النصوص :

قال الامام علي ( ع ) :

في صفة أهل البيت ( ع ) : هم موضع سرّه ، و لجأ أمره ، و عيبة علمه ، و موئل حكمه ،

و كهوف كتبه ، و جبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره ، و أذهب أرتعاد فرائصه . . .

( الخطبة 2 ، 37 ) لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الأمّة أحد ، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدّين ، و عماد اليقين . إليهم يفي‏ء الغالي ، و بهم يلحق التّالي ، و لهم خصائص حقّ الولاية ، و فيهم الوصيّة و الوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ، و نقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) بنا اهتديتم في الظّلماء ، و تسنّمتم ذروة العلياء ، و بنا انفجرتم عن السّرار ( السرار :

آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر و هو كناية عن الظلام ) . ( الخطبة 4 ، 45 )

[ 341 ]

و ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا ( يقصد معاوية ) و ليقصّرن سبّاقون كانوا سبقوا ( يقصد أهل البيت عليهم السلام ) . ( الخطبة 16 ، 56 ) و قال ( ع ) عن حاله قبل البيعة له : فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ،

فضننت بهم عن الموت . ( الخطبة 26 ، 74 ) لما انتهت الى الامام ( ع ) أنباء السقيفة قال : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجّت بأنّها شجرة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . فقال عليه السّلام : احتجّوا بالشّجرة ،

و أضاعوا الثّمرة « يعني عترة النبي ( ص ) » . ( الخطبة 65 ، 122 ) رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى . . . و أخذ بحجزة هاد فنجا . ( الخطبة 74 ، 130 ) فأين تذهبون ، و أنّى تؤفكون ؟ و الأعلام قائمة ، و الآيات واضحة ، و المنار منصوبة ،

فأين يتاه بكم ، و كيف تعمهون ؟ و بينكم عترة نبيّكم و هم أزمّة الحقّ و أعلام الدّين و ألسنة الصّدق . فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، و ردوهم ورود الهيم العطاش .

أيّها النّاس : خذوها عن خاتم النّبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ( إنّه يموت من مات منّا و ليس بميّت ، و يبلى من بلي منّا و ليس ببال ) . فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون . و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و أترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي الحسن و الحسين ) ؟ .

و قد ركزت فيكم راية الإيمان ، و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام ، و ألبستكم العافية من عدلي ، و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي ، و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي . ( الخطبة 85 ، 155 ) نحن أهل البيت ، منها ( أي الفتن ) بمنجاة ، و لسنا فيها بدعاة . ( الخطبة 91 ، 184 ) عترته خير العتر ، و أسرته خير الأسر ، و شجرته خير الشّجر ، نبتت في حرم ، و بسقت في كرم ، لها فروع طوال ، و ثمر لا ينال . ( الخطبة 92 ، 186 ) انظروا أهل بيت نبيّكم ، فالزموا سمتهم ، و اتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ،

و لن يعيدوكم في ردى . فإن لبدوا فالبدوا ، و إن نهضوا فانهضوا . و لا تسبقوهم فتضلّوا ، و لا تتأخّروا عنهم فتهلكوا . ( الخطبة 95 ، 190 )

[ 342 ]

و قال ( ع ) بعد ذكر النبي ( ص ) : و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف عنها زهق ، و من لزمها لحق ، دليلها ( أي الامام علي عليه السلام ) مكيث الكلام ( أي رزين ) بطي‏ء القيام ، سريع إذا قام . ( الخطبة 98 ، 193 ) ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله ، كمثل نجوم السّماء ، إذا خوى نجم طلع نجم . فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع ، و أراكم ما كنتم تأملون . ( الخطبة 98 ، 194 ) أيّها النّاس : استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متّعظ ، و امتاحوا من صفو عين قد روّقت من الكدر ( يقصد نفسه عليه السلام ) . ( الخطبة 103 ، 200 ) نحن شجرة النّبوّة ، و محطّ الرّسالة ، و مختلف الملائكة ، و معادن العلم ، و ينابيع الحكم . ناصرنا و محبّنا ينتظر الرّحمة ، و عدوّنا و مبغضنا ينتظر السّطوة . ( الخطبة 107 ، 213 ) . . . و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر . ( الخطبة 118 ، 228 ) فالزموا السّنن القائمة و الآثار البيّنة ، و العهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة . ( الخطبة 136 ، 250 ) و قال الامام ( ع ) عن منزلة الائمة الاطهار : أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذبا و بغيا علينا ، أن رفعنا اللّه و وضعهم ، و أعطانا و حرمهم ، و أدخلنا و أخرجهم . بنا يستعطى الهدى ، و يستجلى العمى . إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، و لا تصلح الولاة من غيرهم . ( الخطبة 142 ، 255 ) ثم قال ( ع ) فيمن تركوا أهل البيت و اتبعوا غيرهم : آثروا عاجلا ، و أخّروا آجلا ، و تركوا صافيا ، و شربوا آجنا . كأنّي أنظر إلى فاسقهم ، و قد صحب المنكر فألفه . . . ( الخطبة 142 ، 255 ) و اعلموا أنّكم لن تعرفوا الرّشد حتّى تعرفوا الّذي تركه ، و لن تأخذوا بمثاق الكتاب حتّى تعرفوا الّذي نقضه ، و لن تمسّكوا به حتّى تعرفوا الّذي نبذه . فالتمسوا ذلك من

