بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 6 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ ، وَ الآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ ، بِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ ، وَ بِآخِريَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهَادَةً يُوافِقُ فيهَا السِّرُّ الإِعْلانَ ، وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ . [ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ] .
[ 7 ] مَعَاشِرَ النَّاسِ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، [ وَ ] اتَّقُوا خِدَاعَ الآمَالِ [ 4 ] فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ مَا لا يَبْلُغُهُ ، وَ بَانٍ مَا لا يَسْكُنُهُ ، وَ جَامِعٍ [ 5 ] مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ ، وَ لَعَلَّهُ مِنْ بَاطِلٍ جَمَعَهُ ، وَ مِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ .
[ 6 ] من : الحمد للّه إلى : اللّسان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 101 .
[ 7 ] من : معاشر النّاس إلى : المبين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 344 .
[ 1 ] إلى . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 5 ص 43 .
-----------
( 1 ) الأحزاب ، 16 .
[ 3 ] ورد في وقعة صفين ص 235 و 204 . و الفتوح ج 3 ص 49 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 7 و 11 . و الإرشاد ص 141 و 142 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 26 و ج 5 ص 188 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 473 . و منهاج البراعة ج 5 ص 43 ج 8 ص 165 و ج 18 ص 127 . و نهج السعادة ج 2 ص 159 و 163 و 200 . و نهج البلاغة الثاني ص 162 . باختلاف بين المصادر
[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 139 .
[ 5 ] مانع ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 71 . و ورد داخر في نور الأبصار للشبلنجي ص 92 .
[ 442 ]
أَصَابَهُ حَرَاماً ، وَ احْتَمَلَ بِهِ أَثَاماً ، فَبَاءَ بِوِزْرِهِ ، وَ قَدِمَ عَلى رَبِّهِ آسِفاً لاهِفاً ، قَدْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةَ ، ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبينُ 1 .
[ 8 ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ .
قُلْعَتُهَا أَحْظى مِنْ طُمَأْنينَتِهَا ، وَ بُلْغَتُهَا أَزْكى مِنْ ثَرْوَتِهَا .
حُكِمَ عَلى مُكْثِريهَا بِالْفَاقَةِ ، وَ أُعينَ [ 2 ] مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ .
مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً ، وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّعَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَميرَهُ أَشْجَاناً .
لَهُنَّ رَقْصٌ عَلى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ : هَمٌّ يَشْغَلُهُ ، وَ غَمٌّ يُحْزِنُهُ ، كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظْمِهِ ، فَيُلْقى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ ، هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ ، وَ عَلَى الإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ [ 3 ] .
وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ ، وَ يَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاِضْطِرَارِ ، وَ يَسْمَعُ فيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الإِبْغَاضِ .
إِنْ قيلَ أَثْرى قيلَ أَكْدى ، وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ .
هذَا وَ لَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فيهِ يُبْلِسُونَ [ 4 ] .
[ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمينَ ، ] [ 9 ] بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ ، وَ تَسَنَّمْتُمْ الشَّرَفَ [ 5 ] [ وَ ] الْعَلْيَاءَ ، وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ [ 6 ] عَنِ السَّرَارِ .
وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ .
وَ كَيْفَ يُرَاعِي النَّبَأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ ؟ .
رُبِطَ جَنَانٌ [ 7 ] لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ .
[ 8 ] من : يا أيّها النّاس إلى : يبلسون ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 367 .
[ 9 ] من : بنا اهتديتم إلى : البيان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 4 .
-----------
( 1 ) الحج ، 11 .
[ 2 ] أغني . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 599 .
[ 3 ] لقاؤه . ورد في المصدر السابق . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 426 .
[ 4 ] يبلسون . ورد في متن شرح ابن ميثم ج 5 ص 421 . و نسخة الأسترابادي ص 599 .
[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 135 . و منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 116 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 334 .
[ 6 ] أفجرتم . ورد في نسخة الصالح ص 51 .
[ 7 ] جنان من . ورد في
[ 443 ]
مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ ، وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرّينَ .
سَتَرَني عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدّينِ ، وَ بَصَّرَنيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ .
أَقَمْتُ لَكُمْ عَلى سَنَنِ الْحَقِّ في جَوَادِّ الْمَضَلَّةِ ، حَيْثُ تَلْتَقُونَ [ 1 ] وَ لا دَليلٌ ، وَ تَحْتَفِرُونَ وَ لا تُميهُونَ .
اَلْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْمَاءَ ذَاتَ الْبَيَانِ ، وَ أُفْصِحُ الْخَرْسَاءَ ذَاتَ الْبُرْهَانِ ، لأَنّي فَتَحْتُ الإِسْلاَمَ ،
وَ نَصَرْتُ الدّينَ ، وَ عَزَّزْتُ الرَّسُولَ ، وَ ثَبَّتُّ أَرْكَانَ الإِسْلاَمِ ، وَ بَيَّنْتُ أَعْلاَمَهُ ، وَ أَعْلَيْتُ مَنَارَهُ ، وَ أَعْلَنْتُ أَسْرَارَهُ ، وَ أَظْهَرْتُ آثَارَهُ ، وَ صَفَيْتُ الدَّوْلَةَ ، وَ وَطَّأْتُ لِلْمَاشي وَ الرَّاكِبِ . فَإِنَّهُ شَارَطَني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ في كُلِّ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْحُرُوبِ وَ صَافَقَني عَلى أَنْ أُحَارِبَ للَّهِ ، وَ أُحَامِيَ للَّهِ ، وَ أَنْصُرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَهْدي وَ طَاقَتي وَ كَدْحي وَ كَدّي ، وَ أُحَامي عَنْ حَريمِ الإِسْلاَمِ ،
وَ أَرْفَعَ عَنْ أَطْنَابِ الدّينِ ، وَ أُعِزَّ الإِسْلاَمَ وَ أَهْلَهُ ، ثُمَّ سَبَقني إِلَيْهِ التَّيْمِيُّ وَ الْعَدَوِيُّ كَسِبَاقِ الْفَرَسِ احْتِيَالاً وَ اغْتِيَالاً وَ خُدْعَةً وَ غَلَبَةً [ 2 ] .
[ 8 ] عَزَبَ [ 3 ] رَأْيُ امْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنّي .
مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُريتُهُ [ 4 ] .
[ لَقَدْ ] كَانَ بَنُو يَعْقُوبَ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْعُظْمى حَتَّى عَقُّوا أَبَاهُمْ ، وَ بَاعُوا أَخَاهُمْ ، وَ بَعْدَ الاِقْرَارِ كَانَتْ تَوْبَتُهُمْ ، وَ بِاسْتِغْفَارِ أَبيهِمْ وَ أَخيهِمْ غُفِرَ لَهُمْ .
وَ لَوْ أَنَّ قُرَيْشاً تَابَتْ إِلَيَّ وَ اعْتَذَرَتْ مِنْ فِعْلِهَا لاسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَهَا .
إِنَّهُ [ 5 ] [ 8 ] لَمْ يُوجِسْ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ خيفَةً عَلى [ 6 ] نَفْسِهِ ارْتِيَاباً وَ لاَ شَكّاً فيمَا أَتَاهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [ 7 ] ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الْجُهَّالِ ، وَ دُوَلِ الضَّلالِ ، وَ غَلَبَةِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ . وَ [ أَنَا ] لَمْ أَشُكَّ فيمَا
[ 8 ] من : عزب إلى : أريته . و من : لم يوجس إلى : الضّلال ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 4 . و : ما شككت في الحقّ مذ أريته تكرر في الحكم تحت الرقم 184 .
[ 1 ] تلتفتون . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 15 .
[ 2 ] ورد في البحار للمجلسي ج 29 ص 559 عن العدد القوية ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكيفية الطلب في أئمة العباد للصفار .
[ 3 ] غرب . ورد في نسخة عبده ص 92 . و نسخة العطاردي ص 18 عن نسخة نصيري .
[ 4 ] رأيته . ورد في نسخة العطاردي ص 18 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في مدينة لكنهور الهند .
[ 5 ] ورد في الإرشاد ص 135 . و البحار ج 29 ص 561 . و منهاج البراعة ج 3 ص 116 و ج 17 ص 81 . و نهج السعادة ج 1 ص 335 .
باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] في . ورد في البحار ج 29 ص 559 عن العدد القوية ص 189 ح 19 عن الإرشاد لكيفية الطلب في أئمة العباد للصفار .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق .
[ 444 ]
أَتَاني مِنْ حَقِّ اللَّهِ ، وَ لاَ ارْتَبْتُ في إِمَامَتي وَ خِلاَفَةِ ابْنِ عَمّي وَ وَصِيَّةِ الرَّسُولِ .
اَلْيَوْمَ أَكْشِفُ السَّريرَةَ عَنْ حَقّي ، وَ أُجْلِي الْقَذى عَنْ ظُلاَمَتي ، حَتَّى يَظْهَرَ لأَهْلِ اللُّبِّ وَ الْمَعْرِفَةِ أَنّي مُذَلَّلٌ مُضْطَهَدٌ مَظْلُومٌ مَغْصُوبٌ مَقْهُورٌ مَحْقُورٌ ، وَ أَنَّهُمُ ابْتَزُّوا حَقّي ، وَ اسْتَأْثَرُوا بِميرَاثي [ 1 ] .
[ 6 ] اَلْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلى سَبيلِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ . اَللَّهُمَّ افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحينَ ] [ 2 ] .
هذَا مَوْقِفُ صِدْقٍ ، وَ مَقَامُ أَنْطِقُ فيهِ بِحَقّي ، وَ أَكْشِفُ السِّتْرَ وَ الْغُمَّةَ عَنْ ظُلاَمَتي [ 3 ] ، وَ مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ .