و قد أشار عليه أصحابه بالاستعداد للحرب
[ 33 ]
بعد إرساله جرير بن عبد اللّه البجلي إلى معاوية .
إن استعدادي لحرب أهل الشّام و جرير عندهم إغلاق للشّام [ 1 ] و صرف لأهله عن خير إن أرادوه . و لكن قد وقّتّ لجرير وقتا لا يقيم بعده إلاّ مخدوعا أو عاصيا . و الرّأي عندي مع الأناة [ 2 ] فأرودوا [ 3 ] و لا أكره لكم الإعداد . [ 4 ]
[ 1 ] اغلاق للشام : سوف نقطع ما نؤمله من دخولهم في هذا الأمر و استصلاحهم .
[ 2 ] الاناة : التثبت و عدم العجلة .
[ 3 ] فأرودوا : أرفقوا و لا تتعجلوا .
[ 4 ] الاعداد : الاستعداد لما يلزم . و لعل الاعداد المطلوب منهم في هذا الحال هو الاستعداد النفسي ، و ان يتهيأ كل واحد منهم لنصرة الدين ، و الدفاع عنه .
[ 34 ]
و لقد ضربت أنف هذا الأمر و عينه [ 1 ] ،
و قلّبت ظهره و بطنه ، فلم أرلي إلاّ القتال أو الكفر ، إنّه قد كان على النّاس وال أحدث أحداثا ، و أوجد للنّاس مقالا ، فقالوا ، ثمّ نقموا فغيّروا [ 2 ] .