مدخل :

قرر القرآن الكريم انّ الدين الاسلامي هو دين ايمان و عمل . قال تعالى وَ العَصْرِ إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ . فان أظهر المرء الايمان بلسانه دون أن يؤمن بقلبه ، سمي مسلما . قال تعالى : قَالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا ، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ، وَ لَمَّا يَدْخُلِ الإيْمانُ فِي قُلُوبِكُمْ . و ان آمن بالقلب سمّي ( مؤمنا ) . فان دفعه ايمانه الى العمل به سمي ( مؤمنا طائعا ) ، و إن لم يعمل بما يقتضيه ذلك الايمان سمّي مؤمنا عاصيا أو ( فاسقا ) . أما الكافر فهو من جحد الاسلام أو أنكر ضرورة من ضرورات الاسلام كالصلاة و الزكاة . و قد اختلف في أمر المسلم الذي لا يعمل بالاسلام هل هو مؤمن أم كافر ؟ فقال الامام الصادق ( ع ) انّه في منزلة بين المنزلتين ، فهو ليس بمؤمن و لا بكافر ، و انّما هو في منزلة بينهما هي منزلة ( الفسوق ) .

أما العدالة فهي الملكة التي تمنع الانسان عن ارتكاب الكبائر و تدفعه للقيام بالواجبات ،

و هي درجة ( التقوى ) . فان تجنب اضافة لذلك مواضع التهمة و الشبهات بلغ درجة ( الورع ) و هي أعلى مراتب التقى و الايمان . أما المنافق فهو الذي يظهر الاسلام و يبطن الكفر . و هو أخطر من الكافر ، لأنّه يندسّ في صفوف المؤمنين دون أن يعرفوا حقيقته ، فيعرف نقاط ضعفهم فيفتك بهم .