( 161 ) كميل بن زياد النخعي

و من كتاب له ( ع ) الى كميل بن زياد ، و هو عامله على ( هيت ) ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة : أمّا بعد ، فإنّ تضييع المرء ما ولّي ، و تكلّفه ما كفي ، لعجز حاضر ، و رأي متبّر . و إنّ تعاطيك الغارة على أهل قرقيسيا ، و تعطيلك مسالحك الّتي ولّيناك ، ليس بها من يمنعها و لا يردّ الجيش عنها ، لرأي شعاع .

فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك ، غير شديد المنكب ،

و لا مهيب الجانب ، و لا سادّ ثغرة ، و لا كاسر لعدوّ شوكة ، و لا مغن عن أهل مصره ،

و لا مجز عن أميره . ( الخطبة 300 ، 546 ) و قال ( ع ) لكميل : يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ، و يدلجوا في

[ 460 ]

حاجة من هو نائم . فو الّذي وسع سمعه الأصوات ، ما من أحد أودع قلبا سرورا إلاّ و خلق اللّه له من ذلك السّرور لطفا . فإذا نزلت به نائبة جرى إليها ، كالماء في انحداره حتّى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل . ( 257 ح ، 612 )