خطبة له عليه السلام ( 28 ) الموسومة بالمونقة ارتجلها خالية من حرف الألف من غير سابق فكر و لا تقدّم رويّة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ حَمِدْتُ وَ عَظَّمْتُ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّتُهُ ، وَ سَبَغَتْ نِعْمَتُهُ ، وَ تَمَّتْ كَلِمَتُهُ ، وَ نَفَذَتْ مَشِيَّتُهُ ، وَ بَلَغَتْ حُجَّتُهُ ،

وَ عَدَلَتْ قَضِيَّتُهُ ، وَ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ .

حَمِدْتُهُ حَمْدَ عَبْدٍ مُقِرٍّ بِرُبُوبِيَّتِهِ ، مُتَخَضِّعٍ لِعُبُوديَّتِهِ ، مُتَنَصِّلٍ مِنْ خَطيَّتِهِ ، مُعْتَرِفٍ بِتَوْحيدِهِ ،

مُسْتَعيذٍ مِنْ وَعيدِهِ ، مُؤَمِّلٍ مِنْ رَبِّهِ مَغْفِرَةً تُنْجيهِ ، يَوْمَ يَشْغَلُ كُلٌّ عَنْ فَصيلَتِهِ وَ بَنيهِ .

وَ نَسْتَعينُهُ وَ نَسْتَرْشِدُهُ وَ نَسْتَهْديهِ ، وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ .

وَ شَهِدْتُ لَهُ شُهُودَ مُخْلِصٍ مُوقِنٍ ، وَ فَرَّدْتُهُ تَفْريدَ مُؤْمِنٍ مُتَيَقِّنٍ ، وَ وَحَّدْتُهُ تَوْحيدَ عَبْدٍ مُذْعِنٍ .

لَيْسَ لَهُ شَريكٌ في مُلْكِهِ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ في صُنْعِهِ .

جَلَّ عَنْ مُشيرٍ وَ وَزيرٍ ، وَ تَنَزَّهَ عَنْ عَوْنِ مُعينٍ وَ نَصيرٍ وَ نَظيرٍ .

عَلِمَ فَسَتَرَ ، وَ بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَ مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَ مَلِكَ فَقَهَرَ ، وَ عُصِيَ فَغَفَرَ ، وَ عُبِدَ فَشَكَرَ ، وَ حَكَمَ فَعَدَلَ ،

وَ تَكَرَّمَ فَتَفَضَّلَ .

لَمْ يَزَلْ وَ لَنْ يَزُولَ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ، وَ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، وَ بَعْدَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ .

رَبُّ مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ ، مُتَمَكِّنٌ بِقُوَّتِهِ ، مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ ، مُتَكَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ .

لَيْسَ يُدْرِكُهُ بَصَرٌ ، وَ لَيْسَ يُحيطُ بِهِ نَظَرٌ .

قَوِيُّ مَنيعٌ ، بَصيرٌ سَميعٌ ، عَلِيُّ حَكيمٌ ، رَؤُوفٌ رَحيمٌ ، عَزيزٌ عَليمٌ .

[ 1 ] ورد في القطرة من مناقب النبي و العترة للمستنبط ج 2 ص 179 . و فضائل آل الرسول لحسون الدلفي ص 6 . و كتاب سلوني قبل أن تفقدوني للخطيب الحكيمي ج 2 ص 400 عن المناقب لابن شهراشوب و الكلبي و ابن بابويه رواية عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام و هو يحدث أصحابه عن خطبة جده هذه .

[ 339 ]

عَجَزَ عَنْ وَصْفِهِ مَنْ يَصِفُهُ ، وَ ضَلَّ في نَعْتِهِ مَنْ يَعْرِفُهُ .

قَرُبَ فَبَعُدَ ، وَ بَعُدَ فَقَرُبَ .

يُجيبُ دَعْوَةَ مَنْ يَدْعُوهُ ، وَ يَرْزُقُ عَبْدهُ وَ يَحْبُوهُ .

ذُو لُطْفٍ خَفِيٍّ ، وَ بَطْشٍ قَوِيٍّ ، وَ رَحْمَةٍ مُوسَعَةٍ ، وَ عُقُوبَةٍ مُوجِعَةٍ .

رَحْمَتُهُ جَنَّةٌ عَريضَةٌ مُونَقَةٌ ، وَ عُقُوبَتُهُ جَحيمٌ مَمْدُودَةٌ مُوبِقَةٌ .

وَ شَهِدْتُ بِبَعْثِ مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ ، وَ صَفِيِّهِ وَ نَبِيِّهِ ، وَ حَبيبِهِ وَ خَليلِهِ ، صَلَّى عَلَيْهِ صَلاَةً تُحْظيهِ ، وَ تُزْلِفُهُ وَ تُعْليهِ ، وَ تُقَرِّبُهُ وَ تُدْنيهِ .

