قال الامام ( ع ) بعد أن ذكر بعض طبقات المجتمع : و لا قوام لهم جميعا إلاّ بالتّجّار و ذوي الصّناعات ، فيما يجتمعون عليه من مرافقهم ، و يقيمونه من أسواقهم ،
و يكفونهم من التّرفّق بأيديهم ، ما لا يبلغه رفق غيرهم . ( الخطبة 292 ، 2 ، 523 ) قال الامام علي ( ع ) في كتابه لمالك الاشتر : ثمّ استوص بالتّجّار و ذوي الصّناعات و أوص بهم خيرا : المقيم منهم و المضطرب بماله و المترفّق ببدنه ، فإنّهم موادّ المنافع ، و أسباب المرافق ، و جلاّبها من المباعد و المطارح ، في برّك و بحرك و سهلك و جبلك ، و حيث لا يلتئم النّاس لمواضعها و لا يجتروون عليها ، فإنّهم سلم لا تخاف بائقته ، و صلح لا تخشى غائلته . و تفقّد أمورهم بحضرتك و في حواشي بلادك . و اعلم مع ذلك أنّ في كثير منهم ضيقا فاحشا ، و شحا قبيحا ، و احتكارا للمنافع ، و تحكّما في البياعات . و ذلك باب مضرّة للعّامّة و عيب على الولاة . فامنع من الإحتكار ، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منع منه . و ليكن البيع بيعا سمحا : بموازين عدل ،
و أسعار لا تححف بالفريقين من البائع و المبتاع . فمن قارف حكرة بعد نهيك إيّاه فنكّل به ، و عاقبه في غير إسراف . ( الخطبة 292 ، 3 ، 530 )
[ 310 ]