( 91 ) الامر بالمعروف و النهي عن المنكر

يراجع المبحث ( 88 ) الجهاد باليد و اللسان و القلب قال الإمام علي ( ع ) :

إلى اللّه أشكو من معشر . . . و لا عندهم أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر .

( الخطبة 17 ، 61 ) المعروف فيهم ما عرفوا ، و المنكر عندهم ما أنكروا . ( الخطبة 86 ، 157 ) قال ( ع ) : و انهوا عن المنكر و تناهوا عنه ، فإنّما أمرتم بالنّهي بعد التّناهي . ( الخطبة 103 ، 201 ) ظهر الفساد ، فلا منكر مغيّر ، و لا زاجر مزدجر . . . لعن اللّه الآمرين بالمعروف ،

التّاركين له . و النّاهين عن المنكر العاملين به . ( الخطبة 127 ، 240 ) و قال ( ع ) عن الزمان المقبل : و لا في البلاد شي‏ء أنكر من المعروف ، و لا أعرف من المنكر . ( الخطبة 145 ، 258 )

[ 305 ]

و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، لخلقان من خلق اللّه سبحانه . و إنّهما لا يقرّبان من أجل ، و لا ينقصان من رزق . ( الخطبة 154 ، 274 ) فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين ، إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد .

دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم . ( الخطبة 170 ، 307 ) و إنّ عندكم الأمثال من بأس اللّه و قوارعه ، و أيّامه و وقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، و تهاونا ببطشه ، و يأسا من بأسه . فإنّ اللّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيدكم ، إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر . فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و الحلماء لترك التّناهي . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) أيّها النّاس ، إنّما يجمع النّاس ( أي يجمعهم في استحقاق العقاب ) الرّضا ( أي بالمنكر ) و السّخط . و إنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد ، فعمّهم اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضا .

فقال سبحانه فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمينَ . فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السّكّة المحماة ( أي المحراث ) في الأرض الخوّارة ( أي اللينة ) . ( الخطبة 199 ، 395 ) و يأمرون بالقسط و يأتمرون به ، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه . ( الخطبة 220 ، 421 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و أمر بالمعروف تكن من أهله ، و أنكر المنكر بيدك و لسانك ، و باين من فعله بجهدك . و جاهد في اللّه حقّ جهاده ، و لا تأخذك في اللّه لومة لائم . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) فضرب الجور سرادقه على البرّ و الفاجر ، و المقيم و الظّاعن ، فلا معروف يستراح إليه ،

و لا منكر يتناهى عنه . ( الخطبة 277 ، 495 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . ( الخطبة 286 ، 512 ) و الجهاد منها على أربع شعب : على الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، و الصّدق في المواطن ( أي مواطن القتال ) و شنآن الفاسقين ( أي كرههم ) . فمن أمر

[ 305 ]

بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ، و من نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين . و من صدق في المواطن قضى ما عليه . و من شني‏ء الفاسقين و غضب للّه ، غضب اللّه له و أرضاه يوم القيامة . ( 30 ح ، 570 ) الرّاضي بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم . و على كلّ داخل في باطل إثمان : إثم العمل به ، و إثم الرّضى به . ( 154 ح ، 597 ) و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ ، و النّهي عن المنكر ردعا للسّفهاء . ( 252 ح ، 611 ) و قال ( ع ) لاصحابه يوم لقوا أهل الشام : أيّها المؤمنون ، إنّه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه ، فأنكره بقلبه فقد سلم و برى‏ء . و من أنكره بلسانه فقد أجر ،

و هو أفضل من صاحبه . و من أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه هي العليا و كلمة الظّالمين هي السّفلى ، فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى ، و قام على الطّريق ، و نوّر في قلبه اليقين . ( 373 ح ، 642 ) و في كلام آخر له ( ع ) يجري هذا المجرى : فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه ،

فذلك المستكمل لخصال الخير . و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التّارك بيده ، فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة . و منهم المنكر بقلبه و التّارك بيده و لسانه ، فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثّلاث و تمسّك بواحدة . و منهم تارك لانكار المنكر بلسانه و قلبه و يده ، فذلك ميّت الأحياء . و ما اعمال البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللّه ، عند الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، إلاّ كنفثة في بحر لجّيّ . و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان من اجل ، و لا ينقصان من رزق . و أفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند إمام جائر . ( 374 ح ، 642 ) و عن ابي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع ) يقول : أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ( بمعنى يحدث أثرا شديدا عليكم اذا قمتم به ) ، الجهاد بأيدكم ، ثمّ بألسنتكم ، ثمّ بقلوبكم . فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، و لم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ،

و أسفله أعلاه . ( 375 ح ، 643 )

[ 306 ]