بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ .
سَلاَمٌ عَلَيْكَ [ 2 ] .
[ 7 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ في أَمَانَتي ، وَ جَعَلْتُكَ شِعَاري وَ بِطَانَتي .
وَ لَمْ يَكْنْ رَجُلٌ في أَهْلي أَوْثَقُ مِنْكَ في نَفْسي ، لِمُوَاسَاتي وَ مُوَازَرَتي ، وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَيَّ .
فَلَمَّا رَأَيْتَ الزَمَانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ ، وَ الْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ ، وَ أَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِيَتْ ، وَ هذِهِ الأُمَّةَ قَدْ فُتِكَتْ [ 3 ] وَ شَغَرَتْ ، قَلَبْتَ لابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ .
فَفَارَقْتَهُ مَعَ الْفَارِقينَ [ 4 ] ، وَ خَذَلْتَهُ مَعَ الْخَاذِلينَ ، وَ خُنْتَهُ مَعَ الْخَائِنينَ .
فَلاَ ابْنَ عَمِّكَ آسَيْتَ ، وَ لاَ الأَمَانَةَ أَدَّيْتَ .
فَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّهَ تُريدُ بِجِهَادِكَ ، وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ .
وَ كَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكيدُ هذِهِ الأُمَّةَ [ 5 ] عَنْ دُنْيَاهُمْ ، وَ تَنْوي غِرَّتَهُمْ عَنْ فَيْئِهِمْ ، فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ
[ 6 ] من : أمّا بعد إلى : و السّلام ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 40 .
[ 7 ] من : أمّا بعد إلى : مظلمتهما ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 41 .
[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 170 . و العقد الفريد ج 5 ص 103 . و نهج السعادة ج 5 ص 325 .
[ 2 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 584 . و ج 42 ص 153 .
[ 3 ] فتنت . ورد في نسخة العام 400 ص 376 . و نسخة الأسترابادي ص 443 . و نسخة العطاردي ص 354 .
[ 4 ] المفارقين . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 266 . و نسخة عبده ص 581 . و نسخة الصالح 413 .
[ 5 ] أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 174 . و العقد الفريد ج 5 ص 106 .
و البحار ج 42 ص 153 . و نهج السعادة ج 5 ص 328 . باختلاف يسير .
[ 794 ]
الشِّدَّةُ [ 1 ] في خِيَانَةِ الأُمَّةِ أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ ، وَ عَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ ، وَ اخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْمَصُونَةِ لأَرَامِلِهِمْ وَ أَيْتَامِهِمُ ، اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الأَزَلِّ دَامِيَةَ الْمِعْزَى الْكَسيرَةِ .
فَحَمَلْتَهُ وَ انْقَلَبْتَ بِهِ [ 2 ] إِلَى الْحِجَازِ رَحيبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِهِ ، غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ [ 3 ] ، كَأَنَّكَ ، لاَ أَبَا لِغَيْركَ ، حَدَرْتَ إِلى أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبيكَ وَ أُمِّكَ .
فَسُبْحَانَ اللَّهِ ، أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ ؟ .
أَوَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ [ 4 ] الْحِسَابِ ؟ .
أَيُّهَا الْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي [ 5 ] الأَلْبَابِ ، كَيْفَ تُسيغُ شَرَاباً وَ طَعَاماً ، وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً ، وَ تَشْرَبُ حَرَاماً ، وَ تَبْتَاعُ الإِمَاءَ ، وَ تَنْكِحُ النِّسَاءَ ، مِنْ أَمْوَالِ [ 6 ] الْيَتَامى وَ الأَرَامِلِ [ 7 ] وَ الْمَسَاكينِ وَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُجَاهِدينَ [ 8 ] في سَبيلِ اللَّهِ [ 9 ] الَّذينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ هذِهِ الأَمْوَالَ ، وَ أَحْرَزَ بِهِمْ هذِهِ الْبِلاَدَ ؟ .
فَاتَّقِ اللَّهَ ، وَ ارْدُدْ إِلى هؤُلاَءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ، ثُمَّ أَمْكَنَنِيَ اللَّهُ مِنْكَ ، لأُعْذِرَنَّ إِلَى اللَّهِ فيكَ ، وَ لأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِيَ الَّذي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ .
وَ وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ فَعَلاَ مِثْلَ الَّذي فَعَلْتَ ، مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدي هَوَادَةٌ ، وَ لاَ ظَفِرَا مِنّي بِإِرَادَةٍ ، حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا ، وَ أُزيحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا . وَ السَّلاَمُ [ 10 ] .
[ 1 ] الفرصة . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 5 ص 106 .
[ 2 ] ورد في العقد الفريد ج 5 ص 106 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 329 .
[ 3 ] إلى الحجاز رحيب الصّدر ، تحمله غير متأثّم . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 266 . و هامش نسخة الآملي ص 271 . و نسخة عبده ص 582 . و نسخة الصالح 413 .
[ 4 ] سوء . ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 175 . و البحار للمجلسي ج 42 ص 153 .
[ 5 ] ذوي . ورد في نسخة العام 400 ص 377 . و نسخة ابن المؤدب ص 266 . و نسخة الآملي ص 271 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 321 . و نسخة الأسترابادي ص 444 . و نسخة عبده ص 582 . و نسخة العطاردي ص 355 .
[ 6 ] مال . ورد في المصادر السابقة .
[ 7 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 175 . و العقد الفريد ج 5 ص 106 . و نهج السعادة ج 5 ص 329 .
[ 8 ] المهاجرين . ورد في البحار للمجلسي ج 42 ص 153 .
[ 9 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 5 ص 106 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 329 .
[ 10 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 175 .
[ 795 ]