خطبة له عليه السلام ( 58 ) .

في تخويف أهل النهروان

ألقاها على الخوارج و قد خرج إلى معسكرهم و هم مقيمون على إنكار الحكومة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيِمِ [ 4 ] فقال عليه السلام لهم :

أَكُلُّكُمْ شَهِدَ مَعَنَا صِفّينَ ؟ .

فقالوا : منّا من شهِد و منّا من لم يشهد .

فقال عليه السلام :

إمْتَازُوا فِرْقَتَيْنِ [ 2 ] .

فَلْيَكُنْ مَنْ شَهِدَ صِفّينَ فِرْقَةً ، وَ مَنْ لَمْ يَشْهَدْهَا ، فِرْقَةً ، حَتَّى أُكَلِّمَ كُلاً مِنْكُمْ بِكَلاَمِهِ .

و نادى عليه السلام الناس ، فقال :

أَمْسِكُوا عَنِ الْكَلاَمِ ، وَ أَنْصِتُوا لِقَوْلي ، وَ أَقْبِلُوا بِأَفْئِدَتِكُمْ إِلَيَّ ، فَمَنْ نَشَدْنَاهُ شَهَادَةً فَلْيَقُلْ بِعِلْمِهِ بِهَا .

اَللَّهُمَّ إِنَّ هذَا مَقَامٌ مَنْ فَلَجَ فيهِ كَانَ أَوْلى بِالْفَلَجِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ مَنْ نَطِفَ فيهِ أَوْ عَنِتَ فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبيلاً .

أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الَّتي أَخْرَجَهَا الْمِرَاءُ وَ اللَّجَاجُ ، وَ صَدَّهَا [ 3 ] عَنِ الْحَقِّ الْهَوى وَ الزَّيْغُ ، وَ طَمَحَ بِهَا

[ 4 ] من : فقال عليه السلام : أكلّكم إلى : بعلمه بها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 122 .

[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 353 . و مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 412 . باختلاف .

[ 2 ] فريقين . ورد في

[ 3 ] صدف بها . ورد في

[ 480 ]

النَزَقُ إِلَى الْبَاطِلِ ، وَ أَصْبَحَتْ فِي اللَّبْسِ وَ الْخَطْبِ الْعَظيمِ .

يَا هؤُلاَءِ ، إِنَّ أَنْفُسَكُمُ الأَمَّارَةُ قَدْ سَوَّلَتْ لَكُمْ فِرَاقَ هذِهِ الْحُكُومَةِ الَّتي أَنْتُمُ ابْتَدَأْتُمُوهَا ،

وَ سَأَلْتُمُوهَا ، وَ أَنَا لَهَا كَارِهٌ .

أُنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ تَعَالى [ 1 ] ، [ 7 ] أَلَمْ تَقُولُوا عِنْدَ رَفْعِهِمُ الْمَصَاحِفَ حيلَةً وَ غيلَةً ، وَ مَكْراً وَ خَديعَةً :

إِخْوَانُنَا ، وَ أَهْلُ دَعْوَتِنَا اسْتَقَالُونَا ، وَ اسْتَرَاحُوا إِلى كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، فَالرَّأْيُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ ،

وَ التَّنْفيسُ عَنْهُمْ ؟ .

فَقُلْتُ لَكُمْ : عِبَادَ اللَّهِ ، إِنّي أَحَقُّ مَنْ أَجَابَ إِلى كِتَابِ اللَّهِ ، وَ لكِنَّ [ 2 ] هذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِيمَانٌ ، وَ بَاطِنُهُ عُدْوَانٌ ، وَ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ ، وَ آخِرُهُ نَدَامَةٌ .

وَ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ طَلَبَ الْقَوْمِ إِيَّاهَا مِنْكُمْ خَديعَةٌ وَ دَهْنٌ [ 3 ] وَ مَكيدَةٌ لَكُمْ [ 4 ] .

وَ نَبَّأتُكُمْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، وَ عَمْرو بْنَ الْعَاصِ ، وَ ابْنَ أَبي مُعَيْطٍ ، وَ ابْنَ مَسْلَمَةَ ، وَ ابْنَ أَبي سَرْحٍ ،

وَ الضَّحَّاكَ ، لَيْسُوا بِأَصْحَابِ دينٍ وَ لاَ قُرْآنٍ .

وَ قُلْتُ لَكُمْ : إِنّي أَعْرَفُ بِهِمْ مِنْكُمْ . إِنّي قَدْ صَحِبْتُهُمْ أَطْفَالاً وَ عَرَفْتُهُم رِجَالاً ، فَكَانُوا شَرَّ أَطْفَالٍ وَ شَرَّ رِجَالٍ ، وَ هُمْ أَهْلُ الْمَكْرِ وَ الْغَدْرِ .

