بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ .
اَلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ رَسُولِهِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ قَدِمَ عَلَيَّ رَسُولُكَ ، وَ قَرَأْتُ كِتَابَكَ ، تَذْكُرُ فيهِ حَالَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ اخْتِلاَفَهُمْ بَعْدَ انْصِرَافي عَنْهُمْ .
وَ سَأُخْبِرُكَ عَنِ الْقَوْمِ :
هُمْ بَيْنَ مُقيمٍ لِرَغْبَةٍ يَرْجُوهَا ، أَوْ خَائِفٍ مِنْ عُقُوبَةٍ يَخْشَاهَا [ 1 ] ، [ 5 ] فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالاِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، وَ أَرْغِبْ رَاغِبَهُمْ بِالْعَدْلِ عَلَيْهِ وَ الإِنْصَافِ إِلَيْهِ [ 2 ] ، وَ احْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لأُمَرَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ في قُلُوبِهِمْ عِظَمٌ إِلاَّ قَليلٍ مِنْهُمْ [ 3 ] .
وَ قَدْ بَلَغَني تَنَمُّرُكَ لِبَني تَميمٍ وَ غِلْظَتُكَ عَلَيْهِمْ ، وَ إِنَّ بَني تَميمٍ لَمْ يَغِبْ لَهُمْ نَجْمٌ إِلاَّ طَلَعَ لَهُمْ آخَرُ ، وَ إِنَّهُمْ لَمْ يُسْبَقُوا بِوَغْمٍ في جَاهِلِيَّةٍ وَ لاَ إِسْلاَمٍ .
وَ إِنَّ لَهُمْ بِنَا رَحِماً مَاسَّةً ، وَ قَرَابَةً خَاصَّةً ، نَحْنُ مَأْجُورُنَ عَلى صِلَتِهَا ، وَ مَأْزُورُونَ عَلى قَطيعَتِهَا .
فَارْبَعْ أَبَا الْعَبَّاسِ ، رَحِمَكَ اللَّهُ ، فيمَا جَرَى عَلى لِسَانِكَ وَ يَدِكَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ ، فَإِنَّا شَريكَانِ في ذَلِكَ ، وَ انْتَهِ إِلى أَمْري وَ لاَ تَعْدُهُ .
وَ أَحْسِنْ إِلى هذَا الْحَيِّ مِنْ رَبيعَةَ ، وَ كُلُّ مَنْ قِبَلَكَ ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِمْ مَا اسْتَطَعْتَ [ 4 ] ، وَ كُنْ عِنْدَ
[ 5 ] من : فحادث إلى : قلوبهم . و من : و قد بلغني إلى : في ذلك . و من : و كن إلى : و السّلام ورد في كتب الرضي تحت الرقم 18 .
[ 1 ] ورد في صفين ص 105 . و نثر الدرّ ج 1 ص 322 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 183 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 440 .
و منهاج البراعة ج 18 ص 38 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 126 . و نهج البلاغة الثاني ص 193 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .
[ 3 ] ورد في صفين ص 105 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 183 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 440 . و منهاج البراعة ج 18 ص 38 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 126 . و نهج البلاغة الثاني ص 193 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 792 ]
صَالِحِ ظَنّي بِكَ ، وَ لاَ تُفيلَنَّ [ 1 ] رَأْيي فيكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [ 2 ] . وَ السَّلاَمُ .