( 91 ) التقية

قال الامام ( ع ) :

عن الراغبين في اللّه : قد أخملتهم التّقيّة ، و شملتهم الذّلّة . فهم في بحر أجاج ،

أفواههم ضامزة ، و قلوبهم قرحة . قد وعظوا حتّى ملّوا ، و قهروا حتّى ذلّوا ، و قتلوا حتّى قلّوا . ( الخطبة 32 ، 87 ) و قال ( ع ) عن معاوية : ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و البراءة منّي ، فأمّا السّبّ فسبّوني ،

فإنّه لي زكاة ، و لكم نجاة ، و أمّا البراءة فلا تتبرّأوا منّي ، فإنّي ولدت على الفطرة ،

و سبقت إلى الإيمان و الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) و من وصية له ( ع ) : صن دينك و علمنا الّذي أودعناك ، و لا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد ، و استعمل التّقيّة في دينك ، فإنّ اللّه يقول لاَ يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْليَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَي‏ءٍ ، إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً و قد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه ، و في إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه ، و في ترك الصّلوات المكتوبات إن خشيت على حشاشة نفسك الآفات و العاهات ، فإنّ تفضيلك أعدائنا عند الخوف لا ينفعهم و لا يضرّنا ، و إظهارك البراءة منّا عند التّقيّة لا يقدح فينا و لا ينقصنا ، و لئن تبرأ منّا ساعة بلسانك و أنت موال لنا بجنانك ، لتبقي على نفسك روحها الّتي بها قوامها ، و مالها الّذي بين قيامها ، و جاهها الّذي به تمسكها ، و تصون من عرف بذلك من أوليائنا و إخواننا ، فإنّ ذلك أفضل من أن تتعرّض بالهلاك و تنقطع به عن عمل في الدّين ، و صلاح لإخوانك المؤمنين ، و إيّاك ثمّ إيّاك أن تترك التّقيّة الّتي أمرتك بها . فإنّك شائط بدمك و دماء إخوانك ،

معرّض لنعمتك و نعمتهم للزّوال ، مذلّ لهم في أيدي أعداء اللّه ، و قد أمرك اللّه باعزازهم ، فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على إخوانك و نفسك أشدّ من ضرر النّاصب لنا ، الكافر بنا . ( مستدرك 137 )

[ 307 ]