( 70 ) الجنة و النار و صفة أهلهما

قال الإمام علي ( ع ) :

عن الملائكة : و منهم الحفظة لعباده ، و السّدنة لأبواب جنانه . ( الخطبة 1 ، 28 ) قال ( ع ) في صفة خلق آدم ( ع ) : ثمّ بسط اللّه سبحانه له في توبته و لقّاه كلمة رحمته ،

و وعده المردّ إلى جنّته . ( الخطبة 1 ، 31 ) ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها ، و خلعت لجمها ، فتقحّمت بهم في

[ 260 ]

النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل عليها أهلها ، و أعطوا أزمّتها ، فأوردتهم الجنّة . ( الخطبة 16 ، 56 ) شغل من الجنّة و النّار أمامه . ساع سريع نجا ، و طالب بطي‏ء رجا ، و مقصّر في النّار هوى . ( الخطبة 16 ، 57 ) و قال ( ع ) يذكر فضل الجهاد : أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه . ( الخطبة 27 ، 75 ) ألا و إنّ اليوم المضمار ، و غدا السباق ، و السّبقة الجنّة ، و الغاية النّار . ( الخطبة 28 ، 79 ) ألا و إنّي لم أر كالجنّة نام طالبها ، و لا كالنّار نام هاربها . ( الخطبة 28 ، 79 ) و ما بين أحدكم و بين الجنّة أو النّار ، إلاّ الموت أن ينزل به . ( الخطبة 62 ، 117 ) و استحيوا من الفرّ ، فإنّه عار في الأعقاب ، و نار يوم الحساب . ( الخطبة 64 ، 121 ) فكفى بالجنّة ثوابا و نوالا ، و كفى بالنّار عقابا و وبالا . ( الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) و أعظم ما هنالك بليّة ، نزول الحميم ، و تصلية الجحيم ، و فورات السّعير ، و سورات الزّفير . لا فترة مريحة ، و لا دعة مزيحة ، و لا قوّة حاجزة ، و لا مؤنة ناجزة ، و لا سنة مسلّية .

بين أطوار الموتات و عذاب السّاعات إنّا باللّه عائذون . ( الخطبة 81 ، 3 ، 147 ) و من خطبة له ( ع ) يصف فيها الجنة : درجات متفاضلات ، و منازل متفاوتات . لا ينقطع نعيمها ، و لا يظعن مقيمها ، و لا يهرم خالدها ، و لا ييأس ساكنها . ( الخطبة 83 ، 150 ) من خطبة له ( ع ) في بيان قدرة اللّه : سبحانك خالقا و معبودا بحسن بلائك عند خلقك ،

خلقت دارا ( أي الجنة ) و جعلت فيها مأدبة : مشربا و مطعما ، و أزواجا و خدما و قصورا ،

و أنهارا و زروعا و ثمارا . ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها . . . ( الخطبة 107 ، 209 ) و يتابع الامام خطبته فيصف حال أهل الجنة و أهل النار : فأمّا أهل الطّاعة فأثابهم بجواره ، و خلّدهم في داره . حيث لا يظعن النّزّال ( اي لا يسافرون ) و لا تتغيّر بهم الحال . و لا تنوبهم الأفزاع ، و لا تنالهم الأسقام . و لا تعرض لهم الأخطار ،

و لا تشخصهم الأسفار ( أي تزعجهم ) . و أمّا أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار ، و غلّ الأيدي إلى الأعناق ، و قرن النّواصي بالأقدام ، و ألبسهم سرابيل القطران ، و مقطّعات

[ 261 ]

النّيران . في عذاب قد اشتدّ حرّه ، و باب قد أطبق على أهله ، في نار لها كلب و لجب ،

و لهب ساطع ، و قصيف هائل ( أي صوت شديد ) . لا يظعن مقيمها و لا يفادى أسيرها ،

و لا تفصم كبولها . لا مدّة للدّار فتفنى ، و لا أجل للقوم فيقضى . ( الخطبة 107 ، 212 ) و دعا إلى الجنّة مبشّرا ، و خوّف من النّار محذّرا ( الخطبة 107 ، 212 ) من استقام فإلى الجنّة ، و من زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 228 ) و اتّقوا نارا حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليتها حديد ، و شرابها صديد . ( الخطبة 118 ، 228 ) الجنّة تحت أطراف العوالي ( أي الرماح ) . ( الخطبة 122 ، 233 ) و قال ( ع ) عن علم اللّه : و من يكون في النّار حطبا ، أو في الجنان للنّبيّين مرافقا .

