( 280 ) الحر و القر

من خطبة للامام ( ع ) يستنهض فيها أصحابه : فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الحرّ ،

قلتم : هذه حمّارّة القيظ ، أمهلنا يسبّخ ( أي يخفف ) عنّا الحرّ . و إذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء ، قلتم : هذه صبّارة القرّ ، أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، كلّ هذا فرارا من الحرّ و القرّ . فإذا كنتم من الحرّ و القرّ تفرّون ، فأنتم و اللّه من السّيف أفرّ . ( الخطبة 27 ، 77 ) و قال ( ع ) عن عذاب أهل النار : و ألبسهم سرابيل القطران ، و مقطّعات النّيران . في عذاب قد اشتدّ حرّه ، و باب قد أطبق على أهله . في نار لها كلب و لجب ، و لهب ساطع ، و قصيف هائل . ( الخطبة 107 ، 212 )

[ 712 ]

و اعلموا أنّه ليس لهذا الجلد الرّقيق صبر على النّار ، فارحموا نفوسكم ، فإنّكم قد جرّبتموها في مصائب الدّنيا . أفرأيتم جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه ، و العثرة تدميه ، و الرّمضاء تحرقه ؟ فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر ، و قرين شيطان ؟ ( الخطبة 181 ، 331 ) و قال ( ع ) عن المحتضر : ففزع إلى ما كان عوّده الأطبّاء ، من تسكين الحارّ بالقارّ ،

و تحريك البارد بالحارّ . فلم يطفي‏ء ببارد إلاّ ثوّر حرارة ، و لا حرّك بحارّ إلاّ هيّج برودة . ( الخطبة 219 ، 419 ) و قال ( ع ) عن قصة الحديدة التي أحماها لأخيه الضرير عقيل : فأحميت له حديدة ، ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضجّ ضجيج ذي دنف ( أي مرض ) من ألمها . و كاد أن يحترق من ميسمها . فقلت له : ثكلتك الثّواكل يا عقيل أتئنّ من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، و تجرّني إلى نار سجّرها ( أي أضرمها ) جبّارها لغضبه أتئنّ من الأذى ،

و لا أئنّ من لظى ؟ . ( الخطبة 222 ، 426 )