لقد سئمت عتابكم

من خطبة له في استنفار الناس إلى أهل الشام :

أفّ لكم ، لقد سئمت عتابكم إذا دعوتكم إلى جهاد عدوّكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة [ 3 ] ، و من الذهول في سكرة ما أنتم إلاّ كإبل ضلّ رعاتها فكلّما جمعت من جانب انتشرت من آخر تكادون و لا تكيدون ، و تنقص أطرافكم فلا تمتعضون [ 4 ] ، لا ينام عليكم و أنتم في غفلة ساهون ، غلب و اللّه المتخاذلون و ايم اللّه إني لأظنّ بكم أن لو حمس الوغى و استحرّ الموت قد انفرجتم عن ابن أبي

[ 1 ] المراد بالكفر هنا : الفسق ، لأن ترك القتال تهاون بالنهي عن المنكر ، و هو فسق .

[ 2 ] يريد من الوالي الخليفة الذي كان قبله ، و تلك الأحداث معروفة في التاريخ ، و هي التي أدّت بالقوم الى التألب على قتله .

[ 3 ] دوران الأعين : اضطرابها من الجزع ، و من غمره الموت يدور بصره . و غمرة الموت : الشدة التي تنتهي اليه .

[ 4 ] تغضبون .

[ 126 ]

طالب انفراج الرأس [ 1 ] . و اللّه إن أمرأ يمكّن عدوّه من نفسه يعرق لحمه [ 2 ] و يهشم عظمه و يفري جلده ، لعظيم عجزه ضعيف ما ضمّت عليه جوانح صدره [ 3 ] . أنت فكن ذاك إن شئت [ 4 ] فأمّا أنا فو اللّه دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام [ 5 ] و يفعل اللّه بعد ذلك ما يشاء