العشيرة

من خطبة له :

أيها الناس ، إنه لا يستغني الرجل ، و إن كان ذا مال ، عن عشيرته و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم ، و هم أعظم الناس حيطة من ورائه و ألمّهم لشعثه [ 3 ] و أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به .

و من يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنه أيد كثيرة

[ 1 ] واره : أخفاه .

[ 2 ] أي : من يحافظ على نظام الالفة و الاجتماع ، و إن ثقل عليه أداء بعض حقوق الجماعة و شقّ عليه ما تكلّفه به من الحق ، فذلك هو الجدير بالسعادة ، دون من يسعى للشقاق و هدم نظام الجماعة ، و إن نال بذلك حقا باطلا و شهوة وقتية ، فقد يكون في حظه الوقتي شقاؤه الأبدي ، ذلك لأنه متى كانت الفرقة أصبح كل واحد عرضه لشرور سواه ، فولّت الراحة و فسدت حال المعيشة .

[ 3 ] الحيطة : الرعاية . و الشعث : التفرق و الانتشار .

[ 179 ]