مستدرك نهج البلاغة

الباب الثالث: باب المختار من حكمه "ع"و أجوبة مسائله و الكلام القصير

[ باب المختار من حكمه "ع"و أجوبة مسائله و الكلام القصير الخارج في سائر أغراضه مما لم يورد في النهج ولو وقع منا إيراد شيء مما ذكر فيه فهو عن سهو وغفلة ولا عاصم إلا الله – و المسك ما كرَّرتَهُ يتَضَوَّعُ – سأله سائل فقال يا أمير المؤمنين : خبرني عن الله تعالى ، أرأيتَه حين عبدته ؟ فقال أمير المؤمنين لم أكُ بالذي اعبد من لم أره ! فقال له فكيف رأيته حين رأيته ؟ فقال "ع":

ويحك ! لم تره العيُون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، معروف بالدلالات ، منعوت بالعلامات ، لا يقاس بالناس ، ولا تدركه الحواس .

وقال "ع": وهو أول الكلمات المائة التي أخرجها أبو عثمان الجاحظ [1] من كلامه : لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا وقال : اكبر الأعداء أخفاهم مكيدة وقال : الشرف بالعقل و الأدب لا بالأصل والحسب وقال : من عَذُبَ لسانه كثرت إخوانه وقال : لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال وقال : سامِعُ الغيبة أحد المغتابين وقال : المرء عدّو ما جهل وقال : ربَّ رجاء يؤدي إلى الحرمان ، وربَّ ربح يؤدي إلى الخسران وقال : من اعتدل يوماه فهو مغبون وقال : من حسنت به الظنون رمقته العيون وقال : احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك وقال : لم يَضِعْ من مالك ما بصرَّكَ صلاح حالك (والمروي في النهج : لم يذهب من مالك ما وعظك) وقال : حسن الخلق خير قرين،وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه وقال : لا لباس اجمل من السلامة ولا داء أعيا من الجهل ، ولا مرض أضنى من قلة العقل وقال : عبد الشهوة أذل من عبد الرق وقال : لا مرؤة لكذوب ، ولا وفاء لملول ، ولا راحة مع حسد ، ولا شرف مع سوء أدب ، ولا سَوْدَد مع انتقام ، ولا صواب مع ترك المشورة وقال : الحكمة ضالة المؤمن، و السعيد من وعظ بغيره ( و المروي في النهج ) : الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق وفي تحف العقول : ( فليطلبها ولو في أيدي أهل الشر ) وقال : الزاهد في الدنيا من لم يغلب الحرام صَبْرَه ، ولم يشغل الحلال شكره وقال : شكر العالم على علمه أن يبذله لمن يستحقه . وقال : العلوم أربعة : الفقه للأديان ، و الطب للأبدان و النحو للسان ، و النجوم لمعرفة الأزمان وقال : العلم أنيس الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ومحدّث في الخلوة ، وسلاح على الأعداء ، وزينة عند الاخَّلاء وقال : من عمل في السر ما يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر وقال : أسوء الناس حالاً من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، ولم يثق بأحد لسوء فعله وقال  "ع": قلة العيال أحد اليسارين ، وما عال من اقتصد ، و التقدير نصف المعيشة ، و الهم نصف الهرم ، و السلامة نصف الغنيمة ، و التودد نصف العقل ( وروي في النهج قوله "ع") قلة العيال أحد اليسارين ، وقال "ع": في وصفه المؤمن و المنافق : المؤمن إذا نظر اعتبر ، و إذا سكت تفكر ، و إذا تكلم ذكر ، و إذا استغنى شكر ، و إذا أصابته شدة صبر ، فهو قريب الرضا ، بعيد السخط ، ينوي كثيراً من الخير ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به ، و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا استغنى طغى و إذا أصابته شدة عصا [2] فهو قريب السخط بعيد الرضا ، ينوي كثيراً من الشر ، ويعمل بطائفة منه ، ويتلهف على ما فاته كيف لم يعمل به ، وقالD: الناس بأمرائهم أشبه منهم بآبائهم ، وقال "ع": عمرت البلدان بحب الأوطان ، وقال "ع": ما حار من استخار ولا ندم من استشار وقال "ع": سادات الناس في الدنيا الأسخياء وساداتهم في الآخرة الأتقياء وقال "ع": – وقد سئل عن السنّة و البدعة و الفرقة و الجماعة – : السنة سنة رسول الله "ص" و البدعة ما خالفها ، و الفرقة أهل الباطل وإن كثروا ، و الجماعة أهل الحق وإن قلوا ، وقيل له "ع"ما التوبة النصوح ؟ فقال : ندم بالقلب و استغفار باللسان وعقد على أن لا يعود وسئل عن الاستطاعة فقال للسائل : إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو تملكها مع الله ؟ فسكت ، فقال "ع": إن قلت تملكها مع الله قَتَلتُك وإن قلت تملكها من دون الله قتلتك ، فقال السائل فما أقول : قال : تقول :إنك تملكها  بالله الذي يملكها من دونك ، فإن ملَّكَك إياها كان ذلك من عطائه ، وإن سلبكها كان ذلك من بلائه ، فهو المالك لما ملَّك ، و القادر على ما أقدرك وقال "ع": العامل بالظلم و المعين عليه و الراضي به شركاء ثلاثة وقال "ع": إن الله يعذب ستة بستة : العرب بالعصبية ، و الدهاقين بالكبر ، و الأمراء بالجور ، والفقهاء بالحسد ، و التجار بالخيانة، و أهل الرُّسْتَاق بالجهل ، وقال "ع": – وكان لا يقاتل حتى تزول الشمس – تفتح عنده أبواب السماء وتقبل الرحمة وينزل النصر وهو اقرب إلى الليل و اجدر أن يقل القتل ، ويرجع الطالب ، ويَفْلِتَ المنهزم (وقال "ع"للحارث الهمداني ) : إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي و إنك امرؤ ملبوس عليك إن دين الله لا يعرَّف بالرجال فاعرف الحق تعرف أهَلَهُ ، يا حارث ، إن الحق احسن الحديث ، و الصادع به مجاهد ، و بالحق أُخْبِرُكَ فأْعرِنِي سَمعك ثم خبّر به من كان له حصاة [3] من أصحابك إلا أني عبد الله و أخو رسوله وصديقه وصاحب نجواه، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب – إلى أن قال – أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت . وقال "ع": إياكم و الدّيْن فإنه مذلة بالنهار ومبهمَّة بالليل وقضاء في الدنيا و قضاء في الآخرة وقال "ع": إن الله عز وجل يحب المحترف الأمين وقال "ع": يا معشر التجار ، الفقه ثم المتجر ، الفقه ثم المتجر ، الفقه ثم المتجر و الله للرِّبا في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا ، شوبوا أيمانكم بالصدق ، التاجر فاجر ، و الفاجر في النار إلا من اخذ الحق و أعطى الحق . ( وفي رواية أخرى ) شوبوا أموالكم بالصدقة ( وفي أخرى ) : صونوا أموالكم بالصدقة . وقال "ع": اتقوا فراسة المؤمن ، فانته ينظر بنور الله . وفي حديث كميل قال : سألت مولانا أمير المؤمنين فقلت له : أريد أن تعرفني نفسي فقال "ع": يا كميل ، و أي الأنفس تريد أن أعرِّفَك ؟ قلت : يا مولاي ، هل هي إلا نفس واحدة ؟ قال "ع": يا كميل ، إنما هي أربع : النامية النباتية، و الحسية الحيوانية ، و الناطقة القدسية ، و الكلية الإلهية ولكل واحدة من هذه خمس قوى و خاصيتان : فالنامية النباتية لها خمس قوى ، جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ، ولها خاصيتان الزيادة و النقصان ، و انبعاثها من الكبد ، وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان ، و الحسية الحيوانية لها خمس قوى ، سمع وبصر وشم وذوق ولمس ، ولها خصيتان الشهوة و الغضب ، و انبعاثها من القلب ، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع ، و الناطقة القدسية ولها خمس قوى ، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان النزاهة و الحكمة ، و الكلية الإلهية ولها خمس قوى ، بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وغنى في فقر وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان ، الرضا و التسليم ، وهذه التي هي مبدؤها من الله ، و إليه تعود ، قال تعالى :" وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" ، وقال تعالى :" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً" ، و العقل وسط الكل ، لكيلا يقول أحدكم شيئاً من الخير و الشر إلا بقياس معقول ،وقال "ع": يا معشر التجار ، اتقوا الله ، وقدموا الاستخارة ، وتبركوا بالسهولة ، و اقتربوا من المبتاعين ، وتزينوا بالحلم ، و تناهوا عن اليمين ، وجانبوا الكذب ، وتجافوا عن الظلم ، و انصفوا المظلومين ، و لا تقربوا الزنا ، و أوفوا الكيل و الميزان ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا في الأرض مفسدين . وروي انه "ع"كان كل يوم يَغْتَدي بُكْرَة فيطوف في أسواق الكوفة ويقف على اله كل سوق وينادي يا معشر التجار . . .

