فصل ( باطن فاتحة الصلاة )

وسورة الحمد فيها اسم الله الأعظم عن يقين ، وعدد آياتها ( 7 ) وهي العدد الكامل ، ومن العدد الكامل يظهر جذر العشرة ، وهو ضرب السنة في أيام الأسبوع ومبلغه ( 2520 ) وهو عدد له نصف ، وثلث ، وربع ، وخمس ، وسدس ، وسبع ، وثمن ، وتسع ، وعشر . وعدد كلمات أم الكتاب مع البسملة ( 29 ) كلمة ، وعدد السور المتوجه بالحروف المقطعة ( 29 ) سورة ، وعدد أيام الشهر ( 29 ) يوما فإذا أخذ منها الألف ، كانت ( 28 ) بعد منازل القمر وإذا قسمت كان منها للأفلاك ( 9 ) والبروج ( 12 ) وللعناصر ( 4 ) وللمواليد ( 3 ) فهذه ثمانية وعشرون بعدد حروف المعجم ، وعدد حروف الفاتحة ( 324 ) وأعداد حروفها ( 9361 ) وساير أعدادها تنقسم إلى الفردانية ، وتشير إليها وتنقسم بأعداد الاسم الأعظم قسمين ظاهر وباطن ، فالظاهر ( 86 ) مرة ، والباطن ( 993 ) مرة تأويلا ، وعدد بساط حروفها ( 942 ) وأعداد بسايط حروفها ( 18 ) ألفا ، والفردانية تدور معها حيث دارت . ‹ صفحة 36 ›

فصل ( حروف المعجم )

وحروف المعجم ( 28 ) حرفا كما مر ، وعددها بالهجاء يعني بسايطها ( 12 ) حرفا وعدد الحروف المقطعة [ في ] سور القرآن ( 12 ) حرفا ، وتحت هجاء بسايط الحروف اسم العزيز الفتاح ( 19 ) مرة وفي بسايطها الاسم الأعظم ( 66 ) مرة ، والاسمان معا ( 2 ) مرتين ، وإذا أخذ المكرور الدني من هذه الحروف في ( 14 ) حرفا وهي الحروف النورانية وهي مقطعة في سورة الحمد وهي هذه : ال ر ح ي م ( 1 ) ن ك س ه‍ ص ق ط وأعدادها ( 699 ) ومن هذه الحروف النورانية تستخرج أسماء الله الحسنى ، واسم الله الأعظم ، وعلم الأدوار والأسرار ، صريحا وظاهرا وباطنا جملة وأفرادا ، لأن اسم الله الأعظم قد يكون في حرف واحد ، وقد يكون في عدد واحد ، وقد يكون في حروف وفي أعداد وكلمات حسب الإرادة الإلهية والحكمة الربانية ، وهو في الحروف على هذا المثال :

ا ل ر ع ح ي م ن ك س ه‍ ص ق ط

1 3 2 7 8 10 4 5 2 6 4 9 1 9

وهذه ( 110 ) وهذا رمز آخر من السر المكتوم قد أبرزته مكشوفا ، ومعرفته مدفونة على من كان له حظ من علم الحروف وأعدادها الظاهرة والباطنة هي هذه :

ا ل ر ع ح ى م ن ك س ه‍ ص ق ط

1 3 2 7 8 10 4 5 2 6 5 9 1 9

فهذه ( 99 ) بعدد الأسماء الحسنى ، وهذا الوجه الثالث من هذا السر وهو :

ا ل م ر ك ه‍ ي ع ص ط س ن ح ق

1 3 4 2 2 5 10 7 9 9 6 5 8 1

وهذه ( 112 ) وهذا وجه آخر : ا ل ر ع ح ي م ن ك س ه‍ ص ق ط ( 72 ) فإذا أخذنا من هذه الحروف صريح الاسم الأعظم ، وهي ( 3 ) حروف و ( 3 ) أعداد بقي منها ( 11 ) حرفا وهي العدد الخفي ، والسر المخفي ، ا ر ح م ن ك س ه‍ ص ق ط وهذه ( 11 ) عددا وهي مادة الاسم الأعظم . ‹ صفحة 38 ›

فصل ( حروف الاسم الأعظم )

وحروف الاسم الأعظم الأكبر مع المكرر ( 72 ) وهي هذه : ا ل م ا ل ن ه‍ ا ل ر ا ل م ا ل ر ح م ا ل ر ح م ا ل ك ا ل م ك ه‍ ر ع ا ع س ق ا ى ا ك ا ل ه‍ ا ل م م ص ط س ط ه‍ ع ل ى ا ل ن م وا ل ر ص ه‍ . وأعداد هذه الحروف ( 264 ) وهذه الحروف الاسم الأعظم وأعدادها ، فإذا أراد النبي أو الإمام ألفها ودعا بها .

فصل وهذا العدد من أعداد الاسم الأعظم ( 124 ) ومضاعفتها ( 1331 ) وهذه تكتب لكل ألم فيشفى ، أو تعلق أو تسقى وتعلق ، فهي شفاء من كل داء ، وإن أراد كتب موضعها حروفا من العنصر الحار المطلق ( ه‍ ط ) ، ومن البارد اليابس المطلق ( ى ) ، ومن الحار الرطب ( ك ) ، ومن البارد الرطب ( ل ) ، على هذا المثال ( 11 ، 7 ، 111 ) والباقي على هذا المثال .

فصل ( خواص الفاتحة )

ومن خواص الفاتحة أنه من قرأها مع صوم وقطع حيوان ( 7 ) أيام في كل يوم ( 1511 ) مرة وصلى على محمد وآله هذا العدد لا يطلب شيئا إلا وجد فيها ، قد تجاسرت وأوردت في هذه الرسالة لمعة من حقائق الأسرار ، تسر المؤمن التقي ، وتضر المنافق الشقي ، ( وسميتها مشارق أنوار اليقين ) في حقايق أسرار أمير المؤمنين ، فجاءت كالسيف المنتضى ، في كشف أسرار علي المرتضى ، والله ولي الأنعام والإحسان والرضى ، ورتبتها على فصول فأقول : إن أعلى مطالب الكمال ، وأعلى مراتب الجلال للإنسان ، العلم الذي ينال به الحياة الأبدية والسعادة السرمدية ، وأجل العلوم ما يبحث فيها عن أجل المعلومات ، وأجل العلوم ما يبحث فيه عن حقيقة الوجود والموجود . ‹ صفحة 39 ›

فصل ( الوجود المطلق والمقيد )

الوجود قسمان : خاص ، وعام ، وجنس الوجود معول عليه ، وفصل الإمكان والوجوب فارق بينهما ومميز لهما فالوجود المطلق وجود الحق سبحانه الذي وجوده عين ذاته ، ونفس حقيقته ، فهو لم يزل ، ولا يزال ، أحدا أبدا . ووجود ما عداه منه وبه وعنه ، فهو الوجود المقيد ، وذات الحق سبحانه غير معلومة للبشر ، وإلا لأحاط الممكن بالواجب ، وهو محال ، وأين التراب ورب الأرباب ، فلم يبق إلا معرفة الوجود المقيد ، وحقيقته هي النقطة التي تبيناها وإليها معرفة العارفين ، وسلوك السالكين ، وهو عين اليقين ، وحق اليقين ، ولها اعتبارات : فهي النقطة ، وهي الفيض الأول ، وهي العقل ، وهي النور الأول ، وهي علة الموجودات ، وحقيقة الكائنات ، ومصدر المحاثات ، دليل ذلك من القدسيات ، قوله : ( كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لأعرف ) ( 1 ) . فيا عجبا ممن كان خفاؤه ولا شئ معه . فقوله : ( كنت كنزا مخفيا ) ، أي في سواتر الغيوب ، إذ ليس هناك خلق يعرفه ، وذاك إشارة إلى وحدة الذات ، كان الله ولا معه شئ . وقوله : ( فأحببت أن أعرف ) إشارة إلى ظهور الصفات . قوله : ( فخلقت الخلق لأعرف ) إشارة إلى ظهور الأفعال ، وانتشار الموجودات ، التي كانتا رتقا في صحراء ففتقناهما . قوله : ( وهو الآن على ما كان ) إشارة إلى أنه أحد أبد ، لم يتكثر بخلقه ، لأنه هو هو ، فكما تجلت ذاته المقدسة في صفة من صفات الألوهية مدحت بها ، وللأفعال وجود بين عدمين ، والوجود بين العدمين في حيز العدم إن كان من وجود فليس إلا الله وحده ، ولذلك قال الحلاج : من لاحظ الأزلية والأبدية ، وغمض عينيه عما بينهما ، فقد أثبت التوحيد ، ومن غمض عينه عن الأزلية والأبدية ولاحظ بينهما ، فقد أتى بالعبادة ، ومن أعرض عن البين والطرفين ، فقد تمسك بعروة الحقيقة .

فصل والعالم أعراض وأجسام ، والأجسام مركبة من الخط والسطح خطا ثم سطحا ثم جسما ، ومدار الكل على النقطة ، ومرجعه إليها ، والكلام أيضا على الحروف ، والحروف على الألف ، والألف على النقطة ، وكذلك بني آدم فإن كثرتهم منحصرة في وحدة آدم ، دليله قوله تعالى : ( خلقكم من نفس ‹ صفحة 40 › واحدة ) ( 1 ) ، أي من صورة واحدة ، ومادة واحدة ، وذلك تنبيها للغافلين ، وإيجازا للعارفين ، وكثرة آدم راجعة في بستان الوحدة إلى النقطة ، وكذلك الأعداد فإن مرجعها إلى الواحد ، ومنبعها منه .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 33 › ( 1 ) القلم : 1 ( 2 ) الصراط المستقيم : 2 / 93 . ( 3 ) شواهد التنزيل : 1 / 170 . ( 4 ) ينابيع المودة : 1 / 75 - 81 وأسد الغابة : 4 / 24 . ‹ هامش ص 34 › ( 4 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 13 / 197 . ( 1 ) بحار الأنوار : 37 / 270 ح 40 . ‹ هامش ص 36 › ( 1 ) في رسالة الماجد لجابر بن حيان ( بول كراوس ) الميم حرف ظلماني . ‹ هامش ص 39 › ( 1 ) بحار الأنوار : 87 / 199 ح 6 . ‹ هامش ص 40 › ( 1 ) الزمر : 6 .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فصل ( معنى الواحد والألف )

 

 واعلم أن سر العدد في النفوس مطابق لصور الموجودات ، وهو عنصر الحكمة ، ومبدأ المعارف والإكسير الأول ، والكيمياء الأكبر والعهد المأخوذ ، وأول الابتداع ، ابتدعه الرب وجعله أصلا لخلقه ، وقبلة لعباده ووجهه ، وأطلعه من سره المكنون ، وعلمه المخزون ، على ما كان وما يكون ، وهو واحد العدد ، خلقه من نور جلاله ، وهو الإبداع المحض ، والأحد الذي ليس قبله شئ من العدد ، وهو أول موجود ، والواحد المبدع والأحد ، بإثبات الألف هو المبدع لأن الألف يتقدم الحروف ففي الأحد هي الأحدية ، وفي الواحد هي الوحدانية ، والأحد لا حد له ولا يوصف بإشارة أبنية فهو الأحد المطلق والواحد الحق ، هو الذي تنبعث منه الآحاد وهو ينبوع الأزواج والأفراد ، فعلم العدد أول فيض العقل على النفس ، ولذلك صار مركوزا في قوة النفس ، أول فيض العقل على النفس والعدد لسان ينطق بالتوحيد لأن لفظ الواحد متقدم على الاثنين فالسبق للواحد ، وفي تقدم أحد الاثنين على الآخر تأخر الثاني ، فصح بذلك التوحيد ، ولهذا قيل : من عرف طبيعة العدد عرف إتقان الحكمة ، وأما إبطال الاثنين والثلاثة فإن الواحد الحق لا يتجزأ إذ لو تجزأ لانقسم ، والمنقسم ليس بإله ، وأما الواحد الذي فاض عن الأحد المشار إليه بالعظمة الذي هو مبدأ كل موجود فهو العقل الأول ، فعلم العدد الدال على معرفة الواحد الأحد هو أصل العلوم ومبدأ المعارف ، وتقدمه على سائر العلوم ، كتقدم العقل على سائر الموجودات ، وكما أن جميع الأشياء موجودة في العقل بالقوة فكذلك كل العلوم موجودة في العدد ، وصورتها مطابقة لصور الموجودات ، فله صورة البسائط بالقوة ، وصورة المركبات بالفعل ، فلذلك كان علم العدد من الإشارات العقلية لأنه يقود النفس إلى علم التوحيد والإقرار بالمبدع الأول فهو العقل الذي نزعت منه المقولات ، وهو شجرة اليقين ، ومبدأ الشرع والدين ، عليه ثبتت الصلاة ، ومنه عرفت العبادات ، وبه تعرف أدوار الزمان ، وهو هلال العارفين ومبدأ كل مقال ، أوله مطابق لآخرة ، وآخره مطابق لأوله ، فأوله الواحد الذي لا أول له فيعرف ، وآخره الواحد الذي لا نهاية له فيوصف . ‹ صفحة 41 ›

