[222]
في ذكر ما ورد عن بقية المعصومين (ع)، مما يشبه لفظه (ع) في قوله السالف: فواجب على كل مسلم ان ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية.فعن ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه، في الحديث الاول، من الباب الخامس، من كتاب فضل القرآن، من الكافي معنعنا، عن حريز، عن الامام الصادق (ع) قال: القرآن عهد الله الى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم ان ينظر في عهده، وان يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.
وعن شيخ الطائفة طاب ثراه معنعنا، عن معمر بن خلاد، عن الامام الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ينبغي للرجل إذا أصبح ان يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.
كما في البحار: 18، 474، س 13 عكسا، نقلا عن التهذيب.
التعليق الثالث: في بيان الاثار الورادة عن سائر المعصومين صلوات الله عليهم اجميعين، مما يقرب من قوله (ع): واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن، الخ.روى الكليني رحمه الله معنعنا، عن رسول الله (ص)، انه قال: إن أهل القرآن في اعلى درجة من الادميين ماخلا النبيين والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فان لهم من الله العزيز الجبار لمكانا عليا.
[223]
الحديث 1، من الباب الثاني، من كتاب القرآن، من الكافي.
وروى أيضا في الحديث الثالث، من الباب معنعنا، عنه (ص)، انه قال: تعلموا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون، فيقول له القرآن أنا الذي كنت أسهرت ليلك، وأظمأت هو اجرك، وأجففت ريقك، وأسلت دمعتك، أؤول معكم حيثما ألت، وكل تاجر من وراء تجارته، وانا اليوم لك من وراء تجارة كل تاجر، وستأتيك كرامة (من) الله عزوجل فابشر.
فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه، ويعطى الامان بيمينه، والخلد في الجنان بيساره، ويكسى حلتين، ثم يقال له: إقرأ وارقه، فكلما قرأ آية صعد درجة، ويكسى ابواه حلتين ان كانا مؤمنين، ثم يقال: لهما: هذا لما علمتماه القرآن.
وروى المجلسي العظيم، في الحديث 19، من الباب 1 من كتاب القرآن، من البحار: 19، 7، عن كتاب الامامة والتبصرة معنعنا، انه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عدد درج الجنة عدد أي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة، قيل له: إرق واقرأ لكل آية درجة، فلا يكون فوق حافظ القرآن درجة.
وروى ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه، في الحديث 3، من الباب 2، من كتاب القرآن، من الكافي: 2، 603 عنه صلى الله عليه وآله معنعنا، انه قال: تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون، فيقول له القرآن: أنا الذي كنت اسهرت ليلك، وأظمأت هو اجرك، وأجففت ريقك، وأسلت دمعتك، أؤول معك حيثما ألت، وكل تاجر وراء تجارته، وانا اليوم لك من وراء تجارة كل تاجر، وستأتيك كرامة (من) الله عزوجل فابشر.
فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه، ويعطى الامان بيمينه، والخلد في الجنان بيساره، ويكسى حلتين، ثم يقال له: إقرأ وأرق، فكلما قرأ آية صعد درجة، ويكسى أبواه حلتين
[224]
إن كانا مؤمنين،، ثم يقال لهما: هذا لما علمتماه القرآن.
وروى العلامة المجلسي (ره)، في الحديث 8، من الباب الرابع، من كتاب القرآن، من البحار: 19، 51، عن تفسير القمي، عن الامام السجاد عليه السلام، انه قال: عليك بالقرآن فإن الله خلق الجنة بيده، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، جعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباها اللؤلؤ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن، فمن قرأ القرآن، قال له: إقرأ وارق، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة اعلى مقاما منه، ماخلا النبيين والصديقين.
وروى المجلسي الوجيه (ره) في الحديث العاشر، من الباب 21، من كتاب القرآن، من البحار: 19، 49، عن ثواب الاعمال معنعنا، عن حفص بن غياث، قال: سمع ابا عبد الله (ع) يقول لرجل: اتحب البقاء في الدنيا ؟ قال: نعم.
قال: ولم ؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد.
فسكت عنه، ثم قال لي بعد ساعة: يا حفص من مات من اوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن، علم في قبره ليرفع الله فيه درجته، فان درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن، فيقال لقارئ القرآن: إقرأ وارق.
وروى أيضا في الحديث الرابع، من الباب 24، منه عن الصدوق رحمه الله في الامالي معنعنا، عن المفضل بن عمر، عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: عليكم بمكارم الاخلاق، فان الله عزوجل يحبها، واياكم ومذام الافعال، فان الله عزوجل يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: إقرأ وارق، فكلما قرأ اية رقى درجة، وعليكم بحسن الخلق، فانه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار فان الله عزوجل أمر بذلك، وعليكم بالسواك فانها مطهرة وسنة حسنة، وعليكم بفرائض الله
[225]
فأدوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها.
