صحيفة الغدير

  الصفحة الرئيسية

 

 

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الأول)

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الثاني)

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الثالث)

 

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الأول)

 

القدرة التي يملكها علي بن أبي طالب (ع) العلمية والإعجازية

الخطبة التي خطبها في الكوفة المعروفة " بخطبة البيان " ذكرنا أصحها وقد ذكر فيها أصحاب القائم عجل الله فرجه .
حدثنا محمد بن أحمد الأنباري قال : حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قاضي الري قال : حدثنا طوق بن مالك عن أبيه عن جده عن عبد الله ?بن مسعود رفعه إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لما تولى الخلافة بعد الثلاثة أتى إلى البصرة فرقى جامعها وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول وتقشعر منها الجلود ، فلما سمعوا منه ذلك أكثروا البكاء والنحيب وعلا الصراخ ، قال : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أسر إليه السر الخفي الذي بينه وبين الله عز وجل فلأجل ذلك انتقل النور الذي كان في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام ) قال : ومات النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مرضه الذي أوصى فيه لعلي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكان قد أوصى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة قال : فأقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد موت النبي  لى الله عليه وآله وسلم ) صابرا على ظلم الأمة إلى أن قرب أجله وحان وصاية النبيلى الله عليه وآله وسلم ) بالخطبة التي تسمى خطبة البيان فقام أمير المؤمنين(عليه السلام ) بالبصرة ورقى المنبر وهي آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)

فقال : أيها الناس أنا وحبيبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم ) كهاتين وأشار بسبابته والوسطى ولولا آية في كتاب الله لنبأتكم بما في السماوات والأرض وما في قعر هذا فما يخفى علي منه شئ ولا تعزب كلمة منه وما اوحي إلي بل هو علم علمنيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لقد أسر لي ألف مسألة في كل مسألة ألف باب وفي كل باب ألف نوع ، فاسألوني قبل أن تفقدوني ، اسألوني عما دون العرش أخبركم ولولا أن يقول قائلكم : إن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) ساحر كما قيل في ابن عمي ، لأخبرتكم بمواضع أحلامكم وبما في غوامض الخزائن ( المسائل ) ولأخبرتكم بما في قرار الأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السماوات و فاطرها ، و باسط الأرض و عامرها ، و ساطع المدحيات و قادرها ، و مؤيد الجبال و ساغرها ، و مفجر العيون و باقرها ، و مرسل الريح و زاجرها ، و مانع القواصف و آمرها ، و مزين السماء و زاهرها ، و مدير الأفلاك و مسيرها ، و مظهر البدور و نائبها ، و مسخر السحاب و ماطرها ، و مقسم المنازل و مقدرها ، مدلج الحنادس و عاكرها ، و محدث الأجسام و قاهرها ، و منشيء السحاب و مسخرها ، و مكور الدهور ، و مكور هامورد الأمور و مصدرها ، و ضامن الأرزاق و مديرها ، و منشيء الرفات و منشرها احمده على آلائه و توافرها ، و اشكره على نعمائه و توافرها ، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . شهادة تؤدي الإسلام ذاكرها ، و يؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، واشهد إن محمداً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها ، و رسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها . أرسله إلى امة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها ، و تغطمطت بظلالة دعاة الصلبان ماهرها ، و فخر بعمل الشيطان فاخرها ، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها ، و الم بزخرف الجهالات و الضلالات سوء ما كرها . فأبلغ رسول الله في النصيحة و ساحرها و محا بالقرآن دعوة الشيطان و دامرها ، و أرغم مغاطس جهال العرب وأكابرها . حتى أصبحت دعوته بالحق بنق ثامرها ، و استقامت به دعوة العليا و طابت عناصرها.

أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات ، أنا مبين الآيات ، أنا سفينة النجاة ، أنا سر الخفيات ، أنا صاحب البينات ، أنا مغيض الفرات ، أنا معرب التوراة ، أنا المؤلف للشقات ، أنا مظهر المعجزات ، أنا مكلم الأموات ، أنا مفجر الكريات ، أنا محلل المشكلات ، أنا مزيل الشبهات ، أنا مزيل المهمات ، أنا آية المختار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا الظاهر علي حيدر الكرار ، أنا الوارث علم المختار ، أنا مبيد الكفار ، أنا أبو الائمة الأطهار، ، أنا قمر السرطان ، أنا شعر الزيرقان ، أنا أسد الشرة ، أنا سعد الزهرة ، أنا مشتري الكوكب ، أنا زحل الثواقب ، أنا عين الشرطين ، أنا عنق السبطين ، أنا حمل الإكليل ، أنا عطارد التعطيل ، أنا قوس العراك ، أنا فرقد السماك ، أنا مريخ الفرقان ، أنا عين الميزان ، أنا ذخيرة الشكور ، أنا مصحح الزبور ، أنا مؤمل التأويل ، أنا مصحف الإنجيل ، أنا فصل الخطاب ، أنا لم الكتاب ، أنا منجد البررة ، أنا صاحب البقرة ، أنا مثقل الميزان ، أنا صفوة آل عمران ، أنا علم الأعلام ، أنا جملة الأنعام ، أنا خامس أهل الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا صاحب الاعراف ، أنا مبيد الأسلاف ، أنا مدير الكرم ، أنا توبة الندم ، أنا الصاد والميم ، أنا سر إبراهيم ، أنا محكم الرعد ، أنا سعادة لمجد ، أنا علانية المعبود ، أنا مستنبط هودا ، أنا نحلة الخليل ، أنا أية بني إسرائيل ، أنا مخاطب الكهف ، أنا محبوب الصحف أنا الطريق الاقوم ، أنا موضع مريم ، السورة لمن تلاها ، أنا آل طه ، أنا ولي الأصفياء ، أنا الظاهر مع النبي ، أنا مكرر الفرقان ، أنا آلاء الرحمن ، أنا محكم الطواسين ، أنا أمام آل ياسين ، أنا حاء الحوا ميم ، أنا قسم الم ، أنا سائق الزمر ، أنا آية القمر ، أنا راقب المرصاد ، أنا ترجمة صاد ، أنا صاحب الطور ، أنا باطن السرور ، عتيد قاف ، أنا قارع الأحقاف ، أنا مرتب الصافات ، أنا سورة الواقعة ، أنا العاديات و القارعة ،أنا نون و القلم ، أنا مصباح الظلم ، أنا مؤل القرآن ، أنا مبين البيان ، أنا صاحب الأديان ، أنا ساقي العشان ، أنا عقد الأيمان ، أنا قسم الجنان ، أنا كيوان الامكان ، أنا تبيان الامتحان ، أنا الأمان من النيران ، أنا حجة الله على الانس و الجان ، أنا أبو الائمة الأطهار ، أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان .

قال : فقام إليه مالك الاشتر فقال : متى يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
إذا زهق الباطل ، و خفت الحقايق ، و لحق اللاحق ، و ثقلت الظهور ، و تقاربت الأمور ، وحجت النشور ، و راغم المالك ، و سلك السالك ، و هلك الهالك ، و عمت الغنوات ، و بغت العشيرات ، و كثرت الغمرات ، و قصر الأمد ، و دهش العدد ، و هاجت الوساوس ، و غيطل العساس ، و ماجت الأمواج ، و ضعف الحاج ، و اشتد الغرام ، و ازدلف الخصام ، و اختلفت العرب ، و اشتد الطلب ، و نكص الهرب ، و طلبت الديون ، و ذرقت العيون ، و اغبن المغبون ، و شاط النشاط ، و حاط الهياط ، و عجز المطاع ، و اظلم الشعار ، و صمت الأسماع ، و ذهب العفاف ، و سجسج الأنصاف ، و استحوذ الشيطان ، و عظم العصيان ، و حكمت النسوان ، و قد حث الحوادث ، و نفثت النوافث ، و هجم الواثب ، و اختلف الأهواء ، و عظم البلوى ، و اشتد الشكوى ، و استمر الدعوا ، و قرض القارض ، و لمض الملامض ، و تلاحم الشداد ، و نقل الملحاد ، و عجت الفلاة ، و عجعج الولاة ،و فضل الباذخ ، و عمل الناسخ ، و زلزلت الأرض ، و عطل الفرض ، و كتمت الأمانة ، و بدت الخيانة ، و خشيت الصيانة ، و اشتد الغيض، و أراع الفيض ، و قام الأدعياء ، و قعد الاولياء ، و خبثت الأغنياء ، و نالوا الأشقياء ، و مالت الجبال و أشكل الأشكال ، و شيع الكربال ، و منع الكمال ، و ساهم الثحيح ، و منع الفليح ، و كفكفت الترويج ، و خدخد البلوع ، و تكلكل الهلوع ، و فدفد المذعور ، و ندند الديجور ، و نكس المنشور ، و عبس . أأنت حاضر ماذكرت وعالم بما أخبرت ؟ قال : فالتفت إليه الإمام عليه السلام :
و كشكش الهموس ، و اجلب الناموس ، و دعدع الشقيق ، و جرثم الأنيق ، و نور الأفيق ، و اذاد الذائد ، و ذا الرايد ، و جد الجدود ، و مد المدود ، و كد الكدود ، و حد الحدود ، و ظل الضليل ، و علعل العليل ، وفضل الفضيل ، وشتت الشقات ، وشمت الشمات ، و كد الهرم ، وقضم القضم ، و سدم السدم ، و بار الراهب ، و داب الدائب ، ونجم الثاقب ، و رود القرآن ، و احمر الديران ، وسدس الشيطان ، و ربع الزبرقان ، و ثلث الحمل ، و ساهم زحل ، و أفل الفرار ، و أكثر الزخار ، و انبت الاقدار ، و كملت العشرة ، و سدس الزهرة ، و غمرت الغمرة ، و طهرت الأفاطس ، و توهم الكساكس ، و تقدمتهم النفايس ، فيكدحون الحراثر ، و يملكون الجراثر ، و يحدثون في كيسان ، و يخربون خرسان ، و يصرفون الجيشان ، و يهدمو الحصون ، و يظهرون المصون ، و يقتطفون الغصون ، و يفتحون العراق ، و يأججون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان عليه السلام .

ثم جلس عليه السلام اعلام قاه من المنبر و قال : آه ثم آه لتعريض الشفاه ، و ذيول الأفواه .
قال : ثم ألتفت يميناً و شمالا و نظر إلى بطون العرب و سادتهم و وجوه أهل الكوفة بل كبار القبائين يديه و هم صموت كأن على رؤسهم الطير فتنفس الصعداء ، و ان كمداً و تململ حزناً و سكت هنيئة فقال إليه سويد ابن نوفل و هو كالمستهز ، و هو من سادات الخوارج .
فقال : يا أمير المؤمنين ورمقة بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة كأن نزلت به نازلة فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع ارباً اربا .
فقال عليه السلام : أبمثلي يستهزه المستهزون أم علي يتعرض المتعرضون أو يليق لمثلي أن يتكم بما لا يعلم ويدعي ما لبس له بحق هلك والله البطلون وايم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله ولا منافق برسوله ولا مكذباً بوصية وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون . قال فقام إليه صعصعة بن صوحان و ميتم و إبراهيم بن مالك الاشتر و عمر بن صالح فقالوا : يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان ؟ فان قولك يحيي قلوبنا و يزيد في إيماننا ؟ فقال : حباً و كرامة ثم نهض عليه السلام قائما و خطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة و نعيمها و تحذر من النار و جحيمها ثم قال عليه السلام :
أيها الناس : أني سمعت أخي رسول الله (ص) يقول : نجتمع في أمتي ماءة خصلة لم نجتمع في غيرها . فقامت العلماء و الفضلاء يقبلون بواطن قديمه ثم حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه و قال : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالامر من ذرية ولدي الحسين و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :

إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة ، و اتبعوا الشهوات ، و قلت الأمانات ، و كثر الخيانات ، و شربوا القهوات ، و استهتروا بشتم الآباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات ، و جعلوها مجالس الطعامات ، و اكنروا من السيئات ، و قللوا من الحسنات ، و عوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ، و الولد غيضا ، و تكون لأهل وجوه ذلك الزمان لهم وجوه جملية و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه ، و من عامهم ظلموه وجوهم وجوه الآدميين ، و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر ، و أنتن من الجيفة , و أنجس من الكلب ، و أروغ من الثعلب ، و أطمع من الأشعب ، و ألزق من الجرب ، و لا ينتاهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك ، و إن آمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم اغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضمتهم شتموك سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا ، و الخمر ، و الملاطات ، و الطرب ، و الغناء الفقير بينهم ذليل حقير المؤمن ضعيف صغير ، و العلم عندهم وضيع ، والفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك ، و القوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ، و لا ينهون عن المنكر الغني عندهم دولة ، و الأمانة مغنمة ، و الزكاة عندهم مغرما ، و يطيع الرجل زوجته ، و يعصي والديه و يجفوهما ، و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، يتعاملون بالسحت و الرياء ، و يعتار على العلماء ، و يكثر ما بينهم سفك الدماء قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرآة بالمرآة ، و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر ، و تكتفي الرجال بالرجال ، و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون ألامرأة مستولية زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزه ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة ، و تبطل الإحكام ، و تحبط الإسلام ، و تظهر دولة الأشرار ، و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصابغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعة فتقل المكاسب ، و تضيق المطالب ، و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد ، و يقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ، و يحكم عليهم ساطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر ، و قلوبهم أنتن من الجيفة فإذا كان كذلك ماتت العلماء ، و فسدت القلوب ، و كثرت الذنوب ، و تهجر المصاحف ، و تخرب المساجد ، و تطول الآمال ، و تقل الأعمار ، و تبني الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظايم النازلات فعندما لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها بشيء ، و لا تقبل صلاته لان نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ، و كيف يحتال على المسلمين ، و يطلبون الرياسة للتفاخر ، و المظالم و يضيق على مساجدهم الأماكن و يحكم فيهم المتآلف و يجوز بعضهم على بعض و يقتل بعضهم بعضاً عدواة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المسجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ، و برع سفهاؤهم و يملك المال مالا يملكه كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع و تضع الرؤساء دوما لمن لا يستحقها ، و يضيف الذرع و يفسد الزرع ، و يفشوا البدع ، و تظهر الفتن كلامهم فحش ، و فعلهم خبث و هم ظلمة غشمة ، و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون ، و قضاتهم بمالا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون من كان عنده مرفوعاً ، و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع و الفقير مهجور و مبغوض ، و الغنى محبوب ومحضوض ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤس ، و يعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمن الطيور ،والطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير يستحلون الربا والشبهات ،و يتعارضون المشهادات يرائون بالإعمال قصراء الآجال لا يمضي عندهم الا من كان نماما يجعلون الحلال حراما أفعالهم منكرات وقلوبهم مختلفات يقداسون فيما بينهم بالباطل ، و لا يقناهون عن منكر فعلوه تخاف أخبارهم أشراهم يتوازون في غير ذكر الله تعالى يهتكون فيما بينهم بالمحارم لا يتعاطون بل يتدابروا ، إن رأر صالحاً ردوه ، و إن رأو نماما استقبلوه ، و من أساءهم يعظمون ،و تكاثر أولاد الزنا ، و لأباه فرحين بما يروا من أولاد القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها ، و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضاً لم تهمه و لا يسمع ما قبل فيها من الكلام الردى فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا حذاراً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام وصلى سعيراً في يوم القيام وفي ذلك يصلنون بشتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلموا الأنباط وتكثر الاحتياط فما اقل أخوة في الله تعالى ونقل الدراهم الحلال وترجع الناس إلى شر حال فعندما تدور دول الشياطين وتتواثب على اضعف المساكين وثوب الفهد إلى فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير أخوته بدنياه فيا ويل للفقير وما يحل به من الخسران والذل والهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهلة وسيطلبون ما لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير و في أخرها السفياني و الشامي و انتم سبع طبقات :
الطبقة الأولى (*) : أهل تنكيل وقسوة إلى السبعين من الهجرة .
و الطبقة الثانية : أهل تبار وتعاطف إلى المائتين من الهجرة.
و الطبقة الثالثة : أهل تزاور وتقاطع إلى الخمس مائه و خمسون سنة من الهجرة.
و الطبقة الرابعة : أهل تكالب وتحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة .

