( 79 ) الأدعية و المناجاة و الابتهال

قال الإمام علي ( ع ) :

نسأل اللّه منازل الشّهداء ، و معايشة السّعداء ، و مرافقة الأنبياء . ( الخطبة 23 ، 69 ) اللّهمّ إنّي قد مللتهم و ملّوني ، و سئمتهم و سئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم ،

و أبدلهم بي شرّا منّي . اللّهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء . ( الخطبة 25 ، 72 ) من دعاء له ( ع ) دعا به عند تأهبه للسفر : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر ( أي مشقته ) ، و كآبة المنقلب ، و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد . اللّهمّ انت الصّاحب في السّفر ، و أنت الخليفة في الأهل ، و لا يجمعهما غيرك . لأنّ المستخلف لا يكون مستصحبا ، و المستصحب لا يكون مستخلفا . ( الخطبة 46 ، 103 ) نسأل اللّه سبحانه أن يجعلنا و إيّاكم ممّن لا تبطره نعمة ، و لا تقصّر به عن طاعة ربّه غاية . و لا تحلّ به بعد الموت ندامة و لا كآبة . ( الخطبة 62 ، 118 ) من كلام له ( ع ) و قد رأى الرسول ( ص ) في منامه ، في سحرة اليوم الذي ضرب فيه ، فشكا له حاله من أمته . فقال ( ص ) : ادع عليهم . فقال عليه السلام : ابدلني اللّه بهم خيرا منهم ، و ابدلهم بي شرّا لهم منّي . ( الخطبة 68 ، 124 ) اللّهمّ داحي المدحوّات ، و داعم المسموكات و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها .

اجعل شرائف صلواتك ، و نوامي بركاتك ، على محمّد عبدك و رسولك ، الخاتم لما سبق ، و الفاتح لما انغلق . . . ( الخطبة 70 ، 125 ) من خطبة له ( ع ) علّم فيها الناس الصلاة على النبي ( ص ) و الدعاء له : اللّهمّ افسح له مفسحا في ظلّك ، و اجزه مضاعفات الخير من فضلك . اللّهمّ و اعل على بناء البانين

[ 287 ]

بناءه ، و اكرم لديك منزلته ، و أتمم له نوره . و اجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة ،

مرضيّ المقالة . ذا منطق عدل ، و خطبة فصل . اللّهمّ اجمع بيننا و بينه في برد العيش ، و قرار النّعمة ، و منى الشّهوات ، و أهواء اللّذّات ، و رخاء الدّعة ، و منتهى الطّمأنينة ، و تحف الكرامة . ( الخطبة 70 ، 127 ) اللّهمّ اغفر لي ما أنت أعلم به منّي ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة . اللّهمّ اغفر لي ما وأيت ( أي وعدت ) من نفسي ، و لم تجد له وفاء عندي . اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر لي رمزات الألحاظ ، و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) و قال ( ع ) في آخر خطبة الاشباح يدعو ربه : اللّهمّ أنت أهل الوصف الجميل و التّعداد الكثير . إن تؤمّل فخير مأمول ، و إن ترج فخير مرجوّ . اللّهمّ و قد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك ، و لا أثني به على أحد سواك ، و لا أوجّهه إلى معادن الخيبة و مواضع الرّيبة .

و عدلت بلساني عن مدائح الآدميّين ، و الثّناء على المربوبين المخلوقين . اللّهمّ و لكلّ مثن على من أثنى عليه مثوبة من جزاء ، أو عارفة من عطاء . و قد رجوتك دليلا على ذخائر الرّحمة و كنوز المغفرة . اللّهمّ و هذا مقام من أفردك بالتّوحيد الّذي هو لك ، و لم ير مستحقّا لهذه المحامد و الممادح غيرك ، و بي فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلاّ فضلك ،

و لا ينعش من خلّتها إلاّ منّك و جودك . فهب لنا في هذا المقام رضاك ، و أغننا عن مدّ الأيدي إلى سواك . إنّك على كلّ شي‏ء قدير ( الخطبة 89 ، 4 ، 177 ) نحمده على ما كان ، و نستعينه من أمرنا على ما يكون ، و نسأله المعافاة في الأديان ،

كما نسأله المعافاة في الأبدان . ( الخطبة 97 ، 191 ) و قال ( ع ) في ذكر النبي ( ص ) : اللّهمّ اقسم له مقسما من عدلك ، و اجزه مضعّفات الخير من فضلك . اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه ، و أكرم لديك نزله ، و شرّف عندك منزله ،

و آته الوسيلة ، و أعطه السّناء ( اي الرفعة ) و الفضيلة ، و احشرنا في زمرته غير خزايا ،

و لا نادمين ، و لا ناكبين ، و لا ناكثين ، و لا ضالّين ، و لا مضلّين و لا مفتونين . ( الخطبة 104 ، 204 )

[ 288 ]

و من كلام له ( ع ) في حث أصحابه على القتال : اللّهمّ فإن ردّوا الحقّ فافضض جماعتهم ، و شتّت كلمتهم ، و أبسلهم ( أي أهلكهم ) بخطاياهم .

( الخطبة 122 ، 234 ) جعلنا اللّه و إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . ( الخطبة 163 ، 298 ) و قال ( ع ) لما عزم على لقاء القوم بصفين : اللّهمّ ربّ السّقف المرفوع و الجوّ المكفوف ،

الّذي جعلته مغيضا للّيل و النّهار ، و مجرى للشّمس و القمر ، و مختلفا للنّجوم السّيّارة .

