من الخطبة ( 137 ) منها :
فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ اَلْعُوذِ اَلْمَطَافِيلِ عَلَى أَوْلاَدِهَا تَقُولُونَ اَلْبَيْعَةَ اَلْبَيْعَةَ قَبَضْتُ يَدِي فَبَسَطْتُمُوهَا وَ نَازَعْتُكُمْ يَدِي فَجَذَبْتُمُوهَا اَللَّهُمَّ إِنَّهُمَا قَطَعَانِي وَ ظَلَمَانِي وَ نَكَثَا بَيْعَتِي وَ أَلَّبَا اَلنَّاسَ عَلَيَّ فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا وَ لاَ تُحْكِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا وَ أَرِهِمَا اَلْمَسَاءَةَ فِيمَا أَمَّلاَ وَ عَمِلاَ وَ لَقَدِ اِسْتَثَبْتُهُمَا قَبْلَ اَلْقِتَالِ وَ اِسْتَأْنَيْتُ بِهِمَا أَمَامَ اَلْوِقَاعِ فَغَمَطَا اَلنِّعْمَةَ وَ رَدَّا اَلْعَافِيَةَ
-----------
( 1 ) لسان العرب 15 : 48 مادة ( هدج ) .
-----------
( 2 ) نهج البلاغة 2 : 250 .
-----------
( 3 ) شرح ابن أبي الحديد 13 : 3 .
-----------
( 4 ) في شرح ابن ميثم 4 : 99 « إليها » أيضا .
-----------
( 5 ) الصحاح 1 : 213 ، مادة : ( كعب ) .
[ 521 ]
قول المصنف « منها » هكذا في جميع النسخ 1 ، و الظاهر أنّ المصنف توهم أنّه قال في أوّل عنوانه : ( و من خطبة له عليه السّلام ) مع أنّه قال : ( و من كلام له عليه السّلام ) .
قوله عليه السّلام « فأقبلتم إليّ إقبال العوذ المطافيل على أولادها » نظير قوله عليه السّلام في سابقه : ( فتداكوا عليّ تداك الإبل الهيم يوم ورودها ، قد أرسلها راعيها و خلعت مثانيها ) 2 ، شبّه ثمّة شوق الناس في بيعته بإبل عطاش مخلاة السرب ، مطلقة العنان يوم سقيها ، كيف ترد الماء ، و شبّهه هنا بإبل معها أطفالها و هي قريبة العهد بالنتاج ، كيف تقبل على ولدها .
و قال ابن أبي الحديد : ( العوذ ) : إذا ولدت عن قريب و ( المطافيل ) : التي زال عنها اسم العياذ و معها طفلها ، و قد تسمى المطافيل عوذا إلى أن يبعد العهد بالنتاج مجازا ، و على هذا قال عليه السّلام : ( العوذ المطافيل ) و إلاّ فالاسمان لا يجتمعان حقيقة 3 .
قلت : ما ذكره غلط ، كيف لا يجتمع الاسمان ( العوذ ) و ( المطافيل ) و قد قال في ( الجمهرة ) : و العوذ المطافيل من الإبل الحديثات العهد بالنتاج التي معها أولادها ، و الظباء المطافيل التي معها أولادها و هي قريبة عهد بالنتاج 4 .
و كيف لا يجتمعان و قد أكثر الشعراء من الجمع بينهما قال الأعشى :
الواهب المائة الهجان و عبدها
عوذا تزجّي خلفها أطفالها 5
و قال الأخطل يصف سحابا :
-----------
( 1 ) نهج البلاغة 2 : 28 ، و لكن في شرح ابن ميثم 3 : 166 ، و شرح ابن أبي الحديد 9 : 38 : منه .
-----------
( 2 ) نهج البلاغة 1 : 99 ، الخطبة 54 .
-----------
( 3 ) شرح ابن أبي الحديد 9 : 38 .
-----------
( 4 ) جمهرة اللغة 2 : 920 ، مادة : ( طفل ) .
-----------
( 5 ) جمهرة اللغة : و قال في هامشه : البيت للأعشى في ديوانه : 29 ، و قد استشهد به سيبويه 1 : 94 على عطف « عبدها » على « المائة » و هو مضاف إلى غير الألف و اللام .
[ 522 ]
إذا زعزعته الريح جرّ ذيوله
كما رجّعت عوذ ثقال تطفّل 1
و قال أبو ذؤيب في وصف تكلّم امرأة :
و إنّ حديثا منك لو تبذلينه
جني النحل في ألبان عوذ مطافل
مطافيل أبكار حديث نتاجها
تشاب بماء مثل ماء المفاصل 2
و الأصل في وهمه قول ( الصحاح ) في ( عوذ ) : العوذ : الحديثات النتاج من الظباء و الإبل و الخيل ، واحدتها عائذ ، مثل حائل و حول ، تقول : هي عائذ بينة العوذة و ذلك إذا ولدت عشرة أيّام أو خمسة عشر يوما ، ثم هي مطفل بعد . . . 3 .
