يراجع المبحث ( 49 ) سبب ارسال الأنبياء .
قال الامام علي ( ع ) :
في ذكر خلق آدم ( ع ) : ثمّ نفخ فيها من روحه ، فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها . . .
و معرفة يفرق بها بين الحقّ و الباطل . ( الخطبة 1 ، 29 ) فبعث فيهم رسله ، و واتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، و يذكّروهم منسيّ نعمته ، و يحتجّوا عليهم بالتّبليغ . . ( الخطبة 1 ، 31 ) و لم يخل سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجّة لازمة ، أو محجّة قائمة . ( الخطبة 1 ، 32 )
[ 157 ]
فقبضه إليه كريما صلّى اللّه عليه و آله ، و خلّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في اممها إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ، و لا علم قائم كتاب ربّكم فيكم . ( الخطبة 1 ، 33 ) و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله ، أرسله بالدّين المشهور . ازاحة للشّبهات ، و احتجاجا بالبيّنات ، و تحذيرا بالآيات ، و تخويفا بالمثلات ( أي العقوبات ) . ( الخطبة 2 ، 36 ) و قال الامام ( ع ) ينفر أصحابه من الغفلة : و لقد بصّرتم إن أبصرتم ، و اسمعتم إن سمعتم ،
و هديتم إن اهتديتم ، و بحقّ أقول لكم : لقد جاهرتكم العبر ، و زجرتم بما فيه مزدجر .
و ما يبلّغ عن اللّه بعد رسل السّماء ( أي الملائكة ) إلاّ البشر ( أي الرسل ) . ( الخطبة 20 ، 65 ) و إنّي لراض بحجّة اللّه عليهم و علمه فيهم . ( الخطبة 22 ، 67 ) و قال ( ع ) في معرض حديثه عن الناكثين ببيعته : و تاللّه لو انماثت قلوبكم انمياثا ( أي ذابت ) . . . ما جزت أعمالكم عنكم و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام ، و هداه إيّاكم للإيمان . ( الخطبة 52 ، 109 ) فيالها حسرة على كلّ ذي غفلة ، أن يكون عمره عليه حجّة . ( الخطبة 62 ، 118 ) فقد أعذر اللّه إليكم بحجج مسفرة ظاهرة ، و كتب بارزة العذر واضحة . ( الخطبة 79 ، 134 ) و من خطبة له ( ع ) و تسمّى الخطبة الغرّاء : و أشهد أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله ، أرسله لإنفاذ أمره ، و إنهاء عذره ، و تقديم نذره . ( الخطبة 81 ، 1 ، 136 ) . . . و أنذركم بالحجج البوالغ . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) و هدوا سبيل المنهج . . . و كشفت عنهم سدف الرّيب ( أي ظلم الشبهات ) . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) و كفى بالكتاب ( أي القرآن ) حجيجا و خصيما . ( الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) أوصيكم بتقوى اللّه الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما نهج ، و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيّا ( أي الشيطان ) . ( الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) . . . ثمّ منحه ( أي الانسان ) قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ، ليفهم معتبرا ،
[ 158 ]
و يقصّر مزدجرا . حتّى إذا قام اعتداله ، و استوى مثاله ( بعد قيام الحجة عليه ) نفر مستكبرا ، و خبط سادرا ( أي متحيّرا ) ، ماتحا في غرب هواه ، كادحا سعيا لدنياه .
في لذّات طربه ، و بدوات أربه ، لا يحتسب رزيّة ، و لا يخشع تقيّة ، فمات في فتنته غريرا ، و عاش في هفوته يسيرا . لم يفد عوضا ( أي لم يستفد ثوابا ) و لم يقض مفترضا .
( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و ألقى إليكم المعذرة ، و اتّخذ عليكم الحجّة ، و قدّم إليكم بالوعيد ، و أنذركم بين يدي عذاب شديد . ( الخطبة 84 ، 151 ) أمّا بعد ، فإنّ اللّه لم يقصم جبّاري دهر قطّ ، إلاّ بعد تمهيل و رخاء . و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلاّ بعد أزل ( أي شدة ) و بلاء . ( الخطبة 86 ، 156 ) و اللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ و ها أنا ذا مسمعكموه ، و ما أسماعكم اليوم بدون أسماعكم بالأمس . و لا شقّت لهم الأبصار ، و لا جعلت لهم الأفئدة في ذلك الزّمان إلاّ و قد أعطيتم مثلها في هذا الزّمان ، و و اللّه ما بصّرتم بعدهم شيئا جهلوه ، و لا أصفيتم به و حرموه . ( الخطبة 87 ، 158 ) فأهبطه ( أي آدم ) بعد التّوبة ، ليعمر أرضه بنسله ، و ليقيم الحجّة به على عباده ،
و لم يخلهم بعد أن قبضه ، ممّا يؤكّد عليهم حجّة ربوبيّته ، و يصل بينهم و بين معرفته ،
بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة من أنبيائه ، و متحمّلي ودائع رسالاته . قرنا فقرنا ، حتّى تمّت بنبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حجّته و بلغ المقطع عذره و نذره . ( الخطبة 89 ، 3 ، 174 ) و إنّ العالم العامل بغير علمه ، كالجاهل الحائر الّذي لا يستفيق من جهله . بل الحجّة عليه أعظم . ( الخطبة 108 ، 214 ) بعث اللّه رسله بما خصّهم به من وحيه ، و جعلهم حجّة له على خلقه ، لئلا تجب الحجّة لهم بترك الإعذار إليهم . ( الخطبة 142 ، 255 ) عباد اللّه ، اللّه اللّه في أعزّ الأنفس عليكم ، و أحبّها إليكم . فإنّ اللّه قد أوضح لكم سبيل الحقّ و أنار طرقه . فشقوة لازمة ، أو سعادة دائمة . ( الخطبة 155 ، 277 )
[ 159 ]
انتفعوا ببيان اللّه ، و اتّعظوا بمواعظ اللّه ، و اقبلوا نصيحة اللّه . فإنّ اللّه قد أعذر إليكم بالجليّة ، و اتّخذ عليكم الحجّة . و بيّن لكم محابّه من الأعمال و مكارهه منها ، لتتّبعوا هذه و تجتنبوا هذه . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . فإنّه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، و لم يترك شيئا رضيه أو كرهه ، إلاّ و جعل له علما باديا ، و آية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه . ( الخطبة 181 ، 330 ) ( 37 ) الدنيا دار ابتلاء و اختبار ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً