خطبة ( 41 ) و من خطبة له عليه السّلام :
إِنَّ اَلْوَفَاءَ تَوْأَمُ اَلصِّدْقِ وَ لاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَ لاَ يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ اَلْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اِتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ اَلْغَدْرَ كَيْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ اَلْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ اَلْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اَللَّهُ قَدْ يَرَى اَلْحُوَّلُ اَلْقُلَّبُ وَجْهَ اَلْحِيلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ وَ نَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ اَلْقُدْرَةِ عَلَيْهَا وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي اَلدِّينِ « ان الوفاء توأم الصدق » التوأم : أصله ولد تضعه امّه مع آخر في بطن .
قال الخليل : هو فوعل ، لأنّ أصله و وأم ، فأبدل من الاولى تاء كما في ( تولج ) بالفتح 2 .
ذكر عليه السّلام صفتين شريفتين : الوفاء و الصدق ، و جعلهما توأمين لأنّ كلاّ منهما شعبة من الآخر ، فالوفاء بالعهد صدق عملي ، و منشؤهما واحد و هو شراف النفس ، فكأنهما كما قيل :
-----------
( 1 ) جامع الأخبار : 355 ، 992 . باختلاف يسير ، مؤسسة آل البيت عليهم السّلام قم ، مجمع الزوائد 7 : 286 ، باختلاف يسير ،
دار الكتاب العربي ، بيروت .
-----------
( 2 ) لسان العرب لابن منظور 12 : 62 ، 628 ، مادة ( تأم ، و أم ) .
[ 192 ]
رضيعي
لبان ثدي أم تحالفا
بأسحم داج عوض لا يتفرق
و الصدق شرافه معلوم ، و يكفى فيه قوله تعالى : و كونوا مع الصادقين 1 ، يوم ينفع الصادقين صدقهم 2 ، و الوفاء مثله . و قال صلّى اللّه عليه و آله :
بعثت بوفاء العهد مع البرّ و الفاجر .
و في ( تنبيه المسعودي ) : ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه الموسوم ب ( الديباج ) أوفياء العرب ، فعدّ السموأل بن عاديا الغساني ،
و الحارث بن ظالم المرّي ، و عمير بن سلمى الحنفي . و لم يذكر هانيا ، و هو أعظم العرب وفاء ، و أعزّهم جوارا ، و أمنعهم جارا ، لأنه عرّض نفسه و قومه للحتوف ، و نعمهم للزوال ، و حرمهم للسبي ، و لم يخفر أمانته ، و لا ضيع وديعته 3 .
و في ( أمثال الكرماني ) : يقال « أوفى من الحرث بن ظالم » ، كان من وفائه أنّ عياض بن ديهث مر برعاء الحرث و هم يسقون ، فسقى فقصر رشاؤه فاستعار من أرشية الحرث فوصل رشاءه فأروى إبله ، فأغار عليه بعض جشم النعمان فاطردوا إبله ، فصاح عياض يا « حار » يا جاراه فقال له الحرث :
و متى كنت جارك ؟ قال : وصلت رشائي برشائك فسقيت إبلي و أغير عليها ،
أ فلا تشدّ ما و هى من أديمك ؟ يريد أن الحارث قتل خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأسود ابن المنذر فقال الحرث : هل تعدون الحلبة إلى نفسي ؟
فأرسلها مثلا أي : إنّك لا تهلك إلاّ نفسي إن قتلتها فتدبّر النعمان كلمته فردّ على عياض أهله و ماله ، و قال الفرزدق في ذلك ، يضرب مثلا لسليمان بن
-----------
( 1 ) التوبة : 119 .
-----------
( 2 ) المائدة : 119 .
-----------
( 3 ) التنبيه و الاشراف : 209 .
