(ص 351- 368) الفصل الثاني عشر معركة اُحد
علي (ع)، ومعركة اُحد * صور من معركة اُحد * الدلالات العلمية للنصوص: 1- معركة اُحد: الخصائص. 2- معركة اُحد: الآثار * علل الحرب وبدائلها: 1- هل يمكن النظر لكل الحروب من زواية واحدة ؟ 2- ما هو البديل الاخلاقي للحرب ؟
----------------------- علي (ع) ومعركة اُحد «اُحد» اسم جبل يبعد عن المدينة ثلاثة اميال تقريباً. وكانت غزوة اُحد في شوال يوم السبت لسبع ليالٍ خلون منه في سنة ثلاث من الهجرة[1]. تألق علي (ع) في تلك المعركة وكان له دور حاسم، فقد قاتل قتال الابطال، وحمى الدين الجديد بحيث ان رسول الله (ص) خاطبه (ع) كما رواه القندوزي: «يا ابا الحسن، لو وضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم اُحد في كفة اُخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق، وان الله باهى بك يوم اُحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السماوات السبع واشرفت اليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين، وان الله تعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسولٍ وصديق وشهيد»[2]. و«قاتل رسول الله (ص) يوم احد قتالاً شديداً، فرمى بالنبل حتى فنى نبله وانكسرت قوسه وانقطع وتره. ولما جرح رسول الله (ص) جعل علي (ع) ينقل له الماء في درقته من المهراس[3] ويغسله، فلم ينقطع الدم. فأتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي، واحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم»[4]. و«كسرت يد علي (رضي الله عنه) يوم اُحد، فسقط اللواء من يده. فقال رسول الله (ص) ضعوه في يده اليسرى، فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة»[5]. واصابت علياً (ع) ذلك اليوم ست عشرة ضربة سقط الى الارض في اربع منهن[6]. وقد ورد عن الامام الباقر (ع): أصاب علي (ع) يوم اُحد ستون جراحاً، فأمر النبي (ص) بعد انتهاء المعركة بعض النساء بمداواة جراحه. فقلن: يا رسول الله لا نعالج منه جرحاً الا انفتق منه جرح آخر. فدخل عليه رسول الله (ص) وجعل يمسح الجراح بيده، ويقول: ان رجلاً لقي هذا في الله فقد ابلى واعذر. فكان القرح الذي يمسه النبي (ص) يلتئم لساعته. فقال علي (ع): الحمد لله، اذ لم افرّ ولم اولّ الدبر. وكان (ع) هو المقصود من قوله تعالى: (... وسَيَجزي اللهُ الشاكِرينَ)[7]. وتلك آية شريفة يقول صدرها: (وما مُحمَّدٌ إلاّ رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِِ الرُسُلُ أفإن ماتَ أو قُتِلَ انقَلَبتُم على أعقابِكُم ومَن يَنقَلِب على عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيئاً وسَيَجزي اللهُ الشاكِرينِ)[8]. قصة المعركة: والقصة في اُحد هي ان قريشاً عندما اصيبت في بدر بتلك الهزيمة القاسية، رجعت فلولها المكسورة الى مكة، ورجع ابو سفيان بن حرب بقافلته التجارية وتنادوا ان رسول الله (ص) قد وترهم وقتل خيارهم، فما لهم الا الاستعانة بمال قريش المحمول على ابل ابي سفيان لتمويل الحرب القادمة. فـ «اجتمعت قريش لحرب رسول الله (ص)»[9]، وكان فيها ابو سفيان بن حرب واصحاب العير بأحابيشها[10] ومن اطاعها من قبائل كنانة واهل تهامة. وكل اولئك قد استعروا على حرب رسول الله (ص). وبكلمة، فقد «خرجت قريش بحدها وجدّها واحابيشها ومن معها من بني كنانة واهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن[11] التماس الحفيظة ولئلا يفروا»[12]. وخرج ابو سفيان بن حرب وهو قائد المشركين ومعه هند بنت عتبة وغلام حبشي يقال له وحشي يقذف بحربة. وهي الحربة التي قتل فيها حمزة. فاقبلوا مع جيش المشركين بثلاثة آلاف رجل ومائتي فرس والظعن خمس عشرة امرأة، ونزلوا بمنطقة على شفير الوادي مما يلي المدينة. وخرج رسول الله (ص) الى اُحد بألف رجل، ولكن المنافقين الذين خرجوا معه (ص) رجعوا الى المدينة في ثلاثمائة وعلى رأسهم عبد الله بن ابي سلول حيث كان لسان حالهم يقول: علامَ نقتل انفسنا. ارجعوا ايها الناس الى المدينة. فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة رجل. وكان في المشركين سبعمائة دارع، وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم الخيل الا فرَسان، فرس لرسول الله (ص) وفرس لابي بردة بن نيار الحارثي. رسم النبي (ص) خطة المعركة والقتال واجلس (ص) خمسين رامياً على جبل خلف عسكر المسلمين وأمرّ عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم: لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا ظهرنا عليهم، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا. أي احموا ظهورنا ولا تفارقوا مكانكم. إن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وان رأيتمونا نغنم فلا تشاركونا. وكان لواء المشركين مع طلحة بن ابي طلحة الملقب بكبش الكتيبة وهو من بني عبد الدار، فأعطى النبي (ص) اللواء لمصعب بن عمر _ وهو من بني عبد الدار ايضاً _ لان ذلك كان عندهم من الاعراف الاجتماعية. ولما قتل مصعب دفعه النبي (ص) الى علي (ع). و«قام طلحة صاحب لواء المشركين فقال: يا معشر اصحاب محمد، انكم تزعمون ان الله يعجلنا بسيوفكم الى النار، ويعجلكم بسيوفنا الى الجنة. فهل منكم احد يعجله الله بسيفي الى الجنة، او يعجلني بسيفه الى النار؟ فقام اليه علي بن ابي طالب (ع)، فقال: والذي نفسي بيده، لا افارقك حتى اعجلك بسيفي الى النار، او تعجلني بسيفك الى الجنة. فضربه علي (ع) فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته، فقال: انشدك الله والرحم يا ابن عم، فتركه فكبر رسول الله (ص) وقال لعلي (ع): ما منعك ان تجهز عليه؟ قال: ان ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته، فاستحيت منه»[13]. ولكن طلحة لم يلبث بعد الضربة الا قليلاً. و«لما قتل علي بن ابي طالب اصحاب الالوية ابصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، قال: ثم ابصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش فقال لعلي: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك... فقال جبرئيل: يا رسول الله، ان هذه هي المواساة. فقال رسول الله (ص): انه مني وانا منه. فقال جبرئيل: وأنا منكما. قال: فسمعوا صوتاً: لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي»[14]. وفي كتاب «الارشاد» للشيخ المفيد (ت 413 هـ) ان اصحاب اللواء كانوا تسعة قتلهم علي بن ابي طالب (ع) عن آخرهم، وانهزم القوم، وكان على رأس المنهزمين: ابو سفيان، وعمرو بن العاص، وهند. قال الواقدي: «ما ظفر الله نبيه في موطن قط ما ظفره وأصحابه يوم اُحد». ولما رأى الرماة انهزام المشركين قالوا: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله بن جبير: مهلاً، أما علمتم ما عهد اليكم رسول الله (ص)؟ فأبوا وتركوا مواقعهم الى الغنائم. ولم يبقَ مع ابن جبير الا عشرة رجال. ولما رأى خالد بن الوليد ان ظهر المسلمين قد خلا كرَّ في مئتي فارس على من بقي مع ابن جبير فأبادهم. وقُتل ابن جبير بعد ان قاتل قتال البطل المستميت. وتجمّع المشركون من جديد وأحاطوا بالمسلمين الذي كانوا مشغولون بالغنائم، واطبقوا عليهم من الامام والخلف واوقعوهم بين شقّي الرحى. وقُتل حمزة عمّ النبي (ص)[15] قتله وحشي الحبشي. وفرّ المسلمون عن النبي (ص) ولم يبق معه الا نفر قليل، منهم علي بن ابي طالب (ع)، وابو دجانة، وسهل بن حنيف، وقد استماتوا في الدفاع عنه (ص). ذكر الطبري في تأريخه ان عمر وعثمان كانا من الذين انهزموا عن رسول الله (ص). وجرح رسول الله (ص) فكُسِرَ انفُه ورباعيته السفلى، وشُقّت شفته، وأصابته ضربة في جبهته الشريفة. فسال الدم على وجهه، واُغمي عليه. ولما فتح عينيه نظر الى علي (ع)، وكان الى جانبه لا يفارقه، فقال (ص): يا علي ما فعل الناس؟ قال (ع): نقضوا العهد وولوا الدبر. فقال (ص) له: أكفني هؤلاء الذين قصدوا قصدي، فحمل عليهم فكشفهم، فعادوا الى رسول الله (ص) من ناحية اُخرى، فقال (ص) له: اكفنيهم. فحمل عليهم وكشفهم عنه. وهكذا دفع علي (ع) عن رسول الله (ص) كل مكروه. ولما يئس المشركون من قتل النبي (ص) فترت همتهم وعادوا القهقرى بعد ان قُتل من المسلمين سبعون مقاتلاً، وقُتل منهم اثنان وعشرون رجلاً[16]. ذكر ابن حزم الاندلسي (ت 456 هـ) اثنين فقط قتلهم علي (ع) هما: عبد الله بن حميد من بني اسد، وابو الحكم بن الاخنس من بني زهرة[17]. ولكن الدلائل تشير الى ان اغلب القتلى كانوا بسيف علي (ع) ورسول الله (ص) لانهما لم ينشغلا بالغنائم. إدانة المنهزمين: ونزل الوحي فيما يخص معركة اُحد يدين فيه المنهزمين الذين انهزموا وقت الشدّة وتركوا رسول الله (ص) وعلياً (ع) مع قلّة قليلة تقاتل ثلاثة آلاف فارس من فرسان العدو. فانقلبوا على اعقابهم بعد ان سمعوا ان رسول الله (ص) قد قُتل. يقول تعالى: (وما مُحمَّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ أفإن ماتَ أو قُتِلَ انقَلَبتُم على أعقابِكُم ومَن يَنقَلِب على عَقِبَيهِ فلن يَضُرَّ اللهَ شيئاً وسَيجزي اللهُ الشاكِرينَ)[18]. فالمشهور تأريخياً ان المسلمين عندما سمعوا قائلاً يقول: قُتل محمد، قُتل محمد، فرّ أكثرهم، وشكّ بعضهم في دينه وقال: ليت لنا الى عبد الله بن ابي _ زعيم المنافقين_ طريقاً كي يأخذ لنا الامان من ابي سفيان، وقال الآخر: لو كان محمّدٌ نبياً لما قُتل. فأدانهم القرآن الكريم بالارتداد والانقلاب عن رسول الله (ص). وقد تبيّن ان اسلامهم لم يصل الى درجة اليقين حيث يفترض ان يضحي المقاتل بحياته رخيصة في سبيل الله. ولو كانوا على درجة من الايمان لاستماتوا في القتال حين شاع الخبر بقتل نبيهم (ص). ولكن علياً (ع) بقي في المعركة يحامي عن رسول الله (ص)، وكان يفدي نفسه دفاعاً عنه (ص). وآية اُخرى نزلت في معركة اُحد تقول: (وكأيِّن من نبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيّونَ كَثيرٌ فما وَهَنوا لِما أصابَهُم في سَبيلِ اللهِ وما ضُعفُوا وما استَكانوا واللهُ يُحبُّ الصابِرينَ)[19]. وفي الآية موعظة مصطبغة بالعتاب للمسلمين الذين فروا من المعركة، وشوقهم تعالى للائتمام بالربانيين الذين حكى الله فعلهم من الصبر وعدم الضعف والوهن في الله تعالى. قال الرازي (ت 604 هـ) في تعرضه لهذه الآية: «اعلم من تمام تأديبه قال للمنهزمين يوم اُحد: ان لكم بالانبياء المتقدمين وأتباعهم اسوة حسنة. فلما كانت طريقة اتباع الانبياء المتقدمين: الصبر على الجهاد وترك الفرار، فكيف يليق بكم الفرار والانهزام؟ [اما الحديث عن الذين ثبتوا ولم ينهزموا] فقد قال صاحب الكشاف: ما وهنوا عند قتل النبي، وما ضعفوا عن الجهاد بعده، وما استكانوا للعدو. وهذا تعريض بما اصابهم _ أي المهزومين _ من الوهن والانكسار عند الارجاف بقتل رسولهم، وبضعفهم عند ذلك عن مجاهدة المشركين واستكانتهم للكفار، حتى ارادوا ان يعتضدوا بالمنافق عبد الله بن ابي، وطلب الامان من ابي سفيان»[20]. ثم قال الرازي: «ومعنى قوله تعالى: والله يحب الصابرين. ان من صبر على تحمل الشدائد في طريق الله، ولم يظهر الجزع والعجز والهلع فان الله يحبّه. ومحبة الله للعبد عبارة عن ارادة اكرامه واعزازه وتعظيمه، والحكم له بالثواب والجنة، وذلك نهاية المطلوب»[21]. يقول ابن حزم الاندلسي (ت 456 هـ): «وانهزم قوم من المسلمين، فبلغ بعضهم الى الجلعب دون الاعوص. منهم: عثمان بن عفان، وعثمان بن عبيد الانصاري، غفر الله عزّ وجلّ ذلك لهم، ونزل القرآن بالعفو عنهم بقوله تعالى: (إنَّ الذينَ تَولَّوا مِنكُم يَومَ التقى الجَمعانِ إنَّما استَزلَّهُمُ الشيطانُ بِبَعضِ ما كَسَبوا ولَقَد عفا اللهُ عَنهُم...)