[ 343 ]

عند أهله ، فإنّهم عيش العلم ، و موت الجهل . هم الّذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، و صمتهم عن منطقهم ، و ظاهرهم عن باطنهم . لا يخالفون الدّين و لا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، و صامت ناطق . ( الخطبة 145 ، 260 ) و قال ( ع ) عن أئمة الدين ، و ذلك من خطبة خطبها بعد مقتل عثمان : قد طلع طالع ، و لمع لامع ، و لاح لائح ، و اعتدل مائل . و استبدل اللّه بقوم قوما ، و بيوم يوما . و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطر . و إنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه ، و عرفاؤه على عباده .

و لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه ، و لا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم و أنكروه .

( الخطبة 150 ، 267 ) نحن الشّعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب . و لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها . فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا .

فيهم كرائم القرآن ، و هم كنوز الرّحمن . إن نطقوا صدقوا ، و إن صمتوا لم يسبقوا ( الخطبة 152 ، 270 ) أسرته خير أسرة ، و شجرته خير شجرة . أغصانها معتدلة ، و ثمارها متهدّلة . ( الخطبة 159 ، 285 ) ألا بأبي و أمّي ، هم من عدّة ، أسماؤهم في السّماء معروفة ، و في الأرض مجهولة .

( الخطبة 185 ، 346 ) إنّما مثلي بينكم كمثل السّراج في الظّلمة ، يستضي‏ء به من ولجها . ( الخطبة 185 ، 347 ) . . . فإنّه من مات منكم على فراشه ، و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ،

مات شهيدا . ( الخطبة 188 ، 353 ) أيّها النّاس ، من سلك الطّريق الواضح ورد الماء ، و من خالف وقع في التّيه . ( الخطبة 199 ، 395 ) فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا ذابّ و لا مساعد إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنيّة . ( الخطبة 215 ، 413 )

[ 344 ]

فقلت : أصلة أم زكاة أم صدقة ؟ فذلك محرّم علينا أهل البيت ؟ فقال : لا ذا و لا ذاك و لكنّها هديّة . ( الخطبة 222 ، 426 ) و قال ( ع ) بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر : ألا و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان ،

فلا يسعده القول إذا امتنع ، و لا يمهله النّطق إذا اتّسع . و إنّا لأمراء الكلام ، و فينا تنشّبت عروقه ، و علينا تهدّلت غصونه . ( الخطبة 231 ، 434 ) و قال ( ع ) يذكر آل محمد ( ص ) : هم عيش العلم و موت الجهل . يخبركم حلمهم عن علمهم ، و ظاهرهم عن باطنهم ، و صمتهم عن حكم منطقهم . لا يخالفون الحقّ و لا يختلفون فيه . و هم دعائم الإسلام و ولائج الاعتصام . بهم عاد الحقّ إلى نصابه ،

و انزاح الباطل عن مقامه ، و انقطع لسانه عن منبته . عقلوا الدّين عقل وعاية و رعاية ،

لا عقل سماع و رواية . فإنّ رواة العلم كثير ، و رعاته قليل . ( الخطبة 237 ، 439 ) و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ الأمّيّ ، و على آله مصابيح الدّجى و العروة الوثقى ، و سلّم تسليما كثيرا . ( الخطبة 239 ، 441 ) و من كتاب له ( ع ) الى أهل الكوفة بعد فتح البصرة : و جزاكم اللّه من أهل مصر عن أهل بيت نبيّكم ، أحسن ما يجزي العاملين بطاعته ، و الشّاكرين لنعمته فقد سمعتم و أطعتم ، و دعيتم فأجبتم . ( الخطبة 241 ، 443 ) و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس ( أي اشتد القتال ) و أحجم النّاس ، قدّم أهل بيته ، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف و الأسنّة . فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر ، و قتل حمزة يوم أحد ، و قتل جعفر يوم مؤتة . و أراد من لو شئت ذكرت اسمه ( يريد بذلك نفسه عليه السلام ) مثل الّذي أرادوا من الشّهادة ، و لكنّ آجالهم عجّلت ، و منيّته أجّلت . ( الخطبة 248 ، 448 ) و من أجمل ذلك مناظرته ( ع ) مع معاوية مبينا فضل بني هاشم على غيرهم ، و أحقيته بالقرابة و الطاعة : أ لا ترى غير مخبر لك ، و لكن بنعمة اللّه أحدّث ، أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه تعالى من المهاجرين و الأنصار و لكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيّد الشّهداء ، ( يقصد حمزة عم النبي ) ، و خصّه رسول اللّه صلّى

