لقد وهب اللّه الانسان قدرات و مواهب ، جعلته مفضّلا على كثير مما خلق . فمنها الفطرة في نفسه و الحكمة في قلبه و التمييز في عقله ، فاذا هو لم يستخدم تلك القدرات ، التي تتجلى في التفكير و الشعور و الارادة ، أصبح كالانعام بل أضل سبيلا . و عند ذلك يصبح الانسان لا همّ له غير الطعام و الشراب و الشهوات ، فيصير كالبهيمة المربوطة همّها علفها . و إذا هو أوصد عقله و قلبه عن تلقي الهدى و الحكمة أصبح « ميّت الاحياء » .