( 156 ) وصف زمانه و طغيان أهل زمانه

يراجع المبحث ( 130 ) إخبار الامام ( ع ) بالمغيبات ، ففيه وصف للزمان المقبل على اصحابه .

قال الامام علي ( ع ) :

أيّها النّاس ، إنّا قد أصبحنا في دهر عنود ، و زمن كنود . يعدّ فيه المحسن مسيئا ، و يزداد الظّالم فيه عتوّا . لا تنتفع بما علمنا ، و لا نسأل عمّا جهلنا ، و لا نتخوّف قارعة حتّى تحلّ بنا . ( الخطبة 32 ، 85 ) و قال ( ع ) : في سحرة اليوم الذي ضرب فيه : ملكتني عيني و أنا جالس ، فسنح لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقلت : يا رسول اللّه ، ماذا لقيت من أمّتك من الأود و اللّدد ( أي الاعوجاج و الخصام ) ؟ . فقال ( ص ) : ادع عليهم . فقلت : أبدلني اللّه بهم خيرا منهم ، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي . ( الخطبة 68 ، 124 ) و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلاّ إدبارا ، و لا الشّرّ فيه إلاّ إقبالا ،

و لا الشّيطان في هلاك النّاس إلاّ طمعا . فهذا أوان قويت عدّته ( الضمير راجع للشيطان ) ، و عمّت مكيدته ، و أمكنت فريسته . إضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا ، أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا ، أو متمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا . . ظهر الفساد فلا منكر مغيّر ، و لا زاجر مزدجر . ( الخطبة 127 ، 240 )

[ 457 ]

و اعلموا رحمكم اللّه أنّكم في زمان القائل فيه بالحقّ قليل ، و اللّسان عن الصّدق كليل ، و اللاّزم للحقّ ذليل . أهله معتكفون على العصيان ، مصطلحون على الإدهان .

فتاهم عارم ( أي شابهم شرس ) ، و شائبهم آثم . و عالمهم منافق ، و قارنهم مماذق ( أي من يمزج وده بالغش ) . لا يعظّم صغيرهم كبيرهم ، و لا يعول غنيّهم فقيرهم . ( الخطبة 231 ، 434 )