مدخل :

قد يتوهم أحد أن الامام ( ع ) في نهج البلاغة كان يرى أن الولاية و الخلافة من حقه من حيث تفوقه على غيره في العلم و الحكم و الجهاد و الفضل ، و لكن الواقع أنه كان يذكر اضافة لذلك حقه المفروض بالنص من رسول اللّه ( ص ) ، و هو ما نص عليه سبحانه بقوله :

إنَّما وَليُّّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ .

فقد نزلت هذه الآية في الامام علي ( ع ) خاصة ، و قصة تصدقه بالخاتم و هو راكع معروفة .

و هو مفاد حديث الغدير الذي قال فيه النبي ( ص ) بعد أن رفع عضدي الامام علي ( ع ) معلنا بيعته بالخلافة و تنصيبه لولاية العهد : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . اللّهمّ وال من والاه ، و عاد من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحقّ معه كيفما دار » .

و لو كان الامام ( ع ) يطالب بالخلافة على نحو أفضليته فقط كما زعم المعتزلة لقال : لماذا أخروني عن الخلافة و انتخبوا غيري ، مع ما فيّ من الشرائط و الصلاحيات ، و لكنه ( ع ) يقول : إنّهم غصبوا حقّي المقطوع لي ، و أعطوه لغيري . و لا يتفق هذا إلا مع وجود النص له و التعيين من قبل اللّه تعالى و رسوله ( ص ) . فمن ذلك قوله ( ع ) : لنا حقّ فإن أعطيناه ، و إلاّ ركبنا أعجاز الإبل و إن طال السّرى .