( 57 ) تفسير بعض الآيات القرآنية

( فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب . فضحك عليه السلام .

و قال للرجل و كان كلبيّا ) يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، و إنّما هو تعلّم من ذي علم . و إنّما علم الغيب : علم السّاعة ، و ما عدّده اللّه سبحانه بقوله : إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ . . . الآية . فيعلم اللّه سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، و قبيح أو جميل ،

و سخيّ أو بخيل ، و شقيّ أو سعيد ، و من يكون في النّار حطبا ، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا . فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه ، و ما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيّه ،

فعلّمنيه . و دعا لي بأن يعيه صدري ، و تضطمّ ( أي تنضم ) عليه جوانحي ( الجوانح : هي الأضلاع تحت الترائب ممّا يلي الصدر ) . ( الخطبة 126 ، 239 ) و قد جعل اللّه سبحانه الإستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق ، فقال سبحانه :

اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدَْكُمْ بِأمْوالٍ وَ بَنِينَ ،

وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنهاراً . فرحم اللّه امرأ استقبل توبته ، و استقال خطيئته ،

و بادر منيّته . ( الخطبة 141 ، 253 ) قال له رجل : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن الفتنة ، فقال ( ع ) : إنّه لمّا أنزل اللّه سبحانه قوله : الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بين أظهرنا . فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة الّتي أخبرك اللّه تعالى بها ؟ فقال : « يا عليّ ، إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي » . فقلت :

يا رسول اللّه ، أو ليس قد قلت لي يوم أحد ، حيث استشهد من استشهد من المسلمين ،

و حيزت عنّي الشّهادة ، فشقّ ذلك عليّ ، فقلت لي : « أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك » . فقال لي : « إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ » فقلت : يا رسول اللّه ،

[ 219 ]

ليس هذا من مواطن الصّبر ، و لكن من مواطن البشرى و الشّكر . و قال : « يا عليّ ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، و يمنّون بدينهم على ربّهم ، و يتمنّون رحمته ، و يأمنون سطوته ، و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة ، و الأهواء السّاهية . فيستحلّون الخمر بالنّبيذ ، و السّحت بالهديّة ، و الرّبا بالبيع » . قلت : يا رسول اللّه ، فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك ؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : « بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 275 ) ألا و إنّ القدر السّابق قد وقع ، و القضاء الماضي قد تورّد . و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته . قال اللّه تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَنْ لا تَخَافُوا وَ لا تَحْزَنُوا ، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . و قد قلتم : ( ربّنا اللّه ) فاستقيموا على كتابه ، و على منهاج أمره ، و على الطّريقة الصّالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ،

و لا تبتدعوا فيها ، و لا تخالفوا عنها . ( الخطبة 174 ، 314 ) و اعلموا أنّه مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده . ( الخطبة 181 ، 331 ) و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، و لا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ . و قال تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ . فلم يستنصركم من ذلّ ، و لم يستقرضكم من قلّ .

استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . و استقرضكم و لَهُ خَزَائِنُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ ، و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللّه في داره . رافق بهم رسله ، و أزارهم ملائكته ، و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ، و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . ( الخطبة 181 ، 332 ) يقول لمن أراد كونه كُنْ فَيَكُونُ ، لا بصوت يقرع ، و لا بنداء يسمع ، و إنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه و مثّله . ( 184 ، 343 ) وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى‏ الْجَنَّةِ زُمَراً . قد أمن العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار ، و اطمأنّت بهم الدّار ، و رضوا المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا

[ 220 ]

زاكية ، و أعينهم باكية . و كان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا و انقطاعا . فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها في ملك دائم ، و نعيم قائم . ( الخطبة 188 ، 352 ) و قال ( ع ) عن التقوى : فما أقلّ من قبلها ، و حملها حقّ حملها أولئك الأقلون عددا ،

و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول : وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ . ( الخطبة 189 ، 354 ) فلا تعتبروا الرّضى و السّخط بالمال و الولد ، جهلا بمواقع الفتنة ، و الإختبار في موضع الغنى و الإقتدار ، فقد قال سبحانه و تعالى : أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنيِنَ ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ ، بَلْ لا يَشْعُرُونَ . فإنّ اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم ، بأوليائه المستضعفين في أعينهم . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) أيّها النّاس ، إنّما يجمع النّاس الرّضى و السّخط ، و إنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد ،

فعمّهم اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضى ، فقال سبحانه : فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ .

فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة ، خوار السّكّة المحماة في الأرض الخوّارة .

( الخطبة 199 ، 395 ) قال ( ع ) بعد تلاوته أَلهاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى‏ زُرْتُمُ المَقَابِرَ : يا له مراما ما أبعده و زورا ( أي زائرين ) ما أغفله و خطرا ما أفظعه لقد استخلوا منهم أيّ مدّكر ، و تناوشوهم من مكان بعيد أ فبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون . يرتجعون منهم أجسادا خوت ، و حركات سكنت . و لأن يكونوا عبرا ، أحقّ من أن يكونوا مفتخرا . و لأن يهبطوا بهم جناب ذلّة ، أحجى من أن يقوموا بهم مقام عزّة لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة ،

و ضربوا منهم في غمرة جهالة . و لو استنطقوا عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية ،

و الرّبوع الخالية ، لقالت : ذهبوا في الأرض ضلاّلا ، و ذهبتم في أعقابهم جهّالا .