______________________
(*)
فالطبقة الأولى وفيها مزيداً التقوى الى سبعين سنة الهجرة .

والطبقة الخامس : أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة .
الطبقة السادسة : أهل الفروج و السرج و تكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
والطبقة السابعة : فيهم أهل خيل وعدد و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور والمشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفيها يظهر الملعون من واد الميثوم و فيها انكشاف الستر والبروج إلى إن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله عليه .
قال: فقامت إليه سادات أهل الكوفة وأكابر العرب و قالوا :
يا أمير المؤمنين بين لنا و بين الناس أوان هذه الفتن والمظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت قلوبنا أن تنفطر وأرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا أسفاه على فراقنا إياك فلا والله فيك سوءاً ومكروها ً.
فقال علي (ع) : قضى الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت قال فلم يبق أحد إلا وبكى لذلك قال ثم إن علي عليه السلام قال :
ألا وان تدارك الفتن بعدما نبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغير و موت أحمر ألا يا ويل بيت نبيكم و شرفائكم من غلاء وجوع ونقر و وجل حتى يكونوا في أسوه حال بين الناس ألا و إن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها و لا تلبى فيها دعوة ثم لا خير الحياة بعد ذلك و انه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ألا أن أول من بلي من أمركم بنوا أمية تملك من بعدهم من ملوك بني العباس فكم منهم من مقتول و مسلوب ثم أنه (ع) قال :
آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيهم من الشفياني في ذلك الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و ليوث قشاعمة أول اسمه "ش" ذا خروج الغلام الأشر أتى البصرة فيقتل ساداتهم و يسبي حريهما فاني لا اعرف بها كم و قعة تحدث بها و قعات و تكون بها و قعات بين تلول و آكام فيقتل بهم اسم و يستعبدنها صنم ثم سير فلا يرجع يعلو الصياح و يقتحم بعضها بعضاً فيا ويل لكوفانكم من نزوله بدار يملك حربكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم عمره طويل وشره غزير رجاله ضر أغمة وتكون وله وقعة عظيمة الا وأنها فتن يهلك فبها المنافقون و القاسطون و الذين فسقواني دين الله تعالى و بلاده و لبسوا الباطل على جادة عبادة فكأني بهم قد قتلوا أقواما تخاف الناس أصواتهم و تخاف شرهم من رجل مقتول و بطل مجندل يهابهم قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها أخرها ألا وان لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر ألا وان السفياني بدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم ألا ويل المئتفكة وما يحل بها من سيف مسلوم وقتيل وحومة مهتوكة ثم ياقي إلى الزوراء الظالم أهلها فحيول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها واغلب سلطنها . ثم قال:

الويل للديلم وأهل ساهون و عجم لا يفقرن تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائره الحروب قاسية قلوبهم سود ضمايرهم الويل ثم الويل لبلد يدخلونها و ارض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لامس صغيرهم أكثرهما من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب و يكثر فيهم بينهم الضراب و تصحبها الا كراد و أهل الجبل و سائر البلدان و تضاعف إليهم اكراد همدان و وعتززة و عدنان حتى يلحقوا بأرض الاعجام من ناحية خرسان فيحلون قريبا من قزوين و سمر و كاشان فيقتلونهم السادات من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز يا ويل لأهل الجبال و ما يحل فيها من الأعراب ألا يا ويل لأهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات و يا ويل لأهل عمان و ما يحل بها من الذل و لهوان و كم وقعة فيها من الإعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقتل فيهما الرجال و تسبى فيهما الحريم ويل لأهل أول مع صابون من الكافر الملعون يذبح رجالهم و يستحي نساءهم و إني لأعرف بها عشر وقعة :
الأولى بين القلعتين و الثانية في الصليب و الثالثة في الجنبية الرابعة عند نوبا و الخامسة عند أهل عراد و أكراد و السادسة في أوكر خارقان و الكليا و في سار وبين الجبلين وبئر حنين و يمين الكثيب و ذروة الجبل و يمين شجرات النبق .
ألا يا ويل للكبيس و ذكوان و ما يحل بها من الذل و الهوان من الجوع و الغلاء و الويل لأهل خرسان و ما يحل بها من الذي لا يطاق و يا ويل للري و ما يحل من القتل العظيم و سبي الحريم و ذبح الأطفال وأعدام الرجال و يا ويل لبلدان السند و الهند و ما يحل بها من القتل و الذبح و الخراب في ذلك الزمان فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو و من معه فيقتل جميع من فيها و يفتك بأهلها و أني لأعرف بها خمس وقعات عظام فأول وقعة منها على ساحل بحرها قريب من برها و الثانية مقابلة كوشا و الثالثة من قربها الغربي و الرابعة بين الزويتين والخامسة مقابل برها ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية و مكان فتؤخذ كبارها و تسبي صغارها و أني لأعرف بها سبعة و قعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قربها الشمالي تسمى سماهيج
و الثانية تكون في القاطع و بين النهرين عن يمين البلد وقربها الشمالي الغربي و بين الايلة و المسجد و بين الجبل العالي و بين التلتين المعروفة بجبل (حبوة ) ثم مقتل الكرخ بين و الجادة و بين شجرات النبق المعروفة بالسديرات بجانب شطر الماجي ثم الخورتين وهي شايعة الطامة الكبرى وعلامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته وهو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكها فتغير العرب عليه فتقتل الرجال و تنهب الأموال فتخرج بعد ذلك العجم على العرب و يتبعوهم إلى بلاد الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء و وقعة بالدورة و وقعة بالصفصف و وقعة بدارين و وقعة بسوق الجزارين و وقعة بالجرار و وقعة بالمدرس و وقعة بتاروة ألاياويل لهجر و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ و وقعة عظيمة بالقطر تحت التل المعروف بالحسيني ثم بالأراكة ثم بأم خنورة ألا يا ويل نجد وما يحل بها القحط والغلاء واني لا عرف بها وقعات عظام بين المسلمين
ألا يا ويل البصرة و ما يحل بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضاً واني لا عرف وقعات عظام بواسط و وقعات مختلفات بين الشط والمجيبة و وقعات بين العوينات ألا يا ويل بغداد من الري من موت و قتل وخوف يشمل أهل العرق إذا جل فيها بينهم السف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتسلطت العرب و دبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم على العرب ويملكون البصرة ألا ويل لفسطين وما حل بها من الفتن التي لا تطاق ألا ويل لأهل الدنيا وما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان وجميع البلدان الغرب والشرق والجنوب والشمال ألا وانه تركب الناس بعضهم على تتواثب عليهم الحرب الدائمة وذلك بما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد ثم انه (ع) قال لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس يعني المقتدر فانه أول علامة التغير ألا واني أعرف ملوكهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان فقالوا له : يا أمير المؤمنين بين لنا أسماءهم ؟
فقال أولهم الشامخ فهو الشيخ والسهم المارد و المثير العجاج الصقور و المقتول بين الستور و صاحب الجيش العظيم و المشهور ببأسه و المحشو من بطن السباع و المقتول في الحرم و الهارب إلى بلاد الروم و صاحب الفتنة الدهماء و المكبوب رأسه بالسوق و الملاحق المؤتمن و الشيخ المكتوب الذي ينهزم إلى نينوى و في رجعته يقتل رجل من ولد العباس و مالك الأرض بمصر و ماحي الاسم و السباع الفتان و الدنيار و الدناح الأملح و الثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس و النفاض المرتعد و المدل بالفروسة و اللسين الهجين و الطويل العمر و الرضاع لأهله و المارق للزور و الابرش الاثلم و بناء القصور و رقيم الأمور و الشيخ الرهيج و المنقول من بلد إلى بلد الكافر المالك لرقاب المسلمين ضعيف البصر و قليل العمر الا وان بعده تحل المصائب و كأني بالفتن و قد أقبلت من كل مكان كقطع الميل المظلم .
ثم قال (ع) : معاشر الناس لا تكشفوا في قولي هذا فأني ما أدعيت و لا تكلمت زوراً و لا أنبئكم إلا بما علمني رسول الله صلى الله عليه و آله و لقد أودعني مسالة ألف باب من العلم و يتفرع من كل باب مائة ألف باب و أنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا موافيتها إذا و فعتم في الفتن مع قلة أعصابكم فيا كثرة فتنكم و خبث زمانكم وخيانة أحكامكم و ظلم قضاتكم و كلابة تجاركم و شحة ملوككم و فشي أسراركم و ما تنحل أجسامكم و تطول آمالكم و كثرة شكواكم و يا قلة معرفتكم و ذلة فقيركم و تكبر أغنياءكم وقلة رحماءكم إنا الله إليه راجعون من أهل ذلك الزمان تحل فيهم المصائب ولا يتعضون بالنوائب و لقد خالط الشيطان أبدانهم و ولج دمائهم يوسون لهم بالأفك حتى تزكب الفتن الأمصار و يقول المؤمن المسكن المحب لنا أني من المستضعفين وخير الناس نفسه والذي يسكن قريباً من بيت المقدس طالباً لثار الأنبياء
معاشر الناس : لا يستوي الظالم و المظلوم و لا الجاهل و العالم و الباطل و لا العدل ولا الجور إلا وان له شرايع معلومه غير مجهولة و لا يكون نبي إلا و له أهل بيت ولا يعيش أهل بيت نبي إلا ولهم أضدا يدون إطفاء نورهم و نحن أهل بيت نبيكم ألا وان دعوكم إلى سبنا فسبونا وأن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا وان دعوكم إلى اللعان فألعنونا وأن دعوكم البرائة منافلا تتبرؤا منام ومدوا أعناقكم السيوف و احفضوا يقينكم فأنه من تبرء منا بقلبه تبرء الله منه و رسوله ألا و أنه لا يلحقنا سباً و لا شتماً و لا لعناً ثم قال (ع):فيا ويل لمساكين هذه الأمة وهم شيعتنا ومحبينا و هم عند الناس كفار و عند الله إبرار وعند الناس كاذبين و عند الله صادقين وعند الناس ظالمين و عند الله مظلومين و عند الناس جائرين و عند الله عادلين و عند الناس خاسرين و عند الله رابحين فازوا و الله بالأيمان وخسر المنافقين ومعاشر الناس إنما وليكم الله و رسول و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة وهم راكعون " .
معاشر الناس :كأتي بطائفة منهم يقولون أن علي بن أبي طالب يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيي الموت ويميت الأحياء وهو على كل شيء قدير كذبوا ورب الكعبة
أيها الناس : قولوا فيناما شئتم واجعلونا مربوبين الا وإنكم ستختلفون وتتفرقون الا وان أول السنين إذا انقضت سنة مائه وثلاثون وستون منه توقعوا أول الفتن فأنها نازلة عليكم ثم تأتيكم في عقبها الدهماء تدعم الفتن قيها بالغزو وتغزوا بأهلها والسقطة وتسقط الأولاد من بطون أمهاتكم والكسحاء تكسح فيها الناس من القحط والمحن والفتناء تفتتن بها من أهل الأرض والنازحة تنزحة بأهلها إلى الظلم والغمراء تغمر قيها الظلم والمنفية تنفي منهم الأيمان والكراه تكر عليهم الخيل من كل جهة والبرشاء تخرج فيها الابرش من خراسان والسوء لا يخرج فيها ملك الى جزائر البحر ببرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ثم تخرج بعد ذلك العرب و يخرج صاحب علم اسود على البصرة فتقتصد الفتيان إلى الشام ثم العناء عنت الخيل بأعنتها في ديار البصرة والطخياء تطخت الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العرق والمرجاء تمرج الناس إلى اليمن والسكتاء تكست الفتن بالشام والحدواء تحدر الفتن إلى الجريرة المعروفة (أوال) قيال البحرين و الطموح تطمح الفتن في خراسان و الجوراء تجير الفتن بأرض الخط و الطولا تطول الخيل على الشام والمنزلة تنزل الفتن بأرض العراق المتصلة تتصل الفتن إلى ارض الروم والمخرية تهمج الأكراد زور والمرملة ترمل النساء في العراق والكارمرة تكسر الخيل على أهل الجزيرة والناخرة تنحر الناس بالشام والطامحة تطمح الفتن بالبصرة والقتالة تقتل الناس على القنطرة برأس العين والمقلبة أقلبت الفتنة إلى ارض اليمن والحجاز والصروخ تصرخ أهل العرق ولا تأمن لهم والمستمعة أسمت أهل الأيمان في منامهم والساحبة سحبت الخيل في القتل إلى ارض الحجاز والأكراد يقتل فيها رجل من ولد العباس على فراشه والكرباء امانت المؤمنين بكربهم في حسراتهم والغامرة غمرت الناس بالقحط والشاملة سال النفاق في قلوبهم والغرقاء تغرق أهل الخط والحرباء تنزل القحط بأرض الخط وهجروا نواحيها حتى إن السائل يدور ويسأل فلا احد يعطيه و لا يرحمة احد والغالية تغلوا طائفة من شيعتي حتى يتخذوني رباً وأني برىْ مما يقولون والمكشاء تمكث فر بما ينادي فيها الصارخ مرتين ألا وان الملك في آل على بن أبي طالب فيكون ذلك الصوت من جبرائيل ويصرخ إبليس الا وان الملك في آل أبي سفيان فعند ذلك يخرج السفياني فيتبعه مأة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق فيقطع ما بين جلولاء وخانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح الكبش ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب وآجام فهو اعور المخلد فالعجب ما بين جمادى ورجب مما يحل بأرض الجزائر وعندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر فيواقعه في ذلك برأس اليمن رجل اصفر اللون على رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألف صاحب محل وترجع الفتنة الف الفتنة إلى العراق وتظهر شهر زور وهي الفتنة الصماء و الداهية العظمى المسماة (بالهلهم).

قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا ، يا أمير المؤمنين لنا من ابن يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته ؟ فقال (ع) : أصفه لكم مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب بوقع اثنين وعشرين وقعة وهو شيخ كبير كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاء وهم على سلامة من دينه وحسن يقينه وعلامة خروجه بينان مدينة الروم على ثلاثة من الثغور تجدد على يده ثم خرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السرادق المستولى على الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق ويكون خسوف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح الحقوا بإخوانكم بشاطىء الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل منهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع الباقون إلى الزوراء ثم يصح صيحة ثانية منهم كذلك فيصل الخير إلى ارض الجرائر فيقولن الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل اصفر اللون ويسير في عصابة إلى ارض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فيتلحق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلى بلد حتى يدخل مدينة حلب فيكون فيها و قعة عظيمة فيمكثون بها مأة ثم يدخل الأصفر الجزيرة و يطلب الشام فيواقعة وقعة عظيمة خمسة و عشرين يوماً و يقتل فيهما بينهم خلق كثير و يصعد جيش العراق إلى بلاد الجبل و ينحدر الأصفر يطلب الكوفة فيبقى فيها فيأتي الخبر من الشام أنه قد قطع على الحاج فعند ذلك يمنع الحاج مانية فلا يحج أحد من الشام و لا من مصر ويكون الحج من مصر ثم بعد ذلك و يصرخ صاروخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج الجيش إلى الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان مائة ألف مقاتل و صاحب سيف محلى و ينزلون بأرض ارجون قريب مدينة السودان ثم ينتهي إلى جيش المدنية الهالكة المعروفة بأم لثغور الذي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة على بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتى يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون و معه جيش عظيم فيقتل منهم مقتلة عظيمة و ترجع الفتنة إلى الزوراء فيقتل بعضهم بعضاً ثم تنتهي الفتنة فلا يبقى غير خليفتين يهلكان في يوم و أحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي و الآخر في الشرق فيكون ذلك فيما يسمعونه أهل الطبقة السابعة في ذلك خسف كثير و كسوف و أضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي .
قال : فقام إليه ابن يقطين و جماعة من و جوه أصحابه و قالوا يا أمير المؤمنين أنك ذكرت لنا السفياني ونريد أن تبين لنا أمره .
قال : ذكرت خروجه لكم أخر السنة الكائنة فقال : اشرح لنا فان قلوبنا قد ارتاعت حتى نكون على بصيرة من البيان ؟ فقال (ع) : علامة خروجه ثلاث راية من العرب فيا ويل لمصر و ما يحل بها منهم و راية من البحرين من جزيرة (أوال) من ارض فارس و راية من الشام فتدمر الفتنة بينهم ثم يخرج رجل من العباس فيقولون أهل العراق قد جاءكم قوم خفاف أصحاب أهواء مختلف فتضطرب أهل الشام و فلسطين و يرجعون إلى رؤساء الشام و مصر فيقولون أطلبوه ولد الملك فطلبوه ثم يوافقوه الفوطة دمشق بموضع يقال له صرقا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب و بني دهانة ويكون له بالواد اليابس عدة عديدة فيقولون له يا هذا ما يحل أن تضيع الإسلام إما ترى إلى الناس فيه من أهوال و فتن فانق الله و أخرج لنصر دينك فيقول أنا لست بصاحبكم فيقولون له الست من قريش و من أهل الملك القائم إما تغتصب لأهل بيت نبيك و ما قد نزل من الذل و الهوان منذ زمان طويل فانك ما تخرج رغباً بالأموال و رغيد العيش بل محامياً لدينك فلا يزال القوم يختلفون إليه واحدا بعد واحد فعندها يقول اذهبوا إلى خلفاء كم الذين كنتم لهم هذه المدة ثم انه يجيبهم ويخرج معهم في يوم الجمعة فيصعد منبر دمشق ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم على أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم اكرهوه ثم يخرج إلى الغوطة ولا يلج بها حتى تجتمع الناس إليه و يتلاحقون أهل الصفائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتون له مثل السيل السايل فيبايعون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية الترك والعجم وهي سوداء وراية السفياني فيقتلون ببطن الازرقي قتالا شديداً فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم يقال فيه ( والله ما كان يقال عليه الا كذبا ) و الله أنهم لكاذبون ولا يعملون ما تلقه أمة محمد منه ما قالوا ذلك ولا زال يعدل فيهم حتى يسير فأول سيره إلى حمص و إن أهلها باسوه حال ثم يعبر الفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة و يسير إلى موضع يقال له قرية له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقى بلد إلا ويلغهم خبرة فيدخل من ذلك خوف وجزع فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بقرية سبأ هي أعظم وقعة يوقعها ثم يرجع إلى دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشاً إلى المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفاً ويبقر ثلاثمائة امرأة حامل ويخرج الجيش إلى كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير و إما جيش المدينة فأنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقى منهم احد إلا وخسف الله به الأرض ويكون في اثر الجيش رجلان احدهما بشير و الأخر نذير فينظرون إلى ما نزل بهم فلا يرون إلا رؤوساً خارجة من الأرض فيقولون و ما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله وجهما إلى القهقرى فيمضي احدهما إلى المدينة و هو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالى والآخر نذير فيرجع إلى السفياني ويخبره بما أصاب الجيش قال وعند جهينة الخبر الصحيح لا نهما من جهينة بشير و نذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله وهم أشاف بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم على درج الباب الشرقي لجامع دمشق فلا ينكر ذلك عليه احد و إن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن فقيل يا أمير المؤمنين اذكر لنا الأسوار ؟ فقال تجديد والعجوز وحران يبني عليهما سوران وعلى واسط سور البيضاء يبني عليهما وسور الكوفة يبني عليهما سوران و على شوشتر سور وعلي أرمينية سور و على الموصل سور و على همدان سور و على الرقة سور وعلى ديار يونس سور و على حمص سور و على ماردين سور و على الرقطاء سور و على المرهبة سور وعلى دير هند سور و على القلعة سور .

معاشر الناس ألا وانه إذا ظهر السفياني تكون له و قايع عظام فأول وقعة بحمص ثم بجاب ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل وهي وقعة عظيمة ثم تحتع رجال الزوراء ومن ديار يونس إلى اللخمة وتكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين ألفاً ويجري على الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل السفياني ويقتل منهم سبعين و إن فيها كنوز قارون ولها أحوال عظيمة بعد الخسف والقذف والمسح وتكون أسرع ذهاباً في الأرض من الوتد الحديد في ارض الرجف قال : و لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و فاطمة وموسى و زينب و خديجة و رقية بعضا وخنقا لآل محمد ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الأطفال ويغلي لهم الزيت فيقولون لهم الأطفال : إن كان آباؤنا عصوك فما ذنبنا نحن فأخذ كل من اسمه على ما ذكرت فيقتلهم في الزيت ثم يسير إلى كوفانكم فيدور فيها كما تدور الدوامة فيفعل بالأطفال ويصلب على بابها كل من اسمه حسن وحسين ثم يسير إلى المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب على مساجدها كل من اسمه حسن وحسين فهند ذلك يغلي دمائهم كما غلى دم يحيى ابن زكريا فإذا رأي ذلك أيقن بالهلاك فيولى هاربا ويرجع منهزما إلى الشام فلا يرى في طريق احد يخالفه عليه فإذا دخل إلى بلدة اعتكف على الشرب الخمر والمعاصي بأمر أصحاب بذلك فيخرج السفياني ويبده حرية ويأمر بالمرآة فيدفعها إلى بعض أصحاب فيقول له : افجر بها وسط الطريق ؟ فيفعل بها ثم يبقر بطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحدان ينكر عليه ذلك قال : فعندها تضطرب الملائكة في السموات ويأذن الله يخرج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خيره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا ( قد جاء الحق و زهق الباطل في أهل الدنيا ( قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ثم انه (ع) تنفس الصعداء وجعل يقول :
بني إذا ما جاشت الترك فانتظر ***** ولايــة مهدي يقــــــوم ويعــــدل
و ذل ملوك الظلم من آل هاشم ***** و بويع منهم من يــذل ويهـــــزل
صبي مــــن الصبيان لا رأي ***** و لا عنده علم ولا هو يعقل
وثم يقوم القائم الحق منكـــم ***** و بالحق يأتيكم وبالحق يعمل
سمي رسول الله نفسي فداؤه ***** فــــلا تخذلــــوه يأبني وعجلـــوا

قال فيقول إليه جبرائيل في صيحة يا عباد لله اسمعوا ما أقول : إن هذا مهدي محمد خارج من ارض مكة فأجيبوه ؟ قال فقامت إليه الفضلاء و العلماء و وجوه أصحابه وقالوا يا أمير المؤمنين صف لنا هذا المهدي فان قلوبنا اشتاقت إلى ذكره ؟ فقال (ع) : هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر وصاحب العلامة والشامة العالم الغير معلم والمخبر بالكائنات قبل إن تعلم معاشر الناس : ألا و إن الدين فينا قد قامت حدوده واخذ علينا عهوده ألا و إن المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا و هو الشاهد العالم الحق وخليفة الله خلقه اسمه كأسم جده رسول الله ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي فنحن الكرسي واصل العلم والعمل فمحبنا هم الأخيار وولايتنا فضل الخطاب ونحن حجة الحجاب ألا و إن المهدي أحسن الناس خلقاً و خلقة ثم إذا قام تجمع إليه على عدة أهل بدر و أصحاب طالوت وهم ثلاثمائة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد لو أنهم هموا بازالة الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وحدوا الله تعالى حق توحيده لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى قوام الليل صوام كأنما آباءهم أب واحد و أم وحدة قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة ألا واني لا عرف أسماءهم وأمصارهم .
فقاموا إليه جماعه من أصحابه وقالوا يا أمير المؤمنين : نسألك بالله ويا بن عمك رسول الله أن تسميهم بأسمائهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك فقال عليه السلام : اسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة وأخرهم من الا بدال فالذين من أهل البصرة رجلان اسم احدهما علي والآخر محاب ورجلان من كاشان وعبد الله وعبيد الله وثلاثة رجال من المهجة محمد وعمر و مالك ، رجل من السند عبد الرحمن ورجلان من حجز موسى وعباس ورجل من كورة إبراهيم ورجل من شيراز عبد الوهاب وثلاثة رجال من ساوة أحمد و يحيى و فلاح و ثلاثة من زين محمد و حسن و فهد و رجلان من حمير و مالك و ناصر و أربعة رجال من شبروان وهم عبد الله وصالح وجعفر و إبراهيم و رجل من عقر أحمد و رجلان من المنصورية عبد الرحمن وملاعب و أربعة من سيراف خالد و مالك وحوقل وإبراهيم و رجلان من خوي محزوز ونوح ورجل من المثقفة هارون ورجلان من الصين مقدار وهود وثلاثة رجال من الهويقين عبد السلام وفارس وكليب و رجل من الزط جعفر وستة رجال من عمان محمد و صالح و داود و هو اسب وكوس ويونس و رجل من المغارة مالك ورجلان من صنعاء يحيى و أحمد ورجل من كرمان عبد الله و أربعة رجال من الصفا جبرائيل وحمزة ويحيى وسميع و رجلان من محمد و موسى و رجل من لنجة كوثر ورجلان من صمد علي وصالح وثلاثة رجال من الطائف علي وسبا و زكريا و رجل من هجر عبد القدوس و رجلان من الخط عزيز و مبارك و خمسة رجال من جزيرة أوال و هي البحرين عامر وجعفر ونصير وبكير وليث و رجل من الكبش محمد و فهد و رجل من المجد إبراهيم و أربعة رجال من مكة عمر و إبراهيم و محمد و عبد الله و عشرة من المدينة على أسماء أهل البيت علي وحمزة و عباس و طاهر وحسن و حسين و قاسم و إبراهيم و محمد و أربعة رجال من الكوفة محمد و غياث وهود و عباب و رجل من مرو حذيفة و رجلان من نيسابور علي و مهاجر و رجلان من سمرقند علي و مجاهد وثلاثة رجال من كازرون عمر ومعمر و يونس و رجلان من الأسوس شيبان و عبد الوهاب و رجلان من تستر أحمد و هلال و رجلان من الضيف عالم و سهيل و رجل من الطائف اليمن هلال و رجلان من مرقون بشر وشعيب و ثلاثة رجال من زوعة يوسف و داوود وعبد الله و رجلان من عسكر مكرم الطيب و ميمون و رجل من واسط عقيل وثلاثة رجال من الزوراء عبد المطلب و أحمد وعبد الله و رجلان من ( سر من رأي ) عادل وعامر من ألمستهم جعفر وثلاثة رجال من سيلان و نوح و حسن وجعفر من كرخات بغداد قاسم و رجلان من النوبة واصل وفاضل و ثمانية منه قزوين هارون و عبد الله وجعفر وصالح و عمر و ليث وعلي و محمد و رجل من بلخ حسن و رجل من مراغة صدقة و رجل من قم يعقوب و أربعة و عشرون من بالطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله (ص) فقال أني أخد بالطالقان كنزاً ليس من ذهب و لا فضة فهم هؤلاء كثرهم الله فيها وهم صالح وجعفر ويحيى وهود و فالح و داوود و جميل وفضيل و عسى و جابر و خالد و علوان و أيوب و ملاعب و عمر و عبد العزيز و لقمان و قبضة و مهاجر وعبدون و عبد الله و عبد الحمن و علي و رجل من سحار أبان و رجلين من سرخس ناحية و حفص و رجل من القادسية حصين و رجل من الدورق عبد الغفور و ستة رجال من الحبشة إبراهيم وعيسى و محمد و حمدان و سالم و رجلان من الموصل هارون و فهد و رجل من البلقان صادق و رجلان من نصيبين أحمد و علي و رجل من سنجار محمد و رجلان من خراسان نكية و مسنون و رجلان من أرمينية أحمد و حسين و رجل من أصفهان يونس و رجل من ماهان حسين و رجل من الري مجمع ورجل من دنيا شعيب و رجل من سلمان هارون و رجل من بليس محمد و رجل من الكرد عون و رجل من الجيش كثير و رجلان من الخلاط محمد وجعفر و رجل من النوايا عمير و رجلان من البيضاء سعد و سعيد و ثلاثة رجال من الضيعة زيد و علي و موسى و رجل من الأوس محمد و رجال من إنطاكية عبد الرحمن و رجلان من حلب صبيح و محمد و رجل من حمص جعفر و رجلان من دمشق داوود و عبد الرحمن و رجلان من الرملة طليق وموسى وثلاثة رجال من بيت المقدس بشر و داوود و عمران وخمسة رجال من عسفان محمد و يوسف وعمر و فهد و هارون و رجل من عنزة عمير و رجلان من عكة مروان وسعد و رجل من طرفة فرح و رجل من طيرية فليح و رجل البلسان عبد الوارث و أربعة رجال من الفسطاط من فرعون أحمد و عبد الله ويونس وظاهر ورجل من بلس نصير و أربعة رجال من الإسكندرية حسن ومحسن و شبيل و شيبان و خمسة رجال من جبل اللكام عبد الله وقادم و بحر و طالوت و ثلاثة رجال السادة صليب و سعدان وشيب و رجلان من الإفرنج علي و أحمد و رجلان من اليمامة ظافر و جميل و أربعة عشر رجل من المعادة سويد و أحمد و محمد و حسن و يعقوب و حسين و عبد الله و عبد القديم و نعيم و علي و حيان وتغلب و كثير و رجل من مالطة معشر وعشرة رجال من عبادان حمزة و شيبان و قاسم وجعفر و عمر و عامر و عبد المهين و عبد الوهاب و أربعة عشر رجل من اليمن خبير و حريش و مالك وكعب و أحمد و شيبان و عامر وعمار و فهد وعاصم و حريش و كلثم و جابر و محمد و رجلان من بدو مصر عجلان و دراج و ثلاثة رجال من بدو عكيل منبة وضابط و عريان و رجل من بدو عنترة عمير و رجل من بدو شيبان مهراش و رجل من تميم ريان و رجل من قسين جابر و رجل من كلاب مطر و ثلاثة رجال من موالي أهل البيت عبد الله ومخنف وبراك و أربعة رجال من موالي الأنبياء صباح و صياح و ميمون و هود و رجلان مملو كان عبد الله و ناصح و رجلان من الحلة محمد وعلي وثلاثة رجال من كربلاء حسين وحسين و حسن و رجلان من النجف جعفر وحمد ستة رجال الابدال كلهم أسماءهم عبد الله .
فقال علي (ع) : إن هؤلاء يجتمعون من مطلع الشمس و مغربها سهلها و جبلها يجممهم الله تعالى في أقل من نصف ليلة فيأتون إلى مكة فلا يعرفهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائفين و قائمين و مصلين فينكرونهم أهل مكة .
ثم أنهم يمضون إلى المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت الهدي ؟ فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم أنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته ؟ فيمضي إلى المدنية فيخبرهم إنه لا حق بقبر جده رسول الله فيلحقونه بالمدنية فإذا أحسن بهم يرجع إلى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثم يترائى لهم بعد ذلك بين الصفاء و المروة فيقول : أني لست قاطعاً أمراً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً ولكم على عثمان ثمان خصال ؟ فقالوا سمعنا واطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا ابن رسول الله ؟ فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه .
فيقول : أبايعكم على أن لا تولوا مدبراً و لا تسرقوا و لا تزنوا و لا تفعلوا محرما و لا تأتوا فاحشة و لا تضربون أحداً الا بحق و لا تكنزوا ذهباً و لا فضة و لا بر و شعيراً تخرجوا مسجد و لا تشهدوا زوراً و لا تقبحوا على مؤمن و لا تأكلوا رباً و أن تصبروا على السراء والضراء وتلعنوا موحداً ة لا تشربوا مسكراً و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج و لا تتبعوا هزيماً و لا تسفكوا دماً حراماً و تغدروا بمسلم و لا تبقوا على كافر و لا منافق و لا تلبسوا الخز من الثياب وتتوسدوا التراب وتكرهوا الفاحشة وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم على إن اتخذ صباحاً سواكم و لا البس إلا مثل ما تلبسون إلا آكل إلا مثل ما تأكلون و لا اركب كما تركبون و لا أكون إلا حيث تكونون وامشي حيث تمشون و أرضى بالقليل و املأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما و جوراً ونعبد الله حق عبادته وأوف لكم أوفوا لي فقالوا : رضينا و بأيعنياك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا .
ثم إنه بهد ذلك يظهر بين الناس فيخضع له العباد و تنقاد له البلاد و يكون الخضر دبيب دولته و همدان وزراءه و خولان جنوده و حمير أعوانه ومضر قواده ويكثر الله جمعه ويشد ظهره ثم يسير بالجيش حتى يصل إلى العراق و الناس خلفه و أمامه و على مقدمته رجل اسمه عقيل ساقته رجل اسمه الحارث فيلحقه رجل من أولاد الحسن لي اثني عشر ألف فارس و يقول يا العم أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من لد الحسن و الحسين و هو اكبر من الحسين فيقول المهدي : إني أنا المهدي فيقول له هل عندك آية أو معجزة أو علامة فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيؤي إليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالأمامة ثم يمرض قضيباً يابساً في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضر و يرق و يأخذ جلموداً كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده و يعجنه مثل الشمع فيقول الحسني الأمر لك فيسلم و تسلم جنوده .
ويكون على مقدمته رجل إسمه كأسمه ، ثم يسير حتى يفتح ثم يسير حتى يفتح خراسان ثم يرجع إلى مدنيه رسول الله فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن و أهل الحجاز و تخالفه ثقيف .
ثم أنه يسير إلى الشام إلى حرب السفياني ، فتقع صيحة بالشام ألا وأن الأعراب الحجاز أعراب الحجاز قد خرجت إليكم ؟ فيقول السفياني لا صحابه : ما تقولون في هؤلاء ؟ فيقولون : نحن أصحاب حرب ونبل وعدة و سلاح ثم إنهم يشجعونه و هو عالم بما يراد به .

