يا أبا ذرّمن كلام للإمام للصحابي العظيم أبي ذر الغفاري لما أخرجه الخليفة الثالث الى « الربذة » و هو موضع قفر على قرب من المدينة ، و بعث من ينادي في الناس : « أ لا لا يكلّم أحد أبا ذر و لا يشيّعه » و قد تحاماه الناس إلاّ ابن أبي طالب ، و عقيلا أخاه ، و الحسن و الحسين ولديه ، و عمّارا : يا أبا ذرّ ، إنك غضبت للّه فارج من غضبت له . إن القوم خافوك على [ 1 ] تصفية العمل خالصا لوجه الحق . [ 2 ] القصد الاعتدال . [ 91 ] دنياهم ، و خفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، و اهرب بما خفتهم عليه ، فما أحوجهم إلى ما منعتهم [ 1 ] ، و ما أغناك عمّا منعوك لو أن السموات و الأرض كانتا على عبد رتقا ثم اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا لا يؤنسنّك إلاّ الحقّ و لا يوحشنّك إلاّ الباطل ، فلو قبلت دنياهم لأحبّوك ، و لو قرضت منها لأمنوك |