و قال الامام علي ( ع ) عن صغار المخلوقات و كبارها :
سبحان من أدمج قوائم الذّرّة ( أي النملة ) و الهمجة ( أي الذبابة الصغيرة ) إلى ما فوقهما من خلق الحيتان و الفيلة . و وأى على نفسه ( أي وعد ) أن لا يضطرب شبح ممّا أولج فيه الرّوح ، إلاّ و جعل الحمام ( أي الموت ) موعده ، و الفناء غايته . ( الخطبة 163 ، 297 ) فإنّما يدرك بالصّفات ذوو الهيئات و الأدوات ، و من ينقضي إذا بلغ أمد حدّه بالفناء ، فلا إله إلاّ هو . ( الخطبة 180 ، 326 ) مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته ، و بما وسمها به من العجز على قدرته ، و بما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه . ( الخطبة 183 ، 334 ) هو المفني لها بعد وجودها ، حتّى يصير موجودها كمفقودها . و ليس فناء الدّنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها و اختراعها . ( الخطبة 184 ، 344 ) و إنّ اللّه سبحانه ، يعود بعد فناء الدّنيا وحده لا شيء معه . كما كان قبل ابتدائها ،
كذلك يكون بعد فنائها . بلا وقت و لا مكان ، و لا حين و لا زمان . عدمت عند ذلك الآجال و الأوقات ، و زالت السّنون و السّاعات . فلا شيء إلاّ اللّه الواحد القهّار ، الّذي إليه مصير جميع الأمور . بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، و بغير امتناع منها كان فناؤها . و لو قدرت على الإمتناع لدام بقاؤها . . . ( الخطبة 184 ، 345 ) ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لالسأم دخل عليه في تصريفها و تدبيرها ، و لا لراحة واصلة إليه ، و لا لثقل شيء منها عليه . لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها . و لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، و أمسكها بأمره ، و أتقنها بقدرته . ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها . ( الخطبة 184 ، 345 )
[ 149 ]