وَ قُلْتُ لَكُمْ : وَيْحَكُمْ ، إِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ ، إِنَّهُمْ ، وَ اللَّهِ ، مَا رَفَعُوهَا وَ إِنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا وَ لاَ يَعْمَلُونَ بِهَا [ 5 ] . وَ إِنَّكُمْ إِنْ فَارَقْتُمْ رَأْيي جَانَبْتُمُ الْخَيْرَ وَ الْحَزْمَ .

وَ يْحَكُمْ ، إِنّي إِنَّمَا أُقَاتِلُهُمْ لِيُدينُوا بِحُكْمِ الْقُرْآنِ ، لأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا عَصَوُا اللَّهَ فيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَ نَهَاهُمْ عَنْهُ ، فَلَمْ يَنْتَهُوا وَ نَقَضُوا عَهْدَهُ ، وَ نَبَذُوا كِتَابَهُ [ 6 ] ، فَأَقيمُوا عَلى شَأْنِكُمْ ، وَ ألْزَمُوا طَريقَتَكُمْ ،

[ 7 ] من : ألم إلى : ندامة . و من : فأقيموا إلى : ذلّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 122 .

[ 1 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 48 و 63 . و الكامل ج 3 ص 220 . و الإرشاد ص 144 .

و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 319 . و تذكرة الخواص ص 25 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 562 . و نور الأبصار ص 110 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 55 . و نهج البلاغة الثاني ص 177 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في كتاب الفتوح ج 3 ص 189 . و شرح ابن ميثم ج 2 ص 88 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 466 و 562 . و نهج البلاغة الثاني ص 163 .

[ 3 ] دهاء . ورد في مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 401 .

[ 4 ] سألوكموها مكيدة و دهنا . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 63 .

[ 5 ] ثمّ لا يعرفونها و لا يعملون بما فيها . ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] ورد في مروج الذهب ج 2 ص 401 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و الفتوح ج 3 ص 189 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 34 و 48 و 63 . و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 319 . و شرح ابن ميثم ج 2 ص 88 . و الكامل ج 3 ص 220 . و الإرشاد ص 144 . و تذكرة الخواص ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 466 و 562 . و نور الأبصار ص 107 . و نهج البلاغة الثاني ص 163 . باختلاف .

[ 481 ]

وَ امْضُوا عَلى حَقِّكُمْ وَ صِدْقِكُمْ [ 1 ] ، وَ عَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بِنَوَاجِذِكُمْ وَ لاَ تَلْتَفِتُوا إِلى نَاعِقٍ نَعَقَ ، إِنْ أُجيبَ أَضَلَّ ، وَ إِنْ تُرِكَ ذَلَّ .

أَعيرُوني ، أعيرُوني سَوَاعِدَكُم وَ جَمَاجِمَكُمْ سَاعَةً وَاحِدَةً ، فَقَدْ بَلَغَ الْحَقُّ مَقْطَعَهُ ، وَ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنْ يُقْطَعَ دَابِرُ الظَّالِمينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَفَرَّقَتْ بِكُمُ السُّبُلُ ، وَ نَدِمْتُمْ حَيْثُ لاَ تَنْفَعُكُمُ النَّدَامَةُ .

فَرَدَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيي ، وَ قُلْتُمْ : لاَ ، بَلْ نَقْبَلُ مِنْهُمْ .

فَقُلْتُ لَكُمُ : اذْكُرُوا قَوْلي لَكُمْ ، وَ مَعْصِيَتَكُمْ إِيَّايَ [ 2 ] .

[ 8 ] وَ قَدْ كَانَتْ هذِهِ الْفِعْلَةُ ، وَ قَدْ رَأَيْتُكُمْ أَعْطَيْتُمُوهَا .

وَ اللَّهِ لَئِنْ أَبَيْتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ فَريضَتُهَا ، وَ لاَ حَمَّلَنِيَ اللَّهُ ذَنْبَهَا .

وَ وَ اللَّهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنّي لَلْمُحِقُّ الَّذي يُتَّبَعُ ، وَ إِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِيَ مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ صَحِبْتُهُ .

فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ إِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ بَيْنَ الآبَاءِ وَ الأَبْنَاءِ ،

وَ الإِخْوَانِ وَ الْقَرَابَاتِ ، فَمَا نَزْدَادُ عَلى كُلِّ مُصيبَةٍ وَ شِدَّةٍ إِلاَّ إيمَاناً وَ مُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ ، وَ تَسْليماً لِلأَمْرِ ، وَ صَبْراً عَلى مَضَضِ الْجِرَاحِ .

