النّفاق و الظّلم

من خطبة له :

ثم إياكم و تهزيع الأخلاق و تصريفها [ 2 ] . و إن لسان المؤمن من وراء قلبه ، و إن قلب المنافق من وراء لسانه [ 3 ] ، لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم

[ 1 ] يقصد : الدنيا .

[ 2 ] تهزيع الشي‏ء : تكسيره . و الصادق اذا كذب فقد انكسر صدقه ، و الكريم إذا لؤم فقد انثلم كرمه . و تصريف الأخلاق : تقليبها بين حال و حال :

[ 3 ] اي ان لسان المؤمن تابع لاعتقاده لا يقول إلا ما يعتقد . و المنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثة ، فإذا قال شيئا اليوم ينقضه غدا ، فيكون قلبه تابعا للسانه .

[ 178 ]

بكلام تدبّره في نفسه : فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرا واراه [ 1 ] .

و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ما ذا له و ما ذا عليه و أمّا الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا . و إن جماعة في ما تكرهون من الحق خير من فرقة في ما تحبّون من الباطل [ 2 ] طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، فكان من نفسه في شغل و الناس منه في راحة