاب
(التجريد وشرح
التجريد) او
در فقه در 6 جلد
به چاپ رسيده
ومهمترين
كتاب اوست.
(درباره
زندگانى او
رجوع شود به:
مجله «معارف» شماره
50، ص 141).
(1)- منطقة
كلاردشت.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:21
الغالب
عليها السقم
الكثير، وهى
نسخة حىّ
الفقيه
العلامة بهاء
الدين علىّ بن
أحمد الأكوع
رحمه اللّه،
مع أنّه ذكر
أنّه قد قصّها
على نسخة
السماع بخط
الشيخ
العلامه حنظله
ابن الحسن بن
شبعان رحمه
اللّه، وأنّ
له منه اجازه،
وأرّخ القصّه
علىّ رحمه
اللّه ذلك
بالمحرّم، أوّل
سنه ثمانى
عشره وستمائه
بالقاهرة
المنصورية
بظفار، ولعلّ
السقم والتصحيف
فى الأصل الذى
خرج على عهد
حىّ القاضى
العلامه جعفر
بن أحمد بن
عبد السلام بن
أبى يحيى
رضوان اللّه
عليه، شيخ
الشيخ حنظله،
وشيخ علوم العترة
ومصنّفاتهم،
فإنّه
المعتني رحمه
اللّه في اخراج
ما كان منه
بجيلان وديلمان
والعراق الى
اليمن- حرسه
اللّه- وضاعف
جزاء هؤلاء
العلماء ورفع
درجاتهم،
بحقّ محمّد وآل
محمد صلّى
اللّه عليه وآله،
ولا حول ولا
قوّه إلّا
باللّه
العلىّ
العظيم،
حسبنا اللّه ونعم
الوكيل، والحمد
للّه ربّ
العالمين.
انتهى».
در
پايان از
توفيقى كه
خداوند نصيب
اين حقير نمود
تا در سال
منسوب به أمير
المؤمنين
عليه السّلام
به احياء اين
أثر ارزشمند
بپردازم شاكرم.
همچنين از
جناب آقاى حسن
انصارى قمّى
محقّق در علم
كلام اسلامى وزيديه،
ونويسنده وكتابشناس
فاضل مركز
«دائرة
المعارف بزرگ
اسلامى»، كه
نسخه اصل را
در اختيارم
قرار داد، ومرا
به احياى اين
اثر تشويق
نمود، نهايت
تشكّر وسپاسگزارى
را دارم. وآخر
دعوانا أن
الحمد للّه
ربّ العالمين.
محمد
رضا انصارى
قمّى ذي حجّة
الحرام 1421 ه
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:22
()
مصوّرة صفحة
عنوان الكتاب
من النسخة
المعتمدة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:23
()
مصوّرة
الصفحة
الأولى من
النسخة
المعتمدة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:25
[مقدمة
المؤلف]
بِسْمِ
اللَّهِ
الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
الحمد للّه
الواحد
القديم،
المستعان
الكافي،
الحمد للّه
ربّ العالمين،
وصلّى اللّه
على محمّد
خاتم
النبيّين، وعلى
ذريّته
الطّاهرين.
قد جرى
ذكر فضائل
أمير
المؤمنين
عليّ عليه السّلام،
فذكرت أنّه لا
تذكر للمشايخ
فضيلة، إلّا وهي
فيه، أو هو
فيها أقدم من
غيره، وله
فضائل تفرّد
بها تزيد على
مائة، فتعجّب
من ذلك قوم لا
علم لهم
بمحلّه،
ففكّرت فيه؛
فزاد ما عندى
ممّا روي على
مائتين،
فلمّا ذكرت
لهم هذا، قويت
دواعيهم في
مسألتي إملاء
ذلك، ليكون
عونا لهم عند
مناظرة
الخصوم، وتقرّبا
به إلى الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله، وتقوّي
أملهم في
شفاعتهم، وأنا
قابل ذلك،
مستعين
باللّه، ومستهد
إيّاه، والشرط
أن نذكر ما
روي فيه من
طريق الآحاد والتواتر،
دون الاقتصار
على أحدهما، ونقبل
من الخصم أيضا
ما يروي، ممّا
تفرّد به غيره
وليس لعليّ
مثله، وإن كان
من طريق
الآحاد، فإنّ
مكانه يتبيّن
بهذا الجنس.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:27
فصل «في بيان
القول
بالتفضيل»
اعلم
أنّ الكلام في
هذا الكتاب
يقع في ثلاث
مسائل:
أحدها
أن يقال: من
الأفضل فيما
يحتاج الإمام
إليه من
الفضائل؟
و
الثاني: من
الأفضل عند
اللّه في
الثواب؟
و
الثالث: من
أجمع لخصال
الفضل، في من
روي لنا فضائلهم،
في الصدر
الأوّل؟
و نحن
نزعم أنّه
عليه السّلام
الأفضل في
الأبواب
الثلاثة.
ثمّ هذه
الفضائل
تنقسم إلى
ثلاثة أقسام:
قسم:
شائع في
الصحابة، وله
عليه السّلام
مزيّة فيها.
و قسم:
يختص واحدا
واحدا من
الصحابة، وفيه
مجموع ذلك،
كما قال
الصاحب رحمه
اللّه «1»:
______________________________
(1)- هو اسماعيل
بن عبّاد بن
العباس بن
احمد بن
ادريس،
الملقّب ب
(الصاحب) و(كافي
الكفاة)، والمكّنى
بابى القاسم
الطالقاني
الاصفهاني،
ولد سنة 326 ه،
تقلد منصب
الوزارة
لمويد الدولة
البويهى
اولا، ثمّ
لفخر الدولة
ثانيا من سنة 366
ه الى حين
وفاته. ويعدّ
الصاحب من
أشهر الوزراء
في التاريخ-
كتاب المراتب،
البستي ،ص:28
تجمّع
فيه ما تفرّق
في الورى |
|
فمن
لم يعددّه
فانّي معدّد «1» |
|
|
|
و
الثالث: ما
تفرّد به ممّا
روي فيه، ولا
مشارك له فيه
البتّة، وهو
الغرض
بالكتاب.
و نحن
نبيّن كلّ ذلك
على جهة
الاختصار.
***______________________________
- الاسلامى،
لحسن تدبيره وسياسته،
وأدبه وعلمه،
وقد اتّفق
المورخون على
أنّ اسرة آل
بويه لم تشتهر
الّا بفضل ابن
العميد وتلميذه
الصاحب. توفى
عام 385 ه،
بالريّ ونقلت
جنازته إلى
إصفهان ودفن
رحمه اللّه
بتربة له، وقبره
اليوم من
مزارات
اصفهان وتقع
وسط المدينه
بالقرب من
المسجد الجامع
العتيق، وتعلوها
قبه وعلى
القبر شباك
فضي.
(1)- لم
نعثر على هذا
البيت فى
ديوان الصاحب
المطبوع فى
العراق!
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:29
فصل «ممّا شاع
في الجماعة من
الخصال وله
فيها مزيّة»
فمن ذلك
الإسلام والسابقة،
وقد علمنا
أنّه أسبق
السابقين إلى
الإسلام من الرّجال،
وفيه إجماع
أهل البيت
عليهم
السلام، وإجماعهم
حجّة، وفيه
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
لأبي بريدة في
حجّة الوداع «1»:
«ما لكم وعليّ
بن أبى طالب،
علي منّي وأنا
منه، عليّ
أعلمكم علما،
وأقدمكم
سلما».
و قال
[صلّى اللّه
عليه وآله]
في حديث خيبر:
«أنت
أوّل من آمن
بي، وأوّل من
صلّى معي».
و قال
علي عليه
السّلام على
منبر البصرة:
«آمنت حين كفر
الناس».
و قال في
أبياته
المشهورة:
سبقتكم
إلى الإسلام
طرّا |
|
غلاما
ما بلغت أوان
حلمي |
|
|
|
______________________________
(1)- روى أحمد بن
حنبل فى مسنده
(5/ 356) عن عبد
اللّه بن
بريدة عن أبيه
بريدة أنّ قول
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
صدر بعد رجوع
بعثته الى
اليمن، ولفظ
الحديث عنده:
«قال رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله:
لا تقع في
علىّ فانه مني
وأنا منه، وهو
وليكم بعدى، وأنه
مني وأنا منه
وهو وليكم
بعدى».
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:30
و
روى لنا ابن
أبي زرعة
القزويني «1»، وكان
أعلم الناس
بالحديث، أنّ
أبا بكر قال:
«يا لهفي على
ساعة تقدّمني
فيها ابن أبي
طالب، فلو
سبقته لكان لي
سابقة
الإسلام».
و
السّبق في
الإسلام غاية
الفضل في
الصّحابة،
فله هذه
المزية، والمشايخ
لا يشاركونه
فيها.
و روينا
أنّه قال صلّى
اللّه عليه وآله
له:
«لو وزن
إيمان عليّ
بإيمان أهل
الأرض
لترجّح».
و أهل
الحشو «2»
تروي في أبي
بكر مثل هذا،
و[أنّ] العقل
يمنع من أن
يكون لعليّ
السبق عليه، وايمانه
أرجح من إيمان
عليّ، وعن هذا
دفع أبو عثمان
الجاحظ «3» إلى
أن قال: «كان
اسلامه إسلام
الصبيان وعن
تقليد، وإسلام
أبي بكر عن
بصيرة»!!
و هذا
جهل، فإنّ
عليا افتخر
بإسلامه، وذكره
النبيّ في
مدحه، فلو كان
ذلك تقليدا
لما صحّ هذا.
______________________________
(1)- هو عبد
اللّه بن أبي
زرعة
القزويني،
الراوى لأحاديث
أبيه، وصفه
الذهبي (سير
اعلام النبلاء:
15/ 377)
بقوله: (هو
الامام
المحدّث أبو
زرعة محمد بن احمد
بن محمد بن
الفرج بن
متويه
القزويني، ذكره
الخليلى فقال:
ثقة عارف بهذا
الشأن، سمع بقزوين
... سمع وارتحل
الى الشّام
سنة ثمان وعشرين،
وكتب الكثير،
فمات عند
رجوعه بقرب
قرميسين سنة
ثلاثين وثلاث
مئة، وهو كهل).
(2)- لقب
ينبز بها
اصحاب الحديث
والسلفيّين
من العامة-
خاصة
الحنابلة
قديما والوهابية
حديثا- أصحاب
العقائد
الواهية المبنيّة
على ضعاف
الأخبار وآحادها،
والبعيدة عن
روح الشريعة
الاسلامية
السمحة، والمنطق
العلمى
القويم، وتقول
بالجبر والتشبيه
والتجسيم وغيرها
من البدع
الباطلة. وللمزيد
عنهم راجع
(مجلة علوم
الحديث: عدد
السابع،
السنة
الرابعة: ص 11- 65).
(3)- هو
عمرو بن بحر
بن محبوب
البصرى، أبو
عثمان الجاحظ،
من الاعلام
المشاهير،
إتّهم بانه يكتب
بالاجرة،
فيكتب الكتاب
ويكتب ضده،
كان عثماني
الهوى واشتهر
بنصبه وعدائه
لأهل البيت
عليهم
السلام، طال
عمره وأصابه
الفالج فى آخر
عمره، ومات
بالبصرة سنة 255
ه.
كتاب
المراتب،
البستي 31
فصل«مما
شاع في
الجماعة من
الخصال وله
فيها مزية» ..... ص : 29
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:31
و
بعد، فلو دعاه
الرسول وهو
غير كامل
العقل، لكان
ذلك طعنا في
نبوّته، وذلك
أنّ الكفّار
كانوا يقولون
بدأ بإمرأته وبصبيّ
من أهل بيته
لا خبرة له،
فكان يقدح ذلك
في حاله!
فعلمنا أنّه
دعاه وله من
العقل ما
يميّز بين
المعجز والحيلة،
والنبىّ والمتنبئ،
والمشرك والموحّد،
وهذا يوجب نقض
العادة فيه في
إكمال عقله
على الصّبا، وشابه
المسيح عيسى
عليه السّلام
في كمال العقل
على الصّغر،
فهو كرامة له،
ومعجز لرسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
ومعجز لعليّ.
على
أنّا قد
حقّقنا في
عليّ أنّه
عاش- كما رواه
الصادق عليه
السّلام- ستّا
وستّين سنة، وروى
الناس ثلاثا وستّين
سنة، فنأخذ
بالأقل، وعاش
النبيّ بعد
الدّعوة
ثلاثة وعشرين
سنة، وبقي
عليّ بعده
تسعا وعشرين
سنة وستّة
أشهر، فهذه
اثنتان وخمسون
سنة وستّة
أشهر، يبقى
إلى ثلاث وستّين
عشر سنين وستّة
أشهر، ومثله
في هذا السنّ
ليس بعجيب أن
يكون متقدّما في
العلم، فإنّ
في أولادنا من
قد يكمل على
هذه السنّ، والنساء
يبلغن عليها،
فكيف يجعل
صغره طعنا؟
و
لإسلامه
فضيلة أخرى لا
توجد في إسلام
المشايخ، وهو
أنّ اسلامه عن
فطرة، وإسلامهم
عن كفر، وما
يكون عن الكفر
لا يصلح
للنبوّة، وما
يكون عن
الفطرة يصلح
لها، ولهذا
قال صلّى
اللّه عليه وآله
لعليّ:
«إلّا
أنّه لا نبيّ
بعدي، ولو كان
لكنته».
و مثل
هذا لو روي في
غيره، لكنّا
نعلم بالعقل أنّه
كذب موضوع، إذ
كلّ منهم لم
يؤمن إلّا عن الكفر،
ولا يصلح
إيمانه
للنبوّة.
و
لأيمانه خلّة
ثالثة تفرّد
بها، وهو أنّه
مقطوع على
باطنه، معلوم
أنّه وليّ اللّه،
والقوم
إسلامهم على
الظّاهر.
و لا
يصحّ التعلّق
بقوله: «عشرة
في الجنّة»،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:32
لأنّ
ذلك إخبار عن
الحال لا عن
العاقبة عند
شيوخنا «1»، فإنّ
فيهم طلحة والزّبير،
وقد فسقا
بخروجهما على
أمير
المؤمنين، ونكثهما
بيعته، سواء
قيل إنّهما
تابا أم لا.
و بعد،
فلأنّ عثمان وعمر
إنهزما يوم
احد، وتركا
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، ونكثا
بيعة
الرّضوان، وفي
عليّ ذلك
اليوم حديث ذي
الفقار، و[هو]
حديث «لا فتى
إلّا عليّ ولا
سيف إلّا ذو
الفقار» «2».
و فيه
أنّ جبرئيل
قال لرسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله:
هذا هو
المواساة؟
فقال: «من
أولى بها منه،
وهو منّي وأنا
منه كهارون من
موسى،
اللّهمّ اشدد
أزري بعليّ،
كما شددت أزر
موسى بهارون».
فكيف
يقطع على باطن
قوم كانت منهم
هذه الامور؟
و قوله:
«لَقَدْ
رَضِيَ
اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ
يُبايِعُونَكَ
تَحْتَ
الشَّجَرَةِ» «3»
فاخبار عن
الحال، ورضى
منهم ببيعتهم،
وعلم ما في
قلوبهم من
الإخلاص له في
الحال، وليس
فيه أنّهم
يبقون على ذلك
الرضى أبدا.
و له
مزية اخرى في
باب الإيمان،
وهي إنّه بقي
بعدهم، وعمّر
طريق مكة، وأخرج
بينبع مائة
عين، واشترى
ببعضها ألف
نسمة
فأعتقها، ووقف
الباقي إلى
يومنا هذا، وكان
مع ذلك يصوم النّهار،
ويصلّي في
اللّيل والنهار
ألف ركعة، وجاهد
الناكثين والقاسطين
والمارقين، وسنّ
السّير والأحكام،
وبثّ العلم، ونشر
الخطب والمواعظ،
وكلّ ذلك
مزايا
لأيمانه على
إيمان القوم،
فهذا
الاشتراك
يفوقهم بست
______________________________
(1)- يقصد بهم
شيوخ المعتزلة.
(2)- تاريخ
الطبري: حوادث
السنة
الثالثة،
وقعة احد
(3)- سورة
الفتح: آية 18
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:33
خصال
تفرّد بها.
و هناك
خلّة اخرى
للمشايخ
يفضلون بها
على من ليس في
درجتهم، وهو
السّبق في
الإسلام، فهم
في معنى قوله: وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ
أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ «1»
فلأبي بكر
سبق، ولعثمان
ولعمر، ثمّ
أربعين من
المسلمين،
لكن هو أسبق السابقين،
فقد شاركهم في
السّبق، وانفرد
بكونه أسبق.
و هو
أسبقهم في
أشياء:
منها:
السّبق في
الإسلام على
ما مضى.
و منها:
السّبق في
الصّلاة، على
ما قال في خطبة
البصرة على المنبر:
«أنا عبد
اللّه، وأخو
رسول اللّه، وأنا
الصّديق
الأكبر، وأنا
الفاروق
الأعظم، لا
يقوله غيري
إلّا كذّاب،
آمنت حين كفر
الناس، وصلّيت
قبل الناس ستّ
سنين» «2».
فادّعى
لنفسه
الأنفراد
بأنّه
الصدّيق الأكبر،
وأنّه
الفاروق
الأعظم، وأنّه
صلّى قبلهم ست
سنين.
و في هذا
الحديث، أنّ
أبا بكر وإن
وصف بأنّه
«الصّديق»،
فعليّ أكبر
منه، وعمر وإن
وصف بأنّه
«فاروق»،
فعليّ أعظم
منه، وهو من
باب المشترك.
و له
مزية عليهم
حتى تكون أربع
صفات مشتركة:
الإسلام، والسّابقة،
والصّديق، والفاروق،
بيّن أنّه
صلّى قبلهم
ستّ سنين.
و في
خطبة الأفتخار
قال عليّ عليه
السّلام على
المنبر:
«أنا
المستثنى في
قوله: إِنَّ
الْإِنْسانَ
خُلِقَ
هَلُوعاً
إِذا مَسَّهُ
الشَّرُّ
جَزُوعاً وَإِذا
مَسَّهُ
______________________________
(1)- سورة
الواقعة: آية 10
(2)- لا
ترديد عند اهل
العلم والتحقيق
أنّ عليّا
عليه السّلام
هو أول من آمن
وأسلم من
الرجال، وقد
تواترت بذلك
الروايات، وقد
أحصى العلاقة
الامينى رحمه
اللّه مائة حديث
من صحاح اهل
السنة ومسانيدهم
على أنّ عليّا
هو اول الناس
ايمانا، راجع
الغدير: ج 3 ص 221- 247
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:34
الْخَيْرُ
مَنُوعاً
إِلَّا الْمُصَلِّينَ «1».
قال:
نزلت هذه
الآيّة وليس
على وجه الأرض
من الرجال
مصلّ غير رسول
اللّه وغيرى»
صلوات اللّه
عليهما.
و أثبت
صلّى اللّه
عليه وآله له
السابقة في
أشياء في وقعة
خيبر وهو
قوله:
«أنت
أوّل من آمن
بي، وأوّل من
صلّى معي، وأوّل
من جاهد معي،
وأوّل من تنشّق
عنه الأرض غدا
معي، وأوّل من
يدخل الجنّة
معي».
هذه؛
فذكر ستّ خصال
هو فيها أوّل،
الإيمان يتكرّر،
والصلاة
تتكرر، وأربعة
منها مشترك،
فهذه تسع خصال
هو فيها أوّل،
وعاشرها أنّه
استخلفه
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
ليلة الغار في
ردّ ودائع
الناس.
و له
السّابقة والانفراد
جميعا
بالبيعة، وهي
بيعة العشيرة «2»،
[حين] جمع
صلّى اللّه
عليه وآله
أربعين رجلا،
وطبخ لهم يد
شاة وحمل
قوصرة «3» تمر
كما تكون
بالحجاز
صغار، وأطعمهم
حتى شبعوا، وبقى
من اللّحم والتمر!
فقال
أبو لهب لأبي
طالب: لقد عظم
سحر ابن أخيك! انظر
كيف أطعمنا وأشبعنا
من هذا اليسير
من الطعام!
فضجر
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله ولم
يقل شيئا، واستدعاهم
من الغد، فعمل
مثل ما عمل في
اليوم الأوّل،
وقال أبو لهب
مثل قوله، حتى
لمّا كان
اليوم الثالث،
قيل له امكث،
حتى يظهر ما
في نفسه،
فسكت.
______________________________
(1)- سورة
المعارج: آية 19
(2)- راجع
«سيرة ابن
اسحاق: 145- 146».
(3)-
القوصرة والقوصرّة،
مخفف ومثقل:
دعاء من قصب
يرفع فيه
التمر من
البواري.
و قال
ابن منظور في
(لسان العرب: 11/ 189):
وينسب إلى
عليّ كرّم
اللّه وجهه:
أفلَحَ
من كانَت له
قوصرَّة |
|
يأكلُ
منها كلّ يوم
مرّة |
|
|
|
و قال
ابن بري: وهذا
الرجز ينسب
إلى عليّ عليه
السّلام، وقالوا:
أراد
بالقوصرة
المرأة وبالأكل
النكاح.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:35
فقال
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله:
«إنّ اللّه
أمرني بإنذار
عشيرتي
الأقربين وأنتم
عشيرتي، ولو
خوّفتكم من
فارس أو حبشة
أو روم
لتأهبّتم، وها
أنا نذير لكم
بين يدي عذاب
شديد؛ فمن
منكم يبايعني
على أن يكون
أخي في
الدّنيا والآخرة،
وله الخلافة
من بعدي؟
فما
تحرّك أحد؛
فقام عليّ
عليه السّلام-
وهو أصغرهم
سنّا- ومدّ
يده.
فقال له
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله:
اجلس؛ فجلس.
فأعاد
القول، ولم
يقم سواه،
فقال له: اجلس
فجلس.
و قال
ثالثا، فقام
عليّ ومدّ
يده، فمدّ
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله يده
فبايعه.
فله
الأخوّة والخلافة،
وهو قبل بيعة
الرّضوان.
و شهد
الإيذاء «1» في
شعب بني هاشم
[و هو] معروف ومشهور،
وكان لرسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
بيعة الجنّ، ولم
يكن للإنس
فيها نصيب، وبيعة
الأنصار ولم
يكن
للمهاجرين
فيها نصيب، وبيعة
الرّضوان، وكان
هو من
السابقين
فيه، وبيعة
الغدير «2» والعشيرة
ولم تكن إلّا
له خاصّة، وهو
ممّا تفرّد به
ممّا له فيه
السّبق.
و ثبت له
السّبق إلى
البيعة قبل
الجماعة، وله
السّابقة في
الجهاد، على
ما روي أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله كان
إذا خرج من
بيته تبعه
أحداث
المشركين،
يرمونه
بالحجارة
حتّى أدموا
كعبه وعرقوبيه،
فكان عليّ
عليه السّلام
يحنّ ويحمل
عليهم،
فينهزمون بين
يديه كانهزام
حمير الوحش عن
الأسد، حتى
أنزل اللّه
فيه وفيهم:
كَأَنَّهُمْ
حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ
______________________________
(1)- هكذا تقرأ
الكلمة في
النص المخطوط.
(2)- وهي
التي أخذ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
البيعة من
المسلمين
لعليّ عليه
السّلام بالإمامة
والخلافة
بعده. وذلك في
اليوم الثامن
عشر من ذي
الحجّة من
السنة
العاشرة في
غدير خمّ عند
رجوعه من حجّة
الوداع، وقال
فيه كلمته
المشهورة: «من
كنت مولاه
فهذا عليّ
مولاه ...» ونزلت
الآية
الشريفة:
«اليوم أكملت
لكم دينكم ...».
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:36
مِنْ
قَسْوَرَةٍ «1»، يعني
الأسد.
و فرض
اللّه الهجرة
على أصحاب رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
حماة «2» له
لعجزهم، وفرض
على عليّ
المبيت على
فراش رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
ليلة الغار،
تحت ضلال
السّيوف، وبذل
ولم يبال حتى
أنزل اللّه
فيه قوله: وَمِنَ
النَّاسِ
مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ
مَرْضاتِ
اللَّهِ وَاللَّهُ
رَؤُفٌ
بِالْعِبادِ «3».
قال ابن
عبّاس: واللّه
ما نزل هذا
إلّا في عليّ،
حين بات على فراش
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
ليلة الغار،
باذلا لمهجته
ولم يبال.
و لا
خلاف أنّ أوّل
مبارز في
الإسلام يوم
بدر، عليّ وحمزة
وعبيدة بن
الحارث، دون
المشايخ، ولم
يكن لهم براز
في ذلك اليوم،
فهو من
السابقين في
الجهاد، وأسبق
السابقين، وله
السّبق على
العالم.
و روى
الناصر للحق
عليه السّلام
أنّه كان عليّ
صاحب راية
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله يوم
احد، وقتل من
بني طلحة
ستّة، أصحاب
رايات
الكفّار، وهي
أوّل راية
نشرت في
الإسلام، حتى
قال عليّ عليه
السّلام:
«أنا
صاحب رايته في
الدّنيا، وصاحب
رايته في
الآخرة».
و قد كان
لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
أصحاب رايات،
لكنّه كان
أسبق
السابقين فيه،
وكلّ تأخّر
عنه.
فهذه
عشر خصال له
السّبق فيها،
والأنفراد
بالسّبق، وكلّ
هذه العشرة من
باب الاشتراك،
وله مزيّة
السبق.
فأعرف
ممّا شاع في
أصحاب رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
عن المشايخ
الهجرة، وقد
سبقه
______________________________
(1)- سورة
المدثر: آية 50
(2)- أي
نصرة.
(3)- سورة
البقرة: آية 207
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:37
جعفر
وأصحابه إلى
الهجرة، وخرج
للحبشة، وللمشايخ
الهجرة، وأبو
بكر قد سبقه،
لكن لعليّ
عليه السّلام
مزايا في
هجرته عليه، وذلك
أنّ الرسول
عليه السّلام
أخرجه مع نفسه
ليخدمه ويؤنسه،
وترك عليّا
ليبيت على
فراشه باذلا
لمهجته، وكان
بذل النفس
أعظم من
الإبقاء على
النفس في الهرب
إلى الغار، وكان
الرسول عليه
السّلام معه
يقوّي قلبه، ولم
يكن مع عليّ
من يقوّي
قلبه، وأبو
بكر لا يصيبه
وجع، وعليّ
كان يرمى
بالحجارة، وأبو
بكر في الغار
لا يراه
الكفّار، وعليّ
على الفراش
يراه كلّ من
أحبّ.
هذه
أربع خصال له
مزيّة على أبي
بكر في الهجرة.
و
استخلفه رسول
اللّه صلّى اللّه
عليه وآله في
أشياء:
منها:
ردّ ودائع
الناس.
و منها:
حمل نساء رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
خلفه بعد
ثلاثة أيّام،
وفي نسائه
عائشة بنت أبي
بكر، فلعليّ
منّة تحفّظ
ولده، ومن
يفوز
بحشاشته «1»،
ليس كمن يحمي
على حرمه غيره
يصونها، فله
المنّة على
أبي بكر في هجرته،
وليس لأبي بكر
عليه منّة.
فهذه
خمس في المزية
له عليه،
فاشتركا في
الهجرة، وتقدّم
من تقدّم بأمر
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله، وتأخر
من تأخّر
بأمره، وفي
تأخيره هذه
الفضائل والمزايا.
و من
المشترك من
فضائل
الصّحابة
العلم، وقد
علمنا أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله
لمّا ذكر
فضائل
الصّحابة قال
في أبي بكر:
«أرحم
أمّتي أبو
بكر، وأشدّهم
في أمر اللّه
عمر، وأصدقهم
حياء عثمان، وأقرؤهم
أبيّ، وأفرضهم
زيد، وأعلمهم
بالحلال والحرام
معاذ، وأقضاهم
عليّ» «2».
______________________________
(1)- الحشاشة:
بقيّة الروح.
(2)- أخرجه
الترمذي (5/ 623) وقال:
«هذا حديث حسن
صحيح»، وأخرجه
ابن ماجة في
سننه:
(1/ 58)، والحاكم
النيسابوري
في مستدركه: (3/ 535)
بأسانيدهم إلى
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله،
لكن
المنتنبّع في-
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:38
فما
ذكر المشايخ
بالعلم، وذكره
بالقضاء الذي
يشتمل على
العلوم
كلّها، حتى
تمّ فيه كونه
أقضى.
و قال
مرّة: «أبيّ
أقرؤكم وعليّ
أقضاكم».
و قال
فيه: «أنا
مدينة العلم وعليّ
بابها، فمن
أراد العلم
فليأت الباب».
و قال:
«أنا مدينة
الحكمة وعليّ
بابها».
و قال:
«عليّ باب
عيبة علمي».
و قال له
في قوله:
إِنَّما
أَنْتَ مُنْذِرٌ
وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هادٍ «1»:
«أنا
المنذر وأنت
الهاديّ يا
عليّ».
و قال:
«إن ولّيتم
عليّا تجدوه
هاديا
مهدّيا، يسير
بكم على
المحجّة
البيضاء».
و قال:
«عليّ أعلمكم
علما، وأقدمكم
سلما»
و لمّا
أخرجه إلى
اليمن ضرب على
صدره وقال:
«اللهمّ سدّده
وأهده إلى
الحكمة».
فقال
عليّ عليه
السّلام: ما
شككت في حكم
بعد ذلك
الكلام.
و قال
فيه: «إذا
اختلفتم في
شيء بعدي
فكونوا مع
عليّ».
______________________________
- أسانيد هذا
الحديث يقطع
بكذب هذا
الخبر وأنّه
موضوع على
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله. ويكفي
أن نشير إلى
جماعة من رواة
هذا الخبر وهم
كما ورد وصفهم
في كتب
الرجال، بين
كذّاب، أو
متهم بالكذب،
أو مدلّس، أو
ليس بثقة، أو
غير مرضيّ، أو
ضعيف، أو لا
يعبأ بحديثه،
أو مختلط، أو
مجهول وغيرها
من صفات
الذمّ. وهؤلاء
الموصوفين هم:
سفيان بن
وكيع، وداود
العطار، وقتادة،
ومحمّد بن بشّار،
وعبد الوهاب
بن عبد
المجيد، وخالد
الحذاء، وأبي
قلابة، ومحمّد
بن يزيد
الرهاوي، وكوثر
بن حكيم.
فابحث عن
ترجمة كثير
منهم في «الضعفاء
والمتروكين».
وتفصيل البحث
عن كذب هذا
الخبر وأضرابه
من الأخبار
المربعة التي
وردت فيها ذكر
فضائل
الخلفاء
الأربعة
بترتيب خلافتهم،
راجع: «رسالة
في الأحاديث
الواردة في
الخلفاء على
ترتيب
الخلافة»، ص 20،
في كتاب:
«الرسائل
العشرة في
الأحاديث
الموضوعة في
كتب السنّة».
للعلّامة
السيّد علي
الحسيني
الميلاني.
(1)- سورة
الرعد: آية 7
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:39
و
قال مرّة:
«عليّ مع
الحقّ والحقّ
مع عليّ».
و هذه
عشرة ألفاظ
كلّ واحد منها
يدلّ على كونه
أعلم، وليس في
المشايخ واحد
منها، وقد
علمنا أنّ
العلوم
انقسمت في
الصّحابة:
فمنهم:
العلماء
بالقراءات
يعدّ منهم
عليّ، وقراءته
أحسن وأقرأ وأتمّ.
و منهم:
الفرضيّون، وهو
أشهرهم في
الفرائض.
و منهم:
الفقهاء، وهم
ستّة، وعليّ
منهم وهو
أفقههم،
فإنّه ما ظهر
لأحد من فقهاء
الصّحابة من
الفقه ما ظهر
منه، خصوصا في
سيره أهل البغي.
و منهم:
أصحاب
الروايات،
نيّف وعشرون
رجلا، وهو
أكثرهم
روايات وأتقنهم،
وهو حجّة، وغيره
ليس بحجّة ... «1»،
الباطن فما
يرويه، وغيره
لم يركن.
و في
الصّحابة
الفصحاء، وعليّ
أفصحهم، والخطباء
وهو أخطبهم، والشّعراء
وهو أحسنهم
شعرا.
و فيهم
من تكلّم في
العقليّات ومسائل
الكلام، ونقل
عنهم، وهو
أفضل بالعلوم
العقلية.
و هو
الذي أخذت عنه
الإماميّة، والزيديّة،
والمعتزلة
أصول الدين،
على اختلاف
الطّرق.
و هو
الذي ناظر
الملحد في
مناقضات
القرآن حتى
أفحمه، وبيّن
له.
و هو
الذي ناظر
الجاثليق، وأجاب
عن مشكلات
مسائله حتى
أسلم.
و في
العلماء من
يتكلّم في علم
المعاملة «2» على
طريق
الصوفيّة، وهم
معترفون أنّه
الأصل في
علومهم، وليس
لغيره من هذا
الباب إلّا
اليسير، حتّى
قال مشايخ
الصّوفية «لو
تفرّغ إلى
إظهار ما علم
من علومنا
لأغنانا في
هذا الباب، وهو
الأصل
______________________________
(1)- كلمة غير
مقروءة.
(2)- هكذا
تقرأ الكلمة
في الاصل
المخطوط.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:40
المعتمد
لنا».
[و ليس]
لأحد من ... «1» والعبر
والمواعظ ما
له.
و معلوم
من أبي بكر:
«أيّ أرض
تقلّني، وأيّ
سماء تظلّني
إذا قلت في
القرآن
برأيي»!
و
المجتهد
يلتزم في
القرآن عند
التعارض والتشابه
برأيه، وأين
يقع هذا
الكلام من
قوله عليه
السّلام: «لو كسرت
لي وسادة؛
لحكمت لأهل
الزبور
بزبورهم، ولأهل
الإنجيل
بإنجيلهم، ولأهل
القرآن
بقرآنهم، حتى
يسمع من كلّ
كتاب: هذا حكم
اللّه فيّ».
و قال
[عليه
السّلام] «2»: «و
اللّه ما نزلت
آية في ليل ولا
نهار، ولا سهل
ولا جبل، ولا
سفر ولا حضر،
إلّا عرفت متى
نزلت، وعرفت
ناسخها ومنسوخها،
ومحكمها ومتشابهها،
ومجملها ومفصّلها،
وما من أحد من
قريش إلّا
نزلت فيه آية
أو آيتان
[إمّا بمدح] وامّا
بذم».
فقام
رجل فقال: يا
أمير
المؤمنين أنت
رجل من قريش
فما الذي نزل
فيك؟
فقال:
أما قرأت سورة
هود: أَ
فَمَنْ كانَ
عَلى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ
وَيَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ «3»،
كان الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله على
بيّنة، وأنا
تاليه «4» وشاهد
منه.
ثمّ
مشهور أنّه «5» قال
بعد قضايا في
الجدّ والجدّة:
«ليتني سألت
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله عن
ميراثهما»!
أين يقع
هذا من رجل
يقول على
[الفور] في
المسألة
المنبريه «6» صار
ثمنها تسعا،
______________________________
(1)- كلمة
ممسوحة فى
الاصل.
(2)- في
الاصل: صلّ
اللّه عليه وآله.
(3)- سورة
هود: آية 17
(4)- كذا في
الاصل
(5)-
الضمير يعود
لأبي بكر.
(6)- اى
أتبعه
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:41
إذا
كان للرجل
إمرأتان وأبوان
وابنتان،
فللأبوين
الثّلث، وللإبنتين
الثلثان، و[للمرأتان]
عالت
الفريضة، وكان
لها ثلاثة من
أربعة وعشرين
ثمنها، فلمّا
عالت إلى سبعة
وعشرين صار
ثمنها تسعا،
فإنّ ثلاثة من
سبعه وعشرين ويبقى
أربعة وعشرون،
للأبنتين
ستّة عشر، وثمانية
للأبوين.
و سواء
قيل إنّه قال
هذا على
الاستفهام،
أو على قولكم
صار ثمنها
تسعا أو على
نفيه، أو بيّن
كيف يجيء
الحكم على
مذهب من يقول
بالعول،
فإنّه يحتاج
إلى تبحّر في
علم الفرائض،
حتّى عرف
الجواب والحساب
والنسبة.
هذا، ومعلوم
رجوع القوم
إليه، وذكرنا
رجوع عمر إليه
في ثلاث وعشرين
مسألة حتى
قال: «لو لا
عليّ لهلك
عمر».
و قال:
«لا معضلة في
الدين لا يكون
بجنبي ابن أبي
طالب» عليه
السّلام.
