فأحببنا أن
نكشف الستر ، عن وجه هذا السر ، ونبينه ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيي من حي عن
بينة ، فوجدناه من أسرار علم الحروف في هذه الآيات الثلاث اسم علي مرموزا مستورا ،
فالأول قوله : ع ل ي ح ل ي م فإن عدد حروفها 7 ، والسبعة حرف الزاي وعنها تظهر
الأسرار ، وأما أعدادها فهي 188 ، وأما قوله : ا ل ص ر ا ط ا ل م س ت ق ي م ، فإن
عدد حروفها 14 ، وأعدادها 1013 ، ( 3 ) وأما قوله : م ا ل ك ي وم
ا ل د ى ن وهي 12 حرفا ، وعنها يظهر السر الخفي والأمر المخفي ، من أسرار آل محمد
لمن كان من أصحاب علي ، وأما أعدادها وهي ( 4 ) 2 23 ، فمن عرف أسرار الحروف عرف
أن العلي الحكيم ، والصراط المستقيم ، ومالك يوم الدين ، هو علي بن أبي طالب عليه
السلام ( بأمر رب العالمين ) . ‹ صفحة 235 ›
فصل ( اسم علي ومحمد على كل شئ )
( 1 ) وكذا
من تصفح وجوه الآيات والدعوات ، والأسماء الإلهيات ، وجد اسم محمد وعلي في كل آية
محكمة ظاهرا وباطنا ، لمن عرف هذا السر ووعاه ، فلا يحجبنك الشك والريب في نفي
أسرار الغيب ، لأن كل عدد ينحل أفراده إلى الهوى فهو يشير إلى الهوية التي لا شئ قبلها ، ولا شئ بعدها ، ويشير
بحروفه إلى الكلمة ، التي هي أول الكلمات وروح سائر الكلمات ، ولذلك ورد في آيات
أن القرآن ثلاثة أثلاث ثلث في مدح علي وعترته ومحبيه (
2 ) ، وثلث في مثالب أعدائه ومخالفيه والثلث الآخر ظاهره الشرائع والأحكام وتبيين
الحلال والحرام وباطنه اسم محمد وعلي . وذلك أن القرآن له باطن وظاهر فلا ترتاب
أيها السامع عند ورود فضائل أبي تراب ! أليس وجود الأشياء كلها من الماء وجعلنا من
الماء كل شئ حي ، فالماء أبو الأشياء كلها وهو عليه
السلام أبو تراب فهو سر الأشياء كلها ، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله :
ليلة أسرى بي إلى السماء لم أجد بابا ولا حجابا ، ولا
شجرة ولا ورقة ولا ثمرة ، إلا وعليها مكتوب علي علي وإن
اسم علي مكتوب على كل شئ ( 3 ) . يؤيد هذا ما رواه سليم
بن قيس عن رسول صلى الله عليه وآله الله أنه قال : علي في السماء السابعة كالشمس
في الدنيا لأهل الأرض ، وفي السماء الدنيا كالقمر في الليل لأهل الأرض ، أعطى الله
عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم ، وأعطاه من العلم جزءا لو قسم
على أهل ‹ صفحة 236 › الأرض لوسعهم ( 1 ) ، اسمه مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني
به ربي ، علي محمود عند الحق ، عظيم عند الملائكة ، علي
خاصتي وخالصتي ، وظاهري وباطني ، وسري وعلانيتي ، ومصاحبي ورفيقي وروحي وأنيسي ،
سألت الله أن لا يقبضه قبلي ، وأن يقبضه شهيدا ، وإني دخلت الجنة فرأيت له حورا
أكثر من ورق الشجر ، وقصورا على عدد البشر ، علي مني وأنا من علي ، من تولى عليا
فقد تولاني ، حبه نعمة واتباعه فضيلة ، لم يمش على وجه
الأرض ماش أكرم منه بعدي ، أنزل الله عليه رداء الفضل والفهم ، وزين به المحافل ، وأكرم به المؤمنين
ونصر به العساكر وأعز به
الدين ، وأخصب به البلاد وأعز به
الأخيار ، مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع
أضاءت الظلم ، ومثل الشمس إذا طلعت أضاءت الحنادس ،
وصفه الله في كتابه ومدحه في آياته وأجرى منازله فهو الكريم حيا والشهيد ميتا ،
وإن الله قال لموسى ليلة الخطاب : يا بن عمران إني لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع
لعظمتي ، وألزم قلبه خوفي ومحبتي وقطع نهاره بذكري ، وعرف حق أوليائي الذي لأجلهم
خلقت سماواتي وأرضي وجنتي وناري ، محمد وعترته فمن
عرفهم وعرف حقهم جعلته عند الجهل علما وعند الظلمة نورا ، وأعطيته قبل السؤال
وأجبته قبل ا لدعاء ( 3 ) . ومن ذلك ما رواه وهب بن منبه قال : إن موسى ليلة
الخطاب وجد كل شجرة ومدرة في الطور ناطقة بذكر محمد ونقبائه ، فقال : ربي إني لم
أر شيئا مما خلقت إلا وهو ناطق بذكر محمد ونقبائه ، فقال الله : يا بن عمران إني
خلقتهم قبل الأنوار ، وجعلتهم خزانة الأسرار ، يشاهدون أنوار ملكوتي ، وجعلتهم
خزانة حكمتي ، ومعدن رحمتي ولسان سري وكلمتي ، خلقت الدنيا والآخرة لأجلهم ، فقال
موسى : ربي فاجعلني من أمة محمد ، فقال : يا بن عمران إذا عرفت محمدا وأوصياءه
وعرفت فضلهم وأمنت بهم فأنت من أمته ( 4 ) . يؤيد هذا ما رواه صاحب الأمالي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن
الله أعطى شيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والأنس عند الوحشة ، والنور عند
الظلمة ، والأمن عند ‹ صفحة 237 › الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على
الصراط ، ودخول الجنة قبل الأمم بأربعين عاما ( 1 ) . وها أنا أقول بعد هذه
البراهين مستمعا للمعرض عن حق اليقين : كم جهد تبعنا لك
في الدلايل وجمعها وأنت جهدك بأنك تنكر لكل دليل الورد
منعم صباحو نعم ومطيب روائحو
إلا الجعل من يشمو يروح وهو عليل من لا ترى الشمس عنبر
