خطبة له عليه السلام ( 61 ) قبل أيام من استشهاده

و ذكر فيها حق الوالي و الرعية و فضل الجهاد موبّخاً أهل الكوفة لتوانيهم عنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 8 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَ سَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ ، وَ لاَ شَريكَ للَّهِ الأَحَدِ الْقَيُّومِ ، وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ

[ 9 ] من : اللّهمّ إلى : بذنبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 212 .

[ 1 ] ورد في الغارات للثقفي ص 22 .

[ 2 ] بالجهل . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 148 .

[ 3 ] الدّين . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 67 . و شرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 2 ص 78 .

[ 4 ] يتسكّعون . ورد في المصدرين السابقين .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 60 .

[ 6 ] النساء ، 45 . و وردت الفقرة في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 379 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 67 .

[ 7 ] من ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 210 . و نسخة الأسترابادي ص 343 . و نسخة الجيلاني .

[ 8 ] من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المسلمين .

سلام عليكم . أمّا بعد ، ف [ على رواية ان النص الوارد في ذيل هذه الفقرة كتبه عليه السلام لتقرأ على الناس لعدم تمكنه من الخطبة لعلّته ] . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 310 .

[ 492 ]

عَلى مُحَمَّدٍ وَ السَّلاَمُ عَلَيْهِ فِي الْعَالَمينَ [ 1 ] .

[ 10 ] أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 2 ] [ 11 ] لي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلاَيَتي أَمْرَكُمْ ،

وَ مَنْزِلَتِيَ الَّتي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ بِهَا مِنْ بَيْنِكُمْ [ 3 ] ، وَ لَكُمْ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذي لي عَلَيْكُمْ .

وَ الْحَقُّ [ 4 ] أَوْسَعُ [ 5 ] الأَشْيَاءِ فِي التَّوَاصُفِ ، وَ أَضْيَقُهَا [ 6 ] فِي التَّنَاصُفِ .

وَ إِنَّ الْحَقَّ [ 7 ] لاَ يَجْري لأَحَدٍ إِلاَّ جَرى عَلَيْهِ ، وَ لاَ يَجْري عَلَيْهِ إِلاَّ جَرى لَهُ .

وَ لَوْ كَانَ لأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ ، لَكَانَ ذلِكَ خَالِصاً للَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى دُونَ خَلْقِهِ ، لِقُدْرَتِهِ عَلى عِبَادِهِ ، وَ لِعَدْلِهِ في كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ [ 8 ] قَضَائِهِ .

وَ لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطيعُوهُ ، وَ جَعَلَ جَزَاءَهُمْ عَلَيْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ ،

تَفَضُّلاً مِنْهُ ، وَ تَطَوُّلاً بِكَرَمِهِ [ 9 ] ، وَ تَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزيدِ أَهْلُهُ .

ثُمَّ جَعَلَ سُبْحَانَهُ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً افْتَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلى بَعْضٍ ، فَجَعَلَهَا تَتَكَافَأُ في وُجُوهِهَا ، وَ يُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَ لاَ يُسْتَوْجَبُ بَعْضُهَا إِلاَّ بِبَعْضٍ .

وَ أَعْظَمُ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ تِلْكَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالي عَلَى الرَّعِيَّةِ ، وَ حَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْوَالي .

[ 10 ] من : أمّا بعد إلى : أن يعان عليه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 216 .

[ 11 ] إنّ لي عليكم حقّا ، و لكم عليّ حقّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 310 . و بناء على أن النص كتاب ورد و هذا كتابي يقرأ عليكم ، فردّوا خيرا و افعلوه ،

و ما أظنّ أن تفعلوه . ورد في المصدر السابق أيضا .

[ 2 ] إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل . ورد في المصدر السابق ج 1 ص 548 . و دعائم الإسلام للتميمي ج 2 ص 541 .

[ 3 ] ورد في دعائم الإسلام للتميمي ج 2 ص 541 . و الكافي ج 8 ص 291 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 654 . و ج 27 ص 251 .

و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 1 ص 548 و ج 2 ص 177 . و ورد بولاية أمركم في نسخ النهج .

[ 4 ] فالحقّ . ورد في نسخة الآملي ص 186 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 213 . و نسخة عبده ص 476 . و نسخة الصالح ص 332 .

[ 5 ] أجمل . ورد في الكافي ج 8 ص 291 . و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 2 ص 178 .

[ 6 ] أوسعها . ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 548 .

[ 8 ] فصول . ورد في نسخة نصيري ص 139 . و ورد ضروب في الكافي ج 8 ص 291 . و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 2 ص 178 .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 493 ]

فَريضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلى كُلٍّ ، فَجَعَلَهَا نِظَاماً لأُلْفَتِهِمْ ، وَ عِزّاً وَ قِوَاماً لِسُنَنِ [ 1 ] دينِهِمْ .

فَلَيْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِيَّةُ إِلاَّ بِصَلاَحِ الْوُلاَةِ ، وَ لاَ يَصْلُحُ الْوُلاَةُ إِلاَّ بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ .

فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إِلَى الْوَالي حَقَّهُ ، وَ أَدَّى الْوَالي إِلَيْهَا حَقَّهَا ، عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ ، وَ قَامَتْ مَنَاهِجُ الدّينِ ، وَ اعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْحَقِّ [ 2 ] ، وَ جَرَتْ عَلى أَذْلاَلِهَا السُّنَنُ ، فَصَلُحَ بِذلِكَ الزَّمَانُ ، وَ طَابَ بِهِ الْعَيْشُ [ 3 ] ، وَ طُمِعَ في بَقَاءِ الدُّوْلَةِ ، وَ يَئِسَتْ مَطَامِعُ الأَعْدَاءِ .

وَ إِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ وَاليَهَا ، أَوْ أَجْحَفَ الْوَالي بِرَعِيَّتِهِ [ 4 ] ، اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ ، وَ ظَهَرَتْ مَعَالِمُ [ 5 ] الْجَوْرِ ، وَ كَثُرَ الاِدْغَالُ فِي الدّينِ ، وَ تُرِكَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ ، فَعُمِلَ بِالْهَوى ، وَ عُطِّلَتِ الأَحْكَامُ ،

وَ كَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ ، فَلاَ يُسْتَوْحَشُ لِعَظيمِ حَقٍّ [ 6 ] عُطِّلَ ، وَ لاَ لِعَظيمِ بَاطِلٍ فُعِلَ [ 7 ] . فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الأَبْرَارُ ، وَ تَعِزُّ الأَشْرَارُ ، وَ تَخْرَبُ الْبِلاَدُ [ 8 ] ، وَ تَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ الْعِبَادِ .

فَعَلَيْكُم ، أَيُّهَا النَّاسُ ، بِالتَّعَاوُنِ عَلى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ الْقِيَامِ بِعَدْلِهِ ، وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ ،

وَ الاِنْصَافِ لَهُ في جَميعِ حَقِّهِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ الْعِبَادُ إِلى شَيْ‏ءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى [ 9 ] التَّنَاصُحِ في ذلِكَ ،

وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ .

فَلَيْسَ أَحَدٌ ، وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلى رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ ، بِبَالِغٍ حَقيقَةَ مَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ [ 10 ] ، وَ لكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 11 ] عَلى عِبَادِهِ [ 12 ]

[ 1 ] ورد في الكافي ج 8 ص 291 . و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 2 ص 178 .

[ 2 ] العدل . ورد في نسخة العام 400 ص 300 . و نسخة ابن المؤدب ص 210 . و نسخة نصيري ص 139 . و نسخة الآملي ص 187 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 214 . و نسخة الأسترابادي ص 348 . و نسخة الجيلاني . و نسخة عبده ص 477 . و نسخة الصالح ص 333 . و نسخة العطاردي ص 251 .

[ 3 ] ورد في الكافي ج 8 ص 291 . و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 2 ص 179 .

[ 4 ] علا الوالي الرّعيّة . ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] مطامع . ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] حدّ . ورد في الكافي ج 8 ص 291 . و منهاج البراعة ج 14 ص 159 . و نهج السعادة ج 2 ص 179 .

[ 7 ] اثّل . ورد في المصادر السابقة .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 10 ] ما أعطى اللّه من الحقّ أهله . ورد في المصادر السابقة .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 12 ] العباد . ورد في نسخة العام 400 ص 301 . و نسخة ابن المؤدب ص 211 . و نسخة نصيري ص 140 . و نسخة الآملي ص 187 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 214 . و نسخة الأسترابادي ص 349 . و نسخة عبده ص 477 .

[ 494 ]

النَّصيحَةُ لَهُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ ، وَ التَّعَاوُنِ عَلى إِقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ [ 1 ] .

وَ لَيْسَ امْرُؤٌ [ 2 ] ، وَ إِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ ، وَ تَقَدَّمَتْ [ 3 ] فِي الدّينِ فَضيلَتُهُ ، بِفَوْقِ [ 4 ] أَنْ يُعَانَ عَلى مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [ 5 ] مِنْ حَقِّهِ .

وَ لاَ امْرُؤٌ ، وَ إِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ ، وَ اقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ ، وَ خَسَأَتْ بِهِ الأُمُورُ [ 6 ] ، بِدُونِ أَنْ يُعينَ عَلى ذلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ .

وَ أَهْلُ الْفَضيلَةِ فِي الْحَالِ ، وَ أَهْلُ النِّعَمِ الْعِظَامِ ، أَكْثَرُ في ذَلِكَ حَاجَةً ، وَ كُلٌّ فِي الْحَاجَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرْعٌ سَوَاءٌ [ 7 ] .

[ 11 ] فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ : فَالنَّصيحَةُ لَكُمْ مَا صَحِبْتُكُمْ ، وَ الْعَدْلُ [ 8 ] ، وَ تَوْفيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ ، وَ تَعْليمُكُمْ كَيْلاَ تَجْهَلُوا ، وَ تَأْديبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا .

