[302]
ومن دعاء له عليه السلام إذا وضع رجله في الغرز
الشهيد الأول محمد بن مكي بن محمد بن حامد رفع الله درجاته، قال: أخبرنا جماعة من أشياخنا عن الشيخ الإمام صفي الدين أبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحق الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن اسحاق بن عبد الله المعروف بابن قاضي اليمن إجازة، عن عتيق بن سلامة السلماني، عن الحافظ محمد بن أبي القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر.
وحدثني السيد النسابة العلامة الفقيه المؤرخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسيني من لفظه، قال: أخبرني جلال الدين محمد بن محمد الكوفي الواعظ إجازة، قال: أخبرنا تاج الدين علي بن النجيب المعروف بابن الساعي المؤرخ، أنبأنا الحافظ ابن عساكر، أنبأنا الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام قرأت عليه بالكوفة بمجسد أبي اسحاق السبيعي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان المعروف بابن الخازن المعدل، أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله
[303]
ابن الحسين الجعفي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي، أنبأنا علي بن منذر (يعني الطريقي) أنبأنا محمد بن فضل، عن يحيى بن عبد الله الأجلح الكندي، الكوفي، عن أبي اسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني الكوفي، عن أبي زهير الحرث بن عبد الله الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز فقال: بسم الله، فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وانا إلى ربنا لمنقلبون، رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ثم قال عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله ليعجب بعبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وقريب منه في دعائم الإسلام: 1، 346، مرسلا، وكما في المختار (58) من الصحيفة 207.
وقريب منه أيضا في الحديث (32) من الجز الثامن عشر من أمالي الشيخ (ره) ص 328، معنعنا.
[304]
ومن دعاء له عليه السلام يقرأ في السفر كل يوم
حكي عن حاشية جنة الأمان للكفعمي (ره) أنه وجد هذا الدعاء منقولا عن أمير المؤمنين عليه السلام وانه يقرأ في السفر كل يوم مرة: اللهم اسعدنا بهذه الحركة، وامددنا باليمن والبركة، وقنا سوء القدر، واكفنا مهمات السفر وقرب لنا البعد والنأي، وسهل علينا السير والسرى ووفقنا لطي المراحل، وأنزلنا خير المنازل، واحفظ مخلفينا، واجمع بيننا وبينهم بأحسن آمالنا وأمانينا (1)، سالمين غانمين تائبين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وربما يقرأ بالتخفيف، للازدواج مع قوله مخلفينا.
[305]
ومن دعاء له عليه السلام إذا عثرت دابته
الحميري عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال: حدثني (الإمام الصادق) جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كان علي عليه السلام إذا عثرت دابته قال: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجأة نقمتك.
قرب الإسناد.
ومن دعاء له عليه السلام عقيب قريضة العصر
نصر بن مزاحم المنقري، عن عمرو بن خالد عن أبي الحسين (1) زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: خرج علي وهو يريد صفين حتى إذا قطع النهر أمر مناديه فنادى بالصلاة، فتقدم فصلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي الصحيفة العلوية الثانية 11، عن الحسين بن زيد بن علي - الخ.
[306]
ركعتين، حتى إذا قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه فقال: أيها الناس ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة، فانا قوم سفر [على سفر خ ل] ألا ومن صحبنا فلا يصومن المفروض، والصلاة [المفروضة] ركعتان.
قال نصر (2): ثم خرج عليه السلام حتى أتى دير أبي موسى وهو من الكوفة على فرسخين، فصلى بها العصر، فلما انصرف من الصلاة قال: سبحان [الله] ذي الطول والنعم، سبحان الله ذي القدرة والإفضال، أسأله (3) الرضا بقضائه، والعمل بطاعته، والإنابة إلى أمره، إنه سميع الدعاء (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) المستفاد من العلامة النوري (ره) أن نصر يروي هذا الدعاء عن أمير المؤمنين عليه السلام بالسند الذي ذكرناه، وصريح كتاب صفين الطبعة الثانية سنة 1382، بمصر بتحقيق عبد السلام محمد هارون أن هذا الدعاء يرويه صاحب كتاب صفين عن عمر بن سعد، عن رجل من الأنصار عن الحارث بن كعب الوالبي، عن عبد الرحمان بن عبيد بن أبي الكنود من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
وأما شرح ابن أبي الحديد والبحار فلا يأبيان عن كل واحد من الأمرين ولا مجموعهما، بل ولا جميع طرق نصر في كتاب صفين، وضيق الوقت لم يساعدني على بذل الوسع، فعليك بالتأمل.