بَعَثَهُ في خَيْرِ عَصْرٍ ، وَ حينِ فَتْرَةٍ وَ كُفْرٍ ، رَحَمَةً مِنْهُ لِعَبيدِهِ ، وَ مِنَّةً لِمَزيدِهِ .

خَتَمَ بِهِ نُبُوَّتَهُ ، وَ وَضَّحَ بِهِ حُجَّتَهُ ، فَوَعَظَ وَ نَصَحَ ، وَ بَلَّغَ وَ كَدَحَ .

رَؤُوفٌ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَحيمٌ ، سَخِيٌّ ، رَضِيٌّ ، وَلِيٌّ ، زَكِيٌّ .

عَلَيْهِ رَحْمَةٌ وَ تَسْليمٌ ، وَ بَرَكَةٌ وَ تَكْريمٌ ، مِنْ رَبٍّ غَفُورٍ رَحيمٍ ، قَريبٍ مُجيبٍ .

وَصَّيْتُكُمْ مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَني بِوَصِيَّةِ رَبِّكُمْ ، وَ ذَكَّرْتُكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ . فَعَلَيْكُمْ بِرَهْبَةٍ تَسْكُنْ قُلُوبَكُمْ ، وَ خَشْيَةٍ تُذْري دُمُوعَكُمْ ، وَ تَقِيَّةٍ تُنْجيكُمْ ، قَبْلَ يَوْمِ يُذْهِلُكُمْ وَ يُبْلِدُكُمْ ، يَوْمَ يَفُوزُ فيهِ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُ حَسَنَتِهِ ، وَ خَفَّ وَزْنُ سَيِّئَتِهِ .

وَ لْتَكُنْ مَسْأَلَتُكُمْ وَ تَمَلُّقُكُمْ مَسْأَلَةَ [ 1 ] ذُلٍّ وَ خُضُوعٍ ، وَ شُكْرٍ وَ خُشُوعٍ ، بِتَوْبَةٍ وَ نُزُوعٍ ، وَ نَدَمٍ وَ رُجُوعٍ .

وَ لْيَغْتَنِمْ كُلُّ مُغْتَنِمٍ مِنْكُمْ صِحَّتَهُ قَبْلَ سَقَمِهِ ، وَ شَبيبَتَهُ قَبْلَ هَرَمِهِ ، وَ سَعَتَهُ قَبْلَ فَقْرِهِ ، وَ فَرْغَتَهُ قَبْلَ شُغُلِهِ ، وَ حَضَرَهُ قَبْلَ سَفَرِهِ ، وَ حَيَاتَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ .

مِنْ قَبْلَ يَكْبُرُ وَ يَهْرَمُ ، وَ يَمْرَضُ وَ يَسَقُمُ ، وَ يَمَلُّهُ طَبيبُهُ ، وَ يُعْرِضُ عَنْهُ حَبيبُهُ ، وَ يَنْقَطِعُ عُمُرُهُ ،

وَ يَتَغَيَّرُ عَقْلُهُ ، ثُمَّ قيلَ : هُوَ مَوْعُوكٌ ، وَ جِسْمُهُ مَنْهُوكٌ .

ثُمَّ جَدَّ نَزْعٌ شَديدٍ ، وَ حَضَرَهُ كُلُّ حَبيبٍ قَريبٍ وَ بَعيدٍ ، فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ ، وَ طَمَحَ بِنَظَرِهِ ، وَ رَشَحَ جَبينُهُ ، وَ عَطَفَ عَرينُهُ [ 2 ] ، وَ سَكَنَ حَنينُهُ ، وَ حَزَنَتْهُ نَفْسُهُ ، وَ بَكَتْهُ عِرْسُهُ ، وَ حُفِرَ رَمْسُهُ ، وَ يَتِمَ مِنْهُ وَلَدُهُ ،

[ 1 ] إن قيل أن وجود هذه الكلمة تخالف خلوّ الخطبة من حرف الألف ، قلنا إن أدب الكتابة القرآنية لا يحتسب هذا ، ففي القرآن الكريم تكتب هكذا : « مسئلة » .

[ 2 ] خطف عرنينه . ورد في كفاية الطالب ص 395 . و كنز العمال ج 16 ص 211 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 30 . باختلاف يسير .

