قال الامام علي ( ع ) في الخطبة الأولى من نهج البلاغة :
أنشأ الخلق إنشاء ، و ابتدأه ابتداء ، بلا رويّة أجالها ، و لا تجربة استفادها ، و لا حركة أحدثها ، و لا همامة نفس اضطرب فيها . أحال الأشياء لأوقاتها ، و لأم بين مختلفاتها ،
و غرّز غرائزها ، و ألزمها أشباحها ، عالما بها قبل ابتدائها ، محيطا بحدودها و انتهائها ،
[ 109 ]
عارفا بقرائنها و أحنائها . ( القرائن : جمع قرونة و هي النفس ، و الاحناء : جمع حنو و هو الجانب من البدن ) . ( الخطبة 1 ، 25 ) ثمّ أنشأ سبحانه فتق الأجواء و شقّ الأرجاء « تراجع تتمة الفقرة في المبحث ( 22 ) السموات » ( الخطبة 1 ، 26 ) ثمّ فتق ما بين السّموات العلا ، فملأهنّ أطوارا من ملائكته « تراجع تتمة الفقرة في المبحث ( 25 ) الملائكة » . ( الخطبة 1 ، 27 ) ثمّ جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها « تراجع تتمة الفقرة في المبحث ( 26 ) خلق آدم ( ع ) » . ( الخطبة 1 ، 28 ) و قال ( ع ) في آخر الخطبة الشقشقيّة : أمّا و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة . . . ( الخطبة 3 ، 44 ) لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان ، و لا تخوّف من عواقب زمان . . . ( الخطبة 63 ، 119 ) لم يؤده ( أي يتعبه ) خلق ما ابتدأ ، و لا تدبير ما ذرأ ، و لا وقف به عجز عمّا خلق . . .
( الخطبة 63 ، 120 ) اللهمّ داحي المدحوّات ( أي الأرضين ) و داعم المسموكات ، و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها . ( الخطبة 70 ، 125 ) عباد مخلوقون اقتدارا ، و مربوبون اقتسارا ( أي عباد خلقهم اللّه بقدرته ، و ملكهم بسطوته ) . ( الخطبة 81 ، 1 ، 139 ) جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها ، و أبصارا لتجلو عن عشاها ، و أشلاء جامعة لأعضائها ، ملائمة لأحنائها ، في تركيب صورها ، و مدد عمرها ، بأبدان قائمة بأرفاقها ، و قلوب رائدة لأرزاقها ، في مجلّلات نعمه ، و موجبات مننه ، و حواجز عافيته . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار ، نطفة دهاقا ، و علقة محاقا ،
و جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ،
ليفهم معتبرا ، و يقصّر مزدجرا . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) ذلك مبتدع الخلق و وارثه ، و إله الخلق و رازقه . ( الخطبة 88 ، 159 )
[ 110 ]
الّذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله ، و لا مقدار احتذى عليه ، من خالق معبود كان قبله . ( الخطبة 89 ، 1 ، 163 ) المنشىء أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها ، و لا قريحة غريزة أضمر عليها ،
و لا تجربة أفادها من حوادث الدّهور ، و لا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور ، فتمّ خلقه بأمره ، و أذعن لطاعته ، و أجاب إلى دعوته ، لم يعترض دونه ريث المبطئ ،
و لا أناة المتلكّئ . فأقام من الأشياء أودها ، و نهج حدودها ، و لاءم بقدرته بين متضادّها ، و وصل أسباب قرائنها ، و فرّقها أجناسا مختلفات في الحدود و الأقدار ،
و الغرائز و الهيئات ، بدايا ( جمع بديء أي مصنوع ) خلائق أحكم صنعها ، و فطرها على ما أراد و ابتدعها . ( الخطبة 89 ، 1 ، 164 ) الحمد للّه المتجلّي لخلقه بخلقه ، و الظّاهر لقلوبهم بحجّته . خلق الخلق من غير رويّة ، إذ كانت الرّويّات لا تليق إلاّ بذوي الضّمائر ، و ليس بذي ضمير في نفسه .
( الخطبة 106 ، 204 ) لم تخلق الخلق لوحشة ، و لا استعملتهم لمنفعة . ( الخطبة 107 ، 208 ) و قال ( ع ) عن الجنة : سبحانك خالقا و معبودا بحسن بلائك عند خلقك ، خلقت دارا ،
و جعلت فيها مأدبة : مشربا و مطعما ، و أزواجا و قصورا ، و أنهارا و زروعا و ثمارا ، ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها . . . ( الخطبة 107 ، 209 ) و الخالق لا بمعنى حركة و نصب . ( الخطبة 150 ، 266 ) خلق الخلق على غير تمثيل ، و لا مشورة مشير ، و لا معونة معين . فتمّ خلقه بأمره ،
و أذعن لطاعته ، فأجاب و لم يدافع ، و انقاد و لم ينازع . ( الخطبة 153 ، 271 ) فسبحان البارئ لكلّ شيء ، على غير مثال خلا من غيره . ( الخطبة 153 ، 273 ) الحمد للّه خالق العباد ، و ساطح المهاد ، و مسيل الوهاد ، و مخصب النّجاد . ( الخطبة 161 ، 288 ) لم يخلق الأشياء من أصول أزليّة ، و لا من أوائل أبديّة . بل خلق ما خلق فأقام حدّه ،
و صوّر ما صوّر فأحسن صورته . ( الخطبة 161 ، 290 )
[ 111 ]
الحمد للّه المعروف من غير رؤية ، و الخالق من غير منصبة ( أي تعب ) . خلق الخلائق بقدرته ، و استعبد الأرباب بعزّته ، و ساد العظماء بجوده . ( الخطبة 181 ، 329 ) يقول لمن أراد كونه : ( كن فيكون ) ، لا بصوت يقرع ، و لا بنداء يسمع . ( الخطبة 184 ، 343 ) خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره . و لم يستعن على خلقها بأحد من خلقه .
( الخطبة 184 ، 344 ) . . . مبتدع الخلائق بعلمه ، و منشئهم بحكمه . بلا اقتداء و لا تعليم ، و لا احتذاء لمثال صانع حكيم ، و لا إصابة خطأ ، و لا حضرة ملأ . ( الخطبة 189 ، 353 ) و قال ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : فتفهّم يا بنيّ وصيّتي . و اعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة . و أنّ الخالق هو المميت ، و أنّ المفني هو المعيد ، و أنّ المبتلي هو المعافي . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) فاعتصم بالّذي خلقك و رزقك و سوّاك . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 )