هذا، والعترة
مجمعة على
أنّه كان أعلم
من في الصّحابة
بأنواع علوم
الشّرع، [و ما
روي] في
المشايخ عن
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
ممّا يجري
مجرى المدح
لهم في باب
العلم والعقل،
يدلّ على كونه
أعلم، لأنّه
كان يعدّ في
[كتّابه]،
فكان يكتب
وحيه ومسائله،
ويسمع فتاويه
ويسأله، ومن
المشهور
إنفاقه
الدينار قبل
مناجات رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
و[نقل أنّه]
فتح له ألف
باب، تحت كلّ
باب ألف باب.
و هذا قد
استبعده بعض
الجهّال، ولم
يعلم صورة
الأمر، وهذا
نحو أن يقول:
«الرّبا
في كلّ [مكيل و]
في أي موضع
كان، وفي كلّ
موزون» فيعرف
الحكم في
المكيلات
التي لا أصل
لها
بالمدينة، وكذلك
في
الموزونات، وتطّرد
علّة الرّبا،
فيصير [أصلا]
له في باب الرّبا.
و كذلك
إذا قال: «كل من
البيض ما دقّ
أعلاه وغلظ
أسفله» فيدخل
فيه بيض كلّ
طير، ويخرج منه
بيض [بعض]
كالحيّة وغيرها.
و كذلك
إذا قال له:
«يحرم كلّ ذي
ناب من
السّباع، وكلّ
ذي مخلب من
الطّير،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:42
و
يحلّ الباقي»
فهذا وما
[شابهه] عقود
الشريعة.
و هذا من
الباب الذي
تجمّع فيه ما
تفرّق في علماء
الصّحابة،
فتفرد في
الاجتماع وإن شاركه
غيره، وبهذا
الفضل يتبيّن
رجحانه على
جميع علماء الصّحابة،
ونعلم أنّه من
معظم خصال
الإمامة. فكان
أفضل، والتقدم
خطأ،
فتقدّمهم إذن
خطأ.
و من
خصال الفضل في
الصحابة، شرف
النّسب، وقد
علمنا أنّ
للكلّ شرف
آدم، وكمال «1» نوح
وإبراهيم وإسماعيل،
وكنانة من ولد
إسماعيل، وقريش
من كنانة، واصطفى
بني هاشم من
قريش، وكان
عليه السّلام
هاشميّ
الطرفين، والمشايخ
لم يكن لهم
حظّ في هاشم
أصلا.
و من
الخصال
المطلوبة في
الإمامة
الشّجاعة، لافتقار
... «2»
إليها، والثّبات
يوم الحرب، وقد
علمنا أنّه
قتل يوم بدر
سبعون رجلا من
صناديد قريش،
وليس للمشايخ
قتيل [يومئذ].
و يوم
احد قتل سبعة
في المصافّ من
بني طلحة، سوى
من قتلهم بعد
الهزيمة.
و لا
إشكال في
هزيمة عمر وعثمان،
إنّما
الإشكال في
أبي بكر، هل
ثبت إلى وقت
الفرج، أو كان
في المنهزمين
عند شدّة القتال؟
و قوم من
الحشويّة
يدّعون أنّ
أبا بكر كان
أعلم، لأنّه
قال يوم موت
رسول اللّه:
«إن كنتم
عبدتم محمدا
فقد مات، وإن
كنتم عبدتم
ربّ محمد فهو
لا يموت» وإنّ
هذا يدلّ على
غزارة علمه!
و ليس
الأمر كذلك،
فما اشكل موته
على عمر ولا
على عليّ عليه
السّلام،
[لأنّه] حاضر
حين جاد
بنفسه، وهو
الوصيّ في
تجهيزه ودفنه.
______________________________
(1)- هكذا تقرأ
الكلمة في
الاصل.
(2)- كلمة
غير مقروءة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:43
و
ربّما قالوا:
خالفهم «1» في قتال
أهل الرّدّة،
حتّى رجعوا
إلى [رأيه]، وكان
الصواب فيه.
و قد
روينا أنّه
رجع إلى عليّ
فقال: إنّ
نبيّ اللّه
جمع بين
الصّلاة والزكاة،
فلا تفرّق
بينهما!
فخرج ... «2» وقال:
«لو منعوني
عقالا ممّا
أدّوه إلى
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
لجاهدتهم
عليه».
و لم
يحسب هذا في
شجاعته، وهو
لم [يجاهد] وإنّما
أمر بالجهاد،
فأين هذا من
جهاد أمير المؤمنين
عليّ عليه
السّلام يوم
بدر واحد، ويوم
الأحزاب، ويوم
خيبر إلى غير
ذلك؟
و كيف
يقاس من لم
يصبّ محجمة دم
عن كافر في
جهاد، ولا في
الجاهلية أو
اسلام، على من
بارز الأقران
والشّجعان، وأباد
كلّ مذكور في
الحرب وصار
ظهرا؟
و من
الخصال
المطلوبة في
الإمامة
السّخاء، ويقال
إنّه من الباب
المشترك، فقد
روى أهل
الحديث أنّ
أبا بكر أنفق
على رسول اللّه
أربعين ألفا،
وأنّه قال: «ما
نفعني مال قطّ
ما نفعني مال
أبي بكر»،
و قيل:
إنّه سئل عن
أحبّ الناس
إليه؟
قال:
عائشة.
قيل: من
الرجال؟
قال:
أبوها!
قيل: ولم
ذلك؟
______________________________
(1)- أى خالف
عليا عليه
السّلام
الصحابة في
قتالهم مع
جماعة من المسلمين
الذين وصفوا
باهل الرّدة،
ولكنهم رجعوا
إلى رأى أبى
بكر وقاتلوهم.
(2)- كلمة
غير مقروءة في
الاصل، وهذا
القول منسوب
لأبي بكر.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:44
قال:
لأنّه صدّقني
حين كذّبني
الناس، وواصلني
حين قطعني
الناس، وواساني
حين، بخل
الناس.
و قالوا:
فيه نزل قوله:
فَأَمَّا
مَنْ أَعْطى
وَاتَّقى وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنى «1»، وأنّه
نزل [فيه]
قوله: لا
يَسْتَوِي
مِنْكُمْ
مَنْ
أَنْفَقَ
مِنْ قَبْلِ
الْفَتْحِ وَقاتَلَ «2»، وهو
الذي أنفق قبل
الفتح.
[اقول]:
إنّا لا ننكر
انفاقه على
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وكان
مال خديجة
أكثر من ماله،
ونفع ذلك
للمسلمين
عامّة أكثر،
و من
منهم قال
أربعين ألف
دينار، ومن
كان والده
أجيرا «3» ... «4»» في
التجارة عامل
خديجة من
المحال أن
يجمع أربعين
[ألف] دينار،
فأمّا أربعون
ألف درهم فهو
أربعة آلاف
دينار، وذلك
كثير، وهو
ممكن «5».
و له
موقع في
الدّين، وثواب
«من أعطى واتّقى»
عموم، و«من
أنفق من قبل
الفتح وقاتل»
يقتضي من جمع
بينهما، وعلىّ
هو الذي جمع
بين الإنفاق والقتال،
ولو أخذنا
بأحد
المنفردين،
فالمنفق
بحشاشته أفضل
من المنفق
لماله، ومن
جمع بينهما
قبل الفتح هو
أفضل ممّن جمع
بينهما بعد
الفتح، [كما]
أنّ إنفاق
أمير
المؤمنين
عليّ عليه السّلام
أكثر من ذلك،
وأنّه أنفق ... «6»
دراهم، واحدا
ليلا على
المتجمّل
لكيلا يستحي
منه في
______________________________
(1)- سورة الليل:
آية 6
(2)- سورة
الحديد: آية 10
(3)- كان
أبو قحافة
والد أبي بكر
أجيرا عند عبد
اللّه بن
جذعان لفقره.
(4)- كلمة
غير مقروءة
(5)- هذا
فضلا عن إنّ
الخبر مكذوب،
من أصله، إذ
الثابت عند
المورخين وأصحاب
السير أن أبا
بكر كان معدما
وفقيرا في
الجاهلية ولم
ينقل له ثراء
فاحش، كما أنّ
أحب النساء
إليه صلّى
اللّه عليه وآله
كانت خديجة ثم
فاطمة عليه
السّلام وقد
تواتر بذلك
الخبر. راجع
تفاصيل هذا
الخبر والآيتان
وتكذيب نسبة
نزولهما في
حقّ أبي بكر
في: «الغدير: 8/ 47».
(6)- كلمة
غير مقروءة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:45
الأخذ،
وواحدا نهارا
ليقتدى به في
الإنفاق على
السائل الذي
لا يبالي
باظهار
الأخذ، وواحدا
سرا لكيلا
يدخله
الرّياء، والآخر
علانيّة
ليقتدى به، وفيه
نزلت الآية،
قوله:
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ
بِاللَّيْلِ
وَالنَّهارِ
سِرًّا وَعَلانِيَةً
فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ «1»، فسمّى
كلّ درهم مالا،
وبشّره
بالقبول، ووعد
له بالجزاء.
و
الحديث عليهم
مشهورة وحيا «2»
أنّه تصدّق
بخاتم من فضّة
في الركوع،
فأنزل اللّه:
إِنَّما
وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ «3»
الآية، وأعطي
الولاية، وورد
النصّ بقبول
الصّدقة، وأنفق
دينارا قبل
مناجاة
الرسول فنزلت
الآية، حتّى
لم يقع فيه
الشركة، ووقع
العتاب لمن
كفّ عن
المسارّة
بقوله:
فَإِذْ لَمْ
تَفْعَلُوا
وَتابَ
اللَّهُ
عَلَيْكُمْ «4» [و
كانت] ثلاثة
صيعان من
الطعام، أو في
وفود «5»
ثلاث ليال،
فأنزل اللّه
فيه ثلاثين
آية، ونصّ على
عصمته وسرّه ومراده،
و[قبول]
صدقته على ما
نشرحه من بعد.
..... «6»
أنّه أعتق ألف
نسمة من كسب
يده، وعلمنا
أنّه أخرج
مائة عين
بينبع، وتصدّق
بها، وعلمنا
أنّه كان يأخذ
الغنائم
لنفسه وفرسه،
ويأخذ سلب
الكفّار
بقوله عليه
السّلام: «من
قتل [قتيلا]
فله سلبه» «7»، وكان
يأخذ الخمس من
الغنيمة في
أيّام
المشايخ، ممّا
يقع بأيدي
المؤمنين، من
أموال
الكفّار، بسهم
ذوي القربى،
ثمّ جاهد بعد
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
الناكثين والمارقين
والقاسطين، وكلّ
ذلك أنفق في
[سبيل]
اللّه، ولم
______________________________
(1)- سورة
البقرة: آيه 274
(2)- هكذا
يقرأ النص في
الاصل
(3)- سورة
المائدة: آية 55
(4)- سورة
المجادلة: آية
13
(5)- هكذا
يقرأ النصّ في
الأصل.
(6)- عدة
كلمات مطمورة.
(7)- السنن
الكبرى: 6/ 307
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:46
يترك
إلّاثمان
مائة درهم فضل
عطائه، عزله
ليشتري لأهله
جارية.
ثمّ لم
يذكر الشيخين
بحال [كما] ذكر خاتم
أمير
المؤمنين،
روى عبد اللّه
بن جعفر أنّ
رجلا شتم
عليّا عليه
السّلام، ثمّ
جاءه يسأله
حاجة فقضاها؛
[فاعترضه]
أصحابه فقال:
«أنا
أستحيي أن
يغلب جهله
علمي، وذنبه
عفوي، وسؤاله
جودي».
و أجمعت
العترة أنّه
كان من
الأجواد، وأكثر
جودا من
الشيخين، وكفاك
في جوده أنّه
تعالى جعل كلّ
المؤمنين في
القيامة في دعوته
... «1»
في الدنيا، في
قوله: إِنَّ
الْأَبْرارَ
يَشْرَبُونَ
مِنْ كَأْسٍ
كانَ
مِزاجُها
كافُوراً «2» ثمّ
بيّن لمن ذلك،
فقال:
عَيْناً
يَشْرَبُ
بِها عِبادُ
اللَّهِ يُفَجِّرُونَها
تَفْجِيراً
بيّن أنّهم
يستخرجونها، وهم
الذين يوفون
بالنّذر، وكفاك
في جوده أنّ
الليلة
الثالثة جاءه
أسير من
الكفّار، وهو
عدوّ اللّه وعدوّ
رسوله ونبيّه
ودينه، لمّا
سأله باللّه
لم يردّه على
صعوبة الحال،
[و شدة]
الحاجة،
تقرّبا إلى
اللّه، ومحبّة
لإطعام
الطعام.
و مثل
هذه المزايا
في الإنفاق،
لا توجد في
فعل المشايخ،
[فضلا عن]
أنّه مشارك
للشيخين وزاد
عليهما بما
ذكرنا، وليس
للخصم آية ولا
خبر يصرّح
بجودهم.
و لو كان
مساويا لهم،
[فانّ له]
الفضل عليهم في
باب الدّين والعلم
لكفانا ذلك، وكيف
وقد ثبت
الرّجحان، وفي
حديث أبي
هريرة أنّه
كان بالمدينة
مجاعة، ولم يكن
معي طعام،
مرّبي يومي وليلتي،
فاصبحت وسألت
أبا بكر آية
كنت اعرف
تأويلها،- أو
قال: كنت أعرف
منه بها- وهو
يكلّمني إلى
باب بيته، وودّعني
وانصرفت
جائعا، وبقيت
يومي واصبحت،
وسألت عمر آية
عرفت تأويلها-
أو قال: كنت
أعرف منه بها-
إلى باب بيته
فودّعني، إلى
اليوم الثالث
جئت إلى عليّ
فسألته آية؛ واللّه
إنّه كان أعلم
بها منّي،
فأخذ بيدي ومال
إلى باب
البيت، فلمّا
______________________________
(1)- كلمة
مطموسة في
الاصل
(2)- سورة
الانسان: آية 5
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:47
أردت
أن أنصرف
فقال: تدخل
معي الحجرة،
فدخلت معه.
فقال
لفاطمة: هل
عندك ما يأكل
ابن عمّك وأبو
هريرة؟
قالت:
نعم، ودخلت
البيت وأخرجت
رغيفين وسمنا
ولبنا، فكنت
آكل وهو ينشر
العلم، حتّى
شبعت وانصرفت
إلى رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله؛
فلمّا بصرني
ضحك في وجهي،
فقال:
أنت تحدّثني
أو أنا
أحدّثك؟
فقلت «1»: منك
يا رسول اللّه
أحسن.
فابتدأ
وقصّ عليّ ما
جرى، وقال إنّ
جبرئيل
عرّفني.
و في
الحديث
المشهور أنّ
الرسول كان
عنده، فخرج في
طلب شيء،
فاستقرض
دينارا واستقبله
مقداد وشكا
حاله.
فقال:
أنت أحقّ بهذا
منّي، فأعطاه
وأخذ يسعى في
طلب قرض،
فاستقبله
أعرابيّ ومعه
شيء من النّعم.
فقال: يا
عليّ اشتر
هذا؟
فقال:
ليس معي ثمنه.
قال
فجوّزه لي إلى
أن أعود إليك؛
فتوفرّ عليّ.
فاشتراه
وحمله، فلمّا
دخل ومعه ما
اشتراه
ليذبحه ويطعم
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله،
فتغافل عليه
حتى فعل ما
أراد.
ثمّ قال:
يا أبا الحسن
من أين لك
هذا؟ فقصّ عليه
القصص.
قال: كان
جبرئيل بأمر
اللّه عزّ وجلّ،
ليزيل عن قلبك
الشّغل بي،
كما أزلت الشّقاء
عن قلب مقداد.
______________________________
(1)- في الأصل:
فقال.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:48
إلى
غير ذلك ممّا
يطول ذكره من
جوده، فقد بان
لك بهذه
الجملة
مشاركة أمير
المؤمنين لهم
في فضائلهم، وزيادته
فيها عليهم،
فيما يتعلّق
بالإمامة.
فأمّا
من سواهم، فإن
تفرّد بخلّة
فعلى مساهمة،
نحو ولاية،
فقد ولّاه على
اليمن، وولّاه
سورة البراءة
وعزل أبا بكر،
وولّاه في
خيبر وما فيه
من العجائب والمعجزات،
وولّاه
الخروج إلى
بني زهرّة،
حين نزل فيه وفي
دابّته: «وَ
الْعادِياتِ
ضَبْحاً» «1»،
رواه الزّجاج
وأهل
التفسير، أنّ
ذلك فيه وفي
دابّته.
و له
مزيّة، فإنّه
لم يوّل عليه
أحدا، وما
أخرجه إلى
موضع، ولا
تركه في قوم
إلّا ولّاه
عليهم، وأخرجه
في إصلاح ما
أفسد [حاله]،
وكان له أصحاب
رايات، وقال
أمير المؤمنين:
«أنا صاحب
رايته في
الدّنيا والآخرة»
فشاركهم وزاد،
والمشايخ لم
يكونوا أصحاب
الرّايات.
فقد بان
لك أنّه تجمّع
فيه ما تفرّق
في الجميع، وزادهم «2» في
كلّ شيء وقع
الشركة فيه.
و هذا
القدر كاف، ولقد
بلغ عشرين
مزيّة فيما
شاركهم فيه من
الخصال الستّ
المطلوبة في
الإمامة.
على
أنّه أفضل
منهم في خصال
الفضل، وفي
كمال الفضل
الذي فضل به
على
الصّحابة، وفيما
يحتاج إليه في
الإمامة،
فهذه ستّ خصال
يفتقر الإمام
إليها، هو
أفضلهم فيها
كلّهم.
فامّا
كونه أفضل في
باب الثّواب،
ففيه إجماع العترة،
وفيه قوله:
«اللّهمّ
ائتنى بأحبّ
خلقك إليك
يأكل معي من
هذا الطير» «3»،
فأتى عليّ
فردّه أنس أو
جابر، ثمّ
______________________________
(1)- سورة
العاديات: آية
1
(2)- هكذا
تقرأ الكلمة
في النص
المخطوط، وقد
تقرأ «زاحمهم».
(3)- هذا
الحديث مشهور
بحديث الطائر
المشويّ، وهو
من الأخبار
المتواترة في كتب
الحديث.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:49
أذن
له، الخبر.
و
«الأحبّ» لا
يكون إلّا في
الثّواب، والخبر
مجمع على
صحّته.
و قوله:
«من كنت مولاه
فعليّ مولاه»
فألزم موالاته
ظاهرا وباطنا،
والمشايخ لم
يلزم هذا
فيهم،
و قوله:
«أنت منّي
بمنزلة هارون
من موسى».
و كان
أفضل أهل
زمانه [بعده
صلّى اللّه
عليه وآله]،
وخبر
المؤاخاة
يدلّ على أنّه
أعظم الناس
منزلة، وآية
المباهلة
فيها أنّه نفس
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله،
حلّ منه محلّ
نفسه، فيوجب
ذلك كونه أعظم
ثوابا، وأقرب
إلى رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
..... «1»
على إمامته يدلّ
على كونه أفضل
منهم عند
اللّه، بلا
خلاف من
الامّة، فثبت
أنّه أفضل
منهم في
الثّواب، وفي
الأشياء
السابقة، من
الفضل، وفي
خصال
الإمامة، وليس
الغرض
بالكتاب هذا،
لكنّا بيّناه
ليدل لكمال في
فضله، وتفرّده
بالفضل في
الامور
الثلاثة.
***______________________________
(1)- كلمتان
مطموستان.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:51
فصل [الأوّل]
«في بيان ما
يشرف به المرء
على غيره»
إعلم
أنّ ما تفرّد
به عليه
السّلام
منقسم إلى أبواب،
في كلّ باب
نوع من الشّرف
والفضل لا
يشاركه فيها
أحد من
المشايخ، ونحن
نعدّ لك
الأبواب، ثمّ
نبيّن من كلّ باب
ما له وليس
لغيره، وهي
خمسة وعشرون
بابا:
فالباب
الأوّل إنّ
المرء يشرف
بأصله وجوهره،
ولهذا كان
للملائكة شرف
على الجنّ والإنس،
لخلقها من
النور، والجنّ
من النار، والإنس
من التراب.
و قد
يشرف بأن
يتبين للخلق
حاله في الشرف
والفضيلة قبل
أن يخلق، والنوع
الثالث: شرف
بآبائه،
و نوع
رابع: شرّف
بموضع ولادته
من بيوت
الكبار، ومسقط
رأسه،
و قد
يشرف بنوع
خامس:
بالأقارب
الكبار، إذا
كان فيهم شرف،
و يشرّف
بنوع سادس: وهو
الأسماء
الحسنى اذا
اشتمل على
معان فيها
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:52
شرف
وشرف ..... «1»،
و يشرّف
بنوع ثامن: وهو
أن يقع بينه وبين
قوم كرام وصلة
وصحبة،
و بنوع
تاسع: وهو أن
يتولّى عقدة
نكاحه
الكبار، وتحضره
الكبار، وتكرم
فيه الكبار،
و بنوع
عاشر: وهو أن
يواخيه كبير
مواخاة تنبئ
عن الشّرف والفضل،
و يشرّف
بنوع حادي
عشر: وهو
السّبق في
الإسلام، وحسن
الإسلام،
و قد
يشّرف بالثاني
عشر: وهو صالح
أعماله التي
يتفرد بها،
و
الثالث عشر:
يشرّف بعلمه وكماله
في الفهم،
و قد:
يشرّف برابع
عشر وهو
السّخاء،
و قد
يشرّف بخامس
عشر: هو
الشرف،
و يشرّف
بسادس عشر: وهو
الزّهد في
الدنيا،
و يشرّف
بالسابع عشر:
بأن يمدحه من
بعده بما لا
يمدح بشر به «2»،
و يشرّف
بالثامن عشر:
وهو أن يمدحه
من يعتدّ
بمدحه، بما لا
يشاركه غيره
فيه.
و يشرّف
بالتاسع عشر:
بأن يقيمه
الكبير مقام نفسه
في مهمّاته، ولا
يعمّ غيره،
و بنوع
العشرون: ما
تفرّد به ممّا
في القرآن بمن
النصّ على
إمامته،
و
الحادي والعشرون:
أن يعرّف
الرسول أنّ باطنه
كظاهره، أو
ترد القرآن
به،
و
الثاني والعشرون:
ما ظهر له من
الكرامات
معجزة لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله ولولده
وأهله.
و
الثالث والعشرون:
أن يصير قوله ... «3»
حجة، ويصير
للشريعة
قبلة،
______________________________
(1)- بياض
بمقدار سطر
واحد فيه
النوع السابع
من الشرف.
(2)- هكذا
تقرأ الكلمة
في الاصل
المخطوط
(3)- كلمة
مطموسه غير
قابلة
للقراءة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:53
و
الرابع والعشرون:
فإنّه يشرّف
بولده، إذ بلغ
ولده مبلغا لا
نظير له،
و
الخامس والعشرون:
يشرّف بعقبه،
إذا كانوا
كبراء لا نظير
لهم في عقب غيره.
فهذه
خمس وعشرون
نوعا، ما من
نوع ..... «1»
خصائص فيه وفضائل
لا يوجد لغيره
مثله، ونحن
نذكر جلّ ذلك
مستقبلا، ونبيّن
له فيه
التّفرد من
ذكر أصله وتفرّد
[ه] به.
*** إعلم
أنّا روينا
أنّ رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
قال له:
«يا عليّ
خلقنا نحن من
شجرة واحدة،
أنا أصلها، وفاطمة
فرعها، وأنت
لقاحها، والحسن
والحسين
ثمرتها، وشعيتنا
ورقها.
يا عليّ
لو أنّ رجلا
عبد اللّه
رغبة حتّى صار
كأوتار
مرضومة وكالحنايا
من صلاته، ثمّ
لقى اللّه وفي
قلبه مثل ذرّة
من بغضك،
لكبّه اللّه
على منخريه في
النّار».
قال: وروي
هذا الحديث
بمشهد سيف
الدّولة «2»
فضحك أبو
القاسم
الطّبري.
فقال له
سيف الدّولة:
ممّ تضحك؟
قال:
أنشدني يعقوب
النصرانيّ في
هذا المعنى.
فقال: ما
الذي أنشدك؟
قال:
أنشدني:
يا
حبّذا دوحة
في الخلد
نابتة |
|
ما
مثلها نبتت
في الأرض من
شجر |
المصطفى
أصلها، والفرع
فاطمة |
|
ثمّ
اللّقاح عليّ
سيّد البشر |
|
|
|
______________________________
(1)- ثلاث كلمات
غير مقروءة
(2)- سيف
الدولة
الحمداني.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:54
و
الهاشميّان
سبطاه لها
ثمر |
|
و
الشّيعة
الورق
الملتفّ
بالشجر |
يقال
رسول اللّه
جاء به |
|
أهل
الرّواية في
العالي من
الخبر |
إنّي
بحبهم أرجو
النّجاة غدا |
|
و
الفوز في
زمرة من أفضل
الزّمر |
|
|
|
قال
سيف الدّولة:
اتّق اللّه،
لا تقل
نصرانيّ،
فإنّه مسلم!
قال: قلت
كذا يقال! ... «1»
محاسن
المعاني:
منها:
إنّه لقاح
شجرة المصطفى
أصلها، ولقاح
شجرة سيّدة
نساء
العالمين
فرعها.
و منها:
إنّه لقاح
شجرة الحسن والحسين
ثمرتها، والشّيعة
ورقها من كلّ
واحد من
المذكورين.
و روينا
أنّه صلّى
اللّه عليه وآله
قال لعليّ:
«يا عليّ
خلق اللّه
نورا فجزّأه،
فخلق العرش من
جزء، والكرسي
من جزء، والجنّة
من جزء، والكواكب
من جزء، والملائكة
من جزء، وسدرة
المنتهى من
جزء، والشّمس
والقمر من
جزء، [و بقي]
جزءا تحت
بطنان العرش، حتى
خلق آدم،
فأودعه اللّه
في جبينه،
فكان ينقل ذلك
من أب إلى أب،
إلى عبد
المطّلب، ثمّ
صار واحدة،
فنقل جزءا الى
عبد اللّه
والد النبيّ،
ونصفها الى
أبى طالب،
فخلقت أنا من
جزء، وأنت من
جزء، وألانوار
كلها [من]
نورى ونورك يا
علّى».
و في
الحديث بيان
إكرام اللّه
لهما بهذا،
حتّى يكون
أصلهما أصل
كلّ نور، ثمّ
الإكرام [أنّه
أودعه] على
الجبين معا،
ثمّ تفرّقه
النور، حتّى
كان كلّ واحد
منهما.
و فيه
عضد «2» وهو
حديث
المؤاخاة «3»،
______________________________
(1)- كلمة غير
مقروءة
(2)- هكذا
تقرأ الكلمة
في النص
الاصلي.
(3)- من
الأحاديث
المتواترة
مؤاخاة رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
لعليّ عليه
السّلام، وقد
تضافرت
الأخبار بذلك
في مصادر أهل
السنّة والشيعة،
وذلك فيما أخى
بين
المهاجرين والأنصار
في المدينة،
فلم يختر صلّى
اللّه عليه وآله
لنفسه أخا غير
علي بن أبي
طالب. وقد
افتخر عليه
السّلام بها
مرارا وفي
مناسبات
عديدة، وكان
يقول: أنا عبد
اللّه وأخو
رسوله.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:55
و
متى قيل: [لم]
أراد اللّه
تعالى أن
يجعلهما أخوين،
فلم فرّق
بينهما بأب؟ وهلّا
جمع فيكون
النسل واحدا،
والأخوّة
بالنسب؟
ذكرنا
فيها وجها
حسنا، وهو
أنّه لو جمع
بينهما في
الولادة،
لكان لا يصلح
أن يتزوّج
بإبنته صلّى
اللّه عليه وآله،
[إذ] لا يكون
صالحا لفاطمة
في التزويج، فإن
كانت الإمامة
في ولد النبيّ
لم يكن لعليّ
فيه نصيب، وإن
كان في ولد
أمير
المؤمنين، لم
يكن للنبيّ
فيه نصيب،
ففرّق بينهما
بأب واحد،
حتّى صارا
أبوين للأئمة
إلى يوم
القيامة، وصار
الأصل واحد .....،
وما أكرم به
النبيّ أكرم
هو به، وما
جعل فيه
إبراهيم
أصلا، من أنّ
النبوّة والإمامة
في عقبه، كذلك
صار الإمامة
فيهما إلى يوم
القيامة،
فإنّ الأنوار
كلّها من
نوره؛ فلذلك
له بهذا شرف
لا يشاركه فيه
أحد، وكما أنّ
أصله أمسك
ببطنان
العرش، كذلك
أصل أمير
المؤمنين، وكما
نقل إلى
الجباه حتى
يتلألأ عند
كلّ أب، فكذلك
أمير
المؤمنين
عليه السّلام.
[و من]
هذا الباب
قوله لأمير
المؤمنين-
صلوات اللّه
عليهما- في
حديث خيبر:
«حسبك
أنّك منّي وأنا
منك»، وهما
فضيلتان من
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
بأن يكون من
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
وأن يكون
الرسول منه،
«لحمك من
لحمي، وجلدك
من جلدي، وعظمك
من عظمي، ودمك
من دمي، والإيمان
مخالط للحمك وجلدك
وعظمك ودمك،
كما خالط جلدي
ولحمي وعظمي ودمي».
[فظهر]
أنّ على كلّ
واحد من هذا
تكليف من شرط
إيمانه، وهو
معنيّ بذلك.
فهذه
سبع صفات،
كلّها فضائل
تفرّد بها
أمير المؤمنين
عليّ عليه
السّلام، وليس
للمشايخ فيها
نصيب، وقد قال
هذه الكلمة
عليه السّلام
في مواضع:
منها:
يوم احد، حين
قال جبرئيل
عليه السّلام:
«من هذا يا رسول
اللّه؟
قال:
عليّ.
فقال:
هذه هي
المواساة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:56
فقال:
من أولى بها
منه، وهو منّي
وأنا منه، وهو
منّي بمنزلة
هارون من
موسى، اللهمّ
اشدد أزري
بعليّ بن أبي
طالب، كما
شددت أزر موسى
بهارون».
[و قوله]
له في حديث
سورة براءة:
«لا
يؤدّيها إلّا
أنت أو رجل
منك» يعني
عليّا.
و قال له
جبرئيل: فيما
أفسدت وأراد
أن يخرج من
يصلح.
فقال له
جبرئيل: «إنّه
لا يصلح لها
إلّا أنت أو رجل
منك».
و قال .....
و قال
أمير
المؤمنين:
«أنا الشاهد
منه».
و سنورد
في فصل ما قال
الرسول فيه،
ممّا سوّى بين
نفسه [و بينه]
فيه، فهذا
فصل.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:57
و الفصل
الثانى [كتابة
اسمه عليه
السّلام على ساق
العرش]
و هو
أنّه تعالى
كتب اسمه على
ساق العرش
[قبل] آدم:
محمد وعليّ وفاطمة
والحسن والحسين،
فلمّا خلق آدم
رأى تلك
الأسماء تتلألأ؛
فقال: يا ربّ
من هؤلاء؟
قال: هم
من ذرّيتك،
آخر نبيّ من
أولادك، أكرم
الخلق عليّ.
فلمّا
وقع [منه ما
وقع]، قال:
بحقّ هذه
الأسماء
الخمسة الّا
عفوت لي.
و روى
الصّادق عليه
السّلام أنّ
الكلمات التي
تلقّاها آدم
من ربّه هي
هذه، استشفع
بهم حتى غفر
له.
و روي
أيضا أنّه كتب
على ساق
العرش: «محمد
رسول اللّه
أيّدته
بعليّ».
و أعلم
أنّ
المخالفين
يدّعون أنّه
مكتوب على ساق
العرش «محمد وأبو
بكر وعمر وعليّ» «1».
______________________________
(1)- الثابت عند
المحقّقين أن
الأخبار
المشهور بالأخبار
المربعة والتي
تجمع فضائل
الخلفاء
الأربعة حسب
ترتيب خلافتهم،
جميعا أحاديث
مختلقة ومكذوبة،
جلّ رواتها
كذابون وضّاعون،
راجع تفصيل
ذلك في: [ «رسالة
في الأحاديث
الواردة في
الخلفاء على
ترتيب
الخلافة في كتاب:
الرسائل
العشرة في
الأحاديث
الموضوعة في
كتب السنّة»].
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:58
و
أصحابنا
يقولون: إنّ
هذا يمنع
العقل من صحّته،
لأنّه لو
أتّفق في حال
وجود محمد
صلّى اللّه
عليه وآله أن
تنظر
الملائكة، ويرون
قرب مبعثه وهؤلاء
معه، فيقولون
من هؤلاء يا
ربّ ممّن معه؟
فيقول هذا
العابد
للصّنم، ويكذب
عليّ، ويشرك
بي، لكان في
ذلك نفور
للملائكة، وإذا
كان هناك
هؤلاء «1»، وهم
منزّهون
معصومون،
فيقول: هؤلاء
ستعرفون
جلالة قدرهم.
و في هذه
الكتابة شرف،
كما أنّ [لهم]
شرفا بهذا.
و كما
عرف حال
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
في كونه خاتم
النبيّين،
عرف حاله في
أنّه خاتم
الوصيّين.
فهذه
ستّ خصال
إنفرد بها
عليّ عليه
السّلام في
أصل الخلقة، والخبر
عنه قبل الولادة.
***______________________________
(1)- يقصد بهم
اولئك
الخمسة، اى
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وأهل بيته
عليه السّلام.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:59
فامّا الفصل
الثالث «و هو
أنّ المرء
يشرّف بولادته
في بيت كبير»
فقد
علمنا أنّه في
الصّحيح من
الرواية عند
جميع أهل
البيت، أنّ
فاطمة بنت أسد
قالت:
«لمّا
قرب ولادتي
بعليّ عليه
السّلام،
كانت [العادة]
في نساء بني
هاشم أن يدخلن
البيت «1» ويمسحن
بطونهنّ
بحيطانه،
فيخفّ عليهنّ
الوضع، فخرجت
مع جنيني، وقضيت
حاجتي من
البيت، فلمّا
أردت أن أخرج،
وإذا أنا
بعليّ كأنّه
عمود من حديد
لم سهى «2»، وولد
من ساعته في
زاوية الأيمن
من ناحية
البيت» «3».
و ليس في
الموضع أشرف
من هذا، والولد
..... «4»
الطاهر،
مولود في أشرف
البقاع، من
أكرم الفضائل،
وليس هذا
للمشايخ ولا
لأحد نعرفه.
______________________________
(1)- اى الكعبة.
(2)- هكذا
الكلمة فى
النص
(3)- راجع:
«عليّ وليد
الكعبة»
للعلّامة
الشيخ محمّد
علي
الأردوبادي،
ففيه تفصيل
الحادث والأخبار
الواردة فيه.
(4)- كلمة
غير مقروءة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:60
ثمّ
له [في]
المسجد
خاصيّة ومزيّة،
لا يشاركه
فيها أحد، وهو
أنّه ولد في
الكعبة، وتربّى
في دار خديجة،
وهي اليوم
مسجد ومشهد، وعاش
في مسجد
المدينة،
سدّت الأبواب
إلّا بابه «1»، فلمّا
انتقل إلى
الكوفة قتل في
المسجد «2»، وغسّل
في دار هي
اليوم مسجد «3»، والموضع
الذي أخذ
البيعة على
الناس لأجله
مسجد، وموضع
بيعة الرضوان
لا يغبى «4»، وهو
مشارك لهم في
ذلك، والموضع
غير مشهد؛
فانّه كا ... «5»
______________________________
(1)- من القضايا
المشهورة
المتواترة
أمر النبي صلّى
اللّه عليه وآله
بسدّ جميع
الأبواب
النافذة إلى
المسجد- حتّى
باب دار عمّه
العبّاس- إلّا
باب عليّ فقال
صلّى اللّه
عليه وآله:
«سدّوا
الأبواب إلّا
باب عليّ». وقد
رواه الترمذي
بسنده عن ابن
عباس وأبو
سعيد الخدري
(الترمذي: 2/ 300 و301). وأحمد
بأسانيد
مختلفة عن غير
واحد من
الصحابة (مسند
أحمد: 1/ 175، 330 و2/ 26 و4/
369)، وأخرجه
الحاكم
النيسابوري
بسنده عن زيد
بن أرقم وأبي
هريرة وقال:
هذا حديث صحيح
الإسناد.
(المستدرك على
الصحيحين: 3/ 125)،
وأخرجه
النسائي عن
الحارث بن
مالك وسعد
(خصائص علي بن
أبي طالب: 13). هذا
وقد قامت
أجهزة
الدعاية
الأموية-
كعادتها بقلب
الأحاديث
الواردة في
فضائل أمير
المؤمنين وأهل
البيت عليه
السّلام وتزويرها
ثمّ نسبة
القضية إلى
رجال آخرين من
الصحابة- بقلب
هذه الفضيلة ونسبتها
إلى أبي بكر،
والمتتبع في
جميع هذه
الروايات
المقلوبة يرى أصابع
معاوية وأعوانه
فيها،
فرواتها بين
كذّاب وفاسق ومدلّس
وخارجيّ وناصبي.
