قال الامام علي ( ع ) :
و كلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات ، و يصمّه كبيرها . ( الخطبة 63 ، 119 ) تعليق :
أثبت العلم الحديث باستخدام الهزازات الصوتية ، أن الأذن البشرية تتحسس فقط بمجال معين من الاهتزازات ، هي التي يقع تواترها بين 15 هزة في الثانية و 15000 ، فاذا كان تواتر الصوت أقل من 15 هزة في الثانية لا تسمعه الاذن ، و كذلك اذا كان تواتر الصوت أعلى من 15000 هزة في الثانية . و لعل هذا هو المقصود ب ( لطيف الاصوات ) و ( كبير الاصوات ) .
و كلّ بصير غيره يعمى عن خفيّ الألوان و لطيف الأجسام . ( الخطبة 63 ، 119 ) تعليق :
كثير من الحيوانات لا ترى الالوان ، بل ترى الصورة سوداء بيضاء فقط . أما الانسان فانه يرى الالوان السبعة التي هي ألوان الطيف المرئي و التي تنحصر أطوال موجاتها بين 4 ، 0 مكرون ( البنفسجي ) و 8 ، 0 مكرون ( الاحمر ) . أما الاضواء التي تقع أطوال موجاتها خارج هذا المجال فان الانسان لا يراها ، و منها الاشعة فوق البنفسجية و الاشعة تحت الحمراء .
اذن فقدرة الانسان البصرية محدودة ، أما اللّه تعالى فهو يرى كل جسم و كل لون مهما كان نوعه أو لطافته . و قد وجد بقدرة اللّه ان النحلة تستطيع أن تميز بين سبعة ألوان مختلفة من اللون الابيض ، يراها الانسان لونا واحدا . و بهذه الدقة الكبيرة تستطيع أن تميز بين أنواع الزهور و هي تطير في أعلى السماء .
و قال ( ع ) و قد نظر الى السماء في الشتاء : لا تقولوا قوس قزح ، و لكن قولوا : قوس اللّه ،
و أمان من الغرق . ( مستدرك 165 ) كان الامام علي ( ع ) جالسا على نهر الفرات و بيده قضيب ، فضرب به على صفحة الماء و قال : لو شئت لجعلت لكم من الماء نورا و نارا . ( قول مشهور )
[ 783 ]
تعليق :
لم يفصح الامام ( ع ) عن مضمون كلامه بل أجراه مجرى الرموز ، و ذلك لأن عقول الناس في ذلك الزمان لا تتحمل أكثر من هذا . و في قوله ( ع ) : « لجعلت لكم من الماء نورا و نارا » ، دلالة خفية الى ما في الماء من طاقة يمكن أن تولد النور ( و هو الكهرباء ) و النار ( و هو الطاقة الحرارية ) . و اذا تعمقنا في النظرة وجدنا ان الماء يتركب من عنصرين هما الهيدرجين و الاكسجين ، الاول قابل للاحتراق و اعطاء النور ، و الثاني يساعد على الاحتراق و يعطي الحرارة . و أبعد من ذلك فان وجود الماء الثقيل 2 في الماء الطبيعي بنسبة 2 الى 000 ، 10 ، يجعله أفضل مصدر طبيعي للهيدرجين الثقيل الذي نسمية ( الدوتريوم ) و نرمز له بالرمز . و هذا النظير هو حجر الاساس في تركيب القنبلة الهيدروجينية ، القائمة على اندماج ذرتين من الدوتيريوم لتشكيل الهليوم . علما بأن الطاقة الناتجة عن هذا الاندماج و التي هي منشأ طاقة الشمس تفوق آلاف المرات الطاقة الناتجة عن القنبلة الذرية التي تقوم على انشطار اليورانيوم و لأخذ فكرة فان اصطناع غرام من الهليوم نتيجة اندماج الدوتيريوم يعطي طاقة 675 مليون بليون ارغة 200 الف كيلوواط ساعي .
كل هذه المعاني الدقيقة و الاسرار العميقة تضمنها قول الامام علي ( ع ) و علمه ، و هو القائل : « بل اندمجت على مكنون علم ، لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّويّ البعيدة » أي كاضطراب حبل الدلو في البئر العميقة .