و يتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك الاشتر قائلا :
ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ، ممّن لا تضيق به الأمور ، و لا تمحكه الخصوم ، و لا يتمادى في الزّلّة ، و لا يحصر من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه ،
و لا تشرف نفسه على طمع ، و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه . و أوقفهم في الشّبهات . و آخذهم بالحجج ، و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم ، و أصبرهم على تكشّف الأمور ، و أصرمهم عند اتّضاح الحكم . ممّن لا يزدهيه إطراء ، و لا يستميله إغراء .
و أولئك قليل . ثمّ أكثر تعاهد قضائه ، و افسح له في البذل ما يزيل علّته ، و تقلّ معه حاجته إلى النّاس . و اعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك . ليأمن بذلك اغتيال الرّجال له عندك . فانظر في ذلك نظرا بليغا ، فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار ، يعمل فيه بالهوى ، و تطلب به الدّنيا . ( الخطبة 292 ، 2 ، 526 )