فصل ( حقيقة النقطة وأنها الفيض الأول )

وكذلك الأسماء الإلهية فإن مرجعها إلى الاسم المقدس ، فهو جامع لشملها ، وشامل لجمعها ، متجل في أحدها ، ونهاية الحروف النقطة فتناهت الأشياء بأسرها إلى النقطة ودلت عليها ، ودلت النقطة على الذات ، وهذه النقطة هي الفيض الأول الصادر عن ذي الجلال المسمى في أفق العظمة والجمال بالعقل الفعال ، وذاك هو الحضرة المحمدية ، فالنقطة هي نور الأنوار ، وسر الأسرار ، كما قال أهل الفلسفة : النقطة هي الأصل والجسم حجابه ، والصورة حجاب الجسم ، والحجاب غير الجسد الناسوتي . دليله من صريح الآيات قوله تعالى : ( الله نور السماوات ) ( 1 ) ، معناه منور السماوات ، فالله اسم للذات والنور من صفات الذات ، والحضرة المحمدية صفة الله وصفوته ، صفته في عالم النور ، وصفوته في عالم الظهور ، فهي النور الأول ، الاسم البديع الفتاح ، قوله الحق : ( أول ما خلق الله نوري ) ( 2 ) ، وقوله : ( أنا من الله والكل مني ) . ( 3 ) وقوله مما رواه أحمد بن حنبل : ( كنت وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربع عشرة سنة ) ( 4 ) . فمحمد وعلي حجاب الحضرة الإلهية ونوابها وخزان أسرار الربوبية وبابها . أما الحجاب فلأنهم اسم الله الأعظم والكلمة التي تجلى فيها الرب لسائر العالم لأن بالكلمة تجلى الصانع للعقول ، وبها احتجب عن العيون ، سبحان من تجلى لخلقه بخلقه حتى عرفوه ، ودل بأفعاله على صفاته حتى وحدوه ، ودل بصفاته على ذاته حتى عبدوه . وأما الولاية ، فلأنهم لسان الله في خلقه ، نطقت فيهم كلمته ، وظهرت عنهم مشيئته ، فهم خاصة الله وخالصته . وأما الباب ، فلأنهم أبواب المدينة الإلهية التي أودعها مبدعها نقوش الخلائق ، وأسرار الحقائق ، ‹ صفحة 42 › فهم كعبة الجلال التي تطوف بها المخلوقات ، ونقطة الكمال التي ينتهي إليها الموجودات ، والبيت المحرم الذي تتوجه إليه سائر البريات لأنهم أول بيت وضع للناس فهم الباب ، والحجاب ، والنواب ، وأم الكتاب ، وفصل الخطاب ، وإليهم يوم المآب ، ويوم الحساب ، فهم لاهوت الحجاب ، ونواب الجبروت ، وأبواب الملكوت ، ووجه الحي الذي لا يموت .

فصل وإن قلت : معنى قوله : ( الله نور السماوات والأرض ) ( 1 ) يعني منور السماوات والأرض ، وهادي أهل السماوات والأرض ، قلت : نعم هم الهداة والدعاة إلى الله عز وجل ، والنور المشرق من حضرة الأزل ولم يزل ، والاسم الفتاح الذي أخرج بنوره الوجود من العدم ، فبهم بدا وبهم هدى ، وبهم ختم ، وهم المعاذ في المعاد للعباد عند زلة القدم ، فهم مصابيح الظلم ، ومفاتيح النعم .

فصل فإذا استقرينا الموجودات ، فإنها تنتهي إلى النقطة الواحدة التي هي صفة الذات وعلة الموجودات ، ولها في التسمية عبارات ، فهي العقل من قوله صلى الله عليه وآله : ( أول ما خلق الله العقل ) ( 2 ) ، وهي الحضرة المحمدية من قوله : ( أول ما خلق الله نوري ) ( 3 ) . ومن حيث إنها أول الموجودات صادرة عن الله تعالى بغير واسطة سميت العقل الأول ، ومن حيث إن الأشياء تجد منه قوة التعقيل سمي العقل الفعال ، ومن حيث إن العقل فاض منه إلى جميع الموجودات فأدركت به حقائق الأشياء سمي عقل الكل ، فعلم بواضح البرهان أن الحضرة المحمدية هي نقطة النور وأول الظهور ، وحقيقة الكائنات ، ومبدأ الموجودات ، وقطب الدائرات ، فظاهرها صفة الله ، وباطنها غيب الله ، فهي ظاهر الاسم الأعظم ، وصورة سائر العالم ، وعليها مدار من كفر وأسلم ، فروحه صلى الله عليه وآله نسخة الأحدية في اللاهوت ، وجسده صورة معاني الملك والملكوت ، وقلبه خزانة الحي الذي لا يموت ، وذلك لأن الله تعالى تكلم في الأول بكلمة فصارت نورا ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا ، وأدخلها ذلك النور ‹ صفحة 43 › وجعلها حجابا فهي كلمته ونوره وروحه وحجابه ، وسريانها في العالم كسريان النقطة في الحروف والأجسام ، وسريان الواحد في الأعداد وسريان الألف في الكلام ، وسريان الاسم المقدس في الأسماء ، فهي مبدأ الكل وحقيقة الكل ، فكل ناطق بلسان الحال والمقال ، فإنه شاهد لله بالوحدانية الأولية ، ولمحمد وعلي بالأبوة والملكية ، دليله قوله صلى الله عليه وآله : ( أنا وعلي أبوا هذه الأمة ) ( 1 ) ، وإذا كانا أبوي هذه الأمة دل بالتزام أن يكونا أبوي سائر الأمم لدلالة الخاص على العام ، والأعلى على الأدنى من غير عكس ، فلولاهما لم يكن خلق أبدا لاختصاصه ب‍ ( لولاك لما خلقت الأفلاك ) ( 2 ) فعلم أن صدور الأفعال عن الصفات ، وصدور الصفات عن الذات ، والصفة التي هي إمام الصفات في ظهور الموجودات ، هي الحضرة المحمدية فهي عين الوجود وشرف الموجود وهي النقطة الواحدة التي هي صفة الأحد والجمال ، الصادرة عن الجلال ، والنور المبتدع من سحاب العظمة المشعشع من فيض قدس الرحمة وهي عرش النور والكتاب المسطور واللوح المحفوظ وأول الظهور ، وختم الأيام والدهور . يؤيد ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل : هل رأيت في الدنيا رجلا ؟ فقال : رأيت رجلا وأنا إلى الآن أسأل عنه . فقلت له : من أنت ؟ فقال : أنا الطين . فقلت : من أين ؟ فقال : من الطين . فقلت : إلى أين ؟ فقال : إلى الطين . فقلت : من أنا ؟ فقال : أبو تراب . فقلت : أنا أنت . فقال : حاشاك ، حاشاك ، هذا من الدين في الدين ، أنا أنا ، وأنا أنا ، أنا ذات الذوات ، والذات في الذوات الذات ، فقال : عرفت . فقلت نعم . فقال : فامسك . ( 3 ) فأقول : في حل هذا الرمز الشريف إشارة إلى خطاب عالم اللاهوت مع عالم الناسوت ، وهو الروح للجسد ليبين للناس الفرق بين هيكل قدسه وسر نفسه ، فقوله : رأيت رجلا ، وأنا أسأل إلى الآن عنه . وذلك لأن الروح لم تزل لها تعلق بالجسد ونظر إليه لأنه بيت غربتها ، ومسكن كربتها ، ومركب سيرها ، وسرير تحصيلها ، والثاني أن العارف أبدا يجب عليه أن يعرف الفرق بين مقام التراب وسر رب الأرباب ، لأنه إذا عرف نفسه عرف ربه ، لأنه إذا عرف نفسه بالحدوث ، والفقر ، ‹ صفحة 44 › والمسكنة ، عرف ربه بالعزة والكبرياء ، والعظمة . وقوله : أنا الطين ، إشارة إلى أن العارف ، لم يزل في مقام الفقر والإقرار بالحدوث والعجز . وقوله : من أنا ؟ لما أقر الجسد بالمعرفة ، والحدوث والإمكان ، والموت ، والرجوع إلى عنصره ومعدنه ، وتلاشيه وتحلله بعد تركيبه . وقوله : أنت أبو تراب ، يشير به إلى معنيين : خاص ، وعام . فالأول معناه أن المراد من الأب المربي والمرشد ، والروح قيم هذا الجسد ومربيه ، والثاني أن أبا تراب هو الماء ، والمراد به : أنت أبو الأشياء ومبدأها وحقيقتها ومعناها ، لأن الكلمة الكبرى عنها برزت الموجودات ، وهي سر سائر الكائنات . وقوله : فقلت له : أنا أنت . يعني أنا مثلك ميت ومركب . فقال : حاشاك ، حاشاك ، أنا أنا ، وأنا أنا ، يعني ابن التراب والنور . وقوله : أنا ذات الذوات ، والذات في الذوات للذات ، صرح بإظهار السر المكنون ، والكلمة المتعلقة بطرفي ( كن فيكون ) ، وذلك أنه اسم الله الأعظم وحقيقة كل كائن وأنه ذات كل موجود لذات واجب الوجود لأنه سره وكلمته وأمره ووليه على كل شئ ، وذلك أمر خصه الله به ، لأنه هو هو ، بل إنه كلمة الله وآيته وسره .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 40 › ( 1 ) الزمر : 6 . ‹ هامش ص 41 › ( 1 ) النور : 35 . ( 2 ) نظم المتناثر : 185 ح 194 ، وأخبار الدول : 4 ، وبحار الأنوار : 15 / 24 ، وينابيع لمودة : 1 / 10 . ( 3 ) رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة : 2 / 663 ح 1130 وفيه : قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام . ‹ هامش ص 42 › ( 1 ) النور : 35 . ( 2 ) تقدم الحديث . ( 3 ) تقدم تخريجه . ‹ هامش ص 43 › ( 1 ) كمال الدين : 1 / 261 ، والبحار : 36 / 254 . ( 2 ) الفوائد المجموعة : 326 ، وجامع الأسرار : 381 ح 758 . ‹ هامش ص 44 › ( 1 ) الإنسان الكامل : 128 ، والرسائل الثمانية : 88 . ( 3 ) لنبو - خ ل .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فبان بحل هذا المبهم كفر الغالي والقالي ، وسلوك التالي والموالي ، ووصول العارف العالي ، فعلي سر الله في الكل ووليه على الكل ، لأن الرب سبحانه سلم ما أوجده بإرادته ، وخلقه بقدرته ومشيئته ، إلى وليه وكلمته ، فقد سلم ما صدر منه إليه لأن المولى الولي ، مقامه في الخلق مقام الرب العلي ، وإليه الإشارة بقوله : ( لا فرق بينهم وبينك إلا أنهم عبادك وخلقك ) ( 1 ) . وقوله في الدعاء : ( جئت بك إليك ) ( 2 ) يعني جئت بصفاتك إلى ذاتك ، وبعدلك إلى عفوك . وقوله له : فقال : عرفت ، فقلت نعم ، فقال : فامسك . هذا إشارة إلى أن الإنسان إذا عرف أن عليا هو السر الخفي ، وجب عليه الامساك لقبول ( 3 ) العقول عن هذا الإدراك . ‹ صفحة 45 ›

فصل ( الصفات الإلهية )

 وذلك لأن الصفات الإلهية ( 7 ) الحي وهو إمام الأئمة والعليم ، والمريد والقادر والمتكلم والجواد والمقسط ، ولهذه الأسماء مظاهر فمظهر ركن الحياة إسرافيل ، ومظهر ركن العلم جبرئيل ، ومظهر ركن الإرادة ميكائيل ، ومظهر ركن القدرة عزرائيل ، ولهذه الأصول سبع مظاهر كوكبية تسمى النيرات السبع ، وكل كوكب منها خدم لاسم من هذه الأسماء ، فمظهر تجلي الحياة الشمس ، ومظهر تجلي العلم المشتري ، ومظهر تجلي القدرة المريخ ، ومظهر تجلي الإرادة الزهرة ، ومظهر تجلي الكلام القمر ، ومظهر تجلي الأقساط عطارد ، ومظهر تجلي الجود زحل ، والأسماء هي المؤثرة فيما تحتها من العوالم لكن بواسطة هذه المظاهر كما تقتضيه الحكمة الأزلية من ترتيب الأسباب على المسببات ، وإليه الإشارة بقوله : ( وأوحى في كل سماء أمرها ) ( 1 ) .

