و سألوه مخاطبته عنهم ، و استعتابه لهم فدخل عليه السلام عليه فقال :
[ 7 ] إِنَّ النَّاسَ وَرَائي ، وَ قَدْ كَلَّمُوني في أَمْرِكَ ، وَ [ 2 ] اسْتَسْفَرُوني بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ .
وَ وَاللَّهِ مَا أَدْري مَا أَقُولُ لَكَ ؟ .
مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ ، وَ لاَ أَدُلُّكَ عَلى أَمْرٍ لاَ تَعْرِفُهُ .
إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ ، مَا سَبَقْنَاكَ إِلى شَيْءٍ فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ ، وَ لاَ خَلَوْنَا بِشَيْءٍ فَنُبَلِّغَكَهُ ، وَ مَا خُصِّصْنَا بِأَمْرٍ دُونَكَ [ 3 ] .
وَ قَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا ، وَ سَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا ، وَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَمَا صَحِبْنَا .
وَ مَا ابْنُ أَبي قُحَافَةَ بِأَوْلى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ ، وَ لاَ ابْنُ الْخَطّابِ بِأَوْلى بِشَيءٍ مِنَ [ 4 ] الْخَيْرِ مِنْكَ .
وَ أَنْتَ [ 5 ] أَقْرَبُ إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ شيجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا ، وَ قَدْ نِلْتَ مِنْ
[ 6 ] من : إنّما أنت كالطّاعن إلى : ردفه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 296 .
[ 7 ] من : إنّ النّاس إلى : قعرها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 164 .
[ 1 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 330 .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 376 . و العقد الفريد ج 5 ص 58 . و الكامل ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 311 . و نهج السعادة ج 1 ص 178 . باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 376 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 311 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 5 ] إنّك . ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 376 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 311 .
[ 630 ]
صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالاَ .
فَاللَّهَ اللَّهَ في نَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ ، وَ اللَّهِ ، مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمىً ، وَ لاَ تُعَلَّمُ مِنْ جَهْلٍ .
وَ إِنَّ الطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ [ 1 ] ، وَ إِنَّ أَعْلاَمَ الدّينِ [ 2 ] لَقَائِمَةٌ .
فَاعْلَمْ ، يَا عُثْمَانُ [ 3 ] ، أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ هُدِيَ وَ هَدى ، فَأقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً ،
وَ أَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً ، فَوَ اللَّهِ إِنَّ كُلاً لَبَيِّنٌ [ 4 ] .
وَ إِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ لَهَا أَعْلاَمٌ ، وَ إِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ لَهَا أَعْلاَمٌ .
وَ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَ ضُلَّ بِهِ ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً ، وَ أَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً .
وَ إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : يُؤْتى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالإِمَامِ الْجَائِرِ وَ لَيْسَ مَعَهُ نَصيرٌ وَ لاَ عَاذِرٌ ، فَيُلْقى في جَهَنَّمَ ، فَيَدُورُ فيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحى ، ثُمَّ يُرْتَبَطُ [ 5 ] في قَعْرِهَا .
[ 10 ] وَ إِنّي أُحَذِّرُكَ اللَّهَ ، وَ أُحَذِّرُكَ سَطْوَتَهُ وَ نَقْمَتَهُ ، فَإِنَّ عَذَابَهُ شَديدٌ أَليمٌ ، وَ [ 6 ] أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ [ 7 ] إِمَامَ هذِهِ الأُمَّةِ الْمَقْتُولَ .
فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ : يُقْتَلُ في هذِهِ الأُمَّةِ إِمَامٌ فَيَفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلَ وَ الْقِتَالَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
وَ يَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا ، وَ يَبُثُّ الْفِتَنَ فيهَا ، وَ يَتْرُكُهُمْ شِيَعاً [ 8 ] ، فَلاَ يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلَ لِعُلُوِّ الْبَاطِلِ [ 9 ] ، يَمُوجُونَ فيهَا مَوْجاً ، وَ يَمْرُجُونَ فيهَا مَرْجاً .
فَلاَ تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً ، يَسُوقُكَ حَيْثُ يَشَاءُ ، بَعْدَ جَلاَلِ السِّنِّ ، وَ تَقَضِّي الْعُمُرِ ، وَ صُحْبَةِ
[ 10 ] من : و إنّي أنشدك إلى : أمرك إليه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 164 .
[ 1 ] لواحدة . ورد في
[ 2 ] الهدى . ورد في
[ 3 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 376 . و العقد الفريد ج 5 ص 58 . و الكامل في التاريخ ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 312 .
[ 4 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 376 . و الكامل في التاريخ ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 312 .
[ 5 ] يرتطم في غمرة جهنّم . ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 376 . و الكامل في التاريخ ج 3 ص 43 . و منهاج البراعة ج 16 ص 312 .
[ 6 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 376 . و الكامل في التاريخ ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 312 .
[ 7 ] لا تكون . ورد في نسخة عبده ص 353 . و نسخة الصالح ص 235 .
[ 8 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 376 . و الكامل في التاريخ ج 3 ص 43 . و البداية و النهاية ج 7 ص 175 . و منهاج البراعة ج 16 ص 312 . باختلاف يسير .
[ 9 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 376 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 43 . و منهاج البراعة للخوئي ج 16 ص 312 .
[ 631 ]
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [ 1 ] .
فقال له عثمان : كلّم الناس في أن يؤجلوني حتى أخرج إليهم من مظالمهم فإنّي لا أقدر على ردّ ما كرهوا في يوم واحد .
فقال عليه السلام :
مَا كَانَ بِالْمَدينَةِ فَلاَ أَجَلَ فيهِ ، وَ مَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَيْهِ .