بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ أَهْلِ الْحَمْدِ وَ وَلِيِّهِ ، وَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ وَ مَحَلِّهِ .
اَلْبَديءِ الْبَديعِ ، الأَجَلِّ الأَعْظَمِ ، الأَعَزِّ الأَكْرَمِ .
اَلْمُتَوَحِّدِ بِالْكِبْرِيَاءِ ، وَ الْمُتَفَرِّدِ بِالآلاَءِ .
اَلْقَاهِرِ بِعِزِّهِ ، وَ الْمُتَسَلِّطِ بِقَهْرِهِ ، الْمُمْتَنِعِ بِقُوَّتِهِ ، الْمُهَيْمِنِ بِقُدْرَتِهِ ، وَ الْمُتَعَالي فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ بِجَبَرُوتِهِ ، الْمَحْمُودِ بِامْتِنَانِهِ وَ إِحْسَانِهِ ، الْمُتَفَضِّلِ بِعَطَائِهِ وَ جَزيلِ فَوَائِدِهِ ، الْمُوسِعِ بِرِزْقِهِ ، الْمُسْبِغِ بِنِعَمِهِ .
نَحْمَدُهُ عَلى تَظَافُرِ آلاَئِهِ ، وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِهِ ، حَمْداً يَزِنُ قَدْرَ كِبْرِيَائِهِ ، وَ عَظَمَةَ جَلاَلِهِ .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ .
اَلَّذي كَانَ في أَوَّلِيَّتِهِ مُتَقَادِماً ، وَ في دَيْمُومِيَّتِهِ متَسَيْطِراً .
خَضَعَ الْخَلاَئِقُ لِوَحْدانِيَّتِهِ وَ رُبُوبِيَّتِهِ وَ قَديمِ أَزَلِيَّتِهِ ، وَ دَانُوا لِدَوَامِ أَبَدِيَّتِهِ .
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ خِيَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ .
إخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ ، وَ اصْطَفَاهُ لِوَحْيِهِ ، وَ ائْتَمَنَهُ عَلى سِرِّهِ ، وَ ارْتَضَاهُ لِخَلْقِهِ ، وَ انْتَدَبَهُ لِعَظيمِ أَمْرِهِ ،
وَ إِضَاءَةِ مَعَالِمِ دينِهِ ، وَ مَنَاهِجِ سَبيلِهِ ، وَ جَعَلَهُ مِفْتَاحَ وَحْيِهِ ، وَ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ .
إِبْتَعَثَهُ عَلى حينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَ اخْتِلاَفٍ مِنَ الْمِلَلِ ، وَ هَدْأَةٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَ ضَلاَلٍ عَنِ الْحَقِّ ،
وَ جَهَالَةٍ بِالرَّبِّ ، وَ كُفْرٍ بِالْبَعْثِ وَ [ تَكْذيبٍ بِ ] الْوَعْدِ .
أَرْسَلَهُ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعينَ ، [ وَ ] رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ ، بِكِتَابٍ كَريمٍ قَدْ فَضَّلَهُ وَ فَصَّلَهُ ، وَ بَيَّنَهُ وَ أَوْضَحَهُ وَ أَعَزَّهُ ، وَ حَفِظَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ 1 .
ضَرَبَ لِلنَّاسِ فيهِ الأَمْثَالَ ، وَ صَرَفَ [ لَهُمْ ] فيهِ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ .
وَ أَحَلَّ فيهِ الْحَلاَلَ ، وَ حَرَّمَ فيهِ الْحَرَامَ ، وَ شَرَعَ فيهِ الدّينَ لِعِبَادِهِ عُذْراً وَ نُذْراً ، لِئَلاَّ يَكُونَ
-----------
( 1 ) فصّلت ، 42 .
[ 369 ]
لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ 1 ، وَ يَكُونَ بَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدينَ 2 .
فَبَلَّغَ رِسَالَتَهُ ، وَ جَاهَدَ في سَبيلِهِ ، وَ عَبَدَهُ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقينُ .
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً [ 3 ] .
[ 12 ] أَمَّا بَعْدُ ، أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ أُوصي نَفْسِي [ 4 ] بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظيمِ الَّذي ابْتَدَأَ الأُمُورَ بِعِلْمِهِ ، وَ إِلَيْهِ يَصيرُ غَداً مَعَادُهَا ، وَ بِيَدِهِ فَنَاؤُهَا ، وَ تَصَرُّمُ أَيَّامِكُمْ ، وَ فَنَاءُ آجَالِكُمْ ، وَ انْقِطَاعُ مُدَّتِكُمْ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، أُحَذِّرُكُمْ الدُّنْيَا وَ الاِغْتِرَارَ بِهَا ، فَكَأَنَّهَا قَدْ زَالَتْ عَنْ قَليلٍ عَنْكُمْ كَمَا زَالَتْ عَمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَاجْعَلُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، اجْتِهَادَكُمْ في هذِهِ الدُّنْيَا التَّزَوُّدَ مِنْ يَوْمِهَا الْقَصيرِ لِيَوْمِ الآخِرَةِ الطَّويلِ ،
فَإِنَّهَا دَارُ عَمَلٍ وَ ابْتِلاَءٍ ، وَ الآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ وَ جَزَاءٍ .
تَرَصَّدُوا مَوَاعيدَ الآجَالِ ، وَ بَاشِرُوهَا بِمَحَاسِنِ الأَعْمَالِ ، وَ لاَ تَرْكَنُوا إِلى ذَخَائِرِ الأَمْوَالِ فَتُحَلّيكُمْ خَدَائِعُ الآمَالِ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ [ 5 ] ، فَإِنّي أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا ، فَإِنَّهَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ حُفَّتْ بَالشَّهَوَاتِ [ 6 ] ، وَ تَحَبَّبَتْ بِالْعَاجِلَةِ [ 7 ] ، وَ رَاقَتْ بِالْقَليلِ ، وَ تَحَلَّتْ [ 8 ] بِالآمَالِ ، وَ تَزَيَّنَتْ بِالْغُرُورِ .