فقامت إليه من أهل الكوفة و قالوا : يا أمير المؤمنين ما اسم هذا السفياني ؟ فقال عليه السلام أسمه حرب بن عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن عثمان بن خالد وهو من نسل يزيد بن معاوية بن سفيان ملعون في السماء و الأرض أشر خلق الله تعالى و العنهم جداً و أكثرهم ظلماً ثم أنه يخرج بجيشه و رجاله و خيله في مأتي ألف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة ثم أن المهدي يقدم بخيله و رجاله و جيشه و كتائبه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله و النصر بين يديه و الناس يلحقونه في جميع الأفاق حتى يأتي أول الحيرة قريباً من السفياني و يغضب الله سائراً من خلقه حتى الطيور من السماء ترميهم بأجنحتها و أن الجبال ترميهم بصخورها و يجري بين السفياني المهدي حرب عظيم حتى يهلك جميع عسكر السفياني فيهزم و معه شر ذمة قليلة من أصحابه رجل من أنصار القائم أسمه (صياح) و معه جيش فيستأ سره فيأتي به إلى المهدي و هو يصلى العشاء الآخرة فيخفف صلاته فيقول السفياني يا بن العم استبقني أكون لك عوناً فيقول لأصحابه : ما تقولون فيما يقول فاني على آليت على نفسي لا أفعل شيئا حتى ترضوء ؟ فيقولون : والله ما نرضى حتى تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله سفكها و أنت تريد أن تمن عليه بالحياة ؟ فيقول لهم المهدي : شأنكم و إياه فيأخذوه جماعة منهم فيضجعونه على شاملي الهجيرة تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما الكبش ويعجل الله عزوجل بروحه إلى النار قال : فيصل خبره إلى بني كلاب أن حرب بن عنبسة قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجعون بني كلاب إلى رجل من أولاد ملك الروم فيبايعونه على قتال المهدي و الأخذ بثأر حرب بن عنبسة فيضم إليه بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان القائم تسمى (طرطوش) فينهب أموالهم و أنعامهم و حريمهم و يقتلون رجالهم وينقض حجاها حجراً على حجر وكأني بالنساء وهن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس و القمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الروم في جيوشه فيوقعة في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير ماء الشط بالدم و ينتن جانبها بالجيف الشديد فيهزم ملك الروم إلى إنطاكية فيتبعه المهدي فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطقطانية فيبعث ملك الروم إلى المهدي و يؤدي له الخراج فيجيبه إلى ذلك على إن لا يروح من بلد الروم ولا يبقى أسير عنده ألا أخرجه إلى أهله فيفعل ذلك ويبقى تحت الطاعة .
ثم أن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق و يرسل جيشاً إلى إحياء بني كلاب و يسبى نساءهم و يقتل أغلب رجالهم فيأتون بالاسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات المنجس و النقض .
ثم إن المهدي يسير هو و من معه المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلاد من بلاد الروم فيقولون : لا إله ألا الله محمد رسول الله فيتساقط حيطانها ثم أن المهدي (ع) يسير هو و من معه فينزل القسطنطنية في محل الروم فيخرج منها ثلاث كنوز من الجواهر و كنوز من الذهب و كنوز من الفضة ثم يقسم المال عساكره بالقفافير .
ثم أن المهدي يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رآه أهل أرمينية انزلوا له راهباً من رهبانهم كثير العلم فيقولون أنظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف الراهب على المهدي فيقول الراهب أنت المهدي ؟ فيقول نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بتن السماء و الأرض بقدرة الله تعالى فبنظر الملك و من معه إلى مدينتهم و هي معلقة عليهم و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي عليه السلام فإذا نظر إلى ذلك فينهزم و يقول لا صحابه خذوا لكم مهرباً فيهرب أولهم و أخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح و المال وتتبعهم جنود المهدي فيأخذون أموالهم و يقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة دينار و مائة جارية و مائة غلام .
ثم إن المهدي يسير إلى البيت المقدس و يستخرج تابوتا السكينة و خاتم سلميان بن داود و الألواح التي نزلت على موسى ثم يسير المهدي إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف سوق و في كل سوق ألف دكان فيفتحها ثم يأتي إلى المدينة يقال لها قاطع و هو على البحر الأخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة ألف ميل وعرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاثة تكبيرات فتتساقط حيطانها وتتقطع جدرانها فيقتلون مائة ألف مقاتل ويقيم المهدي فيها سبع سنين فيبلغ منهم الرجل من تلك المدينة مثل ما اخذوا من الروم عشر مرات ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سور غزة فيأتية خير الأعور الدجال بأنه قد اهلك الحرث و النسل ذلك إن الدجال يخرج من بلدة يقال لها يهودا و هي قرية من قرى أصفهان و هي من بلدان الأكاسرة له عين واحدة و في جبهته كوكب زاهر و هو راكب على حمار خطوته مد البصر طوله سبعون ذراعاً و هو يمشي على الماء كما يمشي على الأرض ثم ينادي بصوته يبلغ ما شاء الله ويقول إلي يا معاشر أوليائي فأنا ربكم الأعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهوى و الذي اخرج المرعى فيتبعه يومئذ أولاد الزنا و أولاد اليهود و النصارى وتجتمع معه ألوف كثير لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ثم يسير و بين يديه جبلان الأول من اللحم و الثاني من الخبز الثريد فيكون خروجه في الزمان قحط شديد ثم يسير و إن الجبلان بين يديه و لا ينقص منها شيء فيعطي كل من اقر له بالربوبية فقال عليه السلام معاشر الناس ألا وانه كذاب وملمون ألا فاعلموا إن ربكم ليس باعور و لا يا كل الطعام و لا يشرب الشراب وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
قال الراوي فقامت إليه أشراف أهل الكوفة و قالوا يا أمير المؤمنين و ما بعد ذلك ؟
قال (ع) : ثم أن المهدي يرجع إلى بيت المقدس فيصلي بالناس أيام فإذا كان يوم الجمعة و قد أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم في تلك الساعة من السماء عليه ثوبان أحمران و كأنما يقطر من رأسه الدهن و هو رجل صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بابيكم إبراهيم فيأتي إلى المهدي و يصافحه ويبشره بالنصر فعند ذلك يقول له المهدي : تقدم يا روح الله وصلى بالناس ؟
فيقول عيسى : بل الصلاة لك يا بن بنت رسول الله فعند ذلك يأذن عيسى و يصلى خلف المهدي فعند ذلك يجعل عيسى خليفة على قتل الأعور الدجال ثم يخرج أميراً على جيش المهدي و إن الدجال قد أهلك الحرث و النسل وصاح على اغلب أهل الدنيا و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن إطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض و مغاربها ثم يتوجه إلى أرض الحجاز فيلحقه عيسى على عقبة عمر فيزعق و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص و النحاس في النار ثم إن جيش المهدي يقتلون جيش أعور الدجال في أربعين يوماً من طلوع الشمس إلى غروبها ثم يطهرون الأرض منهم و بعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض و مغاربها من جابلقا إلى جابرقا و يستقم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان بالحية و العقرب و لا تضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة من كل حبة كما قال الله تعالى : ( في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء)  و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و العناء الذي لا يعمله احد إلا و يقتله المهدي و كذا تارك الصلاة و يعتكفون الخلق على العبادة و الطاعة و الخشوع و الديانة و كذا تطول الأعمار و تحمل الأشجار الأثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى احد من أعداء آل محمد إلا هلك ثم انه تلا قوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به قوماً و الذي أوحينا إليك و ما و صينا به إبراهيم و موسى و عيسى إن أقيموا الدين و لا تفرقوا الذين فيه كبر على المشركين) قال ثم إن المهدي يفرق أصحاب و هم الذين عاهدوا في أول خروجه فيوجههم إلى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و لاحسان و كل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض و يعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل و الإحسان ثم المهدي يعيش أربعين سنة في الحكم حتى يطهر الأرض من الدنس قال : فقامت إلى أمير المؤمنين السادات من أولاد الأكابر و قالوا : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟
قال عليه السلام : بعد ذلك يموت المهدي و يدفنه عيسى بن مريم في المدنية بقرب قبر جده رسول الله (ص) يقبض الملك روحه بين الحرمين و كذلك يموت عيسى و أبو محمد الخضر و يموت جميع أنصار المهدي و تبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات و الظلالات وترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبد الله تعالى بخراب المدن والبلدان فأما المؤتفكة فيطمى عليها الفرات و أما الزوراء فتخرب من الوقايع و الفتن وأما واسط فيطمى عليها الماء وآذربايحهان يهلك أهلها بالطاعون و أما الموصل فتهلك أهلها من الجوع و الغلاء وأما هرات يخربها المصري وأما القرية فتخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب إنطاكية من الجوع و الغلاء و الخوف و تخرب الصقالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل و النهب و تخرب دمشق من شدة القتل و تخرب حمص من الجوع و الغلاء وأما بيت المقدس فانه محفوظ إلي (يأجوج و مأجوج) لان بيت المقدس فيه آثار الأنبياء و تخرب مدنية رسول الله من كثرة الحروب و تخرب هجر بالرياح و الرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين و تخرب قيس بالسيوف وتخرب الكبش بالجوع ثم يخرج (يأجوج و مأجوج) وهم صنفان الأول طول أحدهم مائة ذراع و عرضه سبعون ذراعاً و الثاني طول عدداً من النجوم فيسبحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا و شربوه ولا جبل إلا لحسوه و لا وردوا على شط إلا انسفوه ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر و صوف و شعر من كل لون ومعها عصى موسى و خاتم سليمان فتنكث وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض و تنكث وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقى المؤمن مؤمنا و الكافر كافراً ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها أن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .

قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق و قالوا : يا مولانا نفديك بالآباء والأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة واخبرنا بدلالاتها و علاماتها فقال (ع) : من علامات الساعة ظهور صائح في السماء و نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكباً في السماء من المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق البراري و الجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوى وجوهم و ابدأنهم يظهر كف بلا زند و فيها قلم يكتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم و هو يكتب واقترب الوعد الحق شاخصة الذين كفروا فتخرج يومئذ الشمس و القمر وهما منكسفان النور فتأخذ الناس الصيحة التاجر في بيعة و المسافر في متاعه والناسج و المرآة غزلها و إذا كان الرجل بيده فلا يأكلها ويطلعان الشمس والقمر و هما اسودا اللون و قد وقعا في زلال و خوف من الله تعالى وهما يقولان إلهنا و خالقنا و سيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين و أنت تعلم طامتنا والجهد فينا و سرعتنا لمضي أمرك و أنت علام الغيوب فيقول الله تعالى : ( صدقتما و لكني قضيت في نفسي أني ابدأ و أعيد و أني خلقتكما من نور عزتي ) فيرجعان إليه فيبرق كل و احد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار و يختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من السموات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالى ثم ينفخ في أخرى فإذا هم قيام ينظرون فانا الله و أنا إليه راجعون .

قال الراوي : فبكى علي عليه السلام بكاء شديداً حتى بل لحيته بالدمع ثم من انحدر من المسير و قد اشرف الناس على الهلاك من هول ما سمعوه قال الراوي فتفرقت الناس إلى منازلهم و بلدانهم و أوطانهم وهم متعجبون من كثرة فهمه وعلمه وقد اختلفوا في معناه اختلافاً عظيماً

(إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري ج: 2 ، ص: 156-184 تحقيق السيد علي عاشور / خطبة البيان المنسوبة للإمام عليّ بن أبي طالب (ع) / الخطب النادرة لأمير المؤمنين لعبد الرسول زين الدين)

 

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الثاني)

                  

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها وساطح المدحيات وقادرها وموطد ( 1 ) الجبال وثاغرها ومفجر العيون وباقرها ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك ومسيرها ومقسم المنازل ومقدرها ومولج الحنادس ومنورها ومحدث الأجسام ومقررها وباري النسم ومصورها ومنشئ السحاب ومسخرها ومكور الدهور ومكررها ومورد الامور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومنشئ الرفاة ومنشرها . أحمده على آلائه وتوافرها وأشكره على نعمائه وتواترها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تؤدي إلى الإسلام ذاكرها ويؤمن من العذاب ذاخرها وأشهد أن محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها صلى الله عليه وآله أرسله إلى امة قد شغل ( 2 ) بعبادة الأوثان سايرها ( 3 ) واعلنكس ( 4 ) بضلالة دعاة الصلبان ظاهرها وتفحم لحج في الجهالة سايرها وفجر بعمل الشبهات فاجرها وأن بعيان ذل الخسران متجر تاجرها وهدر عن لسان الشيطان بقبول نقم طائرها والتثم آكام ( 5 ) لجام الأحجام بزخرف الشقايق مكرما كرها فأبلغ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في النصيحة وافرها وأغاص بحار الضلالة وغامرها وأنار من منار أعلام الهداية دوائرها ( ومنابرها ) ومحا بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها وأرغم معاطس غواة العرب وكافرها حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ناصرها والشريعة *

 

( هامش ) *  1- في المصدر : ومطود .

2 - في بعض النسخ : شغر

3 - في بعض النسخ : شاغرها .

4 - المعلنكس المقيم في البلد . كتاب العين : 2 / 304 .

5 - الاكمة : التل . ( * )

 

المطهرة للعباد ( إلى المعاد ) يفخر فاخرها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) درجة العليا وطيب عناصرها . أيها الناس سار المثل وحقق العمل وكثر الوجل واقترب الأجل وصمت الناطق وزهق الزاهق وحقق الحقايق ولحق اللاحق وثقلت الظهور وتفاقمت الامور وحجب المستور وأحجم المغرور وأرغم المالك ومنعت المسالك وسلك المالك وهلك الهالك وعمت الفترات ووكدت الحسرات وبغت العثرات وكثرت الغمرات وقصر الأمد وتأود الأود ودهش العدد وأوجس الفند ( 1 ) وهيجت الوساوس وذهبت الهواجس وعيطل ( 2 ) العساعس ( 3 ) وخذل الناقس ( 4 ) ومجت الأمواج وخفت العجاج وضعفت الحجاج واطرح المنهاج واشتد الغرام والحف العوام ودلف القيام وازدلف الخصام وتفرقت ( 5 ) العرب وامتد الطلب وصحب الوصب ( 6 ) ونكص الهرب وطلبت الديون وبكت العيون وغبن المغبون وأردحت ( 7 ) المنون وشاط الشطاط وهاط ( 8 ) الهياط ( 9 ) وامتط العلاط ( 10 ) وعجز المطاع ولظد  الدفاع واظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف ووعد الخلاف وسمج الإنصاف وامتزج النفاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وتلقب (11) الخصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفث النافث وعبث العابث وعجم ( 12 ) الوابث ووهدت الاصرار ومجست الأفكار وعطل اللزار ونافر الإعجاز واختلفت الأهواء وعظمت البلوى واشتدت الشكوى واستمرت الدعوى وقرض القارض ولحظ اللاحظ *

 

( هامش ) * 1 - الفند الكذب .

