( 201 ) محمد بن أبي بكر ( و أخبار مصر )

من كلام له ( ع ) لما قلّد محمد بن أبي بكر مصر ، فملكت عليه و قتل : و قد أردت تولية مصر هاشم بن عتبة . و لو ولّيته إيّاها لما خلّى لهم العرصة ( أي لما جعل لهم مجالا للمغالبة ) ،

و لا أنهزهم الفرصة ( الضمير راجع للاعداء ) . بلا ذمّ لمحمّد بن أبي بكر ، و لقد كان إليّ حبيبا ، و كان لي ربيبا . ( الخطبة 66 ، 122 ) و من كتاب له ( ع ) الى محمد بن أبي بكر ، لما بلغه توجده من عزله بمالك الاشتر عن مصر ،

ثم توفي الاشتر أثناء توجهه الى هناك و قبل وصوله اليها : أمّا بعد ، فقد بلغني موجدتك من تسريح ( أي ارسال ) الأشتر إلى عملك ، و إنّي لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهد ، و لا ازديادا لك في الجدّ . و لو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لولّيتك ما هو أيسر عليك مؤونة ، و أعجب إليك ولاية .

إنّ الرّجل الّذي كنت ولّيته أمر مصر ( يقصد مالك الاشتر ) كان رجلا لنا ناصحا ،

و على عدوّنا شديدا ناقما . فرحمه اللّه فلقد استكمل أيّامه ، و لاقى حمامه ، و نحن عنه راضون . أولاه اللّه رضوانه ، و ضاعف الثّواب له فأصحر لعدوّك ، و امض على بصيرتك ، و شمّر لحرب من حاربك ، و ادع إلى سبيل ربّك ، و أكثر الإستعانة باللّه يكفك ما أهمّك ، و يعنك على ما ينزل بك . إن شاء اللّه . ( الخطبة 273 ، 492 )

[ 576 ]

و من كتاب له ( ع ) إلى عبد اللّه بن العباس ، بعد مقتل محمد بن أبي بكر : أمّا بعد ، فإنّ مصر قد افتتحت ، و محمّد بن أبي بكر رحمه اللّه قد استشهد . فعند اللّه نحتسبه ولدا ناصحا ، و عاملا كادحا ، و سيفا قاطعا ، و ركنا دافعا . و قد كنت حثثت النّاس على لحاقه ، و أمرتهم بغياثه قبل الوقعة ، و دعوتهم سرّا و جهرا ، و عودا و بدءا ، فمنهم الآتي كارها ، و منهم المعتلّ كاذبا ، و منهم القاعد خاذلا ، أسأل اللّه تعالى أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا . فو اللّه لو لا طمعي عند لقائي عدوّي في الشّهادة ، و توطيني نفسي على المنيّة ، لأحببت الاّ أبقى مع هؤلاء يوما واحدا ، و لا ألتقي بهم أبدا .

( الخطبة 274 ، 493 ) و قال ( ع ) لما بلغه قتل محمد بن أبي بكر : إنّ حزننا عليه على قدر سرورهم به ، إلاّ أنّهم نقصوا بغيضا و نقصنا حبيبا . ( 325 ح ، 631 )