الأستاذ محمد حسن نائل المرصفي مدرّس البيان بكلية الفرير الكبرى بمصر :

« نهج البلاغة » ذلك الكتاب الذي أقامه اللّه حجة واضحة على أن عليا كان أحسن مثال حيّ لنور القرآن و حكمته ، و علمه و هدايته ، و إعجازه و فصاحته .

إجتمع لعليّ في هذا الكتاب ما لم يجتمع لكبار الحكماء ، و أفذاذ الفلاسفة ، و نوابغ الربّانيّين ، من آيات الحكمة السابغة ،

و قواعد السياسة المستقيمة ، و من كل موعظة باهرة ، و حجة بالغة تشهد له بالفضل و حسن الأثر .

خاض عليّ في هذا الكتاب لجّة العلم ، و السياسة و الدين ، فكان في كل هذه المسائل نابغة مبرّزا .

و لئن سألت عن مكان كتابه من الأدب بعد أن عرفت مكانه من العلم ، فليس في وسع الكاتب المترسّل ، و الخطيب المصقع ،

و الشاعر المفلق ، أن يبلغ الغاية من وصفه ، أو النهاية من تقريظه .

و حسبنا أن نقول : أنه الملتقى الفذّ الذي التقى فيه جمال الحضارة ، و جزالة البداوة ، و المنزل المفرد الذي اختارته الحقيقة لنفسها منزلا تطمئن فيه ، و تأوي إليه بعد أن زلّت بها المنازل في كل لغة .