ولا يرى البدر مقلتو ولا الصباح المشرق أيش ينفعو قنديل فأنت في ذا
اعتقادك تشرب على هذا الظمأ ماء البحار السبع وتنل غليل إلى متى أي محارف في مهمة القول والجدل شبه البهائم هائم لا بل أضل سبيل
هذا اعتقاد لحيدر عن طيب أصلك تنبه والفرع لا شك دائم على الأصول دليل في القيل
والقال تخيط وتسمع الحق تنكر وحتى يقول العالم لك في
الفضول فضيل أيش ينفع الحج كلو والزهد والفقه في غد لمن غدى يتنقض بصاحب التفصيل الأصل تنكر وتنفي الفروع جهدك تثبتو إن لم تظللك أصولك ما في الفروع مقيل لو كنت في الفقه
أحمد وفي الأصول الأشعري ‹ صفحة 238 › وفي الحديث ابن حنبل وفي العروض خليل وفي
الطريقة شبلي وفي الحقيقة الواسطي وكنت معروف إنك معروف
بالتفضيل وفي التلاوة عاصم وفي الدراية زمخشري وفي
الرواية مجاهد تجهد تذهب بكل دليل وكنت في الصدر الأول أبو هريرة في الأثر هم وكنت
ابن مالك قاضي القضاة جليل وفي الصحابة الأول نعم وفي حكمك عمر وفي القرابة ابن
أروى وجامع التنزيل وكنت بالعلم واثق وبالعبادة معتصم وبالرضى
متوكل وحرف كل جميل وكنت عمر الدنيا مشغول بالعلم والعمل صائم وقائم دهرك تجهد بكل
سبيل وإن لم تولي حيدر وكل فضلو تعتقد إلى جهنم تحشر
نعم بلا تطويل هذا الحديث الصادق قد جاء عن رب العلي إلى النبي المرسل أتى به جبريل ( 1 ) ‹ صفحة 239 ›
فصل ( أثر كتمان العلماء
للحقائق )
في خاتمة
هذا الدليل من كتاب الآيات مرفوعا إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وآله : لا يعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي وعترته ، ألا وإنه لم يمش فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين
أفضل من شيعة علي ومحبيه الذين يظهرون أمره وينشرون فضله ، أولئك تغشاهم الرحمة
وتستغفر لهم الملائكة ، والويل كل الويل لمن يكتم فضائله ويكتم أمره ، فما أصبرهم
على النار ( 1 ) . وذلك حق لأن الكاتم لفضل علي جهلا هالك حيث لا يعرف إمام زمانه
، والكاتم لفضله بغضا منافق لأن طينته خبيثة ، ما أبغضك إلا منافق شقي عرضت ولايتك
على طينته فأبت فمسخت ، ونودي عليها في عالم المسوخات
الخبيثات للخبيثين والخبيثيون للخبيثات ، فلا دين له
ولا عبادة له ، والمؤمن الموالي العارف بعلي عابد وإن لم يعبد ، ومحسن وإن أساء ،
وناج وإن أذنب ، وإليهم الإشارة : ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم
بأحسن الذي كانوا يعملون هذا خاص لشيعة علي عليه السلام لأن الكافر والمنافق لا
يستحقان شيئا فلم يبق إلا المؤمن ، وليس المؤمن إلا شيعة علي ، فالمكفر عنهم
سيئاتهم بحب علي هم شيعته . دليل ذلك ما رواه ميسر عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال له : ما تقول يا ميسر من لم يعص الله طرفة عين في أمره ونهيه لكنه ليس منا
ويجعل هذا الأمر في غيرنا ؟ قال ميسرة : فقلت وما أقول وأنا بحضرتك يا سيدي ؟ فقال
: هو بالنار ، ثم قال : وما تقول فيمن يدين الله بما تدين ويبرأ من أعدائنا لكن به من الذنوب ما بالناس إلا أنه يجتنب الكبائر ؟ قال : قلت
وما أقول يا سيدي وأنا في حضرتك ؟ فقال : إنه في الجنة وإن الله قد ذكر ذلك في آية
من كتابه ، فقال : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ( 2 ) ، وهو حب فرعون وهامان ،
نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ( 3 ) ، وهو حب علي عليه السلام . ( 4 ) ‹
صفحة 240 › ومن ذلك قول الله سبحانه : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات
إلى النور ( 1 ) إذا كانوا آمنوا فأين الظلمات ؟ ومعناه يخرجهم من ظلمات الخطايا
إلى نور الإيمان والولاية ، وقوله : والذين كفروا بعلي لأن الكفر بعلي كفر بالله ،
والإيمان به إيمان بالله ، أولياؤهم الطاغوت ) يعني
فرعون وهامان ( يخرجوكم من النور إلى الظلمات ) وإذا كانوا كفروا من أين لهم النور
؟ وهذا صريح أنه الكفر بعلي وولايته يخرجهم من نور الإسلام - وهي الكلمتان
الطيبتان - إلى ظلام الكفر بالولاية قال : ( أولئك أصحاب النار ) شهد القرآن وأكد
أن من والى غير علي عليه السلام فمأواه النار ، ثم قال : ( هم فيها خالدون ) .
فالمبغض لعلي كافر وإن عبد ، والمحب له عابد ، وإن قعد ، وإليه الإشارة بقوله : (
حب علي عبادة وذكره عبادة والموت على حبه شهادة ، وموالاته أكبر الزيادة ) . ( 2 )
وإليه الإشارة بقوله : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) ( 3 ) قال ابن عباس :
الهدى علي بن أبي طالب عليه السلام ( 4 ) ، وقوله : ( بل أتيناهم بذكرهم ) ( 5 )
يعني بعلي . وقوله ( فمن تبع هداي ) يعني عليا . ( فلا خوف عليهم ) ( 6 ) يعني باتباعه ، ( ولا هم يحزنون ) يعني يوم البعث بحبه ، مثل قوله
: ( بل أتيناهم بذكرهم ) يعني بعلي ( فهم عن ذكرهم معرضون ، ) وإليه الإشارة بقوله
: ( قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون ) ( 7 ) ، ومنه قوله : لقد أنزلنا إليكم
كتابا فيه ذكركم ( 8 ) يعني نجاتكم وهو حب علي .
. . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹
هامش ص 234 › ( 1 ) النور : 61 . ( 3 ) كذا في المخطوط ، وفي المطبوع : 1011 . ( 4
) كذا في المطبوع أما في المخطوط فالعدد 242 . ‹ هامش ص 235 › ( 1 ) قال صلى الله
عليه وآله : ( اسم علي على كل حجاب في الجنة ) ( الأنوار النعمانية
: 1 / 24 ) . وقريب منه عن الإمام الصادق عليه السلام ( الأنوار النعمانية : 1 / 169 ) . وأخرج الديلمي
والطبراني وغيرهما عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( مكتوب على باب
الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أخو رسول الله صلى الله عليه وآله
قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ) ( مجمع الزوائد : 9 / 111 ، وبغية الرائد
تحقيق مجمع الزوائد 143 ح 14656 ، والمعجم الأوسط للطبراني : 6 / 234 ح 5494 ،
وكتاب الأربعين للخزاعي : 47 - 58 ، وجواهر المطالب : 1 / 72 - 92 ) . وأخرجه
القرشي بلفظ : ( على باب الجنة : علي ولي الله ، فاطمة أمة الله ، الحسن والحسين
صفوة الله ) ( مسند شمس الأخبار : 1 / 121 باب 13 ، وكشف اليقين : 449 ح 551 ) . 2
) في آيات أن ( 2 ) الكافي : 2 / 627 . ( 3 ) الأنوار النعمانية
: 1 / 24 - 169 وقد فصلنا ذلك في كتابنا الولاية التكوينية . ‹ هامش ص 236 › ( 1 )
بحار الأنوار : 39 / 37 ح 7 . ( 2 ) بحار الأنوار : 26 / 267 ح 1 . ( 3 ) بحار
الأنوار عن مقتضب الأثر : 51 / 149 ح 24 بتفاوت بسيط . ‹ هامش ص 237 › ( 1 ) بحار
الأنوار : 27 / 162 ح 13 . ‹ هامش ص 238 › ( 1 ) هذا كما يظهر شعر عامي مما كان
ينظمه شعراء الشعب في عصر المؤلف البرسي ، ولا نكاد
نعرف أكثر ألفاظه وكيفية نطقه . ‹ هامش ص 239 › ( 1 ) الإمام علي عليه السلام للهمداني : 35 . ( 3 ) النساء : 31 . ‹ هامش ص 240 › ( 1 )
البقرة : 257 . ( 2 ) باختصار بشارة المصطفى : 86 . ( 3 ) طه : 123 . ( 5 )
المؤمنون : 71 . ( 6 ) البقرة : 37 . ( 7 ) ص : 68 . ( 8 ) الأنبياء : 10 .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولذلك
أصل ، وهو خبر الطين الذي رواه إبراهيم عن الصادق عليه السلام في معنى المزاج أنه
قال : إن الله لما أراد أن يخلق الخلق ولا شئ هناك خلق
أرضا طيبة ، وأجرى عليها ماء عذبا سبعة أيام ، وعرض عليها ولايتنا فقبلت ، فأخذ من
ذلك الماء العذب طينتنا ثم خلق من ثقل ذلك الماء طينة شيعتنا فهم منا ولو كنا
وآباؤهم من الماء الذي نحن منه لكنا وآباؤهم سواء ، ثم خلق أرضا سبخة وأخرى عليها
ماء مالحا ثم عرض عليها ولايتنا فأبت فأجرى عليها ذلك الماء سبعة أيام ثم خلق من
ذلك الماء الطغاة والأئمة الكفار ( 1 ) ، وإليه الإشارة بقوله : وجعلناهم أئمة
يدعون إلى النار ( 2 ) . ثم خلق من ثقل ذلك شيعة أعدائنا ، ثم مزج ثقل ذلك الطين
بطينة شيعتنا ، لم يشهد أعداؤنا الشهادتين ولم يصلوا ولم يصوموا فما ظهر منهم من
الخيرات والحسنات فليست منهم ولا لهم ، إنما هو من مزاج طينة شيعتنا ولهم ، ثم مزج
الماء الثاني بالماء الأول ثم عركه عرك الأديم ثم قبض منه قبضة وقال : وهذه الجنة
ولا أبالي ، ثم قبض قبضة وقال : وهذه النار ولا أبالي ( 3 ) . أقول : تمسك أهل
الأخبار بأذيال هذا الحديث ظاهر وأنكره أكثر أهل العدل لدلالة ظاهره على الأخبار
وهو حديث حسن مملوء بالعدل كيف يتكلم وقد صرح القرآن به
، وإليه الإشارة بقوله : فريق في الجنة وفريق في السعير ( 4 ) وقوله : فمنهم شقي
وسعيد ( 5 ) ، وقوله : ( ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )
( 6 ) ، والمراد بالقول منا العلم ، وذلك لأن علم الله سبحانه سابق على أفعال
العباد ولا حق ولا كاشف فهو سبحانه يعلم قبل إيجادهم من المطيع ‹ صفحة 242 › ومن
العاصي ، لأنه ليس عند الله زمان ولا مكان ، ثم أخذ عليهم العهد في الذرات وهو رمز رفيع ومعناه علم قبل إنشاء ذراتهم ، من جبلته الانقياد للطاعة ، ومن جبلته الظلم
والانقياد للمعصية فما يغني النذر فصاروا في العلم قبضتين : مطيع بالقوة ، وعاص
بالقوة ، ثم لما أوجدهم وكلفهم كشف العلم السابق ما في جبلاتهم
فصاروا فريقين ، كما قال وقوله الحق مؤمن بالفعل وكافر ، ولذلك قال : ولا أبالي ،
وفيه إشارة لطيفة معناها لا أبالي بعد أن فطرتهم على التوحيد ، وعرضت عليهم
الإيمان في عالم الأرواح ، ثم ذكرتهم العهد في ظلم الأشباح ، فمنهم من أبصر فاستبصر ومنهم من أنكر فاستكبر ، فلا أبالي إن نسب الجبرية
الظلم إلي وأنا العدل الحكيم ، ولا أبالي يوم القيامة فريقا في الجنة بإيمانهم
وفريقا في السعير بكفرهم وطغيانهم ، وإليه الإشارة بقوله : أصحاب اليمين * وأصحاب
الشمال ( 1 ) . ثم خلط الماءين . فما يفعله شيعتنا من
الفواحش والأثم فهو من طينة النواصب
ومزاجهم وهو لهم وعليهم وإليهم ، وما يفعله النواصب من
البر والإحسان فهو من طينة المؤمن ومن مزاجه فهو لهم وإليهم لأنه ليس من شأن
المنافق بر ، ولا من شأن المؤمن ظلم ولا كفر ، فإذا عرضت الأعمال على الله قال