(3) كذا في البحار نقلا عن كتاب صفين، وفي كتاب صفين الطبعة المتقدمة وشرح ابن أبي الحديد حاكيا عنه: (أسأل الله الرضا بقضائه) الخ.
(4) كذا في البحار وشرح ابن أبي الحديد، وفي كتاب صفين: (فانه سميع الدعاء) (*).
[307]
كتاب صفين ط مصر، ص 134، وفي ط ص 150، وشرح المختار (46) من خطب النهج لابن أبي الحديد، ج 2 ص 167، نقلا عن كتاب صفين قال: ورواه غيره من رواة السيرة أيضا.
والبحار: 8، ص 479 نقلا عنهما.
ومن دعاء له عليه السلام بعد فريضة المغرب
وبالسند المتقدم قال نصر: ثم خرج [أمير المؤمنين عليه السلام من دير أبي موسى] حتى نزل على شاطئ نرس (1) بين موضع حمام أبي بردة وحمام عمر، فصلى بالناس المغرب، فلما انصرف قال: الحمد لله الذي يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، والحمد لله كلما وقب ليل وغسق والحمد لله كلما لاح نجم وخفق.
كتاب صفين 134، وفي ط ص 151، وشرح ابن أبي الحديد: 2 ص 167، قال: ورواه أيضا غيره من رواة السيرة، وبحار الأنوار: 8 ص 479 ط الكمباني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نرس - بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة -: نهر حفره نرسي ابن بهرام، بنواحي الكوفة، مأخذه من الفرات، وعليه عدة قرى - كذا عن مراصد الإطلاع - ومعجم البلدان (*).
[308]
ومن دعاء له عليه السلام إذا أراد المسير إلى الحرب
نصر بن مزاحم المنقري (ره) عن عمرو بن شمر، عن عمران، عن سلام بن سويد، قال: كان علي إذا أراد أن يسير إلى الحرب، قعد على دابته وقال: الحمد لله رب العالمين على نعمه علينا وفضله العظيم، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
ثم يوجه دابته إلى القبلة، ثم يرفع يديه إلى السماء ثم يقول: اللهم إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وشخصت الأبصار (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال: أفضى إليه إفضاء: وصل. وأفضى إليه بسره: أعلمه به. وأفضى به إلى كذا: بلغ وانتهى به إليه. ويقال: شخص - شخوصا - من باب منع - الشئ: ارتفع. وشخص بصره: فتح عينه فلم يطرف. وشخص الميت بصره وببصره: رفعه. ثم الظاهر أن كلمة: (اللهم إنا) ساقطة من قوله: (نشكو اليك غيبة نبينا) كما يؤيده ثبوتها في نهج البلاغة، والمختار 93 و 96 من هذا الباب من كتابنا هذا (*).
[309]
نشكو إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
كتاب صفين 231، ط مصر، وقريب منه في المختار (16) من الباب الثاني من نهج البلاغة.
ومن دعاء له عليه السلام في بدء القتال يوم صفين لما زحفوا باللواء
بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، يا الله يا رحمان يا رحيم، يا أحد يا صمد، يا إله محمد، إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب، وشخصت الأبصار، ومدت الأعناق، وطلبت الحوائج، ورفعت الأيدي.
0 اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر.
[310]
كتاب صفين لعبد العزيز الجلودي البصري، كما في البحار: 2، من 19، ص 133.
والدعاء (19) من الباب (46) من كتاب الجهاد من مستدرك الوسائل 2 ص 265 نقلا عن مهج الدعوات.
ورواه في الدعاء (70) من الصحيفة الأولى العلوية 165.
