قال السيد الشريف ، رضي اللّه عنه ، قوله عليه السلام : ( انصاحت جبالنا ) أي تشقّقت من المحول ، يقال : انصاح الثّوب إذا انشقّ . و يقال أيضا : انصاح النّبت و صاح و صوّح إذا جفّ و يبس ، كلّه بمعنى . و قوله : ( و هامت دوابّنا ) أي عطشت ، و الهيام : العطش . و قوله : ( حدابير السّنين ) جمع حدبار ، و هي الناقة التي أنضاها السّير ، و فشبّه بها السنة بها السنة التي فشا فيها الجدب ، قال
[ 395 ]
ذو الرّمّة :
حدابير ما تنفكّ إلاّ مناخة
على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا
و قوله : ( و لا قزع ربابها ) ، القزع : القطع الصّغار المتفرّقة من السّحاب . و قوله : ( و لا شفّان ذهابها ) فإنّ تقديره : و لا ذات شفّان ذهابها . و الشّفّان : الرّيح الباردة ، و الذّهاب : الأمطار اللّيّنة . فحذف ( ذات ) لعلم السّامع به . أقول : « انصاحت » أي تشقّقت و جفّت لعدم المطر . و « [ مواردها ] » مواضعها الّتي كانت تأتيها فتشرب منها . و « المذاهب » المسالك . و « الموالج » المداخل .
و « البلاغ » الكفاية . و « الأخذ بالذنب و المؤاخذة به » الحبس و المجازاة عليه و المعاقبة به ، و لعلّ التغيير للتفنّن ، و قيل : المؤاخذة دون الأخذ بالذنب لأنّ الأخذ استيصال و المؤاخذة عقوبة ، و إن قلّت .
و « البعاق » بالضمّ ، سحاب يتصبّب بشدّة ، و « انبعق السّحاب » انفرج من المطر و انشقّ . و « الغدق » بالتحريك ، الماء الكثير ، و « أغدق المطر و اغدودق » كثر ،
و المراد بالربيع إمّا المطر مجازا أو معناه المعروف على تجوّز في التوصيف ، كذا ذكره الشرّاح . و قال الجوهريّ و الفيروز آباديّ : « الربيع » المطر في الربيع و الحظّ من الماء للأرض فلا يحتاج إلى التجوّز .
و « المونق » المعجب . و « السحّ » الصبّ و السيلان من فوق ، و نصب الكلمة على المصدر أو الحاليّة ، و نصب « وابلا » على الحاليّة . و « المريعة » الخصيبة . و « ثمر الشجر كنصر و أثمر » أي صار فيه الثمر ، و قيل : « الثامر » ما خرج ثمره و « المثمر » ما بلغ أن يجني و الناضر الشديد الخضرة . و « العشب » الكلاء الرطب و « أعشبت الأرض » أنبتته ، و « النجاد » جمع « نجد » و هو ما ارتفع من الأرض و نجادنا مرفوع ، و ربّما يقرأ بالنصب فضمير الفاعل راجع إلى اللّه سبحانه .
و « الوهاد » جمع « وهدة » و هي الأرض المنخفضة . و « الخصب » كثرة العشب يقال : أخصبت الأرض . و « الجناب » بالفتح ، الفناء و الناحية ، و الثمار يكون مفردا
[ 396 ]
و جمعا . و « العيش » الحياة ، و « المواشي » جمع « الماشية » و هي الإبل و الغنم ، و بعضهم يجعل البقر أيضا منها . و « ندي » كرضي أي ابتلّ ، و قيل : « تندى بها » أي تنتفع بها ، و « الأقاصي » الأباعد ، و « القصا و القاصية » الناحية . و « ضاحية كلّ شيء » ناحيته البارزة ، و المراد أهل ضواحينا .
و « الجزيلة » العظيمة ، و السماء يكون بمعنى المطر و المطر الجيّدة ، و « مخضلّة » بتشديد اللاّم ، أي مبتلّة ، و تأنيث الصّفة لظاهر لفظ السماء ، و إن أريد به المطر هنا ، و هو كناية عن كثرة المطر ، و ربّما يقرأ « مخضلة » على بناء اسم الفاعل من باب الافعال أي الّتي تخضل النبت و تبلّه ، يقال : « أخضلت الشيء » أي بللته . « مدرارا » أي كثير الدرّة .
و الصبّ و الهطل تتابع المطر و الدمع و سيلانه ، و « حفزه » كضربه أي دفعه بشدّة ، و أصله الدفع من خلف . و « الجهام » بالفتح ، الّذي لا ماء فيه ، و « العارض » السحاب الّذي يعترض في افق السماء . و « القزع » بالتحريك ، قطع من السحاب دقيقة جمع « قزعة » بالتحريك ، أيضا ، و لعلّ المراد بالرباب مطلق السحاب ، أي لا يكون سحابها متفرّقة بل متّصلة عامّة ، و باقي الفقرات قد مرّ شرحها .
و « الخسف » أن يحبس الدابّة بغير علف ، و « القفر » مفازة لا نبات فيها . 473