يراجع المبحث ( 294 ) الغنى و الفقر .
قال الامام علي ( ع ) :
اضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا ، أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا ، أو متمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا . ( الخطبة 127 ، 240 ) و لا يعول غنيّهم فقيرهم . ( الخطبة 231 ، 435 ) و من كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه : فدع الإسراف مقتصدا ، و اذكر في اليوم غدا ،
و أمسك من المال بقدر ضرورتك ، و قدّم الفضل ليوم حاجتك .
أترجو أن يعطيك اللّه أجر المتواضعين ، و أنت عنده من المتكبّرين و تطمع و أنت
[ 628 ]
متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف و الأرملة أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ؟ و إنّما المرء مجزيّ بما أسلف ، و قادم على ما قدّم ، و السّلام . ( الخطبة 260 ، 458 ) و من كتاب له ( ع ) الى بعض عماله : كيف تسيغ شرابا و طعاما ، و أنت تعلم أنّك تأكل حراما ، و تشرب حراما ، و تبتاع الإماء و تنكح النّساء ، من أموال اليتامى و المساكين و المؤمنين و المجاهدين ، الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال ، و أحرز بهم هذه البلاد . ( الخطبة 280 ، 499 ) و من كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، و قد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها : أمّا بعد يا بن حنيف ، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان ، و تنقل إليك الجفان و ما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم ( أي فقيرهم ) مجفو ، و غنيّهم مدعوّ .
فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، و ما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه .
الى أن يقول ( ع ) : و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، و لباب هذا القمح ، و نسائج هذا القزّ . و لكن هيهات أن يغلبني هواي ، و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ( أي الرغيف ) و لا عهد له بالشّبع أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، و لا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش . ( الخطبة 284 ، 505 ) و لا حاجة للّه فيمن ليس للّه في ماله و نفسه نصيب . ( 127 ح ، 589 ) إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما متّع به غنيّ ، و اللّه تعالى سائلهم عن ذلك . ( 328 ح ، 632 ) يأتي على النّاس زمان عضوض ( أي شديد ) يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ،
[ 629 ]
و لم يؤمر بذلك . قال اللّه سبحانه وَ لاَ تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ . ( 468 ح ، 660 ) اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ، و المواساة لإخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فأعزب ثمّ أعزب . ( مستدرك 163 )