ومن دعاء له عليه السلام إذا سار إلى القتال
نصر بن مزاحم المنقري، عن عمر وبن شمر، عن جابر، عن تميم قال: كان علي عليه السلام - إذا سار إلى القتال - ذكر اسم الله حين يركب، ثم يقول: الحمد لله على نعمه علينا وفضله العظيم، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون (1).
ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى الله ثم يقول: اللهم إليك نقلت الأقدام، وأتعبت الأبدان، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وشخصت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اقتباس من الآية (13) من سورة الزخرف: 43 (*).
[311]
الأبصار، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (2).
[ثم يقول للجند:] سيروا على بركة الله، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، يا الله يا أحد يا صمد، يا رب محمد، بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، [الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين] إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم كف عنا بأس الظالمين.
[قال] فكان هذا شعاره بصفين.
كتاب صفين ص 130، ط مصر، ورواه عنه بمغايرة طفيفة ابن أبي الحديد في شرح المختار (65) من الباب الأول من نهج البلاغة ج 5 ص 176، الطبعة الثانية بمصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) (ربنا افتح) أي اقض واحكم. (وأنت خير الفاتحين) أي أنت خير الحاكمين والقاضين بالحق. والكلام اقتباس من الأية (89) من سورة الاعراف: 7 (*).
[312]
ومن دعاء له عليه السلام إذا أراد القتال
ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني الرازي، قدس الله نفسه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبيه ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام، أن أمير المؤمنين عليه السلام، كان إذا أراد القتال قال: اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك، وندبت إليه أوليأك، وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا، وأكرمها لديك مآبا، وأحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا (1) فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه، غير ناكث ولا ناقض عهده، ولا مبدلا تبديلا (2)، بل استيجابا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والكلام اقتباس من الأية (112) من سورة التوبة: 9.
(2) كذا في النسخة، وفي غير واحد من المصادر: (ولا مبدل تبديلا) (*).
[313]
لمحبتك وتقربا به إليك، فاجعله خاتمة عملي، وصير فيه فناء عمري، وارزقني فيه لك وبه مشهدا توجب لي به منك الرضا، وتحط به عني الخطايا وتجعلني في الأحياء المرزوقين، بأيدي العداة والعصاة، تحت لواء الحق وراية الهدى، ماضيا على نصرتهم قدما (3)، غير مول دبرا، ولا محدث شكا.
اللهم وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال، ومن الضعف عند مساورة الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فأحجم من شك، أو أمضي بغير يقين، فيكون سعيي في تباب (4)، وعملي غير مقبول.
الحديث الأول من الباب (20) من كتاب الجهاد، من الكافي: 5، 46.
ونقله عنه في البحار: 8، 625، س 10.
ورواه أيضا العياشي (ره)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) أي ذاهبا وسائرا أمام الجيش الذي تحت لوأ الحق وراية الهدى لأجل نصرتهم غير معرج على شئ. والقدم: المضي إلى الأمام، يقال: مضى قدما أي لم يعرج ولم ينثن. ويوصف به المذكر والمؤنث.
(4) (مساورة الأبطال): مواثبتهم ومقاتلتهم. (فأحجم من شك) أي أكف عن القتال من أجل الشك، يقال: أحجم عن الشئ: كف أو نكص هيبة. والتباب: الخسارة والهلاك والنقص
[314]
في الحديث (143) من تفسيره لسورة البراءة ج 2 ص 113، إلى قوله: (ولا مبدل تبديلا) وصرح بأنه مختصر، ورواه عنه في البحار: ج 21 ص 98 وكذلك في البرهان: 2 ص 167.
وأيضا رواه عنه في مستدرك الوسائل ج 2 ص 263، في الحديث الأول من الباب (46) من كتاب الجهاد.
ورواه أيضا في الدعاء (84) من الصحيفة الأولى العلوية باختالف طفيف.
ومن دعاء له عليه السلام دعا به يوم صفين
حسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله في كتاب الدعاء والذكر باسناده عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان من دعاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم صفين: اللهم رب هذا السقف المرفوع المكفوف المحفوظ الذي جعلته مغيض الليل والنهار (1)، وجعلت فيها مجاري الشمس والقمر، ومنازل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي النهج: اللهم رب السقف المرفوع، والجو المكفوف، الذي جعلته مغيضا لليل والنهار الخ. أقول: المغيض: المغيب.
