قال الامام علي ( ع ) :
و قد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أنّي أحبّ الإطراء ، و استماع الثّناء . و لست بحمد اللّه كذلك . و لو كنت أحبّ أن يقال ذلك لتركته انحطاطا للّه سبحانه عن تناول ما هو أحقّ به من العظمة و الكبرياء . و ربّما استحلى النّاس الثّناء بعد البلاء ،
[ 384 ]
فلا تثنوا عليّ بجميل ثناء ، لإخراجي نفسي إلى اللّه سبحانه و إليكم من التّقيّة في حقوق لم أفرغ من أدائها ، و فرائض لا بدّ من إمضائها . فلا تكلّموني بما تكلّم به الجبابرة ، و لا تتحفّظوا منّي بما يتحفّظ به عند أهل البادرة ، و لا تخالطوني بالمصانعة ، و لا تظنّوا بي استثقالا في حق قيل لي ، و لا التماس إعظام لنفسي ،
فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل . فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطيء ، و لا آمن ذلك من فعلي ، إلاّ أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي . فإنّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لرب لا ربّ غيره . يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا ، و أخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه ، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى ،
و أعطانا البصيرة بعد العمى . ( الخطبة 214 ، 412 ) و قال ( ع ) و قد لقيه عند مسيره الى الشام دهاقين الانبار ، فترجلوا له و اشتدوا بين يديه .
فقال ( ع ) : ما هذا الّذي صنعتموه ؟ فقالوا : خلق منّا نعظّم به أمراءنا . فقال ( ع ) : و اللّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم و إنّكم لتشقّون على أنفسكم في دنياكم ، و تشقون به في آخرتكم . و ما أخسر المشقّة وراءها العقاب ، و أربح الدّعة معها الأمان من النّار .
( 37 ح ، 572 ) و قال ( ع ) لرجل أفرط في الثناء عليه ، و كان له متّهما : أنا دون ما تقول و فوق ما في نفسك . ( 83 ح ، 579 ) و قال ( ع ) و قد مدحه قوم في وجهه : اللّهمّ إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي منهم . اللّهمّ اجعلنا خيرا ممّا يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون . ( 100 ح ، 582 ) أقبل شخص يمشي مع الإمام و الإمام راكب فقال له ( ع ) : ارجع فإنّ مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي و مذلّة للمؤمن . ( 322 ح ، 631 )
[ 385 ]