|
||||
|
التربية والتعليم |
|
|
|
|
|
|
خلق الإنسان، وهو مجهز بكثير من القوى والملكات، وبالعديد من الميول والرغبات والحاجات، فهو المخلوق الحر الذي يعمل ما يشاء وكما يشاء، وله السلطان التام على أعماله وأفعاله تجاه نفسه أو غيره من بني نوعه. ولم يكن له من حاكم يحكم به على أمور سوى ذاته. لذا اختلفت الأحكام وتعددت المقاييس وأصبح العمل الواحد أخلاقياً في مكان أو زمان، ومستهجناً في مكان أو زمان آخرين. ويظهر أن في الإنسان صوتاً باطناً يوحي إليه بما ينبغي أن يفعل، ويساعده على التمييز بين الحسن والسيئ، الحق والباطل، الضار والنافع، وهو ما يسمى بالوجدان أو الضمير. هذا الشعور هو الذي كان يحمل الناس على السير في طرق خاصة قبل بحث النظريات الأخلاقية بحثاً فلسفياً بأزمان طويلة. وهو ينشأ إما من غريزة في الإنسان وإما من معتقدات دينية وإما من أحكام تواضع الناس عليها وقرروا العمل بها لما وجدوا فيها الخير والمنفعة لهم في حياتهم العملية. وتأكدت هذه الأحكام بالجري عليها، ثم أجبر الناس على العمل بمقتضاها حتى صارت عرفاً وعادات وأصبح العمل بحسبها أخلاقياً وانتهاكها مخالفاً للأخلاق، قال زجلو: (العرف مجموعة أعمال محدودة تواضع الناس عليها اعتباطاً، ونمت في أوساط خاصة، سيما في المجتمعات الطبيعية والجنسية كالعشيرة والقبيلة ثم صار انتهاكها تعدياً على الآداب واتباعها فضيلة) (1). وعندما وجه سقراط فكر اليونان إلى البحث في الإنسان كانت الأحكام الأخلاقية منثورة في أقوال الشعراء على شكل حكم وأمثال، ولم يكن ثَمّ علم خاص بها. لذا قال الفيلسوف الفرنسي (بول جبانيه): (إن الشعراء كانوا أول لاهوتي عند اليونان كما كانوا أول واعظ) (2). أما البحث الحقيقي في الحقائق الأخلاقية، فأول من بدأ به عند اليونان، أفلاطون وأرسطو ولاسيما أرسطو. أما في الشرق، مهبط الأديان السماوية، فقد تولى هذه المهمة إلى جانب الفلاسفة رجال الدين والكهان والوعاظ. لذا اصطبغت فلسفتهم الأخلاقية بالدين الذي أصبح معيار الحكم الأخلاقي. ولقد كان الإسلام من جملة الأديان التي اهتمت بالأخلاق، فجمع بين الدين والدنيا. من خصائص التربية الإسلامية هي كونها دينية وأخلاقية وهي تهدف إلى تكوين الإنسان الفاضل الذي يكتسب من الفضائل بما يضمن له السعادة في الدارين. وهذا ما نلمسه بوضوح لدى التربويين المسلمين القدماء جميعهم، من خلال عرضهم لأهداف التربية والتعليم. إذ يرى هؤلاء أن الغرض الأسمى للتربية هو إحياء الشريعة وإتمام مكارم الأخلاق. يقول الغزالي في رسالة (أيها الولد): (أيها الولد كم من ليال أحييتها بتكرار العلم، ومطالعة الكتب وحرمت على نفسك النوم، لا أعلم ما كان الباعث فيه؟ إن كان نيل عرض الدنيا وجذب حطامها وتحصيل مناصبها والمباهاة على الأقران والأمثال، فويل لك ثم ويل لك، وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي، وتهذيب أخلاقك وكسر النفس الأمارة بالسوء، فطوبى لك ثم طوبى لك) (3). إن اهتمام التربية بتكوين الإنسان الفاضل، إنما هو تمهيد لخلق المجتمع الفاضل، بقيمة الروحية والخلقية. ولقد عمل الإسلام على تخليص المجتمع ممّا علق به من أدران الجاهلية. وجاء النبي (صلّى الله عليه وآله) الذي قال فيه تعالى مثنياً عليه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4)، ليبعث الروح في جسد هذه الأمة، ويتمم مكارم الأخلاق كما قال (صلّى الله عليه وآله): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (5). ولا شك أن للعبادة وذكر الله أثرها في الوجدان الخلقي للإنسان، إذ تكثر فيه الرغبة إلى الخيرات والعمل الصالح، وتقل فيه الرغبة إلى الشر والفساد والذنوب. هذا يعني أن الدين يزيل النزعات الشريرة من النفوس ويستبدلها بالميل إلى الخير والبر والعمل الصالح. ولقد حفل (نهج البلاغة) بكثير من خطب الإمام علي (عليه السلام) الداعية إلى الالتزام بحدود الله، لأنها تعصم