راجع تفصيل
ذلك في: [ «رسالة
في الأحاديث المقلوبة»
في كتاب:
«الرسائل
العشرة
الموضوعة في
كتب السنة»
للعلّامة
السيّد عليّ
الحسيني الميلاني»].
(2)- أغتيل
أمير
المؤمنين
عليه السّلام-
على أصحّ
الروايات- في
محراب المسجد
حين صلاة
الفجر، وهذا
المحراب لا
زال موجودا في
مسجد الجامع
بالكوفة وعليه
شبّاك ذهبي ويتبرّك
النّاس به.
(3)- نزل
أمير
المؤمنين عليه
السّلام عند
منصرفه من
البصرة بعد
معركة الجمل ودخوله
الكوفة دار
ابنة أخته أمّ
هانئ، بالقرب
من دار
الإمارة، ولا
زال يسكن فيها
حتّى استشهد
ثمّ غسل فيها
ودفن بظهر
الكوفة
المشهور
بالغرىّ والنجف
الأشرف، وهذه
الدار لا زالت
موجودة، وتقع
في الزاوية
الشماليّة
الغربيّة من
خارج أسوار
المسجد
الجامع
بالكوفة، وعلى
بعد عدّة
أمتار من آثار
قصر الإمارة
الذي بناه سعد
بن أبي وقاص. وقد
زار ابن بطوطة
هذه الدار في
القرن الثامن
الهجري ووصفها
في رحلته. ولعلّ
الدار صارت
فترة مسجدا
كما يقول
المصنّف.
(4)- هكذا
الكلمة في
النصّ.
(5)- كلمة
غير مقروءة.
كتاب
المراتب،
البستي 61
فاما
الفصل الثالث«و
هو أن المرء
يشرف بولادته
في بيت كبير»
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:61
لأنّ
ذلك كان
بروحاء، و[ما]
ندرى، روحاء
مكّة، أو
روحاء في طريق
المدينة، ثمّ
لا يعرف موضع
الشّجرة وهي
بروحاء مكة
بحذاء الحمّام
تحت الشّجرة،
وطلبت بجهدي وطاقتي
فلم يعرف.
و له في
حديث المسجد
[أنّه] قيل له:
أيّما أحبّ إليك
المسجد أو
الجنّة؟
قال:
المسجد.
قيل له:
لم؟
قال:
لأنّ المسجد
موضع مراده
مني، والجنّة
موضع مرادي
منه، وأنا
أوثر مراده
على مرادي،
فأوثر موضع
مراده على
موضع مرادي!
و قوله:
فِي بُيُوتٍ
أَذِنَ
اللَّهُ أَنْ
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ
فِيهَا
اسْمُهُ
يُسَبِّحُ
لَهُ فِيها
بِالْغُدُوِّ
وَالْآصالِ
رِجالٌ لا
تُلْهِيهِمْ
تِجارَةٌ «1».
و هذه في
أصحاب الصّفة
الملازمة
للمسجد، أو في
أصحاب مسجد
قبا، وعليّ
أوّلهم وأشرفهم
في هذا الباب.
و له في
محبّة المسجد
أنّه كان
يصلّي ألف
ركعة في اليوم
وليلته،
فأكثر مشاهده
اليوم مسجد،
فأين يوجد هذا،
أو خصلة لغيره
من الصّحابة،
فأشرف البقاع
الحرم، وأشرف
الحرم
المسجد، وأشرف
بقاع المسجد
الكعبة، التي
هي أوّل بيت وضع
للناس، وطهّر
للطائفين والعاكفين،
وهو للعرب
فخر، وللعجم
قبلة، قيّاسه
جبرئيل، وبنّاه
إبراهيم، ومن
أدّى الإله
إسماعيل، فمن
ولد فيه يكون
في غاية الشرف
لمسقط رأسه.
ثمّ له
مع المسجد ما
ذكرناه، ولا
يوجد هذا لأحد
من الصّحابة،
فهذه إثني عشرة
خاصّية له مع
المسجد لا
يشاركه أحد.
______________________________
(1)- سورة النور:
آية 36
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:63
فصل «في شرفه
في التربية وتفرّده
به»
اعلم
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله مات
أبوه وهو حمل،
أو له أربعة
أشهر، ثمّ
ماتت امّه وله
أربع سنين، ومات
عبد المطّلب وله
ستّ سنين،
فاعتنق أمره
أبو طالب، وربّاه
فاطمة بنت أسد
الهاشمية، وكان
السبب في
اعتناق أبي
طالب، أنّ عبد
اللّه وأبا
طالب كانا من
أمّ واحدة، وسائر
الأعمام من
امّهات شتّى،
ولهذا
الاختصاص
إعتنق بأمر
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وكان
يقول لأولاده
في اللّبن
الذي كانوا
يشربون، لا
تشربوا حتّى
يشرب محمّد أوّلا،
فكان إذا شرب
كفاهم ما بقي،
وإذا لم يشرب
لم يكفهم، وكذلك
إذا أكل من
الطّعام
كفاهم، وإذا
لم يأكل لم
يكفهم، وهذا
من بركات رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله.
و كانت
فاطمة تحزن
[عليه] ما لا
تحزن على أولادها،
حتّى كان
الرسول يقول
فيها:
«هذه
امّيّ بعد
امّي».
و لمّا
ماتت جعل
قميصه كفنا
لها، وبات في
قبرها ليوسّع
عليها
مضجعها، وصلّى
عليها أربعين
تكبيرة، فقيل
له في ذلك؟
قال:
«حضرني أربعون
صفّا من
الملائكة،
فكبّرت لكلّ
صف تكبيرة».
فجرى
الرسول لعليّ
مجرى الأخ،
لتربية امّه بنت
أسد. ثمّ اتفق
بمكّة مجاعة،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:64
و
ضعف حال أبي
طالب، وكان
الرسول قد
تزوّج بخديجة
مع غناها،
فقال لحمزة والعبّاس،
هيّا بنا ندخل
على أبي طالب
فقد ضعفت
حالته، حتّى
نخفّف من
عياله،
فدخلوا إليه وخاطبوه
بذلك.
فقال:
إذا تركتم لي
عقيلا؛
فافعلوا ما
شئتم.
فبقى
عقيل معه إلى
أن مات، ثمّ
بقي وحده إلى
أن أخذ يوم
بدر مع أسارى
الكفّار، وخلّى
عنه رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
وكان يقول له:
«إنّي
أحبّك حبّين،
حبّ لك، وحبّ
لودّ أبي طالب
لك».
و أخذ
حمزة جعفرا،
فلم يزل معه
في الجهل والإسلام،
حتى قتل حمزة
باحد «1»، وأخذ
العبّاس ... وكان
معه إلى يوم
بدر، ثمّ فقد
فلم يوقف له
على خبر. وأخذ
الرّسول
عليّا وله ستّ
سنين، كسنّه
حينما أخذه
أبو طالب، فربّته
خديجة الكبرى
والمصطفى،
إلى أن جاء
الإسلام، وله
على الأقلّ
عشر سنين وستّة
أشهر، وعلى
الأكثر ثلاث
عشرة وستّة
أشهر.
و تربية
خديجة أشرف من
تربية فاطمة
بنت أسد،
لأنّها سيّدة
نساء
العالمين، وكون
الرّسول سيّد
الأولين، ولم
يزل كان مع
الرّسول، إلى
أن مضى الى
رضوان اللّه،
وبقي عليّ
بعده.
فعليّ
أخ الرّسول من
وجهين:
أحدهما:
من جهة
التربية لأنّ
امّ عليّ
امّه، وأبو
عليّ أبوه
بالتربية.
ثمّ
آخاه بأمر
اللّه.
______________________________
(1)- جاء فى هامش
المخطوط: «لم
يرد- واللّه
أعلم- أنّ
جعفرا كان مع
حمزة عليهما
السلام حتى
قتل، وأنّه
لازمه فلم
ينفكّ عنه،
فمن المعلوم
أنّ جعفرا
هاجر الى
الحبشة، ولم
يعد الّا بعد
قتل حمزة
عليهما
السلام، وإنّما
اراد أنّه لم
يزل معه لمكان
تلك التربية،
فلم ينفكّ
حكمه عنها وسبقته
اليها، وحتى
لو رجع مثلا وحمزة
حىّ لأنضاف
اليه انضاف
المربى الى
المربيّ، واللّه
اعلم».
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:65
فاخ
له من وجهين،
وابن له من
وجهين،
أولاهما
لأنّه ربّاه،
والثاني
لأنّه ختنه «1»، وختن
الرجل ابنه، ولهذا
يهنىء الرجل
إذا ولد له
ابنه، فيقال
له: الختن.
و لا
توجد هذه
الخصيصة لأحد
من الصّحابة،
الاخوّة من
وجهين، والبنّوة
من وجهين، وتربية
عندهم، وأين والآخرين «2» وتربية
سيّدة نساء
العالمين؟ ومن
تربىّ في بيت
الرسول يخرج
بخلقه وخلقه وعلمه
وأدبه وصيانته
وعفّته وحيائه
وكرمه، فانّه
يتخلّق بهذه
الأخلاق،
فهذه خمس خصال
في التربية لا
يشاركه فيها
أحد من العالمين.
***______________________________
(1)- ختن الرجل
عند العامة
زوج ابنته.
(2)- كذا في
الاصل.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:67
فصل «فيما
تفرّد به من
القرابة التي
له فيها شرف»
اعلم
أنّه صلّى
اللّه عليه وآله
قال: «إنّ
اللّه اصطفى
كنانة من ولد
إسماعيل، واصطفى
قريشا من
كنانة، واصطفى
هاشم من
قريش»، ولم
يكن للمشايخ
في هذا الذي
هو صفوة
الصفوة نصيب.
ثمّ هو
هاشميّ بين
هاشميّين،
امّه هاشمية
بنت أسد ابن
هاشم، وأبوه
أبو طالب ابن
عبد المطّلب
بن هاشم، وله
من حيث اختلف
امّهما برسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
إلى معد بن
عدنان ثلاثة وعشرون
قرابة، تتّصل
برسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله من جهة
الامّهات،
فلا أحد
يشاركه في
هذا، وهاشم
سيّد العرب
على ما قيل:
عمرو
العلى هشم
الثّريد
لقومه |
|
و
رجال مكّة
مسنتون
عجاف |
|
|
|
فجدّه
سيّد وهو عبد
المطّلب جدّ
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله.
و أبوه
سيّد وهو أبو
طالب.
ثمّ
سيّد
الأوّلين والآخرين
ابن عمّه نسبا
من رحمه، ومن
تلك الجهات في
الامّهات.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:68
ثمّ
سيّد
الشّهداء
حمزة عمّه.
ثمّ
جعفر الطيّار
المهاجر
هجرتين، والمصلّي
قبلتين، والطّاعن
برمحين، والمقاتل
بيدين، حتّى
أبدلت
بجناحين،
يطير بهما مع
الملائكة
إنسيّ ملكيّ،
أخوه من قبل
امّه وأبيه.
ثمّ
سيّدة نساء
العالمين
فاطمه بنت
عمّه.
ثمّ
ولداه سيدا
شباب أهل
الجنّة.
فهو
سيّد
الوصيّين، وابناه
سيّدي شباب
أهل الجنّة،
فلا يكون في
الجنّة إلا
جرد مرد
مكّحلين، فلا
تعارض هذا ما
يروون في أبي
بكر وعمر
أنّهما «سيّدا
كهول أهل
الجنّة»!
فإنّه لا يكون
في الجنّة
كهل، وإنّما
هذا- إن صحّ
الحديث «1»- خبر
عن الحال
أنّهما سيّد
الكهول، ولا
يفضّلان على
عليّ وابنيه،
فهما كانا
صبيّين وأبوهما
من الشّباب لا
من الكهول،
فلهما الفضل
على عثمان ومن
في سنهم من
الكهول- إن
صحّ الخبر-.
ثمّ
ابناه إبنا
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
حكما وشرعا،
على ما قال
صلّى اللّه
عليه وآله:
«كلّ بني
بنت فهو ابن
أبيه، إلا
إبني هذين فأنا
أبوهما، أعقل
عنهما».
و لهذا
كان عليّ يقول
في محمد بن
الحنفية ابني،
ويقول فيهما
ابنا رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله.
فهذه
عشر من الشرف
له في
القرابة، لا
توجد للمشايخ
أصلا، فهذه
كرامة النسب.
و قد روي
أنّ معاوية
كتب إلى عليّ:
«أنا ابن سيّد
قريش في
الجاهلية، وملك
في
______________________________
(1)- هذا الخبر
من الأخبار
المختلقة
المكذوبة على
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وتعدّ
من مختلقات
البكريّة
التي كانت
تقلب الأحاديث
الصحيحة أو
يختلقون
الأحاديث
المكذوبة
زورا وبهتانا
على رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وذلك بهدف تكثير
فضائل أبى بكر
ومجاراة
لفضائل أمير
المؤمنين وأهل
بيته عليه
السّلام. راجع
تفاصيل ذلك في
بحث (الغلوّ
في فضائل أبي
بكر) في الجزء
الثامن من
كتاب (الغدير
في الكتاب والسنّة).
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:69
الإسلام،
وخال
المؤمنين، وكاتب
وحي رسول
اللّه، فمن
مثلي، وكنت
كأنت وهذه
حالي»!!
فلمّا
قرأ الكتاب،
قال لابن
عبّاس:
«يفاخرني ابن
آكلة
الأكباد،
اللّعين ابن
اللّعين أبو اللعين،
فاكتب، فكتب:
محمّد
النبىّ أخي وصهري |
|
و
حمزة سيّد
الشّهداء
عمّي |
و
جعفر الذي
يضحي ويمسي |
|
يطير
مع الملائكة
ابن امّي |
و
بنت محمد
سكني وعرسي |
|
مسوط
لحمها بدمي ولحمي |
و
سبطا أحمد
ابناي منها |
|
فمن
مثلي له سهم
كسهمي |
سبقتكم
إلى الإسلام
طرّا |
|
غلاما
ما بلغت أوان
حلمي» |
|
|
|
فلما
ورد الكتاب
على معاوية،
قال:
«يا غلام
اكتم هذا،
فإنّ أهل
الشام إن
عرفوا هذا
قتلونى
بالجنادل» «1».
و هذا
باب كلّ قرابة
من هذا مفرده
فضيلة، لا
يشارك عليّ
فيها، تختصّ
القرابة وشرف
عشيرتهم:
فهو
سيّد
الوصيّين، وأخو
سيّد
النبيّين، وختن
[النبىّ في]
سيّدة نساء
العالمين، وزوج
سيدة نساء
العالمين، وابن
أخ سيّد
الشهداء، وأخوه
جعفر سيّد
الطّيور مع
الملائكة، وأبوه
سيّد العرب،
وجدّه سيّد
بني هاشم، وهاشم
سيّد قريش.
فامّا
شرفه
بالقرابة من
جهة الوصلة:
فهو ختن سيّد
النبيّين، وسيّدة
نساء
العالمين، وزوج
سيّدة نساء
العالمين،
بنت سيّدة
نساء العالمين،
وسيّد
الأوّلين والآخرين.
و لا
يجتمع هذا مع
ابنيه، سيّدي
شباب أهل الجنّة،
فمن يدانيه أو
يدّعي شرفا
في
______________________________
(1)- الحجارة،
أو ما يفلّ
الرجل من
الحجارة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:70
الأقارب
السببيّة
أقرب منه؟
فأمّا
القرابة
بالوصلة: فله
على كلّ من
واصل رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
شرف وفضل، وهذه
ثلاث خصال في
وصلته خاصّة،
وذلك أنّ الشيخين
قد واصلا رسول
اللّه، بأن
زوّجا ابنتيهما
منه، والنبي
صلّى اللّه
عليه وآله
واصل عليّا
بابنته، وليست
بضعة أبي بكر
وعمر كبضعة
رسول اللّه، وعثمان
واصل رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
على ابنتين «1»،
كلتاهما كانت
قبل الإسلام،
وكانتا
متزوّجتين من
عاص وابن العاص،
وكانا
كافرين، وطلّقا
ابنتيه عداوة
له، وليس كذلك
فاطمة،
فانّها وليدة
الإسلام، وسيّدة
نساء
العالمين.
و من وجه
آخر: وهو أنّه
لم يكن لرسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
نسل في صحبة
أحد من
المشايخ، ونسل
الرسول فيها،
وكما أنّ
الرسول والوصيّ
أبوا الأئمة
إلى يوم
القيامة،
كذلك هي امّ
الأئمّة إلى
يوم القيامة.
و روي
أنّ فاطمة
ناظرت عائشة
في الشّرف،
فقالت عائشة:
أنا مع
رسول اللّه في
الجنّة وفي
بيته، وأنت مع
عليّ وفي
بيته!
فقالت
فاطمة: لا
اعتبار بهذا،
أرأيت لو
طلّقك رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
الى أين يكون
مرجعك
السيء، الى
دار أبى بكر؟
ولو طلّقنى
لكان رجوعى
الى بيت رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
فأنّى تقع
المواساة!
و في
الحديث: «أنّ
آسية بنت
مزاحم، ومريم
بنت عمران، وخديجة
يمشين أمام
فاطمة
كالحجّاب لها
إلى الجنّة وفي
الجنّة».
و روى
الثّقات عن
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
أنّه قال
لعليّ:
«يا عليّ!
لك أشياء ليست
لي منها: أنّ
لك زوجة مثل
فاطمة وليس لي
مثلها، ولك
ولدين من صلبك
مثل الحسن والحسين
وليس لي
مثلهما من
صلبي، ولك
______________________________
(1)- الثابت عند
المحققين
أنهما لم
تكونا بنات النبى
صلّى اللّه
عليه وآله بل
ربائبه، راجع:
(الصحيح من
سيرة النبى صلّى
اللّه عليه وآله
للسيد جعفر
مرتضى
العاملي).
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:71
مثل
خديجة امّ
أهلك وليس لي
مثلها حماة، ولك
صهر مثلي وليس
لي صهر مثلي،
ولك أخ مثلي وليس
لي أخ مثلي، ولك
أخ في النسب
مثل جعفر وليس
لي مثله في
النسب، ولك
امّ مثل فاطمة
بنت أسد
الهاشمية
المهاجرة ليس
لي امّ مثلها».
فمثل
هذه الوصلة والقرابة
في النسب،
الذي يتّفق في
الوصلة، لم يشاركه
فيها من
المشايخ،
فهذه عشر من
الشرف في هذه
الوصلة خاصّة.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:73
الفصل
السابع «في
الشّرف وأسمائه»
اعلم
أنّ له عليه
السّلام
اسماء وألقابا
كلّها مفيدة ومنبئة
عن الشرف.
فمن ذلك:
ما كان سمّي
عليّا.
و في
الحديث: أنّ
أمّه رأت في
المنام أن
تسمّي بهذا
الاسم، وتكنّي
بأبي الحسن.
و «عليّ»
من العلوّ، وهو
اسم ربّ
العالمين، وقد
قيل: إنّه
تعالى ألقى
إلى امّه بأن
تسمّيه بهذا
الاسم، لأنّه
اشتق إسمه من
إسمه، وله
علوّ في كلّ
شيء، فهو
عليّ النّسب،
وعليّ
الإسلام، وعليّ
العلم، وعليّ
الزّهد، وعليّ
السّخاء، وعليّ
الشّرف، وعليّ
الفصاحة، وعليّ
في أقاربه، وعليّ
في أولاده، وعليّ
في أهله، وعليّ
في كلّ صنف
تعلو به
الصّحابة،
كما قال
الصاحب «1»،
متّع اللّه
بصالح أعماله:
عليّ
عليّ في
المواقف
كلّها |
|
و
لكنّهم قد
خانهم فيه
مولد |
|
|
|
و الذي
يكشف عن هذا،
أنّك لا تقدر
على ذكر علوّ
في الدين والإسلام،
إلّا وهو فيه
عليّ وأعلى من
غيره.
______________________________
(1)- أي الصاحب
بن عباد رحمه
اللّه.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:74
و
من أسمائه:
الهاديّ، على
ما روي في
تفسير قوله: إِنَّما
أَنْتَ
مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ
قَوْمٍ هادٍ «1».
قال
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
لعليّ: «أنا
النّذير، وأنت
الهاديّ لكلّ
قوم».
و قوله
صلّى اللّه
عليه وآله: «إن
وليّتم عليا
تجدوه هاديا
مهدّيا»، وهذا
أيضا اسم من
أسماء اللّه
أجري عليه، وهو
.... «2»
فإنّ علمنا
بعصمته، وأنّ
ظاهره
كباطنه، وأنّه
يلزم موالاته
ظاهرا وباطنا،
كما يلزم في
النبيّ،
تحقّق لنا
أنّه الهاديّ،
وأنّه لا يضلّ
أحدا، ولا
يضلّ عن الحقّ
أبدا.
و من
أسمائه: حيدر،
على ما قال
عليه السّلام
يوم خيبر:
أنا
الّذي
سمّتني أمّي
حيدرة |
|
أكيلكم
بالسّيف كيل
السّندرة |
|
|
|
و هذا من
أسماء الأسد،
وقيل إنّه
الأسد الضر
غام القويّ،
الذي تخاف منه
كلّ السّباع والحيوان.
و من
أسمائه: يعسوب
المؤمنين، وقال
له الرسول:
«اليعسوب أمير
النّحل، وأنت
أمير
المؤمنين»، وهذا
من الشّرف في
أقصى ذروته.
و من
أسمائه: ما
سماّه النبيّ
يوم خيبر،
لمّا انصرف، وقد
فتح عليه؛
فعانقه ومسح
وجهه، وقال:
«لو لا
أنّ النّاس
يقولون فيك،
ما قالت
النّصارى في
المسيح، لكنت
أقول فيك
اليوم من
الفضائل، ما
يستشفى بفضل وضوءك،
ويؤخذ تراب
قدمك، ولكن
كفاك أنّك
منّي وأنا
منك».
إلى أن
قال:
______________________________
(1)- سورة الرعد:
آية 7
(2)- كلمة
مطموسه في
الاصل.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:75
«و
أنت وليّي، ووصيّي،
وقاضي ديني، ومنجز
وعدي، وخليفتي
من بعدي، وأنت
تقاتل
الناكثين والقاسطين
والمارقين».
فسماّه
بهذه الأسماء
كلّها، وكلّ
واحد منها اسم
شرف، لأن كونه
وليّا لرسول اللّه،
على أيّ معنى
قلته فهو شرف،
وكونه وصيّا
له شرف آخر لا
مشاركة له
فيه.
و قد قال
في حديث آخر:
«أنا سيّد
النبيّين، وأنت
سيّد
الوصيّين».
و قوله:
«وزيري» «1»
تشبيه له بهارون،
كما قال اللّه
جلّ اسمه: وَاجْعَلْ
لِي وَزِيراً
مِنْ أَهْلِي
هارُونَ «2».
و قال
فيه: «اللهمّ
اشدد أزري
بعليّ، كما
شددت أزر موسى
بهارون».
و زعم
المخالف أنّ
هذا من باب
المشترك،
لأنّه صلّى
اللّه عليه وآله
قال لأبي بكر
وعمر:
«لي
وزيران في
السّماء، ووزيران
في الأرض،
اللّذان في
السّماء
جبرئيل وميكائيل،
ووزيران في
الأرض، يعني
أبا بكر وعمر» «3».
فإنّ
هذا لو صحّ،
لم يكن في مثل
ذلك ما ذكرنا،
لأنّا لم نقل
لا وزير غيره،
وإنّما ذكرنا
أنّ هذا الأسم
اسم شرف وفضيلة،
وليس من باب
الألقاب، ولا
يمنع من أن
يكون له وزراء،
وكلّ يشرّف
به.
و قوله:
«و وصيّي»
تفرّد بها،
[إذ] لا وصيّ له
غيره، سواء
قيل إنّه في
خاصّ نفسه أو
في امّته.
و قال
فيه: «أنا سيّد
النبيّين، وأنت
سيّد
الوصيّين»
يعني به
الوصيّ الذي
بيّن «4».
و قوله:
«قاضي ديني»
مدح له خاصّة،
وخبر عن الغيب
فيه، وأنه
معتمده في
______________________________
(1)- لم ترد هذه
الصفة في
الروايات
التي ذكرها المصنف
في هذا الفصل
من نسختنا، ولعلها
اسقطت من هذه
النسخة، فهي
تندرج في عداد
الصفات
المذكورة في
قوله صلّى
اللّه عليه وآله:
(أنت وليي، ووصيي
...).
(2)- سورة
طه: آية 29
(3)- راجع مصدر
التعليقة رقم
(1) في الصفحة (68).
(4)- هكذا
تقرأ الكلمة
في الاصل.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:76
قضاء
دينه، وانّه
يحنث بظنه في
أنّه يقضي عنه
دينه.
و قوله:
«منجز وعدي»،
كقوله «قاضي
ديني»، فيما
ذكرناه من
الوجوه، وقد
روي «و قاضي
ديني» بالكسر،
فيدلّ على
الإمامة.
و قوله
فيه: «تقاتل
الناكثين»،
مدح له في
قتال أهل
النكث، وقتال
القاسطين، وهم
الظّلمة، والمارقين،
وهم الخوارج
الذين يمرقون
من الدّين.
فكلّ
هذه من سمات
المدح والشّرف،
ولا يشاركه في
أكثرها أحد من
السلف.
و من
أسمائه: ما
سماّه جبرئيل
عليه السّلام
بها، على ما رواه
الخلق عن عليّ
عليه السّلام
قال:
«دخلت
على رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
فوضع رأسه في
حجر دحيّة
الكّلبي،
فسلّمت عليه.
فقال لي
دحيّة: وعليكم
السّلام يا
أمير
المؤمنين، وفارس
المسلمين، وقائد
الغرّ
المحجّلين، وقاتل
الناكثين والمارقين
والقاسطين. (و
قال: «و إمام
المتّقين» في
بعض
الروايات).
ثمّ قال
له: تعالى خذ
رأس نبيّك في
حجرك، فأنت أحقّ
بذلك؛ فلمّا
دنوت من رسول
اللّه، ووضع
رأسه في حجري
لم أردحية، وفتح
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
عينيه، وقال:
يا عليّ
من كنت تكلّم؟
قال قلت:
دحيّة، فقصصت
عليه القصّة.
فقال لي:
لم يكن ذلك
دحيّة، وإنّما
كان جبرئيل
عليه
السّلام،
أتاك ليعرّفك
أنّ اللّه
سماّك بهذه
الأسماء».
و معلوم
أنّ كلّ اسم
من هذه
الأسماء شرف:
امّا
أمير
المؤمنين
فغاية
الشّرف، ومن
يتسمّى بهذا
ليس كمن سماّه
اللّه به. وفي
الحديث أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله أمر
أصحابه أن
يسلّموا على
عليّ ب «يا
أمير
المؤمنين» «1».
______________________________
(1)- راجع تفصيل
ذلك في: «شرح
نهج البلاغة»،
لابن أبي
الحديد
المدائني: 1/ 12، و«الغدير»
الجزء الأوّل.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:77
و
قال له عمر:
هذا رأي رأيته
أو وحي نزل؟
قال: بل
وحي نزل.
فقال:
سمعا للّه وطاعة.
و
القصّة
مشهورة.
و من
أسمائه: ما
ذكره في خطبة
الافتخار من
قوله: «أنا
أذان اللّه في
الدنيا»
فلقوله جلّ
اسمه تعالى: وَأَذانٌ
مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ
إِلَى
النَّاسِ
يَوْمَ
الْحَجِّ
الْأَكْبَرِ «1».
و له في
هذه الأذان ما
ليس لغيره،
فإنّ اللّه
تعالى عزل أبا
بكر به، وقد
كان الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله
اختاره،
فجاءه جبرئيل
عليه السّلام
بأنّ اللّه
تعالى يقول:
«لا يؤدّيها
إلّا أنت أو رجل
منك»، فكتب
لعليّ عليه
السّلام وولّاه
ذلك، وعزل أبا
بكر به.
و في هذا
وجوه من
الدليل على
إمامته وتقدمه:
منها:
أنّ اختيار
الرسول أشرف
من اختيار
الناس، وقد
اختاره
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
واللّه عزله
بعليّ عليه
السّلام،
فكيف يجوز للصّحابة
أن يقدّموا
على مختار
اللّه، مختار خمسة
من الامّة «2»؟
و منها:
أنّه اللّه
عزله بعليّ
عليه
السّلام، فكيف
يجوز لهم أن يؤلّوا
المعزول
ولاية على من
عزل به؟
و منها:
أنّه إذا لم
يصلح مع وجود
عليّ للأداء عن
رسول اللّه، والقيام
مقامه، لتسعة
عشر آية، كيف
يجوز مع وجوده،
أن يقوم مقام
رسول اللّه في
ستّة الآف ومائتين
وثمانية عشرة
آية، والشريعة
كلّها!!
ففي هذا
هذه الوجوه،
فهي أجمع تدلّ
علىّ كمال
عليّ ونقصان
أبي بكر عنه،
وأنّه
______________________________
(1)- سورة
التوبة: آية 3
(2)- إشارة
إلى اجتماع
السقيفة من
بني ساعدة، حيث
أختاروا فيها
أبا بكر
للخلافة وكان
أبو بكر مختار
خمسة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:78
لا
يصلح أن يكون
إماما له، وواليا
عليه، وعليّ
يصلح لذلك ولغيره.
ثمّ
قال «1»: وأمّا
«مؤذّن اللّه»
ففي قوله
تعالى: وَعَلَى
الْأَعْرافِ
رِجالٌ
يَعْرِفُونَ
كُلًّا
بِسِيماهُمْ «2».
و قال:
فَأَذَّنَ
مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ
أَنْ لَعْنَةُ
اللَّهِ
عَلَى
الظَّالِمِينَ «3».
و
«الرّجال» أنا
وعبيدة بن
الحارث، وحمزة،
وجعفر، لقوله
تعالى:
هذانِ
خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا
فِي رَبِّهِمْ «4»،
فأنا كنت، أنا
وابن عمّي
عبيدة وحمزة،
قاتلنا عتبة
بن ربيعة، وشيبة
ووليد بن
عتبة، وهم
الذين كفروا،
ففي هذه
القصّة أنّه
قسيم الجنّة والنار،
وعارف أهل
الجنّة والنار
سيماهم.
و فيه:
أنّه مؤذّن
اللّه.
و فيه:
أنّه الخصم من
اللّه يحتجّ
له، ويحارب
عنه الكفّار.
و من
أسمائه: أنّه
مولى
المؤمنين،
لقوله صلّى اللّه
عليه وآله: «من
كنت مولاه
فهذا عليّ
مولاه» وليس
هذا لأحد.
و من
أسمائه: أنت
شبيه هارون ويوشع،
وقوله: «أنت
منّي بمنزلة
هارون من
موسى». وقال
هذا له في
عدّة مواضع:
منها:
يوم أخذ بيعة
العشيرة، وقال
له: «أنت أخي في
الدنيا والآخرة،
ومني بمنزلة
هارون من
موسى».
و قال
هذا يوم خروجه
إلى تبوك.
و قال
يوم احد، لمّا
أتاه جبرئيل
عليه السّلام،
فنظر إلى عليّ
يحامي عن
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
______________________________
(1)- لم نهتدى
الى صاحب هذا
القول ويبدو
من سياق
العبارة وجود
سقط في
نسختنا، واللّه
أعلم.
(2)- سورة
الاعراف: آية 46
(3)- سورة
الاعراف: آية 44
(4)- سورة
الحج: آية 19
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:79
باذلا
لمهجته، قال:
من هذا؟
فقال: هو
عليّ.
قال
جبرئيل عليه
السّلام: هذا
هو المواساة.
فقال
النبيّ: «من
أولى بها منه،
وهو منّي وأنا
منه، وإنّه
منّي بمنزلة
هارون من
موسى، اللهمّ
اشدد أزري
بعليّ، كما
شددت أزر موسى
بهارون».
ففيه:
إنّه المواسي.
و فيه:
إنّه شادّ
لأزر الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله.
و فيه:
إنّه بمنزلة
هارون من
موسى، وهارون
كان خليفة
موسى، فعليّ
خليفته.
و منها:
إنّه لمّا ولد
الحسن سماّه
عليّ حربا،
فقال الرسول
سمّه حسنا، ولمّا
ولد الحسين
سماّه حربا،
فقال الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله هو
حسين، فلما
ولد المحسّن «1»
سماّه حربا،
فقال لا هو
المحسّن،
كأولاد هارون
شبّر وشبير ومشبر،
فشبّهه
بهارون.
و منها:
إنّه عند
الموت قال: «لو
لا إنّي أخاف
أن تختلف
أمّتي عليك،
كما
______________________________
(1)- لم يثبت
أنّه ولد
لعلىّ وفاطمة-
عليهما
السلام- محسنا
(أو محسّنا
كما في الاصل
المخطوط):
يقول الشيخ المفيد
رحمه اللّه في
الارشاد (1/ 355)
عند ذكره لاولاد
امير
المؤمنين
عليه السّلام:
«و في الشيعة من
يذكر أن فاطمة
صلوات اللّه
عليها أسقطت
بعد النبىّ
صلّى اللّه
عليه وآله
ولدا ذكرا
سمّاه رسول
اللّه عليه
السلام- وهو
حمل- محسّنا» وذكر
محقق كتاب
الارشاد بانه
قد تعددت
المصادر التى
توكد وجود
المحسن ضمن
اولاد علىّ من
فاطمة عليها
السلام وفي
تلك المصادر:
الكافي: 6/ 18،
الخصال: 634،
تاريخ اليعقوبي:
2/ 213
المناقب لابن
شهر آشوب: 3/ 358،
تاريخ الطبرى:
5/ 153، الكامل في
التاريخ: 3/ 397
انساب
الأشراف: 2/ 189،
الاصابة: 3/ 471،
لسان الميزان:
1/ 268، ميزان
الاعتدال 1/ 139،
القاموس
المحيط: 2/ 55.
هذا وتذكر
المصادر
التاريخية
بانه بعد أن
امتنع على عن
البيعة مع أبى
بكر هجمت
مجموعة
تقودها عمر بن
الخطاب على
دار فاطمة
لاخراج علىّ وأخذ
البيعة منه،
فمنعتهم
فاطمة عن ذلك
واحتمت بباب
الدار
فضربوها وعصروها
بين الباب والجدار
فاسقطت
محسنا، وكان
ذلك سبب
وفاتها عليها
السلام.
راجع:
الجزء الأوّل
من كتاب «شرح
نهج البلاغة،
للمدائني».
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:80
اختلفت
امّة موسى على
هارون» فشبّهه
بهارون.
و في
الحديث أنّه
قال له: «أنت
منّي بمنزلة
يوشع بن نون».
فهذه
عشرة مواضع
شبّهه فيها
بهارون، كلّ
واحدة منهنّ
مبيّنة لا
يشارك فيها.
و من
أسمائه: أنّه
تعالى سماّه
نفس الرّسول
في قوله:
نَدْعُ
أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ
وَنِساءَنا
وَنِساءَكُمْ
وَأَنْفُسَنا
وَأَنْفُسَكُمْ «1».
و قد
علمنا أنّ
قوله «ندع
أبناءنا» دعا
الحسن والحسين،
«و نساءنا» دعا
فاطمة، «و
أنفسنا» [دعا عليّا]،
وقد علمنا
أنّه من
المجاز أن
يدعو الإنسان
نفسه، والمراد
من يجرى مجرى
أنفسنا، ولأنّه
لو كان المراد
نفس الرسول، وحمل
عليّا مع
نفسه، لكان
للكفّار أن
يقولوا حملت
من لم تشرط، وخالفت
شرطك، وإنّما يكون
للكلام معنى
أن يريد به من
يجري مجرى أنفسنا،
فإذا من
أسمائه أنّه
نفس الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله، أو
جار مجرى
الرسول، وأيّهما
كان فهو مدح
تفرّد به أمير
المؤمنين عليه
السّلام.
و من
أسمائه: كونه
صالح
المؤمنين، في
قوله:
فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ
مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ
وَصالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ «2».
فقد ظهر
هذا الحديث
أنّه أمير
المؤمنين، ورواه
الشيعة، وكثير
من أهل الحديث
والعترة، وهو
ذكره في
الاثبات،
يقتضي واحدا
هو صالح المؤمنين،
وهو مولى
الرسول، وما
ادّعي لأحد في
الآية أنّ هذا
هو، وقد قال
في خطبة
البصرة، وفي
خطبة الأفتخار:
«أنا صالح
المؤمنين».
