يبين الامام علي ( ع ) في الخطبة ( 89 ) من نهجه ، نعمة من نعم اللّه على عباده ، تتصل بتحريك الجو و ما فيه من هواء و رياح و غيوم . ففي تقدير اللّه تعالى أنه أجرى في السهول أنهارا ليشرب منها الناس و الدواب و النبات ، أما المناطق العالية في الجبال فلم يتركها بدون ماء و حياة ، بل سيّر لها نصيبها من الماء عن طريق حركة الرياح التي تنشأ عن اختلاف الحرارة بين سطح البحر و سطح الجبل ، فاذا تبخر ماء البحر علا في الجو لخفته ، و انحدر من الجبل هواء بارد يملأ فراغه ، فتحدث بذلك دورة للرياح ، تحمل بموجبها سحب الامطار الى أعالي الجبال ، فاذا وصلت الى هنالك فوجئت ببرودة جو الجبال ، فتكاثفت و انعقدت أمطارا ، تجري على رؤوس الجبال ، مشيعة الحياة و الخصب و النضارة و الرزق ، للنبات و الانعام و الانام .
استمع الى هذه الصورة الفيزيائية البديعة ، يصورها لنا الامام عليه السلام في هذا المقطع من البلاغة و البيان :
[ 786 ]