وروى ثقة الاسلام الكليني طيب الله رمسه معنعنا، في الحديث الحادي عشر، من الباب الاول، من كتاب فضل القرآن، من الكافي: 2، 601، عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: يجئ القرآن يوم القيامة في احسن منظور إليه صورة، فيمر بالمسلمين، فيقولون: هذا الرجل منا، فيجاوزهم الى النبيين، فيقولون: هو منا، فيجاوزهم الى الملائكة المقربين، فيقولون: هو منا، حتى ينتهي الى رب العزة عزوجل فيقول: يا رب فلان ابن فلان أظمأت هو اجره، وأسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمئ هو اجره، ولم أسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم فيقوم فيتبعونه فيقول: للمؤمن: إقرأ وارقه.
قال: فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي انه فينزلها.
وروى أيضا معنعنا، في الحديث 12، من الباب، عن يونس بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام، إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات: فتستغرق النعم عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات، فيدعى يابن آدم المؤمن للحساب، فيتقدم القرآن امامه في احسن صورة فيقول: يا رب أنا القرآن، وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي، وتفيض عيناه إذا تهجد، فارضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبار، عبدي ابسط يمينك، فيملاها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملا شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك، فأقرأ واصعد، فإذا قرأ آية صعد درجة.
وروى أيضا في الحديث الرابع، من الباب الثاني، منه معنعنا، عن الامام الصادق (ع) انه قال: من قرأ القرآن وهو شاب إختلط القرآن
[226]
يلحمه ودمه، وجعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة، يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلغ به اكرم عطاياك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه ؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا، فيعطي الامن بيمينه، والخلد بيساره، ثم يدخل الجنة، فيقال له: إقرأ واصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك ؟ فيقول: نعم.
قال: ومن قرأه كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزوجل أجر هذا مرتين.
وروى أيضا في الحديث الثالث، من الباب الرابع، منه معنعنا، عن يعقوب الاحمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن علي دينا كثيرا، وقد دخلني ماكان القرآن يتفلت مني.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن القرآن، ان الاية من القرآن والسورة لتجئ يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة - يعني في الجنة - فتقول: لو حفظتني لبلغت بك ههنا.
وقريب منه، عنه (ع) في الحديث الذي يليه.
وروى أيضا في الحديث العاشر، من الباب الثاني، من الكتاب معنعنا، عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لرجل: أتحب البقاء في الدنيا ؟ فقال: نعم.
فقال: ولم ؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد.
فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من اوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على قدر آيات القرآن، يقال له: اقرأ وارق، فيقرأ ثم يرقى.
قال حفص: فما رأيت أحدا اشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليه السلام، ولا أرجا الناس منه، وكانت قراءته حزنا، فإذا قرأ فكأنه يخاطب انسانا.
[227]
وقال عليه السلام في هذه الوصية: واعلم أن مروءة المرء المسلم مروءتان، مروءة في حضر، ومروءة في سفر وأما مروءة الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء والنظر في الفقه، والمحافظة على الصلوات في الجماعات، وأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبتك، وكثرة ذكر الله عزوجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود.
[228]
تعليق تأييدي: في معنى المروءة روى الصدوق (ره) معنعنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: ستة من المروءة، ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فاما التي في الحضر: فتلاوة كتاب الله تعالى، وعمارة مساجد الله، وإتخاذ الاخوان في الله عزوجل.
واما التي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي.
ورواه المجلسي (ره) عن الخصال والعيون وصحيفة الرضا، في الباب 59، من البحار: 2، من 16، 88.
وروى الصدوق أيضا في الحديث السادس، من الباب 105، من الجزء الثاني، من معاني الاخبار: 258، معنعنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: المروءة استصلاح المال.
وروى أيضا، في حديث طويل ذكره في مفتح الباب الاول، من الجزء الثاني، من المعاني 196، انه قال (ص): اقل الناس مروءة من كان كاذبا، الخ.
وعنه (ص): لادين الا بمروءة.
وقال صلى الله عليه وآله: تجاوزوا لذوي المروءات عن عثراتهم، فوا الذي نفسي بيده إن احدهم ليعثر وان يده لبيد الله.
ذكرهما في العقد الفريد: 1، 292، ط 2، والاخير أيضا مروي من طرقنا.
