النصوص :

و من كلام له ( ع ) و قد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج الى غزو الروم بنفسه فنهاه عن ذلك :

إنّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة ( أي عاصمة يلجؤون اليها ) دون أقصى بلادهم . ليس بعدك مرجع يرجعون إليه . فابعث إليهم رجلا محربا ، و احفز معه أهل البلاء و النّصيحة . فإن أظهر اللّه فذاك ما تحبّ ،

و إن تكن الأخرى كنت ردءا للنّاس ، و مثابة للمسلمين . ( الخطبة 132 ، 246 ) و من كلام له ( ع ) و قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه :

إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة . و هو دين اللّه الّذي أظهره ،

و جنده الّذي أعدّه و أمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ ، و طلع حيث طلع . و نحن على موعود من اللّه . و اللّه منجز وعده ، و ناصر جنده . و مكان القيّم بالأمر مكان النّظام ( أي السلك ) من الخرز ، يجمعه و يضمّه . فإن انقطع النّظام تفرّق الخرز و ذهب ، ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا . و العرب اليوم و إن كانوا قليلا ، فهم كثيرون بالإسلام ، عزيزون بالاجتماع . فكن قطبا ، و استدر الرّحى بالعرب ، و أصلهم ذونك نار الحرب فإنّك إن شخصت من هذه الأرض ، انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها . حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك .

إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب ، فإذا قطعتموه استرحتم ،

فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ، و طمعهم فيك . فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى

[ 362 ]

قتال المسلمين ، فإنّ اللّه سبحانه ، هو أكره لمسيرهم منك ، و هو أقدر على تغيير ما يكره . و أمّا ما ذكرت من عددهم ، فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة و إنّما كنّا نقاتل بالنّصر و المعونة . ( الخطبة 144 ، 257 ) روي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة و كثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للاجر . و ما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهمّ عمر بذلك . و سأل عليا ( ع ) ، فقال عليه السلام : إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة : أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض .

و الفي‏ء فقسّمه على مستحقّيه . و الخمس فوضعه اللّه حيث وضعه . و الصّدقات فجعلها اللّه حيث جعلها . و كان حلي الكعبة فيها يومئذ ، فتركه اللّه على حاله ، و لم يتركه نسيانا ، و لم يخف عليه مكانا . فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا . و ترك الحلي بحاله . ( 270 ح ، 620 ) و روي أنه ( ع ) رفع اليه رجلان سرقا من مال اللّه ، أحدهما عبد من مال اللّه ، و الآخر من عروض الناس ( أي عبد لأحد الناس ) . فقال عليه السلام : أمّا هذا فهو من مال اللّه و لا حدّ عليه ، مال اللّه أكل بعضه بعضا ، و أمّا الآخر فعليه الحدّ الشّديد ، فقطع يده .

( 271 ح ، 621 )