قالوا : أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن و الحسين عليهما السلام الى أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلماه فيه . فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته إنّها كفّ يهودية ( أي غادرة ) . ( الخطبة 71 ، 128 ) و قال ( ع ) : و اعذروا من لا حجّة لكم عليه و هو أنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ و أترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي ولديه الحسن و الحسين عليهما السلام ) ؟ . ( الخطبة 85 ، 155 ) من كلام للامام ( ع ) في بعض أيام صفين ، و قد رأى ابنه الحسن ( ع ) يتسرع الى الحرب :
أملكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني ، فإنّني أنفس ( أي أضن و أبخل ) بهذين يعني الحسن و الحسين عليهما السّلام على الموت ، لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . ( الخطبة 205 ، 399 ) و قال ( ع ) لمعاوية في مقابلة بين قوميهما : و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة ( أي الحسن و الحسين عليهما السلام ) و منكم صبية النّار ( يقصد بهم أولاد مروان بن الحكم ، أخبر النبي عنهم و هم صبيان بأنهم من أهل النار ، و مرقوا عن الدين في كبرهم ) ( الخطبة 267 ، 469 ) و من كتاب له ( ع ) الى أحد عماله : و و اللّه لو أنّ الحسن و الحسين فعلا مثل الّذي فعلت ، ما كانت لهما عندي هوادة ، و لا ظفرا منّي بإرادة ، حتّى آخذ الحقّ منهما ،
و أزيح الباطل عن مظلمتهما . ( الخطبة 280 ، 499 ) و قال ( ع ) متخوفا على الحسن و الحسين ( ع ) : اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم أضمروا لرسولك صلّى اللّه عليه و آله ضروبا من الشّر و الغدر ، فعجزوا عنها ، و حلت
[ 349 ]
بينهم و بينها ، فكانت الوجبة بي و الدّائرة عليّ . اللّهمّ احفظ حسنا و حسينا ،
و لا تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا ، فإذا توفّيتني فأنت الرّقيب عليهم ، و أنت على كلّ شيء شهيد . ( 413 حديد )