في مادة ع ر ض من النهاية الأثيرية : أن جبرئيل عليه السّلام كان يعارضه صلّى اللّه عليه و آله القرآن في كلّ سنة مرّة و أنّه عارضه العام مرّتين أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن من المعارضة بمعنى المقابلة و منه عارضت الكتاب بالكتاب أى قابلته به .
و في الفصل الثّامن النوع الثّامن عشر من الإتقان : قال أبو بكر بن الأنبارى : أنزل اللّه القرآن كلّه إلى سماء الدّنيا ثمّ فرّقه في بضع و عشرين فكانت السورة تنزل لأمر يحدث و الآية جوابا لمستخبر و يوقف جبرئيل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله على موضع الآية و السورة فاتساق السور كاتساق الآيات و الحروف كلّه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فمن قدّم سورة أو أخرّها فقد أفسد نظم القرآن .
و قال الكرماني في البرهان : ترتيب السور هكذا هو عند اللّه في اللّوح المحفوظ على هذا الترتيب و عليه كان صلّى اللّه عليه و آله يعرض على جبرئيل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه و عرضه عليه في السنة التي توفّى فيها مرتين و كان آخر الآيات نزولا و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللَّه فأمره جبرئيل أن يضعها بين آيتي الربا و الدين .
[ 262 ]
و قال الطّيبي : انزل القرآن أوّلا جملة واحدة من اللّوح المحفوظ إلى السماء الدّنيا ثمّ نزل مفرقا على حسب المصالح ثمّ اثبت في المصاحف على التأليف و النظم المثبت في اللّوح المحفوظ .
و قال البيهقي في المدخل : كان القرآن على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله مرتّبا سوره و آياته على هذا الترّتيب الخ .
و قال أبو جعفر النحّاس : المختار أنّ تأليف السور على هذا الترتيب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الحديث واثلة اعطيت مكان التّوراة السبع الطول ، قال : فهذا الحديث يدلّ على أنّ تأليف القرآن مأخوذ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أنّه من ذلك الوقت الخ .
و قال ابن الحصار : ترتيب السور و وضع الآيات موضعها إنّما كان بالوحى .
ثمّ السيوطى بعد نقل أقوال اخر من الأعاظم في أنّ ترتيب السور كترتيب الآيات توقيفي قال : قلت : و ممّا يدلّ على أنّ ترتيب السور توقيفي كون الحواميم رتّبت ولاء و كذا الطواسين و لم ترتب المسبحات ولاء بل فصّل بين سورها و فصل بين طسم الشعراء و طسم القصص بطس مع أنّها أقصر منهما و لو كان الترتيب اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء و اخرت طس عن القصص و كذا نقل عدّة أقوال في النوع 62 منه في مناسبة الآيات و السور و ترتيب كلّ واحد منهما على هذا النهج بأمره تعالى .
أقول : الأمر أبلج من الصبح و أبين من الشمس في رائعة النهار في أنّ تركيب سور هذا السّفر القيم الالهى و ترتيبها على هذا الأسلوب البديع لم يكن إلاّ بأمره تعالى و من قال في القرآن غير ما حققنا افترى على اللّه و اختلق على كتابه و رسوله .
و ذهب شرذمة إلى أن ترتيب السور لم يكن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّما رتبت على عهد أبي بكر .
أقول : لو سلمنا بعد الإغماض عن ما تمسّكوا بها و استدلّوا عليها و اغتروا
[ 263 ]
بظاهرها ، أن سور القرآن رتّبت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فإن أوّل من جمع القرآن بعده صلّى اللّه عليه و آله هو أمير المؤمنين و هو عليه السّلام كان عالما فيما نزلت الآيات و أين نزلت و على من نزلت و كبار الصحابة تعلموا القرآن منه عليه السّلام و أخذوه عنه عليه السّلام و لا ريب انّه عليه السّلام كان أعرف بالقرآن من غيره و أجمعت الأمّة على انّه كان حافظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قرأه عليه مرارا فلا ريب أن جمعه و ترتيبه حجة على أنّه عليه السّلام معصوم كما بينّا في شرح الخطبة 237 و كلّ ما جاء به المعصوم مصون من الخلل و حجة على بني آدم و هذا الترتيب المشهود الآن في المصاحف و قرائته هو ترتيبه و قرائته عليه السّلام .
