( 42 ) لولا الابتلاء لما وجب الثواب و العقاب

قال الإمام علي ( ع ) :

و لو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذّهبان ، و معادن العقيان ،

و مغارس الجنان ، و أن يحشر معهم طيور السّماء ، و وحوش الأرضين لفعل . و لو فعل لسقط البلاء ، و بطل الجزاء ، و اضمحلت الأنباء . و لما وجب للقابلين أجور المبتلين ،

و لا استحقّ المؤمنون ثواب المحسنين ، و لا لزمت الأسماء معانيها . ( الخطبة 190 ، 2 ، 363 ) و كلّما كانت البلوى و الإختبار أعظم ، كانت المثوبة و الجزاء أجزل . ( الخطبة 190 ، 364 ) و من كلام له ( ع ) قاله للسائل الشامي لمّا سأله : أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر ؟ قال : ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما ، و قدرا حاتما ، و لو كان ذلك كذلك

[ 181 ]

لبطل الثّواب و العقاب ، و سقط الوعد و الوعيد . ( 78 ح ، 578 ) فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال .

( 93 ح ، 581 )