قال الامام علي ( ع ) :
عن خلق السماء : ثمّ زيّنها بزينة الكواكب ، و ضياء الثّواقب ، و أجرى فيها سراجا مستطيرا و قمرا منيرا . في فلك دائر ، و سقف سائر ، و رقيم مائر ( الرقيم اسم من أسماء الفلك ،
و المائر المتحرك ) . ( الخطبة 1 ، 27 ) و قال ( ع ) عن كيفية خلق السماء : و ناداها بعد إذ هي دخان ، فالتحمت عرى أشراجها ،
و فتق بعد الإرتتاق صوامت أبوابها . ( الخطبة 89 ، 2 ، 166 ) تعليق :
يتصور علماء الفلك اليوم ان اول نشوء الكون كان نتيجة انفجار كبير شاع منه دخان مؤلف من دقائق ناعمة ، و ساد عندها في الكون سكون و ظلام دامس ، ثم بدأت الذرات تتجمع في مناطق معينة مشكلة أجراما ، ما لبثت أن بدأت فيها التفاعلات النووية ، التي جعلت هذه الاجرام نجوما مضيئة . و في قول الامام فالتحمت عرى اشراجها ، تشبيه لنجوم المجرة بالحلقات المرتبطة ببعضها بوشاج الجاذبية و التأثير المتبادل . و بعد نشوء النجوم الملتهبة الدائرة بدأت تقذف بالحمم التي شكلت الكواكب السيارة كالارض و غيرها ،
[ 780 ]
و هو ما عبر عنه الامام ( ع ) بالفتق بعد الارتتاق .
ثم قال ( ع ) : و أقام رصدا من الشّهب الثّواقب على نقابها ، و أمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده ( أي بقوته ) ، و أمرها أن تقف مستسلمة لأمره . ( الخطبة 89 ، 2 ، 166 ) تعليق :
قوله ( ع ) : و أقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها ، يشير بذلك ( ع ) الى ما أثبته العلم الحديث من ان الشهب تغذي بعض أجرام الكواكب بما نظمه لها من التفاتق ، فما نقب و خرق من جرم عوض بالشهاب . ثم قال ( ع ) : و أمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده ، أي أمسك الكواكب من ان تضطرب في الهواء بقوته ، و أمرها أن تقف مستسلمة لأمره ، أي تلتزم مراكزها لا تفارق مداراتها ) .
و جعل شمسها آية مبصرة لنهارها ، و قمرها آية ممحوّة من ليلها ، و أجراهما في مناقل مجراهما ، و قدّر سيرهما في مدارج درجهما ، ليميّز بين اللّيل و النّهار بهما ، و ليعلم عدد السّنين و الحساب بمقاديرهما . ( الخطبة 89 ، 2 ، 166 ) و قال ( ع ) : أيّها النّاس سلوني قبل أن تفقدوني ، فلأنا بطرق السّماء أعلم منّي بطرق الأرض . ( الخطبة 187 ، 350 ) و سئل ( ع ) : كم المسافة بين المشرق و المغرب ؟
فقال عليه السلام : مسيرة يوم للشّمس . ( 294 ح ، 626 ) و قال ( ع ) من دعاء له في الصباح :
يا من دلع لسان الصّباح بنطق تبلّجه ( دلع أي أخرج ) ،
و سرّح قطع اللّيل المظلم بغياهب تلجلجه ،
و اتقن صنع الفلك الدّوار في مقادير تبرّجه ( التبرج من الابراج ) ،
و شعشع ضياء الشّمس بنور تأجّجه . ( مستدرك 35 ) و قيل له ( ع ) كم بين السماء و الارض ؟ فقال : دعوة مستجابة . ( مستدرك 164 ) و سئل عليه السلام عن أصغر عدد يقسم على الاعداد الطبيعية من واحد الى تسعة بدون باق ، فقال على الفور : اضرب أيّام أسبوعك في أيّام سنتك . ( مستدرك 164 )
[ 781 ]
توضيح :
المقصود بعدد أيام السنة 360 يوما ، و اذا حللنا هذا العدد الى عوامله الاولية وجدنا 2 3 3 2 5 360 اذن فهو يقسم على كل الاعداد الطبيعية ما عدا السبعة ، فاذا ضربنا 360 ب 7 و هو عدد أيام الاسبوع حصلنا على 2520 و هو العدد الذي يقسم على الاعداد الطبيعية من 1 الى 9 بدون باقي .