كتاب له عليه السلام ( 9 ) إِلى عمّاله على الخَراج

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 8 ] مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى أَصْحَابِ الْخَرَاجِ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ مَا يُحْرِزُهَا ، وَ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ انْقَادَ لَهُ ، عَمَّا قَليلٍ لَيُصْبِحَنَّ مِنَ النَّادِمينَ .

أَلاَ وَ إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مَنْ عَدَلَ عَمَّا يَعْرِفُ ضُرَّهُ ، وَ إِنَّ أَشْقَاهُمْ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ .

فَاعْتَبِرُوا وَ اعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ مَا قَدَّمْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ، وَ مَا سِوى ذَلِكَ وَدِدْتُمْ لَوْ أَنَّ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ [ 7 ] .

[ 8 ] من : من عبد اللّه إلى : يحرزها ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 51 .

[ 1 ] ورد في صفين ص 107 . و أمالي الطوسي ص 221 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 498 . و نهج السعادة ج 4 ص 229 .

باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] دعوتي . ورد في صفين للمنقري ص 107 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 230 .

[ 3 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 5 ] ممّن خالفني فيه . ورد في أمالي الطوسي ص 222 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 498 .

[ 6 ] هوادة . ورد في صفين للمنقري ص 107 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 230 .

[ 7 ] آل عمران ، 30 . و وردت الفقرات في المصدرين السابقين .

[ 777 ]

[ 9 ] وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَلَيْكُمْ مَا فَرَّطْتُمْ فيهِ ، وَ أَنَّ [ 1 ] مَا كُلِّفْتُمْ بِهِ لَيَسيرٌ ، وَ أَنَّ ثَوَابَهُ لَكَثيرٌ .

وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ فيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الظُّلْمِ وَ [ 2 ] الْبَغْي وَ الْعُدْوَانِ عِقَابٌ يُخَافُ ، لَكَانَ في ثَوَابِ اجْتِنَابِهِ مَا لاَ عُذْرَ لأَحَدٍ [ 3 ] في تَرْكِ طَلَبِهِ .

فَارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَ لاَ تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ ، وَ لاَ تُكَلِّفُوهُمْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ .

وَ [ 4 ] أَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَ اصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ ، فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ الرَّعِيَّةِ ، وَ وُكَلاَءُ الأُمَّةِ ،

وَ سُفَرَاءُ الأَئِمَّةِ .

وَ لاَ تَتَّخِذُنَّ حُجَّاباً [ 5 ] ، وَ لاَ تُحْشِمُوا [ 6 ] أَحَداً عَنْ حَاجَتِهِ حَتَّى يُنْهِيَهَا إِلَيْكُمْ [ 7 ] ، وَ لاَ تَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ .

وَ لاَ تَأْخُذُوا أَحَداً بِأَحَدٍ إِلاَّ كَفيلاً عَمَّنْ كَفِلَ عَنْهُ [ 8 ] .

وَ لاَ تَبيعُنَّ لِلنَّاسِ فِي الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَ لاَ صَيْفٍ ، وَ لاَ دَابَّةً يَعْتَمِلُونَ عَلَيْهَا ، وَ لاَ عَبْداً .

وَ لاَ تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَمٍ .

وَ لاَ تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، مُصَلٍّ وَ لاَ مُعَاهِدٍ ، إِلاَّ أَنْ تَجِدُوا فَرَساً أَوْ سِلاَحاً يُعْدى بِهِ عَلى أَهْلِ الإِسْلاَمِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ ذَلِكَ في أَيْدي أَعْدَاءِ الإِسْلاَمِ ، فَيَكُونَ شَوْكَةً عَلَيْهِ .

وَ اصْبِرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلى مَا فيهِ الاِغْتِبَاطُ .

وَ إِيَّاكُمْ وَ تَأْخيرَ الْعَمَلِ وَ دَفْعَ الْخَيْرِ ، فَإِنَّ في ذَلِكَ النَّدَمَ .

وَ احْتَرِسُوا أَنْ تَعْمَلُوا أَعْمَالاً لاَ يَرْضَى اللَّهُ بِهَا عَنَّا فَيَرُدَّ عَلَيْنَا وَ عَلَيْكُمْ دُعَاءَنَا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالى

[ 9 ] من : و اعلموا أنّ ما كلّفتم به يسير و أنّ ثوابه كثير إلى : ترك طلبه . و من : فانصفوا النّاس إلى : شوكة عليه ورد في كتب الرضي تحت الرقم 51 .

[ 1 ] ورد في صفين للمنقري ص 107 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 230 .

[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 3 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 6 ] تحسموا . ورد في نسخة العام 400 ص 388 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 275 . و نسخة الآملي ص 280 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 331 . و نسخة عبده ص 597 . و نسخة العطاردي ص 465 .

[ 7 ] ورد في صفين للمنقري ص 107 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 230 .

[ 8 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 778 ]

يَقُولُ : قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً 1 .

فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا مَقَتَ قَوْماً مِنَ السَّمَاءِ هَلَكُوا فِي الأَرْضِ [ 2 ] .

[ 7 ] وَ لاَ تَدَّخِرُوا أَنْفُسَكُمْ نَصيحَةً ، وَ لاَ الْجُنْدَ حُسْنَ سيرَةٍ ، وَ لاَ الرَّعِيَّةَ مَعُونَةً ، وَ لاَ دينَ اللَّهِ قُوَّةً ، وَ أَبْلُوا في سَبيلِهِ مَا اسْتَوْجَبَ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ اصْطَنَعَ عِنْدَنَا وَ عِنْدَكُمْ أَنْ نَشْكُرَهُ بِجُهْدِنَا وَ أَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا . وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ .