يراجع المبحث ( 62 ) اليقين و الشك .
قال الامام علي ( ع ) :
إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ( الخطبة 16 ، 55 ) و قال ( ع ) عمن تصدى للحكم و القضاء و ليس لذلك بأهل : فهو من لبس الشّبهات في مثل نسج العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ . ( الخطبة 17 ، 60 ) و إنّما سميّت الشّبهة شبهة لأنّها تشبه الحقّ . ( الخطبة 38 ، 97 ) فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين . و لو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين . و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث ، فيمزجان . ( الخطبة 50 ، 107 ) و قال ( ع ) في صفة الفاسق : قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف الحقّ على أهوائه .
يؤمن النّاس من العظائم ، و يهوّن كبير الجرائم . يقول : أقف عند الشّبهات و فيها وقع ، و يقول أعتزل البدع و بينها اضطجع . ( الخطبة 85 ، 154 ) و إن المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ ما حفظ اللّه منها . ( الخطبة 167 ، 303 ) .
فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا ، فليكن طلبك ذلك بتفهّم و تعلّم ، لا بتورّط الشّبهات و علق الخصومات و ابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة
[ 483 ]
بإلهك ، و الرّغبة إليه في توفيقك ، و ترك كلّ شائبة أولجتك في شبهة ، أو أسلمتك إلى ضلالة . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و قال ( ع ) في عهده لمالك الاشتر : و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب ، و يشتبه عليك من الأمور ، فقد قال اللّه تعالى لقوم أحبّ إرشادهم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شيءٍ فردّوه إِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ فالرّدّ إلى اللّه : الأخذ بمحكم كتابه ، و الرّدّ إلى الرّسول : الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة . ( الخطبة 292 ، 2 ، 525 ) ثم يقول في عهده ( ع ) : ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا تضيق به الأمور ، و لا تمحكه الخصوم ، و لا يتمادى في الزّلّة ، و لا يحصر من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه ، و لا تشرف نفسه على طمع ، و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ، و أوقفهم في الشّبهات ، و آخذهم بالحجج . ( الخطبة 292 ، 2 ، 526 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فماذا بعد الحقّ إلاّ الضّلال المبين ، و بعد البيان إلاّ اللّبس ؟ فاحذر الشّبهة و اشتمالها على لبستها ، فإنّ الفتنة طالما أغدفت جلابيبها ،
و أغشت الأبصار ظلمتها . ( الخطبة 304 ، 553 ) إنّ الأمور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأوّلها . ( 76 ح ، 577 ) و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) أو منقادا لحملة الحقّ ، لا بصيرة له في أحنائه . ينقدح الشّكّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة . ( 147 ح ، 595 )