مدخل :

ان العبادة هي علاقة العبد بربه . و الناس لا يستوون في فهم هذه العلاقة . لذلك قسّم الامام ( ع ) الناس من حيث عبادتهم الى ثلاثة أنواع :

1 الذين يعتبرون العبادة سلعة يطلبون ما يعاوضها من أجر و ثمن ، و هذه عبادة التجار .

2 الذين يقومون بالعبادة منفذين لأوامر اللّه ، خوفا مما يترتب على مخالفتها من جزاء و عقاب ، و هذه عبادة العبيد .

3 الذين يعبدون اللّه لمعرفتهم إياه و تقديرهم لعظمته ، و أنه أهل للعبادة ، سواء أمر بذلك أم لم يأمر ، و هذه عبادة الاحرار . و هي درجة العارف باللّه ، الذي يتخذ العبادة معراجا الى ذات اللّه . و في هذه الدرجة تكون العبادة تربية روحية و رياضة للقوى الانسانية ، و حالة إشراقية لانتصار الروح على البدن ، و تعاليا عن المادة ، و صعودا الى مشارق أنوار الوجود .

كما تكون أسمى مظاهر شكر الانسان لخالق الحياة و معيدها ، و مظهر سام لحب الانسان الكامل المطلق .