وصية له عليه السلام ( 9 ) لمن كان يستعمله على الصدقات

[ 11 ] إِنْطَلِقْ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ ، وَ [ 1 ] عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ .

وَ لاَ تُؤْثِرَنَّ دُنْيَاكَ عَلى آخِرَتِكَ ، وَ كُنْ حَافِظاً لِمَا ائْتَمَنْتُكَ عَلَيْهِ ، رَاعِياً لِحَقِّ اللَّهِ فيهِ [ 2 ] .

وَ لاَ تُرَوِّعَنَّ مُسْلِماً ، وَ لاَ تَجْتَازَنَّ [ 3 ] عَلَيْهِ كَارِهاً ، وَ لاَ تَأْخُذَنَّ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِي مَالِهِ .

فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى الْحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ [ 4 ] مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ ، ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِالسَّكينَةِ وَ الْوَقَارِ ، حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ، وَ لاَ تُخْدِجْ بِالتَّحِيَّةِ لَهُمْ ، ثُمَّ تَقُولُ لَهُمْ : يَا [ 5 ] عِبَادَ اللَّهِ ،

أَرْسَلَني إِلَيْكُمْ وَلِيُّ اللَّهِ وَ خَليفَتُهُ لآخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللَّهِ في أَمْوَالِكُمْ ، فَهَلْ للَّهِ تَعَالى في أَمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤَدُّوهُ إِلى وَلِيِّهِ [ 6 ] ؟ .

فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ [ 7 ] : لاَ ، فَلاَ تُرَاجِعْهُ ، وَ إِنْ أَنْعَمَ لَكَ مِنْهُمْ [ 8 ] مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخيفَهُ أَوْ تُوعِدَهُ ، أَوْ تَعْسِفَهُ أَوْ تُرْهِقَهُ ، فَقُلْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَتَأْذَنُ لي في دُخُولِ مَالِكَ ؟ .

فَإِنْ أَذِنَ لَكَ [ 9 ] فَخُذْ مَا أَعْطَاكَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَاشِيَةٌ أَوْ إِبِلٌ فَلاَ تَدْخُلْهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، فَإِنَّ أَكْثَرَهَا لَهُ .

فَإِذَا أَتَيْتَهَا فَلاَ تَدْخُلْهَا [ 10 ] دُخُولَ مُتَسَلِّطٍ عَلَيْهِ وَ لاَ عَنيفٍ بِهِ .

[ 11 ] من : إنطلق على تقوى اللّه إلى : إن شاء اللّه تعالى ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 25 .

[ 1 ] ورد في البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] لا تختارنّ . ورد في نسخة العام 400 ص 341 . و نسخة ابن المؤدب ص 241 . و هامش نسخة الآملي ص 245 . و نسخة الأسترابادي ص 399 . و ورد تحتازنّ في

[ 4 ] بفنائهم . ورد في الغارات للثقفي ص 76 .

[ 5 ] ورد في البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 6 ] إليه . ورد في

[ 7 ] ورد في الغارات للثقفي ص 76 .

[ 8 ] ورد في البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 10 ] لا تدخلنّها . ورد في نسخة العام 400 ص 342 . و ورد لا تدخل عليها في متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 3 ص 435 . و متن منهاج البراعة ج 18 ص 380 . و نسخة عبده ص 540 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 255 .

و نسخة الصالح ص 381 . و نسخة العطاردي ص 326 .

[ 748 ]

وَ لاَ تُنَفِّرَنَّ بَهيمَةً وَ لاَ تُفْزِعَنَّهَا ، وَ لاَ تَسُوءَنَّ صَاحِبَهَا فيهَا .

وَ اصْدَعِ الْمَالَ صَدْعَيْنِ ، ثُمَّ خَيِّرْهُ أَيَّ الصَّدْعَيْنِ شَاءَ [ 1 ] ، فَإِذَا اخْتَارَ أَيَّهُمَا [ 2 ] فَلاَ تَعْرِضَنَّ لِمَا اخْتَارَهُ .

ثُمَّ اصْدَعِ الْبَاقي صَدْعَيْنِ ، ثُمَّ خَيِّرْهُ ، فَإِذَا اخْتَارَ فَلاَ تَعْرِضَنَّ لِمَا اخْتَارَ .

فَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَبْقى مَا فيهِ وَفَاءٌ لِحَقِّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 3 ] في مَالِهِ ، فَإِذَا بَقِيَ ذَلِكَ [ 4 ] فَاقْبِضْ حَقَّ اللَّهِ مِنْهُ .

فَإِنِ اسْتَقَالَكَ فَأَقِلْهُ ، ثُمَّ اخْلِطْهَا ، ثُمَّ اصْنَعْ مِثْلَ الَّذي صَنَعْتَ أَوَّلاً ، حَتَّى تَأْخُذَ حَقَّ اللَّهِ في مَالِهِ .

وَ لاَ تَأْخُذَنَّ عَوْداً ، وَ لاَ هَرِمَةً ، وَ لاَ مَكْسُورَةً ، وَ لاَ مَهْلُوسَةً ، وَ لاَ ذَاتَ عَوَارٍ .

وَ إِذَا قَبَضْتَهَا فَ [ 5 ] لاَ تَأْمَنَنَّ عَلَيْهَا إِلاَّ مَنْ تَثِقُ بِدينِهِ [ 6 ] ، رَافِقاً بِمَالِ الْمُسْلِمينَ ، حَتَّى يُوصِلَهُ إِلى وَلِيِّهِمْ فَيَقْسِمَهُ بَيْنَهُمْ .

وَ لاَ تُوَكِّلْ بِهَا إِلاَّ نَاصِحاً شَفيقاً ، وَ حَفيظاً أَميناً ، غَيْرَ مُعْنِفٍ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهَا [ 7 ] وَ لاَ مُجْحِفٍ ، وَ لاَ مُلْغِبٍ وَ لاَ مُتْعِبٍ .

ثُمَّ احْدُرْ إِلَيْنَا كُلَّ [ 8 ] مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ كُلِّ نَادٍ [ 9 ] نُصَيِّرُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [ 10 ] بِهِ .

فَإِذَا أَخَذَهَا أَمينُكَ فَأَوْعِزْ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَحُولَ بَيْنَ نَاقَةٍ وَ فَصيلِهَا ، وَ لاَ يَمْصُرَ [ 11 ] لَبَنَهَا فَيَضُرَّ ذَلِكَ بِوَلَدِهَا ، وَ لاَ يَجْهَدَنَّهَا رُكُوباً ، وَ لْيَعْدِلْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِهَا في ذَلِكَ وَ بَيْنَهَا .

[ 1 ] ورد في البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 6 ] تثق به رافقا . ورد في

[ 7 ] ورد في الغارات ص 77 . و البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 8 ] ورد في البحار ج 41 ص 126 . و منهاج البراعة ج 19 ص 4 . و نهج السعادة ج 8 ص 110 .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 11 ] يمصّ . ورد في الغارات للثقفي ص 77 .

[ 749 ]

وَ لْيُرَفِّهْ عَلَى اللاَّغِبِ ، وَ لْيَسْتَأْنِ بِالنَّقِبِ وَ الظَّالِعِ ، وَ لْيُورِدْهَا مَا تَمُرُّ بِهِ مِنَ الْغُدُرِ ، وَ لاَ يَعْدِلْ بِهَا عَنْ نَبْتِ الأَرْضِ إِلى جَوَادِّ الطُّرُقِ ، وَ لْيُرَوِّحْهَا فِي السَّاعَاتِ الَّتي فيهَا تُريحُ وَ تَفيقُ [ 1 ] ، وَ لْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ وَ الأَعْشَابِ .

وَ لْيَرْفُقْ بِهَا جُهْدَهُ [ 2 ] ، حَتَّى تَأْتِيَنَا بِهَا ، بِإِذْنِ اللَّهِ ، بُدَّناً سِحَاحاً سِمَاناً [ 3 ] ، مُنْقِيَاتٍ غَيْرَ مُتْعَبَاتٍ وَ لاَ مَجْهُودَاتٍ ، لِنَقْسِمَهَا ، عَلى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، عَلى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ [ 4 ] ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لأَجْرِكَ ، وَ أَقْرَبُ لِرُشْدِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى .

يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهَا وَ إِلَيْكَ ، وَ إِلى جَهْدِكَ وَ نَصيحَتِكَ لِمَنْ بَعَثَكَ وَ بُعِثْتَ في حَاجَتِهِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : مَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلى وَلِيٍّ لَهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ وَ النَّصيحَةِ لَهُ وَ لإِمَامِهِ إِلاَّ كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفيقِ الأَعْلى [ 5 ] .