اراد ان يغالطمن كلامه الزاخر بالمنطق في طلحة و موقفه من قضية عثمان ، قبل مقتله و بعده : قد كنت و ما أهدّد بالحرب و لا أرهب بالضرب . و اللّه ما استعجل [ 1 ] مساقط الغيث : المواضع التي يسقط فيها المطر فتخضرّ و تزدهر . [ 2 ] المعاطش ، جمع معطش ، و هو : مكان العطش ، أي الذي لا ماء فيه . و المجادب ، جمع مجدب ، و هو مكان الجدب ، أي القحط و المحل . [ 104 ] متجرّدا [ 1 ] للطلب بدم عثمان إلاّ خوفا من أن يطالب بدمه لأنه مظنّته ، و لم يكن في القوم أحرص عليه منه [ 2 ] فأراد أن يغالط بما أجلب ليلبس الأمر [ 3 ] و يقع الشك و و اللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث : لئن كان ابن عفّان ظالما ، كما كان يزعم ، لقد كان ينبغي له أن يؤازر قاتليه أو أن ينابذ ناصريه . و لئن كان مظلوما لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه [ 4 ] و المعذرين فيه [ 5 ] . و لئن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله و يركد جانبا [ 6 ] و يدع الناس معه . فما فعل واحدة من الثلاث ، و جاء بأمر لم يعرف بابه و لم تسلم معاذيره |