للّه خبر مقدم ، و بلاء أو بلاد مبتدأ مؤخر ، و القصد المدح .
[ 330 ]
المعنى :
( للّه بلاء أو بلاد فلان الخ ) . . قيل : المراد بفلان أبي بكر .
و قيل : عمر ، و هو الأشهر ، و أيا كان فإن الناس كانوا سعداء مع رسول اللّه ( ص ) و ما سد فراغه أبو بكر و لا عمر ، و لكن عهدهما كان أفضل من عهد عثمان الذي فتح على أمة محمد ( ص ) باب « القتل و القتال الى يوم القيامة » .
فلا فتنة في عهد الشيخين ، و لا خلافة موروثة ، و لا كسروية و قيصرية ، و لا طاغية يتخذ مال اللّه دولا ، و عباده خولا .
و أي مسلم يفضل عهد الأمويين و العباسيين و أمثالهم على عهد الشيخين ؟ فلقد استطاعا بسيرتهما في الخلافة أن يحظيا عبر التاريخ بالرضا من أكثر المسلمين ، و لا يختلف اثنان في ان الإمام كان يرى انه الأولى و الأحق منهما بالخلافة ، و أيضا لا اختلاف في أنه كان يراهما أفضل من عثمان ، و قد صارحه بذلك حين قال له كما في الخطبة 162 : « و ما ابن أبي قحافة و ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك » . و إذن فأية غرابة في قول الإمام : « للّه فلان » : و كتب ابن أبي الحديد حول هذه الخطبة 87 صفحة بالقياس الكبير . . و اختصر شارح آخر مكتفيا بأربعين صفحة .
و بعد ، فإن المهم في منطقي و منطق أمثالي ، ليس لأحد أن يحكم مع وجود الإمام . . و الأهم في منطق علي ( ع ) أن يرضى الناس عن الحاكم ، و لا يشكو منه فقير أو ضعيف ، و قد أعلن ذلك بقوله : و اللّه لأسلمن ما سملت أمور المسلمين ، و لم يكن فيها جور إلا علي خاصة .
[ 331 ]