[22]»[23]. وقد كان العفو مخصوصاً بتلك الواقعة. اما في غيرها، فعلمه عند الله سبحانه. صور من معركة اُحد: تضمّنت معركة اُحد صوراً رائعة من ايمان القلّة التي كانت لا تكترث بالموت وترجو لقاء الله تعالى. ومع ان الجوّ العام كان قد تأثّر بمعصية الرماة وانهزام المسلمين الذين لم يرسخ الايمان في قلوبهم، الا ان الشواهد الشخصية الفريدة في تلك المعركة دلّت على عمق الايمان لدى البعض الآخر القليل العدد. 1- من مصاديق اليقين: أ- قال النبي (ص) لابي دجانة يوم اُحد وبعد هزيمة الناس: «انصرف فأنت في حلّ من بيعتي». فبكى ابو دجانة ورفع رأسه الى السماء وقال: لا والله الى اين انصرف؟ الى زوجة تموت او ولد يموت، او دار تخرب، او مال يفنى، أو اجل قد اقترب! فكان يقاتل هو من ناحية، وعلي (ع) من ناحية. ولما اُثخن بالجراح سقط على الارض فاحتمله علي (ع)...»[24]. وظاهر الرواية ان رسول الله (ص) اراد امتحان ايمانه، فوجده راسخاً. والا فان البيعة لا تنكث بانكسار او هزيمة عسكرية. ب- لما رأى انس بن النضر المنهزمين صاح بهم قائلاً: ماذا تصنعون بالحياة بعد نبيّكم؟ موتوا على ما مات عليه رسول الله (ص)، وان كان محمد قد قتل فان ربّ محمد لم يُقتل. ثم قاتل قتال الابطال حتى استُشهد رحمه الله. 2- لما انصرف النبي (ص) من اُحد الى المدينة استقبلته «حمنة» بنت عمته (ص). فقال النبي (ص) لها: احتسبي، قالت: من يا رسول الله؟[25] قال (ص): أخاك عبد الله، فاسترجعت واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال لها: احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال: حمزة بن عبد المطلب خالك. فاسترجعت، واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال (ص): احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال (ص): زوجك مصعب بن عمير. فقالت: وا حزناه، وولولت، وصاحت. فقال رسول الله (ص): ان زوج المرأة منها بمكان ما هو لأحد. 3- عندما أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر الى اخيها حمزة، قال النبي (ص) لابنها الزبير: ارجعها، حتى لا ترى ما بأخيها. فأعلمها الزبير بأمر رسول الله (ص)، فقالت: ولمَ، وقد بلغني انه مُثّل بأخي. وهذا قليل في الله. فما أرضانا بما كان، لاحتسبن واصبرن. 4- تزوّج حنظلة بن ابي عامر في الليلة التي كانت في صبيحتها معركة اُحد. فاستأذن رسول الله (ص) في ان يبقى مع اهله، فنـزل قوله تعالى: (... إنَّ الذينَ يستأذِنُونَكَ اولئكَ الذينَ يُؤمِنونَ باللهِ ورَسولِهِ فإذا استأذَنُوكَ لِبَعضِ شأنِهِم فأذَن لِمَن شئتَ مِنهُم...)[26] فأذن له النبي (ص)، وتخلّف حنظلة عند اهله. لكنه حين اصبح وسمع هاتف الحرب اسرع الى ساحة المعركة والجهاد وكان لا يزال جُنباً فقاتل حتى استشهد. قال رسول الله (ص): رأيت الملائكة تغسّل حنظلة بين السماء والارض بماء المزن في صحائف من ذهب. 5- لما استشهد حمزة (رض) جاءت هند ام معاوية بن ابي سفيان فاستخرجت كبده ولاكته فلم تستطع اكله فلفظته وقطعت اذنه وجعلتها قلادة في عنقها وقطعت يديه ورجليه ومذاكيره ولذلك تسمى هند: «آكلة الاكباد»[27]. وكانت هند قد اعطت وحشياً الحبشي الذي قتل حمزة عهداً لان قتل محمداً (ص) او علياً (ع) أو حمزة (رض) لتعطيه رضاه. ولذلك اشارت زينب الكبرى في خطبتها: «وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الاذكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء». ودفن النبي (ص) حمزة بثيابه التي استشهد فيها وزاده برداً فقصر عن رجليه فدعا بأذخر حشيش من الارض وطرحه عليه وصلى عليه سبعين صلاة وكبّر عليه سبعين تكبيرة، وما كان يوم أشدّ على رسول الله (ص) أشدّ من يوم اُحد لما سمع (ص) النوح قال: «ولكن حمزة لا بواكي له» فبكته نسوة الانصار. وكانت فاطمة الزهراء (ع) تبكي حمزة وتزور قبره.
الدلالات العلمية للنصوص كانت لمعركة اُحد خصائص متميزة تستحق الدراسة والتأمل. كخروج نساء المشركين في المعركة، وعصيان بعض الرماة أوامر النبي (ص). وكانت للمعركة آثار قوية على مجرى المعارك اللاحقة في التأريخ الاسلامي. 1- معركة اُحد: الخصائص أ- ان التوازن التأريخي بين جيشي المسلمين والمشركين لم يكن متكافئاً. تماماً كما كان الوضع في معركة بدرالسابقة. فقد كان في المسلمين في اُحد سبعمائة مقاتل منهم مائة دارع وفرسان، بينما كان جيش المسلمين مكوناً من ثلاثة آلاف مقاتل منهم سبعمائة دارع ومائتي فرس وثلاثة آلاف بعير. وكان البعير في ذلك الوقت اداة نقل المواد الثقيلة من الامتعة والاسلحة والافراد، بينما كان الفرس وسيلة الهجوم. ب- ظاهرة جديدة في حروب المشركين مع المشركين وهي اخراج النساء معهم على الهوادج «الظعن» التماس الحفيظة وعدم الفرار. فقد اخرج ابو سفيان النساء وكن خمس عشرة امرأة ليحرضن الرجال على القتال، وحتى لا يفروا من ساحة القتال. فجاء عمرو بن العاص بزوجته «ريطة»، وأبو سفيان بزوجته «هند» آكلة الاكباد. وكان مع النساء « غمرة بنت علقمة الكنانية » وهي التي حملت لواء المشركين بعد مقتل التسعة الذين قتلهم علي (ع). وتلك الظاهرة تدل على ان هزيمة المشركين كانت قضية محتملة جداً في تفكيرهم، على افتراض وجود علي (ع) مقاتلاً في المعركة. واخراج النساء كان مخالفاً لاعراف العرب، لان الهزيمة كانت تعني اسر النساء، وهو امر لا يمكن تحمله حتى من قبل المشركين انفسهم. ج- كانت خطة النبي (ص) في حفظ عسكر المسلمين من الخلف مُحكمة، الا ان الرماة عصوا اوامر رسول الله (ص)، فكان ما كان من الجراح والخسائر التي اصابت المسلمين. ولا شكّ ان تلك القضية كانت ايضاً من خصائص معركة اُحد. لان معصية بذاك الحجم لم تحصل في أي معركة من معارك الاسلام، إذا استثنينا الفرار من المعركة في حُنين. وهذا دليل على عدم عمق ايمان بعض الناس بالقتال فضلاً عن عدم ادراكهم لمعاني التضحية ودورها الحاسم في نصر الدين. د- ان الفرار السريع الذي حصل من قبل المسلمين الذين صاحبوا رسول الله (ص) عند سماعهم بمقتل النبي (ص) له دلالات تثبت سطحية ايمانهم بالاسلام وعدم وصوله حدّ اليقين، مع ان ملازمتهم لرسول الله (ص) كانت تقتضي اليقين بصحة الرسالة وصدق قائدها. 2- معركة اُحد: الآثار اختلفت معركة اُحد في وظيفتها، واسسها، ومقدار الدمار الذي خلّفته على المشركين، وحجم الدرس الذي تعلّمه المسلمون منها عن غيرها من المعارك. فهي على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبّدها المسلمون لم تثنهم عن الدخول في معارك اُخرى. فالميزان العسكري المادي للقوى المتصارعة لم يكن هو المقياس في النصر او الهزيمة بل كان المقياس: الايمان الحقيقي في القتال. وكان الامام (ع) يمثّل ذلك الايمان الحقيقي في القتال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وقد ترتب على معركة اُحد والبطولة الشخصية للعترة الطاهرة (ع) آثار في غاية الاهمية على صعيد مستقبل الاسلام. ومن تلك الآثار: أ - التنظيم النفسي: لقد افرزت المعركة ان للمتغيرات النفسية كالخوف والقلق والهروب من ساحة المعركة والتخلّف عن الزحف تأثيراً مهماً على ارباك الانسجام الفكري والنفسي للمقاتلين. فالمعركة _ بالدرجة الاولى _ ليست بين افراد من طرفين بل هي صراع ديني وفكري بين مجتمعين. وبالتحديد بين مجتمع الاسلام ومجتمع الشرك. واي ارباك نفسي لمجتمع الاسلام يعني هزيمة نفسية للمسلمين لا يمكن تحملها في تلك الظروف الحرجة. ب- تنظيم المسؤوليات: ان تصرف جنود عبد الله بن جبير الذين اجلسهم رسول الله (ص) على حافة جبل اُحد لضبط المشركين، وعصيانهم للأوامر النبوية وتركهم مواقعهم سعياً نحو الغنائم كان درساً قاسياً في معنى المسؤولية الشرعية والعقلية. فقد كان من وظيفة هؤلاء البقاء في اماكنهم وعدم تركها. ولكن الانحلال من المسؤولية الاجتماعية عند هؤلاء أدّى الى انحلال اعظم في المسؤوليات الدينية. ولذلك فان معركة اُحد كانت درساً في تنظيم مسؤوليات المقاتلين وعدم مخالفتهم لاوامر رسول الله (ص). ج - تنظيم العلاقات الداخلية: ان الحرب تتطلب علاقات دينية متشابكة