كتاب له عليه السلام ( 17 ) إِلى أبي موسى الأشعري عامله على الكوفة

و قد بلغه عنه تثبيطه النّاس عن الخروج إليه لمّا ندبهم لحرب أصحاب الجمل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 3 ] مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَني عَنْكَ قَوْلٌ هُوَ لَكَ وَ عَلَيْكَ .

فَإِذَا قَدِمَ رَسُولي عَلَيْكَ فَارْفَعْ ذَيْلَكَ ، وَ اشْدُدْ مِئْزَرَكَ ، وَ اخْرُجْ مِنْ جُحْرِكَ ، وَ انْدُبْ مَنْ مَعَكَ ، فَإِنْ حَقَّقْتَ [ 1 ] فَانْفُذْ ، وَ إِنْ تَفَشَّلْتَ فَابْعُدْ .

وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَتُؤْتَيَنَّ حَيْثُ أَنْتَ ، وَ لاَ تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخَاثِرِكَ ، وَ ذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ ، وَ حَتَّى تُعْجَلَ عَنْ قِعْدَتِكَ ، وَ تَحْذَرَ مِنْ أَمَامِكَ كَحَذَرِكَ مِنْ خَلْفِكَ .

وَ مَا هِيَ بِالْهُوَيْنَا الَّتي تَرْجُو ، وَ لكِنَّهَا الدَّاهِيَةُ الْكُبْرى ، يُرْكَبُ جَمَلُهَا ، وَ يُذَلُّ صَعْبُهَا ، وَ يُسَهَّلُ جَبَلُهَا .

فَاعْقِلْ عَقْلَكَ ، وَ امْلِكْ أَمْرَك ، وَ خُذْ نَصيبَكَ وَ حَظَّكَ ، فَإِنْ كَرِهْتَ فَتَنَحَّ إِلى غَيْرِ رَحْبٍ وَ لاَ في نَجَاةٍ .

فَبِالْحَرِيِّ لَتُكْفَيَّنَّ وَ أَنْتَ نَائِمٌ حَتَّى لاَ يُقَالَ : أَيْنَ فُلاَنٌ ؟ .

وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَحَقُّ مَعَ مُحِقٍّ ، وَ مَا أُبَالي [ 2 ] مَا صَنَعَ الْمُلْحِدُونَ . وَ السَّلاَمُ .