لا تنتقم من عدوّ

من كتاب له الى عبد اللّه بن عباس عامله على البصرة ، و كان عباس قد اشتدّ على بني تميم لأنهم كانوا مع طلحة و الزبير يوم الجمل ، فأقصى كثيرا منهم ، فعظم ذلك على الإمام عليّ الذي يأبى قلبه الكبير الانتقام ، فكتب الى عباس يردعه و يؤنبه و يقرر حقيقة نتجاهلها اليوم . . و هي أن رأس الدولة مسؤول هو أيضا عن أعمال موظفيه الذين ولاّهم أمور الناس . . قال :

حادث أهلها بالإحسان إليهم و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم

[ 110 ]

و قد بلغني تنمّرك لبني تميم [ 1 ] و غلظتك عليهم ، فاربع [ 2 ] أبا العباس ، رحمك اللّه ، في ما جرى على لسانك و يدك من خير و شرّ ، فإنّا شريكان في ذلك ، و كن عند صالح ظنّي بك ، و لا يفيلنّ [ 3 ] رأيي فيك