قال الامام علي ( ع ) :
ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة ، يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أهلكه . ( الخطبة 23 ، 69 ) ألا و إنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير و إسراف ، و هو يرفع صاحبه في الدّنيا و يضعه في الآخرة ، و يكرمه في النّاس و يهينه عند اللّه . و لم يضع امرؤ ماله في غير حقّه و لا عند غير أهله ، إلاّ حرمه اللّه شكرهم ، و كان لغيره ودّهم . فإن زلّت به النّعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشرّ خليل و الأم خدين . ( الخطبة 124 ، 236 ) فمن أتاه اللّه مالا فليصل به القرابة ، و ليحسن منه الضّيافة ، و ليفكّ به الأسير و العاني ،
و ليعط منه الفقير و الغارم ، و ليصبر نفسه على الحقوق و النّوائب ، ابتغاء الثّواب ، فإنّ فوزا بهذه الخصال شرف مكارم الدّنيا و درك فضائل الآخرة ، إن شاء اللّه ( الخطبة 140 ، 253 )
[ 731 ]
و من كلام له ( ع ) الى زياد بن أبيه : فدع الإسراف مقتصدا ، و اذكر في اليوم غدا ،
و أمسك من المال بقدر ضرورتك ، و قدّم الفضل ليوم حاجتك . أترجو أن يعطيك اللّه أجر المتواضعين و أنت عنده من المتكبّرين و تطمع و أنت متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف و الأرملة أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ؟ و إنّما المرء مجزيّ بما أسلف ،
و قادم على ما قدّم ، و السّلام . ( الخطبة 260 ، 458 ) فاسع في كدحك ، و لا تكن خازنا لغيرك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 480 ) و حفظ ما في يديك أحبّ إليّ من طلب ما في يدي غيرك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 485 ) كن سمحا و لا تكن مبذّرا ، و كن مقدّرا و لا تكن مقتّرا . ( 33 ح ، 571 ) لا تستح من إعطاء القليل ، فإنّ الحرمان أقلّ منه . ( 67 ح ، 576 ) طوبى لمن ذلّ في نفسه ، و طاب كسبه ، و صلحت سريرته ، و حسنت خليقته ، و أنفق الفضل من ماله . ( 123 ح ، 588 ) من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة . ( 138 ح ، 592 ) يا بن آدم ما كسبت فوق قوتك ، فأنت فيه خازن لغيرك . ( 192 ح ، 601 ) من نال ( أي أعطى ) استطال ( أي بجوده ) . ( 216 ح ، 606 ) من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطّويلة . ( أي ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير و ان كان يسيرا ، فان اللّه تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا ) . ( 232 ح ، 608 ) و قال ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) عن توريث المال : لا تخلّفنّ وراءك شيئا من الدّنيا ، فإنّك تخلّفه لأحد رجلين : إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللّه فسعد بما شقيت به ، و إمّا رجل عمل فيه بمعصية اللّه فشقي بما جمعت له ، فكنت عونا له على معصيته ، و ليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك .
( و يروى هذا الكلام على وجه آخر ) : أمّا بعد ، فإنّ الّذي في يدك من الدّنيا قد كان له أهل قبلك ، و هو صائر إلى أهل بعدك . و إنّما أنت جامع لأحد رجلين : رجل عمل فيما جمعته بطاعة اللّه فسعد بما شقيت به ، و إمّا رجل عمل فيه بمعصية اللّه ،
فشقيت بما جمعت له . و ليس أحد هذين أهلا أن تؤثره على نفسك ، و لا أن تحمل
[ 732 ]
له على ظهرك ، فارج لمن مضى رحمة اللّه ، و لمن بقي رزق اللّه .
( 416 ح ، 650 ) و قال ( ع ) : إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة اللّه ،
فورثه رجل فأنفقه في طاعة اللّه سبحانه ، فدخل به الجنّة ، و دخل الأوّل به النّار .
( 429 ح ، 653 ) إنّ أخسر النّاس صفقة و أخيبهم سعيا ، رجل أخلق بدنه في طلب ماله ، و لم تساعده المقادير على إرادته ، فخرج من الدّنيا بحسرته ، و قدم على الآخرة بتبعته .
( 430 ح ، 653 )