و من كتاب له ( ع ) الى المنذر بن الجارود العبدي ، و قد خان في بعض ما ولاه من أعماله :
أمّا بعد . فإنّ صلاح أبيك ما غرّني منك ، و ظننت أنّك تتّبع هديه ، و تسلك سبيله ،
فإذا أنت فيما رقّي إليّ عنك ، لا تدع لهواك انقيادا ، و لا تبقي لآخرتك عتادا . تعمر دنياك بخراب آخرتك ، و تصل عشيرتك بقطيعة دينك . و لئن كان ما بلغني عنك حقا ،
لجمل أهلك و شسع نعلك ( أي جلدتها ) خير منك . و من كان بصفتك فليس بأهل أن يسدّ به ثغر ، أو ينفذ به أمر ، أو يعلى له قدر ، أو يشرك في أمانة ، أو يؤمن على خيانة .
فأقبل إليّ حين يصل إليك كتابي هذا ، إنشاء اللّه . ( الخطبة 310 ، 559 )
[ 465 ]
قال الشريف الرضي : و المنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين ( ع ) : انه لنظّار في عطفيه ، مختال في برديه ، تفال في شراكيه ( أي ينفض سير نعله من التراب كثيرا من العجب و الخيلاء ) .