يراجع المبحث ( 41 ) الثواب و العقاب .
يراجع المبحث ( 42 ) لولا الابتلاء لما وجب الثواب و العقاب .
يراجع المبحث ( 69 ) الحساب و الجزاء .
يراجع المبحث ( 295 ) الغنى و الفقر اختبار و امتحان .
قال الامام علي ( ع ) عن إبليس :
فأعطاه اللّه النّظرة ، استحقاقا للسّخطة ، و استتماما للبليّة ، و إنجازا للعدة . ( الخطبة 1 ، 30 )
[ 160 ]
في قرار خبرة ، و دار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، و محاسبون عليها . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها ، و قسّمها على الضّيق و السّعة ، فعدل فيها ، ليبتلي من أراد بميسورها و معسورها ، و ليختبر بذلك الشّكر و الصّبر من غنيّها و فقيرها . ( الخطبة 89 ، 4 175 ) أيّها النّاس ، إنّ اللّه قد أعاذكم من أن يجور عليكم ، و لم يعذكم من أن يبتليكم ، و قد قال جلّ من قائل : إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ ، وَ إِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ . ( الخطبة 101 ، 198 ) و قال ( ع ) عن فتنة بني أمية : راية ضلال . . . . تعرككم عرك الأديم ، و تدوسكم دوس الحصيد ، و تستخلص المؤمن بينكم استخلاص الطّير الحبّة البطينة من بين هزيل الحبّ . ( الخطبة 106 ، 206 ) دار هانت على ربّها ، فخلط حلالها بحرامها ، و خيرها بشرّها . ( الخطبة 111 ، 218 ) و من خطبة له ( ع ) في سبب مبعث الرسل : ألا و إنّ اللّه تعالى قد كشف الخلق كشفة ،
لا أنّه جهل ما أخفوه من مصون اسرارهم و مكنون ضمائرهم ، و لكن ليبلوهم أيّهم أحسن عملا ، فيكون الثّواب جزاء ، و العقاب بواء ( أي يبوء به صاحبه ) . ( الخطبة 142 ، 252 ) فقد قال اللّه سبحانه إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ و قال تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ، وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ فلم يستنصركم من ذلّ ،
و لم يستقرضكم من قلّ . استنصركم و لَهُ جُنُودُ السَّمواتِ وَ الأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
و استقرضكم و لَهُ خَزائِنُ السَّمواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْغَنِيُّّّ الْحَمِيدُ . و إنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ أيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً . ( الخطبة 181 ، 332 ) و لكنّ اللّه سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله ، تمييزا بالإختبار لهم ، و نفيا للإستكبار عنهم ، و إبعادا للخيلاء منهم . ( الخطبة 190 ، 1 ، 357 ) قد اختبرهم اللّه بالمخمصة ، و ابتلاهم بالمجهدة ، و امتحنهم بالمخاوف ، و مخضهم بالمكاره . فلا تعتبروا الرّضا و السّخط بالمال و الولد ، جهلا بمواقع الفتنة ، و الإختبار في موضع الغنى و الإقتدار . فقد قال سبحانه و تعالى أَيْحسَبُونَ اَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ
[ 161 ]
وَ بَنِينَ ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ . فإنّ اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم ، بأوليائه المستضعفين في أعينهم . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) . . . و لو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذّهبان ، و معادن العقيان ، و مغارس الجنان . و أن يحشر معهم طيور السّماء و وحوش الأرضين ، لفعل .
و لو فعل لسقط البلاء ، و بطل الجزاء ، و اضمحلّت الأنباء . و لما وجب للقابلين أجور المبتلين ، و لا استحقّ المؤمنون ثواب المحسنين ، و لا لزمت الأسماء معانيها . و لكنّ اللّه سبحانه جعل رسله أولي قوّة في عزائمهم ، و ضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم ،
مع قناعة تملأ القلوب و العيون غنى ، و خصاصة تملأ الأبصار و الأسماع أذى .
و لو كانت الأنبياء أهل قوّة لا ترام و عزّة لا تضام ، و ملك تمدّ نحوه أعناق الرّجال ،
و تشدّ إليه عقد الرّحال ، لكان ذلك أهون على الخلق في الإعتبار ، و أبعد لهم في الإستكبار ، و لآمنوا عن رهبة قاهرة لهم ، أو رغبة مائلة بهم . فكانت النّيّات مشتركة و الحسنات مقتسمة . و لكنّ اللّه سبحانه أراد أن يكون الاتّباع لرسله و التّصديق بكتبه ،
و الخشوع لوجهه و الإستكانة لأمره و الإستسلام لطاعته ، أمورا له خاصّة لا تشوبها من غيرها شائبة . و كلّما كانت البلوى و الإختبار أعظم ، كانت المثوبة و الجزاء أجزل .
