( 38 ) فضل اللّه و نعمه و شكره عليها

يراجع المبحث ( 17 ) اللّه الرازق المنعم الجواد الرزق .

قال الإمام علي ( ع ) :

الّذي لا تبرح منه رحمة ، و لا تفقد له نعمة . ( الخطبة 45 ، 103 ) قال ( ع ) : و تاللّه لو انماثت ( أي ذابت ) قلوبكم انمياثا ، و سالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ، ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما الدّنيا باقية ، ما جزت أعمالكم عنكم

[ 164 ]

و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام ، و هداه إيّاكم للإيمان . . ( الخطبة 52 ، 109 ) المأمول مع النّقم ، المرهوب مع النّعم . ( الخطبة 63 ، 120 ) أيّها النّاس ، الزّهادة قصر الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . فإن عزب ذلك عنكم ، فلا يغلب الحرام صبركم ، و لا تنسوا عند النّعم شكركم . ( الخطبة 79 ، 134 ) و قال ( ع ) في الخطبة الغرّاء : الحمد للّه الّذي علا بحوله ، و دنا بطوله . مانح كلّ غنيمة و فضل ، و كاشف كلّ عظيمة و أزل . أحمده على عواطف كرمه ، و سوابغ نعمه . ( الخطبة 81 ، 1 ، 136 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه ، الّذي ضرب الأمثال ، و وقّت لكم الآجال ، و ألبسكم الرّياش ، و أرفغ لكم المعاش ، و أحاط بكم الإحصاء ، و أرصد لكم الجزاء ، و آثركم بالنّعم السّوابغ ، و الرّفد الرّوافغ ، و أنذركم بالحجج البوالغ ، فأحصاكم عددا ، و وظّف لكم مددا . في قرار خبرة ، و دار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، و محاسبون عليها . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) جعل لكم أسماعا لتعي ما عناها ، و أبصارا لتجلوعن عشاها ، و أشلاء جامعة لأعضائها ،

ملائمة لأحنائها ، في تركيب صورها ، و مدد عمرها ، بأبدان قائمة بأرفاقها ( أي منافعها ) ، و قلوب رائدة لأرزاقها . في مجلّلات نعمه ، و موجبات مننه ، و حواجز عافيته .

( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) و قال ( ع ) معددا بعض نعم اللّه على الانسان و كيف أنّه يقابلها بالفسوق و النكران : أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار ، نطفة دهاقا ، و علقة محاقا ،

و جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و بصرا لاحظا ،

ليفهم معتبرا ، و يقصّر مزدجرا . حتّى إذا قام اعتداله ، و استوى مثاله ، نفر مستكبرا ،

و خبط سادرا ، ماتحا في غرب هواه ، كادحا سعيا لدنياه ، في لذّات طربه ، و بدوات أربه . لا يحتسب رزيّة ، و لا يخشع تقيّة ( أي خوفا من اللّه تعالى ) . ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) و قال ( ع ) يخاطب أصحابه لائما لهم : و قد بلغتم من كرامة اللّه تعالى لكم منزلة تكرم بها

[ 165 ]

إماؤكم ، و توصل بها جيرانكم ، و يعظّمكم من لا فضل لكم عليه ، و لا يد لكم عنده ،

و يهابكم من لا يخاف لكم سطوة ، و لا لكم عليه إمرة . و قد ترون عهود اللّه منقوضة فلا تغضبون . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 185 ) تذمر الامام من أصحابه » .