الحكيم العدل سبحانه ألحقوا صالحات المنافق بالمؤمن لأنها من سجيته فهي له لأنها
وفت بالعهد المأخوذ عليها ، وألحقوا سيئات المؤمن بالمنافق لأنها من طينته وإليه
لأنها وفت بالعصيان والإنكار . ثم قال الصادق عليه السلام : وإن ذلك حكم إله
السماء والأنبياء ( 2 ) ، وأما حكم إله السماء فذلك عقلا وشرعا وأصلا وفرعا ومزاجا
وطبعا ، أما الأصل فلأن طينته من الأصل أقرت بالولاية فاستقرت ، أما الفرع فلأنه
عمل صالحا في دار التكليف فطاب أصلا وزكا فرعا ، ومن آمن وعمل صالحا فله الجنة
جزاء وعدلا ، وإليه الإشارة بقوله : ( الذين آمنوا ) ( 3 ) يعني يوم العهد المأخوذ
وعملوا الصالحات يعني في عالم التكليف كانت له جنات الفردوس نزلا في عالم البعث
والجزاء ، لأنهم وصلوا يوم المناداة بيوم الأعمال ، فوصله الله بيوم المجازاة وحسن
المآل . ‹ صفحة 243 › فصل وأما الطبع فلأن كل شكل يطلب طبعه ويميل إلى جنسه ،
وينفر من ضده ، وأما حكم الأنبياء فمنه قول يوسف عليه السلام : معاذ الله أن نأخذ
إلا من وجدنا متاعنا عنده ( 1 ) فيوم القيامة ينزع الله ما كان في طينة المؤمن من
الخبيث المجاور لها بالامتزاج معها من طينة النواصب من
السيئات فيرد إلى النواصب لأنها له ومنه وعليه ، ثم
ينادي : لا ظلم اليوم وما ربك بظلام للعبيد ، وإليه الإشارة والحكمة بقوله : فخذ
أربعة من الطير فصرهن إليك ( 2 ) ولأنه كان الله قادرا أن يجعل كل جزء منها طيرا
بذاته ، ولكن القدرة والحكمة والعدل اقتضى وصول كل جزء منها إلى جزئه ! وفي ذلك
رمز دقيق وهو أن كل طبع يميل إلى طبعه . . اعترض معترض فقال : هلا طاب الخبيث من
الطين بمجاورة الطيب أو خبث الطيب بمجاورة الخبيث ؟ قلنا : ليس من الطبع ما ليس في
الطبع لأنه يوجد في قطعة الياقوت الأحمر الشفاف نقطة ترابية لم تنتقل بالمجاورة وطول
الطبخ في المعادن الجوهرية ، بل بقيت على حالها مظلمة فهي مظلمة إلى الأبد . وقد
يوجد في الحجر المظلم مثل المغناطيس نقطة تشف ضياء ونورا ، وهي مجاورة للظلمة ولم
ينتقل إليها فتصير مظلمة ، فكذا ما في مزاج المؤمن من طينة المنافق وبالعكس . . .
وإليه الإشارة بقوله : وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ
( 3 ) إنما حملوا خطايا جوهرهم وسنخهم وما هو منهم
وإليهم ، إذ كل جزء يلحق بجزئه ساء أم حسن ، وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم )
وهو هذا فصل وحكم المزاج مذكور في قوله : ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش )
( 4 ) وهو حب فرعون وهامان إلا اللمم ، وهو المزاج من
الطين إن ربك واسع المغفرة لشيعتنا خاصة ، لأن ‹ صفحة 244 › الكافر والمنافق لا
نصيب لهما في المغفرة هو أنشأكم من الأرض ( 1 ) وهو الطين الممزوج كما بدأكم
تعودون ( 2 ) وهو رجوع كل سنخ إلى سنخه
ترجع الأجزاء الخبيثة من الطين السنخ ، والمنكر للولاية
بسيئاته إلى سنخه المخالف وترجع الأجزاء الطيبة من
الطينة المؤمنة بأعمالها الحسنة إلى معدنها من الأجساد ، المؤمن الطيب للطيب
والخبيث للخبيث ، لأن الطيب في الخبيث مجاورة عارضة ولها اختيار ، فوجب عودها إلى
الأصل وكذا الخبيث حكمه أنهم اتخذوا الشياطين الخبيث والطاغوت يعني فلانا وفلانا
أولياء من دون الله يعني دون علي ، لأن ولاية علي ولاية الله ويحسبون أنهم مهتدون
( 3 ) يعني بصلاتهم وصومهم ، لأنها من غيرهم فهي لغيرهم ، لأن ما ليس منهم ليس لهم
. هذا آية المزاج لأن القرآن شفاء لما في الصدور وظاهره نور فوق نور . يؤيد هذا
التفسير العظيم ما رواه السدي عن ابن عباس عن رسول الله
صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي إن الله يحبك ويحب من يحبك ، وإن الملائكة
تستغفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ، وإذا كان يوم القيامة
نادى مناد : أين محبو علي ؟ فيقوم قوم من الصالحين ؟
فيقال لهم : خذوا بيد من شئتم وادخلوا الجنة ، وإن الرجل الواحد ينجي من النار ألف
رجل ، ثم ينادي المنادي : أين البقية من محبي علي ؟ فيقوم قوم مقتصدون ، فيقال لهم
: تمنوا على الله ما شئتم ، فيعطي كل واحد منهم ما طلب ، ثم ينادي : أين البقية من
محبي علي ؟ فيقوم قوم قد ظلموا أنفسهم ، فيقال : أين مبغضو علي ؟ فيقوم خلق كثير ،
فيقال : اجعلوا كل ألف من هؤلاء لواحد من محبي علي فيجعل أعمال أعدائك لمحبيك
فينجون من النار ، وأنت الأجل الأكرم ، وأنت العلي العظيم ، محبك محب الله ورسوله
، ومبغضك مبغض الله ورسوله ( 4 ) . يتمم هذا الدليل والتأويل ما رواه جرير عن ابن
عمر ، عن أبي هريرة ، عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قد سجد
خمس سجدات بغير ركوع ، فقلت : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : جاءني جبرائيل فقال لي
: يا محمد ، الله يحب عليا فسجدت ، ثم رفعت رأسي فقال لي : إن الله يحب الطاهرة
الزكية فاطمة فسجدت ، ثم رفعت رأسي فقال لي : إن الله يحب الحسن ‹ صفحة 245 ›
فسجدت ، ثم رفعت رأسي فقال لي : إن الله يحب الحسين فسجدت ، ثم رفعت رأسي فقال لي
: إن الله يحب من أحبهم فسجدت ( 1 ) .
