قال الامام علي ( ع ) :
في الخطبة الشقشقية : فما راعني إلاّ و النّاس كعرف الضّبع إليّ ينثالون عليّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وطيء الحسنان ، و شقّ عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم .
( الخطبة 3 ، 43 ) و قال ( ع ) عن بيعة الزبير له : يزعم أنّه قد بايع بيده ، و لم يبايع بقلبه ، فقد أقرّ بالبيعة ،
و ادّعى الوليجة ، فليأت عليها بأمر يعرف ، و إلاّ فليدخل فيما خرج منه . ( الخطبة 8 ، 50 ) و قال ( ع ) لما بويع في المدينة : ذمّتي بما أقول رهينة ، و أنا به زعيم . إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . ( الخطبة 16 ، 55 ) و أمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ، و النّصيحة في المشهد و المغيب . ( الخطبة 34 ، 92 ) و قال ( ع ) يصف حاله حين قام بالخلافة : كالجبل لا تحرّكه القواصف ، و لا تزيله العواصف . لم يكن لأحد فيّ مهمز ، و لا لقائل فيّ مغمز . ( الخطبة 37 ، 96 ) قالوا : أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلماه فيه . فخلى سبيله . فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين ؟
[ 454 ]
فقال عليه السلام : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته . إنّها كفّ يهوديّة . ( الخطبة 71 ، 128 ) من كلام له ( ع ) لما أراده الناس على البيعة بعد مقتل عثمان ، يبين أنه لا يطلب الخلافة كغيره ، و انما الخلافة تطلبه ، لأنه لا يوجد غيره أهلا لها : دعوني و التمسوا غيري ، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان ، لا تقوم له القلوب ، و لا تثبت عليه العقول . و إنّ الآفاق قد أغامت ، و المحجّة قد تنكّرت . و اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب . و إن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن ولّيتموه أمركم ، و أنا لكم وزيرا ، خير لكم منّي أميرا . ( الخطبة 90 ، 178 ) لم تكن بيعتكم إيّاي فلتة ، و ليس أمري و أمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه و أنتم تريدونني لأنفسكم . ( الخطبة 134 ، 247 ) فأقبلتم إليّ إقبال العوذ المطافيل ( أي الابل ذات الطفل ) على أولادها . تقولون :
البيعة البيعة . قبضت كفّي فبسطتموها ، و نازعتكم يدي فجاذبتموها . ( الخطبة 135 ، 249 ) و من كلام له ( ع ) كلم به كليب الجرمي حين بعثه قوم من أهل البصرة يستعلمون حاله ( ع ) مع أصحاب الجمل . فلما بيّن له الحق ، قال له : بايع . فامتنع و قال : اني رسول قوم و لا أحدث حدثا حتى أرجع اليهم ، فقال ( ع ) :
أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلأ و الماء ، فخالفوا إلى المعاطش و المجادب ، ما كنت صانعا ؟
قال : كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلأ و الماء . فقال عليه السّلام : فامدد إذا يدك .
فقال الرّجل : فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ . فبايعته عليه السّلام .
( الخطبة 168 ، 304 ) و قال ( ع ) يخاطب طلحة و الزبير بعد بيعته ، و قد عتبا عليه في ترك مشورتهما : و اللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة ، و لا في الولاية إربة . و لكنّكم دعوتموني إليها ،
[ 455 ]
و حملتموني عليها . فلمّا أفضت إليّ نظرت إلى كتاب اللّه و ما وضع لنا و أمرنا بالحكم به فاتّبعته ، و ما استسنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاقتديته .
فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما ، و لا رأي غيركما ، و لا وقع حكم جهلته ، فأستشيركما و إخواني من المسلمين . و لو كان ذلك لم أرغب عنكما ، و لا عن غيركما . . ( الخطبة 203 ، 397 ) و بسطتم يدي ( للبيعة ) فكففتها ، و مددتموها فقبضتها . ثمّ تداككتم عليّ ( أي تزاحمتم ) تداكّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردها . حتّى انقطعت النّعل ، و سقط الرّداء ، و وطيء الضّعيف . و بلغ من سرور النّاس ببيعتهم إيّاي أن ابتهج بها الصّغير ، و هدج ( أي مشى مشية الضعيف ) إليها الكبير . و تحامل نحوها العليل ،
و حسرت إليها الكعاب ( يرد الامام بذلك على المخالفين الذين زعموا ان الامة بايعته مكرهة ) . ( الخطبة 227 ، 430 ) . . . و بايعني النّاس غير مستكرهين و لا مجبرين ، بل طائعين مخيّرين . ( الخطبة 240 ، 442 ) من كتاب له ( ع ) الى معاوية : إنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه . فلم يكن للشّاهد أن يختار ، و لا للغائب أن يردّ . و إنّما الشّورى للمهاجرين و الأنصار . فإن اجتمعوا على رجل و سمّوه إماما كان ذلك للّه رضا . فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ، ردّوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتّباعه غير سبيل المؤمنين ، و ولاّه اللّه ما تولّى . ( الخطبة 245 ، 446 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : لأنّها بيعة واحدة لا يثنّى فيها النّظر ، و لا يستأنف فيها الخيار . الخارج منها طاعن ، و المروّي فيها مداهن . ( الخطبة 246 ، 447 ) من كتاب له ( ع ) الى طلحة و الزبير : أمّا بعد فقد علمتما و إن كتمتما ، أنّي لم أرد النّاس حتّى أرادوني ، و لم أبايعهم حتّى بايعوني ، و إنّكما ممّن أرادني و بايعني .
و إنّ العامّة لم تبايعني لسلطان غالب ، و لا لعرض حاضر ( أي لم تبايعه خوفا و لا طمعا ) . ( الخطبة 293 ، 540 )
[ 456 ]
و من كتاب له ( ع ) الى معاوية يطلب منه البيعة : من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان : أمّا بعد ، فقد علمت إعذاري فيكم ، و إعراضي عنكم ،
حتّى كان ما لا بدّ منه و لا دفع له . و الحديث طويل ، و الكلام كثر . و قد أدبر ما أدبر ، و أقبل ما أقبل . فبايع من قبلك ، و أقبل إليّ في وفد من أصحابك ،
و السّلام . ( الخطبة 314 ، 562 )