[ 193 ]
عبد الملك حين وفى ليزيد ابن المهلب :
لعمري لقد أوفى و زاد وفاؤه
على كل حال جار آل المهلّب
كما كان أوفى إذ ينادي ابن ديهث
و صرمته كالمغنم المتنهّب
فقام أبو ليلى إليه ابن ظالم
و كان متى ما يسلل السيف يضرب 1
و يقال « أوفى من الحرث بن عبادة » أسر عدي بن ربيعة في يوم قضة و لم يعرفه ، فقال له : دلّني على عديّ . فقال له : إن أنا دللتك عليه تؤمنني ؟ قال :
نعم . فقال : أنا عديّ ، فخلاّه و قال :
لهف نفسي على عديّ و قد
أشعب للموت و أحتوته اليدان 2
« و أوفى من السموأل » إستودعه امرؤ القيس لما أراد الخروج إلى قيصر دروعا ، فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام ، فتحرز منه السموأل فأخذ الملك ابنا له و كان خارجا من الحصن فصاح به : هذا ابنك في يدي و امرؤ القيس ابن عمي و من عشيرتي ، فإن دفعت إليّ الدروع و إلاّ ذبحت ابنك . قال : أجّلني . فأجّله ، فجمع أهل بيته و نساءه فشاورهم فكل أشار إليه أن يدفع الدروع و يستنقذ ابنه ، فأشرف عليه و قال : ليس إلى دفع الدروع سبيل ، فاصنع ما أنت صانع ، فذبح الملك ابنه و هو مشرف ينظر إليه ، ثم انصرف الملك بالخيبة فوافى السموأل بالدروع الموسم فدفعها إلى ورثة امرىء القيس و قال :
-----------
( 1 ) مجمع الأمثال للميداني 2 : 376 377 .
-----------
( 2 ) مجمع الأمثال للميداني 2 : 378 .
[ 194 ]
وفيت بأدرع الكندي إنّي
إذا ما خان أقوام وفيت
و قالوا إنه كنز رغيب
و لا و اللّه أغدر ما مشيت
بنى لي عاديا حصنا حصينا
و بئرا كلما شئت استقيت 1
« عاديا » : جدّه .
« أوفى من عوف بن محلم و ابنته خماعة » غزا مروان القرظ سمّي بالقرظ لأنه كان يغزو اليمن و هي منابت القرظ بكر بن وائل فقصوا أثر جيشه فأسره رجل منهم و هو لا يعرفه ، فأتى به امه فقالت له : إنك لتختال بأسيرك كأنك جئت بمروان القرظ . فقال لها مروان : و ما ترتجين من فدائه ؟ قالت : مئة بعير . قال : ذلك لك على أن تؤديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم ، و كان السبب في ذلك أن خماعة كانت امرأة ليث بن مالك ، و لما مات ليث أخذت بنو عبس ماله و أهله ، و كان الذي أصاب أهله خماعة عمرو بن قارب و ذؤاب بن أسماء ، فسألها مروان القرظ من أنت ؟ قالت : خماعة بنت عوف ، فانتزعها من عمرو و ذؤاب لأنه كان رئيس القوم و قال لها : غطي وجهك حتى أردّك إلى أبيك ، و قيل : اشتراها منهما بمئة من الإبل ، فحملها إلى عكاظ ، فلما انتهى إلى منازل بني شيبان قالت : هذه منازل قومي و هذه قبة أبي . قال : فانطلقي إلى أبيك ، و قال :
رددت على عوف خماعة بعد ما
خلاها ذؤاب غير خلوة خاطب
فمضت به إلى خماعة و كان عمرو بن هند وجد على مروان في أمر فآلى أن لا يعفو عنه حتى يضع يده في يده ، فبعث عمرو إلى عوف أن يأتيه به ،
فقال : قد أجارته ابنتي و ليس إليه سبيل . فقال عمرو : قد آليت كذا و كذا . فقال
-----------
( 1 ) مجمع الأمثال للميداني 2 : 374 .
[ 195 ]
عوف : يضع يده في يدك على أن تكون يدي بينهما ، فأجابه عمرو إلى ذلك 1 .
« و لا أعلم جنة أوقى منه » الجنة بالضم ما يوقيك عن الأسلحة .
قال الخوئي في الأثر : ان النعمان بن المنذر قد جعل له يومين يوم بؤس من صادفه فيه قتله ، و يوم نعيم من لقيه فيه أحسن إليه و أغناه ، و كان رجل من طي قد خرج ليطلب الرزق لأولاده ، فصادفه النعمان في يوم بؤسه ، فعلم الطائي أنه مقتول فقال : حيّا اللّه الملك إن لي صبية صغارا و لم يتفاوت الحال بين قتلي أول النهار و آخره ، فإن رأى الملك أن أوصل إليهم هذا القوت و أوصي بهم أهل المروة من الحي ثم أعود . فقال النعمان : فإن يضمنك رجل إن لم ترجع قتلناه ، و كان شريك بن عدي نديم النعمان . فقال : أنا أضمنه ،
فمضى الطائي مسرعا و صار النعمان يقول لشريك : جاء وقتك فتأهّب للقتل .
