( 360 ) التقوى و الورع الفسوق و الفساد و الفجور

قال الامام علي ( ع ) :

ذمّتي بما أقول رهينة ، و أنا به زعيم إنّ من صرّحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات ، حجزته التّقوى عن تقحّم الشّبهات . . . ألا و إنّ الخطايا خيل شمس ،

حمل عليها أهلها و خلعت لجمها ، فتقحّمت بهم في النّار . ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل ، حمل عليها أهلها و أعطوا أزمّتها ، فاوردتهم الجنّة . ( الخطبة 16 ، 55 ) لا يهلك على التّقوى سنخ أصل ، و لا يظمأ عليها زرع قوم . فاستتروا في بيوتكم ،

و أصلحوا ذات بينكم ، و التّوبة من ورائكم . و لا يحمد حامد إلاّ ربّه ، و لا يلم لائم إلاّ نفسه . ( الخطبة 16 ، 58 ) فاتّقوا اللّه عباد اللّه ، و فرّوا إلى اللّه من اللّه ، و امضوا في الّذي نهجه لكم ، و قوموا بما عصبه بكم . فعليّ ضامن لفلجكم آجلا ، إن لم تمنحوه عاجلا . ( الخطبة 24 ، 70 ) أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه . و هو لباس التّقوى ، و درع اللّه الحصينة . ( الخطبة 27 ، 75 ) أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ ، و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ . ( الخطبة 40 ، 99 ) فاتقى عبد ربّه ، نصح نفسه ، و قدّم توبته ، و غلب شهوته . ( الخطبة 62 ، 188 ) رحم اللّه امرأ . . . جعل الصّبر مطيّة نجاته ، و التّقوى عدّة وفاته . ( الخطبة 74 ، 130 ) الزّهادة قصر الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . ( الخطبة 79 ، 134 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي ضرب الأمثال ، و وقّت لكم الآجال ، و ألبسكم الرّياش ، و أرفغ لكم المعاش ، و أحاط بكم الإحصاء ، و أرصد لكم الجزاء ، و آثركم بالنّعم السّوابغ ، و الرّفد الرّوافغ ( أي الواسعة ) ، و أنذركم بالحجج البوالغ . فأحصاكم عددا ، و وظّف لكم مددا ، في قرار خبرة ، و دار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، و محاسبون عليها . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 )

[ 853 ]

أوصيكم بتقوى اللّه الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما نهج ، و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيا ( أي الشيطان ) ، و نفث في الآذان نجيّا . فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ،

و زيّن سيّئات الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم . ( الخطبة 81 ، 2 ، 145 ) فإن أتاكم اللّه بعافية فاقبلوا ، و إن ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين . ( الخطبة 96 ، 191 ) و ارغبوا فيما وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة 108 ، 213 ) و قال ( ع ) عن الدنيا : لا خير في شي‏ء من أزوادها إلاّ التّقوى . ( الخطبة 109 ، 215 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه ، الّتي هي الزّاد و بها المعاذ : زاد مبلغ ، و معاذ منجح .

دعا إليها أسمع داع ، و وعاها خير واع . فأسمع داعيها ، و فاز واعيها .

عباد اللّه ، إنّ تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه ، و ألزمت قلوبهم مخافته ، حتّى أسهرت لياليهم ، و أظمأت هواجرهم . فأخذوا الرّاحة بالنّصب ، و الرّيّ بالظّمإ .

و استقربوا الأجل ، فبادروا العمل ، و كذّبوا الأمل ، فلاحظوا الأجل ( الخطبة 112 ، 220 ) فاتّقوا اللّه حقّ تقاته ، و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون . ( الخطبة 112 ، 222 ) و لو أنّ السّموات و الأرضين كانتا على عبد رتقا ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما مخرجا . ( الخطبة 128 ، 241 ) فمن أشعر التّقوى قلبه ، برّز مهله ( أي فاق غيره بتقدمه الى الخير ) و فاز عمله . ( الخطبة 130 ، 244 ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، و الأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى ؟ أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على طاعة اللّه ؟ ( الخطبة 142 ، 256 ) اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز . و الفجور دار حصن ذليل . لا يمنع أهله ،

و لا يحرز ( أي يحفظ ) من لجأ إليه . ألا و بالتّقوى تقطع حمة الخطايا ( الحمة هي ابرة الزنبور و العقرب ) و باليقين تدرك الغاية القصوى . ( الخطبة 155 ، 277 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و طاعته ، فإنّها النّجاة غدا ، و المنجاة أبدا . ( الخطبة 159 ، 286 )