2 - العيطل : الطويل من النساء ( كتاب العين : 2 / 9 ) . ولعله عطل لما يأتي ان معنى العساعس الحرس .

3 - العساعس من العسس كناية عن الحرب في الليل .

4 - الناقس : الحامض ( لسان العرب : 6 / 125 ) .

5 - في بعض النسخ : واختلفت .

6 - الوصب : الشدة .

7 - في بعض النسخ : وارتجت .

8 - هط : يقال للرجل اذا أمرته بالذهاب والمجئ . ( تاج العروس : 5 / 245 ) .

9 - الهياط : الدنو ( كتاب العين : 4 / 76 ) . وفي الصحاح : 4 / 1169 الهياط : الصياح

 وسمة بالكي في العنق 10

     في بعض النسخ : وتلهب - وتهيب  -11

1- في بعض النسخ : هجم .2

 

ولمظ اللامظ وعض الشاقظ وتلاحم الشداد ونفذ الإحاد وعز النفاذ وبل الرذاذ وعجت الفلاة وسبسب ( 1 ) الغلاة وجعجع الولاة وبخست المقلاة ( 2 ) ونصل الباذخ ووهم الناسخ وتهجرم السابخ ولعج ( 3 ) النافخ وزلزلت الأرض واجتلى الغض وضبضب الغرض وكثر المخض وكبتت الأمانة وبدت الخيانة وعزت الديانة وخبثت الصيانة وأنجد العيص ( 4 ) وأراع القنيص ( 5 ) وكثر القميص وكثكث ( 6 ) المحيص وقام الأدعياء وقعد الأولياء واخسبت الأغنياء ونالت الأشقياء ومالت الجبال واشكل الإشكال وشبع الكربال ( 7 ) ومنع الكمال وساهم الشحيح وقهقر الجريح وأمعن الفصيح واخرنطم ( 8 ) الصحيح وكفكف النزوع وحدحد البلوغ وتفتق المربوع وتكتك المولوع وفدفد ( 9 ) الموعور وندند الديجور وآزر المأزور وانكب المستور وعبس العبوس وكسكس الهموس ونافس المفلوس واحلب الناموس وزعزع الشقيق وجرسم ( 10 ) الأنيق وصحب الطريق وثور الفريق وزاد الزائد وماد المائد وقاد القائد وغاد الغايد ( 11 ) وحد الحدود ومد المدود وسد السدود وكد الكدود وأظل الظليل ونال المنيل وغل الغليل وفصل الفصيل وشت الشتات ونصح النيات وشمت الشمات وأصر الديات ووكد الهرم وقصم القصم وسبب الوصم وسدم ( 12 ) الندم وأرب ( 13 ) الذاهب وذاب الذائب ونجم الثاقب ووصب الواصب وازور القران واحمر الدبران وسدس *

 

( هامش ) * 1 - السبسب : المغازة . ( الصحاح : 1 / 145 ) .

2 - في بعض النسخ : القلاة .

3 - لعج الحزن : دائم .

4 - العيص أصول الشجر والعيص اسم مدينة . ( لسان العرب : 7 / 109 ) .

5 - الصائد والمصيد .

6 - صغار الخص .

7 - ما تكربل به الحنطة .

8 - النطمة : نقرة الديك .

9 - الفدفد : الخالي .

10 - الجرسام : البرشام ( الصحاح : 5 / 1886 ) وفي

 اللسان : 12 / 188 الجرسم : السم .

11 - غاد : لان .

12 - السدم : الهم في ندم ( كتاب العين : 7 / 233 ) .

13 - الأرب : الدهاء ، والأرب : السقوط ( الصحاح : 1 / 87 ) والارب الحاجة . ( * )

 

السرطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم الزحل وينبه ( 1 ) الثول وأقل الفرار ومنع الوخار وابت الأقدار ومنع الوجار ( 2 ) وكملت الفترة وسدت الهجرة وعذت ( 3 ) الكسرة وغمرت الغمرة وظهرت الأفاطس وفحم الملابس ويؤمهم الكساكس ويقدمهم العبابس فيكدحون الجزائر ويقدحون العشائر ويملكون السرائر ويهتكون الحرائر ويحدثون ( 4 ) الكيسان ويخربون خراسان ويفرقون الحليسان ويلحون الرويسان ويهدمون الحصون ويظهرون المصون ويقطفون ( 5 ) الغصون ويفرأون الحصون ويفتحون العراق ويمتحون ( 6 ) الشقاق ويسيرون ( 7 ) النفاق بدم يراق ، فآه ثم آه لتعريض الأفواه وذبول الشفاه . قال سلمان : ثم إن مولانا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) التفت يمينا وشمالا وتنفس الصعداء وتأوه أنينا وتململ حزينا فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي وكان من لفيف الخوارج وقال : يا أمير المؤمنين أنت حاضر بما تقول وعالم بما أخبرت فالتفت إليه فرمقه بعين الغضب فظننا أن السماء قد انفطرت والأرض قد زلزلت ، ثم قال له : ثكلتك الثواكل ونزلت بك النوازل يابن الجبان الجابث والمكذب الناكث عقرك الفشل ولاح لك الهبل ، أما والله ما آمنت بالرسول ولن تؤمن بوصيه بك تصدر عن الدخول سيقصر بك الطول ويغلبك الغول فلتعتبر العقول تأويل ما أقول : أنا آية الجبار أنا حقيقة الأسرار أنا دليل السماوات أنا أنيس المسبحات أنا خليل جبرئيل أنا صفي ميكائيل أنا قائد الأملاك أنا سمندل ( 8 ) الأفلاك أنا سائق الرعد أنا شاهد العهد

أنا شين الصراح ( 9 ) أنا حفيظ الألواح أنا قطب الديجور ( 10) أنا بقيل (11) بيت المعمور أنا رمية *

 

 ( هامش ) * 1 - الثول : الذكر من النحل ويقال جماعة النحل ، والثول جنون ( العين : 8 / 238 ) .

2 - الوجار : سرب الضبع ، والوجار الجرف .

3 - في بعض النسخ : عزت .

4 - في بعض النسخ : ويجيئون .

5 - في بعض النسخ : يعيضون .

6 - في بعض النسخ : يهجمون .

7 - في بعض النسخ : يثيرون .

8 - السمندل : طائر اذا انقطع نسله وهرم ألقى نفسه في الجمر فيعود الى شبابه وقيل هو دابة يدخل النار فلا تحرقه ( لسان العرب : 11 / 692 ) .

9 - الصراح : البيت العمور .

10 - الديجور : الظلام .

11 - كيوان : نجم يقال له : زحل وكاوان جزيرة في البصرة ( كتاب العين : 5 / 421 ) .

 

القواصف أنا مفتاح العواصف أنا منزل الكرامة أنا أصل الإمامة أنا شرف الدوائر أنا مؤثر المآثر أنا كيوان المكان أنا شأن الامتحان أنا شهاب الإحراق أنا مواثق الميثاق أنا عصام الشواهد أنا عتيد الفراقد أنا شعاع العساعس ( 1 ) أنا جون الشوامس أنا فلك اللجج وأنا حجة الحجج أنا سماك البهو أنا مطية العفو أنا خير الامم أنا فضل ذي الهمم أنا باب الأبواب أنا مسبب الأسباب أنا ميزان الحساب أنا المخبر عن الذات أنا المبرهن بالآيات أنا الأول في الدين أنا الآخر في اليقين أنا الباطن على الكفار أنا الظاهر في الأسرار أنا البرق اللموع أنا السقف المرفوع أنا مقبل الحساب أنا مسدد الخلايق أنا محقق الحقايق أنا جوهر القدم أنا مرتب الحكم أنا نصب الأمل أنا عامل العوامل أنا مولج اللذات أنا مجمع الشتات أنا الأول والآخر أنا الباطن والظاهر أنا قمر السرطان أنا شعر الذبرقان أنا أسد النثرة ( 2 ) أنا سعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب أنا غفران الشرطين أنا ميزان البطين أنا حمل الإكليل (3) أنا عطارد التفضيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك أنا مريخ القران أنا عيون الميزان أنا حارس الإشراق أنا جناح البراق أنا جامع الآيات أنا سر الخفيات أنا زاجر (4) البحر أنا قسطاس القطر أنا صاحب الجديدين أنا أمير النيرين أنا آية النصرة أنا خلاصة العصرة أنا عروة الجديدين أنا خيرة النيرين أنا محط القصاص أنا جوهر الإخلاص أنا سماك الجبال أنا معدم الآمال أنا مفجر الأنهار أنا معذب الثمار أنا حام الأنف أنا شارف الشرف أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا هداية الملك أنا عذوبة الأنهار أنا لذيذ الثمار أنا عفيف الطوية أنا نمحك ( 5 ) البرية أنا نجاة الفلك أنا غياث الملك أنا مبين الصحف أنا يافث الكثف أنا ثاقب الكسف أنا ذخيرة الشور ( 6 ) أنا مصفح الزبور أنا مؤول التأويل أنا مفسر الإنجيل أنا ام الكتاب أنا فصل الخطاب أنا صراط الحمد أنا أساس المجد أنا محيي البررة أنا فصول البقرة أنا مثقل الميزان أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام أنا جملة الأنعام أنا خامس الكساء أنا تبيان *

 

( هامش ) * 1 - العساعس : من العسس أي الحرس .

2 - اسم نجم ويسمى : أنف الاسد ( مفردات الراغب 482 )

3 - في بعض النسخ : الأكيل .

4 - في بعض النسخ : ساجر .

5 - المحك : المنازعة في الكلام ( تاج العروس : 7 / 176 ) .

6 - الشور : عرض الشئ وإظهار ( النهاية 2 / 508 )

 

النساء أنا صاحب الإيلاف أنا رجال الأعراف أنا محجة الفال ( 1 ) أنا صاحب الأنفال أنا مدير مائدة الكرم أنا توبة الندم أنا الصاد والميم أنا ثعبان الكليم أنا سر إبراهيم أنا محكم الرعد أنا سعادة الجد أنا علانية المعبود أنا مستنبط هود أنا نخلة الجليل أنا آية بني إسرائيل أنا مخاطب أهل الكهف أنا محبوب الصف أنا الطريق الأقوم أنا موضع مريم أنا سورة لمن تلاها أنا تذكرة أول طه أنا ولي الأولياء أنا الظاهر مع الأنبياء أنا ( 2 ) ولي الأنبياء أنا مفضل ولد الأنبياء أنا صاحب النهج أنا عصمة المحج أنا موصوف النون أنا نور المسجون أنا مكر الفرقان أنا آلاء الرحمن أنا محكم الطواسين أنا إمام الياسين أنا حاء الحواميم أنا قسم الم أنا سايق الزمر أنا آية القمر أنا راقب المرصاد أنا ترجمة الصاد أنا صاحب النجم أنا راصد الرجم أنا جانب الطور أنا باطن الصور أنا عتيد قاف أنا واضع الأحقاف أنا مؤيد الصافات أنا مساهم الذاريات أنا متلو سبأ والواقعة أنا أمان الأحزاب أنا مكنون الحجاب أنا بر القسم أنا كهيعص أنا فاطر النافعة أنا الرحمة النافعة أنا باب الحجرات أنا حاوي المفصلات أنا وعد الوعيد أنا مثال الحديد أنا وفق الأوفاق أنا علامة الطلاق أنا ضياع البراق أنا ن والقلم أنا مصباح الظلم أنا سؤال متى أنا الممدوح بهل أتى أنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم أنا زمان المطول أنا محكم الفصل أنا عذوبة القطر أنا مأمون السور أنا جامع الآيات أنا مؤلف الشتات أنا حافظ القرآن أنا تبيان البيان أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا سيف الله المسلول أنا عمود الإسلام أنا منكس الأصنام أنا صاحب الاذن أنا قاتل الجن أنا ساقي العطاش أنا النائم على الفراش أنا شيث البراهمة أنا يافث الأراكمة أنا كون المفارق أنا سروخ الجماهرة أنا ( 3 ) ازهور البطارق أنا سندس الروم أنا هرقل الكرامة أنا سيد الأشموس أنا حقيق الأري ( 4 ) أنا عرعدن الكرهى أنا شبير الترك أنا شملاس الشرك أنا أجثياء الزنج أنا جرجيس الفرنج أنا بتريك الحبش أنا كلوع الوحش أنا مورق العود أنا كمرد الهنود أنا عقد الإيمان أنا قسيم الجنان أنا زبركم الغيلان أنا شبشاب رزكم العلان أنا برسوم الروس أنا كركس السدوس أنا شملة الحطاء *

 

( هامش ) * 1 - في بعض النسخ : الانفال .

2 - في بعض النسخ : ورثة - وارث الأنبياء .

3 - في بعض النسخ : موهن .

4 - الأري : العسل ، والأري الذي لم يدخل الفزع جنان رئته ( كتاب العين : 8 / 302 ) .

 

أنا بدر البروج أنا شبشاب الكروج أنا كبور الفارق أنا ذربيس الخطاء أنا خاتم الأعاجم أنا دوسار البراجم أنا أبرياء الزبور أنا وسيم حجاب الغفور أنا صفوة الجليل أنا ايليأ إنجيل أنا استمساك العرات أنا أبرياء التوراة أنا سهل الطباع أنا منون الرضاع أنا سر الأسرار أنا خيرة الأخيار أنا حيدر الأصلع أنا مواخي اليوشع أنا مؤمن رضاع عيسى أنا در فلاح الفرس أنا ظهر قبايل الأنس أنا سمير المحراب أنا سؤال الطلاب أنا ذرماج العرش أنا ظهير الفرش أنا شديد القوى أنا حامل اللواء أنا سابق المحشر أنا ساقي الكوثر أنا قسيم الجنان أنا مشاطر النيران أنا مغيث الدين أنا إمام المتقين أنا طهر الأطهار أنا وارث المختار أنا مبيد الكفرة أنا أبو الأئمة البررة أنا قالع الباب أنا عبد أواب أنا صاحب اليقين أنا سيد بدر وحنين أنا حافظ الآيات أنا مخاطب الأموات أنا مكلم الثعبان أنا حاطم الأديان أنا ليث الزحام أنا أنيس الهوام أنا رحيب الباع أنا أوفر الأسماع أنا مهلك الحجاب أنا مفرق الأحزاب أنا وارث العلوم أنا هيولى النجوم أنا النقطة والخطة أنا باب الحطة أنا أول الصديقين أنا صالح المؤمنين أنا عقاب الكفور أنا مشكاة النور أنا دافع الشقاء أنا مبلغ الأنباء أنا والله وجه الله أنا مفرج الكرب أنا سيد العرب أنا كاشف الكربات أنا صاحب المعجزات أنا غياث الضنك أنا صريع الفتك أنا موضح القضايا أنا مستودع الوصايا أنا حقيقة الأديان أنا عين الأعيان أنا منحة المانح أنا صلاح الصالح أنا سور المعارف أنا معارف العوارف أنا كاشف الردى أنا بعيد المدى أنا محلل المشكلات أنا مزيل الشبهات أنا عصمة العوامظ أنا لحظ اللواحظ أنا غرام الغليل أنا شفاء العليل أنا صلة الآصال أنا أمر الصلصال أنا تكسير الغسق أنا بشير الفلق أنا معطل القياس أنا طبأ الأرماس ( 1 ) أنا حبل الله المتين أنا دعائم الدين أنا ناسخ المري ( 2 ) أنا عصمة الورى أنا دوحة الأصيلة أنا مفضال الفضيلة أنا طود الأطواد أنا جود الأجواد أنا عيبة العلم أنا آية الحلم أنا حلية المخلد أنا بيضة البلد أنا محل العفاف أنا معدن الإنصاف أنا فخار الأفخر أنا الصديق الأكبر أنا الطريق الأقوم أنا الفاروق الأعظم أنا زهرة النور أنا حكمة الامور أنا الشاهد المشهود أنا العهد المعهود أنا بصيرة البصائر أنا ذخيرة الذخاير أنا عصام العصمة أنا *

 

( هامش ) 1 - الارماس : القبور وطبا : دعا .

2 - المري : الذي يؤتدم به ( الصحاح : 2 / 814 ) .

