( 194 ) أصحاب الجمل و موقعة الجمل

يراجع المبحث ( 191 ) طلحة و الزبير ، و المبحث ( 190 ) عائشة ، و المبحث ( 167 ) مروان بن الحكم .

من كلام له ( ع ) في صفة أصحاب الجمل : و قد أرعدوا و أبرقوا ، و مع هذين الأمرين الفشل . و لسنا نرعد حتّى نوقع ، و لا نسيل حتّى نمطر . ( الخطبة 9 ، 51 ) و من خطبة له ( ع ) : ألا و إنّ الشّيطان قد جمع حزبه ، و استجلب خيله و رجله . ( الخطبة 10 ، 51 ) لما اظفر اللّه الامام ( ع ) بأصحاب الجمل ، و قد قال له بعض أصحابه : وددت أن اخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك فقال له ( ع ) : أهوى أخيك معنا ؟

فقال : نعم . قال : فقد شهدنا . و لقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرّجال ، و أرحام النّساء ، سيرعف بهم الزّمان ، و يقوى بهم الإيمان . ( الخطبة 12 ، 52 ) قالوا : أخذ مروان بن الحكم اسيرا يوم الجمل : فاستشفع الحسن و الحسين ( ع ) الى

[ 539 ]

أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلماه فيه ، فخلى سبيله . فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام : أو لم يبايعني بعد قتل عثمان لا حاجة لي في بيعته . ( الخطبة 71 ، 128 ) من خطبة له ( ع ) عند مسير اصحاب الجمل الى البصرة : إنّ اللّه بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق و أمر قائم . لا يهلك عنه إلاّ هالك . و إنّ المبتدعات المشبّهات هنّ المهلكات ، إلاّ ما حفظ اللّه منها . و إنّ في سلطان اللّه عصمة لأمركم فاعطوه طاعتكم غير ملوّمة و لا مستكره بها . و اللّه لتفعلنّ أو لينقلنّ اللّه عنكم سلطان الإسلام ، ثمّ لا ينقله إليكم أبدا حتّى يأرز الأمر إلى غيركم ( أي يرجع ) .

إنّ هؤلاء قد تمالؤوا على سخطة إمارتي . و سأصبر ما لم أخف على جماعتكم .

فإنّهم إن تمّموا على فيالة هذا الرّأي ( أي ضعفه ) انقطع نظام المسلمين ، و إنّما طلبوا هذه الدّنيا حسدا لمن أفاءها اللّه عليه ، فأرادوا ردّ الأمور على أدبارها . و لكم علينا العمل بكتاب اللّه تعالى و سيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و القيام بحقّه و النّعش لسنّته . ( الخطبة 167 ، 303 ) و قال ( ع ) في ذكر طلحة و الزبير و اصحاب الجمل : فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كما تجرّ الأمة عند شرائها ، متوجّهين بها ( أي عائشة ) إلى البصرة . فحبسا نساءهما في بيوتهما ، و أبرزا حبيس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهما و لغيرهما . في جيش ما منهم رجل إلاّ و قد أعطاني الطّاعة ، و سمح لي بالبيعة ،

طائعا غير مكره . فقدموا على عاملي بها و خزّان بيت مال المسلمين و غيرهم من أهلها . فقتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا . فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد . دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة الّتي دخلوا بها عليهم ( أي قتلوا بعدد جيشهم ) . ( الخطبة 170 ، 307 ) و قال ( ع ) في ذكر السائرين الى البصرة لحربه ( ع ) : فقدموا على عمّالي و خزّان بيت مال المسلمين الّذي في يديّ ، و على أهل مصر ، كلّهم في طاعتي و على بيعتي .

[ 540 ]

فشتّتوا كلمتهم ، و أفسدوا عليّ جماعتهم ، و وثبوا على شيعتي ، فقتلوا طائفة منهم غدرا ، و طائفة عضّوا على أسيافهم ، فضاربوا بها حتّى لقوا اللّه صادقين . ( الخطبة 216 ، 414 ) و قال ( ع ) لما مرّ بطلحة بن عبد اللّه ، و عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، و هما قتيلان يوم الجمل : لقد أصبح أبو محمّد بهذا المكان غريبا أما و اللّه لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وتري من بني عبد مناف ( يقصد به طلحة و كان طلحة و مروان بن الحكم في عسكر عائشة ، فرماه مروان بسهم غيلة انتقاما لعثمان ) . و أفلتتني أعيان بني جمح ( قبيلة عربية كانت مع عائشة ) . لقد أتلعوا ( أي مدّوا ) أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله ( أي الخلافة ) فوقصوا دونه ( أي كسرت اعناقهم دون الوصول اليه ) . ( الخطبة 217 ، 414 ) و قيل ان الحارث بن حوت أتاه فقال : أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ .

فقال عليه السلام : يا حارث ، إنّك نظرت تحتك و لم تنظر فوقك فحرت إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف من أتاه و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه . فقال الحارث : فإني اعتزل مع سعيد بن مالك و عبد اللّه بن عمر ، فقال عليه السلام : إنّ سعيدا و عبد اللّه بن عمر لم ينصرا الحقّ و لم يخذلا الباطل . ( 262 ح ، 618 )

[ 541 ]