خطبة له عليه السلام ( 52 ) في بعض أيام صفّين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 9 ] مَعَاشِرَ الْمُسْلِمينَ ، فيمَا الْنَخَعُ وَ الْخَنَعُ ؟ .

يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ ؟ . بِمَا تَعْجَبُونَ ؟ .

هَلْ هِيَ إِلاَّ أَشْخَاصٌ مَائِلَةٌ ، [ وَ ] جُثَثٌ مَاثِلَةٌ ، فيهَا قُلُوبٌ طَائِرَةٌ ، مُزَخْرَفَةٌ بِتَمْويهِ الْخَاسِرينَ ،

وَ رِجْلُ جَرَادٍ زَفَتْ بِهِ ريحُ صَبَا ، وَ لَفيفٌ سُدَاهُ الشَّيْطَانُ وَ لُحْمَتُهُ الضَّلاَلَةُ ، وَ صَرَخَ بِهِمْ نَاعِقُ الْبِدْعَةِ ،

وَ فيهِمْ خَوَرُ الْبَاطِلِ ، وَ ضَحْضَةُ الْمُكَاثِرِ .

فَلَوْ قَدْ مَسَّهَا قُلُوبُ أَهْلِ الْحَقِّ لَرَأَيْتُمُوهَا كَجَرَادٍ بِقيعَةٍ ، سَفَتْهُ الرّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ ، وَ لَوْ قَدِمَتْهَا سُيُوفُ أَهْلِ الْحَقِّ لَتَهَافَتَتْ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ .

أَلاَ فَ [ 5 ] اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ ، وَ تَجَلْبَبُوا السَّكينَةَ ، وَ ادَّرِعُوا الصَّبْرَ ، وَ أَميتُوا الأَصْوَاتَ [ 6 ] ،

وَ عَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ ، فَإِنَّهُ اَنْبى لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ ، وَ أَكْمِلُوا اللاَّمَةَ ، وَ قَلْقِلُوا [ 7 ] السُّيُوفَ في أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا ، وَ الْحَظُوا الْخَزَرَ ، وَ اطْعَنُوا الشَزَرَ .

[ 8 ] من : و إنّي إلى : لقطا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .

[ 9 ] معاشر المسلمين . و من : إستشعروا إلى : صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 66 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 282 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 13 ص 164 .

[ 3 ] ألفظه لفظا . ورد في نسخة العام 400 ص 106 . و هامش نسخة نصيري ص 47 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 109 .

و متن منهاج البراعة ج 5 ص 66 . و نسخة العطاردي عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 4 ] ورد في تاريخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 321 .

[ 5 ] ورد في عيون الأخبار ج 2 ص 110 . و مروج الذهب ج 2 ص 389 . و كنز العمال ج 11 ص 346 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 480 و 481 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 54 عن بشارة المصطفى للطوسي . باختلاف يسير .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . و منهاج البراعة للخوئي ج 15 ص 254 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 229 .

[ 7 ] أقلقوا . ورد في مروج الذهب ج 2 ص 389 . و دستور معالم الحكم ص 124 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 186 و 187 . و منهاج البراعة للخوئي ج 15 ص 254 . و نهج السعادة ج 2 ص 230 .

[ 466 ]

وَ نَافِحُوا [ 1 ] عَنْ دينِكُمْ [ 2 ] بِالظُّبَا ، وَ صِلُوا السُّيُوفَ بِالْخُطَا ، وَ الرِّمَاحَ بِالنِّبَالِ [ 3 ] ، وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِعَيْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 4 ] ، وَ مَعَ ابْنِ عَمِّ [ 5 ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

وَ انْتَصِرُوا بِاللَّهِ تَظْفَرُوا وَ تُنْصَرُوا [ 6 ] .

[ 12 ] وَ اللَّهُ مُسْتَأْديكُمْ شُكْرَهُ ، وَ مُوَرِّثُكُمْ أَمْرَهُ ، وَ مُمْهِلُكُمْ في مِضْمَارٍ مَحْدُودٍ [ 7 ] لِتَتَنَازَعُوا سَبَقَهُ ،

فَشُدُّوا عُقَدَ الْمَآزِرِ ، وَ اطْوُوا فُضُولَ الْخَوَاصِرِ .

لاَ تَجْتَمِعُ عَزيمَةٌ وَ وَليمَةٌ .

مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْم ، وَ أَمْحَى الظُّلَمَ لِتَذَاكيرِ الْهِمَمِ .

[ 13 ] فَعَاوِدُوا الْكَرَّ ، وَ اسْتَحْيُوا مِنَ الْفَرِّ ، فَإِنَّهُ عَارٌ فِي الأَعْقَابِ ، وَ نَارٌ يَوْمَ الْحِسَابِ ، وَ طيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ نَفْساً ، وَ اطْوُوا عَنِ الْحَيَاةِ كَشْحاً [ 8 ] ، وَ امْشُوا إِلَى الْمَوْتِ مَشْياً سَجْحاً [ 9 ] .

وَ عَلَيْكُمْ [ 10 ] بِهذَا السَّوَادِ الأَعْظَمِ ، وَ السُّرَادِقِ الأَدْلَمِ [ 11 ] ، وَ الرِّوَاقِ الْمُطَنَّبِ ، فَاضْرِبُوا ثَبَجَهُ ،

[ 12 ] من : و اللّه إلى : الهمم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 241 . و تكرر ما أنقض . . . اليوم في الحكم تحت الرقم 440 .

[ 13 ] من : فعاودوا إلى : أعمالكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 66 .

[ 1 ] ضاربوا . ورد في غرر الحكم ج 1 ص 463 . و ورد كافحوا في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 480 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفى للطوسي .

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 463 .

[ 3 ] ورد في مروج الذهب ج 2 ص 389 . و دستور معالم الحكم ص 124 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 186 . و كنز العمال ج 11 ص 347 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 480 و 481 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 و ج 15 ص 254 . و نهج السعادة ج 2 ص 231 و ج 8 ص 351 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفى للطوسي . باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 480 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 294 عن بشارة المصطفى للطوسي .

[ 5 ] أخي . ورد في المصادر السابقة . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفى للطوسي .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 463 .

[ 7 ] ممدود . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 228 . و نسخة نصيري ص 151 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 269 . و نسخة الأسترابادي ص 376 . و نسخة الصالح ص 358 . و نسخة العطاردي ص 256 .

[ 8 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 481 . و نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 352 .

[ 9 ] سجحا . ورد في نسخة العام 400 ص 61 . و نسخة ابن المؤدب ص 43 . و هامش نسخة نصيري ص 23 . و نسخة الآملي ص 45 . و نسخة الأسترابادي ص 65 . و نسخة عبده ص 167 . و نسخة الصالح ص 97 .

[ 10 ] دونكم . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 269 .

[ 11 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 480 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفى للطوسي .

[ 467 ]

فَإِنَّ الشَّيْطَانَ كَامِنٌ في كِسْرِهِ ، رَاكِبٌ صَعيدَيْهِ ، نَافِشٌ حِضْنَيْهِ ، وَ مُفْتَرِشٌ ذِرَاعَيْهِ [ 1 ] ، قَدْ قَدَّمَ لِلْوَثْبَةِ يَداً ، وَ أَخَّرَ لِلنُّكُوصِ رِجْلاَ [ 2 ] .

فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَنْجَلِيَ لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ ، [ وَ ] يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ [ 3 ] ، وَ أَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ ، وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ 4 .

و أنشأ عليه السلام يقول :

إِذَا الْمُشْكِلاَتُ تَصَدَّيْنَ لي
كَشَفْتُ غَوَامِضَهَا بِالنَّظَر

وَ إِنْ بَرَقَتْ في مَخيلِ الظُّنُونِ
عَمْيَاءَ لاَ يَجْتَليهَا الْفِكَر

مُقَنَّعَةً بِغُيُوبِ الأُمُورِ
وَضَعْتُ عَلَيْهَا حُسَامَ الْعِبَر

مَعي أَصْمَعٌ كَضُبَى الْمُرْهِقَاتِ
أَفْري بِهِ عَنْ بَنَاتِ السِّتَر

لِسَانٌ كَشِقْشِقَةِ الأَرْحَبِيِّ
أَوْ كَالْحُسَامِ الْيَمَانِي الذَّكَر

وَ لَكِنَّني مُدْرِهُ الأَصْغَرَيْنِ
أَقيسُ بِمَا قَدْ مَضى مِنْ غَبَر

وَ لَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِي الرِّجَالِ أُسَا
ئِلُ هذَا وَ ذَا مَا الْخَبَر

ثم قال عليه السلام :

أَلاَ إِنَّ خِضَابَ النِّسَاءِ الحِنَّاءُ وَ خِضَابَ الرِّجَالِ الدِّمَاءُ .

أَلاَ إِنَّهَا إِحَنٌ بَدْرِيَّةٌ ، وَ ضَغَائِنُ أُحُدِيَّةٌ ، وَ أَحْقَادُ جَاهِلِيَّةٌ ، وَثَبَ بِهَا مُعَاوِيَةُ حينَ الْغَفْلَةِ لِيَذْكُرَ بِهَا ثَارَاتِ بَني عَبْدِ شَمْسٍ ، فَ قَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ 5 .

هؤُلاَءِ الْقَوْمُ هُمْ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ . قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْديكُمْ وَ يُخْزِهِمْ وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ 6 .

أَلاَ فَسَوُّوا بَيْنَ الرُّكَبِ ، وَ عَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ ، وَ اضْرِبُوا الْقَوَانِصَ [ 7 ] بِالصَّوَارِمِ ، وَ أَشْرِعُوا

[ 1 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 124 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 186 و 188 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 481 . و منهاج البراعة ج 5 ص 28 . و نهج السعادة ج 2 ص 233 ، و ج 8 ص 352 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 55 عن بشارة المصطفى للطوسي . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] لقد قدّم للوثبة رجلا ، و أخّر للنّكوص أخرى . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 269 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 269 .

-----------
( 4 ) سورة محمد ، 35 .

-----------
( 5 ) التوبة ، 12 .

-----------
( 6 ) التوبة ، 14 .

[ 7 ] القوابض . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 354 .

[ 468 ]

الرِّمَاحَ فِي الْجَوَانِحِ .

هَا أَنَا شَادٌّ فَشُدُّوا . بِسْمِ اللَّهِ . حم . لاَ يُنْصَرُونَ [ 1 ] .