النصوص :

قال الإمام علي ( ع ) :

و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا إخلاصها ، معتقدا مصاصها ( مصاص كل شي‏ء : خالصه ) . نتمسّك بها أبدا ما أبقانا ، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا ،

فإنّها عزيمة الإيمان ، و فاتحة الإحسان ، و مرضاة الرّحمن ، و مدحرة الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 35 )

[ 236 ]

و قال ( ع ) عن حال الناس في الجاهلية : و خذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، و تنكّرت معالمه ، و درست سبله ، و عفت شركه . ( الخطبة 2 ، 37 ) و قال ( ع ) يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) : و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا : ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا و تسليما . .

و لعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدّين عمود ، و لا اخضرّ للإيمان عود . ( الخطبة 56 ، 111 ) قد ركزت فيكم راية الإيمان ، و وقفتكم على حدود الحلال و الحرام . ( الخطبة 85 ، 155 ) قد استفرغتهم أشغال عبادته ، و وصلت حقائق الإيمان بينهم و بين معرفته . ( الخطبة 89 ، 2 ، 169 ) فهم أسراء إيمان لم يفكّهم من ربقته . ( الخطبة 89 ، 3 ، 171 ) إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى ، الإيمان به و برسوله . ( الخطبة 108 ، 213 ) و نؤمن به إيمان من عاين الغيوب و وقف على الموعود . إيمانا نفى إخلاصه الشّرك و يقينه الشّكّ . و نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله ، شهادتين تصعدان القول و ترفعان العمل ، لا يخفّ ميزان توضعان فيه ، و لا يثقل ميزان ترفعان عنه . ( الخطبة 112 ، 220 ) و من كلام له ( ع ) قاله للخوارج عن رفع المصاحف : فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان ،

و باطنه عدوان . و أوّله رحمة ، و آخره ندامة . ( الخطبة 120 ، 231 ) فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إنّ القتل ليدور على الآباء و الأبناء ، و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ، و تسليما للأمر ، و صبرا على مضض الجراح . ( الخطبة 120 ، 231 ) و نشهد أن لا إله غيره ، و أنّ محمّدا نجيبه و بعيثه ، شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان و القلب اللّسان . ( الخطبة 130 ، 243 ) و قال ( ع ) عن الايمان : سبيل أبلج المنهاج ، أنور السّراج . فبالإيمان يستدلّ على

[ 237 ]

الصّالحات ، و بالصّالحات يستدلّ على الإيمان . و بالإيمان يعمر العلم ، و بالعلم يرهب الموت ، و بالموت تختم الدّنيا ، و بالدّنيا تحرز الآخرة . ( الخطبة 154 ، 274 ) و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم : « لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه » . ( الخطبة 174 ، 315 ) و قال ( ع ) لذعلب لما سأله : هل رأيت ربّك ؟ فأجاب : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ،

و لكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان . ( الخطبة 177 ، 320 ) و نؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، و أناب إليه مؤمنا . ( الخطبة 180 ، 324 ) و قال ( ع ) عن النبي ( ص ) : و جعل أمراس الإسلام متينة ، و عرى الإيمان وثيقة . ( الخطبة 183 ، 335 ) فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرّا في القلوب ، و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصّدور إلى أجل معلوم . ( الخطبة 187 ، 349 ) و قال ( ع ) عن الإيمان : إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحمله إلاّ عبد مؤمن ، امتحن اللّه قلبه للإيمان ، و لا يعي حديثنا إلاّ صدور أمينة و أحلام رزينة . ( الخطبة 187 ، 349 ) و اعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) و قال ( ع ) في صفة المتّقي : فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين ، و حزما في لين ،

و إيمانا في يقين . ( الخطبة 191 ، 378 ) و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، شهادة إيمان و إيقان ، و إخلاص و إذعان . ( الخطبة 193 ، 382 ) و قال ( ع ) عن القرآن الكريم : فهو معدن الإيمان و بحبوحته ، و ينابيع العلم و بحوره .