[ 340 ]

وَ تَفَرَّقَ عَنْهُ عَدَدُهُ ، وَ قُسِمَ جَمْعُهُ ، وَ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ سَمْعُهُ ، وَ مُدِّدَ وَ جُرِّدَ ، وَ عُرِّيَ وَ غُسِّلَ ، وَ نُشِّفَ وَ سُجِّيَ ،

وَ بُسِطَ لَهُ وَ هُيِ‏ءَ ، وَ نُشِرَ عَلَيْهِ كَفَنُهُ ، وَ شُدَّ مِنْهُ ذَقَنُهُ ، وَ قُمِّصَ وَ عُمِّمَ ، وَ وُدِّعَ وَ سُلِّمَ ، وَ حُمِلَ فَوْقَ سَريرٍ ،

وَ صُلِّيَ عَلَيْهِ بِتَكْبيرٍ ، بِغَيْرِ سُجُودٍ وَ تَعْفيرٍ .

وَ نُقِلَ مِنْ دُورٍ مُزَخْرَفَةٍ ، وَ قُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ ، وَ حُجُرٍ مُنَجَّدَةٍ ، فَجُعِلَ في ضَريحٍ مَلْحُودٍ ، وَ ضَيِّقٍ مَوْصُودٍ ، بِلَبِنٍ مَنْضُودٍ ، مُسَقَّفٍ بِجُلْمُودٍ ، وَ هيلَ عَلَيْهِ عَفَرُهُ ، وَ حُثِيَ عَلَيْهِ مَدَرُهُ .

فَتَحَقَّقَ حَظَرُهُ ، وَ نُسِيَ خَبَرُهُ ، وَ رَجَعَ عَنْهُ وَلِيُّهُ وَ صَفِيُّهُ ، وَ نَديمُهُ وَ نَسيبُهُ ، وَ تَبَدَّلَ بِهِ قَرينُهُ وَ حَبيبُهُ .

فَهُوَ حَشْوُ قَبْرٍ ، وَ رَهينُ قَفْرٍ ، يَسْعى بِجِسْمِهِ دُودُ قَبْرِهِ ، وَ يَسيلُ صَديدُهُ عَلى صَدْرِهِ وَ نَحْرِهِ .

وَ يَسْحَقُ تُرْبُهُ لَحْمَهُ ، وَ يُنَشِّفُ دَمَهُ ، وَ يَرُمُّ عَظْمَهُ ، حَتَّى يَوْمِ حَشْرِهِ .

فَيُنْشَرُ مِنْ قَبْرِهِ حينَ يُنْفَخُ في صُورٍ ، وَ يُدْعى لِحَشْرٍ وَ نُشُورٍ .

فَثَمَّ بُعْثِرَتْ قُبُورٌ ، وَ حُصِّلَتْ سَريرَةُ صُدُورٍ ، وَجي‏ءَ بِكُلِّ نَبِيٍّ وَ صِدّيقٍ وَ شَهيدٍ وَ نَطيقٍ ، وَ تَوَحَّدَ لِلْفَصْلِ رَبٌّ قَديرٌ ، بِعَبْدِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ .

فَكَمْ مِنْ زَفْرَةٍ تُضْنيهِ ، وَ حَسْرَةٍ تُنْضيهِ ، في مَوْقِفٍ مَهُولٍ ، وَ مَشْهَدٍ جَليلٍ ، بَيْنَ يَدَيْ مَلِكٍ عَظيمٍ ،

وَ بِكُلِّ صَغيرَةٍ وَ كَبيرَةٍ عَليمٌ .

فَحينَئِذٍ يُلْجِمُهُ عَرَقُهُ ، وَ يُحْصِرُهُ قَلَقُهُ .

عَبْرَتُهُ غَيْرُ مَرْحُومَةٍ ، وَ صَرْخَتُهُ غَيْرُ مَسْمُوعَةٍ ، وَ حُجَّتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ .

زَلَّتْ جَريدَتُهُ ، وَ نُشِرَتْ صَحيفَتُهُ ، وَ تَبَيَّنَتْ جَريرَتُهُ ، حَيْثُ نَظَرَ في سُوءِ عَمَلِهِ ، وَ شَهِدَتْ عَلَيْهِ عَيْنُهُ بِنَظَرِهِ ، وَ يَدُهُ بِبَطْشِهِ ، وَ رِجْلُهُ بِخَطْوِهِ ، وَ فَرْجُهُ بِلَمْسِهِ ، وَ جِلْدُهُ بِمَسِّهِ ، وَ نَطَقَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ بِسُوءِ عَمَلِهِ .

وَ يُهَدِّدُهُ مُنْكَرٌ وَ نَكيرٌ ، وَ كُشِفَ لَهُ عَنْ حَيْثُ يَصيرُ .

