قال الإمام علي ( ع ) :
زرعوا الفجور ، و سقوه الغرور ، و حصدوا الثّبور ( أي الهلاك ) . ( الخطبة 2 ، 38 ) قال ( ع ) في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل : أخلاقكم دقاق ( أي دنيئة ) ، و عهدكم شقاق ، و دينكم نفاق . ( الخطبة 13 ، 53 ) و اعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، و لا لأحد قبل القرآن من غنى .
فاستشفوه من أدوائكم ، و استعينوا به على لأوائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الدّاء : و هو الكفر و النّفاق ، و الغيّ و الضّلال . ( الخطبة 174 ، 313 ) و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ،
و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له و ماذا عليه . ( الخطبة 174 ، 315 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه ، و أحذّركم أهل النّفاق . فإنّهم الضّالون المضلّون ،
و الزّالون المزلّون . يتلوّنون ألوانا ، و يفتنّون افتنانا . و يعمدونكم بكلّ عماد ،
و يرصدونكم بكلّ مرصاد . قلوبهم دويّة ( أي مريضة ) ، و صفاحهم نقيّة . يمشون الخفاء ، و يدبّون الضّراء . وصفهم دواء ، و قولهم شفاء ، و فعلهم ألدّاء العياء . حسدة الرّخاء ، و مؤكّدو البلاء ، و مقنطو الرّجاء . لهم بكلّ طريق صريع ، و إلى كلّ قلب شفيع ، و لكلّ شجو دموع . يتقارضون الثّناء ، و يتراقبون الجزاء . إن سألوا ألحفوا ، و إن عذلوا كشفوا ، و إن حكموا أسرفوا . قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ
[ 246 ]
حيّ قاتلا . و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا . يتوصّلون إلى الطّمع باليأس ،
ليقيموا به أسواقهم ، و ينفقوا به أعلاقهم ( أي ما يزينونه من خدائعهم ) . يقولون فيشبّهون ، و يصفون فيموّهون . قد هوّنوا الطّريق ، و أضلعوا المضيق ( أي يهونون على الناس طرق السير معهم على أهوائهم الفاسدة ، ثمّ بعد أن ينقادوا لهم يضلعون عليهم المضائق ، أي يجعلونها معوجة يصعب تجاوزها فيهلكون ) . فهم لمّة الشّيطان ( أي جماعته ) ، و حمّة ( أي لهيب ) النّيران أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ . ( الخطبة 192 ، 381 ) و قال ( ع ) في معرض حديثه عن رواة الحديث : رجل منافق مظهر للإيمان ، متصنّع بالإسلام . لا يتأثّم و لا يتحرّج ، يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا . . و قد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك ، و وصفهم بما وصفهم به لك . ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضّلالة ، و الدّعاة إلى النّار ، بالزّور و البهتان ، فولّوهم الأعمال ، و جعلوهم حكّاما على رقاب النّاس ، فأكلوا بهم الدّنيا ، و إنّما النّاس مع الملوك و الدّنيا ، إلاّ من عصم اللّه . ( الخطبة 208 ، 401 ) فتاهم عارم ، و شائبهم آثم ، و عالمهم منافق . ( الخطبة 231 ، 430 ) فإنّه لا سواء : إمام الهدى و إمام الرّدى . و وليّ النّبيّ ، و عدوّ النّبيّ . و لقد قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله « إنّي لا أخاف على أمّتي مؤمنا و لا مشركا . أمّا المؤمن فيمنعه اللّه بإيمانه . و أمّا المشرك فيقمعه اللّه بشركه . و لكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان . عالم اللّسان يقول ما تعرفون ، و يفعل ما تنكرون » . ( الخطبة 266 ، 467 ) ما أضمر أحد شيئا إلاّ ظهر في فلتات لسانه و صفحات وجهه . ( 25 ح ، 569 ) لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، و لو صببت الدّنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . و ذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، أنّه قال : « يا عليّ ، لا يبغضك مؤمن ،
و لا يحبّك منافق » . ( 45 ح ، 574 ) خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره ،
[ 247 ]
حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن . ( 79 ح ، 578 ) الحكمة ضالّة المؤمن ، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق . ( 80 ح ، 578 )