[ 345 ]

اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه أو لا ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم ، قيل : الطّيّار في الجّنة و ذو الجناحين ( يقصد أخاه جعفر ) و لولا ما نهى اللّه عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر فضائل جمّة ، تعرفها قلوب المؤمنين ، و لا تمجّها آذان السّامعين . فدع عنك من مالت به الرّميّة ، فإنّا صنائع ربّنا ، و النّاس بعد صنائع لنا . لم يمنعنا قديم عزّنا ، و لا عاديّ طولنا على قومك ، أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا و أنكحنا فعل الأكفاء ، و لستم هناك و أنّى يكون ذلك ، و منّا النّبيّ و منكم المكذّب ( يقصد أبا جهل ) ، و منّا أسد اللّه و منكم أسد الأحلاف ( يقصد أبا سفيان ) ، و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة و منكم صبية النّار ( يقصد أولاد مروان بن الحكم ) ، و منّا خير نساء العالمين و منكم حمّالة الحطب ( و هي أم جميل بنت حرب عمة معاوية و زوجة أبي لهب ) ، في كثير ممّا لنا و عليكم .

فإسلامنا قد سمع ، و جاهليّتنا لا تدفع ( أي أن شرفنا في الجاهلية لا ينكر ) . و كتاب اللّه يجمع لنا ما شذّ عنّا ، و هو قوله سبحانه و تعالى وَ أُوْلُوا الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى‏ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ و قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى‏ النَّاسِ بِإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا . وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ . فنحن مرّة أولى بالقرابة ، و تارة أولى بالطّاعة . . ( الخطبة 267 ، 468 ) و قال ( ع ) من كتاب له الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة : ألا و إنّ لكلّ مأموم إماما يقتدي به ، و يستضي‏ء بنور علمه . ( الخطبة 284 ، 505 ) نحن النّمرقة ( أي الوسادة ) الوسطى ، بها يلحق التّالي ، و إليها يرجع الغّالي ( أي أن أهل البيت هم القدوة المعتدلة للدنيا و الآخرة . فمن تقدمهم عصى و ظلم ، و من تأخر عنهم هوى و هلك ، و من اقتدى بهم اهتدى و سلم . و قد قيل خير الامور أوسطها ) .

( 109 ح ، 585 ) من أحبّنا أهل البيت فليستعدّ للفقر جلبابا . ( 112 ح ، 586 ) و سئل ( ع ) عن بني هاشم و بني أمية فقال : و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا ، و أسمح

[ 346 ]

عند الموت بنفوسنا . و هم أكثر و أمكر و أنكر ، و نحن أفصح و أنصح و أصبح . ( 120 ح ، 587 ) روى الشريف الرضي عليه الرحمة عن كميل بن زياد أنه قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين ( ع ) فأخرجني الى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ، ثم قال :

يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ، فاحفظ عنّي ما أقول لك . النّاس ثلاثة : فعالم ربّانيُّ ، و متعلّم على سبيل نجاة ، و همج رعاع أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق . . . إنّ ههنا لعلما جمّا ، لو أصبت له حملة . ( 147 ح ، 593 ) و قال ( ع ) لكميل بن زياد : اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته . و كم ذا و أين أولئك ؟

( استفهام عن عدد القائمين للّه و أمكنتهم ) أولئك و اللّه الأقلّون عددا ، و الأعظمون عند اللّه قدرا يحفظ اللّه بهم حججه و بيّناته ، حتّى يودعوها نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم . هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، و باشروا روح اليقين ،

و استلانوا ما استوعره المترفون ، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و صحبوا الدّنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى . أولئك خلفاء اللّه في أرضه ، و الدّعاة إلى دينه . آه آه شوقا إلى رؤيتهم . ( 147 ح ، 595 ) إنّ اللّه تبارك و تعالى طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا على عباده ،

و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا ، لا نفارقه و لا يفارقنا . ( مستدرك النهج ص 183 )