كلام له عليه السلام ( 38 ) و قد سمع رجلاً يقول : أللهم إِني أعوذ بك من الفتنة

فقال عليه السلام :

[ 4 ] لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : اَللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ عَلى فِتْنَةٍ ، وَ لكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ . فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى يَقُولُ : وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ 1 .

وَ مَعْنى ذَلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِالأَمْوَالِ وَ الأَوْلاَدِ ، لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِهِ ،

وَ الرَّاضي بِقَسْمِهِ ، وَ إِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَ لكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ .

لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ ، وَ يَكْرَهُ الإِنَاثَ ، وَ بَعْضُهُمْ يُحِبُّ تَثْميرَ الْمَالِ ، وَ يَكْرَهُ انْثِلاَمَ الْحَالِ .

[ 3 ] من : كأنّ إلى : مستأصلة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 122 .

[ 4 ] من : لا يقولنّ إلى : انثلام الحال ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 93 .

[ 1 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 170 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 126 .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 28 .

[ 572 ]