فقال : ليس عليّ سبيل حتى يأتي المساء ، فلما قرب المساء قال : تأهّب . قال : هذا شخص قد لاح مقبلا ، فلمّا قرب إذا هو الطائي قد اشتد في عدوه . و قال : خشيت أن ينقضي النهار قبل وصولي ، مر بأمرك أيها الملك . فأطرق النعمان ثم رفع رأسه فقال : ما رأيت أعجب منكما ، أما أنت يا طائي فما تركت في الوفاء مقاما لأحد يفتخر به ، و أمّا أنت يا شريك ، فما تركت لكريم سماحة يذكر بها في الكرماء ، فلا أكون أنا ألأم الثلاثة ، ألا و إني رفعت يوم بؤسي عن الناس بوفاء الطائي و كرم شريك 2 .
قلت : و في ( الطبري ) في وقائع ( 58 ) حبس ابن زياد فيمن حبس مرداس بن اديه ، فكان السجّان يرى عبادته و اجتهاده و كان يأذن له في الليل فينصرف ،
فإذا طلع الفجر أتاه حتى يدخل السجن ، و كان صديق لمرداس يسامر ابن
-----------
( 1 ) مجمع الأمثال للميداني 2 : 375 376 .
-----------
( 2 ) شرح الخوئي 2 : 49 .
[ 196 ]
زياد ، فذكر ابن زياد ليلة الخوارج ، فعزم على قتلهم إذا أصبح فانطلق صديق مرداس إلى منزل مرداس ، فأخبرهم و قال : أرسلوا إليه في السجن فليعهد فإنه مقتول فسمع ذلك مرداس و بلغ الخبر صاحب السجن ، فبات بليلة سوء إشفاقا من أن يعلم الخبر مرداس فلا يرجع ، فلما كان الوقت الذي كان يرجع فيه إذا به قد طلع فقال له السجان : هل بلغك ما عزم عليه الأمير ؟ قال : نعم . قال : ثم غدوت ؟ قال : نعم و لم يكن جزاؤك مع احسانك أن تعاقب بسببي ، و أصبح عبيد اللّه فجعل يقتل الخوارج ثم دعا بمرداس ، فلما حضر وثب السجّان و كان ظئرا لعبيد اللّه فأخذ بقدمه ثم قال : هب لي هذا . و قصّ عليه قصته ،
فوهبه له و أطلقه 1 .
« و لا يغدر » هكذا في ( المصرية ) 2 و الصواب : ( و ما يعذر ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) 3 .
« من علم كيف المرجع » أي : كيف مرجع الغادر في الدنيا من الخزي و في الاخرة من العقاب ، أما خزي الدنيا ففي ( وزراء الجهشياري ) : لما قوي أمر بني العباس قال مروان بن محمد لعبد الحميد كاتبه : إنّا نجد في الكتب أنّ هذا الأمر زائل عنّا لا محالة ، و سيضطر إليك هؤلاء يعني بني العباس فصر إليهم فإنّي أرجو أن تتمكن منهم فتنفعني في مخلفي و في كثير من أسبابي . فقال له :
و كيف لي بأن يعلم الناس أنّ هذا عن رأيك و كلهم يقول إني غدرت و سرت إلى عدوك ، و الذي أمرتني به أنفع الأمرين لك و أقبحهما لي ، و أنشد :
أسرّ وفاء ثم أظهر غدرة
فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره 4
-----------
( 1 ) تاريخ الطبري 5 : 313 ، نقله المصنف بتصرف .
-----------
( 2 ) نهج البلاغة 1 : 88 ، من الخطبة 41 .
-----------
( 3 ) شرح ابن أبي الحديد 2 : 312 ، ابن ميثم ( الطبع الحجري ) 2 : 158 ، هكذا في السطر الخامس .
-----------
( 4 ) الوزراء و الكتاب للجهشياري : 51 .
[ 197 ]
و في ( أمثال الكرماني ) : نزل أنيس بن مرداس السلمي في صرم من بني سليم بعتيبة بن الحارث ، فشدّ على أموالهم فأخذها و ربط رجالها حتى افتدوا ،
فقال العباس بن مرداس أخوه :
كثر الضجاج و ما سمعت بغادر
كعتيبة بن الحارث بن شهاب
جللت حنظلة الدناءة كلها
و دنست آخر هذه الأحقاب 1
و أما عقاب الآخرة ففي ( الكافي ) قال أمير المؤمنين عليه السّلام : لو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ألا إنّ كلّ غدرة فجرة و كلّ فجرة كفرة ، ألا و ان الغدر و الفجور و الخيانة في النار 2 . و زاد النهج : و لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة 3 .