وَ أَمَّا حَقّي عَلَيْكُمْ : فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ ، وَ النَّصيحَةُ [ 9 ] فِي الْمَشْهَدِ وَ الْمَغيبِ ، وَ الاِجَابَةُ حينَ أَدْعُوكُمْ ، وَ الطَّاعَةُ حينَ آمُرُكُمْ .

فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِكُمْ خَيْراً تَنْزِعُوا عَمَّا أَكْرَهُ ، وَ تَرْجِعُوا إِلى ما أُحِبُّ ، تَنَالُوا بِذَلِكَ مَا تُحِبُّونَ ، وَ تُدْرِكُوا مَا تَأْمَلُونَ .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 10 ] ، [ 12 ] إِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ تَعَالى لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ ،

وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوى ، وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصينَةُ ، وَ جُنَّتُهُ الْوَثيقَةُ ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ ، وَ دَاهَنَ في أَمْرِ

[ 11 ] من : فأمّا حقّكم عليّ إلى : حين آمركم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 12 ] من : فإنّ الجهاد إلى : النّصف ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 1 ] فيهم . ورد في الكافي ج 8 ص 292 . و منهاج البراعة ج 14 ص 160 . و نهج السعادة ج 2 ص 182 .

[ 2 ] أحد . ورد في نسخة نصيري ص 140 .

[ 3 ] جسمت . ورد في الكافي ج 8 ص 292 . و منهاج البراعة ج 14 ص 160 . و نهج السعادة ج 2 ص 182 .

[ 4 ] بمستغن . ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 8 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 68 .

[ 9 ] النّصح لي . ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 380 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 521 . باختلاف يسير .

[ 10 ] ورد في الغارات ص 24 و 326 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 68 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 390 . و نهج السعادة ج 5 ص 311 . باختلاف بين المصادر .

[ 495 ]

اللَّهِ [ 1 ] ، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ ، وَ شَمِلَهُ [ 2 ] الْبَلاَءُ ، وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءِ [ 3 ] ، وَ ضُرِبَ عَلى قَلْبِهِ بِالأَسْدَادِ [ 4 ] ، وَ أُديلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْييعِ الْجِهَادِ ، وَ سيمَ [ 5 ] الْخَسْفَ ، وَ مُنِعَ النَّصَفَ ، [ وَ ] كَانَ عَلى شَفَا هَلَكَةٍ ، إِلاَّ أَنْ يَتَدَارَكَهُ رَبُّهُ بِرَحْمَتِهِ .

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ أَوَّلَ رَفَثِكُمْ [ وَ ] فُرْقَتِكُمْ ، وَ بَدْأَ نَقْصِكُمْ ، ذَهَابُ أُولِي النُّهى وَ أَهْلِ الرَّأْيِ مِنْكُمُ ،

الَّذينَ كَانُوا يَقُولُونَ فَيَفْعَلُونَ ، وَ يُدْعَوْنَ فَيُجيبُونَ ، وَ يَلْقَوْنَ عَدُوَّهُمْ فَيَصْدُقُونَ [ 6 ] .

[ 13 ] أَلاَ ، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ [ 7 ] ، إِنّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلى قِتَالِ [ 8 ] هؤُلاَءِ الْقَوْمِ لَيْلاً وَ نَهَاراً ، وَ سِرّاً وَ إِعْلاَناً ،

وَ قُلْتُ لَكُمْ : وَيْحَكُمُ [ 9 ] ، اغْزُوهُمْ [ 10 ] قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ ، فَوَ اللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا .

فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ ، وَ اسْتَصْعَبَ عَلَيْكُمْ أَمْري ، وَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ قَوْلي ، فَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً [ 11 ] ، حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ ، وَ مُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأَوْطَانُ ، وَ ظَهَرَتْ فيكُمُ الْفَوَاحِشُ وَ الْمُنْكَرَاتِ ،

تُمْسيكُمْ وَ تُصْبِحُكُمْ ، كَمَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْمَثُلاَتِ مِنْ قَبْلِكُمْ ، حَيْثُ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الْجَبَابِرَةِ الْعُتَاةِ [ 12 ] ، وَ الْمُسْتَضْعَفينَ الْغُواةِ ، في قَوْلِهِ تَعَالى : يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ

[ 13 ] من : ألا و إنّي إلى : عليكم الأوطان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 1 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 57 . و نور الأبصار للشبلنجي ص 112 . باختلاف يسير .

[ 2 ] شملة البلاء . ورد في نسخة عبده ص 121 .

[ 3 ] القماة . ورد في نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 24 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 36 . و نسخة عبده ص 122 .

و نسخة الصالح ص 69 . و نسخة العطاردي ص 35 عن شرح فيض الإسلام . و ورد العماء في

[ 4 ] بالإسهاب . ورد في نسخة العام 400 ص 34 . و نسخة ابن المؤدب ص 23 . و نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 24 . و نسخة الأسترابادي ص 33 . و هامش نسخة عبده ص 122 . و نسخة الصالح ص 69 . و نسخة العطاردي ص 35 .

[ 5 ] سيماء . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 23 .

[ 6 ] ورد في الغارات ص 428 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 198 . و الفتوح ج 4 ص 237 . و الإرشاد ص 145 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 648 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 172 . و الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 175 . نور الأبصار ص 112 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج السعادة ج 2 ص 571 . و نهج البلاغة الثاني ص 120 . باختلاف يسير .

[ 8 ] جهاد في المصادر السابقة . و أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 442 . و ورد حرب في نسخة العام 400 ص 34 .

و نسخة ابن المؤدب ص 23 .

[ 9 ] ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 127 .

[ 10 ] عدوّكم . ورد في المصدر السابق .

[ 11 ] ورد في الغارات ص 327 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 442 . و البيان و التبيين ج 2 ص 25 . و العقد الفريد ج 4 ص 160 .

و الإرشاد ص 149 . و نثر الدرّ ج 1 ص 298 . و الاحتجاج ج 1 ص 175 . و الجوهرة ص 76 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 و ج 4 ص 24 . و نهج السعادة ج 2 ص 561 و 571 . و نهج البلاغة الثاني ص 120 . باختلاف بين المصادر .

[ 12 ] الطّغاة . ورد في الإرشاد ص 150 . و الاحتجاج ج 1 ص 175 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج السعادة ج 2 ص 572 .

[ 496 ]

وَ في ذَلَكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظيمٌ 1 .

أَمَا وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَسَمَةَ ، لَقَدْ حَلَّ بِكُمُ الَّذي تُوعَدُونَ .

يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ، وَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لَقَدْ أَتَانِي الصَّريخُ يُخْبِرُ أَنَّ [ 2 ] [ 13 ] هذَا أَخُو غَامِدٍ [ 3 ] قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الأَنْبَارَ لَيْلاً في أَرْبَعَةِ آلاَفٍ ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ كَمَا يُغَارُ عَلَى الرُّومِ وَ الْخَزَرِ ، وَ أَنَّهُ أَبَاحَهَا لَهُمْ ،

وَ قَتَلَ رِجَالاً مِنْهُمْ كَثيراً وَ نِسَاءً . [ 4 ] ، وَ أَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا .

وَ قَدْ قَتَلَ عَامِلي عَلَيْهَا [ 5 ] حَسَّانَ الْبَكْريِّ ، وَ قَتَلَ مَعَهُ رِجَالاً صَالِحينَ ذَوِي فَضْلٍ وَ عِبَادَةٍ وَ نَجْدَةٍ .

بَوَّأَ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتِ النَّعيمِ .

وَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ [ 6 ] لَقَدْ بَلَغَني أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ [ 7 ] كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ ، فَيَهْتِكُ سِتْرَهَا ، وَ يَأْخُذُ الْقِنَاعَ مِنْ رَأْسِهَا ، وَ [ 8 ] يَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلْبَهَا وَ قَلاَئِدَهَا وَ رُعُثَهَا [ 9 ] ،

مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاِسْتِرْجَاعِ وَ الاِسْتِرْحَامِ وَ النِّدَاءِ : يَا لَلْمُسْلِمينَ ، فَلا يُغيثُهَا مُغيثٌ ، وَ لاَ يَنْصُرُهَا نَاصِرٌ [ 10 ] . ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرينَ [ 11 ] ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ ، وَ لاَ أُريقَ لَهُ دَمٌ .

فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هذَا أَسَفاً ، مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً ، بَلْ كَانَ بَارّاً مُحْسِناً [ 12 ] ، [ وَ ] بِهِ

[ 13 ] من : هذا أخو غامد إلى : عندي جديرا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

-----------
( 1 ) البقرة ، 49 .

[ 2 ] ورد في الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 175 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج السعادة ج 2 ص 571 . و نهج البلاغة الثاني ص 120 .

[ 3 ] ابن عمرو . ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 176 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 25 .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين . و أنساب الأشراف ج 2 ص 442 . و البيان و التبيين ج 2 ص 25 . و العقد الفريد ج 4 ص 160 . و نثر الدرّ ج 1 ص 298 . و الجوهرة ص 76 . و الإرشاد ص 150 . و منهاج البراعة ج 3 ص 40 . و نهج السعادة ج 2 ص 562 و 575 .

و نهج البلاغة الثاني ص 122 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في شرح الأخبار ج 2 ص 75 . و منهاج البراعة ج 4 ص 25 . و نهج السعادة ج 2 ص 562 . باختلاف يسير .

[ 6 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 77 .

[ 7 ] من أعدائكم . ورد في الغارات ص 328 .

[ 8 ] ورد في الاحتجاج ج 1 ص 176 . و منهاج البراعة ج 4 ص 26 . و نهج السعادة ج 2 ص 575 . و نهج البلاغة الثاني ص 122 .