وقيل: المغيض مأخوذ من غاض الماء: إذا نقص، كأن هذا الجو منبع الضياء، والظلام، وهو مغيضها كما يغيض الماء في البئر (*).
[315]
الكواكب والنجوم، وجعلت ساكنه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للناس والأنعام والهوام وما نعلم ما لا نعلم مما يرى ومما لا يرى من خلقك العظيم، ورب الجبال التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق متاعا ورب البحر المسجور المحيط بالعالم، ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، إن أظفرتنا على عدونا فجنبنا الكبر، وسددنا للرشد، وان أظفرتهم علينا فارزقنا الشهادة، واعصم بقية أصحابي من الفتنة (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) ومثله في رواية نصر بن مزاحم، وفي نهج البلاغة: (وان أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة، واعصمنا من الفتنة، أين المانع للذمار والغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ العار وراؤكم، والجنة أمامكم).
أقول: الذمار - كحمار -: ما يلزم الرجل حفظه من الأهل والعشيرة وما ينتسب إليه، والغائر مأخوذ من قولهم: (غار على امرأته أو قرينه) إذا تغيظ واستشاط غضبا أن يمسها أجنبي.
والحقائق - هنا -: النوازل الثابتة التي لا تقلع إلا بعلو الهمة، وسمو العزيمة.
و (من) بيانية، والحفاظ: الوفاء ورعاية الذمم.
وقوله عليه السلام: (العار وراؤكم والجنة أمامكم).
ما أفصحه من كلام وأجوده من ذيل يقصر البيان عن تبيين لطافته، ويقصر البنان عن شرح مزاياه وكتابة =
[316]
القسم الثاني من المجلد التاسع عشر من البحار، ص 135، ط الكمباني ونقله أيضا السيد الرضي (ره) في المختار (166) أو المختار (169) من باب الخطب من نهج البلاغة، مع مزايا بديعة وذيل لطيف، وله أيضا مصادر أخر تأتي.
ومن دعاء له عليه السلام في المعنى المتقدم
برواية أخرى الطبري - في وقعة صفين في السنة (37) من الهجرة من تاريخه ج 4 ص 10 - عن أبي مخنف، قال: حدثني مالك بن أعين، عن زيد ابن وهب الجهني، أن عليا عليه السلام خرج إليهم غداة الاربعاء، فاستقبلهم فقال: اللهم رب السقف المرفوع المحفوظ المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار، وجعلت فيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ما فيه، شدة لصوقه واتصاله بما قبله، وما فيه من المعنى البديع.
والظاهر ان المراد من العار هو معناه المطلق الشامل للعامل الشرعي، من ترك الواجب، أو أرتكاب محرم - لا خصوص معناه العرفي اللحوظ عند سواد الناس - وذلك لكون ارادة الاطلاق أو في للغرض الباعث على الحث والتحضيض، والبعث والتحريض
[317]
مجرى الشمس والقمر ومنازل النجوم، وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والأنعام، وما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى من خلقك العظيم، ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ورب البحر المسجور المحيط بالعالم، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق متاعا، إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي، وسددنا للحق، وإن أظهرتهم علينا فارزقني الشهادة، واعصم بقية أصحابي من الفتنة.
وقريب منه جدا رواه في كتاب صفين 232 لنصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي، عن مالك بن أعين، عن زيد ابن وهب، عنه عليه السلام.
ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار (65) من خطب النهج ج 5 ص 177 (*).
[318]
ومن دعاء له عليه السلام علمه لأصحابه لما بلغه منهم ما يكرهه من سب أهل الشام
نصر بن مزاحم في كتاب صفين 102، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمان، عن الحارث بن حصيرة، عن عبد الله بن شريك، قال: خرج حجر بن عدي وعمر بن الحمق يظهر إن البرأة واللعن من أهل الشام، فأرسل اليهما علي عليه السلام أن كفا عما يبلغني عنكما.
فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟ قال: بلى [قالا: أو ليسوا مبطلين ؟ قال: بلى] قالا: فلم منعتنا من شتمهم ؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين، تشتمون وتتبرؤون، ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، و [لو قلتم] مكان لعنكم إياهم وبرأتكم منهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من
[319]
لهج به (1).
ورواه أيضا في المختار (203) من خطب نهج البلاغة، وفي الصحيفة العلوية الأولى ص 180.
وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص 163، ط النجف.
ومن دعاء له عليه السلام قاله يوم صفين
نصر بن مزاحم (ره) عن قيس بن الربيع، عن عبد الواحد بن حسان العجلي عمن حدثه عن علي عليه السلام إنه سمع يقول يوم صفين: اللهم إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي [ونقلت الأقدام] ودعت الألسن، وأفضت القلوب وتحوكم إليك في الأعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال: ارعوى عن الجهل ارعواء: كف عنه ورجع.
ولهج بالشئ لهجا - من باب علم، والمصدر على زنة فرس -: أغرى به فثابر عليه، فهو لهج - ككتف - ولاهج.
وليعلم أن المقصود الأصلي من نقل كلامه عليه السلام - هنا - هو هذا الذيل - أعني قوله: (اللهم احقن دماءنا) إلى آخره - وإنما ذكرنا الكلام بأجمعه، لاشتماله صدرا وذيلا على آداب عالية، ومكارم سامية (*).
[320]
اللهم انا نشكو إليك غيبة نبينا، وقلة عددنا، وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، وشدة الزمان، وظهور الفتن.
أعنا عليهم بفتح تعجله (1) ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره.
كتاب صفين ص 231 ط مصر.
ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار (65) من خطب نهج البلاغة ج 5 ص 176.
ومن دعاء له عليه السلام علمه لابن عباس (ره) في ليلة الهرير لتسكن روعته
قال العلامة المجلسي أعلى الله في المقربين مجالسه، قال السيد: وجدت في الجز الرابع من كتاب رفع الهموم والأحزان، لأحمد بن داود النعمان (قال:) قال ابن عباس: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام ليلة صفين: أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا ؟ قال عليه السلام: وقد راعك هذا.
قلت: نعم.
فقال: قل: اللهم إني أعوذ بك من أن أضام في سلطانك.
اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة، وما أحوج السياق إلى كلمة: (اللهم) (*).
[321]
اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك.
اللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك.
اللهم إني أعوذ بك أن أغلب والأمر لك وإليك.
البحار: 2، من 19، 135، ط الكمباني.
ورواه أيضا في الدعاء (68) من الصحيفة الأولى العلوية 154.
ومن دعاء له عليه السلام المعروف بدعاء الكرب وقد دعا به عليه السلام في يوم الهرير
قال السيد ابن طاوس قدس الله نفسه: روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم.
وحدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن محمد بن الحسن ابن شمون [كذا] عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دعا أمير المؤمنين عليه السلام يوم الهرير حين اشتد على أوليائه الأمر، دعاء الكرب: اللهم لا تحبب إلي ما أبغضت، ولا تبغض
[322]
إلي ما أحببت.
اللهم إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك، أو أرد قضأك، أو أعدو قولك، أو أناصح أعدأك، أو أعدو أمرك فيهم.
اللهم ما كان من عمل أو قول يقربني من رضوانك، ويباعدني من سخطك فصبرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك لسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، ويقينا صادقا، وإيمانا خالصا، وجسدا متواضعا، وارزقني منك حبا، وأدخل قلبي منك رعبا.
اللهم فإن ترحمني فقد حسن ظني بك، وإن تعذبني فبظلمي وجوري وجرمي وإسرافي على نفسي، فلا عذر لى إن اعتذرت، ولا مكافات أحتسب بها.
اللهم إذا حضرت الآجال، ونفدت الأيام، وكان لابد من لقائك فأوجب لي من الجنة منزلا يغبطني به الأولون والآخرون، لا حسرة بعدها ولا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلا.
اللهم ألبسني خشوع الإيمان بالعز، قبل الذل في النار.
