( 137 ) قريش و مناهضتهم للنبي ( ص ) و للامام ( ع )

يراجع المبحث ( 52 ) الوحي و المعجزات .

قال الامام علي ( ع ) :

مستنهضا أنصاره : قاتلكم اللّه لقد ملأتم قلبي قيحا ، و شحنتم صدري غيضا ،

و جرّعتموني نغب التّهمام ( أي جرع الهم ) أنفاسا ، و أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان و الخذلان ، حتّى لقد قالت قريش : إنّ ابن أبي طالب رجل شجاع ، و لكن لا علم له بالحرب .

للّه أبوهم و هل أحد منهم أشدّ لها مراسا ، و أقدم فيها مقاما منّي لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين ، و هأنذا قد ذرّفت على السّتّين و لكن لا رأي لمن لا يطاع .

( الخطبة 27 ، 78 ) مالي و لقريش و اللّه لقد قاتلتهم كافرين ، و لأقاتلنّهم مفتونين . و إنّي لصاحبهم بالأمس ، كما أنا صاحبهم اليوم و اللّه ما تنقم منّا قريش إلاّ أنّ اللّه اختارنا عليهم ،

فأدخلناهم في حيّزنا ، فكانوا كما قال الأوّل :

أدمت لعمري شربك المحض صابحا
و أكلك بالزّبد المقشّرة البجرا

[ 402 ]

و نحن وهبناك العلاء و لم تكن عليّا ، و حطنا حولك الجرد و السّمرا ( الخطبة 33 ، 90 ) لما انتهت اليه اخبار السقيفة بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) قال ( ع ) : فماذا قالت قريش ؟

قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم فقال عليه السلام :

احتجّوا بالشّجرة ، و أضاعوا الثّمرة ( يعني آل البيت ) . ( الخطبة 65 ، 122 ) فعند ذلك تودّ قريش بالدّنيا و ما فيها لو يرونني مقاما واحدا ، و لو قدر جزر ، جزور ،

لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه ( الخطبة 91 ، 185 ) اللّهمّ إنّي أستعينك على قريش و من أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي ، و صغّروا عظيم منزلتي ، و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي . ثمّ قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ،

و في الحقّ أن تتركه . ( الخطبة 170 ، 306 ) قال ( ع ) يذكر مجي‏ء وفد من كفار قريش لمناقشة النبي ( ص ) : و لقد كنت معه صلّى اللّه عليه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش ، فقالوا له : يا محمّد ، إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك و لا أحد من بيتك و نحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه و أريتناه ، علمنا أنّك نبيّ و رسول ، و إن لم تفعل علمنا أنّك ساحر كذّاب .

( الخطبة 190 ، 4 ، 374 ) « تراجع القصة كاملة في المبحث ( 52 ) المعجزات » .

و نشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله . خاض إلى رضوان اللّه كلّ غمرة ، و تجرّع فيه كلّ غصّة . و قد تلوّن له الأدنون ، و تألّب عليه الأقصون . و خلعت إليه العرب أعنّتها ،

و ضربت إلى محاربته بطون رواحلها ، حتّى أنزلت بساحته عداوتها ، من أبعد الّدار و أسحق المزار ( أي أقصاه ) . ( الخطبة 192 ، 380 ) و قال ( ع ) في التظلم و التشكي من قريش : اللّهمّ إنّي أستعديك على قريش و من أعانهم . فإنّهم قد قطعوا رحمي ، و أكفؤوا إنائي ، و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري . و قالوا : ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه ، و في الحقّ أن تمنعه ،

فاصبر مغموما ، أو مت متأسّفا . فنظرت . . . ( الخطبة 215 ، 413 ) و من كلام له ( ع ) لما مرّ بطلحة و هو قتيل يوم الجمل فقال : لقد أصبح أبو محمّد بهذا

[ 403 ]

المكان غريبا أما و اللّه لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف ، و أفلتتني أعيان بني جمح ،

لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله ، فوقصوا دونه . ( الخطبة 217 ، 414 ) من كتاب له ( ع ) الى معاوية : فأراد قومنا قتل نبيّنا ، و اجتياح أصلنا . و همّوا بنا الهموم ، و فعلوا بنا الأفاعيل . و منعونا العذب ، و أحلسونا ( أي الزمونا ) الخوف ، و اضطرّونا إلى جبل وعر ( يقصد بذلك شعب أبي بذلك ) ، و أوقدوا لنا نار الحرب . فعزم اللّه لنا على الذّبّ عن حوزته ، و الرّمي من وراء حرمته . مؤمننا يبغي بذلك الأجر ، و كافرنا يحامي عن الأصل . و من أسلم من قريش خلو ممّا نحن فيه ، بحلف يمنعه أو عشيرة تقوم دونه . فهو من القتل بمكان أمن ( كان المسلمون من غير أهل البيت ( ع ) آمنين على أنفسهم ، اما بتحالفهم مع بعض القبائل أو بالاعتماد على قبائلهم ) . ( الخطبة 248 ، 447 ) و قال ( ع ) من كتاب له لأخيه عقيل : فدع عنك قريشا و تركاضهم ( أي ركضهم الشديد ) في الضّلال ، و تجوالهم في الشّقاق ، و جماحهم في التّيه . فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبلي .

فجزت قريشا عنّي الجوازي فقد قطعوا رحمي ، و سلبوني سلطان ابن أميّ « يريد رسول اللّه ( ص ) » . ( الخطبة 275 ، 494 ) و سئل ( ع ) عن قريش فقال : أمّا بنو مخزوم فريحانة قريش ، تحبّ حديث رجالهم ،

و النّكاح في نسائهم . و أمّا بنو عبد شمس ، فأبعدها رأيا ، و أمنعها لما وراء ظهورها .

و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا ، و أسمح عند الموت بنفوسنا . و هم أكثر و أمكر و أنكر ، و نحن أفصح و أنصح و أصبح . ( 120 ح ، 587 )

[ 404 ]