[ 9 ] رعاثها . ورد في نسخة العام 400 ص 35 . و نسخة ابن المؤدب ص 23 . و نسخة الآملي ص 24 . و نسخة نصيري ص 11 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 36 . و نسخة الأسترابادي ص 34 . و نسخة عبده ص 122 .

[ 10 ] ورد في الإرشاد ص 151 . و الاحتجاج ج 1 ص 176 . و منهاج البراعة ج 4 ص 26 . و نهج السعادة ج 2 ص 576 . و نهج البلاغة الثاني ص 123 .

[ 11 ] موفورين . ورد في الجوهرة للبرّي ص 77 . و منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 404 .

[ 12 ] ورد في الإرشاد ص 151 . و الاحتجاج ج 1 ص 176 . و منهاج البراعة ج 4 ص 26 . و نهج السعادة ج 2 ص 576 . و نهج البلاغة الثاني ص 123 .

[ 497 ]

عِنْدي جَديراً .

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي [ 1 ] [ 13 ] اسْتَنْفَرْتُكُمْ لِلْجِهَادِ [ 2 ] فَلَمْ تَنْفِرُوا ، وَ أَسْمَعْتُكُمْ فَلَمْ تَسْمَعُوا [ 3 ] ،

وَ دَعَوْتُكُمْ عَوْداً وَ بَدْءاً ، وَ [ 4 ] سِرّاً وَ جَهْراً ، وَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، وَ الْغُدُوِّ وَ الآصَالِ [ 5 ] ، فَلَمْ تَسْتَجيبُوا ،

وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا ، شُهُودٌ [ 6 ] كَغُيَّابٍ ، وَ عَبيدٌ كَأَرْبَابٍ ، وَ أَحْيَاءٌ كَأَمْوَاتٍ ؟ .

أَمَا تَنْفَعُكُمُ الْعِظَةُ وَ الدُّعَاءُ إِلَى الْهُدى وَ الْحِكْمَةِ ؟ .

كَأَنَّكُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [ 7 ] . أَتْلُو عَلَيْكُمُ الْحِكْمَةَ فَتُعْرِضُونَ عَنْهَا [ 8 ] ،

وَ أَعِظُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ الشَّافِيَةِ الْكَافِيَةِ [ 9 ] الْبَالِغَةِ [ 10 ] فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا . مَا يَزيدُكُمْ دُعَائي إِلاَّ فِرَاراً وَ إِدْبَاراً [ 11 ] ، وَ أَحُثُّكُمْ عَلى جِهَادِ أَهْلِ الْبَغْيِ [ 12 ] ، فَمَا آتي عَلى آخِرِ قَوْلي حَتَّى أَرَاكُمْ مُتَفَرِّقينَ أَيَادي سَبَا .

تَرْجِعُونَ إِلى مَجَالِسِكُمْ ، وَ تَتَخَادَعُونَ عَنْ مَوَاعِظِكُمْ ، تَتَرَبَّعُونَ حَلَقاً شَتَّى ، تَضْرِبُونَ الأَمْثَالَ ،

وَ تَنَاشَدُونَ الأَشْعَارَ ، وَ تَجَسَّسُونَ الأَخْبَارَ ، حَتَّى إِذَا تَفَرَّقْتُمْ تَسْأَلُونَ عَنِ الأَسْعَارِ .

جَهَلَةً مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ ، وَ غَفَلَةً مِنْ غَيْرِ وَرَعٍ ، وَ تَثَبُّطاً مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ .

[ 13 ] من : استنفرتكم إلى : كأرباب . و من : أتلو إلى : مواعظكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .

[ 1 ] ورد في الاحتجاج ج 1 ص 173 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 645 و 660 . و منهاج البراعة ج 4 ص 21 . و نهج السعادة ج 2 ص 525 و 566 . و نهج البلاغة الثاني ص 116 . باختلاف يسير .

[ 2 ] لجهاد هؤلاء القوم . ورد في منهاج البراعة ج 4 ص 21 . و نهج السعادة ج 2 ص 566 . و نهج البلاغة الثاني ص 116 .

[ 3 ] تجيبوا . ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 173 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 21 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 428 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 458 . و الإرشاد ص 145 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] أشهود . ورد في نسخة عبده ص 239 . و نسخة الصالح ص 141 . و نسخة العطاردي ص 106 .

[ 7 ] المدّثّر ، 50 . و وردت الفقرة في السقيفة ص 125 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 458 . و الاحتجاج ص 173 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 و 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 21 . و نهج السعادة ج 2 ص 525 و 566 .

[ 8 ] الحكم فتنفرون منها . ورد في نسخة العام 400 ص 105 . و نسخة ابن المؤدب ص 75 . و نسخة نصيري ص 47 .

و نسخة الأسترابادي ص 113 . و نسخة عبده ص 239 . و نسخة الصالح ص 141 . و نسخة العطاردي ص 106 .

[ 9 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 125 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 .

[ 10 ] الحسنة . ورد في الغارات للثقفي ص 338 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 526 .

[ 11 ] ورد في الغارات ص 428 . و الفتوح ج 4 ص 237 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 458 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 198 . و الإرشاد ص 145 .

[ 12 ] الجور . ورد في السقيفة ص 125 . و الاحتجاج ج 1 ص 173 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 و 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 566 . و نهج البلاغة الثاني ص 117 .

[ 498 ]

وَ قَدْ نَسيتُمُ الْحَرْبَ وَ الاِسْتِعْدَادَ لَهَا ، فَأَصْبَحَتْ قُلُوبُكُمْ فَارِغَةً مِنْ ذِكْرِهَا ، شَغَلْتُمُوهَا [ 1 ] [ 9 ] بِأَضَاليلَ أَعَاليلَ [ 2 ] ، وَ أَقْوَالٍ أَبَاطيلَ [ 3 ] .

[ 10 ] أُقَوِّمُكُمْ غُدْوَةً ، وَ تَرْجِعُونَ [ 4 ] عَشِيَّةً كَظَهْرِ الْحِنِيَّةِ .

عَجَزَ الْمُقَوِّمُ وَ أَعْضَلَ الْمُقَوَّمُ .

[ 11 ] قَدِ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى الْغِلِّ فيمَا بَيْنَكُمْ ، وَ نَبَتَ الْمَرْعى عَلى دِمَنِكُمْ ، وَ تَصَافَيْتُمْ عَلى حُبِّ الآمَالِ ، وَ تَعَادَيْتُمْ في كَسْبِ الأَمْوَالِ .

لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكُمُ الْخَبيثُ ، وَ تَاهَ بِكُمُ الْغُرُورُ . وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلى نَفْسي وَ أَنْفُسِكُمْ .

أَمَا وَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لَذُو أَنَاةٍ وَ حِلْمٍ عَظيمٍ ، لَقَدْ حَلُمَ عَنْ كَثيرٍ مِنْ فَرَاعِنَةِ الأَوَّلينَ ، وَ عَاقَبَ فَرَاعِنَةَ [ 5 ] .

وَ لَئِنْ أَمْهَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 6 ] الظَّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ [ 7 ] ، وَ هُوَ لَهُ بِالْمِرْصَادِ عَلى مَجَازِ طَريقِهِ ، وَ بِمَوْضِعِ الشَّجى مِنْ مَسَاغِ ريقِهِ .

أَمَا ، وَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ ، لَيَظْهَرَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَلَيْكُمْ ، لَيْسَ لأَنَّهُمْ أَوْلى بِالْحَقِّ مِنْكُمْ ، وَ لكِنْ لإِسْرَاعِهِمْ إِلى بَاطِلِ صَاحِبِهِمْ [ 8 ] وَ إِبْطَائِكُمْ عَنْ حَقّي .

وَ لَقَدْ أَصْبَحَتِ الأُمَمُ تَخَافُ ظُلْمَ رُعَاتِهَا ، وَ أَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلْمَ رَعِيَّتي .

[ 9 ] أعاليل بأضاليل ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 10 ] من : أقوّمكم إلى : المقوّم . و من : و لئن إلى : رعيّتي ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .

[ 11 ] من : قد اصطلحتم إلى : و أنفسكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 133 .

[ 1 ] ورد في السقيفة ص 125 . و الغارات ص 338 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و الفتوح ج 4 ص 237 . و الاحتجاج ج 1 ص 173 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 و 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 566 . و نهج البلاغة الثاني ص 117 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] بالأباطيل وَ الأضاليل . ورد في السقيفة ص 125 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 .

[ 3 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 257 .

[ 4 ] و ترجعون إليّ . ورد في نسخة العام 400 ص 106 . و نسخة ابن المؤدب ص 75 . و نسخة نصيري ص 47 . و نسخة الآملي ص 74 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 108 . و نسخة عبده ص 239 . و نسخة الصالح ص 141 .

[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 147 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 786 .

[ 7 ] أخذه . ورد في متن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( دار الأندلس ) ج 2 ص 183 .

[ 8 ] باطلهم . ورد في نسخة العام 400 ص 106 . و نسخة الآملي ص 173 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 108 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 70 . و نسخة العطاردي ص 106 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 499 ]

[ 6 ] يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ [ 1 ] ، حَمَلَتْ ، فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ ، وَ مَاتَ قَيِّمُهَا ،

وَ طَالَ تَأَيُّمُهَا ، وَ وَرِثَهَا أَبْعَدُهَا .

أَمَا ، وَ اللَّهِ ، مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً ، وَ لاَ جِئْتُكُمْ شَوْقاً ، وَ لكِنّي جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً .

أَمْهِلُوني قَليلاً ، فَكَأَنَّكُمْ ، وَ اللَّهِ ، بِامْرِئٍ قَدْ جَاءَكُمْ يَحْرِمُكُمْ وَ يُعَذِّبُكُمْ ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ كَمَا يُعَذِّبُكُمْ ، ثُمَّ لاَ يُبْعِدُ اللَّهُ إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ مِنْكُمْ . وَ مَا أَدْبَرَ شَيْ‏ءٌ فَأَقْبَلَ [ 2 ] .

