النصوص :

قال الامام علي ( ع ) :

ثمّ أنشأ سبحانه فتق الأجواء ، و شقّ الأرجاء ، و سكائك الهواء . فأجرى فيها ماء متلاطما تيّاره ، متراكما زخّاره ( يستفاد من هذا الكلام أن اللّه سبحانه خلق في الفضاء ماء من نوع خاص ، ثم سلط عليه ريحا حتى ارتفع فخلق منه الاجرام العليا .

و المقصود بالماء هنا ، الجوهر السائل الذي هو أصل كل الاجسام ) حمله على متن الرّيح العاصفة ، و الزّعزع القاصفة ، فأمرها بردّه و سلّطها على شدّه ، و قرنها إلى حدّه .

الهواء من تحتها فتيق ( أي منبسط ) ، و الماء من فوقها دقيق ( أي متدفق ) .

ثمّ أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبّها ، و أدام مربّها ، و أعصف مجراها ، و أبعد منشأها ،

فأمرها بتصفيق الماء الزّخّار ، و إثارة موج البحار ، فمخضته مخض السّقاء ، و عصفت به عصفها بالفضاء . تردّ أوّله إلى آخره ، و ساجيه إلى مائره ، حتّى عبّ عبابه ، و رمى بالزّبد ركامه ، فرفعه في هواء منفتق ، و جوّ منفهق ( أي واسع مفتوح ) فسوّى منه سبع

[ 779 ]

سموات ، جعل سفلاهنّ موجا مكفوفا ، و علياهنّ سقفا محفوظا ، و سمكا مرفوعا ، بغير عمد يدعمها ، و لا دسار ينظمها . ( الخطبة 1 ، 26 ) و قال ( ع ) في صفة خلق السماء : و نظم بلا تعليق رهوات فرجها ، و لاحم صدوع انفراجها ، و وشّج بينها و بين أزواجها ( أي أمثالها و قرائنها ) . . . و ناداها بعد إذ هي دخان ، فالتحمت عرى أشراجها ( جمع شرج و هي المجرة ) ، و فتق بعد الإرتتاق صوامت أبوابها . ( الخطبة 89 ، 2 ، 165 ) و كان من اقتدار جبروته ، و بديع لطائف صنعته ، أن جعل من ماء البحر الزّاخر المتراكم المتقاصف يبسا جامدا ، ثمّ فطر منه أطباقا ، ففتقها سبع سموات بعد ارتتاقها ، فاستمسكت بأمره ، و قامت على حدّه . ( الخطبة 209 ، 403 )