كلام له عليه السلام ( 24 ) لرجل سأله أن يعظه

[ 8 ] لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الآخِرَةَ [ 1 ] بِغَيْرِ الْعَمَلِ ، وَ يُرَجِّي [ 2 ] التَّوْبَةَ بِطُولِ الأَمَلِ .

يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدينَ ، وَ يَعْمَلُ فيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبينَ .

يُظْهِرُ فيهَا شيمَةَ الْمُحْسِنينَ ، وَ يُبْطِنُ فيهَا عَمَلَ الْمُسيئينَ [ 3 ] .

إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ ، وَ إِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ .

يَقُولُ : لاَ أَعْمَلْ فَأَتَعَنَّى ، بَلْ أَجْلِسُ فَأَتَمَنَّى .

يُبَادِرُ أَبَداً مَا يَفْنى ، وَ يَدَعُ أَبَداً مَا يَبْقى .

لاَ يَقْنَعُ مِنَ الرِّزْقِ بِمَا قُسِمَ لَهُ ، وَ لاَ يَثِقُ مِنْهُ بِمَا ضُمِنَ لَهُ ، وَ لاَ يَعْمَلُ مِنَ الْعَمَلِ بِمَا فُرِضَ عَلَيْهِ [ 4 ] .

يَعْجَزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ ، وَ يَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فيمَا بَقِيَ .

يَنْهَى النَّاسَ [ 5 ] وَ لاَ يَنْتَهي ، وَ يَأْمُرُهُمْ [ 6 ] بِمَا لاَ يَأْتي .

يَتَكَلَّفُ مِنَ النَّاسِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ ، وَ يُضَيِّعُ مِنْ نَفْسِهِ مَا هُوَ أَكْثَرُ .

يَرْجُو ثَوَابَ مَا لَمْ يَعْمَلْ ، وَ يَأْمَنُ عِقَابَ جُرْمٍ مُتَيَقَّنٍ .

يَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ وَ يَدْأَبُ فِي الْمَعْصِيَةِ [ 7 ] .

[ 8 ] من : لرجل سأله إلى : الرّاغبين . و من : إن أعطي إلى : لم يقنع . و من : يعجز إلى : بما لا يأتي ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 150 .

[ 1 ] الجنّة . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 277 .

[ 2 ] يرجئ . ورد في نسخة العام 400 ص 458 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 398 . و نسخة الأسترابادي ص 552 . و ورد يزجّي في

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 876 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و نثر الدرّ ج 1 ص 277 . و دستور معالم الحكم ص 77 . و تحف العقول ص 110 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 17 عن زهر الآداب للحصري . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 134 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 877 . و تحف العقول للحرّاني ص 110 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 877 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق . و نثر الدرّ ج 1 ص 277 . و دستور معالم الحكم ص 78 . و تحف العقول ص 110 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 17 عن زهر الآداب للحصري . باختلاف بين المصادر .

[ 553 ]

[ 8 ] يُحِبُّ الصَّالِحينَ وَ لاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ [ 1 ] ، وَ يُبْغِضُ الْمُذْنِبينَ [ 2 ] وَ هُوَ أَحَدُهُمْ [ 3 ] .

يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ ، وَ يُقيمُ عَلى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ .

إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً ، وَ إِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً .

يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ ، وَ يَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ .

إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً ، وَ إِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً .

تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلى مَا يَظُنُّ ، وَ لاَ يَغْلِبُهَا عَلى مَا يَسْتَيْقِنُ .

يَسْتَميلُ وُجُوهَ النَّاسِ بِتَدَيُّنِهِ ، وَ يُبْطِنُ ضِدَّ مَا يُعْلِنُهُ .

يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ هُوَ دُونَهُ ، وَ لاَ يَتَعَوَّذُ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ [ 4 ] .

[ 8 ] يَخَافُ عَلى غَيْرِهِ بِأَدْنى مِنْ ذَنْبِهِ ، وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ .

إِنِ اسْتَغْنى بَطِرَ وَفُتِنَ ، وَ إِنِ افْتَقَرَ قَنَطَ وَ وَهَنَ ، وَ إِنْ مَرِضَ حَزِنَ ، فَهُوَ بَيْنَ الذَّنْبِ وَ النِّعْمَةِ يَرْتَعُ .

يُعَافى فَلاَ يَشْكُرُ ، وَ يُبْتَلى فَلاَ يَصْبِرُ [ 5 ] .

يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ ، وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ .

إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ الْمَعْصِيَةَ وَ سَوَّفَ التَّوْبَةَ ، وَ إِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ .

يَصِفُ الْعِبْرَةَ وَ لاَ يَعْتَبِرُ ، وَ يُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَ لاَ يَتَّعِظُ ، فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ ، وَ مِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ .

يُنَافِسُ فيمَا يَفْنى ، وَ يُسَامِحُ فيمَا يَبْقى .

يَرَى الْمَغْنَمَ [ 6 ] مَغْرَماً ، وَ الْمَغْرَمَ [ 7 ] مَغْنَماً .

يَخْشَى الْمَوْتَ وَ لاَ يُبَادِرُ الْفَوْتَ .

يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ

[ 8 ] من : يحبّ إلى : ما يستيقن . و من : يخاف إلى : و وهن . و من : يقصّر إلى : في خلقه ورد في حكم الرضي تحت الرقم 150 .

[ 1 ] بأعمالهم . ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 50 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 16 عن زهر الآداب للحصري .

[ 2 ] الظّالمين . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 205 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 551 .

[ 3 ] منهم . ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 50 . و دستور معالم الحكم ص 77 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 16 عن زهر الآداب .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 877 . و تحف العقول للحرّاني ص 110 . باختلاف .

[ 5 ] ورد في تحف العقول ص 110 . و كنز العمال ج 16 ص 205 . و نهج السعادة ج 2 ص 551 . باختلاف .

[ 6 ] الغنم . ورد في نسخة العام 400 ص 459 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 397 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 552 .

و نسخة عبده ص 695 . و نسخة الصالح ص 498 . و نسخة العطاردي ص 436 .

[ 7 ] الغرم . ورد نسخة العام 400 ص 459 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 397 . و نسخة عبده ص 695 . و نسخة الصالح ص 498 . و نسخة العطاردي ص 436 .

[ 554 ]

مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ ، وَ لِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ .

اَللَّهْوُ 1 مَعَ الأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ .

يَحْكُمُ عَلى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ ، وَ لاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ .

يُرْشِدُ غَيْرَهُ وَ يُغْوي نَفْسَهُ ، فَهُوَ يُطَاعُ وَ يَعْصي ، وَ يَسْتَوْفي وَ لاَ يُوفي .

وَ يَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ ، وَ لاَ يَخْشى رَبَّهُ في خَلْقِهِ .

كَأَنَّ الْمُحَذَّرَ مِنَ الْمَوْتِ سِوَاهُ ، وَ كَأَنَّ مَنْ وُعِدَ وَ زُجِرَ غَيْرُهُ .

[ ثم قال عليه السلام : ] يَا أَغْرَاضَ الْمَنَايَا ،

يَا رَهَائِنَ الْمَوْتِ ،

يَا وِعَاءَ الأَسْقَامِ ،

يَا نُهْبَةَ الأَيَّامِ ،

وَ يَا نَقَلَةَ الدَّهْرِ ،

وَ يَا فَاكِهَةَ الزَّمَانِ ،

وَ يَا نُورَ الْحَدَثَانِ ،

وَ يَا خُرْسَ عِنْدَ الْحُجَجِ ،

وَ يَا مَنْ غَمَََْْرَتْهُ الْفِتَنُ وَحيلَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْعِبَرِ ،

بِحَقٍّ أَقُولُ : مَا نَجَا مَنْ نَجَا إِلاَّ بِمَعْرِفَةِ نَفْسِهِ ، وَ مَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ إِلاَّ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالى : يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْليكُمْ نَاراً [ 2 ] .

جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ سَمِعَ الْوَعْظَ فَقَبِلَ ، وَ دُعِيَ إِلَى الْعَمَلِ فَعَمِلَ [ 3 ] .