( الخطبة 196 ، 391 ) و قال ( ع ) عمّا حدث في صفين : و كان بدء أمرنا أنّا التقينا و القوم من أهل الشّام ،

و الظّاهر أنّ ربّنا واحد ، و نبيّنا واحد ، و دعوتنا في الإسلام واحدة ، و لا نستزيدهم في الإيمان باللّه و التّصديق برسوله ، و لا يستزيدوننا . الأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان ، و نحن منه براء . ( الخطبة 297 ، 543 )

[ 238 ]

و سأله رجل أن يعرّفه الايمان فقال ( ع ) : إذا كان الغد فأتني حتّى أخبرك على أسماع النّاس ، فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك . فإنّ الكلام كالشّاردة ينقفها هذا ( أي يصيبها ) و يخطئها هذا . ( و هذا هو جوابه ) : ( 266 ح ، 619 ) و سئل ( ع ) عن الإيمان ، فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر ، و اليقين ،

و العدل ، و الجهاد .

و الصّبر منها على أربع شعب : على الشّوق ، و الشّفق ( أي الخوف ) و الزّهد ، و التّرقّب .

فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات ، و من أشفق من النّار اجتنب المحرّمات ،

و من زهد في الدّنيا استهان بالمصيبات ، و من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات .

و اليقين منها على أربع شعب : على تبصرة الفطنة ، و تأوّل الحكمة ( أي الوصول الى دقائقها ) ، و موعظة العبرة ، و سنّة الأوّلين . فمن تبصّر في الفطنة تبيّنت له الحكمة ،

و من تبيّنت له الحكمة عرف العبرة ، و من عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلين .

و العدل منها على أربع شعب : على غائص الفهم ، و غور العلم ، و زهرة الحكم ( أي حسنه ) ، و رساخة الحلم . فمن فهم علم غور العلم ، و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم ، و من حلم لم يفرّط في أمره و عاش في النّاس حميدا .

و الجهاد منها على أربع شعب : على الأمر بالمعروف ، و النّهي عن المنكر ، و الصّدق في المواطن ، و شنآن ( أي بغض ) الفاسقين . فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ،

و من نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين ، و من صدق في المواطن قضى ما عليه ،

و من شنى‏ء الفاسقين و غضب للّه ، غضب اللّه له و أرضاه يوم القيامة . ( 30 ح ، 569 ) و عليكم بالصّبر ، فإنّ الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد ، و لا خير في جسد لا رأس معه ، و لا في إيمان لا صبر معه . ( 82 ح ، 579 ) و لا عبادة كأداء الفرائض ، و لا إيمان كالحياء و الصّبر . ( 113 ح ، 586 ) غيرة المرأة كفر ، و غيرة الرّجل إيمان . ( 124 ح ، 588 ) سوسوا إيمانكم بالصّدقة . ( 146 ح ، 593 ) الإيمان معرفة بالقلب و إقرار باللّسان ، و عمل بالأركان .

[ 239 ]

« ظاهر هذا الكلام مطابق لرأي المعتزلة . أمّا نحن الشيعة فنحمل هذا الكلام على المجاز ، لأنّ ظاهر لفظة ( و عمل بالأركان ) مخالف للقرآن الكريم . . يقول تعالى : وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالْإِيْمانِ . و يقول في صفة المؤمنين : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ .

فالايمان هو التصديق و الاعتقاد ، و أمّا العمل فهو من دواعي الإيمان و نتيجة من نتائجه ،

و ليس جزءا منه . فاطلاق عبارة ( العمل بالأركان ) على الإيمان هو من قبيل المجاز فقط » . ( 227 ح ، 607 ) فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك . ( 252 ح ، 611 ) إنّ الإيمان يبدو لمظة في القلب ( أي نقطة بيضاء ) ، كلّما ازداد الإيمان ازدادت اللّمظة . ( 5 غريب كلامه ، 615 ) لا يصدق إيمان عبد ، حتّى يكون بما في يد اللّه ، أوثق منه بما في يده . ( 310 ح ، 628 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك ، على الكذب حيث ينفعك . و أن لا يكون في حدثك فضل عن عملك . و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658 )