وصية له عليه السلام ( 8 ) لزياد بن النضر و شُريح بن هانئ

وصّى بها لمّا جعلهما على مقدمته إلى الشام يَا زِيَادُ [ 4 ] ، [ 12 ] اتَّقِ اللَّهَ في كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ ، وَ خِفْ عَلى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ ، وَ لاَ تَأْمَنْهَا عَلى حَالٍ مِنَ الْبَلاَءِ [ 5 ] .

وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ [ 6 ] نَفْسَكَ عَنْ كَثيرٍ مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ [ 7 ] سَمَتْ بِكَ الأَهْوَاءُ إِلى كَثيرٍ مِنَ الضَّرَرِ [ 8 ] حَتَّى تَطْعَنَ [ 9 ] .

فَكُنْ لِنَفْسِكَ عَنِ الظُّلْمِ [ 10 ] مَانِعاً رَادِعاً [ 11 ] ، وَ لِنَزْوَتِكَ عِنْدَ الْحَفيظَةِ وَاقِماً قَامِعاً .

فَإِنّي قَدْ وَلَّيْتُكَ هذَا الْجُنْدَ ، فَلاَ تَسْتَذِلَّنَّهُمْ وَ لاَ تَسْتَطيلَنَّ عَلَيْهِمْ ، فَإِنَّ خَيْرَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .

وَ تَعَلَّمْ مِنْ عَالِمِهِمْ وَ عَلِّمْ جَاهِلَهُمْ ، وَ احْلُمْ عَنْ سَفيهِهِمْ ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُدْرِكُ الْخَيْرَ بِالْعِلْمِ وَ كَفِّ الأَذى وَ الْجَهْلِ .

يَا شُرَيْحُ ، انْظُرْ إِلى أَهْلِ الشُّحِّ وَ الْمَعْكِ ، وَ الْمَطَلِ وَ الاِضْطِهَادِ ، وَ مَنْ يَدْفَعُ حُقُوقَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ

[ 12 ] من : إتّق إلى : قامعا ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 56 .

[ 1 ] ورد في

[ 2 ] سبابهم . ورد في نسخة الآملي ص 239 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 281 .

[ 3 ] ورد في

[ 4 ] ورد في صفين ص 121 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 191 . و نهج السعادة ج 2 ص 116 ، و ج 8 ص 326 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 578 .

[ 6 ] تزع . ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] مكروهة . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 293 . و نسخة الأسترابادي ص 491 .

[ 8 ] الضّرّ . ورد في صفين ص 121 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 191 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 578 . و نهج السعادة ج 2 ص 116 و ج 8 ص 326 .

[ 9 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 578 . و نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 326 .

[ 10 ] ورد في المصدرين السابقين . و صفين ص 121 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 191 .

[ 11 ] وازعا . ورد في المصادر السابقة .

[ 746 ]

الْمَقْدِرَةِ وَ الْيَسَارِ مِمَّنْ يُدْلي بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمينَ إِلَى الْحُكَّامِ ، فَخُذْ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ ، وَ بِعْ فيهَا الْعِقَارَ وَ الدِّيَارَ ، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ : مَطَلُ الْمُسْلِمِ الْمُوسِرِ ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ ،

وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِقَارٌ وَ لاَ دَارٌ وَ لاَ مَالٌ فَلاَ سَبيلَ عَلَيْهِ .

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ إِلاَّ مَنْ وَزَعَهُمْ [ 1 ] عَنِ الْبَاطِلِ [ 2 ] .

[ وَ ] [ 5 ] لاَ يُقيمُ أَمْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى إِلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ ، وَ لاَ يُضَارِعُ ، وَ لاَ يَتِّبِعُ [ 3 ] الْمَطَامِعَ .

ثُمَّ وَاسِ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ بِوَجْهِكَ وَ مَنْطِقِكَ وَ مَجْلِسِكَ ، حَتَّى لاَ يَطْمَعَ قَريبُكَ في حَيْفِكَ ، وَ لاَ يَيْأَسَ عَدُوُّكَ مِنْ عَدْلِكَ .

وَ رُدَّ الْيَمينَ عَلَى الْمُدَّعي مَعَ بَيِّنَةٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلى لِلْعَمى ، وَ أَثْبَتُ فِي الْقَضَاءِ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمُسْلِمينَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، إِلاَّ مَجْلُوداً في حَدٍّ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ، أَوْ مَعْرُوفاً بِشَهَادَةِ الزُّورِ ، أَوْ ظِنّيناً .

وَ إِيَّاكَ وَ التَّضَجُّرَ وَ التَّأَذّي في مَجْلِسِ الْقَضَاءِ الَّذي أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالى فيهِ الأَجْرَ ، وَ أَحْسَنَ فيهِ الذُّخْرَ لِمَنْ قَضى بِالْحَقِّ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ الصُّلْحَ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ إِلاَّ صُلْحاً حَرَّمَ حَلاَلاً ، أَوْ أَحَلَّ حَرَاماً .

وَ اجْعَلْ لِمَنِ ادَّعى شُهُوداً غُيَّباً أَمَداً بَيْنَهُمْ ، فَإِنْ أَحْضَرَهُمْ أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَ إِنْ لَمْ يُحْضِرْهُمْ أَوْجَبْتَ عَلَيْهِ الْقَضِيَّةَ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تُنَفِّذَ حُكْماً فيهِ قَضِيَّةٌ في قِصَاصٍ ، أَوْ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ، أَوْ حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمينَ ،

حَتَّى تَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَيَّ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَجْلُسَ في مَجْلِسِ الْقَضَاءِ حَتَّى تَطْعِمَ شَيْئاً ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى [ 4 ] .

[ 5 ] من : لا يقيم إلى : المطامع ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 110 .

[ 1 ] ورّعهم . ورد في من لا يحضره الفقيه للصدوق ج 3 ص 8 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] تغرّه . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 292 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 97 و ج 2 ص 849 .

[ 4 ] ورد في من لا يحضره الفقيه للصدوق ج 3 ص 8 .

[ 747 ]