فصل ( الأنبياء مظاهر أسماء الله )

 وكذلك الأنبياء فإنهم مظاهر أسماء الله فمن كان منهم مظهر اسم كلي ، كانت شريعته كلية ، وجميع الأسماء ترجع إلى الاسم الجامع الذي هو الله ، وجميع الرسل والأنبياء ترجع إلى هذه الأسماء السبعة : آدم وإدريس وإبراهيم ويوسف وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام ومرجع هذه السبعة إلى الاسم الجامع الواحد وهو محمد صلى الله عليه وآله قادم مظهر الاسم الناطق وللخالق فيه أثر تام ، ومحله فلك القمر وهو بيت العزة ، وفيه جوامع الكلم الطيب . ( وإدريس ) مظهر الاسم الحي وفلكه الشمس التي هي منبع الحياة الحيوانية والنباتية ، ومن ثم أعطي العلم بأسرار المعادن والنبات . ( وإبراهيم ) مظهر الاسم الجواد وللإله فيه أثر تام وفلكه زحل وهو أول من أطعم الضيف . ( ويوسف ) مظهر الاسم المريد وللجميل فيه آثر عظيم وفلكه فلك الزهرة . ‹ صفحة 46 › ( وموسى ) مظهر الاسم القادر وللقوي وللشديد فيه أثر ، وفلكه فلك المريخ . ( وهارون ) مظهر الاسم العليم والآمر والناهي وفلكه فلك المشترى . ( وعيسى ) مظهر الاسم المقسط وللحكيم فيه أثر ولذلك أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى وفلكه فلك العطارد . ومحمد صلى الله عليه وآله له جملة هذه الأفلاك أو الأسماء والأعداد ، وهو مظهر الاسم الجامع وفلكه قاب قوسين أو أدنى ، وهو جامع الأسرار ، ومظهر الأنوار ، وجامع الكلم فهو كل الكل وجملة الجمال وخلاصة الأكوان ، وخاصة الرحمن وهو كما قيل : فما أعجز الأفكار عن كنه وصفه وما أقصر التفسير عن كل معناه وعدد اسم محمد صلى الله عليه وآله ( 132 ) لأنه م ح م د وفيه ميم مدغمة واسمه أمين ، واشتقاق لفظ الأمين من الأمن ، وعدده خطا لا رسما ( 92 ) وهو عدد يشير إلى اسمه م ل ك وأمان أم ان وهو ( 92 ) كما قيل : لاسم خير الرسل فضل * عند ذي الفضل متين فهو في الخط أمان * وهو في اللفظ أمين ‹ صفحة 47 ›

فصل ( أسرار حروف اسم النبي صلى الله عليه وآله )

 ومن أسرار اسمه الشريف وعدده ( 132 ) أنه يشير إلى اسمه تعالى وا ل م ل ك وهذا العدد الشريف من الأنماط الإلهية اسمان جليلان وهما ح ى ع د ل ، وهذا العدد الشريف إذا قسمت أجزاؤه فإنه ينقسم بخمسة أقسام نصف وهو ( 26 ) وربع وهو ( 33 ) وثلث وهو ( 44 ) وسدس وهو ( 11 ) وهو عدد الاسم الأعظم باطنا ، وكل عدد فوقه فإنه يؤخذ منه وراجع إليه ، وهذه الأعداد مجموعها ( 166 ) فقد زادت على الأصل ( 44 ) وهذه الزيادة له من الأسماء الأحد ( أ ل ا ح د ) فدل على أنه أحد الكونين وواحدها ، وأحمدها ومحمدها وأمانها وأمينها ومولاها وسيدها ، النبي الكريم ، الرؤوف الرحيم ، الحبيب النجيب ، القريب المجيب ، البشير النذير ، السراج المنير ، العزيز الخبير ، الصادق الأمين ، طه وياسين ، الأول الآخر ، الباطن الظاهر ، الفاتق الراتق ، الناتح الخاتم ، العالم الحاكم ، الشافع الراحم ، الهيكل العاصم ، الشاهد القاسم ، المؤيد المنصور ، أبي القاسم فهو كما قيل : فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم فهو الدليل المبين. فصل وأما أسرار حروفه ، فأولها ( م ) وهو حرف ناري علوي صامت من حروف الدائرة وله عالمان لأنه م ى م وميمه الأول ميم الملك والآخر ميم الملكوت وعدده ( 40 ) وهذا العدد افتتاح كل مغلق ولهذا افتتح باسمه الجود والوجود ، وإذا فصلت حروفه كانت ( 50 ) وإذا أضيفت إليها عدده وهو ( 40 ) كانت ( 90 ) وهي حقايق اسم الميم ويظهر عنها بالضرب من الأسماء الإلهية ( ا ل م ل ك ا ل س ى د ا ل س ل ا م انا ه وم ح م د ) . الثاني من حروف اسمه ( ح ) وهي حرف مائي نوراني علوي ومحل الحاء الكرسي وهو الثامن لأن حقيقتها الثمانية وهي من حملة العرش . الرابع من حروفه ( د ) وهو حرف مائي مظلم وله حقيقة الدوام وعنه ظهر اسمه الدائم وله دوام الملك والنور ‹ صفحة 48 › فصل ( باطن الأسماء الإلهية ) واعلم أن لكل اسم من الأسماء الإلهية صورة باطنة في العالم تسمى الصورة العينية ، ولكل اسم من الأسماء رب هي مربوبة له ، والحقيقة المحمدية هي صورة الاسم الجامع الإلهي الذي منه استمرار جميع الأشياء . تلك الحقيقة هي التي ترب صور العالم بالرب الظاهر فيها وهو رب الأرباب لأنها هي الظاهرة في تلك المظاهر ، فبصورتها الظاهرة التي هي مظهر الاسم الأعظم المتناسبة لصور العالم ترب العالم ، وبباطنها ترب باطن العالم لأنه صاحب الاسم الأعظم وله الربوبية المطلقة . فعلم بهذا الكشف التام من هو روح العالم وممن يستمد الحياة ، ولذلك قال وقوله الحق : ( خصصت بفاتحة الكتاب وخواتيم البقرة وأعطيت جوامع الكلم ) ( 1 ) ، وهي مصدرة بقوله : الحمد لله رب العالمين . وهذا مجمع الأرواح والأجساد والعوالم . فعلم من هذا الكشف الظاهر أنه هو روح العالم لأن الروح الظاهر يسري في الصور كضوء الشمس في جسم الهواء . فمحمد صلى الله عليه وآله هو سر الوجود ظاهرا وباطنا ، فسبحان من دل على ذاته بتجليه في صفاته .

فصل ( نشوء الحروف من الألف )

 واعلم أن الكلام تناهى إلى الحروف ، والحروف إلى النقطة ، وهي الألف المفقود وينشأ عنه ( 28 ) حرفا كما مر وهي الصورة الإلهية القائمة بذات الله ، وهي قسمان جلال وجمال ، وحروف الجلال قسم واحد وهي الحروف النارية ، وحروف الجمال ثلاثة أقسام وليس في الحروف حرف إلا وهو صادر عن الألف وهو شهادة الوجود والموجود بوحدانية الرب المعبود ، وهي محيطة بكل شئ وهو بكل شئ محيط كما قيل : ففي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد ‹ صفحة 49 ›

فصل( معاني القرآن في أربعة أحرف )

 ومن سر الحروف تتركب الأسماء ، ولكل كلمة ظاهر وباطن ، والظاهر لأهل التقليد ، والباطن لأهل التحقيق والتجريد ، لأن الظاهر جسم الروح وقشوره ، والباطن روح الجسم ولبابه ، والناس على أربعة أقسام : قسم لهم حظ من الظاهر والباطن ، وهم الراسخون في العلم ، وقسم ليس لهم حظ في الظاهر والباطن وهم الكفار ، وقسم ليس لهم حظ في الظاهر دون الباطن وهم المحجوبون في الظلمة المقرون بالنبوة دون الإمامة ، وقسم ليس لهم حظ من الباطن دون الظاهر وهم عقلاء المجانين . وروى ابن عباس في قوله تعالى : ( وكل شئ فصلناه تفصيلا ) ( 1 ) قال : ( 2 ) معناه شرحناه شرحا بينا بحساب الجمل فهم من فهم وهذا هو العلم الذي أسره الله إلى نبيه ليلة المعراج وجعله عند أمير المؤمنين عليه السلام - 4 - في عقبه إلى آخر الدهر وهي ( 8 ) كلمات و ( 28 ) حرفا وكل حرف منها يتضمن اسم محمد وعلي ظاهرا وباطنا يخرجه من له وقوف على أسرار علم الحروف وأعدادها .

فصل( معاني القرآن في أربعة أحرف )

 وبهذه الحروف نزل القرآن ، وهي ترجمان ذات الرب سبحانه ، والقرآن له ظاهر وباطن ، ومعانيه منحصرة في أربعة أقسام ، وهي أربعة أحرف وعنها ظهر باقي الكلام وهي ( ا ل ل ه‍ ) والألف واللام منه آلة التعريف ، فإذا وضعت على الأشياء عرفتها أنها منه وله ، وإذا أخذ منه الألف بقي لله ، ولله كل شئ ، وإذا أخذ منه ل بقي إله وهو إله كل شئ ، وإذا أخذ منه ألف واللام بقي له وله كل شئ ، وإذا أخذ منه الألف واللامان بقي هو ، وهو هو وحده لا شريك له ، والعارفون يشهدون من الألف ويهيمون من اللام ويصلون من إلها .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 44 › ( 1 ) الإنسان الكامل : 128 ، والرسائل الثمانية : 88 . ( 3 ) لنبو - خ ل . ‹ هامش ص 45 › ( 1 ) فصلت : 12 . ‹ هامش ص 48 › ( 1 ) الشفا بتعريف حقوق المصطفى : 1 / 170 باب 3 فصل 1 بتفاوت ، والفضائل لابن شاذان : 5 . ‹ هامش ص 49 › ( 1 ) الإسراء : 12 .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والألف من هذا الاسم إشارة إلى الهوية التي لا شئ قبلها ولا بعدها ، وله الروح واللام وسطا ، ‹ صفحة 50 › وهو إشارة إلى أن الخلق منه وبه وإليه وعنه ، وله العقل . وهو الأول والآخر ، وذلك لأن الألف صورة واحدة في الخط وفي الهجاء . فالعدد إما زوج أو فرد ضرورة فهذه ثلاثة ، وهي في الضرب تسعة ، وهي العدد المكتوم ، والثلاثة هي مواد سائر الأعداد وموضوعاتها ، والتسعة هي العدد الطيار كما مر المنقسم بالأفراد وفيها مجمع الأزواج والأفراد وحرفها الطاء ، وهي الحرف الاكال وإذا أعيد إلى التسعة الزوج الا ل ظهر الاسم الخفي والسر الذاتي وهو ( ه‍ ووه‍ وه‍ و ) به سائر الموجودات ، فظهرت الهاء الخفية وأصلها الضمة وهي الواو وإذا ضربت ( 11 ) في الهاء وهي خمسة كان العدد خمسة وخمسين فظهر اسمه تعالى م ج ى ب ، ولما كان أصل الهاء الضمة وهو الواو ولها الجهات الستة وإذا ضربت الستة في ( 11 ) كان العدد ( 66 ) وهو الاسم المقدس الله جل جلاله وهو اسم الذات وصفة الصفات ، وموضوع الأسماء ، وإذا ضربت ستة وستون في ستة كان العدد ثلاثمائة وستة وتسعين ، وإذا ضربت ستة وستون في إحدى عشر كان العدد سبعمائة وستة وعشرين ، وإن ضربت ست وستون في خمسة كان العدد ثلاثمائة وثلاثين ، ومنبع الأسرار الهاء المضمومة التي هي قيوم الحروف والطبيعة الخامسة الفعالة والهاء باطن كل موجود وحقيقة كل شهود ، فإذا قدح زناد الهاء بصوان الألف خرجت الطاء الاكالة ، وإذا ضربت الهاء في نفسها كان العدد خمسا وعشرين ، فهي لا تظهر إلا نفسها لأن خمسة وعشرين خمس خمسات ، وإذا ضربت خمس وعشرون في نفسها كان العدد ستمائة وخمسا وعشرين ، والهاء من حروف المريخ ، ومن عرف كيف النطق بها أهلك عدوه ولكن ذاك مودع في الصدور لا في السطور ، ونطقها على سبيل الرمز هايابيل أو هو يا هو يا مذل يا منتقم يا فعال أنت هو .

