( 221 ) سياسة ( العمال على البلاد )

و يتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك الاشتر قائلا : ثمّ انظر في أمور عمّالك فاستعملهم اختبارا ( أي و لهم الاعمال بعد الامتحان ) ، و لا تولّهم محاباة و أثرة ، فإنّهما جماع من شعب الجور و الخيانة . و توخّ منهم أهل التّجربة و الحياء ، من أهل البيوتات الصّالحة و القدم في الإسلام المتقدّمة ، فإنّهم أكرم أخلاقا و أصحّ أعراضا ، و أقلّ في المطامع إشراقا ، و أغلب في عواقب الأمور نظرا . ثمّ أسبغ عليهم الأرزاق ، فإنّ ذلك قوّة لهم على استصلاح أنفسهم ، و غنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم ، و حجّة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك . ثمّ تفقّد أعمالهم و ابعث العيون من أهل

[ 609 ]

الصّدق و الوفاء عليهم ، فإنّ تعاهدك في السّرّ لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة و الرّفق بالرّعيّة . و تحفّظ من الأعوان ، فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك ، اكتفيت بذلك شاهدا ، فبسطت عليه العقوبة في بدنه ، و أخذته بما أصاب من عمله . ثمّ نصبته بمقام المذلّة ، و وسمته بالخيانة ،

و قلّدته عار التّهمة . ( الخطبة 292 ، 3 ، 527 )