[ 7 ] إِنَّ هذَا الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ نَصْرُهُ وَ لاَ خِذْلاَنُهُ بَكَثْرَةٍ وَ لاَ بِقِلَّةٍ ، وَ إِنَّمَا [ 1 ] هُوَ دينُ اللَّهِ الَّذي أَظْهَرَهُ ،
وَ جُنْدُهُ الَّذي أَعَدَّهُ وَ أَمَدَّهُ [ 2 ] ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ ، وَ طَلَعَ حَيْثُمَا طَلَعَ .
وَ نَحْنُ عَلى مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ ، وَ اللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ، وَ نَاصِرٌ جُنْدَهُ .
وَ مَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ يَجْمَعُهُ وَ يَضُمُّهُ [ 3 ] ، فَإِذَا انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ وَ ذَهَبَ ، ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ بِحَذَافيرِهِ أَبَداً .
وَ الْعَرَبُ الْيَوْمَ وَ إِنْ كَانُوا قَليلاً ، فَهُمْ كَثيرُونَ بِالإِسْلاَمِ ، وَ عَزيزُونَ بِالاِجْتِمَاعِ .
فَكُنْ قُطْباً ، وَ اسْتَدِرِ الرَّحى بِالْعَرَبِ ، وَ أَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ .
فَإِنَّكَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الشَّامِ مِنْ شَامِهِمْ سَارَتِ الرُّومُ إِلى ذَرَاريهِمْ .
وَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الْيَمَنِ مِنْ يَمَنِهِمْ سَارَتِ الْحَبَشَةُ إِلى دِيَارِهِمْ .
وَ إِنَّكَ إِنْ [ 4 ] شَخَصْتَ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْمَدينَةِ [ 5 ] إِلى أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ الْكُوفَةِ ثُمَّ قَصَدْتَ بِهِمْ عَدُوَّكَ [ 6 ] انْتَفَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَ أَقْطَارِهَا ، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْعِيَالاَتِ .
وَ لكِنّي أَرى أَنْ تُقِرَّ هؤُلاَءِ في أَمْصَارِهِمْ ، وَ تَكْتُبْ إِلى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَلْيَتَفَرَّقُوا فيهَا ثَلاَثَ فِرَقٍ :
[ 7 ] من : إنّ إلى : فإنّك إن . و من : شخصت إلى بين يديك . و من : إنّ الأعاجم إلى : المعونة ورد في خطب الرضي تحت الرقم 146 .
[ 1 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 211 . و شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 100 . و منهاج البراعة ج 9 ص 58 .
[ 2 ] أعزّه و أيّده . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 168 . و نسخة العطاردي ص 164 عن هامش نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 3 ] يمسكه . ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 211 . و شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 100 . و البداية و النهاية ج 7 ص 109 .
و منهاج البراعة ج 9 ص 58 .
[ 4 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 212 . و الفتوح ج 2 ص 294 . و الكامل ج 2 ص 413 . و الإرشاد ص 112 . و شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 100 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 165 . و منهاج البراعة ج 9 ص 56 و 58 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 84 .
و نهج السعادة ج 1 ص 119 . و نهج البلاغة الثاني ص 172 . باختلاف بين المصادر .
[ 5 ] في هذين الحرمين ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 165 .
[ 6 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 294 .
[ 612 ]
فَلْتَقُمْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ في حَرَمِهِمْ وَ ذَرَاريهِمْ حَرَساً لَهُمْ .
وَ لَتَقُمْ فِرْقَةٌ في أَهْلِ عَهْدِهِمْ لِئَلاَّ يَنْتَفِضُوا عَلَيْهِمْ .
وَ لْتَسِرْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ إِلى إِخْوَانِهِمْ مَدَداً لَهُمْ .
وَ اكْتُبْ إِلى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَلْيَذْهَبْ مِنْهُمُ الثُّلُثَانِ وَ يُقيمُ الثُّلُثُ .
وَ اكْتُبْ إِلى أَهْلِ الشَّامِ أَنْ يُقيمَ مِنْهُمْ بِشَامِهِمُ الثُّلُثَانِ وَ يَشْخَصَ الثُّلُثُ ، وَ كَذَلِكَ إِلى عُمَانَ ،
وَ كَذَلِكَ إِلى سَائِرِ الأَمْصَارِ وَ الْكُوَرِ [ 1 ] .
إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا : هذَا أَصْلُ [ 2 ] الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ مِنْهُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وَ طَمَعِهِمْ فيكَ .
فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسيرِ الْقَوْمِ إِلى قِتَالِ الْمُسْلِمينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسيرِهِمْ مِنْكَ ، وَ هُوَ أَقْدَرُ عَلى تَغْييرِ مَا يَكْرَهُ .
فَثِقْ بِاللَّهِ ، وَ لاَ تَيْأَسْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ، إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [ 3 ] .
وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ كَثْرَةِ [ 4 ] عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فيمَا مَضى عَلى عَهْدِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ لاَ بَعْدَهُ [ 5 ] بِالْكَثْرَةِ ، وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ [ 6 ] وَ الْمَعُونَةِ .
فَأَقِمْ بِمَكَانِكَ الَّذي أَنْتَ فيهِ ، وَ ابْعَثْ مَنْ يَكْفِيَكَ هَذَا الأَمْر . وَ السَّلاَمُ [ 7 ] .
[ 1 ] ورد في الفتوح ج 2 ص 294 . و تاريخ الطبري ج 3 ص 212 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 166 . و الكامل ج 2 ص 413 .
و الإرشاد ص 112 . و شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 100 . و البداية و النهاية ج 7 ص 109 . و البحار ج 40 ص 255 . و منهاج البراعة ج 9 ص 58 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ملك . ورد في الفتوح ج 2 ص 294 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 84 . و نهج السعادة ج 1 ص 119 . و نهج البلاغة الثاني ص 173 . و ورد أمير العرب و أصلها في الكامل في التاريخ ج 2 ص 413 . و منهاج البراعة ج 9 ص 58 .
[ 3 ] سورة يوسف ، 87 ، و وردت الفقرة في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 295 .
[ 4 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 112 . و مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 166 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين . باختلاف يسير .
[ 6 ] النّصرة . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 169 .
[ 7 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 294 .
[ 613 ]