فصل [ شرف لفظة : - هو - ودلالتها )

 ( 1 ) اعلم أن الاسم إما مشتق ، أو علم ، أو إشارة ، والاسم المشتق كلي لا يمنع من وقوع الشركة فيه ، والاسم العلم قائم مقام الإشارة فهو فرع عليها ، والإشارة أصل والأصلي أعظم من الفرع ، فقولك : هو أشرف الأسماء كلها يعني : ( 2 ) أن الحق سبحانه فرد مجرد لا يمكن نعته بصفة زايدة وإلا لانتفت الفردانية ، والإخبار عنه بعين ذاته محال ، فجميع الأسماء المشتقة قاصرة عن الإنباء عن ذاته المقدسة . وأما لفظ هو فإنه ينبئ ‹ صفحة 51 › عن كنه حقيقته المخصوصة المبرأ عن جميع جهات الكثرة ، فاسم هو لوصوله إلى كنه الصمدية أشرف الأسماء . ( 3 ) أن الصفات المشتقة لا تعرف إلا دالة على الصفات ، والصفات لا تعرف إلا بالإضافة إلى المخلوقات ، وأما لفظ هو فإنه يدل عليه من حيث هو هو ، وهذا الاسم يوصل إلى الحق ويقطع عن الخلق . ( 4 ) أن الأسماء المشتقة دالة على الصفات ، ولفظ هو دال على الموصوف ، والموصوف أشرف من الصفة ، وذلك لأن ذات الباري سبحانه ما كملت بالصفات بل هي لغاية الكمال استلزمت صفات الكمال ، فلفظ هو يوصل إلى ينبوع العزة . ( 5 ) أن لفظ هو مركب من حرفين ( ه‍ و ) والهاء أصل الواو فهو حرف واحد يدل على الواحد الحق سبحانه . ( 6 ) أن الهاء أول المخارج والواو آخرها فهو الأول والآخر ، والهاء باطن المخارج وباطن الأشياء والواو ظاهر سائر المخارج فهو الأول والآخر والباطن والظاهر . ( 7 ) أن هذا الحرف الذي وضع لتعريف ذات الحق غير معلوم بالحقيقة ، وذات الحق أولى بالتنزيه عن الكيفية ، فمنه إليك قوله هو ومنك إليه قولك هو .

فصل ( مراتب حروف الجلال )

 وحروف الجلالة لها أربع مراتب : الذات ، والعقل ، والنفس ، والروح ، ولها أربع ملائكة : جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، وهي منزلة على أربعة أنبياء : إبراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام ، ومحمد صلى الله عليه وآله ، وهي تتم بأربع حقائق : الأمر ، والنهي ، والوعد ، والوعيد ، وهي منزلة في أربع كتب : المصحف ، والتوراة ، والزبور ، والفرقان ، فالمصحف صورة القلب ، وهي الألف الأول ، والتوراة صورة العقل ، وهي اللام الأولى ، والإنجيل صورة الروح ، وهي اللام الثانية ، والفرقان صورة النفس وصورة الحق في عالم الظاهر والباطن ، وحرفها الهاء . ‹ صفحة 52 ›

فصل ( الباء ظهور الوجود والنقطة تميز للعابد والمعبود )

 واعلم أن الفيض الأول عن حضرة الأحدية هي النقطة الواحدة ، وعنها ظهر ألف الغيب ( القلب خ ل ) وامتد حتى صار خطه ، وهو مركب من ثلاث نقط واحدة وواحدة وواحدة ، فالواحدة لها العلم والعقل وروح القدس ، وحرفها الألف ، ومنها تبتدئ الموجودات وإليها تنتهي ، والنقطة الواحدة وهي روح الله ونفخت فيه من روحي ، وحرفها الباء وهي الحجاب وهو ظاهرة النقطة الواحدة وجسدها ، ولها الحكم الظاهر وحقيقتها النبوة وعنها ظهرت الموجودات وباطنها النقطة الواحدة . قال عليه السلام : عن الباء ظهر الوجود ، وبالنقطة تبين العابد عن المعبود ( 1 ) ، وقال حكيم : بالباء عرفه العارفون ، وما من شئ إلا والباء مكتوبة عليه ( 2 ) ، فإذا قلت : ( الله ) ، فقد نطقت بسائر الأسماء ، وإذا كتبت الألف فقد كتبت سائر الحروف ، وإذا نطقت بالواحد فقد ضمنت سائر الأعداد ، وإذا قلت النقطة فقد حصرت سائر العوالم ، وإذا قلت النور فقد ضمنت الوجود من العدم ، وإذا قلت نور النور فقد نطقت بالاسم الأعظم ، لمن كان يدري ويفهم ، إذ لاحظ للأصم من طيب النغم ، ولا فرق عند الأكمه من الليل إذا أظلم ، والصبح إذا تبسم ، وقال العارف هذا : ألف الحروف هو الحروف جميعها * والفاء دائرة عليه تطوف وقال الآخر : يا رب بالألف التي لم تعطف * وبنقطة هي سر كل الأحرف وبقافها الجبل المحيط وصادها * البحر الذي بظهوره لا يختفي ثبت علي هداي وأتمم نوره * يا من به أصبحت عني مكتفي الثالث النقطة الواحدة وهي روح الأمر ، وعنها نور أن الوجود في عالم الصور ، وهي إشارة ظهور الأفعال ، لأن الواحد الحق سبحانه يوجد الأشياء وليس فيها وإلا لكان محدودا ، ولا منها وإلا لكان معدودا ، لكنه متجل فيها بنور جماله ، متخل عنها بكمال جلاله ، دان إليها بكبريائه ، قائم بها ، قيوم عليها ، لأن الأحد الحق سبحانه لا يتجزى فيعد ، ولا يتكثر فيحد ، فالوحدة لازمة له ‹ صفحة 53 ›

فصل ( معنى الأحد والواحد )

 أحد وواحد ووحدانية ، فالأحد اسم الذات مع سلب تعدد الصفات ، والواحد اسم الذات مع إثبات تعدد الصفات ، والوحدانية صفة الواحد ، والواحد صفة الأحد ، صلى الأحد على الواحد ، الواحد سر لأحد الواحد ، صفة الأحد الواحد نور الأحد الواحد ، ظاهر الأحد الواحد أول العدد الأحد ، باطن الواحد الأحد ، معنى الواحد الفائض عن حقيقة الأحد هو معنى الموجودات ، الأحد ذو الجلال ، الواحد هو العقل الفعال ، جل الأحد الحق في أحديته التي لا تحد تعالى الواحد المطلق في وحدانيته ، التي لا تعد تقدس الصمد في صمدانيته التي ليس لها قبل ولا بعد ، جل المعبود الحق في ألوهيته التي كلها ملك ومملوك وعبد . ‹ صفحة 55 ›

فصل ( أول الخلق نور محمد وعلي )

 ظهر الواحد عن الأحد ، وفاض عن الواحد سائر العدد ، وذاك كما ظهر الخط عن النقطة ، والسطح عن الخط ، والجسم عنهم ، والحروف عن النقطة ، والكلام عن الحروف ، والمعاني عن الكلام ، والكل من واحد ، منه المبدأ وإليه المعاد ، بدؤها منك وعودها إليك ، فالنقطة الواحدة هي حقيقة الموجودات ، ومبدأ الكائنات ، وقطب الدائرات ، وعالم الغيب والشهادة ، وظاهرها النبوة ، وباطنها الولاية ، وهما نور واحد في الظاهر والباطن ، ولكن الولاية من النبوة وعنها لأنهما الاسمين الأيملين اللذين جمعا فاجتمعا ، ولا يصلحان إلا معا ، يسميان فيفرقان محمد وعلي ، ويوصفان فيجتمعان نبي وولي ، وتمامهما في تمام أحدهما ، تمام الولي من النبي ، لأن القمر يستمد من الشمس ، فإذا كمل صار بدرا فإذا غابت الشمس كان الحكم للبدر ( 1 ) . ‹ صفحة 57 ›

