الفهرس

   

الصفحة الرئيسية

 

 

 

العبادات في نهج البلاغة

 

 

 

 

 

 


-- العبادة في الإسلام -------

إن من أصول تعاليم الأنبياء والمرسلين عبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة كل شيء سواه. ولم تخل تعاليم أي نبي من ذلك.

والعبادة في الدين الإسلامي الحنيف - كما نعلم - عنوان سائر التعاليم الإسلامية. ولكنها في الإسلام ليست بصورة سلسلة من المراسيم والطقوس والتقاليد والعادات والآداب والتعاليم المنفصلة عن الحياة والمرتبطة بالحياة الأخرى فقط، بل هي في الإسلام توأم مع الحياة وفي صميم فلسفة الحياة فيه.

ففضلاً عن أن بعض العبادات الإسلامية تؤدى بصورة جماعية، نرى أن الإسلام جعل كثيراً من العبادات الفردية بحيث تتضمن تحقيق بعض مطالب الحياة.

فالصلاة - مثلاً - التي هي مظهر كامل لإظهار العبودية، جعلت بصورة خاصة بحيث أن الفرد الذي يريد أن يصلي لوحده في زاوية بيته، يتقيد بصورة (أتوماتيكية) بالعمل بعدد من الوظائف الأخلاقية والاجتماعية، من قبيل: النظافة، ورعاية حقوق الآخرين، ومعرفة الوقت وتثمينه، ومعرفة القبلة وتثمين الاتجاه، وضبط النفس، وإعلان الصلح والسلام مع عباد الله الصالحين، وغير ذلك.

بل إن الإسلام يعتبر كل عمل مفيد - إن كان صادراً بدافع إلهي طاهر - عبادة لله. ولذلك فإنه يعتبر طلب العلم عبادة (1)، وطلب الحلال عبادة (2)، والخدمات الاجتماعية عبادة (3).

ومع ذلك، فقد شرع تعاليم خاصة وضع بها مراسيم خاصة للعبادة بالمعنى الأخص - كالصلاة والصوم والحج، ولكل من هذه العبادات علل وحكم وفلسفات (4).

-- مراتب العبادات ------

إن الناس لا يستوون في فهم العبادة بل يختلفون في ذلك، فهي عند بعضهم نوع من المعاملة والمعاوضة التي يقع بها التبادل بين العمل والأجر عليه، فهو يعطي العمل وسوف يستلم الأجرة عليه، وكما يصرف العامل طاقته العملية لصاحب العمل فيأخذ منه الأجرة على ذلك، كذلك يتعب العابد أيضاً بعبادته إذ يركع فيها ويسجد ويقوم ويقعد، ومن الطبيعي أن يطلب على ذلك أجراً سيجده في عالم الآخرة. وكما تنحصر فائدة العمل للعامل في تلك الأجرة التي يأخذها من صاحب العمل، فإذا لم يكن هناك أجرة ذهبت أتعابه سدى، كذلك فائدة العبادة - عند هؤلاء - هي تلك الأجرة التي يُعطاها العابد في عالم الآخرة في بضاعات وسلع مادية!

وأما أن صاحب العمل إنما يعطي الأجرة عوضاً عما يستفيده من عمل العامل، فما هو الذي يستفيده صاحب الأمر في العالم (وهو الله) من عمل العبد - هذا الضعيف الذليل؟ - وعلى فرض أن يكون عطاء الأجر على العبادة تفضلاً منه وكرماً، فلماذا لا يُعطاه بدون أن يصرف مقداراً من طاقاته في عبادته سبحانه؟ فهذا ممّا لا تفكر فيه هذه الطائفة من العابدين! إذ العبادة - عند هؤلاء - نفس هذه الأعمال البدنية والحركات الظاهرية التي تتبدى بصورة محسوسة من اللسان وسائر أعضاء البدن في الإنسان!

هذا هو نوع من التصور الجاهل للعبادة عند العوام، وهو - كما يقول ابن سينا في النمط التاسع من كتابه الإشارات - ناشئ عن عدم المعرفة بالله، وإنما تقبل عبادة بهذا التصور من عوام الناس القاصرين فقط.

والتصور الآخر عن العبادة هو تصور العارفين بالله.

وفي هذا التصور لا يوجد عامل وصاحب عمل وأجرة كما بين العمال وأصحاب العمل، بل لا يمكن أن يوجد. بل العبادة - عند هؤلاء - قربان الإنسان ومعراجه وتعاليمه وصعوده إلى مشارق أنوار الوجود، وهي تربية روحية ورياضة للقوى الإنسانية، وهي ساحة انتصار الروح على البدن، وأسمى مظاهر شكر الإنسان لمبدئ الخلقة ومعيدها، وهي مظهر حب الإنسان للكامل المطلق والجميل على الإطلاق، وهي مسيرة الإنسانية إلى الكمال اللانهائي.