[323]
أثني عليك رب أحسن الثناء، لأن بلاءك عندي أحسن البلاء (1).
اللهم فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورفدك، وارزقني شوقا إلى لقائك، ونصرا في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي، واعزم لي على أرشد أموري، فقد ترى موقفي وموقف أصحابي، ولا يخفى عليك شئ من أمري.
اللهم أسألك النصر الذي نصرت به رسولك، وفرقت به بين الحق والباطل، حتى أقمت دينك وأفلجت به حجتك، يامن هو في كل مقام.
البحار: 2، من 19، ص 134، س 5.
ورواه أيضا في الدعاء (72) من الصحيفة الأولى ص 167.
ومن دعاء له عليه السلام في يوم الهرير
أيضا نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن عمير الأنصاري قال: والله لكأني أسمع عليا يوم الهرير - حين سار أهل الشام، وذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المراد من البلا - هنا - النعمة (*).
[324]
بعد ما طحنت رحى مذحج فيما بينها وبين عك ولخم وجذام والأشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصي، من حين استقلت الشمس حتى قام قائم الظهيرة، ثم إن عليا - قال: حتى متى نخلي بين هذين الحيين قد فنيا وأنتم وقوف تنظرون إليهم، أما تخافون مقت الله.
ثم انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله ثم نادى: يا الله يا رحمان [يا رحيم] يا واحد [يا أحد] يا صمد، يا الله يا إله محمد.
اللهم إليك نقلت الأقدام، وأفضت القلوب ورفعت الأيدي، وامتدت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطلبت الحوائج.
[اللهم انا نشكو إليك غيبة نبينا صلى الله عليه [وآله] (1) وكثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
كتاب صفين ص 477، ط مصر، ورواه عنه في البحار: 8 ص 503.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في ترجمة تاريخ أعثم الكوفي، وأما البحار فلم يذكر الصلوات - هنا - أصلا، لا على النبي ولا على آله، وأما ابن أبي الحديد فلم أقف الآن مورد روايته عن كتاب صفين حتى يستشهد به، وأما كتاب صفين المطبوع بمصر في سنة 1382 فانه ذكر الصلاة على النبي من غير عطف (الال) وهذا مما أخذوه من ابن الزبير وأشباهه قديما وجروا عليه كتبا وقولا (*).
[325]
وقريب منه جدا ما رواه أعثم الكوفي إلا انه قال: دعا به أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة الهرير، كما في ترجمة تاريخ الأعثم ص 283.
ومن دعاء له عليه السلام إذ مر على القبور
نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمان بن جندب، قال: لما رجع أمير المؤمنين عليه السلام من صفين وجاز دور بني عوف، وكنا معه إذا نحن عن ايماننا بقبور سبعة أو ثمانية، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما هذه القبور.
فقال له قدامة بن عجلان الأزدي: يا أمير المؤمنين ان خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك فأوصى أن يدفن في الظهر، وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم، فدفن الناس إلى جنبه، فقال عليه السلام: رحم الله خبابا فقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا، فجاء حتى وقف عليهم فقال: عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة (1)، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي النهج بعده هكذا: والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، [يا أهل الوحدة] يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق ونحن لكم تبع =
[326]
والمسلمت، أنتم لنا سلف وفرط، ونحن لكم تبع وعما قليل لاحقون.
اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنا وعنهم، ثم قال عليه السلام: الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا.
الحمد لله الذي منها خلقنا، وفيها يعيدنا، وعليها يحشرنا.
طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله بذلك.
كتاب صفين 530 ط مصر، ونقله عنه في البحار: 8، 506، س 3 عكسا، ط الكمباني، ورواه عنه أيضا في الدعاء (48) من الصحيفة الثانية العلوية، وقريب منه مع زيادات جيدة في المختار (130) من قصار نهج البلاغة.
وقربيب منه في عنوان: (القول عند المقابر) من كتاب الدرة في التعازي والمراثي من العقد الفريد: 2، 153، ط 2.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= لاحق، أما الدور فقد سكنت، وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟ ثم التفت الى أصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى أقول: وقريب منه ذكرناه في باب القصار من نهج السعادة عن مصادر أخر (*).