فصل وإليه الإشارة بقوله تعالى : ( خلق الأرض في يومين ) ( 1 ) وإلى هذا المعنى أشار بقوله صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري ، ثم فتق منه نور علي ، فلم نزل نتردد في النور حتى وصلنا حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم خلق الخلايق من نورنا فنحن صنايع الله ، والخلق من بعد صنايع لنا أي مصنوعين لأجلنا ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 49 › ( 1 ) الإسراء : 12 . ‹ هامش ص 52 › ( 1 ) جامع الأسرار : 563 ح 1163 وشرح دعاء السحر : 64 وفيه تميز بدل تبين ونسبه إلى ابن عربي . ( 2 ) جامع الأسرار : 701 ونسبه لبعض العارفين بلفظ : ( ما رأيت شيئا إلا ورأيت . . . ) . ‹ هامش ص 55 › ( 1 ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يا عمر ابن الخطاب أتدري من أنا ؟ أنا الذي خلق الله أول كل شئ نوري ، فسجد له فبقي في سجوده سبعمائة عام ، فأول كل شئ سجد له نوري ولا فخر . يا عمر أتدري من أنا ؟ أما الذي خلق الله العرش من نوري والكرسي من نوري واللوح والقلم من نوري ، والشمس والقمر من نوري ، ونور الأبصار من نوري والعقل الذي في رؤوس الخلائق من نوري ، ونور المعرفة في قلوب المؤمنين من نوري ولا فخر ) ( شرح الشمائل المحمدية : 1 / ، 49 ، ولوامع أنوار الكواكب الدري : 1 / 13 ) وفي حديث مستفيض : ( كنت أول الأنبياء ( الناس ) في الخلق وآخرهم في البعث ) ( كنز العمال : 11 / 452 ح 32 1 2 6 ، والجامع الصغير : 2 / 162 ، والطبقات الكبرى : 1 . / 119 ، والفردوس بمأثور الخطاب : 3 / 282 ح 4850 ، والوفا بأحوال المصطفى : 361 ، وينابيع المودة 1 / 220 و 18 ، والخصائص الكبرى : 1 / 3 الباب الأول ) وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : ( كنت وليا وآدم بين الماء والطين ) ( جامع الأسرار : 382 - 460 ح 763 - 927 ، والإنسان الكامل : 77 ، والمراقبات : 259 ) وأخرج المسعودي وسبط ابن الجوزي بسند أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال بعد حمد الله : ( لما أراد الله أن ينشئ المخلوقات ويبدع الموجودات أقام الخلائق في صوره قبل دخول الأرض ورفع السماوات ، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه وسطع . ثم اجتمع في تلك الصورة وفيها هيئة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال له تعالى : أنت المختار وعندك مستودع الأنوار وأنت المصطفى المنتجب الرضا المنتجب المرتضى ، من أجلك أضع البطحاء وأرفع السماء وأجري الماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار ، وأنصب أهل بيتك علما للهداية ، وأودع أسرارهم من سري بحيث لا يشكل عليهم دقيق ، ولا يغيب عنهم خفي ، وأجعلهم حجتي على بريتي والمنبهين على قدري والمطلعين على أسرار خزائني . . ثم بين لآدم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك السر ، فلما حانت أيامه أودعه شيئا ، ولم يزل ينتقل من الأصلاب الناظرة إلى الأرحام الطاهرة إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد الله ، ثم إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية واستدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل ، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور واهتدى إلى السر وانتهى إلى العهد المودع في باطن الأمر وغامض العلم ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة استحق البعد . ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا ويتشعشع في غرايزنا ، فنحن أنوار السماوات والأرض وسفن النجاة ، وفينا مكنون العلم وإلينا مصير الأمور وبمهدينا تقطع الحجج ، فهو خاتم الأئمة ومنقذ الأمة . منتهى النور وغامض السرد ، فليهن من استمسك بعروتنا وحشر على محبتنا ) ( تذكر الخواص : 121 - 122 - الباب السادس - المختار من كلام علي - خطبة في مدح النبي والأمة ، ومروج الذهب : 1 / 17 ذكر المبدأ وشأن الخليفة ، ونزهة المجالس : 2 / 96 مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مختصرا ) وقال ص : ( إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليه السلام حين لا سماء مبنية ، ولا ولا أرض مدحية ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار ) فقال العباس : كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : ( يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح ، فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ، ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش . ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ونور على من نور الله وعلي أفضل من الملائكة . ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض . ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر . ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين ، أفضل من الجنة وحور العين ) ( بحار الأنوار : 15 / 10 - 11 باب بدء خلق النبي ح 11 . ) . إلى أن قال : ( فتكلم الله بكلمة فخلق منها روحا . . . ثم نورا فأزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة ) ( الأنوار النعمانية : 1 / 17 - 18 مع تفاوت عما في بحار الأنوار ليس بيسير رواه عن ابن مسعود ) . وعن الإمام علي عليه السلام : ( ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ) ( بحار الأنوار : 15 / 15 ح 19 . ) . وعن أبي جعفر عليه السلام قال : ( يا جابر كان الله ولا شئ غيره ، لا معلوم ولا مجهول ، فأول ما ابتدأ من خلقه أن خلق محمدا صلى الله عليه وآله وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته ، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ) ( بحار الأنوار : 15 / 23 ح 41 ) . وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار ، وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا ، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ كون قبلهما ) ( بحار الأنوار : 15 / 24 ح 46 . ) . وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( كان الله ولا شئ معه ، فأول ما خلق نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله قبل خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء ) ( بحار الأنوار : 15 / 27 - 28 ح 48 . ) . * أقول : ذكر المجلسي في بحاره والجزائري في الأنوار وغيرهما عدة روايات أخرى في أنهم أول الخلق اقتصرنا على ما يكفي لإقناع الناصبي فضلا عن غيره ( بحار الأنوار : 15 / 2 إلى 50 ح 2 إلى 48 باب بدء خلق النبي من كتاب تاريخ نبينا صلى الله عليه وآله ، وإرشاد القلوب : 2 / 4 40 - 405 و 415 - 416 - 421 ، والأنوار النعمانية : 14 - 15 - 17 - 18 - 22 ) ‹ هامش ص 57 › ( 1 ) فصلت : 9 . ( 2 ) بحار الأنوار : 33 / 58 ح 398 . ( 3 ) آل عمران : 110 .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يؤيد ذلك ( ما رواه ) جابر بن عبد الله في تفسير قوله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ( 3 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته فأقبل ‹ صفحة 58 › يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم سجد لله تعظيما فتفتق منه نور علي فكان نوري محيطا بالعظمة ، ونور علي محيطا بالقدرة ، ثم خلق العرش ، واللوح ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، وضوء النهار ، وضوء الأبصار ، والعقل والمعرفة ، وأبصار العباد ، وأسماعهم وقلوبهم ، من نوري ، ونوري مشتق من نوره ، فنحن الأولون ، ونحن الآخرون ، ونحن السابقون ، ونحن الشافعون ، ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله ، ونحن أحباء الله ، ونحن وجه الله ، ونحن أمناء الله ، ونحن خزنة وحي الله ، وسدنة غيب الله ، ونحن معدن التنزيل ، وعندنا معنى التأويل ، وفي آياتنا هبط جبرائيل ، ونحن مختلف أمر الله ، ونحن منتهى غيب الله ، ونحن محال قدس الله ، ونحن مصابيح الحكمة ، ومفاتيح الرحمة ، وينابيع النعمة ، ونحن شرف الأمة ، وسادة الأئمة ، ونحن الولاة والهداة ، والدعاة والسقاة ، والحماة ، وحبنا طريق النجاة ، وعين الحياة ، ونحن السبيل والسلسبيل ، والمنهج القويم ، والصراط المستقيم ، من آمن بنا آمن بالله ، ومن رد علينا رد على الله ، ومن شك فينا شك في الله ، ومن عرفنا عرف الله ، ومن تولى عنا تولى عن الله ، ومن تبعنا أطاع الله ، ونحن الوسيلة إلى الله ، والوصلة إلى رضوان الله ، ولنا العصمة والخلافة والهداية ، وفينا النبوة والإمامة والولاية ، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة ، ونحن كلمة التقوى والمثل الأعلى والحجة العظمى ، والعروة الوثقى ، التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى ( 1 ) . وعن محمد بن سنان ، عن ابن عباس قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي ص مرحبا بمن خلقه الله قبل أبيه آدم بأربعين ألف سنة . قال : فقلنا : يا رسول الله أكان الابن قبل الأب ؟ فقال : نعم إن الله خلقني وعليا من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدة ثم قسمه نصفين ، ثم خلق الأشياء من نوري ونور علي ، ثم جعلنا عن يمين العرش فسبحنا ، فسبحت الملائكة ، وهللنا فهللوا وكبرنا فكبروا ، فكل من سبح الله وكبره فإن ذلك من تعليمي وتعليم علي ( 2 ) . ومن ذلك ما رواه محمد بن علي بن بابويه مرفوعا إلى عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن ‹ صفحة 59 › جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال : إن الله خلق نور محمد قبل خلق المخلوقات كلها بأربعمائة ألف سنة وأربعة وعشرين ألف سنة ، خلق منه اثني عشر حجابا ( 1 ) . والمراد بالحجب الأئمة فهم الكلمة التي تكلم الله بها ثم أبدى منها سائر الكلم ، والنعمة التي أفاضها وأفاض منها سائر النعم والأمة التي أخرجها وأخرج منها سائر الأمم ولسانه المعبر عنه ويده المبسوطة بالفضل والكرم وقوامه على عباده بالحكم والحكم . وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر عليه السلام فقالت : أخبرني أي شئ كنتم في الأظلة ؟ قال : كنا نورا بين يدي الله قبل خلقه الخلق فلما خلق الخلق سبحنا فسبحوا ، وهللنا فهللوا وكبرنا فكبروا ، وذلك قوله تعالى : ( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) ( 2 ) ومعناه لو استقاموا على حب علي كنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات ، وهو حب علي ( لنفتنهم فيه ) ( 3 ) ، يعني في حب علي ، ( ومن يعرض عن ذكر ربه ) ( 4 ) يعني عن ذكر علي عليه السلام . وفي هذه لغات كثيرة : ( الأول ) أن الرب هنا المولى وعلي هو المولى ومعناه من يعرض عن ذكر مولاه . ( الثاني ) أن ذكر علي في القرآن . ( الثالث ) أن ذكر المولى هو ذكر الرب العلي . دليل ذلك : ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله ( أنه خ ل ) كان يكتب إلى شيعة علي عليه السلام إلى المختارين في الأظلة ، المنتجين في الملة ، المسارعين في الطاعة ، المبصرين في الكرة ، سلام عليكم تحية منا إليكم ، أما بعد . فقد دعاني الكتاب إليكم لاستبصاركم من العمى ، ودخولكم في باب الهدى ، فاسلكوا في سبيل السلامة ، فإنها جوامع الكرامة ، إن العبد إذا دخل حفرته جاءه ملكان فسألاه عن ربه ونبيه ووليه ، فإن أجاب نجا ، وإن أنكر هوى ( 5 ) . ‹ صفحة 60 › وعن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فذكرت اختلاف الشيعة فقال : إن الله لم يزل فردا في وحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف ألف دهر ثم خلق الأشياء وأشهدهما خلقها ، وأجرى عليهم طاعتها وجعل فيهم منه ما شاء وفوض أمر الأشياء إليهم منا منه عليهم ، فهم يحللون ما شاؤوا ، ويحرمون ما شاؤوا ، ولا يفعلون إلا ما شاء الله ، فهذه الديانة التي من تقدمها غرق ، ومن تأخر عنها محق ، خذها يا محمد فإنها من مخزون العلم ومكنونه ( 1 ) . وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول : إن الله خلق محمدا وعليا والطيبين من نور عظمته ، وأقامهم أشباحا قبل المخلوقات ، ثم قال : أتظن أن الله لم يخلق خلقا سواكم ؟ بلى والله لقد خلق الله ألف ألف آدم ، وألف ألف عالم ، وأنت والله في آخر تلك العوالم ( 2 ) . ومن ذلك ما رواه سعد بن عبد الله عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد له سبعون ألف باب ، من الباب إلى الباب فرسخ على كل باب سبعون مصراع من الذهب الأحمر ، أهلها يتكلمون بسبعين ألف لغة ، كل لغة بخلاف الأخرى ، وأنا والله أعرف لغاتهم ، وأنا الحجة عليهم ( 3 ) . ‹ صفحة 61 ›

فصل ( ما وراء الحجاب من عوالم )

 أنكر هذا الحديث من في قلبه مرض ، فقلت : أتنكر القدرة أم النعمة أم ترد على المؤيدين بالعصمة ؟ فإن أنكرت قدرة الرحمن ، فقد ورد عن سليمان عليه السلام أن سماطه في كل يوم ملحه سبعة أكرار فخرجت دابة من دواب البحر يوما وقالت له : يا سليمان أضفني اليوم ، فأمر أن يجمع لها مقدار سماطه شهرا فلما اجتمع ذلك على ساحل البحر وصار كالجبل العظيم ، أخرجت الحوت رأسها وابتلعته ، وقالت : يا سليمان أين تمام قوتي اليوم فإن هذا بعض طعامي ، فأعجبت سليمان ، وقال لها : هل في البحر دابة مثلك ؟ فقالت : ألف أمة . فقال سليمان : سبحان الملك العظيم في قدرته ، ويخلق ما لا تعلمون ( 1 ) . وأما نعمته الواسعة فقد قال لداود : يا داود وعزتي وجلالي لو أن أهل سماواتي وأرضي ، أملوني فأعطيت كل مؤمل أمله بقدر دنياكم سبعين ضعفا لم يكن ذاك إلا كما يغمس أحدكم إبرة في البحر ويرفعها فكيف ينقص شئ ، أنا أعطيته . فقل لأعمى البصيرة والعيان ، أفي القدرة أم النعمة تمتريان ، بل يداه مبسوطتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ، والآلاء محمد وعلي خاصة الرحمن . وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن الله خلق هذا النطاق من زبرجدة خضراء ، فقيل : وما النطاق ؟ قال : الحجاب ولله خلف ذلك سبعون ألف عالم أكثر من الجن والإنس والكل يدينون بحبنا أهل البيت ويلعنون فلانا وفلانا ( 2 ) . وعن جابر بن عبد الله عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إن من وراء شمسكم هذه أربعين شمسا ، من الشمس إلى الشمس أربعون عاما فيها خلق لا يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس فقد ألهموا في كل الأوقات حبنا وبغض أعدائنا ( 3 ) . وعن ابن عباس في تفسير قوله ( رب العالمين ) قال : إن الله عز وجل خلق ثلاثمائة عالم وبضعة ‹ صفحة 62 › عشر عالم كل عالم منهم يزيدون على ثلاثمائة وثلاثة عشر مثل آدم وما ولد آدم ، وذلك معنى قوله ( رب العالمين ) . قال : ومن ذلك من كتاب الواحدة عن الصادق عليه السلام أنه قال : إن لله مدينتين ، إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ، يقال لهما جابلصا وجابلقا طول كل مدينة منها اثنا عشر ألف فرسخ ، في كل فرسخ باب يدخل في كل يوم من كل باب سبعون ألفا ويخرج منها مثل ذلك ولا يعودون إلا يوم القيامة لا يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس ولا شمسا ولا قمرا ، هم والله أطوع لنا منكم يأتونا بالفاكهة في غير أوانها موكلين بلعنة فرعون وهامان وقارون ( 1 ) . وعن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام من كتاب الواحدة قال : إن الله سبحانه تفرد في وحدانيته ، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ، ثم خلق من ذلك النور محمدا وعليا وعترته ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا ، وأسكنها ذلك النور وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله في ذلك وكلمته احتجب بنا عن خلقه فما زلنا في ظلة خضراء مسبحين نسبحه ونقدسه حيث لا شمس ولا قمر ، ولا عين تطرف ، ثم خلق شيعتنا ، وإنما سموا شيعة لأنهم خلقوا من شعاع نورنا ( 2 ) . ومن ذلك ما ورد في كتاب التفسير أن الله خلق الأرضين السبع وجعل عرش إبليس لعنه الله في الرابعة منها وفيها مسكنه ومسكن جنوده بعد أن كان خازن الجنة وكان في يده ملك السماء الرابعة ، وإبليس ابن الجان ، والجان هم الذين يصوغون الحلي لأهل الجنة ، والأرض السابعة على ملك يقال له ارياكيل بين مفصل إبهامه وراحته أربعون عاما ، وهو في صورة ثور له أربعون ألف قائمة وسبعمائة ألف قرن مشتبكة إلى العرش ، وهو على صخرة من زمردة خضراء ، والصخرة على جناحي حوت ، والحوت في بحر يقال له عقيوس ، عمقه عمق السماوات والأرض ، والبحر على الثرى ، والثرى على الريح والريح على الهواء ، والهواء على الظلمة ، على جهنم وجهنم على الطمطام ، والطمطام تحت الحوت ، وما وراء ذلك لا يعلمه إلا الله ، قال : وفي البر ثمانية عشر ألف عالم كأن الله لم يخلق في السماوات والأرض غيرهم لكثرتهم وخلف البحر السابع قوم يقال لهم الروحانيون في أرض من ‹ صفحة 63 › فضة بيضاء لا تقطعها الشمس إلا في كل أربعين يوما .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 57 › ( 1 ) فصلت : 9 . ( 2 ) بحار الأنوار : 33 / 58 ح 398 . ( 3 ) آل عمران : 110 . ‹ هامش ص 58 › ( 1 ) بحار الأنوار : 25 / 22 ح 38 . ( 2 ) بحار الأنوار : 26 / 345 ح 18 ، والأنوار النعمانية : 1 / 22 . ‹ هامش ص 59 › ( 1 ) بحار الأنوار : 15 / 4 ح 4 . ( 2 ) الجن : 16 . ( 3 ) طه : 131 . ( 4 ) الجن : 17 . ( 5 ) بصائر الدرجات 518 ح 9 باب 16 بتفاوت ‹ هامش ص 60 › ( 1 ) بحار الأنوار : 25 / 25 ح 44 . ( 2 ) بحار الأنوار : 25 / 25 ح 45 . و 57 / 336 ح 24 . ( 3 ) بحار الأنوار : 57 / 326 ح 6 و : 27 / 41 ح 2 . ‹ هامش ص 61 › ( 1 ) بحار الأنوار : 14 / 94 ح 3 . ( 2 ) بحار الأنوار : 57 / 330 ح 15 بتفاوت . ( 3 ) بحار الأنوار : 27 / 45 ح 6 بتفاوت وتفصيل . ‹ هامش ص 62 › ( 1 ) بحار الأنوار : 57 / 336 ح 25 وفيه : جابلقا وجابرسا . ( 2 ) بحار الأنوار : 25 / 23 ح 39 و : 26 / 291 ح 51 والأنوار النعمانية : 2 / 99 . ‹ هامش ص 63 › ( 2 ) بحار الأنوار : 58 / 39 ح 1 . ( 3 ) بحار الأنوار : 57 / 336 ح 26 .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) ومن ذلك ما رواه ابن بابويه في كتاب الخصال قال : إن لله تبارك وتعالى ملائكة لو أن الملك منهم هبط إلى الأرض لما وسعته لعظم خلقته ، ومنهم من بين منكبيه وشحمتي أذنيه مسيرة سبعمائة عام ، ومنهم من سد الأفق بجناح أجنحته ، ومنهم من السماوات إلى حجرته ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه ، ومنهم من لو ألقي في نقرة إبهامه مياه البحار بأسرها لما وسعته ، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينه لجرت دهر الداهرين . وسئل عليه السلام عن الحجب فقال : الحجب سبعة كل حجاب منها مسيرة سبعمائة عام ما بين كل حجاب منها سبعون ألف ملك ، قوة كل ملك منها قوة الثقلين ، ومنها نور ومنها نار ، ومنها دخان ومنها ظلمة ، ومنها برق ومنها رعد ، ومنها ضوء ومنها عجاج ، ومنها ماء ومنها أنهار ، وهي حجب مختلفة كل حجاب مسيرة سبعين ألف عام ، ثم سرادقات الجلال وهي ستون سرادقات ، كل سرادقة سبعون ألف ملك ، بين كل سرادقة خمسمائة عام ، ثم سرادق العزة ثم سرادق الجبروت ، ثم سرادق الفخر ثم سرادق النور الأبيض ، ثم سرادق الوحدانية ، وهي مسيرة سبعين ألف عام ، ثم الحجاب الأعلى وليست هذه الحجب مضروبة على الله ولكنها مضروبة على العظمة العليا من خلقه ، فتبارك أحسن الخالقين ( 2 ) . ومن ذلك ما رواه ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن من وراء قاف عالما لا يصل إليه أحد غيري وأنا المحيط بما وراءه ، والعلم به كعلمي بدنياكم هذه ، وأنا الحفيظ الشهيد عليها ، ولو أردت أن أجوب الدنيا بأسرها ، والسماوات السبع كالأرضين في أقل من طرفة عين لفعلت ، لما عندي من الاسم الأعظم ، وأنا الآية العظمى ، والمعجز الباهر ( 3 ) . ‹ صفحة 65 ›

