قال الامام علي ( ع ) :
و إنّما أنتم إخوان على دين اللّه ، ما فرّق بينكم إلاّ خبث السّرائر ، و سوء الضّمائر ،
فلا توازرون و لا تناصحون ، و لا تباذلون و لا توادّون . . . و ما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه ، إلاّ مخافة أن يستقبله بمثله . ( الخطبة 111 ، 219 ) و الزموا السّواد الأعظم فإنّ يد اللّه على الجماعة ، و إيّاكم و الفرقة فإنّ الشّاذّ من النّاس للشّيطان ، كما أنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب . ( الخطبة 125 ، 237 ) . . . و الزموا ما عقد عليه حبل الجماعة ، و بنيت عليه أركان الطّاعة . ( الخطبة 149 ، 266 ) فإيّاكم و التّلوّن في دين اللّه ، فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ ، خير من فرقة فيما تحبّون من الباطل . و إنّ اللّه سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا ممّن مضى ، و لا ممّن بقي . ( الخطبة 174 ، 317 ) فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء ( جمع ملأ ) مجتمعة ، و الأهواء مؤتلفة ،
و القلوب معتدلة ، و الأيدي مترادفة ، و السّيوف متناصرة ، و البصائر نافذة ، و العزائم واحدة . ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين ، و ملوكا على رقاب العالمين .
فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم ، حين وقعت الفرقة ، و تشتّتت الألفة ،
و اختلفت الكلمة و الأفئدة ، و تشعّبوا مختلفين ، و تفرّقوا متحازبين . . . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) فإنّ اللّه سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة ، فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة ، الّتي ينتقلون في ظلّها ، و يأوون إلى كنفها . بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، و أجلّ من كلّ خطر . ( الخطبة 190 ، 4 ، 371 )
[ 519 ]
من وصية له ( ع ) للحسن و الحسين ( ع ) أوصيكما . . . بتقوى اللّه ، و نظم أمركم ،
و صلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول « صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . . . ( الخطبة 286 ، 511 ) و عليكم بالتّواصل و التّباذل ، و إيّاكم و التّدابر و التّقاطع . ( الخطبة 286 ، 512 )