« نهج البلاغة » هو ما اختاره الشريف الرضي أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، و هو الكتاب الذي ضمّ بين دفّتيه عيون البلاغة و فنونها ، و تهيأت به للناظر فيه أسباب الفصاحة ، و دنامنه قطافها ، إذ كان من كلام أفصح الخلق بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم منطقا ، و أشدهم اقتدارا ، و أبرعهم حجّة ،
و أملكهم للّغة يديرها كيف شاء ، الحكيم الذي تصدر الحكمة عن بيانه ، و الخطيب الذي يملأ القلب سحر بيانه ، و العالم الذي تهيّأ له من خلاط الرسول ، و كتابة الوحي ، و الكفاح عن الدين بسيفه و لسانه منذ حداثته ، ما لم يتهيأ لأحد سواه .