قال الفاضل الشارح المعتزلي في مقدمة شرحه على النهج في فضائله عليه السّلام ( ص 6 طبع ايران 1304 ه ) : أما قراءة القرآن و الاشتغال به فهو المنظور إليه في هذا الباب اتفق الكل على أنّه عليه السّلام كان يحفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لم يكن غيره يحفظه ثمّ هو أوّل من جمعه ، نقلوا كلّهم انّه تأخر عن بيعة أبي بكر فأهل الحديث لا يقولون ما تقوله الشيعة من أنّه تأخر مخالفته للبيعة بل يقولون تشاغل بجمع القرآن فهذا يدلّ على أنّه أوّل من جمع القرآن لأنّه لو كان مجموعا في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لما احتاج إلى أن تشاغل بجمعه بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و إذا رجعت إلى كتب القرآن وجدت أئمة القراء كلّهم يرجعون إليه كأبي عمرو بن العلاء و عاصم بن أبي النجود و غيرهما لأنّهم يرجعون إلى أبى عبد الرّحمان بن السلمي القاري و أبو عبد الرّحمان كان تلميذه و عنه أخذ القرآن فقد صار هذا الفن من الفنون الّتي ينتهى إليه أيضا مثل كثير مما سبق . انتهى قوله .
أقول : قد وردت أخبار كما أتى بها السيوطي في الاتقان و غيره في جوامعهم أن أمير المؤمنين عليه السّلام و غيره جمعوا القرآن فذهب قوم إلى أن السور رتبت في الدفتين باجتهاد الصحابة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله جمودا على ظاهرها و قد غفلوا أن ظاهرها لا تنافي أن يكون ترتيب السور و وضع كلّ واحدة منها في موضع خاص كما في المصحف الآن بأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله كما هو الحقّ فإياك أن تعني من قول
[ 264 ]
الفاضل المذكور و غيره أن القرآن جمع بعد النّبي أن ترتيب السور كان بعده صلّى اللّه عليه و آله و سنزيدك بيانا إن شاء اللّه تعالى .
قال ابن النديم في الفهرست ( 41 طبع مصر من الفن الثالث من المقالة الأولى ) :
قال ابن المنادى حدّثني الحسن العبّاس قال : أخبرت عن عبد الرّحمان بن أبي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن عليّ عليه السّلام أنّه رأي من النّاس طيرة عند وفاة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فأقسم أنه لا يضع عن ظهره ردائه حتّى يجمع القرآن فجلس في بيته ثلاثة أيام حتّى جمع القرآن فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن من قلبه . ثمّ قال : و كان المصحف عند أهل جعفر و رأيت أنا في زماننا عند أبي يعلي حمزة الحسني رحمه اللّه مصحفا قد سقط منه أرواق بخط عليّ بن أبيطالب يتوارثه بنو حسن على مرّ الزمان .
و قد روي السيوطي في النوع الثامن عشر من الاتقان بسند حسن عن عبد خير قال : قال عليّ عليه السّلام : لما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله آليت أن لا آخذ علىّ ردائي إلاّ لصلاة جمعة حتّى أجمع القرآن فجمعته .
و روي أيضا بطريق آخر عن محمّد بن سيرين عن عكرمة قال لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علىّ بن أبيطالب في بيته فقيل لأبى بكر قد كره بيعتك فأرسل إليه إلى أن قال : قال أبو بكر : ما أقعدك عنّي ؟ قال : رأيت كتاب اللّه يزاد فيه فحدثت نفسى أن لا ألبس ردائى إلاّ لصلاة حتّى أجمعه قال له أبو بكر : فانّك نعم ما رأيت ،
قال محمّد : فقلت لعكرمة : ألفوه كما أنزل الأوّل فالأوّل ؟ قال : لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا .
قال : ابن الحجر في الصواعق المحرقة ( ص 76 طبع مصر ) باسناده عن سعيد ابن مسيب قال : لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلاّ عليّ عليه السّلام و قال واحد من جمع القرآن و عرضه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله . و قال أيضا أخرج ابن سعد عن عليّ عليه السّلام قال :
و اللّه ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيم نزلت و أين نزلت و على من نزلت إن ربّي وهب لى
[ 265 ]
قلبا عقولا و لسانا ناطقا . و قال : أخرج ابن سعد قال علىّ عليه السّلام : سلونى عن كتاب اللّه فانه ليس من آية إلاّ و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل .
قال : و أخرج الطبرانى في الأوسط عن ام سلمة قالت : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول :
علىّ مع القرآن و القرآن مع علىّ لا يفترقان حتّى يردا علىّ الحوض .
و في الاتقان ( طبع مصر 1318 ص 74 ج 1 ) قال ابن حجر : و قد ورد عن على انّه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخرجه ابن أبى داود .
أقول : ابن حجر هذا هو الحافظ أحمد بن علىّ بن حجر العسقلانى صاحب كتاب الاصابة في معرفة الصحابة و تقريب التهذيب و غيرهما توفى سنة 852 ه و صاحب الصواعق المحرقة سميّه أحمد بن محمّد بن عليّ الهيتمى مات سنة 973 ه و جلال الدين السيوطى مات سنة 910 ه . ثمّ يستفاد ممّا روى ابن حجر أن القرآن الّذى جمع علىّ عليه السّلام غير القرآن المرتبة سوره على ما هو المصحف الآن فهو عليه السّلام أراد أن يبين في هذا الجمع ترتيب نزول السور و الآيات كما أن عالما يفسر القرآن و يبين فيه وجوه القرائات و آخر يبين في تفسيره لغات القرآن و آخر غريبه و آخر يجمع الأخبار الواردة المناسبة لكلّ آية في تفسيره و غيرها من التفاسير المختلفة أغراضا فان الكلّ ميسّر لما خلق له و يؤيّد ما ذهبنا إليه قوله عليه السلام نقله ثقة الاسلام الكلينى في باب اختلاف الحديث من اصول الكافي باسناده عن سليم بن قيس الهلالى في حديث طويل إلى أن قال عليه السّلام : فما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن إلاّ أقرأنيها و أملأها علىّ فكتبتها بخطّى و علّمنى تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصّها و عامّها و دعى اللّه أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه و لا علما أملأه علىّ و كتبته منذ دعا اللّه لى بما دعا و ما ترك شيئا علّمه اللّه من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهى كان أو يكون و لا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثمّ وضع يده على صدرى و دعى اللّه لى أن يملأ قلبى علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا نبي اللّه بأبى أنت و أمّى منذ دعوت اللّه لى بما دعوت لم
[ 266 ]
أنس شيئا و لم يفتنى شىء لم أكتبه أ فتتخوّف علىّ النسيان فيما بعد ؟ فقال : لا لست أتخوّف عليك النسيان و الجهل .
و قوله عليه السّلام : كما في البحار ( ج 19 ص 126 ) : و لقد جئتهم بكتاب كملا مشتملا على التأويل و التنزيل و المحكم و المتشابه و الناسخ و المنسوخ الخ فعلى هذا لا يسع أحدا أن يقول بتا أنّه عليه السّلام جمع السور و رتّبها و لم تكن السور مرتبة على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الأخبار الاخر أيضا الدّالة على أن أبا بكر و غيره جمعوه من هذا القبيل لا يدلّ على أن ترتيب سور القرآن لم يكن بأمر النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فمن تمسك بها لذلك الغرض فقد أخطأ .
قال الطبرسى في المجمع قوله تعالى « و أظهره اللّه عليه عرّف بعضه و أعرض عن بعض » ( التحريم 4 ) : قرأ الكسائى وحده عرف بالتخفيف و الباقون عرّف بالتشديد و اختار التخفيف أبو بكر بن عياش و هو من الحروف العشر الّتى قال : إنّى أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة على بن أبيطالب عليه السّلام حتّى استخلصت قراءته يعنى قراءة علىّ عليه السّلام و هى قراءة الحسن و أبى عبد الرّحمان السلمى و كان أبو عبد الرّحمان إذا قرأ إنسان بالتشديد حصبه انتهى .