فإن حمل على أنّ مراده أنّ المطفل أعم ، و إلاّ فهو غلط منه ، و كيف لا ،
و قد قال نفسه في ( طفل ) : و الطفل : الظبي معها طفلها و هي قريبة عهد بالنتاج ،
و كذلك الناق ، ة و الجمع مطافل و مطافيل . ثم استشهد ببيتي أبي ذؤيب المتقدمين 4 .
« تقولون البيعة البيعة » أي : ليس لنا همّ إلاّ ببيعتك و لا نرضى إلاّ بيعتك .
« قبضت يدي » هكذا في ( المصرية ) 5 ، و الصواب : ( كفّي ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) 6 و ( الخطيّة ) .
« فبسطتموها » روى ( مقاتل أبي الفرج ) بأسانيد في جعل المأمون الرضا عليه السّلام وليّ عهده : أنّ المأمون أمر ابنه العبّاس فبايعه أول الناس ، فرفع الرضا عليه السّلام يده فتلقى بظهرها وجه نفسه و بطنها وجوههم ، فقال له المأمون :
-----------
( 1 ) لسان العرب 8 : 175 ، مادة : ( طفل ) .
-----------
( 2 ) أوردهما الجوهري في الصحاح 5 : 1751 ، مادة : ( طفل ) .
-----------
( 3 ) الصحاح 2 : 567 ، مادة : ( عوذ ) .
-----------
( 4 ) الصحاح 5 : 1751 ، مادة : ( طفل ) .
-----------
( 5 ) نهج البلاغة 2 : 28 .
-----------
( 6 ) كذا في شرح ابن أبي الحديد 9 : 38 ، و لكن في شرح ابن ميثم 3 : 166 « يدي » أيضا .
[ 523 ]
ابسط يدك للبيعة . فقال عليه السّلام : إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هكذا كان يبايع . فبايعه الناس . . . 1 .
« و نازعتكم يدي فجذبتموها » هكذا في ( المصرية ) 2 ، و الصواب :
( فجاذبتموها ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) 3 و ( الخطية ) .
في ( خلفاء القتيبي ) : قال أبو ثور : كنت فيمن حاصر عثمان ، فكنت آخذ سلاحي و أضعه و عليّ عليه السّلام ينظر اليّ ، لا يأمرني و لا ينهاني ، فلمّا كانت البيعة له خرجت في أثره و الناس حوله يبايعونه ، فدخل حايطا من حيطان بني مازن فألجأوه إلى نخلة و حايلوا بيني و بينه ، فنظرت إليهم و قد أخذت أيدي الناس ذراعه يختلف أيديهم على يده . . . 4 .
ثم قوله عليه السّلام هنا : « قبضت كفّي . . . » كقوله عليه السّلام في سابقه : « و بسطتم يدي فكففتها . . . » 5 دال على قول الامامية : إنّ الإمامة بالنص من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، لا ببيعة الناس « و إنّ الإمام كالكعبة يؤتى و لا يأتي » 6 ، فلم يكن هو عليه السّلام و لا المعصومون من عترته يكترثون ببيعة الناس لهم ، و إنّما كانوا يدعون الناس أحيانا إلى أنفسهم إتماما للحجّة ، فهو عليه السّلام بعد قتل عثمان يمدّ الناس يده لأن يبايعوه فيقبضها ، كما أنّه عليه السّلام يوم الشورى يعرض ابن عوف عليه البيعة بشرط العمل بسنّة الشيخين ، فيطوي الكشح عنها ، دلالة على بطلان أمرهم و كان الحسين عليه السّلام يقول لمن تبعه : قد رفعت بيعتي عن أعناقكم . و كان الرضا عليه السّلام لم يقبل ولاية عهد المأمون حتى أكرهه .
ففي ( مقاتل أبي الفرج ) : أنّ المأمون قال للفضل بن سهل و أخيه : إنّي
-----------
( 1 ) مقاتل الطالبيين : 376 .
-----------
( 2 ) نهج البلاغة 2 : 28 .
-----------
( 3 ) كذا في شرح ابن أبي الحديد 9 : 38 ، و لكن في شرح ابن ميثم 3 : 166 « فجذبتموها » أيضا .
-----------
( 4 ) الإمامة و السياسة لابن قتيبة 1 : 46 47 .
-----------
( 5 ) نهج البلاغة 2 : 249 ، الخطبة 229 .
-----------
( 6 ) كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر : 248 .
