كتاب له عليه السلام ( 69 ) إِلى أهل مصر لمّا ولى عليهم الأشتر رحمه اللَّه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 12 ] مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، إِلَى الْقَوْمِ [ 1 ] الَّذينَ غَضِبُوا للَّهِ حينَ عُصِيَ في أَرْضِهِ ،

وَ ذُهِبَ بِحَقِّهِ ، فَضَرَبَ الْجَوْرُ سُرَادِقَهُ [ 2 ] عَلَى الْبَرِّ وَ الْفَاجِرِ ، وَ الْمُقيمِ وَ الظَّاعِنِ ، فَلاَ مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْهِ ، وَ لاَ مُنْكَرٌ يُتَنَاهى عَنْهُ .

سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ .

فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، وَ أَسْأَلُهُ الصَّلاَةَ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ [ 3 ] .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي [ 4 ] قَدْ بَعَثْتُ [ 5 ] إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ أَشَدِّ [ 6 ] عِبَادِ اللَّهِ [ 7 ] عَزَّ وَ جَلَّ بَأْساً ،

وَ أَكْرَمِهِمْ نَسَباً [ 8 ] ، لاَ يَنَامُ أَيَّامَ الْخَوْفِ ، وَ لاَ يَنْكُلُ عَنِ الأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ ، حَذَّارَ الدَّوَائِرِ ، وَ [ 9 ] أَشَدَّ [ 10 ] عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَريقِ النَّارِ ، وَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ دَنَسٍ أَوْ عَارٍ [ 11 ] ، وَ هُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ

[ 12 ] من : من عبد اللّه إلى : يتناهى عنه . و من : أمّا بعد إلى : نابي الضّريبة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 38 .

[ 1 ] من بمصر من المسلمين . ورد في الغارات للثقفي ص 166 . و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 75 .

[ 2 ] برواقه . ورد في الغارات ص 170 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 77 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 606 . و نهج السعادة ج 5 ص 49 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في الغارات ص 166 و 171 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 72 . و الاختصاص ص 80 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 75 و 77 .

و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 606 و 617 . و نهج السعادة ج 5 ص 45 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 166 . و الاختصاص للمفيد ص 80 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 75 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 617 .

[ 5 ] وجّهت . ورد في الغارات ص 171 . و الاختصاص للمفيد ص 80 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 77 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 606 .

[ 6 ] ورد في الغارات ص 166 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 75 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 617 .

[ 7 ] عبيد اللّه . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 72 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 617 .

[ 8 ] ورد في الغارات ص 166 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 75 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 617 . باختلاف يسير .

[ 9 ] ورد في الغارات ص 166 و 171 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 72 . و الاختصاص ص 80 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 77 .

و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 617 . و نهج السعادة ج 5 ص 49 .

[ 10 ] أضرّ . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 .

[ 11 ] ورد في الغارات ص 166 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 75 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 597 و 617 .

[ 861 ]

الأَشْتَرِ [ 1 ] أَخُو مَذْحِجٍ ، فَاسْمَعُوا لَهُ ، وَ أَطيعُوا أَمْرَهُ فيمَا طَابَقَ الْحَقَّ ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ، لاَ كَليلُ الظُّبَةِ ، وَ لاَ نَابِي [ 2 ] الضَّريبَةِ .

حَليمٌ فِي الْجِدِّ ، رَزينٌ فِي الْحَرْبِ .

لاَ تَسْتَوْهِبُهُ بِدْعَةٌ ، وَ لاَ تُثْنيهِ يَدُ غِوَايَةٍ .

ذُو رَأْيٍ أَصيلٍ ، وَ صَبْرٍ جَميلٍ [ 3 ] .

[ 7 ] فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا ، وَ إِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقيمُوا فَأَقيمُوا ، وَ إِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَجْمَحُوا فَاجْمَحُوا [ 4 ] ، فَإِنَّهُ لاَ يُقْدِمُ وَ لاَ يُحْجِمُ ، وَ لاَ يُؤَخِّرُ وَ لاَ يُقَدِّمُ ، إِلاَّ عَنْ أَمْري .

وَ قَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلى نَفْسي لِنَصيحَتِهِ لَكُمْ ، وَ شِدَّةِ شَكيمَتِهِ عَلى عَدُوِّكُمْ .

عَصَمَكُمُ اللَّهُ بِالْحَقِّ وَ الْهُدى وَ ثَبَّتَكُمْ عَلَى الْيَقينِ وَ التَّقْوى ، وَ وَفَّقَنَا وَ إِيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ وَ يَرْضى .

وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 5 ] .