أقول : أبو بكر بن عيّاش و حفص بن سليمان البزاز راويان لعاصم بن أبى النجود بهدلة و عاصم من القراء السبعة الّذين تواترت قرائاتهم و لكن اعراب القرآن المتداول الآن إنّما هو بقراءة حفص عن عاصم و يستفاد مما نقل الطبرسى عن ابن عياش أن قراءة عاصم هى قراءة أمير المؤمنين علىّ بن أبيطالب روحى له الفداء إلاّ في عشر كلمات أدخلها أبو بكر في قراءة عاصم حتّى استخلصت قراءة علىّ عليه السّلام فالقراءة المتداولة هى قراءته عليه السّلام و كذا قال الطبرسى في الفن الثانى من مقدمة تفسيره في ذكر أسامى القراء : فأمّا عاصم فانّه قرأ على أبى عبد الرّحمان السلمى و هو قرأ على علىّ بن أبيطالب عليه السّلام .
فإنّما اخيتر في المصحف الكريم قراءة عاصم لسهولتها و جودتها و لأنّها أضبط من القراآت الاخرى و السرّ في ذلك إن قراءته قراءة أمير المؤمنين عليه السّلام
[ 267 ]
و إن كان قراءة كلّ واحدة من القراءات السبع متواترة و جائزة .
قال العلامة الحليّ قدّس سرّه في المنتهى ما هذا نصّه : أضبط هذه القراءات السبع عند أرباب البصيرة هو قراءة عاصم المذكور برواية أبي بكر بن عياش و قال رحمه اللّه في التذكرة : إنّ هذا المصحف الموجود الآن هو مصحف عليّ عليه السّلام .
قال المحقّق الطوسي قدّس سرّه في التجريد : و علىّ أفضل الصحابة لكثرة جهاده و . . . و كان أحفظهم لكتاب اللّه تعالى العزيز . و قال الفاضل القوشجي في شرحه : فإن أكثر أئمة القراءة كأبي عمرو و عاصم و غيرهما يسندون قراءتهم إليه فانّهم تلامذة أبي عبد الرّحمان السلمي و هو تلميذ عليّ رضي اللّه عنهما .
و بالجملة أنا نقول أولا إن ترتيب السور كالآيات توقيفي و عليه جلّ المحققين من علماء الفريقين و الشواهد و البراهين عليه كثيرة و أن بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله لم يجمع القرآن مرتبا سوره على اجتهاد الصحابة لما دريت أن الأخبار الّتي تمسكوا بها غير دالة على ذلك و بعد الإغماض نقول : إن الفريقين اتّفقا في أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان حافظا للقرآن على عهده صلّى اللّه عليه و آله و قرأ عليه غير مرة و كان أعرف به منهم و قال عليه السّلام ( الخطبة 208 من النهج و كذا في الوافى ص 62 ج 1 نقلا من الكافي ) و قد سأله سائل عما في أيدي النّاس : إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا إلى أن قال : و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من يسأله و يستفهمه حتّى أن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابي أو الطارى فيسأله عليه السّلام حتّى يسمعوا و كان لا يمرّ بي من ذلك شيء إلاّ سألت عنه و حفظته ، و قال هؤلاء العظام من العلماء : إن القراءة المتداولة الآن قراءته عليه السّلام و أنّه أوّل من جمع القرآن بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هو عليه السّلام كان معتمد الصحابة في العلوم و به يراجعون في القرآن و الأحكام سيما عند أصحابنا الإمامية القائلين بعصمته عليه السّلام و باتفاق الأمّة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيه عليه السّلام أقضاكم علىّ و عليّ مع القرآن و القرآن معه و الحقّ معه حيث دار و . . . . فترتيب سور القرآن وقع على النهج الّذي أراده اللّه تعالى و رسوله .
ثمّ نقول : هب أن ترتيب السور في الدفتين كان بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و إنّما كان
[ 268 ]
على عهد أبي بكر و بأمره كما هو ظاهر طائفة من الأقوال و لا كلام في أن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قرره و رضي به و إلا لبدّله في خلافته لو قيل انّه عليه السّلام لم يتمكن في عهد أبي بكر بذلك و هو عليه السّلام معصوم و تقريره و إمضاؤه حجة ، على أن تركيب السور من الآيات إجماعي لا خلاف فيه كما دريت فلو لم يكن ترتيب السور بالفرض بأمر المعصوم فما نزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله هو ما بين الدفتين الآن و على كلّ حال ما زيد فيه و ما نقص منه شيء فبذلك ظهر أن قول الفقيه البحراني في الحدائق و أضرابه : أن جمع القرآن في المصحف الآن ليس من جمع المعصوم فلا حجة فيه ،
بعيد عن الصواب غاية البعد .