الفصل السابع

ألا و إنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطّاعة ، و ثلمتم حصن اللّه المضروب عليكم بأحكام الجاهليّة ، و إنّ اللّه سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الامّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الالفة ، الّتي ينتقلون « يتقلّبون خ ل » في ظلّها ، و يأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، و أجلّ من كلّ خطر و اعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا ،

ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه ، تقولون : النّار و لا العار ، كأنّكم تريدون أن تكفؤا الإسلام على وجهه انتهاكا لحريمه ، و نقضا لميثاقه ، الّذي وضعه اللّه لكم حرما في أرضه ، و أمنا بين خلقه ، و إنّكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر ، ثمّ لا جبرئيل و لا ميكائيل و لا مهاجرين و لا أنصار ينصرونكم إلاّ المقارعة بالسّيف ، حتّى يحكم اللّه بينكم ، و إنّ عندكم الأمثال

[ 3 ]

من بأس اللّه و قوارعه ، و أيّامه و وقايعه فلا تستبطؤا وعيده جهلا بأخذه ، و تهاونا ببطشه ، و يأسا من بأسه ، فإنّ اللّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي « القرون الماضية خ ل » بين أيديكم إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ،

فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و الحلماء لترك التّناهي ، ألا و قد قطعتم قيد الإسلام ، و عطّلتم حدوده ، و أمتّم أحكامه