مدخل :

رغم أننا لا نعرف حقيقة كنه اللّه ، إلا أننا نعلم أنه سبحانه وجود مطلق غير محدود ، و أنه لا يتطرق اليه أي حدّ أو قيد ، و أنه لا يخلو عنه مكان و لا زمان و لا أي شي‏ء ، و أنه مع كلّ شي‏ء و ليس معه شي‏ء . و كلّ شي‏ء منه ، و إليه مرجع كلّ شي‏ء ، و هو أول الأولين و آخر الآخرين . و حيث أنه مطلق بلا حدّ ، فهو متقدم على كلّ شي‏ء ، حتى على الزمان و المكان و العدد و الحد و المقدار و الماهية ، فان هذه الاشياء منتزعة من أفعاله سبحانه و صنعه .

[ 67 ]

و سنرى في الفقرات الآتية من كلام الإمام ( ع ) بعض صفات اللّه تعالى ،

مثل كون الخالق أولا في آخريته ، و آخرا في أوليّته ، و ظاهرا في باطنيته ،

و باطنا في ظاهريته ، و أنه أعلى من الزمان و أسمى من العدد ، و أن قدمه ليس قدما زمانيا ، و وحدته ليست وحدة عددية . كما سنرى بعض الصفات السلبية ، مثل سلب الجسمية عنه تعالى و الحركة و السكون و التغير و المكان و الزمان و المثل و الضد و الشريك و الشبيه و استخدام الآلة و المحدودية و المعدودية .