عفا اللّه عمّا سلفمن خطبة له خطبها بعد مقتل عثمان في أول خلافته : أيها الناس ، إن الدنيا تغرّ المؤمّل لها و المخلد إليها [ 1 ] ، و لا تنفس [ 2 ] بمن نافس فيها ، و تغلب من غلب عليها . و أيم اللّه ، ما كان قوم قطّ في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها ، لأن اللّه ليس « بظلاّم للعبيد » . و لو أن الناس حين تنزل بهم النّقم و تزول عنهم النّعم ، فزعوا إلى ربّهم بصدق من نيّاتهم و وله من قلوبهم ، لردّ عليهم كلّ شارد و أصلح لهم كلّ فاسد . و إني لأخشى عليكم أن تكونوا في فترة [ 3 ] . و قد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة ، كنتم فيها عندي غير محمودين ، و لئن ردّ عليكم أمركم إنكم لسعداء . و ما عليّ إلا الجهد ، و لو أشاء أن أقول لقلت : عفا اللّه عمّا سلف |