كاشف الغمّة ، عن الخوارزمي عن أبي اسحاق ، لقد رأيت عليّا عليه السلام أبيض الرّأس و اللّحية ، ضخم البطن ربعةمن الرّجال ، و عن ابن مندة أنّه عليه السلام كان
-----------
( 1 ) الاخشبان جبلا مكة ك
-----------
( 2 ) الربعة و الربعة بالتحريك و المربوع الرجل بين الطول و القصر م
[ 230 ]
شديد الادمة 1 ، ثقيل العينين عظيمهما ، و أبطن و هو إلى القصر أقرب .
و عن محمّد بن حبيب البغدادي آدم 2 اللون حسن الوجه ضخم الكراديس . 3 و عن بعض المحدّثين كان ربعة من الرّجال ، ادعج 4 العينين ، حسن الوجه ،
كانّه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شثن 5 الكفين ،
أغيد 6 كان عنقه ابريق فضّة ، أصلع ، كثّ اللحية منكبيه مشاش 7 كمشاش السّبع الضّاري ، لا يبين عضده من ساعده ، و قد أدمجت ادماجا 8 ، إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه ، فلم يستطع أن يتنفّس ، شديد السّاعد و اليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قويّ شجاع ، منصور على من لاقاه .
قال كاشف الغمّة : و اشتهر عليه السلام بالأنزع البطين ، أمّا في الصّورة فيقال :
رجل أنزع بيّن النّزع ، و هو الذي انحسر الشّعر عن جانبي جبهته ، و موضعه النّزعة ، و هما النّزعتان ، و البطين : الكبير البطن ، و أمّا في المعنى فان نفسه نزعت يقال : نزع إلى أهله ينزع نزاعا : اشتاق ، و نزع عن الامور نزوعا انتهى عنها ، أى نزع نفسه عن ارتكاب الشّهوات فاجتنبها ، و نزعت إلى اجتناب السّيئات فسدّ عليه مذهبها ، و نزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ، و نزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها و تجلببها 9 ، و امتلاء علما فلقب بالبطين ، فأظهر بعضا ،
و أبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحقّ اليقين .
-----------
( 1 ) الادمة بالضم كالسمرة لفظا و معنى و هى منزله بين السواد و البياض ق
-----------
( 2 ) ادم كعلم و كرم فهو آدم
-----------
( 3 ) الكردوسة كل عظمين التقيا فى مفصل كالذراعين و الركبتين و نحوهما منه .
-----------
( 4 ) ادعج العين اسودها مع سعة م
-----------
( 5 ) شثنت كفه كفرح و كرم شثنا و شثونة خشنت و غلظت فهو شثن الاصابع بالفتح ق
-----------
( 6 ) غيد كفرح مالت عنقه و لانت اعطافه ق
-----------
( 7 ) المشاشة راس العظم و الجمع مشاش و الارض الصلبة و امش ق
-----------
( 8 ) دمج دموجا دخل فى الشى و استحكم فيه ق
-----------
( 9 ) من الجلباب م
[ 231 ]
فأمّا ما ظهر من علومه فأشهر من الصّباح ، و أسير في الآفاق من سرى الرّياح ،
و أمّا ما بطن فقد قال : بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به ، لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة . و قد نظم بعض الشّعراء هذا المعنى :
من كان قد عرقته مدية دهره
و مرت له أخلاف سمّ منقع
فليعتصم بعرى الدّعآء و يبتهل
بامامه الهادي البطين الأنزع
نزعت عن الآثام طرا نفسه
ورعا فمن كالأنزع المتورّع
و حوى العلوم عن النّبي وراثة
فهو البطين بكلّ علم مودع
و هو الوسيلة في النّجاة إذ الورى
رجفت قلوبهم لهول المجمع