7

الحكمة ( 268 ) و قال عليه السلام :

أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا أقول : كون هذا كلامه عليه السلام رواه أبو هلال العسكري أيضا في ( أمثاله ) جاعلا ذلك مثلا له عليه السلام 1 ، لكن الخطيب في ( تاريخه ) في علي بن زكريا رواه عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله 2 ، و أمّا ( أمالي الشيخ ) فرواه فيما رواه عن أبي المفضل عنه عليه السلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، و رواه فيما رواه عن الغضائري عن زيد بن علي عن أبيه هكذا : قال : قال علي عليه السلام : لا يكن حبّك كلفا و لا يغضك تلفا ، أحبب حبيبك هونا ما و ابغض بغيضك هونا ما 3 .

رواه في ( مجلسه ) في 13 من شهر رمضان ، فيمكن أن يكون لفظ العنوان للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و لفظ الأخير له عليه السلام :

و عن الصادق عليه السلام : لا تطلع صديقك من سرّك إلاّ على ما لو اطلّع عليه عدوّك ما يضرّك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّا يوما ما 4 .

و في ( ديوان أبي الأسود ) : قال أبو الأسود لابنه و كان له صديق من باهلة يكثر زيارته و غشيانه :

أحبب اذا أحببت حبّا مقاربا
فانّك لا تدري متى أنت نازع

و ابغض اذا أبغضت غير مباعد
فانّك لا تدري متى أنت راجع

-----------
( 1 ) الأمثال ، لأبي هلال العسكري : 132 .

-----------
( 2 ) التاريخ للخطيب 11 : 428 .

-----------
( 3 ) الأمالي للشيخ : 703 ح رقم ( 1505 ) .

-----------
( 4 ) بحار الأنوار 74 : 177 ح 15 باب 11 .

[ 432 ]

و كن معدنا للحلم و اصفح عن الخنى
فانّك راء ما حييت و سامع

1 .

و قال النمر بن تولب :

و احببت حبيبك حبّا رويدا
فليس يعولك ان تصرما

و ابغض بغيضك بغضا رويدا
إذا أنت حاولت أن تحكما

2 أي : تصير حكيما و في ( صداقة التوحيدي ) : قيل لديوجانس : ما الذي ينبغي للرجل أن يتحفّظ منه ؟ قال : من حسد أصدقائه و مكر أعدائه 3 .

و في ( الأغاني ) : قال أبو عبيدة : ما زال بشّار يهجو حمّاد عجرد و لا يرفث في هجائه حتى قال حماد : من كان مثل أبيك يا أعمى أبوه فلا أبا له ، أنت ابن برد مثل برد في النذالة و الرذالة في أبيات ، فلما بلغت بشّارا أطرق طويلا ثم قال : جزى اللّه ابن نهبى خيرا .

فقيل له : علام تجزيه الخير ؟ فقال : و اللّه لقد كنت أردّ على شيطاني أشياء من هجائه إبقاء على المودة و لقد أطلق من لساني ما كان مقيّدا عنه و اهدفني عورة ممكنة منه ، فلم يزل بعد ذلك يذكر أم حمّاد في هجائه حتى ماتت 4 .

و في الطرائف :

احذر عدوّك مرة
و احذر صديقك ألف مرّة

فلربما انقلب الصديق
فكان أخبر بالمضرّة

5 و قيل :

تحذر من صديقك كلّ يوم
و بالأسرار لا تركن إليه

-----------
( 1 ) ديوان أبي الأسود الدؤلي : 138 139 .

-----------
( 2 ) الأغاني 22 : 281 .

-----------
( 3 ) الصداقة للتوحيدي : 70 .

-----------
( 4 ) الأغاني 14 : 327 .

-----------
( 5 ) الظرائف : 78 ، و ذكره ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 16 : 39 .

[ 433 ]

سلمت من العدو فما دهاني
سوى من كان معتمدي عليه

1 و في السير ان معاوية لما الحق زيادا به و ولاّه البصرة بعد ان كان و اليها من قبل أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر و قال : قد رحلت عنكم و أنا أعرف صديقي من عدوّي ثم قدمت عليكم و قد صار العدوّ صديقا مناصحا و الصديق عدوّا مكاشحا ، فليشتمل كلّ امرى‏ء على ما في صدره و لا يكونن لسانه شفرة تجري على أوداجه ، و ليعلم أحدكم إذا خلا بنفسه انّي قد حملت سيفي بيدي فان أشهره لم أغمده ثم نزل .