( الخطبة 190 ، 2 ، 363 ) ألا ترون أنّ اللّه سبحانه ، اختبر الأوّلين من لدن آدم صلوات اللّه عليه إلى الآخرين من هذا العالم ، بأحجار لا تضرّ و لا تنفع ، و لا تبصر و لا تسمع ( يعني الكعبة المشرفة ) . . . فجعلها بيته الحرام الّذي جعله للنّاس قياما . ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا . . . ثمّ أمر آدم عليه السّلام و ولده أنّ يثنوا أعطافهم نحوه . . ابتلاء عظيما و امتحانا شديدا ، و اختبارا مبينا و تمحيصا بليغا ، جعله اللّه سببا لرحمته ، و وصلة إلى جنّته . و لو أراد سبحانه أن يضع بيته الحرام و مشاعره العظام ، بين جنّات و أنهار و سهل و قرار ، جمّ الأشجار داني الثّمار ملتفّ البنى متّصل القرى ، بين برّة سمراء و روضة خضراء ، و أرياف محدقة و عراص مغدقة ، و رياض ناضرة و طرق عامرة ، لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء . و لو كان الأساس المحمول عليها ، و الأحجار
[ 162 ]
المرفوع بها ، بين زمرّدة خضراء ، و ياقوتة حمراء ، و نور و ضياء ، لخفّف ذلك مصارعة الشّكّ في الصّدور ، و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، و لنفى معتلج الرّيب من النّاس . و لكنّ اللّه يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم ، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم ، و ليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، و أسبابا ذللا لعفوه . ( الخطبة 190 ، 2 ، 364 ) و تدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم ، كيف كانوا في حال التّمحيص و البلاء . ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء ، و أجهد العباد بلاء ، و أضيق أهل الدّنيا حالا . . . حتّى إذا رأى اللّه سبحانه جدّ الصّبر منهم على الأذى في محبّته ،
و الإحتمال للمكروه من خوفه ، جعل لهم من مضايق البلاء فرجا ، فأبدلهم العزّ مكان الذّلّ ، و الأمن مكان الخوف ، فصاروا ملوكا حكّاما ، و أئمّة أعلاما . و قد بلغت الكرامة من اللّه لهم ما لم تذهب الآمال إليه بهم . ( الخطبة 190 ، 3 ، 369 ) فتفهّم يا بنيّ وصيّتي . و اعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة ، و أنّ الخالق هو المميت ، و أنّ المفني هو المعيد ، و أنّ المبتلي هو المعافي . و أنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه عليه من النّعماء و الإبتلاء ، و الجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا تعلم . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) و من كتاب له ( ع ) الى معاوية : أمّا بعد ، فإنّ اللّه سبحانه قد جعل الدّنيا لما بعدها ،
و ابتلى فيها أهلها ، ليعلم أيّهم أحسن عملا . و لسنا للدّنيا خلقنا ، و لا بالسّعي فيها أمرنا . و إنّما وضعنا فيها لنبتلى بها . ( الخطبة 294 ، 541 ) و من كتاب له ( ع ) الى الأسود بن قطيبة : و اعلم أنّ الدّنيا دار بليّة ، لم يفرغ صاحبها فيها قطّ ساعة إلاّ كانت فرغته عليه حسرة يوم القيامة . ( الخطبة 298 ، 545 ) و قال ( ع ) : لا يقولنّ أحدكم « اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » لأنّه ليس أحد إلاّ و هو مشتمل على فتنة ( أي الاختبار ) . و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن ، فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا انَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من
[ 163 ]
أنفسهم . و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . ( 93 ح ، 581 ) كم من مستدرج بالإحسان إليه ، و مغرور بالسّتر عليه ، و مفتون بحسن القول فيه .
و ما ابتلى اللّه سبحانه أحدا بمثل الإملاء له . ( 260 ح ، 613 ) . . . و ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى . و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى . ( 273 ح ، 622 ) الأقاويل محفوظة ، و السّرائر مبلوّة ، و كلّ نفس بما كسبت رهينة . ( 343 ح ، 634 ) و قال ( ع ) : أيّها النّاس ، ليركم اللّه من النّعمة وجلين ، كما يراكم من النّقمة فرقين ( أي فزعين ) . إنّه من وسّع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا ،
و من ضيّق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيّع مأمولا . ( 358 ح ، 637 )