مدخل :

بيّن الامام علي ( ع ) من خلال ذمه للتعلق بالدنيا ، أهم خاصة للدنيا ، و هي التقلب و التغير و التنكر للانسان ، فهي لا تسير على وتيرة واحدة ، بل تغدر بتبدلها و تحولها من حال الى حال . فالانسان فيها بينا يكون قويا صحيحا اذ به يصير عليلا مريضا ، و بينا يكون غنيا وجيها اذ به يصير فقيرا حقيرا .

و هكذا فبعد كل قوة ضعف ، و بعد كل عزّ ذلّ ، و بعد كلّ رفعة ضعة ، و لا يدوم شي‏ء منها على حال ، أو كما قال الشاعر :

ألا إنّما الدنيا غضارة أيكة
اذا اخضر منها جانب جفّ جانب