بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلصَّبْرُ حِلْمٌ ، وَ الْحِلْمُ زَيْنٌ ، وَ التَّقْوى دينٌ ، وَ الْحُجَّةُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ سَلَّمَ ، وَ الطَّريقُ الصِّرَاطُ [ 3 ] .
[ 11 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، شُقُّوا مُتَلاطِمَاتِ [ 4 ] أَمْوَاجِ الْفِتَنِ بِمَجَارِي [ 5 ] سُفُنِ النَّجَاةِ ، وَ عَرِّجُوا عَنْ طَريقِ [ 6 ] الْمُنَافَرَةِ ، وَضَعُوا [ 7 ] تيجَانَ [ 8 ] الْمُفَاخَرَةِ ، وَ اسْتَضيئُوا بِنُورِ الأَنْوَارِ ، وَ لا تَقْتَسِمُوا مَوَاريثَ الطَّاهِرَاتِ الأَبْرَارِ ، فَقَدْ [ 9 ] أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ ، أَوِ اسْتَسْلَمَ فَأَرَاحَ .
هذَا مَاءٌ آجِنٌ ، وَ لُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا ، وَ مُجْتَنِي الثَّمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا كَالزَّارعِ بِغَيْرِ [ 10 ]
[ 11 ] من : أيّها النّاس إلى : بغير أرضه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 5 .
[ 1 ] على خمسمائة درهم . ورد في مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 399 . و ورد درعي هذا . في مناقب الخوارزمي ص 252 .
[ 2 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 304 . و دلائل الإمامة ص 20 . و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 399 . و مناقب الخوارزمي ص 252 . و نهج السعادة ج 1 ص 21 باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 399 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 219 . و نهج السعادة ج 1 ص 44 . باختلاف يسير .
[ 4 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 399 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 95 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 44 .
[ 5 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 21 . و ورد بحيازيم . في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 95 .
[ 6 ] سبيل . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 400 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 44 .
[ 7 ] و حطّوا . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 400 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 95 .
[ 8 ] عن تيجان . ورد في نسخة عبده ص 93 .
[ 9 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 121 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 95 . باختلاف .
[ 10 ] في غير . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 400 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 44 .
[ 395 ]
أَرْضِهِ .
أَجْدَرُ بِالْعَاقِلِ مِنْ لُقْمَةٍ تُحْشى بِزَنْبُورٍ ، وَ مِنْ شَرْبَةٍ يَلَذُّ بِهَا شَارِبُهَا ، مَعَ تَرْكِ النَّظَرِ في عَوَاقِبِ الأُمُورِ .
فَكَأَنّي بِكُمْ تَتَرَدَّدُونَ فِي الْعَمى كَمَا يَتَرَدَّدُ الْبَعيرُ فِي الطَّاحُونَةِ .
أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أُذِنَ لي بِمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ، لَحَصَدْتُ رُؤُوسَكُمْ عَنْ أَجْسَادِكُمْ كَحَبِّ الْحَصيدِ ،
بِقَوَاضِبَ مِنْ حَديدٍ ، وَ لَقَلَعْتُ مِنْ جَمَاجِمِ شُجْعَانِكُمْ مَا أُقَرِّحُ بِهِ آمَاقَكُمْ ، وَ أُوحِشُ بِهِ مَجَالِسَكُمْ .
فَإِنّي ، مُذْ عُرِفْتُ ، مُرْدِي الْعَسَاكِرِ ، وَ مُفْنِي الْجَحَافِلِ ، وَ مُبيدُ خَضْرَائِكُمْ ، وَ مُخْمِدُ ضَوْضَائِكُمْ ،
وَ جَرَّارُ الدَّوَاوينَ إِذْ أَنْتُمْ في بُيُوتِكُمْ مُعْتَكِفُونَ .
وَ إِنّي لَصَاحِبُكُمُ الْيَوْمَ كَمَا صَاحِبُكُمْ بِالأَمْسِ .
لَعَمْرُ أَبي وَ أُمّي ، لَنْ تُحِبُّوا أَنْ تَكُونَ فينَا الْخِلافَةُ وَ النُّبُوَّةِ ، وَ أَنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَحْقَادَ بَدْرٍ وَ ثَارَاتِ أُحُدٍ [ 1 ] .
[ 7 ] فَإِنْ أَقُلْ يَقُولُوا : حَرَصَ عَلَى الْمُلْكِ وَ حَسَدَ [ 2 ] ، وَ إِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا : جَزِعَ ابْنُ أَبي طَالِبٍ [ 3 ] مِنَ الْمَوْتِ .
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، بَعْدَ اللُّتَيَّا وَ الَّتي .
إِلَيَّ يُقَالُ هذَا ، وَ أَنَا الْمَوْتُ وَ الْمُميتُ ، وَ خَوَّاضُ الْمَنَايَا في جَوْفِ لَيْلٍ حَالِكٍ ، وَ أَنَا حَامِلُ السَّيْفَيْنِ الثَّقيلَيْنِ ، وَ الرُّمْحَيْنِ الطَّويلَيْنِ ، وَ مُنَكِّسُ الرَّايَاتِ فِي غَطَامِطِ الْغَمَرَاتِ ، وَ مُفَرِّجُ الْكُرُبَاتِ عَنْ وَجْهِ خَيْرِ الْبَرِيَّاتِ ؟ .
إِنْتَبِهُوا فَ [ 4 ] وَ اللَّهِ لابْنُ أَبي طَالِبٍ [ 5 ] آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ ، وَ مِنَ الرَّجُلِ بِأَخيهِ وَ عَمِّهِ [ 6 ] .
[ 7 ] من : فإن إلى : و الّتي . و من : و اللّه إلى : البعيدة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 5 .
[ 1 ] ورد في تذكرة الخواص ص 116 . و الاحتجاج ج 1 ص 95 . و البحار ج 28 ص 234 . و منهاج البراعة ج 3 ص 141 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 79 . و نهج البلاغة الثاني ص 179 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في الاحتجاج ج 1 ص 95 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80 . و نهج البلاغة الثاني ص 180 .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 44 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 5 ] لعليّ . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 45 .
[ 6 ] ورد في ورد في تذكرة الخواص ص 121 . و البحار ج 28 ص 234 . و منهاج البراعة ج 3 ص 141 .
[ 396 ]
بَلْ هَبَلَتْكُمُ الْهَوَابِلُ .
لَقَدِ [ 1 ] انْدَمَجْتُ [ 2 ] عَلى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لاضْطَرَبْتُمْ اضْطِرَابَ الأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعيدَةِ ، وَ لَخَرَجْتُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ هَارِبينَ ، وَ عَلى وُجُوهِكُمْ هَائِمينَ [ 3 ] . وَ لكِنّي أُهَوِّنُ وَجْدي حَتَّى أَلْقى رَبِّيَ بِيَدٍ جَذَّاءَ ، صِفْرٍ مِنْ لَذَّاتِكُمْ ، خِلْوٍ مِنْ طَحْنَاتِكُمْ .
فَمَا مَثَلُ دُنْيَاكُمْ عِنْدي إِلاَّ كَمَثَلِ غَيْمٍ عَلا فَاسْتَعْلى ، ثُمَّ اسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى ، ثُمَّ تَمَزَّقَ فَانْجَلى .
رُوَيْداً ، فَعَنْ قَليلٍ يَنْجَلي لَكُمْ الْقَسْطَلُ ، فَتَجِدُونَ [ 4 ] ثَمَرَةَ فِعْلِكُمْ مُرّاً ، وَ تَحْصُدُونَ غَرْسَ أَيْديكُمْ ذُعَاقاً مُمْقِراً ، وَ سُمّاً قَاتِلاً . وَ كَفى بِاللَّهِ حَكَماً ، وَ بِرَسُولِهِ خَصْماً ، وَ بِالْقِيَامَةِ مَوْقِفاً .
فَلا أَبْعَدَ اللَّهُ فيهَا سِوَاكُمْ ، وَ لا أَتْعَسَ فيهَا غَيْرَكُمْ ، وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى [ 5 ] .