روى ذعلب اليماني عن أحمد بن قتيبة عن عبد اللَّه بن يزيد عن مالك بن دحية قال : كنا عند أمير المؤمنين عليه السلام و قد ذكر عنده اختلاف الناس فقال :
إنّما فرّق بينهم مبادي طينهم [ 3 ] ، و ذلك أنّهم
[ 1 ] الفتى . . . : الشاب أوّل شبابه . و عارم : شرس و شائبهم : شيخهم . آثم : واقع في الاثم . و عالمهم منافق : يظهر خلاف ما يبطن . و قارئهم مماذق : الذي يمزج الود و لا يخلصه .
[ 2 ] لا يعول : لا يساعده بطعام و كساء و غيرها .
[ 3 ] مبادي طينهم : عناصر تركيبهم ، و هو الذي أشار اليه في الخطبة الاولى : ( ثم جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها و عذبها و سبخها ) .
[ 78 ]
كانوا فلقة من سبخ أرض و عذبها ، و حزن تربة و سهلها [ 1 ] ، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون ، و على قدر اختلافها يتفاوتون [ 2 ] ، فتامّ الرّواء ، ناقص العقل ، و مادّ القامة ، قصير الهمّة ، و ذاكي العمل ، قبيح المنظر ، و قريب القعر ، بعيد السّير ، و معروف الضّريبة ، منكر الجليبة ، و تائه القلب ، متفرّق اللّبّ ، و طليق
[ 1 ] الفلقة . . . : القطعة من الشيء . من سبخ أرض و عذبها ،
السبخ من الأرض ما لا يحرث و لم يعمر لملوحته . و حزن تربة و سهلها : و حزن المكان حزونة : خشن و غلظ .
و السهل من الأرض : خلاف الحزن ، و هي أرض منبسطة .
[ 2 ] فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون . . . : فهم على تقارب عناصر تركيبهم يتشابهون . و على قدر اختلافها يتفاوتون : في الصوت و الطبع و الأخلاق .
[ 79 ]
اللّسان ، حديد الجنان [ 1 ] .