ان اللّه سبحانه ظاهر و باطن ، فماذا يعني ذلك ، و هما صفتان متضادتان ؟ . أما الظاهر فيعني أنه ظاهر في ذاته ، لأنّ الوجود يساوي الظهور ، و كلما كان الوجود أقوى و أكمل كان أظهر ، و كلما كان أضعف كان أخفى . و أما الباطن فيعني أنه باطن عن حواس الانسان ، و باطنيته عن حواس الانسان ناتجة عن محدودية حواسنا لا من ذاته سبحانه .
إذن فلله سبحانه وجودان : وجود في نفسه ، و وجود بالنسبة لنا . و الثاني يرتبط بقوانا المدركة و بشرائط أخرى . و ان حواسنا لا تدرك الشيء إلا إذا كان قابلا للتغير . فاذا كان ثابتا في كل زمان و مكان خفي وجوده عنها . و ذات اللّه الذي هو الوجود الصرف ،
لا يحدّها زمان و لا مكان ، فهو باطن لحواسنا ، و ظاهر في ذاته . و كمال وجوده هو سبب خفائه عنا . فسبب ظهوره و خفائه شيء واحد ، هو كمال وجوده .
[ 72 ]