ناقل التّمر الى هجر

من كتاب له الى معاوية أيضا جوابا :

أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء اللّه محمدا صلى اللّه عليه لدينه ، و تأييده إياه بمن أيّده من أصحابه ، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء اللّه عندنا و نعمته علينا في نبيّنا ، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر أو داعي مسدّده إلى النضال [ 1 ] .

[ 1 ] هجر : مدينة في البحرين كثيرة النخيل . المسدّد : معلم رمي السهام . النضال :

المراماة . يقول : كنت في ذلك كمن ينقل التمر إلى مصدره و يدعو معلمه في الرمي الى المناضلة ، و هما مثلان لناقل الشي‏ء الى معدنه و المتعالم على معلّمه .

[ 114 ]

ثم ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان ، فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه [ 1 ] فأيّنا كان أعدى له و أهدى إلى مقاتله [ 2 ] : أ من بذل له نصرته فاستقعده و استكفّه [ 3 ] ؟ أم من استنصره فتراخى عنه و بثّ المنون إليه [ 4 ] حتى أتى قدره عليه ؟

و ما كنت لأعتذر من أنّي كنت أنقم عليه أحداثا [ 5 ] ، فإن كان الذنب إليه إرشادي و هدايتي له ، فربّ ملوم لا ذنب له .