وَ لكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الإسْلاَمِ ، عَلى مَا دَخَلَ فيهِ مِن الزَّيْغِ وَ الاِعْوِجَاجِ ،

وَ الشُّبْهَةِ وَ التّأْويلِ .

فَإِذَا طَمِعْنَا في خَصْلَةٍ يَلُمُّ اللَّهُ بِهَا شَعَثَنَا ، وَ نَتَدَانى بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فيمَا بَيْنَنَا ، وَ رَغِبْنَا فيهَا ،

وَ أَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا .

أَيُّهَا الْقَوْمُ [ 3 ] ، [ 9 ] فَأَنَا نَذيرُكُمْ [ 4 ] أَنْ تُصْبِحُوا [ 5 ] غَداً [ 6 ] ، صَرْعى بِأَثْنَاءِ [ 7 ] هذَا النَّهْرِ ، وَ بِأَهْضَامِ

[ 8 ] من : و قد كانت إلى : عمّا سواها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 122 .

[ 9 ] من : فأنا نذيركم إلى : ضرّا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 36 .

[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 144 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 562 . و نور الأبصار ص 107 .

[ 2 ] ورد في تاريخ الطبري ج 4 ص 48 . و الإرشاد ص 144 . و شرح ابن ميثم ج 2 ص 89 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 466 و 562 . و نهج البلاغة الثاني ص 163 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 283 . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 1 ص 431 . عن البغدادي

[ 4 ] نذير لكم . ورد في نسخة العام 400 ص 45 . و نسخة ابن المؤدب ص 31 . و نسخة نصيري ص 15 . و نسخة الآملي ص 34 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 46 . و نسخة الأسترابادي ص 46 . و نسخة الصالح ص 80 . و نسخة العطاردي ص 45 .

[ 5 ] تلفيكم الأمّة . ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 62 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 220 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] بأفناء . ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 96 .

[ 482 ]

هذَا الْغَائِطِ ، عَلى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَ لاَ بُرْهَانٍ بَيِّنٍ [ 1 ] وَ لاَ سُلْطَانٍ مُبينٍ مَعَكُمْ ، قَدْ طَوَّحَتْ بِكُمُ الدَّارُ ،

و احْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ .

وَ قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْحُكُومَةِ ، فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفينَ الْمُنَابِذينَ [ 2 ] ، وَ عَدَلْتُمْ عَنّي عُدُولَ [ 3 ] النُّكَدَاءِ الْعَاصينَ [ 4 ] ، حَتَّى صَرَفْتُ [ 5 ] رَأْيي إِلى هَوَاكُمْ .

وَ أَنْتُمْ ، وَ اللَّهِ [ 6 ] ، مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْهَامِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ .

فَلَمْ [ 7 ] آتِ ، لاَ أَباً لَكُمْ ، بُجْراً [ 8 ] ، وَ لاَ أَرَدْتُ بِكُمْ [ 9 ] ضُرّاً ، [ 15 ] وَ لاَ خَتَلْتُكُمْ عَنْ أَمْرِكُمْ ، وَ لا لَبَّسْتُهُ عَلَيْكُمْ ، وَ لاَ أَخفَيْتُ شَيْئاً مِنْ هذَا الأَمْرِ عَنْكُمْ ، وَ لاَ أوْطَأْتُكُمْ عُشْوَةً ، وَ لاَ دَنَيْتُ لَكُمُ الْضَرَّاءَ ، وَ إِنْ كَانَ أَمْرُنَا لأَمْرِ الْمُسْلِمينَ ظَاهِراً .

وَ [ 10 ] إِنَّمَا اجْتَمَعَ رَأيُ [ 11 ] مَلَئِكُمْ عَلَى اخْتِيَارِ [ 12 ] رَجُلَيْنِ ، فَأَخَذْنَا عَلَيْهِمَا [ 13 ] أنْ يُجَعْجِعَا عِنْدَ الْقُرْآنِ وَ لاَ يُجَاوِزَاهُ [ 14 ] ، وَ تَكُونَ أَلْسِنَتُهُمَا مَعَهُ ، وَ قُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ .

[ 15 ] من : و لا ختلتكم إلى : لبّسته عليكم . و من : إنّما اجتمع إلى : تبعه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 127 . و باختلاف يسير تحت الرقم 177 .

[ 1 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . التاريخ للطبري ج 4 ص 62 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 220 . باختلاف يسير .

[ 2 ] المبارزين . ورد في نسخة نصيري ص 15 .

[ 3 ] و عندتم عنود . ورد في الكامل لابن الأثير ج 3 ص 220 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و التاريخ للطبري ج 4 ص 63 . باختلاف يسير .

[ 5 ] صرفتم . ورد في

[ 6 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 62 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 220 . و نور الأبصار للشبلنجي ص 113 .

