( 141 ) الامام علي ( ع ) و النبي الاعظم ( ص ) رثاء النبي ( ص ) بعد وفاته

من كلام للامام ( ع ) و قد رأى رسول اللّه ( ص ) في منامه ، في سحرة اليوم الذي ضرب

[ 407 ]

فيه ، فشكا له حاله من أمته . فقال ( ص ) ادع عليهم : فقال عليه السّلام : أبدلني اللّه بهم خيرا منهم ، و أبدلهم بي شرّا لهم منّي . ( الخطبة 68 ، 124 ) قال ( ع ) : و اللّه ما أسمعكم الرّسول شيئا إلاّ وها أنا ذا مسمعكموه . ( الخطبة 87 ، 158 ) قال ( ع ) : اللّهمّ إنّي أوّل من أناب ، و سمع و أجاب ، لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصّلاة . ( الخطبة 129 ، 242 ) و اللّه لو شئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه و مولجه ، و جميع شأنه لفعلت .

و لكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله . ( الخطبة 173 ، 311 ) و قال ( ع ) في الخطبة القاصعة : و قد علمتم موضعي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة . وضعني في حجره و أنا ولد يضمّني إلى صدره ، و يكنفني في فراشه . و يمسّني جسده ، و يشمّني عرفه . و كان يمضغ الشّي‏ء ثمّ يلقمنيه . و ما وجد لي كذبة في قول ، و لا خطلة في فعل . و لقد قرن اللّه به صلّى اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، و محاسن أخلاق العالم ، ليله و نهاره . و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل ( ولد الناقة ) أثر أمّه . يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما ، و يأمرني بالاقتداء به . و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه و لا يراه غيري . و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خديجة ، و أنا ثالثهما . أرى نور الوحي و الرّسالة ، و أشمّ ريح النّبوّة .

و لقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه ( ص ) فقلت يا رسول اللّه . . ما هذه الرّنّة ؟ فقال : هذا الشّيطان قد أيس من عبادته . إنّك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلاّ أنّك لست بنبيّ و لكنّك لوزير ، و إنّك لعلى خير . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 52 ) المعجزات » . ( الخطبة 190 ، 4 ، 373 ) و من كلام له ( ع ) : ينبه فيه على فضيلته :

و لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله أنّي لم أردّ على اللّه و لا على رسوله ساعة قطّ . و لقد واسيته بنفسي في المواطن الّتي تنكص فيها

[ 408 ]

الأبطال ، و تتأخّر فيها الأقدام ، نجدة أكرمني اللّه بها .

و لقد قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ رأسه لعلى صدري . و لقد سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي . و لقد ولّيت غسله صلّى اللّه عليه و آله و الملائكة أعواني . فضجّت الدّار و الأفنية : ملأ يهبط ، و ملأ يعرج . و ما فارقت سمعي هينمة منهم ( الصوت الخفي ) . يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه . فمن ذا أحقّ به منّي حيّا و ميّتا ؟ فانفذوا على بصائركم ، و لتصدق نيّاتكم في جهاد عدوّكم . فو الّذي لا إله إلاّ هو إنّي لعلى جادّة الحقّ ، و إنّهم لعلى مزلّة الباطل . أقول ما تسمعون ، و أستغفر اللّه لي و لكم . ( الخطبة 195 ، 386 ) من كلام له ( ع ) : ناجى به رسول اللّه ( ص ) عند دفن فاطمة الزهراء ( ع ) : قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري ، و رقّ عنها تجلّدي . إلاّ أنّ في التّأسّي لي بعظيم فرقتك ،

و فادح مصيبتك ، موضع تعزّ . فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، و فاضت بين نحري و صدري نفسك فَإِنَّا لِلّهِ و إنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 120 ) فاطمة الزهراء عليها السلام » . ( الخطبة 200 ، 395 ) . . . و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من كان يسأله و يستفهمه . . . و كان لا يمرّ بي من ذلك شي‏ء إلاّ سألته عنه و حفظته . ( الخطبة 208 ، 403 ) و قال ( ع ) و هو يلي غسل رسول اللّه ( ص ) و تجهيزه : بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النّبوّة و الإنباء و أخبار السّماء .

خصّصت حتّى صرت مسلّيا عمّن سواك ( أي ان النبي خصص أقاربه و أهل بيته حتى كان فيه الغنى و السلوة لهم عن جميع من سواه ) ، و عمّمت حتّى صار النّاس فيك سواء .

و لو لا أنّك أمرت بالصّبر ، و نهيت عن الجزع ، لأنفدنا عليك ماء الشّؤون . و لكان الدّاء مماطلا ، و الكمد محالفا ، و قلاّ لك ( أي انهما قليلان في جنبك ) و لكنّه ما لا يملك ردّه ، و لا يستطاع دفعه . بأبي أنت و أمّي اذكرنا عند ربّك ، و اجعلنا من بالك . ( الخطبة 233 ، 435 )

[ 409 ]

و قال ( ع ) : على قبر رسول اللّه ( ص ) ساعة دفنه : إنّ الصّبر لجميل إلاّ عنك ، و إنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك . و إنّ المصاب بك لجليل . و إنّه قبلك و بعدك لجلل ( أي لحقير ) .

( 292 ح ، 625 )

[ 410 ]

[ 411 ]