إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون [ 3 ] إلى اللّه ،
سبحانه ، الإيمان به و برسوله و الجهاد في سبيله
[ 1 ] نحن شجرة النّبوة . . . : نحن أهل بيت النّبوة ، و المراد بهم الخمسة أصحاب الكساء عليهم السلام . و محط الرسالة : في بيتهم كانت رسالة السماء . و مختلف الملائكة : محل أختلافهم و مجيئهم يتلو بعضهم بعضا .
[ 2 ] السطوة : القهر و الاذلال .
[ 3 ] إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون : و جميع تعاليم الإسلام لها أجر و ثواب و منزلة عند اللّه جلّ جلاله ،
و أفضلها و أسماها الإيمان به ، و التصديق برسوله لأن ذلك أصل الدين و دعامته .
[ 89 ]
فإنّه ذروة الإسلام [ 1 ] ، و كلمة الإخلاص [ 2 ] فإنّها الفطرة ، و إقام الصّلاة فإنّها الملّة [ 3 ] ، و إيتاء الزّكاة فإنّها فريضة واجبة ، و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة [ 4 ] من العقاب ، و حجّ البيت و إعتماره فإنّهما ينفيان الفقر ، و يرحضان [ 5 ] الذّنب ، و صلة
[ 1 ] ذروة الإسلام : الذروة : أعلى الشيء و ارفعه ، و إنما كان الجهاد بهذه المنزلة لأنّه يكشف عن قوة يقين ،
و إيمان صادق .
[ 2 ] كلمة الأخلاص . . . : هي شهادة انّ لا اله إلاّ اللّه ،
فإنّها الفطرة : العزيزة و الجبلّة التي يولد عليها الناس ،
و أن اتجاهات البعض الى الأصنام و غيرها عوارض تعرض و ترد عليهم من الأبوين أو المحيط ، و الحديث الشريف : كل مولود بولد على الفطرة ، حتّى يكون أبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه .
[ 3 ] فأنّها الملّة : النهج الذي شرعه اللّه جلّ جلاله لعباده .
[ 4 ] جنّة : وقاية . و المعنى : أنّ الصوم أمانا و حجابا من العذاب .
[ 5 ] يرحضان : يغسلان .
[ 90 ]
الرّحم فإنها مثراة في المال ، و منسأة في الأجل [ 1 ] و صدقة السّرّ فإنّها تكفّر الخطيئة [ 2 ] ،
و صدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء [ 3 ] ،
و صنائع المعروف [ 4 ] فإنّها تقى مصارع الهوان .
أفيضوا [ 5 ] في ذكر اللّه فإنّه أحسن الذّكر ، و ارغبوا فيما وعد المتّقين فإنّ وعده أصدق الوعد ، و اقتدوا بهدي نبيّكم [ 6 ] فإنّه أفضل الهدي ، و استنّوا [ 7 ]
[ 1 ] منسأة في الأجل : زيادة في الاعمار .
[ 2 ] تكفّر الخطيئة : تمحو الذنوب .
[ 3 ] ميتة السوء : الموتة الشنيعة التي لا تحمد لاهلها ،
و لعلّه إشارة الى منقلب سيء يواجهه .
[ 4 ] صنائع المعروف . . . : الإحسان إلى الناس . تقي مصارع الهوان : تجنّب المحسن نكبات المهانة ، و عثرات الخزي .
[ 5 ] افيضوا : أذكروا .
[ 6 ] أقتدوا بهدي نبيّكم . سيروا بالخط الذي سار فيه .
[ 7 ] استنوا . . . : اتبعو . سنّته : ما صدر منه من قول و فعل . و المراد : تابعوه في أعماله ، و أمتثلوا ما أمركم به .
[ 91 ]
بسنّته فإنّها أهدى السّنن ، و تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث ، و تفقّهوا [ 1 ] فيه فإنّه ربيع القلوب ، و استشفوا بنوره فإنّه شفاء الصّدور ،
و أحسنوا تلاوته فإنّه أحسن القصص ، فإنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذّي لا يستفيق من جهله ، بل الحجّة عليه أعظم ،
و الحسرة له ألزم ، و هو عند اللّه ألوم .