و قد أرسله قوم من أهل البصرة لما قرب ( عليه السلام ) منها ليعلم لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم ، فبيّن له ( عليه السلام ) من أمره معهم ما علم به أنه على الحق ، ثم قال له :
بايع فقال : إني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم ، فقال ( عليه السلام ) :
أ رأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن
[ 68 ]
الكلإ [ 1 ] و الماء فخالفوا إلى المعاطش و المجادب [ 2 ] ، ما كنت صانعا ؟ قال : كنت تاركهم و مخالفهم الى الكلإ و الماء ، فقال ( عليه السلام ) :
فامدد إذا يدك فقال الرجل : فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة عليّ [ 3 ] ،
فبايعته ( عليه السلام ) ( و الرجل يعرف بكليب الجرمي ) .
[ 1 ] الرائد . . . : من يتقدم القوم يفتّش لهم عن الكلإ . و مساقط الغيث : المطر . و الكلإ : العشب ، رطبه و يابسه .
[ 2 ] المعاطش . . . : الأرض التي لا ماء فيها . و جدب المكان جدبا : يبس لاحتباس الماء عنه .
[ 3 ] قيام الحجّة عليّ : لزمني الدليل و البرهان .
[ 69 ]