كتاب له عليه السلام ( 45 ) إِلى عمرو بن العاص أيضاً

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَمْروِ بْنِ الْعَاصِ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الَّذي أَعْجَبَكَ مِنَ الدُّنْيَا مِمَّا نَازَعَتْكَ إِلَيْهِ نَفْسُكَ مِنْهَا ، وَ وَثِقَتْ بِهِ مِنْهَا ، لَمُنْقَلِبٌ عَنْكَ وَ مُفَارِقٌ لَكَ ، فَلاَ تَطْمَئِنَّ إِلَى الدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ [ 1 ] .

[ 6 ] وَ لَوِ اعْتَبَرْتَ بِمَا مَضى حَفِظْتَ [ 2 ] مَا بَقى ، وَ انْتَفَعْتَ مِنْهَا بِمَا وُعِظْتَ بِهِ ، وَ لكِنَّكَ اتَّبَعْتَ هَوَاكَ وَ آثَرْتَهُ .

وَ لَوْ لاَ ذَلِكَ لَمْ تُؤْثِرْ عَلى مَا دَعَوْنَاكَ إِلَيْهِ غَيْرَهُ ، لأَنَّا أَعْظَمُ رَجَاءً وَ أَوْلى بِالْحُجَّةِ [ 3 ] . وَ السَّلاَمُ .