يراجع المبحث ( 43 ) الثواب يكون على المجاهدة و المشقة .
قال الامام علي ( ع ) :
فاحذروا عباد اللّه ، حذر الغالب لنفسه ، المانع لشهوته ، النّاظر بعقله . ( الخطبة 159 ، 287 ) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان يقول :
« إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، و إنّ النّار حفّت بالشّهوات » و اعلموا أنّه ما من طاعة اللّه شيء إلاّ يأتي في كره ، و ما من معصية اللّه شيء إلاّ يأتي في شهوة . فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته ، و قمع هوى نفسه ، فإنّ هذه النّفس أبعد شيء منزعا . و إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى . ( الخطبة 174 ، 312 ) و قال ( ع ) في الخطبة القاصعة عن تواضع الانبياء : قد اختبرهم اللّه بالمخمصة ، و ابتلاهم بالمجهدة ، و امتحنهم بالمخاوف ، و مخضهم بالمكاره . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، و لنفى معتلج الرّيب من النّاس ، و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم ، و إسكانا للتذلّل في نفوسهم ، و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ،
و أسبابا ذللا لعفوه . ( الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين ، بالصّلوات و الزّكوات ، و مجاهدة الصّيام في الأيام المفروضات ، تسكينا لأطرافهم ، و تخشيعا لأبصارهم ، و تذليلا لنفوسهم ،
و تخفيضا لقلوبهم ، و إذهابا للخيلاء عنهم . ( الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ( كناية عن الصراط ) . و لو شئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا
[ 748 ]
العسل ، و لباب هذا القمح ، و نسائج هذا القزّ . و لكن هيهات أن يغلبني هواي ،
و يقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، و لا عهد له بالشّبع أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى و أكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
و حسبك داء أن تبيت ببطنة و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ ( الخطبة 284 ، 506 ) أعزبي عنّي ( يا دنيا ) فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّيني ، و لا أسلس لك فتقوديني . و ايم اللّه يمينا أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص ( أي تفرح بالرغيف من شدة ما حرمته ) إذا قدرت عليه مطعوما ، و تقنع بالملح مأدوما ، و لأدعنّ مقلتي كعين ماء ، نضب معينها ، مستفرغة دموعها . ( الخطبة 284 ، 509 ) و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها عند الجمحات ، فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء ،
إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و من وصية له ( ع ) الى شريح بن هانئ : و اعلم أنّك إن لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحبّ ، مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضّرر . فكن لنفسك مانعا رادعا ، و لنزوتك عند الحفيظة ( أي الغضب ) واقما ( أي قاهرا ) قامعا . ( الخطبة 295 ، 542 ) و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . . . و جهاد المرأة حسن التّبعّل . ( 136 ح ، 592 ) أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه . ( 249 ح ، 610 ) ما المجاهد الشّهيد في سبيل اللّه بأعظم أجرا ممّن قدر فعفّ . لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة . ( 474 ح ، 662 )
[ 749 ]