مدخل :

كان اول الخارجين على الامام علي ( ع ) بعد بيعته طلحة و الزبير و عائشة ، و ذلك بدعوى المطالبة بدم عثمان ، و اتهامهم الامام ( ع ) باشتراكه في ذلك . و قام معاوية ايضا يتخذ من قميص عثمان حجة له في حرب الامام علي « ع » . و لقد كان الامام ( ع ) يمحض عثمان النصيحة دائما ، فآثر عثمان ان يسير على هوى مروان بن الحكم ، حتى كانت المحنة بقتله و ذبحه . و كانت بين معاوية و عثمان معاهدة حماية اذا ما تعرض عثمان للخطر المرتقب .

فلما وقع الخليفة في الخطر ، و كان معتمدا كلية على حماية معاوية ، تثاقل معاوية عن حمايته حتى ذبح في داره . هذا و كان طلحة و الزبير من أكبر المحرضين على الفتنة ضد عثمان في حياته ، و كانت عائشة تدعو الناس لقتله في مقالتها المشهورة « اقتلوا نعثلا ، قتل اللّه نعثلا » . فلما توفي قامت تطالب الامام ( ع ) بدم عثمان ، و تحرض طلحة و الزبير لقتاله ،

حتى كانت فتنة الجمل ، ثم فتنة صفين ، و من بعدها فتنة النهروان . فكانت مهمة الامام ( ع ) في مدة خلافته التي قاربت الاربع سنوات ، اعادة الاستقرار الداخلي للمجتمع الاسلامي ، و تطهيره من الناكثين و المارقين و القاسطين . و هي مهمة تفوق في

[ 492 ]

أهميتها الفتوح الخارجية ، لان التفكك الداخلي الذي أصاب الرقعة الاسلامية كاد يعرضها للغزو الخارجي و الاضمحلال .

يراجع المبحث ( 145 ) دور معاوية في قتل عثمان .

تراجع المباحث ( 191 ) طلحة و الزبير و ( 190 ) عائشة و ( 196 ) معاوية من الفصول التالية .