بكم ذوو كلام

من خطبة له في تقريع أصحابه بالكوفة :

و لئن أمهل الظالم فلن يفوت أخذه و هو له بالمرصاد على مجاز طريقه .

أما و الذي نفسي بيده ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم ، ليس لأنهم أولى بالحقّ منكم ، و لكنّ لإسراعهم إلى باطل صاحبهم و إبطائكم عن حقي . و لقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها ، و أصبحت أخاف ظلم رعيتي :

استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا ، و أسمعتكم فلم تسمعوا ، و دعوتكم سرا و جهرا فلم تستجيبوا ، و نصحت لكم فلم تقبلوا . أ شهود كغيّاب [ 1 ]

[ 1 ] شهود ، جمع شاهد و هو الحاضر .

[ 109 ]

و عبيد كأرباب ؟ أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها ، و أعظكم بالموعظة فتتفرقون عنها ، و أحثّكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرّقين أيادي سبا ترجعون إلى مجالسكم و تتخادعون عن مواعظكم .

أيها الشاهدة أبدانهم الغائبة عقولهم المختلفة أهواؤهم المبتلى بهم أمراؤهم ، صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه ، و صاحب أهل الشام يعصى اللّه و هم يطيعونه لوددت و اللّه أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم ، فأخذ مني عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم .

يا أهل الكوفة ، منيت منكم بثلاث و اثنتين : صمّ ذوو أسماع ،

و بكم ذوو كلام ، و عمي ذوو أبصار ، لا أحرار صدق عند اللقاء و لا و لا إخوان نقة عند البلاء