مدخل :

العدل في نظر الامام ( ع ) هو الاصل الذي يستطيع أن يحقق توازن المجتمع ، و يرضي جميع أفراده و يهب لهم السلام و الامن و الطمأنينة و الرضى . أما الظلم و التمييز الطبقي فهو لا يرضي حتى نفس الظالم ، فكيف بالمظلومين و المحرومين .

لذلك لم يهادن الامام ( ع ) أحدا في الحق ، و لم تأخذه في إقامة العدل لومة لائم . و من ذلك أنه ردّ كل شي‏ء أقطعه عثمان لأقربائه من أموال المسلمين . و لما قيل له : أقم العدل من الآن فصاعدا و لا تنظر الى ما مضى ، قال ( ع ) : « الحق قديم لا يبطله شي‏ء » .

و يذكر الامام ( ع ) في مقارنته بين العدل و الظلم ، أن في العدل سعة ، و أن في الجور ضيقا .

فالمؤمن يقنع بالعدل و لا يتجاوز حدوده ، فيعيش في استقرار و سعادة . أما الفاسق الذي يتجاوز حدود العدل ، فليس أمامه حدود تحده ، فكلما بلغ مبلغا من شهواته ، تعطّش الى شهوات أخرى ، فيعيش دائما في ضيق و قلق ، و لا يبلغ حد الاستقرار و السعادة .

[ 592 ]