لاَ تَدُومُ حَبْرَتُهَا [ 9 ] ، وَ لاَ تُؤْمَنُ فَجْعَتُهَا ،
خَدَّاعَةٌ صَرَّاعَةٌ ، غَدَّارَةٌ [ 10 ] غَرَّارَةٌ ، مَكَّارَةٌ [ 11 ] ضَرَّارَةٌ ، حَائِلَةٌ زَائِلَةٌ ، نَافِدَةٌ بَائِدَةٌ ، أَكَّالَةٌ غَوَّالَةٌ .
[ 12 ] من : أمّا بعد ، فإنّي أحذّركم إلى : غوّالة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
-----------
( 1 ) النساء ، 165 .
-----------
( 2 ) الأنبياء ، 106 .
[ 3 ] ورد في الكافي ج 8 ص 152 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 23 . و نهج السعادة ج 3 ص 153 . و نهج البلاغة الثاني ص 164 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .
[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . و العقد الفريد ج 4 ص 177 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 412 . و منهاج البراعة ج 17 ص 96 . و نهج السعادة ج 1 ص 363 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 124 عن مجموعة ورّام . باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] تفتّن النّاس بالشّهوات . ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 412 . و منهاج البراعة ج 17 ص 96 . و نهج السعادة ج 1 ص 363 .
[ 7 ] و تزيّن لهم بعاجلها . ورد في المصادر السابقة .
[ 8 ] خلبت . ورد في
[ 9 ] لا يدوم خيرها . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 28 .
[ 10 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 52 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 28 . باختلاف بين المصادر .
[ 11 ] سحّارة . ورد في
[ 370 ]
أَنْهَارُهَا لاَمِعَةٌ ، وَ ثِمَارُهَا يَانِعَةٌ ، ظَاهِرُهَا سُرُورٌ ، وَ بَاطِنُهَا غُرُورٌ .
تَأْكُلُكُمْ بِأَضْرَاسِ الْمَنَايَا ، وَ تُبيرُكُمْ بِأَتْلاَفِ الرَّزَايَا [ 1 ] .
[ 9 ] وَ أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ ، وَ لَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةٍ ، قَدْ تَزَيَّنَتْ بِغُرُورِهَا ، وَ غَرَّتْ بِزينَتِهَا .
وَ هِيَ [ 2 ] دَارُ مَمَرٍّ لاَ [ 3 ] دَارُ مَقَرٍّ .
وَ النَّاسُ فيهَا رَجُلاَنِ :
رَجُلٌ بَاعَ نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا .
وَ رَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا .
لَ [ قَدْ ] هَمَّ بِهَا أَوْلاَدُ الْمَوْتِ ، وَ آثَرُوا زينَتَهَا ، وَ طَلَبُوا رُتْبَتَهَا .
يَا أَهْلَ الْغُرُورِ ، مَا أَبْهَجَكُمْ بِ [ 4 ] دَارٍ هَانَتْ عَلى رَبِّهَا فَخَلَطَ حَلاَلَهَا بِحَرَامِهَا ، وَ خَيْرَهَا بِشَرِّهَا ،
وَ حَيَاتَهَا بِمَوْتِهَا ، وَ حُلْوَهَا بِمُرِّهَا .
لَمْ يُصْفِهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ [ 5 ] تَعَالى لأَوْلِيَائِهِ ، وَ لَمْ يَضِنَّ بِهَا عَلى أَعْدَائِهِ .
خَيْرُهَا زَهيدٌ ، وَ شَرُّهَا عَتيدٌ ، وَ جَمْعُهَا يَنْفَدُ ، وَ مُلْكُهَا يُسْلَبُ ، وَ عَامِرُهَا يَخْرَبُ ، وَ لَذَّتُهَا قَليلَةٌ ،
وَ حَسْرَتُهَا طَويلَةٌ .
تَشُوبُ نَعيمَهَا بِبُؤْسٍ ، وَ تَقْرَنُ سُعُودَهَا بِنُحُوسٍ ، وَ تَصِلُ نَفْعَهَا بِضُرٍّ ، وَ تَمْزِجُ حُلْوَهَا بِمُرٍّ [ 6 ] .
فَمَا خَيْرُ دَارٍ تُنْقَضُ نَقْضَ الْبِنَاءِ ، وَ عُمُرٍ يَفْنى فَنَاءَ الزَّادِ ، وَ مُدَّةٍ تَنْقَطِعُ انْقِطَاعَ السَّيْرِ ؟ .
[ 10 ] لاَ تَعْدُو الدُّنْيَا [ 7 ] ، إِذَا تَنَاهَتْ إِلى أُمْنِيَّةِ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فيهَا ، وَ الرِّضَا بِهَا [ 8 ] ، الْمُحِبّينَ لَهَا ،
[ 9 ] من : و أحذّركم إلى : فأعتقها . و من : دار هانت إلى : يخرب . و من : فما خير إلى : السّير ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 113 .
[ 10 ] من : لا تعدو إذا إلى : فان من عليها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 5 ص 341 .
[ 3 ] إلى . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 454 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 392 . و نسخة الأسترابادي ص 547 . و نسخة عبده ص 689 .
[ 4 ] ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 59 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 871 . باختلاف بين المصادر .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 599 .
[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 262 .
[ 7 ] ورد في العقد الفريد ج 4 ص 178 . و الكافي ج 8 ص 153 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 24 . و نهج السعادة ج 3 ص 156 .
و نهج البلاغة الثاني ص 165 .
[ 8 ] عنها . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 63 . و الجوهرة للبرّي ص 79 .
[ 371 ]
الْمُطْمَئِنِّينَ إِلَيْهَا ، الْمَفْتُونينَ بِهَا [ 1 ] ، أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً 1 .
