26 و من ذلك ما فعل بأبي ذر رحمه اللّه تعالى

و اعلم أنّ جلالة شأن أبي ذر و فخامة أمره و علوّ درجته و مكانته في الاسلام فوق أن يحوم حوله العبارة أو أن

[ 297 ]

يحتاج إلى بيان و كلام ، فقد روى الفريقان في سموّ رتبته و حسن اسلامه ما لا يسع هذه العجالة .

قال في اسد الغابة : اختلف في اسمه اختلافا كثيرا و قول الأكثر و هو أصح ما قيل فيه : جندب بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة ابن جنادة بضمّ الجيم أيضا . كان من كبار الصحابة و فضلائهم قديم الإسلام يقال : أسلم بعد أربعة و كان خامسا و هو أوّل من حيّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بتحية الإسلام و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيه : ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر و في عبارة اخرى : على ذي لهجة أصدق من أبي ذر و سئل جعفر بن محمّد الصّادق عليهما السّلام عن هذا الخبر فصدّقه .

و في اسد الغابة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال : أبو ذر في امّتي على زهد عيسى بن مريم .

و أنّ عليّا عليه السّلام قال : وعى أبو ذر علما عجز النّاس عنه ثمّ أوكأ عليه فلم يخرج منه شيئا . و كان آدم طويلا عظيما أبيض الرّأس و اللّحية .