يراجع المبحث ( 158 ) عن أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و خباب بن الارت .
و من كلام له ( ع ) يصف اصحاب رسول اللّه ( ص ) و ذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح : و لقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيمانا و تسليما ، و مضيّا على اللّقم ، و صبرا على مضض الألم ، و جدّا في جهاد العدوّ . و لقد كان الرّجل منّا و الآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين ، يتخالسان أنفسهما ، أيّهما يسقي صاحبه كأس المنون ، فمرّة لنا من عدوّنا ، و مرّة لعدوّنا منّا . فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت ، و أنزل علينا النّصر ، حتّى استقرّ الإسلام ملقيا جرانه ، و متبوّئا أوطانه . ( الخطبة 56 ، 111 ) لقد رأيت أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا ، و قد باتوا سجّدا و قياما ، يراوحون بين جباههم و خدودهم ، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأنّ بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم إذا ذكر اللّه هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، و مادوا كما يميد الشّجر يوم الرّيح العاصف ، خوفا من العقاب ، و رجاء للثّواب . ( الخطبة 95 ، 190 ) قوم و اللّه ميامين الرّأي ، مراجيح الحلم ، مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغي ، مضوا قدما
[ 406 ]
على الطّريقة ، و أوجفوا على المحجّة ، فظفروا بالعقبى الدّائمة ، و الكرامة الباردة ( أي الهنيئة ) . ( الخطبة 114 ، 225 ) أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه ، و قرؤوا القرآن فأحكموه ، و هيجوا إلى الجهاد فولهوا و له اللّقاح إلى أولادها ( اللقاح جمع لقوح و هي الناقة ) . و سلبوا السّيوف أغمادها ، و أخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا و صفّا صفّا . بعض هلك و بعض نجا ،
لا يبشّرون بالأحياء ، و لا يعزّون عن الموتى . مره العيون من البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل الشّفاه من الدّعاء ، صفر الألوان من السّهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين . أولئك إخواني الذّاهبون ، فحقّ لنا أن نظمأ إليهم ، و نعضّ الأيدي على فراقهم . ( الخطبة 119 ، 229 ) فلقد كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إنّ القتل ليدور على الآباء و الأبناء و الإخوان و القرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة و شدّة إلاّ إيمانا ، و مضيّا على الحقّ ،
و تسليما للأمر ، و صبرا على مضض الجراح . ( الخطبة 120 ، 231 ) و قال ( ع ) يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) : لم يمنّوا على اللّه بالصّبر ، و لم يستعظموا بذل أنفسهم في الحقّ . حتّى إذا وافق وارد القضاء انقطاع مدّة البلاء ، حملوا بصائرهم على أسيافهم ، و دانوا لربّهم بأمر واعظهم . ( الخطبة 148 ، 263 ) و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا احمرّ البأس ، و أحجم النّاس ، قدّم أهل بيته ، فوقى بهم أصحابه حرّ السّيوف ، و الأسنّة . فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر ،
و قتل حمزة يوم أحد ، و قتل جعفر يوم مؤتة . . . ( الخطبة 248 ، 448 )