( 165 ) و من خطبة له عليه السلام عند مسير أصحاب الجمل الى البصرة

إنّ اللّه بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق ، و أمر قائم ، لا يهلك عنه إلاّ هالك [ 3 ] ، و إنّ

[ 1 ] سأمسك الأمر ما استمسك : اكف نفسي عن محاربتهم ،

و ابذل جهدي في استصلاحهم .

[ 2 ] فآخر الدواء الكيّ : آخر علاج يتعالج به . و المراد : اني احاول اصلاح الأمور بكل ما أتمكّن ، و أجعل الحرب آخر الحلول .

[ 3 ] لا يهلك عنه إلاّ هالك : إن الدعوة الإسلامية ، و القرآن الكريم معجزة نبيّنا ( صلّى اللّه عليه و آله ) الخالدة ، و معالم الشريعة الواضحة ، لا يتباعد منها ، و ينحرف عنها إلاّ من استحوذ عليه الشيطان ، و ارتكس في الشقاء .

[ 65 ]

المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات [ 1 ] ، إلاّ ما حفظ اللّه منها ، و إنّ في سلطان اللّه عصمة لأمركم فأعطوه طاعتكم غير ملوّمة و لا مستكره بها [ 2 ] . و اللّه لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام [ 3 ] ، ثمّ لا ينقله إليكم أبدا حتّى يأرز [ 4 ] الأمر إلى غيركم .

[ 1 ] البدعة . . . : ما أحدث في الشريعة ، و ليس له أصل في كتاب و لا سنّة . و المشبهات : الأمور الملتبسة التي يتشبث بها المبطلون . من المهلكات : يدخل الناس بها النار .

[ 2 ] السلطان . . . : الملك . و سلطان اللّه : الخلافة . عصمة لأمركم : انتظام أموركم . و غير ملومة : لا لوم على صاحبها لاتصافه بنفاق أو رياء . و لا مستكره بها : ليس بها اكراه .

و المراد : الطاعة الصحيحة التي ينتصر بها القائد ، و يحقق أهدافه الإصلاحية .

[ 3 ] سلطان الاسلام : الخلافة .

[ 4 ] يأرز : ينحاز .

[ 66 ]

إنّ هؤلاء قد تمالأوا [ 1 ] على سخطة إمارتي ،

و سأصبر ما لم أخف على جماعتكم ، فإنّهم إن تمّموا على فيالة هذا الرّأي [ 2 ] انقطع نظام المسلمين ، و إنّما طلبوا هذه الدّنيا حسدا لمن أفاءها اللّه عليه [ 3 ] ، فأرادوا ردّ الأمور على أدبارها ، و لكم علينا العمل بكتاب اللّه تعالى و سيرة رسول اللّه ، ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، و القيام بحقّه ، و النّعش لسنّته [ 4 ] .

[ 1 ] تمالأوا : اتفقوا .

[ 2 ] فيالة هذا الرأي : ضعفه .

[ 3 ] أفاءها اللّه عليه : ردّها إليه .

[ 4 ] نعش الشي‏ء . . . : نشطه و اقامه . و سنة النبيّ ( صلّى اللّه عليه و آله ) : ما صدر عنه من قول و فعل .

[ 67 ]