قال الامام علي ( ع ) :
و قر سمع لم يفقه الواعية ، و كيف يراعي النّبأة من أصمّته الصّيحة . ( الخطبة 4 ، 46 ) إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . ( الخطبة 16 ، 55 ) لا تقلع المنيّة اختراما ، و لا يرعوي الباقون اجتراما . ( الخطبة 81 ، 1 ، 138 ) و من خطبته الغراء ( ع ) : عباد مخلوقون اقتدارا ، و مربوبون اقتسارا ، و مقبوضون احتضارا ،
و مضمّنون أجداثا ، و كائنون رفاتا ، و مبعوثون أفرادا ، و مدينون جزاء ، و مميّزون حسابا .
قد أمهلوا في طلب المخرج ، و هدوا سبيل المنهج . و عمّروا مهل المستعتب ،
و كشفت عنهم سدف الرّيب . و خلّوا لمضمار الجياد ، و رويّة الارتياد ، و أناة المقتبس المرتاد . في مدّة الأجل ، و مضطرب المهل . ( الخطبة 81 ، 1 ، 139 ) فيا لها أمثالا صائبة ، و مواعظ شافية ، لو صادفت قلوبا زاكية ، و أسماعا واعية ، و آراء عازمة ، و ألبابا حازمة . فاتّقوا اللّه تقيّة من سمع فخشع . . . و عبّر فاعتبر ، و حذّر فحذر ،
و زجر فازدجر . ( الخطبة 81 ، 1 ، 140 ) و قدّر لكم أعمارا سترها عنكم ، و خلّف لكم عبرا من آثار الماضين قبلكم ، من
[ 836 ]
مستمتع خلاقهم ، و مستفسح خناقهم . أرهقتهم المنايا دون الآمال ، و شذّ بهم عنها تخرّم الآجال . لم يمهدوا في سلامة الأبدان ، و لم يعتبروا في أنف الأوان . فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلاّ حواني الهرم ؟ و أهل غضارة الصّحّة إلاّ نوازل السّقم ؟ و أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) أولستم أبناء القوم و الآباء ، و إخوانهم و الأقرباء ؟ تحتذون أمثلتهم ، و تركبون قدّتهم ،
و تطؤون جادّتهم ؟ ( الخطبة 81 ، 2 ، 143 ) عباد اللّه ، أين الّذين عمروا فنعموا ، و علّموا ففهموا ، و أنظروا فلهوا ، و سلّموا فنسوا أمهلوا طويلا ، و منحوا جميلا ، و حذّروا أليما ، و وعدوا جسيما احذروا الذّنوب المورّطة ،
و العيوب المسخطة . ( الخطبة 81 ، 3 ، 148 ) فاتّعظوا عباد اللّه بالعبر النّوافع ، و اعتبروا بالآي السّواطع ، و ازدجروا بالنّذر البوالغ ،
و انتفعوا بالذّكر و المواعظ ، فكأن قد علقتكم مخالب المنيّة . . . ( الخطبة 83 ، 150 ) و السّعيد من وعظ بغيره ، و الشّقيّ من انخدع لهواه و غروره . ( الخطبة 84 ، 152 ) نظر فأبصر ، و ذكر فاستكثر . و ارتوى من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ،
و سلك سبيلا جددا . ( الخطبة 85 ، 153 ) أمّا بعد فإنّ اللّه لم يقصم جبّاري دهر قطّ إلاّ بعد تمهيل و رخاء ، و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلاّ بعد أزل و بلاء ، و في دون ما استقبلتم من عتب و ما استدبرتم من خطب معتبر و ما كلّ ذي قلب بلبيب ، و لا كلّ ذي سمع بسميع و لا كلّ ناظر ببصير . ( الخطبة 86 ، 156 ) فاعتبروا عباد اللّه ، و اذكروا تيك الّتي آباؤكم و إخوانكم بها مرتهنون ، و عليها محاسبون . و لعمري ما تقادمت بكم و لا بهم العهود ، و لا خلت فيما بينكم و بينهم الأحقاب و القرون ، و ما أنتم اليوم من يوم كنتم في أصلابهم ببعيد . ( الخطبة 87 ، 158 ) و اعلموا أنّه من لم يعن على نفسه حتّى يكون له منها واعظ و زاجر ، لم يكن له من غيرها لا زاجر و لا واعظ . ( الخطبة 88 ، 160 ) أو ليس لكم في آثار الأوّلين مزدجر ، و في آبائكم الماضين تبصرة و معتبر ، إن كنتم
[ 837 ]
تعقلون أو لم تروا إلى الماضين منكم لا يرجعون ، و إلى الخلف الباقين لا يبقون . . .
و على أثر الماضي ما يمضي الباقي . ( الخطبة 97 ، 192 ) رحم اللّه امرءا تفكّر فاعتبر ، و اعتبر فأبصر . ( الخطبة 101 ، 197 ) ألا إنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير طرفه . ألا إنّ أسمع الأسماع ما وعى التّذكير و قبله ( الخطبة 103 ، 200 ) و قال ( ع ) في صفة المغتر بالدنيا : و لا ينزجر من اللّه بزاجر ، و لا يتّعظ منه بواعظ ، و هو يرى المأخوذين على الغرّة ، حيث لا إقالة و لا رجعة . كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون ، و جاءهم من فراق الدّنيا ما كانوا يأمنون ، و قدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون . ( الخطبة 107 ، 210 ) ألستم في مساكن من كان قبلكم : أطول أعمارا ، و أبقى آثارا ، و أبعد آمالا ، و أعدّ عديدا ، و أكثف جنودا . ( الخطبة 109 ، 216 ) و اتّعظوا فيها بالّذين قالوا ( من أشدّ منّا قوّة ) . حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا ،
و أنزلوا الأجداث فلا يدعون ضيفانا . و جعل لهم من الصّفيح أجنان ، و من التّراب أكفان ، و من الرّفات جيران . ( الخطبة 109 ، 216 ) و من عبرها ( أي الدنيا ) أنّ المرء يشرف على أمله فيقتطعه حضور أجله . فلا أمل يدرك ، و لا مؤمّل يترك . فسبحان اللّه ما أعزّ سرورها و أظمأ ريّها و أضحى فيئها . لا جاء يردّ ، و لا ماض يرتدّ . ( الخطبة 112 ، 221 ) فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم ، و انقطاعكم عن أوصل إخوانكم . ( الخطبة 115 ، 226 ) عباد اللّه إنّ الدّهر يجري بالباقين كجريه بالماضين . لا يعود ما قد ولّى منه ، و لا يبقى سرمدا ما فيه . آخر فعاله كأوّله . متشابهة أموره ، متظاهرة أعلامه . فكأنّكم بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ( أي سائق الابل التي مضى على حملها سبعة أشهر ) . فمن شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في الظّلمات و ارتبك في الهلكات .
و مدّت به شياطينه في طغيانه ، و زيّنت له سيّيء أعماله . فالجنّة غاية السّابقين ،
[ 838 ]
و النّار غاية المفرّطين . ( الخطبة 155 ، 278 ) فاتّعظوا بالعبر ، و اعتبروا بالغير ، و انتفعوا بالنّذر . ( الخطبة 155 ، 278 ) و اعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم . قد تزايلت أوصالهم ، و زالت أبصارهم و أسماعهم ، و ذهب شرفهم و عزّهم ، و انقطع سرورهم و نعيمهم . فبدّلوا بقرب الأولاد فقدها ، و بصحبة الأزواج مفارقتها . لا يتفاخرون و لا يتناسلون ، و لا يتزاورون و لا يتحاورون . ( الخطبة 159 ، 286 ) فقد جرّبتم الأمور و ضرّستموها و وعظتم بمن كان قبلكم و ضربت الأمثال لكم ،
و دعيتم إلى الأمر الواضح . فلا يصمّ عن ذلك إلاّ أصمّ . و لا يعمى عن ذلك إلاّ أعمى .
و من لم ينفعه اللّه بالبلاء و التّجارب لم ينتفع بشيء من العظة ، و أتاه التّقصير من أمامه ( أي ظهر له عيانا ) ، حتّى يعرف ما أنكر ، و ينكر ما عرف . ( الخطبة 174 ، 316 ) و قال ( ع ) عن سليمان بن داود ( ع ) : فلمّا استوفى طعمته ، و استكمل مدّته ، رمته قسيّ الفناء بنبال الموت . و أصبحت الدّيار منه خالية ، و المساكن معطّلة ، و ورثها قوم آخرون . و إنّ لكم في القرون السّالفة لعبرة .
أين العمالقة و أبناء العمالقة أين الفراعنة و أبناء الفراعنة أين أصحاب مدائن الرّسّ الّذين قتلوا النّبيّين ، و أطفؤوا سنن المرسلين ، و أحيوا سنن الجبّارين أين الّذين ساروا بالجيوش و هزموا بالألوف ، و عسكروا العساكر و مدّنوا المدائن . ( الخطبة 180 ، 326 ) . . . فإنّه ( أي الكبر ) ملاقح الشّنآن ، و منافخ الشّيطان ، الّتي خدع بها الأمم الماضية ،
و القرون الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، و مهاوي ضلالته ، ذللا عن سياقه ، سلسا في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، و تتابعت القرون عليه . و كبرا تضايقت الصّدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم ، من بأس اللّه و صولاته ، و وقائعه و مثلاته ( عقوباته ) . و اتّعظوا بمثاوي حدودهم ، و مصارع جنوبهم ، و استعيذوا باللّه من لواقح الكبر ، كما تستعيذونه من طوارق الدّهر . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 )
[ 839 ]
و احذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات ، بسوء الأفعال و ذميم الأعمال . فتذكّروا في الخير و الشّرّ أحوالهم ، و احذروا أن تكونوا أمثالهم . فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم ، فالزموا كلّ أمر لزمت العزّة به شأنهم ، و زاحت الأعداء له عنهم ، و مدّت العافية به عليهم ، و انقادت النّعمة له معهم ، و وصلت الكرامة عليه حبلهم ، من الاجتناب للفرقة ، و اللّزوم للألفة ، و التّحاضّ عليها و التّواصي بها . و اجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم ، و أوهن منّتهم . من تضاغن القلوب و تشاحن الصّدور ، و تدابر النّفوس و تخاذّل الأيدي . و تدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم ، كيف كانوا في حال التّمحيص و البلاء . ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء ، و أجهد العباد بلاء ، و أضيق أهل الدّنيا حالا اتّخذتهم الفراعنة عبيدا ، فساموهم سوء العذاب ، و جرّعوهم المرار ،
فلم تبرح الحال بهم في ذلّ الهلكة و قهر الغلبة . لا يجدون حيلة في امتناع ، و لا سبيلا إلى دفاع . حتّى إذا رأى اللّه سبحانه جدّ الصّبر منهم على الأذى في محبّته ، و الاحتمال للمكروه من خوفه ، جعل لهم من مضايق البلاء فرجا . فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكا حكّاما . و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم ، ما لم تذهب الآمال إليه بهم .
فانظروا كيف كانوا حيث كانت الأملاء ( جمع ملأ ) مجتمعة ، و الأهواء مؤتلفة ،
و القلوب معتدلة . و الأيدي مترادفة ، و السّيوف متناصرة . و البصائر نافذة ، و العزائم واحدة . ألم يكونوا أربابا في أقطار الأرضين ، و ملوكا على رقاب العالمين . فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم ، حين وقعت الفرقة ، و تشتّتت الألفة . و اختلفت الكلمة و الأفئدة . و تشعّبوا مختلفين ، و تفرّقوا متحازبين . قد خلع اللّه عنهم لباس كرامته ، و سلبهم غضارة نعمته . و بقي قصص أخبارهم فيكم عبرا للمعتبرين .
فاعتبروا بحال ولد إسماعيل و بني إسحق و بني إسرائيل عليهم السّلام . فما أشدّ اعتدال الأحوال ، و أقرب اشتباه الأمثال .
تأمّلوا أمرهم في حال تشتّتهم و تفرّقهم ، ليالي كانت الأكاسرة و القياصرة أربابا لهم . يحتازونهم عن ريف الآفاق ، و بحر العراق ، و خضرة الدّنيا . إلى منابت الشّيح ،
[ 840 ]
و مهافي الرّيح ، و نكد المعاش . فتركوهم عالة مساكين إخوان دبر و وبر . أذلّ الأمم دارا ، و أجدبهم قرارا . لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها ، و لا إلى ظلّ ألفة يعتمدون على عزّها . فالأحوال مضطربة ، و الأيدي مختلفة ، و الكثرة متفرّقة . في بلاء أزل ( الازل هو الشدة ) ، و أطباق جهل . من بنات موؤودة ، و أصنام معبودة ، و أرحام مقطوعة ، و غارات مشنونة .
فانظروا إلى مواقع نعم اللّه عليهم حين بعث إليهم رسولا ، فعقد بملّته طاعتهم ، و جمع على دعوته ألفتهم . كيف نشرت النّعمة عليهم جناح كرامتها ، و أسالت لهم جداول نعيمها ، و التّفّت الملّة بهم في عوائد بركتها ، فأصبحوا في نعمتها غرقين ، و في خضرة عيشها فكهين . قد تربّعت الأمور بهم ، في ظلّ سلطان قاهر ، و آوتهم الحال إلى كنف عزّ غالب . و تعطّفت الأمور عليهم في ذرى ملك ثابت . فهم حكّام على العالمين ، و ملوك في أطراف الأرضين . يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم .
و يمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم . لا تغمز لهم قناة ، و لا تقرع لهم صفاة .
ألا و إنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطّاعة . و ثلمتم حصن اللّه المضروب عليكم بأحكام الجاهليّة . فإنّ اللّه سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة الّتي ينتقلون في ظلّها ، و يأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، و أجلّ من كلّ خطر . ( الخطبة 190 ، 3 ، 368 ) و اعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ، و بعد الموالاة أحزابا . ما تتعلّقون من الإسلام إلاّ باسمه ، و لا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه .
تقولون النّار و لا العار كأنّكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه انتهاكا لحريمه ، و نقضا لميثاقه الّذي وضعه اللّه لكم ، حرما في أرضه و أمنا بين خلقه .
و إنّكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر ، ثمّ لا جبرائيل و لا ميكائيل و لا مهاجرون و لا أنصار ينصرونكم ، إلاّ المقارعة بالسّيف حتّى يحكم اللّه بينكم .
و إنّ عندكم الأمثال من بأس اللّه و قوارعه ، و أيّامه و وقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا
[ 841 ]
بأخذه ، و تهاونا ببطشه ، و يأسا من بأسه . فإنّ اللّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر . فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و الحلماء لترك التّناهي . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) و اعلموا عباد اللّه أنّكم و ما أنتم فيه من هذه الدّنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ،
ممّن كان أطول منكم أعمارا ، و أعمر ديارا ، و أبعد آثارا . أصبحت أصواتهم هامدة . . .
« تراجع بقية الكلام في المبحث ( 375 ) القبر و صفة الموتى » . ( الخطبة 224 ، 428 ) . . . و لا تغرّنّكم الحياة الدّنيا كما غرّت من كان قبلكم من الأمم الماضية ، و القرون الخالية . الّذين احتلبوا درّتها ( أي لبنها ) و أصابوا غرّتها . و أفنوا عدّتها ، و أخلقوا جدّتها .
و أصبحت مساكنهم أجداثا ، و أموالهم ميراثا . لا يعرفون من أتاهم ، و لا يحفلون من بكاهم ، و لا يجيبون من دعاهم . ( الخطبة 228 ، 432 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : أحي قلبك بالموعظة ، . . . و بصّره فجائع الدّنيا ،
و حذّره صولة الدّهر ، و فحش تقلّب اللّيالي و الأيّام ، و اعرض عليه أخبار الماضين ،
و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين ، و سر في ديارهم و آثارهم . فانظر فيما فعلوا ، و عمّا انتقلوا ، و أين حلّوا و نزلوا فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الاحبّة ، و حلّوا ديار الغربة . و كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم . فأصلح مثواك ، و لا تبع آخرتك بدنياك . و دع القول فيما لا تعرف . . . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) و يتابع ( ع ) وصيته للحسن ( ع ) فيقول :
أي بنيّ ، إنّي و إن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في أعمالهم ،
و فكّرت في أخبارهم ، و سرت في آثارهم ، حتّى عدت كأحدهم . بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ، و نفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيله ، و توخّيت لك جميله ،
و صرفت عنك مجهوله . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر : ثمّ اعلم يا مالك ، أنّي قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دون قبلك ، من عدل و جور ، و أنّ النّاس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه
[ 842 ]
من أمور الولاة قبلك ، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و صدّق بما سلف من الحقّ ، و اعتبر بما مضى من الدّنيا ما بقي منها ، فإنّ بعضها يشبه بعضا ، و آخرها لاحق بأوّلها . و كلّها حائل مفارق . ( الخطبة 308 ، 556 ) و سئل ( ع ) عن الايمان فقال : الإيمان على أربع دعائم : على الصّبر و اليقين و العدل و الجهاد .
الى أن قال ( ع ) : و اليقين منها على أربع شعب : على تبصرة الفطنة ، و تأوّل الحكمة ،
و موعظة العبرة ، و سنّة الأوّلين . فمن تبصّر في الفطنة تبيّنت له الحكمة ، و من تبيّنت له الحكمة عرف العبرة ، و من عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلين . ( 30 ح ، 569 ) و من كان له من نفسه واعظ ، كان عليه من اللّه حافظ . ( 89 ح ، 580 ) لكلّ امريء عاقبة حلوة أو مرّة . ( 151 ح ، 597 ) لم يذهب من مالك ما وعظك . ( 196 ح ، 602 ) و من اعتبر أبصر ، و من أبصر فهم ، و من فهم علم . ( 208 ح ، 604 ) بينكم و بين الموعظة حجاب من الغرّة ( أي الغرور بالدنيا ) . ( 282 ح ، 623 ) ما أكثر العبر و أقلّ الاعتبار . ( 297 ح ، 626 ) و الإعتبار منذر ناصح . ( 365 ح ، 638 ) و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار ، و يقتات منها ببطن الاضطرار .
( 367 ح ، 639 )