فَسُلْسِلَ جيدُهُ ، وَ غُلَّتْ يَدُهُ ، وَ سيقَ وَحْدَهُ ، فَوَرَدَ جَهَنَّمَ بِكَرْبٍ وَ شِدَّةٍ ، فَظَلَّ يُعَذَّبُ في جَحيمٍ ،

وَ يُسْقى شَرْبَةً مِنْ حَميمٍ ، تَشْوي وَجْهَهُ ، وَ تَسْلَخُ جِلْدَهُ ، وَ تَضْرِبُهُ زِبْنِيَةٌ بِمَقْمَعٍ مِنْ حَديدٍ ، وَ يَعُودُ جِلْدُهُ بَعْدَ نُضْجِهِ كَجِلْدٍ جَديدٍ .

يَسْتَغيثُ فَتُعْرِضُ عَنْهُ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ ، وَ يَسْتَصْرِخُ فَيَلْبَثُ حُقَبَةً يَنْدَمُ .

نَعُوذُ بِرَبٍّ قَديرٍ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ مَصيرٍ .

[ 341 ]

وَ نَسْأَلُهُ عَفْوَ مَنْ رَضِيَ عَنْهُ ، وَ مَغْفِرَةَ مَنْ قَبِلَ مِنْهُ ، فَهُوَ وَلِيُّ مَسْأَلَتي ، وَ مُنْجِحُ طَلِبَتي .

فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ تَعْذيبِ رَبِّهِ سَكَنَ في جَنَّتِهِ بِقُرْبِهِ ، وَ خُلِّدَ في قُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ ، وَ مُلِّكَ بِحُورٍ عينٍ وَ حَفَدَةٍ ، وَ طيفَ عَلَيْهِ بِكُؤُوسٍ ، وَ أُسْكِنَ في حَظيرَةِ قُدْسٍ في فِرْدَوْسٍ ، وَ تَقَلَّبَ في نَعيمٍ ، وَ سُقِيَ مِنْ تَسْنيمٍ ، وَ شَرِبَ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبيلٍ ، مَمْزُوجَةٍ لَهُ بِزَنْجَبيلٍ ، مَخْتُومَةٍ بِمِسْكٍ وَ عَبيرٍ ، مُسْتَديمٍ لِلْحُبُورِ ،

مُسْتَشْعِرٍ لِلسُّرُورِ .

وَ يَشْرَبُ مِنْ خَمْرٍ مُعْذَوْذَبٍ شِرْبُهُ في رَوْضٍ مُغْدِقٍ ، لَيْسَ يُصْدَعُ مَنْ شَرِبَهُ ، وَ لَيْسَ يُنْزِفُ لُبَّهُ .

هذِهِ مَنْزِلَةُ مَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ، وَ حَذَّرَ نَفْسَهُ مَعْصِيَتَهُ ، وَ تِلْكَ عُقُوبَةُ مَنْ جَحَدَ مُنْشيهِ ، وَ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ مَعْصِيَةَ مُبْديهِ .

ذَلِكَ قَوْلٌ فَصْلٌ ، وَ حُكْمٌ عَدْلٌ ، وَ خَيْرُ قَصَصٍ قُصَّ ، وَ وَعْظٍ نُصَّ ، تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ 1 ،

نَزَلَ بِهِ رُوحُ قُدُسٍ مُبينٍ ، مِنْ عِنْدِ رَبٍّ كَريمٍ عَلى قَلْبِ نَبِيٍّ مُهَذَّبٍ مُهْتَدٍ رَشيدٍ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ رُسُلٌ سَفَرَةٌ ، مُكَرَّمُونَ بَرَرَةٌ .

عُذْتُ بِرَبٍّ عَليمٍ حَكيمٍ ، قَديرٍ كَريمٍ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ عَدُوٍّ لَعينٍ رَجيمٍ .

فَلْيَتَضَرَّعْ مُتَضَرِّعُكُمْ ، وَلْيَبْتَهِلْ مُبْتَهِلُكُمْ ، وَ لْيَسْتَغْفِرْ كُلُّ مَرْبُوبٍ مِنْكُمْ لي وَ لَكُمْ .

وَ حَسْبي رَبّي وَحْدَهُ .

ثم قرأ عليه السلام :

تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةِ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَ لاَ فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ [ 2 ] .

-----------
( 1 ) فصّلت ، 42 .

[ 2 ] القصص ، 83 . و وردت الخطبة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص 140 . و كفاية الطالب ص 394 . و البحار ج 9 ص 464 . و كنز العمال ج 16 ص 209 . و المصباح ج 2 ص 579 . و منهاج البراعة ج 1 ص 70 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 38 . و نهج السعادة ج 1 ص 87 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 28 . و نهج البلاغة الثاني ص 75 . باختلاف يسير .

[ 342 ]