مع عمران بن الحصين الخزاعي ذكره أبو جعفر الاسكافي في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام أمّا بعد فقد علمتما و إن كتمتما أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني ، و لم أبايعهم حتّى بايعوني [ 1 ] ، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني ، و إنّ
[ 1 ] اني لم أرد الناس حتى ارادوني . . . : لم أدعهم لبيعتي .
و لم أبايعهم حتى بايعوني . قال ابن ابي الحديد : لم أمدد يدي اليهم مدّ الطلب و الحرص على الأمر ، و لم أمددها إلاّ بعد ان خاطبوني بالامرة و الخلافة ، و قالوا بألسنتهم : قد بايعناك ، فحينئذ مددت يدي اليهم .
[ 6 ]
العامّة لم تبايعني لسلطان غالب ، و لا لعرض حاضر [ 1 ] ، فإن كنتما بايعتماني طائعين فارجعا و توبا إلى اللَّه من قريب ، و إن كنتما بايعتماني كارهين ، فقد جعلتما لي عليكما السّبيل بإظهاركما الطّاعة ، و إسراركما المعصية [ 2 ] . و لعمري ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتّقيّة [ 3 ] و الكتمان ، و إنّ
[ 1 ] و ان العامة لم تبايعني لسلطان غالب . . . : لم أجبرهم عليها . و لا لعرض حاضر : متاع الدنيا قلّ أو كثر تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَيَاةِ الدُنيَا 4 : 94 .
[ 2 ] فقد جعلتما لي عليكما السبيل . . . : لزمتكم الحجّة .
بإظهاركما الطاعة : و البيعة . و اسراركما المعصية :
و انطوائكما على الخلاف .
[ 3 ] و لعمري ما كنتما بأحق المهاجرين بالتقيّة و الكتمان : التقيّة :
اظهار الموافقة باللسان ، و مداراة الخصم دفعا عن نفسه من غير أن يعتقد بعقيدته . و المراد : لو ادعيتما انكما بايعتماني تقيّة فهذا مردود عليكما ، لأن ذلك لو حصل يكون من شأن غيركما من المستضعفين ، أمّا أنتما فقد كنتما أقوى من في البلد .
[ 7 ]
دفعكما هذا الأمر من قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به [ 1 ] .
و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ثمّ يلزم كلّ امرىء بقدر ما احتمل [ 2 ] . فارجعا أيّها
[ 1 ] و ان دفعكما هذا الأمر من قبل ان تدخلا فيه . . . : امتناعكما من بيعتي . كان أوسع عليكما : في العذر و الحجّة . من خروجكما منه بعد اقراركما به : رضاكما . و ذكر المؤرخون أن طلحة كان أوّل من بايع الإمام عليه السلام .
[ 2 ] فبيني و بينكما من تخلّف عني و عنكما من أهل المدينة . . . :
ممن لم يبايعني و لم يتابعكما ، فنجعله حكما بيننا ، مثل سعد بن أبي وقاص ، و عبد اللَّه بن عمر . ثم يلزم كل امرىء بقدر ما أحتمل : من دم عثمان .
[ 8 ]
الشّيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من قبل أن يتجمّع العار و النّار [ 1 ] و السّلام .