مدخل :

دلت الاخبار الشريفة على أنّ محبة الامام علي ( ع ) جزء من الايمان ، و أنه لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه الا منافق ، كقول النبي ( ص ) : « يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ، و لا يبغضك إلاّ منافق » . و كان الولد يعرف فيما اذا كان ابن حلال من محبته لعلي ( ع ) فاذا أبغضه شك في أصله ، و مصداق ذلك قول صفي الدين الحلى :

و إني قد خبرت بك البرايا
فأنت محكّ اولاد الحلال

حتى اصبحت محبة علي ( ع ) محكا لنقاء الناس ، كالمبرد الذي يختبر به نقاء الذهب من غشه ،

كما قال الشاعر :

اذا ما التبرحكّ على محكّ
تبين غشه من دون شكّ

و فينا الغش و الذهب المصفى
( عليّ ) بيننا شبه المحكّ

هذا و كان في علم الامام علي ( ع ) أنّ بعض الناس سوف يحبونه حبا زائدا حتى يعبدوه ،

بينما بعضهم الآخر سوف يبغضونه حتى يسبوه . فأمر عليه السلام أتباعه و شيعته أن يسلكوا الطريق الوسط في محبته ، حتى لا يهلكوا .

[ 360 ]