عن الرذائل. جاء في إحدى هذه الخطب بعد تأكيد شديد على الصلاة (وإنها لتحت الذنوب حتّ الورق، وتطلقها إطلاق الربق) (6). وجاء في خطبة أخرى بعد الإشارة إلى عدد من رذائل الأخلاق من قبيل، الطغيان والظلم والكبر: (وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات تسكيناً لأطرافهم وتخشيعاً لأبصارهم وتذليلاً لنفوسهم وتخفيضاً لقلوبهم وإذهاباً للخيلاء عنهم) (7). فالصلاة عامود الدين وأساس اليقين تنقي القلوب وتغسل الخطايا وتذهب بالذنوب وتقرب إلى الله تعالى، فيجب تعهدها والقيام بها، فإنها كانت على المؤمنين كتاباً موقتاً، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) (8). وهكذا فالصلاة تحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق الربق. ولقد شبهها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالحمة تكون على باب الرجل، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن. وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين، من ولد ولا مال كما قال تعالى: (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) (9). وقد أمر تعالى رسوله الكريم بها فقال جل القائل: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) (10). وبالإجمال فالصلاة عامود الدين، وقربان كل تقي وعلم الإيمان كما قال (عليه السلام): (علم الإيمان الصلاة من فرغ لها قلبه، وقام بحدودها فهو المؤمن) (11). أما الزكاة، فهي كالصلاة من القرابين التي يتقرب بها العبد إلى الله. وهي فريضة اجتماعية واجبة، فرضها الله تأكيداً لمبدأ التعاون بين الناس من أجل الصالح العام وخاصة الأغلبية الفقيرة منهم، على أن يكون بذلها عن طيب خاطر. أما الصوم، فهو إحدى العبادات الكبرى التي فرضها الله في جميع رسالاته على البشر وعلى مدى التاريخ، يشهد بذلك قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (12). وللصوم كغيره من العبادات، هدف تربوي يتمثل في تنمية الضمير الأخلاقي في داخلهم، والحس الإنساني في سلوكهم، من أجل التضامن الاجتماعي في علاقاتهم داخل المجتمع، وإيجاد روح الانضباط والنظام في حياتهم العامة. وقد عبر الله تعالى عن هذا الهدف التربوي بالتقوى فقال: (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) (13). والتقوى ذات مضمون اجتماعي وسياسي إلى جانب مضمونها الروحي، إذ لا تعبر فقط عن الحالة الروحية وحدها بل هي في الحقيقة نظرة إلى ما ينبغي أن تكون عليه حياة الإنسان في المجتمع. فالصوم من هذا المنظور، عمل تجريبي يقوم به الإنسان ليتحسس آلام الآخرين، ويدرك من خلال التجربة الشخصية حاجتهم، فيكون أكثر استعداداً للعمل بنفسه والتعاون مع الآخرين في المجتمع والدولة لتنمية هذا الإحساس ونشره بين فئات المسلمين. والصوم في الوقت ذاته عمل انضباطي يمارس الصائم ضبط النفس والطاعة الواعية أمام الإغراءات التي تقدمها له الحياة اليومية فتدعوه إلى العدل وعدم الظلم. وهذه النقطة عظيمة الأهمية في التربية الحضارية، لأن مقياس قدرة أمة من الأمم على صنع حضارة، تتناسب طرداً مع قدرة أفرادها وجماعاتها على الانضباط والتقيد بالنظام. ومن المعلوم أن نمو الروح الفردية يشجع على انطلاق الرغبات الأنانية في المجتمع لدى الأفراد والجماعات، ويؤثر بالتالي على التماسك الاجتماعي، ومن ثم فإنه في المدى البعيد، يؤثر على قدرة الأمة وعلى مدى ثباتها أمام التحديات والنكبات. من هذا المنطلق، فإن الصوم ضرورة تربوية لمواجهة تيار الترف وما يؤدي إليه انحلال يطبع حياتنا شيئاً فشيئاً، ويطغى عليها بتأثير نمط الحياة الغربي، الذي يجعل المتعة الشخصية والرفاه والراحة غايات مقدسة على حساب الشعور بالمسؤولية الإنسانية تجاه الآخرين وتجاه المجتمع الذي نعيش فيه. تكلم كثير من الفلاسفة والحكماء في حقيقة حسن الخلق ولم يتوصلوا إلا لبعض نتائجه دون أن يستوعبوا حقيقته بل ذكر منهم