يراجع المبحث ( 76 ) الدعاء و استجابته .
قال الامام علي ( ع ) :
عن آدم ( ع ) : ثمّ بسط اللّه سبحانه له في توبته ، و لقّاه كلمة رحمته . ( الخطبة 1 ، 31 ) من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه . ( الخطبة 1 ، 34 ) ألا و إنّ اليوم المضمار ، و غدا السّباق ، و السّبقة الجنّة ، و الغاية النّار . أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته . ( الخطبة 28 ، 79 ) الحمد للّه غير مقنوط من رحمته ، و لا مخلوّ من نعمته ، و لا مأيوس من مغفرته ، و لا مستنكف عن عبادته . الّذي لا تبرح منه رحمة ، و لا تفقد له نعمة . ( الخطبة 45 ، 102 ) فاتّقى عبد ربّه ، نصح نفسه ، و قدّم توبته ، و غلب شهوته ، فإنّ أجله مستور عنه ، و أمله خادع له ، و الشّيطان موكّل به ، يزيّن له المعصية ليركبها ، و يمنّيه التّوبة ليسوّفها . ( 62 ، 118 ) رحم اللّه امرءا . . . راقب ربّه ، و خاف ذنبه . ( 74 ، 130 ) اللّهم اغفر لي ما أنت أعلم به منّي ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة .
اللّهمّ اغفر لي ما وأيت ( أي وعدت ) من نفسي ، و لم تجد له وفاء عندي . اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر لي رمزات الألحاظ ،
و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) قد أمهلوا في طلب المخرج ( أي التوبة ) . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) و قال ( ع ) عن الشيطان : فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ، و زيّن سيّئات الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم . ( الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و عاش في هفوته يسيرا . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) احذروا الذّنوب المورّطة ، و العيوب المسخطة . ( الخطبة 81 ، 3 ، 148 )
[ 810 ]
و حجّ البيت و اعتماره ، فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب . . . و صدقة السّرّ فإنّها تكفّر الخطيئة ، و صدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء . ( الخطبة 108 ، 213 ) و نستغفره ممّا أحاط به علمه ، و أحصاه كتابه . علم غير قاصر ، و كتاب غير مغادر .
( الخطبة 112 ، 219 ) و من كلام له ( ع ) في النهي عن غيبة الناس : و إنّما ينبغي لأهل العصمة و المصنوع إليهم في السّلامة ، أن يرحموا أهل الذّنوب و المعصية ، و يكون الشّكر هو الغالب عليهم ، و الحاجز لهم عنهم ، فكيف بالعائب الّذي عاب أخاه و عيّره ببلواه أما ذكر موضع ستر اللّه عليه من ذنوبه ، ممّا هو أعظم من الّذنب الّذي عابه به و كيف يذّمّه بذنب قد ركب مثله ؟ فإن لم يكن ركب ذلك الذّنب بعينه ، فقد عصى اللّه فيما سواه ، ممّا هو أعظم منه . و أيم اللّه لئن لم يكن عصاه في الكبير ، و عصاه في الصّغير ، لجرأته على عيب النّاس أكبر .
يا عبد اللّه ، لا تعجل في عيب أحد بذنبه ، فلعلّه مغفور له ، و لا تأمن على نفسك صغير معصية ، فلعلّك معذّب عليه . فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ، و ليكن الشّكر شاغلا له على معافاته ممّا ابتلي به غيره . ( الخطبة 138 ، 251 ) و من خطبة له في الاستسقاء قال فيها : إنّ اللّه يبتلي عباده عند الأعمال السّيّئة بنقص الثّمرات ، و حبس البركات ، و إغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ، و يقلع مقلع ،
و يتذكّر متذكّر ، و يزدجر مزدجر . و قد جعل اللّه سبحانه الإستغفار سببا لدرور الرّزق و رحمة الخلق ، فقال سبحانه اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً .
وَ يُمْدِدْكُمْ بِأمْوَالٍ وَ بَنيِنَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً . فرحم اللّه امرءا استقبل توبته ، و استقال خطيئته ، و بادر منيّته . ( الخطبة 141 ، 253 ) و إنّما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم و تغيّب آجالهم ، حتّى نزل بهم الموعود ( أي الموت ) الّذي تردّ عنه المعذرة ، و ترفع عنه التّوبة ، و تحلّ معه القارعة و النّقمة . ( الخطبة 145 ، 259 )
[ 811 ]
و قال ( ع ) في صفة المضلين : معادن كلّ خطيئة ، و أبواب كلّ ضارب في غمرة . ( الخطبة 148 ، 264 ) و قال ( ع ) في صفة الضال : و هو في مهلة من اللّه يهوي مع الغافلين ، و يغدو مع المذنبين . بلا سبيل قاصد ، و لا إمام قائد . ( الخطبة 151 ، 268 ) إنّ من عزائم اللّه في الذّكر الحكيم ، الّتي عليها يثيب و يعاقب ، و لها يرضى و يسخط ، أنّه لا ينفع عبدا و إن أجهد نفسه و أخلص فعله أن يخرج من الدّنيا ،
لاقيا ربّه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها أن يشرك باللّه فيما افترض عليه من عبادته . أو يشفي غيظه بهلاك نفس . أو يعرّ بأمر فعله غيره ( أي أن يقذف غيره بأمر قد فعله هو ) . أو يستنجح حاجة ( أي يطلب نجاح الحاجة ) إلى النّاس ، بإظهار بدعة في دينه . أو يلقى النّاس بوجهين . أو يمشي فيهم بلسانين . أعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه . ( الخطبة 151 ، 269 ) ألا و بالتّقوى تقطع حمة الخطايا ، و باليقين تدرك الغاية القصوى . ( الخطبة 155 ، 277 ) و قال ( ع ) عن دولة بني أمية : و إنّما هم مطايا الخطيئات و زوامل الآثام . ( الخطبة 156 ، 279 ) و قال ( ع ) عن أنواع الظلم :
ألا و إنّ الظّلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، و ظلم لا يترك ، و ظلم مغفور لا يطلب . فامّا الظّلم الّذي لا يغفر فالشّرك باللّه ، قال اللّه تعالى إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ . و أمّا الظّلم الّذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ( أي الذنوب الصغيرة ) . و أمّا الظّلم الّذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا . ( الخطبة 174 ، 317 ) و أيم اللّه ما كان قوم قطّ في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها ،
لأنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد . ( الخطبة 176 ، 319 ) فبادروا المعاد ، و سابقوا الآجال ، فإنّ النّاس يوشك أن ينقطع بهم الأمل ، و يرهقهم الأجل ، و يسدّ عنهم باب التّوبة . ( الخطبة 181 ، 331 ) فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و الحلماء لترك التّناهي . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 )
[ 812 ]
يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ، و معاصي العباد في الخلوات . ( الخطبة 196 ، 387 ) و قال ( ع ) عن الصلاة : و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق ، و تطلقها إطلاق الرّبق ( أي العرى ، شبّه الذنوب بحبل فيه عدة عرى ، يحيط بالعنق ، و الصلاة تحل منه عروة بعد عروة ) . ( الخطبة 197 ، 392 ) يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، و ما غرّك بربّك ، و ما أنّسك بهلكة نفسك ؟ . ( الخطبة 221 ، 423 ) و كيف لا يوقضك خوف بيات نقمة ، و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته . ( الخطبة 221 ، 423 ) فتعالى من قويّ ما أكرمه و تواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته و أنت في كنف ستره مقيم ، و في سعة فضله متقلّب . فلم يمنعك فضله ، و لم يهتك عنك ستره .
بل لم تخل من لطفه مطرف عين ، في نعمة يحدثها لك ، أو سيّئة يسترها عليك ، أو بليّة يصرفها عنك . ( الخطبة 221 ، 423 ) و اللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ، ما فعلته . ( الخطبة 222 ، 426 ) فاعملوا و أنتم في نفس البقاء ، و الصّحف منشورة ، و التّوبة مبسوطة ، و المدبر يدعى ،
و المسيء يرجى . قبل أن يخمد العمل ، و ينقطع المهل ، و ينقضي الأجل ، و يسدّ باب التّوبة ، و تصعد الملائكة . ( الخطبة 235 ، 437 ) و إن أعف فالعفو لي قربة ، و هو لكم حسنة . فاعفوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ ؟
( الخطبة 262 ، 459 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّموات و الأرض قد أذن لك في الدّعاء ، و تكفّل لك بالإجابة ، و أمرك أن تسأله ليعطيك ، و تسترحمه ليرحمك . و لم يجعل بينك و بينه من يحجبك عنه ، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة ، و لم يعاجلك بالنّقمة ، و لم يعيّرك بالإنابة ، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى ، و لم يشدّد عليك في قبول الإنابة ،
[ 813 ]
و لم يناقشك بالجريمة ، و لم يؤيسك من الرّحمة . بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة ،
