المرتشي في الحكمو من كلام له : أيتها النفوس المختلفة و القلوب المتشتّتة ، الشاهدة أبدانهم و الغائبة عنهم عقولهم أظأركم على الحق [ 1 ] و أنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد هيهات أن أطلع بكم سرار العدل [ 2 ] أو أقيم اعوجاج الحق . اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان و لا التماس شيء من فضول الحطام ، و لكن لنرد المعالم من دينك و نظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك . و قد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي البخيل فتكون في أموالهم نهمته ، و لا الجاهل فيضلّهم بجهله ، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه ، و لا الحائف للدول [ 3 ] فيتّخذ قوما دون قوم ، و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق .
[ 1 ] أظأركم : أعطفكم . [ 2 ] سرار ، في الأصل : آخر ليلة من الشهر ، و المراد هنا : الظلمة . أي : أن اطلع بكم شارفا يكشف عمّا عرض على العدل من الظلمة . [ 3 ] الحائف : الجائر الظالم . و الدول ، جمع دولة بالضم و هي المال . و قد سمي المال « دولة » لأنه يتداول ، أي ينتقل من يد ليد . [ 165 ] |