فصل ( منزلة الولي ومعاني الولاية )

 وإلى هذا السر إشارة من كلامه البليغ في نهج البلاغة فقال : وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ( 1 ) ، وهذه إشارة إلى أنه عليه السلام غاية الفخار ومنتهى الشرف وذروة العز ، وقطب الوجود وعين الوجود ، وصاحب الدهر ووجه الحق وجنب العلى ، فهو القطب الذي دار به كل دائر وسار به كل سائر ، لأن سريان الولي في العالم كسريان الحق في العالم لأن الولاية هي الكلمة الجارية السارية فهي لكل موجود مولاه ومعناه ، لأن المولى هو الاسم الأعظم المتقبل لأفعال الربوبية والمظهر القائم بالأسرار الإلهية ، والنقطة التي أدير عليها بركار ( 2 ) النبوة فهي حقيقة كل موجود فهي باطن الدائرة والنقطة السارية السايرة ، التي بها ارتباط سائر العوالم ، وإلى هذا المعنى أشار ابن أبي الحديد فقال : تقبلت أفعال الربوبية التي * عذرت بها من شك أنك مربوب ويا علة الدنيا ومن بدء خلقها * إليه سيتلو البدء في الحشر تعقيب ( 3 ) فهو قطب الولاية ونقطة الهداية ، وخطة البداية والنهاية ، يشهد بذاك أهل العناية وينكره أهل الجهالة ، والعماية ، وقد ضمنه أمير المؤمنين عليه السلام أيضا في قوله : ( كالجبل ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ) ، وهذا رمز شريف لأنه شبه العالم في خروجهم من كتم العدم بالسيل وشبه ارتفاعهم في ترقيهم بالطير لأن الأول ينحدر من الأعلى إلى الأدنى ، والثاني يرتفع من الأدنى إلى الأعلى فقوله ينحدر عني السيل إشارة إلى أنه باطن النقطة التي عنها ظهرت الموجودات ولأجلها تكونت الكائنات ، وقوله ( ولا يرقى إلي الطير ) إشارة إلى أنه أعلى الموجودات مقاما ولسائر البريات إماما ، ولهم في الحشر قايدا وقساما ، فهو قسيم نور الحضرة النبوية المحمدية صاحب الولاية الإلهية فهو الكلمة الربانية ومولى سائر البرية ، ولقد أحسن ابن أبي الحديد إذ فوق سهم التوفيق راميا لهذا المرمى الدقيق عن قوس التحقيق فقال : ‹ صفحة 66 › والله لولا حيدر ما كانت * الدنيا ولا جمع البرية مجمع وإليه في يوم المعاد حسابنا * وهو الملاذ لنا غدا والمفزع أقول : هذا رجل من المعتزلة اعتقاده عن الإقرار بالحق ما عزله ، وأنت حوشيت من الرد تزعم أنك مولى من العبيد والموالي فما لي كلما أراك حاوي الأراك بشراك وشراك من شراك الإشراك ، وبان لك بأني البينات دراك حيث الإدراك وما أدراك فعلك علك تشيم نور الأزهار ، وعشاك غشاك عظيم أنوار الأسرار ، قال : ما غشاك فعانقت ابتكار الأفكار في هاوية هواك فأهواك فهذا يا هذا أو ذاك ورأيك ورأيك ، فأنت كما قيل من لا يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره ، فقد فسد مزاجه وامتنع علاجه . ولا ينفع مسموع * إذا لم يك مطبوع . ‹ صفحة 67 ›

فصل ( منازل الآل العالية )

 وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ، ونحن عهد الله ونحن ذمة الله ، لم نزل أنوارا حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء لتسبيحنا ، فلما نزلنا إلى الأرض سبحنا فسبح أهل الأرض فكل علم خرج إلى أهل السماوات والأرض فمنا وعنا ، وكان في قضاء الله السابق أن لا يدخل النار محب لنا ولا يدخل الجنة مبغض لنا لأن الله يسأل العباد يوم القيامة عما عهد إليهم ولا يسألهم عما قضى عليهم ( 1 ) . وعن محمد بن سنان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : يا بن سنان إن محمدا كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا نحن أهل بيته وخلفاؤه ، وعندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ، ومولد الإسلام والجفر والجامعة ، وما من فئة تضل بآية أو تهدي بآية إلا ونحن نعرف ناعقها وقايدها وسايقها ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأينا بحقيقة الإيمان أو النفاق ، وإن شيعتنا المكتوبين بأسمائهم أخذ الله علينا وعليهم العهد قبل خلق السماوات والأرض ، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ، ليس على حملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة ( 2 ) . وعنهم عليهم السلام أنهم قالوا : نحن الليالي والأيام ، من لم يعرف هذه الأيام لم يعرف الله حق معرفته ، ( فالسبت ) رسول الله صلى الله عليه وآله النبوة ولا نبي بعده ، ( والأحد ) أمير المؤمنين عليه السلام وهو أول من وحد الله ، ( والاثنين ) نور الحسن والحسين ، ( والثلاثاء ) ثلاثة أنوار : نور الزهراء وخديجة وأم سلمة ، ( والأربعاء ) أربعة أنوار : الساجد ، والباقر ، والصادق ، والكاظم ، ( والخميس ) خمسة أنوار : الرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكري ، والمهدي ، ( والجمعة ) اجتماع شيعتنا على ولايتنا ، ولعنة الله على أعدائنا ( 3 ) . وعن ابن عباس من كتاب الأمالي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ، ( يا علي ) أنا منك وأنت مني روحك روحي وشيعتك شيعتي ، وأولياؤك أوليائي ، من ‹ صفحة 68 › أحبهم فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، يا علي شيعتك مغفور لهم على ما كان منهم من عيوب وذنوب ، وأنا الشفيع لهم غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وحزبك حزب الله وحزب الله هم المفلحون ، يا علي سعد من والاك وشقي من عاداك . وعن أبي عبد الله عليه السلام عن أمير المؤمنين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الله وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لمن أحبك وويل لمن أبغضك ، يا علي أهل مودتك كل حفيظ وكل ذي طمرين ، لو أقسم على الله لأبر قسمه ، يا علي أحباؤك كل محتقر عند الخلق عظيم عند الحق ، يا علي محبوك جيران الله في الفردوس ولا يأسفون على ما خلفوا من الدنيا ، يا علي أنا ولي لمن واليت وعدو لمن عاديت ، يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الربانية في وجوههم يفرحون في ثلاث مواطن عند الموت وأنا شاهدهم ، وعند المسألة في قبورهم وأنت تلقاهم ، وعند العرض الأكبر إذا دعي كل أناس بإمامهم ، يا علي بشر إخوانك أن الله قد رضي عنهم ، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، وأنت وشيعتك الصادقون المسبحون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله دين ، من في الأرض منكم لما نزل من السماء قطر ، يا علي لك في الجنة كنز وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك حزب الله هم الغالبون ، يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، يا علي أنت وشيعتك القائمون على الحوض تسقون من أحبكم ، وتمنعون من أبغضكم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر ، يا علي أنت وشيعتك تظلون في الموقف وتنعمون في الجنان ، يا علي إن الجنة مشتاقة إلى شيعتك وإن حملة العرش المقربين يستغفرون لهم ويفرحون بقدومهم ، وإن الملائكة يخصونهم بالدعاء ، يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ويلقون الله ولا ذنب عليهم ، يا علي أعمال شيعتك تعرض علي في كل جمعة فأفرح بصالح أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم ، يا علي ذكرك وذكر شيعتك في التوراة قبل أن يخلقوا بكل خير ، وكذلك الإنجيل فإنهم يعظمون إلينا شيعتك ، يا علي ذكر شيعتك في السماء أكثر من ذكرهم في الأرض . فبشرهم بذلك ، يا علي قل لشيعتك وأحبائك يتنزهون من الأعمال التي يعملها عدوهم فما من يوم وليلة إلا ورحمة من الله نازلة إليهم ، يا علي اشتد غضب الله على من أبغضك وأبغض شيعتك واستبدل بك وبهم ، يا علي ويل لمن استبدل بك سواك وأبغض من والاك ، ‹ صفحة 69 › يا علي إقرأ شيعتك السلام وأعلمهم أنهم إخواني ، وأني مشتاق إليهم فليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به ويجتهدوا في العمل ، فإن الله عز وجل راض عنهم يباهي بهم الملائكة لأنهم وفوا بما عاهدوا وأعطوك صفو المودة من قلوبهم واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد ، وصبروا على المكاره فينا مع الأذى وسوء القول فيهم فكن بهم رحيما فإن الله سبحانه اختارهم لنا وخلقهم من طينتنا ، واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وجعلهم متحلين بحلتنا لا يؤثرون علينا من خالفنا بالناس في غمة من الضلال ، قد عموا عن الحجة وتنكبوا الحجة يصبحون ويمسون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق لا يستأنسون إلى من خالفهم ، وليست الدنيا لهم ولا همهم منها أولئك مصابيح الدجى ( 1 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 63 › ( 2 ) بحار الأنوار : 58 / 39 ح 1 . ( 3 ) بحار الأنوار : 57 / 336 ح 26 . ‹ هامش ص 65 › ( 1 ) في خطبته الشقشقية راجع نهج البلاغة الخطبة الثالثة . ( 2 ) فركار خ ل . ( 3 ) الصراط المستقيم : 1 / 169 الفصل الرابع . ‹ هامش ص 67 › ( 1 ) بحار الأنوار : 25 / 24 ح 41 . ( 2 ) بحار الأنوار : 26 / 241 ح 5 . ( 3 ) بحار الأنوار : 24 / 238 ح 1 بتفاوت . ‹ هامش ص 69 › ( 1 ) بحار الأنوار : 68 / 40 - 41 ح 85 باب 15 . ( 2 ) تقدم الحديث . ( 3 ) بحار الأنوار : 23 / 312 ح 20 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وعنه عليه السلام أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ( 2 ) ، فلا ينجو إلا من كان منهم ومعهم لصدق الحديث والباقون إلى النار ، فشيعتنا آخذون بحجزتنا ونحن آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة ربنا - والحجزة : النور - من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا ، الجاحد لولايتنا كافر والجاحد لفضلنا كافر ( 3 ) . ( لأنه لا فرق بين جحود الولاية وجحود الفضل ، وجحود النبوة وجحود الربوبية ، فإن جحود كل مقام من هذه يستلزم جحود الآخر ، والإقرار بكل واحد منهما يستدعي الإقرار بالآخر . ) وقال عليه السلام : ولا يبغضنا مؤمن ولا يجحدنا موقن ، ولا يحبنا كافر ، ومن مات على حبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا . نحن نور لمن تبعنا ، وهدي لمن اهتدى بنا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شئ ، بنا فتح الله ، وبنا ختم الله وبنا أطعمكم عشب الأرض ، وبنا يمسك السماوات والأرض أن تزولا ، وبنا ينزل غيث السماء وبنا آمنكم من الخسف في البر ، ومن الغرق في البحر ، وبنا ينفعكم الله في حياتكم وعند موتكم وفي قبوركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخول الجنة ، مثلنا في كتاب الله مثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل نور علي وفاطمة ، يهدي الله لنوره من يشاء ومن أحبنا كان حقا على الله أن يبعثه ، نيرا برهانه ، ثابتة حجته ، فنحن النجباء ونحن النجباء ، ونحن النور والضياء ، ونحن أفراط الأنبياء وأولاد الأوصياء وبقية الأوصياء ، وشيعتنا السعداء والشهداء ، ‹ صفحة 70 › وهذا كلام فيه الشفاء ( 1 ) . ومن كتاب الأربعين ما رواه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا علي يا ولي يا سيد يا صابر يا ديان يا والي يا هادي يا زاهد يا طيب يا طاهر مر أنت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب ( 2 ) . ويؤيد ذلك ( ما رواه ) صاحب كتاب النجيب قال : تشاجر رجلان في ( علي ) وإمامته فجاءا إلى شريك فسألاه فقال : حدثني الأعمش عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله خلق قضيبا في الجنة من تمسك به فهو من أهل الجنة ، فاستعظم الرجل ذلك وجاء إلى ابن دراج فأخبره فقال : لا تعجب ، حدثني الأعمش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال : إن الله خلق قضيبا في بطنان العرش لا يناله إلا ( علي ) ومن تولاه ، فقال الرجل : هذا من ذاك ، فمضى إلى وكيع بن الحارث فجاء فأعلمه فقال : لا تعجب ، حدثني الأوزاعي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال : أركان العرش لا ينالها إلا ( علي ) وشيعته فاعترف الرجل بفضله ( 3 ) . . . ومن كتاب المناقب : أن لله عمودا من نور يضئ لأهل الجنة كالشمس لأهل الدنيا لا يناله إلا علي وشيعته ( 4 ) . وقال الصادق عليه السلام لملأ من الشيعة بعد أن سلم عليهم : إني والله أحب ريحكم وأرواحكم فأعينونا بورع واجتهاد ، واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع فأنتم شيعة الله ، وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون في الدنيا إلى ولايتنا وفي الآخرة إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وضمان رسوله فتنافسوا في فضائل الدرجات وأنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء ( عيناء ) ، وكل مؤمن صديق ، ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر : أبشر ، واستبشر ، وبشر ، فلقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ساخط على أمته إلا الشيعة وأن لكل شئ عروة وعروة الإيمان الشيعة ، ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة ‹ صفحة 71 › الإسلام الشيعة ، ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الإسلام الشيعة ، ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجلس الشيعة ، ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، والله لولا من في الأرض منكم لما أنعم الله على أهل الخلاف وما لهم في الآخرة من نصيب ، وإن تعبدوا واجتهدوا ألا إن شيعتنا ينظرون بنور الله ومن خالفنا ينقلب في سخط الله ، والله إن حاجكم وعماركم خاصة الله ، وإن فقراءكم أهل الغنى وإن أغنياءكم أهل القنوع ، وإن كلكم أهل دعوة الله وأهل إجابته ( 1 ) . ومما وجد بخط العسكري عليه السلام أنه كتب : صعدنا ذرى الحقايق بأقدام النبوة والولاية ونحن أعلام الهدى وبحار الندى ومصابيح الدجى ، وليوث الوغى وطعان العدى ، وفينا نزل السيف والقلم في العاجل ، ولنا الحوض واللوى في الأجل ، وأسباطنا خلفاء الدين وصفوة رب العالمين ( 2 ) . ومن ذلك ما وجد بخطه عليه السلام أيضا : أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ، ونسوا الله رب الأرباب ، والنبي وساقي الكوثر في مواطن الحساب ، ولظى والطامة الكبرى ونعيم يوم المآب ، فنحن السنام الأعظم ، وفينا النبوة والإمامة والكرم ، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى ، والأنبياء كانوا يغترفون من أنوارنا ويقتفون آثارنا ، وسيظهر الله مهدينا على الخلق والسيف المسلول لإظهار الحق ، وهذا بخط الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ( 3 ) . يؤيد ذلك ما رواه جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه خرج يوما ومعه الحسن والحسين عليهما السلام فخطب الناس ثم قال في خطبته : أيها الناس إن هؤلاء عترة نبيكم وأهل بيته ، وذريته وخلفاؤه ، شرفهم الله بكرامته واستودعهم سره واستحفظهم غيبه واسترعاهم عباده ، وأطلعهم على مكنون علمه ولقنهم كلمته ، وولاهم أمر عباده وأمرهم على خلقه ، واصطفاهم لتنزيله وأخدمهم ملائكته ، وصرفهم في مملكته ، وارتضاهم لسره ، واجتباهم لكلماته واختارهم لأمره ، وجعلهم أعلاما لدينه ، وجعلهم شهداء على عباده وأمناءهم في بلاده ، فهم الأئمة المهدية ، والعترة الزكية ، والذرية النبوية ، ‹ صفحة 72 › والسادة العلوية ، والأئمة الوسطى ، والكلمة العليا ، وسادة أهل الدنيا ، والرحمة الموصولة لمن لجأ إليهم ، ونجاة لمن تمسك بهم سعد من والاهم وشقي من عاداهم ، من تلاهم أمن من العذاب ومن تخلف ضل وخاب ، إلى الله يدعون ، وعنه يقولون ، وبأمره يعملون ، وفي أبياتهم هبط التنزيل ، وإليهم بعث الأمين جبرائيل ( 1 ) . فهم كما قيل : إذا رمت يوم البعث تنجو من اللظى * ويقبل منك الدين والفرض والسنن فوال عليا والأئمة بعده * نجوم هدى تنجو من الضيق والمحن فهم عترة قد فوض الله أمره * إليهم فلا ترتاب في غيرهم فمن ( 2 ) أئمة حق أوجب الله حبهم ( 3 ) * وطاعتهم فرض بها الخلق يمتحن فحب علي عدة لوليه * يلاقيه عند الموت والقبر والكفن كذلك يوم البعث لم ينج قادم * من النار إلا من تولى أبا الحسن ] نصحتك أن ترتاب فيهم فتثني * إلى غيرهم من غيرهم في الأنام من ) ( 4 ) ‹ صفحة 73 ›

فصل ( بركات آل محمد على الخلائق )

 وبيان هذا الحديث الشريف الرفيع أن الله خلق ألف صنف من الخلق وكرم آدم على سائر من خلق ، أخدمهم الملائكة وسخر لهم السماوات والأرض ، وفضل الرجال منهم على النساء ، وكرمهم بالإسلام وفضل الإسلام على سائر الأديان ، وشرفهم بمحمد ، وفضله على جميع الأنبياء والمرسلين واختار لهم عليا وفضله على جميع الوصيين ، وجعل حبه الإيمان وكمال الدين وعين اليقين ، وجعل شيعته يدخلون الجنة بغير حساب ، فمن كان رجلا مسلما مؤمنا مواليا لعلي وعترته فقد رزق الخير كله ، ثم جعل الخلائق عشرة أجزاء منهم تسعة شياطين ومردة ، وجعل واحدا منهم الإنس ، وجعل الأنس مائة وعشرين صنفا ، وجعل منهم يأجوج ومأجوج تسعا وتسعين صنفا ، وباقي الخلائق اثني عشر صنفا ، وجعل من ذلك الروم والسقالبة أحد عشر صنفا ، وجعل الحبش والزنج في المغرب والترك والبربر والكيماك ( 1 ) في المشرق ، والكل كفار وبقي أهل الإسلام صنف واحد ثم افترق هذا الصنف إلى ثلاثة وسبعين فرقة منهم اثنان وسبعون أهل البدع والضلال وفرقة واحدة في الجنة ، وهي التي بقيت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على ما بقي عليه أهل بيته ، فمن وجد نفسه من أهل النجاة من هذه الفرق فليحمد الله . وعن محمد بن سنان عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال : سمعته يقول : نحن جنب الله ونحن صفوة الله ونحن خير الله ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ، ونحن وجه الله ونحن أئمة الهدى ، ونحن العروة الوثقى وبنا فتح الله وبنا ختم الله ونحن الأولون ، ونحن الآخرون ونحن أخيار الدهر ونواميس العصر ، ونحن سادة العباد وساسة البلاد ، ونحن النهج القويم والصراط المستقيم ونحن عين الوجود ، وحجة المعبود ولا يقبل الله عمل عامل جهل حقنا ونحن قناديل النبوة ، ومصابيح الرسالة ونحن نور الأنوار وكلمة الجبار ، ونحن راية الحق التي من تبعها نجا ومن تأخر عنها هوى ونحن أئمة الدين وقادة الغر المحجلين ونحن معدن النبوة وموضع الرسالة وإلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء ، والسبيل لمن ‹ صفحة 74 › اهتدى ونحن القادة إلى الجنة ونحن الجسور والقناطر ، ونحن السنام الأعظم وبنا ينزل الغيث وبنا ينزل الرحمة ، وبنا يدفع العذاب والنقمة ، فمن سمع هذا الهدى فليتفقد قلبه في حبنا فإن وجد فيه البغض لنا والإنكار لفضلنا ، فقد ضل عن سواء السبيل لأننا نحن عين الوجود ، وحجة المعبود وترجمان وحيه وغيبة علمه وميزان قسطه ، ونحن فروع الزيتونة وربائب الكرام البررة ، ونحن مصباح المشكاة التي فيها نور النور ونحن صفوة الكلمة الباقية ، إلى يوم الحشر المأخوذ لها الميثاق والولاية من الذر ( 1 ) . ويؤيد هذا ما ورد في الأمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ملك اسمه محمود وله أربعة وعشرون ألف وجه فقال : بعثني إليك رب العزة لتزوج النور بالنور فقال : من بمن ؟ فقال عليا بفاطمة . قال : فلما ولى الملك إذا بين كتفيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، فقال له النبي : منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : قبل أن يخلق الله آدم بثمان وعشرين ألف عام ( 2 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 69 › ( 1 ) بحار الأنوار : 68 / 40 - 41 ح 85 باب 15 . ( 2 ) تقدم الحديث . ( 3 ) بحار الأنوار : 23 / 312 ح 20 . ‹ هامش ص 70 › ( 1 ) بطوله في البحار : 23 / 312 - 313 ح 20 . ( 2 ) في الدعاء : السلام عليك يا باب الله وديان دينه . بحار الأنوار : 102 / 81 ح 1 . ( 3 ) بحار الأنوار : 39 / 259 ح 34 والحديث طويل اختصره المصنف . ( 4 ) بحار الأنوار : 39 / 268 ح 45 باب 87 . ‹ هامش ص 71 › ( 1 ) بعضه في البحار : 68 / 80 ح 141 وبعضه في : 26 / 134 ح 9 . ( 2 ) بحار : 26 / 264 ح 50 وشرح الزيارة الجامعة : 1 / 55 . ( 3 ) بحار الأنوار : 26 / 264 ح 49 . ‹ هامش ص 72 › ( 1 ) بحار الأنوار : 26 / 255 ح 30 - 35 . ( 2 ) في الغدير : 7 / 49 : إليهم لما قد خصهم منه بالمنن . ( 3 ) في الغدير : حقهم . ( 4 ) عن الغدير : 7 / 49 . ‹ هامش ص 73 › ( 1 ) في نسخة : الكتمال . ‹ هامش ص 74 › ( 1 ) بحار الأنوار : 26 / 259 ح 36 . ( 2 ) بحار الأنوار : 43 / 109 ح 22 . ( 3 ) التين : 1 - 3 . ( 4 ) كنز العمال : 11 / 431 ح 32025 وإرشاد القلوب : 2 / 414 .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومن كتاب الأمالي مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال يوما : ما بال قوم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم استبشروا ، وإذا ذكر محمد وآل محمد اشمأزت قلوبهم ، فوالذي نفس محمد بيده لو جاء أحدكم بأعمال سبعين نبيا ، ولم يأت بولاية أهل بيتي لدخل النار صاغرا وحشر في جهنم خاسرا ، أيها الناس نحن أصل الإيمان وتمامه ونحن وصية الله في الأولين والآخرين ، ونحن قسم الله الذي أقسم بنا فقال : ( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين ) ( 3 ) ولولانا لم يخلق الله خلقا ولا جنة ولا نارا ( 4 ) . ومن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أيها الناس نحن أبواب الحكمة ومفاتيح الرحمة وسادة الأمة وأمناء الكتاب ، وفصل الخطاب وبنا يثيب الله ، وبنا يعاقب ، ومن أحبنا أهل البيت عظم إحسانه ، ورجح ميزانه وقبل عمله وغفر زلله ، ومن أبغضنا لا ينفع إسلامه ، وإنا أهل بيت خصنا الله بالرحمة والحكمة والنبوة والعصمة ، ‹ صفحة 75 › ومنا خاتم الأنبياء ألا وإنا راية الحق التي من تلاها سبق ومن تأخر عنها مرق ، ألا وإننا خيرة الله اصطفانا على خلقه وائتمننا على وحيه ، فنحن الهداة المهديون ، ولقد علمت الكتاب ، ولقد عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان وما يكون ، وأنا أخو رسول الله وخازن علمه ، أنا الصديق الأكبر ولا يقولها غيري إلا مفتر كذاب وأنا الفاروق الأعظم ( 1 ) . وأنا أقول ختما لهذا الكلام ومدحا للسادة الكرام : هم القوم آثار النبوة منهم * تلوح وأنوار الإمامة تلمع مهابط وحي الله خزان علمه * وعندهم سر المهيمن موسع إذا جلسوا للحكم فالكل أبكم * وإن نطقوا فالدهر إذن ومسمع وإن ذكروا فالكون مد ومندل * له أرج من طيبهم يتضوع وإن بادروا فالدهر يخفق قلبه * لسطوتهم والأسد في الغاب تجزع وإن ذكر المعروف والجود في الورى * فبحر نداهم زاخر يتدفع أبوهم سماء المجد والأم شمسه * نجوم لها برج الجلالة مطلع فيا نسبا كالشمس أبيض مشرقا * ويا شرفا من هامة النجم أرفع فمن مثلهم إن عد في الناس مفخرا * إذا عد نظرا يا صاح إن كنت تسمع ميامين قوامون عز نظيرهم * هداة ولاة للرسالة منبع فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم * ولا علم إلا علمهم حين يرفع ولا عمل ينجي غدا غير حبهم * إذا قام يوم البعث للخلق مجمع ولو أن عبدا جاء في الله جاهدا * بغير ولا أهل العبا ليس ينفع فيا عترة المختار يا راية الهدى * إليكم غدا في موقفي أتطلع خذوا بيد البرسي عبد ولائكم * فمن غيركم يوم القيامة يشفع فمن حاد عنكم أو تولى سواكم * فليس له في رحمة الله مطمع عليكم سلام الله يا راية الهدى * فويل لعبد غيرها جاء يتبع ( 2 ) ‹ صفحة 77 ›

