( 128 ) أجوبة الامام المسكتة و ردوده السريعة

قال الامام علي ( ع ) :

في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة ، و ذلك ان قوما من أهل البصرة بعثوا برجل الى الامام ( ع ) يستعلم منه حقيقة حاله مع اصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم . فبيّن له ( ع ) من امره معهم ما علم به انه على الحق . ثم قال له : بايع . فقال : اني رسول قوم و لا احدث حدثا حتى ارجع اليهم . فقال ( ع ) : أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلاء و الماء ، فخالفوا إلى

[ 363 ]

المعاطش و المجادب ، ما كنت صانعا ؟ قال : كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلاء و الماء . فقال عليه السّلام : فامدد أذا يدك . فقال الرّجل : فو اللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ . فبايعته عليه السّلام . ( الخطبة 168 ، 304 ) سئل ( ع ) عن المسافة ما بين المشرق و المغرب ، فقال ( ع ) : مسيرة يوم للشّمس .

( 294 ح ، 626 ) و سئل ( ع ) : كيف يحاسب اللّه الخلق على كثرتهم ؟ فقال عليه السلام : كما يرزقهم على كثرتهم . فقيل : كيف يحاسبهم و لا يرونه ؟ فقال عليه السّلام : كما يرزقهم و لا يرونه .

( 300 ح ، 627 ) و قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه فقال عليه السّلام له : إنّما اختلفنا عنه لا فيه ( اي في اخبار وردت عنه لا في صدق نبوته ) . و لكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيّكم إِجْعَلَ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ . فَقَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . ( 317 ح ، 630 ) و هنأ بحضرته رجل رجلا بغلام ولد له فقال له : ليهنك الفارس . فقال الإمام عليه السّلام : لا تقل ذلك ، و لكن قل : شكرت الواهب ، و بورك لك في الموهوب ،

و بلغ أشدّه و رزقت برّه . ( 354 ح ، 636 ) و بنى رجل من عماله بناء فخما ، فقال عليه السلام : أطلعت الورق ( أي الفضة ) رؤوسها إنّ البناء يصف لك الغنى . ( 355 ح ، 636 ) و قيل له ( ع ) لو سدّ على رجل باب بيته و ترك فيه ، من اين كان يأتيه رزقه ؟ فقال عليه السّلام : من حيث يأتيه أجله . ( 356 ح ، 637 ) و قال ( ع ) لبعض مخاطبيه و قد تكلم بكلمة عظيمة يستصغر مثله عن قول مثلها :

لقد طرت شكيرا ، و هدرت سقبا .

قال الشريف الرضي : و الشكير هاهنا : أول ما ينبت من ريش الطائر ، قبل ان يقوى و يستحصف . و السقب : الصغير من الابل ، و لا يهدر الابعد ان يستفحل . ( 402 ح ، 648 ) و قيل للأمام ( ع ) : لو غيرت شيبتك يا أمير المؤمنين . فقال ( ع ) : الخضاب زينة ، و نحن قوم

[ 364 ]

في مصيبة ( يريد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم ) . ( 473 ح ، 661 ) و قيل له ( ع ) : كم بين السماء و الارض ؟ فقال : دعوة مستجابة . ( مستدرك 164 )