أكد الامام علي ( ع ) في النهج على ضرورة وجود حكومة قوية ، و كافح فكرة الخوارج الذين كانوا يدّعون عدم الحاجة الى الحكومة مع وجود القرآن الكريم بين المسلمين .
و كان شعار الخوارج ( لا حكم إلاّ للّه ) و قد اقتبسوه من القرآن الكريم حيث يقول تعالى إِنِ الحكُم إِلا للّه . و التفسير الصحيح لهذه الآية أن وضع الأحكام ( القانون ) هو من حق اللّه تعالى أو نائبه و هو النبي و الامام ( ع ) . و لكن الخوارج فسروا هذه الآية برأيهم ،
فأرادوا بهذه الكلمة الحقة معنى باطلا ، و هو أن لا حق للانسان في الحكم ، بل الحكم للّه وحده فقط .
فأجابهم الامام علي ( ع ) بقوله : نعم ، أنا أقول أيضا ( لا حكم إلاّ للّه ) لكن بمعنى أن وضع الحكم و القانون ليس إلاّ للّه ، و ليس بمعنى أن الحكومة و الزعامة هي أيضا للّه ، فهذا باطل لأن حكم اللّه لا بد أن يجري على يد البشر ، و لذلك لا بد للناس من حاكم ، سواء كان هذا الحاكم صالحا أو غير صالح . و هذا مقصود قوله ( ع ) : « كلمة حق يراد بها باطل . نعم انه لا حكم إلاّ للّه ، و لكن هؤلاء يقولون : لا إمرة إلاّ للّه . و إنه لا بد للناس من أمير برّ أو فاجر . . . » .
[ 584 ]