لَمْ يَكُنِ امْرُؤٌ مِنْهَا في حَبْرَةٍ إِلاَّ أَعْقَبَتْهُ بَعْدَهَا عَبْرَةٌ ، وَ لَمْ يَلْقَ في [ 3 ] سَرَّائِهَا بَطْناً إِلاَّ مَنَحَتْهُ مِنْ ضَرَّائِهَا ظَهْراً ، وَ لَمْ تَطُلَّهُ فيهَا ديمَةُ [ 4 ] رَخَاءٍ إِلاَّ هَتَنَتْ [ 5 ] عَلَيْهِ مُزْنَةُ بَلاَءٍ .
وَ حَرِيٌّ إِذَا أَصْبَحَتْ لَهُ مُنْتَصِرَةً أَنْ تُمْسِيَ لَهُ خَاذِلَةً [ 6 ] مُتَنَكِّرَةً ، وَ إِنْ جَانِبٌ مِنْهَا اعْذَوْذَبَ لامْرِئٍ [ 7 ] وَ احْلَوْلى ، أَمَرَّ عَلَيْهِ [ 8 ] مِنْهَا جَانِبٌ فَأَوْبى .
لاَ يَنَالُ امْرُؤٌ مِنْ غَضَارَتِهَا رَغَباً إِلاَّ أَرْهَقَتْهُ مِنْ نَوَائِبِهَا تَعَباً ، وَ لاَ يُمْسِي امْرُؤٌ [ 9 ] مِنْهَا في جَنَاحِ أَمْنٍ إِلاَّ أَصْبَحَ عَلى قَوَادِمِ خَوْفٍ ، أَوْ تَغَيُّرِ نِعْمَةٍ أَوْ زَوَالِ عَافِيَةٍ [ 10 ] .
غَرَّارَةٌ ، غُرُورٌ مَّا فيهَا . فَانِيَةٌ ، فَانٍ مَنْ عَلَيْهَا .
[ 15 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ [ 11 ] في هذِهِ الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فيكُمُ [ 12 ] الْمَنَايَا ، وَ مَا لَكُمْ فيهَا [ 13 ] نَهْبٌ لِلْحُتُوفِ وَ [ 14 ] تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبِ .
[ 15 ] من : أيّها إلى : محصودة ورد في خطب الرضي تحت الرقم 145 . و من : إنّما المرء في هذه الدّنيا إلى : آخر من أجله باختلاف يسير . و من : فنحن أعوان إلى : جمعا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 191 .
[ 1 ] ورد في الكافي ج 8 ص 153 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 24 . و نهج السعادة ج 3 ص 156 . و نهج البلاغة الثاني ص 165 .
-----------
( 1 ) الكهف ، 45 .
[ 3 ] من . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 128 . و نسخة ابن المؤدب ص 93 . و نسخة نصيري ص 65 .
و نسخة الآملي ص 90 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 130 . و نسخة الأسترابادي ص 145 . و نسخة العطاردي ص 127 .
[ 4 ] تنله . ورد في منهاج البراعة ج 8 للخوئي ص 28 . و ورد غيمة . في و ورد غيثة في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 63 .
[ 5 ] أهطلت . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 63 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 226 .
[ 7 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 53 . و تحف العقول للحرّاني ص 127 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 28 .
[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 226 .
[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 10 ] ورد في
[ 11 ] المرء . ورد في الحكمة .
[ 12 ] فيه . ورد في الحكمة .
[ 13 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 283 .
[ 14 ] ورد في المصدر السابق . و مصباح البلاغة ج 2 ص 110 عن مجموعة ورّام .
[ 372 ]
مَعَ كُلِّ جَرْعَةٍ مِنْهَا [ 1 ] شَرَقٌ ، وَ في كُلِّ أَكْلَةٍ مِنْهَا [ 2 ] غَصَصٌ .
لاَ تَنَالُونَ مِنْهَا [ 3 ] نِعْمَةً تَفْرَحُونَ بِهَا [ 4 ] إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرى تَكْرَهُونَهَا [ 5 ] ، وَ لاَ يُعَمَّرُ مَعَمَّرٌ مِنْكُمْ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِهَدْمِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ [ 6 ] ، وَ لاَ تُجَدَّدُ لَهُ زِيَادَةٌ في أَكْلِهِ إِلاَّ بِنَفَادِ مَا قَبْلَهَا مِنْ رِزْقِهِ ،
وَ لاَ يَحْيَا لَهُ أَثَرٌ إِلاَّ مَاتَ لَهُ أَثَرٌ ، وَ لاَ يَتَجَدَّدُ لَهُ جَديدٌ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ يَخْلَقَ لَهُ جَديدٌ ، وَ لاَ تَقُومُ لَهُ نَابِتَةٌ إِلاَّ وَ تَسْقُطُ مِنْهُ مَحْصُودَةٌ .
[ 14 ] لاَ خَيْرَ في شَيْءٍ مِنْ أَزْوَادِهَا إِلاَّ التَّقْوى .
فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ ، وَ أَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ ، وَ تَسُوقُنَا إِلَى الْفَنَاءِ [ 7 ] .
فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو [ 8 ] الْبَقَاءَ وَ هذَا اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً ، إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ في هَدْمِ مَا بَنَيَا ، وَ تَفْريقِ مَا جَمَعَا ؟ .
مَنْ أَقَلَّ مِنْهَا اسْتَكْثَرَ مِمَّا يُؤْمِنُهُ ، وَ مَنِ اسْتَكْثَرَ مِنْهَا اسْتَكْثَرَ مِمَّا يُوبِقُهُ ، وَ زَالَ عَمَّا قَليلٍ عَنْهُ .
كَمْ مِنْ وَاثِقٍ بِهَا قَدْ فَجَعَتْهُ ، وَ ذي طُمَأْنينَةٍ إِلَيْهَا قَدْ صَرَعَتْهُ ، وَ ذِي احْتِيَالٍ فيهَا قَدْ خَدَعَتْهُ [ 9 ] ،
وَ ذي أُبُّهَةٍ فيهَا [ 10 ] قَدْ جَعَلَتْهُ [ 11 ] حَقيراً ، وَ ذي نَخْوةٍ قَدْ رَدَّتْهُ ذَليلاً ، وَ ذي تَاجٍ قَدْ أَكَبَّتْهُ لِلْيَدَيْنِ وَ لِلْفَمِ [ 12 ] ؟ .
