ان لم تستقيموا

من كتاب له إلى أمرائه على الثغور :

أما بعد ، فإنّ حقّا على الوالي أن لا يغيّره على رعيته فضل ناله و لا طول خصّ به [ 3 ] و أن يزيده ما قسم اللّه له من نعمه دنوّا من عباده و عطفا على إخوانه .

ألا و إنّ لكم عندي أن لا أؤخّر لكم حقا عن محلّه ، و أن تكونوا عندي في الحقّ سواء . فإذا فعلت ذلك وجبت للّه عليكم النعمة و لي عليكم الطاعة ، و أن لا تنكصوا عن دعوة [ 4 ] و لا تفرّطوا في صلاح ، و أن تخوضوا الغمرات إلى الحق [ 5 ] ، فإن أنتم لم تستقيموا على ذلك لم يكن أحد أهون عليّ ممّن اعوجّ منكم ، ثم أعظم له العقوبة و لا يجد عندي فيها رخصة

[ 1 ] أي : حجبوا عن الناس حقّهم فاضطرّ الناس لشراء الحق منهم بالرشوة . . .

[ 2 ] أي كلفوهم بإتيان الباطل فأتوه ، و صار الباطل قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء .

[ 3 ] الطول : عظيم الفضل . أي : من الواجب على الوالي إذا خصّ بفضل أن يزيده ذلك قربا من الناس إخوانه و عطفا عليهم ، و ليس من حقه أن يتغيّر .

[ 4 ] أي : ان لا تتأخروا إذا دعوتكم .

[ 5 ] الغمرات : الشدائد .

[ 99 ]