52 المعجزات

قال الإمام علي ( ع ) :

و لقد كنت معه صلّى اللّه عليه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش ، فقالوا له : يا محمّد ،

إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك و لا أحد من بيتك ، و نحن نسألك أمرا إن أنت

[ 204 ]

أجبتنا إليه و أريتناه ، علمنا أنّك نبيّ و رسول . و إن لم تفعل علمنا إنّك ساحر كذّاب .

فقال صلّى اللّه عليه و آله : و ما تسألون ؟ قالوا : تدعو لنا هذه الشّجرة حتّى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك . فقال صلّى اللّه عليه و آله : إنّ اللّه على كلّ شي‏ء قدير ، فإن فعل اللّه لكم ذلك ، أتؤمنون و تشهدون بالحقّ ؟ قالوا : نعم قال : فإنّي سأريكم ما تطلبون ،

و إنّي لأعلم أنّكم لا تفيئون إلى خير ، و إنّ فيكم من يطرح في القليب ( المقصود به بئر بدر الذي طرح فيه نيف و عشرون من أكابر كفرة قريش ) و من يحزّب الأحزاب . ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله : يا أيّتها الشّجرة إن كنت تؤمنين باللّه و اليوم الآخر ، و تعلمين أنّي رسول اللّه ، فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ بإذن اللّه . فو الّذي بعثه بالحقّ لانقلعت بعروقها ، و جاءت و لها دويّ شديد ، و قصف كقصف أجنحة الطّير ، حتّى وقفت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مرفرفة ، و ألقت بغصنها الأعلى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ببعض أغصانها على منكبي ، و كنت عن يمينه صلّى اللّه عليه و آله . فلمّا نظر القوم إلى ذلك قالوا علوّا و استكبارا : فمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها . فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشدّه دويّا ،

فكادت تلتفّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله . فقالوا كفرا و عتوّا : فمر هذا النّصف فليرجع إلى نصفه كما كان . فأمره صلّى اللّه عليه و آله ، فرجع . فقلت أنا : لا إله إلاّ اللّه ، إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللّه ، و أوّل من أقرّ بأنّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى ، تصديقا بنبوّتك ، و إجلالا لكلمتك . فقال القوم كلّهم : بل ساحر كذّاب ،

عجيب السّحر خفيف فيه . و هل يصدّقك في أمرك إلاّ مثل هذا ( يعنونني ) . ( الخطبة 190 ، 4 ، 374 )

[ 205 ]