( الخطبة 104 ، 203 ) ما أسبغ نعمك في الدّنيا ، و ما أصغرها في نعم الآخرة . ( الخطبة 107 ، 208 ) و قال ( ع ) في النهي عن عيب المسي‏ء : و إنّما ينبغي لأهل العصمة ، و المصنوع إليهم في السّلامة ، أن يرحموا أهل الذّنوب و المعصية ، و يكون الشّكر هو الغالب عليهم ،

و الحاجز لهم عنهم . ( الخطبة 138 ، 251 ) فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ، و ليكن الشّكر شاغلا له على معافاته ممّا ابتلي به غيره . ( الخطبة 138 ، 252 ) ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت ، فاتّقوا سكرات النّعمة ، و احذروا بوائق النّقمة . ( الخطبة 149 ، 264 ) و استتمّوا نعمة اللّه عليكم بالصّبر على طاعة اللّه و المحافظة على ما استحفظكم من كتابه . . . ( الخطبة 171 ، 309 ) قد كفاكم مؤونة دنياكم ، و حثّكم على الشّكر ، و افترض من ألسنتكم الذّكر . ( الخطبة 181 ، 331 ) ذاك حيث تسكرون من غير شراب ، بل من النّعمة و النّعيم . ( الخطبة 185 ، 346 ) و استتمّوا نعم اللّه عليكم بالصّبر على طاعته و المجانبة لمعصيته . ( الخطبة 186 ، 348 ) إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه ، و جلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه . و إنّ أحقّ من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه ،

و لطف إحسانه إليه . فإنّه لم تعظم نعمة اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما .

( الخطبة 214 ، 411 ) . . . فإنّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره . يملك منّا ما لا نمك من أنفسنا ،

و أخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه . فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى ، و أعطانا

[ 166 ]

البصيرة بعد العمى . ( الخطبة 214 ، 413 ) و من كلام له ( ع ) عند تلاوته قول اللّه تعالى : يا أَيُّها الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ . . .

و تمثّل في حال تولّيك عنه إقباله عليك ، يدعوك إلى عفوه ، و يتغمّدك بفضله ، و أنت متولّ عنه إلى غيره . فتعالى من قويّ ما أكرمه . . . ( الخطبة 221 ، 423 ) فلم يمنعك ( أي اللّه ) فضله ، و لم يهتك عنك ستره . بل لم تخل من لطفه مطرف عين ،

في نعمة يحدثها لك ، أو سيّئة يسترها عليك أو بليّة يصرفها عنك . ( الخطبة 221 ، 424 ) و ليس شي‏ء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته من إقامة على ظلم . فإنّ اللّه سميع دعوة المضطهدين و هو للظّالمين بالمرصاد . ( الخطبة 292 ، 1 ، 519 ) و استصلح كلّ نعمة أنعمها اللّه عليك ، و لا تضيّعنّ نعمة من نعم اللّه عندك . و لير عليك أثر ما أنعم اللّه به عليك . . . و أكثر أن تنظر إلى من فضّلت عليه ، فإنّ ذلك من أبواب الشّكر . ( الخطبة 308 ، 557 ) إذا وصلت إليكم أطراف النّعم ، فلا تنفّروا أقصاها بقلّة الشّكر . ( 12 ح ، 566 ) استنزلوا الرّزق بالصّدقة . ( 137 ح ، 592 ) إنّ للّه في كلّ نعمة حقّا ، فمن أدّاه حفظها ، و من قصّر عنه خاطر بزوال نعمته .

( 244 ح ، 610 ) احذروا نفار النّعم ، فما كلّ شارد بمردود . ( 246 ح ، 610 ) لو لم يتوعّد اللّه على معصيته ، لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه . ( 290 ح ، 625 ) أقلّ ما يلزمكم للّه ، أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه . ( 330 ح ، 632 ) و قال ( ع ) لجابر بن عبد اللّه الأنصاري : يا جابر ، من كثرت نعم اللّه عليه كثرت حوائج النّاس إليه . فمن قام للّه فيها بما يجب فيها عرّضها للدّوام و البقاء ، و من لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزّوال و الفناء . ( 372 ح ، 641 ) ألا و إنّ من البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب . ألا و إنّ من النّعم سعة المال ، و أفضل من سعة المال صحّة البدن ، و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ، 645 )

[ 167 ]

ما كان اللّه ليفتح على عبد باب الشّكر و يغلق عنه باب الزّيادة . ( 435 ح ، 654 )