[ 854 ]

اتّقوا اللّه في عباده و بلاده ، فإنّكم مسؤولون حتّى عن البقاع و البهائم . ( 165 ، 302 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به ، و خير عواقب الأمور عند اللّه . ( الخطبة 171 ، 308 ) و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . ( الخطبة 174 ، 315 ) و أوصاكم بالتّقوى و جعلها منتهى رضاه و حاجته من خلقه . فاتّقوا اللّه الّذي أنتم بعينه ،

و نواصيكم بيده ، و تقلّبكم في قبضته . إن أسررتم علمه ، و إن أعلنتم كتبه . قد وكّل بذلك حفظة كراما لا يسقطون حقا و لا يثبتون باطلا . و اعلموا أنّه من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن ، و نورا من الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده ، في دار اصطنعها لنفسه . . . ( الخطبة 181 ، 331 ) و اعتصموا بتقوى اللّه ، فإنّ لها حبلا وثيقا عروته ، و معقلا منيعا ذروته . ( الخطبة 188 ، 350 ) عباد اللّه أوصيكم بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم ، و الموجبة على اللّه حقّكم . و أن تستعينوا عليها باللّه ، و تستعينوا بها على اللّه . فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة ،

و في غد الطّريق إلى الجنّة . مسلكها واضح ، و سالكها رابح . و مستودعها حافظ .

لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين منكم و الغابرين ، لحاجتهم إليها غدا . إذا أعاد اللّه ما أبدى ، و أخذ ما أعطى ، و سأل عمّا أسدى . فما أقلّ من قبلها و حملها حقّ حملها . أولئك الأقلّون عددا . و هم أهل صفة اللّه سبحانه إذ يقول وَ قَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . فأهطعوا بأسماعكم إليها . و كظّوا بجدّكم عليها . و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، و من كلّ مخالف موافقا . أيقظوا بها نومكم ، و اقطعوا بها يومكم . و أشعروها قلوبكم ، و ارحضوا بها ذنوبكم . و داووا بها الأسقام ، و بادروا بها الحمام . و اعتبروا بمن أضاعها ، و لا يعتبرنّ بكم من أطاعها . ألا فصونوها و تصوّنوا بها ، و كونوا عن الدّنيا نزّاها ، و إلى الآخرة ولاّها . و لا تضعوا من رفعته التّقوى ، و لا ترفعوا من رفعته الدّنيا . . . ( الخطبة 189 ، 354 ) فاتّقوا اللّه و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، و لا لفضله عندكم حسّادا . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 )

[ 855 ]

أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه ، فإنّها الزّمام و القوام . فتمسّكوا بوثائقها و اعتصموا بحقائقها . تؤل بكم إلى أكنان الدّعة و أوطان السّعة . و معاقل الحرز و منازل العزّ . في يوم تشخص فيه الأبصار . . . ( الخطبة 193 ، 384 ) أمّا بعد فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه الّذي ابتدأ خلقكم ، و إليه يكون معادكم . و به نجاح طلبتكم ، و إليه منتهى رغبتكم . و نحوه قصد سبيلكم ، و إليه مرامي مفزعكم . فإنّ تقوى اللّه دواء داء قلوبكم ، و بصر عمى أفئدتكم . و شفاء مرض أجسادكم ، و صلاح فساد صدوركم . و طهور دنس أنفسكم ، و جلاء عشا أبصاركم . و أمن فزع جأشكم ، و ضياء سواد ظلمتكم . فاجعلوا طاعة اللّه شعارا دون دثاركم ، و دخيلا دون شعاركم ،

و لطيفا بين أضلاعكم ، و أميرا فوق أموركم ، و منهلا لحين ورودكم ، و شفيعا لدرك طلبتكم ، و جنّة ليوم فزعكم ، و مصابيح لبطون قبوركم ، و سكنا لطول وحشتكم ، و نفسا لكرب مواطنكم . فإنّ طاعة اللّه حرز من متالف مكتنفة ، و مخاوف متوقّعة ، و أوار نيران موقدة . فمن أخذ بالتّقوى عزبت ( أي بعدت ) عنه الشّدائد بعد دنوّها ، و احلولت له الأمور بعد مرارتها ، و انفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها ، و أسهلت له الصّعاب بعد إنصابها ، و هطلت عليه الكرامة بعد قحوطها و تحدّبت عليه الرّحمة بعد نفورها ،

و تفجّرت عليه النّعم بعد نضوبها ، و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها ( أي أمطرت عليه البركة بعد ان كانت تنزل رذاذا ) .

