نقصد بأهل البيت ( ع ) في حياة النبي ( ص ) الخمسة أصحاب العباء و هم : النبي ( ص ) و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين ( ع ) . و بشكل عام نقصد بهم : النبي ( ص ) و فاطمة ،
و الائمة الاثنا عشر الذين أولهم علي ( ع ) و آخرهم المهدي ( ع ) .
و لقد بوّأ اللّه سبحانه هذه السلالة الطاهرة المقام السامي بين المسلمين ، حتى جعل الصلاة عليهم جزءا من الصلاة على النبي ( ص ) . إضافة الى أنّه عصمهم من كل ذنب و عيب في قوله جل من قائل : إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .
و قد بيّن النبي ( ص ) يوم الغدير أنه ترك للمسلمين ثقلين نفيسين هما القرآن و أهل البيت ،
كما بيّن أنهما السبيل الوحيد لاجتناب الباطل و النجاة من الضلال ، في قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا ، الثّقلين : كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي » . ثم أوضح أن هذين الثقلين متلازمان على الحق لا يفترقان الى يوم القيامة ، حيث
[ 340 ]
قال « و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » . و أكد أنهما في درجة أعلى من كل الناس ، فيجب اتباعهما و عدم التقدم عليهما ، فقال : « و لا تقدموهما فتهلكوا ، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا ، و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » .
من هنا تظهر أهمية الامامة بعد النبي ( ص ) و ضرورتها ، باعتبار أن الائمة هم مشعل العلم و راية الحق و منار الهداية و أعلام الدين و ألسنة الصدق ، بهم يستعطى الهدى و يستجلى العمى . و هم حجج اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده .
هذا و ان اقتران القرآن بأهل البيت في حديث الثقلين له معان و دلالات عميقة :
1 أن أهل البيت ( ع ) لهم قيمة كبيرة تعادل القرآن .
2 أن القرآن بدون أهل البيت لا يكفي ، لأن القرآن كتاب صامت حمّال وجوه ،
و أهل البيت ( ع ) هم الذين يجعلونه ناطقا باعطائهم له التفسير الصحيح الذي سمعوه من النبي ( ص ) ، فيحفظونه بذلك من التحريف و التزييف ، و التغيير و التحوير مصداقا لقوله تعالى إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذَّكْرَ ، وَ إنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
3 ان النجاة و الفوز متوقفان على التمسك بأهل البيت ( ع ) و اتباع هديهم دون سواهم .
4 ان أهل البيت مع القرآن ، و القرآن معهم ، لا يفترقان الى يوم القيامة . و هذا يعنى أن وجود الائمة مستمر لا ينقطع مع وجود القرآن الى يوم القيامة .