ما خطر له منها وما كان حاضراً في ذهنه. ولقد اعتبر الغزالي نفسه ممن توصلوا إلى الكشف عن هذه الحقيقة فقال: (فالخلق عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية. فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجملية المحمودة عقلاً وشرعاً، سميت تلك الهيئة خلقاً حسناً وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً) (14). هذا المعنى الذي تكلم عنه الغزالي، لا يوضح فيما إذا كان الخلق أمر مركوز ومطبوع في الجبلة مذ الميلاد، أم أنه مكتسب بالمران والعادة طيلة أيام الدنيا ومع ذلك فإن إيجابيته تكمن في جعل الخلق شيء طبيعي يصدر عن النفس تماماً كصدور النور عن الشمس من غير فكر ولا روية لأن التكلف يوحي بالرياء والمراوغة وغير ذلك من الأفعال القبيحة. ولقد كان الإمام علي (عليه السلام) أبدع تصويراً وأشكل إحاطة بحقيقة حسن الخلق من خلال شرحه لحال العارف المطلق الذي خصه الله بألطاف بحيث تصدر عنه الأفعال بالفطرة ومن غير فكر وروية تتأكد بالممارسة العملية الصادقة. من ذلك قوله: (عباد الله، إن من أحب عباد الله إليه، عبداً أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف فزهر مصباح الهدى في قلبه وأعد القرى ليومه النازل به فقرّب على نفسه البعيد، وهوّن الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلاً، وسلك سبيلاً جدداً، قد خلع سرابيل الشهوات وتخلى عن الهموم إلا هماً واحداً انفرد به. فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، وقد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبل بأمتنها. فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الأمور، من إصدار كل وارد عليه، وتصيير كل فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، كشاف عشوات، مفتاح مبهمات، دفاع معضلات، دليل فلوات، يقول فيفهم، ويسكت فيسلم، قد أخلص لله فاستخلصه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه. قد ألزم نفسه العدل فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه. يصف الحق ويعمل به، لا يدع للخير غاية إلا أمها، ولا مضنة إلا قصدها، قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده وإمامه، يحل حيث حل ثقله، وينزل حيث كان منزله) (15). هذا النص يفسر حقيقة حسن الخلق بكونه لطفاً إلهياً أمد الله به أخلص عباده إليه، يختار عنده الحسن ويتجنب القبيح من غير روية وإعمال فكر. ولقد حدد الطرق التي ينبغي أن يسلكها العارف كي يخصه الله بلطفه، وهذه الطرق تتمثل بالعبادة والزهد وطلب العلم وقول الحق. أما العبادة، فهي في الإخلاص لله والتورع عن محارمه والاستكثار من ذكره والتفرد بمناجاته ومطالعة أنوار عزته حتى تتكيف نفسه بتلك الكيفية العظيمة الإشراق. ويظهر الزهد في قطع علائقه بالدنيا والتخلي عن همومها إلا هماً واحداً وهو أن يلقى الله راضياً مرضياً، وأن يطلب العلم ويهتدي بنوره لنهج السبيل الحق حتى يصبح قادراً على كشف المبهمات وحل المعضلات. ويتمكن من دينه ويسلك بوحي منه ويجيب بالحق عن كل سؤال وإن يحكم بالعدل ويلزم نفسه به ويقول الحق ولو كان عليه. هذه الطرق إذا سلكها الإنسان استخلصه الله وأيده بلطفه فصارت تصدر عنه الأفعال بالطبع لا بالتكلف. وهكذا فإن حسن الخلق يتأكد بالممارسة الدينية والدنيوية السليمة ويصبح من سجايا النفس الطبيعية فيصدر عنها بعون الله من غير فكر أو روية. تلك هي أبرز معالم التربية الخلقية التي اعتمدها الإمام علي (عليه السلام) في سبيل إعداد الإنسان العالم المؤمن الذي اهتدى بنور العلم والإيمان إلى نهج السبيل الحق وتغلب على نفسه الأمارة بالسوء وسلك طريق العلم والعمل بوحي من ضميره الخلقي وحق له أن يكون من خلفاء الله في أرضه، الذي يخضع فكراً وسلوكاً لأحكامه وتعاليمه الداعية إلى عمارة الأرض وصلاحها لخير العباد وصلاحهم. إن طبيعة الإنسان قابلة للتغير