بين القائد وجنوده. فكان علي (ع) يمتثل لاوامر رسول الله (ص) حرفياً. فعندما يأمره: احمل عليهم: كان لا يتردد في ذلك بل كان يحمل عليهم بشدّة ويفرّق جمعهم، كما قتل عمرو بن عبد الله الجحمي، وشيبة بن مالك وغيرهم. اما الذين فروا من المعركة فقد كشفت الحرب هشاشة ايمانهم بالاسلام. بل كشفت في الواقع مقدار حرصهم على مصالحهم الشخصية وحبّهم للحياة من الذلّ على الموت مع الشرف والشهادة. د - الشجاعة الفردية: اثبتت الشجاعة الفردية انها من العوامل الحاسمة في معارك الاسلام الاولى. فالتقنية العسكرية في ذلك الزمان المتمثلة بالسيف كانت تسمح للشجاعة الشخصية بالظهور بصورة بارزة. نعرض مثلاً لذلك. فقد كانت راية قريش مع «طلحة بن ابي طلحة العبدي» من بني عبد الدار فقتله علي (ع)، وأخذ الراية من بعده «ابو سعيد بن ابي طلحة» فقتله علي (ع) وسقطت الراية فأخذها « مسافع بن ابي طلحة » فقتله علي (ع)، حتى سقط تسعة نفر من بني عبد الدار حتى صار لوائهم الى عبد لهم اسود يقال له: «صواب» فانتهى اليه علي (ع) فقطع يده اليمنى، فأخذ اللواء باليسرى فضرب يسراه فقطعها فاعتنقها بالجذماوين[28] الى صدره، ثم التفت الى ابي سفيان فقال: هل عُذرت في بني عبد الدار؟ فضربه علي (ع) على رأسه فقتله. وسقط اللواء فأخذتها غمرة بنت علقمة الكنانية فرفعتها. وكان ذلك قبل انقضاض حالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وجماعته القليلة، وقبل الاتيان على المسلمين من ادبارهم. لقد كانت الشجاعة الفردية عاملاً من عوامل قلب التوازن العسكري، وتحويل ضعف المسلمين وقلّتهم الى نصر مؤزّر في المرحلة الاولى من الحرب. وإيقاف الهزيمة من تحقيق جميع اهدافها في المرحلة الثانية من معركة اُحد. وفي هذه المعركة بالذات، قامت شجاعة علي (ع) الفردية البطولية بايقاف تداعيات تلك الهزيمة من تحقيق اهدافها، وهو المنع من قتل رسول الله (ص) من قبل المشركين على اقلّ التقادير. علل الحرب وبدائلها تختلف علل الحرب ومقتضياتها من معركة لأخرى. ولا يمكن تفكيك طبيعة المقاتلين واخلاصهم وقوة يقينهم، عن الآثار الناتجة عن سلوكهم الحربي. واذا كان الاسلام يحثّ المؤمنين على قتال المشركين بتلك الحماسة والقوة، فانه يستند على قاعدة تفصح عن ان الحرب الابتدائية هي البديل الاخلاقي للسلّم الذليل مع الشرك والوثنية وعبادة الاصنام. 1- هل يمكن النظر لكل الحروب من زاوية واحدة؟ لا يمكن الاقرار ابداً بأن لكل الحروب ابعاداً متساوية وعللاً متشابهة. فالحرب ليست ظاهرة تجريبية تحصل في كل مرة بنفس العوامل التي تحصل لحرب اُخرى. فهي ليست تجربة كيميائية تضع فيها المواد المتفاعلة لتشرع بالتفاعل ومن ثمّ تنتج المادة المطلوبة. بل ان لكل حرب خصائصها ومظاهرها واسبابها. ومن هذا النمظار نستطيع ان ننظر _ بعين البصيرة _ الى معركة اُحد، فهي تختلف عن بدر الكبرى والخندق وخيبر. لا لانها وقعت في مكان وزمان مختلفين عن المعارك الاخرى، بل لان نظامها قد اختلّ بسبب عصيان بعض الرماة اوامر رسول الله (ص). فقد ارتكب هؤلاء الرماة تلك المعصية في وقت كان المفترض بهم طاعة قائدهم (ص)، وهم يحمون ثغر جيش المسلمين على جبل اُحد. واذا كان خللاً من هذا الحجم قد أوقع تلك الخسارة بالمسلمين، فما بالك لو كانت شخصية كشخصية علي (ع) غائبة عن الساحة العسكرية، فكيف كان حجم الخسارة؟ لا شك ان وجود بطل الابطال (ع) في الميدان منافحاً عن رسول الله (ص) ومدافعاً عن الدين الحنيف ومقاتلاً المشركين كان قد جنّب الاسلام حجماً عظيماً من الخسارة في وقت انهزم فيه المقاتلون عن ساحة المعركة. وقد امر الله سبحانه بحرمة الفرار وقت الزحف، فقال: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا إذا لَقيتُمُ الذينَ كَفَروا زَحفاً فلا تُولّوهُمُ الأدبارَ . ومَن يُولِّهِم يَومئذٍ دُبُرَهُ إلاّ مُتحرِّفاً لِقِتالٍ أو مُتحيّزاً إلى فِئَةٍ فَقد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ومأواهُ جَهنَّمُ وبِئسَ المصيرُ)[29]. فبيّن القرآن المجيد حكماً شرعياً خاصاً بالمعركة وهو حرمة استدبار العدو واستقبال جهة الهزيمة ؛ وخطاب تلك الآية عام غير مخصوص بوقت او بمعركة معينة. وعليه يتحمّل المنهزم من القتال غضباً من الله سبحانه فيكون موعده جهنم وبئس المصير. وقال تعالى في خصوص واقعة اُحد: (إنَّ الذينَ تَوَلَّوا مِنكُم يَومَ التَقى الجَمعانِ إنَّما استَزَلَّهُمُ الشيطانُ بِبَعضِ ما كَسَبُوا...)