و منها ما في المجلد السّابع من البحار

من كتاب الاختصاص عن ابن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان عن حفص الأبيض التّمار قال : دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السّلام أيّام قتل المعلّى بن خنيس و صلبه ( ره ) فقال عليه السّلام : يا حفص إنّي أمرت لمعلّى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلى بالحديد :

إنّى نظرت إليه يوما و هو كئيب حزين فقلت مالك يا معلّى كأنّك ذكرت أهلك و مالك و عيالك ؟ فقال : أجل فقلت : ادن منّي فدنى منّى فمسحت وجهه فقلت : أين تراك ؟ فقال : أراني في بيتي هذا زوجتي و هؤلاء ولدي فتركته حتّى تملاء منهم و استترت منه حتّى نال ما ينال الرّجل من أهله .

[ 227 ]

ثمّ قلت له : ادن مني ، فمسحت وجهه فقلت أين تراك ؟ فقال : أراني معك بالمدينة و هذا بيتك فقلت له : يا معلّى إنّ لنا حديثا من حفظه علينا حفظه اللَّه عليه دينه و دنياه ، يا معلّى لا تكونوا اسراء في أيدى النّاس بحديثنا إن شاؤوا منّوا عليكم و إن شاؤوا قتلوكم ، يا معلّى إنّ من كتم الصّعب من حديثنا جعله اللَّه نورا بين عينيه و رزقه اللَّه العزّة في النّاس ، و من أذاع الصّعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السّلاح أو يموت بخيل ، يا معلّى فأنت مقتول فاستعدّ .