بين يدي الكتاب..

هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ يعرض لـ(غريب نهج البلاغة) بطريقٍ يفصّل القول في مفهوم الغرابة عموماً، فيصلُ إلى (الغرابة في نهج البلاغة).

والمألوف في كتب الغريب أنّها تعالج غرابة المفردة، غير أنّ هذا الكتاب جاء بأمر نعدّه غير مألوف في كتب الغريب، وهو معالجة الباحث الفاضل (عبدالكريم السعداوي) للغريب في السياق التركيبي، فأوضح أنّ فيه خصوصيات لا ذكر لها في غريب المفردة..

وبيّنَ أسباباً في غريب التركيب لم يتطرّق إليها الكاتبون، وقسّم غرابة التركيب إلى مايتصل بالغرابة النحوية ومايتصل بغرابة البلاغة، من غرابة النظم وغرابة الكناية والتشبيه والاستعارة، واجتماع أنواع التغريبات هذه في نصٍّ واحد من نصوص النهج.

ولعلّ هذه السبيل التي طرقها الباحث السعداوي، هي الجديد الذي جاء به في أسباب غرابة الكلمة، ومما يُحمدُ للباحث الفاضل؛ أنّه قبل أن يباشر دراسته لأسباب الغرابة في (نهج البلاغة) وثّق نصوص النهج توثيقاً علمياً استند إلى مئات المصادر التي ذكرت نصوص النهج قبل أن يلد النقيب والد الرضي واضع الكتاب الذي سمّاه (نهج البلاغة)، وجمع فيه خطب الإمام ورسائله وحِكَمه، وهذا التوثيق أعطى لهذه الدراسة منزلةً غير اعتيادية.

وإنّي أترك للقارئ الكريم اكتشاف المحاسن الكثيرة التي ضمّنها هذا الكتاب، ولا أُريد أن أُنغّص عليه متعته بقراءته فأعجل بعرض ما ورد فيه من أسباب طريفة غاية الطرافة جديدة كلّ الجدّة.

وأخيراً.. أدعو للباحث بالموفقية والنجاح، فهو سميع الدعاء.

أ.د. صباح عباس السالم

جامعة بابل ـ كلية التربية

***