وروي الصدوق (ره) معنعنا، في الحديث الاول، من الباب 105،
[229]
من الجزء الثاني، من المعاني، 257: انه خرج امير المؤمنين (ع) على اصحابه وهم يتذاكرون المروءة، فقال: أين انتم من كتاب الله ؟ قالوا: يا امير المؤمنين في أي موضع ؟ فقال: في قوله عزوجل: ان الله يأمركم بالعدل والاحسان (43)، فالعدل: الانصاف، والاحسان: التفضل.
وروى الصدوق (ره) أيضا، في الحديث الثاني، من الباب مرفوعا: ان معاوية سأل الامام المجتبى (ع) عن المروءة.
فقال (ع): شح الرجل على دينه، واصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.
فقال معاوية: أحسنت يا ابا محمد، أحسنت يا ابا محمد.
قال: فكان معاوية يقول بعد ذلك: وددت أن يزيد قالها وان كان أعور.
وروي أيضا في الحديث الثالث، من الباب معنعنا، عن الامام الصادق (ع) قال: كان الحسن بن علي عليهما السلام في نفر من اصحابه عند معاوية، فقال له: يا ابا محمد أخبرتي عن المروءة.
فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في اصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وافشاء السلام، وليكن الكلام، والكف والتحبب الى الناس.
وروى أيضا معنعنا، في الحديث الرابع، من الباب: ان امير المؤمنين صلوات الله عليه قال لابنه الامام المجتبى عليه السلام: يا بني ما المروءة ؟ فقال: العفاف واصلاح المال.
وروى أيضا، في الحديث الخامس، من الباب معنعنا، انه سئل الامام المجتبى عليه السلام عن المروءة، فقال: العفاف في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة.
وقال عليه السلام: السداد دفع المنكر، بالمعروف، والشرف اصطناع العشيرة وحمل الجريرة، والمروءة العفاف واصلاح المرء ماله، الخ.
كما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(43) الاية 90، من سورة النحل.
[230]
في البحار: 17، 147، س 1، عكسا.
وروى الغزالي في فضيلة السخاء، من كتاب الاحياء: ان معاوية سأل الحسن بن علي عليهما السلام عن المروءة والنجدة والكرم.
فقال: اما المروءة فحفظ الرجل دينه، وحرزه نفسه، وحسن قيامه بضيفه، وحسن المنازعة، والاقدام في الكراهية.
واما النجدة فالذب عن الجار، والصبر في المواطن.
وأما الكرم فالتبرع بالمعروف قبل السؤال، والاطعام في المحل، والرأفة بالسائل مع بذل النائل.
كما في المحجة البيضاء: ج 6، 64.
ونقله في الهامش، عن تحف العقول، 225، وحلية الاولياء لابي نعيم: ج 2، 36، والفصول المهمة لابن الصباغ: ص 164، وتاريخ ابن كثير: 8، 39.
قال: وفي جميع هذه المصادر: ان امير المؤمنين (ع) سأل عن الامام الحسن (ع).
وروى أيضا معنعنا، في الحديث السابع، من الباب، عن الامام الصادق عليه السلام، انه قال: تعاهد الرجل ضيعته من المروءة.
وروى أيضا معنعنا، عنه (ع) في الحديث الثامن، انه قال: المروءة مروءتان، مروءة الحضر ومروءة السفر، فاما مروءة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة اهل الخير، والنظر في الفقه.
وأما مروءة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله، وقلة الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم.
وروى أيضا عنه عليه السلام، في الحديث التاسع، انه قال لاصحابه: ما المروءة ؟ قالوا: لا نعلم.
قال (ع): المروءة ان يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان.
فذكر نحو الحديث الذي تقدم.
أقول: ورواها عنه (ره) باجمعها في البحار: 16، 88، ج 2.
وعن الصدوق وشيخ الطائفة رضوان الله عليهما، في اما ليهما معنعنا،
[231]
عن الامام الصادق (ع) عند ما تذاكر الناس عنده الفتوة فقال: تظنون أن الفتوة بالفسق والفجور ؟ كلا، الفتوة والمروءة طعام موضوع، ونائل مبذول، واصطناع المعروف، وأذى مكفوف، فاما تلك فشطارة وفسق.
ثم قال (ع): ما المروءة ؟ فقلنا لا نعلم.
قال: المروءة - والله - أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان، مروءة في الحضر، ومروءة في السفر، فاما التي في الحضر: فتلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والانعام على الخادم، فانه مما يسر الصديق، ويكبت العدو.
واما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك اياهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل، ثم قال (ع): والذي بعث جدي بالحق نبيا إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروءة، وان المعونة لتنزل من السماء على قدر المئونة، وان الصبر لينزل على قدر شدة البلاء.
ورواه المجلسي (ره) عنهما، في البحار: 16، 88، ج 2.
