و قال ( ع ) عن زهد داود ( ع ) : و إن شئت ثلّثت بداود صلّى اللّه عليه و سلّم صاحب المزامير ( جمع مزمور و ليس جمع مزمار ) ، و قارىء أهل الجنّة . فلقد كان يعمل سفائف ( أي منسوجات ) الخوص بيده ، و يقول لجلسائه : أيّكم يكفيني بيعها ؟ و يأكل قرص الشّعير من ثمنها . ( الخطبة 158 ، 282 ) فلو أنّ أحدا يجد إلى البقاء سلّما ، أو لدفع الموت سبيلا ، لكان ذلك سليمان بن داود عليه السّلام الّذي سخّر له ملك الجنّ و الإنس ، مع النّبوّة و عظيم الزّلفة . فلمّا استوفى طعمته و استكمل مدّته رمته قسيّ الفناء بنبال الموت ، و أصبحت الدّيار منه خالية ،
و المساكن معطّلة ، و ورثها قوم آخرون . و إنّ لكم في القرون السّالفة لعبرة . ( الخطبة 180 ، 326 )
[ 190 ]
و قال ( ع ) لنوف البكالي : يا نوف إنّ داود عليه السّلام قام في مثل هذه السّاعة من اللّيل فقال : إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلاّ استجيب له ، إلاّ أن يكون عشّارا ( هو المكّاس الذي يأخذ أعشار المال ) ، أو عريفا أو شرطيا ، أو صاحب عرطبة ( و هي الطنبور ) أو صاحب كوبة ( و هي الطبل أو الدربكة ) . ( 104 ح ، 583 )