[ 7 ] أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَونَ بَعْدي ذُلاً شَامِلاً ، وَ سَيْفاً قَاطِعاً [ 3 ] ، وَ أَثَرَةً يَتَّخِذُهَا الظَّالِمُونَ فيكُمْ سُنَّةً ، تُفَرِّقُ جَمُوعَكُمْ ، وَ تُبْكي عُيُونَكُمْ ، وَ تُدْخِلُ الْفَقْرَ بُيُوتَكُمْ [ 4 ] .

[ 8 ] فَلاَ يَبْقى يَوْمَئِذٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ثُفَالَةٌ كَثُفَالَةِ الْقِدْرِ ، أَوْ نُفَاضَةٌ كَنُفَاضَةِ الْعِكْمِ ، تَعْرِكُكُمْ عَرْكَ الأَديمِ ، وَ تَدُوسُكُمْ دَوْسَ الْحَصيدِ ، وَ تَسْتَخْلِصُ الْمُؤْمِنَ مِنْ بَيْنِكُمُ اسْتِخْلاَصَ الطَّيْرِ الْحَبَّةَ الْبَطينَةَ مِنْ بَيْنِ هَزيلِ الْحَبِّ ، فَتَتَمَنُّونَ ، وَ اللَّهِ ، عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّكُمْ لَوْ رَأَيْتُمُوني فَنَصَرْتُمُوني ، وَ قَاتَلْتُمْ مَعي ، وَ قُتِلْتُمْ دُوني .

وَ سَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ عَمَّا قَليلٍ .

وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَتَصيرُونَّ بَعْدي سَبَايَا ، يُغيرُونَكُمْ وَ يُتَغَايَرُ بِكُمْ .

أَمَا ، وَ اللَّهِ ، إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمُ الأَعْوَرُ الأَغْبَرُ الأَدْبَرُ ، جَهَنَّمُ الدُّنْيَا ، لاَ يُبْقي وَ لاَ يَذَرُ ، وَ مِنْ بَعْدِهِ النَّهَّاسُ الْفَرَّاسُ الْجَمُوعُ الْمَنُوعُ ، ثُمَّ لَيَتَوَارَثَنَّكُمْ مِنْ بَني أُمَيَّةَ عِدَّةٌ [ 5 ] يَقْتُلُونَ أَخْيَارَكُمْ ، وَ يَسْتَعْبِدُونَ أَرَاذِلَكُمْ ،

[ 6 ] من : يا أهل إلى : سوقا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 71 .

[ 7 ] من : أما إنّكم إلى : سنّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 58 .

[ 8 ] من : فلا يبقى إلى : هزيل الحبّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 1 ] كأمّ مجالد . ورد في الإرشاد ص 148 . و نثر الدرّ ج 1 ص 291 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 567 . و نهج البلاغة الثاني ص 117 .

[ 2 ] و لقلّما أدبر شي‏ء ثمّ أقبل . ورد في الإرشاد ص 150 . و وردت الفقرة في المصدر السابق ص 145 . و الغارات ص 429 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 198 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و منهاج البراعة ج 4 ص 25 . و نهج البلاغة الثاني ص 121 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] قاتلا . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 193 . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 74 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 315 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 333 . و الفتوح ج 4 ص 257 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 381 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 193 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و شرح الأخبار ج 2 ص 74 . و كنز العمال ج 11 ص 355 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] عشرة . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 291 .

[ 500 ]

وَ يَسْتَخْرِجُونَ كُنُوزَكُمْ وَ ذَخَائِرَكُمْ مِنْ جَوْفِ حِجَالِكُمْ . لَيْسَ الآخِرُ مِنْهُمْ بِأَرْأَفَ بِكُمْ مِنَ الأَوَّلِ ، مَا خَلاَ رَجُلاً وَاحِداً [ 1 ] .

[ 8 ] لَمْ يَسْتَضيئُوا بِأَضْوَاءِ الْحِكْمَةِ ، وَ لَمْ يَقْدَحُوا بِزِنَادِ الْعُلُومِ الثَّاقِبَةِ ، فَهُمْ في ذَلِكَ كَالأَنْعَامِ السَّائِمَةِ ، وَ الصُّخُورِ الْقَاسِيَةِ .

[ 9 ] وَ أَخَذُوا يَميناً وَ شِمَالاً ، ظَعْناً في مَسَالِكِ الْغَيِّ ، وَ تَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ .

ثُمَّ يَهْلِكَ بَيْنَكُمْ دينُكُمْ وَ دُنْيَاكُمْ .

بَلاَءٌ قَضَاهُ اللَّهُ عَلى هذِهِ الأُمَّةِ لاَ مَحَالَةَ كَائِنٌ ، نَقْمَةً بِمَا ضَيَّعْتُمْ مِنْ أُمُورِكُمْ وَ صَلاَحِ أَنْفُسِكُمْ وَ دينِكُمْ [ 2 ] .

[ 10 ] وَ اللَّهِ لاَ يَزَالُونَ حَتَّى لاَ يَدَعُوا للَّهِ مُحَرَّماً إِلاَّ اسْتَحَلُّوهُ ، وَ لاَ عَقْداً إِلاَّ حَلُّوهُ .

وَ حَتَّى لاَ يَبْقى بَيْتُ مَدَرٍ وَ لاَ وَبَرٍ إِلاَّ دَخَلَهُ ظُلْمُهُمْ ، وَ نَزَلَ بِهِ عَيْثُهُمْ [ 3 ] ، وَ نَبَا بِهِ سُوءُ رَعْيِهِمْ [ 4 ] .

وَ حَتَّى يَقُومَ الْبَاكِيَانِ مِنْكُمْ [ 5 ] يَبْكِيَانِ : بَاكٍ يَبْكي لِدينِهِ ، وَ بَاكٍ يَبْكي لِدُنْيَاهُ .

وَ حَتَّى لاَ يَكُونَ أَحَدُكُمْ إِلاَّ نَافِعاً لَهُمْ أَوْ غَيْرَ ضَارٍّ بِهِمْ [ 6 ] .

وَ حَتَّى تَكُونَ نُصْرَةُ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِهِمْ كَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِهِ ، إِذَا شَهِدَ أَطَاعَهُ ، وَ إِذَا غَابَ اغْتَابَهُ .

وَ حَتَّى يَكُونَ أَعْظَمَكُمْ فيهَا غَنَاءً [ 7 ] أَحْسَنُكُمْ بِاللَّهِ ظَنّاً .

[ 8 ] من : لم يستضيئوا إلى : القاسية ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 9 ] من : و أخذوا إلى : الرّشد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .

[ 10 ] من : و اللّه إلى : لدنياه . و من : و حتّى تكون إلى : ظنّا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 98 .

[ 1 ] ورد في الفتوح ج 4 ص 258 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 381 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 193 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 117 . و الإرشاد ص 148 . و الاختصاص ص 155 . و نثر الدرّ ج 1 ص 291 و 315 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 567 . و نهج البلاغة الثاني ص 117 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في الإرشاد ص 148 . و الاختصاص ص 155 . و نثر الدرّ ج 1 ص 291 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 645 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 567 . و نهج البلاغة الثاني ص 117 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] غيّهم . ورد في

[ 4 ] رعتهم . ورد في نسخة نصيري ص 47 . و نسخة الآملي ص 75 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 121 . و نسخة العطاردي ص 108 عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند .

[ 5 ] ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 174 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 336 . و شرح الأخبار ج 3 ص 396 . و منهاج البراعة ج 7 ص 137 . باختلاف يسير .

[ 7 ] عناء . ورد في نسخة الأسترابادي ص 121 . و نسخة الصالح ص 144 .

[ 501 ]

[ 13 ] فَلاَ تَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى تَؤُوبَ إِلَى الْعَرَبِ عَوَازِبُ أَحْلاَمِهَا .

فَالْزَمُوا السُّنَنَ الْقَائِمَةَ ، وَ الآثَارَ الْبَيِّنَةَ ، وَ الْعَهْدَ الْقَريبَ الَّذي عَلَيْهِ بَاقِي النُّبُوَّةِ ، [ 14 ] فَإِنْ أَتَاكُمُ اللَّهُ بِعَافِيَةٍ فَاقْبَلُوا ، وَ إِنِ ابْتُليتُمْ فَاصْبِرُوا ، فَإِنَّ الْعَاقَبَةَ لِلْمُتَّقينَ 1 .

[ أَيُّهَا النَّاسُ ، ] [ 15 ] إِنَّ أَوَّلَ مَا تَغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْديكُمْ ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً ، وَ لَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً ، قُلِبَ [ 2 ] فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ ، وَ أَسْفَلُهُ أَعْلاَهُ .

يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ، أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ، لِتَكُونُوا مِنْهُ عَلى حَذَرٍ ، وَ لِتُنْذِرُوا بِهِ مَنِ اتَّعَظَ وَ اعْتَبَرَ [ 3 ] .

[ 16 ] وَ لَقَدْ بَلَغَني أَنَّكُمْ [ 4 ] تَقُولُونَ : عَلِيٌّ يَكْذِبُ ، كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ لِنَبِيِّهَا وَ سَيِّدِهَا نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَبيبِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [ 5 ] .

قَاتَلَكُمُ اللَّهُ . فَعَلى مَنْ أَكْذِبُ ؟ .

أَعَلَى اللَّهِ أَكْذِبُ [ 6 ] ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ [ 7 ] وَ وَحَّدَهُ [ 8 ] ؟ .

أَمْ عَلى نَبِيِّهِ [ 9 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [ 10 ] ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ [ 11 ] صَدَّقَهُ وَ نَصَرَهُ ؟ [ 12 ] .

[ 13 ] من : فلا تزالون إلى : النّبوّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 138 .

[ 14 ] من : فإن أتاكم اللّه إلى : للمتّقين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 98 .

[ 15 ] من : إنّ أوّل إلى : أعلاه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 375 .

