أرسله على حين فترة من الرّسل ، و طول هجعة من الأمم ، و انتقاض من المبرم [ 1 ] ،
[ 1 ] فترة من الرسل . . . : هي المدة التي بينه و بين عيسى ( عليه السلام ) . و الهجعة : النوم ليلا . و انتقاض من المبرم :
الانتفاض : الانتقاض . و أبرمت الأمر أحكمته . و المراد : ما أسسه و أحكمه النبيون قد خرّبه و نقضه أهل الجاهلية .
[ 4 ]
فجاءهم بتصديق الّذي بين يديه [ 1 ] ، و النّور المقتدى به : ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق ،
و لكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي ،
و الحديث عن الماضي ، و دواء دائكم ، و نظم ما بينكم [ 2 ] .
منها : فعند ذلك لا يبقى بيت مدر و لا وبر إلاّ
[ 1 ] بتصديق الذي بين يديه : ما قبله من الكتب وَ أَنزَلنَا إلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيهِ مِنَ الْكِتَابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ 5 : 48 . و المراد : جاء بتصديقهم و بالنهج الذي أتوا به ، لأن الدين عند اللّه الإسلام ، و هو رسالة جميع الأنبياء مَا كَانَ إبَراهِيمُ يَهُودِيّاً وَ لاَ نَصرَانيّاً وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 3 : 67 .
[ 2 ] دواء دائكم . . . : علاج أمراضكم النفسية . و نظم ما بينكم :
المراد بذلك أنظمته و قوانينه التي تحفظ حقوق الفرد و الجماعة ، و تأخذ بيد العالم أجمع الى حياة سلمية .
[ 5 ]
و أدخله الظّلمة ترحة ، و أولجوا فيه نقمة [ 1 ] ،
فيومئذ لا يبقى لكم في السّماء عاذر ، و لا في الأرض ناصر ، أصفيتم ، بالأمر غير أهله ،
و أوردتموه غير مورده [ 2 ] ، و سينتقم اللّه ممّن ظلم :
مأكلا بمأكل ، و مشربا بمشرب : من مطاعم العلقم ، و مشربا بمشرب : من مطاعم العلقم ، و مشارب الصّبر و المقر ، و لباس شعار الخوف ، و دثار السّيف [ 3 ] ، و إنّما هم مطايا
[ 1 ] بيت مدر و لا وبر . . . : المدر : الحجر . و المراد بذلك بيوت المدن . و الوبر : ما يعلو جلد البعير . و المراد بذلك بيوت القرى . و المعنى : ان ظلمهم يشمل أهل المدن و القرى .
ترحة : حزن . و أولجوا : أدخلوا فيه نقمة : عقوبة .
[ 2 ] اصفيتم الأمر . . . : آثرتم به ، و خصصتم به . و هذا أحد الموارد الكثيرة التي يشير فيها الى حقه الشرعي بالخلافة .
و أوردتموه غير مورده : أعطيتم الخلافة الى غير أهلها المنصوص عليهم .
[ 3 ] مأكلا بمأكل . . . : يبد لهم مأكلا مرارته كالعلقم ، و مشربا مرارته كالصبر و السم . و العلقم : نبت مرّ . و المقرّ : السم .
و المراد : وصف ما يصيبهم من القتل و التشريد . و الشعار : ما يلي الجسد من الثياب . و الدثار : الثوب الذي يكون فوق الشعار . و المراد : وصف ما يصيبهم من خوف ، و ما ينالهم من القتل : و قد تحقق ذلك بما نالهم من العباسيين .
[ 6 ]
الخطيئات ، و زوامل الآثام [ 1 ] ، فأقسم ثمّ أقسم لتنخمنّها أميّة من بعدي كما تلفظ النّخامة ، ثمّ لا تذوقها و لا تطعم بطعمها أبدا ما كرّ الجديدان [ 2 ] .