( 222 ) سياسة ( جباية الخراج و عمارة الارض )

و يتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك الاشتر قائلا : و تفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله ، فإنّ في صلاحه و صلاحهم صلاحا لمن سواهم ، و لا صلاح لمن سواهم إلاّ بهم . لأنّ الناس كلّهم عيال على الخراج و أهله . و ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج ، لأنّ ذلك لا يدرك إلاّ بالعمارة . و من طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد و أهلك العباد ، و لم يستقم أمره إلاّ قليلا . فإن شكوا ثقلا أو علّة أو انقطاع شرب أو بالّة ( أي مطر تبل الارض ) ، أو إحالة أرض اغتمرها غرق أو أجحف بها عطش ، خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم ، و لا يثقلنّ عليك شي‏ء خفّفت به المؤونة عنهم ، فإنّه ذخر يعودون به عليك في عمارة بلادك ، و تزيين ولايتك ، مع استجلابك حسن ثنائهم ، و تبجّحك باستفاضة العدل فيهم ، معتمدا فضل قوّتهم ، بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم ( أي اراحتك لهم ) و الثّقة منهم بما عوّدتهم من عدلك عليهم في رفقك بهم ، فربّما حدث من الأمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعد احتملوه طيبة أنفسهم به . فإنّ العمران محتمل ما حمّلته ، و إنّما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها ، و إنّما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع ، و سوء ظنّهم بالبقاء ، و قلّة انتفاعهم بالعبر . ( الخطبة 292 ، 3 ، 528 )

[ 610 ]