المنذر بن الجارود من أشراف العرب و من عبد القيس الناهي في الشرف ينسب إلى نزار بن معد بن عدنان ، كان الجارود نصرانيّا فوفد على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في سنة تسع أو عشر من الهجرة فأسلم و حسن إسلامه و سكن بعد ذلك في البصرة و قتل بأرض فارس أو نهاوند مع النعمان بن المقرّن .
و قد بالغ عليّ عليه السّلام في ذمّه و توبيخه في هذا الكتاب لما ثبت عنده من خيانته في أموال المسلمين و صرفها في شهواته و عشيرته زائدا على ما يستحقّون و هذا ممّا لا يتحمّله عليه السّلام .
قال الشارح المعتزلي في « ص 59 ج 18 ط مصر » : و أمّا الكلمات الّتي دكرها الرضيّ عنه عليه السّلام في أمر المنذر فهى دالّة على أنّه نسبه إلى التيه و العجب ،
فقال : ( نظّار في عطفيه ) أى جانبيه ، ينظر تاره هكذا و تارة هكذا ، ينظر لنفسه و يستحسن هيئته و لبسته ، و ينظر هل عنده نقص في ذلك أو عيب فيستدركه بازالته ،
[ 398 ]
كما يفعل أرباب الزهو و من يدّعي لنفسه الحسن و الملاحة .
قال : ( مختال في برديه ) يمشي الخيلاء عجبا إلى أن قال ( تفّال في شراكيه ) الشراك : السير الّذي يكون في النعل على ظهر الفدم ، و التفل بالسكون مصدر تفل أى بصق ، و التفل محرّكا : البصاق نفسه و إنّما يفعله المعجب و التائه في شراكيه ليذهب عنهما الغبار و الوسخ ، يتفل فيهما و يمسحهما ليعودا كالجديدين .