وقال له إعرابي يوم الجمل : يا أمير المؤمنين ، أتقول إن الله واحد ؟ فحمل الناس عليه وقالوا : يا إعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين "ع"من تقسيم القلب ، فقال أمير المؤمنين : دعوه ، فإن الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال"ع": يا إعرابي ، إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منهما لا يجوزان على الله ، ووجهان يثبتان فيه ، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز لأن ما لا ثاني له ، لا يدخل في باب الأعداد ، ألا ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة؟وقول القائل هو واحد,من الناس من يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه,وجل ربنا عن ذلك وتعالى واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبهة,كذلك ربنا,وقول القائل إِنه عز وجل أَحَدٌ,المعنى يعني به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم,كذلك ربنا عز وجل.وقال "ع" ويروى أيضا عنه انه قال:النساء أربع,جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل يجعله الله في عنق من يشاء وينتزعه منه إذا شاء.قال الصدوق"رضي الله عنه":جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة وربيع مربع في حجرها ولد وفي بطنها آخر,وكرب مقمع سيئة الخلق مع زوجها,وغل قمل هي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب.وقال "ع" من أراد البقاء ولا بقاء,فليباكر الغذاء وليخفف الرداء وليقلَّ غشيان النساء.وقال "ع" السباق خمس,فأنا سابق العرب,وسلمان سابق فارس,وصهيب سابق الروم,وبلال سابق الحبش,وخباب سابق النبط.وقال "ع" الحمى رائد الموت,وهي سجن الله في الأرض وهي تحت الذنوب كما يتحات الوبر من سنام البعير.وقال "ع" كمال الرجل بست خصال أصغريه وأكبريه وهيبته فاما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان وإن تكلم تكلم ببيان,وأما أكبراه فعقله وهمته,وأما هيبتاه فماله وجماله.سئل "ع" عن اعلم الناس فقال من جمع علم الناس إلى علمه.وقال "ع" :الحزم بضاعة,والتواني إضاعة وقال:الشهوات مصائد الشيطان.وقال:العالم حي وان كان ميتا,والجاهل ميت وان كان حياً.وقال:القدر يغلب الحذر وقال "ع" :اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله وقال "ع" :بالإخلاص يكون الإخلاص وقال "ع" – وقد أخبره رجل أنه يحبه ويحب بعض أعدائه –:أما الآن فأنت اعور فأما أن تعمى أو تبصر.وقال:إذا جلست إلى عالم فكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تقول.وقال:فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد وقال:الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة وقال "ع":ليس العقل من يعرف الخير من الشر,ولكن العاقل من يعرف خير الشرين.وقال "ع":عدل السلطان خير من خصب الزمان وقال "ع":عدو عاقل خير من صديق أحمق وقال "ع":القلة ذلة والشجاعة صبر ساعة وقال "ع":الدهر يومان يوم لك ويوم عليك,فان كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فلا تضجر وقال"ع":من كان على يقين فشك فليمض على يقينه,فان الشك لا ينقض اليقين وقال"ع":لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين وقال "ع":أخبث الأعمال ما ورث الضلال وقال "ع" لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء وقال "ع" قوام الدين بأربعة عالم مستعمل لعلمه,وغني لا يبخل بفضله,وجاهل لا يتكبر عن طلب العلم,وفقير لا يبيع اخرته بدنياه,فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني بماله واستكبر الجاهل عن طلب العلم وباع الفقير اخرته بدنياه رجعت الدنيا القهقري فقيل كيف العيش يا أمير المؤمنين في ذلك الزمان؟فقال:خالطوهم في الظاهر,وخالفوهم في الباطن وللمرء ما اكتسب,وهو مع من احب,و انتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل وقال:ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة:رضاه في طاعته,وسخطه في معصيته,وإِجابته في دعوته,ووليه في عباده,فلا تستصغرن شيئاً,من طاعته فربما وافق رضاه,ولا شيئا من معصيته فربما وافق سخطه,ولا شيئا من دعائه فربما وافق إجابته,ولا عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم.وقال "ع":لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع,ولا تقم عنه إلا وأنت تشتهيه,وجوِّد المضغ وأعرض نفسك على الخلاء إذا نمت فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطب.وسمع "ع" وهو في أثناء خطبته قول لا حكم إلا لله فقال:الله أكبر,كلمة حق يلتمس بها باطل,اما ان لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا,لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه,ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم في أيدينا,ولا نقاتلكم حتى تبدؤونا ثم رجع إلى موضعه الذي كان فيه من خطبته(أقول ان الذي رواه في النهج هو قوله كلمة حق يراد بها باطل مقتصرا على ذلك وهي رواية ثانية ذكرها الطبري أيضا في تاريخه)وقال لربيعة بن أبي شداد الخثعمي:بايع على كتاب الله وسنة رسول الله.فقال ربيعة:على سنة أبي بكر وعمر,فقال "ع" :ويلك!لو ان أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله "ص" لم يكونا على شيء من الحق,فبايعه,فنظر إليه "ع" وقال:أما والله لكاني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت,وكأني بك وقد وطأتك الخيل بحوافرها!فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة.وقال "ع" وهو مما يقوله عند التعزية عليكم بالصبر فان به يأخذ الحازم واليه يرجع الجازم وقال "ع" وقد دعاه لبيته رجل:أجيبك على ان تضمن لي ثلاث خصال:أن لا تدخل علي شيئا من خارج,ولا تدخر عني شيئا في البيت,ولا تجحف بالعيال وقال "ع" كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ للمعدة وقال "ع":لا تجد في أربعين اصلع رجل سوء,ولا تجد كوسجاً رجلا صالحاً,وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح.وقال "ع" -  وكان يقول للمريض إذا بريء – ليهنك الطهور من الذنوب وقال "ع":من أحبني وجدني عند مماته بحيث يحب,ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره.وقال "ع":لا خير في علم ليس فيه تفهم,ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر,ولا خير في عبادة ليس فيها نفقة وقال "ع"  –     وقد قال له بعض أصحابه كيف حل لنا قتالهم ولم يحل لنا سبيهم واموالهم –ليس على الموحدين سبي,ولا يغنم من أموالهم إلا ما قاتلوا به أو عليه,فدعوا ما لا تعرفون,والزموا ما تؤمرون وقال "ع"  – لبعض أصحابه أجلب حلباً لك شطره,وشد له اليوم يردده عليك غدا!وروي ان ابن الكواء سأله وهو يخطب فقال ما الذاريات ذروا قال "ع":الرياح قال:فالحاملات وقرا قال"ع":السحاب,قال فالجاريات يسرا قال"ع":السفن فال:فالمقسمات أمرا قال"ع":الملائكة.وقال "ع" في رجل وطأه شؤبوب من الناس حتى مات قتيل عميه لا يدري من قتله ودفع ديته إلى أهله من بيت المال وقال "ع":اختبروا شيعتي بخصلتين:المحافظة على أوقات الصلاة والمواساة لإخوانهم بالمال,فان لم تكونا فأعزب ثم أعزب وقال "ع":للظالم ثلاث علامات,يظلم من فوقه بالمعصية,ومن دونه بالغلبة,ويظاهر القوم الظلمة.وقال "ع":الكلام كله اسم وفعل وحرف,والاسم ما أنبأ عن المسمى,والفعل ما انبأ عن حركة المسمى,والحرف ما أنبأ عن معنى ليس بأسم ولا فعل.ثم قال "ع" لأبي الأسود:واعلم يا أبا الأسود ان الأشياء ثلاثة,ظاهر ومضمر,وشيء ليس بظاهر ولا مضمر,قال(أي أبو الأسود) فجمعت أشياء وعرضتها عليه,وكان من ذلك حروف النصب[4] فكان منها إنِّ وأَنَّ وليت ولعل وكأن,ولم اذكر لكنَّ فقال لي:لم تركتها؟فقلت لم أحسبها منها فقال"ع":بل هي منها فزدها فيها. وقال"ع":الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء,والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز وقال "ع" لرجل قد أعد الزاد والراحلة لزيارة بيت المقدس:بعد زادك وراحلتك وعليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فانه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعادلان عشر فيما سواه من المساجد,والبركة فيه إلى اثني عشر ميلا من حيث أتيته إلى أن قال "ع" ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حَبْواً.وقال"ع":كفى العلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه,ويفرح إذا نسب إليه من ليس من أهله,وكفى بالجهل خمولاً ان يتبرأ منه من هو فيه,ويغضب إذا نسب إليه وقال "ع" كل شيء يعز إذا نزر ما خلا العلم فانه يعز إذا غزر.وقال "ع" وقد سال عن مخرج الكسور:اضرب أيام اسبوعك في أيام سنتك. وقال"ع" لما مر على بعض المقابر السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع,وبكم عما قليل لاحقون,اللهم غفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم,الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وامواتا والحمد لله الذي خلقكم ومنها يبعثكم وعليها يحشركم,طوبى لمن ذكر المعاد.وأعد للحساب ورضي بالكفاف.وقال "ع":من افضل العبادة الصمت وانتظار الفرج.وقيل له:كم بين السماء والأرض؟فقال:دعوة مستجابة,فقالوا:كم بين المشرق والمغرب؟قال:مسيرة يوم للشمس.وكان "ع" إذا عزى قوما قال:إن تجزعوا فأهل ذلك الرحم,وإِن تصبروا ففي ثواب الله عوض من كل فائت وقال "ع" لصعصعة بن صوحان:والله ما علمت انك لكثير المعونة قليل المؤونة فجزاك الله خيرا.وقال"ع":خصصنا بخمس:فصاحة وصباحة وسماحة ونجدة وحضوة(قال الجاحظ):يعني عند النساء.(قلت)ويحتمل غير ذلك.وقال "ع":لا تكونن ممن يعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة في ما بقي,ينهى ولا ينتهي,ويأمر الناس بما لا يأتي,يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم,ويبغض المسيئين وهو منهم,ويكره الموت لكثرة ذنوبه,ولا يدعها في طول حياته.وقال "ع":ثلاثة من أشد الأعمال:ذكر الله على كل حال,ومواساة الإخوان بالمال,وإنصاف الناس من نفسك.وقال "ع" من لم يتأمل بعين عقله لم يقع سيف حيلته إلا على مقالته.وقال "ع":الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك,على الكذب حيث ينفعك.وقال "ع":اتقوا من تبغضه قلوبكم.وقال "ع":إذا غشيكم شيء من الكلاب فالقوا إليه شيئاً واطردوه,فان لها أنفس سوء.وقال "ع":أقل الناس قيمة أقلهم علماً ومن لم يتعلم في صغره لم يتقدم في كبره.وقال "ع": من نظر في عيوب الناس فانكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه وقال "ع" – وقد نظر إلى السماء –:لا تقولوا قوس قزح,ولكن قولوا قوس الله وأمان من الغرق وسئل "ع" عن تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله فقال:لا حول عن معصية الله إلا بعصمته,ولا قوة على طاعته إلا بمعونته وقال "ع" لرجل لا تحدث نفسك بفقر ولا بطول عمر وقال "ع" إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وان قوما عبده رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة الأبرار وقال "ع" ما عبدتُكَ خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك,ولكن.وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك وقال "ع" أفضل الأعمال ما أكرهتَ عليه نفسك وقال "ع" يوشك أن يفقد الناس ثلاثا,درهماً حلالاً،ولساناً صادقاً وأخاً يستراح إليه.وقال "ع" العجب ممن يدعو ويستبطيء الإجابة وقد سد طريقها بالمعاصي وقال"ع"   في وصفة التائبين – غرسوا أشجار ذنوبهم نصب عيون قلوبهم وسقوها بمياه الندم فأثمرت لهم السلامة وأعقبتهم الرضا والكرامة وقال "ع" :نعم البيت الحمام يذكرِّ النار ويذهب بالدرن(أقول:لا ينافي هذا ما نسب إليه "ع" من قوله بئس البيت الحمام يبدي العورة ويهتك الستر فانه نظير ما ورد عنه "ع" في ذم الدنيا ومدحها لأن ذلك باعتبارين) وقال "ع" :من عزّى الثكلى أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وقال"ع" :صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال فيه مات أو هلك لا بل في أي واد سلك وجاء إليه "ع" رجل من ناحية الشام عليه سحنة[5] السفر فقال :يا أمير المؤمنين،أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل مالا أحصي وإِني أظنك ستُغتال،فعلمني ما علمك الله فقال "ع" :نعم يا شيخ،من اعتدل يوماه فهو مغبون،ومن كانت الدنيا همه اشتدت حسرته عند فراقها،ومن كان غده شراً من يومه فهو محروم،ومن لم يبال ما زُوِيَ عنه من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك،ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى،ومن كان في نقص فالموت خير له،يا شيخ،ارض للناس ما ترضاه لنفسك،وآت إلى الناس ما تحب،أن يؤتى إِليك وقال له زيد بن صوحان العبدي:يا أمير المؤمنين،أي سلطان أغلب وأقوى؟قال"ع":الهوى،قال فأي ذل أذل؟قال :الحرص على الدنيا،قال فأي فقر أشد؟قال:الكفر بالله بعد الإيمان,قال:فأي عمل أفضل،قال:التقوى،قال:فأي صاحب لك شر؟قال:المزين لك معصية الله،قال:فأي الخلْق أشقى؟قال:من باع دينه بدنيا غيره،قال:فأي الناس أكيس؟قال من أبصر رشده من غيه،قال:فأي الناس أحمق؟قال المغتر بالدنيا وهو يرى فيها من تقلب أحوالها،قال فأي المصائب أشد؟قال:المصيبة في الدين،قال:فأي الناس خير عند الله عز وجل؟قال "ع" :أخوفهم لله وأعلمهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا.قال"ع": إِن الله خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم زهدهم في حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا على ضيق المعيشة واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله عز وجل وهو راض عنهم،وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي،فتزودوا لأخرتهم ولبسوا الخشن وصبروا على الذل واحبوا في الله وأبغضوا في الله،أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة.وقال "ع" :كن سمحاً،ولا تكن مبذراً،وكن مقدراً ولا تكن مقتراً،وقال:أمهل فرعون في دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه.وقال "ع" :قلوب الرعية خزائن راعيها،فما أودعها من عدل أو جور وجده فيها.وقال "ع" :شر الناس إمام جائر ضل وضُلَّ به،أمات  سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة.وقال "ع" :السلطان حياة الرعية وصلاح البرية وقال "ع" :العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه ثم أنشأ يقول :

ما حوى العلم جميعاً أحد               لا ولو مارسه ألف سنة
إِنما العلم بعيد غوره                      فخذوا من كل شيء أحسنة

وقال "ع" الناس عالم ومتعلم وسائر الماس همج.وقال "ع" :من أفتى الناس بغير علم لعنته الأرض والسماء وقال "ع" كل ما يتصور في الأوهام فالله تعالى بخلافه وقال "ع" أن العقل لإقامة رسم العبودية لا لإدراك الربوبية.وسئل "ع" هل رأيت ربك؟فقال"ع":أ فاعبد ما لا أرى؟فقال كيف تراه؟قال:لا تداركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان .وقال "ع" أحسن الكنوز محبة القلوب وقال"ع":الصبر مطية الظفر وقال "ع" :إِن أكرم الموت هو القتل والذي هو نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف في سبيل الله أهون عليَّ من ميتة على فراش.وقال"ع":العاقل من وعظته التجارب.وقال "ع" :لا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر،ولا جبانا يضعفك عن الأمور،ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور،فان البخل والجبن والحرص يجمعها سوء الظن بالله.وقال "ع" :إِن من ورائكم فتناً عمياء مظلمة لا ينجو منها إِلا النُّوَمَة قيل يا أمير المؤمنين وما النومة؟قال الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.وخاصمه "ع" رجل عند عمر فقال له عمر:قم يا أبا الحسن واجلس مع خصمك،فقام وجلس معه،فتناظرا،وانصرف الرجل،ورجع "ع" إلى مجلسه،فتبين عمر في وجهه التغيّر،فقال يا أبا الحسن:أراك متغيراً أكرهت ما كان؟قال نعم،قال ولماذا؟قال"ع" :كنيتني بحضرة خصمي فلم لا قلت لي قم يا علي فاجلس مع خصمك؟فأخذ برأسه وقبَّل بين عينيه.وقال "ع" :الفقر هو الموت الأكبر.وقال "ع" لابن الحنفية. يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه فانه منقصة للدين مدهشة للعقل داعية للمقت.وقال "ع":يا بن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت خازن فيه لغيرك.وقال "ع" :إذا غضب الله على أمة غلت أسعارها ولم تربح تجارتها ولم تزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وغلبها أشرارها.وقال "ع" وقد سئل عن حبهم لرسول الله"ص":كان والله احب إلينا من الأموال والأبناء,ومن بَرْد الشراب على الضمأ.وقال "ع" :شرط الألفة ترك الكلفة.وقال "ع" إخوان هذا الزمان جواسيس العيوب.وقال"ع":ربما اخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده.وقال"ع" :نعم الناصر الجواب الحاضر.وقال "ع" :لا تعمل الخير رياء ولا تتركه حياء وقال:من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه وقال:طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته واشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل وكان الناس منه في راحة وقال "ع" ادهنوا بالبنفسج فان بارد في الصيف حار في الشتاء وقال "ع" :عليكم بالزيت فانه يكشف المرة ويذهب البلغم ويشد العصب ويذهب بالإعياء ويحسّن الخلق ويطيب النّفَس ويذهب بالهم وقال "ع" :البخل زمام يقاد به إلى كل سوء وقال"ع":سرك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره وقال "ع" :كلوا العنب حبة حبة فأنه أهنأ وامرأ وقال "ع" :إذا طرق إخوانك فلا تدخر عنهم ما في البيت ولا تتكلف لهم ما وراء الباب وقال :من سعادة الرجل أن تكون زوجته موافقة وأولاده أبراراً,وإخوانه أتقياء,أو جيرانه صالحين,ورزقه في بلده وقال:تختموا بخاتم العقيق فانه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه وقال "ع" :صحبة الأحمق عذاب الروح وقال:كثرة الإلحاح توجب المنع وقال "ع" :قلة الكلام تستر العيوب وتقلل الذنوب وقال:قليل تدوم عليه خير من كثير تحول عنه وقال "ع" أفضل الأعمال ما أكرهت عليه نفسك وقال "ع" :كثرة الآمال تقطع أعناق الرجال وقال"ع":اصحب السلطان بالحذر والصديق بالتواضع وقال "ع" :الخيانة تبطل الأمانة وقال "ع" :ست من المروءة:ثلاث في الحضر وهي تلاوة كتاب الله وعمارة مساجد الله واتخاذ الإخوان في الله وقال "ع":ثلاثة في السفر وهي بذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير معاصي الله وقال "ع" :العلم نقطة كثرها الجاهلون وقال "ع" :اللسان معيار أطاشه الجهل وأرجحه العقل وقال"ع":إياك وما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك إعتذاره فليس كل سامع نكراً تطيق أن تسمعه عذراً وقال "ع" :من ضرب يده على فخذه عند مصيبته فقد أهبط أجره وقال سويد بن غفلة:دخلت على أمير المؤمنين"ع" بعدما بويع بالخلافة وهو جالس على حصير صغير ليس في البيت غيره فقلت يا أمير المؤمنين بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج إليه البيت فقال "ع" :يا ابن غفلة إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة،ولنا دار أمن قد نقلنا إليها خير متاعنا،وأنا عن قليل إِليها صائرون وقال"ع" :أن الدعاء بعد المدحة فإذا دعوت الله فمجده،قيل له فكيف نمجد؟قال:تقول يا من هو أقرب إِلي من حبل الوريد،يا من يحول بين المرء وقلبه،يا من هو بالمنظر الأعلى،يا من ليس كمثله شيء وقال "ع" :الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح وقال"ع" :خير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقال "ع" :في المناجاة سبب النجاة وبالاخلاص يكون الخلاص،وإذا أشتد الفزع فإلى الله المفزع وقال "ع" :تختموا بالجزع اليماني فانه يرد كيد مردة الشياطين.وقال "ع" :من سئل فوق حقه استحق الحرمان.وقال "ع" :إِياك وما تعتذر منه فانه لا يعتذر من خير،وإِياك وكل عمل في السر يستحى منه في العلانية،وإِياك وكل عمل إذا ذكر لصاحبه أنكره.وقال "ع" :من سرته الحسنة وساءته السيئة فهو مؤمن.وقال "ع" ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم،فان عمل خيراً حمد الله واستزاده،وان عمل سوءاً استغفر الله منه.وقال "ع" :لا ينفع إعراب الكلام إذا كانت الأفعال ملحونة.وقال"ع":ما من أحد ابتلى وان عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.وقال "ع" :للمرائي ثلاث علامات:ينشط إذا رأى الناس،ويكسل إذا كان وحده.ويحب أن يحمد في جميع أموره.وقال "ع" - وقد عوتب على لباسه – هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.وروي هذا في النهج وانه قال ذلك لجابر بن عبد الله الأنصاري.وقال "ع" :إياكم ونكاح الزنج فانه خلق مشوه.وقال "ع" :إياكم وتزوج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع.وقال "ع" :ليس في الهايشات عقل ولا قود،وفي حديث انه رفع إلى أمير المؤمنين فوداه من بيت المال.وقال "ع" :لا يطل دم امريء مسلم ويروي أيضا لا يبطل.وقال "ع" :من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من الولي وإلا فهو ضامن.

