بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ ، أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعينُ بِهِ ، وَ أَسْتَهْديهِ وَ أُؤْمِنُ بِهِ ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ .
وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَ الرَّدى ، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَ دينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
إِنْتَجَبَهُ لأَمْرِهِ ، وَ اخْتَصَّهُ بِنُبُوَّتِهِ [ 4 ] .
أَكْرَمُ خَلْقِهِ عَلَيْهِ ، وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيْهِ .
فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ ، وَ أَدَّى الَّذي عَلَيْهِ [ 5 ] .
[ 8 ] أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهَا خَيْرُ مَا تَوَاصَى الْعِبَادُ بِهِ [ 6 ] ، وَ أَقْرَبُهُ مِنْ رِضْوَانِ
[ 7 ] من : نسأل إلى : الأنبياء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 23 .
[ 8 ] من : أوصيكم إلى : عند اللّه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 173 .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 218 .
[ 2 ] ورد في الغارات للثقفي ص 92 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و شرح الأخبار ج 1 ص 370 . و الإرشاد ص 125 . و غرر الحكم ج 2 ص 779 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92 . و نهج السعادة ج 3 ص 221 . و نهج البلاغة الثاني ص 53 . باختلاف .
[ 4 ] إنتجبه بالولاية ، و اختصّه بالاكرام ، و بعثه بالرّسالة . ورد في الغارات للثقفي ص 92 .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و صفين ص 9 . و مناقب الخوارزمي ص 267 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و تذكرة الخواص ص 114 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 432 . و منهاج البراعة ج 17 ص 179 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92 . و نهج البلاغة الثاني ص 53 . باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] تواصى به عباد اللّه . ورد في صفين ص 9 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و منهاج البراعة ج 17 ص 179 . و نهج البلاغة الثاني ص 54 .
[ 356 ]
اللَّهِ [ 1 ] ، وَ خَيْرُ عَوَاقِبِ الأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ بِتَقْوَى اللَّهِ أُمِرْتُمْ ، وَ لِلاِحْسَانِ وَ الطَّاعَةِ خُلِقْتُمْ [ 2 ] .
[ 12 ] فَاحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، فَإِنَّهُ حَذَّرَ بَأْساً شَديداً [ 3 ] ، وَ اخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذيرٍ .
وَ اعْمَلُوا للَّهِ [ 4 ] في غَيْرِ رِيَاءٍ وَ لا سُمْعَةٍ ، فَإِنَّهُ [ 5 ] مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللَّهِ يَكِلْهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 6 ] إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مُخْلِصاً للَّهِ يَتَوَلَّى اللَّهُ ثَوَابَهُ [ 7 ] .
وَ أَشْفِقُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَ لَمْ يَدَعْ شَيْئاً مِنْ أَمْرِكُمْ سُدىً .
قَدْ سَمَّى آجَالَكُمْ ، وَ كَتَبَ آثَارَكُمْ ، وَ عَلِمَ أَسْرَارَكُمْ ، وَ أَحْصى أَعْمَالَكُمْ .
فَلا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيَا فَإِنَّهَا [ 8 ] [ 13 ] تَغُرُّ وَ تَضُرُّ وَ تَمُرُّ ، غَرَّارَةٌ لأَهْلِهَا ، مَغْرُورٌ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا ، وَ إِلى فَنَاءٍ مَا هُوَ عَلَيْهَا [ 9 ] .
إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لأَوْلِيَائِهِ ، وَ لا عِقَاباً لأَعْدَائِهِ .
وَ إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا ، إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَرَحَلُوا [ 10 ] ، وَ إِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [ 11 ] .
[ 12 ] من : فاحذروا إلى : عمل له ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 23 .
