تكلم الامام علي ( ع ) عن خلق الكون في عدة مواضع من نهج البلاغة . و ملخص نظريته
[ 778 ]
حول خلق الكون أن أول الخلق كان للفضاء الذي فتقه اللّه من العدم ، و شقّ فيه النواحي و الارجاء و طرق الهواء . ثم خلق سبحانه في هذا الفضاء سائلا كثيفا متلاطما ،
حمله على متن ريح قوية عاصفة ، تلمّه الى بعضه ، و تحجزه عن الانتشار و الاندثار . ثم خلق سبحانه ريحا عقيمة من نوع آخر ، سلّطها على ذلك السائل من جهة واحدة ، فبدأت بتصفيقه و إثارته ، حتى مخضته مخضّ السقاء ، و بعثرته في أنحاء الفضاء كالدخان . و من الغاز الناتج ( و هو الهدروجين على ما يظن ) خلق اللّه السموات و النجوم و الكواكب . و لا زالت الفراغات بين عناصر المجرات مليئة بهذا الغاز .
و قد تمّ تشكل النجوم من هذا الغاز بتجمع دقائقه في مراكز معينة مشكلة أجراما ، و ذلك عن طريق دورانها حول هذه المراكز . و بتبرد هذا الغاز و تحوله الى عناصر أكثر تعقيدا تحولت الغازات الى سوائل كما في الشمس ، ثم تحولت السوائل الى جسم صلب كما في الارض و الكواكب السيارة ( المزيد من المعلومات راجع كتاب : علوم الطبيعة في نهج البلاغة للمؤلف ) .