مدخل :

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج :

أما فضائله عليه السلام ، فانها قد بلغت من العظم و الجلالة و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها . . . و ما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل ، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله . و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، و كلما كتم تضوع نشره . و كالشمس لا تستر بالراح ، و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة .

و ما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة ، و تنتهي اليه كل فرقة ، و تتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها ، و سابق مضمارها و مجلّي حلبتها . كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى .

الى ان يقول : و هو عليه السلام اول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) .