يراجع المبحث ( 119 ) أهل البيت ( ع ) .
تراجع المباحث السابقة من هذا الفصل عن إيمان الامام علي ( ع ) و عصمته و هدايته
[ 390 ]
و محبته و قضائه و علمه و زهده و عدالته و تواضعه و جهاده و شجاعته .
قال الامام علي ( ع ) :
في الخطبة الشقشقية : و إنّه ( أي الخليفة الاول ) ليعلم أنّ محلّي منها ( أي الخلافة ) محلّ القطب من الرّحى ، ينحدر عنّي السّيل و لا يرقى إليّ الطّير ( كناية عن العلو و السمو و الرفعة ) . ( الخطبة 3 ، 39 ) فيا للّه و للشّورى ، متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ( أي ابي بكر ) حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر . ( الخطبة 3 ، 41 ) و قال ( ع ) حين بلغه خبر الناكثين ببيعته : و اللّه ما أنكروا عليّ منكرا ، و لا جعلوا بيني و بينهم نصفا ( أي الانصاف و العدل ) . ( الخطبة 22 ، 67 ) أمّا بعد ، فإنّ معصية النّاصح الشّفيق العالم المجرّب ( يشير الامام ( ع ) الى نفسه ) تورث الحسرة . . ( الخطبة 35 ، 93 ) و قال ( ع ) يذكر بعض فضائله بعد وقعة النهروان : فقمت بالأمر حين فشلوا ( أي قام بالامر بالمعروف في خلافة عثمان ) و تطلّعت حين تقبّعوا ( أي ظهر حين اختبأ القوم خوفا ) ، و نطقت حين تعتعوا ، و مضيت بنور اللّه حين وقفوا . و كنت أخفضهم صوتا ( كناية عن رباطة الجأش في الشدائد ) ، و أعلاهم فوتا ( أي سبقا ) . فطرت بعنانها ،
و استبددت برهانها . كالجبل لا تحرّكه القواصف ، و لا تزيله العواصف . لم يكن لأحد فيّ مهمز ( أي عيب ) ، و لا لقائل فيّ مغمز . الذّليل عندي عزيز حتّى آخذ الحقّ له ، و القويّ عندي ضعيف حتّى آخذ الحقّ منه . رضينا عن اللّه قضاءه ، و سلّمنا للّه أمره ( هذا الكلام قاله الامام عند ما تفرس في قوم من عسكره أنهم يتهمونه فيما يخبرهم به من أنباء الغيب ) . أتراني أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟ و اللّه لأنا أوّل من صدّقه ، فلا أكون أوّل من كذب عليه . فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي ، و إذا الميثاق في عنقي لغيري « يصف في هذا الكلام حال نفسه ( ع ) بعد وفاة النبي ( ص ) . يبيّن فيه أنه مأمور بالرفق في طلب حقه في
[ 391 ]
الخلافة ، فبايع الخلفاء الذين قبله مكرها ، امتثالا لما أمره به النبي من الرفق ، و ايفاء بما أخذ عليه النبي من الميثاق في ذلك » . ( الخطبة 37 ، 95 ) و قال ( ع ) بعد ذكره معاوية و أمره بسب علي ( ع ) : فأمّا السّبّ فسبّوني ، فإنّه لي زكاة و لكم نجاة . و أمّا البراءة فلا تتبرّاؤا منّي . فإنّي ولدت على الفطرة ، و سبقت إلى الإيمان و الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) أنا حجيج المارقين ، و خصيم النّاكثين المرتابين . ( الخطبة 73 ، 130 ) من كلام له ( ع ) حين منعه سعيد بن العاص حقه : إنّ بني أميّة ليفوّقونني ( اي يعطونني من المال قليلا ) تراث محمّد صلّى اللّه عليه و آله تفويقا . و اللّه لئن بقيت لهم لأنفضنّهم نفض اللّحّام الوذام التّربة ( الوذام : جمع وذمة و هي القطعة من الكرش أو الكبد تقع على التراب فتنفض ) . ( الخطبة 75 ، 131 ) و من كلام له ( ع ) في الرد على عمرو بن العاص : عجبا لابن النّابغة يزعم لأهل الشّام أنّ فيّ دعابة ، و أنّي امرؤ تلعابة ، أعافس و أمارس . لقد قال باطلا و نطق آثما . . . أما و اللّه إنّي ليمنعني من اللّعب ذكر الموت ، و إنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة . ( الخطبة 82 ، 149 ) و اللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ و ها أنذا مسمعكموه . ( الخطبة 87 ، 158 ) فاللّه اللّه أن تشكوا إلى من لا يشكي شجوكم ( أي يقضي حاجاتكم الفاسدة ) ،
و لا ينقض برأيه ما قد أبرم لكم ( أي أن الامام لا يبرم الاحكام برأيه و انما بمقتضى الشرع ، لذلك فهو لا ينقض هذه الاحكام ، لمجرد تنفيذ مآربكم ) . ( الخطبة 103 ، 201 ) فلقد فلق لكم الأمر فلق الخرزة و قرفه ( أي قشره ) قرف الصّمغة ( لان الصمغة اذا قشرت لا يبقى لها أثر ) . ( الخطبة 106 ، 207 ) لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ ، و صلة رحم ، و عائدة كرم . ( الخطبة 137 ، 251 ) و اللّه لا أكون كمستمع اللّدم ( الضرب على الصدر و الوجه عند النياحة ) ، يسمع النّاعي و يحضر الباكي ، ثمّ لا يعتبر ( الخطبة 146 ، 260 ) و لقد أحسنت جواركم ، و أحطت بجهدي من ورائكم . و أعتقتكم من ربق الذّلّ ،
[ 392 ]
و حلق الضّيم ، شكرا منّي للبرّ القليل ، و إطراقا عمّا أدركه البصر ، و شهده البدن ، من المنكر الكثير . ( الخطبة 157 ، 280 ) . . . و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، و كلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل و منار النّهار . متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللّه و سنن رسوله . لا يستكبرون و لا يعلون ، و لا يغلّون و لا يفسدون . قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) من كتاب له ( ع ) الى معاوية جوابا : و أمّا قولك : إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن .
و لكن ليس أميّة كهاشم ، و لا حرب كعبد المطّلب ، و لا أبو سفيان كأبي طالب .
و لا المهاجر كالطّليق ( الطليق هو الاسير الذي اطلق بالفدية . و قد كان معاوية و أبو سفيان من الطلقاء يوم فتح مكة ) . . . و في أيدينا بعد فضل النّبوّة ، الّتي أذللنا بها العزيز ، و نعشنا بها الذّليل . ( الخطبة 256 ، 455 ) من كتاب له ( ع ) الى ابي موسى الاشعري في أمر التحكيم : و ليس رجل فاعلم أحرص على أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ألفتها منّي . أبتغي بذلك حسن الثّواب و كرم المآب . و سأفي بالّذي وأيت على نفسي ( أي وعدت ) . ( الخطبة 317 ، 564 ) و قيل له ( ع ) : كيف نجدك يا أمير المؤمنين ؟ فقال ( ع ) : كيف يكون حال من يفنى ببقائه ، و يسقم بصحّته ، و يؤتى من مأمنه . ( 115 ح ، 586 ) و كان ( ع ) يقول : متى أشفي غيظي إذا غضبت ؟ أحين أعجز عن الإنتقام فيقال لي لو صبرت ؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي لو عفوت ؟ ( 194 ح ، 602 ) ما أهمّني ذنب أمهلت بعده ، حتّى أصلّي ركعتين ، و أسأل اللّه العافية .
( 299 ح ، 626 ) أنا يعسوب المؤمنين ، و المال يعسوب الفجّار . ( 316 ح ، 629 )
[ 393 ]