يراجع المبحث ( 375 ) الحياة و الموت .
قال الامام علي ( ع ) :
أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار ، نطفة دهاقا ، و علقة محاقا ، و جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ، ليفهم معتبرا ، و يقصّر مزدجرا . حتّى إذا قام اعتداله ، و استوى مثاله ، نفر مستكبرا ، و خبط سادرا ، ماتحا في غرب هواه ، كادحا سعيا لدنياه ، في لذّات طربه ، و بدوات أربه ، لا يحتسب رزيّة ، و لا يخشع تقيّة ، فمات في فتنته غريرا ،
و عاش في هفوته يسيرا . لم يفد عوضا ( أي لم يستفد ثوابا ) ، و لم يقض مفترضا . دهمته فجعات المنيّة ، في غبّر جماحه ، و سنن مراحه . فظلّ سادرا ، و بات ساهرا . في غمرات الآلآم ، و طوارق الأوجاع و الأسقام ، بين أخ شقيق ، و والد شفيق ، و داعية بالويل جزعا ، و لادمة للصّدر قلقا ، و المرء في سكرة ملهثة ، و غمرة كارثة ، و أنّة موجعة ، و جذبة مكربة ، و سوقة متعبة . ثمّ أدرج في أكفانه مبلسا ( أي يائسا ) ، و جذب منقادا سلسا . ثمّ ألقي على الأعواد ، رجيع وصب ( أي تعب ) ، و نضو ( أي مهزول ) سقم . تحمله حفدة الولدان و حشدة الإخوان ، إلى دار غربته ، و منقطع زورته ( أي
[ 718 ]
حيث لا يزار ) ، و مفرد وحشته . حتّى إذا انصرف المشيّع ، و رجع المتفجّع ، اقعد في حفرته نجيّا ، لبهتة السّؤال ، و عثرة الإمتحان . و اعظم ما هنالك بليّة ، نزول الحميم ،
و تصلية الجحيم ، و فورات السّعير ، و سورات الزّفير . لا فترة مريحة ، و لا دعة مزيحة ،
و لا قوّة حاجزة ، و لا موتة ناجزة ، و لا سنة مسلّية . بين أطوار المونات ، و عذاب السّاعات إنّا باللّه عائذون ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و اعلموا أنّه ليس من شيء إلاّ و يكاد صاحبه يشبع منه و يملّه ، إلاّ الحياة ، فإنّه لا يجد له في الموت راحة . ( الخطبة 131 ، 245 ) يثغر الصبيّ لسبع ( أي تسقط اسنانه ) ، و يؤمر بالصّلاة لتسع ، و يفرّق بينهم في المضاجع لعشر ، و يحتلم لأربع عشرة ، و ينتهي طوله لإحدى و عشرين ، و ينتهي عقله لثمان و عشرين إلاّ التّجارب . ( مستدرك 170 ) يشبّ الصبيّ كلّ سنة أربع أصابع بأصابع نفسه ( ربما كان المقصود من هذا المتوسط ) . ( مستدرك 170 )