فإنّك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرىء ظاهر غيّه ، مهتوك ستره [ 2 ] . يشين الكريم
[ 1 ] آثرتكم به . . . : قدمتكم على نفسي . و النصيحة : قول فيه دعوة الى صلاح و نهي عن فساد . و شدة شكيمته : قوة قلبه .
يقال : فلان شديد الشكيمة إذا كان لا ينقاد لأحد ، لما فيه من الصلابة و الصعوبة على العدو و غيره .
[ 2 ] فإنك جعلت دينك تبعا لدنيا امرىء . . . : بعته دينك . يقول عمرو بن العاص في قصيدته التي أرسلها الى معاوية :
و إنا و ما كان من فعلنا
لفي النار في الدرك الأسفل
و ما دم عثمان منج لنا
من اللَّه في الموقف المخجل
و إن عليا غدا خصمنا
و يعتز باللَّه و المرسل
يحاسبنا عن أمور جرت
و نحن عن الحق في معزل
فما عذرنا يوم كشف الغطا
لك الويل منه غدا ثم لي
ظاهر غيّه : بيّن ضلاله . و مهتوك ستره : مفضوح أمره .
و المراد : وصف لهوه و عبثه ، و خروجه على نواسيس الشريعة .
[ 102 ]
بمجلسه ، و يسفّه الحليم بخلطته [ 1 ] ، فاتّبعت أثره و طلبت فضله اتّباع الكلب للضّرغام : يلوذ إلى مخالبه [ 2 ] ، و ينتظر ما يلقي إليه من فضل
[ 1 ] يشين الكريم . . . : يعيبه . و يسفّه : يشنّع ( يفضحه و يشوّه سمعته ) . و الحليم : العاقل : بخلطته : بعشرته .
[ 2 ] الضرغام . . . : الأسد . و يلوذ به : يلجأ إليه ، و يستتر به و يتحصن . الى مخالبه جمع مخلب : ظفر كل سبع من الماشي و الطائر .
[ 103 ]
فريسته ، فأذهبت دنياك و آخرتك [ 1 ] و لو بالحقّ أخذت أدركت ما طلبت ، فإن يمكّنّي اللَّه منك و من ابن أبي سفيان أجزكما بما قدّمتما ، و إن تعجزاني و تبقيا فما أمامكما شرّ لكما [ 2 ] و السّلام .