سُلْطَانُهَا دُوَلٌ ، وَ عَيْشُهَا رَنِقٌ ، وَ صَفْوُهَا كَدِرٌ [ 13 ] ، وَ عَذْبُهَا أُجَاجٌ ، وَ حُلْوُهَا صَبِرٌ ، وَ غِذَاؤُهَا
[ 14 ] من : لا خير إلى : التّقوى . و من : من أقلّ منها إلى : محروب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 283 .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق .
[ 3 ] و لا ينال العبد فيها . ورد في الحكمة و « فيها » وردت في المستدرك لكاشف الغطاء ص 33 .
[ 4 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 127 . و أمالي الطوسي ص 220 .
[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 6 ] و لا يستقبل يوما من عمره إلاّ بفراق آخر من أجله . ورد في الحكمة .
[ 7 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 222 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 33 .
[ 8 ] فمن يرجو . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 463 .
[ 9 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و العقد الفريد ج 4 ص 226 . و تحف العقول ص 127 . و منهاج البراعة ج 8 ص 28 . باختلاف .
[ 10 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و العقد الفريد ج 4 ص 226 . و دستور معالم الحكم ص 53 . و تحف العقول ص 127 .
[ 11 ] صيّرته . ورد في المصادر السابقة . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 28 .
[ 12 ] ورد في تحف العقول ص 127 . و منهاج البراعة ج 8 ص 28 . و نهج السعادة ج 3 ص 286 . باختلاف بين المصادر .
[ 13 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 286 .
[ 373 ]
سِمَامٌ ، وَ أَسْبَابُهَا رِمَامٌ ، وَ قِطَافُهَا سَلَعٌ [ 1 ] .
حَيُّهَا بِعَرَضِ مَوْتٍ ، وَ صَحيحُهَا بِعَرَضِ سُقْمٍ ، وَ آمِنُهَا بَعَرَضِ خَوْفٍ ، وَ مَنيعُهَا بِعَرَضِ اهْتِضَامٍ .
وَ [ 2 ] مُلْكُهَا [ 3 ] مَسْلُوبٌ ، وَ عَزيزُهَا مَغْلُوبٌ ، وَ ضَيْفُهَا مَثْلُوبٌ [ 4 ] ، وَ مَوْفُورُهَا [ 5 ] مَنْكُوبٌ ، وَ جَارُهَا مَحْروبٌ .
ثُمَّ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ سَكْرَةُ الْمَوْتِ وَ زَفْرَتُهُ ، وَ هَوْلُ الْمُطَّلَعِ ، وَ الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ الْعَدْلِ ،
لِيَجْزِيَ الَّذينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنى [ 6 ] .
فَاتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَ سَارِعُوا إِلى رِضْوَانِهِ ، وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ [ 7 ] ، [ وَ ] [ 12 ] اجْعَلُوا مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِكُمْ [ 8 ] ، وَ اسْأَلُوهُ مِنْ أَدَاءِ حَقِّهِ مَا سَأَلَكُمْ .
أُطْلُبُوا الْخَيْرَ وَ أَهْلَهُ ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَيْراً مِنَ الْخَيْرِ مُعْطيهِ ، وَ شَرّاً مِنَ الشَّرِّ فَاعِلُهُ [ 9 ] .
وَ أَسْمِعُوا دَعْوَةَ الْمَوْتِ آذَانَكُمْ قَبْلَ أَنْ يُدْعى بِكُمْ .
[ 13 ] وَ قَدْ مَضَتْ أُصُولٌ نَحْنُ فُرُوعُهَا ، فَمَا بَقَاءُ فَرْعٍ بَعْدَ ذَهَابِ أَصْلِهِ ؟ .
[ 14 ] أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ وَ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ [ 10 ] في مَسَاكِنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، أَطْوَلَ مِنْكُمْ [ 11 ] أَعْمَاراً ،
[ 12 ] من : إجعلوا إلى : سألكم . و من : و أسمعوا إلى : يدعى بكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 113 .
[ 13 ] من : و قد إلى : أصله ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 145 .
[ 14 ] من : ألستم في مساكن إلى : تحرصون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
[ 1 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 226 . و دستور معالم الحكم ص 54 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . و تحف العقول ص 127 . و منهاج البراعة ج 8 ص 28 . و نهج السعادة ج 3 ص 286 . باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] مليكها . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 226 .
[ 4 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 28 . باختلاف يسير .
[ 5 ] سليمها . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 .
[ 6 ] النجم ، 31 .
[ 7 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و العقد الفريد ج 4 ص 226 . و الكافي ج 8 ص 153 . و دستور معالم الحكم ص 54 . و تحف العقول ص 127 . و منهاج البراعة ج 8 ص 28 . و نهج السعادة ج 3 ص 156 و ص 286 . باختلاف بين المصادر .
[ 8 ] طلبتكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 132 . و نسخة ابن المؤدب ص 96 . و نسخة نصيري ص 49 . و نسخة الآملي ص 92 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 134 . و نسخة الأسترابادي ص 149 .
[ 9 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 222 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 33 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 161 . باختلاف يسير .
[ 10 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 287 .
[ 11 ] ورد في المصدر السابق . و البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و دستور معالم الحكم ص 54 . و غرر الحكم ج 1 ص 170 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 .
[ 374 ]
وَ أَبْقى [ 1 ] آثَاراً ، وَ أَبْعَدَ آمَالاً ، وَ أَعَدَّ عَديداً ، وَ أَكْثَفَ [ 2 ] جُنُوداً ، وَ أَشَدَّ عُنُوداً [ 3 ] ؟ .
تَعَبَّدُوا لِلدُّنْيَا [ 4 ] أَيَّ تَعَبُّدٍ ، وَ نَزَلُوا بِهَا أَيَّ نُزُولٍ [ 5 ] ، وَ آثَرُوهَا أَيَّ إِيثَارٍ ، ثُمَّ ظَعَنُوا عَنْهَا بِالْكُرْهِ وَ الصَّغَارِ [ 6 ] ، بِغَيْرِ زَادٍ مُبَلِّغٍ ، وَ لاَ ظَهْرٍ قَاطِعٍ .
فَهَلْ بَلَغَكُمْ أَنَّ الدُّنْيَا سَخَتْ لَهُمْ نَفْساً بِفِدْيَةٍ ، أَوْ أَغْنَتْ عَنْهُمْ فيمَا قَدْ أَمَّلَتْهُمْ بِخَطْبٍ [ 7 ] ، أَوْ أَعَانَتْهُمْ بِمَعُونَةٍ ، أَوْ أَحْسَنَتْ لَهُمْ صُحْبَةً ؟ .
بَلْ قَدْ [ 8 ] أَرْهَقَتْهُمْ بِالْقَوَادِحِ [ 9 ] ، وَ أَوْهَنَتْهُمْ بِالْقَوَارِعِ ، وَ ضَعْضَعَتْهُمْ بِالنَّوَائِبِ ، وَ عَقَرَتْهُمْ بِالْمَصَائِبِ [ 10 ] ، وَ عَفَّرَتْهُمْ لِلْمَنَاخِرِ [ 11 ] ، وَ وَطِئَتْهُمْ بِالْمَنَاسِمِ ، وَ أَعَانَتْ عَلَيْهِمْ رَيْبَ الْمَنُونِ .
فَقَدْ رَأَيْتُمْ تَنَكُّرَهَا لِمَنْ دَانَ لَهَا وَ أَجَدَّ إِلَيْهَا [ 12 ] ، وَ آثَرَهَا وَ أَخْلَدَ لَهَا ، حينَ [ 13 ] ظَعَنُوا عَنْهَا لِفِرَاقِ الأَبَدِ إِلى آخِرِ الْمُسْنَدِ [ 12 ] .
وَ هَلْ زَوَّدَتْهُمْ إِلاَّ السَّغَبَ [ 15 ] ، أَوْ أَحَلَّتْهُمْ إِلاَّ الضَّنْكَ ، أَوْ نَوَّرَتْ لَهُمْ إِلاَّ الظُّلْمَةَ ، أَوْ أَعْقَبَتْهُمْ إِلاَّ النَّدَامَةَ ؟ .
أَفَهذِهِ تُؤْثِرُونَ . أَمْ إِلَيْهَا تَطْمَئِنُّونَ . أَمْ عَلَيْهَا تَحْرِصُونَ . أَمْ فيهَا تَرْغَبُونَ ؟ .
[ 1 ] أوضح . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و ورد أعظم في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 170 .
[ 2 ] أكثر . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 129 .
[ 3 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و دستور معالم الحكم ص 54 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . و نهج السعادة ج 3 ص 287 . باختلاف يسير .
[ 4 ] الدّنيا . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 129 . و نسخة الآملي ص 91 .
[ 5 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 287 .
[ 6 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و العقد الفريد ج 4 ص 226 . و دستور معالم الحكم ص 54 . و تحف العقول ص 128 .
و منهاج البراعة ج 8 ص 29 .
[ 7 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و العقد الفريد ج 4 ص 226 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 29 .
[ 9 ] بالفوادح . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 129 . و نسخة ابن المؤدب ص 94 . و نسخة نصيري ص 66 . و نسخة الأسترابادي ص 146 . و متن منهاج البراعة ج 8 ص 14 . و هامش نسخة عبده ص 269 . و نسخة العطاردي ص 128 .
[ 10 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 .
[ 11 ] بالمناخر . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 130 .
[ 12 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 29 .
[ 13 ] حتّى . ورد في نسخة الآملي ص 91 . و نسخة عبده ص 269 . و نسخة العطاردي ص 128 عن شرح فيض الإسلام .
[ 14 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . و ورد الأمد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 226 .
[ 15 ] التّعب . ورد في المصدر السابق .
[ 375 ]
يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ : مَنْ كَانَ يُريدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَ زينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فيهَا وَ هُمْ فيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارَ وَ حَبِطَ مَا صَنَعُوا فيهَا وَ بَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ 1 ] .
[ 10 ] فَبِئْسَتِ الدَّارُ لِمَنْ لَمْ يَتَّهِمْهَا ، وَ لَمْ يَكُنْ فيهَا عَلى وَ جَلٍ مِنْهَا .
فَاعْلَمُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [ 2 ] ، بِأَنَّكُمْ لاَ بُدَّ تَارِكُوهَا ، وَ ظَاعِنُونَ عَنْهَا ، فَإِنَّمَا هِيَ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ كَمَا وَصَفَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ قَالَ : اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زينَةٌ وَ تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَ الأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَديدٌ 1 .
وَ اتَّعِظُوا فيهَا بِالَّذينَ قَالَ [ لَهُمُ ] اللَّهُ تَعَالى : أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ ريعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَ تَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَ إِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارينَ [ 4 ] .
وَ اتَّعِظُوا فيهَا بِالَّذينَ قَالُوا : مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [ 5 ] .
وَ اتَّعِظُوا بِإِخْوَانِكُمُ الَّذينَ [ 6 ] حُمِلُوا إِلى قُبُورِهِمْ فَلاَ يُدْعَوْنَ رُكْبَاناً ، وَ أُنْزِلُوا الأَجْدَاثَ فَلاَ يُدْعَوْنَ ضِيفَاناً ، وَ جُعِلَ لَهُمْ مِنَ الصَّفيحِ أَجْنَانٌ ، وَ مِنَ الضَّريحِ أَكْنَانٌ [ 7 ] ، وَ مِنَ التُّرَابِ أَكْفَانٌ ، وَ مِنَ الرُّفَاتِ جيرَانٌ ، فَهُمْ جيرَةٌ لاَ يُجيبُونَ دَاعِياً ، وَ لاَ يَمْنَعُونَ ضَيْماً ، وَ لاَ يُبَالُونَ مَنْدَبَةً .
