يراجع المبحث ( 175 ) رد الامام ( ع ) على منتقديه .
تراجع الخطبة الشقشقية كاملة في المبحث ( 150 ) قال الامام علي ( ع ) :
في الخطبة الشقشقية : حتّى مضى الأوّل لسبيله ، فأدلى بها إلى ( ابن الخطاب ) بعده . . . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشدّ ما تشطّرا ضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كلامها ، و يخشن مسّها ، و يكثر العثار فيها ، و الاعتذار منها . فصاحبها كراكب الصّعبة ( أي الناقة غير الذلول ) ، إن أشنق لها خرم ، و إن أسلس لها تقحّم ( أي لا يستطيع راكب هذه الناقة ، لا ان يشد حبل لجامها فيخرم أنفها ، و لا أن يرخي لها الحبل فترميه في الهلكة ) . فمني النّاس لعمر اللّه ، بخبط و شماس ، و تلوّن و إعتراض . . حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم . فيا للّه و للشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ،
حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر . ( الخطبة 3 ، 40 ) و من كلام له ( ع ) و قد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج الى غزو الروم بنفسه :
إنّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة ( أي عاصمة يلجؤون اليها ) دون أقصى بلادهم . ليس بعدك مرجع يرجعون إليه .
فابعث إليهم رجلا محربا ، و احفز معه أهل البلاء و النّصيحة . فإن أظهر اللّه فذاك ما تحبّ ، و إن تكن الأخرى كنت ردءا للنّاس ، و مثابة للمسلمين . ( الخطبة 132 ، 246 ) و من كلام له ( ع ) و قد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه :
إنّ هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا بقلّة . و هو دين اللّه الّذي أظهره ،
[ 445 ]
و جنده الّذي أعدّه و أمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ ، و طلع حيث طلع . و نحن على موعود من اللّه . و اللّه منجز وعده ، و ناصر جنده . و مكان القيّم بالأمر مكان النّظام ( أي السلك ) من الخرز ، يجمعه و يضمّه . فان انقطع النّظام تفرّق الخرز و ذهب ، ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا . و العرب اليوم و إن كانوا قليلا ، فهم كثيرون بالإسلام ، عزيزون بالإجتماع . فكن قطبا ، و استدر الرّحى بالعرب ، و أصلهم دونك نار الحرب فإنّك إن شخصت من هذه الأرض ، انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها ، حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك .
إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب ، فإذا قطعتموه استرحتم ،
فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ، و طمعهم فيك . فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين ، فإنّ اللّه سبحانه ، هو أكره لمسيرهم منك ، و هو أقدر على تغيير ما يكره . و أمّا ما ذكرت من عددهم ، فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، و إنّما كنّا نقاتل بالنّصر و المعونة . ( الخطبة 144 ، 257 ) و قال ( ع ) يخاطب عثمان : و ما ابن أبي قحافة و لا ابن الخطّاب بأولى بعمل الحقّ منك ، و أنت أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وشيجة رحم منهما .
و قد نلت من صهره ما لم ينالا . ( الخطبة 162 ، 291 ) للّه بلاء فلان ( يريد عمر بن الخطاب ) فلقد قوّم الأود ( أي الاعوجاج ) ، و داوى العمد ،
و أقام السّنّة ، و خلّف الفتنة ذهب نقيّ الثّوب ، قليل العيب . أصاب خيرها ، و سبق شرّها . أدّى إلى اللّه طاعته ، و اتّقاه بحقّه . رحل و تركهم في طرق متشعّبة ، لا يهتدي بها الضّالّ ، و لا يستيقن المهتدي . ( الخطبة 226 ، 430 ) و روي انه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة و كثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين لكان أعظم للاجر ، و ما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهمّ عمر بذلك ، و سأل أمير المؤمنين علي ( ع ) فقال عليه السلام : إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ، و الأموال أربعة . . . و كان حلي الكعبة فيها يومئذ ،
فتركه اللّه على حاله . و لم يتركه نسيانا ، و لم يخف عليه مكانا . فأقرّه حيث أقرّه
[ 446 ]
اللّه و رسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا . و ترك الحلي بحاله . ( 270 ح ، 620 )