( 68 ) البعث و النشور قيام الساعة و أهوال يوم القيامة

قال الإمام علي ( ع ) :

فإنّ الغاية أمامكم ، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم . تخفّفوا تلحقوا . فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم . ( الخطبة 21 ، 65 ) حتّى إذا تصرّمت الأمور ، و تقضّت الدّهور ، و أزف النّشور ، أخرجهم من ضرائح القبور ،

و أوكار الطّيور ، و أوجرة السّباع ، و مطارح المهالك . سراعا إلى أمره ، مهطعين ( أي مسرعين ) إلى معاده . رعيلا صموتا ( شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل ) قياما صفوفا . ينفذهم البصر ، و يسمعهم الدّاعي . عليهم لبوس الإستكانة ، و ضرع الإستسلام و الذّلّة . قد ضلّت الحيل ، و انقطع الأمل . و هوت الأفئدة كاظمة ، و خشعت الأصوات مهينمة . و الجم العرق ( أي كثر العرق حتى امتلأت به الأفواه لغزارته فهو كاللجام يمنعها من النطق ) و عظم الشّفق ( أي الخوف ) . و أرعدت الأسماع لزبرة الدّاعي ( أي صوته و صيحته ) إلى فصل الخطاب ، و مقايضة الجزاء ، و نكال العقاب ،

و نوال الثّواب .

عباد مخلوقون اقتدارا ، و مربوبون اقتسارا ، و مقبوضون احتضارا ، و مضمّنون أجداثا ،

و كائنون رفاتا . و مبعوثون أفرادا ، و مدينون جزاء ، و مميّزون حسابا . ( الخطبة 81 ، 1 ، 138 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه ، جهة ما خلقكم له ، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه ،

[ 255 ]

و استحقّوا منه ما أعدّ لكم ، بالتّنجّز لصدق ميعاده ، و الحذر من هول معاده . ( الخطبة 81 ، 1 141 ) و اعلموا أنّ مجازكم على الصّراط ، و مزالق دحضه ( الدحض انزلاق الرجل فجأة ) ،

و أهاويل زلله ، و تارات أهواله . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) و دهمتكم مفظعات الأمور ، و السّياقة إلى الورد المورود . كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائقٌ وَ شَهِيدٌ :

سائق يسوقها إلى محشرها ، و شاهد يشهد عليها بعملها . ( الخطبة 83 ، 150 ) و ذلك يوم يجمع اللّه فيه الأوّلين و الآخرين ، لنقاش الحساب و جزاء الأعمال . خضوعا قياما . قد ألجمهم العرق ، و رجفت بهم الأرض . فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا ، و لنفسه متّسعا . ( الخطبة 100 ، 195 ) حتّى إذا بلغ الكتاب أجله ، و الأمر مقاديره . و ألحق آخر الخلق بأوّله ، و جاء من أمر اللّه ما يريده من تجديد خلقه ، أماد السّماء و فطرها و أرج الأرض و أرجفها ، و قلع جبالها و نسفها . و دكّ بعضها بعضا من هيبة جلالته و مخوف سطوته . و أخرج من فيها ،

فجدّدهم بعد إخلاقهم ، و جمعهم بعد تفرّقهم . ثمّ ميّزهم لما يريد من مسألتهم عن خفايا الأعمال و خبايا الأفعال . و جعلهم فريقين : انعم على هؤلاء ، و انتقم من هؤلاء .

( الخطبة 107 ، 211 ) اعملوا ليوم تذخر له الذّخائر ، و تبلى فيه السّرائر . ( الخطبة 118 ، 228 ) و بالقيامة تزلف الجنّة ( أي تقرّب ) و تبرّز الجحيم للغاوين . و إنّ الخلق لا مقصر لهم عن القيامة ، مرقلين ( أي مسرعين ) في مضمارها إلى الغاية القصوى . ( الخطبة 154 ، 274 ) قد شخصوا من مستقرّ الأجداث ، و صاروا إلى مصائر الغايات . لكلّ دار أهلها ،

لا يستبدلون بها و لا ينقلون عنها . ( الخطبة 154 ، 274 ) فكأنّكم بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( الشول : جمع شائلة و هي من الإبل ) .

( الخطبة 155 ، 276 ) عباد اللّه ، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ، و يكثر فيه الزّلزال ، و تشيب فيه الأطفال .

( الخطبة 155 ، 277 )

[ 256 ]

و كأنّ الصّيحة قد أتتكم ، و السّاعة قد غشيتكم ، و برزتم لفصل القضاء . قد زاحت عنكم الأباطيل ، و اضمحلت عنكم العلل ، و استحقّت بكم الحقائق ، و صدرت بكم الأمور مصادرها . فاتّعظوا بالعبر ، و اعتبروا بالغير ، و انتفعوا بالنّذر . ( الخطبة 155 ، 278 ) فتأسّى متأسّ بنبيّه ، و اقتصّ أثره ، و ولج مولجه ، و إلاّ فلا يأمن الهلكة . فإنّ اللّه جعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله علما للسّاعة ، و مبشّرا بالجنّة ، و منذرا بالعقوبة . ( الخطبة 158 ، 285 ) و إنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم . تخفّفوا تلحقوا ، فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم . ( الخطبة 165 ، 302 ) فإنّ الغاية القيامة . و كفى بذلك واعظا لمن عقل ، و معتبرا لمن جهل . ( الخطبة 188 ، 351 ) فاللّه اللّه عباد اللّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن ، و أنتم و السّاعة في قرن ( كناية عن قرب القيامة ) . و كأنّها قد جأت بأشراطها ، و أزفت بأفراطها ، و وقفت بكم على صراطها . و كأنّها قد أشرفت بزلازلها ، و أناخت بكلاكلها ، و انصرمت الدّنيا بأهلها ،

و أخرجتهم من حضنها ، فكانت كيوم مضى أو شهر انقضى . و صار جديدها رثّا ،

و سمينها غثّا . في موقف ضنك المقام ، و أمور مشتبهة عظام . و نار شديد كلبها . .

( الخطبة 188 ، 351 ) . . . في يوم تشخص فيه الأبصار ، و تظلم له الأقطار ، و تعطّل فيه صروم العشار ( و هي الناقة التي مضى على حملها عشرة اشهر و اشرفت على الوضع ) . و ينفخ في الصّور ، فتزهق كلّ مهجة . و تبكم كلّ لهجة ، و تذلّ الشّمّ الشّوامخ ، و الصّمّ الرّواسخ . فيصير صلدها سرابا رقرقا ( اي مضطربا ) ، و معهدها ( اي المكان الذي كان يعهد وجودها فيه ) قاعا سملقا ( اي مستويا ) ( أي ان تلك الجبال تنسف و يصير مكانها قاعا مستويا ) . فلا شفيع يشفع ، و لا حميم ينفع ، و لا معذرة تدفع . ( الخطبة 193 ، 384 ) فكأنّما اطّلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه ، و حقّقت القيامة عليهم عداتها .

( الخطبة 220 ، 421 )

[ 257 ]

إذا رجفت الرّاجفة ، و حقّت بجلائلها القيامة ، و لحق بكلّ منسك أهله ، و بكلّ معبود عبدته ، و بكلّ مطاع أهل طاعته . فلم يجز في عدله و قسطه يومئذ خرق بصر في الهواء ، و لا همس قدم في الأرض ، إلاّ بحقّه . فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، و علائق عذر منقطعة . ( الخطبة 221 ، 424 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ( أي الصراط ) . ( الخطبة 284 ، 506 )