بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ وَ عَائِشَةَ .
سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ [ 3 ] .
[ 8 ] أَمَّا بَعْدُ ، يَا طَلْحَةُ وَ يَا زُّبَيْرُ [ 4 ] ، فَقَدْ عَلِمْتُمَا ، وَ إِنْ كَتَمْتُمَا ، أَنّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُوني ،
وَ لَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُوني [ 5 ] .
وَ إِنَّكُمَا مِمَّنْ أَرَادَني وَ بَايَعَني .
وَ إِنَّ الْعَامَّةَ لَمْ تُبَايِعْني لِسُلْطَانٍ غَالِبٍ [ 6 ] ، وَ لاَ لِعَرَضٍ [ 7 ] حَاضِرٍ .
[ 8 ] من : أمّا بعد ، فقد إلى : الكتمان ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 54 .
[ 1 ] لم يفرح . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 494 .
[ 2 ] فرحته . ورد في المصدر السابق .
[ 3 ] ورد في تذكرة الخواص ص 70 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 130 . و نهج البلاغة الثاني ص 230 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و نور الأبصار للشبلنجي ص 101 . باختلاف يسير .
[ 5 ] أكرهوني . ورد في الفتوح ج 2 ص 465 . و مناقب الخوارزمي ص 116 . و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 179 . و تذكرة الخواص ص 70 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 392 .
[ 6 ] غاصب . ورد في نسخة العام 400 ص 412 . و نسخة ابن المؤدب ص 292 . و هامش نسخة الآملي ص 298 . و نسخة الأسترابادي ص 489 . و نسخة عبده ص 626 . و نسخة الصالح ص 445 . و نسخة العطاردي ص 384 .
[ 7 ] لحرص . ورد في نسخة العام 400 ص 412 . و نسخة ابن المؤدب ص 292 . و هامش نسخة الآملي ص 298 . و نسخة ابن أبي الحديد ج 17 ص 131 . و نسخة الأسترابادي ص 489 . و هامش نسخة عبده ص 626 . و نسخة العطاردي ص 384 عن هامش نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد ، و عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند ، و عن شرح السرخسي .
[ 783 ]
فَإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَاني طَائِعَيْنِ ، فَارْجِعَا عَمَّا أَنْتُمَا عَلَيْهِ [ 1 ] وَ تُوبَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 2 ] مِنْ قَريبٍ ، وَ إِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَاني كَارِهَيْنِ ، فَقَدْ جَعَلْتُمَا لي عَلَيْكُمَا السَّبيلَ بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ ،
وَ إِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ .
وَ لَعَمْري ، مَا كُنْتُمَا بَأَحَقِّ الْمُهَاجِرينَ بِالتَّقِيَّةِ وَ الْكِتْمَانِ .
إِنَّكَ ، يَا زُبَيْرُ ، لَفَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ حَوَارِيُّهُ [ 3 ] .
وَ إِنَّكَ ، يَا طَلْحَةُ ، لَشَيْخُ الْمُهَاجِرينَ [ 4 ] .
[ 8 ] وَ إِنَّ دَفْعَكُمَا هذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلاَ فيهِ كَانَ أَوْسَعَ عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْهُ بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِهِ .
وَ قَدْ عَرَفْتُمَا مَنْزِلَتي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [ 5 ] .
وَ قَدْ زَعَمْتُمَا أَنّي قَتَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ [ 6 ] .
فَبَيْني وَ بَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنّي وَ عَنْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدينَةِ ، ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ .
وَ قَدْ زَعَمْتُمَا أَنّي آوَيْتُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ .
فَهؤُلاَءِ بَنُو عُثْمَانَ أَوْلِيَاؤُهُ ، فَلْيَدْخُلُوا في طَاعَتي ، ثُمَّ يُخَاصِمُوا إِلَيَّ قَتَلَةَ أَبيهِمْ .
وَ مَا أَنْتُمَا وَ عُثْمَانَ إِنْ كَانَ قُتِلَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً ؟ .
وَ قَدْ بَايَعْتُمَاني وَ أَنْتُمَا بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ قَبيحَتَيْنِ :
نَكْثِ بَيْعَتِكُمَا ، وَ إِخْرَاجِكُمَا أُمَّكُمَا مِنْ بَيْتِهَا الَّذي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالى أَنْ تَقَرَّ فيهِ . وَ اللَّهُ حَسْبُكُمَا [ 7 ] .
[ 8 ] من : و إنّ دفعكما إلى : ما احتمل ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 54 .
[ 1 ] ورد في تذكرة الخواص ص 70 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 392 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 130 . و نهج البلاغة الثاني ص 230 .
[ 2 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 392 .
[ 3 ] قريش . ورد في الفتوح ج 2 ص 465 . و المناقب للخوارزمي ص 116 . و تذكرة الخواص ص 71 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 392 . و نور الأبصار ص 101 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 130 . و نهج البلاغة الثاني ص 230 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 90 . و نهج السعادة ج 4 ص 63 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في المناقب للخوارزمي ص 116 .
[ 6 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 465 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 392 .
[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 90 . و نور الأبصار ص 101 . و نهج السعادة ج 4 ص 63 . باختلاف .
[ 784 ]
[ 6 ] فَارْجِعَا ، أَيُّهَا الشَّيْخَانِ ، عَنْ رَأْيِكُمَا ، فَإِنَّ الآنَ أَعْظَمَ أَمْرِكُمَا الْعَارُ ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْتَمِعَ الْعَارُ وَ النَّارُ .
وَ أَنْتِ يَا عَائِشَةُ ، فَإِنَّكِ خَرَجْتِ مِنْ بَيْتِكِ عَاصِيَةً للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَطْلُبينَ أَمْراً كَانَ عَنْكِ مَوْضُوعاً ، ثُمَّ تَزْعُمينَ أَنَّكِ تُريدينَ الإِصْلاَحَ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ .
فَخَبِّريني مَا لِلنِّسَاءِ وَ قَوْدِ الْجُيُوشِ [ 1 ] ، وَ الْبُرُوزِ لِلرِّجَالِ ، وَ الْوُقُوعِ بَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ؟ .
وَ طَلَبْتِ ، عَلى زَعْمِكِ ، دَمَ عُثْمَانَ . وَ مَا أَنْتِ وَ ذَاكَ ، عُثْمَانُ رَجُلٌ مِنْ بَني أُمَيَّةَ ، وَ أَنْتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَني تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ ؟ .
ثُمَّ أَنْتِ بِالأَمْسِ تَقُولينَ في مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : اقْتُلُوا نَعْثَلاً ، قَتَلَهُ اللَّهُ ، فَقَدْ كَفَرَ . ثُمَّ تَطْلُبينَ الْيَوْمَ بِدَمِهِ .
وَ لَعَمْري ، إِنَّ الَّذي عَرَّضَكِ لِلْبَلاَءِ ، وَ حَمَلَكِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، لأَعْظَمُ إِلَيْكِ ذَنْباً مِنْ قَتَلَهِ عُثْمَانَ .
وَ مَا غَضِبْتِ حَتى أُغْضِبْتِ ، وَ لاَ هِجْتِ حَتَّى هُيِّجْتِ ، فَاتَّقِي اللَّهَ ، يَا عَائِشَةُ ، وَ ارْجِعي إِلى بَيْتِكِ ،
وَ اسْبِلي عَلَيْكِ سِتْرَكِ [ 2 ] . وَ السَّلاَمُ .