فصل عارض
من لا يعلم ولا يفهم ، جاهل مركب ليس له حظ من السر المبهم ، فقال بجهله المحكم :
بين لنا عليا هو الاسم الأعظم ، فقلت له : يا قليل الهداية
وبعيد الدراية ، ألم تعلم أن الولاية هي المبدأ والغاية ، وهي أول فرض يفرضه العلي
، وأول خلعة كمال يلبسها النبي ، ثم يلبس بعدها خلعة النبوة والرسالة ، فكم يقرأ
في الدعاء فيقول : إني أسألك باسمك الذي خلقت به كل شئ ، ( 2 ) ‹ صفحة 247 ›
ثم أقول له
مرشدا إلى الصواب : ألم تعلم أنا إذا اعتبرنا الأسماء والصفات ، فإنا لا نجد أعظم
من ثلاثة أسماء : اسم الذات ، واسم الصفات ، واسم هو سر الذات وروح الصفات ، وهي
الكلمة الجارية في سائر الموجودات ، فهي سر الذات وسر الصفات وبها
تنفعل الكائنات ، فاسم الله ا ل ه ا ل ه وهو اسم المقدس وهو علم على ذات الأحد
الحق ، واسم الصفات للأحد الواحد وهو محمد ، والاسم الذي هو روح الصفات وسر الذات
ع ل ي ، وهو نور النور ، وكل واحد من هذه الثلاثة اسم أعظم ، فاسم الجلالة هو
الاسم المقدس والمكرم ، واسم محمد صلى الله عليه وآله هو ظاهر الاسم الأعظم ، لأن
الواحد صورة الوجود ، ومنبع الموجود ، وظاهر المعدود . واسم ع ل ي ظاهر الباطن
وباطن الظاهر ، فهو الاسم الأعظم بالحقيقة ، لأنه جامع سر الربوبية ، وسر النبوة ،
وسر الولاية ، وسر الحكم والسلطنة ، وسر الجبروت والعظمة ، وسر التصرف الإلهي .
وإليه الإشارة بقوله : ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) ( 1 ) ، وهو علي
عليه السلام ، وبيان ذلك أنك إذا قلت : ا ل م تضمن بكل حرف منها محمد وعلي عليهما
السلام ، وإذا قلت الله فإنه علم على ذات المعبود واجب الوجود ، وإذا قلت : يا
الله ، فالياء ناديت ، والاسم ناجيت ، والمعنى عنيت ،
فهو اسم الذات المقدسة ، أو إذا أشبعت ضمة الهاء منه برزت الذات وفي طي حروفه اسم
علي ، فهو يشير
. . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹
هامش ص 241 › ( 1 ) بحار الأنوار : 26 / 279 ح 22 والحديث طويل . ( 2 ) القصص : 41
. ( 3 ) بحار الأنوار : 26 / 279 ح 22 الحديث طويل . ( 4 ) الشورى : 7 . ( 5 )
البقرة : 105 . ( 6 ) السجدة : 13 . ‹ هامش ص 242 › ( 1 ) الواقعة : 27 و 41 . ( 3
) البقرة : 82 . ‹ هامش ص 243 › ( 1 ) يوسف : 79 . ( 2 ) البقرة : 260 . ( 3 )
العنكبوت : 12 . ( 4 ) الشورى : 37 . ‹ هامش ص 244 › ( 1 ) هود : 61 . ( 2 )
الأعراف : 29 . ( 3 ) الزخرف : 37 . ( 4 ) بحار الأنوار : 42 / 28 ح 7 . ‹ هامش ص
245 › ( 1 ) بحار الأنوار : 37 / 59 ح 28 عن المناقب . ( 2 ) بحار الأنوار : 85 /
233 - 234 ح 1 والحديث طويل . ‹ هامش ص 247 › ( 1 ) الروم : 27 . ( 2 ) المطففين :
196 . ( 3 ) وعلى هذا يحمل حديث النبي ص : ( بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا )
( شرح دعاء الجوشن : 104 ، وجامع الأسرار : 382 - 401 ح
763 - 804 ، والمراقبات : 259 ) . وروي بلفظ : ( يا علي إن الله تعالى قال لي : يا
محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا ) ثم قال صاحب كتاب القدسيات : وصرح بهذا المعنى في قوله : أنت مني بمنزلة هارون
من موسى ولكن لا نبي بعدي : ليعلموا أن باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح (
الأنوار النعمانية : 1 / 30 ) أقول : يوجه كلام صاحب
كتاب القدسيات : أن باب الولاية كان موجودا مع كل نبي
سرا ، إلا أنه لم يفتح ظاهرا ، فكان الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي إلى أن وصل إلى النبي الأعظم ص فظهر هذا السر إلى
العلن . * ويؤيد ذلك : - ما روي عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : ( فنحن
السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ،
والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا ) ( بحار الأنوار : 26 / 264
باب جوامع مناقبهم ح 49 ، ومشارق الأنوار اليقين : 49 ) فهذا صريح في أن أنوار
محمد وأل محمد عليهم السلام كانت مع كل نبي سرا ، والكون ليس لمجرد بل ليستفيدوا
منه ، ويقتفون آثاره وآثار محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم ، وإلا كيف يكون
للنور السري مع كل نبي أثرا يقتفي ويهتدي به ؟ وما روي
عن أمير المؤمنين عليه السلام لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل
الواسع والعناية الإلهية قال : ( والله قد كنت مع إبراهيم في النار : وأنا الذي
جعلتها بردا وسلاما ، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته
من الغرق ، وكنت مع موسى فعلمته التوراة ، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل ،
وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد أخوته ، وكنت مع
سليمان على البساط وسخرت له الرياح ) ( الأنوار النعمانية
: 1 / 31 ) . وروى ابن الجوزي والقاضي عياض قول العباس لمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وردت نار
الخليل مكتتما * تجول فيها ولست تحترق ( الوفا بأحوال المصطفى : 28 الباب الثاني - ح 9 ، وينابيع
المودة : 13 - 14 ) يا برد نار الخليل يا سببا لعصمة النار وهي تحترق ( الشفا باعراف حقوق المصطفى : 1 / 167 - 168 الباب الثالث ) . - وقال
القسطلاني في المواهب : سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد *
هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد روح الوجود حياة من هو واجد * لولاه ما تم الوكود لمن وجد عيسى وآدم والصدور جميعهم * هم أعين هو نورها
لما ورد لو أبصر الشيطان طلعة نوره * في وجه آدم كان أول من سجد أو لو رأى النمرود
نور جماله * عبد الجليل مع الخليل ولا عند لكن جمال الله جل فلا يرى * إلا بتخصيص
من الله الصمد ( المواهب اللدنية بالمنح المحمدية : 1 /
44 ) . - وقال الشيخ محمد حسين الأصفهاني : طأطأ كل الأنبياء لطاها * ذلك عز عز أن يضاهى تقبلت تربة آدم الصفي * بيمنه أكرم به من خلف وسجدة الأملاك لا لغرته * بل نور ياسين بدا في غرته
به نجي نوح من الطوفان * بمرسلات اللطف والإحسان (
الأنوار القدسية : 20 ) . - وقال الصفوري : لما ألقي
إبراهيم في النار كان نور محمد صلى الله عليه وآله في جنبه ، وعند الذبح كان النور
قد انتقل إلى إسماعيل . ( نزهة المجالس : 2 / 245 ) . - ما روي أن الإمام الصادق
عليه السلام هو الذي أبطل سحر موسى عليه السلام ( الإختصاص
: 247 . ) . - ما عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( قد صعدنا ذرى الحقائق
بأقدام النبوة والولاية ، ونورنا سبع طبقات أعلام الورى بالهداية
، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى ، فينا
السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم في الأجل . . . فالكليم لبس حلة
الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة
ذاق من حدائقنا الباكورة . . . وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة
) ( المراقبات : 245 ) . - ما روي في معنى قوله صلى الله عليه وآله ( الله المعطي
وأنا القاسم ) : جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا وأخرى إنما يخرج على يديه (
شرح الشمائل : 2 / 246 ) . - وحديث أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنا آدم الأول
أنا نوح الأول ) ( الإنسان الكامل : 168 ) . - وقال الشعراوي
قلت : ( وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول : إن نوحا عليه السلام أبقى من
السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا من
الغرق حتى رفع عليه ) ( الفتوحات الأحمدية لسليمان
الجمل : 93 ) . - وقال رسول البشرية صلى الله عليه وآله : ( أنا محمد النبي الأمي
لا نبي بعدي ، أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، وعلمت خزنة النار وحملة العرش ) (
الشفا بتعريف حقوق المصطفى : 1 / 170 الباب الثالث - الفصل الأول ) .
. . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالمعنى إلى ذات الرب المعبود ، وبالحروف إلى الكلمة التي قام بها الوجود ، إذا قلت : لا إله إلا هو ، وهي حروف التنزيه
والنفي والأثبات وهي عشرة . وإليها الإشارة بقوله : تلك
عشرة كاملة ( 2 ) ومعناها أنه لا إله في الوجود الواجب حي موجود لذاته قادر عالم
مستحق للعبادة إلا الله ، ثم إن أعداد حروفها يتضمن اسم علي ظاهرا وباطنا ، ومعناه
: الله لا إله إلا الله ، علي سره الخفي ، وأمينه الولي ، ونوره المشهور في
السماوات والأرض . ( 3 ) ‹ صفحة 249 ›
فصل وإذا قلت
هو ، فهو اسم يشير إلى الهوية التي لا شئ قبلها ولا شئ بعدها ، وعلى الألوهية الحقيقية
، لأنه حرف واحد يدل على ذات واحدة لها الجلال والإكرام ، والبقاء والدوام ،
والملك ‹ صفحة 250 › المؤبد ، والسلطان السرمد ، والعز المنيع ، والمجد الرفيع ،
ثم إن أعداد هذين الحرفين ، هي ، وفيها اسم علي تأويلا ، وذلك لأن الولي نوره متصل
بالجبروت ، لأنه وجه الحي الذي لا يموت ، والولي ليس بينه وبين الله حجاب ، وهو
السر والحجاب ، فتعين أن في هذه الثلاثة الاسم الأعظم الذي هو سر السر لمن وعى
ودعا ، وهو غيب لا يدركه إلا الأولياء ، لأنه ظاهر التقديس ، وباطن التنزيه ، وسر
التوحيد ، وكلمة الرب المجيد ، كلا بل هو إله الآلهة الرفيع جلاله ، سره الخفي
والجلي ، ونوره الوحي ، ووجهه المضي ، وضياؤه البهي ، وبهاؤه النبي . دليله : ما
ورد في كتب الشيعة على أمير المؤمنين عليه السلام ، أن إبليس مر به يوما فقال له أمير المؤمنين : يا أبا الحارث ما ادخرت
لمعادك ؟ فقال حبك ( 1 ) . فإذا كان يوم القيامة أخرجت ما ادخرت من أسمائك التي
يعجز عن وصفها واصف ، ولك اسم مخفي عن الناس ظاهره عندي
، قد رمزه الله في كتابه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، فإذا أحب الله
عبدا كشف الله عن بصيرته وعلمه إياه ، فكان ذلك العبد بذلك السر غير الأمة حقيقة ،
وذلك الاسم هو الذي قامت به السماوات والأرض ، المتصرف
في الأشياء كيف يشاء . وتصديق ذلك من طريق الاعتقاد ، أن الله سبحانه يقول : عبادي
من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن تحبون أجبتم دعاه ؟ . ألا فاعلموا أن أحب عبادي
إلي ، وأكرمهم لدي ، محمد وعلي حبيبي ووليي ، فمن كانت له إلي حاجة فليتوسل إلي بهما ، فإني لا أرد سؤال سائل سألني بهما
، فإني لا أرد دعاءه ، وكيف أرد دعاء من سألني بحبيبي وصفوتي ، ووليي وحجتي ،
وروحي وكلمتي ، ونوري وآيتي ، وبابي ورحمتي ، ووجهي ونعمتي ، لا وإني خلقتهم من
نور عظمتي ، وجعلتهم أهل كرامتي وولايتي ، فمن سألني بهم عارفا بحقهم ومقامهم ،
وجبت له مني الإجابة ، وكان ذلك حق علي ( 2 ) . والاسم الأعظم هو ما يجاب به الدعاء ، فهم الاسم الأعظم والصراط الأقوم
، وإليه الإشارة بقوله : سبح اسم ربك الأعلى ( 3 ) ، سبح ربك العظيم ، والأعلى اسم
الذات ، والعظيم جامع للذات والصفات ‹ صفحة 251 › دليله ما ورد عنه حين رد الشمس ،
فقيل له : بما رجعت الشمس لك يا أمير المؤمنين ؟ فقال
عليه السلام : سألت الله باسمه الأعظم فردها إلي ( 1 ) . وروي أنه قال في دعائه
عند الرجوع : باسمك العزيز ، باسمك العظيم ، والعزيز محمد ، والعظيم علي ( 2 ) ،
فمعنى قوله : سبح اسم ربك العظيم ، معناه سبح اسم ربك العظيم الأعلى باسمه العظيم
الأعلى ، لأن تقديس الصفات توحيد الذات ، ومحمد وعلي في العظمة أعلى من كل موجود ،
لأنهما على الوجود ، وحقيقة الموجود ، وأقرب إلى الذات من سائر الصفات . وإليه
الإشارة بقوله : ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) ( 3 ) ، وليس ذلك قرب المكان ، لأن
الرحمن جل عن المكان ، بل ذلك قرب الصفات من الذات ، وذاك قرب الواحد من الأحد ،
لأنه الكلمة العليا التي لم تسبقها كلمة في الأزل ، ولم تزل ، والنور الذي شعشع
عنه الوجود ، وانتشر من كماله كل موجود ، والاسم المقدم على سائر الصفات ، لأن الأحدية تعرف بالوحدانية ، فهو الاسم العلي العظيم . . وإليه
الإشارة في التخصيص بقوله : ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) ( 4 ) ، والمراد بالعبد
هنا القرب ، لأنه في المقام الخاص ، فسماه بالاسم الخاص وكان الوحي إليه في ذلك
المكان ، أن عليا أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين
. ‹ صفحة 252 ›
فصل
وبيان الفصل ، اعلم أن أسرار الكتب الإلهية ، وسر الولاية ، والهداية
، والرسالة ، والاسم الأكبر ، وسر الغيب ، في فاتحة الكتاب ، وسر الفاتحة في
مفتاحها ، وهي بسم الله الرحمن الرحيم ، وفيها إشارات ثلاث : الأولى : قوله سبحانه
: وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ( 1 ) ، والمراد من الذكر والوحدة قوله بسم الله
الرحمن الرحيم ، لأنها ذكر الله وحده . الثانية : أن عدد حروفها 19 ، وعدد اسم وا ح د 19 فهي ، محتوية من الوحدة والتوحيد والوحدانية ،
والواحد صفة الأحد ، والواحد هو النور الأول ، وهذا ذكر الذات بظاهر اسمها الأعظم
. الثالثة : قوله : بسم الله ، وهو إشارة إلى باطن السين ، وسر السين الذي بين
الباء والميم ، الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنا باطن السين ، وأنا
سر السين ) وهو الاسم المخزون ، وهو باطن الاسم الأعظم ، فإذا فتح الباب لأولي
الألباب ، فاستخرجوا من أسرار الكتاب اسما جامعا للذات والصفات ، وسر الذات
والصفات ، فذلك هو الاسم الأعظم الذي تجاب [ به ]
الدعوات ، وتنفعل به الكائنات .
