قال الامام علي ( ع ) :
فطر الخلائق بقدرته ، و نشر الرّياح برحمته ، و وتّد بالصّخور ميدان أرضه . ( الخطبة 1 ، 24 ) تعليق :
أن في ذكر خلق الخلائق ثم نشر الرياح و ارساء الجبال ، أشارة لطيفة الى أن الرياح و الجبال من العوامل الضرورية لحياة الخلائق .
و قال ( ع ) عن خلق الارض : و عدّل حركاتها بالرّاسيات من جلاميدها ، و ذوات الشّناخيب ( أي القمم ) الشّمّ من صياخيدها ( جمع صيخود و هي الصخرة الشديدة ) .
فسكنت من الميدان ( أي الاضطراب ) لرسوب الجبال في قطع أديمها ، و تغلغلها متسرّبة في جوبات خياشيمها ، و ركوبها أعناق سهول الأرضين و جراثيمها . ( الخطبة 89 ، 3 ، 172 ) و ربّ الجبال الرّواسي ، الّتي جعلتها للأرض أوتادا ، و للخلق اعتمادا . ( الخطبة 169 ، 305 ) و أنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، و أرساها على غير قرار . و أقامها بغير قوائم ،
و رفعها بغير دعائم . ( الخطبة 184 ، 344 )
[ 785 ]
تعليق :
هذا الكلام ردا على من زعم أن الارض تدور على قرن ثور و خلافه من الاباطيل و الاوهام .
ثم قال ( ع ) : و حصّنها من الأود و الاعوجاج ، و منعها من التّهافت و الانفراج . أرسى أوتادها ، و ضرب أسدادها . ( الخطبة 184 ، 344 ) و قال ( ع ) عن تكوين الجبال : و جبل جلاميدها ، و نشوز متونها و أطوادها ، فأرساها في مراسيها ، و ألزمها قراراتها . فمضت رؤوسها في الهواء ، و رست أصولها في الماء .
فأنهد جبالها عن سهولها ، و أساخ قواعدها في متون أقطارها و مواضع أنصابها . فأشهق قلالها ، و أطال أنشازها ، و جعلها للأرض عمادا ، و أرّزها فيها ( أي ثبّتها ) أوتادا .
فسكنت على حركتها ( أي رغم حركتها ) من أن تميد بأهلها ، أو تسيخ بحملها ، أو تزول عن مواضعها . ( الخطبة 209 ، 404 )