[232]
وقال عليه السلام في هذه الوصية: إياك والعجب وسوء الخلق، وقلة الصبر، فانه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا يزال لك عليها من الناس مجانب.
وألزم نفسك التودد، وصبر على مثونات الناس نفسك، وابذل لصديقك نفسك ومالك، ولعرفتك رفدك ومحضرك (29)، وللعامة بشرك ومحبتك (30)، ولعدوك عدلك وإنصافك، وأضنن (31) بدينك وعرضك عن كل احد فانه أسلم لدينك ودنياك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(29) العرفة - كالقبلة -: الاستخبار والسؤال.
والرفد كالحبر: المعونة والعطاء، أي اعط من يستخبر عنك ويسألك الصلة والعطاء ما انعم الله عليك من الرزق وحسن المحضر.
(30) البشر - على زنة شبر: طلاقة الوجه وانبساطه وبشاشته.
ومن قوله (ع): وابذل لصديقك مالك - الى قوله: واضنن بدنيك وعرضك عن كل احد.
ذكره ابن ابي الحديد في المختار 601، مما استدركه على السيد الرضي (ره)، في قصار النهج.
(31) اضنن - أمر من قولهم: ضن يضن - من باب ضرب ومنع - ضنا وضنا وضنانة ومضنة بالشئ واضطن به اي بخل به، وتمسك عليه ولم يخرجه من يده نفاسة عليه وحبا له.
وتخصيص الدين والعرض بالذكر للاعلام بانه لا شئ يوازيهما، فمن تحفظ عليهما فقد جمع الدنيا والاخرة، ومن بذلهما ولم يتمسك بهما فقد فانه الداران جميعا، وتقديم الدين على العرض للايذان بأهميته وانه لا يوازنه شئ.
[233]
تعليق وتحقيق: حول قوله: اياك والعجب.
إعلم ان الانسان إذا استعجب من شئ وباهى به واستعظمه، فاما ان يكون المستعجب منه والمباهي به والمستعظم حريا وموردا للاستعجاب والمباهات والاستعظام أو لا يكون.
واياما كان فاما ان يكون استعجابه واستعظامه مقرونا بالتكبر والتعدي وغيرهما من انحاء الايذاء وتضييع حقوق الناس، أو الامتنان على الله - ولله المنة عليه - أو نسيان عظيم نعم الله، أو ذهوله عن فلتاته وما صدر منه من الاجرام والخطايا، أو غفلته عن تفقد نفسه وأعماله، أو اهماله شرائط قبول عباداته، أو اغتراره باعماله السابقة وإتكاله عليها، وترك مواظبته لتكليفه الفعلي، أو غير ذلك من أنحاء التقصير والتمرد، أو لا يكون استعظامه مقرونا بما ذكر من اقسام التجري والتمرد.
فإذا استعجب الانسان من نفسه أو نفسياته أو ما يتعلق به واستعظمه وباهى به، فان كان استطرافه واستعظامه نفسه وما يرتبط به ملازما للتعدي على الخلق وتضييع حقوق الخالق كما هو الغالب على نوع سواد الناس فهذا هو العجب الذي هو أحد المهلكات، واما لو اعتقد الشخص عظمة نفسه أو ما ينتسب إليه، فاستطرفها وعدها عظيما - سواء كانت عظمتها تخيلية أو عظمة في الواقع ونفس الامر - ولم يقارن هذا الاستعظام التعدي وتضييع الحقوق واهمال التكاليف، فليس هذا من العجب في شئ.
[234]
اما في صورة استعظام جهاته الشخصية باعتقاد عظمتها مع كون اعتقاده جهلا مركبا ومخالفا للواقع ونفس الامر، فلو فرض انفكاك هذا الاستعظام - المسبب عن العظمة الخيالية - عن تضييع حقوق الخالق والخلائق، فلادليل على قبحه فضلا عن كونه من المهلكات والادواء الدوية.
واما لو استعظم نفسه وحيثياته الشخصية بلا تضييع للحقوق وتفريط وتقصير في وظائفه مع كون استعظامه في محله، بأن يكون جهاته عظيمة واقعا وحقيقة، فلا يمكن عقلا ولا شرعا ان يكون هذا من العجب ويعد منه.
اما عقلا فلان هذا الاستعظام - المسبب عن العظمة الواقعية - يتولد من ضم صغرى وجدانية الى كبرى قطعية عقلية أو نقلية كعدم مساواة العالم والجاهل والمطيع والمتمرد، والراضي والكاره، وباذل النفس وباذل المال، ومؤثري غيرهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وحاجة، الى غير ذلك من الكبريات الصادقة التي لو وجد شئ منها في غيره لكان اللازم عليه عقلا وشرعا الاذعان بجلالة قدره، وان له عند الله زلفى حسن مآب، فلو احس الانسان بشئ منها من نفسه، لا يمكن تكليفه بوجوب اذعانه بخلاف ما تنتج القضية العقلية، أو بعدم اعتقاده لما استنتج منها، فإذا لم يمكن الزامه على خلاف ما استفاد من القضية، فالاعتقاد على وفاقه بما انه دليل بديهي عقلي قهري.
واما شرعا فالقرآن الكريم مشحون بعدم المساواة بين الجاهل والعالم، بل القرآن المقدس لوح الى ان عدم المساواة بين الفاضل والمفضول أمر فطري، فقال على سبيل الاستنكار في الاية التاسعة من سورة الزمر: " أمن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب ".
وقال تعالى في الاية 15 و 18 من سورة الرعد: " قل هل يستوي الاعمى والبصير، أم هل تستوي الظلمات والنور.
الخ " " أفمن يعلم انما انزل
[235]
اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر الوا الالباب " وقال تعالى في الاية 17، من سورة السجدة: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون " الى غير ذلك من الايات الكثيرة الكريمة.
والسنن الصحيحة أيضا متواترة في ذلك المعنى، ووضوحها وظهورها يغني عن ايرادها.
إن قيل: ان ادلة العجب غير قاصرة عن شمولها للقسمين الاخيرين، فكيف حكمت بخروجهما عن العجب ؟ قلت: ان الادلة ناظرة الى نوع سواد الناس الذين يصلون ركعتين وينتظرون الوحي، ويعملون ببعض الواجبات ويرون وصولهم الى الكمال بأقصى الغايات، وهؤلاء لا ينفك عجبهم عن التكبر والتنمر، فالاخذ باطلاق الادلة لادخال من لم يكن على هذه الصفة غير سائغ عند المحصلين، وقد قيدنا خروج القسمين عن العجب بما إذا خلا عن تضييع الحقوق، والخروج عن زي العبودية والانقياد لله تعالى، وعن العتو والعلو على عباد الله.
فان قيل: هذا صرف فرض، ومجرد ملاحظة لمفهوم العجب من حيث هو، ولو نظرنا الى مفهوم العجب لحاظ تحققه ووجوده في الخارج - كما انه بلحاظ خارجيته منهي عنه ومورد للتحذير - فهو غير منفك عن التقصير وتضييع الحقوق.
قلنا: الامر كذلك في جل المكلفين، واما العارفون بالله المستولون على انفسهم وشهواتهم، العالمون بالحقائق، المميزون الداء من الدواء، والصواب من الخطاء، الاخذون بحكم العقل والشريعة، المواظبون دائما على استقامة الطريقة، فهم مبرأون عن التقصير في حق الخالق والخليقة، فمهما ادركوا عظمة نفوسهم، ورأوا أنهم أشرف من غيرهم بحسب إبداع الله، أو بحسب حسن اختيارهم وإرادتهم فان لم يكن هذا الادراك سببا لزيادة شكرهم وحسن صنيعهم فانه لن يكون موجبا لتضييعهم حقوق الله
[236]
وعبيده.
فان قيل: لا شئ للانسان حتى يعده من مفاخره ويعظم في عينه، ويحسبه في نفسه عظيما، فالعجب بماذا ؟ فان كان بلحاظ كونه ذا بسطة في العلم والجسم والقوة والادراك وما يرتبط بجهات خلقه من النعم التي انعم الله عليه بها إبتداء، من غير سبق عمل للمكلف، ليتوهم انه انعمها عليه جزاء لعمله، فلاينبغي للعاقل ان يعجب بها، فانها لم تكن لعظمته وإستحقاقه ليتجح بها ويعدها من مفاخره.
