[ 8 ] يَا جَابِرُ ، قِوَامُ الدّينِ وَ الدُّنْيَا بِأَرْبَعٍ :
عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ .
وَ جَاهِلٍ لاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ [ 1 ] .
وَ جَوَادٍ [ 2 ] لاَ يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ عَلى أَهْلِ دينِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 3 ] .
وَ فَقيرٍ لاَ يَبيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ .
فَإِذَا ضَيَّعَ [ 4 ] الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ .
[ وَ ] [ 9 ] مَا أَخَذَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 5 ] عَلى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا .
وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ .
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ رَجَعَتِ الدُّنْيَا إِلى وَرَائِهَا الْقَهْقَهْرى ، [ وَ ] حَلَّ الْبَلاَءُ ، وَ عَظُمَ الْعِقَابُ .
فَالْوَيْلُ كُلُ الْوَيْلِ [ عِنْدَ ذَلِكَ ] يَا جَابِرُ [ 6 ] .
[ 10 ] إِنَّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 7 ] عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ ، فَيُقِرُّهَا في أَيْديهِمْ مَا بَذَلُوهَا ، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا اللَّهُ عَنْهُمْ ، ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلى غَيْرِهِمْ .
[ 8 ] من : يا جابر قوام إلى : أن يتعلّم . و من : و إذا بخل إلى : بدنياه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 372 .
[ 9 ] من : ما أخذ إلى : أن يعلّموا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 478 .
[ 10 ] من : إنّ للّه إلى : حولها إلى غيرهم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 425 .
[ 1 ] لا يتكبّر عن طلب العلم . ورد في الخصال ص 197 . و تحف العقول ص 159 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] غنيّ . ورد في المصدرين السابقين . و المناقب للخوارزمي ص 266 . و البحار للمجلسي ج 1 ص 178 .
[ 3 ] ورد في الخصال للصدوق ص 197 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 138 عن أمالي الصدوق . باختلاف يسير .
[ 4 ] كتم . ورد في المصدرين السابقين . و البحار للمجلسي ج 1 ص 178 . و ورد عطّل . في تحف العقول للحرّاني ص 159 .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 748 . باختلاف .
[ 6 ] ورد في الخصال ص 197 . و المناقب للخوارزمي ص 266 . و تحف العقول ص 159 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 273 .
و مصباح البلاغة ج 2 ص 138 عن أمالي الصدوق . باختلاف بين المصادر .
[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 223 .
[ 740 ]
[ 12 ] مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالى [ 1 ] ، وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 2 ] .
[ 13 ] يَا جَابِرُ ، مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 3 ] عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ ،
فَمَنْ [ 4 ] قَامَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 5 ] فيهَا بِمَا يَجِبُ للَّهِ فَقَدْ [ 6 ] عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَ الْبَقَاءِ ، وَ مَنْ لَمْ يَقُمْ للَّهِ سُبْحَانَهُ [ 7 ] فيهَا بِمَا [ 8 ] يَجِبُ فَقَدْ [ 9 ] عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ الْفَنَاءِ [ 10 ] .
ثم أنشأ عليه السلام :
مَا أَحْسَنَ الدُّنْيَا وَ إِقْبَالَهَا
إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ مَنْ نَالَهَا
مَنْ لَمْ يُوَاسِ النَّاسَ مِنْ فَضْلِهِ
عَرَّضَ لِلإِدْبَارِ إِقْبَالَهَا
فَاحْذَرْ زَوَالَ الْفَضْلِ يَا جَابِرُ
وَ اعْطِ مِنَ الدُّنْيَا لِمَنْ سَالَهَا
فَإِنَّ ذِي الْعَرْشِ جَزيلُ الْعَطَا
يُضْعِفُ بِالْجَنَّةِ أَمْثَالَهَا
[ 11 ]