( 251 ) حق اللّه تعالى على عباده

قال الامام علي ( ع ) :

في آخر الخطبة الشقشقية : أمّا و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة ، لو لا حضور الحاضر ،

[ 658 ]

و قيام الحجّة بوجود النّاصر ، و ما أخذ اللّه على العلماء ، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم و لا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها . . . ( الخطبة 3 ، 44 ) و ما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 162 ) فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ،

مات شهيدا ، و وقع أجره على اللّه . ( الخطبة 188 ، 353 ) عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ، فإنّها حقّ اللّه عليكم ، و الموجبة على اللّه حقّكم .

( الخطبة 189 ، 354 ) فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها ) لعبادته ، و اخرجوا إليه من حقّ طاعته . ( الخطبة 196 ، 388 ) و من خطبة له ( ع ) خطبها بصفين : . . . و لو كان لأحد أن يجري له و لا يجرى عليه ،

لكان ذلك خالصا للّه سبحانه دون خلقه . لقدرته على عباده ، و لعدله في كلّ ما جرت عليه صروف قضائه . و لكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه ، و جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلا منه ، و توسّعا بما هو من المزيد أهله .

ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، و يوجب بعضها بعضا ، و لا يستوجب بعضها إلاّ ببعض . ( الخطبة 214 ، 410 ) و قال ( ع ) : و إذا غلبت الرّعيّة واليها ، أو أجحف الوالي برعيّته . . . فهنالك تذلّ الأبرار ، و تعزّ الأشرار ، و تعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، و حسن التّعاون عليه ، فليس أحد و إن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، و طال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . و لكن من واجب حقوق اللّه على عباده النّصيحة بمبلغ جهدهم ، و التّعاون على إقاقة الحقّ بينهم . و ليس امرؤ و إن عظمت في الحقّ منزلته ، و تقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله اللّه من حقّه ، و لا امرؤ و إن صغّرته النّفوس ، و اقتحمته العيون بدون أن يعين

[ 659 ]

على ذلك أو يعان عليه .

فأجابه عليه السلام رجل من أصحابه بكلام طويل ، يكثر فيه الثناء عليه ، و يذكر سمعه و طاعته له . فقال عليه السلام :

إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه ، و جلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه . و إنّ أحقّ من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه ، و لطف إحسانه إليه . فإنّه لم تعظم نعمة اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما . ( الخطبة 214 ، 410 ) إنّ للّه في كلّ نعمة حقا ، فمن أدّاه حفظها ، و من قصّر عنه خاطر بزوال نعمته .

( 244 ح ، 610 )