( 142 ) السقيفة

لما انتهت الى أمير المؤمنين ( ع ) انباء سقيفة بني ساعدة ، بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) .

قال ( ع ) : ما قالت الانصار ؟ قالوا : قالت : منا أمير و منكم أمير . قال ( ع ) : فهلاّ احتججتم عليهم بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وصّى بأن يحسن إلى محسنهم ، و يتجاوز عن مسيئهم ؟

قالوا : و ما في هذا من الحجّة عليهم ؟

فقال ( ع ) : لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصيّة بهم .

ثم قال ( ع ) : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم . فقال عليه السلام : احتجّوا بالشّجرة ، و أضاعوا الثّمرة « يريد بالثمرة آل بيت النبي ( ص ) » . ( الخطبة 65 ، 122 ) و قال ( ع ) واعجبا أن تكون الخلافة بالصّحابة ، و لا تكون بالصّحابة و القرابة [ 1 ] ؟ .

قال الشريف الرضي : و روي له شعر في هذا المعنى ( يخاطب به أبا بكر ) .

[ 1 ] لم يسلم كتاب نهج البلاغة في طبعاته المختلفة من الاخطاء ، لكن بعض هذه الاخطاء لا يمكن تجاوزه ، لأن فيه تغيير كبير للمعنى ، و في بعض الاحيان عكس للمعنى . فمثلا هذه العبارة التي أوردها ابن أبي الحديد في شرحه على الوجه الصحيح الموجود في المخطوطات ، و التي أثبتناها كذلك ، يوردها الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج بشكل محرف يدعو الى الريبة ، و ذلك على النحو التالي :

( واعجباه أتكون الخلافة بالصّحابة و القرابة ؟ ) أي أن الخلافة لا تكون بالصحابة و القرابة .

و هذا المعنى مع صحته من حيث الاصل ، لأن الخلافة تكون بالجدارة و النص ، و لا تكون بالصحبة و القرابة ، إلاّ أنه مناف لغرض الامام ( ع ) من كلامه ، و هو الرد على أبي بكر ، الذي ادعى في السقيفة أن الخلافة تكون بالصحابة ، فعجب الامام من كلامه و قال له : اذا جاز أن تكون الخلافة بالصحابة ، فمن الاولى أن تكون بالصحابة و القرابة ، و هذا القصد هو ما تضمنه البيت الثاني من الشعر ، فيكون كلام الامام ( ع ) متوافقا مع الشعر .

هذا و قد أخبرني استاذنا الجليل الدكتور سيد جواد مصطفوي من مشهد ، أنه عاكف الآن على إصدار نسخة لنهج البلاغة مدققة على النسخ المخطوطة المتوفرة في ايران ، مع بيان جميع الاخطاء و الاختلافات في النسخ المطبوعة .

[ 415 ]

فإن كنت بالشّورى ملكت أمورهم
فكيف بهذا و المشيرون غيّب

و إن كنت بالقربى حججت خصيمهم
فغيرك أولى بالنّبيّ و أقرب

( 190 ح ، 601 ) .

فنحن مرّة أولى بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . و لمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار يوم السّقيفة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلجوا عليهم ( أي فازوا ) ، فإن يكن الفلج به فالحقّ لنا دونكم ، و إن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم . ( الخطبة 267 ، 469 )