وان كان عجب الشخص لاجل أعماله وما كسبت يداه فالامر كذلك، لان الشخص بجميع خصوصياته ومنها علمه الكسبي وقدرته وارادته ملك لله، فبأي شئ يتبختر الانسان ويزهو ؟ قلنا: كل حيوان - بطبعه الاولي وجبلته غير المنحرفة عن مجراها - يعلم أنه مختار في أكله وشربه وقيامه وقعوده وذهابه ومجيئه وفراغه وشغله، ويجد من نفسه انه إن أتى بشئ مما ذكر ونحوه فانه يأتيه بارادة واختيار، وان تركه يتركه اختيارا، ويفرق بفطرته بين اخذه اللقمه ووضعه بيده في فمه، وبين مالو وجئ الغذاء في حلقه، ويميز بين نزوله شخصا من السطح، وبين ما يوثق ويرمي به من السطح، وكل احد يعرف ان الحيوان إذا جئ به الى شفانهر فان أمكنه الوثوب والعبور يثب ويعبر، وإلا فلا، وأن الاسد والهرة إذا شاهدا الصيد واللحم فان لم يريا مزاحما ومدافعا يتوثبان عليه، والا يفران أو ينتظران ارتفاع المزاحم، وهكذا جميع الحيوانات، هذا هو مقتضى الفطرة، وانما يعدل عنها لاجل ان بطانة الانسان أو ابواه يشعرانه ويجبرانه أو يفوضانه، فمهما شك في شئ فلا ينبغي الشك في أن إعمال القدرة وصرف الاختيار والارادة بيد الانسان فعلا وتركا، وباعمال القدرة والاختيار في الطاعات يستحق الثواب، وبصرفهما في المعاصي يستحق
[237]
الذم وعظيم النكال، فقدرة الانسان ومبادئ علمه وإرادته وان كان من الله، الا أن اختيار الفعل أو الترك واعمال القدرة بيد الانسان، - ولاتنافي بينهما - والا فان كان اعمال قوة المكلف في الفعل والترك وصارفها في الخير والشر من الله لامن المكلف، وكان نسبة الفعل الى المكلف كنسبة الحرارة الى النار، والرطوبة الى الماء، لزم ما ذكره امير المؤمنين عليه السلام في كلامه المتواتر (44): لو كان قضاء لازما، وقدرا حاتما لبطل الثواب والعقاب، والوعد والوعيد، والامر والنهي، ولم يكن على مسئ لائمة، ولا لمحسن محمدة، ولكان المحسن اولى للائمة من المذنب، والمذنب اولى بالاحسان من المحسن، تلك مقالة عبدة الاوثان، وخصماء الرحمان وقدرية الامة ومجوسها، الخ.
ولا شئ منهما يضطر العبد لفعل من أفعاله، فالعبد وما يجد من نفسه من باعث على الخير والشر، ولا يجد شخص الا أن اختياره دافعه الى ما يعمل، والله يعلمه فاعلا باختياره، اما شقيا به واما سعيدا.
والدليل ما ذكره الامام.
إذا تقرر ذلك، فلنذكر جملة من الاثار الواردة عن المعصومين (ع) فاقول: روى الشيخ المفيد (ره) في الحديث 290، من كتاب الاختصاص: 221، ط 2 معنعنا، عن أبي الربيع الشامي قال قال أبو عبد الله (ع): من اعجب بنفسه هلك، ومن اعجب برأيه هلك، وان عيسى بن مريم قال: داويت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(44) كما سنفصل القول في ذلك في مناهج البلاغة انشاء الله.
ولله در محمد عبده وانصافه حيث عدل عن طريقة اسلافه، واتبع الصراط السوي وباب مدينة علم النبي (ص) فقال في تعليقة المختار 78، من قصار نهج البلاغة: القضاء علم الله السابق بحصول الاشياء على أحوالها في اوضاعها، والقدر ايجاده لها عند وجود أسبابها.
[238]
المرضى فشفيتهم باذن الله، وأبرأت الاكمه والابرص باذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم باذن الله، وعالجت الاحمق فلم أقدر على اصلاحه.
فقيل: يا روح الله ! وما الاحمق ؟ قال: المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حفا فذلك الاحمق الذي لا حيلة في مداواته.
ورواه عنه في الحديث 36، من الباب 19، من البحار: 3، من 15، 58.
وفي الحديث 38، من الباب، نقلا عن عدة الداعي قال قال المرء، بنفسه، وهو محبط للعمل، وهو داعية المقت من الله سبحانه.
ورواه في الحديث 12، من الباب معنعنا، عن الخصال عنه (ص).
وكذا في وصايا النبي الى امير المؤمنين (ع)، كما في الحديث الاول، من باب النوادر من كتاب من لا يحضره الفقيه: 4، 260، وفيها أيضا: لافقر اشد من الجهل، ولامال اعود من العقل، ولا وحدة اوحش من العجب، ولاعقل كالتدبير، ولاورع كالكف عن محارم الله تعالى، ولاحسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكر، الخ.
وأيضا روى في الحديث الحادي عشر، من الباب التاسع عشر، نقلا عن امالي الصدوق (ره)، عن الامام الصادق (ع) قال قال امير المؤمنين عليه السلام: من دخله العجب هلك.
وفي المختار 46، من قصار النهج قال عليه السلام: سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك.
وقال (ع): لامال اعود من العقل، ولا وحدة اوحش من العجب، الخ.
المختار 113، من قصار نهج البلاغة.
وقال (ع): ان اغنى الغنى العقل، واكبر الفقر الحمق، واوحش الوحشة العجب، الخ.
المختار 38، من قصار النهج.
ورواه أيضا عنه (ع) ابن
[239]
عساكر في ترجمته من تاريخ الشام.
وكذلك صاحب دستور معالم الحكم.
والاربلي في كشف الغمة.
وفي المختار 167، من قصار النهج: الاعجاب يمنع الازدياد.
وفي المختار 212، منها: عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله.
وفي الحديث 16، من الباب 19، من البحار: 3، من 15، 57، عن الخصال، عن اصبغ بن نباته (ره)، قال قال امير المؤمنين (ع): العجب هلاك، والصبر ملاك.
وقال (ع) في وصيته الى الامام المجتبى (ع): واعلم أن الاعجاب ضد الصواب، وآفة الالباب، الخ.
وفي مواعظ الامام السجاد زين العابدين عليه السلام للزهري: هيهات هيهات اياك أن تعجب من نفسك، الخ (45).
وروى الصدوق (ره) معنعنا، عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: ثلاث موبقات: شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه.
الحديث 12، من الباب 19، من البحار: 3 من 15، 57 نقلا عن الخصال.
وفي الحديث 13، من الباب معنعنا، نقلا عن معاني الاخبار والخصال، عن ابي جعفر عليه السلام قال: ثلاث هن قاصمات الظهر: رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.
وفي الحديث الاول، من الباب 125، من كتاب الايمان والكفر، من الكافي: 2، 313، معنعنا عن الامام الصادق عليه السلام قال: ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا.
وفي الحديث الثاني، من الباب، معنعنا عنه (ع) قال: من دخله العجب هلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(45) وهو حديث عديم النظر من حيث اشتماله على معان بديعة وحكم فريدة، نزين الكتاب بذكر بعض فقراته فيما سيأتي انشاء الله.
[240]
وفي الحديث السادس، من الباب، عن احدهما عليهما السلام قال: دخل رجلان المسجد، أحدهما عابد والاخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صديق، والعابد فاسق، وذلك انه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته (46) يدل بها، فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، ويستغفر الله عزوجل مما صنع من الذنوب.
وفي الحديث السابع منه، معنعنا عن عبد الرحمان بن الحجاج قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الاولى وهو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه.
وفي الحديث الثالث، معنعنا عن علي بن سويد قال سألت الامام الكاظم (ع) عن العجب الذي يفسد العمل.
فقال: العجب درجات، منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل ولله عليه فيه المن.
وقال الامام الجواد عليه السلام: العجب صارف عن طلب العلم، وداع الى الغمط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(46) قيل: المدل: المنبسط المسرور الذي لاخوف له من التقصير في العمل.
[241]
التعليق الثاني: في ما ورد في الشريعة في ذم سوء الخلق.
الكليني (ره) في الحديث الاخير، من باب سوء الخلق، من الكافي: 2، ص 322، معنعنا عن الامام الصادق عليه السلام قال: أوحى الله عزوجل الى بعض انبيائه: الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
ورواه في عيون الاخبار 203، باسانيد.
وروى في المستدرك: 2، 338.
والبحار: 17، 267، معنعنا عن الامام الصادق عليه السلام قال قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني إياك والضجر وسوء الخلق، وقلة الصبر، فلا يستقيم لك على هذه الخصال صاحب، وألزم نفسك التودد في أمورك، وصبر على مثونات الاخوان نفسك، وحسن مع جميع الناس خلقك، يا بني ان عدمك ما تصل به قرابتك، وتتفضل به على اخوانك، فلا يعد منك حسن الخلق، وبسط البشر فانه من أحسن خلقه أحبه الاخيار، وجانبه الفجار، واقنع بقسم الله ليصفو عيشك، فان أردت أن تجمع عز الدنيا والاخرة فاقطع طمعك مما في ايدي الناس، فانما بلغ الانبياء والصديقون ما بلغوا بقع طمعهم.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: خصلتان لا تجتمعان في مسلم، البخل وسوء الخلق(47) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(47) الحديث الخامس، من باب سوء الخلق، من البحار: 3، من 15، 142.
والحديث الثاني، من الباب 69، من جهاد النفس، من المستدرك: 2، 338.
[242]
وعنه (ص): الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
رواه في باب سوء الخلق، الحديث 7، من البحار: 15، 142، عن صحيفة الرضا، وعيون أخبار الرضا 203، بثلاثة أسانيد.
وكذلك في المستدرك: 2، 338 وفي الحديث الثامن، من الباب معنعنا عنه (ص)، نقلا عن امالي الطوسي: من ساء خلقه عذب نفسه.
