تكملة

هذا الكلام مرويّ بنحو آخر ، و هو ما رواه في البحار من الخرايج عن

[ 221 ]

ابن الصّير في عن رجل من مراد قال : كنت واقفا على رأس أمير المؤمنين عليه السّلام يوم البصرة إذ أتاه ابن عبّاس بعد القتال فقال : إنّ لي حاجة فقال ما اعرفنى ما الحاجة التى جئت فيها تطلب الأمان لابن الحكم ؟ قال : نعم اريد أن تؤمنه قال أمنته و لكن اذهب و جئني به و لا تجئني به إلاّ رديفا فانّه أذلّ له .

فجاء به ابن عباس رد فاخلفه كانّه قرد قال أمير المؤمنين عليه السّلام : أتبايع ؟ قال :

نعم ، و في النّفس ما فيها قال : اللّه أعلم بما في القلوب فلمّا بسط يده ليبايعه أخذ كفّه عن كفّ مروان فترها فقال لا حاجة لي فيها إنّها كفّ يهوديّة لو بايعني بيده عشرين مرّة لنكث باسته ، ثمّ قال :

هيه هيه يابن الحكم خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة ، كلاّ و اللّه حتّى يخرج من صلبك فلان و فلان يسومون هذه الامّة خسفا و يسقونه كاسا مصبرة قال المجلسي : قوله فترّها ، كذا في أكثر النّسخ باليّاء و الرّاء المهملة في القاموس ترّ العظم و يترّ تريرا و ترور ابان و انقطع ، و قطع كأترّ و التّترتر كالتزلزل و التّقلقل ، و في بعض النّسخ فنثرها بالنّون و الثّاء المثلثة أى نفضها ، و في بعضها فنترها بالنّون و التّاء المثنّاة من النّترو هو الجذب بقوّة و في القاموس يقال لشي‏ء يطرد هيه هيه بالكسر و هى كلمة استرادة أيضا ، و في النّهاية المعامع شدّة الموت و الجدّ في القتال و المعمعة في الاصل صوت الحريق و المعمعان شدّة الحرّ .

أقول : و لعله أراد بقوله كأسا مصبرة كأسا مرّا كان فيها صبرا .