الحقّ لا يبطله شيءمن خطبة رائعة له خطب بها الناس ثاني يوم من بيعته بالمدينة ، و هي في ما ردّه على الناس من قطائع [ 1 ] الخليفة الثالث ، و في المال الذي كان عثمان قد أعطاه من مال العامة : أيها الناس ، إنّما أنا رجل منكم ، لي ما لكم و عليّ ما عليكم . ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، و كل مال أعطاه من مال اللّه ، فهو مردود في بيت المال فإنّ الحق القديم لا يبطله شيء ، و لو وجدته قد تزوّج به النساء و ملك الإماء و فرّق في البلدان لرددته . فإنّ في العدل سعة ، و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق [ 2 ] أيها الناس ، ألا يقولنّ رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فامتلكوا العقار و فجّروا الأنهار و ركبوا الخيل و اتّخذوا الوصائف المرقّقة ، إذا ما منعتهم ما كانو يخوضون فيه و أصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون : حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا ألا و أيّما رجل من المهاجرين و الأنصار من أصحاب رسول اللّه يرى أن الفضل له على سواه بصحبته ، فإن الفضل غدا عند اللّه . فأنتم عباد اللّه ، و المال مال اللّه ، يقسّم بينكم بالسويّة و لا فضل فيه لأحد على أحد [ 1 ] ما أعاد للناس من الأراضي . [ 2 ] من عجز عن تدبير أمره بالعدل فهو بالجور أشدّ عجزا . [ 96 ] |