يراجع المبحث ( 198 ) موقعة صفين .
قال الامام علي ( ع ) :
و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ و خابط الغيّ ، من إدهان و لا إيهان . ( الخطبة 24 ، 70 ) و من خطبة له ( ع ) عند خروجه لقتال أهل البصرة : أما و اللّه إن كنت لفي ساقتها ( الضمير راجع الى الجاهلية ) حتّى تولّت بحذافيرها . ما عجزت و لا جبنت . و إنّ مسيري هذا لمثلها ، فلأنقبنّ الباطل حتّى يخرج الحقّ من جنبه ( الخطبة 33 ، 88 ) و لقد ضربت أنف هذا الأمر و عينه ، و قلّبت ظهره و بطنه ، فلم أر لي فيه إلاّ القتال أو الكفر بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله . ( الخطبة 43 ، 101 ) من خطبة له يرد فيها على اصحابه و قد استبطؤوا أمره بالقتال : و قد قلّبت هذا الأمر بطنه و ظهره حتّى منعني النّوم ، فما وجدتني يسعني إلاّ قتالهم أو الجحود بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، فكانت معالجة القتال أهون عليّ من معالجة العقاب ، و موتات الدّنيا أهون عليّ من موتات الآخرة . ( الخطبة 54 ، 111 ) و من خطبة له ( ع ) : و ايم اللّه ، لقد كنت من ساقتها ( الضمير راجع الى الجاهلية ) حتّى تولّت بحذافيرها ، و استوسقت في قيادها . ما ضعفت و لا جبنت ، و لا خنت و لا وهنت . و ايم اللّه لأبقرنّ الباطل حتّى أخرج الحقّ من خاصرته . ( الخطبة
[ 503 ]
102 ، 199 ) و قال ( ع ) عن أصحاب الجمل : فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها . فقتلوا طائفة صبرا ، و طائفة غدرا . فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد . دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم . ( الخطبة 170 ، 307 ) و قال ( ع ) لأصحابه عن حرب اهل القبلة ( أصحاب الجمل ) : أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به ، و خير عواقب الأمور عند اللّه . و قد فتح باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة ، و لا يحمل هذا العلم إلاّ أهل البصر و الصّبر ، و العلم بمواضع الحقّ . فامضوا لما تؤمرون به . و قفوا عند ما تنهون عنه . و لا تعجلوا في أمر حتّى نتبيّنوا ، فإنّ لنا مع كلّ أمر تنكرونه غيرا . ( الخطبة 171 ، 308 ) و قال ( ع ) في الخطبة القاصعة : ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النّكث و الفساد في الأرض . فأمّا النّاكثون فقد قاتلت ، و أمّا القاسطون فقد جاهدت ، و أمّا المارقة فقد دوّخت . و أمّا شيطان الرّدهة ( الردهة : النقرة في الجبل ، و المقصود بالشيطان هنا ذو الثدية من رؤساء الخوارج ، وجد مقتولا في ردهة ) فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه ، و رجّة صدره . و بقيت بقيّة من أهل البغي . و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لأديلنّ منهم إلاّ ما يتشذّرني أطراف البلاد تشذرّا .
( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) من كتاب له ( ع ) الى أخيه عقيل في ذكر جيش أنفذه الى بعض الأعداء :
فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين ، فلمّا بلغه ذلك شمّر هاربا و نكص نادما .
فلحقوه ببعض الطّريق . و قد طفّلت الشّمس للإياب . فاقتتلوا شيئا كلا و لا ( كناية عن السرعة ) . فما كان إلاّ كموقف ساعة حتّى نجا جريضا ( مغموما ) بعد ما أخذ منه بالمخنّق ، و لم يبق منه غير الرّمق . فلأيا بلأي مانجا . . .
[ 504 ]
و أمّا ما سألت عنه من رأيي في القتال ، فإنّ رأيي قتال المحلّين ، حتّى ألقى اللّه ، لا يزيدني كثرة النّاس حولي عزّة ، و لا تفرّقهم عني وحشة . و لا تحسبنّ ابن أبيك و لو أسلمه النّاس متضرّعا متخشّعا ، و لا مقرّا للضّيم واهنا ، و لا سلس الزّمام للقائد ، و لا وطيء الظّهر للرّاكب المتعقّد ، و لكنّه كما قال أخو بني سليم :
فإن تسأليني كيف أنت فإنّني
صبور على ريب الزّمان صليب
يعزّ عليّ أن ترى بي كآبة
فيشمت عاد أو يساء حبيب
( الخطبة 275 ، 493 )