فقال عليه السلام لهم :
[ 6 ] مَا هذَا الَّذي صَنَعْتُمُوهُ ؟ .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا خُلق منّا نعظّم به أمراءنا .
فقال عليه السلام :
أَمَّا هذَا الَّذي زَعَمْتُمْ أَنَّهُ فيكُمْ خُلُقٌ تُعَظِّمُونَ بِهِ الأُمَرَاءَ ، فَ [ 3 ] وَ اللَّهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ ،
وَ إِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلى أَنْفُسِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ [ 4 ] في دُنْيَاكُمْ ، وَ تَشْقَوْنَ بِهِ في آخِرَتِكُمْ ، وَ مَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ ، وَ أَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا [ 5 ] الأَمَانُ مِنَ النَّارِ . فَلاَ تَعُودُوا لَهُ .
وَ أَمَّا دَوَابُّكُمْ هذِهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ نَأْخُذَهَا مِنْكُمْ فَنَحْسَبُهَا مِنْ خَرَاجِكُمْ ، أَخَذْنَاهَا مِنْكُمْ .
وَ أَمَّا طَعَامُكُمُ الَّذي صَنَعْتُمْ لَنَا ، فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِثَمَنٍ .
قالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نقوّمه ثم نقبل ثمنه .
فقال عليه السلام :
إِذاً لاَ تُقَوِّمُونَهُ قيمَتَهُ ، نَحْنُ نَكْتَفي بِمَا هُوَ دُونَهُ .
قالوا : يا أمير المؤمنين ، فإن لنا في أصحابك معارف ، أتمنعنا أن نهدي لهم ، و تمنعهم أن يقبلوا منّا ؟ .
فقال عليه السلام :
كُلُّ الْعَرَبِ لَكُمْ مَوَالٍ ، وَ لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمينَ أَنْ يَقْبَلَ هَدِيَّتَكُمْ ، وَ إِنْ غَصَبَكُمْ أَحَدٌ فَأَعْلِمُونَا .
[ 6 ] ما هذا الّذي صنعتموه . و من : و اللّه إلى : من النار ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 37 .
[ 1 ] و لكنّي . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 114 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 89 .
[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 3 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 444 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 141 .
[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 5 ] وراءها . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 436 .
[ 652 ]
قالوا : يا أمير المؤمنين ، إنّا نحب أن تقبل هديتنا و كرامتنا .
فقال عليه السلام :
وَيْحَكُمْ ، نَحْنُ أَغْنى مِنْكُمْ ، وَ أَحَقُّ بِأَنْ نُفيضَ عَلَيْكُمْ .
و تركهم و سار [ 1 ] .