بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمْتَ سَبيلاً مِنْ سُبُلِكَ ، فَجَعَلْتَ فيهِ رِضَاكَ ، وَ نَدَبْتَ إِلَيْهِ أَوْلِيَاءَكَ ، وَ جَعَلْتَهُ أَشْرَفَ سُبُلِكَ عِنْدَكَ ثَواباً ، وَ أَكْرَمَهَا لَدَيْكَ مَآباً ، وَ أَحَبَّهَا إِلَيْكَ مَسْلَكاً ، ثُمَّ اشْتَرَيْتَ فيهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبيلِكَ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْكَ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَ الإِنْجيلِ وَ الْقُرْآنِ ، فَاجْعَلْني مِمَّنِ اشْتَرى فيهِ مِنْكَ نَفْسَهُ ، ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيْعِهِ الَّذي بَايَعَكَ عَلَيْهِ ، غَيْرَ نَاكِثٍ ، وَ لاَ نَاقِضٍ عَهْداً ، وَ لاَ مُبَدِّلٍ تَبْديلاً ، إِلاَّ اسْتِنْجَازاً لِوَعْدِكَ ، وَ اسْتيجَاباً لِمَحَبَّتِكَ ، وَ تَقَرُّباً بِهِ إِلَيْكَ .
فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْهُ خَاتِمَةَ عَمَلي ، وَ صَيِّرْ فيهِ فَنَاءَ عُمُري ، وَ ارْزُقْني فيهِ لَكَ وَ بِهِ مَشْهَداً تُوجِبُ لي بِهِ مِنْكَ الرِّضَا ، وَ تَحُطُّ بِهِ عَنِّي الْخَطَأَ ، وَ تَجْعَلُني فِي الأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقينَ بِأَيْدِي الْعُدَاةِ وَ الْعُصَاةِ ، تَحْتَ لِوَاءِ الْحَقِّ وَ رَايَةِ الْهُدى ، مَاضِياً عَلى نُصْرَتِهِمْ قُدْماً ، غَيْرَ مُوَلٍّ دُبُراً ،
وَ لاَ مُحْدِثٍ شَكّاً .
اَللَّهُمَّ وَ أَعُوذُبِكَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْجُبْنِ عِنْدَ مَوَارِدِ الأَهْوَالِ ، وَ مِنَ الضَّعْفِ عِنْدَ مُسَاوَرَةِ الأَبْطَالِ ،
وَ مِنَ الذَّنْبِ الْمُحْبِطِ لِلأَعْمَالِ ، فَأُحْجِمُ مِنْ شَكٍّ ، أَوْ أَمْضي بِغَيْرِ يَقينٍ ، فَيَكُونَ سَعْيي في تَبَابٍ ، وَ عَمَلي غَيْرَ مَقْبُولٍ [ 1 ] .