قال الامام علي ( ع ) :
و قد علمتم أنّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدّماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين ، البخيل ، فتكون في أموالهم نهمته . و لا الجاهل ، فيضلّهم بجهله . و لا الجافي ، فيقطعهم بجفائه . و لا الحائف للدّول ، فيتّخذ قوما دون قوم .
و لا المرتشي في الحكم ، فيذهب بالحقوق ، و يقف بها دون المقاطع . و لا المعطّل للسّنّة ، فيهلك الأمّة . ( الخطبة 129 ، 242 ) و إنّ من أسخف حالات الولاة عند صالح النّاس ، أن يظنّ بهم حبّ الفخر ، و يوضع أمرهم على الكبر . ( الخطبة 214 ، 412 ) و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر : و إنّما يستدلّ على الصّالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده . فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح . فاملك هواك ، و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك . فإنّ الشّحّ بالنّفس الإنصاف منها فيما أحبّت أو كرهت .
و أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، و المحبّة لهم ، و اللّطف بهم ، و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدّين ، أو نظير لك في الخلق .
( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا تضيق به الأمور ، و لا
[ 594 ]
تمحكه الخصوم ، و لا يتمادى في الزّلّة ، و لا يحصر من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه ،
و لا تشرف نفسه على طمع ، و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ، و أوقفهم في الشّبهات ، و آخذهم بالحجج ، و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم ، و أصبرهم على تكشّف الأمور ، و أصرمهم عند اتّضاح الحكم ، ممّن لا يزدهيه إطراء ، و لا يستميله إغراء ،
و أولئك قليل . ( الخطبة 292 ، 2 ، 526 )