تطؤون في هامهم ، و تستثبتون في أجسادهم . و ترتعون فيما لفظوا ، و تسكنون فيما خرّبوا . و إنّما الأيّام بينكم و بينهم بواك و نوائح عليكم . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 375 ) الموت و القبر و صفة الموتى » . ( الخطبة 219 ، 415 ) و قال ( ع ) بعد تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ

[ 221 ]

اللّه : إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء للقلوب . تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد المعاندة . و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ،

و في أزمان الفترات ، عباد ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات عقولهم . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 363 ) صفات المتقين » . ( الخطبة 220 ، 420 ) و قال ( ع ) عند تلاوته : يا أَيُّها الإنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ : ( الانسان ) أدحض مسؤول حجّة ، و أقطع مغترّ معذرة . لقد أبرح جهالة بنفسه .

يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، و ما غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة نفسك ؟ .

« تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 359 ) التنبيه من الغفلة » . ( الخطبة 221 ، 423 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فاسلامنا قد سمع ، و جاهليّتنا لا تدفع ، و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و تعالى : وَ أُولُو الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى‏ النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤَْمِنينَ . فنحن مرّة أولى بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . ( الخطبة 267 ، 469 ) طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها ، و عركت بجنبها بؤسها ، و هجرت في اللّيل غمضها . حتّى إذا غلب الكرى عليها ، افترشت أرضها ، و توسّدت كفّها . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُوْلئِكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلا إِنْ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 509 ) و قال ( ع ) في عهده لمالك الأشتر : و اردد إلى اللّه و رسوله ، ما يضلعك من الخطوب ،

و يشتبه عليك من الأمور . فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوِلي الأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى‏ اللّهِ وَ الرَّسُولِ .

فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ بمحكم كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) ثم قال ( ع ) : و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك ، أو التّزيّد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك . فإنّ المنّ يبطل الإحسان ، و التّزيّد يذهب بنور الحقّ ،

[ 222 ]

و الخلف يوجب المقت عند اللّه و النّاس . قال اللّه تعالى : كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ . ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن العباس ، و هو عامله على مكة : و مر أهل مكّة ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا ، فإنّ اللّه سبحانه يقول : سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَ الْبادِ . فالعاكف : المقيم به ، و البادي : الّذي يحجّ إليه من غير أهله . ( الخطبة 306 ، 555 ) و حكى عنه الإمام الباقر ( ع ) أنّه قال : كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه ، و قد رفع أحدهما ، فدونكم الآخر فتمسّكوا به . أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . و أمّا الأمان الباقي فالإستغفار . قال اللّه تعالى : وَ ما كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيْهِمْ ، وَ ما كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . ( 88 ح ، 580 ) لا يقولنّ أحدكم « اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » . لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة ، و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ اللّه سبحانه يقول : وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ . و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب ، لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . ( 93 ح ، 581 ) و قال ( ع ) : إنّ أولى النّاس بالأنبياء ، أعلمهم بما جاؤوا به ، ثمّ تلا : إِنَّ أَوْلَى‏ النَّاسِ بِإبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَ هذَا النَّبِيّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا . ثمّ قال : إنّ وليّ محمّد من أطاع اللّه ،

و إن بعدت لحمته ، و إنّ عدوّ محمّد من عصى اللّه ، و إن قربت قرابته . ( 96 ح ، 581 ) و سمع رجلا يقول : إِنَّا لِلّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فقال عليه السّلام : إنّ قولنا ( إنّا للّه ) إقرار على أنفسنا بالملك ، و قولنا ( و إنّا إليه راجعون ) إقرار على أنفسنا بالهلك . ( 99 ح ، 582 ) لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها ، عطف الضّروس على ولدها ، و تلا عقيب ذلك :

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى‏ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمْ الْوارِثِينَ .

( 209 ح ، 604 ) و سئل ( ع ) عن قوله تعالى : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ؟ . فقال : هي القناعة . ( 229 ح ، 607 )

[ 223 ]

و قال ( ع ) في قوله تعالى : إنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإحْسانِ . العدل : الإنصاف ، و الإحسان :

التّفضّل . ( 231 ح ، 608 ) معاشر النّاس ، اتّقوا اللّه . فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف يتركه . و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه . أصابه حراما ، و احتمل به آثاما . فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا ، قد خَسِرَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةَ ، ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ المُبِينُ .

( 344 ح ، 635 ) لا تأمننّ على خير هذه الأمّة عذاب اللّه ، لقوله تعالى : فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ . و لا تيأسنّ لشرّ هذه الأمّة من روح اللّه ، لقوله تعالى : إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ . ( 377 ح ، 643 ) و قال ( ع ) : الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن : قال اللّه سبحانه : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى‏ ما فَاتَكُمْ ، وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتَاكُمْ . و من لم يأس على الماضي ، و لم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزّهد بطرفيه . ( 439 ح ، 655 ) يأتي على النّاس زمان عضوض ، يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك .

قال اللّه سبحانه : وَ لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ . ( 468 ح ، 660 ) روى أن ابن الكواء سأله و هو يخطب ، فقال : ما الذّاريات ذروا ؟ قال ( ع ) : الرّياح .

قال : فالحاملات وقرا ؟ قال ( ع ) : السّحاب . قال : فالجاريات يسرا ؟ قال ( ع ) : السّفن .

قال : فالمقسّمات أمرا ؟ قال ( ع ) : الملائكة . ( مستدرك 163 )

[ 224 ]

[ 225 ]