( 329 ) أصناف حملة العلم و طلبته

قال الامام علي ( ع ) :

و اعلموا أن عباد اللّه المستحفظين علمه ، يصونون مصونه ، و يفجّرون عيونه . ( الخطبة 212 ، 407 ) و من كلامه ( ع ) لكميل بن زياد النخعي : ها إنّ هاهنا لعلما جما ( و أشار بيده إلى صدره ) لو أصبت له حملة بلى ، أصبت لقنا ( أي يفهم بسرعة ) غير مأمون عليه ،

مستعملا آلة الدّين للدّنيا ، و مستظهرا بنعم اللّه على عباده ، و بحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحقّ ، لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشّك في قلبه لأوّل عارض من شبهة . ألا لا ذا و لا ذاك أو منهوما باللّذة سلس القياد للشّهوة ، أو مغرما بالجمع و الادّخار ، ليسا من رعاة الدّين في شي‏ء ، أقرب شي‏ء شبها بهما الأنعام السّائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه . ( 147 ح ، 594 ) و قال ( ع ) : طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف ، ألا فاعرفوهم بصفاتهم : صنف منهم يتعلّمون العلم للمراء و الجدل ، و صنف للإستطالة و الحيل ، و صنف للفقه و العمل . فأمّا صاحب المراء و الجدل ، فإنّك تراه مماريا للرّجال في أندية المقال ، قد تسربل بالتّخشّع ، و تخلّى عن الورع ، فدقّ اللّه من هذا حيزومه و قطع منه خيشومه . و أمّا صاحب الإستطالة و الحيل فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، و يتواضع للأغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم هاضم و لدينه حاطم ، فأعمى اللّه من هذا بصره و محى من العلماء أثره . و أمّا صاحب الفقه و العمل ، فتراه ذا كآبة و حزن ، قام اللّيل في حندسه ،

و انحنى في برنسه ، يعمل و يخشى ، فشدّ اللّه من هذا أركانه و أعطاه يوم القيامة

[ 765 ]

أمانه . ( مستدرك 177 ) قال ( ع ) : إذا مات المؤمن العالم ، ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شي‏ء إلى يوم القيامة .

و قال ( ع ) : لو أنّ حملة العلم حملوه بحقّه لأحبّهم اللّه و أهل طاعته من خلقه ،

و لكنّهم حملوه لطلب الدّنيا ، فمقتهم اللّه و هانوا على النّاس . ( مستدرك 177 )

[ 766 ]

[ 767 ]