[327]
ومن دعاء له عليه السلام على ابن حجبة واليه على الري لما أخذ ما في بيت المال والتحق بمعاوية
اللهم إن ابن حجبة هرب بمال المسلمين، وناصبنا مع القوم الظالمين. اللهم اكفنا كيده، واجزه جزاء الغادرين..
ترجمة يزيد بن حجبة من تاريخ الشام: 62 ص 1073، نقلا عن المدائني.
ومن دعاء له عليه السلام على قريش
الشعبي عن شريح بن هاني قال: قال علي عليه السلام: اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي (1) وصغروا عظيم منزلتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال: اصغي فلان إناء فلان: أماله ونقصه حقه (*).
[328]
وأجمعوا على منازعتي.
شرح المختار (57) من خطب نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: 4 ص 103، ولهذا الدعاء صور مختلفة - طولا وقصرا - ومصادر كثيرة تقف عليها في باب الخطب من نهج السعادة.
ومن دعاء له عليه السلام عندما حث الناس على الجهاد فتقاعدوا عنه
اللهم أيما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، والمصلحة في الدين والدنيا غير المفسدة، فأبى بعد سمعه لها إلا النكوص عن نصرتك، والإبطاء عن إعزاز دينك، فإنا نستشهدك عليه بأكبر الشاهدين شهادة (1)، ونستشهد عليه جميع من أسكنته أرضك وسماواتك (2)، ثم أنت بعده المغني عن نصره (3) والأخذ له بذنبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي الصحيفة العلوية: والابطاء على اعزاز دينك، فانا نستشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة - الخ.
(2) وفي الصحيفة: ونستشهد عليه جميع ما أسكنته أرضك - الخ.
(3) وفي الصحيفة: ثم أنت بعد الغنى عن نصره والآخذ بذنبه (*).
[329]
المختار (209) من الباب الأول من النهج.
ورواه أيضا في الصحيفة الأولى ص 180.
ومن دعاء له عليه السلام دعا به على بسر بن أرطاة
اللهم ان بسرا باع دينه بالدنيا وانتهك محارمك، وكانت طاعة مخلوق فاجر، آثر عنده مما عندك.
اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله، ولا توجب له رحمتك، ولا ساعة من نهار.
اللهم العن بسراو عمرا ومعاوية، وليحل عليهم غضبك، ولتنزل بهم نقمتك، وليصبهم بأسك، ورجزك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.
شرح المختار (25) من خطب النهج، من شرح ابن أبي الحديد 18، والغدير: 11 ص 28، وقريب منه في الإرشاد 152، ومناقب ابن شهر آشوب 1، 434 (*).
[330]
ومن دعاء له عليه السلام على الخوارج
الحميري (ره) عن هارون بن مسلم، عن ابن صدقة، عن (الإمام الصادق) جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: إن عليا (أمير المؤمنين عليه السلام) كان يدعو على الخوارج فيقول في دعائه: اللهم رب البيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، والكتاب المسطور، أسألك الظفر على هؤلا الذين نبذوا كتابك ورأ ظهورهم، وفارقوا أمة أحمد عليه السلام عتوا عليك.
الحديث (37) من كتاب قرب الإسناد، ص 8.
ورواه عنه في البحار: 8، ص 609، س 5 عكسا.
ومن دعاء له عليه السلام شيخ الطائفة
نضر الله وجهه، [عن الشيخ المفيد، وأحمد بن عبدون
[331]
عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني] عن علي بن حاتم، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن عمرو، عن علي بن محمد، عن جعفر ابن محمد، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين عليهم السلام: اللهم إنك أعلنت سبيلا من سبلك فجعلت فيه رضاك، وندبت إليه أوليأك، وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا، وأكرمها لديك مآبا، وأحبها إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيلك فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا، فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى ببيعك الذي بايعك عليه، غير ناكث ولا ناقض عهدا، ولا مبدل تبديلا (1) إلا استنجازا لموعودك، واستيجابا لمحبتك.
وتقربا به إليك.
