« قرب مدينة البصرة » مدخل :
ذكرنا سابقا انه بعد مقتل عثمان ، هرع الناس الى الامام علي ( ع ) ليبايعوه على الخلافة فأبى ، و لكنهم أصروا عليه لعلمهم بأنه لا يقوم بأمرها غيره ، فقبل . و بايعه المسلمون بأجمعهم خلا نفر معدود منهم . و كان أول من بايعه ( ع ) طلحة و الزبير ، ثم ما عتما ان نقضا البيعة ، لأنهما أرادا أن يكونا شريكين له في الخلافة فرفض . و قاما مع عائشة يوهمون الناس بأن عليّا ( ع ) قتل عثمان ، مع أنه كان أول المدافعين عنه ، و لكنهم أرادوا أن يبعدوا تهمة قتله عنهم .
و لقد سار طلحة و الزبير الى مكة فلقيا فيها عائشة و قد أمرها اللّه بلزوم بيت النبوة ، فسارا بها نحو البصرة لإثارة الفتنة و الحرب ، و جمع الرجال و الاموال لقتال الامام ( ع ) و لما أحس علي ( ع ) بذلك سار بجيش الى البصرة ، و نصح الناكثين كثيرا و ناشدهم اللّه أن لا يقوموا بفتنة في الاسلام يقتل فيها المسلمون بعضهم بعضا ، فلم يجد ذلك نفعا . و طلب الامام أن يجتمع بالزبير بين الصفين ، و ناجاه مذكرا اياه بقول النبي ( ص ) له : « تقاتله يا زبير و أنت له ظالم » . فما كان من الزبير الا أن اعتزل الجيشين و تركهما يقتتلان ، فلما كان في بعض الصحراء لحقه ابن جرموز فقتله . و سميت هذه الموقعة بالجمل لان عائشة كانت تقود الجيش على جمل ، و الرجال تقاتل من حوله . و كان من نتيجة هذه الحرب مقتل طلحة و الزبير ، و تشتت جيشهما ، و انتصار علي ( ع ) . أمّا عائشة فبعد أن عقر جملها و كادت تهلك ،
أخذها الامام ( ع ) و أحسن معاملتها و أرجعها الى بيتها في المدينة ، كرامة للنبي ( ص ) .
[ 530 ]