كتاب له عليه السلام ( 3 ) إِلى عبد اللَّه بن العباس رحمه اللَّه تعالى

و كان عبد اللّه يقول : ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كانتفاعي بهذا الكلام .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ .

سَلاَمٌ عَلَيْكَ [ 2 ] .

[ 10 ] أَمَّا بَعْدُ ، يَا أَخي [ 3 ] ، فَإِنَّ الْمَرْءَ قَدْ يَسُرُّهُ دَرْكُ مَا [ 4 ] لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ ، وَ يَسُوؤُهُ فَوْتُ مَا لَمْ يَكُنْ لِيُدْرِكَهُ [ 5 ] أَبَداً وَ إِنْ جَهِدَ .

وَ لَوْ أَنَّهُ فَكَّرَ لأَبْصَرَ ، وَ لَعَلِمَ أَنَّهُ مُدْبِرٌ ، وَ اقْتَصَرَ عَلى مَا تَيَسَّرَ ، وَ لَمْ يَتَعَرَّضْ لِمَا تَعَسَّرَ ، وَ اسْتَرَاحَ قَلْبُهُ مِمَّا اسْتَوْعَرَ [ 6 ] .

فَلاَ يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ في نَفْسِكَ مِنْ دُنْيَاكَ بِلُوغَ لَذَّةٍ أَوْ شِفَاءَ غَيْظٍ ، وَ لكِنْ إِطْفَاءُ [ 7 ] بَاطِلٍ أَوْ إِحْيَاءُ حَقٍّ .

وَ لْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا نِلْتَ مِنْ آخِرَتِكَ [ 8 ] مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ أَوْ حُكْمٍ أَوْ مَنْطِقٍ أَوْ سيرَةٍ أَوْ قَوْلٍ [ 9 ] ،

[ 10 ] من : أمّا بعد ، فإنّ المرء قد يسرّه إلى : فيما بعد الموت ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 22 . و ورد باختلاف في الرواية تحت الرقم 66 .

[ 1 ] ورد في الاختصاص للمفيد ص 152 .

[ 2 ] ورد في صفين ص 107 . و تذكرة الخواص ص 139 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 440 . و منهاج البراعة ج 18 ص 345 .

[ 3 ] ورد في تاريخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 272 . و كنز العمال للهندي ج 3 ص 721 .

[ 4 ] ليفرح بالشّي‏ء الّذي . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 5 ] يحزن على الشّي‏ء الّذي لم يكن ليصيبه . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 6 ] ورد في صفين ص 107 . و الكافي ج 8 ص 201 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 440 . و نور الأبصار ص 93 . و منهاج البراعة ج 18 ص 345 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] إماتة . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 816 . و مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 117 .

[ 8 ] بما قدّمت . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 9 ] ورد في صفين ص 107 . و الكافي ج 8 ص 201 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 440 . و منهاج البراعة ج 18 ص 345 . باختلاف .

[ 771 ]

وَ لْيَكُنْ أَسَفُكَ عَلى مَا فَاتَكَ مِنْهَا [ 1 ] .

وَ مَا نِلْتَ مِنْ دُنْيَاكَ ، يَا أَخي [ 2 ] ، فَلاَ تُكْثِرْ بِهِ فَرَحاً ، وَ مَا فَاتَكَ مِنْهَا فَلاَ تَأْسَ عَلَيْهِ جَزَعاً ، وَ لْيَكُنْ هَمُّكَ فيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ . وَ السَّلاَمُ [ 3 ] .