فصل على محمد وآله واجعله خاتمة عملي، وارزقني فيه لك وبك مشهدا توجب لي به الرضا وتحط عني به الخطايا، اجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة العصاة، تحت لواء الحق وراية الهدى ماض على نصرتهم قدما، غير مول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ومثله عن العياشي وبعض المصادر، وفي الكافي: (ولا مبدلا تبديلا).
[332]
دبرا، ولا محدث شكا، وأعوذ بك عند ذلك من الذنب المحبط للأعمال.
الحديث (9) من باب الدعاء بين الركعات في شهر رمضان، من التهذيب: 3، 81، ط النجف وله مصادر أخر قد تقدم.
ومن دعاء له عليه السلام على قريش
عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: اللهم إني أستعديك على قريش (1) فإنهم قطعوا رحمي وغصبوني حقي، وأجمعوا على منازعتي أمرا كنت أولى به، ثم قالوا: ان من الحق أن تأخذه، ومن الحق أن تتركه (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي استغيث بك وأطلب منك النصرة عليهم، يقال: استعدى الرجل: استنصره واستعان به.
وفي المختار (170) من خطب النهج: (اللهم استعينك على قريش ومن أعانهم، فانهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي، ثم قالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه.
(2) وقال محمد عبده مفتي الديار المصرية في شرح ذيل الكلام: إنهم اعترفوا بفضله وأنه أجدرهم بالقيام به ففي الحق أن يأخذه، ثم لما اختار المقدم =
[333]
شرح المختار (57) من خطب نهج البلاغة من ابن أبي الحديد: 4، 104 وللكلام مصادر وثيقة وصور عديدة نذكرها في باب شكايته (ع) عن قريش.
ومن دعاء له عليه السلام لم يزل يدعو به لما حضرته الوفاة صلوات الله عليه
اللهم اكفنا عدوك الرجيم اللهم إني أشهدك أنك لا إله إلا أنت، وأنك الواحد الصمد، ولم تلد ولم تولد ولم يكن لك [له خ ل] كفوا أحد، فلك الحمد عدد نعمائك لدي، وإحسانك عندي، فاغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين.
- ولم يزل يقول -: لا إله إلا الله وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك (1) عدة لهذا الموقف وما بعده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= في الشورى غيره عقدوا له الأمر، وقالوا الامام: في الحق أن تتركه.
فتناقض حكمهم بالحقيه في القضيتين، ولا يكون الحق في الأخذ إلا لمن توافرت فيه شروطه.
(1) وفي بعض النسخ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله - الخ (*).
[334]
من المواقف.
اللهم اجز محمدا عنا خيرا، واجز محمدا عنا خير الجزاء، وبلغه منا أفضل السلام.
اللهم ألحقني به ولا تحل بيني وبينه، إنك سميع الدعاء رؤوف [غفور خ ل] رحيم.
ثم نظر عليه السلام إلى أهل بيته فقال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= في الشورى غيره عقدوا له الأمر، وقالوا الامام: في الحق أن تتركه. فتناقض حكمهم بالحقيه في القضيتين، ولا يكون الحق في الأخذ إلا لمن توافرت فيه شروطه.
(1) وفي بعض النسخ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله - الخ (*).
[334]
من المواقف.
اللهم اجز محمدا عنا خيرا، واجز محمدا عنا خير الجزاء، وبلغه منا أفضل السلام.
اللهم ألحقني به ولا تحل بيني وبينه، إنك سميع الدعاء رؤوف [غفور خ ل] رحيم.
ثم نظر عليه السلام إلى أهل بيته فقال: حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام (2).
ثم لم يزل يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
حتى قبض صلوات الله عليه ورحمته ورضوانه [وبركاته خ ل] ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة.
المجلد الثاني من دعائم الاسلام ص 354، ط 1، بمصر.
تم باب الدعاء من نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة
بيد مؤلفه الفقير محمد باقر المحمودي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ولهذا الذيل مصادر كثيرة وثيقة، فعليك بالمراجعة إلى باب الوصايا من كتابنا هذا لكي تطلع على حقيقة الحال.
***