و في هذا
له اسمان،
كونه «مولى
الرّسول»، وكونه
«صالح
المؤمنين»، ولم
يرد مثله
للمشايخ.
و من
أسمائه: ما
سماّه اللّه
به في قوله:
إِنَّما
وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ
آمَنُوا
______________________________
(1)- سورة آل
عمران: آية 61
(2)- سورة
التحريم: آية 4
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:81
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكاةَ وَهُمْ
راكِعُونَ «1»، وثبّتنا
أنّه في عليّ
في «كتاب
الإمامة» «2»، وفيه
أسامي كونه
وليّ
المؤمنين، وكونه
مؤمنا على
القطع، وكونه
مصليّا ومزكيّا
على القطع، ومزكّيا
في حال
الركوع.
هذه
أسامي فيه على
القطع، من غير
شرط، وغيره
إذا أجري
عليه، فعلي
ظاهر الإسلام.
و من
أسمائه: ما
ذكره في خطبة
البصرة من
قوله:
«أنا عبد
اللّه، وأخو
رسول اللّه، وأنا
الصدّيق
الأكبر، وأنا
الفاروق
الأعظم، لا
يقوله غيري إلّا
كاذب، آمنت
حين كفر
النّاس،
وصلّيت قبل الناس
ستّ سنين».
فهو عبد
اللّه على
معنى
الافتخار،
كما قال: «كفى
لي فخرا أن
أكون لك عبدا،
وكفى بي عزّا
أن تكون لي
ربّا».
فعبد
اللّه على وجه
القطع والافتخار،
وأخو رسول
اللّه، والصدّيق،
والفاروق،
فهذه أسامي
على هذا الوجه
تفرّد بها، ومن
أجرى عليه من
المشايخ،
أجري على ظاهر
الإسلام دون
القطع.
و من
أسمائه: ما
عبّر في خطبة
الافتخار
أنّه قال:
«أنا عند
امّي حيدر، وعند
النّاس عليّ،
وعند طبيرسى «3»
ميمون، وفي
التوراة
إليا، وفي
الزّبور بر «4» يا،
وفي الانجيل
فارقاليط، وعند
الترك
بكراوج «5»، وعند
الخزر بربر «6»».
______________________________
(1)- سورة
المائدة: آية 55
(2)- لم يرد
ذكر لهذا
الكتاب فيمن
ترجم للمصنف،
والظاهر أنّه
من تراثه
المفقود.
(3- 6)- هكذا
في الاصل
المخطوط.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:82
فهذه
الأسماء في
هذه اللغات مدح
تفرّد به.
و فيه:
إنّه مذكور
عند هؤلاء، وإن
روي من طريق
الآحاد،
فمثله ما روي
في المشايخ، وشرطنا
الموازنة، وبيان
أنّ له مزيّة
فيما روي فيه،
لا يشاركه في
تلك الروايات
الجماعة.
و من
أسمائه: قوله
تعالى:
أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ
وَأُولِي
الْأَمْرِ
مِنْكُمْ «1»،
أنّه أوّل
اولي الأمر في
الامّة على ما
بيّناه في
«كتاب
الإمامة».
و من
أسمائه: ما في
قوله: أَ
فَمَنْ كانَ
عَلى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ
وَيَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ «2»، وفيه
أسامي كونه
على بيّنة، وكونه
تالي رسول
اللّه، وكونه
شاهدا، وكونه
من الرّسول. وبيّنا
أنّه هو، وأنّ
المراد
بالظّاهر هو
عليه
السّلام، دون
لسان النبيّ،
والقرآن، وجبرئيل،
والملك
الموكّل
بإدكار رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
القرآن حتى لا
يغلط.
و كلّ
هذه الأسماء
شرف تفرّد
بها.
و اعلم
أنّ له ألقابا
وكنى، كلّها
شرف، فلقبه
المرتضى، والرّضي،
وأخ الرسول، وزوج
البتول، والسيف
المسلول.
و من
كناه: أبو
الحسن، مشتق
من اسم الحسن،
وقيل الحسين،
وقيل أبي محمد
مشتق من
أولاده، وهم
أولاد شرف وفخر،
ليس للقوم
مثله.
و من
الألقاب: أبو
تراب، وهو لقب
مكرمة، وروي
فيه سببان:
أحدهما:
أنّ الرسول
كان في القوم،
فنزل النّاس،
ونزل على عليّ
وعمّار تحت
الشّجرة، وباتا
على تعب، ورؤوسهما
على الدّرق «3»،
فلمّا جاء وقت
الصّلاة
تقدّم
الرّسول إليه
وإلى عمّار، وهو
يقول
الصّلاة،
فانتبه عمّار.
______________________________
(1)- سورة
النساء: آية 59
(2)- سورة
هود: آية 17
(3)-
الدّرق، ضرب
من الترّسة،
الواحدة
درقه، تتخذ من
الجلود.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:83
فقال
له رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله: يا
عمّار تحبّ
هذا؟
قال: قلت
نعم، هو أحبّ
إليّ من نفسي.
فقال:
أين تكون يا
عمّار إذا
خضّبت هذا من
هذا، وأشار
إلى رأسه ولحيته.
فلمّا
فرغ وقد تترّب
وجهه، قال
صلّى اللّه
عليه وآله: قم
يا أبا تراب،
وصار لقبا.
و
الأعداء
طلبوا من
ألقابه وأساميه
ما غمض
ليلّقبوا
بذلك، فلم
يجدوا غير هذا.
و السبب
الثاني: أنّه
سئل الحسن بن
عليّ عليهما
السّلام، لم
سمّي أمير
المؤمنين
عليه السّلام
أبا تراب وكّني
به؟
فقال:
على الخبير واللّه
سقطت، كان
أمير
المؤمنين
عليه السّلام
يصلّي على
كثّيب من
الرّمل، وهو
يعفّر خدّيه،
فرآه رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
يفعل ذلك.
فقال:
إنّ اللّه
يباهي بمن
يصنع كصنيعة،
الملائكة والبقاع
تشهد له.
فكان
أمير
المؤمنين
صلّى اللّه
عليه، بعد هذا
لا يتركه في
سفر ولا حضر،
بل يفعله عند
كلّ صلاة، من
نفل وفرض، وتطوّع
واستسقاء،
وعيد وكسوف وخسوف،
وكان يعفّر
خدّيه، ويطلب
الغريب من
البقاع تشهد
له في
القيامة، فكان
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
إذا رآه، والتراب
في وجهه، يقول
يا أبا تراب
إفعل كذا، ويخاطبه
بما يريد.
و من
ألقابه: كونه
أب الأمّة،
لقول النبي
صلّى اللّه
عليه وآله:
«أنا وأنت يا
عليّ أبوا هذه
الامّة».
و ممّا
ورد في قوله
تعالى:
يُوفُونَ
بِالنَّذْرِ «1»،
تشبيها له
بإبراهيم
صلّى اللّه
عليه وآله في
قوله:
وَ
إِبْراهِيمَ
الَّذِي
وَفَّى «2».
ثمّ قال: وَيَخافُونَ
تشبيها له
بالملائكة في
قوله:
يَخافُونَ
رَبَّهُمْ
______________________________
(1)- سورة
الانسان: آية 7
(2)- سورة
النجم: آية 37
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:84
مِنْ
فَوْقِهِمْ «1».
ثمّ قال: وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ
مدحا له، كما
مدح نفسه
بأنّه يطعم ولا
يطعم.
و قال:
عَلى
حُبِّهِ
فبيّن أنّه
يحبّ اللّه.
ثمّ قال:
إِنَّما
نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ
اللَّهِ
بيّن إخلاصه،
ثمّ بيّن أنّه
من
الصّابرين، تشبيها
له بأيّوب في
قوله:
إِنَّا
وَجَدْناهُ
صابِراً «2». وسماّه
ملكا في قوله: وَإِذا
رَأَيْتَ
ثَمَّ
رَأَيْتَ نَعِيماً
وَمُلْكاً
كَبِيراً «3».
فهذه
ثمانون اسما وصفة
ولقبا وكنى،
كلّها شرف
تفرّد بها عن
الجماعة، لا
مشارك له
فيها، وقد
بيّنا أنّ ما
وقع الشركة
فيه، له فيها
مزايا، حتّى
يفضل عليهم
فيها بعشرين
خصلة، فيكون له
تمام المائة،
ممّا ليس
للقوم إلى حيث
انتهينا.
***______________________________
(1)- سورة النحل:
آية 50
(2)- سورة ص:
آية 44
(3)- سورة
الانسان: آية 20
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:85
فامّا الفصل
الثامن [خواصّ
المصاهرة]
اعلم
أنّه كان
لأمير
المؤمنين
صلّى اللّه عليه
في مصاهرة
رسول اللّه
صلوات اللّه
عليه وآله، ما
لم يكن لأحد
من المشايخ.
منها: ما
يتّصل بفاطمة
عليها
السّلام
نفسها: فانّ
لها ضروبا من
الشّرف لا
يوجد للمشايخ
مثلها:
أوّلها:
أنّها وليدة
الإسلام من
بنات الرسول،
ولا مشارك لها
في بناته،
فالصحبة معها
تشرف من هذه
الجهة.
الثاني:
إنّ في الحديث
أنّ رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
ليلة المعراج
ناوله رضوان «1»
تفّاحة،
فتناولها وخلقت
فاطمة منها،
حتى كان
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
يقول:
«إذا
اشتقت إلى
رائحة
الجنّة،
قبّلت
شفتيها، فأجد
منها رائحة
الجنّة، فهي
حوريّة
إنسيّة».
و
الصّحبة مع
هذه تشرّف.
______________________________
(1)- من
الملائكة
المقرّبين وهو
خازن الجنان.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:86
ثمّ
إنّ نسل رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
ما طهر إلّا
بها، حتّى أنّ
قوما من
الشّيعة
قالوا:
«لو لا
عليّ لم يكن
لفاطمة كفؤ في
خصالها»، ورووها
عن بعض
الأئمّة.
و لها
كمال الهجرة
في أصعب وقت
من الهجرة، وقال
فيها الرسول
عليه السّلام:
«فاطمة بضعة
منّي، من
آذاها فقد
آذاني، ومن
آذاني، فقد
آذى اللّه، ومن
آذى اللّه
يوشك أن ينتقم
منه».
و لم يرد
هذا في بنت من
بنات أحد
سواها.
و فيها
ورد حديث:
«فاطمة حصّنت
فرجها، فحرّم
اللّه
ذريّتها على
النار».
يعني من
ولدته بنفسها.
و لها:
أنّها من أهل
العباء، وفيهم
ورد من آية
التطهير، وافتخر
جبرئيل بكونه
منهم، وهي
التي كانت مع
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله يوم
المباهلة، وشهد
اللّه لها
بالصّدق.
و هي
التي قال زيد
بن عليّ «1»:
«المعصومون
منّا خمسة:
النبيّ والوصيّ
والحسنان والزّهراء
صلوات اللّه
عليهم».
و هي
التي استجاب
اللّه
دعوتها، وأظهر
لها رزقا في
المحراب، كما
ظهر لمريم بنت
عمران، وهي
التي دارت
رحاها
لأشتغالها
بالصّلاة، وهي
التي لها
أمومة
الأئمّة إلى
يوم القيامة،
وهي التي وفت
بنذرها حتى
نزلت فيها
سورة هَلْ
أَتى، وهي
التي ينادى في
القيامة: «يا
أهل الموقف
غضّوا
أبصاركم حتّى
تجوز فاطمة
عليها
السّلام».
و لها
فضائل كثيرة
ذكرنا الأشهر
منها، وهي خمس
عشرة خصلة،
كلّ خصلة
تقتضي شرف
زوجها، على من
ليس له زوجة
مثلها، وعليّ
تفرّد بها.
______________________________
(1)- هو الشهيد
السعيد زيد بن
عليّ بن
الحسين بن علي
بن أبي طالب
عليهم
السّلام وهو
أشهر من أن
يعرّف وأخباره
مشهورة ومعروفة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:87
و
النوع الثاني
من فضلها،
أقاربها:
يقتضي ذلك شرفا
فيها، وفي
زوجها، ولها
خصال في هذا
الباب:
منها:
أنّها سيّدة
نساء
العالمين.
و منها:
أنّ أباها
سيّد
الأوّلين والآخرين.
و منها:
أنّ امّها
سيّدة نساء
العالمين.
و منها:
أنّ الحسن وهو
الإمام
الأشرف، سيّد
شباب الجنّة
أيضا ولدها.
و منها:
أنّ الحسين
سيّد شباب
الجنّة أيضا
ولدها.
و منها:
أنّ حمزة سيّد
الشّهداء عمّ
أبيها.
و منها:
أنّ جعفرا
سيّد يطير مع
الملائكة،
المهاجر هجرتين،
والمصلّي
قبلتين، والطّاعن
برمحين،
المقاتل
بكلتا يدين،
ابن عمّ
أبيها، سيّد
من يطير مع
الملائكة.
و منها:
أنّ سيّد
العرب هاشم
جدّها.
و منها:
أنّ زوجها من
نسبها، وهي من
نسب زوجها.
هذه عشر
خصال في
النّسب، والصّحبة
معها شرف
لأجلها.
و ممّا
يقتضى شرف
الوصلة أن
يتّفق بحضرة
كبير، وقد
علمت أنّ لها
في هذا الباب
ما ليس لأحد
من النساء، في
الأوّلين والآخرين،
وذلك أن تواتر
الخبر بأنّ
الصّحابة
اجتمعت وقالوا
إنّ قلب رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
مشغول
بفاطمة، فلا
أمّ لها، ولا
مشفق، فلو
أزلنا عن قلبه
هذا الشّغل؟
فقالوا لأبي
بكر اخطبها،
فجاء إلى
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله،
وقصّ عليه وخطبها،
فقال:
إنّ أمرها إلى
اللّه.
فقيل
لعمر: فكان
هذا جواب
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله.
فقيل
لعثمان: فقال
قد تزوّجت
باثنتين، ومضتا
كلتاهما تحتي،
وأنا أستحيي
أن أخطبها!
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:88
فجاؤوا
إلى أمير
المؤمنين وهو
في بستان،
يستقي
ليهوديّ
الماء، كلّ
دلو بتمرة، وفي
البلد قحط،
فنزع خمسة وعشرين
دلوا،
فخاطبوه
بذلك، وسألوه
أن يخطبها.
فقال
لهم: حبّا وكرامة،
ومشى معهم إلى
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله، ودخل
فوضع
التّميرات
بين يديه، ووقف
كالمريب،
مطرق مستحيي،
لا ينظر إلى
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله.
فقال له:
ما وراءك يا
أبا الحسن؟
فأطرق
رأسه وقال:
غلبني
الحياء، جئت
لأخطب فاطمة.
فأطرق
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
ولم يكلّمه،
فإذا جبرئيل
عليه السّلام
قد نزل وقال
للرسول صلّى
اللّه عليه وآله:
«إنّ
العليّ
الأعلى يقرؤك
السّلام، ويعرّفك
أنّه أمر
راحيل أن
يخطب- وهو
أفصح ملكك في
السماء- وجعلني
قابلا للنكاح
عن عليّ، وكان
اللّه تعالى
وليّها، وأحضر
حملة العرش
للشّهادة، وأمر
الرّضوان أن
ينثر من شجرة
طوبى زمرّدا ولؤلؤا
وزبرجدا، ونثره
الحور العين،
وأمرك أن
تزوّجها منه.
فرفع
النبيّ رأسه
إلى عليّ وقال:
ما الذي معك؟
قال:
درعي.
قال: كم
تساوي؟
قال: طلب
منّي
بأربعمائة
درهم، ...... «1» وزوّجها
منه على ذلك،
وأمر بإحضار
طبق من بسر «2» وقال
انتهبوا
النّثاريّة «3».
ثمّ أمر
عليّا ببيع
الدّرع ويشتري
لها قميصا، وسراويلا
ومقنعة، ووقاية
وعباء وفروة ومخدّتين،
ويصرف الباقي
إلى عطر، فمرّ
على ذلك، وأمر
صلّى اللّه
عليه وآله
بغسل رأسها، وألبسها
ما حمل عليّ،
وأطعم
الهاشميّات والأقارب.
______________________________
(1)- ثلاث كلمات
مطموسة وغير
مقروءة.
(2)- من ثمر
النخل.
(3)- هكذا
تقرأ الكلمة
في النص.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:89
ثمّ
قال لهم:
انصرفوا،
بارك اللّه
عليكم.
فانصرفوا،
إلّا أسماء
بنت عميس
امرأة جعفر الطيّار،
وكانت هي التي
ربّت فاطمة،
فوقفت.
فقال
لها الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله: لم
تلحقي بأهلك؟
قالت: يا
رسول اللّه،
إنّ النساء لا
بدّ لهنّ من
امرأة في مثل
هذه اللّيلة،
يكشفن إليها
أسرارهنّ، وأنا
ربّيتها فلا
يطيب لي تركها
وحدها، فدعا لها.
ثمّ خلط
الطّيب، ثمّ
دعا بفاطمة، وطيّب
فرقها وعنقها
وبين يديها، وقال
لها:
على
بركة اللّه.
فلمّا
دخل البيت دعا
بعليّ، واستعمل
باقي الطّيب
فيه، ووضع يده
على ظهره، وقال:
على بركة
اللّه، فدخل
عليّ عليها، ولم
ينظر إلى
جانبها، حتّى
صلّى ركعتين،
سجد للّه وشكر
على رزقه
إيّاه مثلها.
فانظركم
خصلة من
الشّرف في
هذا:
العاقد
هو اللّه، والقابل
جبرئيل، والخاطب
راحيل، والشّهود
حملة العرش، وصاحب
النّثار
رضوان، وطبق
النّثار شجرة
طوبى، والنّثار
الدّرّ والمرجان
والقرنفل.
ثمّ
العاقد
الثاني
الرّسول، وهو
المشّاطة، وأسماء
صاحبة
الحجلة، وولد
هذا النكاح
الأئمّة إلى
يوم القيامة.
فهذه
عشر خصال
يقتضي شرف هذا
العقد، كلّ
خصلة منها
متفرد، وفضيلة
ومنقبة ليس
فيها الشركة،
وليس في
العالم هذا
لأحد سواها.
و في هذه
الصّحبة
لعليّ خاصّية
لا مشاركة له
فيها، وهي
أنّه لمّا وقع
التزويج بين
فاطمة وبين
عليّ، دخلت
فاطمة على
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وهي
باكية!
فقال لها:
لم تبكين، لا
بكت عيناك؟
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:90
فقالت:
عيّرتني نساء
قريش، وقلن
أبوك قد زوّجك
من أنزع بطين،
مصفارّ، كبير
الرأس، دقيق
الساقين،
فقير،
فأضجرتني أقاويلهنّ!
فقال
لها رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله:
أما ترضين أنّ
اللّه تعالى
نظر إلى الخلق
نظر الرّحمة،
فاختار منهم
رجلا جعله
أباك، ثمّ نظر
ثانيا نظر
الرّحمة،
فاختار آخر،
فجعله زوجك.
يا
فاطمة! إن كبر
رأسه لرزانة
عقله، وصفرة
لونه من خشية
اللّه، وعظم
بطنه لأنّ فيه
خزانة العلم،
ودقّة ساقه من
كثرة العبادة.
فقالت:
رضيت يا رسول
اللّه، رضيت
رضيت!
و هذه
فضيلة خاصّة
في هذه
الصّحبة، وتتضمّن
خصالا:
أحدها:
أنّه مختار
اللّه.
و
الثاني: أنّه
رزين الدّماغ.
و
الثالث: أنّه
قد غلبه الخوف
من اللّه، حتى
غيّر لونه.
و
الرابع: إنّ
قلبه خزانة
العلم، الذي
يحتاج إليه في
الدين.
و
الخامس: إنّه
قد دقّ ساقه
من كثرة
العبادة.
و مثل
هذا لم يرد في
أحد من
المشايخ،
فينفرد بها، ويقتضي
شرف الصّحبة
بينه وبين
فاطمة كما
ترى،
و قد
دخل التاسع «1» في
ذكر الصّحبة
فلا وجه
لإعادته.
______________________________
(1)- اى الفصل
التاسع حسب
تقسيم المصنف
للكتاب
كتاب
المراتب،
البستي 91
الفصل
العاشر«اختصاصه
بالمؤاخاة»
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:91
الفصل
العاشر
«اختصاصه
بالمؤاخاة»
و قد
علمنا أنّ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
آخى بين أبي
بكر وعمر، وبين
عبد الرحمن وعثمان،
وبين طلحة والزّبير،
وبين سعد وسعيد،
وطلب لكلّ
واحد منهم
أقرب الناس
إليه في الفضل،
واختار عليّا
لنفسه، وآخاه
في عدّة
مواضع:
أحدها:
يوم بيعة
العشيرة، حين
لم يبايع رسول
اللّه من
عشيرته أحد
سواه، على أن
يكون أخا له في
الدّنيا والآخرة،
وخليفة له، وعرض
على القوم
ثلاث مرّات، ولم
يبادر سواه، وبايعه
على ذلك.
و قال
يوم خيبر في
جملة مآثره: «أنت
أخي، ووصيّي».
و قال
يوم المؤاخاة:
«اخترتك
لنفسي».
و قال في
حديث خيبر:
«منزلك يا
عليّ في
الجنّة حذاء
منزلي، كمنزل
الأخوين».
و قد
ذكرنا أنّه أخ
له من وجهين:
أحدهما:
بالمؤاخاة.
و
الثاني: بأنّ
فاطمة بنت أسد
ربّته، حتّى
قال فيها: «هذه
امّي بعد
أمّي».
كتاب المراتب،
البستي ،ص:92
فكان
أبو طالب
يجريه مجرى
أولاده، بل
أعزّ، فكان لا
يترك أولاده
يشربون
اللّبن، ويأكلون
الطّعام
قبله، فإذا
بدأ به، كفى
عياله ما بقى
من بركته، وإذا
بدأ غيره، لم
يكن يكفيهم
الشيء
لقلّته.
و قال
صلّى اللّه
عليه وآله:
«هذه امّي بعد
امّي»، وكفّنها
بقميصه، وباب
في قبرها
ليوسّع
عليها، وكبّر
عليها أربعين
تكبيرة،
بحضور أربعين
صفّا من
الملائكة، وهذا
يقتضي
الاخوّة
بالتربية.
و هو ابن
لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله من
وجهين:
أحدهما:
إنّه ربّاه
صغيرا، وتربّى
في حجر خديجة،
بتربية رسول
اللّه، وتخلّق
بأخلاقه والثاني:
بأنّه ختنه
على أعزّ
أولاده، والخنن
أحد البنين، ولهذا
يهنّا به
المرء عند
ولادة
الابنة، فيقال
هناك الختن.
فله
ألاخوّة والبنوّة
من وجهين.
و له شرف
ألامّ لجميع
ما ذكرنا، من
معاملة الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله
معها، وهي
أربعة:
تكفينها،
ووصفها بأنّها
امّي، والمبيت
في قبرها، وزائد
التكبير
عليها على
العباد في
الشرع، واخباره
عن حضور
الملائكة
للصّلاة
عليها.
فهذه
ستّ خصال في
الأخوّة له
خاصّة، لا
مساوي له
فيها، وقد
ذكرنا أنّ هذا
يدلّ على
إمامته،
لأنّه لو كان
له أخ يصلح
للإمامة، وتفرّد
مثله في
الفصل، لم يكن
للامّة أن
تؤخّره، وتولّي
غيره عليه،
فمن فعل ذلك
فقد أخطأ، وبيّنا
أنّه يدلّ على
عصمته، إلى أن
يلحق به في
الآخرة،
فيكون أخا له
في الدّارين
جميعا.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:93
و امّا الفصل
الحادي عشر
[حُسن إسلام
عليّ بن أبيّ
طالب عليه
السّلام]
فإنّ
المرء يشرّف
بحسن إسلامه،
وسبقه إلى
الإسلام، وقد
بيّنا ما
لأمير
المؤمنين
عليه
السّلام، من
المزايا في
إسلامه على
إسلام
المشايخ، فلا وجه
لإعادته، غير
أنّا نعدّ
مزاياه عددا:
أحدها:
إنّه سابق
الإسلام لكلّ
الامّة.
و
الثاني: إنّ
إسلامه لا عن
كفر، وإسلام
القوم عن كفر.
و
الثالث: إنّ
إسلامه يصلح
للنبوّة، وإسلامهم
لا يصلح على
مذهب أهل
التحقيق.
و
الرابع: إنّ
إسلامه اقترن
به من الخيرات
بعدهم، ما لم
يقترن
بإسلامهم.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:95
الفصل
الثاني عشر
[شرفه عليه
السّلام
بصالح أعماله]
و هو أنّ
المرء يشرّف
بصالح أعماله،
وله عليه
السّلام من
الأعمال
الصالحة، ما
لا يشاركه
فيها أحد، ونحن
نعدّ طرفا من
ذلك، لتعلم
تفرّده
بالفضل على
القوم:
أحدها:
السّابقة في
الإسلام.
و
الثاني:
السّبق في
الّصلاة، على
ما قال: «آمنت
حين كفر
النّاس، وصلّيت
قبل الناس
بستّ سنين».
و قال في
خطبة الافتخار:
«أنا المستثنى
في قوله:
إِنَّ
الْإِنْسانَ
خُلِقَ
هَلُوعاً
إِذا مَسَّهُ
الشَّرُّ
جَزُوعاً وَإِذا
مَسَّهُ
الْخَيْرُ
مَنُوعاً
إِلَّا الْمُصَلِّينَ «1»، ولم
يكن في الرجال
مصلّ غيري، وغير
الرّسول، وكانت
خديجة تصلّي.
والمحراب
الذي كانوا
يصلّون عنده
مشهور على باب
مولد رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
في شعب بني
هاشم.
و له
السابقة في
الجهاد، على
ما يروى أنّ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
كان يخرج من
بيته، وأحداث
العرب يرمونه
بالحجارة،
حتّى أدموا كعبه
وعرقوبيه،
فخرج عليّ
عليهم
______________________________
(1)- سورة
المعارج: آية 19
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:96
كالأسد
وطردهم.
قال
الراوي: سألت
من هذا، وهؤلاء،
وهذا الفتى؟
قالوا:
هذا محمّد
صلّى اللّه
عليه وآله
يدّعي
النبوّة، وهؤلاء
أحداث قريش
يؤذونه، وهذا
عليّ ابن أبي
طالب ابن
عمّه، يحامي
عنه، ويقاتل
دونه، وأنزل
اللّه فيه وفيهم:
كَأَنَّهُمْ
حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ مِنْ
قَسْوَرَةٍ «1»،
شبّهه
بالأسد، وشبّههم
بحمير الوحش.
و له
السّابقة في
بدو الهجرة
لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله،
ليقتل بدله
ليلة الغار،
حين بات على
فراشه، باذلا
لمهجته تحت
ظلال
أربعمائة
سيف، تبايعوا
على قتل رسول
اللّه، من
أربعمائة
قبيلة، ليصير
دمه هدرا، وإلى
الصّباح
كانوا وقوفا
على رأسه،
يختلفون في هل
هو رسول اللّه
أم لا.
فقال
قائلهم: نحتاج
أن نرميه
بالحجارة،
فإن كان
محمّدا فإنّه
يدفع بسحره عن
نفسه الحجر، وإن
كان غيره قام
فرأيناه،
فكان يرمى
بالحجارة، وهو
يصبر ولا
يتحرّك.
فقال
قائل: هو
محمّد.
و قال
قائل: ليس
بمحمّد،
فانّه يتضوّر
ومحمّد لا
يتضوّر، يعني
يتحرّك على
نفسه، ويجمع
أطرافه لألم
الحجر.
و في
الحديث: إنّهم
بقوا على هذا
الخلاف إلى الصّباح،
فلمّا أصبح
قام فرأوه والعباء
على كتفه،
فهربوا منه
مخافة أن
يراهم
فيعرفهم.
و في
الحديث: أنّه
أوحى اللّه
إلى جبرئيل وميكائيل
وقال: «إنّي
آخيت بينكما،
وزدت في عمر
أحدكما، فمن
منكما يهب من
أخيه زيادة
عمره؟
قال:
فكلّهما
يفكّر في
إيثار
الحياة، وفي
زيادة
العبادة.
فأوحى
اللّه
إليهما،
بأنّي قد آخيت
بين محمّد وعليّ،
وقد زدت في
عمر عليّ على
______________________________
(1)- سورة
المدثر: آية 5
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:97
عمر
محمّد، وقد
بذل مهجته له،
وبات على
فراشه ليقتل
بدله، فألحقا
به، واحفظاه
إلى الصباح.
فنزلا،
ووقف أحدهما
عند رأسه، والآخر
عند رجليه، وهما
يقولان:
بخ بخ يا
عليّ، من
مثلك، واللّه
يباهي بك
الملائكة».
فلمّا
انقضى هذا،
أنزل اللّه
فيه: وَمِنَ
النَّاسِ
مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ
مَرْضاتِ
اللَّهِ «1».
قال ابن
عبّاس: نزلت
هذه الآية في
عليّ، حين بات
على فراش
النبيّ.
و له في
الجهاد
خاصيّة دون
المشايخ،
أنّه أوّل
مبارز، وحمزة
وعبيدة بن
الحارث ابن
عمّه، عدّا
عتبة وشيبة ووليد
بن عتبة، وهما
الخصمان
اختصموا في
ربّهم، وقتل
بيده سبعين
رجلا من
صناديد قريش.
و له يوم
احد قتل سبعة
من أصحاب
رايات
الكفّار، من
بيت واحد، وفي
ذلك اليوم
ورود ذي
الفقار، وفيه
نادى جبرئيل:
«لا فتى إلّا
عليّ، ولا سيف
إلّا ذو
الفقار».
و فيه
قال للرسول
جبرئيل عليه
السّلام: هذا
هو المواساة.
و لا
خلاف في هرب
عمر وعثمان، وفي
أبي بكر خلاف،
هل هرب، لكنّه
لا خلاف أنّه لم
يقاتل بنفسه،
ولم يخدش
كافرا.
و له يوم
الأحزاب، حين
وصف اللّه في
قوله: إِذْ
جاؤُكُمْ
مِنْ فَوْقِكُمْ
وَمِنْ
أَسْفَلَ
مِنْكُمْ وَإِذْ
زاغَتِ
الْأَبْصارُ
وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ
الْحَناجِرَ
وَتَظُنُّونَ
بِاللَّهِ
الظُّنُونَا
هُنالِكَ
ابْتُلِيَ
الْمُؤْمِنُونَ
وَزُلْزِلُوا
زِلْزالًا
شَدِيداً «2» وكفى
اللّه
المؤمنين
القتال بقتله
عمرو بن عبدود،
وطرحه منه
رجليه بضربة
واحدة، وثبت
إليه اثنى عشر
قدما ممتدا،
______________________________
(1)- سورة
البقرة: آية 207
(2)- سورة
الاحزاب: آية 11
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:98
و
انصرف عشرين
فدقّ ثنيّته.
و قال
الصادق عليه
السّلام: «كان
واللّه قد
أنزل على
الرسول وَكَفَى
اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ
الْقِتالَ
بعليّ بن أبي
طالب».
و له يوم
خيبر من قتله
مرّة وعنتر، ومرحب
قدّه من قرنه
إلى قربوسه «1»
بضربة واحدة،
رواه أبو سعيد
الخدريّ، وهو
حضر خيبر،
حتّى قالت
صفيّة:
كنت قد
أجلست على
طاق، كما تجلس
العروس، فوقعت
على وجهي،
فظننت الزّلزلة،
فقيل لي لا،
هذا عليّ هزّ
الحصن، يريد أن
يقلع الباب،
ثمّ قلع الباب
الحديد بطوله
وثقله، ثمّ
أمسكه على يده
حتّى عبّر
عليها عسكر
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، وكلّ
ذلك مع الجهاد
والشّجاعة، والقتال
بنفسه، معجز
للرسول، وكرامة
له، وكلّ واحد
من هذا منقبة له،
لا يشاركه
المشايخ فيها.
ثمّ
وقوفه يوم
حنين في وسط
الكفّار،
يحمي على رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
ويحمل عليهم،
ويقاتل أربعة
وعشرين ألفا،
إلى أن أنزل
اللّه
الملائكة مددا،
وهزم القوم، وهو
الذى أقسم
اللّه
بدابّته، في
قوله: وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً «2»، رواه
الزّجاج في
معانيه، أنّ
ذلك نزل في
عليّ حين صبّح
بني زهرة أو
غيره،
فالصّفات
صفات فرسه.
فأنّى
يقاس بهذا في
الشجاعة، من
لم ينك في جاهلية
ولا إسلام إلف
مقاتل، ولا له
مقام ولا
بروز، وليس
إلّا الحصور
من الجهاد.
و هذه
فضائل
المغازي، بدر
وأحد والأحزاب،
وحنين وبني
زهرة ويوم
خيبر.
فهذه
ستّ مقامات
له، لا يدانيه
فيهم أحد.
و له في
علمه ما ليس
لهم، وورد فيه
منه صلّى
اللّه عليه وآله
ألفاظ
مختلفة، كلّ
واحد منها
منقبة
______________________________
(1)- القربوس
حنو السّرج،
فللسرج
قربوسان، فاما
القربوس
المقدم ففيه
العضدان وهما
رجلا السرج ويقال
لهما حنواه.
(2)- سورة
العاديات: آية
1
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:99
لا
يشاركونه
فيها:
قوله: في
حجّة الوداع
لأبي بريدة:
«عليّ أعلمكم
علما، وأقدمكم
سلما».
و منها
قوله: «أقضاكم
عليّ».
و قوله:
«ابيّ أقرأنا،
وعليّ
أقضانا»، ولا
يكون المرء
قاضيا إلّا وهو
من أهل
الاجتهاد، وعالما
بأصول الدين،
وما يقاس عليه
ولا يقاس، والنصوص،
فإذا كان هو
أقضى الامّة،
فهو أعلم الامّة.
و قال:
«أنا مدينة
العلم وعليّ
بابها، فمن
أراد العلم
فليأت الباب»،
وليس هذا في
أحد من
أصحابه.
و قال في
خبر آخر: «أنا
مدينة الحكمة
وعليّ بابها».
و قال في
حديث زينب،
رواه قاضي
القضاة رضى
اللّه عنه «1»:
«لمّا دنا
عليّ من
الباب، وزينب
مزيّنة في
خدرها،
فاستأذن.
فقال
صلّى اللّه
عليه وآله:
قومي وافتحي
له الباب.
فقالت:
يا رسول اللّه
من هذا، حتّى
أقوم بزينتي،
وأفتح له
الباب، والأمس
نزلت في آية الحجاب؟
فقال:
«قومي وافتحي
له الباب،
فإنّ بالباب
رجلا يحبّ
اللّه ورسوله،
ويحبّه اللّه
ورسوله، ليس
بعلق ولا
بخلق»، يعني
لا يتّبع
النساء، ولا
ينظر إليهنّ.
فقامت
تمشي إلى
الباب، وتقول
بخ بخ من
مثلك، وأنت
تحبّ اللّه ورسوله،
واللّه ورسوله
يحبّك.
فلمّا
فتح الباب لم
يدخل، حتّى
علم أنّها
رجعت إلى
خدرها، ثمّ
استأذن ودخل،
فلمّا استقرّ
به المكان،
قال صلّى اللّه
عليه وآله
تعرفين هذا؟
______________________________
(1)- هو القاضي
عبد الجبار بن
أحمد بن عبد
الجبار الهمداني
الأسد آبادى
المعتزليّ (ت 415
ه)
كتاب
المراتب، البستي
،ص:100
قالت:
قلت نعم، هو
عليّ.
قال: «يا
زينب هو عيبة
علمي، ولو أنّ
رجلا عبد
اللّه ألف سنة
بعد ألف سنة،
حتّى صار
كالحنايا، وصام
حتّى صار
كالوتر، وعبد
اللّه بين
الركن والمقام،
ثمّ لقى اللّه
وفي قلبه بغض
عليّ، لكبّه
اللّه على
منخريه في النار».
قال
قاضي القضاة
رضى اللّه
عنه: هذا
الخبر كما
يدلّ على شرف
عليّ عليه
السّلام،
يدلّ أنّ
الكبائر تحبط
الأعمال، وعلى
أنّ بغض عليّ
كبيرة.
و هذا
الخبر يشتمل
على فضائل
ليست إلّا له:
أحدها:
شهادة الرسول
بباطنه، أنّه
يحبّ اللّه ورسوله.
و
ثانيها: إنّ
اللّه يحبّه،
والرسول أيضا يحبّه،
وفيه دلالة
عصمته.
