قال الامام علي ( ع ) :
في تخويف أهل النهروان : فأنا نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا النّهر ،
و بأهضام هذا الغائط ( الغائط : ما سفل من الارض ) . على غير بيّنة من ربّكم ، و لا سلطان مبين معكم : قد طوّحت بكم الدّار ، و احتبلكم المقدار . و قد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة ، فأبيتم عليّ إباء المخالفين المنابذين ، حتّى صرفت رأيي إلى هواكم ، و أنتم معاشر أخفّاء الهام ( كناية عن خفة العقل ) ، سفهاء الأحلام . و لم آت لا أبا لكم بجرا ، و لا أردت لكم ضرّا . ( الخطبة 36 ، 94 ) و قال ( ع ) لما عزم على حرب الخوارج ، و قيل له ان القوم عبروا جسر النهروان : مصارعهم دون النّطفة ( أي ماء النهر ) و اللّه لا يفلت منهم عشرة ، و لا يهلك منكم عشرة . ( الخطبة 58 ، 114 ) و قال ( ع ) لما قتل الخوارج ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هلك القوم بأجمعهم ، فقال : كلاّ و اللّه ،
إنّهم نطف في أصلاب الرّجال ، و قرارات النّساء كلّما نجم ( أي ظهر ) منهم قرن قطع ، حتّى يكون آخرهم لصوصا سلاّبين . ( الخطبة 58 ، 115 ) أمّا بعد حمد اللّه ، و الثّناء عليه . أيّها النّاس ، فإنّي فقأت عين الفتنة ( يعني الخوارج ) و لم يكن ليجتريء عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها ( أي ظلمتها ) ، و اشتدّ كلبها . ( الخطبة 91 ، 183 ) و قال ( ع ) و قد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان : بؤسا لكم ، لقد ضرّكم من غرّكم . فقيل له : من غرّهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال : الشّيطان المضلّ ، و الأنفس الأمّارة بالسّوء ،
غرّتهم بالأمانيّ ، و فسحت لهم بالمعاصي ، و وعدتهم الإظهار ، فاقتحمت بهم النّار . ( 323 ح ، 631 )
[ 573 ]