[ 13 ] تغرّ و تضرّ و تمرّ . و من : إنّ اللّه إلى : فرحلوا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 415 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 92 . و صفين ص 10 . و شرح الأخبار ج 1 ص 369 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 432 . و منهاج البراعة ج 17 ص 179 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92 . و نهج البلاغة الثاني ص 53 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير
[ 3 ] ورد في وقعة صفين ص 10 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 432 . و منهاج البراعة ج 17 ص 179 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 92 . و نهج البلاغة الثاني ص 53 .
[ 4 ] ورد في المحاسن للبرقي ج 1 ص 396 .
[ 5 ] فإنّ . ورد في
[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 135 .
[ 7 ] أجره . ورد في صفين للمنقري ص 10 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و منهاج البراعة ج 17 ص 179 . و نهج البلاغة الثاني ص 54 .
[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و المحاسن للبرقي ج 1 ص 396 . و شرح الأخبار للتميمي ج 1 ص 369 . باختلاف يسير .
[ 9 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .
[ 10 ] فارتحلوا . ورد في نسخة الأسترابادي ص 610 . نسخة عبده ص 753 . و نسخة الصالح ص 548 . و نسخة العطاردي ص 490 .
[ 11 ] غافر ، 39 . و وردت الآية في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 92 . و إنّ الدّار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون . العنكبوت ، 64 . و وردت هذه الآية في صفين ص 10 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 108 . و منهاج البراعة ج 17 ص 180 . و نهج البلاغة الثاني ص 54 .
[ 357 ]
[ 11 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الْمَكْرَ وَ الْخَديعَةَ فِي النَّارِ ، فَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلى وَ جَلَّ ، وَ مِنْ صَوْلَتِهِ عَلى حَذَرٍ .
إِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى لِعِبَادِهِ بَعْدَ إِعْذَارِهِ وَ إِنْذَارِهِ اسْتِطْرَاداً وَ اسْتِدْرَاجاً مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ، وَ لِهذَا يُضِلُّ سَعْيَ الْعَبْدِ حَتَّى يَنْسَى الْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ ، وَ يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ صُنْعاً .
وَ لا يَزَالُ كَذَلِكَ في ظَنٍّ وَ رَجَاءٍ ، وَ غَفْلَةٍ عَمَّا جَاءَهُ مِنَ النَّبَأِ ، يَعْقِدُ عَلى نَفْسِهِ الْعَقْدَ ، وَ يُهْلِكُهَا بِكُلِّ جُهْدٍ [ 1 ] ، [ 12 ] وَ هُوَ في مُهْلَةٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلى عَهْدٍ [ 2 ] ، يَهْوي بِهَا مَعَ الْغَافِلينَ ، وَ يَغْدُو [ 3 ] مَعَ الْمُذْنِبينَ ، وَ يُجَادِلُ في طَاعَةِ اللَّهِ الْمُؤْمِنينَ ، وَ يَسْتَحْسِنُ تَمْويهَ الْمُتْرَفينَ .
فَهؤُلاءِ قَوْمٌ شُرِحَتْ صُدُورُهُمْ بِالشُّبْهَةِ ، وَ تَطَاوَلُوا عَلى غَيْرِهِمْ بِالْفِرْيَةِ ، وَ حَسِبُوا أَنَّهَا للَّهِ قُرْبَةٌ ،
وَ ذَلِكَ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا بِالْهَوى ، وَ غَيَّرُوا كَلامَ الْحُكَمَاءِ ، وَ حَرَّفُوهُ بِجَهْلٍ وَ عَمى ، وَ طَلَبُوا بِهِ السُّمْعَةَ وَ الرِّيَاءَ [ 4 ] ، بِلا سَبيلٍ قَاصِدٍ ، وَ لا إِمَامٍ قَائِدٍ ، وَ لا عِلْمٍ مُبينٍ ، وَ لا دينٍ مَتينٍ ، وَ لا أَعْلامٍ جَارِيَةٍ ، وَ لا مَنَارٍ مَعْلُومٍ ، إِلى أَمَدِهِمْ ، وَ إِلى مَنْهَلٍ هُمْ وَارِدُوهُ [ 5 ] .