و
ثالثها: إنّه
نزّه عن النظر
إلى النساء
المحرّمات
على سبيل
القطع.
و
رابعها: إنّه
بيّن أنّ بغضه
كبيرة، تحبط
الأعمال، ويستوجب
النار بها.
و
خامسها: إنّه
عيبة «1» علم
الرسول، ولم
يقل لأحد من
الصّحابة
أنّه عيبة
علمه.
و قال
فيه في باب العلم:
«إن ولّيتم
عليا تجدوه
هاديّا
مهديّا»، فكونه
هاديا منقبة
في العلم ليس
إلّا له، وكونه
مهديّا
معلّما
معرّفا
للحقّ، منقبة
اخرى في باب
العلم، وليس
هذا في أحد من
الصحابة،
و فيه
الحديث: أنّه
لمّا أخرجه
إلى اليمن قال
عليّ:
يا رسول
اللّه! تخرجني
إلى قوم أسنّ
منّي، فكيف
أقضي بينهم؟
قال:
فضرب رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
يده على صدره
وقال:
«اللّهمّ
ثبّته، وسدّده،
ولقّنه فصل
الحكم».
______________________________
(1)- عيبة الرجل
موضع سرّه
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:101
قال:
فما شككت في
قضاء بين
إثنين بعد ذلك
اليوم.
و ليس
هذا إلّا له
في باب العلم.
و فيه
قوله صلّى
اللّه عليه وآله:
«عليّ مع
الحقّ، والحقّ
مع عليّ».
و هذا
يدلّ على أنّه
يصيب الحقّ في
كلّ شيء، ولا
يخطئ.
و فيه:
إنّه لا نوع
من العلم في
الصّدر
الأوّل، بعد
أربابه، إلّا
ويعدّ عليّ
فيهم، فيكون
قد إجتمع فيه
من العلوم ما
افترق في سائر
الصحابة، وليس
هذا للمشايخ.
و فيه:
رجوع عمر إليه
في ثلاث وعشرين
حكومة، أخذ
بقوله، وقال
فيه:
«لو لا
عليّ لهلك
عمر»!
و قال
فيه: «لا أراني
اللّه معضلة
في الدّين، لا
يكون عليّ
بجنبي»!
و هذا
اعتراف منه
بكونه أعلم.
و هو
الذي قال على
رأس المنبر،
بحضرة
المهاجرين والأنصار:
«كنيف «1»
مليء علما،
لو وجدت له
طالبا؛ فو
اللّه لو كسرت
(أو قال ثنيت)
لي وسادة،
لحكمت لأهل
التوراة
بتوراتهم، ولأهل
الإنجيل
بإنجيلهم، ولأهل
القرآن
بقرآنهم،
حتّى ينادى
كلّ كتاب بأنّ
هذا حكم اللّه
فيّ، وو اللّه
ما نزلت آية في
ليل ولا نهار،
ولا سهل ولا
جبل، ولا سفر
ولا حضر، إلّا
عرفت متى
نزلت، وفي من
نزلت، وعرفت
ناسخها ومنسوخها،
ومحكمها ومتشابهها،
ومجملها ومفصّلها،
وما من أحد من
قريش إلّا
نزلت فيه آية
أو آيتان،
إمّا بمدح
نزل، وامّا
بذمّ!
فقال له
رجل: أنت أحد
قريش، فما
الذي نزل فيك؟
فقال:
أما تقرأ سورة
هود: أَ
فَمَنْ كانَ
عَلى
بَيِّنَةٍ
مِنْ رَبِّهِ
وَيَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ «2»،
فكان الرّسول
صلّى اللّه
عليه وآله على
بيّنة، وأنا
الشاهد منه».
______________________________
(1)- وعاء
(2)- سورة
هود: آية 17
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:102
ففيه:
إنّه على
بيّنة من ربّه
كالرّسول، وإنّه
تالي
الرّسول، وإنّه
من الرّسول، وإنّه
شاهد الرسول.
فهذه
أربع فضائل لم
ترد إلّا فيه،
وهو دليل
إمامته، مع
كونه دليلا
على كمال
علمه.
و أين
هذا من رجل
يقول: «أيّ أرض
تقلّني، وأيّ
سماء تظلّني،
إذا قلت في
القرآن برأيي» «1»! ومن
شأن المجتهد
عند تعارض
الآيات والسّنن،
ودلالة
الشرع، يجب أن
يكون له في
القرآن رأي.
و كيف
يقاس برجل له
سبعون قضيّة
في الجدّ والجدّة،
ثمّ يقول:
«ليتني سألت
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله عن
حكم الجدّة»،
وهذا في عمر!
و كيف
يقاس معه غيره
في باب العلم،
وفيه قال محمد
بن الحسن
الفقيه «2»:
«لو لا
عليّ لما
عرفنا حكم أهل
البغي»، وله
كتاب يشتمل
على ثلاثة
آلاف مسألة،
في قتال أهل
البغي، بناء
على فعل أمير
المؤمنين.
و فيه
إجماع
العترة، على
أنّه أعلم
الامّة، وإجماعهم
حجّة.
فهذه
إثنتي عشرة
منقبة في باب
العلم، لا
يشاركه أحد
فيها، يشرّف
المرء بواحدة
منها.
ثمّ من
أعماله زهده
في الدّنيا،
حتّى ورد فيه ما
لم يرد لغيره
من المشايخ،
فمن ذلك خطابه
للدنيا: «يا
صفراء يا
بيضاء، غرّي
غيري، فقد بتتّك «3»
بتّا، لا رجعة
لي فيك،
______________________________
(1)- هذا قول صادر
من أبي بكر وقد
نقله مصادر
الحديث وأصول
الفقه، واستشهدوا
به على إبطال
القياس والرأي
راجع «تفسير
القرطبي: 19/ 221،
تفسير ابن
كثير: 4/ 472،
البقرة: 435،
المعتمد في
أصول الدين: 2/ 234
الأحكام
للآمدي: 4/ 312،
أصول السرخسي:
2/ 118، المستصفى: 2/ 54
و...»
(2)- هو
محمد بن الحسن
الشيبانى،
صاحب أبي
حنيفة المتوفى
سنة 189 ه.
(3)- اى
طلقتك.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:103
فعيشك
حقيرة، وخطرك
يسيرة»،
و مثل
هذا لا يوجد
لأحد من
المشايخ.
و له في
هذا الباب:
أنّه أخرج
مائة عين
بينبع، فباع
بعضها، وتصدّق
بثمنها، حتّى
اشترى ألف عبد
وأعتقهم في
سبيل اللّه، وليس
هذا لأحد من
المشايخ.
و فيه
ورد أنّه كان
يصلّي في
اللّيل والنهار
ألف ركعة، وليس
هذا لأحد من
المشايخ.
و هو
الذي قيل له:
ما هذا
اللّباس الذي
عليك، وهو
بهذه الخشونة
والغلظ؟
فقال: ما
لكم ولباسي،
أحصن لفرجي، وأولى
أن يقتدى بي.
و هذا الضّرب
في باب الأجر،
والاحتياط
للشّرع، لا
يوجد لأحد.
و فيه:
إنّه لمّا
عوتب في
لباسه، قال:
«لقد
رقّعت مدرعتي
هذه، حتّى
استحييت من
راقعها».
فقال لي:
ذرها عنك، فذو
الأتن «1» لا
يرتضيها
لبراذعها «2».
فقلت:
اغرب، فعند
الصّباح يحمد
القوم السّرى «3»، وتنجلي
عنهم غبايات
الكرى «4»، واللّه
لو شئت
لتسربلت
بالعبقريّ
المنقوش من ديباجكم،
ولتناولت
لباب البرّ في
صدور دجاجكم،
ولشربت الماء
في رقيق
زجاجكم، ولكنّي
وجدت اللّه
يقول: مَنْ
كانَ يُرِيدُ
الْحَياةَ
الدُّنْيا وَزِينَتَها
نُوَفِّ
إِلَيْهِمْ
أَعْمالَهُمْ
فِيها وَهُمْ
فِيها لا
يُبْخَسُونَ
أُولئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ
لَهُمْ فِي
الْآخِرَةِ
إِلَّا النَّارُ
وَحَبِطَ ما
صَنَعُوا
فِيها
______________________________
(1)- الانثى من
الحمير
(2)- حلس
يجعل تحت
الرّحل، وهى
تستعمل عادة
للحمار ما
يركب عليه
بمنزلة السرّج
للفرس.
(3)- الذين
قطعوا ظلمة
الليل ووحشتها
بالسير
(4)-
النعاس
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:104
وَ باطِلٌ ما
كانُوا
يَعْمَلُونَ «1».
و دخل
ضرار بن صرّد
على معاوية
فقال: صف لي
عليّا؟
فقال: أو
تعفيني عنه؟
قال: لا،
وحياتي إلّا وتفعل.
فقال:
كان واللّه
صوّاما
بالنهار،
قوّاما بالليل،
يحبّ من
اللّباس
أخشنه، ومن
الطّعام
أجشبه، كان
يجلس فينا
كأحدنا، ويبتدؤنا
إذا سكتنا، ويجيبنا
إذا سألنا،
يقسّم
بالسّوية، ويعدل
في الرّعية،
لا يخاف
الضّعيف من
جوره، ولا
يطمع القويّ
في ميله.
و اللّه!
لقد رأيت ليلة
من اللّيالي،
وقد أسبل
الظّلام
سدوله، وغارت
نجومه، وهو في
المحراب،
يتململ تململ
السّليم، ويبكي
بكاء الحزين،
ولقد رأيته
مسبلا
للدّموع على
خدّه، قابضا
على لحيته،
يخاطب دنياه
فيقول:
«آه يا
دنياء! أبي
تشوّقت، ولي
تعرّضت، لا
حان حينك، فقد
بتتّك بتّا لا
رجعة لي فيك،
فعيشك حقير، وخطرك
يسير، آه من
قلّة الزّاد،
وبعد السّفر،
وخشونة
الطّريق، وهول
المطّلع».
فبكى
معاوية، وقال:
كان واللّه
كذلك! فكيف
حزنك بعده؟
قال: حزن
واجدة، ليس
لها إلّا قرّة
عين، شآبّ على
الكمال، نحر
في حجرها، كيف
تحزن؟ فأنا عليه
كذلك.
و فيه
ورد: أنّه
اشترى قميصين
بثمانية
دراهم، واحدا
بخمسة، وآخر
بثلاثة،
فألبس غلامه
ما اشتراه
بخمسة، ولبس
ما اشتراه
بثلاثة، فنظر
وإذا كمّه
أطول من
______________________________
(1)- سورة هود:
آية 16
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:105
يده،
فتقدّم إلى
النجّار «1»، وقال
اقطع هذا،
فقطع.
فقيل له:
تعالى حتى
نخيّط كفّته وعطافه.
قال: إنّ
الأمر أقرب من
ذلك!!
و فيه
ورد: أنّه كان
يختم على طعام
نفسه، فرؤي وقد
أخرج من السرّ «2»
رغيفا يابسا،
من خبز
الشّعير، ثمّ
اتّكأ عليه
حتّى كسره، وأخذ
يأكله!
فقيل له:
أنت مع جودك
تختم على
خبزك!
فقال: ما
أفعل ذلك
بخلا، ولكنّ
صبياني
يشفقون عليّ،
فيخلطون بخبز
الشّعير خبز
الحنطة، فلا
أرّيد ذلك.
فقيل له:
إذن تضعف.
فقال:
«هيهات! إنّ
النّابتة
بالعرّاء
أصلب عودا، وأقوى
عمودا، وأدسم
ثمرا، فو
اللّه ما قلعت
باب خيبر
بقوّة غذائيّة،
ولا بقوّة
جسدانيّة،
لكن بنفس بنور
بارئها مضيئة،
وبأيد من
اللّه قويّة».
و فيه
ورد: أنّه
لمّا قتل، صعد
الحسن بن عليّ
المنبر وخطب.
ثمّ قال:
«لقد طعن في
اللّيلة التي
قتل فيها يحيى
بن زكريّا، ومات
في اللّيلة
التي رفع فيها
عيسى إلى
السّماء، خرج
من الدّنيا وما
ترك صفراء ولا
بيضاء، إلّا
مائة درهم فضل
عطائه،
أعدّها ليشتري
خادمة لأهله».
هذا، وكان
سلب كلّ
مقتول، وسهم
الغنيمة في
القتال له ولذريّته،
وله خمس
الغنائم حقّ
ذوي القربى،
فلم يفت عن فقر
إلّا لزهد
فيها.
و في
زهده كتاب
كبير، ورواه
الشيعة،
لكنّا ذكرنا
هذه الخصّال
العشرة
______________________________
(1)- النّجر هو
القطع.
(2)- كذا في
الاصل
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:106
لشهرتها،
لا مشترك له
فيها، ولم يرد
عن أحد إحصاء
ذكرها، وتفرّده
بها.
*** وامّا
الفصل الثالث
عشر في شرفه
بعلمه، فقد مضى
القول فيه
، وكشفنا
عن مزاياه
فيما ورد فيه.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:107
و امّا الفصل
الرابع عشر «و
هو الشّرف
بالسّخاء»
فله في
هذا الباب ما
ليس للمشايخ،
وقد ذكرنا
رتبته في
السّخاء،
لكنّا نعدّ ما
تفرّد به.
فمن ذلك:
ما ورد في
الصّحيح عند
الجمهور،
أنّه أخذ بآية
لم يأخذ بها
قبله أحد، ولا
أخذ بها بعده
أحد بل نسخت،
وهو الصّدقة
بين يدي
مناجاة
الرّسول، وصرفه
ديناره، وسؤاله
رسول اللّه عن
عشرة أبواب،
تحت كلّ باب
ألف باب،
فلمّا فرغ
نسخت الآية، وليس
في الجود أتمّ
من هذا.
و له
الوفاء
بالنذر والإطعام،
حتّى نزلت
سورة هل أتى،
على ما شرحناه.
و فيه:
إنّه كان يملك
أربعة دراهم،
فتصدّق بها
ليلا ونهارا،
وسرّا وعلانية.
أمّا اللّيل
على أهل
التجمّل، حتى
لا يخجلون، وامّا
النهار
ليقتدى به، وامّا
بالسرّ، فعلى
أهل التجمّل،
ممّن لا يحتشمه
ويحتشم سواه،
والعلانية
فعلى
السّؤال،
حتّى لا يكون
قد ردّ سائله،
فأنزل اللّه
فيه قوله:
الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ
أَمْوالَهُمْ
بِاللَّيْلِ
وَالنَّهارِ
سِرًّا
كتاب المراتب،
البستي ،ص:108
وَ
عَلانِيَةً «1»، فسمّى
كلّ درهم
مالا، وعظّم
شأنه، وبيّن
أنّ أجره على
اللّه.
و فيه:
أنّه كان عنده
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله، فخرج
ليستدين،
فوجد دينارا،
فاستقبله مقداد
وكشف حاله،
أنّه جرى عليه
وعياله ثلاثة
أيّام،
فأعطاه ذلك
الدّينار، وقال
أنت أولى به. وأخذ
يطلب،
فاستقبله
أعرابيّ ومعه
ناقة.
فقال: يا
أبا الحسن،
اشتر هذا
منّي، والثمن
عليك إلى أن
تجده.
فاشتراه
منه،
فاستقبله آخر
وطلب منه،
فباع عليه وأخذ
الثمن، وعاد
إلى رسول
اللّه
بحوائجه،
فضحك الرّسول
في وجهه.
و قال له:
أحدّثك ممّا
كان منك؟
قال: بلى
يا رسول
اللّه؛
فحدّثه.
فقال:
إنّ الذي باع
منك النّاقة
جبرئيل عليه السّلام،
والذي اشتراه
ميكائيل عليه
السّلام، وأنّ
اللّه أكرمك
بذلك، لمّا
آثرت أخاك على
نفسك.
و فيه:
صدقته بخاتمه
في الرّكوع،
فنزلت آية الولاية «2».
و فيه:
جوده وسخاؤه
بمائة عين،
استخرجها
بينبع،
فوقفها في
سبيل اللّه، وهي
باقية من جملة
أوقافه.
و فيه:
حديث أبي
هريرة على ما
سلف، أنّه
أجاب عن
مسألته، وأشبعه
من الجوع في
اليوم
الثالث، على
ما سلف القول
فيه.
و فيه:
قوله وقد جاءه
من تكلّم فيه
وأسمعه، ثمّ
جاءه في اليوم
الثاني فسأله
حوائجه
فقضاها،
فعاتبه
أصحابه على
ذلك.
فقال:
إنّي أستحيي
أن يغلب جهله
حلمي، وذنبه
عفوي، ومسألته
جودي.
و فيه
إجماع العترة
أنّه أجود من
الجماعة، وإجماعهم
حجّة. وبجوده
يضرب
______________________________
(1)- سورة
البقرة: آية 274.
(2)- آية 55
من سورة
المائدة.
كتاب المراتب،
البستي ،ص:109
المثل،
حتّى يقال في
الدّعاء:
«تقبّل اللّه
منك، كما قبل
توبة آدم، وقربان
إبراهيم، وحجّ
المصطفى، وصدقة
أمير
المؤمنين».
فهذه
عشرة أشياء،
ظاهرة
معلومة، ليس
لهؤلاء مثلها،
وعلى صفتها
تفرّد بها، وقد
مضى شرح كثير
من هذا فيما
قبل.
***
كتاب المراتب،
البستي ،ص:111
فأمّا الفصل
الخامس عشر
[في شرفه
بشجاعته عليه
السّلام]
فإنّ
المرء يشرف
بشجاعته، وقد
ذكرنا من قبل
أنّه أشجع
منهم، ولكنّا
نحبّ أن نعدّ
آثاره في
الشّجاعة،
بمقامات
تفرّد بها،
ليس لأحد
مثلها في
الصّدر الأوّل.
فمن ذلك:
قتاله لإحداث
مكّة، عند
خروج رسول
اللّه من داره
إلى المسجد.
و من ذلك:
مبيته على
فراش رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
ليقتل بدله، ويصير
فداء له، ويدفع
عنه.
و من ذلك:
أنّه أوّل
مبارز يوم بدر
من المسلمين،
وعمّه وابن
عمّه.
و من ذلك:
قتله سبعة وستّين
بحضرة رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
في ذلك اليوم،
وهو معجز،
فليس في
العادة أن
يقوى بنو
جنسنا على هذه
العدّة من
القتل.
و من ذلك:
قتله لسبعة من
بيت واحد يوم
أحد، أصحاب
الرايات، وهم
بنو طلحة،
رواه الناصر
الكبير عليه
السّلام «1».
______________________________
(1)- هو الحسن بن
عليّ، الملقب
بالناصر
للحقّ الكبير
الأطروش (في
مقابل الناصر
الصغير، وهو
الحسن أو
الحسين بن
عليّ أو أحمد)
والد أمّ الشريفين
الرضي
المرتضى (رحمة
اللّه عليهما)،
وهو من-
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:112
و
له في ذلك
اليوم من
الثّبات، ما
ظهر له ذو الفقار،
إمّا من
السّماء، على
ما رواه قوم،
وتأوّلوا
عليه قوله: وَأَنْزَلْنَا
الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ «1».
و روي
أنّه كان سعفة
نخل، فما فعله
فيه فإنّما
كان معجزا وكرامة،
وبيانا
لشجاعته وثباته،
وفي ذلك اليوم
جاء النداء من
السّماء:
«لا فتى
إلّا علّي، ولا
سيف إلّا ذو
الفقار».
و هذا معلوم
ضرورة أنّ فيه
ورد هذا
القول.
و له في
ذلك اليوم
شهادة
جبرئيل، حيث
قال: هذا هو
المواساة،
واساك بروحه.
فقال
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله:
«من أولى بها
منه، وهو منّي
وأنا منه، وهو
منّي بمنزلة
هارون من
موسى،
اللّهمّ اشدد أزري
به».
و له يوم
الأحزاب قتل
عمرو بن
عبدودّ- قيل
إنّه لم يكن
في العرب أشجع
منه، ولا أكبر
جثّة- وأسقط
عنه رجليه
بضربة واحدة،
ثمّ حزّ رأسه،
وقتل ولده، وهاجت
الرّياح، وانهزم
الكفّار.
و في ذلك
اليوم لمّا
ضربه عمرو على
رأسه، نفث عليه
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
حتّى برىء من
الضّربة وقال
له: «أين أكون
إذا أخضب هذا
بهذا على هذا
المقام».
و فيه
معجزات، فهو
شجاعته، ومعجزات
لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله.
ثمّ يوم
خيبر قتله لمن
قدّه بنصفين،
وقد اختلفوا
في اسمه، وليس
في العادة أن
______________________________
- بني الحسين
عليه
السّلام، وينتهي
نسبه إلى عمر
الأشراف ابن
الإمام زين
العابدين عليه
السّلام، وكان
شيخ
الطالبيّين والشيعة
وعالمهم وزادهم
وشاعرهم، ملك
بلاد الديلم والجبل،
وجرت له حروب
عظيمة مع
السامانيّة،
توفّي بطبرستان
سنة 1304 ه وقبره
الآن بمدينة
آمل وعليه قبة
عظيمة، ولا
زال مزارا
يتبرك به الناس.
(1)- سورة
الحديد: آية 25
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:113
تعمل
ضربة إنسان،
في الخوذة والعمامة
والجوشن والبدن
إلى القربوس،
فيقطعه
بنصفين.
و في ذلك
اليوم حاول
وجده حتى فرّق
من بالحصن، وتترّس
بباب ثقيل،
عند كسر
درقته، وفيه
هزّ الحصن
كلّه، وفيه
قلع الباب من
الحديد، وفيه
إمساك الباب
على يده، حتّى
عبر عليه عسكر
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله.
و قد روي
أنّه رمي من
المنجنيق،
إلى حصن ذات السّلاسل،
وسيوف
مجرّدة، فلم
يبال
بالرّمي، ولا
بالسّيوف
حتّى فتح.
و له يوم
حنين الوقوف
في وسط أربعة
وعشرين ألفا،
إلى أن ظهر
المدد من
السّماء، وهو
الذي أسر
ركانة أشجع
العرب، وأسر
عمرو بن معدى
كرب، حتّى فتح
اللّه به من بلاد
العجم ما فتح،
وقتل بنهاوند.
و في
فرسه نزل وَالْعادِياتِ «1»، وله
ذلك الفتح
العظيم.
و هو
الذي قال: «لا
ابالي، وقعت
على الموت، أو
وقع الموت
عليّ».
و ليس
هذا إلّا له.
و هو كان
لا يكون على
ظهره بجوشنه
حديد، فسئل عن
ذلك فقال:
«إنّما
يحتاج إليه من
يهرب من
عدوّه، فيحفظ
ظهره، وأنا لا
أهرب»!
و هو
الذي قيل له:
ألا تقاتل على
الفرس؟
فقال:
«إنّ الفرس
يحتاج إليه من
يهرب من العدوّ،
أو يهرب
العدوّ منه
فيلحقه، وأنا
لا أهرب، ولا
أترك العدوّ
يهرب، فالبغل
والفرس سواء».
و هو
الذي روي فيه:
أنّه لحق
العدوّ، فلم
يضربه، بعد أن
أراد طعنه،
فسأله الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله عن
ذلك فقال:
______________________________
(1)- سورة
العاديات: آية
1
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:114
«لمّا
لحقته شتم
امّي، فخشيت
أن أضربه لحظّ
نفسي، فتركته
حتّى سكن ما
بي، ثمّ قتلته
في اللّه
تعالى».
و في هذا
المقام ......
الشجاعة والإخلاص،
والتجريد
للّه.
و له
المقام
المشهور يوم
الجمل، حتى
بلغ الأيدي
إلى قطعه من
صدر الجمل،
ثمّ قطع رجله
حتى سقط.
و له يوم
صفّين ووصيّته
بالشّجاعة لقومه
بقوله:
«قلقلوا
السّيوف، وثبّتوا
وطأتكم، واصبروا
على عدوّكم، ولا
تستشعروا
الخوف منهم، واعلموا
أنّكم في سبيل
اللّه
تقاتلون، ومع
ابن عمّ رسول
اللّه».
و له
ليلة الهرير
ستّمائة
تكبيرة، أسقط
بكلّ تكبيرة
عدوّا من
أعداء اللّه.
و له يوم
النّهروان، وقتله
للخوارج، وهو
اليوم
المشهور.
و ذكرنا
المشاهير من
مقاماته، وله
يوم بدر، رواه
الخلق أنّه لم
يكن عند رسول اللّه
ماء، فمرّ
يحمل الماء
إلى وسط
العدوّ، وهم
على بئر بدر،
فدخل فيما
بينهم وجاء
إلى البئر ونزل،
وملأ
السّطيحة «1»، ووضعها
على رأس
البئر، فسمع
حسّا وآثارا
لمن يقصده،
فنزل في
البئر، فلمّا
سكن صعد فرأى
الماء
مصبوبا، ثمّ
نزل ثانيا
فكان مثل ذلك،
فنزل ثالثا وحمل
الماء، ولم
يصعد به بل
صعد بنفسه
حاملا للماء،
فلمّا جاء إلى
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله ضحك
في وجهه.
قال: أنت
تحدّث أم أنا؟
فقال: بل
أنت يا رسول
اللّه، فكلامك
أحلى.
فقصّ
عليه ثمّ قال:
كان ذلك
جبرئيل،
يجرّب شجاعتك،
ويري
الملائكة
ثبات قلبك.
______________________________
(1)- السطيحة،
المزادة تكون
من جلدين، وهى
من أوانى
المياه
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:115
هذه
ثلاثون مقاما
في شجاعته، وفي
افراد
المغازي أكثر
من هذا
بضعفين،
لكنّا
اعتمدنا على
الأشهر.
***
امّا الفصل
السابع عشر «1» فقد
سلف القول
فيه.
***______________________________
(1)- هكذا في
الأصل، دون
الإشارة إلى
الفصل السادس
عشر.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:117
و امّا
[الفصل]
الثامن عشر
[امتداحه عليه
السّلام في الكتاب
والسنّة]
فانّ
المرء يشرّف
بمدح من يعتدّ
بمدحته، وليس
لأحد من
الصّحابة ما
له من المدح
في كتاب اللّه
تعالى، وعلى
لسان رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله،
وجملة
الصّحابة، ونحن
نذكر من ذلك
طرفا، ونعدّ
ما تفرّد به
في هذا الباب
ليعرف محلّه.
فأوّل
ذلك في قوله:
أنا المستثنى
من قوله
تعالى:
إِنَّ
الْإِنْسانَ
خُلِقَ
هَلُوعاً
إِذا مَسَّهُ
الشَّرُّ
جَزُوعاً وَإِذا
مَسَّهُ
الْخَيْرُ
مَنُوعاً
إِلَّا الْمُصَلِّينَ «1»،
فسماّه
مصلّيا على
جهة المدح.
و كذلك
سماّه أسدا في
قوله:
كَأَنَّهُمْ
حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ مِنْ
قَسْوَرَةٍ «2».
و وصفه
بأنّه باع
نفسه في طلب
مرضاة اللّه
في قوله: وَمِنَ
النَّاسِ
مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ
ابْتِغاءَ
مَرْضاتِ
اللَّهِ «3».
______________________________
(1)- سورة
المعارج: آية 19
(2)- سورة
المدثر: آية 50
(3)- سورة
البقرة: آية 207
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:118
و
وصفه بأنّه
تالي الرّسول
صلّى اللّه
عليه وآله، وشاهد
منه في قوله: وَيَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ «1».
و وصفه
بأنّه صالح
المؤمنين.
و في
القرآن خمسة
عشرة آية
دلالات على
إمامته، على
ما بيّناه في
الاستيفاء،
كلّها صفات مدح.
و من
الآيات ما فيه
مدحان وثلاثة،
كقوله: وَالَّذِينَ
آمَنُوا
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ
الزَّكاةَ وَهُمْ
راكِعُونَ «2»،
فيه وصفه
بالايمان على
القطع، وبالصّلاة
والزكاة، وكونه
راكعا ومزكّيا
فيه، وكونه
وليا
للمؤمنين
كلّهم كولاية
اللّه.
و كذلك
قوله: وَيَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ «3»،
فكونه تاليا
لرسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله
مدح، وكونه
شاهدا مدح، وكونه
من رسول اللّه
مدح.
فهذه
أكثر من عشرين
مدحا في كتاب
اللّه، لا يشاركه
أحد فيها من
الصّدر
الأوّل.
و ذكرنا
له ثمانين
إسما في
القرآن والسّنة،
ليست إلّا له،
فهذه مائة من
الكتاب والسّنة.
و قد
علمنا أنّ
النبيّ صلّى
اللّه عليه وآله
ذكر فيه
ألفاظا، غير
ما ذكرنا من
صفات المدح،
كلّ خصلة صفة
مدح مفرد، لا
يشاركه فيه
القوم.
فمن ذلك:
جمعه إيّاه
بين نفسه وبينه
في امور
كثيرة، كلّ
لفظة تفيد
مدحا خاصّا
له، وهذا نحو
قوله: «عليّ
منّي وأنا منه،
من آذى عليّا
فقد آذاني، ومن
آذاني فقد آذى
اللّه، ومن
آذى اللّه
يوشك أن ينتقم
منه».
فكونه
من رسول اللّه
مدح، وكون
الرسول منه
مدح آخر، ومن
آذاه آذى
______________________________
(1)- سورة هود:
آية 17
(2)- سورة
المائدة: آية 55
(3)- سورة
هود: آية 17.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:119
رسول
اللّه ثالث، ومن
آذى رسول
اللّه وآذاه،
يورث
الانتقام من
اللّه، وهذه
الألفاظ فيه
خاصّة، ما
ادّعي واحد
منها لأحد من
المشايخ.
و فيه
قوله صلّى
اللّه عليه وآله:
«حبّك يا عليّ
إيمان وبغضك
نفاق»، حتى
قال أبو سعيد
الخدريّ:
«كنّا إذا ارتبنا
بإيمان
إنسان، وجوّزنا
نفاقه،
تذاكرنا
عليّا، فإذا
وجدنا عليه
أثر
التّغيير،
حكمنا بأنّه
منافق».
و ليس
لأحد منهم أنّ
حبّه إيمان
على القطع، وبغضه
نفاق.
و روى
عليّ بن مجاهد «1» في
«التاريخ» عنه
صلّى اللّه
عليه وآله
أنّه قال:
«عليّ
خير البشر،
فمن أبى فقد
كفر، ومن رضي
فقد شكر».
يعني به
خير البشر في
زمانه من
امّته «2»، وأراد
بالكفر الردّ
عليه، وأراد
بالشّكر
تلقّي
المعرفة بهذا
بأنّه نعمة؛
فرضي به وشكر،
و ليس
هذا في القوم
كونه خير
البشر، ومن
يأبى يكفر،
فهما خلّتان
تفرّد بهما.
و من هذا
قول الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله:
«إنّه مني»،
نحو قوله
لجبرئيل يوم
احد:
«إنّه
منّي وأنا
منه».
و قول
جبرئيل له في
حديث سورة
براءة: «لا
يصلح لذلك
إلّا أنت أو
رجل منك».
فهذه
الكلمة في هذه
المواضع
الخمسة تفرّد
بها، كلّ موضع
يضمن شرفا وفضيلة،
ونيابة عن
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله، والقيام
مقامه فيما
كان الرسول
يجب أن يقوم
به.
______________________________
(1)- هو على بن
مجاهد بن مسلم
بن رفيع
المراديّ، ويعرف
بابن
الكابلى، ولد
سنة 100 في الري،
محدث اخبارى،
قدم بغداد، وحدّث
بها، توفى سنة
182 ه، له «كتاب
المغازى»، و«كتاب
اخبار بنى
اميّة»، وقد
استقى الطبرى
والمدائنى والمسعودى
من الكتابين
فى تدوين
مصنفاتهم التاريخيه.
(2)- بل إنّ
اطلاق قوله
صلّى اللّه
عليه وآله
يفيد أنّه
عليه السّلام
خير البشر على
الإطلاق- عدا
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله- وفى
جميع الازمنة
والأمكنه، من
غير اختصاص
بزمان دون
زمان.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:120
ثمّ
جمع صلّى
اللّه عليه وآله
بينه وبين
نفسه في مواضع
كثيرة، كلّ
واحد منها نوع
من المدح، ليس
إلّا له، ونحن
نجمع ذلك
ليعرّف
التعدّد:
فمن ذلك
قوله له: «أنا وأنت
يا عليّ أبوا
هذه الامّة».
أي
يلزمك القيام
بمصالح
الامّة، كما يلزمني
على وجه شفقة
الآباء، ولم
يقل لأحد منهم
هذا.
و منه
قوله: «أنت
منّي كضوء من
الضوء».
أي فضلك
وعلمك ودينك ونورك
كفضلي،
بمنزلة نورين
وسراجين، إذا
وضعتهما لم
يتميّز أحد
النّورين من
الآخر، وإن
كان أحدهما
أعظم وأكثر
نورا.
أو قال:
«أنت منّي
كزريّ من
قميصي».
أي كما
أنّ القميص
يكمل ويصلح
للتجمّل
بالزّرّ، وهو
آخر شيء،
كذلك الدّين
يتمّ بعليّ
تمام القميص،
والقميص هو
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
وهو بمنزلة
الزرّ.
و قال:
«أنت منّي
كرأسي من
جسدي».
أي أنّك
رأس في ديني،
كما أنّ رأسي
به قوام جسدي.
و قال:
«أنت منّي
كروحي من
جسدي».
أي بقاء
ديني بك، كما
أنّ بقاء
الجسد بالروح.
و قال:
«أنت منّي
بمنزلة هارون
من موسى».
أي أنت
خليفتي في
قومي، كما كان
هارون.
و قال:
«أنت منّي
كيوشع بن نون
من موسى».
أي أنت
وصيّي وخليفتي
كيوشع، ورواه
عليّ بن مجاهد
في «التاريخ».
و قال:
«أنا مدينة
العلم وعليّ
بابها، فمن
أراد العلم
فليأت الباب».
و قال:
«أنا مدينة
الحكمة وعليّ
بابها، فمن
أراد الحكمة
فليأت الباب».
و قال في
حديث خيبر
لعليّ: «أنت
وليّي، ووصيّي،
وقاضي ديني، ومنجز
كتاب
المراتب،
البستي 121
واما[الفصل]
الثامن
عشر[امتداحه
عليه السلام
في الكتاب والسنة]
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:121
وعدي،
وخليفتي من
بعدي».
و كلّ
ذلك اختصاص له
به، لم يرد
لأحد منهم مثل
هذا.
فهذه
عشرون وصفا،
جمع بين نفسه
وبين عليّ،
كلّ واحد يعدّ
شرفا خاصّا
ليس إلّا له.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:123
الفصل
التاسع عشر
[ممّا تفرّد
به عليه
السّلام من
الشرف]
فامّا
هذا الفصل من
الشّرف،
فلعليّ عليه
السّلام فيه
امور تفرّد
بها:
فمن ذلك:
أنّه استنابه
ليبيت على
فراشه ليلة الغار،
باذلا لمهجته.
و منه:
أنّه استنابه
في ردّ ودائع
الناس عند الهجرة،
ولم يستنب
سواه.
و منها:
أنّه استنابه
في نقل الحرم
إلى المدينة
بعده بثلاثة
أيّام.
و منها:
أنّه استنابه
في اداء سورة
براءة.
و منها:
أنّه استنابه
في إصلاح ما
أفسد خالد.
و
استنابه يوم
أحد في أخذ
الراية، وقتاله
لبني طلحة،
حتّى قتل منهم
سبعة.
و
استنابه حتى
أخرجه إلى
اليمن، قاضيا
وحاكما، ونائبا
عنه.
و استنابه
في نحر باقي
إبله فيما زاد
على ثلاث وستّين.
و
استنابه حين
أوصى إليه في
خاصّ أمره، وفي
عموم الامّة.
و
استنابه في
دفنه وتجهيزه.
و ما روي
أنّه استناب
المشايخ في
شيء من هذه الامور،
إلّا ما روي
في أبي بكر
أنّه استنابه في
الحجّ، وفي
قوله: «مرن أبا
بكر أن يصلّي
بالناس» وكلّ
الموضعين
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:124
فيه
خلاف «1».
و قد
استنابه في
أمر أعظم من
هذا كلّه يوم
الفتح، فإنّه
وقف له حتّى
صعد على كتفه،
وتعلّق بسطح
البيت وصعد، وكان
يقلع الأصنام
بحيث يهزّ
حيطان البيت،
ثمّ يرمي بها
فتنكسر، فإن
شئت جعلت هذا
مفردا:
[أولا]:
فإنّه مقام
قدم رسول
اللّه،
كالحجر الذي
هو مقام
إبراهيم، في
أنّ له شرفا
على كلّ حجر،
لكونه مقاما
لقدم الخليل،
فكذلك يجب أن
يشرف عليّ على
كلّ بني جنسه.
