و اللَّه مستأديكم شكره و مورثكم أمره ،
و ممهلكم في مضمار [ 2 ] محدود لتتنازعوا
[ 1 ] لقد دفعت عنه . . . : المصريين و غيرهم من الثّوار . حتى خشيت أن اكون آثما : محتملا للاثم لدفاعي عنه ،
و مساعدتي له ، مع نقضه لما وعد من اصلاحات و تغيير .
[ 2 ] مستأديكم شكره . . . : يطلب منكم شكر نعمه فَاذكُروني أَذْكُرُكُمْ وَ اشكُروا لي وَ لاَ تكفُرُون 2 : 152 . مورثكم أمره : سلطانه . و المراد : جاعلكم حكاما في البلاد .
و ممهلكم : المراد بالمهلة : فسحة العمر المقدّرة لكل واحد . و المضمار : مكان تضمر فيه الخيل أربعين يوما استعدادا للسباق . و المراد : استغلال فسحة العمر استعدادا للآخرة .
[ 93 ]
سبقه [ 1 ] ، فشدّوا عقد المآزر و اطووا فضول الخواصر [ 2 ] و لا تجتمع عزيمة و وليمة [ 3 ] ما أنقض النّوم لعزائم اليوم و أمحى الظّلم لتذاكير
[ 1 ] لتتنازعوا سبقه : تنازع القوم الشيء : تجاذبوه . و السبق : ما يتراهن عليه المتسابقون . و المراد : تسابقوا بالأعمال الصالحة و سارعوا اليها .
[ 2 ] فشدّوا عقد المآزر . . . : عقد طرف الأزار : شدّ أحدهما بالآخر بعقدة تمسكهما ، فاحكم وصلهما . و المآزر جمع ازار : ثوب شامل لجميع البدن . و المراد : الجد و المبادرة ،
و هو مثل قولهم : ( شمرّ عن ساقيه ) لمن يصفوه بالعمل و الجد . اطووا فضول الخواصر : ارفعوا ما طال من الثياب ، لأن تشمير الثياب يساعد على انجاز العمل .
و المراد : السعي و النشاط لعمل الآخرة .
[ 3 ] و لا تجتمع عزيمة و وليمة : العزم : ارادة الشيء و عقد النيّة عليه . و الوليمة : كل طعام وضع لعرس و غيره . و المراد : لا تجتمع معالي الأمور ، و الهمة العالية ، مع الانهماك في الدنيا ، و شدّة الطلب لها .
[ 94 ]
الهمم [ 1 ]
[ 1 ] ما انقض النوم لعزائم اليوم . . . : و هو ان يعزم على السير ليلا فينام ، فيذهب ما عزم و صمم عليه . و امحى الظلم لتذاكير الهمم : الظلم : جمع ظلمة ، و الجملة كالسابقة . و المراد :
انه يهتم و يعزم على القيام بعمل فيأتي ظلام الليل فيذهب بعزيمته . و المراد : المبادرة لعمل الخير و الاسراع فيه .
[ 95 ]