النصوص :

قال الامام علي ( ع ) :

فإن أقل يقولوا : حرص على الملك ، و إن أسكت يقولوا : جزع من الموت . هيهات بعد اللّتيّا و الّتي ، و اللّه لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّة . بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لآضطربتم اضطراب الأرشية ( أي الحبال ) في الطّويّ البعيدة . ( الخطبة 5 ، 48 )

[ 386 ]

و اللّه لا أكون كالضّبع : تنام على طول اللّدم ( الضرب بشي‏ء ثقيل على الارض ) حتّى يصل إليها طالبها ، و يختلها راصدها ( يقصد الامام بذلك انه لا يخدع ) . و لكنّي أضرب بالمقبل إلى الحقّ ، المدبر عنه . و بالسّامع المطيع ، العاصي المريب أبدا ، حتّى يأتي عليّ يومي . ( الخطبة 6 ، 49 ) و إنّ معي لبصيرتي : ما لبّست على نفسي و لا لبّس عليّ . و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ( أي لأملأن لهم حوضا هو حوض البلاء و الحرب ، أنا خبير به ) .

لا يصدرون عنه ( أي اذا ماتوا ) و لا يعودون إليه ( أي اذا لاذوا بالفرار ) .

( الخطبة 10 ، 51 ) فإن أبوا أعطيتهم حدّ السّيف و كفى به شافيا من الباطل ، و ناصرا للحقّ و من العجب بعثهم إليّ أن أبرز للطّعان و أن أصبر للجلاد ، هبلتهم الهبول ( دعاء عليهم بالموت ،

لان الهبول هي المرأة التي لا يبقى لها ولد ) لقد كنت و ما أهدّد بالحرب ، و لا أرهب بالضّرب . و إنّي لعلى يقين من ربّي ، و غير شبهة من ديني . ( الخطبة 22 ، 67 ) و قال ( ع ) متبرما من أصحابه : يا أشباه الرّجال و لا رجال . . . لقد ملأتم قلبي قيحا . . .

و أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان و الخذلان ، حتّى لقد قالت قريش : إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع ، و لكن لا علم له بالحرب .

للّه أبوهم و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا ، و أقدم فيها مقاما منّي لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين ، و ها أنذا قد ذرّفت على السّتين و لكن لا رأي لمن لا يطاع .

( الخطبة 27 ، 77 ) و قال ( ع ) و قد ذكر بعثة النبي ( ص ) و هو سائر لقتال أهل البصرة : أما و اللّه إن كنت لفي ساقتها ، حتّى تولّت بحذافيرها . ما عجزت و لا جبنت ، و إنّ مسيري هذا لمثلها .

و لأنقبنّ الباطل حتّى يخرج الحقّ من جنبه . ( الخطبة 33 ، 89 ) ما لي و لقريش و اللّه لقد قاتلتهم كافرين ، و لأقاتلنّهم مفتونين . و إنّي لصاحبهم بالأمس ، كما أنا صاحبهم اليوم و اللّه ما تنقم منّا قريش إلاّ أنّ اللّه اختارنا عليهم ،

فأدخلناهم في حيّزنا . فكانوا كما قال الأوّل :

[ 387 ]

أدمت لعمري شربك المحض صابحا و أكلك بالزّبد المقشّرة البجرا و نحن و هبناك العلاء و لم تكن عليا ، و حطنا حولك الجرد و السّمرا ( الخطبة 33 ، 90 ) أنت فكن ذاك إن شئت ، فأمّا أنا فو اللّه دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفيّة ، تطير منه فراش الهام ( العظام الرقيقة التي تلي القحف ) ، و تطيح السّواعد و الأقدام . ( الخطبة 34 ، 92 ) أمّا قولكم : أكلّ ذلك كراهية الموت فو اللّه ما أبالي دخلت إلى الموت أو خرج الموت إليّ . ( الخطبة 55 ، 111 ) من كلام له ( ع ) لما خوّف من الاغتيال ، يفيد توكله على اللّه : و إنّ عليّ من اللّه جنّة حصينة ، فاذا جاء يومي انفرجت عنّي و أسلمتني . فحينئذ لا يطيش السّهم ، و لا يبرأ الكلم . ( الخطبة 60 ، 115 ) و أيم اللّه لقد كنت من ساقتها ( أي الجاهلية ) حتّى تولّت بحذافيرها ، و استوسقت في قيادها . ما ضعفت و لا جبنت ، و لا خنت و لا وهنت . و أيم اللّه لأبقرنّ الباطل حتّى أخرج الحقّ من خاصرته . ( و قد مرت برواية أخرى ) . ( الخطبة 102 ، 199 ) و اللّه لو لا رجائي الشّهادة عند لقائي العدوّ و لو قد حمّ لي لقاؤه لقرّبت ركابي ، ثمّ شخصت عنكم ، فلا أطلبكم ما اختلف جنوب و شمال . ( الخطبة 117 ، 227 ) إنّ الموت طالب حثيث ، لا يفوته المقيم ، و لا يعجزه الهارب . إنّ أكرم الموت القتل و الّذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش ، في غير طاعة اللّه . ( الخطبة 121 ، 232 ) و اللّه لأنا أشوق إلى لقائهم ، منهم إلى ديارهم . ( الخطبة 122 ، 233 ) و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه ( هو حوض الموت يسقي الامام منه أعداءه ) لا يصدرون عنه بريّ ، و لا يعبّون بعده في حسي ( أي يسقيهم كأسا لا يتجرعون سواها ) . ( الخطبة 135 ، 248 ) و إنّ أحبّ ما أنا لاق إليّ الموت . ( الخطبة 178 ، 322 )