وقال "ع" :من فسدت بطانته كان كمن غَصَّ بالماء فانه لو غص بغيره لأساغ الماء غصته.وقال "ع" :إذا سألت لئيماً حاجة فغافصه فانه إِن فكر عاد إلى طبعه.وقال"ع":البشاشة فخ المودة،والصبر قبر العيوب،والغالب بالظلم مغلوب. وخرج"ع" وهو راكب فمشوا معه فقال:ألكم حاجة؟قالوا:لا،قال:انصرفوا فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي.وقال "ع" :صياح الديك صلاته،وضربه بجناحه ركوعه وسجوده.وقال "ع" :أبصر رجل طائراً فتبعه حتى سقط على شجرة،فجاء رجل آخر فأخذه.فقال "ع" :للعين ما رأت،ولليد ما أخذت،(أقول يوشك أن تكون الأولى مصدرية والثانية موصولة)وقال "ع" :الطيب في الشارب من أخلاق النبيين وكرامة للكاتبين.وقال "ع" :الماء سيد الشراب في الدنيا والآخرة. وقال"ع":لا يأبى الكرامه إلا حمار،فقيل له ما معنى ذلك؟فقال:الطيب والوسادة – وعدّ أشياء – وأتى بدهن وكان قد ادهّن فقال "ع" :أنا نرد الطيب.وقال"ع" :اكسروا حر الحّمى بالبنفسج.وقال "ع" :يثغر الصبي لسبع،ويؤمر بالصلاة لتسع،ويفرق بينهم في المضاجع لعشر،ويحتلم لأربع عشرة وينتهي طوله لإحدى وعشرين,وينتهي عقله لثمان وعشرين إلا التجارب.وقال "ع" :مرض الصبي كفارة لوالديه.قال "ع" :يشب الصبي كل سنة أربع أصابع بأصابع نفسه[6]  قال"ع":أدّب اليتيم بما تؤدب به ولدك,واضربه مما تضرب منه ولدك.قال "ع" :انظروا من يرضع أولادكم فان الولد يشب عليه. وقال"ع":ضمنت لمن يسمّي على طعامه أن لا يشتكي منه,فقال له ابن الكوا:يا أمير المؤمنين ,لقد أكلت البارحة طعاماً فسميت عليه وآذاني,فقال "ع" :لعلك أكلت ألواناً فسميت على بعضها ولم تسم على بعض يا لُكَع.قال "ع" لشريح:لا تسارَّ أحداً في مجلسك,وان غضبت فقم,ولا تقضين وأنت غضبان.ونزل عنده رجل فمكث أياماً ثم تقدم إليه في خصومه فقال له "ع" :اخصم أنت؟قال:نعم,قال تحول عنا فإن رسول الله"ص" نهى أن يضاف الخصم إلا ومعه خصمه.وقال "ع" :يد الله فوق رأس الحاكم ترفرف بالرحمة فإذا حاف وكله الله إلى نفسه.وقال "ع" :من طلب الدين بالجدل تزندق وسئل "ع" بماذا عرفت ربك؟فقال بفسخ العزائم ونقض الهمم لمّا هممتُ فحيل بيني وبين همي,وعزمت فخالف القضاء والقدر عزمي.علمت أن المدبّر غيري(والمروي في النهج:عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم وحل العقود)وقال "ع"   – في تلاوة القرآن – بيِّنْه تبييناً ولا تهذّه هذّ الشعر,ولا تنثره نثر الرمل,ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة.وقال "ع" :ترتيل القرآن حفظ الوقوف وبيان الحروف.وقال "ع" :لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته.وقال"ع" :ليتزين أحدكم,لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة.وقال "ع" :استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الطهارة.وقال "ع" لشريح أنظر إلى أهل الملك والمطل من أهل المدرة واليسار فخذ للناس بحقوقهم منهم وبع فيها العقار والديار فاني سمعت رسول الله "ص" يقول مطل المسلم الموسر ظلم ومن لم يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه,واعلم انه لا يحمل الناس على الحق إلا من وَزَعهُم عن الباطل,ثم واسِ بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى لا يطمع قريبك في حيفك ولا يياس عدوك من عدلك,ورد اليمين على المدعي مع بينته,فان ذلك أجلى للغمّاء واثبت في القضاء.وقال "ع": يا أهل العراق,نبأت أن نساءكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج ويدافعن الرجال في الطريق أما تستحون ألا تغارون!وسئل "ع" عن الصبي يحْجِم المرأة الشابة فقال "ع" :إن كان يحسن أن يصف فلا,وكان "ع" يسلم على النساء ويكره السلام على الشابة منهن,فقيل له في ذلك,فقال "ع" :أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل عليَّ اكثر مما طلبت من الأجر.وقال "ع" :ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه.وقال "ع" :لا تسترضعوا الحمقاء فان اللبن يغلب الطباع.وقال "ع" شراركم المشاؤون بالنميمة,المفرقون بين الأحبة,المبتغون للبراء المعايب.وقال "ع" :لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً.وقال "ع" :ان قطعية الرحم من الذنوب التي تعجل الفناء.وقال "ع" إياكم والكذب فان كل راج طالب وكل خائف هارب.وقال "ع" :لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذبَ هزلَه وجدّه.وقال "ع" :لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيّه ثم لا يفي له,إن الكذب يهدي إلى الفجور,والفجور يهدي إلى النار.وقال "ع" :جمع الخير كله في ثلاث خصال:النظر والسكوت والكلام,فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو,وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو,وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة,فطوبى لمن كان نظره عِبَراً وصمته تفكراً وكلامه ذكراً,وبكى على خطيئته وأمن الناسُ شره.مر "ع" برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه وقال:يا هذا إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك,فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك.وقال "ع" :ثلاث منجيات:تكف لسانك,وتبكي على خطيئتك,ويسعك بيتك.وقال "ع" :من حفظ لسانه ستر الله عورته.وقال "ع" :ما من شيء أحقَ بطول السجن من اللسان.وقال"ع":الأخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والأهل والمال,فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك,وصاف من صافاه.وعاد من عاداه,واكتم سره,واعنه,واظهر منه الحسن,واعلم أيها السائل إنهم أعز من الكبريت الأحمر,و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك,فابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان. وقال"ع":لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه,ولا تَدَعنَّ صحبة الكريم,وفر كل الفرار من اللئيم الأحمق.وقال "ع" :كم من متعب نفسه مقّترٍ عليه,وكم من مقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير.وقال "ع" :العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر,فاستر خلل خلفك بفضلك,وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة,وتظهر لك المحبة.وقال "ع" :إن الله ركّبَ في الملائكة عقلاً بلا شهوة,وركب في البهائم شهوة بلا عقل,وركب في بني آدم كليهما,فمن غلب عقلهُ شهوتَه فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته عقلهَ فهو شر من البهائم.وقال "ع" :ان المؤمن لا يصبح إلا خائفاً وإن كان محسناً,ولا يمسي إلا خائفاً وإن كان محسناً,لأنه بين أمرين:بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به,وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات.وقال "ع" :قولوا خيراً تعرفوا به,واعملوا بالخير تكونوا من أهله,وصلوا أرحامكم وإن قطعوكم وعودوا بالفضل على من حرمكم,وادوا الأمانة إلى من ائتمنكم و أوفوا بعهد من عاهدتم,وإذا حكمتم فاعدلوا.وقال "ع" :الصبر صبران:صبر عند المصيبة حسن جميل,وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عليك.والذكر ذكران:ذكر الله عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حَرُمَ عليك فيكون حاجزاً.وقال "ع" :ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة,وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً,والموت فَضَح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحاً.وقال "ع" :لا يأمن البَيَات[7] من عَمِل السيئات.وقال "ع" :ان علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا,ألا وان زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم الله له,وإِن زَهِدَ,وإِن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها,وإن حَرَص,والمغبون من غبن حظه من الآخرة.وقال "ع" :ثبات الإيمان بالورع,وزواله بالطمع.وقال "ع" :ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.وقال "ع" :العجب ممن يقنط ومعه لممحاة قيل وما لممحاة؟قال:الاستغفار.وقال "ع" :تعطروا بالاستغفار لا تفضحنكم روايح الذنوب.قال "ع" :في قوله تعالى لا تنسى نصيبك من الدنيا قال لا تنس صحتك وفراغك ونشاطك ان تطلب بها الآخرة.قال "ع" :إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:أمس مضى بما فيه فلا يرجع أبداً فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت مما استقبلته منه,وإن كنت فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه انك من غد في غرة لا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك فيه التفريط مثل حظك في الأمس وانما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك ان عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات أن لا تكون اكتسبتها ومن سيئات ان لا تكون أقصرت عنها فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وقال "ع" :للمرء المسلم أخلاء ثلاثة:خليل يقول له أنا معك حيا وميتا وهو عمله,وخليل يقول له أنا معك حتى تموت وهو ماله,وخليل يقول له أنا معك إلى باب قبرك ثم أخليك وهو ولده.وقال "ع" :إذا كان ابن آدم في آخر  يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله,فيلتفت إلى ماله فيقول له والله أني كنت عليك حريصاً وبك شحيحاً فمالي عندك؟فيقول له خذ مني كفنك,ويلتفت إلى ولده فيقول والله أني كنت لكم محباً وكنت عنكم محامياً فمالي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك ثم نواريك فيها,ويلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهد وانك كنت علىَّ لثقيلا فيقول له أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك وقال "ع" :من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم،ومن أنكره بلسانه فقد أجر،ومن أنكره بسيفه لتكون كلمة الله هي العليا فذاك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونوّر في قلبه اليقين.وقال "ع" :العامل بالظلم والراضي به والمعين له عليه شركاء ثلاثة.وقال "ع" :إنما يجمع الناس الرضا والسخط،فمن رضي أمراً فقد دخل فيه،ومن سخطه فقد خرج منه.وقال "ع" :أدنى الإنكار أن تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.وقال "ع"  :لا دين لمن دان بطاعة مخلوق في معصية الخالق وقال "ع" :من أشتبه عليكم أمره فانظروا إلى خلطائه.وقال"ع":مجالسة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار وقال "ع" :من مشى إلى صاحب بدعة فوقَّره فقد سعى في هدم الإسلام.وقال "ع" :صلة الرحم مثراة للمال و منسأة للأجل،وصدقة السر تطفئ الخطيئة،وصنائع المعروف تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهون.وقال "ع" :ليس من الشكر لواضع المعروف عند غير أهله إلا محمدة اللئام وثناء الجهال فان زلت بصاحبه النعل فشرُّ خدِين والأم خليل.وقال "ع" خمس تذهب ضَيَاعاً:سراج في شمس،ومطر على سَبِخه،وطعام يقدم إلى شعبان،وامرأة تزف إلى عنّين،ومعروف يُصْطنَع إلى من لا يشكر.وقال "ع" من كان له مال فاياه والفساد فان إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله,ولم يُضِع امرؤ ما له في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمة الله شكرهم وكان لغيره ودهم.