[ 16 ] من : و لقد إلى : وعاء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم ؟ ؟ ؟ .

-----------
( 1 ) الأعراف ، 128 .

[ 2 ] نكّس أعلاه أسفله كما ينكّس الجراب فينثر ما فيه . ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 311 . و كنز العمال ج 3 ص 683 . و نهج السعادة ج 3 ص 106 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في الإرشاد ص 148 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 . و نهج البلاغة الثاني ص 118 .

[ 4 ] كأنّي بكم . ورد في الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 . و نهج البلاغة الثاني ص 118 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 291 .

[ 7 ] عبد اللّه . ورد في الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 .

و نهج البلاغة الثاني ص 118 . باختلاف بين المصادر .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 9 ] رسول اللّه . ورد في المصادر السابقة . و الاختصاص للمفيد ص 99 .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 12 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 502 ]

كَلاَّ ، وَ اللَّهِ ، وَ لكِنَّهَا لَهْجَةُ خُدْعَةٍ [ 1 ] غِبْتُمْ عَنْهَا ، وَ لَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا [ 2 ] .

وَيْلُ امِّهِ ، كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ .

وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ [ 3 ] [ 7 ] لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حينٍ 1 ، وَ ذَلِكَ إِذَا صَيَّرَكُمْ إِلَيْهَا جَهْلُكُمْ ، وَ لاَ يَنْفَعُكُمْ عِنْدَهَا عِلْمُكُمْ .

أَمَا وَ اللَّهِ [ 5 ] [ 8 ] لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِيَ عَنْكُمْ غَيْبُهُ ، إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ ، تَبْكُونَ عَلى أَعْمَالِكُمْ ، وَ تَلْتَدِمُونَ عَلى أَنْفُسِكُمْ ، وَ لَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لاَ حَارِسَ لَهَا ، وَ لاَ خَالِفَ عَلَيْهَا ، وَ لَهَمَّتْ كُلَّ امْرِئٍ مِنْكُمْ نَفْسُهُ لاَ يَلْتَفِتُ إِلى غَيْرِهَا .

وَ لكِنَّكُمْ نَسيتُمْ مَا ذُكِّرْتُمْ ، وَ أَمِنْتُمْ مَا حُذِّرْتُمْ ، فَتَاهُ عَنْكُمْ رَأْيُكُمْ ، وَ تَشَتَّتَ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ .

[ 9 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقي ، وَ لاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ عِصْيَاني ، وَ لاَ تَتَرَامَوْا بِالأَبْصَارِ عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنّي ، فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، إِنَّ الَّذي أُنْبِئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ . وَ اللَّهِ مَا كَذَبَ الْمُبَلِّغُ ، وَ لاَ جَهِلَ السَّامِعُ .

[ 10 ] لَكَأَنّي أَنْظُرُ إِلى ضِلّيلٍ [ 6 ] قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ ، وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ في ضَوَاحي كُوفَانَ ، فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ ، وَ فَرَشَ الأَرْضَ بِالرُّؤُوسِ ، بَعيدَ الْجَوْلَةِ ، عَظيمَ الصَّوْلَةِ .

وَ اللَّهِ لَيُشَرِّدَنَّكُمْ في أَطْرَافِ الأَرْضِ حَتَّى لاَ يَبْقى مِنْكُمْ إِلاَّ قَليلٌ ، كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ ، وَ كَالْمِلْحِ فِي

[ 7 ] و لتعلمنّ نبأه بعد حين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 71 .

[ 8 ] من : لو تعلمون إلى : أمركم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 116 .

[ 9 ] من : أيّها النّاس إلى : كوفان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 101 .

[ 10 ] من : كأنّي به قد نعق إلى : كالكحل في العين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 138 . و مع اختلاف يسير إلى : المحصود ورد تحت الرقم 101 .

[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 149 . و الاختصاص ص 99 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 . و نهج البلاغة الثاني ص 118 .

[ 2 ] و علم عجزتم عن حمله ، و لم تكونوا من أهله . ورد في الاختصاص للمفيد ص 99 .

[ 3 ] ورد في الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 . و نهج البلاغة الثاني ص 118 .

-----------
( 1 ) سورة ص ، 88 .

[ 5 ] ورد في الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 33 . و منهاج البراعة ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 568 . و نهج البلاغة الثاني ص 118 . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] كأنّي به . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 503 ]

الطَّعَامِ [ 1 ] .

فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ ، وَ اشْتَدَّتْ شَكيمَتُهُ ، وَ ثَقُلَتْ [ 2 ] فِي الأَرْضِ وَطْأَتُهُ ، عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا ، وَ مَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا ، وَ بَدَا مِنَ الأَيَّامِ كُلُوحُهَا ، وَ مِنَ اللَّيَالي كُدُوحُهَا .

فَإِذَا يَنَعَ [ 3 ] زَرْعُهُ ، وَ قَامَ عَلى يَنْعِهِ [ 4 ] ، وَ هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ ، وَ بَرَقَتْ بَوَارِقُهُ ، عُقِدَتْ لَهُ [ 5 ] رَايَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ ، وَ أَقْبَلْنَ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، وَ الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ .

هذَا ، وَ كَمْ يَخْرِقُ الْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ ، وَ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ ؟ .

وَ عَنْ قَليلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ ، وَ يُحْصَدُ الْقَائِمُ ، وَ يُحْطَمُ الْمَحْمُودُ .

[ 13 ] أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ وَ خِطَابَكُمْ .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 6 ] ، مَا لَكُمْ إِذَا أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا في سَبيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [ 7 ] ،

[ 14 ] وَ سَأَلْتُمُونِيَ التَّطْويلَ [ 8 ] دِفَاعَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ ، أَرَضيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ 1 عِوَضاً ، وَ بِالذُّلِّ وَ الْهَوَانِ [ 10 ] مِنَ الْعِزِّ وَ الْكَرَامَةِ [ 11 ] خَلَفاً ؟ .

إِذَا [ 12 ] دَعَوْتُكُمْ إِلى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ في غَمْرَةٍ ، وَ مِنَ الذُهُولِ في

[ 13 ] افّ لكم ، لقد سئمت عتابكم . و من : أرضيتم إلى : لا تعقلون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 14 ] و سألتموني التّطويل دفاع ذي الدّين المطول ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 1 ] ورد في

[ 2 ] نفلت . ورد في

[ 3 ] أينع . ورد في نسخة نصيري ص 56 . و هامش نسخة الآملي ص 77 . و نسخة عبده ص 246 . و نسخة الصالح ص 147 .

[ 4 ] ساقه . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 81 . و هامش نسخة الآملي ص 77 . و نسخة ابن أبي المحاسن 114 .

[ 5 ] عقدت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 81 . و نسخة نصيري ص 56 . و نسخة الآملي ص 78 . و نسخة عبده ص 246 . و نسخة الصالح ص 147 . و نسخة العطاردي ص 111 .

[ 6 ] عباد اللّه . ورد في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 380 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 67 . و الإرشاد ص 150 .

باختلاف يسير .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 101 . باختلاف بين المصادر .

[ 8 ] التّأخير . ورد في العقد الفريد ج 4 ص 160 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و نثر الدرّ ج 1 ص 272 .

-----------
( 1 ) التوبة ، 38 .

[ 10 ] ورد في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 380 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 67 . و تذكرة الخواص ص 101 .

[ 11 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 380 .

[ 12 ] أو كلّما . ورد في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 380 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 67 . و تذكرة الخواص ص 101 .

[ 504 ]

سَكْرَةٍ ، يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ حِوَاري فَتَعْمَهُونَ [ 1 ] ، وَ كَأَنَّ [ 2 ] قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ ، وَ كَأَنَّ أَبْصَارَكُمْ كُمْهٌ فَأَنْتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ .

فَبَيِّنُوا لي مَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ ؟ .

للَّهِ أَنْتُمْ . مَا أَنْتُمْ إِلاَّ أُسُودُ الشَّرى فِي الدَّعَةِ ، وَ ثَعَالِبُ رَوَّاغَةٌ حينَ تُدْعَوْنَ إِلَى الْبَأْسِ [ 3 ] .

[ 12 ] مَا أَنْتُمْ لي بِوَثيقَةٍ يُعْلَقُ بِهَا [ 4 ] ، وَ لاَ زَوَافِرِ عِزٍّ يُعْتَصَمُ إِلَيْهَا [ 5 ] ، وَ مَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ بِكُمْ ، [ وَ ] لاَ بِرَكْبٍ يُصَالُ بِكُمْ [ 6 ] .

فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ . وَ مِنْ أَيْنَ أُتيتُمْ ؟ .

[ 13 ] تَرِبَتْ أَيْديكُمْ . [ 14 ] مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِلٍ جَمّةٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا [ 7 ] ، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ [ 8 ] مِنْ جَانِبٍ تَفَرَّقَتْ [ 9 ] مِنْ جَانِبٍ آخَرَ .

لَبِئْسَ ، لَعَمْرُ اللَّهِ ، سَعْرُ [ 10 ] نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ .

إِنَّكُمْ [ 11 ] تُكَادُونَ وَ لاَ تَكيدُونَ ، وَ تُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ ، وَ لاَ يُنَامُ عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ في غَفْلَةٍ سَاهُونَ .

[ 12 ] من : ما أنتم إلى : لبئس حشّاش نار الحرب أنتم . و : فأين يتاه بكم ، و من أين أتيتم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 125 .

[ 13 ] من : تربت أيديكم . يا أشباه الإبل إلى : انفراج المرأة عن قبلها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .

[ 14 ] من : ما أنتم إلاّ إلى : ساهون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 1 ] فتبكمون . ورد في الغارات للثقفي ص 22 .

[ 2 ] فكأنّ . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 29 . و نسخة عبده ص 136 . و نسخة العطاردي ص 42 .

