النصوص :

قال الامام علي ( ع )

في نهاية الخطبة الشقشقية : و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . ( الخطبة 3 ، 44 ) قال عبد اللّه بن العباس ( رض ) : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار و هو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذه النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها فقال ( ع ) : و اللّه لهي أحبّ إليّ من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقّا ، أو أدفع باطلا . ( الخطبة 33 ، 89 ) و من كلام له ( ع ) لما عزموا على بيعة عثمان : لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها من غيري ، و و اللّه لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ، و لم يكن فيها جور إلاّ عليّ خاصّة . التماسا لأجر ذلك و فضله ، و زهدا فيما تنافستموه من زخرفه و زبرجه . ( الخطبة 72 ، 129 ) و من كلام له ( ع ) في ذكر عمرو بن العاص : أما و اللّه إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت ، و إنه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة . ( الخطبة 82 ، 149 ) و قال ( ع ) : و اللّه لقد رقّعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها . و لقد قال لي قائل : ألا تنبذها عنك ؟ فقلت : أعزب عنّي ، فعند الصّباح يحمد القوم السّرى ( و هو السير ليلا ) . ( الخطبة 158 ، 285 ) أيّها النّاس ، إنّي و اللّه ما أحثّكم على طاعة إلاّ و أسبقكم إليها ، و لا أنهاكم عن معصية إلاّ و أتناهى قبلكم عنها . ( الخطبة 173 ، 311 ) و من كلام له ( ع ) في معاوية : و اللّه ما معاوية بأدهى منّي ، و لكنّه يغدر و يفجر . و لو لا

[ 379 ]

كراهية الغّدر لكنت من أدهى النّاس . و لكن كلّ غدرة فجرة ، و كلّ فجرة كفرة .

« و لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة » . ( الخطبة 198 ، 394 ) و إنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها . ما لعليّ و لنعيم يفنى ، و لذّة لا تبقى . ( الخطبة 222 ، 427 ) من كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف الانصاري و كان عامله على البصرة ، و قد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها قوله :

أمّا بعد ، يا بن حنيف ، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها . تستطاب لك الألوان ، و تنقل إليك الجفان و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم مجفوّ ( أي محتاجهم مطرود ) و غنيّهم مدعوّ . فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ( قضم : اكل بطرف اسنانه ) . فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه .

ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به و يستضي‏ء بنور علمه ، ألا و إنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ( أي ثوبيه الباليين ) ، و من طعمه بقرصيه ( أي رغيفيه ) .

ألا و إنّكم لا تقدرون على ذلك ، و لكن أعينوني بورع و اجتهاد و عفّة و سداد . فو اللّه ما كنزت من دنياكم تبرا ، و لا ادّخرت من غنائمها وفرا ، و لا أعددت لبالي ثوبي طمرا ، و لا حزت من أرضها شبرا . و لا أخذت منه إلاّ كقوت أتان دبرة ( التي عقر ظهرها فقل أكلها ) . و لهي في عيني أوهى و أهون من عفصة مقرة . بلى كانت في أيدينا فدك ( قرية نحلها النبي ( ص ) لابنته الزهراء ) من كلّ ما أظلّته السّماء ،

فشحّت عليها نفوس قوم ( أي الخليفة الاول و الثاني ) و سخت عنها ( أي زهدت بها ) نفوس قوم اخرين ( أي بني هاشم ) و نعم الحكم اللّه . و ما أصنع بفدك ، و غير فدك و النّفس مضانّها في غد جدث ( أي قبر ) تنقطع في ظلمته آثارها ، و تغيب أخبارها ،

و حفرة لو زيد في فسحتها ، و أوسعت يدا حافرها ، لأضغطها الحجر و المدر ، و سدّ فرجها التّراب المتراكم .

و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على

[ 380 ]

جوانب المزلق ( كناية عن الصراط ) . و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، و لباب هذا القمح ، و نسائج هذا القزّ . و لكن هيهات أن يغلبني هواي ،

و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، و لا عهد له بالشّبع أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :

و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ( أي البهيمة السائبة شغلها أن تلتقط القمامة ) تكترش من أعلافها ، و تلهو عمّا يراد بها . أو أترك سدى و أهمل عابثا ، أو أجرّ حبل الضّلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة . و كأنّي بقائلكم يقول :

« إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب ، فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ، و منازلة الشّجعان » . ألا و إنّ الشّجرة البريّة أصلب عودا ، و الرّوائع الخضرة أرقّ جلودا ،

و النّباتات البدويّة أقوى وقودا و أبطأ خمودا ( أي أن النباتات الصحراوية تكون اقوى اشتعالا من النباتات المروية ) . و أنا من رسول اللّه كالصّنو من الصّنو ( الصنوان :

النخلتان يجمعهما اصل واحد ) و الذّراع من العضد . و اللّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها ، و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها . و سأجهد في أن أطهّر الأرض من هذا الشّخص المعكوس ، و الجسم المركوس ( أي مقلوب الفكر ) حتّى تخرج المدرة ( قطعة الطين اليابسة ) من بين حبّ الحصيد ( أي حتى يطهر المؤمنين من المخالفين ) . ( الخطبة 284 ، 505 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك و أفلتّ من حبائلك ، و اجتنبت الذّهاب في مداحضك . ( الخطبة 284 ، 508 ) أعزبي عنّي ( يا دنيا ) فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . و أيم اللّه يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص

[ 381 ]

( أي تفرح بالرغيف من شدة ما حرمته ) إذا قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما ،

و لأدعنّ مقلتي كعين ماء ، نضب معينها ، مستفرغة دموعها . أتمتلي‏ء السّائمة من رعيها فتبرك ؟ و تشبع الرّبيضة من عشبها فتربض ؟ و يأكل عليّ من زاده فيهجع قرّت إذا عينه ( دعاء على نفسه ( ع ) بالموت ، الذي علامته سكون عينه ) إذا اقتدى بعد السّنين المتطاولة ، بالبهيمة الهاملة و السّائمة المرعيّة . ( الخطبة 284 ، 509 ) و من خبر ضرار بن حمزة الضبائي عند دخوله على معاوية و مسألته له عن أمير المؤمنين ،

قال : فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله ، و هو قائم في محرابه قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين ، و يقول : يا دنيا يا دنيا إليك عنّي . أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت ؟ لا حان حينك ، هيهات غرّي غيري ، لا حاجة لي فيك . قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعيشك قصير ، و خطرك يسير ، و أملك حقير . آه من قلّة الزّاد ، و طول الطّريق ، و بعد السّفر ، و عظيم المورد . ( 77 ح ، 577 ) ورئي على الامام إزار مرقوع فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع له القلب ، و تذلّ به النّفس ،

و يقتدي به المؤمنون . إنّ الدّنيا و الآخرة عدوّان متفاوتان . . ( 103 ح ، 583 ) و اللّه لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق ( هو جزء من الحشا ) خنزير في يد مجذوم ( أي في يد شوهها الجذام ) . ( 236 ح ، 609 )