وقال "ع" :من كان له مال فليصل به القرابة,وليحسن منه الضيافة وليفك به العاني والأسير,فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة وقال:الزهد في الدنيا قَصْرُ الأمل,وشكر كل نعمة,والورع عن كل ما حرم الله.وقال "ع" :من وجد ماء وترابا ثم افتقر فأبعده الله.وقال "ع" :من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية.وقال"ع" :العقل ولادة,والعلم إفادة,ومجالسة العلماء زيادة.وقال "ع" :الدهر يومان يوم لك ويوم عليك,فان كان لك فلا تبطر,وان كان عليك فاصبر,وكلاهما عنك سيمضي.وقال "ع" :ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد,نَفَسٌ دائم وقلب هائم,وحزن لازم مغتاظ على من لا ذنب له,بخيل بما لا يملكه.وقال "ع" :الصبر مطية لا تكبو,والقناعة سيف لا ينبو.وقال "ع" :من كنوز الإيمان الصبر على المصائب,والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد,ولا إيمان لمن لا صبر له.وقال"ع":أفضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج والصبر على ثلاثة أوجه صبر على المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية.وقال "ع" :تعلموا القرآن فانه ربيع القلوب.وقال "ع" :تعلموا شعر أبي طالب وعلموه أولادكم فانه كان على دين الله وفيه علم كثير.وقال "ع" :من اتجر بغير علم فقد ارتطم في الربا.وقال "ع" :يا ابن آدم أزعمت أن الذي نهاك دهاك؟إِنما دهاك أسفلُك وأعلاك,وربك بريء من ذاك.وقال "ع" :ما تحمد الله عليه فهو منه,وما تستغفر الله منه فهو منك.وقال "ع" :من شاور ذوي الألباب دل على الصواب.وقال "ع" :النصح لمن قَبَله.وقال "ع" :من تحرى القصد خفة عليه المؤن وقال:إِحذر العاقل إذا أغضبته,والكريم إذا أهنته,والنذل إذا أكرمته,والجاهل إذا صحبته.وقال "ع" :من كف عنك شره فاصنع به ما سره,ومن أمنت من أذيته فارغب في اخوّته.وقال "ع" :الفقر يخسر الفِطَن والمقلّ غريب في بلده.وقال "ع" :من فتح على نفسه باباً من المسألة فتح الله عليه باباً من الفقر.وقال "ع" إياكم والقياس في الأحكام فإن أول من قاس إِبليس.وقال "ع" :كم من نظرة جلبت حسرة,وكم من كلمة سلبت نعمة.وقال "ع" :العافية عشرة أجزاء,تسعة منها في الصمت,إلا عن ذكر الله.وقال "ع" :الكلمة أسيرة في وثاق الرجل فإن أطلقها صار أسيراً في وثاقها وقال "ع" :ما هدم الدين مثل البدع,ولا أفسد الرجال مثل الطمع. وقال"ع" :موت الأبرار راحة لأنفسهم وموت الفجار راحة للعالم.وقال"ع":الجواد من بذل ما يضن بمثله.وقال "ع" :من كرم أصله حسن فعله.وقال "ع" :لا تصحبن في سفر من لا يرى لك من الفضل عليه مثل ما ترى له من الفضل عليك.وقال "ع" :مروءة المسلم مروءتان:مروءة في حضر ومروءة في سفر,فأما مروءة الحضر فقراءة القرآن ومجالسة العلماء والنظر في الفقه والمحافظة على الصلوات في الجماعات,وأما مروّة السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على من صحبك وكثرة ذكر الله في كل مصعد ومهبط وقيام وقعود.وقال "ع" :ان الله تبارك وتعالى قد حد حدوداً فلا تعتدوها,وفرض فرائض فلا تنقضوها,وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسياناً لها فلا تتكلفوها. وقال"ع" :حلال بّين وحرام بين,وشبهات بين ذلك,فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له اترك,والمعاصي حمى الله,فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها. وقال"ع" :الوصية تمام ما نقص من الزكاة.وقال "ع" :من أوصى ولم يَحِفْ ولم يضارّ كان كمن تصدق في حياته.وقيل له.لمَ لا تقتل ابن ملجم لعنه الله؟فقال"ع":كيف أقتل قاتلي؟وينسب إليه "ع" (على ما يخطر لي)انه قال:لا يجوز القصاص قبل الجناية,وصرع في بعض حروبه رجلاً ثم جلس على صدره ليحز رأسه فبصق ذلك الرجل في وجهه فقام عنه وتركه,ولما سئل عن ذلك بعد التمكن منه قال"ع" :اغتظت منه فخفت إِن قتلته إِن يكون للغضب والغيظ نصيب في قتله,وما كنت أحب أن أقتله إلا خالصاً لوجه الله تعالى.وقال "ع" :ما كان الرفق في شيء إِلا زانه,ولا كان الخرق في شيء إلا شانه. وقال"ع" :خير هذه الأمة النمط الأوسط يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم التالي. وقال"ع":يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة –وهو شر الأزمنة –نسوة كاشفات عاريات,متبرجات من الدين,داخلات في الفتن,مائلات إلى الشهوات,مشرعات إلى اللذات,مستحلات للمحرمات في جهنم خالدات.وأتي بهدية النيروز,فقال:ما هذا؟فقالوا,يا أمير المؤمنين,النيروز,فقال "ع" :اصنعوا لنا كل يوم نيروزاً.وروي انه قال نَوْرِزُونا كل يوم.وقال "ع" :لا أقبل شهادة الفاسق إِلا على نفسه.وقال "ع"  – وقد سئل عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة –:السنّة والله سنة محمد,والبدعة ما فارقها,والجماعة والله مجامعة أهل الحق – وإِن قلوّا – والفرقة مجامعة أهل الباطل – وإِن كثروا – وقال "ع" :لا يصلح من الكذب جد ولا هزل,ولا يَعِدَنَّ أحدُكم صبيه ثم لا يفي له به,إن الكذب يهدي إلى الفجور,والفجور يهدي إلى النار,وما زال أحدكم يكذب حتى يقال كذب وفجر,وقال "ع" :العقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة القلوب,والقلوب أئمة الحواس,والحواس أئمة الأعضاء.وقال"ع":حلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه.وقال "ع" :من لانت كلمته وجبت محبته.وقال "ع" :لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محب لسيء الخلق.وقال"ع" :من حلم ساد,ومن ساد استفاد,ومن استحيا حرم,ومن هاب خاب,ومن طلب الرياسة صبر على السياسة,ومن نسي زلته استعظم زلة غيره,ومن هتك حجاب غيره انهتكت عورات بيته,ومن أعجب برأيه ضل,ومن استغنى بعقله زل,ومن تجبر على الناس ذل,ومن تعمق في العمل مل,ومن صاحب الأنذال حقر,ومن جالس العلماء وقر,ومن خشي الله فاز,ومن عرف أجله قصر أمله.وقال"ع" :لأصحابه: فيم أنتم؟قالوا نرجو ونخاف,فقال "ع" :من رجا شيئاً طلبه,ومن خاف شيئا هرب منه.وقال "ع" :ما من حركة إِلا وأنت تحتاج فيها إلى المعرفة.وقال "ع" :إذا ازدحم الجواب خفِيَ الصواب وقال "ع" :التعلم في الصغر كالنقش في الحجر.وقال "ع" إذا مات المؤمن العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة.وقال "ع" :لو ان حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله وأهل طاعته من خلقه,ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس.وقال "ع" :أيها الناس إذا علمتم فاعلموا فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له أدوم.وقال "ع" :ان أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ومن يطع الله يأمن ومن يعصيه يندم.وقال "ع" طلبت هذا العلم على ثلاثة أصناف ألا فاعرفوهم بصفاتهم صنف منهم يتعلمون العلم للمراء والجدل وصنف للاستطالة والحيل وصنف للفقه والعمل؛فأما صاحب المراء والجدل فانك تراه ممارياً للرجال في أندية المقال قد تسربل بالتخشع وتخلى من الورع فدق الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه,و أما صاحب الاستطالة والحيل فان يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله من هذا بصره ومحا من العلماء أثره,وأما صاحب الفقه والعمل فتراه ذا كآبة وحزن قام الليل في حندسه وانحنى في برنسه يعمل ويخشى فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.وقال "ع" :عند ذكر الفتن وآخر الزمان؛خير ذلك الزمان كل مؤمن نؤمة,أقول النؤمة كهمزة الخامل الذكر الذي لا يؤبه به,ويروى عن ابن العباس انه سئله ما النؤمة فقال الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو شيء وقال "ع" :شكر العالم على علمه أن يبذله لمن يستحقه.وقال "ع" :إِياكم وأصحاب الرأي فانهم أعداء السنن تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها واعيتهم السنة أن يعوها ونازعوا الحق أهله وسئلوا عما لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما وسئل "ع" فدخل ثم خرج فقيل له انك ان سئلت عن مسألة كنت فيها كالحديدة المحماة فقال"ع":كنت حاقناً ولا رأي لحاقن وقال "ع" :بقية عمر المؤمن لا ثمن لها يدرك بها ما أفات ويحيا بها ما أمات وقال"ع" :الدنيا بالأموال والآخرة بالأعمال وقال "ع" :الناس من خوف الذل في ذل وقال "ع" :خير المال ما أغناك وخير منه ما كفاك وقال"ع":وجهوا آمالكم إلى من تحبه قلوبكم,وعن الاحنف بن قيس قال:ما سمعت بعد كلام رسول الله "ص" أحسن من كلام أمير المؤمنين علي حيث يقول إِن للنكبات نهايات لا بد لأحد إذا نكب أن ينتهي إليها فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدتها فان في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها,وفي منتخب الكنز عن ابن عساكر في تاريخه انه قام إلى أمير المؤمنين رجل ممن كان شهد معه الجمل فقال:يا أمير المؤمنين اخبرنا عن القدر قال:بحر عميق فلا تلجه فقال:يا أمير المؤمنين اخبرنا عن القدر فقال:سر الله فلا تتكلفه قال:يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال:أما  إذا أبيت فانه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض وقال "ع" :الهيبة خيبة والفرصة خلسة والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها وقال"ع":إِياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلب وينبت عليهما النفاق وقال"ع":الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه ان على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراً فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه,وقيل له "ع" مالك أكثر أصحاب رسول الله حديثاً فقال:كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني وقال "ع" :والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الأمي إلي انه لا يحبني إِلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق وقال "ع" :الحزم سوء الظن وقال "ع":القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من باعدته العداوة وإِن قرب نسبه ولا شيء أقرب من يد إلى  جسد وان اليد إذا فسدت قطعت وإذا قطعت حسمت وقال "ع":لكميل بن زياد يا كميل أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت وقال "ع" السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة وقال"ع":لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه وقال "ع" :من كان على يقين فأصابه شك فليمض على يقينه فان اليقين لا يدفع بالشك؛ودخل "ع" :بيت مال البصرة فلما رأى ما فيه قال صفراء بيضاء غري غيري المال يعسوب الظلمة وأنا يعسوب المؤمنين وقال"ع":بصنع الله يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته وبالتفكير تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات,وتقدم إليه مروان بن الحكم وهو متكئ على رجل فقال"ع":له ما بك هل بك جراحة قال نعم يا أمير المؤمنين وما أراني إِلا لما بي فتبسم"ع" وقال:والله ما أنت لما بك وستلقى هذه الأمة منك ومن ولدك يوماً أحمر وقال"ع":العلم علمان علم لا يسع الناس إِلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل وقال "ع":أحسن الكلام ما زانه حسن النظام,وفهمه الخاص والعام وقال "ع":الحكمة شجرة تنبت في القلب,وتثمر على اللسان وقال "ع":القليل مع التدبير أبقى من الكثير مع التبذير وقال "ع":الناس كصور في صحيفة كلما طوى بعض نشر بعض وقال "ع" الناس كالشجر,شرابه واحد وثمره مختلف.