[ 3 ] ورد في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 380 و 477 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 67 . و الاختصاص ص 153 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 194 . و تذكرة الخواص ص 101 . و نهج السعادة ج 2 ص 517 .

باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] بثقة سجيس اللّيالي . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 5 ] يفتقر . ورد في نسخ النهج برواية ثانية . و ورد يغتفر إليكم في نسخة العام 400 ص 44 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 45 .

[ 6 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 67 . و الاختصاص للمفيد ص 153 . و تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 101 .

[ 7 ] يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 8 ] ضمّت . ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 125 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 527 .

[ 9 ] انتشرت . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 10 ] حشّاش . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 11 ] ورد في الغارات للثقفي ص 23 .

[ 505 ]

إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْيَقْظَانُ .

أَوْدى مَنْ غَفِلَ ، وَ يَأْتِي الذُّلُّ [ 1 ] مَنْ وَادَعَ [ 2 ] .

[ 13 ] غُلِبَ ، وَ اللَّهِ ، الْمُتَخَاذِلُونَ . وَ الْمَغْلُوبُ مَقْهُورٌ وَ مَسْلُوبٌ [ 3 ] .

وَ أَيْمُ اللَّهِ ، إِنّي لأَظُنُّ بِكُمْ [ 4 ] أَنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغى ، وَ حَمِيَ الضِّرَابُ ، وَ اسْتَحَرَّ الْمَوْتُ ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ ، وَ انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ [ 5 ] .

[ 14 ] مَا لي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلاَ أَرْوَاحٍ ، وَ أَرْوَاحاً بِلاَ أَشْبَاحٍ ، وَ نُسَّاكاً بِلاَ صَلاَحٍ ، وَ تُجَّاراً بِلاَ أَرْبَاحٍ ، وَ أَيْقَاظاً نُوَّماً ، وَ شُهُوداً غُيَّباً ، وَ نَاظِرَةً عُمْياً [ 6 ] ، وَ سَامِعَةً صُمّاً [ 7 ] ، وَ نَاطِقَةً بُكْماً ؟ [ 8 ] .

رَايَةُ ضَلاَلَةٍ [ 9 ] قَدْ قَامَتْ عَلى قُطْبِهَا ، وَ تَفَرَّقَتْ بِشُعَبِهَا ، تَكيلُكُمْ بِصَاعِهَا ، وَ تَخْبِطُكُمْ بِبَاعهَا قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ الْمِلَّةِ ، قَائِمٌ عَلَى الضِّلَّةِ .

[ 15 ] مَا بَالُكُم . مَا دَوَاؤُكُمْ . مَا طِبُّكُمْ ؟ .

اَلْقَوْمُ رِجَالٌ أَمْثَالُكُمْ ، لاَ يُنْشَرُونَ إِنْ قُتِلُوا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [ 10 ] .

أَقَوْلاً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ 11 ] ، وَ غَفْلَةً [ 12 ] مِنْ غَيْرِ وَرَعٍ ، وَ طَمَعاً في غَيْرِ حَقٍّ ؟ .

[ 13 ] غلب ، و اللّه ، المتخاذلون . و من : و أيم اللّه إلى : انفراج الرّأس ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 14 ] من : مالي إلى : الضّلّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 15 ] من : ما بالكم إلى : في غير حقّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 1 ] بات لذلّ . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 68 .

[ 2 ] ورد في الغارات ص 24 . و التاريخ الطبري ج 4 ص 67 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 194 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] و اللّه لكأنّي بكم فيما أخال . ورد في نسخة النهج برواية ثانية .

[ 5 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 126 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 .

[ 6 ] عمياء . ورد في نسخة الصالح ص 156 . و نسخة العطاردي ص 120 .

[ 7 ] صمّاء . ورد في المصدرين السابقين .

[ 8 ] بكماء . ورد في المصدرين السابقين .

[ 9 ] ضلال . ورد في نسخة نصيري ص 61 . و نسخة الصالح ص 156 .

[ 10 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 478 .

[ 11 ] عمل . ورد في هامش نسخة الآملي ص 27 . و نسخة عبده ص 128 .

[ 12 ] عفّة . ورد في هامش نسخة العام 400 ص 39 . و نسخة ابن المؤدب ص 26 . و هامش نسخة الآملي ص 27 . و نسخة العطاردي ص 39 عن هامش نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند . و عن شرح الكيذري .

[ 506 ]

يَا مَعْشَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ ، وَ اللَّهِ لَتَصْبِرُنَّ عَلى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَوْماً أَنْتُمْ أَوْلى بِالْحَقِّ مِنْهُمْ ، فَيُعَذِّبَنَّكُمْ بِهِمْ ، ثُمَّ يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ بِمَا شَاءَ مِنْ عِنْدِهِ .

وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ مَا تُؤْمَرُونَ أَوْ لَيَرْكَبَنَّ أَعْنَاقَكُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارى .

أَفَمِنْ قَتْلَةٍ بِالسَّيْفِ تَحيدُونَ إِلى مَوْتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ ؟ .

فَأَشْهَدُ أَنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : لَمَوْتَةٌ عَلَى الْفِرَاشِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبَةِ أَلْفِ سَيْفٍ . أَخْبَرَني بِهِ جِبْرَئيلُ .

فَهذَا جِبْرَئيلُ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِمَا تَسْمَعُونَ [ 1 ] .

[ 9 ] أَيُّهَا الْقَوْمُ الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُمُ ، الْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمُ ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمُ ، الْمُبْتَلى بِهِمْ أُمَرَاؤُهُمْ ، وَا عَجَباً مِنْكُمْ وَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ [ 2 ] صَاحِبُكُمْ [ 3 ] يُطيعُ اللَّهَ وَ أَنْتُمْ تَعْصُونَهُ ، وَ صَاحِبُ أَهْلِ الشَّامِ [ 4 ] يَعْصِي اللَّهَ وَ هُمْ يُطيعُونَهُ .

لَوَدِدْتُ ، وَ اللَّهِ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ صَارَفَني بِكُمْ صَرْفَ الدّينَارِ بِالدِّرْهَمِ ، فَأَخَذَ مِنّي عَشَرَةً مِنْكُمْ وَ أَعْطَاني رَجُلاً مِنْهُمْ .

يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ، مُنيتُ مِنْكُمْ بِثَلاَثٍ وَ اثْنَتَيْنِ : صُمٌّ ذَوُو أَسْمَاعٍ ، وَ بُكْمٌ ذَوُو كَلاَمٍ ، وَ عُمْيٌ ذَوُو أَبْصَارٍ . [ ف ] إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

وَيْحَكُمْ [ 5 ] ، [ 10 ] أُفٍّ لَكُمْ . لَقَدْ لَقيتُ مِنْكُمْ بَرَحاً [ 6 ] .

يَوْماً أُنَاديكُمْ ، وَ يَوْماً أُنَاجيكُمْ ، فَلاَ أَحْرَارُ صِدْقٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ [ 7 ] ، وَ لاَ إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ الْبَلاَءِ [ 8 ] .

[ 9 ] من : أيّها القوم إلى : عند البلاء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .

[ 10 ] من : أفّ لكم إلى : النّجاء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 125 . و ورد باختلاف تحت الرقم 97 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 28 و 334 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 370 . و شرح الأخبار ج 1 ص 159 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 195 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 627 . و نهج البلاغة الثاني ص 114 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في نهج البلاغة الثاني للحائري ص 113 . باختلاف يسير .

[ 3 ] إمامكم . ورد في

[ 4 ] أميرهم . ورد في الغارات للثقفي ص 31 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 113 .

[ 5 ] ورد في الغارات للثقفي ص 31 . و الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 244 . و البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 331 .

[ 6 ] ترحا . ورد في الغارات للثقفي ص 31 .

[ 7 ] النّداء . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 8 ] النّجاء . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 507 ]

فَقُبْحاً لَكُمْ .

أَمَا وَ اللَّهِ [ 1 ] ، [ 9 ] أَيُّهَا النَّاسُ الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمُ ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ ، كَلاَمُكُمْ يُوهِي [ 2 ] الصُّمَ الصِّلاَبَ ، وَ فِعْلُكُمْ يُطْمِعُ فيكُمْ عَدُوَّكُمُ الْمُرْتَابَ [ 3 ] .

[ 10 ] أَيَّتُهَا النُّفُوسُ الْمُخْتَلِفَةُ ، وَ الْقُلُوبُ الْمُتَشَتِّتَةُ ، أَظْأَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَ أَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ الْمِعْزى مِنْ وَعْوَعَةِ الأسَدِ .

وَيْحَكُمْ ، اخْرُجُوا مَعي ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنّي إِنْ بَدَا لَكُمْ [ 4 ] .

هَيْهَاتَ أَنْ أُطْلِعَ بِكُمْ سِرَارَ الْعَدْلِ ، أَوْ أُقيمَ اعْوِجَاجَ الْحَقِّ .

مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ [ 5 ] ، وَ لاَ اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ ، وَ لاَ قَرَّتْ عَيْنُ مَنْ آوَاكُمْ [ 6 ] .

تَقُولُونَ فِي الْمَجَالِسِ كَيْتَ وَ كَيْتَ ، فَإِذَا جَاءَ الْقِتَالُ قُلْتُمْ : حِيْدي حَيَادِ .

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ [ 7 ] ، لاَ يَمْنَعُ الضَّيْمَ الذَّليلُ ، وَ لاَ يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلاَّ بِالْجِدِّ وَ الصَّبْرِ [ 8 ] .

[ 11 ] كَمْ أُدَاريكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ ، وَ الثِّيَابُ الْمُتَدَاعِيَةُ ، كُلَّمَا حيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ عَلى صَاحِبِهَا .

[ 9 ] من : أيّها النّاس إلى : فيكم الأعداء . و من : ما عزّت إلى : بالجدّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 10 ] من : أيّتها النّفوس إلى : الأسد . و من : هيهات أن أطلع إلى : الحقّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 131 .

