اللّه سبحانه و تعالى هو الكمال المطلق ، له الصفات الحسنى التي هي عين ذاته . و هو في كلّ صفاته لا يشبه صفة المخلوقين ، لأنّه ليس كمثله شيء . فهو كائن لا بمعنى أنه لم يكن ثم حدث ، و هو موجود لا بمعنى أنه كان معدوما ثم وجد . و هو بصير و سميع و عليم بدون حاجة الى عين و أذن و حواس . و هو فاعل بدون حاجة الى آلة أو أداة أو إجالة فكر أو اختبار ،
انّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون . و إذا كنّا نطلق عليه سبحانه هذه الصفات فمن قبيل التجاوز ، لأنّه بعد عن مشابهة المخلوقين ، الذين تطرأ عليهم الحوادث ، و اللّه ليس محلا للحوادث .
و تقسم صفات اللّه تعالى الى نوعين :
الأول : صفات ذاته و هي الصفات الثبوتية الحقيقية ، كالعلم و القدرة و الغنى و الارادة و الحياة .
و الثاني : صفات أفعاله و هي الصفات الثبوتية الاضافية كالخالقية و الرازقيّة و الإحياء و الإماتة ، و هي صفات حادثة و ليست قديمة .
[ 80 ]
و الفرق بين صفات الذات و صفات الفعل ، انّ صفات الذات ما اتّصف اللّه بها و امتنع اتصافه بضدها ، كالعلم ، فلا يجوز أن يقال إنه عالم بكذا و غير عالم بكذا . و صفات الفعل ما يتّصف تعالى بها و بضدها ، كالخلق ، فيقال انّ اللّه تعالى خلق زيدا و لم يخلق عمرا .
يراجع المبحث ( 21 ) حمد اللّه ، و المبحث ( 1 ) معرفة اللّه .
يراجع الفصل الثالث ( الخلق ) و الفصل الرابع ( العدل ) من هذا الباب .
يراجع المبحث ( 77 ) الأدعية و المناجاة .