من مظاهر عدل اللّه تعالى ، أنّه وهبنا العقل الذي نميز به بين الخير و الشرّ ، ثمّ أرسل لنا الأنبياء ليوضحوا لنا طريق الخير ، و أمرنا باتباع هذا الطريق ، ثمّ أعدّ الجنة ثوابا للمطيع و النار عقابا للمسيء .
و الانسان بما آتاه اللّه من هداية نفسية ، يدرك بفطرته و عقله أن للكون خالقا موجدا ،
و راعيا مسيّرا ، و أن هذا الخالق مصدر الخير و الانعام على جميع المخلوقات ، و أن على المخلوق واجب الشكر له ، و تقديم العبادة و الطاعة ، و طلب العون و المغفرة .
و لما كان الانسان يجهل الطريق الصحيحة لعبادة ربّه ، أرسل له سبحانه في كلّ فترة من الزمن ، حسبما تقتضي المصلحة ، أنبياء و رسلا يبينوا للناس أحكام العبادات و المعاملات ،
حتى تكون الحجة عليهم أقوى و أبلغ ، عند ما يحاسبهم يوم القيامة . فمن آمن و عمل صالحا فإلى جنات النعيم ، و من كفر و عمل باطلا فإلى سواء الجحيم .