كنتم جند المرأة [ 1 ] ، و أتباع البهيمة [ 2 ] :
رغا [ 3 ] فأجبتم ، و عقر فهربتم ، أخلاقكم دقاق [ 4 ]
[ 1 ] المرأة : عائشة بنت أبي بكر .
[ 2 ] أتباع البهيمة : كانت عائشة يوم الجمل في هودج على جمل يقال له ( عسكر ) و كان الجمل بمنزلة اللواء للجيش يقاتلون حوله ، فأمر الإمام عليه السلام بعقر الجمل فانكسر أهل البصرة ، و انتهت المعركة ، و هي واحدة من آرائه العسكرية .
[ 3 ] الرغاء : صوت الجمل ، كالصهيل للفرس ، و النهيق للحمار .
[ 4 ] دقاق : رذيلة .
[ 36 ]
و عهدكم شقاق [ 1 ] ، و دينكم نفاق ، و ماؤكم زعاق [ 2 ] و المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه [ 3 ] ،
و الشّاخص [ 4 ] عنكم متدارك برحمة من ربّه ، كأنّي بمسجدكم كجؤجؤ سفينة [ 5 ] قد بعث اللّه عليها العذاب من فوقها و من تحتها و غرق من في ضمنها .
و في رواية : و ايم اللّه لتغرقنّ بلدتكم حتى
[ 1 ] الشقاق : العداوة و الخلاف ، و المراد : الإشارة إلى نقضهم لبيعته صلوات اللّه و سلامه عليه .
[ 2 ] زعاق : مالح .
[ 3 ] مرتهن بذنبه : محبوس بعمله لأنه إن شاركهم فيه كان كأحدهم ، و إن سكت عن نصحهم ترك فريضة النهي عن المنكر ، أضف إلى ذلك أحاديث كثيرة وردت في النهي عن مجالسة الفاسقين .
[ 4 ] الشاخص : الخارج ، و المعنى : الخارج عنكم مشمول برحمة اللّه و عنايته .
[ 5 ] كجؤجؤ سفينة : كصدر سفينة .
[ 37 ]
كأنّي أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة ، أو نعامة جاثمة . [ 1 ] و في رواية : كجؤجؤ طير في لجّة بحر .
و في رواية أخرى : بلادكم أنتن بلاد اللّه تربة : أقربها من الماء و أبعدها من السّماء [ 2 ] ،
[ 1 ] جاثمة : باركة متلبدة بالأرض . قال ابن أبي الحديد :
أما اخباره عليه السلام أن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع فإن المخبر به قد وقع ، فإن البصرة غرقت مرتين ، مرة في أيام القادر باللّه ، و مرة في أيام القائم باللّه ، غرقت بأجمعها و لم يبق منها إلاّ مسجدها الجامع مبارزا بعضه كجؤجؤ الطائر حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام ، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس ، و من جهة الجبل المعروف الآن بجزيرة السنام ، و خرّبت دورها ، و غرق كل ما في ضمنها ، و هلك كثير من أهلها .
[ 2 ] أبعدها من السماء : المراد بذلك انخفاضها . و في سنة 1968 م حدث كسوف كلي للشمس ، فجاء الفلكيون من أنحاء العالم إلى البصرة بأجهزتهم لمراقبة ذلك ،
معتبرين البصرة أبعد أرض عن مركز الشمس ، و يكفي هذا استدلالا على علمه و إمامته صلوات اللّه عليه ،
و أنّه خص بعلم إلهي علّمه به رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم .
[ 38 ]
و بها تسعة أعشار الشّرّ ، المحتبس فيها بذنبه ،
و الخارج بعفو اللّه ، كأنّي أنظر إلى قريتكم هذه قد طبّقها الماء حتّى ما يرى منها إلاّ شرف المسجد كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر .