و قد بلغه أنه دُعي إلى وليمة رجل من أهلها فمضى إليها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ .
سَلاَمٌ عَلَيْكَ [ 3 ] .
[ 7 ] أَمَّا بَعْدُ ، يَا ابْنَ حُنَيْفٍ ، فَقَدْ بَلَغَني أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ [ 4 ] الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إِلى مَأْدَبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا ، تُسْتَطَابُ لَكَ الأَلْوَانُ ، وَ تُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَانُ ، فَكَرَعْتَ وَ أَكَلْتَ أَكْلَ ذِئْبٍ نَهِمٍ [ 5 ] وَ ضَبُعٍ قَرِمٍ .
وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجيبُ إِلى [ 6 ] طَعَامِ قَوْمٍ عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ ، وَ غَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ .
فَانْظُرْ إِلى مَا تَقْضَمُهُ مِنْ هذَا الْمَقْضَمِ ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ ، وَ مَا أَيْقَنْتَ بِطيبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ .
أَلاَ وَ إِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً يَقْتَدي بِهِ وَ يَسْتَضيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ .
[ 7 ] من : أمّا بعد إلى : خمودا ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 45 .
[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 165 . و نثر الدرّ ج 1 ص 321 . و منهاج البراعة ج 18 ص 337 . و نهج السعادة ج 5 ص 193 .
باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] أسلف . ورد في نسخة نصيري ص 158 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 285 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 15 ص 139 .
و نسخة الأسترابادي ص 396 . و نسخة عبده ص 536 . و نسخة الصالح ص 377 . و نسخة العطاردي ص 322 عن شرح فيض الإسلام .
[ 3 ] ورد في
[ 4 ] من قطّان . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 448 .
[ 5 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 81 .
[ 6 ] و ما حسبتك تأكل . ورد في نسخة الآملي ص 273 .
[ 799 ]
أَلاَ وَ إِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفى مِنْ دُنْيَاهُ [ 1 ] بِطِمْرَيْهِ ، وَ مِنْ طُعْمِهِ [ 2 ] بِقُرْصَيْهِ ، لاَ يَطْعَمُ الْفِلْذَةَ في حَوْلِهِ إِلاَّ في يَوْمِ أُضْحِيَتِهِ ، يَسْتَشْرِقُ الاِفْطَارَ عَلى أَدْمَيْهِ ، وَ لَقَدْ آثَرَ الْيَتيمَةَ عَلى سِبْطَيْهِ [ 3 ] .
أَلاَ وَ إِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلى ذَلِكَ ، وَ لكِنْ أَعينُوني بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ عِفَّةٍ وَ سَدَادٍ .
فَوَ اللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً ، وَ لاَ ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً ، وَ لاَ أَعْدَدْتُ لِبَالي ثَوْبي طِمْراً ،
وَ لاَ ادَّخَرْتُ [ 4 ] مِنْ أَرْضِهَا شِبْراً ، وَ لاَ أَخَذْتُ مِنْهَا إِلاَّ كَقُوتِ [ 5 ] أَتَانٍ دَبِرَةٍ ، وَ لَهِيَ في عَيْني أَهْوَنُ [ 6 ] مِنْ عَفْصَةٍ مَقِرَةٍ . [ قَالَ اللَّهُ تَعَالى ] تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَ لاَ فَسَاداً [ 7 ] .
بَلى ، كَانَتْ في أَيْدينَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ ، وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ آخَرينَ ، وَ نِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمينَ .
وَ مَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ وَ غَيْرِ فَدَكٍ ، وَ النَّفْسُ مَظَانُّهَا في غَدٍ جَدَثٌ تَنْقَطِعُ في ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا ، وَ تَغيبُ فيهِ أَخْبَارُهَا ، وَ حُفْرَةٌ لَوْ زيدَ في فُسْحَتِهَا ، وَ أَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا ، لأَضْغَطَهَا [ 8 ] الْحَجَرُ وَ الْمَدَرُ ،
وَ سَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ ، وَ إِنَّمَا هِيَ نَفْسي [ 9 ] أُرَوِّضُهَا بِالتَّقْوى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الأَكْبَرِ ،
وَ تَثْبُتَ عَلى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ .
وَ لَوْ شِئْتُ لاهْتَدَيْتُ الطَّريقَ إِلى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ ، وَ لُبَابِ هذَا الْقَمْحِ [ 10 ] ، وَ نَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ ،
وَ لكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَني هَوَايَ ، وَ يَقُودَني جَشَعي إِلى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ ، وَ لَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ ، وَ لاَ عَهْدَ لَهُ بِالشَّبَعِ [ 11 ] ، أَوْ [ 12 ] أَبيتَ مِبْطَاناً وَ حَوْلي بُطُونٌ غَرْثى ، وَ أَكْبَادٌ
[ 1 ] دنياكم . ورد في
[ 2 ] طعامه . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 449 . و ورد سدّ فورة جوعه في مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 117 .
و الجوهرة ص 81 . و البحار ج 40 ص 318 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 374 . باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .
[ 4 ] حزت . ورد في أكثر نسخ النهج . و ورد ادّخرت في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 581 عن نسخة الراوندي .
[ 5 ] غير القوت . ورد في
[ 6 ] أوهى . ورد في نسخة العطاردي ص 358 .
[ 7 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 81 .
[ 8 ] لضغطها . ورد في ن ابن المؤدب ص 269 . و هامش ن الأسترابادي ص 449 . ون العطاردي ص 358 عن هامش ن نصيري .
[ 9 ] نفس . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 381 .
[ 10 ] البرّ المنقّى . ورد في الجوهرة للبرّي ص 81 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 581 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 374 .
[ 11 ] و لعلّ بالمدينة يتيما تربا يتضوّر سغبا . ورد في الجوهرة ص 81 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 374 . باختلاف .
[ 12 ] أ . ورد في المصدرين السابقين .
[ 800 ]
حَرَّى ، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ :
وَ حَسْبُكَ دَاءً [ 1 ] أَنْ تَبيتَ بِبِطْنَةٍ
وَ حَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسي بِأَنْ يُقَالَ لي : [ 2 ] أَميرُ الْمُؤْمِنينَ ، وَ لاَ أُشَارِكُهُمْ في مَكَارِهِ الدَّهْرِ ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ في جُشُوبَةِ [ 3 ] الْعَيْشِ ؟ .
فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَني أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ ، كَالْبَهيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا ، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا ، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا ، وَ تَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا . أَوْ أُتْرَكَ سُدىً ، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً ، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ ، أَوْ أَعْتَسِفَ طَريقَ الْمَتَاهَةِ .
وَ كَأَنّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ : إِذَا كَانَ هذَا قُوتُ ابْنِ أَبي طَالِبٍ فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الأَقْرَانِ ،
وَ مُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ .
أَلَمْ تَسْمَعُوا اللَّهَ يَقُولُ : فَمَا وَ هَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ في سَبيلِ اللَّهِ وَ مَا ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكَانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرينَ 4 .
[ 10 ] أَلاَ وَ إِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّيَّةَ أَصْلَبُ عُوداً ، وَ الرَّوَائِعَ الْخَضِرَةَ أَرَقُّ جُلُوداً ، وَ النَّبَاتَاتِ الْبَدَوِيَّةَ [ 5 ] أَقْوى وُقُوداً ، وَ أَبْطأُ خُمُوداً .
وَ اللَّهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ ، وَ رَمَيْتُ بِهَا خَلْفَ ظَهْري أَرْبَعينَ ذِرَاعاً ، بِقُوَّةٍ جَسَدَانِيَّةٍ ، وَ لاَ بِحَرَكَةٍ غِذَائِيَّةٍ ، وَ لكِنّي أُيِّدْتُ بِقُوَّةٍ رَحْمَانِيَّةٍ مَلَكُوتِيَّةٍ ، وَ نَفْسٍ بِنُورِ رَبِّهَا [ 6 ] مُضيئَةٍ .
أَلاَ إِنَّ الذُّرِّيَّةَ أَفْنَانٌ أَنَا شَجَرَتُهَا ، وَ دَوْحَةٌ أَنَا سَاقُهَا [ 7 ] ، وَ أَنَا [ 8 ] مِنْ أَحْمَدَ [ 9 ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
[ 10 ] من : ألا و إنّ إلى : خمودا . و من : و أنا من رسول اللّه إلى : من العضد ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 45 .
[ 1 ] عارا . ورد في هامش متن شرح ابن ميثم ج 5 ص 111 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 4 ص 106 .
و متن منهاج البراعة ج 20 ص 117 .
[ 2 ] يقال : هذا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 270 . و نسخة الصالح ص 418 . و نسخة العطاردي ص 359 .
[ 3 ] خشونة . ورد في نسخة العام 400 ص 382 . و نسخة ابن المؤدب ص 270 . و نسخة الآملي ص 275 .
-----------
( 4 ) آل عمران ، 146 .
[ 5 ] النّابتات العذية . ورد في المصادر السابقة . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 325 . و نسخة الأسترابادي ص 451 .
و نسخة الصالح ص 418 . و نسخة العطاردي ص 359 .
[ 6 ] بارئها . ورد في البحار للمجلسي ج 40 ص 318 .
[ 7 ] ورد في مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 272 . و الجوهرة ص 82 . و الملل و النحل ص 152 . و البحار ج 40 ص 318 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 220 عن بشارة المصطفى للطبري . باختلاف بين المصادر .
[ 8 ] و إنّي . ورد في
[ 9 ] ورد في ينابيع المودة للقندوزي ص 139 . و الجوهرة للبرّي ص 82 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 220 عن بشارة المصطفى .
[ 801 ]
اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ ، وَ الْكَفِّ مِنَ الْيَدِ [ 1 ] ، وَ الذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ .
كُنَّا ظِلاَلاً تَحْتَ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِ الْبَشَرِ ، وَ قَبْلَ خَلْقِ الطّينَةِ الَّتي كَانَ مِنْهَا الْبَشَرُ ، أَشْبَاحاً عَالِيَةً ، لاَ أَجْسَاماً نَامِيَةً [ 2 ] .
[ 10 ] وَ اللَّهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلى قِتَالي لَمَا وَلَّيْتُ عَنْهَا ، وَ لَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرَصُ مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَيْهَا ، وَ مَا أَبْقَيْتُ عَلَيْهَا .
وَ مَنْ لَمْ يُبَالِ مَتى حَتْفُهُ عَلَيْهِ سَاقِطٌ فَجَنَانُهُ فِي الْمُلِمَّاتِ رَابِطٌ [ 3 ] .
وَ سَأَجْهَدُ في أَنْ أُطَهِّرَ الأَرْضَ مِنْ هذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ ، وَ الْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ [ 4 ] ، حَتَّى تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ مِنْ بَيْنِ حَبِّ الْحَصيدِ . وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [ 5 ] .
إِلَيْكِ عَنّي ، يَا دُنْيَا ، فَحَبْلُكِ عَلى غَارِبِكِ ، قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكَ ، وَ أَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ ، وَ اجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ في مَدَاحِضِكَ .
أَيْنَ الْقُرُونُ الَّذينَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ [ 6 ] ؟ .
أَيْنَ الأُمَمُ الَّذينَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ [ 7 ] ؟ .
هَا هُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ ، وَ مَضَامينُ اللُّحُودِ .
وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِيّاً ، وَ قَالَباً حِسِّيّاً ، لأَقَمْتُ عَلَيْكِ حُدُودَ اللَّهِ في عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالأَمَانِيِّ [ 8 ] ، وَ أُمَمٍ أَلْقَيْتِهِمْ فِي الْمَهَاوي ، وَ مُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَى الْمَتَالِفِ [ 9 ] ، وَ أَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ الْبَلاَءِ ،
إِذْ لاَ وِرْدَ وَ لاَ صَدَرَ .
[ 10 ] من : و اللّه إلى : لسارعت إليها . و من : و سأجهد إلى : فتقوديني ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 45 .
[ 1 ] ورد في ينابيع المودة للقندوزي ص 139 .
[ 2 ] ورد في
[ 3 ] ورد في مصباح البلاغة للمير جهاني ج 4 ص 220 عن بشارة المصطفى للطبري . باختلاف .
[ 4 ] المنكوس . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 451 .
[ 5 ] الشعراء ، 227 . و الفقرة وردت في الجوهرة للبرّي ص 82 . باختلاف .
