يراجع المبحث ( 310 ) تأديب النفس و تربيتها .
قال الامام علي ( ع ) :
ليتأسّ ( أي ليقتد ) صغيركم بكبيركم ، و ليرأف كبيركم بصغيركم . ( الخطبة 164 ، 299 ) و قال الامام ( ع ) من وصية له ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) بعد انصرافه من صفين : و وجدتك بعضي ، بل وجدتك كلّي ، حتّى كأنّ شيئا لو أصابك أصابني . و كأنّ الموت
[ 644 ]
لو أتاك أتاني . فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ، فكتبت إليك كتابي مستظهرا به ، إن أنا بقيت لك أو فنيت . ( الخطبة 270 ، 1 ، 474 ) الى أن يقول ( ع ) : و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته .
فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، و يشتغل لبّك . لتستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التّجارب بغيته و تجربته . فتكون قد كفيت مؤونة الطّلب ،
و عوفيت من علاج التّجربة . فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، و استبان لك ما ربّما أظلم علينا منه .
أي بنيّ ، إنّي و إن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في أعمالهم ،
و فكّرت في أخبارهم ، و سرت في آثارهم ، حتّى عدت كأحدهم . بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ،
و نفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيله ، و توخّيت لك جميله ، و صرفت عنك مجهوله ، و رأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشّفيق ، و أجمعت عليه من أدبك ، أن يكون ذلك و أنت مقبل العمر و مقتبل الدّهر ، ذو نيّة سليمة و نفس صافية ، و أن أبتدئك بتعليم كتاب اللّه عزّ و جلّ و تأويله ، و شرائع الاسلام و أحكامه ،
و حلاله و حرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره . ثمّ أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف النّاس فيه من أهوائهم و آرائهم مثل الّذي التبس عليهم ، فكان إحكام ذلك على ما كرهت من تنبيهك له ، أحبّ إليّ من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك به الهلكة .
و رجوت أن يوفّقك اللّه فيه لرشدك ، و أن يهديك لقصدك ، فعهدت إليك وصيّتي هذه . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) ثم قال ( ع ) : و لا تكوننّ ممّن لا تنفعه العظة إلاّ إذا بالغت في إيلامه . فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب ، و البهائم لا تتّعظ إلاّ بالضّرب . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) لا تقسروا أولادكم على آدابكم ، فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم . ( حديد 102 ) ضرب الوّالد الولد كالسّماد للزّرع . ( حديد 724 )
[ 645 ]