و عن ( غارات الثقفي ) : ذكر المغيرة بن شعبة عند عليّ عليه السّلام فقال : و ما المغيرة ؟ إنما كان إسلامه لفجرة و غدرة بنفر من قومه ، فهرب ، فأتى النبيّّ صلّى اللّه عليه و آله كالعائذ بالإسلام ، و اللّه مارئي عليه منذ ادّعى الإسلام خضوع و لا خشوع 4 .
و في ( النهج ) قال عليه السّلام في مروان لما أخذ أسيرا و كلّمه الحسنان عليهما السّلام في أن يبايعه : لا حاجة لي في بيعته إنّها كفّ يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته ،
أما إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه ، و هو أبو الأكبش الأربعة ، و ستلقى الامة منه و من ولده يوما أحمر 5 .
و فيه أيضا قال عليه السّلام للأشعث : و ان امرأ دلّ على قومه السيف ، و ساق إليهم
-----------
( 1 ) مجمع الأمثال للكرماني : 440 .
-----------
( 2 ) الكافي للكليني 2 : 338 ، 6 .
-----------
( 3 ) نهج البلاغة 2 : 206 ، من الخطبة رقم 200 .
-----------
( 4 ) الغارات للثقفي 2 : 516 ، و فيه : خضوعا و لا خشوعا ( بالنصب ) .
-----------
( 5 ) نهج البلاغة 1 : 120 ، الخطبة رقم 73 .
[ 198 ]
الحتف ، لحريّ أن يمقته الأقرب ، و لا يأمنه الأبعد .
قال الرضي : و كان قومه بعد ذلك يسمّونه « عرف النار » ، و هو اسم للغادر عندهم 1 .
« و لقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا » عن عمرو بن العلاء كانت بنو سعد بن تميم أغدر العرب ، و كانوا يسمّون الغدر في الجاهلية كيسان فقيل فيهم :
إذا كنت في سعد و خالك منهم
غريبا فلا يغررك خالك من سعد
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم
إلى الغدر أولى من شبابهم المرد 2
و قال الأخطل في نابغة بني جعدة :
قبيلة يرون الغدر مجدا
و لا يدرون ما نقل الجفان
قالوا : أشار إلى قتل ورد و الرقاد الجعديين لشراحيل الجعفي غدرا ،
و قال آخر :
إذا أشرف المعجان ركب بدت له
بيوت بني ورد مجاورها الغدر
و في ( مقاتل أبي الفرج ) : قال أبو إسحاق : سمعت معاوية بالنخيلة يقول :
ألا إنّ كلّ شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين . قال أبو إسحاق :
و كان و اللّه غدّارا 3 .
هذا ، و في ( عيون ابن بابويه ) عن محمد بن يحيى الصولي : إن العباس بن الأحنف خال جدّه قال في جدّته لأبيه المسمّاة بغدر :
-----------
( 1 ) نهج البلاغة 1 : 52 و 53 ، من الخطبة 19 ، و لم يكن فيه كلام السيد الرضي رضى اللّه عنه ، و وجدناه في نهج البلاغة بتحقيق الدكتور صبحي الصالح : 62 .
-----------
( 2 ) لسان العرب 12 : 201 ، بتحقيق علي شيري .
-----------
( 3 ) مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني : 45 .
[ 199 ]
يا غدر زيّن باسمك الغدر 1
« و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ، ما لهم قاتلهم اللّه قد يرى الحوّل القلّب » الحوّل بتشديد الواو : البصير بتحويل الامور .
« وجه الحيلة و دونه مانع من أمر اللّه و نهيه فيدعها ، رأي عين بعد القدرة عليها و ينتهز » أي : يغتنم .
« فرصتها من لا حريجة » اسم مصدر لقولهم « تحرّج فلان » إذا فعل فعلا يخرج به من الحرج ، أي : الإثم و الحرام .
« له في الدين » في زيارته عليه السّلام الغديرية « و كم من أمر صدّك عن إمضاء عزمك فيه التّقى ، و اتبع غيرك في مثله الهوى ، فظن الجاهلون أنك عجزت عمّا إليه انتهى ، ضلّ و اللّه الظانّ لذلك و ما اهتدى ، و لقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم و امترى ، بقولك صلّى اللّه عليك « قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة و دونه حاجز من تقوى اللّه فيدعها رأي عين و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين » صدقت ، و خسر المبطلون 2 .