[ 6 ] بمداعيك . ورد في هامش نسخة الآملي ص 275 . و نسخة العطاردي ص 360 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد . و عن شرح السرخسي .
[ 7 ] بمذاهبك . ورد في هامش نسخة الآملي ص 275 .
[ 8 ] غررتهم بالتّسويف ، و خدعتهم بالأمانيّ . ورد في
[ 9 ] التّلف . ورد في نسخة العام 400 ص 383 . و نسخة ابن المؤدب ص 271 . و نسخة الآملي ص 276 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 326 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 452 . و نسخة عبده ص 590 . و نسخة الصالح ص 419 .
[ 802 ]
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ [ 1 ] ، مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِقَ ، وَ مَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ ، وَ مَنِ ازْوَرَّ عَنْ حَبَائِلِكِ [ 2 ] وُفِّقَ ، وَ السَّالِمُ مِنْكِ لاَ يُبَالي إِنْ [ 3 ] ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ ، وَ الدُّنْيَا عِنْدَهُ كَيَوْمٍ حَانَ انْسِلاَخُهُ .
إِغْرُبي [ 4 ] عَنّي ، فَوَ اللَّهِ لاَ أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلّيني ، وَ لاَ أَسْلَسُ [ 5 ] لَكِ فَتَقُوديني ، بِأَنْ أَنَامَ عَلَى الْقَبَاطِيِّ مِنَ الْيَمَنِ ، وَ أَتَمَرَّغَ في مَفْرُوشٍ مِنْ مَنْقُوشِ الأَرْمَنِ ، وَ أَغْذُوا نَفْساً حُلْوَهَا وَ مُرَّهَا لِتَسْمَنَ ، إِذاً أَكُونُ كَإِبِلٍ تَرْعى وَ تُبْعِرُ [ 6 ] .
وَ أَيْمُ اللَّهِ ، يَميناً بَرَّةً أَسْتَثْني فيهَا بِمَشيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، لأُرَوِّضَنَّ نَفْسي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مَطْعُوماً ، وَ تَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً ، وَ لأَدَعَنَّ مُقْلَتي كَعَيْنِ مَاءٍ نَضَبَ مَعينُهَا ، مُسْتَفْرِعَةً دُمُوعُهَا .
أَ تَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رَعْيِهَا فَتَبْرُكَ ، وَ تَشْبَعُ الرَّبيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ، وَ يَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ ، قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدى بَعْدَ السِّنينِ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهيمَةِ الْهَامِلَةِ ، وَ السَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ .
طُوبى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلى رَبِّهَا فَرْضَهَا ، وَ عَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا ، وَ هَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا ،
حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرى عَلَيْهَا [ 7 ] افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا ، وَ تَوَسَّدَتْ كَفَّهَا ، في مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ ، وَ تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ ، وَ هَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ ، وَ تَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ .
أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ 8 ] .
فَاتَّقِ اللَّهَ ، يَا ابْنَ حُنَيْفٍ ، وَلْيَكْفِكَ [ 9 ] أَقْرَاصُكَ لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلاَصُكَ . وَ السَّلاَمُ [ 10 ] .
[ 11 ] من : و أيم اللّه إلى : من النّار خلاصك ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 45 .
[ 1 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 82 .
[ 2 ] حبالك . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 271 . و نسخة الآملي ص 276 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 326 . و نسخة العطاردي ص 360 .
[ 3 ] أن . ورد في نسخة العام 400 ص 383 . و هامش نسخة الآملي ص 276 . و نسخة الأسترابادي ص 452 .
[ 4 ] إعزبي . ورد في نسخة العام 400 ص 383 . و نسخة الأسترابادي ص 452 . و نسخة عبده ص 591 . و نسخة الصالح ص 419 . و نسخة العطاردي ص 360 .
[ 5 ] أساس . ورد في مصباح البلاغة للمير جهاني ج 2 ص 111 عن مجموعة ورّام .
[ 6 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 82 .
[ 7 ] إذا الكرى غلبها . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 271 .
[ 8 ] المجادلة ، 22 .
[ 9 ] لتكفف . ورد في نسخة الصالح ص 420 .
[ 10 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 83 .
[ 803 ]