فإذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الأشراف و سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار [ 2 ] ، كيما يكون لكم ردءا و دونكم
[ 1 ] و هي كافرة جاحدة . . . : و هم الذين أسلموا حقنا لدمائهم ،
و جحدوا النصوص التي سمعوها من الرسول الأعظم صلى اللَّه عليه و آله في الإمام عليه السلام . أو مبايعة محايدة : حاد عن الأمر : مال و عدل عنه . و المراد : من بايعه منهم .
[ 2 ] في قبيل الاشراف . . . : الشرف : الموضع العالي يشرف على ما حوله . و سفح الجبل : عرضه و امتداده الى الأسفل .
أو اثناء الأنهار : ما انعطف منها .
[ 31 ]
مردّا [ 1 ] ، و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين [ 2 ] ، و اجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال ، و مناكب الهضاب [ 3 ] ، لئلاّ يأتيكم العدوّ من مكان مخافة أو أمن [ 4 ] ، و اعلموا أنّ مقدّمة
[ 1 ] يكون لكم ردءا . . . : عونا . و دونكم مردّا : حاجزا بينكم و بينهم .
[ 2 ] و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين : ان توحّد جبهة الحرب أدعى للنصر و الظفر ، بينما القتال على عدة جبهات يضعف المقاتلين و يبهضهم .
[ 3 ] و اجعلوا لكم رقباء . . . جمع رقيب : الحارس ، و من يلاحظ أمرا ما . في صياصي الجبال : اعاليها . و المناكب :
المرتفعات . و الهضبات جمع هضبة : الجبل الممتد على وجه الأرض .
[ 4 ] من مكان مخافة أو أمن : أجعلوا الرقباء في الجهات التي تخافون ان يداهمكم العدو منها ، و الجهات التي تأمنونها أيضا لأنه ربما استغل العدو الجهة التي تأمنونها فهاجمكم منها .
[ 32 ]
القوم عيونهم ، و عيون ، المقدّمة طلائعهم [ 1 ] ،
و إيّاكم و التّفرّق [ 2 ] فإذا نزلتم فانزلوا جميعا ، و إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا ، و إذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة ، و لا تذوقوا النّوم إلاّ غرارا أو مضمضة [ 3 ] .
[ 1 ] ان مقدّمة القوم عيونهم . . . : المقدمة : قطعة من الجيش تتقدمه و عيونهم : أي الذين يرصدون العدو و يراقبون تحركاته . و عيون المقدمة طلائعهم : هي الفرق الاستطلاعية ، و مهمتها البحث عن العدو و نقاط ضعفه .
[ 2 ] و اياكم و التفرّق : حذرا من أن يصطلهم العدو .
[ 3 ] و اذا غشيكم الليل . . . : أظلم . فاجعلوا الرماح كفّة :
مستديرة حولكم . و لا تذوقوا النوم إلاّ غرارا و مضمضة :
الغرار : النوم القليل . و المضمضة من النوم : ان تنام قليلا ثم تستيقظ ، ثم تنام قليلا ، و هكذا ، تشبيها بمضمضة الماء في الفم . و المراد : قلة النوم . و هذه الوصية تدل على خبرة الإمام عليه السلام العسكرية و هي ما تعمله الدول حتى اليوم ، و لا تنس ما مرّ عليك ان عمر بن الخطاب استشار الامام عليه السلام أكثر من مرّة في قضايا عسكرية و عمل بمشورته ، و تكلم ابن خلدون في مقدمته عن الحروب و ما يتعلق بها فقال : و انظر وصية علي رضي اللَّه عنه ، و تحريضه لاصحابه يوم صفين تجد كثيرا من علم الحرب . و لم يكن أحدا أبصر بها منه . . . الخ .
[ 33 ]