استأثر فاساء الاثرة

من كلام له في معنى قتل عثمان :

لو أمرت به لكنت قاتلا ، أو نهيت عنه لكنت قاصرا [ 3 ] . غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول : خذله من أنا خير منه . و من خذله لا يستطيع أن يقول : نصره من هو خير مني [ 4 ] و أنا جامع لكم أمره : استأثر فأساء

[ 1 ] المرج : الخلط و التلبيس .

[ 2 ] السيّقة : ما استاقه العدوّ من الدواب . أما مروان ، فهو ابن الحكيم الشهير ، و كان في عهد عثمان كاتبا له و مشيرا ، و هو صاحب العلل التي نقم الناس من أجلها على الخليفة الثالث .

[ 3 ] يقول انه لم يأمر بقتل عثمان و إلاّ كان قاتلا له ، مع أنه بري‏ء من قتله . و لم يدافع عنه بسيفه و لم يقاتل دونه و إلا كان ناصرا له . أما نهيه عن قتله بلسانه فهو ثابت ،

و هو الذي أمر ولديه الحسن و الحسين أن يدفعا الناس عنه .

[ 4 ] أي ان الذين نصروه ليسوا بأفضل من الذين خذلوه ، لهذا لا يستطيع ناصره أن يقول : اني خير من الذي خذله . و لا يستطيع خاذله أن يقول : ان الناصر خير مني .

يريد ان القلوب متفقة على أن ناصريه لم يكونوا في شي‏ء من الخير الذي يفضلون به على خاذليه .

[ 94 ]

الأثرة [ 1 ] ، و جزعتم فأسأتم الجزع [ 2 ] و للّه حكم واقع في المستأثر و الجازع [ 3 ]