لم تصل الخلافة الى الامام علي ( ع ) الا بعد أن انتقض فتلها ، و عاثت الفتن بها ، و حين أدرك الناس أنه لن يخلّص الأمة من هذه المحنة غير الامام علي ( ع ) . عند ذلك انثال الناس على أبي الحسن ( ع ) يبايعونه ، فبايعه كل أهل المدينة من المهاجرين و الانصار ، و في مقدمتهم ابن عمته الزبير بن العوام .
حتى اذا قام بالامر و أراد إرجاع الحق الى نصابه ، تألب عليه الكثيرون من الساعين وراء مصالحهم الشخصية ، و منهم الزبير و طلحة ، مختلقين الاعذار الواهية . فحارب الناكثين من أصحاب الجمل في البصرة ثم حارب القاسطين من اصحاب معاوية في صفين ، ثم حارب المارقين من الخوارج في النهروان . يبغي تطهير المجتمع الاسلامي من الفتن العوان و النفوس المريضة .