يراجع الفصل 20 : المبحث ( 180 ) نكث البيعة و ذم الناكثين و المبحث ( 182 ) المطالبة بدم عثمان .
لما أشير على الامام ( ع ) بأن لا يتبع طلحة و الزبير و لا يرصد لهما القتال ، قال : و اللّه لا أكون كالضّبع ، تنام على طول اللّدم ، حتّى يصل إليها طالبها ، و يختلها راصدها . و لكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه ، و بالسّامع المطيع العاصي المريب أبدا .
حتّى يأتي عليّ يومي . فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقّي مستأثرا عليّ منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يوم النّاس هذا . ( الخطبة 6 ، 49 ) و قال ( ع ) عن الزبير : يزعم أنه قد بايع بيده ، و لم يبايع بقلبه ، فقد أقرّ بالبيعة ، و ادّعى الوليجة ( أي الدخيلة ) فليأت عليها بأمر يعرف ، و إلاّ فليدخل فيما خرج منه .
( الخطبة 8 ، 50 ) و قال ( ع ) لما انفذ عبد اللّه بن عباس الى الزبير يستفيئه الى طاعته قبل حرب الجمل :
لا تلقيّن طلحة ، فإنّك إن تلقه تجده كالثّور عاقصا قرنه ، يركب الصّعب و يقول هو الذّلول . و لكن الق الزّبير ، فإنّه ألين عريكة ، فقل له : يقول لك ابن خالك : عرفتني بالحجاز و أنكرتني بالعراق ، فما عدا ممّا بدا . ( الخطبة 31 ، 84 ) و قال ( ع ) في شأن طلحة و الزبير و في البيعة له : و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ، و لا جعلوا
[ 532 ]
بيني و بينهم نصفا ( أي انصافا ) . و إنّهم ليطلبون حقّا هم تركوه ، و دما هم سفكوه .
فإن كنت شريكهم فيه ، فإنّ لهم نصيبهم منه ، و إن كانوا ولّوه دوني فما الطّلبة ( أي الاخذ بالثأر ) إلاّ قبلهم . و إنّ أوّل عدلهم للحكم على أنفسهم . إنّ معي لبصيرتي ما لبست و لا لبس عليّ . و إنّها للفئة الباغية فيها الحمأ و الحمة ( يقصد الزبير و عائشة ) و الشّبهة المغدقة ( أي الساترة للحق ) . و إنّ الأمر لواضح . و قد زاح الباطل عن نصابه ،
و انقطع لسانه عن شغبه . و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ( أي ليملأن لهم حوضا للموت هو يسقيهم منه ) ، لا يصدرون عنه بريّ ، و لا يعبّون بعده في حسي ( أي لا يشربون بعده من حفرة فيها ماء ) . ( الخطبة 135 ، 248 ) و يتابع الامام كلامه عن طلحة و الزبير قائلا : اللّهمّ إنّهما قطعاني و ظلماني ، و نكثا بيعتي ، و ألّبا النّاس عليّ . فاحلل ما عقدا ، و لا تحكم لهما ما أبرما . و أرهما المساءة فيما أمّلا و عملا . و لقد استثبتهما قبل القتال ، و استأنيت بهما أمام الوقاع ( أي قبل الحرب ) ، فغمطا النّعمة ، و ردّا العافية . ( الخطبة 135 ، 249 ) و قال ( ع ) في ذكر طلحة و الزبير : كلّ واحد منهما يرجو الأمر له ، و يعطفه عليه دون صاحبه . لا يمتّان إلى اللّه بحبل ، و لا يمدّان إليه بسبب . كلّ واحد منهما حامل ضبّ ( أي حقد ) لصاحبه . و عمّا قليل يكشف قناعه به . و اللّه لئن أصابوا الّذي يريدون لينتزعنّ هذا نفس هذا ، و ليأتينّ هذا على هذا . ( الخطبة 146 ، 260 ) من كلام له ( ع ) كلم به طلحة و الزبير بعد بيعته بالخلافة ، و قد عتبا عليه من ترك مشورتهما : لقد نقمتما يسيرا ، و أرجأتما كثيرا . ألا تخبراني ، أيّ شيء كان لكما فيه حقّ دفعتكما عنه ؟ أم أيّ قسم استأثرت عليكما به ؟ أم أيّ حقّ رفعه إليّ أحد من المسلمين ضعفت عنه ، أم جهلته ، أم أخطأت بابه ؟
و اللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة ، و لا في الولاية إربة ، و لكنّكم دعوتموني إليها ، و حملتموني عليها . فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه و ما وضع لنا ،
و أمرنا بالحكم به فاتّبعته ، و ما استسنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاقتديته .
فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما ، و لا رأي غيركما . و لا وقع حكم جهلته ،
[ 533 ]
فأستشيركما و إخواني من المسلمين ، و لو كان ذلك لم أرغب عنكما ، و لا عن غيركما . و أمّا ما ذكرتما من أمر الأسوة ( أي التسوية في العطاء بين المسلمين ) فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ، و لا وليته هوى منّي ، بل وجدت أنا و أنتما ما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد فرغ منه ، فلم أحتج إليكما فيما قد فرغ اللّه من قسمه ، و أمضى فيه حكمه فليس لكما و اللّه عندي ، و لا لغيركما في هذا عتبى . أخذ اللّه بقلوبنا و قلوبكم إلى الحقّ ، و ألهمنا و أيّاكم الصّبر . ( الخطبة 203 ، 397 ) من كتاب له ( ع ) الى طلحة و الزبير ( مع عمران بن الحصين الخزاعي ) ذكره ابو جعفر الاسكافي في كتاب المقامات في مناقب أمير المؤمنين ( ع ) : أمّا بعد ، فقد علمتما ، و إن كتمتما ، أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني ، و لم أبايعهم حتّى بايعوني ، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني . و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب ، و لا لعرض حاضر ( أي طمعا في مال حاضر ) . فإن كنتما بايعتماني طائعين ، فارجعا و توبا إلى اللّه من قريب . و إن كنتما بايعتماني كارهين ، فقد جعلتما لي عليكما السّبيل بإظهاركما الطّاعة ، و إسراركما المعصية . و لعمري ما كنتما بأحقّ المهاجرين بالتّقيّة و الكتمان ، و إنّ دفعكما هذا الأمر ( أي الخلافة ) من قبل أن تدخلا فيه ، كان أوسع عليكما من خروجكما منه ، بعد إقراركما به .
و قد زعمتما أنّي قتلت عثمان ، فبيني و بينكما من تخلّف عنّي و عنكما من أهل المدينة ، ثمّ يلزم كلّ امريء بقدر ما احتمل . فارجعا أيّها الشّيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من قبل أن يتجمّع العار و النّار ، و السّلام . ( الخطبة 293 ، 540 ) و قال ( ع ) و قد قال له طلحة و الزبير : نبايعك على أنّا شركاؤك في هذا الامر : لا ،
و لكنّكما شريكان في القوّة و الاستعانة ، و عونان على العجز و الأود ( بلوغ الامر من الانسان مجهوده لشدته و صعوبة احتماله ) . ( 202 ح ، 603 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و ذكرت أنّي قتلت طلحة و الزّبير ، و شرّدت بعائشة ،
و نزلت المصرين و ذلك أمر غبت عنه فلا عليك ، و لا العذر فيه إليك . ( الخطبة 303 ، 551 )
[ 534 ]
بعث ( ع ) أنس بن مالك ، و قد كان بعثه الى طلحة و الزبير لما جاء الى البصرة يذكرهما شيئا مما سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم في معناهما [ يقصد بذلك قول النبي ( ص ) لطلحة و الزبير : انكما تحاربان عليا و أنتما له ظالمان ، و قد كان أنس في ذلك المجلس ] ، فلوى أنس عن ذلك ، فرجع إليه ، فقال أنس : إنّي أنسيت ذلك الأمر . فقال عليه السّلام : إن كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة ( فأصابه البرص فيما بعد في وجهه ، فكان لا يرى الا مبرقعا ) . ( 311 ح ، 628 ) ما زال الزّبير رجلا منّا أهل البيت ، حتّى نشأ ابنه المشؤوم عبد اللّه .
( 453 ح ، 657 )