قال الامام علي ( ع ) :
إنّ البهائم همّها بطونها ، و إنّ السّباع همّها العدوان على غيرها ، و إنّ النّساء همّهنّ زينة الحياة الدّنيا و الفساد فيها . ( الخطبة 151 ، 269 ) عن موسى ( ع ) : و اللّه ما سأله إلاّ خبزا يأكله ، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض .
و لقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه ، لهزاله و تشدّب لحمه . ( الخطبة 158 ، 282 ) و قال ( ع ) عن عيسى ( ع ) : فلقد كان يتوسّد الحجر ، و يلبس الخشن ، و يأكل الجشب .
و كان إدامه الجوع . . . و فاكهته و ريحانه ما تنبت الأرض للبهائم . ( الخطبة 158 ، 283 ) و يقول ( ع ) في كتابه لعثمان بن حنيف : و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، و لباب هذا القمح ، و نسائج هذا القزّ . و لكن هيهات أن يغلبني هواي ،
و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ، و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، و لا عهد له بالشّبع . أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
و حسبك داء أن تبيت ببطنة
و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ
[ 710 ]
أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ( أي البهيمة السائبة شغلها أن تلتقط القمامة ) تكترش من أعلافها ، و تلهو عمّا يراد بها . أو أترك سدى أو أهمل عابثا ، أو أجرّ حبل الضّلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة . و كأنّي بقائلكم يقول : « إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب ، فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ، و منازلة الشّجعان » .
ألا و إنّ الشّجرة البرّيّة أصلب عودا ، و الرّوائع الخضرة أرقّ جلودا ، و النّباتات البدويّة أقوى وقودا و أبطأ خمودا ( أي أن النباتات الصحراوية تكون أقوى اشتعالا من النباتات المروية ) . ( الخطبة 284 ، 506 ) و إن جهده الجوع قعد به الضّعف ، و إن أفرط به الشّبع كظّته البطنة . ( 108 ح ، 585 ) كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع و الظّمأ . ( 145 ح ، 593 ) و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار ، و يقتات منها ببطن الاضطرار ( أي بقدر ما يسد حاجته الضرورية من الطعام ) . ( 367 ح ، 639 )