اعترض عليه الشريف المرتضى علم الهدى في الشافي أنّه يقال له : أمّا اعتذاره في ولاية عثمان من ولاّه من الفسقة بانه لم يكن عالما بذلك من حالهم قبل الولاية و إنّما تجدّد منهم ما تجدّد فعزلهم فليس بشيء يعول على مثله لأنه لم يولّ هؤلاء النفر إلا و حالهم مشهورة في الخلاعة و المجانة و التحرم و التهتك و لم يختلف اثنان في أن الوليد بن عقبة لم يستأنف التظاهر بشرب الخمر و الاستخفاف بالدين على استقبال ولايته الكوفة بل هذه كانت سنته و العادة المعروفة منه و كيف يخفى على عثمان و هو قريبه و لصيقه و أخوه لأمّه من حاله ما لا يخفى على الأجانب الأباعد فلهذا قال له سعد بن أبي وقاص في رواية الواقدي و قد دخل الكوفة : يا با وهب أميرا أم زائرا ؟ قال : بل أميرا ، فقال سعد : ما أدرى أحمقت بعدك أم كسست بعدي ؟ قال :
ما حمقت بعدى و لا بعدك ، و لكن القوم ملكوا فاستأثروا فقال سعد : ما أراك إلاّ صادقا .
و في رواية ابي مخنف لوط بن يحيى : انّ الوليد لما دخل الكوفة مرّ على مجلس عمرو بن زرارة النخعى فوقف فقال عمرو : يا معشر بني اسد بئس ما استقبلنا به « ج 14 »
[ 225 ]
اخوكم ابن عفان من عدله ان ينزع عنا ابن ابي وقاص الهين اللين السهل القريب و يبعث علينا اخاه الوليد الأحمق الماجن الفاجر قديما و حديثا و استعظم النّاس مقدمه و عزل سعد به و قالوا : اراد عثمان كرامة اخيه بهوان امّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله .
و هذا تحقيق ما ذكرناه من أن حاله كانت مشهورة قبل الولاية لا ريب فيها على أحد فكيف يقال إنه كان مستورا حتّى ظهر منه ما ظهر .
و في الوليد نزل قوله تعالى أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ( السجدة 20 ) فالمؤمن ههنا عليّ بن أبيطالب عليه السّلام و الفاسق الوليد على ما ذكره أهل التأويل .
و فيه نزل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين و السبب في ذلك انه كذب على بني المصطلق عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ادّعى أنّهم منعوه الصدقة ، و لو قصصنا مخازيه المتقدمة و مساويه لطال الشرح .
و أمّا شربه الخمر بالكوفة و سكره حتى دخل عليه من دخل و أخذ خاتمه من اصبعه و هو لا يعلم فظاهر قد سارت به الركبان و كذلك كلامه في الصلاة و التفاته إلى من يقتدى به فيها و هو سكران و قوله أزيدكم فقالوا لا قد قضينا صلاتنا حتّى قال الحطيئة في ذلك شعرا : شهد الخطيئة يوم يلقى ربه الأبيات المذكورة آنفا و قال أيضا فيه :
تكلم في الصلاة و زاد فيها
علانية و جاهر بالنفاق
و مج الخمر في سنن المصلّى
و نادى و الجميع إلى افتراق
أ أزيدكم على أن تحمدوني
فما لكم و مالي من خلاق
فأمّا قوله : « إنّه جلده و عزله » فبعد أي شيء كان ذلك ؟ و لم يعزله إلاّ بعد أن دافع و مانع و احتج عنه و ناضل ، فلو لم يكن أمير المؤمنين عليه السّلام قهره على رأيه لما عزله و لا مكّن من جلده .
و قد روى الواقدي أن عثمان لما جاءه الشهود يشهدون على الوليد بشرب الخمر أوعدهم و تهدّدهم . قال الراوي : و يقال : إنّه ضرب بعض الشهود أسواطا فأتوا
[ 226 ]
أمير المؤمنين عليه السّلام فشكوا فأتي عثمان فقال : عطلت الحدود و ضربت قوما شهودا على أخيك فقلبت الحكم و قد قال عمر : لا تحمل بني امية و آل أبي معيط على رقاب النّاس ، قال : فما ترى ؟ قال : أرى أن تعزله و لا تولّيه شيئا من أمور المسلمين ،
و أن تسأل عن الشهود فإن لم يكونوا أهل ظنّة و لا عداوة أقمت على صاحبك الحدّ .
و تكلم في مثل ذلك طلحة و الزبير و عايشة و قالوا أقوالا شديدة و أخذته الألسن من كلّ جانب فحينئذ عزله و مكّن من إقامة الحدّ عليه .
و روي الواقدي أن الشهود لمّا شهدوا عليه في وجهه و أراد عثمان أن يحدّه ألبسه جبّة خزّ و أدخله بيتا فجعل إذا بعث إليه رجلا من قريش ليضربه قال له الوليد انشدك اللّه أن تقطع رحمي و تغضب أمير المؤمنين فيكفّ ، فلمّا رأي أمير المؤمنين عليه السّلام ذلك أخذ السوط و دخل عليه فجلّده به فأيّ عذر له في عزله و جلده بعد هذه الممانعة الطويلة و المدافعة التامة .
و قصّة الوليد مع الساحر الّذي يلعب بين يديه و يغرّ النّاس بمكره و خديعته و أن جندب بن عبد اللّه الأزدي امتعض من ذلك و دخل عليه فقتله و قال له : أحي نفسك إن كنت صادقا و أن الوليد أراد أن يقتل جندبا بالساحر حتى أنكر الأزد ذلك عليه فحبسه و طال حبسه حتّى هرب من السجن معروفة مشهورة . أقول : و سيأتي نقل القصة .
قال : فان قيل : قد وليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الوليد بن عقبة صدقة بني المصطلق و وليّ عمر الوليد أيضا صدقة بني تغلب فكيف يدعون أنّ حاله في أنّه لا يصلح للولاية ظاهرة ؟
قلنا : لا جرم أنّه غر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كذب على القوم حتّى نزلت الآية الّتي قدمنا ذكرها فعزله و ليس خطب ولاية الصدقة خطب ولاية الكوفة . فأمّا عمر لمّا بلغه قوله :
إذا ما شددت الرأس منّي بمشور
فويلك منّي تغلب ابنة وائل
عزله . و أمّا عزل أمير المؤمنين عليه السّلام بعض أمرائه لمّا ظهر منه الحدث كالقعقاع
[ 227 ]
ابن شور و غيره و كذلك عزل عمر قدامة بن مظعون لما شهدوا عليه بشرب الخمر و جلده له ، فانّه لا يشبه ما تقدّم لأن كلّ واحد ممن ذكرناه لم يولّ الأمر إلاّ من هو حسن الظن عند توليته فيه حسن الظاهر عنده و عند النّاس غير معروف باللعب ( باللّعنة خ ل ) و لا مشهور بالفساد ، ثمّ لمّا ظهر منه ما ظهر لم يحام عنه و لا كذّب الشهود عليه و كابرهم بل عزله مختار أغير مضطرّ و كلّ هذا لم يجر في امراء عثمان ، و لأنّا قد بيّنا كيف كان عزل الوليد و إقامة الحدّ عليه .
فأمّا أبو موسى فإن أمير المؤمنين عليه السّلام لم يولّه الحكم مختارا لكنّه غلب على رأيه و قهر على أمره و لا رأى لمقهور .
فأمّا قوله « إن ولاية الأقارب كولاية الأباعد بل الأباعد أجدر و أولى أن يقدم الأقارب عليهم من حيث كان التمكن من عزلهم أشدّ و ذكر تولية أمير المؤمنين عليه السّلام عبد اللّه و عبيد اللّه و قثما بني العبّاس و غيرهم » فليس بشيء لأن عثمان لم تنقم عليه تولية الأقارب من حيث كانوا أقارب بل من حيث كانوا أهل بيت الظنّة و التهمة و لهذا حذّره عمر منهم و أشعر بأنّه يحملهم على رقاب النّاس ،
و أمير المؤمنين عليه السّلام لم يولّ من أقاربه متهما و لا ظنينا و حين أحسّ من ابن عبّاس بعض الريبة لم يمهله و لا احتمله و كاتبه بما هو مشهور سائر ظاهر ، و لو لم يجب على عثمان أن يعدل عن ولاية أقاربه إلاّ من حيث جعل عمر ذلك سبب عدوله عن النصّ عليه و شرط عليه يوم الشورى أن لا يحمل أقاربه على النّاس و لا يؤثرهم لمكان القرابة بما لا يؤثر به غيرهم لكان صادقا قويّا فضلا عن أن ينضاف إلى ذلك ما انضاف من خصالهم الذميمة و طرائفهم القبيحة .