[ 7 ] و لم . ورد في نسخة العام 400 ص 46 . و نسخة ابن المؤدب ص 31 . و نسخة نصيري ص 15 . و نسخة الآملي ص 34 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 47 . و نسخة الأسترابادي ص 46 . و نسخة عبده ص 141 . و نسخة الصالح ص 80 . و نسخة العطاردي ص 45 .

[ 8 ] نكرا . ورد و ورد هجرا في هامش نسخة ابن المؤدب ص 31 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 2 ص 202 .

[ 9 ] لكم . ورد في نسخة عبده ص 141 . و نسخة الصالح ص 80 .

[ 10 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 63 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 220 .

[ 11 ] أجمع . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 12 ] أن اختاروا . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 13 ] اشترطت و استوثقت على الحكمين . و ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و الإرشاد ص 144 . و باختلاف .

[ 14 ] أن لا يتعدّيا . ورد في نسخة النهج برواية ثانية . و ورد يعدوا في تاريخ الطبري ج 4 ص 63 . و الكامل ج 3 ص 220 .

و ورد أن يحكما بما في القرآن و السّنّة الجامعة في المصدرين السابقين باختلاف يسير .

[ 483 ]

فَإِنْ حَكَمَا بِكِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَ حَكَماً يَحْكُمُ بِمَا فِي الْقُرْآنِ ، وَ كُنْتُ أَوْلى بِالأَمْرِ في حُكْمِهِمَا ، وَ إِنْ حَكَمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ حُكْمٌ .

فَاخْتَلَفَا [ 1 ] ، [ 9 ] فَتَاهَا عَنْهُ ، وَ تَرَكَا الْحَقَّ وَ هُمَا يُبْصِرَانِهِ ، وَ كَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا ، وَ الاِعْوِجَاجُ دَأْبَهُمَا ، وَ الصَّدُّ عَنِ الْحَقِّ [ 2 ] رَأْيَهُمَا .

فَمَضَيا عَلَيْهِ ، وَ خَالَفَا حُكْمَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ، وَ عَمِلاَ بِالْهَوى ، فَنَبَذْنَا أَمْرَهُمَا ، وَ نَحْنُ عَلى أَمْرِنَا الأَوَّلِ الَّذي كُنَّا عَلَيْهِ [ 3 ] .

وَ قَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا [ 4 ] عَلَيْهِمَا فِي الْحُكُومَةِ [ 5 ] بِالْعَدْلِ ، وَ الصَّمْدِ لِلْحَقِّ [ 6 ] ، سُوءَ رَأْيِهِمَا ،

وَ جَوْرَ حُكْمِهِمَا .

وَ الثَّقَةُ في أَيْدينَا لأَنْفُسِنَا حينَ خَالَفَا سَبيلَ الْحَقِّ ، وَ أَتَيَا بِمَا لاَ يُعْرَفُ مِنْ مَعْكُوسِ الْحُكْمِ [ 7 ] .

فَمَا الَّذي بِكُمْ ؟ .

وَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ ؟ .

بَيِّنُوا لَنَا بِمَاذَا تَسْتَحِلُّونَ قِتَالَنَا ، وَ الْخُرُوجَ عَنْ جَمَاعَتِنَا ، تَضَعُونَ أَسْيَافَكُمْ عَلى عَوَاتِقِكُمْ ، ثُمَّ تَسْتَعْرِضُونَ النَّاسَ ، تَضْرِبُونَ رِقَابَهُمْ ، وَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَهُمْ . إِنَّ هذَا لَهُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبينُ .

وَ اللَّهِ لَوْ قَتَلْتُمْ عَلى هذَا دَجَاجَةً لَعَظُمَ عِنْدَ اللَّهِ قَتْلُهَا ، فَكَيْفَ بِالنَّفْسِ الَّتي قَتْلُهَا عِنْدَ اللَّهِ حَرَامٌ [ 8 ] .

[ 10 ] فَأُوبُوا شَرَّ مَآبٍ ، وَ ارْجِعُوا عَلى أَثَرِ الأَعْقَابِ .

[ 9 ] من : فتاها إلى : معكوس الحكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 177 . و باختلاف يسير تحت الرقم 127 .

[ 10 ] من : فأوبوا إلى : الأعقاب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 58 .

[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 354 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و الإرشاد ص 144 . و نور الأبصار ص 110 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في

[ 3 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 57 . و نور الأبصار ص 112 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] استيثاقنا . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 63 .

[ 5 ] الحكم . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 6 ] العمل بالحقّ . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 7 ] الحقّ . ورد في

[ 8 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 168 . و البداية و النهاية ج 7 ص 299 . و نور الأبصار ص 113 . باختلاف يسير .

[ 484 ]