وفي هذا التصور عن العبادة نجد أن للعبادة جسماً وروحاً، ظاهراً ومعنى، فما يتحقق منها باللسان وسائر الأعضاء هو ظاهر العبادة وجسمها، وأما معنى العبادة وروحها فهو شيء آخر، وهو يرتبط بما يفهمه العابد من عبادته وبنوعية تصوره عن العبادة، وبالباعث له على العبادة، وبما يحظى به من عمل العبادة، وبما يتقدم به من العبادة إلى الله، ويتقرب بها إليه.

-- العبادة في نهج البلاغة ------


-
فما هي صورة العبادة في نهج البلاغة؟

إن صورة العبادة في نهج البلاغة من نوع عبادة العارفين بالله تعالى، بل نقول: إن منبع الإلهام لتصور العارفين بالله من العبادة في الإسلام - بعد القرآن الكريم وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - هو كلام الإمام (عليه السلام).

إن إحدى أوجه الأدب الإسلامي - سواء العربي أو الفارسي - هو أدب الدعاء، والأفكار الدقيقة واللطيفة التي توجد في هذا الموضوع ممّا يثير العجب ويبعث على الاستحسان.

وبمقارنة أدب الدعاء في الإسلام مع ما كان سائداً من الأدب العاطفي الإلهي والعبادي في رقعة البلاد الإسلامية قبل الإسلام، يمكننا أن نفهم مدى عظمة تلك النهضة بل الثورة التي بعثها الإسلام في الأفكار من العمق والشمول واللطف والرقة. إن الإسلام صنع من أولئك الذين كانوا يعبدون الأوثان أو الإنسان أو النيران أو الثيران، فكانوا بقصر أفكارهم يعبدون ما ينحتون بأيديهم، أو يهبط به إلى مستوى إنسان أب أو ابن أو أم، أو هم معاً، أو يصنع لأهورا مزدا ضمناً ينصبه في كل مكان فيعبده ويسجد له.. من هؤلاء، صنع أناساً وسعت عقولهم لأدق الأفكار وألطفها وأسمى التصورات وأعلى المعاني! فما الذي حدث فغيّر الأفكار والعقول ورفعها وأعلى كعبها، وقلب الموازين والمقاييس والقيم؟!

إن المعلقات السبع و(نهج البلاغة) نتاجان لعهدين متقاربين بين الجاهلية والإسلام، وكل منهما مثل أعلى للفصاحة والبلاغة في لغة عصره ومصره. أما من ناحية المحتويات فهيهات هيهات! وشتّان شتّان! فكل ما في الأول أوصاف عن الخيول والرماح والجِمال والجَمال والمدح والذم والهوى والغرام والغزل والنسب والتشبيب بالعيون والحواجب للكواعب! وأما الثاني ففيه أسمى المفاهيم الإنسانية وأعلاها وأزكاها وأطيبها وأنماها.

والآن لتتضح لنا صورة العبادة في (نهج البلاغة) نأخذ في ذكر نماذج من كلمات الإمام (عليه السلام)، ونبدأ كلامنا هنا بكلمة منه (عليه السلام) في اختلاف تصورات الناس عن العبادة.

- عبادة الأحرار

(إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار) (5).

(لو لم يتوعّد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمته).

(إلهي ما عبدتك - حين عبدتك - خوفاً من تارك، ولا طمعاً في جنتك، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك) (6).

- ذكر الله على كل حال

إن أصول جميع الآثار المعنوية والأخلاقية والاجتماعية في العبادة إنما هي في شيء واحد، هو: ذكر الله على كل حال، وتناسي ما سواه. ويشير القرآن الكريم إلى الأثر التربوي والروحي للعبادة فيقول: (إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (7) ويقول أيضاً: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) (8) ويشير بهذا إلى أن المصلي الذاكر لله يذكر الله ولا ينسى أنه هو عبد مراقب من قبل السميع العليم والسميع البصير. إن ذكر الله - وهو الهدف من العبادة - يجلو القلب ويصفيه ويزكيه ويطهره، ويعدّه لإجراء الحكمة فيه وعلى لسانه.

قال الإمام علي (عليه السلام):

(إن الله تعالى جعل الذكر جلاءً للقلوب، وتسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به المعاندة. وما برح لله - عزت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات: رجال ناجاهم في فكرهم، وكلمهم في ذات عقولهم) (9).

