قيام الحجّة

من كلام له كلّم به بعض العرب و اسمه كليب الجرمي و قد أرسله قوم من أهل البصرة ليعلم لهم من الإمام حقيقة حاله مع

[ 1 ] رفع الذيل و شد المئزر : كناية عن التشمير للجهاد . الجحر ، هنا : كناية عن المقر .

اندب : ادع .

[ 2 ] قيده بالعزيمة و لا تدعه يذهب مذاهب التردّد .

[ 103 ]

أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم .

فبيّن له الإمام من أمره معهم ما علم به أنه على الحق ، ثم قال له : بايع فقال الرجل :

إني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى أرجع اليهم . فقال الإمام هذا القول الرائع :

أ رأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث [ 1 ] فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلإ و الماء فخالفوا إلى المعاطش و المجادب [ 2 ] ،

ما كنت صانعا ؟

قال الرجل : كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلإ و الماء . فقال الإمام :

فامدد إذا يدك فقال الرجل : فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ ، فبايعته عليه السلام و قيل للإمام ذات مرة : بأي شي‏ء غلبت الأقران ؟ فأجاب :

ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه