إِنَّ قُلُوبَكُمْ جَاءَتْ بِثَمَانِ خِصَالٍ :
أَوَّلُهَا ، أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ ، فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَيْئاً .
وَ الثَّانِيَةُ ، أَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ ، وَ أَمَتُّمْ شَريعَتَهُ ، فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيمَانِكُمْ ؟ .
وَ الثَّالِثَةُ ، أَنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ ، وَ قُلْتُمْ : سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا 2 ، ثُمَّ خَالَفْتُمْ .
وَ الرَّابِعَةُ ، أَنَّكُمْ قُلْتُمْ : إِنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ ، وَ أَنْتُمْ في كُلِّ وَقْتٍ تَقْدُمُونَ عَلَيْهَا بِمَعَاصيكُمْ ،
فَأَيْنَ خَوْفُكُمْ ؟ .
وَ الْخَامِسَةُ ، أَنَّكُمْ قُلْتُمْ : إِنَّكُمْ تَرْغَبُونَ فِي الْجَنَّةِ ، وَ أَنْتُمْ في كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُمْ مِنْهَا ،
فَأَيْنَ رَغْبَتُكُمْ فيهَا ؟ .
وَ السَّادِسَةُ ، أَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعَمَ اللَّهِ وَ لَمْ تَشْكُرُوهُ عَلَيْهَا .
وَ السَّابِعَةُ ، أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِعَدَاوَةِ الشَّيْطَانِ وَ قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوُّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً 3 ،
فَعَادَيْتُمُوهُ بِالْقَوْلِ ، وَ وَالَيْتُمُوهُ بِالْمُخَالَفَةِ .
وَ الثَّامِنَةُ ، أَنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُيُوبَ النَّاسِ نَصْبَ أَعْيُنِكُمْ ، وَ عُيُوبَكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ، تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِاللَّوْمِ مِنْهُ .
فَأَيُّ دُعَاءٍ يُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هذَا ، وَ قَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهَا وَ طُرُقَهَا ؟ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَ أَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ ، وَ أَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ ، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ،
فَيَسْتَجيبُ اللَّهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ [ 4 ] .
-----------
( 1 ) غافر ، 60 .
-----------
( 2 ) المائدة ، 7 .
-----------
( 3 ) فاطر ، 6 .
[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 813 . باختلاف .
[ 550 ]