وقد بين الإمام (عليه السلام) في هذا الكلام الأثر الغريب لذكر الله في القلوب، حتى أنها قد تستعد بذلك لتلقّي الإلهام من الله سبحانه والكلام معه.

مقامات المتقين

وقد عدّد الإمام (عليه السلام) في نفس هذه الخطبة - وفي سائر الخطب ومنها خطبة همام في وصف المتقين - تلك الحالات والمقامات والكرامات التي تظهر لأهل العبادة المعنوية في ظلال عبادتهم، إذ يقول:

(قد حفّت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب السماء، وأعدت لهم مقاعد الكرامات، في مقام اطلع الله عليهم فرضي سعيهم وحمد مقامهم، يتنسمون بدعائه روح التجاوز...) (10).

- ليالي أولياء الله

إن عالم العبادة في (نهج البلاغة) عالم آخر مليء باللذة الروحية، لذة لا تقاس باللذة المادية ذات الأبعاد الثلاثة. إن عالم العبادة في نهج البلاغة عالم مليء من الحركة والنشاط والسير والسلوك لا إلى العراق والشام ولا إلى أي أرض بلد آخر، بل إلى بلد لا اسم له على الأرض إطلاقاً! إن عالم العبادة في نهج البلاغة لا يختص بليل ولا بنهار، إذ هو مليء بالأنوار، لا ظلمة فيه ولا كدر، بل هو خلوص وصفاء وتزكية وطهارة، وما أسعد من يقدم إلى ذلك العالم - على العبادة - في نهج البلاغة! ليعلله نسيمه المحيي للأرواح والقلوب! فإن من يقدم إلى ذلك العالم لا يبالي بعد ذلك أن يضع رأسه في دنيا المادة على الحرير أو اللبنة:

(طوبى لنفس أدّت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في الليل غمضها، حتى إذ غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسّدت كفّها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبُهم، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون) (11).

-- سيماء الصالحين في نهج البلاغة ------

بيّنا في الفصل السابق صورة العبادة في نهج البلاغة، فتبيّن أن العبادة - في نهج البلاغة - ليست سلسلة من الأعمال الجامدة الجافة فقط، بل إن العمل البدني هو صورة العبادة وجسمها، وأن الروح هو شيء آخر، وأن العمل البدني إنما يجد الروح ويستحق اسم العبادة فيما إذا كان فيه ذلك الروح المعنوي لها، فإن العبادة الواقعية هي نوع من الانتقال من هذا العالم ذي الأبعاد الثلاثة إلى علام آخر مليء بالحركة والنشاط والخواطر القلبية واللذات الروحية الخاصة.

وقد جاء في نهج البلاغة الكثير عن أهل العبادة، وصور كثيرة عن ملامح العبادة والعُبّاد، فتارة: عن سهر لياليهم، وأخرى: عن خوفهم وخشيتهم، وثالثة: عن شوقهم ولذتهم، ورابعة: عن حرقتهم والتهابهم، وخامسة: عن آهاتهم وأنّاتهم وزفراتهم وحسراتهم، وسادسة: عن تلك العنايات الإلهية الغيبية التي يحصلون عليها بالعبادة والمراقبة وجهاد النفس، وسابعة: عن أثر العبادة في طرد الذنوب وآثارها، وثامنة: عن أثر العبادة في علاج الأمراض النفسية والخلقية، وتاسعة: عن لذتهم وبهجتهم الخالصة غير المحسودة والتي لا شائبة فيها..

- ذكر الله في الأسحار

(أما الليل، فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً، يُحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنّوا أنها نصب أعينهم، وإذا أمروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالى فكاك رقابهم. وأما النهار: فحلماء علماء، أبرار أتقياء) (12).

- الخواطر القلبية

(وقد أحيى عقله، وأمات نفسه، حتى دقّ جليله ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة، بما استعمل قلبه، وأرضى ربه) (13).

والكلام في هذه الجمل - كما ترون - عن حياة أخرى دعاها حياة العقل، وعن إماتة النفس، وعن رياضة الروح، وعن ذلك البرق اللامع الذي يلمع في قلب العابد من أثر عبادته فينير دربه، وعن المنازل والمراحل التي تسلكها الروح حتى تصل إلى المقصد: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ) (14) وعن السكينة والطمأنينة التي يصل إليها القلب المضطرب للإنسان: (أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (15).

ووصف الإمام (عليه السلام) اهتمام هؤلاء بحياة قلوبهم وعقولهم في الخطبة 225 فقال:

(يرون أهل الدنيا ليعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظاماً لموت قلوب أحيائهم) (16).