وَ اعْتَبِرُوا بِمَنْ قَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مَنْ صَارُوا فِي التُّرَابِ رَميماً [ 8 ] ، إِنْ جيدُوا [ 9 ] لَمْ يَفْرَحُوا ،
وَ إِنْ قُحِطُوا لَمْ يَقْنَطُوا .
[ 10 ] من : فبئست إلى : ظاعنون عنها . و من : و اتّعظوا إلى : مندبة . و من : إن جيدوا إلى : دفعهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
[ 1 ] هود ، 16 . و وردت الفقرة في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 64 . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 55 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . و نهج السعادة ج 3 ص 288 . باختلاف يسير .
[ 2 ] فاعملوا و أنتم تعلمون . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 227 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8
-----------
( 1 ) الحديد ، 20 .
[ 4 ] الشعراء ، 128 . و وردت الفقرة في المصدرين السابقين . و البيان و التبيين ج 2 ص 64 . و دستور معالم الحكم ص 56 . و العقد الفريد ج 4 ص 227 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . و نهج السعادة ج 3 ص 288 .
[ 5 ] فصّلت ، 15 .
[ 6 ] ورد في العقد الفريد ج 4 ص 227 . و دستور معالم الحكم ص 56 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 .
باختلاف يسير .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 65 . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 288 .
[ 9 ] أخصبوا . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 65 .
[ 376 ]
جَميعٌ وَ هُمْ آحَادٌ ، وَ جيرَةٌ وَ هُمْ أَبْعَادٌ ، مُتَدَانُونَ لاَ يَتَزَاوَرُونَ [ 1 ] ، وَ قَريبُونَ لاَ يَتَقَارَبُونَ .
حُلَمَاءُ قَدْ ذَهَبَتْ أَضْغَانُهُمْ ، وَ جُهَلاَءُ قَدْ مَاتَتْ أَحْقَادُهُمْ .
لاَ يُخْشى فَجْعُهُمْ ، وَ لاَ يُرجى دَفْعُهُمْ [ 2 ] .
فَهُمْ كَمَنْ لَمْ يَكُنْ ، وَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَليلاً وَ كُنَّا نَحْنُ الْوَارِثينَ [ 3 ] .
[ 9 ] إِسْتَبْدَلُوا بِظَهْرِ الأَرْضِ بَطْناً ، وَ بِالسَّعَةِ ضيقاً ، وَ بِالأَهْلِ وَحْدَةً ، وَ بِالأُنْسِ [ 4 ] غُرْبَةً ، وَ بِالنُّورِ ظُلْمَةً ، فَجَاءُوهَا كَمَا فَارَقُوهَا حُفَاةً عُرَاةً فُرَادى [ 5 ] .
غَيْرَ أَنَّ [ 6 ] [ هُمْ ] قَدْ ظَعَنُوا عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ إِلَى الْحَيَاةِ الدَّائِمَةِ ، وَ الدَّارِ الْبَاقِيَةِ ، وَ إِلى خُلُودِ الأَبَدِ [ 7 ] ، كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ 1 .
يَا ذَوِي الْحِيَلِ وَ الآرَاءِ ، وَ الْفِقْهِ وَ الأَنْبَاءِ ، اذْكُرُوا مَصَارِعَ الآبَاءِ ، فَكَأَنَّكُمْ بِالنُّفُوسِ قَدْ سُلِبَتْ ،
وَ بِالأَبْدَانِ قَدْ عُرِيَتْ ، وَ بِالْمَوَاريثِ قَدْ قُسِمَتْ ، فَتَصيرُ يَا ذَا الدَّلاَلِ ، وَ الْهَيْئَةِ وَ الْجَمَالِ ، إِلى مَنْزِلَةٍ شَعْثَاءَ ،
وَ مَحَلَّةٍ غَبْرَاءَ ، فَتُنَوَّمُ عَلى خَدِّكَ في لَحْدِكَ ، في مَنْزِلٍ قَلَّ زُوَّارُهُ ، وَ مَلَّ عُمَّالُهُ ، حَتَّى يُشَقَّ عَنِ الْقُبُورِ ،
وَ تُبْعَثَ إِلَى النُّشُورِ .
فَإِنْ خُتِمَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ صِرْتَ إِلَى الْحُبُورِ ، وَ أَنْتَ مَلِكٌ مُطَاعٌ ، وَ آمِنٌ لاَ تُرَاعُ ، يَطُوفُ عَلَيْكَ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُمُ الْجُمَانُ ، بِكَأْسٍ مِنْ مَعينٍ ، بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبينَ .
أَهْلُ الْجَنَّةِ فيهَا يَتَنَعَّمُونَ ، وَ أَهْلُ النَّارِ فيهَا يُعَذَّبُونَ .
هؤُلاَءِ فِي السُّنْدُسِ وَ الْحَريرِ يَتَبَخْتَرُونَ ، وَ هؤُلاَءِ فِي الْجَحيمِ وَ السَّعيرِ يَتَقَلَّبُونَ .
[ 9 ] من : إستبدلوا إلى : فاعلين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 111 .
[ 1 ] متناؤون لا يزورون و لا يزارون . ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 65 . و تحف العقول ص 128 . باختلاف يسير .
[ 2 ] لا يرجى نفعهم ، و لا يخشى ضرّهم . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 288 .
[ 3 ] القصص ، 58 . و وردت الفقرة في البيان و التبيين ج 2 ص 65 . و العقد الفريد ج 4 ص 227 . و دستور معالم الحكم ص 57 .
و منهاج البراعة ج 8 ص 29 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 288 .
[ 5 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 65 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 227 .
[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 288 .
[ 7 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 65 . و العقد الفريد ج 4 ص 227 . و تحف العقول ص 128 . و منهاج البراعة ج 8 ص 29 .
-----------
( 1 ) الأنبياء ، 104 .
[ 377 ]
هؤُلاَءِ تُحْشى جَمَاجِمُهُمْ بِمِسْكِ الْجِنَانِ ، وَ هؤُلاَءِ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعِ النّيرَانِ .