والتكيف بالتربية والتعليم، وقد زعم البعض بعدم القدرة على تعديل الخلق نظراً لعدم تغير الطباع ولو كان الأمر كذلك (لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات ولما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (حسنوا أخلاقكم) (16). ومن الطرق التي اعتمدها (عليه السلام) في التهذيب المسلكي هي: أ. القدوة الحسنة وأعني بها مواجهة الناس بالسلوك الحسن بحيث نكون قدوة لهم في ممارسة الفضائل والمكرمات والطاعات واجتناب الرذائل والمحرمات، لأن من يروم إصلاح غيره وجب أن يبدأ بنفسه أولاً. فإذا كان المرشد مناقضاً لنفسه ودينه، تابعاً لأهوائه وميوله ذهب إرشاده مع الريح وهذا نوع من السفه، بل هو السفه كله. فيقول: (من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره. وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم) (17). ولقد كان الإمام علي (عليه السلام) يعطي المثل من نفسه في كل عمل يدعو إليه أو كلام يأمر به لأنه يكره التلون في الأخلاق والتناقض بين الأعمال والأقوال، وما ظلم من ساوى الناس بنفسه فيقول: (إني لأرفع نفسي عن أن أنهى الناس عما لست انتهي عنه أو آمرهم بما لا أسبقهم إليه بعملي أو أرضى منهم بما لا يرضي ربي، إني لا أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها) (18). ب. المربي الجيد: لشخصية المربي دورها الهام في تشكيل نفوس المتعلمين، وقد أوصى الحكماء والمربون بضرورة أن يتولى مهمة التربية والتهذيب ممن تتوفر فيهم الصفات الحسنة والخصال الحميدة لأن (من لم يصلح خلائقه لم ينفع الناس تأديبه) (19) ما قال الإمام (عليه السلام). فالمربي الجيد يستطيع أن يسمو بأمته ويضعها في مصاف الأمم المتحضرة والمتقدمة من خلال تزويدها بالطاقات البشرية الصالحة. لذا فإن أهميته تتعدى أهمية المناهج والقوانين والأنظمة المتبعة. يقول الأبراشي: (ليست المناهج والقوانين المدرسية والأبنية الفخمة والأجهزة العظيمة بأكثر أهمية في التربية والتعليم من المدرّس، فإن له أثراً كبيراً في التلميذ، في عمله وأدبه وفي عمله ومهارته، فمن المحال أن يرتقي مستوى التعليم إلا إذا أوجد له مدرسون قديرون، مخلصون في عملهم، خبيرون بمهنتهم واستفادوا من تجاربهم وإرشادات غيرهم) (20). من هذا المنطلق فقد اشترط (عليه السلام) على من يتولى هذه المهمة الصعبة أن يكون له (قوة في دين وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً في علم، وعلماً في حلم.. الخير منه مأمول، والشر منه مأمون.. يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه.. لا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ولا يدخل في الباطل.. نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة..) (21). إلى غير ذلك من القيم الخلقية والأدبية والدينية والاجتماعية. ج. العِشرة وللعشرة دورها في تكوين خلق الإنسان، لأن الصاحب معتبر بصاحبه، والسجايا والخصال إنما تتأثر وتتكون بجو العشرة وما يكتنفه من قيم ومبادئ، لذلك كان الأبرار قرناء الخير والخلق الحسن وكان الأشرار قرناء الشر والخلق السيئ، وما ذلك إلا لأن (سوء الخلق يعدى، وذاك أنه يدعو صاحبك إلى أن يقابلك بمثله) (22) كما يقول الإمام (عليه السلام). د. الثواب والعقاب ونعني به التهذيب بالترغيب والترهيب، وهو من المبادئ التربوية الهامة التي تأخذ بها التربية الحديثة، لأن الثواب يرغب بعمل الخير ويدعو صاحبه إلى المثابرة عليه. أما العقاب فإنه ينهي عن الشر ويردع عن فعل السوء. جاء في عهد الأشقر: (ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء..، وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه) (23). لكي يتمكن الإنسان من معرفة أخلاق نفسه، لابدّ له من سلوك طريقين: معرفة نفسه بنفسه، ومعرفة نفسه بالآخرين. أ. معرفة نفسه بنفسه إن من أبغض خلائق الله رجلاً استسلم إلى نفسه فشغل بها ونسي خالقه، فجاء عن قصد السبيل وخبط في الباطل، فكان من نفسه في عناء والناس منه في بلاء. والنفس أمارة بالسوء لما جبلت عليه من حب الشهوات، فلابدّ من زجرها بالعقل ومراقبتها باستمرار حتى لا تستحوذ علينا الرغبات والأهواء فتؤدي بنا إلى الهلاك. لذا (فمن شغل نفسه بغير نفسه، تحير في الظلمات وارتبك في الهلكات، ومدت به شياطينه في طغيانه، وزينت له سيئ أعماله) (24) كما يقول الإمام (عليه السلام). وكلما أمعن المرء في مراقبتها وحاسبها على أخطائها واستدرك ذلك بالتوبة والمغفرة، وقوم اعوجاجها بالعقل والضمير والوجدان، كلما انقادت إليه بسلاسة وتمكن من السيطرة عليها فلا ترديه في مهاوي البؤس والرذيلة فيكون اتعاظه بنفسه أقوى أثراً وأبلغ حجة من وعظ الناس له لأن: (من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ وزاجر، لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ) (25) كما يقول الإمام (عليه السلام) أيضاً. ومن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، ويرى أحدهم القذى في عين أخيه، ويعمى عن رؤية العصي في عين نفسه، وكفى بالمرء جهلاً ألا يعرف قدره. ب. معرفة نفسه بالآخرين إن معرفة أخلاق النفس بالغير، أفضل من معرفتها بنفسها لما في طباع الإنسان من التغاضي عن عيوبه والتسامح عن كثير من أخطائه. لذا كان لابدّ من الاستعانة بمن يصدقونه، الحديث عن نفسه ويبصرونه بعيوبها حتى ينظر إليها منعكسة في مرآة نفوسه. ومن هؤلاء الأصدقاء والأعداء، لأن الأولين يظهرون له بصدق ما يعتمل في نفسه من محاسن ومساوئ والآخرين يطنبون في ذكر معايبها فيتجنبها. ومنهم أيضاً أهل الورع والحكمة وأصحاب العلم والأدب، فيحاكمهم في نفسه حتى يطلع على خفايا الآفات ومطايا الزلل، فيبتعد عنها ويعمل بوحي آرائهم ومشورتهم، قال الإمام علي (عليه السلام): (جالس العلماء يكمل عقلك وتشرق نفسك وينتف عنك جهلك) (26). وهكذا تظهر نزعة الإمام علي (عليه السلام) الاعتزالية في تقديمه للعقل. إن الإمام علي (عليه السلام) يمثل الأخلاق الإسلامية بأروع معانيها وبكل ما تنطوي عليه من القيم والمبادئ السامية. ولعل قوله السالف الذكر (قيمة كل امرئ ما يحسنه) هو خير تعبير عن الإنسان الفاضل الذي يريده. والناس أبناء ما يحسنون، وما يحسنه الإنسان يجب أن يكون منطلقه الإيمان لأن الدين يقدس الفضائل كلها وحكمه تؤخذ من حكم العقل لذا كان (التقي رئيس الأخلاق) (27) كما يقول الإمام علي (عليه السلام). والتقوى تتعارض والنفاق في الأخلاق وتتماشى مع الطبع وكل ما يبدر من الإنسان يجب أن يكون انقياداً للطبع والسجية دون تكلف أو رياء. والرجل التقي لا يأخذ الحياة كغاية في حد ذاتها بل وسيلة لغاية أسمى هي إثبات جدارته بخلافة الله في أرضه فيتورع عن البغي ويجهر بالحق ويصبر على الشدائد ويمقت التكلف ولا يتصنع في رأي يراه أو نصيحة يسديها أو رزق يهبه أو مال يمنحه ويتواضع ولا يتكبر وتكون علاقته بغيره مبنية على الصراحة والخلق والصدق وسلامة القلب فلا يحسد ولا يبخل ولا يكره ولا يحقد. لذلك فإن الإمام حدد (عليه السلام) مكارم الأخلاق في عشر خصال هي (28): أ. السخاء ب. الحياء ج. الصدق د. أداء الأمانة هـ. التواضع و. الغيرة ز. الشجاعة ح. الحلم ط. الصبر ي. الشكر
أ. الغضب ب. الخوف ج. الحسد د. الحرص ه. البخل و. الجبن ز. الطمع ح. الكذب ط. الحقد ي. العجب ك. الرياء ل. الغيبة م. النميمة ن. الفخر س. كثرة المزاح
