مدخل :

الزهد كلمة ترادف : ترك الدنيا و الاعراض عنها . و هي في مقابل حب الدنيا و الرغبة فيها .

و لا يعتبر زاهدا بالشي‏ء من كان بطبعه لا يميل الى الشي‏ء ، و انّما الزاهد من يغلب نفسه على ما تشتهي و يزجرها عن حبّ الدنيا و هي متعلقة بها . و يكون دافعه الى ذلك فكره و أمله في الكمال و السعادة . لأن عبودية المادة تمنع الانسان من تحقيق عقيدته الروحية و المعنوية و كمالاته الاخروية و الأخلاقية . و لذلك عرّف الزهد بأنه الثورة على عبودية المادة .

و في حين يدعو الاسلام الى الزهد يذم الرهبنة ، فالزهد في نظره ليس أن تفقد المال و أن لا تسعى الى كسبه ، و لكن الزهد أن لا تصبح عبدا للمال .

و ليس للزهد أي معنى اذا كان عبارة عن شعور نفسي ، لا يظهر أثره على صفحة الواقع .

فكثير من يشعر بمعنى الزهد و يدعو اليه ، ثم لا تجد عليه سيماء الزاهدين . و الامام علي ( ع ) حين قال بالزهد فقد طبّقه أول ما طبقه على نفسه ، في حين كان بامكانه أن يعيش كأفضل انسان في المجتمع .

[ 872 ]

يراجع المبحث ( 131 ) زهد الامام علي ( ع ) .