يا إخوتاه إنّي لست أجهل ما تعلمون ، و لكن كيف لي بقوّة و القوم المجلبون على حدّ شوكتهم ، يملكوننا و لا نملكهم . و ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم ، و التفّت إليهم أعرابكم ، و هم خلالكم يسومونكم ما شاؤا . و هل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه .
إن هذا الأمر أمر جاهليّة . و إنّ لهؤلاء القوم مادّة . إنّ النّاس من هذا الأمر إذا حرّك على أمور : فرقة ترى ما ترون ، و فرقة ترى ما لا ترون ، و فرقة لا ترى هذا و لا ذاك ، فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، و تقع القلوب مواقعها ، و تؤخذ الحقوق مسمحة ،
فاهدأوا عنّي ، و انظروا ماذا يأتيكم به أمري . و لا تفعلوا فعلة تضعضع قوّة ، و تسقط منّة ، و تورث وهنا و ذلّة . و سأمسك الأمر ما استمسك . و إذا لم أجد بدّا فآخر الدّواء الكيّ .
[ 492 ]