الكتاب في سطور..
(غريب نهج البلاغة)؛ عنوانٌ يُوحي لما تُوحي به كتب (الغريب)، كغريب القرآن، وغريب الحديث، وإذا تفحّص القارئ ما في دفّتيها من مادّة يجدها كتباً في شرح شرح ما يحتاج إلى شرح في هذا النصِّ أو ذاك، ولكنَّ دراسة الدكتور عبدالكريم السعداوي قد تعدّت ذلك إلى شرح أسباب وقوع (الغريب) في نصّ (النهج)، نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب (ع)، وصنّفته سواء على نطاق المفردة أم على نطاق التركيب، وعلَّلَتْهُ أيضاً، ووثّقَتْ نسبتَهُ إلى الإمام، مع توثيق النصّ كلّه.
وهذه الدراسة قلّ نظيرها في الدراسات القديمة والحديثة؛ لأنّها:
1 ـ جمعت بين اللغة والبلاغة وإنْ دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على مهارة مؤلّفها، إذ تنقاد إليه فنون العربية طَيِّعة سهلة.
2 ـ لأنّها لم تك شرحاً لما يحتاج إلى شرح من كلمات الإمام (ع) في (النهج).
3 ـ لأنّها تناولت نصّاً قلّما تناوله الباحثون، وحقيقة قلّما انتبه إليها الناس من خصائص كلامه، هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى؛ لا يستطيع الولوج في (نهج البلاغة) إلّا من تمرّس وكان له مِران في العربية.
4 ـ لأنّ صاحبها من أحباب الإمام والمدافعين عنه، فقد قدّم من الشهداء لأجل إقامة عزائه ما قدّم، قرباناً لمبادئ الإسلام الرفيعة.
لقد عاشر الباحث السعداوي نصّ (النهج) معاشرةً مستديمة الصلة، مستفيضة الأُفق، حتّى انتقل جزءٌ من فصاحته وأُسلوب الإمام إلى أُسلوب لغة الكتاب، فزادهُ إشراقاً، وكساه نوراً وبلاغةً وبياناً...
أ.د حسن يحيى الخفاجي
الجامعة المستنصرية ـ عميد كلية الآداب
***