قال الامام علي ( ع ) :
ما هي إلاّ الكوفة أقبضها و أبسطها ، إن لم تكوني إلاّ أنت تهبّ أعاصيرك ،
فقبّحك اللّه ( أي إن لم يكن لي من الدنيا ملك الا الكوفة ذات الفتن فأبعدها اللّه ) .
و تمثل بقول الشاعر :
لعمر أبيك الخير يا عمرو إنّني على وضر من ذا الإناء قليل ( الخطبة 25 ، 72 ) كأنّي بك يا كوفة ، تمدّين مدّ الأديم العكاظيّ ( كناية عن كثرة الظلم الذي سينزل بها ) ، تعركين بالنّوازل ، و تركبين بالزّلازل . و إنّي لأعلم أنّه ما أراد بك جبّار سوءا إلاّ ابتلاه اللّه بشاغل ، و رماه بقاتل . ( الخطبة 47 ، 104 ) أيّها القوم الشّاهدة أبدانهم ، الغائبة عنهم عقولهم ، المختلفة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم . صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه ، و صاحب أهل الشّام يعصي اللّه و هم يطيعونه . لوددت و اللّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم ، فأخذ منّي عشرة منكم و أعطاني رجلا منهم . يا أهل الكوفة ، منيت منكم بثلاث و اثنتين :
صمّ ذوو أسماع ، و بكم ذوو كلام ، و عمي ذوو أبصار . لا أحرار صدق عند اللّقاء ،
و لا إخوان ثقة عند البلاء تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها كلّما جمعت من جانب تفرّقت من آخر ، و اللّه لكأنّي بكم فيما إخالكم : أن لو حمس الوغى ، و حمي الضّراب ، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها ( عند الولادة أو عند ما يشهر عليها سلاح ) . و إنّي لعلى بيّنة من ربّي ، و منهاج من نبيّي . و إنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا . ( الخطبة 95 ، 189 ) قال ( ع ) يتنبأ بظهور عبد الملك بن مروان : لكأنّي أنظر إلى ضلّيل قد نعق بالشّام ،
[ 537 ]
و فحص براياته في ضواحي كوفان . . . هذا و كم يخرق الكوفة من قاصف ، و يمرّ عليها من عاصف . . ( الخطبة 99 ، 194 ) أمّا و اللّه ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف ( أي الحجاج ) الذّيّال الميّال . يأكل خضرتكم و يذيب شحمتكم . إيه أبا وذحة ( و هي الخنفساء ، التي لدغته فمات بسببها ) . ( الخطبة 114 ، 225 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة ، عند مسيره من المدينة الى البصرة لحرب الجمل : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة جبهة الأنصار ، و سنام العرب .
أمّا بعد فإنّي أخبركم عن أمر عثمان . . . و اعلموا أنّ دار الهجرة قد قلعت بأهلها و قلعوا بها . و جاشت جيش المرجل . و قامت الفتنة على القطب . فأسرعوا إلى أميركم ،
و بادروا جهاد عدوّكم . إن شاء اللّه عزّ و جلّ . ( الخطبة 240 ، 442 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة : و جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم ، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته ، و الشّاكرين لنعمته . فقد سمعتم و أطعتم ، و دعيتم فأجبتم . ( الخطبة 241 ، 443 ) . . . . و ليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا ، من أهل العراق على الآخرة . ( الخطبة 256 ، 455 ) من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة ، عند مسيره من المدينة الى البصرة : أمّا بعد ، فإنّي خرجت من حيّي هذا : إمّا ظالما و إمّا مظلوما ، و إمّا باغيا و إمّا مبغيا عليه . و إنّي أذكّر اللّه من بلغه كتابي هذا ، لمّا نفر إليّ ( لما بمعنى إلا ) ، فإن كنت محسنا أعانني ، و إن كنت مسيئا استعتبني . ( الخطبة 296 ، 543 ) من كتاب له ( ع ) الى أبي موسى الاشعري ، و هو عامله على الكوفة ، و قد بلغه عنه تثبيطه الناس عن الخروج اليه ، لما ندبهم لحرب أصحاب الجمل : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن قيس .
أمّا بعد ، فقد بلغني عنك قول هو لك و عليك ، فإذا قدم رسولي عليك فارفع ذيلك ، و اشدد مئزرك ( كناية عن التشمير للجهاد ) ، و اخرج من جحرك ، و اندب من
[ 538 ]
معك . فإن حقّقت فانفذ ، و إن تفشّلت فابعد ( أي ان أخذت بالحق فامض الينا ، و ان جبنت فابعد عنا ) و أيم اللّه لتؤتينّ من حيث أنت ، و لا تترك حتّى يخلط زبدك بخاثرك و ذائبك بجامدك ( كناية عن الحيرة في الامر ) ، و حتّى تعجل في قعدتك ( أي يحال بينك و بين جلستك في الولاية ) ، و تحذر من أمامك كحذرك من خلفك ، و ما هي بالهوينا الّتي ترجو ، و لكنّها الدّاهية الكبرى ، يركب جملها ، و يذلّ صعبها ،
و يسهّل جبلها . فاعقل عقلك ، و املك أمرك ، و خذ نصيبك و حظّك . فإن كرهت فتنحّ إلى غير رحب و لا في نجاة ، فبالحريّ لتكفينّ و أنت نائم ( أي انا لنكفيك القتال و نظفر فيه و أنت نائم خامل لا يسأل عنك ، نفعل ذلك بالوجه الحري بنا أن نفعله ) حتّى لا يقال : أين فلان ؟ و اللّه إنّه لحقّ مع محقّ ، و ما أبالي ما صنع الملحدون . و السّلام . ( الخطبة 302 ، 549 )