الام اجيب ؟من كلام له في أصحاب الجمل : ألا و إنّ الشيطان قد ذمر حزبه و استجلب جلبه [ 3 ] ليعود الجور [ 1 ] ضمير « لمثلها » يعود إلى المعارك التي خاضها الإمام ضد قريش في حروب الإسلام ضد المشركين ، و قد أشار اليها في كلام سابق لهذا الكلام . و المعنى : أنه يسير اليوم الجهاد في سبيل الحقّ كما سار قديما . [ 2 ] الباطل يبادر البصيرة فيشغلها عن الحق و يقوم حجابا مانعا لها عنه ، فكأنه شيء اشتمل على الحق فستره . و الكلام تمثيل رائع لحال الباطل مع الحق ، و حال الإمام في كشف الباطل و إظهار الحق . [ 3 ] ذمر : حث . الجلب : ما يجلب من بلد الى بلد . [ 106 ] إلى أوطانه و يرجع الباطل إلى نصابه [ 1 ] و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا [ 2 ] . و إنهم ليطلبون حقّا هم تركوه و دما هم سفكوه . فإن كنت شريكهم فيه فإنّ لهم لنصيبهم فيه ، و لئن كانوا ولّوه دوني فما التّبعة إلاّ عندهم ، و إنّ أعظم حجّتهم لعلى أنفسهم يا خيبة الداعي من دعا ؟ و إلام أجيب ؟ [ 3 ] و إني لراض بحجّة اللّه عليهم و علمه فيهم ، فإن أبوا أعطيتهم حدّ السيف و كفى به شافيا من الباطل و ناصرا للحق و من العجب بعثهم إليّ أن أبرز للطّعان و أن أصبر للجلاد هبلتهم الهبول [ 4 ] لقد كنت و ما أهدّد بالحرب و لا أرهب بالضرب ، و إني على يقين من ربّي و غير شبهة من ديني .
[ 1 ] النصاب : الأصل ، أو المنبت و أول كل شيء . و في كلامه هذا إشارة صريحة الى رغبة من يعنيهم في إعادة الأثرة و الظلم و اقتناص المغانم إلى ادارة الدولة كما كانت في عهد بطانة الخليفة الثالث ، و لا يتأتّى لهم ذلك إلا بتأليب الناس على الخليفة الجديد ، و هو الإمام ، الذي لا يطمعون في أيامه بأن يعود اليهم ما ألفوه في السابق من حرية التصرف بأموال الدولة و أحوال الناس . [ 2 ] النصف : العدل . أي : لم يحكموا العدل بيني و بينهم . [ 3 ] من : استفهامية . و ما ( في إلام ) استفهامية أيضا و قد حذفت منها الألف لدخول « إلى » عليها . و يقصد بالداعي أحد قادة خصومه في موقعة الجمل إذ دعا الإمام إلى أن يبرز للطعان و كأنه يهدده بالحرب و نتائجها . و قوله « من دعا ؟ » استفهام عن الداعي و دعوته ، استهانة بهما . [ 4 ] هبلتهم : ثكلتهم . و الهبول : المرأة التي لا يبقى لها ولد . و هو دعاء عليهم بالهلاك لعدم معرفتهم بأقدار أنفسهم . . أ بالحرب يهدّد ابن أبي طالب ؟ [ 107 ] |