ولقد كان لخطب الإمام (عليه السلام) دورها في تنمية هذا الحس الوطني والشعور القومي، بعيداً عن العصبية والقبلية الجاهلية، بل في إطار التعاون بين سائر الشعوب ضمن حدود الحق والعدل والأخوة، فلم يعد الوطن هو المحدد بمساحته وحدوده وشعبه (القطري) ولا المحدد بلغته ودينه وتاريخه (القومي) فهذه الأوطان هي من الضيق بحيث لا تسع أفق الإمام ومداركه. إن نظرته (عليه السلام) للوطن تلغي الحدود وتتجاوز الحواجز الروحية كانت أم مادية، وتمتد لتشمل الوطن الإنساني (ليس بلد بأحق بك من بلدك، خير البلاد ما حملك) (30). فالوطن الذي يقصده هو حيث يطمئن فيه الإنسان إلى وجوده ومصيره وحقوقه، لأن (وطن الإنسان هو راحة الإنسان وأمنه وحريته وكرامته وحقوقه ومصيره، فكل بلد يؤمن له ذلك هو وطنه الذي يخلص له، ويستميت في سبيله سواء أكان بلد الآباء والأجداد أو لم يكن، أما الأسماء والألفاظ فوسيلة لا غاية) (31). والوطن هو حيث يكفي حاجة الإنسان ويرفع عنه كابوس الفقر والعوز فيعيش بكرامة وغباء ويتجنب ذل السؤال لأن (الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة) (32). إن ما نستنتجه من هذه الكلمات هو الإيمان بوحدة الأمة والعمل على تكريس هذه الوحدة من خلال تربية الفرد وإعداده إعداداً وطنياً صالحاً. والمواطنة الصالحة تقضي ببناء كيان الفرد الفكري والعاطفي والخلقي. أ. البناء الفكري وهي تتضمن تنمية ثقافة الفرد بشؤون الحكم ومعناه وسلطاته ووظائفه وعلاقة إحداها بالأخرى، وما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه وطنه وأهله لذلك فهو يوصي بضرورة الاهتمام بالشرائع العادلة، والسنن الفاضلة، والوصايا الخيرة للتزود منها بالخبرات التي تساعد على حسن سير الأمور بحيث تجرى على سنن ثابتة فاضلة بدلاً من الخبط في الجهالات، وهذا من شأنه أن يضفي على علاقة الحاكم بالمحكوم طابع الأخوة والثقة والمحبة والاحترام، فتتأصل الوطنية في النفوس وتتزاحم تلقائياً لخدمة الوطن. ب. البناء العاطفي ويقصد بها تغذية شعور الفرد بكل عاطفة نبيلة نحو وطنه وشعبه. فالمواطنة الصالحة لا تكتفي بالقيم والمبادئ الفكرية المجردة، بل لابدّ من ممارستها عملياً على أرض الواقع لذلك كان الوجدان همزة وصل بني الفكر والسلوك. وكان العمل هو الضمانة الوطنية الخالصة. فالوطن لا تحميه الدموع ولا تتعمق جذوره إلا بسواعد أبنائه وأصحاب المصلحة العليا في الذين يتقاعسون عن نصرة بلادهم فيقول: (يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون) (33). فالوطنية إذن ليست نشيداً حماسياً ولا تغنياً بالأمجاد، ولكنها وفاء وتضحية والتزام. ج. البناء الخلقي وهي الهدف الأسمى للتربية الوطنية وبدونها تبقى الأفكار والعواطف لا ضابط لها ولا وازع.. لذلك فإن الإمام (عليه السلام) يؤكد على الناحية المسلكية من شخصية الإنسان فيرى ضرورة قيام العلاقة بين البشر على المحبة والأخوة والاحترام المتبادل يظهر ذلك في القول: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك، وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم واحسب كما تحب أن يحسن إليك واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس بما ترضى لهم من نفسك) (34). هذا التفاعل الوطني الخير الذي بذره (عليه السلام) في نفوس الناس كان وسيلة لغاية أكبر هي وحدة الوطن ورص الصفوف والتعاون من أجل الصالح العام. وكثيراً ما كان يدعم هذه العاطفة النبيلة بحثّ الرعية على التآلف والتآخي فيقول: (ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية، لا في الدين يتفقهون ولا عن الله يعقلون، كقيض بيض في أداح، يكون كسرها وزراً، ويخرج حضانها شراً) (35). كما كان يدعو إلى تقوى الله والعمل الصالح والأخذ بالمكارم والفضائل والسعي في حوائج الناس والمصادقة والتعاطف والتزاور وغير ذلك من القيم الاجتماعية التي تنمي روح الأخوة والتعاون بين أبناء الشعب الواحد كما في الحديث إلى كميل: (مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا في حاجة من هو نائم) (36). تلك هي الروح الوطنية التي بعثها الإمام علي (عليه السلام) في نفوس الرعية فإذا ما درجوا عليها كانت لهم عوناً على صلاح أنفسهم وجمع شتات كلمتهم لحماية بلادهم من العدو الداخلي المتمثل بالفساد والضلال والعدو الخارجي المتربص بالبلاد، يغتنم فرصة ضعفها وتفككها للانقضاض عليها.