وقال "ع":المصيبة واحدة فإن جزعت كانت اثنتين.وقال "ع":أقبح الصدق ثناء المرء على نفسه وقال "ع":أعجز الناس من عجز عن إصلاح نفسه وقال "ع":أسوأ الناس حالاً من انقطعت مادته وبقيت عادته،وأتعبهم قلباً من علت همته وكثرت مروته وقال"ع":أنفع الكنوز محبة القلوب وقال "ع" الاقتصاد ينمي القليل و الإسراف يفني الجزيل وقال "ع":الكيِّس من كان يومه خيراً من أمسه،وقال "ع":الخط لسان اليد،واللسان ترجمان العقل وقال "ع":الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية.وقال"ع":أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة،وأشرف أخلاق الكريم كثرة تغافله عما يعلم.وقال "ع":الهوى مطية الفتنة،واللجاج يفسد الرأي.وقال"ع":الإحسان يسترق الإنسان،والتواضع سلم الشرف،والحياء تمام الكرم،والبشر حُبَالة المودة،والانصاف يستديم المحبة،والحسود لا يسود،وأعظم الجهل معاداة القادر. وقال"ع":العلم إِحدى الحياتين،والمودة إِحدى القرابتين،والذكر الجميل أحد العمرين،والزوجة الصالحة إِحدى الراحتين،والهم إحدى الهرمين،والشهوة إحدى المغويين،والجوع خير من ذل الخضوع.وقال "ع":العالم حي بين الموتى،والجاهل ميت بين الأحياء.وقال "ع":اجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الجواب.وقال "ع":إذا ملك الأراذل هلك الأفاضل وإذا حلت المقادير بطل التدبير.وقال "ع":رب عالم قتله علمه ورب جاهل نجاه جهله ورب كلام أنفذ من سهام ورب يسير أنمى من كثير وقال"ع":غاية الجود بذل الموجود وشر الفقر فقر النفس وقال "ع":من أعجبته آراؤه غلبته أعداؤه؛ودخل الاشعث بن قيس على أمير المؤمنين "ع" فوجد بين يديه صبية تدرج فقال من هذه يا أمير المؤمنين قال:هذه بنت أمير المؤمنين قال:زوجنيها يا أمير المؤمنين فقال "ع":اعزب بفيك الكثكث ولك الأثلب أغرك ابن أبي قحافة حين زوجك أم فروة انها لم تكن من الفواطم ولا العواتك من سلم فقال الاشعث:قد زوجتم أخمل مني حسباً وأوضع مني نسباً المقداد بن عمرو وإِن شئت فالمقداد بن الأسود فقال "ع":ذلك رسول الله "ص" فعله وهو أعلم بما فعل ولئن عدت إلى مثلها لأسوئنك,وأوجع زانياً ضربه بيده فقال له عم المضروب بعض هذا الضرب فقال"ع":انه وتر من ولدها من قبل ابيها وامها من النبيين والصالحين إلى آدم "ع"؛وعن الرياشي انه قال:كنت اعجب من شنعة حد الرجم فلما سمعت شنعة الذنب هان علي الحد وقال "ع":عندي علم المنايا والبلايا والوصايا الأنساب وفصل الخطاب ومولد الإسلام ومولد الكفر و أنا صاحب الميسم والفاروق الأكبر فسلوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان قبلي وعلى عهدي و إلا ان يعبد الله وقال "ع":سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا ما زقّني رسول الله "ص" رزقاً ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه وقال "ع":من زرع العدوان حصد الخسران ومن ذكر المنية نسي الأمنية ومن قعد به العقل قام به الجهل وقال "ع":يا أهل الغرور ما الهجكم بدار غيرها زهيد وشرها عتيد ونعيمها مسلوب وعزيزها منكوب ومسالمها محروم ومالكها مملوك وتراثها متروك وقيل له "ع":لم توجه أبا موسى الأشعري وأنت تعلم انه مخدوع فقال لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتاج عليهم لرسل وقال "ع":في طلحة والزبير لقد دخلا بوجه فاجر وخرجا بوجه غادر ولا ألفاهما في كتيبة وأخلق بهما أن يقتلا,وعاد "ع" الربيع بن زياد فقال له كيف تجدك قال أجدني لو كان لا يذهب ما بي إلا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه قال:وما قيمة بصرك عندك قال:لو كانت لي الدنيا فديته بها فقال "ع" لا جرم يعطيك الله على قدر الدنيا لو كانت لك فانفقها في سبيل الله ان الله يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده بعد تضعيف كثير فقال له الربيع يا أمير المؤمنين إني لأشكو إليك عاصم بن زياد لبس العباء وترك الملاء وغم أهله واحزن ولده فقال علي عاصماً فلما أتاه عبس في وجهه وقال ويلك يا عاصم أ ترى ان الله أباح لك اللذات واحل الطيبات وهو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك وتالله لابتذال نعم الله بالفعال احب إلي  من ابتذالها بالمال وقد سمعته يقول و أما بنعمة ربك فحدث؛قال عاصم:فعلام اقتصرت أنت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن وأكل الجشب قال:ان الله افترض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بالعوام لئلا يشنع بالفقير فقره قيل فما خرج حتى ترك العباء ولبس الملاء.الملاء بالضم والمد كل ثوب رقيق لين والسيد في النهج روى ما رويناه بنحو آخر وفي روايته لئلا يبتيغ بالفقير فقره.وقال "ع":لا تكن ممن ينهى الناس ولا ينتهي ويعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة في ما بقي.وقال "ع":الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح,خير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفي المناجاة سبب النجاة وبالاخص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع.وقال "ع":الدعاء ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك.وقال "ع":نزل القرآن أ ثلاثاً ثلث فينا وفي عدونا وثلث سنن وأمثال وثلث فرايض و أحكام .وقال "ع":إِياكم والمزاح فانه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر.وقال "ع":من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه. وقال"ع":ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الفاجر والأحمق,فأما الفاجر فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله,ولا يعينك على أمر دينك و معادك فمقاربته جفاء وقسوة,ومدخله ومخرجه عليك شين وعار,وأما الأحمق فانه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه,ولربما أراد منفعتك فضرك,فموته خير من حياته,وسكوته خير من نطقه,وبعده خير من قربه.وقال "ع":لا تقطع أخاك على ارتياب ولا تهجره دون استعتاب.وقال "ع":ان أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل,وإِنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه وذلك ان الله لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ومن سخف دينه ضعف عمله وقل بلاؤه وان البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض.وقال "ع":ان لأهل الدين علامات يعرفون بها:صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله زلفى إلا وان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته إلا فهكذا كونوا.وقال "ع":شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في إحياء أمرنا الذين إِن غضبوا لم يظلموا وإِن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا.وقال "ع":أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله "ص" وانهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبراً خمصا بين أعينهم كركب المعزى يبيتون لربهم سجداً وقياماً يراوحون بين أقدامهم وجباههم يناجون ربهم ويسألون فكاك رقابهم من النار ولقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.وقال "ع":نبه بالتفكر قلبك وجاف عن الليل جنبك واتقي الله ربك.وقال"ع":للإيمان أربعة أركان الرضا بقضاء الله والتوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والتسليم لأمر الله.وقال "ع":لا يجد أحد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطاه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.وقال "ع":الصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور,وقال "ع":المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.وقال "ع"كوصل امرؤ عشيرته فانهم أولى ببره وذات يده ووصلت العشيرة أخاها إِن عثر به دهر وأدبرت عنه دنيا فان المتواصلين المتباذلين مأجورون وإِن المتقاطعين المتدابرين موزورون. وقال"ع":ليجتمع في قلبك الإفتقار إلى الناس والاستغناء عنهم فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ويكون إِستغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك. وقال"ع":طوبى لكل عبد نؤمه لا يؤبه له يعرف الناس ولا يعرفه الناس يعرفه الله منه برضوان أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة مظلمة وتفتح لهم باب كل رحمة ليسوا بالبذر المذاييع ولا الجفاة المرائين.وقال "ع":قولوا الخير تعرفوا به به واعملوا الخير تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلاً مذاييع فان خياركم الذين إذا نظر إِليهم ذكر الله وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة المبتغون للبرءاء المعايب.وقال "ع":إِن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا على عباده وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا.وقال"ع":أعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة و أولي الأمر بالأمر بالمعروف إِن قلوب الجهال تستفزها الأطماع وترتهنا المنى وتستعلقها الخدايع.وقال "ع":إِن كمال الدين طلب العلم والعمل به ألا وإِن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إِن المال مقسوم مضمون قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.وقال "ع":إذا حدثتم بحديث فاسندوه إلى الذي حدثكم به فان كان حقاً فلكم وإِن كان كذباً فعليه.وقال "ع":يا طالب العلم ان العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد واذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقايده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين الكلمة وسيفه الرضاء وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف ومأواه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة الأخيار.وقال "ع":ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضي بثنا الجاهل عليه والناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امريء ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم.وقال "ع":إِن المدحة قبل المسألة فإذا دعوكم الله فمجدوه قالوا كيف نمجده قال قولوا يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد يا فعالاً لما يريد يا من يحول بين المرء وقلبه يا من هو بالنظر الأعلى يا من ليس كمثله شيء.وقال "ع":لا يزال المسلم يكتب محسناً ما دام ساكناً فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً.وقال "ع":ثلاثة ليس معهن رابعة:من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا,ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته,ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس.وقال "ع":ما من يوم يمر على ابن آدم إِلا قال له أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل فيّ خيراً واعمل خيراً أشهد لك به يوم القيامة فانك لن تراني بعد أبدا وقال "ع":في قوله تعالى أ فمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه.رسول الله "ص" على بينة من ربه وأنا شاهد منه وقال"ع":الفقر أزين للمؤمن من العذار على خد الفرس وان فقراء المؤمنين ليتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً وقال "ع":من طلب الدين بالجدل فقد تزندق وقال "ع":نقل عن حائط مائل إلى غيره فقيل له أتفرُ من قضاء الله تعالى فقال"ع" :أفر من قضاء الله إلى قدر الله وقال "ع":في القدر إلا أن القدر سر من سر الله مرفوع في حجاب الله مطوي عن خلق الله مختوم بخاتم الله سابق في علم الله وضع الله العباد عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم وقال "ع" وهو يخطب:سلوني قبل أن تفقدوني فانكم لا تسألون عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن أرض مخصبة ولا عن ارض مجدبة ولا مائة تضل مائة وتهدي مائة إِلا ان شئت نبأتكم بناعقها وسايقها وقائدها وقال "ع":له عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله يا أمير المؤمنين أحلف لك ثلاثة إيمان أني احبك وأنت تحلف إِني لا احبك فقال له "ع":ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان فأسكنها الهواء فما تعارف منها هناك ائتلف في الدنيا وما تناكر منها اختلف في الدنيا وإِن روحي لا تعرف روحك وقد عرض علينا المحب والمبغض فما رأيتك فيمن أحبنا ثم قال "ع":إذا سركم ان تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا فقيل له أفلا تقتله فقال "ع":كيف اقتل قاتلي وقال "ع":ان في صدري هذا لعلماً جماً علمنيه رسول الله "ص" لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه كما يسمعونه مني إِذا أودعتهم بعضه ولقد علمني ألف باب من الحلال والحرام ومما كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة كل باب يفتح لي ألف باب حتى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب.و قال "ع"لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض الله له من يؤذيه فيه . وقال "ع":وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر.وقال "ع":الذنوب ثلاثة ذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه فقيل له بيّنها لنا يا أمير المؤمنين فقال ان الذنب المغفور فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا والله أجل وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين و أما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض و أما الذنب الثالث ذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فاصبح خائفا من ذنبه راجياً لربه منحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العقاب.وقال "ع":في القدر انه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض أقول قد ذكرت هذه الكلمة في بعض خطبه المتقدمة. وقال"ع":اجمعوا هذه القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان.وقال "ع":الجهاد ثلاثة جهاد بيد وجهاد بلسان وجهاد بقلب.فأول ما يغلب عليه من الجهاد جهاد اليد ثم جهاد اللسان ثم جهاد القلب.فإذا كان القلب لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً نكس وجعل أعلاه أسفله كما ينكس الجواب فينتثر ما فيه. وقال"ع":الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب وقال "ع":الإسلام أن يسلم قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك وقيل له "ع":ان ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة فقال "ع" له:يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟قال:لما شاء.قال:فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:بل إذا شاء.قال:فيميتك إذا شاء أو إذا شئت؟قال:إذا شاء.قال فيدخلك حيث شاء أو حيث شئت؟قال:حيث شاء.قال :والله لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف.ثم قال "ع":وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين.وقال "ع":العلم نقطة كثرها الجاهلون.وقال "ع":العمائم تيجان العرب فإذا وضعوها وضعوا عزهم وسأله أبو سعيد الخدري عن المشي أمام الجنازة فقال "ع":ان فضل المشي خلفها على المشي أمامها كفضل الصلاة المكتوبة على التطوع.وقال "ع" الشيخ في أهله كالنبي في أمته وقيل له كيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا فقال"ع":ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر وسأله عمار فقال:يا أمير المؤمنين اخبرنا عن الكفر على ما بني كما أخبرتنا عن الإيمان فقال "ع":نعم يا أبا اليقضان بني الكفر على أربع دعائم على الجفاء والعمى والغفلة والشك فمن جفا فقد احتقر الحق وجهر بالباطل ومقت العلماء و أصر على الحنث العظيم ومن عمي نسي الذكر واتبع الظن وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة ومن غفل حاد عن الرشد وغرته الأماني وأخذته الحسرة والندامة وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب,ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره بجلاله كما فرط في أمره فاغتر بربه الكريم.وقال "ع":الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وقال "ع":رحم الله امرءاً عرف قدره فلم يتعد طوره.وقال "ع":من عرف نفسه فقد عرف ربه.ورأى "ع" رجلاً يجر ثيابه فقال"ع":يا هذا اقصر من ثيابك فانه أتقى وأنقى وأبقى.وقال "ع".علمني رسول الله ألف باب من العلم فاستنبطت من كل باب ألف باب وذكر فتناً تكون آخر الزمان فقيل:متى ذلك؟فقال "ع":إذا تفقه لغير الدين وتعلم العلم لغير العمل والتمست الدنيا بعمل الآخرة.وقال "ع":لا تزال هذه الأمة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة العجم فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل.وقال "ع":بالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية,ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر,ومن عاب عيب ومن شتم أجيب,ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى.وقال "ع":ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت عليه مؤونة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض النعمة للزوال.وقال "ع":أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه لان لهم اجره وذكره وفخره فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ بنفسه فلا يطلبن شكر ما صنع إلى نفسه من غيره.وقال"ع".من أمل إنسانا هابه ومن جهل شيئا عابه والفرصة خلسة وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.وقال "ع":من استغنى بالله افتقر الناس إليه ومن اتقى الله احبه الناس.وقال "ع":العلم تحفة في المجالس وصاحب في السفر وانس في الغربة وقال"ع":العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى والصبر زينة البلاء والتواضع زينة الحسب والفصاحة زينة الكلام والعدل زينة الإيمان والسكينة زينة العبادة والحفظ زينة الرواية وخفض الجناح زينة العلم وحسن الأدب زينة العقل وبسط الوجه زينة الحلم و الإيثار زينة الزهد والخشوع زينة الصلاة وترك ما لا يعني زينة الورعو قال "ع"العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم .و قال "ع"موت الإنسان بالذنوب اكثر من موته بالأجل وحياته بالبر اكثر من حياته بالعمر.وقال "ع":اثنان عليلان أبداً صحيح محتم وصحيح مخلط.وقال "ع":من أمل فاجراً كان أدنى عقوبته الحرمان وقال"ع":من وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه وقال"ع":استصلاح الأخيار بإكرامهم و الأشرار بتأديبهم والمودة قرابة مستفادة وكفى بالأجل حرزاً وقال"ع":مقتل الرجل بين لحييه والرأي مع الأناة وبئس الظهير الرأي الفطير وقال"ع":يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم وقال "ع":اقصد العلماء للمحجة الممسك عند الشبهة,ومن أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل والطامع في وثاق الذل ومن احب البقاء فليعدّ للبلاء قلباً صبوراً وقال "ع":التوبة على أربع دعائم ندم بالقلب واستغفار باللسان وعمل بالجوارح وعزم على أن لا يعود.وقال"ع":ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصدقة وأربع من كن فيه فقد استكمل الإيمان من أعطى لله ومنع فيه وأحب الله وأبغض فيه.وقال "ع":من استحسن القبيح كان شريكاً فيه وقال "ع":ثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم.وقال "ع":القتل أنفى للقتل وقال "ع":حسب المرء من عرفانه علمه بزمانه,ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه ومن حسن خلقه كفه أذاه ومن سخائه بره بمن يجب عليه حقه وإِخراجه حق الله من ماله,وحسبه من صبره قلة شكواه ومن عقله إِنصافه من نفسُه ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته ومن صلاحه شدة خوفه من ذنوبه ومن شكره معرفة إِحسان من أحسن إليه,ومن تواضعه معرفته بقدره وحسبه من كمال المروة تركه ما لا يجمل به,ومن الحياء أن لا يلقى أحداً بما يكره ومن الأدب أن لا يترك ما لابد منه.وقال "ع"كلما أخبر بحكم شريح في مسافر اتهم به صحبه فسأل أولياءه البينة فلما عجزوا ألزم صحبه الأيمان؛أوردها سعد وسعد مشتمل:ما هكذا تورد يا سعد الإبل ثم قال "ع":إِن أهون السقى التشريع,والتشريع إِيراد الإبل شريعة لا يحتاج معها إلى نزع بالعلق ولا سقى في الحوض ويقال انه "ع" فرّق بينه وسألهم فأقروا فقتلهم ولعل مراده "ع" إنه كان على شريح أن يستبريء الحال ويحتاط في أمر الدماء بأكثر مما فعل.وقال "ع":حببت إلي من دنياكم ثلاثة إِكرام الضيف والصوم في الصيف والضرب في سبيل الله بالسيف.وأتي"ع" بلصوص فقطع أيديهم من نصف الكف وترك الإبهام وأمرهم أن يدخلوا دار الضيافة وأمر بأيديهم أن تعالج فأطعمهم السمن والعسل واللحم حتى برئوا فدعاهم وقال"ع":إِن أيديكم سبقتكم إلى النار فإن تبتم جررتم أيديكم إلى الجنة وإن لم تتوبوا جرتكم أيديكم إلى النار.وقال "ع":إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان. وقال"ع":لا تحملوا الفروج على السروج فتهيجوهن على الفجور وقال "ع":روحوا القلوب بطرائف الحكم فانها تمل كما تمل الأبدان.أقول مر ذكر هذه الكلمة بنحو آخر وكرر ذكرها في النهج بابدال الحكم بالحكمة.وكان "ع" بذي قار فدخل عليه ابن عباس وهو يخصف نعلاً فقال"ع":ما قيمة هذه النعل ؟فقال ابن عباس لا قيمة لها فقال"ع":والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً وقال"ع":يتوارث بنو الأعيان من الاخوة دون بني العالات,يعني "ع" إذا اجتمعوا معهم وبنو الأعيان الاخوة للأبوين وبنو العلات الاخوة لأب وبنو الاخياف الاخوة لأم وقال"ع":لما قال له عثمان أبو بكر وعمر خير منك:أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما وقال "ع":من عجز عن معرفة نفسه فهو عن معرفة خالقه أعجز وقال "ع":لا يجلس في صدر المجلس إلا من جمع ثلاث خصال يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله وقال "ع":أفضل الفعال صيانة العرض بالمال.وقال "ع" وقد سئل عن شاهدين اختلفا فشهد أحدهما انه شرب الخمر وشهد الآخر انه قاءها وكان أحدهما خصياً فقال "ع":ما اختلفا في شادتهما وما قاءها حتى شربها وما ذهاب لحيته إلا كذهاب بعض أعضائه وقال "ع":ان الذي أحصى رمل عالج ليعلم ان السهام لا تعول على ستة لو يبصرون وجوهها وقال "ع":لا تستصغر شيئاً من المعروف قدرت على اصطناعه ايثاراً لما هو اكثر منه فان اليسير في حال الحاجة إليه أنفع من الكثير في حال الاغتناء عنه.وقال "ع":الضغائن تورث كما تورث الأموال.وقال "ع":في الاعتبار غنى عن الاختبار.وقال "ع":الصبر مفتاح الفرج.وقال "ع":من بلغ السبعين اشتكى من غير علة.وقال "ع":من شرف هذه الكلمة وهي الحمد لله إن الله تعالى جعلها فاتحة كتابه وجعلها خاتمة دعوى أهل الجنة فقال وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

