تركا الحقّ و هما يبصرانه

من كلام له يكشف به للخوارج الشبهة و ينقض حكم الحكمين :

فإن أبيتم إلاّ أن تزعموا أني أخطأت و ضللت ، فلم تضلّلون عامّة أمة محمد صلى اللّه عليه و آله بضلالي ، و تأخذونهم بخطئي ،

[ 1 ] الخصلة ، يراد بها هنا : الوسيلة .

[ 142 ]

و تكفّرونهم بذنوبي سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء و السّقم ، و تخلطون من أذنب بمن لم يذنب .

لم آت ، لا أبا لكم ، بجرا ، و لا ختلتكم عن أمركم و لا ليّسته عليكم [ 1 ] ، إنّما اجتمع رأي ملئكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما ألاّ يتعدّيا القرآن ، فتاها عنه ، و تركا الحقّ و هما يبصرانه ، و كان الجور هواهما فمضيا عليه . و قد سبق استثناؤنا عليهما ، في الحكومة بالعدل و الصّمد للحق ، سوء رأيهما و جور حكمهما [ 2 ] .