الصفحة 50
[240] على قدْرِ أهلِ العزم تأتي العزائمُ وتــأتي عــلى قـدرِ الكرام المكارمُ قال علي (ع): (قدر الرجل على قدر همّته)(1). [241] علّلْ برفقك من لقيتَ من الورى إِنّ الــعليل شــفاؤُهُ تعلــيلـه قال علي (ع): (من رفق لمصاحبه وافقه)(2). [242] عليك بالصِّدقِ ولو أنّه أحرقَكَ الصِّدقُ بنار الوعيد قال علي (ع): (علامة الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك)(3). [243] عن المرءِ لا تسألْ وسَلْ عن قرينهِ فـــكلُّ قرينٍ بالــمقارنِ يقتـدي قال علي (ع): (احذر مصاحبة كلّ من يقبل رأيه وينكر عمله, فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه)(4). [244] عيُّ المحبِّ لدى الحبيبِ بلاغةٌ ولربــّما قتلَ البلــيغَ لسانُه قال علي (ع): (ربّ سكوتٍ أبلغ من كلام)(5). ـــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة, ح: 47. (2) الغرر: 5 / 399. (3) شرح نهج البلاغة: 20 / 175. (4) الغرر: 2 / 276. (5) نفسه: 4 / 69. الصفحة 51
[245] غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصــنتها عن رخيص القدر مبتذلِ قال علي (ع): (أفضل الحكمة معرفة الإنسان نفسه ووقوفه عند قدره)(1). [246] غايةُ الوردِ في الرِّياضِ ذبولٌ كــُنْ حليماً واســبقْ إليه الذبولا قال علي (ع): (السِّلم ثمرة الحلم)(2). [247] غايظْ صديقَك تكشفْ عن ضمائرِهِ وتهــتكِ السِّتر عن محــجوب أسرارِ قال علي (ع): (قدّم الاختبار في اتخاذ الإخوان، فإنّ الاختبار معمار يفرق بين الأخيار والأشرار)(3). [248] غَضَبُ الكريمِ وإن تأجَّج نارُهُ كدخــانِ عودٍ لــيس فيه سوادُ قال علي (ع): (ظفر الكرام عفوٌ وإحسان)(4). [248] غيري بأكثرِ هذا الناس ينخدعُ إن قـاتلوا جبنوا أو حـدّثوا شجعوا قال علي (ع): لأهل الكوفة: (كلامكم يوهي الصمّ الصِّلاب, وفعلكم ــــــــــــــــــ (1) نفسه: 2 / 419. (2) نفسه: 1 / 227. (3) نفسه: 4 / 516. (4) نفسه: 4 / 273. الصفحة 52
وكلمة حيدي حياد: يقولها الفارّ من القتال. ـــــــــــــــ (1) نهج البلاغ, ط: 29. الصفحة 53
[250] فاسمح بفعلِك بعد قولِك إنّه لا يُحــمدُ الوَســميّ إلاّ بالوليّ الوسميّ: أوّل مطر الربيع, والوليّ: المطر الذي يليه. قال علي (ع): (حسن الأفعال مصداق حسن الأقوال)(1). [251] فاكفُفْ لسانَك إن تعيّر واعْلَـمَنْ أن ليــس يأمـنُ ما يعــيبُ مُعيِّرُ قال علي (ع): (من عيَّر بشيءٍ بلي به)(2). [252] فالخيرُ خيرٌ وخيرٌ منه فاعلُهُ والــشرُّ شرٌّ وشرٌّ منه صانعُه قال علي (ع): (فاعل الخير خير منه, وفاعل الشرّ شرّ منه)(3). [253] فالرِّفقُ يُمنٌ والأناةُ سعادةٌ فتــأنَّ في رفقٍ تنالَ نجاحا قال علي (ع): (الرفق لقاح الصلاح, وعنوان النجاح)(4). [254] فإن قدرت فلا تفعل سوى حَسَنٍ بيــن الأنامِ وجـانبْ كلَّ ما قبحا قال علي (ع): (تجاوز مع القدرة وأحسن مع الدولة تكمل لك السِّيادة)(5). [255] فإنّك إن أعطيتَ بطنَكَ سؤلَه وفـرجك نالا منتهى الذمِّ أجمعا ـــــــــــــــــ (1) الغرر: 3 / 406. (2) نفسه: 5 / 178. (3) شرح نهج البلاغة: 18 / 149. (4) الغرر: 2 / 160. (5) نفسه: 3 / 297. الصفحة 54
قال ابن أبي الحديد: أكل عليّ (ع) قليلاً من تمر دقل ـ وهو أردأ التمر ـ وشرب عليه ماءاً، وأمرّ يده على بطنه وقال: (من أدخله بطنه النار فأبعده الله) (1). [256] فتىً لا تسلبُ القتلى يداه ويسـلبُ عفوُه الأسرى الوثاقا يحدّثنا التاريخ يوم برز عليّ (ع)؛ في حرب الخندق فجندل عمرو بن عبد ودّ العامري ولم يبزّهُ أثوابه. فقال: (وعففتُ عن أثوابه ولو انّنــي كنت المقطّرَ بزّني أثوابي)(2). [257] فخرُ الفتى بجمالِ الخَلق منقصةٌ وإنّمــا بجــمالِ الخُـلق مفخرهُ قال علي (ع): (ينبغي أن يكون التفاخر بعليّ الهمم, والوفاء بالذِّمم)(3). [258] فَخَفْ دعوةَ المظلومِ إنّ دعاءَه ملمٌّ بنـــوريّ الحجاب وخارقُهْ قال علي (ع): (اتّقوا دعوة المظلوم فإنّه يسأل حقّه, والله سبحانه أكرم من أن يسأل حقّاً إلاّ أجاب)(4). [259] فربَّ قائلةٍ بالمزحِ قــاتلةٍ مشؤومةٍ لم يُرد إنماؤُها نَمَتِ قال علي (ع): (لكلّ شيء بذر, وبذر العداوة المزاح)(5). [260] فربَّ أخٍ خليقٍ بالتقالي ومغـتربٍ جديرٍ بالصَّفاءِ قال علي (ع): (ربّ عشيرٍ غير حبيب)(6 [261] فسادٌ كبير: عالمٌ متهتّكُ وأكـبرُ منه جاهلٌ متنسّكُ قال علي (ع): (ما قصم ظهري إلاّ رجلان: عالم متهتّك, وجاهل متنسّك)(7). [262] فشاور العقلَ واتركْ غيرَه هدراً فالـعقلُ خيرُ مشيرٍ ضمّه الوادي قال علي (ع): (استرشد العقل وخالف الهوى تنجح)(8). [263] فصبراً يا بني الأحرار صبرًا فإنّ الدَّهـرَ ذو سعةٍ وضيقِ قال علي (ع): (لنا حقّ فإن أُعطيناه وإلاّ ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السُّرى). ـــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة: 19 / 187. (2) اُنظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري. (3) الغرر: 6 / 447. (4) الغرر: 2 / 160. (5) نفسه: 5 / 24. (6) نفسه: 4 / 71. (7) نفسه: 6 / 98. (8) نفسه: 2 / 246. الصفحة 55
قال ابن أبي الحديد: وصورته أنّ لنا حقّاً إنْ نُعْطَه نأخذه, وإن نُمْنَعه نركب أعجاز الإبل؛ لأنّ راكب أعجاز الإبل يلحقه مشقّة وضرر(1). [264] فَفزْ بعلمٍ تعشْ حيّاً به أبداً النـاسُ موتى وأهلُ العلم أحياءُ قال علي (ع): (العالم حيٌّ بين الموتى)(2). [265] فلا تغررك ألسنةٌ قوالٌ تــقلّبهنّ أفئـدةٌ أعــادي الألسنة القوال: الحسنة القول. قال علي (ع) في وصف المنافق: (المنافق لسانه يسرّ وقلبه يضرّ)(3). [266] فلستُ بمفراحٍ إذا الدَّهر سرّني ولا جــازعٌ من صــرفه المـتقلّبِ المفراح: الكثير الفرح للمذكّر والمؤنّث. قال علي (ع): (ولا تكن عند النعماء بطراً, ولا عند البأساء فشلاً)(4). [267] فليتك تحلو والحياةٌ مريرةٌ وليــتك ترضى والأنامُ غضابُ قال علي (ع): (في رضى الله غاية المطلوب)(5). [268] فما كلّ فعّال يجازى بفعله ولا كــلّ قــوّال لديّ يُجابُ قال علي (ع): (ما كلّ مفتون يُعاتب)(6). قال علي (ع) هذا الكلام لسعد بن أبي وقّاص ومحمّد بن مسلمة وعبدالله بن عمر لمّا امتنعوا من الخروج معه لحرب أصحاب الجمل. [269] فما كلُّ من تهواه يهواك قلبـُهُ ولا كلُّ مـــن صافيته لكَ قد صفا قال علي (ع): (أبعد البعد تنائي القلوب)(7). [270] لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فـؤادُه فلم يبقَ إلاّ صــورةُ اللَّحــم والدّمِ قال علي (ع): (المرء بأصغريه: بقلبه ولسانه, إن قاتل قاتل بجنان, وإن نطق نطق ببيان)(8). ـــــــــــــــــ (1) شرح نهج البلاغة: 18 / 132. (2) الغرر: 2 / 143. (3) نهج البلاغة, ح: 83. (4) نهج البلاغة لصالح: ص 407. (5) الغرر: 4 / 394. (6) شرح نهج البلاغة: 18 / 119. (7) الغرر: 2 / 405. (8) نفسه: 2 / 133. الصفحة 56
[271] فيا ليت الشبابَ يعودُ يوماً فـــأُخبره بما فـعلَ المشيبُ قال علي (ع): (شيئان لا يعرف فضلهما إلاّ من فقدهما: الشباب والعافية)(1). [272] في كلِّ شيءٍ عبرةٌ لمن عَقَلْ قد يسـعدُ المرءُ إذا المرءُ اعتدلْ قال علي (ع): (إنّ في كلّ شيءٍ موعظة وعبرة لذوي الألباب والاعتبار)(2). [273] فيومٌ علينا ويومٌ لنـا ويـومٌ نُساءُ ويومٌ نُسَر قال عليّ (ع) مخاطباً ابن عبّاس: (واعلم بأنّ الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك)(3). ـــــــــــــــــ (1) نفسه: 4 / 183. (2) نفسه: 2 / 507. (3) شرح نهج البلاغة: 18 / 60. |