يراجع المبحث ( 212 ) و ( 213 ) وصايا الامام ( ع ) لعماله من كلام له ( ع ) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان : و اللّه لو وجدته قد تزوّج به النّساء ، و ملك به الإماء ، لرددته ، فإنّ في العدل سعة . و من ضاق عليه العدل ، فالجور عليه أضيق . ( الخطبة 15 ، 55 ) الذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، و القويّ عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه .
( الخطبة 37 ، 96 )
[ 382 ]
و لقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها ، و أصبحت أخاف ظلم رعيّتي . . أيّها القوم . . صاحبكم يطيع اللّه و أنتم تعصونه . ( الخطبة 95 ، 188 ) لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة ، و ليس أمري و أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه و أنتم تريدونني لأنفسكم . أيّها النّاس ، أعينوني على أنفسكم ، و ايم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه ، و لأقودنّ الظّالم بخزامته ، حتّى أورده منهل الحقّ و إنّ كان كارها . ( الخطبة 134 ، 247 ) و لا تظنّوا بي استثقالا في حقّ قيل لي ، و لا التماس إعظام لنفسي ، فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه .
فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل . ( الخطبة 214 ، 412 ) و قال ( ع ) يتبرأ من الظلم : و اللّه لأن أبيت على حسك السّعدان مسهّدا ( الحسك : الشوك .
و السعدان نبت له شوك ترعاه الابل ) ، أو أجرّ في الأغلال مصفّدا ، أحبّ إليّ من أن ألقى اللّه و رسوله يوم القيامة ، ظالما لبعض العباد ، و غاصبا لشيء من الحطام .
و كيف أظلم أحدا ، لنفس يسرع إلى البلى قفولها ، و يطول في الثّرى حلولها ؟ ( الخطبة 222 ، 425 ) و اللّه لقد رأيت عقيلا و قد أملق ( أي اشتد فقره ) ، حتّى استماحني من برّكم ( أي استعطاني من قمحكم ) صاعا . و رأيت صبيانه شعث الشّعور ، غبر الألوان من فقرهم ،
كأنّما سوّدت وجوههم بالعظلم ( سواد يصبغ به ، و قيل النيلة ) . و عاودني مؤكّدا ،
و كرّر عليّ القول مردّدا ، فأصغيت إليه سمعي ، فظنّ أنّي أبيعه ديني ، و أتّبع قياده مفارقا طريقتي . فأحميت له حديدة . ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضجّ ضجيج ذي دنف ( أي مرض ) من ألمها . و كاد أن يحترق من ميسمها . فقلت له : ثكلتك الثّواكل يا عقيل . أتئنّ من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، و تجرّني إلى نار سجرها ( أي أضرمها ) جبّارها لغضبه أتئنّ من الأذى و لا أئنّ من لظى ؟ و أعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ( نوع من الحلواء أهداها اليه الاشعث بن قيس ) ، و معجونة شنئتها ( أي كرهتها ) . كأنّما عجنت بريق حيّة أو قيئها .
[ 383 ]
فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة ؟ فذلك محرّم علينا أهل البيت . فقال : لا ذا و لا ذاك ، و لكنّها هديّة . فقلت : هبلتك الهبول ( هي المرأة التي لا يعيش لها ولد ) ، أعن دين اللّه أتيتني لتخدعني أمختبط أنت أم ذو جنّة أم تهجر ( أي تهذي ) ؟ و اللّه لو أعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب ( أي قشرة ) شعيرة ما فعلته . و إنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها . ما لعليّ و لنعيم يفنى و لذّة لا تبقى نعوذ باللّه من سبات العقل ،
و قبح الزّلل ، و به نستعين . ( الخطبة 222 ، 426 ) و من وصية له ( ع ) للحسن و الحسين ( ع ) لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم ، قال : يا بني عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا ، تقولون : قتل أمير المؤمنين . ألا لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي . أنظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه ،
فاضربوه ضربة بضربة ، و لا يمثّل بالرّجل ، فانّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول : « إيّاكم و المثلة و لو بالكلب العقور » . ( الخطبة 286 ، 512 ) لما بلغه ( ع ) اغارة أصحاب معاوية على الانبار ، فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة ،
فادركه الناس ، و قالوا : يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم . فقال : ما تكفونني أنفسكم ،
فكيف تكفونني غيركم ، إن كانت الرّعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها ، و إنّني اليوم لأشكو حيف رعيّتي ، كأنّني المقود و هم القادة ، أو الموزوع ( أي المحكوم ) و هم الوزعة ( جمع وازع بمعنى الحاكم ) . ( الخطبة 261 ح ، 618 )