وهذا حين الانتهاء من استلحاق الوارد واستدراك الفائت من خطب مولانا أمير المؤمنين "ع" وكلمه وعهوده وحكمه لا لانتهاء ما ورد والإحاطة بجميع ما ند وشرد,فانه كاد أن يكاثر نجوم السماء وقطر الماء,وأراني كلما راجعت كتابا لم أره,وسفراً لم أحط به,رأيت غرراً من الحكم والآداب تروى عنه وتعزى إليه,لم يحوها النهج,ولم يحم حولها مستدركه,فلا ييأسْ الطالب ولا يحجمْ الراغب بعد مستدركنا هذا من أن يأتي بمثله,ولا يخاف الخيبة من أراد أن يعززهما بثالث,ولا ينبئك مثل خبير,وقد أقعدني العجز والكلل,وما يجري به الدهر أن أتوخى أكثر مما توخيت,واروي أكثر مما رويت,ولكنه جهد العاجز,وغنيمة المستوفز,وفي السويداء رجال أولوا خبرة وعزم,عسى أن يستثيرهم قائد التوفيق فيستخرجوا ما في الزوايا من الخبايا,وما في الأصداف من الدرّ,والله تعالى ولي التوفيق.

وكان ذلك في أوائل شهر ربيع المولود حف بالبركة والسعود من شهور السنة الثامنة والخمسين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى عترته الطاهرين والحمد لله رب العالمين.


[1] وكان الجاحظ يقول أن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مائة كلمة كل كلمة منها تفي بألف كلمة من محاسن العرب روي هذا في الحدائق الوردية عن كتاب جلاء الأبصار عن الحاكم بإسناده إلى أبي الفضل احمد بن أبي طاهر صاحب أبي عثمان الجاحظ وقد اختار السيد الشريف شيئاً من هذه الكلم فأثبتها في النهج . 

[2] بمهملتين دق وصَغُرَ .

[3] عقل  و رأي .

[4] سميت حروف النسب

[5] شحبة ح ل.

[6] يجوز أن يكون ذلك في المتوسط.

[7] الفجاءة:الأخذ على غفلة