[ 11 ] من : كم أداريكم إلى : وجارها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 69 .

[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 447 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 23 . باختلاف .

[ 2 ] يوهن . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 23 .

[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 381 . و البيان و التبيين ج 2 ص 26 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و شرح الأخبار ج 2 ص 73 . و الإرشاد ص 146 و 149 . و نثر الدرّ ج 1 ص 272 . و أمالي الطوسي ص 183 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 629 و 632 .

و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج السعادة ج 2 ص 469 و 541 و 569 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 . باختلاف يسير . و ورد الأعداء في نسخ النهج .

[ 4 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 145 .

[ 5 ] ما أعزّ اللّه نصر من دعاكم . ورد في الإرشاد ص 149 . و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج السعادة ج 2 ص 569 .

و نهج البلاغة الثاني ص 119 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . و ورد أراكم في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 23 .

[ 7 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 26 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و أمالي الطوسي ص 183 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 644 . و نهج السعادة ج 2 ص 541 .

[ 8 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 381 . الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و أمالي الطوسي ص 183 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 644 . و نهج السعادة ج 2 ص 541 . باختلاف يسير .

[ 508 ]

مَا لَكُمْ ، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ [ 1 ] ، كُلَّمَا أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ ، أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ [ 2 ] مِنْكُمْ عَلَيْهِ [ 3 ] بَابَهُ ، وَ انْجَحَرَ في بَيْتِهِ [ 4 ] انْجِحَارَ الضُّبَّةِ فِي جُحْرِهَا ، وَ الضَّبُعِ في وِجَارِهَا ؟ .

[ 11 ] فَيَا عَجَباً عَجَباً . وَ كَيْفَ لاَ أَعْجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ [ 5 ] ؟ .

وَ اللَّهِ يُميتُ الْقَلْبَ ، وَ يَجْلِبُ الْهَمَّ ، وَ يُشْعِلُ الأَحْزَانَ ، اجْتِمَاعُ [ 6 ] هؤُلاَءِ الْقَوْمِ عَلى بَاطِلِهِمْ ،

وَ تَفَرُّقُكُمْ [ 7 ] عَنْ حَقِّكُمْ .

[ أَيُّهَا النَّاسُ ] إِنَّ مِثْلَ مُعَاوِيَةَ لاَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَميناً عَلى الدِّمَاءِ وَ الأَحْكَامِ وَ الْفُرُوجِ وَ الْمَغَانِمِ وَ الصَّدَقَةِ ، [ فَهُوَ ] الْمُتَّهَمُ في نَفْسِهِ وَ دينِهِ ، الْمُجَرَّبُ بِالْخِيَانَةِ لِلأَمَانَةِ ، النَّاقِضُ لِلسُّنَّةِ ، الْمُسْتَأْصِلُ لِلذِّمَّةِ ، التَّارِكُ لِلْكِتَابِ ، اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ ، لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في عَشَرَةِ مَوَاطِنَ ،

وَ لَعَنَ أَبَاهُ وَ أَخَاهُ [ 8 ] .

[ 12 ] وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ الْوَالي عَلَى الْفُرُوجِ وَ الدِّمَاءِ وَ الْمَغَانِمِ وَ الأَحْكَامِ وَ أَمَانَةِ [ 9 ] الْمُسْلِمينَ وَ أُمُورِ الْمُؤْمِنينِ [ 10 ] الْبَخيلُ فَتَكُونَ في أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ ، وَ لاَ الْجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ

[ 11 ] من : فيا عجبا إلى : عن حقّكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 12 ] من : و قد علمتم إلى : الأمّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 131 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 312 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 447 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 195 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 103 .

و نثر الدرّ ج 1 ص 319 . و الكامل ج 3 ص 244 . و الإرشاد ص 145 . و البداية و النهاية ج 7 ص 331 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 51 . و نهج السعادة ج 2 ص 546 . و نهج البلاغة الثاني ص 110 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] امرئ . ورد في الغارات ص 428 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 447 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 195 . و الإرشاد ص 145 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 51 . و نهج السعادة ج 2 ص 546 . و نهج البلاغة الثاني ص 110 .

[ 3 ] ورد في البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 331 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و أنساب الأشراف ج 2 ص 447 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 51 . و نهج السعادة ج 2 ص 546 .

و نهج البلاغة الثاني ص 111 .

[ 5 ] ورد في الفتوح ج 4 ص 257 . و الجوهرة ص 77 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 645 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 ، و ج 4 ص 22 . و نهج السعادة ج 2 ص 567 و 576 . باختلاف يسير .

[ 6 ] من اجتماع . ورد في نسخة العام 400 ص 35 . و نسخة ابن المؤدب ص 23 . و نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 25 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 37 . و نسخة الأسترابادي ص 34 . و نسخة عبده ص 123 . و نسخة الصالح ص 70 . و ورد تظافر في الجوهرة ص 77 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 . و نهج السعادة ج 2 ص 576 .

[ 7 ] فشلكم . ورد في المصادر السابقة . و أنساب الأشراف ج 2 ص 442 . و البيان و التبيين ج 2 ص 24 . و عيون الأخبار ج 5 ص 236 . و العقد الفريد ج 4 ص 160 .

[ 8 ] ورد في دعائم الإسلام للتميمي ج 2 ص 531 .

[ 9 ] إمامة . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 111 . و نسخة نصيري ص 71 . و نسخة الآملي ص 107 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 156 . و نسخة الأسترابادي ص 175 . و نسخة عبده ص 300 . و نسخة الصالح ص 189 . و نسخة العطاردي ص 152 .

[ 10 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 115 .

[ 509 ]

بِجَهْلِهِ ، وَ لاَ الْجَافي فَيَقْطَعَهُمْ [ 1 ] بِجَفَائِهِ ، وَ لاَ الْحَائِفُ لِلدُّوَلِ [ 2 ] فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ ، وَ لاَ الْمُرْتَشي فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ ، وَ يَقِفَ بِهَا دُونَ الْمَقَاطِعِ ، وَ لاَ الْمُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَيُهْلِكَ الأُمَّةَ [ 3 ] ، وَ لاَ الْبَاغي فَيَدْحَضَ الْحَقَّ ، وَ لاَ الْفَاسِقُ فَيَشينَ الشَّرْعَ [ 4 ] .

[ 13 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنّي ، وَ اللَّهِ ، مَا أَحُثُّكُمْ عَلى طَاعَةٍ إِلاَّ وَ أَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا ، وَ لاَ أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَةٍ إِلاَّ وَ أَتَنَاهى قَبْلَكُمْ عَنْهَا .

وَ إِنَّ مِنْ ذُلِّ الْمُسْلِمينَ ، وَ هَلاَكِ هذَا الدِّينِ ، أَنَّ بُنَيَّ أَبي سُفْيَانَ يَدْعُو الأَرْذَالَ وَ الأَشْرَارَ فَيُجيبُونَ ، وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ وَ أَنْتُمُ الأَفْضَلُونَ وَ الأَخْيَارُ فَتُرَاوِغُونَ وَ تُدَافِعُونَ . مَا هذَا بِفِعْلِ الْمُتَّقينَ .

أَ أَجْلاَفُ أَهْلِ الشَّامِ وَ أَعْرَابُهَا أَصْبَرُ عَلى نُصْرَةِ الضَلاَلِ مِنْكُمْ عَلى هُدَاكُمْ وَ حَقِّكُمْ ؟ [ 5 ] .

[ 14 ] فَقُبْحاً لَكُمْ وَ تَرَحاً ، حينَ قَدْ صِرْتُمْ [ 6 ] غَرَضاً يُرْمى ، يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لاَ تُغيرُونَ ، وَ تُغْزَوْنَ وَ لاَ تَغْزُونَ ، وَ يُفْضى إِلَيْكُمْ فَلاَ تَأْنَفُونَ [ 7 ] ، وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ .

فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الصَّيْفِ [ 8 ] ، قُلْتُمْ : هذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ ، أَمْهِلْنَا حَتَّى [ 9 ] يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ ، وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ ، قُلْتُمْ : هذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ ، أَمْهِلْنَا حَتَّى [ 10 ] يَنْسَلِخْ [ 11 ] عَنَّا الْبَرْدُ . كُلُّ هذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ [ 12 ] .

[ 13 ] من : أيّها النّاس إلى : قبلكم عنها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 175 .

[ 14 ] من : فقبحا لكم إلى : أفرّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 1 ] فينفّرهم . ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 115 .

[ 2 ] الخائف للدّول . ورد في نسخة العام 400 ص 155 . و نسخة ابن المؤدب ص 111 . و نسخة نصيري ص 71 . و نسخة الآملي ص 107 . و نسخة الأسترابادي ص 175 . و نسخة العطاردي ص 152 .

[ 3 ] فتهلك الأمّة . ورد في نسخة نصيري ص 71 . و ورد فيؤدّي ذلك إلى الفجور في تذكرة الخواص ص 115 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق .

[ 5 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 458 و 478 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 198 . و الإمامة و السياسة ج 5 ص 236 . باختلاف .

[ 6 ] صيّرتم أنفسكم . ورد في الغارات للثقفي ص 328 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق .

[ 8 ] في أيّام الحرّ . ورد في نسخة العام 400 ص 35 . و نسخة ابن المؤدب ص 23 . و نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 25 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 37 . و نسخة الأسترابادي ص 35 . و نسخة عبده ص 123 . و نسخة الصالح ص 70 .

[ 9 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 26 . و عيون الأخبار ج 5 ص 237 . و العقد الفريد ج 4 ص 160 . و نهج السعادة ج 2 ص 469 .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 75 .

[ 11 ] يسبّخ . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 24 .

[ 12 ] البرد . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 36 . نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 25 .