فصل ب س م
ا ل ل ه ، أما سر الباء فإنها للنبوة ، والنقطة
الولاية ، 2 إن السين عدده 10 ، أو هي اسم علي ، والميم وعددها 92 وهي اسم محمد
قاسم الله الذي به بدأ فساواهما ، الألف المعطوف لا الكلمة التامة التي ظهر بها
الوجود ، وفاض سرها كل موجود ، لأن عن الواحد انبسط كل معدود . ‹ صفحة 253 ›
والدليل
على صحة هذه المباحث والتأويل ، ما رواه عمار عن أمير المؤمنين عليه السلام في
كتاب الواحدة ، أنه قال : ( يا عمار باسمي تكونت الكائنات والأشياء ، وباسمي دعا
سائر الأنبياء ، وأنا اللوح ، وأنا القلم ، وأنا العرش ، وأنا الكرسي ، وأنا
السماوات السبع ، وأنا السماوات الحسنى ، والكلمات العليا ( 1 ) ، وأين كان اسم
علي كان اسم محمد من غير عكس ، لدخول الولاية تحت النبوة ، كدخول الإنسان تحت
الحيوان ، فأين كان الإنسان كان الحيوان من غير عكس . . وإليه الإشارة بقوله في
صدر القرآن الشريف العظيم وأول الذكر الحكيم ( ا ل م ) ، قال : حرف من حروف الاسم
الأعظم ذلك الكتاب لا ريب فيه ، قال : الكتاب : علي لا شك فيه ( هدى للمتقين ) ،
قال : التقوى ما يحرز من النار ، وما يحرز من النار إلا حب علي ، فحب علي هو
التقوى بالحقيقة ، وكل تقوى غيره فهو مجاز ، لأنها لا تحرز من النار . قوله : (
الذين يؤمنون بالغيب ) ( 2 ) ، قال : الغيب يوم الرجعة ، ويوم القيامة ، ويوم
القائم ، وهي أيام آل محمد . وإليها الإشارة بقوله : وذكرهم بأيام الله ) ( 3 ) ،
فالرجعة لهم ، ويوم القيامة لهم ، ويوم القائم لهم ، وحكمه إليهم ، ومعول المؤمنين
فيه عليهم . وقوله الذين : يقيمون الصلاة ، قال : الصلاة بالحقيقة حب علي ، إن
الصلاة هي الصلة بالله ، ولا صلة للعبد بعفو الرب ورحمته وجواره إلا بحب علي ، فمن
أقام حب علي فقد أقام الصلاة ، وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة إذا لم يكن
معها الولاية فهي مجاز ، لا بل ضلال ووبال ، لأنه قد عبد الله بغير ما أمر ، فهو
ضال في سلوكه ، عاص في طاعته ، معاقب في عبادته . قوله : ( ومما رزقناهم ينفقون )
، قال : الإنفاق الواجب الذي تحيى فيه النفوس ، وتنجو به
الأرواح والأجساد من العذاب الأليم ، وهو معرفة آل محمد ، وكل إنفاق غير هذا فهو
مجاز ، وإن كان واجب الإنفاق ، وما أفعل بإنفاق يقوي به
النفاق ؟ قوله : ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك ) ، يعني في حق علي ، لأنهم إن لم
يؤمنوا بما أنزل في حق علي فليس إيمانهم بغيره إيمانا ، وإن قيل إيمان فهو مجاز لا
ينفع . . وإليه ‹ صفحة 254 › الإشارة بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ) ( 1 ) ، فذكر أنهم آمنوا وسماهم مؤمنين ، ثم قال لهم
: آمنوا ، وهذا تنافس ، وليس بتناقض ، ولكن معناه : يا أيها الذين آمنوا بمحمد
آمنوا بعلي حتى يتم إيمانكم . قوله : ( أنزل من قبلك ) ، يعني في حق علي . قوله :
( وبالآخرة هم يوقنون ) ( 2 ) ، يعني يصدقون أن حكم الآخرة لعلي ، كما أن حكم
الدنيا مسلم إليه ، ( أولئك على هدى من ربهم ) ، قال بهذا الدين . ( وأولئك هم
المفلحون ) قال بهذه المعرفة . ‹ صفحة 255 ›
فصل ( معرفة الإمام
بالنورانية )
ومن هذا
الباب ما رواه سلمان ، وأبو ذر ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : من كان
ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه ، يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى
يعرفني بالنورانية ، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان ، وشرح
صدره للإسلام ، وصار عارفا بدينه مستبصرا ، ومن قصر عن
ذاك فهو شاك مرتاب ، يا سلمان ويا جندب ، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ،
ومعرفة الله معرفتي ، وهو الدين الخالص ، بقول الله سبحانه : وما أمروا إلا
ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص ، وقوله : ( حنفاء ) وهو الإقرار بنبوة
محمد صلى الله عليه وآله ، وهو الدين الحنيف ، وقوله : ( ويقيموا الصلاة ) ، وهي
ولايتي ، فمن والاني فقد أقام الصلاة ، وهو صعب مستصعب . ( ويؤتوا الزكاة ) ، وهو
الإقرار بالأئمة ، ( وذلك دين القيمة أي ) وذلك دين الله القيم . شهد القرآن أن
الدين القيم الإخلاص بالتوحيد ، والإقرار بالنبوة والولاية ، فمن جاء بهذا فقد أتى
بالدين . يا سلمان ويا جندب ، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شئ من أمرنا ، إلا شرح الله صدره لقبوله ، ولم يشك ولم يرتاب
، ومن قال لم وكيف فقد كفر ، فسلموا الله أمره ، فنحن أمر الله . يا سلمان ويا
جندب ، إن الله جعلني أمينه على خلقه ، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده ، وأعطاني
ما لم يصفه الواصفون ، ولا يعرفه العارفون ، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون .
. . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹
هامش ص 247 › ( 1 ) الروم : 27 . ( 2 ) المطففين : 196 . ( 3 ) وعلى هذا يحمل حديث
النبي ص : ( بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا ) ( شرح دعاء الجوشن : 104 ، وجامع الأسرار : 382 - 401 ح 763 - 804 ،
والمراقبات : 259 ) . وروي بلفظ : ( يا علي إن الله تعالى قال لي : يا محمد بعثت
عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا ) ثم قال صاحب كتاب القدسيات
: وصرح بهذا المعنى في قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي :
ليعلموا أن باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح ( الأنوار النعمانية
: 1 / 30 ) أقول : يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات : أن
باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا ، إلا أنه لم يفتح ظاهرا ، فكان الأنبياء
جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي إلى أن وصل إلى
النبي الأعظم ص فظهر هذا السر إلى العلن . * ويؤيد ذلك : - ما روي عن أبي محمد
العسكري عليه السلام قال : ( فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم ،
ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون
آثارنا ) ( بحار الأنوار : 26 / 264 باب جوامع مناقبهم ح 49 ، ومشارق الأنوار
اليقين : 49 ) فهذا صريح في أن أنوار محمد وأل محمد عليهم السلام كانت مع كل نبي
سرا ، والكون ليس لمجرد بل ليستفيدوا منه ، ويقتفون آثاره وآثار محمد التي لا يعرف
تفسيرها إلا هم ، وإلا كيف يكون للنور السري مع كل نبي أثرا يقتفي ويهتدي به ؟ وما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام لمن سأله عن فضله
على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال : ( والله قد كنت
مع إبراهيم في النار : وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما ، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق ، وكنت مع موسى فعلمته التوراة ، وأنطقت
عيسى في المهد وعلمته الإنجيل ، وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته
من كيد أخوته ، وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح ) ( الأنوار النعمانية : 1 / 31 ) . وروى ابن الجوزي
والقاضي عياض قول العباس لمدح النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وردت نار الخليل مكتتما * تجول فيها ولست تحترق ( الوفا بأحوال المصطفى : 28 الباب الثاني - ح 9 ، وينابيع
المودة : 13 - 14 ) يا برد نار الخليل يا سببا لعصمة النار وهي تحترق ( الشفا باعراف حقوق المصطفى : 1 / 167 - 168 الباب الثالث ) . - وقال
القسطلاني في المواهب : سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد *
هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد روح الوجود حياة من هو واجد * لولاه ما تم الوكود لمن وجد عيسى وآدم والصدور جميعهم * هم أعين هو نورها
لما ورد لو أبصر الشيطان طلعة نوره * في وجه آدم كان أول من سجد أو لو رأى النمرود
نور جماله * عبد الجليل مع الخليل ولا عند لكن جمال الله جل فلا يرى * إلا بتخصيص
من الله الصمد ( المواهب اللدنية بالمنح المحمدية : 1 /
44 ) . - وقال الشيخ محمد حسين الأصفهاني : طأطأ كل الأنبياء لطاها * ذلك عز عز أن يضاهى تقبلت تربة آدم الصفي * بيمنه أكرم به من خلف وسجدة الأملاك لا لغرته * بل نور ياسين بدا في غرته
به نجي نوح من الطوفان * بمرسلات اللطف والإحسان (
الأنوار القدسية : 20 ) . - وقال الصفوري : لما ألقي
إبراهيم في النار كان نور محمد صلى الله عليه وآله في جنبه ، وعند الذبح كان النور
قد انتقل إلى إسماعيل . ( نزهة المجالس : 2 / 245 ) . - ما روي أن الإمام الصادق
عليه السلام هو الذي أبطل سحر موسى عليه السلام ( الإختصاص
: 247 . ) . - ما عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( قد صعدنا ذرى الحقائق
بأقدام النبوة والولاية ، ونورنا سبع طبقات أعلام الورى بالهداية
، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى ، فينا
السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والعلم في الأجل . . . فالكليم لبس حلة
الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة
ذاق من حدائقنا الباكورة . . . وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة
) ( المراقبات : 245 ) . - ما روي في معنى قوله صلى الله عليه وآله ( الله المعطي
وأنا القاسم ) : جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا وأخرى إنما يخرج على يديه (
شرح الشمائل : 2 / 246 ) . - وحديث أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنا آدم الأول
أنا نوح الأول ) ( الإنسان الكامل : 168 ) . - وقال الشعراوي
قلت : ( وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول : إن نوحا عليه السلام أبقى من
السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا من
الغرق حتى رفع عليه ) ( الفتوحات الأحمدية لسليمان
الجمل : 93 ) . - وقال رسول البشرية صلى الله عليه وآله : ( أنا محمد النبي الأمي
لا نبي بعدي ، أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، وعلمت خزنة النار وحملة العرش ) (
الشفا بتعريف حقوق المصطفى : 1 / 170 الباب الثالث - الفصل الأول ) . ‹ هامش ص 250
› ( 1 ) بحار الأنوار 27 / 80 ( 2 ) وسائل الشيعة 4 / 1142 و 7 / 102 ‹ هامش ص 251
› ( 1 ) بصائر الدرجات : 217 ح 1 - 4 باب إن عنده الاسم الأعظم . ( 2 ) الصحيفة الصادقية : 232 . ( 3 ) النجم : 9 . ( 4 ) النجم : 10 . ‹
هامش ص 252 › ( 1 ) الإسراء : 26 . ‹ هامش ص 253 › ( 1 ) جامع الأسرار : 205 ح 394
. ( 2 ) الآيات من أول سورة البقرة . ( 3 ) إبراهيم : 5 . ‹ هامش ص 254 › ( 1 )
النساء : 136 . ( 2 ) الآيات من أول سورة البقرة . ‹ هامش ص 255 › ( 1 ) الآية :
البينة 5 ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) . ( 2 ) البقرة : 45 .