والمساواة إمام القانون أمر لابدّ منه في دستوره (عليه السلام)، لأن الناس سواء لا فرق بينهم أمام الحق. إن الإيمان المطلق بهذه القاعدة والشعور العميق بما قد يساور أحد المتقاضيين من المذلة ساعة يحس أن في القضاء أدنى إيثار لإنسان على إنسان، جعل الإمام (عليه السلام) يلتزم الحياد فلا ينحاز إلى جانب دون الآخر بل هو يساوي بينهما في المعاملة حتى يصدر الحكم عن نزاهة وصدق فيقول (عليه السلام) للأشتر: (فاخفض لهم جناحك، وألن لهم جانبك وابسط لهم وجهك، وآس بينهم في اللحظة والنظرة حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم، ولا ييأس الضعفاء من عدلك بهم) (39). هذا الاهتمام الذي يوليه (عليه السلام) لهذه القاعدة دفعته إلى أن يكون أكثر تشدداً وصرامة في تطبيقها حتى على نفسه في عصر كان القانون بخدمة الحاكم وضد مصالح المحكوم فصار الحاكم ليس بفوق أن يمثل أمام القضاء مع أي إنسان آخر، وأن يقبل الحكم له كما يقول في نهجه: (وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد) (40). ومبدأ المساواة أمام القانون يفترض الاعتراف بحرية القاضي المطلقة في أن يحكم بموجب القانون والضمير بعيداً عن الضغط والهوى، كي يكسب القضاة حصانة تمكنهم من الحكم بالعدل، ولتأكيد ذلك، أوجد الإمام (عليه السلام) ـ كما في عهد الأشتر ـ جهازاً للشرطة كي يكون عوناً للقانون وللقاضي في البحث عن أهل الريبة واعتقالهم ومعاقبتهم ولم يسبقه في ذلك إلا نظام (العسس) (الذي أوجده عمر بن الخطاب، وهو الطواف ليلاً للبحث عن المنحرفين). إن الحديث عن طبائع البشر وعن حقيقة التعامل بينهم، بتسخير أنفسهم وضمائرهم ومحاولة سيطرة الأقوياء منهم على الضعفاء، أمور انطلق منها (عليه السلام) للكشف عن حقيقتين تساعدان على انحراف القضاة: - الأولى ضغط السلطة التنفيذية بحيث يحكم القاضي بما تمليه عليه لا بما يراه. - الحاجة إلى المال التي قد تضطره إلى قبول الرشوات واستقلال منصبه بالاستفادة منه. فقضى على هذين السببين وأوصى بضرورة مراقبة القاضي باستمرار وتقريبه وحمايته والبذل له والتوسعة عليه. وهذه خطوة هامة في استقلال القضاء، وفصله عن السلطة التنفيذية بحيث لا تتدخل في شؤونه أو تؤثر عليه. كما أنها محاولة جادة لتحرير القضاة من ضغط الحاجة التي قد تجبرهم على الحكم بغير الحق، جاء في عهد الأشتر: (ثم أكثر من تعاهد قضائه وأفسح له في البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس، وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك) (41). ولما كان منصب القضاء من الأهمية بمكان، فإن من يتولى هذا المنصب يجب أن تتوفر فيه بعض الصفات التي تساعد على أن يحكم بوحي من ضميره وخلقه واستقامته فيستبعد كل ما من شأنه أن يؤثر على سلامة الحكم الصادر عنه حتى لا يفسر سلوكه المشين بعدم نزاهة القضاء جاء في عهد الأشتر: (ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكه الخصوم ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتف بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلهم تبرّماً بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الأمور، وأحرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء، ولا