[ 388 ]

و قال ( ع ) في الخطبة القاصعة : أنا وضعت في الصّغر بكلاكل العرب ، و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر . ( الخطبة 190 ، 4 ، 373 ) من كتاب له ( ع ) الى معاوية : . . . فأنا أبو حسن قاتل جدّك و أخيك و خالك شدخا يوم بدر ( جد معاوية لأمه عتبة بن أبي ربيعة ، و خاله الوليد بن عتبة ، و أخوه حنظلة بن أبي سفيان ) . و ذلك السّيف معي ، و بذلك القلب ألقى عدوّي . ما استبدلت دينا ،

و لا استحدثت نبيّا . و إنّي لعلى المنهاج الّذي تركتموه طائعين ، و دخلتم فيه مكرهين . ( الخطبة 249 ، 450 ) و اللّه ما فجأني من الموت وارد كرهته ، و لا طالع أنكرته . و ما كنت إلاّ كقارب ورد ،

و طالب وجد وَ مَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ . ( الخطبة 262 ، 459 ) و ذكرت أنّه ليس لي و لإصحابي عندك إلاّ السّيف ، فلقد أضحكت بعد استعبار متى ألفيت بني عبد المطّلب عن الأعداء ناكلين ، و بالسّيف مخوّفين ؟ . ( الخطبة 267 ، 471 ) فو اللّه لو لا طمعي عند لقائي عدوّي في الشّهادة ، و توطيني نفسي على المنيّة ،

لأحببت ألاّ ألقى مع هؤلاء يوما واحدا ، و لا ألتقي بهم أبدا . ( الخطبة 274 ، 493 ) من كتاب له ( ع ) الى أخيه عقيل في ذكر جيش أنفذه الى بعض الاعداء : فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين ، فلمّا بلغه ذلك شمّر هاربا و نكص نادما . فلحقوه ببعض الطّريق . و قد طفّلت الشّمس للإياب . فاقتتلوا شيئا كلا و لا ( كناية عن السرعة ) . فما كان إلاّ كموقف ساعة حتّى نجا جريضا ( مغموما ) بعد ما أخذ منه بالمخنّق ،

و لم يبق منه غير الرّمق . فلأيا بلأي مانجا . . .

و أمّا ما سألت عنه من رأيي في القتال ، فإنّ رأيي قتال المحلّين ، حتّى ألقى اللّه ، لا يزيدني كثرة النّاس حولي عزّة ، و لا تفرّقهم عنّي وحشة . و لا تحسبنّ ابن أبيك و لو أسلمه النّاس متضرّعا متخشّعا ، و لا مقرّا للضّيم واهنا ، و لا سلس الزّمام للقائد ، و لا وطي‏ء الظّهر للرّاكب المتعقّد ، و لكنّه كما قال أخو بني سليم :

[ 389 ]

فإن تسأليني كيف أنت فإنّني
صبور على ريب الزّمان صليب

يعزّ عليّ أن ترى بي كآبة
فيشمت عاد أو يساء حبيب

( الخطبة 275 ، 493 ) و كأنّي بقائلكم يقول « إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب ، فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ، و منازلة الشّجعان » . ألا و إنّ الشّجرة البرّية أصلب عودا ، و الرّوائع الخضرة أرقّ جلودا ، و النّباتات البدوية أقوى وقودا و أبطأ خمودا . و أنا من رسول اللّه كالصّنو من الصّنو ، و الذّراع من العضد . و اللّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها ،

و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها . . . ( الخطبة 284 ، 507 ) من كتاب له ( ع ) الى أهل مصر ، مع مالك الاشتر لما ولاه امارتها : إنّي و اللّه لو لقيتهم واحدا ، و هم طلاع الأرض كلّها ( أي يملؤون الارض ) ما باليت و لا استوحشت ، و إنّي من ضلالهم الّذي هم فيه ، و الهدى الّذي أنا عليه ، لعلى بصيرة من نفسي ، و يقين من ربّي . و إنّي إلى لقاء اللّه لمشتاق ، و حسن ثوابه لمنتظر راج . و لكنّني آسى أن يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها و فجّارها ، فيتّخذوا مال اللّه دولا . . ( الخطبة 301 ، 548 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : و عندي السّيف الّذي أعضضته بجدّك و خالك و أخيك في مقام واحد . ( الخطبة 303 ، 551 ) و قيل له ( ع ) : بأي شي‏ء غلبت الاقران ؟ فقال عليه السلام : ما لقيت رجلا إلاّ أعانني على نفسه ( يومي بذلك الى تمكن هيبته في القلوب ) . ( 318 ح ، 630 ) و اللّه ما خلعت باب خيبر ، و دكدكت حصن يهود ، بقوّة جسمانيّة ، بل بقوّة إلهيّة .

( 626 حديد )