حَتَّى إِذَا كَشَفَ اللَّهُ [ 6 ] لَهُمْ عَنْ جَزَاءِ مَعْصِيَتِهِمْ ، وَ اسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ جَلابيبِ غَفْلَتِهِمْ ، اسْتَقْبَلُوا مُدْبِراً ، وَ اسْتَدْبَرُوا مُقْبِلاً ، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَكُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ ، وَ لا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ ، وَ صَارَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَبَالاً ، فَصَارُوا يَهْرُبُونَ مِمَّا كَانُوا يَطْلُبُونَ [ 7 ] .
فَإِنّي أُحَذِّرُكُمْ وَ نَفْسِيَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ [ 8 ] ، وَ آمُرُكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذي لا يَنْفَعُ غَيْرُهُ [ 9 ] .
فَلْيَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِهِ إِنْ كَانَ صَادِقاً عَلى مَا يُجِنُّ ضَميرُهُ [ 10 ] ، فَإِنَّمَا الْبَصيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ ، وَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ ، وَ انْتَفَعَ بِالْعِبَرِ ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً ، يَتَجَنَّبُ فيهِ الصَّرْعَةَ فِي الْمَهَاوي ،
[ 11 ] أمّا بعد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 23 .
[ 12 ] من : و هو في إلى : المذنبين . و من : بلا سبيل إلى : قائد . و من : حتّى إذا إلى : وطرهم فإنّي أحذّركم . . . هذه المنزلة . و من : فلينتفع إلى : من صدق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 153 .
[ 1 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 108 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 318 .
[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 796 . باختلاف .
[ 3 ] يعدو . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 179 . و نسخة ابن المؤدب ص 127 .
[ 4 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 108 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 318 .
[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 797 . باختلاف .
[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 8 ] المزلّة . ورد في نسخة الأسترابادي ص 202 .
[ 9 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 108 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 318 .
[ 10 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 358 ]
وَ الضَّلالَ فِي الْمَغَاوي [ 1 ] ، وَ لا يُعينُ عَلى نَفْسِهِ الْغُوَاةَ ، بِتَعَسُّفٍ في حَقٍّ ، أَوْ تَحْريفٍ في نُطْقٍ ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ [ 2 ] صِدْقٍ .
وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ .
قُولُوا مَا قيلَ لَكُمْ ، وَ سَلِّمُوا لِمَا رُوِيَ لَكُمْ ، وَ لا تَكَلَّفُوا مَا لَمْ تُكَلَّفُوا ، فَإِنَّمَا تَبِعَتُهُ عَلَيْكُمْ فيمَا كَسَبَتْ أَيْديكُمْ ، وَ لَفَظَتْ أَلْسِنَتُكُمْ ، أَوْ سَبَقَتْ إِلَيْهِ غَايَاتُكُمْ .
وَ احْذَرُوا الشُّبْهَةَ ، فَإِنَّهَا وُضِعَتْ لِلْفِتْنَةِ .
وَ اقْصُدُوا السُّهُولَةَ .
وَ اعْمَلُوا فيمَا بَيْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْفِعْلِ .
وَ اسْتَعْمِلُوا الْخُضُوعَ ، وَ اسْتَشْعِرُوا الْخَوْفَ وَ الاِسْتِكَانَةَ للَّهِ .
وَ اعْمَلُوا فيمَا بَيْنَكُمْ بِالتَّوَاضِعِ وَ التَّنَاصُفِ ، وَ التَّبَاذُلِ وَ كَظْمِ الْغَيْظِ ، فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللَّهِ .
وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّحَاسُدَ وَ الأَحْقَادَ فَإِنَّهُمَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ .
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 1 .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِرُكُوبِهِمُ الْمَعَاصِي [ 4 ] ، وَ لَمْ يَنْهَهُمُ الرَّبّانِيُّونَ وَ الأَحْبَارُ عَنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا تَمَادَوْا فِي الْمَعَاصي أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمُ الْعُقُوبَاتِ [ 5 ] .
