قال الإمام علي ( ع ) :
و اعلموا عباد اللّه ، أنّه لم يخلقكم عبثا ، و لم يرسلكم هملا . علم مبلغ نعمه عليكم ،
و أحصى إحسانه إليكم . فاستفتحوه ( أي اسألوه الفتح على اعدائكم ) و استنجحوه ( أي أسألوه النجاح في اعمالكم ) ، و اطلبوا إليه و استمنحوه . فما قطعكم عنه حجاب ،
[ 284 ]
و لا أغلق عنكم دونه باب . ( الخطبة 193 ، 383 ) يسألون من لا تضيق لديه المنادح ، و لا يخيب عليه الرّاغبون . ( الخطبة 220 ، 422 ) فاعملوا و العمل يرفع ، و التّوبة تنفع ، و الدّعاء يسمع . ( الخطبة 228 ، 431 ) و اعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّموات و الأرض ، قد أذن لك في الدّعاء ، و تكفل لك بالإجابة ، و أمرك أن تسأله ليعطيك ، و تسترحمه ليرحمك ، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبك عنه ، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة ، و لم يعاجلك بالنّقمة ، و لم يعيّرك بالإنابة ، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى ، و لم يشدّد عليك في قبول الإنابة ، و لم يناقشك بالجريمة ،
و لم يؤيسك من الرّحمة . بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة ،
و حسب حسنتك عشرا ، و فتح لك باب المتاب ، و باب الاستعتاب ، فإذا ناديته سمع نداك ، و إذا ناجيته علم نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، و أبثثته ذات نفسك ،
و شكوت إليه همومك ، و استكشفته كروبك ، و استعنته على أمورك ، و سألته من خزائن رحمته ، ما لا يقدر على إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار ، و صحّة الأبدان ،
و سعة الأرزاق . ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ،
فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته ، و استمطرت شآبيب رحمته . فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته ، فانّ العطيّة على قدر النّيّة . و ربّما أخّرت عنك الأجابة ،
ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل ، و أجزل لعطاء الآمل . و ربّما سألت الشّيء فلا تؤتاه ، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك . فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته . فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ،
و ينفى عنك وباله . فالمال لا يبقى لك و لا تبقى له . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . ( الخطبة 286 ، 512 ) و ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته ، من إقامة على ظلم . فإنّ اللّه
[ 285 ]
سميع دعوة المضطهدين ، و هو للظّالمين بالمرصاد . ( الخطبة 292 ، 1 ، 519 ) قال ( ع ) لنوف البكالي : يا نوف ، طوبى للزّاهدين في الدّنيا ، الرّاغبين في الآخرة .
أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا ، و ترابها فراشا ، و ماءها طيبا ، و القرآن شعارا ،
و الدّعاء دثارا . ثمّ قرضوا الدّنيا قرضا على منهاج المسيح . يا نوف إنّ داود عليه السّلام قام في مثل هذه السّاعة من اللّيل فقال إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلاّ استجيب له ، إلاّ أن يكون عشّارا ( هو المكّاس الذي يأخذ اعشار المال ) ، أو عريفا أو شرطيّا ، أو صاحب عرطبة ( و هي الطنبور ) أو صاحب كوبة ( و هي الطبل أو الدربكة ) . ( 104 ح ، 583 ) من أعطي أربعا لم يحرم أربعا . من أعطي الدّعاء لم يحرم الإجابة . . .
( 135 ح ، 592 ) . . . و ادفعوا أمواج البلاء بالدّعاء . ( 146 ح ، 593 ) إن أصابه بلاء دعا مضطرّا ، و إن ناله رخاء أعرض مغترّا . ( 150 ح ، 596 ) ما المبتلى الّذي قد اشتدّ به البلاء ، بأحوج إلى الدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء . ( 302 ح ، 627 ) و قال ( ع ) عن عدم استجابة دعاء الفاسق : الدّاعي بلا عمل كالرّامي بلا وتر .
( 337 ح ، 633 ) إذا كانت لك إلى اللّه سبحانه حاجة ، فابدأ بمسألة الصّلاة على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ سل حاجتك . فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين ، فيقضي إحداهما و يمنع الأخرى . ( 361 ح ، 638 ) ما كان اللّه ليفتح على عبد باب الشّكر و يغلق عنه باب الزّيادة ، و لا ليفتح على عبد باب الدّعاء و يغلق عنه باب الإجابة ، و لا ليفتح لعبد باب التّوبة و يغلق عنه باب المغفرة . ( 435 ح ، 654 )
[ 286 ]