يراجع المبحث ( 37 ) الدنيا دار ابتلاء و اختبار .
[ 729 ]
قال الامام علي ( ع ) :
و قسّمها على الضّيق و السّعة فعدل فيها ، ليبتلي من أراد بميسورها و معسورها ، و ليختبر بذلك الشّكر و الصّبر من غنيّها و فقيرها . ( الخطبة 89 ، 4 ، 175 ) يا عليّ ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم . ( الخطبة 154 ، 276 ) قد اختبرهم اللّه بالمخمصة ، و ابتلاهم بالمجهدة ، و امتحنهم بالمخاوف ، و مخضهم بالمكاره . فلا تعتبروا الرّضا و السّخط بالمال و الولد ، جهلا بمواقع الفتنة و الإختبار في موضع الغنى و الاقتدار . فقد قال سبحانه و تعالى أَ يَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَ بَنِينَ ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ . فإنّ اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم ، بأوليائه المستضعفين في أعينهم . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) « تراجع تتمة الكلام عن ابتلاء الانبياء ( ع ) بالفقر ، في المباحث ( 46 ) و ( 47 ) و ( 48 ) عن تواضع الانبياء و زهدهم » .
و قال ( ع ) : لا يقولنّ أحدكم « اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة ( أي الاختبار ) . و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . ( 93 ح ، 581 )