أَلا فَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الَّذي نَزَلَ بِهِمْ [ 6 ] .
[ 7 ] أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ، وَ مُنْكَراً يُدْعى إِلَيْهِ ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ .
[ 7 ] من : أيّها المؤمنون إلى : اليقين ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 373 .
[ 1 ] في الهوى ، و يتنكّب طريق العمى . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 108 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 318 .
[ 2 ] تغيير في . ورد في المصدرين السابقين .
-----------
( 1 ) الحشر ، 18 .
[ 4 ] إنّه لم يهلك من كان قبلكم إلاّ بحيث ما أتوا من المعاصي . ورد في الزهد ص 164 . و الغارات للثقفي ص 50 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377 . باختلاف يسير .
[ 5 ] عمّهم اللّه بعقوبة . ورد في الغارات للثقفي ص 50 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و الزهد ص 164 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 270 . و تحف العقول ص 109 .
و منهاج البراعة ج 3 ص 336 . و نهج السعادة ج 1 ص 491 . و ج 2 ص 320 . و ج 3 ص 110 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377 . باختلاف بين المصادر .
[ 359 ]
وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ [ 1 ] ، وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ .
وَ مَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَ كَلِمَةُ الظَّالِمينَ هِيَ السُّفْلى ، فَذَلِكَ الَّذي أَصَابَ سَبيلَ الْهُدى ، وَ قَامَ عَلَى الطَّريقِ ، وَ نَوَّرَ اللَّهُ في قَلْبِهِ الْيَقينَ .
أَلا وَ اعْلَمُوا [ 2 ] [ 14 ] أَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ،
وَ أَنَّهُمَا لا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ [ 3 ] ، وَ لا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ [ 4 ] .
[ 15 ] فَإِنَّ الأَمْرَ [ 5 ] يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ [ 6 ] كَقَطَرَاتِ [ 7 ] الْمَطَرِ ، إِلى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ [ 8 ] لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ .
فَإِذَا رَأَى [ 9 ] أَحَدُكُمْ لأَخيهِ غَفيرَةً [ 10 ] في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلا تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً ، فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَيَخْشَعَ لَهَا ، وَ تُذِلُّهُ [ 11 ] إِذَا ذُكِرَتْ لَهُ [ 12 ] ، وَ يُغْرى بِهَا لِئَامُ النَّاسِ ،
كَانَ كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ الَّذي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ ، تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ ، وَ يُرْفَعُ عَنْهُ بِهَا [ 13 ]
[ 14 ] من : و إنّ إلى : رزق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 156 .
[ 15 ] من : فإنّ إلى : لأقوام ورد في خطب الرضي تحت الرقم 23 . و من : كالياسر إلى : قداحه تكرر في غريب الرضي تحت الرقم 8 .
[ 1 ] أجسر . ورد في الكامل لابن الأثير ج 4 ص 210 .
[ 2 ] ورد في كتاب الزهد ص 164 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 270 . و منهاج البراعة ج 3 ص 336 . و نهج السعادة ج 1 ص 491 ، و ج 3 ص 110 ، و ص 204 ، و ص 338 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377 . باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] أجلا . ورد في كتاب الزهد ص 164 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 270 . و نهج السعادة ج 1 ص 491 ،
و ج 3 ص 110 و ص 204 و ص 338 .
[ 4 ] لا يقطعان رزقا . ورد في الزهد ص 164 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 270 . و نهج السعادة ج 3 ص 111 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 377 .
[ 5 ] القدر . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 134 .
[ 6 ] ورد في قرب الإسناد للقمي ص 19 عن الإمام جعفر الصادق ( ع ) و بالقرائن يتبين أن الرواية هي عن جده علي ( ع ) .
[ 7 ] كقطر . ورد في نسخة العام 400 ص 30 . و نسخة ابن المؤدب ص 19 . و نسخة نصيري ص 10 . و نسخة الآملي ص 21 .
