( 192 ) البصرة و أهل البصرة

قال الامام علي ( ع ) :

في ذم أهل البصرة : كنتم جند المرأة ، و أتباع البهيمة ( الجمل ) ، رغا فأجبتم ، و عقر فهربتم . أخلاقكم دقاق و عهدكم شقاق ، و دينكم نفاق ، و ماؤكم زعاق . و المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، و الشّاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه . كأنّي بمسجدكم كجؤجوء سفينة ، قد بعث اللّه عليها العذاب من فوقها و من تحتها و غرق من في ضمنها . ( الخطبة 13 ، 53 ) بلادكم أنتن بلاد اللّه تربة : أقربها من الماء و أبعدها من السّماء ، و بها تسعة أعشار الشّرّ ، المحتبس فيها بذنبه ، و الخارج بعفو اللّه . كأنّي أنظر إلى قريتكم هذه قد طبّقها الماء ، حتّى ما يرى منها إلاّ شرف المسجد ، كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر .

( الخطبة 13 ، 54 ) أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السّماء . خفّت عقولكم ، و سفهت حلومكم ،

فأنتم غرض لنابل ، و أكلة لآكل ، و فريسة لصائل . ( الخطبة 14 ، 54 ) فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من نقم اللّه لا رهج له و لا حسّ . و سيبتلى

[ 535 ]

أهلك بالموت الأحمر ، و الجوع الأغبر . ( الخطبة 100 ، 196 ) و قال ( ع ) في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة ، و ذلك ان قوما من اهل البصرة بعثوا برجل الى الامام ( ع ) يستعلم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم . فبيّن له ( ع ) من امره معهم ما علم به انه على الحق . ثم قال له : بايع . فقال :

اني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى ارجع اليهم . فقال ( ع ) : أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلإ و الماء ، فخالفوا إلى المعاطش و المجادب ، ما كنت صانعا ؟ قال : كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلإ و الماء . فقال عليه السّلام : فامدد إذا يدك . فقال الرّجل : فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ ، فبايعته عليه السّلام . ( الخطبة 168 ، 304 ) من كتاب له ( ع ) الى عبد اللّه بن عباس عامله على البصرة ، و كان قد اشتد على بني تميم لأنهم كانوا مع طلحة و الزبير يوم الجمل : و اعلم أنّ البصرة مهبط إبليس ، و مغرس الفتن . فحادث أهلها بالإحسان إليهم ، و احلل عقدة الخوف عن قلوبهم .

و قد بلغني تنمّرك لبني تميم ( أي تنكرك ) و غلظتك عليهم . و إنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلاّ طلع لهم آخر . و إنّهم لم يسبقوا بوغم ( أي حقد ) في جاهليّة و لا إسلام .

و إنّ لهم بنا رحما ماسّة و قرابة خاصّة ، نحن مأجورون على صلتها ، و مأزورون على قطيعتها . فاربع ( أي ارفق ) أبا العبّاس ، رحمك اللّه فيما جرى على لسانك و يدك من خير و شرّ . فإنّا شريكان في ذلك ، و كن عند صالح ظنّي بك . و لا يفيلنّ ( أي يضعف ) رأيي فيك . و السّلام . ( الخطبة 257 ، 456 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل البصرة : و قد كان من انتشار حبلكم ( أي تفرقكم ) و شقاقكم ما لم تغبوا عنه ( أي تجهلوه ) . فعفوت عن مجرمكم ، و رفعت السّيف عن مدبركم ، و قبلت من مقبلكم . فإن خطت بكم الأمور المردية ، و سفه الآراء الجائرة ،

إلى منابذتي و خلافي ، فهأنذا قد قرّبت جيادي ، و رحلت ركابي . و لئن الجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعنّ بكم وقعة لا يكون يوم الجمل إليها إلاّ كلعقة لاعق . مع أنّي عارف لذي الطّاعة منكم فضله ، و لذي النّصيحة حقّه . غير

[ 536 ]

متجاوز متّهما إلى بريّ و لا ناكثا إلى وفيّ . ( الخطبة 268 ، 472 )