 

حكمة الحكمة أنا صمصمام الجهاد أنا جلسة الآساد أنا زكي الوغاء ( 1 ) أنا قاتل من بغى أنا قرن الأقران أنا مذل الشجعان أنا فارس الفوارس أنا نفيس النفايس أنا ضيغم الغزوات أنا بريد المهمات أنا سؤال المسائل أنا أول الأسباط أنا نجحة الوسائل أنا جواز الصراط أنا صواب الخلاف أنا رجال الأعراف أنا صحيفة المؤمن أنا خيرة المهيمن أنا ممجد الأحساب أنا جدول الحساب أنا لواء الراكز أنا أمن المفاوز ( 2 ) أنا سميدع ( 3 ) البسالة أنا خليفة الرسالة أنا مرهوب الشذى أنا أسمل القذى أنا صفوة الصفا أنا كفو الوفاء أنا إرث الموارث أنا أنفث النافث أنا الإمام المبين أنا الدرع الحصين أنا موضح الحقيقة أنا حافظ الطريقة أنا واضع الشريعة أنا مظنة الوديعة أنا بشارة البشير أنا ابرعم النذير أنا الشفيع بالمحشر أنا الصادع بالحق أنا الباطن بالصدق أنا مبطل الأبطال أنا مذل الاقبال أنا الضارب بذي الفقار أنا النقم على الكفار أنا مخمد الفتن أنا مصدر المحن . فعندها صاح سويد بن نوفل الهلالي صيحة عظيمة وجلت منه القلوب واقشعرت منه الأجساد من نازلة نزلت به فهلك في وقته وساعته فأعقب ( عليه السلام ) في كلامه قال : حمدا مؤيدا وشكرا سرمدا لخالق الامم وبارئ النسم ، وجعل يكرر ذلك مرارا فقام إليه الفضلاء وأحدق به العلماء يقبلون مواطئ قدميه ويكررون القسم الأعظم عليه بإتمام كلامه الذي انتهى إليه ، فقال ( عليه السلام ) : معاشر المؤمنين أبمثلي يستهزئ المستهزئون أم علي يتعرض المتعرضون ؟ أيليق لعلي أن يتكلم بما لا يعلم أو يدعي ماليس له بحق ؟ وأيم الله لو شئت لما تركت عليها كافرا بالله ولا منافقا برسول الله ولا مكذبا بوصيه إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم والله مالا تعلمون ، قال : فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي وقال : يامولاي أقسمت عليك بالهيكل العاصم وبنور أبي القاسم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ألا أتممت لنا باقي كلامك الذي انتهيت بنا إليه ، فقال ( عليه السلام ) : *

 

( هامش ) * 1 - الوغى : الحرب .

2 - المفاوز : المكان الوسيع الذي ليس قربها أنيس ( غريب الحديث : 2 / 202 ) .

3 - السميدع : السيد الموطأ الاكناف ( الصحاح : 3 / 1233 ) .

 

بعد حمد الله الجبار والصلاة على النبي المختار ما ( 1 ) أبت العطار قد سبق المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الامم واستنشق الأدم وعصت الكظم وحكم الخالق ورشق الراشق ووقب الواقب الغاسق وبرق البارق وحققت الظنون وفتن المفتون المغبون وذهب المنون وشجت الشجون بما أن سيكون ، ألا إن في المقادير من القرن العاشر سيحبط علج بالزوراء من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار أي كفار وقد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم ( كفلهم ) الأمل إلى مطلوبهم فيقتلون الأيكة ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحيون النساء ويطلبون شذاذ بني هاشم ليساقوا معهم في الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام فآها لحلب بعد حصارهم وآها لخرابها بعد دمارهم وستروى الظباء من دمائهم أياما وتساق سباياهم فلا يجدون لهم عصاما ، ثم تسير منهم جبابرة مارقين وتحل البلاء بقرية فارقين وستهدم حصون الشامات وتطوف ببلادها الآفات فلا يسلم إلا دمشق ونواحيها ويراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثم يدخلون بعلبك بالأمان وتحل البلايات البلية في نواحي لبنان فكم من قتيل يقطر الأغوار وكم من أسير ذليل من قرى الطومار فهنالك تسمح الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم أنا مفضال الفضيلة أنا طود الأطواد أنا جود الأجواد أنا عيبة العلم أنا آية المدة حتى تخلق من أمرهم الجدة فإذا أتاهم الحين الأوجر وثبت عليهم التعدد الأقطر ( 2 ) بجيشه الململم المكرر وهو رابع العلوج المستقر ( 3 ) المظفر ( 4 ) ونوايب القدر بجيش يلملمه الطمع ويلهبه فيسوقهم سوق الهيمان ويمكث شياطينهم بأرض كنعان ويقتل جيوشهم العفف ( 5 ) ويحل بجمعهم التلف فيتلايم منهم عقيب الشتات من ملك ( 6 ) النجاة إلى الفرات فيثيرون الواقعة الثانية ، إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل المغاص فيعذبهم على الإسلام الكثرة فهنالك تحل بهم الكرة ( 7 ) فيقصدون الجزيرة والخصبا ويخربون بعد عودهم الحدباء ثم *

 

( هامش ) * 1 - في بعض النسخ : ابتر .

2 - في بعض النسخ : العقد والأفطر .

3 - في بعض النسخ : بكنية .

4 - في بعض النسخ : عليه كتابة المظفر بكنيته .

5 - العفف وقيل العفعف : ثمر الطلح . ( كتاب العين : 1 / 92 ) .

6 - في بعض النسخ : فلك .

7 - في بعض النسخ : الكسرة .

 

يظهر الجري الحالك ( 1 ) من البصرة في شرذمة من بني غمرة يقدمهم إلى الشام وهو مدحش  فيتابعه على الخديعة الأرعش  ثم يصحبه بالجيش العرمرم إلى عرصه ، فما أسرع ما يسلمه بعد فتنته فيروم الجري إلى العراق ليتبدل غليله من الإشراق فيهلكه الهلاك بالأنبار قبل مرامه ، ويغيض على أهلها السقام من فضول سقامه وستنظر العيون إلى الغلام الأسمر الدعاب حين تجنح به جنوح الارتياب ، يلقب بالحاكم ويسجن بالعلائم بعد إلفة العرب وإرسال حثيث الطلب مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار ، وكأني اشاهد الأرعش وقد قلده الأمر وأطال حجته ليلة الدهر بعد اختلاف أرباب الوعود وذلك خلف موافق المقصود وعلق علايق ناكثات ( 2 ) ليشوبها الكدر ويواتيها القدر ، فياشراه من بلية في برهته وزهو أمانيه بزهو نزهته ، فهنالك يوصمه عطاسه ويقحمه نعاسه ويشغله شدة رعافه وذلك عقيب الإتصالات الظواهر وآخر القرن العاشر إذ هام بنور قنطور كل الهيام وجمعهم في المرة الثالثة شهر الصيام فإذا قاتلهم أبو الشواص ( 3 ) وهو أبو الفوارس فظهر ما بينهم الخابس انتقل ملك الهند من بيت إلى بيت ، وقال البيت في حياته ألا ليت ، وقل أمر الدولة من ، وشملت أهل الجزورات الذلة ولعبت السيوف في سحروت وساحت الدماء في أقاليم صيصموت واختلفت على الملك الجيوش وصال عليهم بحوزة المشوس ( 4 ) ولجت النار الولجة واشتدت الحروب بين الذبحة ووافق الكمد الصعوبة وخربت طرق النوبة ولمس البرايد اللمس واختلف ملك أندلس ودهش العرب الداهش واقتتل أهل مراكش ووقعت الوقايع في القفحات وقام الحرب لهم على ساق وسارت الطلايع للسراف وعصفت بالسفن الرياح واشرعت بالجزاير الرماح فظهرت الزخارخ المدفية وهلك رب قسطنطنية وهدم سواحل الروم البزح وسال على الأفاطيس الترح واشتدت الفتن في خراسان وكان الظفر لآل حسان وافترق بنو قنطور على اختلاف وآل بهم الرجل إلى *

 

( هامش ) * 1 - في بعض النسخ : الحالكة شديدة السواد في المجمع .

2 - في بعض النسخ : باكيات .

3 - في بعض النسخ : أبو النوامس .

4 - المشوش : المنديل ، والمشاش رؤوس العظام ( تاج العروس : 4 / 350 ) .

 

المصاف ، امتحق في الزجف أكثرهم وانكشف الأنام مظهرهم وخسف المدينة بالخطا وخربت متاحر القيعان ( 1 ) الوسطى وأكثرت الزلازل بالشجرات وطالت بأقاليم الجاوة المشاجرات وظهر العلج بين الدسايس وتلاحم عليه القتال بأرض فارس وتلهب الضرام المشرق فالحذر كل الحذر من المشفق إذا ظهرت بخراسان الزلازل ونزلت بهمدان النوازل فرجفت الأراجف بالعراق وتاحم ( 2 ) الكفر عند العناق وشمل الشام الخلاف وحجب عن أهله الإنصاف وصال دحداح ( 3 ) السواحل على الثغور وضعف عن دحضه أهل الغرور واشتهر الكذب بمصر ووقع بين أهلها الكرب والهرب واختلف العساكر على العلج وكثر بينهما الشح وتمادت المبنيات بالحجاز وخيف على الحرم من المكذاد واختلف العساكر وأهل اليمن على الملك ونجا منهم اناس إلى الفلك وسار التلاطم والحرب وأزعج هجر العرب وتأجج كرب الجزائر وملأ نواحي البر ووقع الخلف ما بين عساكر الروم وشاع ما كان مكتوم وارتحل الأفاضل من العالم وولى الأسافل المظالم وغلب على الناس الفجور وملكتهم بقية الغرور وأثم باللص الآثم ونبذ بذنبهم العالم ومنع أصحاب الحقيقة الحقوق وأصاب لبعضهم البروق البروج ، قف إذا أقبل القرن الحادي عشر فإنا لله وإنا إليه راجعون عم البلاء وقل الرجاء ومنع الدعاء ونزل البلاء وعدم الدواء وضاق دين الإسلام وهلكه علج بالشام فإذا قام العلج الأصهب وعصر عليه القلب لم يلبث حتى يقتل ويطلب بدمه الأكحل فهنالك يرد الملك إلى الشرك ويقتل السابع من الترك وتفترق في البيداء الأعراب ويقطع المسالك والأسباب ويحجب القصر ويسعد العسر ويلج الهالع وتحل البليات بأرض بابل وتشتد وتفترش المحن ويكدر الصفاء ويدحض الخور وترجف من البؤس الأقاليم وتظلم بالشقاق الأظاليم ويملك الخير القهر وتنشر راية الشر ويشمل الناس البلاء ويحل الشام الغلاء وتكثر الوقايع في الآفاق ويقوم الحرب على ساق ويدعن لخرابها الأعمال وتأذن بعمارتها الجبال ، فيالها من قتلة ، وكوز ( 4 ) لأبي المكارم الحبيب المستغني ثم يقتل بالعمد *

 

( هامش ) * 1 - في بعض النسخ : العقيان .

2 - تاحم : ذبح .

3 - هو القصير من الرجال .

4 - الكوز حفيرة تحفر ( كتاب العين : 7 / 373 ) .

 

بسيف مولد أبي سند ثم خاتم الأربعين وهو عبد الله المكين فلم يلبث حتى يدرك بجيش يقدمه لشرك وفيه سعير فيقتله ويدمع الهارب فيعجله ويهدم الجوامع وأعلامها يكثكث ( 1 ) الزها وأعضائها ويستصغر الكباير ويبيد العشاير ويرفع الفاجر ويضع الأخيار ( 2 ) ويستعبد الممالك ويهلك السالك ويحتفل بالأراذل ونفد الأفاضل ويذهب العوارف ويحرق المصاحف ويشير الشقاق ويجالس الفساق فلن يجف الفضة ولن يصيب السفلة حتى يدركها فلبسه ابن حرب في ذلك العام حتى يثيب من السام ومعه جهينة بن وهب المتفرد بحماره المهدد بخروجه من جزيرة القشمير ومعه شياطين الغير فيقتل أحدهما سعيد ويستأثر ابنتها وليدة ثم يروم قصد الحجاز وقتل بيدهم بيوتات الأحراز ، فآها لكوفة وجامعها وآها لذوي الحقايق وآها للمستضعفين في المضايق ، وأين المقر عند ظهور العلج شلعين الميل الكالح الزيح بجيش لا يرام عبدهم ولا يحصى سبيلهم ولا يفدى ولا ينصر أسيرهم ومعهم الكركدن والفيل ويثبطون الظهور ويفزعون الثغور الجزيل ، ويسبحون ويكسحون السعيد وسيحبط ببلاد الأرم في أحد الأشهر الحرم أشد العذاب من بني حام فكم من دم يراق بأرض العلايم وأسير يساق من الغنايم حتى يقال أروى بمصر الفساد وافترست الضبع الآساد فيالله من تلك الآفات والتجلب بالبليات وأحصنت الربع المساحل حتى يصمم الساحل فهنالك يأمر العلج الكسكس ان يخرب بيت المقدس فإذا أذعن لأوامره وسار بمعسكره وأهال بهم الزمان بالرملة وشملهم الشمال بالذلة فيهلكون عن آخرهم هلعا فيدرك اسارهم طمعا ، فيالله من تلك الأيام وتواتر شر ذلك العام وهو العام المظلم المقهر ويستعكمك هوله في تسعة أشهر ، ألا وإنه ليمنع البر جانبه والبحر راكبه وينكر الأخ أخاه ويعق الولد أباه ويذممن النساء بعولتهن وتستحسن الامهات فجور بناتهن وتميل الفقهاء إلى الكذب وتميل العلماء إلى الريب فهنالك تنكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من الغرب هناك ينادي مناد من السماء ، اظهر يا ولي الله إلى الاحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم *

 

( هامش ) * 1- الكثكث : دقاق الحصى والتراب ( النهاية : 4 / 153 )

2 - الآصار .

 

مواريث النبيين والشهداء الصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته ، تأتيهم الملائكة ولواء الأطراف في ليلة واحدة وإن كانوا في مفارق الأطراف فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الامور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن على الصفات ثم يولى بمكة جابر بن الأصلح ويقبله العوام بالأبطح فيرجع من العيلم ويقتل من المشركين في الحرم ثم يولي رماع بن مصعب ويقصد المسير نحو يثرب فيعقد لزعماء جيوشه رايته ويقلد أصفياء أصحابه مقاليد ولايته ويولي شبابة بن وافر والحسين بن ثميله وغيلان بن أحمد وسلامة بن زيد أعمال الحجاز وأرض نجد وهم من المدينة ، ويولي حبيب بن تغلب وعمارة بن قاسم وخليل بن أحمد وعبد الله بن نصر وجابر بن فلاح أقاليم اليمين والأكامل وهم من أعراب العراق ، ويولي محمد بن عاصم وجعفر بن مطلوب وحمزة بن صفوان وراشد بن عقيل ومسعود بن منصور وأحمد بن حسان أعمال البحرين وسواحلها وعمان وجزايرها وهم من جزايرهن ، ويولي راشد بن رشيد وحزيمة بن عوام وهلال بن همام وعبد الواحد بن يحيى وإسماعيل بن جعفر ويعقوب بن مشرف وغيلان بن الحسين وموسى بن وجزاير ( 1 ) الكراديس وهم من مشارق العراق ، ويولي أحمد بن سعيد وطاهر بن يحيى وإسماعيل بن جعفر ويعقوب بن مشرف وغيلان بن الحسين وموسى بن حارث حبشة وأقاليم المراقش وهم من الكوفة . ويولي إبراهيم بن أعطى والحسين بن علاب وأحمد بن موسى وموسى بن رميح ويميز بن صالح ويحيى بن غانم وسليمان بن قيس مصادر الجذلان وأعمال الدفولة وهم من أرض قوشان ، ويولي طالب بن العالي وعبد العزيز بن سهلب بن مرة وهشام بن خولان وعمرو بن شهاب وجيار بن أعين وصبيح بن مسلم أقاليم الأدنى وجزاير الكتايب وهم من نواحي شيراز ، ويولي أحمد بن سعدان ويوسف بن مغانم وعلي بن مفضل وزيد بن نصر والجراد بن أبي العلا وكريم بن ليث وحامد بن منصور أقاليم الحمير وجزاير الرسلات وهم من بلاد فارس ، ويولي العمار بن الحارث ومحمد بن عطاف وجمعة بن سعد وهلال بن داودتيه وعمر بن الأسعد جزاير مليبار وأعمال العماير وهم من غري العراق الأعلى ، ويولي الحسن *

 

( هامش ) * 1 - كذا بالأصل .