[30]. ولكنهم فروا على اية حال، ولا يثبت مع رسول الله (ص) الا الامام (ع) والقلة القليلة من المؤمنين. فالخطأ البشري في ساحة المعركة مهما كان صغيراً، يكلّف الجيش المقاتل خسارة عظيمة. وقد كان خطأ بعض المسلمين ممن عصوا رسول الله (ص) مدمّراً وقاتلاً بحيث كان الخطر مهيمناً على وجود الدين كله. ومنع أخطاء من ذاك القبيل مهمة ايضاً في منع حدوث خسارة من ذاك الحجم. ان الخسارة في الحرب لاي طرف، تعني تحطيم شبكة العلاقات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للطرف المنهزم. وهذا يعني ان الفشل في تحقيق النصر العسكري او النفسي على المشركين هو تحطيم للمباني التي قام عليها الدين من طاعة رسول الله (ص) والمؤاخاة الاجتماعية والعدالة الحقوقية والعبادات. ولذلك، فاننا لا نستطيع تفكيك طبيعة النظام الديني عن جيشه ومقاتليه من جهة ونظام الشرك وجيشه ومقاتليه من جهة اخرى. فالمقاتلون في كل طرف يعكسون الصورة الحقيقية لمجتمعهم ونظامهم السياسي والديني والاجتماعي. وفي ضوء ذلك نفهم ان الاختلال في ميزان القوى بين الايمان والشرك الذي احدثته معركة اُحد كان خطيراً للغاية. لكنه كان مؤقتاً، ذلك لان الاسلام كان يملك طاقات هائلة كامنة في نفوس اتباعه والمؤمنين به. فاذا كانت شجاعة علي (ع) قد منعت هزيمة الاسلام، وحافظت على حياة رسول الله (ص)، فانها كانت قادرة ايضاً على حصد النصر المؤزّر في معارك قادمة . 2 - ما هو البديل الاخلاقي للحرب؟ ربما يتسائل المرء: هل هناك بديل اخلاقي يستطيع ان يحلّ محلّ الحرب، والدمار الشامل التي يلحقها؟ والجواب على ذلك هو انه ليس هناك بديل اخلاقي عن الحرب غير الحرب. فالحرب الدفاعية التي يشنها المسلمون هي البديل الاخلاقي للحرب الهجومية التي يشنّها المشركون. والحرب الهجومية من قبل المسلمين هي البديل الاخلاقي لترك المشركين منغمسين في شركهم وفسقهم وفسادهم في الارض. والى ذلك اشار عزّ وجلّ: (قاتِلُوا الذينَ لا يُؤمِنونَ باللهِ ولا باليَومِ الآخرِ ولا يُحرِّمونَ ما حَرَّمَ اللهُ ورَسُولُهُ ولا يَدينونَ دينَ الحقِّ منَ الذينَ اوتُوا الكتابَ حتى يُعطوا الجِزيَةَ عن يَدٍ وهُم صاغِرون)[31]، (فإذا انسَلَخَ الأشهُرُ الحُرُمُ فاقتُلُوا المُشرِكينَ حيث وجدتُمُوهُم وخُذوهُم واحصرُوهم واقعُدُوا لهُم كُلَّ مَرصَدٍ فإن تابُوا وأقاموا الصلاةَ وآتوا الزكاةَ فَخلُّوا سَبيلَهُم إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ)[32]، (يا أيُّها الذينَ آمَنوا قاتِلُوا الذينَ يَلُونَكُم مِنَ الكُفّارِ ولِيَجِدوا فيكُم غِلظَةً واعلَمُوا أنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقينَ)[33]. فلا شك ان من الوظائف المشروعة للمسلمين في حرب هجومية يقوم بها الاعداء هو القيام بمهمة الدفاع. فالدفاع عن الدين والنفس والعرض والوطن هو الحد الأدنى الذي يتطلبه ميدان المعركة. والدفاع يعني مقاتلة العدو قتالاً شديداً حتى يتم ابعاد الخطر عن الاسلام او يتم افناء القوة المهاجمة. ومن الطبيعي فان الفرار لا يعدّ اسلوباً من اساليب الدفاع. بل هو الهزيمة بعينها، ولذلك فقد نهى القرآن الكريم التولي بعد الزحف، فقال: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا إذا لَقيتُمُ الذينَ كَفَروا زَحفاً فلا تُولُّوهم الأدبارَ)[34]. وتؤيده العديد من الروايات. «منها»: ان امير المؤمنين (ع) قال مشيراً الى الآية الكريمة السابقة: «ان الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال، ضلال في الدين وسلب للدنيا مع الذل والصغار، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال». و«منها»: ان ابا الحسن الرضا (ع) كتب في جواب بعض المسائل: «حرّم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين، والاستخفاف بالرسل والائمة العادلة، وترك نصرتهم على اعدائهم، والعقوبة لهم على ترك ما دعوا اليه من الاقرار بالربوبية واظهار العدل، وترك الجوار واماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين، وما يكون في ذلك من السبي والقتل وإبطال دين الله عزّ وجلّ وغيره من الفساد»[35]. ومن ذلك نستنتج بان الحرب ومقاتلة الاعداء، دفاعاً أو هجوماً، لا يتطلب قراراً سياسياً، بقدر ما يتطلب حكماً شرعياً وقراراً دينياً يتخذه الدين. لان النبي (ص) كان يدرك الموضوع الخارجي والحكم الشرعي وملاكه. وقد كان (ص) يستمد ذلك من الوحي والامداد السماوي. ان معركة اُحد رسمت الصورة الواضحة وهي: ان تغيير عقيدة الانسان من الشرك الى الايمان لا يتم عن طريق السلام والطرق السلمية، بل لابد من الحرب. واذا لم يفكر المسلمون بالهجوم، فان المشركين سوف يبدأون بالهجوم على المسلمين. فالمعركة اذن معركة بقاء او فناء لاحد الطرفين. فلا يمكن الغاء الحروب من الخريطة الاجتماعية للبشرية كما انه لا يمكن الغاء الامراض من الخريطة الصحية للبشر. فالامراض تحتاج الى علاج يتمثل بالدواء، كما ان الشرك يحتاج الى علاج من اجل ان يُجتثّ من جذوره الفاسدة، يتمثّل بالحرب. اذن ليس هناك من بديل في التعامل مع المشركين غير بديل الحرب. (نهاية ص 368) السابق صفحة التحميل الصفحة الرئيسية [1] «تأريخ الطبري» ج 2 ص 499. [2] «ينابيع المودة» - القندوزي باسناده عن علي بن الحسين. الباب الثالث عشر ص 64. [3] المهراس: ماء بجبل اُحد. [4] «الكامل في التأريخ» ج 2 ص 157. [5] «وسيلة المآل» - الحضرمي ص 225. و«اسنى المطالب» - الوصابي. الباب الحادي عشر ص 69. [6] «مفتاح النجاء» - البدخشاني باسناده عن قيس بن سعد عن ابيه ص 41. [7] سورة آل عمران: آية 144. [8] سورة آل عمران: آية 144. [9] «سيرة ابن هشام» ج 3 ص 64. [10] الاحابيش: من اجتمع الى العرب وانضم اليهم من غيرهم. [11] الظعن: جمع الظَعِينة وهي المرأة الراكبة في الهودج. وكانت الابل تحمل الهوادج. قال عمرو ابن كلثوم: قِفي قبل التفرق يا ظِعينَا نُخَبِّرْكِ اليقين وتُخبِرِينا «الصحاح» للجوهري ج 4 ص 216. [12] «تأريخ الطبري» ج 2 ص 501. [13] «تأريخ الطبري» ج 2 ص 501 – 514. [14] م. ن. – ج 2 ص 501 – 514. [15] كان حمزة عم النبي (ص) واخوه في الرضاعة ويكبره اربع سنين. دافع حمزة (رض) عن النبي (ص) يوم العقبة، حيث وقف هو وامير المؤمنين (ع) على العقبة ومعه السيف مخاطباً المشركين: «والله لا يجوز احد هذه العقبة الا ضربته بسيفي». وكان رسول الله (ص) ومن بايعه من الانصار في دار عبد المطلب في مكة. [16] «جوامع السيرة النبوية» - ابن حزم الاندلسي ص 138. [17] م. ن. – ص 138. [18] سورة آل عمران: آية 144. [19] سورة آل عمران: آية 146. [20] «التفسير الكبير» للرازي. تفسير آية 146 من سورة آل عمران. [21] «المصدر السابق». [22] سورة آل عمران: آية 155. [23] «جوامع السيرة النبوية» ص 129. [24] «بحار الانوار» للمجلسي ج 6 الطبعة الحجرية. [25] أي من الذي قُتل؟ [26] سورة النور: آية 62. [27] «الكامل في التأريخ». ج 2 ص 111. [28] تثنية جذماء أي: باليدين المقطوعتين. [29] سورة الانفال: آية 15 – 16. [30] سورة آل عمران: آية 155. [31] سورة التوبة: آية 29. [32] سورة التوبة: آية 5. [33] سورة التوبة: آية 123. [34] سورة الانفال: آية 15. [35] «علل الشرائع» - الشيخ الصدوق. باسناده عن ابن شاذان ان الامام الرضا (ع) كتب اليه فيما كتب من جواب مسائله.
|