فأمّا سعيد بن العاص فإنّه قال في الكوفة : إنّما السواد بستان لقريش تأخذ منه ما شائت و تترك حتّى قالوا له أتجعل ما أفاء اللّه علينا بستانا لك و لقومك و نابذوه و أفضى ذلك الأمر إلى تسييره من سير من الكوفة و القصّة مشهورة ثمّ انتهى الأمر إلى منع أهل الكوفة سعيدا من دخولها و تكلموا فيه و في عثمان كلاما ظاهرا حتّى كادوا يخلعون عثمان فاضطرّ حينئذ إلى إجابتهم إلى ولاية أبي موسى
[ 228 ]
فلم يصرف سعيدا مختارا بل ما صرفه جملة و إنّما صرفه أهل الكوفة عنهم .
12 قال المسعودي : و في سنة خمس و ثلاثين كثر الطعن على عثمان و ظهر عليه النكير لأشياء ذكروها من فعله منها ما كان بينه و بين عبد اللّه بن مسعود و انحراف هذيل عن عثمان من أجله .
و في أسد الغابة : عبد اللّه بن مسعود بن غافل الهذلي كان اسلامه قديما أوّل الاسلام سادس ستة في الاسلام و كان أوّل من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هاجر الهجرتين جميعا إلى الحبشة و إلى المدينة و صلّى القبلتين و شهد بدرا و احدا و الخندق و بيعة الرضوان و سائر المشاهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ، و أمّ عبد اللّه بن مسعود امّ عبد بنت عبدود بن سوداء من هذيل أيضا .
و فيه بإسناده إلى عبد الرّحمن بن يزيد قال : أتينا حذيفة فقلنا حدّثنا بأقرب النّاس من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هديا و دلاّ فنأخذ عنه و نسمع منه قال : كان أقرب النّاس هديا و دلاّ و سمتا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ابن مسعود و لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد أن ابن امّ عبد هو من أقربهم إلى اللّه زلفي .
و فيه عن عليّ عليه السّلام قال : أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله ابن مسعود فصعد على شجرة يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد اللّه فضحكوا من حموشة ساقيه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله :
ما تضحكون لرجل عبد اللّه أثقل في الميزان يوم القيامة من احد .
و فيه عن حبة بن جوين عن عليّ عليه السّلام قال : كنا عنده جلوسا فقالوا : ما رأينا رجلا أحسن خلقا و لا أرفق تعليما و لا أحسن مجالسة و لا أشدّ ورعا من ابن مسعود .
قال عليّ عليه السّلام : انشدكم اللّه أ هو الصدق من قلوبكم ؟ قالوا : نعم ، قال : اللّهم اشهد أني أقول مثل ما قالوا و أفضل .
و فيه في سبب اسلامه بإسناده إلى عبد اللّه بن مسعود قال : كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتي النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و معه أبو بكر فقال : يا غلام هل معك من لبن ؟ فقلت : نعم ، و لكني مؤتمن فقال : ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فجعل يمسح الضرع و يدعو حتّى
[ 229 ]
انزلت فأتاه أبو بكر بصحوة فاحتلب فيها ثمّ قال لأبي بكر : اشرب فشرب أبو بكر ثمّ شرب النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بعده ثمّ قال للضرع : اقلص فقلص فعاد كما كان . ثمّ أتيت فقلت :
يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي و قال : إنّك غلام معلم فلقد أخذت منه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر .
و فيه : و قال أبو طيبة مرض عبد اللّه فعاده عثمان بن عفان فقال : ما تشتكى ؟
قال : ذنوبي . قال : فما تشتهى ؟ قال : رحمة ربي . قال : ألا آمر لك بطبيب ؟ قال :
الطبيب أمرضني . قال : ألا آمر لك بعطاء ؟ قال : لا حاجة لي فيه . قال : يكون لبناتك ، قال : أتخشى على بناتي الفقر ؟ إنّي أمرت بناتي أن يقرأن كلّ ليلة سورة الواقعة إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : من قرأ الواقعة كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبدا . قال : و إنما قال له عثمان ألا آمر لك بعطائك لأنه كان قد حبسه عنه سنتين .
توفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين من الهجرة و دفن ليلا اوصى بذلك و لم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك و صلّى عليه عمّار و قيل صلّى عليه الزبير .
و في الشافي لعلم الهدى الشريف المرتضى : و قد روى كلّ من روى سيرة من أصحاب الحديث على اختلاف طرقهم ان ابن مسعود كان يقول : ليتني و عثمان برمل عالج يحثى علىّ و احثى عليه حتى يموت الأعجز منى و منه .
