الحمد للّه كلّما وقب ليل و غسق [ 1 ] ،
و الحمد للّه كلّما لاح نجم و خفق [ 2 ] ، و الحمد للّه غير مفقود الانعام ، و لا مكافىء الافضال [ 3 ] .
[ 1 ] وقب الليل و غسق : وقب : دخل . و غسق : اشتدت ظلمته . و في القرآن الكريم : و من شر غاسق إذا وقب 113 : 3 .
[ 2 ] لاح نجم و خفق : لاح ظهر . و خفق : غاب .
[ 3 ] و لا مكافىء الافضال : لا يستطيع أحد أن يؤدي شكر نعمه .
[ 40 ]
أمّا بعد ، فقد بعثت مقدّمتي [ 1 ] و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط [ 2 ] حتّى يأتيهم أمري ، و قد أردت أن أقطع هذه النّطفة إلى شرذمة [ 3 ] منكم موطنين أكناف دجلة [ 4 ] فأنهضهم معكم إلى عدوّكم ، و أجعلهم من أمداد [ 5 ] القوّة لكم . قال الشريف : أقول : يعني عليه السلام بالملطاط السمت [ 6 ] الذي أمرهم بنزوله و هو شاطىء الفرات ، و يقال ذلك لشاطىء البحر ،
و أصله ما استوى من الأرض . و يعني بالنطفة ماء الفرات . و هو من غريب العبارات و أعجبها .
[ 1 ] المقدّمة : قطعة من الجيش تتقدمه .
[ 2 ] الملطاط : حافة الوادي ، و ساحل البحر .
[ 3 ] الشرذمة : الجماعة القليلة من الناس .
[ 4 ] موطنين أكناف دجلة : موطنين : مقيمين . و أكناف دجلة : جانباه و ناحيته .
[ 5 ] امداد : جمع مد ، و المراد : ما يمد به الجيش لتعزيزه .
[ 6 ] السمت : الطريق .
[ 41 ]