 

بن هشام والحسين بن غامر وعلي بن الرضوان وسماحة بن بهيج الأشام الأردنا وهم من مشارق لبنان ، ويولي الجيش بن أحمد ومحمد بن صالح وعزيز بن يحيى والفضل بن إسماعيل الشام الأقصى والسواحل من قرى الشام الأوسط ، ويولي محمد بن أبي الفضل وتميم بن حمزة والمرتضى ابن عماد وعلي بن طاهر وأحمد بن شعبان بأقاليم مصر ، وجزاير النوبة وهم من أرض مصر ويولي الحسن بن فاخر وفاضل بن حامد ومنصور بن خليل وحمزة بن حريم وعطاء الله بن حباة وواهب بن حيار ووهب بن نصر وجعفر بن وثاب ومحمد بن عيسى وتفور وسائط النوبة وأعمال الكردود وهم من بلاد حلوان . ويولي أحمد بن سلام وعيسى بن جميل وإبراهيم بن سلمان وعلي بن يوسف أعمال نواحي جابلقا وسواحلها وأعمال مفاوز ، وهم من الأزد ، ويولي وثاب بن حبيب وموسى بن نعمان وعباس بن محفوظ ومحمد بن حسان والحسين بن شعبان جزاير الأندلس وافريقية وهم من نواحي الموصل ، ويولي يحيى بن حامد وپنهان بن عبيد وعلي بن محمود وسلمان بن علي وأحمد بن سامر وعلي بن ترخان نواحي المراكش وثغور المصاعد ومروجة النخيل وهم من أرض خراسان ، ويولي داود بن المخير ويعيش بن أحمد وأبا طالب بن إسماعيل وإبراهيم بن سهل ديار بكر ومشارق الروم وهم [ من ] ( 1 ) نصيبيين وفارقين ، ويولي حمام بن جرير وشعبان بن قيس وسهل بن نافع وحمزة بن جعفر أقاليم الروم وسواحلها وهم من فارس ، ويولي علقمة بن إبراهيم وعمران بن شبيب والفتح بن معلى وسند بن المبارك وقايد بن الوفاء ومصفون بن عبد الله بن مفارق قسطنطينة وسواحل القفجاق وهم من اصفهان ، ويولي الأخوين محمد وأحمد بني ميمون العراق الأيمن وهما من المكين ، ويولي عروة بن مطلوب وإبراهيم بن معروف العراق الأيسر وهما من أهواز ، ويولي سعيد بن نضار ونزار بن سلمان ومعد بن كامل بلاد فارس وسواحل هرمز وهم من همدان ، ويولي عيسى بن عطاف والحسين بن فضال عراق سواحل الري والجبال وهما من قم ، ويولي نصير بن أحمد وعباس بن نفيل وطايع بن مسعود أعمال الموصل ومصادر الأرمن ومن قرى فرهان ، ويولي الأمجد بن عبد الله وأسامة بن أبي تراب ومحمد بن حامد وسفيان بن عمران والضحاك بن *

 

( هامش ) * 1 - زيادة يقتضيها السياق .

 

عبد الجبار والمنيع بن المكرم بلاد خراسان وأعمال النهرين وهم من مازندران ، ويولي المفيد بن أرقم وعون بن الضحاك ويحيى بن يرجم وإسماعيل بن ظلوم وعبد الرحمن بن محمد وكثار بن موسى جبال الكرخ وأقاليم العلان والروس وهم من بخارا ، ويولي عبد الله بن حاتم وبركة ابن الأصيل وأبو جعفر بن الزرارة وهارون بن سلطان وسامر بن معلى المالق ونواحي چين والصحاري وهم من مرو ، ويولي رهبان بن صالح وعمارة بن حازم وعطاف بن صفوان والبطال بن حمدون وعبد الرزاق بن عيشام وحامد بن عبادة ويوسف بن داود والعباس بن أبي الحسن أقاليم الديلم والقماقم وثغور القشاقش والغيلان وهم من سمرقند ، ويولي مطاع بن حابس ومحمود بن قدامة وعلي بن قنين وضيف بن إسماعيل والفصيح بن غيث بن النفيس وماجد بن حبيب والفضل بن ظهر وغياث بن كامل وعلي بن زيد مداين الخطا وجبال الزوابق وأعمال الشجارات وهم من قم ، ويولي يعقوب بن حمزة ومحمد بن مسلم وثابت بن عبد العزيز والحسين بن موهوب وأحمد بن جعفر وأبا إسحاق بن نضيع مغاليق الضوب وقرى القواريق وهم من نيشابور ويولي الحسن بن العباس ومريد بن قحطان ومعلى بن إبراهيم وسلامة بن داود ومفرج بن مسلم ومعد بن كامل بلاد الكلب ونواحي الظلمات وهم من القرى ، ويولي فضيل بن أحمد وفارس بن أبي الخير وأسد بن مراحات وباقي بن رشيد ورضى بن فهد وعباس بن الحسين والقاسم بن أبي المحسن والحسين بن عتيق السدور وحيالها وهم من نواحي خوارزم ، ويولي فضلان بن عقيل وعبد الله بن غياث وبشار بن حبيب وسعد الله بن واثق وفصيح بن أبي عفيف والمرقد بن مرزوق وسالم بن أبي الفتح وعيسى بن المثنى أقاليم الضحاضح ومناخر القيعان وهم من قلعة النهر ، ويولي الزاهد بن يونس وعصام بن أبي الفتح وعبد الكريم بن هلال ومؤيد بن القاسم وموسى بن معصوم والمبارك بن سعيد وعزوان بن شفيع وعلامة بن جواد أقاليم الغربين وأعمال العراعز وهم من الجبل ، ويولي محمد بن قوام وجعفر بن عبد الحميد وعلي بن ثابت وعطاء الله بن أحمد وعبد الله بن هشام وإبراهيم بن شريف وناصر بن سليمان ويحيى بن داود وعلي بن أبي الحسين أقاليم المعابد وجبال الملابس وهم من قرى العجم ويختار الأكابر من السادات الأعمال العارفين لإقامة الدعائم منهم اثني عشر رجلا وهم محمد بن أبي الفضل وعلي بن أبي غابر والحسين بن علي وداود بن المرتضى وإسماعيل بن حنيفة ويوسف بن حمزة وعقيل بن حمزة وعقيل بن علي وزيد بن علي وجابر بن المصاعد ويوليهم جابر ساو إقليم المشرق ويأمرهم بإقامة الحدود ومراعاة العهود ، ثم يختار رجالا كراما أحرارا أتقياء أبرارا وهم معصوم بن علي وطالب بن محمد وإدريس بن عبيد وإبراهيم بن مسلم وحمزة بن تمام وعلي بن الحسين ونزار بن حسن والأشرف بن قاسم ومنصور بن تقي وعبد الكريم بن فاضل وإسحاق بن المؤيد وثواب بن أحمد ويوليهم جابر قاو بلاد المغرب يأمرهم بما أمر به أصحابهم ، ثم يختار اثني عشر رجلا وهم طاهر بن أبي الفرو وابن الكامل ولوي بن حرث ومحمد بن ماجد ورضي بن إسماعيل وظهير بن أبي الفجر وأحمد بن الفضل والركن بن الحسين ويوليهم الشمال وأعمال الروم ويأمرهم بما أمر به من يقدمهم من الصديقين ، ثم يختار اثني عشر رجلا نقيا من العيوب وهم إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن أبي القاسم ويوسف بن يعقوب وفيروز بن موسى والحسين بن محمد وعلي بن أبي طالب وعقيل بن منصور وعبد القادر بن حبيب وسعد الله سعيد وسليمان بن مرزوق وعبد الرحمن بن عبد المنذر ومحمد بن عبد الكريم ويوليهم جهة الجنوب وأقاليمها ويأمرهم بما أمر به من يقدمهم ، ثم بعد ذلك يقيم الرايات ويظهر المعجزات ويسير نحو الكوفة وينزل على سرير النبي سليمان ويحلق الطير على رأسه ويتختم بخاتمه الأعظم فيه وبيمينه عصا موسى وجليسه روح الأمين ، وعيسى بن مريم ، متشحا ببرد النبي متقلدا بذي الفقار ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله ، يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع ، على رأسه تاج من نور راكب على أسد من نور ، إن يقل للشئ كن فيكون بقدرة الله تعالى ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ويميت الأحياء وتسفر الأرض له عن كنوزها ، حوى حكمة آدم ووفاء إبراهيم وحسن يوسف وملاحة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل من ورائه والغمام من فوق رأسه والنصر من بين يديه والعدل تحت أقدامه ويظهر للناس كتابا جديدا وهو على الكافرين صعب شديد يدعو الناس إلى أمر من أقر به هدي ومن أنكره غوى ، فالويل كل الويل لمن أنكره رؤوف بالمؤمنين شديد الانتقام على الكافرين ويستدعي إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلماءهم ويحضر التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كل كتاب بمفرده يطلت منهم تأويله ويعرفهم تبديله ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله ثم يرجع بعد ذلك إلى هذه الامة شديدة الخلاف قليلة الايتلاف وسيدعي إليه من ساير البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقهاء اليقين والحكماء والمنجمين والمتفلسفين والأطباء الضالين والشيعة المذعنين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون ويتلو عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، يتضح للناس الحق وينجلي الصدق وينكشف المستور ويحصل ما في الصدور ويعلم الدار والمصير ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم ، يهدي إلى صراط مستقيم وتكشف الغطاء عن أعين الأثماء ويشيد القياس ويخمد نار الخناس ( 1 ) ويقرض الدولة الباطلة ويعطل العاطل ويفرق بين المفضول والفاضل ويعرف للناس المقتول والقاتل ويترحم عن الذبيح ويصح الصحيح ويتكلم عن المسموم وينبه الندم ويظهر إليه المصون ويفتضح الخؤون وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه أم جاء نبي بعده فاتبعوه أم القوم كانوا صوامت على عهده ، فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر أولوا الألباب . فكم من ولي جحدوه وكم وصي ضيعوه وحق أنكروه ومؤمن شردوه وكم من حديث باطل عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته نقلوه وكم من قبيح منا جوزوه وخبر عن رأيهم تأولوه وكم من آية ومعجزة أجراها الله تعالى عن يده أنكروها وصدوا عن سماعها ووضعوها ، وسنقف ويقفون ونسأل ويسألون وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون . طلبت بدم عثمان وظنوا أني منهم الآن حاربتني عائشة ومعاوية وكأني بعد قليل وهم يقولون : القاتل والمقتول في جنة عالية ونسوا ما قال الله تعالى :

وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف *

 

( هامش ) * 1 - الخناس اسم الشيطان ( مجمع البحرين : 1 / 760 ) والخناس داء يصيب الزرع ( تاج العروس : 4 / 143 ) .

 

بالأنف والاذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ) * ( 1 ) وقوله تعالى : * ( من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) * ( 2 ) وكأني بعد قليل ينقلون عني أنني بايعت أبا بكر في خلافته فقد قالوا بهتانا عظيما ، فيالله العجب وكل العجب من قوم يزعمون أن ابن أبي طالب يطلب ما ليس له بحق ويمنى ويتداول الأمر جزعا ويتابعهم هلعا ، وأيم الله إن عليا لآنس بالموت من سنة الكرى ، بل عند الصباح تحمد القوم السرى ، ألا إن في قائمنا أهل البيت كفاية للمستبصرين وعبرة للمعتبرين ومحنة للمتكبرين لقوله تعالى : * ( وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) * ( 3 ) هو ظهور قائمنا المغيب لأنه عذاب على الكافرين وشفاء ورحمة للمؤمنين ، يظهر وله من العمر أربعون عاما فيمكث في قومه ثمانين سنة وقيل لهم سلاما وصلى الله على محمد وآله أجمعين

 

( هامش ) * 1 –سورة المائدة : 45

2سورة النساء : 93

3سورة إبراهيم : 44

 

(إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري ج : 2 ص : 184-201 / الخطب النادرة لأمير المؤمنين لعبد الرسول زين الدين ص: 134-139)

 

                                            

خطبة البيان لأمير المؤمنين علي عليه السلام (الوجه الثالث)

 