فصل ( أثر حب علي وأثر بغضه )

وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن الله نصب عليا علما بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن جهله كان ضالا ومن ساواه بغيره كان مشركا ، ومن جاء بولايته كان فائزا ، ودخل الجنة آمنا ومن جاء بعداواته دخل النار صاغرا ( 1 ) . وعن سديف عن جابر بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من كتاب ما اتفق من الأخبار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت صاحب حوضي ووارث علمي ، وحامل لوائي ومنجز وعدي ، ومفرج همي ، ومستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وخليفته على خلقه ، وأنت مصباح النجاة وطريق الهدى وإمام التقى ، والحجة على الورى ، وأنت العلم المرفوع في الدنيا والصراط المستقيم يوم القيامة ( 2 ) . وعن أبي سعيد الخدري قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال في خطبته : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا لا ينفعه إسلامه ، وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن مات بعثه الله من قبره حتى يؤمن به ( 3 ) . وفي رواية : من أبغضنا أهل البيت لم يبعثه الله يهوديا ولا نصرانيا ، ولكن خيرا منه . ( 4 ) وهذا أفصح الكلام ومعناه يكون خيرا منه اليهود والنصارى فويل لمبغضهم وطوبى لمحبهم . أيها الناس : إن ربي عز وجل مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء ، فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لشيعة علي ، ألا أن أصحاب الجنة علي وشيعته ( 5 ) . ومن ذلك ما رواه ابن عباس قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا معاشر الناس ، إن الله أوحى ‹ صفحة 78 › إلي أني مقبوض وأن ابن عمي هو أخي ووصيي وولي الله وخليفتي ، والمبلغ عني وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين ، وإن استرشدتموه أرشدكم ، وإن تبعتموه نجوتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إن الله عز وجل نزل علي القرآن وعلي سفيره ، فمن خالف القرآن ضل ، ومن ابتغى علمه من غير علي زل ، معاشر الناس ألا إن أهل بيتي خاصتي وقرابتي ، وأولادي وذريتي ولحمي ودمي ووديعتي وإنكم مجموعون غدا ومساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهم ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن نصرهم فقد نصرني ومن أعزهم فقد أعزني ، ومن طلب الهدى من غيرهم فقد كذبني ، فاتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون غدا فإني خصم لمن كان خصمهم ومن كنت خصمه فالويل له ( 1 ) : بني الوحي والآيات يا من مديحهم * علوت به قدرا وطبت به ذكرا مهابط سر الله خزان غيبه * وأعلى الورى فخرا وأرفعهم قدرا ركائب آمالي إليكم حثثتها * فلا أرتجي في الناس زيدا ولا عمرا ومن ذا الذي أضحى برفع نداكم * نزيلا وما أبدلتم عسره يسرا ؟ ومن ذلك ما رواه حذيفة بن اليمان قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله آخذ بيد الحسن بن علي وهو يقول : أيها الناس هذا ابن علي فاعرفوه ، فوالذي نفس محمد بيده إنه لفي الجنة ومحبه في الجنة ، ومحب محبيه في الجنة ( 2 ) . وعن أبي الطيب الهروي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ، مبغض لمن أبغضكم ، محب لمن أحبكم ، شافع لمن والاكم آخذ بيد من مال إليكم ( 3 ) . ومن ذلك من كتاب الفردوس للديلمي مرفوعا إلى جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ص مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخوه ولي الله ( 4 ) ، أخذت ولايته ‹ صفحة 79 › وعهده على الذر قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام ، من سره أن يلقى الله وهو عنه راض فليتولى عليا وعترته فهم نجبائي وأوليائي وخلفائي وأحبائي ( 1 ) . وعن كعب بن عياض عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : لعلي نوران نور في السماء ، ونور في الأرض ، فمن تمسك بنور منهما دخل الجنة ، ومن أخطأهما دخل النار وما بعث الله وليا إلا وقد دعاه إلى ولاية علي طايعا أو كارها ( 2 ) . ومن ذلك من كتاب اللباب مرفوعا إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ستكون بعدي فتنة مظلمة لا ينجو منها إلا من تمسك بالعروة الوثقى ، قيل : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : علي ابن أبي طالب ( 3 ) . يؤيد ذلك ما رواه في مناقب الغزالي الشافعي مرفوعا إلى أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر ( 4 ) ، وهذا فلان قد ناصب عليا الخلافة وغضبه ، فما تقول ؟ وعن سعيد بن جبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : جحود نعمة الله كفر وجحود نبوتي كفر ، وجحود ولاية علي كفر ، لأن التوحيد لا يبنى إلا على الولاية . وعن الأسماخ بن الخزرج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي لا يتقدمك بعدي إلا كافر ، ولا يتخلف عنك إلا كافر ، أنت نور الله في عباده وحجة الله في بلاده وسيف الله على أعدائه ، ووارث علوم أنبيائه ، أنت كلمة الله العليا وآيته الكبرى ، ولا يقبل الله الإيمان إلا بولايتك ( 5 ) . ومن ذلك ما رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن يوم القيامة يوم شديد الهول فمن أراد منكم أن يتخلص من أهوال القيامة وشدائده فليوال وليي ، وليتبع وصيي وخليفتي وصاحب حوضي علي بن أبي طالب ، فإنه غدا على الحوض يذود عنه أعداءه ويسقي منه ‹ صفحة 80 › أولياءه فمن لم يشرب لم يزل ظمآنا لم يرو أبدا ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، ألا وإن حب علي علامة بين الإيمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ، ومن أبغضه كان منافقا ، فمن سره أن يمر على الصراط كالبرق الخاطف ويدخل الجنة بغير حساب ، فليوال وليي وخليفتي على أهلي وأمتي علي بن أبي طالب ، فإنه باب الله والصراط المستقيم علي ويعسوب الدين ، وقائد الغر المحجلين ومولى من أنا مولاه ، لا يحبه إلا طاهر الولادة زاكي العنصر ولا يبغضه إلا من خبث أصله وولادته ، وما كلمني ربي ليلة المعراج إلا قال لي : يا محمد إقرأ عليا مني السلام وعرفه أنه إمام أوليائي ونور من أطاعني فهنيئا له بهذه الكرامة مني ( 1 ) . وقال صلى الله عليه وآله : لا تستخفوا بالفقير من شيعة علي فإن الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر ( 2 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 74 › ( 1 ) بحار الأنوار : 26 / 259 ح 36 . ( 2 ) بحار الأنوار : 43 / 109 ح 22 . ( 3 ) التين : 1 - 3 . ( 4 ) كنز العمال : 11 / 431 ح 32025 وإرشاد القلوب : 2 / 414 . ‹ هامش ص 75 › ( 1 ) مناقب الخوارزمي : 72 والمعجم الكبير : 6 / 269 . ( 1 ) أعيان الشيعة : 6 / 467 . ‹ هامش ص 77 › ( 1 ) بحار الأنوار : 32 / 324 ح 300 . ( 2 ) أمالي الصدوق : 306 المجلس 50 ، وبحار الأنوار : 38 / 100 ح 2 . ( 3 ) بحار الأنوار : 27 / 135 ح 132 . ( 5 ) بصائر الدرجات : 86 ح 15 باب أنه عرف ما رأى في الأظلة ، وبحار الأنوار : 17 / 153 ح 59 . ‹ هامش ص 78 › ( 1 ) بحار الأنوار : 23 / 153 ح 118 و : 38 / 94 ح 10 . ( 2 ) بحار الأنوار : 27 / 136 ح 134 . ( 3 ) بحار الأنوار : 22 / 286 ح 55 ، وكفاية الطالب : 330 . ( 4 ) كنز العمال : 11 / 624 ح 43 . 330 . ‹ هامش ص 79 › ( 2 ) بحار الأنوار : 8 / 131 ح 34 . ( 3 ) البحار : 11 / 60 ح 69 . ( 4 ) البحار : 36 / 20 ح 16 و 37 / 307 ح 40 . ( 5 ) مناقب ابن المغازلي : 46 ح 68 ، ومسند شمس الأخبار : 1 / 105 . ( 6 ) كنز الفوائد : 185 ، ومائة منقبة : 79 ، وكفاية الطالب : 215 ، ومناقب ابن المغازلي : 46 ح 69 وتاريخ بغداد : 11 / 102 . ‹ هامش ص 80 › ( 1 ) بعضه في بحار الأنوار : 8 / 19 ح 6 . ( 2 ) بحار الأنوار : 8 / 56 ح 68 .