( الخطبة 126 ، 239 ) ازدحموا على الحطام ، و تشاحّوا على الحرام ، و رفع لهم علم الجنّة و النّار ، فصرفوا عن الجنّة وجوههم ، و أقبلوا إلى النّار بأعمالهم . و دعاهم ربّهم فنفروا و ولّوا ، و دعاهم الشّيطان فاستجابوا و أقبلوا . ( الخطبة 142 ، 256 ) و إنّما الأئمة قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده ، و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه . ( الخطبة 150 ، 267 ) فإن أطعتموني ، فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة ، و إن كان ذا مشقّة شديدة ، و مذاقة مريرة ( الخطبة 154 ، 273 ) فالجنّة غاية السّابقين ، و النّار غاية المفرّطين . ( الخطبة 155 ، 277 ) و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول : « يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر ،

و ليس معه نصير و لا عاذر ، فيلقى في نار جهنّم ، فيدور فيها كما تدور الرّحى ، ثمّ يرتبط في قعرها » ( الخطبة 162 ، 292 ) و قال ( ع ) في صفة الجنة : فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدّنيا من شهواتها و لذّاتها ، و زخارف مناظرها . و لذهلت ( أي النفس ) بالفكر في اصطفاق أشجار غيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل

[ 262 ]

أنهارها ، و في تعليق كبائس ( جمع كباسة و هي عنقود التمر في النخلة ) أللّؤلؤ الرّطب في عساليجها ( اي غصونها ) و أفنانها . و طلوع تلك الثّمار مختلفة في غلف أكمامها ( جمع كم و هو وعاء الطلع ) تجنى من غير تكلّف فتأتي على منية مجتنيها . و يطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأغسال المصفّقة ( أي المصفاة ) و الخمور المروّقة . قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتّى حلوّ دار القرار ، و أمنوا نقلة الأسفار . فلو شغلت قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ( أي المعجبة ) لزهقت نفسك شوقا إليها ، و لتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها .

جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . ( الخطبة 165 ، 298 ) الفرائض الفرائض ، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة ( الخطبة 165 ، 301 ) العار وراءكم ، و الجنّة أمامكم . ( الخطبة 169 ، 306 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت بالشّهوات » . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . في دار اصطنعها لنفسه . ظلّها عرشه ، و نورها بهجته . و زوّارها ملائكته ،

و رفقاؤها رسله . ( الخطبة 181 ، 331 ) أفرأيتم جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه ، و العثرة تدميه ، و الرّمضاء تحرقه ؟ فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر ، و قرين شيطان . أعلمتم أنّ مالكا إذا غضب على النّار حطم بعضها بعضا لغضبه ، و إذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعا من زجرته . ( الخطبة 181 ، 332 ) في موقف ظنك المقام ، و أمور مشتبهة عظام . و نار شديد كلبها ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيّظ زفيرها ، متأجّج سعيرها ، بعيد خمودها ، ذاك وقودها ، مخوف وعيدها ،

عم قرارها ، مظلمة أقطارها ، حامية قدورها ، فظيعة أمورها . وَ سِيقَ الَّذِين اتَّقُوا رَبَّهُمْ إلى‏ الْجَنَّةِ زُمَراً قد أمن العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار . و اطمأنّت بهم الدّار ،

و رضوا المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و أعينهم باكية .