وفي الحديث الاخير من الباب معنعنا، نقلا عن نوادر الراوندي (ره)، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله (ص): أبي الله لصاحب الخلق السيئ بالتوبة.
فقيل: يارسول الله ! وكيف ذلك ؟ قال: لانه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم من الذنب الذي تاب منه.
وهو الحديث السادس من الباب 69، من جهاد النفس، من المستدرك.
ورواه في أصول الكافي معنعنا، عن الامام الصادق عن النبي (ص).
وفي الحديث الاول من باب النوادر، من كتاب من لا يحضره الفقيه: 2، 334، معنعنا عن النبي (ص) في وصاياه لعلي (ع): يا علي لكل ذنب توبة الاسوء الخلق، فان صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب، - الى ان قال (ص) - سوء الخلق شوم، وطاعة المرأة ندامة، الخ.
وفي صحيفة الرضا، وعيون اخبار الرضا 199، معنعنا عنه (ع)، عن آبائه عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بحسن الخلق، فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، واياكم وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار لا محالة وقال (ع): الاخلاق منايح من الله عزوجل، فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا، وإذا ابغض عبدا منحه خلقا سيئا.
ورواه أيضا في الحديث 13، من باب جهاد النفس، من المستدرك: 2، 338 عن الاختصاص.
وفي الحديث العاشر، من الباب، نقلا عن ابي القاسم الكوفي في كتاب
[243]
الاخلاق، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، انه قال: سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
وفي الحديث الحادي عشر، من الباب، عن جامع الاخبار، عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال في حديث: وسوء الخلق زمام من عذاب الله في انف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجره الى الشر، والشر يجره الى النار.
وفي الحديث الثامن، من الباب، عن أعلام الدين، عنه (ص): خلقان لا يجتمعان في مؤمن: الشح وسوء الخلق.
وفي الحديث الرابع، من باب سوء الخلق، من البحار: 3، من 15، 142، عن قرب الاسناد، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (ع)، عن أبيه (ع)، قال قال علي عليه السلام لابي أيوب الانصاري: يا أبا أيوب ! ما بلغ من كرم أخلاقك ؟ قال: لاأوذي جارا فمن دونه، ولا أمنعه معروفا أقدر عليه.
ثم قال: مامن ذنب الا وله توبة وما من تائب الا وقد تسلم له توبته ماخلا سيئ الخلق لا يكاد (48) يتوب من ذنب الا وقع في غيره أشد (أشر خ) منه.
وفي الحديث الثاني عشر، من الباب 69، من جهاد النفس، من مستدرك الوسائل: 2، 338، ط 1، نقلا عن جامع الاخبار، قال: سئل امير المؤمنين عليه السلام عن أدوم الناس غما.
قال: أسوأهم خلقا.
وفي الحديث الرابع عشر وتواليه، من الباب، نقلا عن الامدي في الغرر، عن امير المؤمنين عليه السلام، انه قال: سوء الخلق فكد العيش وعذاب النفس.
وقال (ع): سوء الخلق يوحش النفس، ويرفع الانس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(48) وفى الوسائل ج 6، ط 1، وج 11، من الطبعة الحديثة، ص 325، هكذا: لانه لا يتوب من ذنب الا وقع في غيره أشر منه.
[244]
وقال (ع): سوء الخلق شؤم، والاساءة الى المحسن لؤم.
وقال (ع): سوء الخلق يوحش القريب، وينفر البعيد.
وقال (ع): كل داء يداوى الا سوء الخلق.
وقال (ع) من ساء خلقه عذب نفسه.
وعن ثقة الاسلام: الكليني رفع مقامه، في الحديث الاول، من باب سوء الخلق، من الكافي: 2، 321، وفي ط 1: 459، معنعنا عن الامام الصادق عليه السلام قال: ان سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل.
وأيضا في الحديث الثالث، من الباب معنعنا عنه (ع): ان سوء الخلق ليفسد الايمان كما يفسد الخل العمل.
وفي الحديث الرابع من الباب مسندا عنه (ع) قال: من ساء خلقه عذب نفسه.
ورواه الصدوق (ره) في المجلس 27، من الامالي 124، بسند آخر، الا ان فيه: من اساء خلقه، الخ.
وفي الحديث الخامس، من الباب 69، من جهاد النفس، من كتاب مستدرك الوسائل: 2، 338، ط 1، نقلا عن الخصال معنعنا، عن الامام الصادق (ع) قال: لا سؤدد لسيئ الخلق، الخير.
وفي الحديث التاسع، من الباب، نقلا عن نزهة الناظر، عنه (ع) قال: لو علم سيئ الخلق انه يعذب نفسه لتسمح في خلقه.