من لطف اللّه و رحمته أنّه لا يتخير للانسان إلاّ ما فيه صلاحه ، فان هو استفاد من هذا الصلاح سار في طريق الخير ، فكانت حسناته بتوفيق اللّه تعالى . و إن هو ترك هذا الصلاح و سار في طريق الشرّ ، كانت سيئاته من فعل نفسه . و لذلك قال سبحانه : ما أَصَابَكَ مِنْ مُصِيبَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ، وَ ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ . إذن فاللّه سبحانه لا يصنع الظلم و لا يفعل القبيح . و ان كلّ ما نتوهم أنّه ظلم من اللّه تعالى ، فهو نتيجة قصورنا عن معرفة المصلحة المترتبة عليه . لأن اللّه لا يفعل بالانسان إلاّ ما فيه صلاحه و خيره إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَ لكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . فاذا اختار سبحانه لعبد من عباده الفقر ،
فلعلمه بأن الغنى يفسده ، و إن أصاب عبدا مؤمنا بمحنة من مرض أو بلاء ، فصبر عليها ،
كان ذلك سببا لتكفير ذنوبه .