الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و لا مأيوس من مغفرته ، و لا
[ 1 ] خاس به : غدره و خان به .
[ 2 ] بكّته : و بخه بسوء فعله . و المعنى : إن واصفه الذي وصفه بالجميل عاد سريعا إلى توبيخه و تقريعه .
[ 3 ] ميسوره : ما تيسّر لديه .
[ 4 ] وفوره : زيادته .
[ 36 ]
مستنكف من عبادته ، الّذي لا تبرح منه رحمة [ 1 ] ، و لا تفقد له نعمة . و الدّنيا دار مني لها الفناء [ 2 ] ، و لأهلها منها الجلاء [ 3 ] ، و هي حلوة خضرة [ 4 ] ، و قد عجلت للطّالب ، و التبست بقلب النّاظر [ 5 ] ، فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتكم من الزّاد ، و لا تسألوا فيها فوق الكفاف [ 6 ] و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ [ 7 ] .
[ 1 ] لا تبرح منه رحمة : رحمته و نعمه متواصلة علينا .
[ 2 ] مني لها الفناء : قدّر لها الزوال .
[ 3 ] الجلاء : الرحيل عن الوطن .
[ 4 ] حلوة خضرة : تحلو لأهلها ، و تستهويهم ببهجتها .
[ 5 ] عجلت للطالب ، و التبست بقلب الناظر : عجلت :
أسرعت و التبست . . : لا ينفك الناظر اليها ، المعجب بها ، من التعلق و المحبة لها ، و السعي لأجلها ، لذا ورد النهي الشديد عن ذلك . و في الحديث : حب الدنيا رأس كل خطيئة .
[ 6 ] الكفاف : ما سدّ الحاجة من المطعم و المشرب و الملبس .
[ 7 ] البلاغ : ما يتبلغ به ( يقتات به ) .
[ 37 ]