عن الدر المنظم في السر الأعظم لمحمد بن طلحة الشافعي وهو من أكابر علماء أهل السنة وقد ثبت عند علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصحيح والكشف الصريح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال على المنبر بالكوفة وهو يخطب : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها ، وساطح المدحيات ووازرها ( 1 ) وموطد الجبال وقافرها ( 2 ) ومفجر العيون ونافرها ( 3 ) ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك ومسيرها ومقسم المنازل ومقدرها ومنشئ السحاب ومسخرها ( 4 ) مولج الحنادس ومنورها ومحدث الأجسام ومقررها ومكور الدهور ومكدرها ومورد الامور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومحيي الرفات وناشرها ، أحمده على آلائه وتكاثرها وأشكره على نعمائه وتواترها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تؤدي إلى السلامة ذاكرها وتؤمن من العذاب ذاخرها وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها أرسله إلى امة قد شفر ( 5 ) بعبادة الأوثان شاعرها واغلنطس بضلالة عبادة الأصنام ماهرها ويفحم بحجج عن الجهالة سادرها وفجر نعماء الشبهات فجور فاجرها وهدى على لسان الشيطان بقبول العصيان طايرها وقسم آكام الأحكام بزخرف الشقاشق ماكرها فأبلغ في النصيحة ووافرها وغاض لجج بحار الضلال وعامرها وأنار منار أعلام الهداية ومنابرها ومحق بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها وأرغم معاطس الغواة وكافرها حتى أصبحت دعوته بالحق بأول ظاهر يرها ، ومجيبه بقبول الصدق شاعرها بنطق ناصرها وشريعته المطهرة إلى المعاد بمفخر فاخرها صلى الله عليه وآله وسلم له الدرجة العليا وطيب عناصرها . أيها الناس سار المثل وحقق العمل وأقدم الوجل واقترب الأجل وصمت الناطق وبصق الزاهق وحقت الحقايق والتحق اللاحق وثقلت الظهور وتفاقمت الامور وحجب السرور وأحجم المغرور وأرغم المالك ومنعت المسالك وسلك الحالك وهلك الهالك وعمر الفرات وكثرت الحسرات وأكدت الغمرات وكفت العثرات وقصر الأمد وتأود الأود ودهش العدد وأوحش المقند وهيجت الوساوس ودهشت الهواجس وعطل العساعس وخدل المنافس ( 6) ولجت الأمواج ( 7) وخيف الفجاج وضعفت الحجاج واطرح المنهاج واشتد الغرام واتحف الأوام ودلف القتام وازدلف الخصام واختلف العرب واشتد الطلب وصحب الوصب ونكض الهرب وطلبت الديون وبكت العيون وفتن المفتون وسكت المغبون وشاط الشطاط وشط النشاط وهاط الهياط ومط القلاط وعجز المطاع وصلت الدفاع واظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف ورغب الخلاف وسمج الإنصاف واخرج العفاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وتسلمت الخصيان وحكمت النسوان وقدحت الحوادث ونفث النافث وعبث العابث واهجم الرايث وهدت الأحراز وخافت الأعجاز وظهر الإيجاز وبهر الرجاز واختلفت الأهواء وعظمت البلوى واشتدت الشكوى واستمرت الدعوى وقرض القارض ورفض الرافض وقعد الناهض وسعد الفارض ولحظ اللاحظ ولمظ اللامظ وعض الشاظظ ورد الفاظظ وتلاحم الشذاذ وثقل الإلحاذ وعز النفاذ ووبل الرذاذ وعجت الفلاة ونجت المقلاة وشنشنت الفلاة وعجعجت الولاة وتضاءل الباذخ ووهم الناسخ وتجهرم الشالخ ونفخ النافخ وزلزت الأرض وضيعت الفرض وحكم الرفض ونجم القرض وكتمت الأمانة وبدت الخيانة وخبثت الصيانة وعرت الدهانة واتحد العيص وزاغ القبيص وكرثم القميص وكثكث المحيص وقام الأدعياء ونال الأشقياء وتقدمت السفهاء وتأخرت الصلحاء ومادت الجبال وأشكل الإشكال وسبع الهكال وشعشع الوبال وساهم الشحيح وانغر الفصيح وقهقر الجريح واخرنطم الفحيح وكفكف اليروع وخدخد البلوع ونصف المرتوع وتكتك المولوع وفدفد الموعور وقدقد الديجور وافرد المأثور ونكب الماتور ( 8) وعبس الغبوس وكسكس الهموس ونافس المعكوس واجلب الناموس ودعدع الشفيق وحرثم ( 9) الأنيق واحتجب الطريق وثور الفريق ودار الرايد وزاد الزايد وماد المائد وقاد القايد وجد الجد وكد الكد وسد السد [ وحد الحد ] وعرض العارض وفرض الفارض وسار الرابض ووقف الراكض وضال الضل وغال الغل وفضل الفضل ونال المثل وشت الشتات وتصوح النبات وسمت السمات واخرت الديات وكد الهرم وقصم الوصم وسلب الوهم وسدم الندم وآب الذاهب وذاب الذائب ونجم الثاقب ووصب الواصب وازور القران واحمر الدبران وسدس السرطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم الزحل وتنبه الثول وعنقبت النيل وأقل الفرار ونصبت الجفار ومنع الوجار وآب الاقرار وكملت الفترة وبدئت الهجرة وغرت الكثرة وغمرت الغمرة وظهرت الأفاطس فحسمت الملابس يؤمهم الكساكس ويقدمهم العبابس فيكدحون الجزائر ويقدحون العشاير ويملكون السراير ويهتكون الحراير ويحيون كيسان ويخربون خراسان ويفرقون الجلسان ويلجون الأويسان ( 10) فيهدون الحصون ويظهرون المصون ويعيضون الغصون ويفردون الحصون ويفتحون العراق ويهجمون الشقاق ويثيرون النفاق بدم يهراق ، فآه ثم آه آه لعريض الأفواه ودبول الشفاه ، ثم التفت يمينا وشمالا وتنفس الصعداء إملالا وتأوه أنينا وتأفف حزينا وتململ دنفا وتوجل أسفا وتنفس خشوعا وتغير خضوعا ، فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي فقال : يا أمير المؤمنين أنت حاضر ما ذكرت وعالم به وبتأويل ما أخبرت ، فالتفت إليه عن كثب ورمقه بعين  الغضب ، ثم قال له : ثكلتك الثواكل ونزلت بك النوازل يابن الجبان الجابث والمكذب الناكث سيقصر بك الطول ويغلبك الغول ، أنا سر الأسرار أنا شجرة الأنوار أنا دليل السماوات أنا رئيس المسبحات أنا خليل جبرئيل أنا صفي ميكائيل أنا قايد الأملاك أنا سمندل الأفلاك أنا سايق الرعد أنا شاهد العهد أنا سليل الصراح أنا حفيظ الألواح أنا قطب الديجور أنا البيت المعمور أنا زاجر القواصف أنا محرك العواصف أنا مزن السحائب أنا نور الغياهب أنا شرف الدواير أنا مآثر المآثر أنا كيوان الكيهان أنا شان الإمتحان أنا شهاب الإحراق أنا مواثق الميثاق أنا عصام الشواهد أنا سهام الفراقد أنا شعاع العساعس أنا جون الشوامس أنا فلك اللجج أنا حجة الحجج أنا مهيمن الامم أنا فصيل الذمم أنا سماك البهو أنا إمام العفو أنا سبب الأسباب أنا أمين السحاب أنا مسدد الخلايق أنا محقق الحقايق أنا جوهر القدم أنا مرتب الحكم أنا منية الأمل أنا عامل العمل أنا شريف الذات أنا محدث الشتات أنا الأول والآخر أنا الباطن والظاهر أنا البرق اللموع أنا السقف المرفوع أنا الشعرى والزبرقان أنا قمر السرطان أنا أسد النثرة أنا سعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب أنا غفر الشرطين أنا ميزان البطين أنا حمل الإكليل أنا عطارد التفضيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك أنا مريخ القران أنا عيون الميزان أنا حارس الاستراق أنا جناح البراق أنا جامع الآيات أنا سريرة الخفيات أنا ساجر البحر أنا قسطاط القطر أنا مصاحب الجديدين أنا أمير النيرين أنا محط القصاص أنا خلاصة الاخلاص أنا شملال الجبال أنا مقدم الآمال أنا مفجر الأنهار أنا معذب الثمار أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا ملك بن ملك أنا هدية الملك أنا مبين الصحف أنا يافث الكثف أنا ثاقب الكسف أنا ذخيرة الشكور أنا مفصح الزبور أنا مؤول التأويل أنا مفسر الإنجيل أنا ام الكتاب أنا فصل الخطاب أنا صراط الحمد أنا أساس المجد أنا منجد البررة أنا سورة البقرة أنا مثقل الميزان أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام أنا جملة الأنعام أنا تبيان النساء أنا خامس أهل الكساء أنا إلفة الإيلاف أنا رجال الأعراف أنا محجة المقال أنا صاحب الأنفال أنا مائدة الكشف أنا توبة العنف أنا صادق المثل أنا راسخ الجبل أنا سر إبراهيم أنا ثعبان الكليم أنا علانية المعبود أنا آصف هود أنا نحلة الجليل أنا خلة الخليل أنا مبعوث بني إسرائيل أنا مخاطب الكهف أنا محبوب الصف أنا ولي الأولياء أنا وارث الأنبياء أنا لاهج النهج أنا حجة الحجج أنا موصوف المؤمنين أنا بدر المسبحين أنا الفرقان أنا البرهان أنا عقود الكرمين أنا عماد الركن أنا ثبير الترك أنا شملاص الشرك أنا جنبنتا ( 11) الزنج أنا جرجس الفرنج أنا عقد الإيمان أنا زبركم الغيلان أنا برسم الروس أنا لوش السدوس أنا سلمه المطا أنا دودين الخطا أنا بدر البروج أنا شنشار الكروج أنا حاتم الأعاجم أنا روثيان التراجم أنا أوريا الزبور أنا حجاب الغفور أنا صفوة الجليل أنا إيليا الإنجيل أنا خبة القراة أنا كاسي العراة أنا مواخي يوشع وموسى أنا ميمون وصي عيسى أنا زرملاح الفرس أنا عماد الأنس أنا شديد القوى أنا حامل اللواء أنا إمام المحشر أنا ساقي الكوثر أنا قسيم الجنان أنا مساطير النيران أنا يعسوب الدين أنا إمام المتقين أنا وارث المختار أنا ظهير الأطهار أنا مبيد الكفرة أنا أبو الأئمة البررة أنا قالع الباب أنا مفرق الأحزاب أنا صاحب البيعتين أنا الضارب ببدر وحنين أنا حافظ الكلمات أنا مخاطب الأموات أنا مكلم الثعبان أنا آلاء الرحمن أنا الضارب بالسيفين أنا الطاعن بالرمحين أنا ليث الرخام أنا أنيس الهوام أنا الجوهرة الثمينة أنا باب المدينة أنا وارث العلوم أنا هيولى النجوم أنا مفسر البينات أنا مبين المشكلات أنا أول المصدقين أنا إمام المفسرين أنا محكم الطواسين أنا أمانة يس أنا حاء الحواميم أنا الم أنا سابق الزمر أنا آية القمر أنا صاحب النجم أنا صدر الترجم ( 12) أنا جانب الطور أنا باطن الصور أنا عتيد قاف أنا وزاغ الاحقاف أنا منازل الصافيات أنا سهام الذاريات أنا فاطر النافعة أنا متلو سبأ والواقعة أنا أمانة الأحزاب أنا مكنون الحجاب أنا وعد الوعيد أنا مثال الحديد أنا وفاق الآفاق أنا علامة الطلاق أنا ن والقلم أنا مصباح الظلم أنا سؤال متى أنا ممدوح هل أتى (13 ) أنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم أنا زمام الطول أنا محكم الفضل أنا عذوبة القطر أنا هلال الشهر أنا لؤلؤ الأصداف أنا جبل قاف أنا سر الحروف أنا نور الظروف أنا الجبل الشامخ أنا الجبل الراسخ أنا مفتاح الغيوب أنا مصباح القلوب أنا نور الأرواح أنا روح الأشباح أنا الفارس الكرار أنا نصرة الأنصار أنا السيف المسلول أنا الشهيد المقتول أنا جامع القرآن أنا تبيان البيان أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا عمود الإسلام أنا مكسر الأصنام أنا صاحب الأذن أنا قاتل الجن أنا

ساقي العطاش أنا نايم الفراش أنا شيث البراهمة أنا سعد العياقمة أنا موهن البطارق أنا كون المفارق أنا بطرس الروم أنا سيدس الاشموم أنا حقيق الأرمن أنا أمين المأمن أنا صالح المؤمنين أنا إمام المفلحين أنا إمام أرباب الفتوة أنا كنز أسرار النبوة أنا المطلع على أخبار الأولين أنا المخبر عن وقايع الآخرين أنا حامل الراية أنا صاحب الآية أنا قطب الأقطاب أنا حبيب الأحباب أنا مهدي الأوان أنا عيسى الزمان أنا والله وجه الله أنا والله أسد الله أنا سيد العرب أنا كاشف الكرب أنا الذي قيل في حقه لا فتى إلا علي أنا الذي قيل في شأنه أنت مني بمنزلة هارون من موسى من النبي أنا ليث بني غالب أنا علي بن أبي طالب ، صلوات الله وسلامه عليه.  

 

    قال : فصاح السائل صيحة عظيمة وخر ميتا فعقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) علي كرم الله وجهه بأن قال : الحمد لله بارئ النسم وذارئ الامم والصلاة على الاسم الأعظم والنور الأقوم ثم قال : سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جنبي علوما كثيرة كالبحار الزواخر فنهض إليه الرسخة من العلماء والمهرة من الحكماء وأحدق به الكمل من الأولياء والندر من الأصفياء يقبلون مواطئ قدميه ويقسمون بالاسم الأعظم عليه بأن يتمم كلامه ويكمل نظامه فقال عز الراسخين ونور العارفين الإمام الهمام الغالب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أبتر المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الامم وحكم الخالق ورشق الراشق وحققت الظنون وفتن المفتون بما أن سيكون ، ألا وإنه سيحبط بالزوراء علج من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار وأي كفار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلى مطلوبهم فيقتلون الأيلة ويشربون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلون النساء ويطلبون بني شداد وبني هاشم ليسوق ( 14) معهم سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام ، فواها لحلب من حصارهم وواها لخرابها بعد ديارهم وسترد الظلباء ( 15) من دمائهم أياما وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاما وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثم يدخلونها وبعلبك بالأمان وتحل البدايات بنواحي لبنان ، فكم من قتيل بالقفر وأسير بجانب النهر فهناك تسمع الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم المدة حتى يخلق من أمرهم الجدة فإذا هزمهم الجنين الأوجر وثب عليهم التعدد الأقطر وهو رابع العلوج المنفر عليه كتابة المظفر تحس بالهمة الطمع ويغلقه المبلغ فيسوقهم سوق الهجان وينكص شياطينهم بأرض كنعان ويقتل عبوسهم الفقف ويحل بجميعهم العلف فيجتمعون عقيب الشتات من فلك النجاة إلى الفرات فيسيرون الواقعة إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل العاص فيغويهم على الإسلام الكثرة فهنالك يحل لهم الكسرة فيقصدون الجزيرة والخصباء ويخربون بعد فتكهم الجدباء ثم يظهر الجري الهالك من البصرة بشرذمة عرب من بني عمرة يقدمهم إلى الشام وهو مدهش فيبايعه على الخديعة الأرعش وسيصحبه في المسير إلى غوطته فما أسرع ما يسلمه بعد ورطته ثم يأمر المجري أن يروم إلى العراق مراما ليبل من علته بها أواما فيدركه الهلاك بلا سار دون مرامه ويحل بأهله التلف دون سقامه وستنظر العيون إلى الغلاب الأسمر اللعاب حين يجنح به جنوح الارتياب يلقب بالحكم سيجئ بالعلم بعد ألفة العرب وحثيث الطلب ، فكأني أنظر إلى الأرعش وقد هلك وولده الحدث الأبرص وقد ملك فلا تطول مدته ( 16) أكثر من ساعة فما هذه الشناعة ويقتل مدرب الجميل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة إليه ومثولهم بين يديه ثم يخرج الهمام فيصلي بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان بين الخدام والخلان فعندها يخرج من المغرب أناس على شهب الخيول بالمزامير والأعلام والطبول فيملكون البلاد ويقتلون العباد ، ثم يخرج من السجن غلام يفني عددهم ويأسر حددهم ويهزمهم إلى البيت المقدس ويرجع منصورا مريدا محبورا ، فيوافي مصر وقد نقص نيلها وقل نيلها ويبست أشجارها وعدمت ثمارها فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية والدولة الأحمدية القائم بالسيف الحال الصادق في المقال يمهد الأرض ويحيي السنة والفرض سيكون ذلك بعد ألف ومائة وأربع وثمانين سنة من سني الفترة بعد الهجرة ، ثم قال : أيها المحجوب عن شأني والغافل عن حالي إن للعجائب آثار خواطري والغرائب أسرار ضمايري لأني قد خرقت الحجاب وأظهرت العجاب وأتيت باللباب ونطقت بالصواب وفتحت خزاين الغيوب وفتقت دفائن القلوب وكثرت لطايف المعارف ودمرت عوارف اللطايف فطوبى لمن استمسك بعروة هذا الكلام وصلى خلف هذا الإمام ، فإنه يقف على معاني الكتاب المسطور والرق المنشور ثم يدخل إلى البيت المعمور والبحر المسجور ثم أنشد شعرا :

 

لقد حزت علم الأولين وإنني * ضنين بعلم الآخرين كتوم

وكاشف أسرار الغيوب بأسرها * وعندي حديث حادث وقديم

وإني لقيوم على كل قيم * محيط بكل العالمين عليم

 

ثم قال : لو شئت لأوقرت من تفسير فاتحة الكتاب سبعين بعيرا  ( ق والقرآن المجيد ) ( 17) كلمات خفيات الأسرار وعبارات جليات الآثار وينابيع عوارف القلوب من مشكاة لطايف الغيوب ، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب ، نهاية الفهوم بداية العلوم ، الحكمة ضالة كل حكيم ، سبحان القديم ، يفتح الكتاب ويقرأ الجواب . يا أبا العباس أنت إمام الناس ، سبحان من يحيي الأرض بعد موتها وترد الولايات إلى بيوتها . يا منصور تقدم إلى بناء الصور ذلك تقدير العزيز العليم . هذا آخر ما سمع من لفظه النوراني وضبط من كلامه الروحاني في هذا الباب والصلاة على قطب الأقطاب ورسول الملك الوهاب وعلى آله المنتجبين الأطياب ما أشرقت شموس الغيوب من غياهب القلوب

 

( هامش ) * 1 - وزره : طعنه ، والزر : العض ( كتاب العين : 7 / 347 ) .

2 - القفر الخالي من الامكنة ( كتاب العين : 5 / 151 ) .

3 - نافرها نازعها .

4 - في بعض النسخ : ومدلج .

5 - الشفر : الحرف ( كتاب العين : 6 / 253 ) .

6- في بعض النسخ : ومجت .

7- في بعض النسخ : وخيفت العجاج .

8- في بعض النسخ : الموتور .

9- في بعض النسخ : جرسم .

10- في بعض النسخ : فيهدمون .

11- في بعض النسخ : اجيثاء .

12- في بعض النسخ : رصد الرحم .

13- سورة الانسان: 1

14- في بعض النسخ : ليساقوا .

15- في بعض النسخ : وستروى الظباء .

16- في بعض النسخ : مدة ملكه .

17 سورة ق : 1

 

(إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري ج 2 ، ص 202-209 / الخطب النادرة لأمير المؤمنين لعبد الرسول زين الدين ص: 140-148 ط 1، مؤسسة البلاغ لبنان – بيروت / الدر المنظم في السر الأعظم لمحمد بن طلحة الشافعي مخطوط / )