هؤُلاَءِ يُعَانِقُونَ الْحُورَ فِي الْحِجَالِ ، وَ هؤُلاَءِ يُطَوَّقُونَ أَطْوَاقاً فِي النَّارِ بِالأَغْلاَلِ .
يَا مَنْ يُسَلَّمُ إِلَى الدُّودِ وَ يُهْدى إِلَيْهِ ، اعْتَبِرْ بِمَا تَسْمَعُ وَ تَرى ، وَ قُلْ لِعَيْنِكَ تَجْفُو لَذَّةَ الْكَرى ،
وَ تُفيضُ الدُّمُوعَ بَعْدَ الدُّمُوعِ تَتْرى .
بَيْتُكَ ، الْقَبْرُ ، بَيْتُ الأَهْوَالِ وَ الْبِلى ، وَ غَايَتُكَ الْمَوْتُ ، يَا قَليلَ الْحَيَاءِ .
إِسْمَعْ يَا ذَا الْغَفْلَةِ وَ التَّصْريفِ ، مِنْ ذَوِي الْوَعْظِ وَ التَّعْريفِ .
جُعِلَ يَوْمُ الْحَشْرِ يَوْمُ الْعَرْضِ وَ السُّؤَالِ ، وَ الْحَبَاءِ وَ النَّكَالِ .
يَوْمٌ تُقْلَبُ فيهِ أَعْمَالُ الأَنَامِ ، وَ تُحْصى فيهِ جَميعُ الآثَامِ .
يَوْمٌ تَذُوبُ مِنَ النُّفُوسِ أَحْدَاقُ عُيُونِهَا ، وَ تَضَعُ الْحَوَامِلُ مَا في بُطُونِهَا ، وَ يُفَرَّقُ بَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ وَ حَبيبِهَا ، وَ يَحَارُ فِي تِلْكَ الأَهْوَالِ عَقْلُ لَبيبِهَا .
إِذْ تَنَكَّرَتِ الأَرْضُ بَعْدَ حُسْنِ عِمَارَتِهَا ، وَ تَبَدَّلَتْ بِالْخَلْقِ بَعْدَ أَنيقِ زَهْرَتِهَا ، وَ أَخْرَجَتْ مِنْ مَعَادِنِ الْغَيْبِ أَثْقَالَهَا ، وَ نَفَضَتْ إِلَى اللَّهِ أَحْمَالَهَا .
يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الْجِدُّ ، إِذَا عَايَنُوا الْهَوْلَ الشَّديدَ فَاسْتَكَانُوا ، وَ عُرِفَ الْمُجْرِمُونَ بِسيمَاهُمْ فَاسْتَبَانُوا .
فَانْشَقَّتِ الْقُبُورُ بَعْدَ طُولِ انْطِبَاقِهَا ، وَ اسْتَسْلَمَتِ النُّفُوسُ إِلَى اللَّهِ بِأسْبَابِهَا ، وَ كُشِفَ عَنِ الآخِرَةِ غِطَاؤُهَا ، وَ ظَهَرَ لِلْخَلْقِ أَنْبَاؤُهَا .
فَدُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ، وَ مُدَّتْ لِأَمْرٍ يُرَادُ بِهَا مَدّاً مَدّاً .
وَ اشْتَدَّ الْمُثَارُونَ إِلَى اللَّهِ شَدّاً شَدّاً .
وَ تَزَاحَفَتِ الْخَلاَئِقُ إِلَى الْمَحْشَرِ زَحْفاً زَحْفاً .
وَ رُدَّ الْمُجْرِمُونَ عَلَى الأَعْقَابِ رَدّاً رَدّاً .
وَ جَدَّ الأَمْرُ ، وَيْحَكَ يَا إِنْسَانُ ، جَدّاً جَدّاً .
وَ قُرِّبُوا لِلْحِسَابِ فَرْداً فَرْداً .
وَ جَاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً 1 ، يَسْأَلُهُمْ عَمَّا عَمِلُوا حَرْفاً حَرْفاً .
-----------
( 1 ) الفجر ، 21 .
[ 378 ]
فَجيءَ بِهِمْ عُرَاةَ الأَبْدَانِ ، خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ ، أَمَامُهُمُ الْحِسَابُ ، وَ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ، يَسْمَعُونَ زَفيرَهَا ، وَ يَرَوْنَ سَعيرَهَا [ 1 ] .
فَلَمْ يَجِدُوا نَاصِراً وَ لاَ وَلِيّاً يُجيرُهُمْ مِنَ الذُّلِّ ، فَهُمْ يَعْدُونَ سِرَاعاً إِلى مَوَاقِفِ الْحَشْرِ يُسَاقُونَ سَوْقاً .
فَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينِهِ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ .
وَ الْعِبَادُ عَلَى الصِّرَاطِ وَ جِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلَمُونَ ، وَ لاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَتَكَلَّمُونَ ، وَ لاَ يُقْبَلُ مِنْهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ، قَدْ خُتِمَ عَلى أَفْوَاهِهِمْ ، وَ اسْتُنْطِقَتْ أَيْديهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
يَا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ ، مَا أَشْجَا مَوَاقِعَهَا مِنَ الْقُلُوبِ ، حينَ مُيِّزَ بَيْنَ الْفَريقَيْنِ :
فَريقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَ فَريقٌ فِي السَّعيرِ 1 .
مِنْ مِثْلِ هذَا فَلْيَهْرَبِ الْهَارِبُونَ .
وَ إِذَا كَانَتِ الدَّارُ الآخِرَةَ ، فَلَهَا [ فَلْ ] يَعْمَلِ الْعَامِلُونَ [ 3 ] .
[ 8 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، الزَّهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ ، وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ ، وَ الْوَرَعُ عَنِ [ 4 ] الْمَحَارِمِ .
فَإِنْ عَزَبَ ذَلِكَ عَنْكُمْ [ 5 ] فَلاَ يَغْلِبِ الْحَرَامُ [ 6 ] صَبْرَكُمْ ، وَ لاَ تَنْسَوْا عِنْدَ النِّعَمِ شُكْرَكُمْ .
فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 7 ] إِلَيْكُمْ بِحُجَجٍ مُسْفِرَةٍ ظَاهِرَةٍ ، وَ كُتُبٍ بَارِزَةِ الْعُذْرِ وَاضِحَةٍ .
[ 9 ] إِنَّ الزَّاهِدينَ فِي الدُّنْيَا تَبْكي قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ ضَحِكُوا ، وَ يَشْتَدُّ حُزْنُهُمْ وَ إِنْ فَرِحُوا ، وَ يَكْثُرُ مَقْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ إِنِ اغْتُبِطُوا بِمَا رُزِقُوا .
فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّهُ ، وَ انْتَفِعُوا بِمَوَاعِظِهِ ، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِهِ .
[ 8 ] من : أيّها النّاس إلى : واضحة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 81 .
[ 9 ] من : إنّ إلى : رزقوا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 113 .
[ 1 ] زئيرها . ورد في
-----------
( 1 ) الشورى ، 7 .
[ 3 ] ورد في
[ 4 ] التّورّع عند . ورد في متن شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 230 . و نسخة الصالح ص 106 .
[ 5 ] عليكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 69 . و نسخة نصيري ص 27 .
[ 6 ] الحرص . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 804 .
[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 270 . و إرشاد القلوب للديلمي باختلاف .
[ 379 ]
عَصَمَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ ، وَ رَزَقَنَا وَ إِيَّاكُمْ أَدَاءَ حَقِّهِ [ 1 ] .
[ 5 ] نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَجْعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لاَ تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ ، وَ لاَ تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ غَايَةٌ ، وَ لاَ تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَةٌ وَ لاَ كَآبَةٌ .
إِنَّهُ لَطيفٌ لِمَا يَشَاءُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .
ثُمَّ إِنَّ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ، وَ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةِ ، وَ أَنْفَعَ التَّذَكُّرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 2 .
أَسْتَعيذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجيمِ . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3 .
إِنَّ اللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْليماً 4 .
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ بَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَحَنَّنْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ سَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ تَحَنَّنْتَ وَ سَلَّمْتَ عَلى إِبْرَاهيمَ وَ آلِ إِبْرَاهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
اَللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسيلَةَ ، وَ الشَّرَفَ وَ الْفَضيلَةَ ، وَ الْمَنْزِلَةَ الْكَريمَةَ .
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمَ الْخَلاَئِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَقْعَداً ،
وَ أَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاهاً ، وَ أَفْضَلَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَ نَصيباً .
اَللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً أَشْرَفَ الْمَقَامِ ، وَ حِبَاءَ السَّلاَمِ .
اَللَّهُمَّ وَ أَلْحِقْنَا بِهِ غَيْرَ خَزَايَا وَ لاَ نَاكِبينَ ، وَ لاَ نَاكِثينَ وَ لاَ نَادِمينَ وَ لاَ مُبَدِّلينَ ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ .
وَ صَلَّى اللَّهُ وَ سَلَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الأَخْيَارِ ، الَّذينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنُهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهيراً .
ثم جلس عليه السلام قليلاً . ثم قال فقال :
اَلْحَمْدُ للَّهِ أَحَقِّ مَنْ خُشِيَ وَ حُمِدَ ، وَ أَفْضَلِ مَنِ اتُّقِيَ وَ عُبِدَ ، وَ أَوْلى مَنْ عُظِّمَ وَ مُجِّدَ .
نَحْمَدُهُ لِعَظيمِ غَنَائِهِ ، وَ جَزيلِ عَطَائِهِ ، وَ تَظَاهُرِ نَعْمَائِهِ ، وَ حُسْنِ بَلاَئِهِ ، وَ نُؤْمِنُ بِهُداهُ الَّذي لاَ يَخْبُو
[ 5 ] من : نسأل إلى : كآبة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 64 .
[ 1 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 65 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 227 .
-----------
( 2 ) الأعراف ، 204 .
-----------
( 3 ) سورة العصر .
-----------
( 4 ) الأحزاب ، 56 .
[ 380 ]
ضِيَاؤُهُ ، وَ لاَ يَتَهَمَّدُ سَنَاؤُهُ ، وَ لاَ يُوهَنُ عُرَاهُ .
وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الرَّيْبِ ، وَ ظُلَمِ الْفِتَنِ ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مَكَاسِبِ الذُّنُوبِ ، وَ نَسْتَعْصِمُهُ مِنْ مَسَاوِئِ الأَعْمَالِ ، وَ مَكَارِهِ الآمَالِ ، وَ الْهُجُومِ فِي الأَهْوَالِ ، وَ مُشَارَكَةِ أَهْلِ الرَّيْبِ ، وَ الرِّضَا بِمَا يَعْمَلُ الْفُجَّارُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ .
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ لِلْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الأَمْوَاتِ ، الَّذينَ تَوَفَّيْتَهُمْ عَلى دينِكَ وَ مِلَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
اَللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِمْ ، وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَ أَدْخِلْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ وَ الْمَغْفِرَةَ وَ الرِّضْوَانَ .
وَ اغْفِرْ لِلأَحْيَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، الَّذينَ وَحَّدُوكَ وَ صَدَّقُوا رَسُولَكَ ، وَ تَمَسَّكُوا بِدينِكَ ،
وَ عَمِلُوا بِفَرَائِضِكَ ، وَ اقْتَدَوْا بِنَبِيِّكَ ، وَ سَنُّوا سُنَّتَكَ ، وَ أَحَلُّوا حَلاَلَكَ وَ حَرَّمُوا حَرَامَكَ ، وَ خَافُوا عِقَابَكَ ،
وَ رَجَوْا ثَوَابَكَ ، وَ وَالَوْا أَوْلِيَاءَكَ ، وَ عَادَوْا أَعْدَاءَكَ ، وَ أَدْخِلْهُمْ بِرَحْمَتِكَ في عِبَادِكَ الصَّالِحينَ ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ [ 1 ] .