الثاني:
أنّ الرسول
صار مقاما
لقدمه.
و فيه:
أنّه كسّر
الأصنام وتفرّد
به.
فتكون
هذه ثلاث خلال
له لا يشاركه
القوم فيها.
***
الفصل
العشرون
فامّا ما
ذكرناه في
ثامن عشر، وتاسع
عشر فقد
بيّنا، وكذلك
فصل العشرين،
ذكرنا
ما فيه من
النصوص على
إمامته وبيّنا
عدده.
***______________________________
(1)- إمّا
الثاني فمتفق
على أنّه لم
يصدر منه صلّى
اللّه عليه وآله
ذلك، بل
قالتها
عائشة، وحينما
علم بذلك
النبي صلّى
اللّه عليه وآله
وأنّه وقف
ليصلّي
بالنّاس، خرج
وقد أنهكه
المرض، متكأ
على عليّ بن
أبي طالب عليه
السّلام والعبّاس
عمّه، فنحّى
أبا بكر عن
المحراب وصلّى
هو بالنّاس.
راجع تفاصيل
ذلك في «رسالة
في صلاة أبي
بكر» في «الرسائل
العشر في
الأحاديث
الموضوعة في
كتب السنّة»
للعلّامة
السيّد علي
الحسيني
الميلاني.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:125
فامّا الفصل
الحادي والعشرون
[ممّا تفرّد
به عليه
السّلام في
فضائله
الباطنيّة]
و ما
يتضمّنه من
تعريف باطنه،
ففيه ألفاظ
كثيرة، نحن
نعدّ لك كلّ
واحد ممّا
تفرّد به:
أحدها:
قوله: «من كنت
مولاه فهذا
عليّ مولاه»،
وقد حمل على
أنّ باطنه
كظاهره، ويلزم
مولاته على
القطع،
كموالاة
النبي صلّى اللّه
عليه وآله.
و ثانيه:
قوله: «أنت
منّي بمنزلة
هارون من
موسى»، وكان
مقطوعا على
مغيبه، كذلك
يلزم في عليّ.
و قوله:
«أنت أخي في
الدّنيا والآخرة»،
ثالث ما جاء
فيه وحده.
و
الرابع: قوله:
«أنت صاحب
رايتي في
الدّنيا والآخرة».
و
الخامس: قوله:
«أنت قسيم
الجنّة والنّار».
و
السادس: ما في
قوله:
فَأَذَّنَ
مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ
أَنْ لَعْنَةُ
اللَّهِ
عَلَى
الظَّالِمِينَ «1».
قال علي: أنا
المؤذّن على
الأعراف
بهذا، وحمزة وعبيدة.
______________________________
(1)- سورة
الاعراف: آية 44
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:126
و
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم في حديث
خيبر: «أنت
أوّل من تنشّق
عنه القبر
بعدي».
و
السابع: قوله:
«أوّل من يكسى
معي».
و
الثامن: قوله:
«أوّل من يدخل
الجنّة معي».
و
التاسع: قوله:
«و منزلك في
الجنّة حذاء
منزلي، كمنزل
الأخوين».
و
العاشر: قوله
تعالى:
فَوَقاهُمُ
اللَّهُ
شَرَّ ذلِكَ
الْيَوْمِ «1».
و
الحادي عشر:
قوله: وَلَقَّاهُمْ
نَضْرَةً وَسُرُوراً «1».
و
الثاني عشر:
قوله: وَجَزاهُمْ
بِما
صَبَرُوا
جَنَّةً وَحَرِيراً «1».
و
الثالث عشر:
قوله: وَإِذا
رَأَيْتَ
ثَمَّ
رَأَيْتَ
نَعِيماً وَمُلْكاً
كَبِيراً «2»
الآية إلى
مَشْكُوراً.
و
السادس عشر:
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم للحسن والحسين:
«إنّهما سيّدا
شباب أهل
الجنّة، وأبوهما
خير منهما».
و
السابع عشر:
قوله: «عليّ مع
الحقّ، والحقّ
مع عليّ».
و
الثامن عشر:
قوله: «كلّ نسب
وحسب منقطع،
إلّا نسبي وحسبي»،
فأخبر أنّ
صحبته مع
فاطمة عليها
السّلام لا
ينقطع، وأخبر
عنها أنّها
يوم القيامة
يقع النداء:
«غضّوا
أبصاركم حتّى
تجوز فاطمة»
عليها السّلام.
و لا خلاف
أنّ عليا أفضل
منها، فيجب أن
تعرف عصمته وعاقبته.
و
التاسع عشر:
قوله يوم
الخندق: «من
يخرج إلى عمرو
بن عبد ودّ
أنا ضامن له
الجنّة»؛ فخرج
عليّ وحمل
الظمان
بالجنّة.
______________________________
(1)- سورة
الانسان: آية 11
(2)- سورة
الانسان: آية 20
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:127
و
العشرون: قوله
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يوم خيبر: «و
اللّه
لأعطينّ
الراية رجلا يحبّ
اللّه ورسوله،
ويحبّه اللّه
ورسوله»، ومثل
هذا قال في
حديث زينب على
وجه القطع على
مغيبه.
فهذه
عشرون كلمة،
كلّ كلمة تدلّ
على أنّه معصوم
عن الكبائر،
مقطوع على
باطنه، وأنّه
مع الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
في الدّنيا والآخرة،
ولم يرد مثل
هذا في أحد من
المشايخ.
فإن زعم
المخالف أنّه
قال: عشرة في
الجنّة «1».
قيل له:
هذا عند
شيوخنا
المعتزلة خبر
عن الحال، دون
القطع على
باطنهم، فقد
وجد من طلحة والزّبير،
الفسق والبغي
والنكث، وانهزم
عمر وعثمان
يوم أحد، وتركا
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
ونكثوا ما
بايعوه عليه.
فإن قال:
هو خبر عن
العاقبة.
قيل له:
ليس في الظاهر
هذا، بل هو
خبر عن الحال،
أنّهم الآن في
الجنّة.
فإن قال:
فقد قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم في أبي
بكر وعمر:
«سيّدا كهول
أهل الجنّة».
قيل له:
لا يكون في
الجنّة كهل،
بل كلّهم جرد
مرد مكحلون،
فإن صحّ فهو
خبر عن الحال،
أي هما الآن
سيّدا كلّ كهل
يستحقّ
الجنة، فلا
يدخل فيه أمير
المؤمنين،
لأنّه كان
أصغر منهم
سنّا، في حيّز
الشّباب، ولا
يدخل الحسن والحسين
عليهما السّلام،
لكونهما
صغيرين غير
كهلين، فصحّ
تفرّده عليه
السّلام بهذه
الامور
الدالّة على عصمته،
ولا مشارك له
فيها من
القوم.
و
الحادي والعشرون:
خبر الطّير وقوله:
«اللّهمّ
ائتني بأحبّ
خلقك إليك،
يأكل معي من
هذا الطّير».
و قد صحّ
الخبر بإجماع
الصّحابة والعترة،
عند الشيعة والمعتزلة
والبتريّة «2».
______________________________
(1)- اشارة الى
الحديث
المكذوب على
رسول اللّه (صلّى
اللّه عليه وآله)
في العشرة
المبشرة
بالجنّة.
(2)- فرقة
من فرق
الزيديّة من
اتباع الحسن
بن صالح بن
حىّ الهمداني
الثوري
الكوفي (100- 186 ه)-
كتاب المراتب،
البستي ،ص:128
و
أحبّهم عند
اللّه، هو
أعظمهم ثوابا
وأكثرهم
طاعة، ولا
يجوز أن يكون
كذلك من يفجر
ويفسق ويصير
عدوّا له!
و
الثاني والعشرون:
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم في خبر
عائشة: «أنا
سيّد النّاس،
وعليّ سيّد
العرب»، ولم
يقيّد
بالدنيا دون
الآخرة، فكلّ
عربيّ في
الآخرة في
الجنّة، يجب
أن يكون عليّ
سيّده وأفضل
منه، بحقّ
الظّاهر.
و
الثالث والعشرون:
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «إذا كان
يوم القيامة
آتي أنا، وفاطمة
آخذة بحجزتي «1»، وأنت
آخذ بحجزتها،
والحسن والحسين
عليهم
السّلام
آخذان
بحجزتك، والشّيعة
معهما، ويصير
الكلّ إلى
الجنّة».
و
الرابع والعشرون:
الخبر
المشهور أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
قال: «إذا كان
يوم القيامة،
وحضر الناس،
يوضع منبر من
لؤلؤ عن يمين
العرش، وآخر
عن يسار
العرش،
الأوّل لي، والثاني
لإبراهيم
عليه
السّلام، ويوضع
كرسي من نور
بينهما لك يا
عليّ، فما
ظنّك بحبيب
بين حبيبين».
و
الخامس والعشرون:
ما قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «إذا كان
يوم القيامة،
أقف على
الحوض، وأنت
يا عليّ والحسن
والحسين
تسقيان
شيعتنا، وتطردان
أعدائنا».
و الخبر
يدلّ على عصمة
الكلّ.
و
المخالف من
أهل
الحشويّة،
ربّما روى أنّه
يقف المشايخ
الأربعة على
أركان الحوض،
من أبغض واحدا
منهم يحيل
بعضهم على
بعض، ولا
يسقيه أحد!
و هذا
الخبر ضعيف
السّند، عليه
علامة كونه كذبا،
وهو بخلاف
القرآن، فإنّ
اللّه
______________________________
- والشاعر
كثير النواء،
ووصفهم سعد بن
عبد اللّه
الاشعرى فى
كتابه
(المقالات والفرق)
بأنّهم
يعتقدون (أنّ
عليا عليه
السّلام هو
افضل الناس
بعد رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وأولاهم
بالامامة، وأنّ
بيعة أبى بكر
ليست بخطاء، ووقفوا
في عثمان، وثبتوا
حزب علي عليه
السّلام وشهدوا
على مخالفيه
بالنار».
(1)-
الحجزة معقد شدّ
الأزار.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:129
تعالى
وجلّ اسمه
قال: إِنَّ
الْأَبْرارَ
يَشْرَبُونَ
مِنْ كَأْسٍ
كانَ
مِزاجُها
كافُوراً
عَيْناً
يَشْرَبُ
بِها عِبادُ
اللَّهِ
يُفَجِّرُونَها
تَفْجِيراً «1»، بيّن
أنّهم
يفجّرونها ويستخرجونها،
ويسقون الناس
منها، وبيّن
أنّ العباد
الذين هذا
وصفهم، هم
الّذين يوفون
بالنّذر، ويخافون
يوما،
فالقرآن يشهد
بصحّة ما
روينا، دون ما
وضعوه في
مقابلة
حديثنا.
و معنى
اجماع
العترة، أنّ
الحوض لهم وهم
يسقون.
و
السادس والعشرون:
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم لعليّ:
«يا عليّ
خلقنا نحن من
شجرة واحدة،
أنا أصلها، وفاطمة
فرعها، وأنت
لقاحها، والحسن
والحسين
ثمرتها، وشيعتنا
ورقها، ومن
تعلّق بغصن من
أغصانها
أدخله اللّه
الجنّة»، على
ما روينا من
تمام الحديث.
و
السابع والعشرون:
ما في حديث
زينب بنت جحش،
رواه لنا قاضي
القضاة أبو
الحسن أنّه
قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «لو أنّ
رجلا عبد
اللّه مائة
ألف عام بعد ألف
عام، بين
الرّكن والمقام،
ثمّ لقي اللّه
تعالى جلّ
اسمه، وفي
قلبه مثقال
ذرّة من بغض
عليّ عليه
السّلام،
لكبّه اللّه
على منخريه في
النّار».
و هذا لا
يكون إلّا
لمعصوم،
يستمر حاله
إلى يوم
القيامة،
فإنّ الفاسق
يجب أن يبغض ولا
يوالي.
و
الثامن والعشرون:
حديث آية
التّطهير، وأنّها
لمّا نزلت دخل
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله وسلم بيت
فاطمة وهم
نيام،
فانزعجوا
لدخوله، فقال
كما أنتم، وجاء
النبيّ صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وأدخل
رجله بين صدر
عليّ وفاطمة،
وأخذ رأس عليّ
والحسن على
يمينه، ورأس
فاطمة والحسين
على شماله،
صلوات اللّه
عليهم أجمعين،
ورفعهما إلى
السّماء وقال:
«اللهمّ
هؤلاء أهل
بيتي، فأذهب
عنهم الرّجس،
وطهّرهم
تطهيرا،
اللهمّ هؤلاء
أحقّ».
______________________________
(1)- سورة
الانسان: آية 5
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:130
فقالت
امّ سلمة
أيضا: وأنا
منكم يا رسول
اللّه؟
فقال:
أنت إلى خير.
و قال
جبرئيل عليه
السّلام، وقد
أدخل رجليه
تحت العباء: وأنا
منكم يا رسول
اللّه؟
فقال: وأنت
منّا، فصعد
السّماء ويفتخر
ويقول: «من
مثلي، وأنا من
أهل بيت محمّد
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم».
أي ليس
في الملائكة
لي نظير في
هذا المعنى.
و هذا
الخبر يدلّ
على عصمتهم،
فإنّ النبيّ
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
...... «1»،
ويدلّ على
شرفهم بكون
جبريل منهم، ويدلّ
على أنّهم
بحيث يزداد
نبيّ
الأنبياء، ورسولّ
الرّسل، بهم
فخرا.
فهذه
ثلاث خلال من
الاختصاص،
يدلّ على
عصمتهم، وكونهم
أفضل من
الجماعة،
فهذه تمام
الثلاثين.
و
الحادي والثلاثون:
حديث خيبر،
لمّا أركبه
رسول اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وعمّمه
بيده، وألبسه
ثيابه، وأركبه
بغلته، ثمّ
قال:
«امض يا
عليّ، وجبريل
عن يمينك، وميكائيل
عن يسارك، وعزرائيل
أمامك وإسرافيل،
ونصرة اللّه
فوقك، ودعائي
خلفك».
فمن هذا
وصفه لا يجوز
أن يصير عدوّا
للّه بعد هذا
أبدا.
و
الثاني والثلاثون:
حديث
التّفاح، وقد
رواه لنا
سادات أهل
البيت، وفيه:
«تحية من
الطالب ...... «1»
لعليّ بن أبي
طالب». ولا
يكون هذا لمن
يصير عدوّه من
بعد، فيدلّ
على عصمته وعاقبته
واختصاصه بما
ليس لغيره.
______________________________
(1)- كلمة غير
مقروءة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:131
و
الثالث والثلاثون:
حديث:
«الرّمان طعام
الجنّة، ولا
يأكله في
الدّنيا إلّا
نبي أو ولد
نبيّ، ووصيّ وولد
وصيّ».
و هذا
يدلّ على أنّ
هذا من أهل الجنّة
في الدّنيا،
حتّى يأكل من
طعام الجنّة في
الدنيا.
و
الرابع والثلاثون:
رواه قوم من
الشّيعة، أنّ
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
لمّا عرج به
إلى السّماء،
رأى صورة عليّ
عليه السّلام
في السّماء،
حتّى لم يغادر
منه شيئا
بظنّه عليّا.
فقال: يا
أبا الحسن، كيف
سبقتني إلى
هذا المكان؟
فقال له
جبريل: ليس
هذا عليّ بن
أبي طالب، هذا
ملك على
صورته، فإنّ
الملائكة من
كثرة ما سمعوا
من فضل عليّ
عليه السّلام
اشتاقوا
إليه، فسألوا
ربّهم أن يكون
لهم من على
صورته فيرونه.
و العقل
لا يمنع من
صحة هذا
الخبر، فانه
يدلّ على
الفضل والكمال،
وأنّه محبوب
الى
الملائكة،
معظّم الشأن،
مقطوع على
معيتّه.
و
الخامس والثلاثون:
ما في حديث
فاطمة عليها
السّلام عند
التزويج أنّه
قال: «أما
ترضين أنّ
اللّه اطّلع
على أهل
الأرض، واختار
رجلا فجعله
أباك، ثمّ
اطّلع ثانيا،
واختار منهم
رجلا فجعله
زوجك».
و لعلّ
[من] هذا
الجنس خمسين
حديثا، لكن
تركت الغريب
منه، وما ينبو «1» قلب
المخالف منه!
و في هذا
المعنى
معصوم، وأنّه
في الدنيا والآخرة
سيّد
الوصيّين، وأمير
المؤمنين، وإمام
المتّقين، وقائد
الغرّ
المحجّلين،
[كما] في حديث
جبريل.
فهذه
تمام
الأربعين.
______________________________
(1)- عدم القبول
ونفور الطبع
عن الشى.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:132
و
فيه إجماع
العترة على
أنّ له هذه
[الخاصة]؛ فيما
ظهر له من
الكرامات وعليه
من المعجزات.
*** وأعلم
أنّ هذه
الكرامات والمعجزات
ثلاثة أنواع:
نوع
منها: نقض
عادة، كسائر
معجزات الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
و
الثاني: إخبار
عن الغيب فيه.
و
الثالث: ما
ظهر في
المتّصلين
به، من علم
الغيب وغيره.
و نحن
[نورد] ذلك ما
يحضرنا، وما
روي، وهو
مشهور.
فمن ذلك:
ردّ الشّمس
لأجله، حتّى
صلّى العصر في
وقته، وقد
اختلفوا في
أنّه متى كان
هذا، وفي أي
حرب.
فمنهم
من قال: كان
ذلك يوم
الخندق، لقول
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم في
الكفّار:
«شغلونا
عن الصّلاة
الوسطى، أضرم
اللّه فيهم نارا».
و منهم
من قال: كان
ذلك يوم خيبر،
لشّغله بفتح الحصن.
و منهم
من قال: كان
ذلك يوم حنين،
وقد لقي في
الصّف وحوله
أربعة وعشرون
ألفا من
هوازن، حتّى
أنزل اللّه
الملائكة ...... «1» هو والزبير
إلى رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم.
و
الملحدة ينكر
هذا ولا
تجوّزه، تقول:
لو انصرفت
لحظة لفسد
الفلك، وفسد
الحساب، وبطل
نظام العالم!
و أهل
الحديث
يزعمون أنّ
هذا لا يصحّ
من طريق صحيح،
على شرط أصحاب
الحديث!
و قد
أكثر
الشّعراء في
هذا، ونقله
أهل البيت وتظاهر
في الشيعة، وذكروا
ذلك في
______________________________
(1)- كلمة
مطموسة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:133
مآثره
ومناقبه.
و نحن قد
شرطنا أنّ
ننقل ما روي واشتهر،
ولم يرد في
غيره مثله.
فامّا
استبعاد
الملحدة ذلك،
فلا وجه له،
فإنّا نقول
اللّه تعالى
يردّها، ويردّ
الفلك معها، ولا
يختلف الحساب
والحركات. وإنّما
كان يجب ذلك
لو انصرفت هي
دون الفلك كلّه.
و يجوز
فيه وجه آخر،
وهو أن يردّها
ثمّ يحدث فيها
من ...... «1» ما
يلحق
بموضعها، ولا
يظهر عن
الفلك، ونحن نبني
هذا على حدوث
العالم، وإثبات
المحدث والمحرّك
للفلك،
بكواكبه
الممسك له، ويسقط
قولهم واستبعادهم
ويسلم هذا. وهو
[معجز] ناقض
للعادة، وهو
كانشقاق
القمر،
و ممّا
يجري هذا
المجرى حديث
البساط، وما
قيل إنّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم سئل عن
الإمام
الوصيّ وعن
أصحاب الكهف؟
فقال:
الإمام يجيبه
أهل الكهف،
فأحضر بساطا وأجلس
عليه أمير
المؤمنين، وأبي
بكر وعمر، وعثمان،
فارتفع
البساط إلى
الهواء، ونزل
بهم عند
الكهف.
ثمّ قال
لهم أمير
المؤمنين:
ليدعو كلّ
واحد منكم أهل
الكهف ويكلّمهم.
فدعا
كلّ واحد
منهم، فلم
يسمع لهم
جوابا، حتى انتهى
إلى أمير
المؤمنين
عليه السّلام
فدعاهم وأجابوه،
وسألهم عن
حالهم، وما
كانوا فيه في
الغار، فلما
فرغ من ذلك،
عاد البساط
بهم إلى رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم.
و هذا
حديث رواه
الشّيعة، وفيه
معجزات
ناقضات
للعادّة:
أحدها:
رفع البساط
إلى الهواء،
كما كان
لسليمان عليه
السّلام ولجنوده.
و
الثاني:
بلوغهم إلى
الكهف في
اليوم الواحد
وعودهم، كما
كان لسليمان
عليه
السّلام
______________________________
(1)- كلمة
مطموسة
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:134
و
لجنوده:
«غدوّها شهر ورواحها
شهر» «1».
و
الثالث:
سلامتهم عند
النزول،
كسلامتهم عند
الصّعود، والمشي
في الهواء على
الريح.
و فيه
إحياء الموتى
لأجله، وإخبارهم
عن أحوالهم،
مثل ما كان
لعيسى عليه السّلام.
فهذه
خمسة، وفيه من
نقض العادة
على وجه يكون
معجزا لنبيّ ممّن
قبل، وظهر على
يد عليّ،
كرامة له ومعجزة
لرسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله وسلم.
و من ذلك:
ما روي أنّ
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله وسلم كان
في الصّلاة،
فخاف عليّ
فوات الرّكعة،
فدخل الحجرة
فوجد هناك
طشتا وابريقا،
فتوضئ به وانصرف،
والرّسول
قائم ينتظر
حتّى يلحقه. وكان
الملك جاء
بالطّشت والإبريق
والماء، ولم
تعلم به فاطمة
عليها
السّلام ولا
من في الدار،
ولا وجد بعد
ذلك له أثر.
فهو نقض
عادة ومعجز، وأخبره
الرّسول أنّ
الملك جاء به
كرامة له، فهذا
معجز شائع.
و من هذا
ما روي أنّ
أيّام العيد
قد قربت، ولم
يكن للحسن والحسين
عليهما
السّلام ما
يلبسان،
فكانا يقولان
لفاطمة عليها
السّلام أين
ثيابنا؟
فكانت
تقول: هي تخاط
لكم إن شاء
اللّه تعالى وبه
الثّقة،
تدفعهما وتطيّب
قلبيهما،
فلمّا كان يوم
العيد، ناداها
مناد، خذي هذه
الثّياب،
فوجدت ثيابا
مخيطة، ورداء
وعمامة وخفّين
على قدر كلّ
واحد منهما، ولم
تر أحدا،
فتعجّبت من
ذلك، حتّى
أخبرها الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
أنّ الملك جاء
بهذه من عند
اللّه،
إنجازا لوعدك
منهما، وصبرا
منك على تدبير
اللّه لهما،
فهذا معجز ثامن.
و
التاسع: ما
روي أنّ فاطمة
عليها
السّلام في اليوم
الثالث ضعفت
عن الطّحن، وأدركها
______________________________
(1)- سورة سبا:
آية 12
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:135
وقت
الصلاة،
فقدّمت
الصّلاة على
طحن الشّعير،
فإذا بالرّحى
تدور على
نفسها من غير
محرّك يرى. وهو
نقض عادة،
سواء اللّه
أدارها أو أمر
ملكا يديرها.
و
العاشر من
هذا: ما روي
أنّها ربّما
اشتغلت بصلاتها
وعبادتها،
فربما لجّ «1»
ولدها؛ فيرى
المهد يحرّك
من غير محرّك
من الآدميّين.
و قيل:
إنّ اللّه كان
يبعث ملكا
حتّى يحرّك المهد،
فلا يشتغل
قلبها بولدها
في صلاتها.
و
الحادي عشر من
هذا: ما روي
أنّها يوم
الرابع ...... «2»
بالنّذر، وقد
دخل الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يتعرّف
حالهم، فدخلت
البيت وصلّت،
ودعت ربّها، وقالت
يا ربّ إنّك
تعلم ما نحن
فيه، ورسولك وأولاده
جياع، فسمعت
خشخشة فرفعت
رأسها، فإذا
هي بجفنة «3»
فيها ثريد ولحم
ورغفان،
فحملت وجاءت
بها الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
والدّخان
يصعد من
الجفنة.
فقال
لها الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم:
أنّى لك هذا
يا فاطمة؟
قالت:
«هُوَ مِنْ
عِنْدِ
اللَّهِ،
إِنَّ
اللَّهَ يَرْزُقُ
مَنْ يَشاءُ
بِغَيْرِ
حِسابٍ» «4».
فسجد
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
وقال: «الحمد
للّه الذي جعل
ابنتي شبيهة
مريم بنت
عمران عليها
السّلام، نزل
عليها رزقها
في المحراب».
و
الثاني عشر من
هذا: ما روي من
حديث التّفاح.
روى لنا
سادات بني أبي
طالب، أنّه
دخل موسى على
أبيه جعفر، وجعفر
على أبيه
الباقر، والباقر
على أبيه زين
العابدين، وزين
العابدين على
أبيه الحسين
بن
______________________________
(1)- ارتفاع
الصوت
بالبكاء وكثرتها.
(2)- كلمة
واحدة او
كلمتان غير
مقروءتان
(3)- اعظم
ما يكون من
القصاع والقدور
(4)- سورة
آل عمران: آية 37
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:136
عليّ
عليهم
السّلام، كلّ
ذلك يروى خبر
التّفاح والضّحك
من أبيه إلى
رسول اللّه
صلّى اللّه عليه
وآله وسلم، وأنّه
ناول عليّا
تفاحا، فسقط
من يده وصار
نصفين، وخرج
من وسطه
مكتوب:
«تحية ...... «1»
الطالب
الغالب لعليّ
بن أبي طالب».
و هذا
مشهور عند
علماء
العترة، والسّادة
الزيديّة، وأئمّة
الإمامية.
و
الثاني عشر:
ما روينا من
حديث
الرّمّان عند الخروج
إلى عقيق «2»،
فانّ نزول
المنديل من
السّماء، فيه
رمّان معجز،
ثمّ فقده
الرّمان من
كمّه عند
مشاهده معجز
ثاني، ثمّ
وجدانه له بعد
ذلك معجز
ثالث.
فهذه
خمس عشرة
معجزة.
و
السادس عشر:
ما رزق من
القّوة يوم
خيبر، حتّى
تترّس بباب لم
يقو على حمله
ثمانون رجلا
من أقوياء
الصّحابة،
فقلع باب
خيبر، وحرّك
الحصن، وأمسك
الباب على يده
حتّى عبر
العسكر، وضرب
الكافر على
دماغه، فقطع
الخوذة والرأس
والحلق، وما
عليه من
الجوشن، من
قدّام وخلف
إلى أن قدّه
بنصفين.
و ليس
هذا بالمعتاد
من قوى البشر،
ولهذا قال: «ما
قلعت باب خيبر
بقوّة
غذائيّة، واستطاعة
جسدانيّة،
لكن بنفس بنور
بارئها مضيئة».
و
السابع عشر:
ما روي أنّه
رمي إلى حصن
ذات السّلاسل
في المنجنيق،
ونزل على حائط
الحصن، وكان
الحصن قد شدّ
على حيطانه
بسلاسل فيها
غراير من تبن
أو قطن، حتّى
لا يعمل فيه
المنجنيق إذا
رمي إليها
الحجر، فمرّ
في الهواء والتّرس
تحت قدمه، ونزل
على الحائط، وضرب
السّلسلة
ضربة واحدة
فقطعها، وسقطت
الغراير، وفتح
الحصن. حتّى
تقول قصّاص
الشيعة، أنّه
شارك إبراهيم
عليه السّلام
في الرّمي من
المنجنيق، ورمي
إبراهيم
مشدودا
مكرها، وهذا
مختارا، وذاك
إلى النار، وهذا
إلى
______________________________
(1)- كلمة غير
مقروءة
(2)- عقيق:
واد بأطراف
المدينة
كثيرة المياه
والنخل.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:137
السّيوف،
وسلما جميعا،
ولم يرو للقوم
مثل هذه.
و له
ثامن عشر: يوم
بدر في ذهابه
إلى الماء، ونزوله
إلى البئر، والكفّار
حواليها، وملأ
السطيحة
مرّتين، ووضعها
على رأس
البئر، فسمع
خشخشة وجلبة،
ونزل إلى
البئر، فلمّا
سكن رأى
السطيحة قد
صبّ مائها، ولم
ير أحدا، فلما
كان في الثالث
ملأ السطيحة وعلّقها
في منكبيه، وجعل
التّرس على
رأسه وصعد،
فلم ير أحدا
من الرجال وجاء
إلى النبي
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
فقال له
الرسول عليه
السّلام: أنت
تحدّثني بما
جرى عليك أو
أنا؟
فقال: بل
أنت يا رسول
اللّه.
فقصّ
عليه فقال:
ذاك جبريل
عليه
السّلام، يري الملائكة
قوّة قلبك وشجاعتك،
ويباهي بك.
و هذا
معجز في قوّة
القلب والثّبات
والشّجاعة،
ثمّ فيه خبر
عن الغيب حين
عرّفه الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
و
التاسع عشر:
في يوم بدر
أنّه قتل بين
يديّ رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، من
صناديد العرب
ورؤساء قريش
من أقاربه
سبعين رجلا. وليس
في العادة أن
يصبر الواحد
على ضرب رقاب
سبعين شاة،
فضلا عن بنى
الجنس، فضلا
عن الأقارب، والمعارف،
والكبار من
الناس، فهذا
خروج عن
العادة.
و العشرون:
ظهور ذي
الفقار، سواء
قيل أنّه سعف
نخل نفث فيه
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم فصار
سيفا وبقي، أو
نزل من
السّماء، على
ما روي أنّه
أتى به جبريل
صلّى اللّه
عليه، وأنّ
فيه نزل قوله: وَأَنْزَلْنَا
الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ
شَدِيدٌ «1»،
فهو معجز على
كلّ حال، وبقي
إلى أيّام
المعتصم،
فجرّبه على
كلب فانكسر في
يده، فأخفى
على نفسه
______________________________
(1)- سورة
الحديد: آية 25
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:138
حياء
من الناس «1»!
و
الحادي والعشرون:
يوم احد نادى
جبريل من
السماء: «لا فتى
إلّا عليّ، ولا
سيف إلّا ذي
الفقار»، والخبر
له متواتر.
و
الثاني والعشرون:
حين جرح رأسه
عمرو بن
عبدودّ، فجاء
إلى الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
فشدّه ونفث
فيه وبرئ.
و قال:
أين أكون إذا
خضّبت هذه من
هذا؟
و
الثالث والعشرون:
ضربته له على
رجليه، وقطعهما
بضربة واحدة،
مع ما عليه من
الثياب والسّلاح،
ولم تجر
العادة بمثل
هذا.
و
الخامس والعشرون:
يوم خيبر يوم
نفث رسول
اللّه صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
في عينيه، وكان
رمدا «2»،
ففتحهما من
ساعته.
و قال
أمير
المؤمنين
عليه السّلام:
«كان يصيبني
الرّمد في كلّ
سنة، وبعد ذلك
لم يصبني».
و هو نقض
العادة.
و
السابع والعشرون:
ما روي أنّه
خرج إلى بني
زهرة، وقطع
مسيرة أيّام
بليلة واحدة،
وأصبح عند
الكفّار، وفتح
عليه، حتى
أنزل اللّه
فيه وفي فرسه:
(وَ
الْعادِياتِ) «3»،
رواه الزّجاج
وغيره من أهل
التفسير، وهو
معجز يجري
مجرى طيّ
الأرض له، ...... «4»، ولا
يتأتّى هذا،
أو قوّة
لدابته ودوابّ
من معه في
سرعة العدو، والبقاء
حتى بلغ
المراد.
______________________________
(1)- تعتقد
الشيعة أنّ
هذا السيف
انتقل الى
الائمة بعد
أمير
المؤمنين
عليهم
السّلام، واستقر
أخيرا في يد
الامام
المهدى- عجل
اللّه فرجه- وفي
الروايات
أنّه حينما
يظهر ويخرج
الى الناس
ليملأ الارض
قسطا وعدلا،
يمسكه بيده ويتّكي
عليه أو يحارب
به اعدائه.
(2)- تعب وعلة
في العين
(3)- سورة
العاديات: آية
1
(4)- كلمة
مطموسة في
الاصل
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:139
و
الثامن والعشرون:
مشاهدته
لجبريل عليه
السّلام على صورة
دحيّة الكّلبي،
حتّى سماّه
بتلك
الأسامي، وغاب
عن بصره، من
غير أن يخرج
من الباب. وذلك
نقض العادة.
و
التاسع والعشرون:
ما ظهر على
الحسن والحسين
عليهما
السّلام، حين
خرجا إلى
البستان، واظلّم
اللّيل
عليهما، وجاء
البرق كأنّه
شمعة تجري
معهما، إلى أن
وصلا إلى
البيت في ضيائه.
و تمام
الثلاثين:
فهما حين باتا
في البستان ولم
يوجدا،
فاشتغل قلب
فاطمة عليها
السّلام، فخرج
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم والصّحابة
في طلبهما،
فوجدهما
معتنقين نائمين،
وحيّة قد جعلت
نفسها كحلقة
حولهما، وفي
فيها ريحانة
تدفع عنهما
الذّباب،
فلمّا رأى التّنين
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
قال: «يا رسول
اللّه قد
سلّمتهما
منك، وأمرت
بحفظها».
فقال
الرسول: «كان
هذا ملك أمر
بحفظهما وتسليمهما
مني».
و
الحادي والثلاثون:
ما روي أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
سئل عن الإمام
بعده؟
فقال: من
ينزل الكوكب
في داره منذ
اللّيلة.
فانتظر
الناس، فلمّا
قرب وقت
الصّبح وإذا
كوكب في حجرة
فاطمة عليها
السّلام.
فقال
أهل النّفاق:
ولّى ابن عمّه
رقاب النّاس،
لقد شغف محمد
بهذا الإنسان
وبهواه! فانزل
اللّه قوله: وَالنَّجْمِ
إِذا هَوى ما
ضَلَّ
صاحِبُكُمْ
وَما غَوى وَما
يَنْطِقُ
عَنِ الْهَوى
إِنْ هُوَ
إِلَّا
وَحْيٌ
يُوحى «1».
الثاني
والثلاثون: ما
ظهر عليه بعد
الرّسول،
فمنه قطع الأميال
من الحبل، وحملها
إلى الطريق
سبعة عشر
ميلا، يحتاج
إلى أقوياء
حتّى تحرّك
ميلا ميلا،
فلفّها ونقلها
ونصبها، وكتب
عليها: هذا ...... «2»
______________________________
(1)- سورة النجم:
آية 1
(2)- كلمة
مطموسة في
الاصل
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:140
و
هذه القوّة
ناقضة للعادة.
وقد بيّنا أنّ
ذلك يجوز اذا
أخبر عنه
النبّى، فانّه
يتعلق
بدعواه، وان
كان نقضا
للعادة
كالأرهاص، وكما
يحدث في ايامه
مع غيبته، في
أنّ كلّ ذلك متعلق
بدعواه.
الثالث
والثلاثون: ما
كان منه من
ضرب يده في
الاسطوانة،
حتّى دخل
إبهامه في
الحجر، وهو
باق في
الكوفة.
و
الرابع والثلاثون:
ميل الميل عند
جنازته، وهو
باق إلى يومنا
هذا على طريق
الغريّ.
و
الخامس والثلاثون:
الأوزّ ومنعها
له من الخروج
ليلة ضرب، وكانت
بناته
يمنعهنّ.
فقال
عليه السّلام:
دعنهنّ
فانّها
مأمورة، فلمّا
خرج إلى
المسجد ضرب.
فهذه
خمسة وثلاثون
معجزة، كرامة
له، وتركنا ما
يدّعى له ممّا
لا يرتضيه
النّاس، ويكون
في الوحش والدّواب،
أو يدّعيه من
يتّهم
بالغّلو.
كما
أنّه كلّم
الجانّ على
المنبر. وروي
أنّه صعد إلى
السّماء على
فرس، وينظر
إليه أصحابه،
وقال لو أردت
لحملت إليكم
ابن أبي
سفيان.
إلى ما
شاكل هذا.
فامّا
ما روي عن
الخبر عن
الغيب
المتعلّق به،
وبأهله وولده
وشيعته، فنحن
نعدّ الآن،
ففيه الكثرة،
ليعلم ما خصّه
اللّه به من
الكرامات.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:141
فصل [الثاني والعشرون]
«في بيان ما
يتعلّق به من
الخبر عن الغيب»
فمن ذلك:
ما في حديث
خيبر، وله
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم:
«لأعطينّ
الراية غدا
رجلا يحبّه
اللّه ورسوله،
ويحبّ اللّه ورسوله،
كرّار غير
فرّار، لا
يرجع حتّى
يفتح اللّه
عليه».
و في هذا
ضروب من
المعجزات:
منها:
أنّه يبقى
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
إلى غد.
و
ثانيها: أنّ
عليا يبقى كما
يبقى هو.
و
ثالثها: أنّه
يعطي الراية،
فلا يسهو، ولا
يمنع، ولا يقع
شغل.
و
رابعها: أنّه
لا يفرّ في
حرب، فلو
انهزم في أيّامه
أو بعده يوما
في حرب لبطلت
نبوّاته.
و
خامسها: أنّه
لا يرجع حتّى
يفتح اللّه
عليه.
و
سادسها: أنّه
لا يقع منه في
الدّين، ما
يخرجه من كونه
محبّا للّه ولرسوله،
وكون اللّه ورسوله
محبّا له، فلو
كفر أو فسق
لبطل هذا الوصف
على وجه المدح
والتمييز له،
والإطلاق على
وجه الدّوام.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:142
ثمّ
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
له عند
الانصراف من
الظّفر والفتح،
وقد مسح وجهه
بكمّه وعانقه:
«لو لا أنّ
الناس يقولون
فيك مقالا، كما
قالوه في
المسيح عليه
السّلام،
لكنت أقول فيك
اليوم ما
يستشفى بتراب
قدمك، وفضل وضؤوك،
لكن كفاك أنّك
منّي وأنا
منك، لحمك من
لحمي، وعظمك
من عظمي، ودمك
من دمي، وجلدك
من جلدي، والإيمان
مخالط لحمك ودمك،
وجلدك وعظمك،
كما خالط جلدي
وعظمي ولحمي ودمي،
أنت أوّل من
آمن بي، وصلّى
معي، وأوّل من
جاهد معي، وأوّل
من ينشّق عنه
القبر غدا من
امّتي، وأوّل
من يكسى معي،
وأوّل من يدخل
الجنّة معي، ومنزلك
حذاء منزلي
كمنزل
الأخوين، أنت
وليّي، ووزيري،
وخليفتي من
بعدي، وقاضي
ديني، ومنجز
وعدي».
و في هذا
قوله: «أنت
وليّي» خبر عن
غايته في نظائر
هذه الكلمة، وقد
كان يجوز أن
يتغيّر
حالته،
فيكفر، أو
يفسق في حياته
أو بعده، فهذا
القطع، ووجد
مخبره على ما
أخبر معجز، وهو
معجز شائع.
و قوله:
«وصيّي» دليل
على أنّ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم يموت
قبله، ويبقى
عليّ عليه
السّلام
بعده، وهو
معجز ثامن،
فقد كان يجوز
أن يموت عليّ
عليه السّلام
قبله أو معه.
التاسع:
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يوصي، فلا
يموت بلا
وصيّة، فلو
اتّفق موته
بلا وصيّة
لكان الخبر
كذبا.
و
العاشر: أنّ
الوصي يكون
عليّا.
و قوله:
«و قاضي ديني»
يدلّ على أنّه
يموت ويبقى
عليّ، وهو
الحادي عشر.
و يبقى،
وأنّ له دين،
وقد كان يجوز
أن لا يكون، وهذا
ثاني عشر.
ثمّ أنّ
الخبر بانّ
ذلك الدين
يقضى، ثالث
عشر.
و أنّ
القاضي لدينه
عليّ لا غيره،
رابع عشر، فقد
كان يجوز أن
يقضي غيره، أو
يبرءه صاحب
الدين منه.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:143
و
قوله: «منجز
وعدي» يدلّ
على بقاء عليّ
عليه السّلام
بعده، وهو
خامس عشر.
...... «1»
أنّه
ينجز وعده فلا
يكون بلا
انجاز، وهو
سابع عشر.
و
المنجز له
عليّ، وهو
ثامن عشر.
و قوله:
«و خليفتي من
بعدي» يدلّ
على أنّه
يبقى، وهو
تاسع عشر.
و أنّه
يكون لرسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم خليفة في
الامّة، لا
يكون بلا
خليفة، وهو
تمام العشرين.
ثمّ هو
الخليفة لا
غيره، الحادي
والعشرون.
فهذه
إحدى وعشرون
خبر غيب، كلّ
واحد منها
معجز لا
يتأتّى
للمنجّم، ولا
على وجه
التبخّت، ولا
يقع الصّدق
إلّا من عالم،
ولا طريق إلى
العلم إلا
الوحي، فيدلّ
الكلّ على
نبوّته صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، والجميع
مدح لعليّ
عليه
السّلام،
متعلّق به ومن
صفاته.
و من ذلك:
حديث
الحديبيّة، وقد
كان يكتب
العهد بين يدي
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
بينه وبين
قريش، فكتب:
بسم اللّه
الرحمن
الرحيم.
فقالوا:
اكتب «باسمك
اللّهمّ»،
فإنّا لا نعرف
الرحمن.
فلم يمح
عليّ عليه
السّلام، ومحا
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وكتب ما
أرادوه.
ثمّ كتب:
«هذا ما عهد
محمّد رسول اللّه».
فقالوا:
لو اعترفنا
بهذا لم
نحالفك، ولم
نحتج إلى عهد،
اكتب: «هذا ما
عهد محمّد ابن
عبد اللّه».
فقال
لعليّ عليه
السّلام: اكتب
ما يريدون، ولك
مثل هذا، وتدفع
إلى محو اسمك،
وبذل ما
يريدون.
______________________________
(1)- سطر مطموس
فى الاصل وهو
يتضمن المعجز
السادس عشر
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:144
فلمّا
تهاون القوم
بصفّين، وكتب:
«هذا ما عهد
أمير
المؤمنين
عليّ بن أبي
طالب».
فقالوا:
لو علمنا أنّك
أمير
المؤمنين ما
خالفناك، ولم
نك نحتاج إلى
صلح، اكتب:
«هذا ما عهد به
عليّ بن أبي
طالب».
و في هذا
الباب أشياء:
أوّلها:
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يموت وعليّ
يبقى.
و
ثانيها: أنّ
الامّة تختلف
على عليّ عليه
السّلام وتخالفه.
و
الثالث: أنّه
يمحق اسمه ولقبه
إلى ما
يريدون، كما
فعل الرّسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
فهذه
تمام الأربع والعشرون،
مع ما تقدّم.
و من ذلك:
قوله صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «إنّك
تقاتل
النّاكثين والقاسطين
والمارقين».
و في كلّ
لفظ من هذا
معجزة.
قوله:
«إنّك تقاتل
الناكثين» فيه
أنّ عليا يبقى
بعد الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
و فيه:
أنّه يبايع
على الإمامة والخلافة.
و منها:
أنّه يقع
النكث لبيعته.
و منها:
أنّه يقع
القتال بينه وبين
الناكثين.
و هذا
تمام الثمان والعشرين.
و مثل
هذا في قوله:
«القاسطين»
يدلّ على
بقائه بعده، وأنّ
قوما يظلمونه
في دفع حقّه. وأنّه
يقاتل هؤلاء.
وهذا تمام أحد
وثلاثين.
و قوله:
«و المارقين»
يدلّ على
بقائه بعده، وعلى
قيامه بالأمر،
وعلى أنّ قوما
يمرقون من
الدّين ممّن
معه، وأنّه
يقاتلهم؛
فهذا تمام
الخمسة والثلاثين.
و حديث
المارقين،
فيه خبر ذي
الثّديّة، وقد
وقف عليه
السّلام على
خبر
النّهروان،
فقال اطلبوه،
فو اللّه ما
كذّبت ولا
كذبت، وطلبوه
حتّى وجدوه
تحت القتلى،
أخفى
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:145
شخصه
وأخرجوه وقتله.
و فيه:
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
أخبر أنّه
يبقى بعده، وأنّه
يدفع إلى
قتال، وأنّ في
المقاتلين ذي
الثدية «1»، وأنه
يقتل، وأنّه
يبقى على
الضّلالة
حتّى يقتل
مصرّا مستحقّا
للتقل.
فهذه
تمام
الأربعين.
و
الحادي والأربعون:
قوله لعلي
عليه السّلام:
«إنّك تقاتلهم
على تأويل
القرآن، كما
قاتلتهم على
تنزيله».
و فيه:
أنّه يبقى
بعده، وأنّ
قوما
يتأوّلون
القرآن على
الباطل، وأنّ
عليا عليه
السّلام
يقاتلهم. هذه
ثلاثة وأربعون.
و قوله
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
للزّبير، وقد
شاهده مع عليّ
يرافقه.
فقال:
أتحبّه؟
قال: نعم.
قال:
«إنّك تقاتله
وأنت له ظالم».
و فيه:
أنّ عليا يبقى
بعده، وأنّ
الزّبير يبقى
بعده، وأنّه
يقع قتال
بعده، وأنّ في
المقاتلة
الزّبير، وأنّ
الزّبير على
الباطل
ظالما، وهذا
تمام ثمانية وأربعون.
و قوله
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
لعائشة: «إنّ
في نسائي من
تنبح عليه
كلاب الحوأب،
وتقاتل عليّا
على الخطاء،
فلا تكونى أنت
يا حميرا».
و فيه:
أنّها تبقى
بعد الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله، وأنّ
عليا يبقى، وأنّها
تخرج مسافرة
من بيتها وبيت
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله،
وأنّها تسافر
على طريق
العراق، وأنّها
تمرّ
بالحوأب، وأنّ
الكلاب تنبح
عليها عند
مرورها، وأنّها
تقاتل عليا
عليه
السّلام، وأنّها
تكون ظالمة
له، وأنّه
______________________________
(1)- في الأصل:
ابن جرموز، وهو
خطاء، والصحيح
ما أثبتناه.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:146
يجعل
إلى عليّ
طلاقها، إن لم
تكن على
السّداد، حتى
قال لها:
«إن لم
تنصر في قلت
ما تعرفينها»،
أي الكلمة التي
تعرفينها.
فقالت:
سمعا وطاعة، وانصرفت.
فهذه
عشر من
الإخبار عن
الغيب في
حديثها. وهو
تمام
الثمانية والخمسين.
و قوله:
«بشّر قاتل
ابن صفيّة
بالنّار».
فيه: أنّ
الزّبير
يقتل، وأنّ قاتله
في النار. وهذا
تمام الستّين.
و من ذلك:
ما أخبره عن
قتله، وهو في
عدّة من
الأخبار:
منها: في
حديث عمّار،
أنّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم نزل في
غزوة ودّان «1» وعمّار
وأمير
المؤمنين
مضيا إلى ظلّ
شجرة وناما، والتّرس
تحت رأسهما،
فلمّا دخل وقت
الصّلاة جاء
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم وينبّههما،
فانتبه عمّار
أوّلا، فقال
له الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم:
أتحبّ هذا؟
قال: نعم
يا رسول
اللّه، فداك
أبي وامّي.
فقال:
أنّى تكون إذا
خضّب هذه من
هذا، وأشار
إلى رأسه ولحيته؟
و في هذا
إخبار عن
الغيب:
أحدها:
أنّ الرسول
يموت ويبقى
عليّ.
و
ثانيها: أنّ
عمّارا لا
يكون حاضرا
لمّا يصيب
عليّا، ويكون
قد مضى، وأنّ
عليا يقتل، وأنّه
يضرب
بالسّيف، وعلى
رأسه، وأنّ
الدّم يسيل من
جرحه إلى
لحيته، حتّى
يصير خضيبا
به. فهذه ستّة
أخبار.
و قال له
عليه السّلام
يوم الخندق،
حين جرحه عمرو
بن عبدودّ، وقد
شدّ رأسه وتفل
فيه حتى برئ.
______________________________
(1)- غزوة ودّان
بالأبواء، هي
أوّل غزوة
غزاها رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
في صفر بعد
اثني عشر شهرا
من هجرته، وحمل
لواءه حمزة بن
عبد المطلب، واستخلف
على المدينة
سعد بن عبادة،
وخرج في المهاجرين
ليس فيهم
انصاريّ،
حتّى بلغ
الأبواء
يعترض لعير
قريش فلم يلق
كيدا.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:147
ثمّ
قال له: أين
أكون إذا خضّب
هذه من هذا.
و فيه
أخبار:
أحدها:
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يموت وعليّ
يبقى.
و
ثانيها: أنّه
يضرب، وبالسّيف
يضرب، وفي ذلك
الموضع بعينه
يضربه، وأنّ
الدّم يسيل
على لحيته من
ذلك.
فهذه
تمام السبعين
في الخبرين.
و كان
أمير
المؤمنين
يعاتب في
البصرة، فيما
عمل نفسه.
فقيل:
اتّق اللّه،
فانّك ميّت!
قال: بل
قتل، أمر
موعود، وصدق
معلوم.
و من هذا
ما جاء في
حديث قتله،
فانّه كان قد
أخبر أنّه
يبقى بعد
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم مدّة
طويلة، حتّى
يحارب هذه
الحروب ويحدث
له أعداؤه، وأنّه
سيقتل، وأنّه
في أي سنة، وأنّه
في أيّ شهر، وأنّه
في أيّ ليلة،
حتّى كان
مستعدّا له، وأنّ
الأوزّ تمنعه
من الخروج.
فهذه
تمام ست وسبعين
فيما يتعلّق
بعينه من الإخبار
عن الغيب.
ثمّ ما
يتعلّق من
المتصلين به:
فأوّل
ذلك: حديث
فاطمة عليها
السّلام، حين
أخبرها
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، أنّها
أوّل من يلحق
به من أهله، وعيّن
لها الوقت،
حتّى كانت
تعدّ
أيّامها، حتّى
كان من أمرها
ما كان، وقصّتها
خبر عن الغيب.
ثمّ في الحديث:
أنّه عند
النّزع دعا
بالحسن والحسين،
عليهما
السّلام
يقبّلهما ويودّعهما،
فكانا يطرحان
أنفسهما
عليه، فتمنعهما
فاطمة عليها
السّلام.
فقال
لها: دعيهما،
فلو علمت ما
يجري عليهما
من القتل والظّلم
والأحوال،
لرثيت لهما!
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:148
و
ليس في الحديث
كيف فصّل لها
ما يجري
عليهما، إلا
أنّه في
الجملة
يتضمّن الخبر
عن بقائهما
بعد امّهما وعمّا
يجري عليهما
من القتل والظّلم،
فيكون هذا
تمام
الثمانين.
و في
الحديث: أنّ
امير
المؤمنين
عليه السّلام لمّا
نزل بكربلا،
سأل عن
الموضع؟
فقالوا:
كربلا.
فقال:
موضع لحرب وبلا.
وطلب بأن يطلب
... الضبي «1»،
فطلب ووجد
شىء يابسا
عتيقا «2» في
وسط الأرض،
فشّم فاذا بها
رائحة المسك.
فقال
عليه السّلام:
صدق رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، حدّثني
أنّ هذا من
أيّام عيسى
عليه السّلام،
وله هذه
الرائحة. والمقام
محطّ رحالهم.
ومذبح رجالهم.
ففيه:
أنّ الحسين
عليه السّلام
يبقى «3»، وأنّه
يحضر ذلك
الموضع، وأنّه
ينزل هناك، وأنّه
يلحقه كرب وبلاء،
وانّه يقتل
رجاله قبله، وأنّه
يقتل بعدهم، وأنّه
بين نهرين، وأنّه
يمنع الماء، وأنّه
يضيّق عليه وعلى
أهله، وأنّه
تسبى ذراريه،
مكشّفات
الرؤوس، حتّى يحمل
إلى الفاسق
اللّعين، وأنّها
تجيء يوم
القيامة، وعليها
قميص الحسين،
مغرقا
بالدماء،
متظلّمة فيقع
النداء:
«غضّوا
أبصاركم حتّى
تجوز فاطمة
عليها
السّلام».
فهذه
الجملة
تتضمّن عشرة
من الأخبار،
تمام التسعين.
و من ذلك:
حديث عمّار بن
ياسر رحمه
اللّه، أنّه
لمّا كان
تأسيس بناء
المسجد، يحمل
اللبن بدينا «4»،
فسأله
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
عن حاله مع
أصحابه، وتحميلهم
إيّاه اللّبن.
______________________________
(1)- كلمة
مطموسة والثانية
هكذا تقرأ.
(2)- وفي
الهامش تصحيح
لها: عقيقا.
(3)- لعلّ
في الحديث سقط
إذ لم يرد في
المنقول إلّا
خبر محطّ
الرجال في كربلاء
ومذبحهم-
رضوان اللّه
عليهم- دون
بقيّة المغيّبات
التي ذكرها
المصنّف.
(4)- أي
ضخيما.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:149
فقال:
إنّهم
يقتلونني يا
رسول اللّه.
قال: «بل
تقتلك الفئة
الباغية،
تدعوهم إلى
الجنّة، ويدعونك
إلى النّار،
يكون آخر زادك
ضياح «1» من
لبن، قاتلك وسالبك
في النار».
هذا
الحديث معلوم
مشهور
متواتر، وفيه
معجزات
كثيرة؛
منها:
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يموت وعمّار
يبقى.
و منها:
أنّه ستفترق
امّته فرقتين
بعده.
و منها:
أنّ إحداهما
باغية، والاخرى
عادلة.
و منها:
أنّ عمّارا
يكون في الفئة
العادلة.
و منها:
أنّه يقاتل ويدعو
إلى الجنّة، وأنّه
يدعو خبر، وأنّهم
يدعونه خبر
آخر، وأنّه
إلى الحق
يدعوهم خبر، وهم
إلى الباطل
خبر آخر، وأنّه
يكون له
العلامة في
قتله، أنّه
يطلب الماء
فيسقى لبنا، وأنّ
اللّبن يكون
قد تغيّر إلى
الحموضة وهو
الضياح. وأنّ
له قاتلا
يقتله، وأنّ
له سالبا يأخذ
سلبه، وأنّ
سالبه غير
قاتله.
فلمّا
حصل بصفّين وقد
شاخ، وأخذ
يناظرهم ويقاتلهم،
تعب فانصرف وبه
عطش، فطلب
الماء، فسقى
ضياحا، فلمّا
نظر إليه بكى
وأنشد:
اليوم
نلقي
الأحبّه |
|
محمّدا
وحزبه |
|
|
|
و شدّ
على نفسه
عمامة، وشدّ
الرّمح على
يده، فقاتل
قتالا شديدا،
فخرج عليه من
الكمين من
قتله وتركه، وجاء
آخر وأخذ
سلبه، حتّى
قال عبد اللّه
بن عمرو بن
العاص وقد كان
مع أبيه
مقلّدا
لسيفين:
«أنا
أهجركم،
فإنّكم أهل
البغي، سمعت
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
يقول في عمّار
كيت وكيت».
______________________________
(1)- الضياح
بفتح الصاد
المعجمة،
اللبن الرقيق الممزوج.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:150
فقال:
«نحن ما
قتلناه،
إنّما قتله
عليّ حيث حمله
على قتالنا!»
فّزّور عليه.
و على
هذا يجب أن
يكون قاتل
حمزة بن عبد
المطّلب رحمه
اللّه رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وكلّ من
قتل في سبيل
اللّه، لأنّه
الحامل لهم على
القتال.
فهذه
تمام الأثنين
ومائة، فإنّ
في حديث عمّار
رحمه اللّه
إثنى عشر
حديثا «1».
و روينا
في زيد بن
عليّ عليه
السّلام، أنّ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم [قال]:
«يقتل من
ولدي رجل يقال
له زيد، هو
خلف الخلف، ويصلب
بكناسة
الكوفة، يجئ
يوم القيامة وأصحابه
بأيديهم
طوامير، ويقال
طرّقوا لهم
فهؤلاء خلف
الخلف».
و فيه:
الخبر عن أنّه
يكون له من
صلب عليّ بن
الحسين
عليهما
السّلام ولد،
وأنّه يسّمى
زيدا، وأنّه
يقاتل على
الدّين، وأنّه
يقتل، وأنّه
يصلب، وأنّه
بالكوفة، وأنّه
بالكناسة، وأنّه
على دين الحقّ
يقاتل.
فهذه
ثمانية تمام
مائة وعشرة.
و في
الحديث: أنّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
قال: «يقتل من
ولدي، عند
أحجار
الزّيت، رجل
اسمه اسمي، واسم
أبيه اسم أبي».
و كان
ذلك محمّد بن
عبد اللّه
رحمه اللّه «2»، وفيه
إخبار عن
الغيب:
______________________________
(1)- الصحيح:
اثني عشر
معجزا لا
حديثا.
(2)- هو
محمّد بن عبد
اللّه بن
الحسن بن
الحسن بن علي
بن أبي طالب
عليهم
السّلام (93- 145) وأمّه
هند بنت أبي
عبيدة
القرشي، وكان
من أفضل أهل
بيته في علمه
بكتاب اللّه وحفظه
له وفقهه في
الدين، وشجاعته
وجوده وبأسه،
حتّى لم يشك
أنّه المهدي،
وشاع له ذلك
في العامّة وبايعه
رجال من بني
هاشم جميعا من
آل أبي طالب وآل
العباس وسائر
بني هاشم، ثمّ
ظهر من الإمام
الصادق جعفر
بن محمّد
عليهما
السّلام قولا
في أنّه لا يملك
وأنّ الملك
يكون في بني
العباس،
اشتهر بين النّاس
بالنفس
الزكيّة
لزهده ونسكه.
تخلف عن بيعة
السفاح ثمّ
المنصور هو وأخوه
فقبض المنصور
على أبيه وأثني
عشر من أقاربه
وعذّبهم
فماتوا في جسه
بالهاشمية
بالعراق- بالقرب
من الكوفة- وفيما
علم محمّد
بموت أبيه ثار
في المدينة
سنة 145 ه واستولى
عليها وعلى
مكة والأهواز
والبصرة واليمن،
ولكنّه قتل في
معاركه مع جيش
المنصور في
المدينة
المنوّرة،
فلم يملك إلّا
تسعين يوما
كما كان أخبره
الصادق عليه
السّلام.
كتاب
المراتب،
البستي 151
فصل[الثاني والعشرون]«في
بيان ما يتعلق
به من الخبر
عن الغيب»
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:151
منها:
أنّه يكون له
ولد.
و منها:
أنّه يسمّى
باسمه، وأنّ
اسم أبيه يكون
اسم أبيه، وأنّه
طاهر زكيّ، ولا
يكون فاسقا
غويّا، وأنّه
يقتل، وأنّه
بالمدينة، وأنّه
في علّة من
مرضه، وأنّه
عند أحجار
الزّيت.
فهذه
ثمانية من
الأخبار.
و فيه:
روينا عنه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم:
«إنّي تارك
فيكم
الثّقلين، ما
إن تمسكتم به
لن تضلّوا من
بعدي، كتاب
اللّه، وعترتي
أهل بيتي، ألا
إنّهما لن
يفترقا حتّى يردا
عليّ الحوض».
و فيه
اخبار عن
الغيب:
أحدها:
أنّ الكتاب
يبقى إلى آخر
التكليف، وشرعه
يبقى.
و
الثاني: أنّ
عترته تبقى.
و
الثالث:
أنّهما لن
يفترقا، ولن
يختلفا إلى
يوم القيامة.
فهذه
تمام مائة وعشرين
ونيّف خبرا عن
الغيب من
المشاهير.
ثمّ ما
روي عنه من
الملاحم ما لا
يحصى. وانّما
تركنا كثيرا
ممّا رواه
غيرنا، لأنّا
اعتمدنا
الأظهر.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:153
الفصل
الثالث والعشرون
«أن يصير قوله
في الدّين
حجّة، ويصير
للشّريعة
قبلة»
و أعلم
أنّه ليس في
الامّة من
قوله حجّة،
كقول رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وفعله وتركه
كما يكون فعل
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
وتركه. وربما
يفصّل بينه وبين
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، بأنّ
الرسول لا
يجوز أن يخطئ
فيما طريقه الدين،
ولا يسهو، ولا
يركب
الصّغيرة، ويجوز
على أمير
المؤمنين
الصّغيرة،
فإنّها لا
تقطع العصمة والموالاة «1».
و هذا
غير سديد، وذلك
أنّ العترة
مجمعة أنّه في
الدّين كلّه
حجّة.
و لأنّ
الرسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم قال:
«عليّ مع
الحقّ، والحقّ
معه».
و قال:
«إذا اختلفتم
في شيء
فكونوا مع
عليّ بن أبي
طالب».
و قال:
«إنّه هاد
مهدي».
إلى ما
شاكله من
الألفاظ،
الدالّة على
أنّه لا يخطئ.
______________________________
(1)- أمّا
الإماميّة
فإليك تصريح
الشيخ المفيد
باعتقادهم في
الأئمّة فهو
يقول: «إنّ
الأئمّة
القائمين
مقام الأنبياء
عليهم
السّلام في
تنفيذ
الأحكام وإقامة
الحدود وحفظ
الشرائع وتأديب
الأنام،
معصومون
كعصمة
الأنبياء، وأنّهم
لا يجوز منهم
صغيرة إلّا ما
قدمت ذكر جوازه
على
الأنبياء، وأنّه
لا يجوز منهم
سهو في شيء
في الدين ولا
ينسون شيئا من
الأحكام».
[أوائل
المقالات: طبعة
مؤتمر الشيخ
المفيد: 65]
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:154
و
ربّما يقال:
إذا قطع على
الشّيء أنّه
من الدّين،
فقوله حجّة، وإذا
قال من طريق
الأجتهاد،
فإنّه يجوز
مخالفته، ولهذا
قال له عبيدة
في بيع امّهات
الأولاد حين
قال:
«رأيي ورأي
عمر أن لا
يبعن»، «رأيك
مع الجماعة
أحبّ إلينا من
رأيك وحدك».
و لن
ينكر عليه، ولو
كان اجتهاده
حجّة قاطعة
كان ينكر
عليه.
و ليس
الأمر كذلك،
فإنّ الرّسول
فيما يحكم به من
طريق
الاجتهاد- لا
في الدين-
فإنّه يجوز خلافه،
ولهذا لمّا
أراد النزول
يوم بدر دون
الماء، في بطن
الوادي، قال
له أصحابه، إن
كان نزولك هذا
عن وحي نزل،
فالسّمع والطّاعة،
وإن كان هذا
رأيا رأيته،
فليس هذا منزل
مكيدة، فقام وارتحل
وترك اجتهاد
نفسه.
و قال
أصحابنا «1»: إن
اجتهد في
الدّين، لم
تسع مخالفته،
كذلك إذا
اجتهد أمير
المؤمنين
عليه السّلام
في الدين، لم
يسوغ خلافه،
[و] كان ذلك
حجّة، وإذا لم
نقطع بأنّه
دين اللّه، وسوّغ
الخلاف لمن
خالفه،
فإنّما يسمع
خلافه لأنّه
سوّغه، وهو
حجّة.
فتحريم
المخالفة وتحليلها،
فيما يفتي في
الدّين،
موقوف عليه.
و من
عجيب أمره في
هذا الباب، أن
لا شيء في
علوم الدين
إلّا وأهله
يجعلونه قدوة
وقبلة:
فإنّ
أهل النحو
يرجعون إلى
ذلك من
هدايته، وذلك
أنّ أبا
الأسود
الدؤليّ «2» كان
له صبي يقوده،
وكان يمشي في
الرّمل
الحامي،
فتحرق رجله.
فقال: ما
أشدّ الحرّ.
فقال
أبو الأسود
الدؤلي: حرّ
تهامة.
و الصّبي
أراد ما أشدّ
الحرّ الذي
يحرق رجلي، فلمّا
كرّر الصّبي وكرّر
عليه، بكى
______________________________
(1)- يقصد بهم
أصحابه في
الأصول وهم
المعتزلة
البغداديون.
(2)- من
أصحاب أمير
المؤمنين
عليه السّلام
وإليه يعود
الفضل في صنعة
النحو حيث
تعلّم أصولها
من عليّ بن
أبي طالب- كما
في الخبر- وعلّمها
الناس.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:155
الصّبي،
فعلم ما
أراده، فجاء
إلى أمير
المؤمنين
عليه السّلام
ووصف له.
فقال:
فسد لسان
أهلنا،
لأختلاطهم
بالعجم، فلو
علّقت في
الأعراب شيئا
نعلّمه
أولادنا، كان
صوابا.
فعمل وحمل
إليه.
فقال: ما
أحسن ما نحوت
هذا النحو،
فسمّي النحو
نحوا، وهو
الأصل فيه.
و
القرآءات
المختارة،
قراءة عاصم «1» وأهل
الكوفة، فيما
يسند إلى أمير
المؤمنين عليه
السّلام.
و أكبر
المفسّرين
ابن عبّاس، وهو
تلميذه، وعنه
أخذ الدّين، ومنه
تعلّم
التفسير.
و هو خطب
بالتّوحيد وأدلّته،
والمواعظ، ورتّب
حتى رجع إليه
الفصحاء.
و هو
الذي ناظر
الملحدة وأهل
الرّوم، حتّى
أظهر الحجّة
عليهم.
و أهل
الفقه في سير
البغي إليه
يرجعون، في
القول والفعل،
كما يرجعون
إلى الرسول
صلّى اللّه عليه
وآله وسلم في
سير الكفّار.
و أهل
المعاملة والمعرفة،
على ما ظهر عنه
ونقل، يبنون
مذاهبهم، حتى
قال كبارهم:
«لو تفرّغ من
الحرب، لقال
من هذا الباب
ما يغني
العالم».
و هو
الأصل في
المعاملة.
و أهل
الوعظ إليه
يرجعون في
مواعظهم، وقوله
يحكون، وبذكر
ألفاظه
يتجمّلون.
و أهل
الكلام في
أصول الدين،
كلّهم إليه
يرجعون.
فإنّ
الإمامية إلى الصّادق
يرجعون، وهو
إلى الباقر، والباقر
إلى زين
العابدين،
______________________________
(1)- أبو بكر
عاصم بن أبي
النجود
بهدلة، مولى
بني جذيمة بن
مالك، أحد
القرّاء
السبعة
المشار إليهم
في القراءات،
توفّي سنة 127 ه
بالكوفة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:156
و
هو إلى
الشّهيد
الحسين بن
عليّ، وهو إلى
أمير
المؤمنين
عليه السّلام.
و
الزيدية إلى
زيد بن عليّ،
وهو إلى
الباقر، وإلى
أبيه، جميعا
إلى جدّه إلى
أمير
المؤمنين عليه
السّلام.
و
المعتزلة
إليه يرجعون،
فإنّ قاضي
القضاة أبا
الحسن «1» أخذ
الأصول عن
الشّيخ أبي
عبد اللّه البصري «2»، وهو
عن الشيخ أبي
هاشم «3»، وهو
عن الشيخ أبي
عليّ «4»، وهو
عن أبي يعقوب
الشّحّام «5»، وهو
عن أبي
الهذيل «6»، وهو
أخذ عن أبي
عثمان
الطويل «7»، وأخذ
أبو عثمان عن
واصل بن عطاء «8»، وأخذ
واصل عن أبي
هاشم بن محمد،
وأخذ أبو هاشم
عن أبيه محمّد
بن علي
الملقّب بابن
الحنفيّة، وأخذ
محمّد عن أبيه
عليّ عليه
السّلام.
و امّا
الفصحاء والبلغاء
والادباء،
فإلى حكمته وأسجاعه
وألفاظه
يرجعون،
______________________________
(1)- القاضي عبد
الجبار
الهمداني
الأسد آبادي
(المتوفّى سنة
415 ه).
(2)- هو
الشيخ أبو عبد
اللّه الحسين
بن علي البصري
(308- 369 ه)،
المتكلّم،
الفقيه، إليه
انتهت رئاسة
المعتزلة في
عصره، وكان
يميل إلى أهل
البيت عليهم
السّلام ويقدم
عليا عليه
السّلام على
من سواه،
توفّي ببغداد.
(3)- هو أبو
هاشم عبد
السلام بن
محمّد بن عبد
الوهاب
الجبائي (227- 321) من
كبار أعلام
مدرسة
الاعتزال والمنظرين
لها، تتلمذ
عليه الصاحب
بن عبّاد وإليه
تنسب
(البهشمية).
(4)- هو أبو
علي محمّد بن
عبد الوهاب بن
سلام الجبائي
(235- 303 ه) من مشايخ
الاعتزال
المرموقين وممّن
ساهموا في
تطوير
نظريّات
المعتزلة، وإليه
تنسب فرقة
الجبائية.
(5)- هو يوسف
بن عبد اللّه،
أبو يعقوب
الشحام،
مفسّر معتزلي
من أهل
البصرة،
انتهت إليه
رئاسة المعتزلة
بها في
أيّامه، كان
حاذقا بالجدل
والمناظرة،
توفّي حوالى
سنة 280 ه.
(6)- هو
محمّد بن
الهذيل بن عبد
اللّه
العلّاف (4- 135- 227 أو
235 ه) ولد
بالبصرة وانتقل
إلى بغداد، ويعدّ
رائد التأليف
في علم الكلام
عند المعتزلة.
(7)- هو
عثمان بن خالد
الطويل وكنيته
أبو عمرو،
عدّه
المعتزلة رأس
الطبقة الخامسة
في الاعتزال،
وهو استاذ أبي
الهذيل
العلّاف، وكان
معروفا
بالجدل والمناظرة.
(8)- ويكنّى
بأبي حذيفة ويلقّب
بالغزّال (80- 131
ه)، عدّ من الأعاجيب،
وهو رأس
الاعتزال،
كان ملازما
لمجلس الحسن
البصري، ثمّ
اعتزله وأسس
بالتعاون مع
عمرو بن عبيد
طريقة
الإعتزال.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:157
و
به يحتجّون.
فما في
الإسلام نوع
من العلم،
إلّا وأهله
يجعلونه قبلة
وقدوة وحجّة،
وليس هذا لأحد
في الامّة، بل
يجوز عليهم
الخطأ والسّهو
والعمد، إذ لا
علم معنا
بباطنهم.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:159
فامّا الفصل
الرابع والعشرون
[علي بن أبي
طالب عليه
السّلام وشرف
ولده]
فانّ
المرء يشرّف
بولده، اذا
كان له شرف. ومن
العجب أنّه
حجة في الدين،
وحمأه حجة في
الدين، وأبناء
كلّ واحد
منهما حجّة في
الدين، وامرأته
حجّة في
الدين، لشمول
العصمة لهم
أجمعين عليهم
السّلام.
فهو
يشرّف بولديه
لصلبه، ويشرّف
بأهله، إذ هم
حجّة للّه في
دينه، كما أنّه
حجّة.
و فيه
أيضا: أنّ
أولاده إذا
أجمعوا على
شيء من
الدّين،
فإجماعهم
حجّة، وليس
هذا لأحد في
الامّة.
و له في
أولاده: أنّهم
هم الأئمّة
التي بأحكامهم
ينقطع
الأجتهاد. ومن
سواهم إذا
حكم، فهو
معرّض للفسخ،
فإنّه من أحكام
أهل البغي، أو
من لا تعلم
أمامته، وفي
النّاس من
تقبله إذا كان
موافقا
للشّرع، وفيهم
من يردّه ولا
يقبله، وبالإجماع
كلّهم إذا
كانوا أئمّة،
مقبول لا يسع
خلافه.
و له في
أولاده: أنّهم
بالإجماع
يصلحون للإمامة،
وغيرهم على
الخلاف.
و له في
أولاده: أنّ
الصّلاة
عليهم واجبة
في الصّلاة، ولا
تجب على أولاد
غيره.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:160
و
لأولاده قال
النبي صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «من لم
يجب واعيتنا
أهل البيت،
أكبّه اللّه
على منخره في
النّار».
و في
ولده نسل
المصطفى إلى
الأبد، دون
غيره من
الصّحابة.
و في
ولده قال
النبي صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «إنّهم
أمان لأهل
الأرض، كما
أنّ النّجوم
أمان لأهل
السماء».
و كما
أنّ بقاء
السّماء ما
دامت
الكواكب، كذلك
بقاء أهل الأرض
ما داموا
فيها.
و في
ولده قال:
«إنّهم كسفينة
نوح، من ركبها
نجا، ومن
تخلّف عنها
غرق» «1».
و في
ولديه لصلبه
قال: «هما
سيّدا شباب
أهل الجنّة».
و فيهما
قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم: «إنّ
اللّه وعد
الجنّة بأن
يزيّنها
بركنين من
أركانه، فإذا
كان يوم
القيامة،
تقول أليس
وعدتني؟
فيقول
اللّه تعالى
جلّ اسمه:
أليس قد
زيّنتك بالحسن
والحسين».
و في
أولاده
لصلبه، نزلت
آية التطهير.
و في
ولديه وفي
أهله، افتخر
جبريل عليه
السّلام أنّه
منهم.
و فيهم
قوله جلّ
اسمه: قُلْ
لا
أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ
أَجْراً إِلَّا
الْمَوَدَّةَ
فِي
الْقُرْبى «2»
فجعل حبّهم
أجر النبوّة،
ونادى في
السّماء بسبب
هذا، لمّا قال
أهل النفاق
إنّه سلّط
أولاده على
الناس بعده:
فقال: «من
منع أجيرا
أجرة أكبّه
اللّه على منخره
في النّار».
و فيهم
ورد قوله
تعالى جلّ
اسمه: ثُمَّ
أَوْرَثْنَا
الْكِتابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنا
مِنْ
عِبادِنا «3»، وعليه
إجماع أهل
البيت أنّها
فيهم نزلت.
______________________________
(1)- الوارد في
الخبر الصحيح
قوله صلّى
اللّه عليه وآله:
«مثل أهل بيتي
كسفينة نوح ...».
(2)- سورة
الشورى: آية 23.
(3)- سورة
فاطر: آية 32.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:161
و
قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم في أولاد
علي: «أولادنا
أكبادنا»،
فأولاد عليّ
أكباد رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وليس
هذا لأولاد
غيره.
و قال
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
في الحسن والحسين
عليهما
السّلام: «هما
وديعتي في
أمّتي»، وليس
هذا لأحد.
و لولديه
أنّ الرسول
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
أب لهما كأب
الصّلب، كما
قال صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم:
«كلّ بني
انثى فهو ابن
أبيه، إلا
ابني هذين، فأنا
أبوهما وأعقل
عنهما».
و كان
أمير
المؤمنين
عليه السّلام
يقول لمحمد «1»
ولدي، ولا
يقول لهما، ويقول
هما إبنا رسول
اللّه.
و ليس
على وجه الأرض
ولد لأبوين،
هما أعزّ خلق
اللّه على وجه
الأرض سواهما.
و من
شرفه في ولده،
محمّد بن
الحنفيّة،
أشجع أهل
زمانه، وكان
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله
نحله اسمه وكنيته،
ورخّص أن يجمع
بين اسمه وكنيته
فيه، فسماّه
محمّد، وكنّاه
أبى القاسم. وبلغ
من فضله وعلمه
ومحلّه، حتّى
كانت
الكيسانية «2»
تقول إنّه
المهدي
المنتظر.
و هو
الذي روى عن
أمير
المؤمنين
عليه السّلام،
الآداب والحكم
التّي، تضرب
لها أكباد
الإبل،
لحسنها وجزالة
لفظها.
و كان
وصيّ الحسين
عليه السّلام
لمّا خرج إلى كربلاء.
و كان
الحسين وصيّ
الحسن عليهما
السّلام، وكان
الحسن وصيّ
أبيه. وكان
أبوه وصيّ
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
______________________________
(1)- أي محمّد بن
الحنفيّة
رضوان اللّه
تعالى عليه.
(2)- أصحاب
كىسان مولى
أمير
المؤمنين
عليه السّلام،
يقال إنّه
تتلمذ على
محمّد بن الحنفيّة،
واعتقدوا فيه
اعتقادا فوق
حدّه ودرجته
من احاطته
بالعلوم
كلّها، وإنّه
عالم
بالأسرار وبعلم
التأويل والباطن
وعلم الآفاق والأنفس.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:162
ثمّ
في أولاده
لطيفة: هما
أبناء صلبه، وسبطا
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم.
فأولاده
بنون للنبي
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم
بالشّريعة، وابناء
عمّه، ولا
يوجد في
العالم أحد هو
ابن وسبط، فهو
الابن في
الحكم والشّرع،
مع أنّه سبط،
وابن العمّ وابن
الأبنة.
و ليس
للمشايخ هذه
المنقبة، بل
ولد عمر، عبد
اللّه بن عمر
الذي تأخّر عن
بيعة عليّ بن
أبي طالب، وبايع
رجل الحجّاج
عن عبد اللّه
بن مروان، وقال
سمعت رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم يقول:
«من مات ولم
يعرف إمام
زمانه مات
ميتة
الجاهلية».
فتطايش
به الحجّاج، وقال
يدي مشغولة،
فبايع رجلي.
فلمّا
خرج قال:
«انظروا إلى
هذا الخرف،
تأخّر عن
عليّ، وجاء
يبايعني عن
عبد الملك بن
مروان».
و هو
الذي لمّا رأى
العود في دار
عبد اللّه بن جعفر
فسألوه ما
هذا؟ قال: هو
ميزان
الخرائي!!
و امّا
عبد الرحمن
استغفل نفسه.
وعبيد اللّه
بن عمر قتل
هرمزان في
تهمة عمدا، وكان
له ولد يشرب
الخمر، حتى
حدّ ومات فيه.
فأين
أولاد علي
عليه السّلام
من أولاد
القوم؟
و ذاك
عبد الرحمن بن
أبي بكر، نزل
فيه قوله جلّ
اسمه:
كَالَّذِي
اسْتَهْوَتْهُ
الشَّياطِينُ
فِي
الْأَرْضِ
حَيْرانَ «1»، وكان
على الشّرك والتكذيب
بالقيامة، ويدعو
الأبوين إلى
الشّرك، وهما
يدعوانه إلى
الإسلام.
قيل: وفيه
نزل قوله
تعالى: وَالَّذِي
قالَ لِوالِدَيْهِ
أُفٍّ لَكُما
أَ
تَعِدانِنِي أَنْ
أُخْرَجَ «2» الى
آخر الآية.
______________________________
(1)- سورة
الأنعام: آية 71.
(2)- سورة
الاحقاف: آية 17.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:163
و
من أولاد عليّ
عليه
السّلام،
عبّاس السّقاء «1»، جعل
نفسه فداء، وكان
له في العلم
أعلى مرتبة.
و أمّا
أولاد الحسين
بن علي عليهما
السّلام: فمنهم
مثل النّاصر
عليه
السّلام «2»
الذي لا يوجد
مثله في
الإسلام، في
علمه وزهده وشجاعته،
حتّى أسلم على
يده ألف ألف
نسمة، ممّن
كان يعبد
الشّجر، وآمن
به في يوم
واحد أربعة
عشر ألف نسمة،
ولم يوجد هذا
في ولد غيره.
فأمّا
أولاد الحسن:
ففيهم
النّجوم
الزّهر، التّي
شهد الورى
بفضلهم، وليوثه
وسيوف دينه،
مثل النّفس
الزكيّة «3»، وقد
سماّه رسول
اللّه صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم بذلك، وكان
من أفصح
الناس، وأعلمهم
وأتقاهم وأشجعهم.
ثمّ
أخوه إبراهيم
بن عبد اللّه الإمام «4»، في
كماله وعلمه وشجاعته.
ثمّ
يحيى بن عبد
اللّه
أخوهما،
العالم الهارب
إلى الديلم،
المقتول ظلما
في دين اللّه،
[و] كان
الشافعي واعيته،
واستقدم
بغداد لأجله،
كما قتل
بالسّمّ أبو
حنيفة، في
نصرته
لإبراهيم
الإمام «5»، وكان
يفتخر بأنّه
تلميذ لزيد بن
عليّ عليه
السّلام.
______________________________
(1)- المشهور
بأبي الفضل
العباس، وقمر
العشيرة،
أمّه فاطمة
الكلابية من
بني كلاب
المشهورين
بالشجاعة،
كانت لأبي
الفضل مواقف
مشهودة ومشهورة
في واقعة
كربلاء، وبذل
مهجته في سبيل
الدفاع عن
سيّد شباب أهل
الجنّة وقتل شهيدا
صابرا، وقبره
مزار بكربلاء.
(2)- الحسن
بن عليّ
الملقّب
بالناصر
للحقّ الكبير
الأطروش وقد
مرّت ترجمته.
(3)- محمّد
بن عبد اللّه
بن الحسن بن
الحسن بن علي بن
أبي طالب
عليهم
السّلام (93- 145 ه) وقد
مرّت ترجمته.
(4)-
إبراهيم بن
عبد اللّه بن
الحسن بن
الحسن بن علي
بن أبي طالب
عليهم
السّلام ويكنّى
بأبي الحسن وأمّه
هند بنت أبي
عبيدة خرج
ليلة الاثنين
غرّة رمضان
سنة خمس وأربعين
ومائة على أبي
جعفر المنصور
في البصرة واستولى
عليها وعلى
الأهواز وخاض
معارك مع جيوش
المنصور وقتل
أخيرا
بباخمرا وانهزم
أصحابه.
(5)- قال
أبو الفرج
الاصفهاني في
(مقاتل
الطالبيين: 310 و315):
«كان أبو
حنيفة يجهر في
أمر إبراهيم
جهرا شديدا»
ثم نقل كتاب
أبي حنفية إلى
إبراهيم بن
عبد اللّه
يحثّه على
قتال
العباسيين، وأنه
«ظفر أبو جعفر
بكتابه،
فسيره وبعث
إليه فأشخصه،
وسقاه شربة
فمات منها ودفن
ببغداد».
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:164
ثمّ
مثل الحسن بن
الحسن بقيّة
كربلاء،
الخارج من
المدينة
طالبا لثأر
الحسين، أمين
على أوقاف
رسول اللّه
صلّى اللّه
عليه وآله وسلم،
وهو أبو
الأئمّة
الثلاثة
الذين
ذكرناهم.
ثمّ
الحسين بن
عليّ بن الحسن
بن الحسن بن
الحسن عليهم
السّلام «1». أشجع
من في الأرض وأسخاهم،
حتّى قال:
«إنّي
أخشى أن لا
أؤجر على
العطاء،
فإنّه لا يشقّ
عليّ وألتذّبه».
و موسى
بن جعفر «2»، ووجوه
آل محمّد صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، وهو
المقتول في
الفخ، في
البلد
الحرام، والشهر
الحرام، والناس
في الحجّ
يضجّون في
الطّواف، وهم
كانوا يقتلون
سلالة
الرّسول صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم.
ثمّ مثل
محمد بن
إبراهيم أخي
القاسم
عليهما السّلام
الذي بايعه
علماء
العترة، ولا
يذكر مثل زهده
وعبادته.
ثمّ
أخوه حبر
الامّة، وعالم
العترة،
الفقيه
المتكلّم،
العالم المبرّز
في كلّ علم،
بويع وخرج
بمصر، ولم يتمّ
له وجاء إلى
الرّس «3» واتخذه
بيتا
لأولاده،
لئلّا يسمع
الخناء «4» ولا
يلزمه مزيد
التكليف، وإكترى
بمكّة ثلاث
حجر بثلاثة
دنانير، نزل
في الأوسط.
فقيل له:
أنت واحد، وأنت
مضيّق، فما
حاجتك إلى هذه
الحجر.
______________________________
(1)- هو الحسين
بن علي بن الحسن
المثلث عليه
السّلام،
صاحب فخ، ثار
في المدينة وحارب
جيوش
العباسيّين
أيام الهادي
في قضيّة مشهورة
ومعروفة في
التاريخ
بوقعة فخ. مات
وعليه من
الدين سبعون
ألف درهم
(مقاتل
الطالبيين: 370-
371)، فرّقها في
ذات اللّه،
حتّى قضى عليه
بعض تجار أهل
المدينة، وبايعه
وجوه أهل
العترة مثل
الديباج.
(2)- يصرح
أبو الفرج
الاصفهاني
بأنّه «لم
يتخلف عنه أحد
من الطالبيين
إلّا الحسن بن
جعفر بن الحسن
بن الحسن
فإنّه
استعفاه فلم
يكرهه، وموسى
بن جعفر بن
محمّد». حيث
نصحه الإمام
الكاظم عليه
السّلام
بقوله:
«إنّك
مقتول فأحدّ
الضراب، فإنّ
القوم فساق
يظهرون
إيمانا ويغمرون
نفاقا وشركا،
فإنّا للّه وإنا
إليه راجعون،
وعند اللّه
عزّ وجلّ
احتسبكم من
عصبه». [المصدر
السابق: 375- 376].
(3)- من
بلاد اليمن.
(4)- من
قبيح الكلام.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:165
فقال:
أنا أخشى أن
يسمع أولادي
من أهل مكّة،
والغرباء
الخنا
فيتعلّمون.
ثمّ
فيهم مثل
الهاديّ،
يحيى بن
الحسين بن القاسم «1»،
عالم العترة وشجاعها
وزاهدها، والمصنف
في الدّين، والناشر
للعدل والتوحيد.
وبلغ من قوّته
أنّه أخذ
حمارا فوضعه
على غرفة، لمّا
غاضه رجوع
أبيه إلى
يهودي، يعرف
علّته وكان
طبيبا.
و قال: كيف
يرجع إلى عدوّ
اللّه في دفع
العلل!
ثمّ
لمّا سأله
أبوه أن
ينزله، أخذ
بقو أئمه وأنزله.
و عنه
أنّه لفّ عمود
قبان، في عنق
إنسان، كان يدّعي
القوّة!
و له مثل
ليلة الهرير
لأمير
المؤمنين
عليه السّلام،
لمّا حارب أهل
نجد بزمن
القرامطة، فكبّر
ثلاثمائة
تكبيرة، قتل بكلّ
تكبيرة واحدا
من القرامطة.
و هو
المشهور في
الزّهد والعبادة،
وبه فتح اللّه
اليمن إلى
يومنا هذا.
ثمّ
أولاده
النّجوم
العلماء:
ثمّ
فيهم كمثل
السّيد أبي
عبد اللّه
الدّاعي،
الفقيه
المتكلّم، والأديب
المصقع، الذي
بايعه أربعة
آلاف رجل من
علماء
الامّة، وكتبه
وعلمه مشهور.
ثمّ مثل
أبي العبّاس
الحسني رحمه
اللّه، المتكلّم
الفقيه،
المناظر،
المحيط
بألفاظ علماء
العترة أجمع
غير مدافع.
______________________________
(1)- يحيى بن
الحسين بن
القاسم بن
إبراهيم
الحسني
الملقّب
بالهادي إلى
الحقّ (220- 298 ه) من
أئمّة الزيديّة،
ولد
بالمدينة،
كان عالما
فقيها ورعا
شجاعا وصنّف
كتبا عديدة في
الفقه والحديث
والأمالي والجدل،
دعاه ملك
اليمن إلى
بلاده فقصدها
ونزل بصعدة
سنة 283 ه في
أيّام
المعتضد
العباسي، وبايعه
ملك اليمن والعشائر
وخوطب بأمير
المؤمنين وتلقّب
بالهادي إلى
الحقّ وفتح
نجران وملك
صنعاء سنة 288 ه
فخطب له بمكّة
سبع سنين وضربت
السكة باسمه وله
حروب ومعارك
مع جيوش
الخلافة
العباسيّة،
ظهر أيامه في
اليمن على بن
الفضل
القرمطي وتغلّب
على أكثر
اليمن وقصد
الكعبة سنة 298 ه
ليهدمها
فقاتله
الهادي ولكنّه
توفّي بصعدة ودفن
بجامعها وأكثر
من ملك اليمن
بعده من أئمّة
الزيديّة هم
من ذريّيته.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:166
ثمّ
مثل الإمام
المؤيّد
باللّه قدّس
اللّه روحه،
في فصاحته، وكتابته،
وشعره، ومعرفته
بالأنساب، ومعرفته
بالنجوم، ومعرفته
بعلوم الدين،
من الكلام، وتحقّقه
بأصول الفقه،
وبخاصة بفقه
العترة، وفقه
الأئمّة، وفي
زهده وعبادته،
وبذله لنفسه
في مرضاة
ربّه، إلى أن
مضى إلى رضوانه.
ثمّ إذا
نظرنا في أهل
زماننا، فمثل
أخيه السيّد
أبي طالب عليه
السّلام «1»، في
علمه
بالكلام، وبالأنساب،
وهو قدوة في
أصول الفقه، وقبلة
في الفقه، وعلم
في العلوم.
و مثل
السيّد أبي
القاسم
الموسوي رحمه
اللّه «2»
ببغداد في
الإمامية، لا
يوجد في
الامّة له نظير
في أدبه وعلمه،
وأصول الفقه والفقه،
وجودة خاطره،
وحسن نظره.
ثمّ نجد
في أوساط
أولادهم من
إذا فتّشت
عنده، تجده
أعلم بالدّين
من علماء
الزمان وفقهائها.
و من أين
يوجد في
العالم في
أولاد أبي بكر
أو عمر أو
عثمان، أو
غيرهم من
السّلف، فلا
تجد مذكورا
يذكر في
أولادهم
بالعلم، وتقدّم
على أهل
الزّمان.
و هذا
غاية ما يشرف
به المرء، اذا
لطف اللّه في
ولده، من يبلغ
همته في
الدين، الى
العلم والزهد
والتّقى، والقيام
لدين اللّه
تعالى جلّ
اسمه، حتّى لا
يوجد مثلهم،
في من كان
اليهم الحلّ والعقد.
ثمّ بنو
أميّة مع
كثرتهم، لم
يظهر لهم نافخ
نار «3» إلى
عمر بن عبد
العزيز،
لأنقطاعه إلى
جنبة العترة،
وقوله بالعدل
والتوحيد، ووضعه
من بني أميّة،
واعترافه
للعترة
بالفضيلة.
و نحن
عندنا في من
يعدّ في
الشباب، من
ولد بين الحسن
بن عليّ وبين
زيد بن
______________________________
(1)- صاحب كتاب
(أمالي الإمام
أبي طالب)
مطبوع.
(2)-
الشريف
المرتضى
(المتوفّى سنة
436 ه) وهو أشهر من
أن يعرّف.
(3)- أي من
يعتدّ به وله
كرامة ووجاهة
عند الناس.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:167
عليّ،
وهو في النحو
والآداب
بارع، وهو في
الشعر مقدّم،
وفي الخطب في
أعلى رتبة، وفي
الكتابة والخطابة
من يذكر
بالبلاغة والفصاحة.
ثمّ هو
في علم
الكلام، وأصول
الدين، أعلم
من كلّ متجرد
للفقه من علماء
الامّة، ومن
تبلّس في
القضاء.
ثمّ هو
أعلم بأصول
الفقه منهم،
ثمّ قرأ فقه
الشافعي على
الشافعيّة، وفقه
أبي حنيفة،
على أصحاب أبي
حنيفة، وعلّق
كلّ فقه على
حده.
ثمّ
أحاط علما
بألفاظ
الأئمّة، وسادات
العترة، في
فروع الشريعة.
و من
أحبّ أن يعلم
محلّه،
فلينظر في
مصنّفاته،
حتّى يعلم
مصداق ما
نقول، وهو
السيّد
الجليل، أبو
عبد اللّه
الحسين بن إسماعيل
الجرجاني،
نوّر اللّه
قبره، وفسح
مضجعه.
و من
خالف فيما
قلنا، فهذا
الفرس وهذا
الميدان،
فلينظر ويحضر
حتّى يرى.
و في
الحجاز واليمن
من العلماء،
ما إذا فتّشت
عنه، تعلم فضله
على علماء
الامّة،
الذين يزعمون
أنّ عليهم
تدور الفتوى
في الفروج والدّماء،
وهم كما قال
الشاعر:
من
تلق منهم تقل
لاقيت
سيّدهم |
|
مثل
النّجوم
التي يسري
بها
السّاري |
|
|
|
و
الأعلام من
العلماء،
الأئمة على
أصول الزيدية،
الّذين لا
يرون كلّ خارج
إماما، سبعة
عشر، ومن يرى
كلّ خارج
إماما،
فثلاثة وعشرون،
وأحد عشر
علماء
الإمامية في
العلم. هذا
سوى من كان
بارعا في علمه،
ولم تدّع له
الأمامة من
أولاده. فهو
تمام أربعمائة
خصلة وخمسين
خصلة تفرّد
بها. وفضائله
ثلاثة أنواع:
الأوّل:
ما زاد عليهم
فيما شاركهم
فيه.
و النوع
الثاني: تجّمع
فيه ما تفرّق
في الكلّ.
و النوع
الثالث: ما
تفرّد به ولا
مشارك له.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:168
و
نحن نسأل
الناظر في
كتابنا هذا،
أن يخرج التعصّب
عن قلبه، وينظر
لدينه، ولا
يوحش النبيّ وأهل
بيته، في
تعصّب
الرجال، واللّه
يجعل أعمالنا
واجتماعنا
معهم في
القيامة،
بمنّه ولطفه،
إنّه على ما
يشاء قدير.
***
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:169
تمّ
كتاب «المراتب
في مناقب أمير
المؤمنين علي
بن أبي طالب
صلوات اللّه عليه»
من مؤلّفات
الشيخ
العلّامة أبي
القاسم إسماعيل
بن أحمد
البستّي،
رحمه اللّه، وجزاه
أحسن جزائه،
منقولة من
نسخة نقلت من
نسخة سيّدنا
القاضي
العلّامة،
شمس الدين
أحمد بن سعد
الدين بن
الحسين
المسوريّ
أبقاه اللّه تعالى.
قال
القاضي شمس
الدين حفظه
اللّه، بعد
تمام نسخته: «و
هي منقولة من
نسخة الغالب
عليها السّقم
الكثير، وهي
نسخة حيّ
الفقيه
العلّامة
بهاء الدين
علي بن أحمد
الأكوع رحمة
اللّه عليه»،
مع أنّه ذكر
أنّه قد قصّها «1» على
نسخة السّماع
بخط الشيخ
العلّامة
حنظلة بن الحسن
بن شعبان رحمه
اللّه وسماعه،
وأنّ له منه
اجازة، وأرّخ
القصة علىّ
رحمه اللّه،
ذلك
بالمحرّم، أوّل
سنة ثمانى
عشرة وستمائة،
بالقاهرة
المنصورية
بظفار.
و لعلّ
السقم والتصحيف،
في الأصل الذي
خرج على عهد
حيّ القاضي،
العلّامة
جعفر بن أحمد
بن عبد السلام
بن أبي يحيى
رضوان اللّه
عليه، شيخ
الشيخ حنظلة،
وشيخ علوم
العترة ومصنّفاتهم،
فانّه
المعتني رحمه
اللّه في إخراج
ما كان منه
بجيلان، وديلمان
والعراق إلى
اليمن حرسه
اللّه، وضاعف
جزاء هؤلاء
العلماء، ورفع
درجاتهم،
بحقّ محمّد وآل
محمّد صلّى
اللّه عليه وآله
وسلم، ولا حول
ولا قوّة إلّا
باللّه
العليّ
العظيم،
حسبنا اللّه ونعم
الوكيل، والحمد
للّه ربّ
العالمين،
انتهى.
***______________________________
(1)- هكذا تقرأ
الكلمة.
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:171
الفهارس
العامّة
1- فهرس
الأعلام
2- فهرس
الأمكنة
3- فهرس
الفرق والمذاهب
والجماعات
4- فهرس
الوقائع والأيّام
5- فهرس
المواضيع ومحتويات
الكتاب
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:173
(1) فهرس
الأعلام
آسية
بنت مزاحم، 70
إبراهيم
بن عبد اللّه،
163
ابن
عبّاس، 36، 97، 155
إسرافيل،
130
الباقر
عليه
السّلام، 135، 155،
156
الجاثليق،
39
الحجّاج،
162
علي بن
أبي طالب عليه
السّلام، 1، 5،
6، 7، 8، 9، 11، 12، 15، 16،
17، 18، 19، 20، 21، 25، 29، 30،
31، 32، 33، 34، 35، 36، 37، 38،
39، 40، 41، 42، 43، 44، 46، 47،
48، 53، 54، 55، 57، 58، 59، 61،
64، 68، 69، 70، 73، 76، 77، 78،
79، 81، 82، 83، 84، 86، 88، 89،
91، 95، 96، 97، 98، 99، 100،
101، 102، 105، 111، 112، 113، 118،
119، 120، 121، 124، 125، 126، 127،
128، 129، 130، 131، 134، 136، 138،
142، 143، 144، 145، 146، 147، 150،
151، 153، 156، 160، 161، 162، 163،
164، 165، 166، 169
عبد
اللّه بن
مروان، 162
الحسن
بن علي عليه
السّلام، 6، 18،
19، 21، 47، 53، 54، 57، 70، 73،
79، 80، 82، 83، 87، 88، 102، 105،
108، 111، 127، 128، 129، 131، 139،
150، 156، 161، 163، 164، 166، 169
الحسن
بن الحسن عليه
السّلام، 150، 164
الحسين
بن عليّ، 13، 17،
18، 19، 20، 53، 54، 57، 70، 79،
80، 82، 86، 87، 111، 126، 127،
128، 129، 134، 135، 139،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:174
147،
148، 150، 156، 160، 161، 163، 164،
165، 169
الزّبير،
32، 91، 127، 132، 145، 146
الزّجاج، 48، 98،
138
الشافعي،
163، 167
الصّاحب
بن عبّاد، 17، 27،
28، 73، 156
الصادق
عليه السّلام،
31، 57، 98، 150، 155
العترة
عليهم
السّلام، 21، 41،
46، 48، 80، 102، 108، 127، 129،
132، 136، 153، 164، 165، 166، 167،
169
المحسّن
عليه
السّلام، 79
المشايخ،
30، 31، 36، 38، 39، 41، 42، 45،
46، 48، 49، 51، 70، 71، 81، 82،
85، 90، 93، 97، 98، 102، 103، 119،
123، 127، 128
المصطفى
صلّى اللّه
عليه وآله، 53،
54، 64، 109، 160
المعتصم،
137
المهدي
عليه
السّلام، 138، 150،
161
المؤيّد
باللّه، 5، 13، 17،
19، 166
الناصر
الكبير، 111
الناصر
للحق، 36
النّفس
الزكيّة، 163
أبو
الأسود
الدؤليّ، 154
أبو
تراب، 82، 83
أبو
القاسم
البستي، 5
أبو
القاسم
الطّبري، 53
أبو
حنيفة، 163، 167
أبو
سعيد
الخدريّ، 98، 119
أبو عبد
اللّه الحسين
بن إسماعيل
الجرجاني، 167
أبو
عثمان
الجاحظ، 30
أبو
القاسم
الموسوي،
الشريف
المرتضى: 166
أبو
الهذيل، 156
أبو
بكر، 6، 20، 44، 68، 102،
124، 155
أبو
بكر، 20، 30، 37، 40، 42،
43، 46، 68، 70، 77، 79، 91، 97،
123، 127، 133، 166
أبو
زرعة
القزويني، 30
أبو
طالب، 1، 5، 9، 12،
67، 124، 150، 163، 166
أبو عبد
اللّه
البصري، 156
أبو عبد
اللّه
الدّاعي، 165
أبو
عثمان
الطويل، 156
أبو
عليّ، 156
أبو
هاشم، 19، 156
أبو
هريرة، 46، 47، 108
أبو
يعقوب
الشّحّام، 156
أسماء
بنت عميس، 89
أنس، 48
بني
زهرة، 48، 98، 138
بني
طلحة، 36، 42، 111، 123
بني
هاشم، 42، 59، 69، 95
جابر، 48
جبرئيل،
32، 47، 55، 56، 61، 75، 76، 77،
78، 79، 82، 86، 88، 89، 96، 97،
108،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:175
112،
114، 119، 130
جعفر، 37،
46، 64، 68، 69، 70، 71، 78، 87،
89، 135، 150، 162، 163، 164
جعفر بن
أحمد، 21، 169
حمزة، 36،
64، 68، 69، 78، 87، 97، 125،
146، 150
حيدر، 14،
74، 81
خالد، 37،
123
خديجة،
44، 60، 64، 70، 71، 92، 95
دحيّة
الكّلبي، 76، 139
ذي
الثّدية، 144
راحيل،
88، 89
رضوان،
32، 35، 85، 88، 89
ركانة،
113
زيد بن
عليّ رحمه
اللّه، 10، 11، 12،
13، 15، 17، 19، 21، 37، 86،
150، 156، 163
زين
العابدين
عليه
السّلام، 111، 135،
155
زينب
بنت جحش، 129
سعد، 18،
20، 60، 91، 127، 146، 169
سعيد، 91،
119
سيف
الدّولة، 53، 54
شبّر، 79
شبير، 79
شيبة، 78،
97
صفيّة،
98، 146
ضرار بن
صرّد، 104
طلحة، 32،
91، 127
عائشة،
37، 43، 70، 124، 128
عاص، 70،
عاصم، 155
عبد
الرحمن بن أبي
بكر، 162
عبد
اللّه، 19، 30، 46،
54، 63، 127، 143، 149، 150، 156،
162، 163
عبد
اللّه بن عمر،
162
عبد
المطّلب، 54، 63،
67، 150
عبيد
اللّه بن عمر،
162
عبيدة،
36، 78، 97، 125، 150، 154، 163
عتبة بن
ربيعة، 78
عثمان،
8، 32، 37، 42، 68، 70، 91، 97،
127، 133، 156، 166
عليّ بن
مجاهد، 119، 120
عمر، 32،
33، 37، 41، 42، 46، 57، 68، 70،
75، 77، 79، 80، 86، 91، 96، 97،
101، 102، 111، 112، 113، 127، 133،
135، 154، 156، 162، 166
عمر بن
عبد العزيز،
9، 166
عمرو بن
العاص، 70، 149
عمرو بن
عبدود، 97، 112، 126،
138، 146
عنتر، 98
فاطمة،
44، 53، 57، 63، 70، 79، 80، 85،
86، 88، 89، 90، 126، 128، 129،
131، 134، 135، 139، 147، 148، 163
فاطمة
بنت أسد، 59، 63،
64، 67، 71، 91
قاضي
القضاة، 5، 11، 12،
19، 99، 100،
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:176
129،
156
كنانة،
42، 67
أبي
بريدة، 29، 99
محمد بن
إبراهيم، 164
محمد بن
الحسن
الفقيه، 102
محمد بن
الحنفية، 68، 161
محمّد
بن عبد اللّه،
150، 163
مرحب، 98
مرّة، 34،
38، 39، 54، 98
مريم
بنت عمران، 70، 135
مشبر، 79
معاذ، 37
معاوية،
68، 69، 104
معد بن
عدنان، 67
مقداد،
47، 108
موسى، 32،
49، 56، 75، 78، 79، 80، 112،
120، 125، 135، 164
ميكائيل،
75، 96، 108، 130
واصل بن
عطاء، 156
وليد بن
عتبة، 78، 97
هارون،
49، 56، 75، 78، 79، 80، 112،
120، 125
هاشم، 19،
35، 42، 59، 67، 69، 87، 95،
150، 156
هرمزان،
162
يحيى بن
الحسين بن
القاسم، 165
يحيى بن
زكريّا، 105
يحيى بن
عبد اللّه، 163
يوشع، 78،
80
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:177
(2) فهرس
الأمكنة
البصرة،
29، 60، 80، 81، 102، 147، 150، 163
الحوأب،
145
الديلم،
111، 163
الرّس،
164
الشّجرة،
32، 61، 82
الصّفة،
61، 75
العراق،
21، 28، 145، 169
القاهرة
المنصوريّة،
6، 18
الكعبة،
59، 60، 61، 165
الكوفة،
60، 140، 150، 155
المدينة،
60، 61، 123، 136، 146، 150، 164
اليمن،
6، 21، 29، 38، 48، 100، 123، 150،
165، 167، 169
أحجار
الزّيت، 150
جيلان، 21
بغداد،
9، 15، 16، 19، 119، 156، 163
بلاد
العجم، 113
تبوك، 78
حصن ذات
السّلاسل، 113، 136
ديلمان،
21، 169
روحاء، 61
شعب بني
هاشم، 35، 95
طريق
مكة، 32
عقيق، 136
فخ، 164
كربلاء،
148، 161، 163، 164
كناسة
الكوفة، 150
مسجد
قبا، 61
مكة، 32،
61، 67، 111، 150، 165
نجد، 165، 166
نهاوند،
113
ينبع، 32،
45، 103، 108
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:179
(3) فهرس الفرق
والمذاهب والجماعات
أهل
التفسير، 48، 138
الإمامة،
42، 43، 48، 49، 55، 76، 81، 82،
144، 167
الإماميّة،
39، 136، 153، 155، 166، 167
الحشويّة،
42، 128
الخوارج،
76
الزيديّة،
5، 11، 39، 127، 136، 156، 165، 167
الشّعراء،
39، 132
الشيعة،
5، 6، 16، 19، 54، 79، 80، 86،
105، 111، 127، 128، 131، 132، 133،
136، 138
الصحابة،
27، 30، 37، 39، 41، 42، 43، 48،
61، 65، 73، 87، 100، 101، 117،
127، 136، 139، 160
الصوفيّة،
39
القاسطين،
32، 45، 75، 76، 144
القرامطة،
165
الكفّار،
31، 36، 37، 45، 46، 78، 97، 98،
112، 132، 137، 138، 155
الكيسانية،
161
المارقين،
32، 45، 75، 76، 144
المعتزلة،
5، 32، 39، 127، 154، 156
الملحدة،
132، 133، 155
الناكثين،
32، 45، 75، 76، 144
الهجرة،
36، 37، 86، 96، 123
أصحاب
الكهف، 133
أهل
البغي، 39، 102، 149، 159
أهل
الحديث، 43، 80، 132
أهل
الحشو، 30
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:180
أهل
الشام، 69
بني
أميّة، 119، 166
قريش، 40،
42، 67، 68، 69، 90، 96، 97،
101، 137، 143، 146
كتاب المراتب،
البستي ،ص:181
(4) فهرس
الوقائع والأيّام
بيعة
الجنّ، 35
بيعة
الرّضوان، 35، 60
بيعة
العشيرة، 34، 78، 91
بيعة
الغدير، 35
حديث
خيبر، 29، 55، 91، 120،
126، 130، 141
خطبة
الأفتخار، 33،
77، 80، 81، 95
ذات
السّلاسل، 113، 136
غزوة
ودّان، 146
ليلة
الغار، 34، 36، 96، 123
ليلة
المعراج، 85
ليلة
الهرير، 114، 165
يوم
احد، 32، 36، 42، 55، 78،
97، 111، 119، 123، 127، 138
يوم
الأحزاب، 43، 97،
112
يوم
الجمل، 114
يوم
الفتح، 124
يوم
المباهلة، 86
يوم
المؤاخاة، 91
يوم
النّهروان، 114
يوم
بدر، 36، 42، 43، 64، 111،
114، 137، 154
يوم
حنين، 98، 113، 132
يوم
خيبر، 43، 74، 91، 98،
112، 127، 132، 136، 138
يوم
صفّين، 114
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:183
[ (5)] فهرس
المواضيع ومحتويات
الكتاب
تقديم 5
ديباجة
الكتاب 7
فصل «في
بيان القول
بالتفضيل» 27
فصل
«ممّا شاع في
الجماعة من
الخصال وله فيها
مزيّة» 29
فصل
[الأوّل] «في
بيان ما يشرف
به المرء على
غيره» 51
فالباب
الأوّل والفصل
الثاني [كتابه
اسمه عليه
السّلام على ساق
العرش] 57
فامّا
الفصل الثالث
«و هو أنّ
المرء يشرّف
بولادته في
بيت كبير» 59
فصل «في
شرفه في
التربية وتفرّده
به» 63
فصل
«فيما تفرّد
به من القرابة
التي له فيها
شرف» 67
الفصل
السابع «في
الشّرف وأسمائه»
73
فامّا
الفصل الثامن
[خواصّ
المصاهرة] 85
الفصل
العاشر
«اختصاصه
بالمؤاخاة» 91
و امّا
الفصل الحادي
عشر [حسن
إسلام عليّ بن
أبي طالب عليه
السّلام] 93
الفصل
الثاني عشر
[شرفه عليه
السّلام بصالح
أعماله] 95
كتاب
المراتب،
البستي ،ص:184
و
امّا الفصل
الثالث عشر 106
و امّا
الفصل الرابع
عشر «و هو
الشّرف
بالسّخاء» 107
فأمّا
الفصل الخامس
عشر [في شرفه
بشجاعته عليه
السّلام] 111
امّا
الفصل السابع
عشر 115
و امّا
[الفصل]
الثامن عشر
[امتداحه عليه
السّلام في
الكتاب والسنّة]
117
الفصل
التاسع عشر
[ممّا تفرّد
به عليه
السّلام من
الشرف] 123
الفصل
العشرون 124
فامّا
الفصل الحادي
والعشرون
[ممّا تفرّد
به عليه
السّلام في
فضائله
الباطنيّة] 125
فصل
[الثاني والعشرون]
«في بيان ما
يتعلّق به من
الخبر عن الغيب»
141
الفصل
الثالث والعشرون
«أن يصير قوله
في الدّين
حجّة، ويصير
للشّريعة
قبلة» 153
فامّا
الفصل الرابع
والعشرون [علي
بن أبي طالب
عليه السّلام
وشرف ولده] 159