و فيه : و رووا انه كان يطعن عليه فيقال له ألا خرجت إليه لنخرج معك ؟
فيقول : و اللّه لئن ازاول جبلا راسيا أحبّ إليّ من أن ازاول ملكا مؤجلا . و كان يقول في كلّ يوم جمعة بالكوفة جاهرا معلنا : إنّ أصدق القول كتاب اللّه و أحسن الهدى هدى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و شرّ الأمور محدثاتها و كلّ محدث بدعة و كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار ، و إنما يقول ذلك معرضا بعثمان حتّى غضب الوليد من استمرار تعرّضه و نهاه عن خطبته هذه فكتب إلى عثمان فيه فكتب عثمان يستقدمه عليه .
و فيه : و روى أنه لما خرج عبد اللّه بن مسعود إلى المدينة مزعجا عن الكوفة
[ 230 ]
خرج النّاس معه يشيّعونه و قالوا : يا با عبد الرّحمن ارجع فو اللّه لا يوصل إليك أبدا فانا لا نأمنه عليك ، فقال : أمر سيكون و لا احب أن أكون أوّل من فتحه .
أقول : الظاهر أنه يريد من قوله أمر سيكون قيام النّاس على عثمان و قتلهم إيّاه لمّا رأى الأمور المحدثة المنكرة منه و كلام النّاس و سخطهم في عثمان و أفعاله .
و في الشّافي : و قد روى عنه من طرق لا تحصى كثرة انه كان يقول : ما يزن عثمان عند اللّه جناح ذباب . و تعاطي شرح ما روى عنه في هذا الباب يطول و هو أظهر من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه . و انه بلغ من اصرار عبد اللّه على مظاهرته بالعداوة أن قال لما حضره الموت من يتقبل منّي وصيّة اوصيه بها على ما فيها ؟ فسكت القوم و عرفوا الذي يريد فأعادها فقال عمار بن ياسر : فانا أقبلها . فقال ابن مسعود :
لا يصلّى علىّ عثمان . فقال : ذلك لك . فيقال : انه لما دفن جاء عثمان منكرا لذلك فقال له قائل : إن عمارا ولّى هذا الأمر . فقال لعمار : ما حملك على أن لم توذني ؟
فقال له : إنه عهد إلىّ ألاّ اوذنك فوقف على قبره و أثنى عليه ثمّ انصرف و هو يقول رفعتم و اللّه بايديكم عن خير من بقى فتمثل الزبير بقول الشّاعر :
لأعرفنك بعد الموت تندبني
و في حياتي ما زوّدتني زادي
و فيه : لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه فأتاه عثمان عائدا فقال :
ما تشتكى ؟ قال : ذنوبي . قال : فما تشتهى ؟ قال : رحمة ربّي قال : أ لا أدعو لك طبيبا ؟ قال : الطبيب أمرضني . قال فلا آمر لك بعطائك ؟ قال : منعتنيه و أنا محتاج إليه و تعطينيه و أنا مستغن عنه . قال : يكون لولدك ، قال : رزقهم على اللّه . قال :
استغفر لي يا با عبد الرحمن ، فقال : أسأل اللّه أن يأخذ لي منك بحقي .
و فيه : ان كل من قرأ الأخبار علم أن عثمان أمر باخراجه من المسجد على أعنف الوجوه و بأمره جرى ما جرى عليه و لو لم يكن بأمره و رضاه لوجب أن ينكر على مولاه كسره لضلعه و يعتذر إلى من عاتبه على فعله بأن يقول : انني لم آمر بذلك و لا رضيته من فاعله و قد انكرت على من فعله و في علمنا بأن ذلك لم يكن دليل على
[ 231 ]
ما قلناه . و قد روى الواقدي باسناده و غيره ان عثمان لما استقدمه المدينة دخلها ليلة جمعة فلمّا علم عثمان بدخوله قال : أيها النّاس انّه قد طرقكم الليلة دويبة من تمشى على طعامه يقي و يسلح . فقال ابن مسعود : لست كذلك و لكنني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم بدر و صاحبه يوم بيعة الرضوان و صاحبه يوم الخندق و صاحبه يوم حنين ، قال : فصاحت عايشة أيا عثمان أتقول هذا لصاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ؟ فقال عثمان : اسكتى .
ثمّ قال لعبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن اسد بن عبد العزى ابن قصى : أخرجه إخراجا عنيفا فأخذه ابن زمعة فاحتمله حتّى جاء به باب المسجد فضرب به الأرض فكسر ضلعا من أضلاعه . فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان .
و في رواية اخرى أن ابن زمعة مولى لعثمان أسود كان مسدما طوالا .
و في رواية اخرى أن فاعل ذلك يحموم مولى عثمان .
و في رواية أنه لما احتمله ليخرجه من المسجد ناداه عبد اللّه انشدك اللّه أن تخرجني من مسجد خليلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو الذي يقول فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : لساقا ابن امّ عبد أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل احد .