[ 524 ]
عاهدت اللّه إن ظفرت بالمخلوع أن اخرجها إلى أفضل آل أبي طالب ، و ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل ، فأرسلهما إليه عليه السّلام في ذلك فأبى ، فأحضره المأمون و قال له كالمتهدّد : إنّ عمر جعل الشورى في ستّة أحدهم جدّك ، و قال :
من خالف فاضربوا عنقه ، و لا بد من قبول ذلك . . . 1 .
و في ( الطبري ) : أنّ الرضا عليه السّلام أخبر المأمون بخلع أهل بغداد له ،
و بيعتهم لعمّه ابن شكله و إن كان الفضل ستر ذلك عنه و قال عليه السّلام : لأنّ الناس ينقمون منك مكانه ، و مكان أخيه منك ، و مكان بيعتك لي من بعدك 2 .
و في ( صفّين نصر ) : أنّ عليّا عليه السّلام كتب إلى معاوية : و اعلم أنّ هذا الأمر لو كان إلى الناس أو بأيديهم لحسدونا و لامتنوا به علينا ، و لكنّه قضاء ممّن امتن به علينا على لسان نبيّه الصادق المصدّق ، لا أفلح من شك بعد العرفان و البيّنة ،
اللهمّ احكم بيننا و بين عدوّنا 3 .
« اللهم إنّهما » أي : طلحة و الزبير .
« قطعاني و ظلماني و نكثا بيعتي و الّبا » أي : حرّضا .
« الناس عليّ فاحلل ما عقدا و لا تحكم لهما ما أبرما » أي : أحكما .
« و أرهما المساءة فيما أمّلا و عملا » روى أبو مخنف في ( جمله ) : أنّه لمّا رجعت رسل علي عليه السّلام من عند طلحة و الزبير و عايشة يؤذنونه بالحرب ، قام فقال : اللهمّ إنّ طلحة نكث بيعتي ، و ألّب على عثمان حتّى قتله ، ثم عضهني و رماني ، اللهمّ فلا تمهله . اللهمّ إنّ الزبير قطع رحمي و نكث بيعتي و ظاهر عليّ عدوّي ، فاكفنيه اليوم بما شئت 4 .
-----------
( 1 ) مقاتل الطالبيين : 375 .
-----------
( 2 ) تاريخ الطبري 8 : 555 ، سنة 201 .
-----------
( 3 ) وقعة صفّين لنصر بن مزاحم : 109 110 .
-----------
( 4 ) نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 305 306 .
[ 525 ]
و روى المدائني عن عبد اللّه بن جنادة ، قال : قدمت من الحجاز اريد العراق في أوّل إمارة علي عليه السّلام ، فمررت بمكّة فاعتمرت ، ثم قدمت المدينة فدخلت مسجد النبيّ إذ نودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس و خرج علي عليه السّلام متقلّدا سيفه ، فشخصت الأبصار نحوه ، فحمد اللّه و صلّى على رسوله ، ثم قال :
أمّا بعد ، فإنّ اللّه تعالى لمّا قبض نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، قلنا : نحن أهله و ورثته و عترته و أولياؤه دون الناس ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، و لا يطمع في حقّنا طامع ، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، فصارت الإمرة لغيرنا و صرنا سوقة ، يطمع فينا الضعيف ، و يتعزّز علينا الذليل ، فبكت الأعين منّا لذلك ،
و خشنت الصدور و جزعت النفوس .
و ايم اللّه لو لا مخافة فرقة المسلمين ، و أن يعود الكفر و يبور الدين ، لكنّا على غير ما كنّا لهم ، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا ، ثم استخرجتموني من بيتي فبايعتموني على شنآن منّي لأمركم ، و فراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم ، و بايعني هذان الرجلان في أوّل من بايع تعلمون ذلك و قد نكثا و غدرا و نهضا إلى البصرة بعايشة ، ليفرّقا جماعتكم و يلقيا بأسكم بينكم ،
اللّهمّ فخذهما بما عملا أخذة رابية ، و لا تنعش لهما صرعة و لا تقلّهما عثرة و لا تمهلهما فواقا ، فإنّهما يطلبان حقّا تركاه ، و دما سفكاه ، اللهمّ إنّي اقتضيك وعدك ، فإنّك قلت و قولك الحق : . . . ثمّ بغي عليه لينصرنّه اللّه . . . 1 ، اللهمّ فأنجز لي موعدي ، و لا تكلني إلى نفسي إنّك على كلّ شيء قدير 2 .
قال ابن أبي الحديد : دعاؤه عليه السّلام على طلحة و الزبير بإراءتهما المساءة ،
استجيب الاّ انّه مساءة الدّنيا لا الآخرة ، فانّ اللّه وعدهما على لسان نبيّه بالجنّة
-----------
( 1 ) الحج : 60 .
-----------
( 2 ) نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 307 308 .
[ 526 ]
بالتوبة التي نقلت عنهما ، و لولاها لكانا من الهالكين 1 .