و كان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم ليلا ، توحّشا

[ 263 ]

و انقطاعا . فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، و كانوا أحقّ بها و أهلها ، في ملك دائم ، و نعيم قائم . ( الخطبة 188 ، 351 ) فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة ، و في غد الطّريق إلى الجنّة . ( الخطبة 189 ، 354 ) و قال ( ع ) عن الحج : و تمحيصا بليغا جعله اللّه سببا لرحمته ، و وصلة إلى جنّته . ( الخطبة 190 ، 2 ، 365 ) و قال ( ع ) يصف المتقين : عظم الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم . فهم و الجنّة كمن قد رآها ، فهم فيها منعّمون . و هم و النّار كمن قد رآها ، فهم فيها معذّبون .

( الخطبة 191 ، 377 ) فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، و تطلّعت نفوسهم إليها شوقا ، و ظنّوا أنّها نصب أعينهم . و إذا مرّوا بآية فيها تخويف ، أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، و ظنّوا أنّ زفير جهنّم و شهيقها في أصول آذانهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) ألا تسمعون إلى جواب أهل النّار حين سئلوا : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟ قَالوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلَّينَ . ( الخطبة 197 ، 392 ) و أمّا قولك إنّ الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس بقيت ، ألا و من أكله الحقّ فالى الجنّة ، و من أكله الباطل فإلى النّار . ( الخطبة 256 ، 455 ) فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها ، و من أقرب إلى النّار من عاملها . و أنتم طرداء الموت ، إن أقمتم له أخذكم ، و إن فررتم منه أدرككم ، و هو ألزم لكم من ظلّكم .

الموت معقود بنواصيكم ، و الدّنيا تطوى من خلفكم . فاحذروا نارا قعرها بعيد ، و حرّها شديد ، و عذابها جديد . دار ليس فيها رحمة ، و لا تسمع فيها دعوة ، و لا تفرّج فيها كربة . ( الخطبة 266 ، 466 ) و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة ، و منكم صبية النّار . و منّا خير نساء العالمين ، و منكم حمّالة الحطب . ( الخطبة 267 ، 469 ) و اعلم أنّ أمامك عقبة كؤودا ، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل ، و المبطى‏ء عليها أقبح حالا من المسرع ، و أنّ مهبطك بها لا محالة ، إمّا على جنّة أو على نار .

[ 264 ]

فارتد لنفسك قبل نزولك ، و وطّي‏ء المنزل قبل حلولك ، فليس بعد الموت مستعتب ،

و لا إلى الدّنيا منصرف . ( الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) و لأضربنّك بسيفي الّذي ما ضربت به أحدا إلاّ دخل النّار . ( الخطبة 280 ، 499 ) و اعلم أنّ ما قرّبك من اللّه يباعدك من النّار ، و ما باعدك من اللّه يقرّبك من النّار .

( الخطبة 315 ، 563 ) فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات .

( 30 ح ، 569 ) و إنّ اللّه سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة .

( الخطبة 42 ح ، 573 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : اكتسبوا فيها الرّحمة ، و ربحوا فيها الجنّة . ( 131 ح ، 591 ) و من قرأ القرآن فمات فدخل النّار ، فهو ممّن كان يتّخذ آيات اللّه هزوا . ( 228 ح ، 607 ) و من كثر كلامه كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته ، و العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) ما خير بخير بعده النّار ، و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة . و كلّ نعيم دون الجنّة فهو محقور ، و كلّ بلاء دون النّار عافية . ( 387 ح ، 645 ) إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة اللّه ، فورثه رجل فأنفقه في طاعة اللّه سبحانه ، فدخل به الجنّة ، و دخل الأوّل به النّار . ( 429 ح ، 653 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : ألا حرّ يدع هذه اللّماظة ( أي بقية الطعام في الفم ) لأهلها ؟ إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلاّ الجنّة ، فلا تبيعوها إلاّ بها . ( 456 ح ، 658 )

[ 265 ]