فاتّق اللَّه فيما لديك ، و انظر في حقّه عليك ،
و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته [ 2 ] ، فإنَّ
[ 1 ] غير متجاوز متهما الى بريء . . . : أتحرّى العدالة ، و أعرف للأبرياء مكانتهم فلا أصيبهم بسوء . و لا ناكثا : نابذا للبيعة .
الى وفي : ملتزم بعهدها .
[ 2 ] فاتق اللَّه . . . : راقبه ، و لا تتجاوز ما أمرك به . فيما لديك :
من أموال المسلمين . و انظر في حقّه : الذي فرضه عليك فاده . و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته : لا تقبل معاذيرك في جهله . و المراد بذلك : معرفة اللَّه سبحانه ،
و معرفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله ، و امام الحق .
[ 8 ]
للطّاعة أعلاما واضحة ، و سبلا نيّرة ، و محجّة نهجة ، و غاية مطلوبة ، يردها الأكياس ، و يخالفها الأنكاس [ 1 ] ، من نكّب عنها جار عن الحقّ و خبط في التّيه ، و غيّر اللَّه نعمته ، و أحلّ به نقمته [ 2 ] ،
فنفسك نفسك ، فقد بيّن اللَّه لك سبيلك [ 3 ] ،
[ 1 ] فإن للطاعة إعلاما واضحة . . . : يهتدى بها . و سبلا نيّرة .
و طرقا مضيئة : و محجّة : طريقا مستقيما . نهجة : واضحة ،
لا تخفى على طالبيها . و غاية مطلوبة : هي النهاية و الآخر .
يردها الأكياس : العقلاء . و يخالفها الانكاس : الاراذل المقصرون في غاية النجدة و الكرم .
[ 2 ] من نكب . . . : عدل و تنحّى . جار عن القصد : مال و عدل عن الطريق المستقيم . و خبط : أتى بجهالة و بغير تبصّر . و التيه : المفازة لا علم فيها يهتدى به . و غيّر اللَّه نعمته : تعرّض لزوال النعم لأنها بالشكر تدوم . و أحلّ به نقمته : أنزل به عقابه .
[ 3 ] فنفسك نفسك . . . : فاسع في نجاتها و التكرار للتأكيد .
فقد بيّن اللَّه لك سبيلك : الطريق الذي يجب عليك سلوكه .
[ 9 ]
و حيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر ، و محلّة كفر [ 1 ] ، و إنّ نفسك قد أولجتك شرّا ، و أقحمتك غيّا ، و أوردتك المهالك ،
و أوعرت عليك المسالك [ 2 ] .
[ 1 ] و حيث تناهت بك أمورك . . . : فحسبك ما بلغت .
و المراد : توقف و لا تزدد ولوغا في الشر . فقد أجريت الى غاية خسر : اندفعت الى نهاية خسران عظيم . و محلة كفر :
المحلّة : منزل القوم . و المراد : حللت بالكفر .
[ 2 ] أولجتك . . . : أدخلتك . و أقحمتك : أدخلتك بغير روية . و الغي : الضلال . و أوردتك المهالك : العطب .
و وعر الماكن : صلب . و المسالك : الطرق .
[ 10 ]