قلت : أمّا قوله ( إنّ اللّه وعدهما على لسان نبيّه بالجنّة ) فسبحانك هذا بهتان عظيم ، إن كان خبرهم في العشرة المبشّرة حقّا ، كان الإسلام باطلا ،
فمن العشرة طلحة و الزبير و ابن عوف و عثمان ، و كل من الأولين يشهد على الأخير بالنفاق و الكفر ، و الأخير يشهد على كلّ من الأولين كذلك ، كما إنّ طلحة و الزبير قتلا آلافا من المسلمين بغير حق ، و أفسدا في الأرض فسادا أثره باق إلى آخر الدّهر ، و قاتلا من هو نفس النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بصريح التنزيل ، و لم يندما عن فعلهما حتّى قتلا و إنّما ترك الزبير قتاله عليه السّلام ، و لو كان تاب للحقّ به عليه السّلام ، كما تاب الحرّ الرياحي من قتاله مع الحسين عليه السّلام ، كما إنّ طلحة إنّما نقل عنه أنّه لمّا أصابه السهم قال : « اللهمّ خذ منّي لعثمان » 2 ، فإن صح النقل فقد تاب عن قتله عثمان ، لا عن قتاله أمير المؤمنين .
« و لقد استثبتهما » من ثاب يثوب ، أي : طلب منهما الرجوع ، و يروى ( و لقد استتبتهما ) 3 .
« قبل القتال و استأنيت » أي : ترفقت و انتظرت .
« بهما أمام الوقاع » أي : الحرب .
« فغمطا » بالكسر و الفتح ، أي : حقرا .
« النعمة و ردّا العافية » في ( المروج ) : بعث علي عليه السّلام من يناشدهم اللّه في الدماء ، فأبوا إلاّ الحرب ، فبعث رجلا من أصحابه يقال له مسلم ، معه مصحف يدعوهم إلى اللّه فرموه بسهم فقتلوه ، فحمل إليه عليه السّلام . و قالت امّ مسلم :
يا ربّ إنّ مسلما أتاهم
يتلو كتاب اللّه لا يخشاهم
-----------
( 1 ) شرح ابن أبي الحديد
-----------
( 2 ) طبقات ابن سعد 3 : 222 223 ، تاريخ المدينة المنوّرة 4 : 1169 1170 .
-----------
( 3 ) نهج البلاغة 2 : 28 .
[ 527 ]
فخضّبوا من دمه لحاهم
و امّه قائمة تراهم 1
و حمل عليه السّلام و حمل معه الناس ، فما كان القوم إلاّ . . . كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف . . . 2 .
و كما استثابهما في البصرة قبل القتال ، استثابهما قبل الخروج من المدينة فرووا و قد نقله ابن أبي الحديد عند قوله عليه السّلام ( يزعم انه قد بايع بيده ) 3 : أنّ معاوية كتب إلى الزبير : « إنّي قد بايعت لك أهل الشام فأجابوا ،
فدونك الكوفة و البصرة لا يسبقك إليهما ابن أبي طالب ، و قد بايعت لطلحة من بعدك ، فادعوا الناس إلى الطلب بدم عثمان » . فأقرأ الزبير الكتاب طلحة فأجمعا على نقض البيعة ، فدخلا عليه عليه السّلام فاستأذناه في العمرة ، فقال : ما العمرة تريدان فحلفا ما يريدان غيرها . فقال لهما : إنّما تريدان الغدرة و نكث البيعة ،
فحلفا لا يريدان النكث . فقال لهما : فأعيدا البيعة ثانية . فأعاداها بأشدّ ما يكون من الأيمان و المواثيق ، فاذن لهما فلمّا خرجا قال عليه السّلام : و اللّه لا ترونهما إلاّ في فئة يقتتلان فيها . فقالوا : فمر بردهما عليك . فقال عليه السّلام : . . . ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا . . . 4 أما و اللّه لقد علمت أنّهما سيقتلان أنفسهما أخبث مقتل ، و يأتيان من وردا عليه بأشأم يوم ، و لقد أتياني بوجهي فاجرين و رجعا بوجهي غادرين ناكثين ، و اللّه لا يلقياني بعد اليوم إلاّ في كتيبة خشناء ، يقتلان فيها نفسهما ، فبعدا لهما و سحقا 5 .
-----------
( 1 ) مروج الذهب للمسعودي 2 : 370 ، أنساب الأشراف للبلاذري 2 : 241 .
-----------
( 2 ) مروج الذهب للمسعودي 2 : 375 ، و الآية 18 من سورة إبراهيم .
-----------
( 3 ) نهج البلاغة 1 : 38 ، الخطبة 8 .
-----------
( 4 ) الأنفال : 42 .
-----------
( 5 ) شرح ابن أبي الحديد 1 : 231 233 ، و النقل بتلخيص .
[ 528 ]