و حسب سيّئتك واحدة ، و حسب حسنتك عشرا ، و فتح لك باب المتاب و باب الإستعتاب . . . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) و أنّك طريد الموت الّذي لا ينجو منه هاربه ، و لا يفوته طالبه ، و لا بدّ أنّه مدركه . فكن منه على حذر أن يدركك و أنت على حال سيّئة ، قد كنت تحدّث نفسك منها بالتّوبة ،
فيحول بينك و بين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 483 ) في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم أُولئكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلاَ إنَّ حِزْبُ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ . ( الخطبة 284 ، 510 ) و من ظلم عباد اللّه ، كان اللّه خصمه دون عباده ، و من خاصمه اللّه أدحض حجّته ،
و كان للّه حربا حتّى ينزع أو يتوب . ( الخطبة 292 ، 1 ، 519 ) من كفّارات الذّنوب العظام ، إغاثه الملهوف ، و التّنفيس عن المكروب . ( 23 ح ، 568 ) الحذر الحذر فو اللّه لقد ستر ، حتّى كأنّه قد غفر . ( 29 ح ، 569 ) و قال ( ع ) لبعض أصحابه في علة اعتلها : جعل اللّه ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك ،
فإنّ المرض لا أجر فيه ، و لكنّه يحطّ السّيّئات ، و يحتّها حتّ الأوراق . . . ( 42 ح ، 573 ) سيّئة تسوؤك ، خير عند اللّه من حسنة تعجبك . ( 46 ح ، 574 ) عجبت لمن يقنط و معه الإستغفار . ( 87 ح ، 579 ) كان في الأرض أمانان من عذاب اللّه ، و قد رفع أحدهما ، فدونكم الآخر فتمسّكوا به :
أمّا الأمان الّذي رفع فهو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، و أما الأمان الباقي فالإستغفار . قال اللّه تعالى وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيْهِمْ ، وَ مَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . ( 88 ح ، 580 ) و لا خير في الدّنيا إلاّ لرجلين : رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتّوبة ، و رجل يسارع في الخيرات . ( 94 ح ، 581 ) و مدحه قوم في وجهه فقال ( ع ) : اللّهمّ إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي
[ 814 ]
منهم . اللّهمّ اجعلنا خيرا ممّا يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون . ( 100 ح ، 582 ) من أعطي أربعا لم يحرم أربعا . من أعطي الدّعاء لم يحرم الإجابة ، و من أعطي التوبة لم يحرم القبول ، و من أعطي الإستغفار لم يحرم المغفرة ، و من أعطي الشّكر لم يحرم الزّيادة . ( 135 ح ، 592 ) قال الشريف الرضي : و تصديق ذلك كتاب اللّه ، قال اللّه في الدّعاء ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قال في الاستغفار وَ مَنْ يَعْمَلْ سَوُءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِيماً و قال في الشكر لَئنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيْدَنَّكُمْ و قال في التوبة إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَريبٍ ، فَأُولئكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ ، وَ كَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً .
لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل ، و يرجّي التّوبة بطول الأمل . ( 150 ح ، 596 ) إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ، و سوّف التّوبة . ( 150 ح ، 596 ) ترك الذّنب أهون من طلب المعونة . ( 170 ح ، 599 ) ما أهمّني ذنب أمهلت بعده حتّى أصلّي ركعتين ، و أسأل اللّه العافية . ( 299 ح ، 626 ) اتّقوا معاصي اللّه في الخلوات ، فإنّ الشّاهد هو الحاكم . ( 324 ح ، 631 ) أقلّ ما يلزمكم للّه ، ألاّ تستعينوا بنعمه على معاصيه . ( 330 ح ، 632 ) من العصمة تعذّر المعاصي . ( 345 ح ، 635 ) أشدّ الذّنوب ما استهان به صاحبه . ( 348 ح ، 635 ) و لا شفيع أنجح من التّوبة . . . و الحرص و الكبر و الحسد دواع إلى التّقحّم في الذّنوب ، و الشّرّ جامع مساوي العيوب . ( 371 ح ، 641 ) و قال ( ع ) لقائل بحضرته « أستغفر اللّه » : ثكلتك أمّك ، أتدري ما الإستغفار ؟ الإستغفار درجة العلّيّين . و هو اسم واقع على ستّة معان : أوّلها النّدم على ما مضى . و الثّاني العزم على ترك العود إليه أبدا . و الثّالث أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى اللّه أملس ليس عليك تبعة . و الرّابع أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها . و الخامس أن تعمد إلى اللّحم الّذي نبت على السّحت ( أي من المال الحرام )
[ 815 ]
فتذيبه بالأحزان ، حتّى تلصق الجلد بالعظم ، و ينشأ بينهما لحم جديد . و السّادس أن تذيق الجسم ألم الطّاعة كما أذقته حلاوة المعصية . فعند ذلك تقول « أستغفر اللّه » .
( 417 ح ، 650 ) ما كان اللّه ليفتح على عبد باب الشّكر و يغلق عنه باب الزّيادة ، و لا ليفتح على عبد باب الدّعاء و يغلق عنه باب الإجابة ، و لا ليفتح لعبد باب التّوبة و يغلق عنه باب المغفرة . ( 435 ح ، 654 ) أشدّ الذّنوب ما استخفّ به صاحبه . ( 477 ح ، 662 )
[ 816 ]
[ 817 ]