( 122 ) الامام الحجة المهدي ( ع ) الرجعة

قال الامام علي ( ع ) :

و خلّف فينا راية الحقّ ، من تقدّمها مرق ، و من تخلّف عنها زهق ، و من لزمها لحق .

دليلها ( أي الامام علي عليه السلام ) مكيث الكلام ، بطي‏ء القيام ، سريع إذا قام .

فإذا أنتم ألنتم له رقابكم ، و أشرتم إليه بأصابعكم ، جاءه الموت فذهب به ، فلبثتم بعده ما شاء اللّه ، حتّى يطلع اللّه لكم من يجمعكم و يضمّ نشركم ( يقصد به الامام المهدي ، عجّل اللّه فرجه ) . . . ألا إنّ مثل آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله كمثل نجوم السّماء ، إذا خوى نجم ، طلع نجم ، فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصّنائع ،

و أراكم ما كنتم تأملون . ( الخطبة 98 ، 193 ) و قال ( ع ) عن صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام : يعطف الهوى على الهدى ،

إذا عطفوا الهدى على الهوى ، و يعطف الرّأى على القرآن ، إذا عطفوا القرآن على الرّأي .

و قال ( ع ) : حتّى تقوم الحرب بكم على ساق ، باديا نواجذها ( أي أضراسها ) ، مملوءة أخلافها ( أي ضروعها ) ، حلوا رضاعها ، علقما عاقبتها . ألا و في غد و سيأتي غد بما لا تعرفون يأخذ الوالي ( هو الامام المنتظر ) من غيرها ( أي يؤاخذ ) عمّالها على مساوى‏ء أعمالها ، و تخرج له الأرض أفاليذ كبدها ( أي كنوزها ) ، و تلقي إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السّيرة ، و يحيي ميّت الكتاب و السّنّة . ( الخطبة 136 ، 249 ) فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ( أي منتظر ) . و لا تستبطئوا ما يجي‏ء به الغد . فكم

[ 350 ]

من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه . و ما أقرب اليوم من تباشير غد .

يا قوم ، هذا إبّان ورود كلّ موعود ، و دنوّ من طلعة ما لا تعرفون ( يقصد فتنة آخر الزمان ) .

ألا و إنّ من أدركها منّا يسري فيها بسراج منير ( هو الامام المهدي عليه السلام ) ،

و يحذو فيها على مثال الصّالحين ، ليحلّ فيها ربقا ( أي عقدا ) ، و يعتق رقّا ، و يصدع شعبا ( أي يفرق جمع الضلال ) ، و يشعب صدعا ( أي يجمع متفرق الحق ) ، في سترة عن النّاس ، لا يبصر القائف ( هو الذي يقتفي الاثر ) أثره ، و لو تابع نظره . ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين ( أي الحداد ) النّصل . تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، و يرمى بالتّفسير في مسامعهم ، و يغبقون ( أي يسقون ) كأس الحكمة بعد الصّبوح ( أي يسقون كأس الحكمة بالمساء بعد ما شربوه بالصباح ) . ( الخطبة 148 ، 262 ) قد لبس للحكمة جنّتها ، و أخذها بجميع أدبها ، من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها ، فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها ، و حاجته الّتي يسأل عنها . فهو مغترب إذا اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ذنبه ( أي ضرب الاسلام بأصل ذنبه كناية عن تعبه و ضعفه ) ، و ألصق الأرض بجرانه ( يشبه الاسلام بالبعير الذي يلصق مقدم عنقه بالارض ، كناية عن ضعفه ) . بقيّة من بقايا حجّته ، خليفة من خلائف أنبيائه . ( الخطبة 180 ، 327 ) و قال ( ع ) لكميل بن زياد النخعي : اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة . إمّا ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا ( يومي الى الامام المهدي عليه السلام ) ، لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته . ( 147 ح ، 595 ) و قال ( ع ) : عن رجعة أهل البيت ( ع ) لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس ( الناقة السيئة الخلق ) على ولدها . و تلا عقيب ذلك وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى‏ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . ( 209 ح ، 604 ) و قال عن الامام المهدي ( ع ) : فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه ( اليعسوب :

السيد العظيم المالك لأمور الناس ) ، فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف ( القزع :

قطع الغيم التي لا ماء فيها ) . ( غريب كلامه 613 )

[ 351 ]