فقمت بالأمر حين فشلوا ، و تطلّعت حين تقبّعوا [ 3 ] و نطقت حين تتعتعوا [ 4 ] و مضيت بنور اللّه حين وقفوا . و كنت أخفضهم صوتا [ 5 ] و أعلاهم
[ 1 ] الهام : الرأس . و المراد : وصفهم بقلة العقل .
[ 2 ] بجرا : شرّا .
[ 3 ] التقبّع : الاختباء و الانقباض ، و ضدّه التطلع ، و المراد :
أنه كان ملازما للأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر ،
و الدعوة الى الهدى ، على عكس ما كان عليه غيره .
[ 4 ] التعتعة : الاضطراب في الكلام و الحصر ، و لعلّه يشير إلى المسائل التي أجاب عنها بعد ما عجز عنها غيره .
[ 5 ] أخفضهم صوتا : هو من صفات الشجاع في الحرب ، كما أن رفعه دليل على الجبن .
[ 24 ]
فوتا [ 1 ] فطرت بعنانها ، و استبددت برهانها [ 2 ] كالجبل لا تحرّكه القواصف ، و لا تزيله العواصف [ 3 ] : لم يكن لأحد فيّ مهمز [ 4 ] و لا لقاتل فيّ مغمز ، الذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، و القويّ عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه ، رضينا عن اللّه قضاءه و سلّمنا للّه أمره ،
[ 1 ] فوتا : سبقا .
[ 2 ] فطرت بعنانها ، و استبددت برهانها : العنان : للفرس .
و طار به : سبق به ، و المعنى : إني سبقت الأصحاب في الفضائل ، و حصلت قصب السبق كما يحصل المتسابق على الرهن الذي يجعل له . و لا اعتراض على الامام عليه السلام في بيان فضائله ، لأنّ ذلك ادعى إلى الأخذ بتعاليمه .
[ 3 ] العواصف : الرياح .
[ 4 ] مهمز : مطعن . يشير عليه السلام إلى أن العدو لا يجد فيه مطعنا .
[ 25 ]
أ تراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟ و اللّه لأنا أوّل من صدّقه فلا أكون أوّل من كذب عليه . فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي [ 1 ] ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري .
[ 1 ] طاعتي قد سبقت بيعتي : يشير إلى أحاديث كثيرة تلزم الأمّة طاعته ، منها ما رواه الخاص و العام في قوله تعالى و انذر عشيرتك الأقربين 26 : 214 فجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم بني عبد المطلب و قال لهم : إني و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا و الآخرة ، و قد أمرني اللّه أن أدعوكم ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم ؟ فاحجم القوم عنها غير علي فقال : أنا يا نبيّ اللّه أكون وزيرك عليه ،
فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم برقبته و قال :
إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم ، فاسمعوا له و أطيعوا . و من المؤسف أن هذا الحديث المتسالم عليه أورده الدكتور هيكل في كتابه ( حياة محمد ) في الطبعة الأولى ، و حذفه في الطبعات الأخرى لقاء عرض على شراء ألف نسخة من الكتاب . و هناك مئات الأحاديث الناصة على خلافته يكفي المنصف منها حديث يوم الغدير .
[ 26 ]