علّم الجاهلمن كتاب له إلى قسم بن العباس ، و هو عامله على مكة : علّم الجاهل و ذاكر العالم ، و لا يكن لك إلى الناس سفير إلاّ لسانك و لا حاجب إلاّ وجهك . و لا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها [ 3 ] . و انظر الى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه إلى من قبلك [ 4 ] من ذوي العيال و المجاعة مصيبا به مواضع الفاقة ، و ما فضل عن ذلك فاحمله إليها لنقسمه في من قبلنا . و مر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا . . .
[ 1 ] آس بينهم : شارك و سوّ بينهم . [ 2 ] الحيف : الظلم . [ 3 ] ذيدت : دفعت و منعت . الورد : الورود . يقول : إذا منعت الحاجة أول ورودها لا تحمد على قضائها فيما بعد ، لأن حسنة القضاء لا تذكر في جانب سيئة المنع . [ 4 ] قبلك : عندك . [ 171 ] |