فاتّقوا اللّه الّذي نفعكم بموعظته ، و وعظكم برسالته ، و امتنّ عليكم بنعمته . فعبّدوا أنفسكم لعبادته ، و اخرجوا إليه من حقّ طاعته . ( الخطبة 196 ، 387 ) فإنّ تقوى اللّه مفتاح سداد ، و ذخيرة معاد . و عتق من كلّ ملكة ( أي عتق من رق الشهوات ) ، و نجاة من كلّ هلكة . بها ينجح الطّالب ، و ينجو الهارب ، و تنال الرّغائب . ( الخطبة 228 ، 431 ) أمره بتقوى اللّه في سرائر أمره و خفيّات عمله . حيث لا شهيد غيره ، و لا وكيل دونه . و أمره ألاّ يعمل بشي‏ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ، و من لم يختلف سرّه و علانيته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة و أخلص العبادة . ( الخطبة 265 ، 463 )

[ 856 ]

و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : فإنّي أوصيك بتقوى اللّه أي بنيّ و لزوم أمره ،

و عمارة قلبك بذكره ، و الاعتصام بحبله . و أيّ سبب أوثق من سبب بينك و بين اللّه إن أنت أخذت به . ( الخطبة 270 ، 1 ، 474 ) و اعلم يا بنيّ أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إليّ من وصيّتي تقوى اللّه ، و الاقتصار على ما فرضه اللّه عليك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك ، و جاذب الشّيطان قيادك ، فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ،

و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . ( الخطبة 271 ، 491 ) فاتّق اللّه و اردد إلى هؤلاء القوم أموالهم . ( الخطبة 280 ، 499 ) و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر لما ولاه على مصر و أعمالها : أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه : من فرائضه و سننه ، الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها ، و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه . فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر من نصره ، و إعزاز من أعزّه .

و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها ( أي يكفّها ) عند الجمحات . فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء ، إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و الورع جنّة ( 3 ح ، 565 ) لا يقلّ عمل مع التّقوى ، و كيف يقلّ ما يتقبّل ؟ ( 95 ح ، 581 ) و لا كرم كالتّقوى . . . و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) عظم الخالق عندك يصغّر المخلوق في عينك . ( 129 ح ، 589 ) و خاطب الامام ( ع ) الموتى و قد مر بقبور الكوفة ، ثم التفت الى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزّاد التّقوى . ( 130 ح ، 589 ) أيّها النّاس ، اتّقوا اللّه الّذي إن قلتم سمع ، و إن أضمرتم علم . . . ( 203 ح ، 603 ) اتّقوا اللّه تقيّة من شمّر تجريدا و جدّ تشميرا ، و كمّش في مهل ، و بادر عن وحل ، و نظر في كرّة الموئل و عاقبة المصدر و مغبّة المرجع . ( 210 ح ، 604 ) اتّق اللّه بعض التّقى و إن قلّ ، و اجعل بينك و بين اللّه سترا و إن رقّ . ( 242 ح ، 610 )

[ 857 ]

من بالغ في الخصومة أثم ، و من قصّر فيها ظلم ، و لا يستطيع أن يتّقي اللّه من خاصم . ( 298 ح ، 626 ) معاشر النّاس ، اتّقوا اللّه فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف يتركه ، و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه : أصابه حراما ، و احتمل به آثاما . فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا . قد خسر الدّنيا و الآخرة ، ذلك هو الخسران المبين .

( 344 ح ، 635 ) و من كثر كلامه كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) أيّها النّاس ، اتّقوا اللّه ، فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ، و لا ترك سدى فيلغو . ( 370 ح ، 640 ) لا شرف أعلى من الإسلام ، و لا عزّ أعزّ من التّقوى ، و لا معقل أحسن من الورع .

( 371 ح ، 641 ) ألا و إنّ من البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب . ألا و إنّ من النّعم سعة المال . و أفضل من سعة المال صحّة البدن ، و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ، 645 ) التّقى رئيس الأخلاق . ( 410 ح ، 649 ) الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658 )