ووصف الجذبة التي تجذب الأرواح ذوات الاستعداد للعروج إلى أعلى فقال:

(صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى) (17).

وقال (عليه السلام): (لولا الأجل الذي كتب لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب) (18).

وقال (عليه السلام): (قد أخلص لله سبحانه فاستخلصه) (19).

ووصف العلوم التي تفاض على قلوب العارفين بالله نتيجة لتهذيب نفوسهم فقال:

(هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وانسوا بما استوحش منه الجاهلون) (20).

- تنهى عن الفحشاء

جاء في التعاليم الإسلامية، إن لكل ذنب أثراً مظلماً على القلب، تقل به رغبة المذنب إلى الخيرات والأعمال الصالحة، وتكثر فيه الرغبة إلى الذنوب. وإن للعبادة وذكر الله أثره في تربية الوجدان الديني للإنسان، فتكثر فيه الرغبة إلى الخيرات والعمل الصالح، وتقل فيه الرغبة إلى الشر والفساد والذنوب. يعني أن العبادة تزيل الظلمات والكدورات الحاصلة من الذنوب وتبدلها بالميل إلى الخير والبر والعمل الصالح.

وقد جاء في (نهج البلاغة) خطبة في الصلاة والزكاة وأداء الأمانة، يقول فيها الإمام (عليه السلام) بعد تأكيد شديد على الصلاة:

(وإنها لتحت الذنوب حتى الورق، وتطلقها إطلاق الربق، وشبّهها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالحمّة (21) تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن؟) (22).

- وتعالج مفاسد الأخلاق

وفي الخطبة 196 بعد أن يشير إلى عدد من رذائل الأخلاق من قبيل: الطغيان والظلم والكبر، يقول (عليه السلام): (ومن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات، تسكيناً لأطرافهم، وتخشيعاً لأبصارهم، وتذليلاً لنفوسهم، وتخفيضاً لقلوبهم، وإزالة للخيلاء عنهم) (23).

- وفيها لذة مناجاة الله

(اللهم إنك آنس الآنسين لأوليائك، وأحضرهم بالكفاية للمتوكلين عليك، تشاهدهم في سرائرهم، وتطلع عليهم في ضمائرهم، وتعلم مبلغ بصائرهم. فأسرارهم لك مكشوفة، وقلوبهم إليك ملهوفة، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صُبّت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك) (24).

ويشير في الخطبة 148 إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ثم يذكر في آخر الخطبة أناساً في آخر الزمان اجتمعت فهيم الشجاعة والحكمة والعبادة، فيقول (عليه السلام):

(ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل (25) تجلّى بالتنزيل أبصارهم، ويرمى بالتفسير في مسامعهم، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح) (26).

 

 

 

 

 

 

الهوامش:

1- طلب العلم فريضة - الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله).

2- العبادة عشر أجزاء تسعة منها في طلب الحلال - حديث شريف.

3- خير الناس من نفع الناس - حديث نبوي شريف.

4- وقد ورد في ذلك أحاديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) جمعها الشيخ الصدوق في كتاب بجزأين أسماه (علل الشرائع).

5- الكلمات القصار، الحكمة، 234، ص68، ج19، من شرح ابن أبي الحديد.

6- الكلمات القصار، الحكمة، 290.

7- سورة العنكبوت: 45.

8- سورة طه: 14.

9- الخطبة 217، ص176، ج11 من شرح النهج لابن أبي الحديد. ط أبو الفضل إبراهيم.

10- نفس المصدر.

11- الخطبة 217، ص6، ج11 من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو الفضل.

12- الخطبة 186، ص132، ج10، من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو افضل إبراهيم.

13- الخطبة 214، ص135، ج11 من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو الفضل.

14- سورة الانشقاق: 84.

15- سورة الرعد: 13.

16- الخطبة 225، ص8، ج13.

17- الحكمة 143، ص347، ج18، من شرح النهج.

18- الخطبة 186، ص132، ج1، من شرح النهج لابن أبي الحديد.

19- الخطبة 85.

20- الحكمة 143، ص347، ج18، من شرح النهج.

21- الحمّة: حفيرة فيها ماء حار، ومنه الحمام.

22- الخطبة 192، ص202، ج10، من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو الفضل.

23- الخطبة 196.

24- الخطبة 225.

25- القين: العبيد، والنصل: الحديدة الحادة من السلاح.

26- الصبوح: شراب الصباح، والغبوق: شراب المساء، من الخطبة 150، ص126، ج9 من شرح النهج لابن أبي الحديد.

 

أعلى