( 139 ) و من خطبة له عليه السلام في الإستسقاء [ 2 ]

ألا و إنّ الأرض الّتي تحملكم ، و السّماء الّتي تظلّكم ، مطيعتان لربّكم ، و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما توجّعا لكم ، و لا زلفة [ 3 ] إليكم ، و لا

[ 1 ] فوزا بهذه الخصال . . . : ان العمل بهذه الخصال يستوجب الفوز في الدنيا . و درك الخ : نيل ثواب الآخرة .

[ 2 ] الاستسقاء : طلب نزول المطر . يخرج الامام بالناس خارج المدينة يصلّي و يدعو بذلك .

[ 3 ] توجّعا لكم . . . : تألّما لما أصابكم . و لا زلفة إليكم : تقرّبا لكم .

[ 18 ]

لخير ترجوانه منكم ، و لكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا ، و أقيمتا على حدود مصالحكم فأقامتا .

إنّ اللّه يبتلي عباده عند الأعمال السّيّئة بنقص الثّمرات ، و حبس البركات ، و إغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ، و يقلع مقلع ، و يتذكّر متذكّر ، و يزدجر مزدجر [ 1 ] و قد جعل اللّه الإستغفار سببا لدرور الرّزق [ 2 ] و رحمة الخلق ،

فقال : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً [ 3 ] ، وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَ بَنِينَ فرحم اللّه امرأ استقبل توبته ، و استقال خطيئته ،

و بادر منيّته [ 4 ] .

[ 1 ] يقلع . . . : يكف ( يتوب ) و يزدجر : يمتنع عن المحرمات .

[ 2 ] لدرور الرزق : يجعله دائما لا ينقطع .

[ 3 ] مدرارا : كثيرا متواصلا .

[ 4 ] استقبل توبته . . . : استأنفها ( جدّدها ) و استقال خطيئته :

طلب الاقالة منها و غفرانها . و بادر منيته : استعدّ و أعدّ ما يلزمه لآخرته .

[ 19 ]

اللّهمّ إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار و الأكنان [ 1 ] ، و بعد عجيج البهائم [ 2 ] و الولدان ،

راغبين في رحمتك ، و راجين فضل نعمتك .

و خائفين من عذابك و نقمتك .

اللّهمّ فاسقنا غيثك [ 3 ] ، و لا تجعلنا من القانطين ، و لا تهلكنا بالسّنين [ 4 ] ، و لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منّا ، يا أرحم الرّاحمين .

[ 1 ] الاكنان جمع كن : ما ستر من الحرّ و البرد . و المعنى :

خرجنا من بيوتنا و منازلنا .

[ 2 ] عجيج البهائم : ارتفاع أصواتها و بكائها .

[ 3 ] الغيث : المطر .

[ 4 ] القانطين . . . : الآيسين . و لا تهلكنا بالسنين : بالجدب و القحط .

[ 20 ]

اللّهمّ إنّا خرجنا إليك ، نشكو إليك ما لا يخفى عليك ، حين ألجأتنا المضايق الوعرة ،

و أجاءتنا المقاحط المجدبة ، و أعيتنا المطالب المتعسّرة ، و تلاحمت علينا الفتن [ 1 ] المستصعبة .

اللّهمّ إنّا نسألك أن لا تردّنا خائبين ، و لا تقلبنا واجمين [ 2 ] و لا تخاطبنا بذنوبنا و لا تقايسنا بأعمالنا [ 3 ] .

[ 1 ] المضايق . . . : جمع مضيق : ما ضاق من الأمور .

و الوعرة : العسيرة . و القحط : احتباس المطر ، و يبس الأرض . و جدب المكان لاحتباس المطر . و أعيتنا :

ضاقت أمامنا السبل . و تلاحمت : تزاحمت . و المحن : الفتن و البلايا .

[ 2 ] خائبين . . . : محرومين . واجمين : محزونين .

[ 3 ] و لا تخاطبنا بذنوبنا . . . : لا تردّنا آيسين بما استوجبناه من الذنوب . و لا تقايسنا بأعمالنا : لا يكن فعلك بنا مشابها لأعمالنا . ، لأنّك الكريم المحسن الجواد .

[ 21 ]

اللّهمّ انشر علينا غيثك و بركتك ، و رزقك و رحمتك ، و اسقنا سقيا نافعة مروية معشبة : تنبت بها ما قد فات ، و تحيي بها ما قد مات ، نافعة الحيا ، كثيرة المجتنى [ 1 ] ، تروي بها القيعان ، و تسيل البطنان [ 2 ] ، و تستورق الأشجار ، و ترخص الأسعار ، إنّك على ما تشاء قدير .