و أيّ امرىء منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللّقاء ، و رأى من أحد من إخوانه فشلا ،
فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته [ 4 ] الّتي فضّل بها
[ 1 ] الزيغ : الميل عن الحقّ .
[ 2 ] تشعث القوم : افترقوا . و المراد من الجملة هو جمع الكلمة .
[ 3 ] البقية : الابقاء و الكفّ .
[ 4 ] رباطة جأش . . . : قوة قلب عند لقاء العدو . فليذبّ عن أخيه : يدافع عنه . و النجدة : الشجاعة .
[ 46 ]
عليه ، كما يذبّ عن نفسه . فلو شاء اللّه لجعله مثله . إنّ الموت طالب حثيث [ 1 ] : لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب . إنّ أكرم الموت القتل ،
و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش [ 2 ] .
منها : و كأنّي أنظر إليكم تكشّون كشيش الضّباب ، لا تأخذون حقّا ، و لا تمنعون ضيما [ 3 ]
[ 1 ] طالب حثيث : مسرع .
[ 2 ] و الذي نفس ابن أبي طالب بيده الخ : المراد : بيان فضل الجهاد ، و ان ما يصيب المجاهد من آلام هي لا شيء الى ما أعدّ اللّه سبحانه له من نعيم و جنان .
[ 3 ] الكشيش . . . : الصوت يشوبه خور مثل الخشخشة ،
و الضباب جمع ضبّ : حيوان من جنس الزواحف ، غليظ الجسم خشنه ، و له ذنب عريض خشن ملتو . و كشيش الضباب : صوت احتكاك جلودها عند ازدحامها . و المراد :
بيان جبنهم و انهزامهم . و الضيم : الظلم . و المعنى : لا يرجى منكم إقامة عدل ، و لا دفع ظلم .
[ 47 ]
قد خلّيتم و الطّريق . فالنّجاة للمقتحم و الهلكة للمتلوّم [ 1 ] .
[ 1 ] قد خليتم و الطريق . . . : المراد به طريق الآخرة ، و هو مفتوح لكم يمكنكم دخوله . و النجاة : الفوز . و المقتحم :
المبادر . و المتلوم : المتوقف . و المراد : أن المبادر يحرز رضا اللّه جلّ جلاله ، و أيضا هو أبعد عن المخاطر من الجبان ، لأن العدو يحذر صولته فينهزم منه ، بينما الآخر يعين عدوّه على نفسه .
[ 48 ]