( 219 ) سياسة ( الجنود )

و يتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك الاشتر قائلا :

فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للّه و لرسوله و لإمامك ، و أنقاهم جيبا ، و أفضلهم حلما . ممّن يبطي‏ء عن الغضب ، و يستريح إلى العذر ، و يرأف بالضّعفاء ، و ينبو على الأقوياء . و ممّن لا يثيره العنف ، و لا يقعد به الضّعف . ( الخطبة 292 ، 2 ، 524 ) و ليكن آثر رؤوس جندك عندك ، من واساهم في معونته ، و أفضل عليهم من جدته .

بما يسعهم و يسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتّى يكون همّهم هما واحدا في جهاد العدوّ . فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك . و إنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، و ظهور مودّة الرّعيّة . و إنّه لا تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم ، و لا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحيطتهم على ولاة الأمور ، و قلّة استثقال دولهم ،

و ترك استبطاء انقطاع مدّتهم . فافسح في آمالهم ، و واصل في حسن الثّناء عليهم ،

و تعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم ، فإنّ كثرة الذّكر لحسن أفعالهم تهزّ الشّجاع ،

و تحرّض النّاكل ، إن شاء اللّه .

ثمّ اعرف لكلّ امري‏ء منهم ما أبلى ، و لا تضيفنّ بلاء امرى‏ء إلى غيره . و لا تقصّرنّ به دون غاية بلائه ، و لا يدعونّك شرف امرى‏ء إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا ،

و لا ضعة امرى‏ء إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما . ( الخطبة 292 ، 2 ، 524 )

[ 608 ]