( 344 ) علم الحيوان

قال الامام علي ( ع ) :

يصف عجيب خلقة الطيور : ابتدعهم خلقا عجيبا من حيوان و موات ، و ساكن و ذي حركات . و أقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته و عظيم قدرته ، ما انقادت له العقول معترفة به و مسلّمة له . و نعقت في أسماعنا دلائله على وحدانيّته . و ما ذرأ من مختلف صور الأطيار ، الّتي أسكنها أخاديد الأرض ، و خروق فجاجها و رواسي أعلامها . من ذات أجنحة مختلفة و هيئات متباينة ، مصرّفة في زمام التّسخير ، و مرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوّ المنفسح ، و الفضاء المنفرج . كوّنها بعد إذ لم تكن ، في عجائب صور ظاهرة ، و ركّبها في حقاق مفاصل محتجبة ، و منع بعضها بعبالة خلقه ( أي ضخامة جسمه ) أن يسمو في الهواء خفوفا ، و جعله يدفّ دفيفا ( الدفيف تحريك الجناحين و الرجلين على الارض ) . و نسقها على اختلافها في الأصابيغ ، بلطيف قدرته و دقيق صنعته . فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ، و منها مغموس في لون صيغ قد طوّق بخلاف ما صبغ به . ( الخطبة 163 ، 293 ) و قال ( ع ) في معرض وصفه للطاووس ، ينفي زعم من يقول ان الطاووس يلقح أنثاه بدمعة تذرفها عينه فتشربها أنثاه فتحمل : و لو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه ، فتقف في ضفّتي جفونه ، و أنّ أنثاه تطعم ذلك ، ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ( أي ان هذا الزعم كائن أيضا في الغراب ، اذ قالوا ان تلقيحه يكون بانتقال جزء من الماء المستقر في قانصة الذكر الى الانثى فتتناوله من منقاره . و منشأ هذا الزعم في الغراب أنه يخفي تلقيحه ) .

( الخطبة 163 ، 294 )

[ 789 ]