يستميله إغراء وأولئك قليل) (42). هذه المثالية التي يتحدث عنها الإمام (عليه السلام) توضح مدى الاهتمام البالغ بالقضاء في تصريف الأمور وحفظ الحقوق، كما تفسر ما كان يعانيه من أزمة أخلاقية حادة انحرفت به عن جادة الحق. وحتى تأتي هذه السياسة نتائجها المرجوة منها فإنه (عليه السلام) يمنع أن يتولى أمور القضاء، الأقرباء والأصدقاء، لما في ذلك من تشجيع لهم على التساهل بإحكامه، واعتماداً على ما بينهم وبين الحكام من صلات. بهذا يكون الإمام علي (عليه السلام) قد سما بالقضاء إلى مستوى إنساني، هو من الرفعة بحيث لا يستطيع أحد أن يطاله أو ينال منه، أو يفكر بالانحراف عنه، لما له من مكانة سامية في هيئة الحكومة التي تحدث عنها كتاب (النهج). ولقد شهد الإسلام نخبة من أنزه القضاة وأكثرها صدقاً في جنب الله، فكان لممارستها العادلة، ولأعلميتها الشاملة الدور البارز في وضع أصول التشريع الإسلامي وفي مقدمة هؤلاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي كان ميزان القضاء والإفتاء ذخيرته حكمة قبسها من نبع النبوة، واتساع أفق وعلم فياض، لا يباريه في ميدانه صاحب ولا رفيق، حتى أصبح في المستعصيات ذا الرأي الحاسم الأخير، وكتب بأحكامه الفذة أصول التشريع الإسلامي في كل نواحيه، وألقى أضواء لامعة من ذخيرة معرفته على مشكلات الحياة ومسائل القضاء حتى كان ابن الخطاب وهو صاحب القضاء على عهد أبي بكر يقول فيه: (لا بقيت معضلة ليس لها أبو الحسن) (43). |
|
|
|
|
|
|
1- مبادئ الفلسفة، ص64-65. 2- المصدر نفسه، ص68-69. 3- رسالة (أيها الولد) للغزالي، ص17. 4- سورة القلم، الآية 4. 5- إحياء علوم الدين، ج3، ص49. 6- انظر ح، ج10، ص202. 7- المصدر نفسه، ج13، ص163. 8- سورة المدثر، الآيتان 42-43. 9- سورة النور، الآية 37. 10- سورة طه، الآية 132. 11- انظر ح، ج10، ص206. 12- سورة البقرة، الآية 183. 13- سورة الحج، الآية 37. 14- إحياء علوم الدين، ج3، ص53. 15- انظر ح، ج6، ص363-364. 16- إحياء علوم الدين، ج3، ص55-56. 17- انظر ح، ج18، ص22. 18- الغرر والدرر، ص93. 19- انظر ح، ج20، ص263. 20- التربية والحياة، ص171. 21- انظر ح، ج10، ص148-149. 22- انظر ح، ج20، ص290. 23- المصدر نفسه، ج17، ص44 24- انظر ح، ج9، ص209. 25- المصدر نفسه، ج6، ص395. 26- الغرر والدرر، ص119. 27- انظر ح، ج29، ص47. 28- المصدر نفسه، ج20، ص275. 29- جورج شهلا، وجربلي عبد السميع وحنانيا، الماس شهلا، الوعي التربوي ومستقبل البلاد العربية، دار العلم للملايين، بيروت، 1978، ط4، ص245-246. 30- انظر ح، ج20، ص90. 31- علي والفلسفة، ص179. 32- انظر ح، ج18، ص190. 33- المصدر نفسه، ج2، ص75. 34- انظر ح، ج16، ص84. 35- المصدر نفسه، ج9، ص282. 36- المصدر نفسه، ج19، ص99. 37- جورج جرداق، بين علي والثورة الفرنسية، دار الحياة، بيروت، 1970، ص252-254. 38- المصدر نفسه، ص252-254. 39- انظر ح، ج15، ص163. 40- انظر ح، ج17، ص97، انظر مقاضاة أحدهم لعلي إمام الخليفة عمر بن الخطاب. 41- انظر ح، ج18، ص59. 42- المصدر نفسه، ج1، ص58-59. 43- الإمام علي بن أبي طالب، ص210-211. |