و نسخة ابن أبي المحاسن ص 31 . و نسخة الأسترابادي ص 28 . و نسخة العطاردي ص 30 .
[ 8 ] كتب اللّه . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 207 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 271 .
[ 9 ] أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ، و رأى . ورد في الزهد ص 164 . و نهج السعادة ج 3 ص 111 .
و مصباح البلاغة ج 1 ص 21 عن منتخب كنز العمال .
[ 10 ] عفوة . ورد في هامش نسخة الآملي ص 21 . و ورد عقرة في قرب الإسناد للقمي ص 19 .
[ 11 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 126 .
[ 12 ] ورد في المصدر السابق ج 1 ص 492 .
[ 13 ] بها عنه . ورد في نسخة نصيري ص 10 . و نسخة عبده ص 114 . و نسخة الصالح ص 64 . و نسخة العطاردي ص 30 عن شرح فيض الإسلام . و ورد تدفع عنه في قرب الإسناد ص 19 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 270 .
[ 360 ]
الْمَغْرَمُ . وَ كَذَلِكَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ وَ الْكَذِبِ [ 1 ] يَنْتَظِرُ مِنَ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ [ 2 ] إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ :
إِمَّا دَاعِيَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 3 ] ، فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ [ 4 ] .
وَ إِمَّا رِزْقَ اللَّهِ [ 5 ] ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دينُهُ وَ حَسَبُهُ .
أَلا [ 6 ] وَ إِنَّ الْمَالَ وَ الْبَنينَ حَرْثُ الدُّنْيَا ، وَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ ، وَ قَدْ يَجْمَعُهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [ 7 ] لأَقْوَامٍ .
أَيُّهَا النَّاسُ [ 8 ] ، [ 16 ] اعْلَمُوا عِلْماً يَقيناً أَنَّ اللَّهَ تَعَالى [ 9 ] لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ ، وَ إِنْ عَظُمَتْ حيلَتُهُ ،
وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ ، وَ قَوِيَتْ مَكيدَتُهُ ، وَ كَثُرَتْ نِكَايَتُهُ [ 10 ] ، أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ [ 11 ] لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكيمِ .
وَ لَمْ يَحُلْ [ 12 ] بَيْنَ الْعَبْدِ في [ 13 ] ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حيلَتِهِ ، وَ بَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ [ 14 ] لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكيمِ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَنْ يَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقيراً بِحَذْقِهِ ، وَ لَنْ يَنْتَقِصَ امْرُؤٌ نَقيراً بِحُمْقِهِ [ 15 ] .
وَ الْعَارِفُ لِهذَا ، الْعَامِلُ بِهِ ، أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً في مَنْفَعَةٍ .
وَ التَّارِكُ لَهُ ، الشَّاكُّ فيهِ ، أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً في مَضَرَّةٍ .
[ 16 ] من : إعلموا إلى : الحكيم و من : و العارف إلى : رزقك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 273 .
[ 1 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ص 207 . و قرب الإسناد للقمي ص 19 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 126 .
[ 2 ] ورد في قرب الإسناد للقمي ص 19 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 126 .
[ 3 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 322 .
[ 4 ] للأبرار . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 306 .
[ 5 ] رزق من اللّه واسع . ورد في الغارات ص 51 . و ورد رزق من اللّه يأتيه عاجل في كنز العمال ج 16 ص 192 .
[ 6 ] ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 134 .
[ 7 ] ورد في قرب الإسناد للقمي ص 19 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 323 .
[ 8 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 321 .
[ 9 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 256 . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 2 ص 107 عن مجموعة ورّام .
[ 10 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 321 .
[ 11 ] قدّر . ورد في المصدرين السابقين .
[ 12 ] يجعل . ورد في
[ 13 ] على . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 321 .
[ 14 ] كتب . ورد في المصدرين السابقين .
[ 15 ] ورد في المصدرين السابقين . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 2 ص 108 عن مجموعة ورّام .
[ 361 ]
وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمى ، وَ رُبَّ مُبْتَلىً مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوى .
فَزِدْ ، أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ [ 1 ] ، في شُكْرِكَ ، وَ أَبْقِ مِنْ سَعْيِكَ [ 2 ] ، وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ ، وَقِفْ عِنْدَ مُنْتَهى رِزْقِكَ .
[ 10 ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، [ 11 ] إِنَّ للَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى في كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً مِنَ الشُّكْرِ [ 3 ] ، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ اللَّهُ مِنْهَا ، وَ مَنْ قَصَّرَ فيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ .
فَ [ 12 ] لْيَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلينَ ، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقينَ .
إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ في ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً ، فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً ، وَ مَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ في ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً ، فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً .
[ 13 ] فَأَفِقْ ، أَيُّهَا السَّامِعُ ، مِنْ سَكْرَتِكَ ، وَ اسْتَيْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ ، وَ اخْتَصِرْ [ 4 ] مِنْ عَجَلَتِكَ ، وَ أَنْعِمِ [ 5 ] الْفِكْرَ فيمَا جَاءَكَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 6 ] عَلى لِسَانَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِمَّا لا بُدَّ مِنْهُ وَ لا مَحيصَ عَنْهُ ، وَ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ ذَلِكَ إِلى غَيْرِهِ ، وَ دَعْهُ وَ مَا رَضِيَ لِنَفْسِهِ ،
وَ ضَعْ فَخْرَكَ ، وَ احْطُطْ كِبْرَكَ ، وَ اذْكُرْ قَبْرَكَ ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مَمَرَّكَ ، وَ إِلَيْهِ مَصيرَكَ [ 7 ] .
وَ كَمَا تُدينُ تُدَانُ ، وَ كَمَا تَزْرَعْ تَحْصُدْ ، وَ كَمَا تَصْنَعْ يُصْنَعْ بِكَ [ 8 ] .
وَ مَا قَدَّمْتَ الْيَوْمَ تَقْدَمُ عَلَيْهِ لا مَحَالَةَ [ 9 ] غَداً ، فَامْهَدْ لِقَدَمِكَ ، وَ قَدِّمْ لِيَوْمِكَ .
فَلْيَنْفَعْكَ النَّظَرُ فيمَا وُعِظْتَ بِهِ ، وَعِ مَا سَمِعْتَ وَ وُعِدْتَ بِهِ ، فَقَدِ اكْتَنَفَكَ بِذَلِكَ خَصْلَتَانِ ، وَ لا بُدَّ أَنْ تَقُومَ بِإِحْدَاهُمَا :
[ 10 ] يا أيّها النّاس ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 358 .
[ 11 ] من : إنّ للّه إلى : نعمته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 244 .
[ 12 ] من : ليركم اللّه إلى : مأمولا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 358 .
[ 13 ] من : فأفق إلى : قدّم ليومك ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 153 .
[ 1 ] المستنفع . ورد في نسخة الصالح ص 524 .
[ 2 ] ورد في
[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 240 .
[ 4 ] احتصر . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 120 .
[ 5 ] أمعن . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 179 .
[ 6 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 321 .
[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 8 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 362 ]
إِمَّا طَاعَةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا سَمِعْتَ .
وَ إِمَّا حُجَّةِ اللَّهِ تَقُومُ لَهَا بِمَا عَلِمْتَ [ 1 ] .
[ 5 ] فَالْحَذَرَ ، الْحَذَرَ ، أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ ، وَ الْجِدَّ ، الْجِدَّ ، أَيُّهَا الْغَافِلُ .
[ 6 ] اَلْحَذَرَ ، الْحَذَرَ ، أَيُّهَا الْمَغْرُورُ [ 2 ] ، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَتَرَ حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ ، وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبيرٌ 1 .