و جعلت سكّانه سبطا من ملائكتك ، لا يسأمون من عبادتك . و ربّ هذه الأرض الّتي جعلتها قرارا للأنام و مدرجا للهوامّ و الأنعام ، و ما لا يحصى ممّا يرى و ما لا يرى .

و ربّ الجبال الرّواسي الّتي جعلتها للأرض أوتادا ، و للخلق اعتمادا . إن أظهرتنا على عدوّنا ، فجنّبنا البغي و سدّدنا للحقّ ، و إن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة ، و اعصمنا من الفتنة . ( الخطبة 169 ، 305 ) اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، و اجعلني أفضل ممّا يظنّون ، و اغفر لي ما لا يعلمون .

( الخطبة 191 ، 378 ) و من كلام له ( ع ) عن أصحاب صفين : اللّهمّ احقن دماءنا و دماءهم ، و أصلح ذات بيننا و بينهم ، و اهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف الحقّ من جهله ، و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به . ( الخطبة 204 ، 398 ) و من دعاء له ( ع ) كان يدعو به كثيرا : الحمد للّه الّذي لم يصبح بي ميّتا و لا سقيما ،

و لا مضروبا على عروقي بسوء ، و لا مأخوذا بأسوإ عملي ، و لا مقطوعا دابري .

و لا مرتدّا عن ديني ، و لا منكرا لربّي . و لا مستوحشا من إيماني ،

و لا ملتبسا عقلي . و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي . أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي . لك الحجّة عليّ و لا حجّة لي . و لا أستطيع أن آخذ إلاّ ما أعطيتني ،

و لا أتّقي إلاّ ما وقيتني .

اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك ، أو أضلّ في هداك ، أو أضام في سلطانك ، أو اضطهد و الأمر لك .

[ 289 ]

اللّهمّ اجعل نفسي أوّل كريمة تنتزعها من كرائمي . و أوّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي .

اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك ، أو أن نفتتن عن دينك . أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الّذي جاء من عندك . ( الخطبة 213 ، 408 ) اللّهمّ صن وجهي باليسار ( أي بالغنى ) ، و لا تبذل جاهي بالإقتار ، فأسترزق طالبي رزقك ، و أستعطف شرار خلقك . و أبتلى بحمد من أعطاني ، و أفتتن بذمّ من منعني . و أنت من وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء و المنع [ إنّك على كلّ شي‏ء قدير ] .

( الخطبة 223 ، 427 ) اللّهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكلّين عليك .

تشاهدهم في سرائرهم ، و تطّلع عليهم في ضمائرهم ، و تعلم مبلغ بصائرهم .

فأسرارهم لك مكشوفة ، و قلوبهم إليك ملهوفة . إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك .

و إن صبّت عليهم المصائب لجاؤا إلى الاستجارة بك ، علما بأنّ أزمّة الأمور بيدك ، و مصادرها عن قضائك .

اللّهمّ إن فههت ( أي عييت عن الكلام ) عن مسألتي ، أو عميت عن طلبتي ،

فدلّني على مصالحي ، و خذ بقلبي إلى مراشدي ، فليس ذلك بنكر من هداياتك ،

و لا ببدع من كفاياتك .

اللّهمّ احملني على عفوك ، و لا تحملني على عدلك . ( الخطبة 225 ، 429 ) و كان ( ع ) يقول اذا لقي العدو محاربا : اللّهمّ إليك أفضت القلوب ، و مدّت الأعناق ،

و شخصت الأبصار ، و نقلت الأقدام ، و انضيت الأبدان . اللّهمّ قد صرّح مكنون الشّنآن ، و جاشت مراجل الأضغان اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، و كثرة عدوّنا و تشتّت أهوائنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ( الخطبة 254 ، 454 ) أسأل اللّه تعالى أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا . ( الخطبة 274 ، 493 ) و يختم الامام ( ع ) عهده لمالك الاشتر بقوله : و أنا أسأل اللّه بسعة رحمته ، و عظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة ، أن يوفّقني و إيّاك لما فيه رضاه ، من الإقامة على العذر

[ 290 ]

الواضح إليه و إلى خلقه ، مع حسن الثّناء في العباد ، و جميل الأثر في البلاد ، و تمام النّعمة ، و تضعيف الكرامة ، و أن يختم لي و لك بالسّعادة و الشّهادة ، إنّا إليه راجعون .

و السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الطّيّبين الطّاهرين ، و سلّم تسليما كثيرا ، و السّلام . ( الخطبة 292 ، 5 ، 540 ) و قال ( ع ) و قد مدحه قوم في وجهه : اللّهمّ إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي منهم . اللّهمّ اجعلنا خيرا ممّا يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون . ( 100 ح ، 582 ) اللّهمّ إنّي أعوذ بك من ان تحسّن في لامعة العيون علانيتي ، و تقبّح فيما أبطن لك سريرتي ، محافظا على رئاء النّاس من نفسي ، بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي ،

فأبدي للنّاس حسن ظاهري ، و أفضي إليك بسوء عملي ، تقرّبا إلى عبادك و تباعدا من مرضاتك . ( 276 ح ، 622 ) الدّاعي بلا عمل ، كالرّامي بلا وتر . ( 337 ح ، 633 )