[ 510 ]

فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ تَفِرُّونَ ، فَأَنْتُمْ ، وَ اللَّهِ ، مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ . فَإِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

أَفَتَرَوْنَ عَدُوَّكُمْ لاَ يَجِدُ الْقُرَّ كَمَا تَجِدِونَهُ . وَ لكِنَّكُمْ أَشْبَهْتُمْ قَوْماً قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : انْفِرُوا في سَبيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ كُبَرَاؤُهُمْ : لاَ تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ، فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ : قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ 1 .

يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرينَ وَ الأَنْصَارِ ، وَ جَمَاعَةَ مَنْ سَمِعَ كَلامي ،

أَ وَ مَا أَوْجَبْتُمْ لي عَلى أَنْفُسِكُمُ الطَّاعَةَ ؟ .

أَ مَا بَايَعْتُمُوني عَلَى الرَّغْبَةِ ؟ .

أَلَمْ آخُذْ عَلَيْكُمُ الْعَهْدَ بِالْقَبُولِ لِقَوْلي ؟ .

أَمَا كَانَتْ بَيْعَتي لَكُمْ يَوْمَئِذٍ أَوْكَدُ مِنْ بَيْعَةِ أَبي بَكْرٍ وَ عُمَرَ ، فَمَا بَالُ مَنْ خَالَفَني لَمْ يَنْقُضْ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَضَيَا ، وَ نَقَضَ عَلَيَّ وَ لَمْ يَفِ لي ؟ .

أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ بَيْعَتي تَلْزَمُ الشَّاهِدَ مِنْكُمْ وَ الْغَائِبَ ، فَمَا بَالُ مُعَاوِيَةَ وَ أَصْحَابُهُ طَاعِنينَ في بَيْعَتي ،

وَ لِمَ لَمْ يَفُوا بِهَا لي وَ أَنَا في قَرَابَتي وَ سَابِقَتي وَ صِهْري أَوْلى بِالأَمْرِ مِمَّنْ تَقَدَّمَني ؟ .

أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَوْمَ الْغَديرِ في وِلاَيَتي وَ مُوَالاَتي ؟ .

فَاتَّقُوا اللَّهَ ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَ تَحَاثُّوا عَلى جِهَادِ مُعَاوِيَةَ النَّاكِثِ الْقَاسِطِ وَ أَصْحَابِهِ الْقَاسِطينَ .

إِسْمَعُوا مَا أَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ عَلى نَبِيِّهِ الْمُرْسَلِ لِتَتَّعِظُوا بِهِ ، فَإِنَّهُ ، وَ اللَّهِ ، عِظَةٌ لَكُمْ ،

فَانْتَفِعُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ ، وَ ازْدَجِرُوا عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ ، فَقَدْ وَعَظَكُمْ اللَّهُ بِغَيْرِكُمْ ، فَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإ مِنْ بَني إِسْرَائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ في سَبيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَن لاَ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَ مَا لَنَا أَنْ لاَ نُقَاتِلَ في سَبيلِ اللَّهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَ أَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَليلاً مِنْهُمْ وَ اللَّهُ عَليمٌ بِالظَّالِمينَ وَ قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَ زَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَليمٌ 2 .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ لَكُمْ في هذِهِ الآيَاتِ عِبْرَةً لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالى جَعَلَ الْخِلاَفَةَ وَ الإِمْرَةَ مِنْ

-----------
( 1 ) التوبة ، 81 .

-----------
( 2 ) البقرة ، 247 .

[ 511 ]

بَعْدِ الأَنْبِيَاءِ في أَعْقَابِهِمْ ، وَ أَنَّهُ فَضَّلَ طَالُوتَ وَ قَدَّمَهُ عَلَى الْجَمَاعَةِ بِاصْطِفَائِهِ إِيَّاهُ وَ زِيَادَتِهِ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ . فَهَلْ تَجِدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اصْطَفى بَني أُمَيَّةَ عَلى بَني هَاشِمٍ ، وَ زَادَ مُعَاوِيَةَ عَلَيَّ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ ؟ .

فَاتَّقُوا اللَّهَ ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ جَاهِدُوا في سَبيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَنَالَكُمْ سَخَطُهُ بِعِصْيَانِكُمْ لَهُ .

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : لُعِنَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ بَني إِسْرَائيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُود وَ عيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَ كَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ 1 .

وَ قَالَ تَعَالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ في سَبيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 2 .

وَ قَالَ تَعَالى : يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجَارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَليمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجَاهِدُونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَ مَسَاكِنَ طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ 3 .

إِتَّقُوا اللَّهَ ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ تَحَاثُّوا عَلَى الْجِهَادِ مَعَ إِمَامِكُمْ ، فَلَوْ كَانَ لي مِنْكُمْ عِصَابَةٌ بِعَدَدِ أَهْلِ بَدْرٍ ،

إِذَا أَمَرْتُهُمْ أَطَاعُوني ، وَ إِذَا اسْتَنْهَضْتُهُمْ نَهَضُوا مَعي ، لاسْتَغْنَيْتُ بِهِمْ عَنْ كَثيرٍ مِنْكُمْ ، وَ أَسْرَعْتُ النُّهُوضَ إِلى حَرْبِ مُعَاوِيَةَ وَ أَصْحَابِهِ ، فَإِنَّهُ الْجِهَادُ الْمَفْرُوضُ [ 4 ] .

[ 9 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنّي قَدْ بَثَثْتُ لَكُمُ الْمَوَاعِظَ الَّتي وَعَظَ الأَنْبِيَاءُ بِهَا أُمَمَهُمْ ، وَ أَدَّيْتُ إِلَيْكُمْ مَا أَدَّتِ الأَوْصِيَاءُ إِلى مَنْ بَعْدَهُمْ ، [ وَ ] عَاتَبْتُكُمْ بِمَوَاعِظِ الْقُرْآنِ فَلَمْ أَنْتَفِعْ بِكُمْ [ 5 ] ، وَ أَدَّبْتُكُمْ بِالدِّرَّةِ الَّتي أَعِظُ بِهَا السُّفَهَاءَ فَلَمْ تَرْعَوُوا ، وَ عَاقَبْتُكُمْ [ 6 ] بِسَوْطِيَ [ 7 ] الَّذي أُقيمُ بِهِ حُدُودَ رَبِّي [ 8 ] فَلَمْ تَسْتَقيمُوا ،

[ 9 ] من : أيّها النّاس إلى : السّبيل ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 182 .

[ 1 ] المائدة ، 88 ، 89 .

[ 2 ] الحجرات ، 15 .

[ 3 ] الصف ، 12 .

[ 4 ] ورد في الغارات 27 . و الإرشاد ص 139 و 150 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 437 . و منهاج البراعة ج 4 ص 25 . و نهج السعادة ج 2 ص 575 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في الإرشاد ص 150 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 658 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج البلاغة الثاني ص 121 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] بالسّوط . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 24 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 121 .

[ 8 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 658 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج البلاغة الثاني ص 121 .

[ 512 ]

وَ حَدَوْتُكُمْ بِالزَّوَاجِرِ فَلَمْ تَسْتَوْسِقُوا .

للَّهِ أَنْتُمْ أَتَتَوَقَّعُونَ إِمَاماً غَيْري يَطَأُ بِكُمُ الطَّريقَ ، وَ يُرْشِدُكُمُ السَّبيلَ ؟ .

أَمَا وَ اللَّهِ [ 1 ] [ 10 ] إِنّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ ، وَ يُقيمُ أَوَدَكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ، [ 2 ] وَ لكِنّي لاَ أَرى [ 3 ] إِصْلاَحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسي [ 4 ] .

وَ لكِنْ سَيُسَلَّطُ عَلَيْكُمْ بَعْدي سُلْطَانٌ صَعْبٌ ، لاَ يُوَقِّرُ كَبيرَكُمْ ، وَ لاَ يَرْحَمُ صَغيرَكُمْ ، وَ لاَ يُكْرِمُ عَالِمَكُمْ ، وَ لاَ يَقْسِمُ الْفَيْ‏ءَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَكُمْ ، وَ لَيَضْرِبَنَّكُمْ ، وَ لَيُذِلِّنَّكُمْ ، وَ لَيُجَهِّزَنَّكُمْ فِي الْمَغَازي ، وَ لَيَقْطَعَنَّ سُبُلَكُمْ ، وَ لَيَحْجُبَنَّكُمْ عَلى بَابِهِ ، حَتَّى يَأْكُلَ قَوِيُّكُمْ ضَعيفَكُمْ ، فَيَنْتَقِمُ لي مِنْكُمْ . فَلاَ دُنْيَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ،

وَ لاَ آخِرَةَ صِرْتُمْ إِلَيْهَا ، فَبُعْداً وَ سُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعيرِ [ 5 ] .

[ 11 ] أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ غُلاَمُ ثَقيفٍ ، الذَّيَّالُ الْمَيَّالُ ، يَأْكُلُ خَضِرَتَكُمْ ، وَ يُذيبُ شَحْمَتَكُمْ .

إيهٍ أَبَا وَذَحَةَ .

[ 12 ] فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ الْبَاطِلُ مَآخِذَهُ [ 6 ] ، وَ رَكِبَ الْجَهْلُ مَرَاكِبَهُ [ 7 ] ، وَ عَظُمَتِ الطَّاغِيَةُ ، وَ قَلَّتِ الدَّاعِيَةُ [ 8 ] ، وَ صَالَ الدَّهْرُ صِيَالَ السَّبُعِ الْعَقُورِ ، وَ هَدَرَ فَنيقُ الْبَاطِلِ بَعْدَ كُظُومٍ ، وَ تَوَاخَى النَّاسُ عَلَى الْفُجُورِ ، وَ تَهَاجَرُوا عَلَى الدّينِ ، وَ تَحَابُّوا عَلَى الْكَذِبِ ، وَ تَبَاغَضُوا عَلَى الصِّدْقِ .

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ الْوَلَدُ غَيْظاً ، وَ الْمَطَرُ قَيْظاً ، وَ يَفيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً ، وَ يَغيضُ الْكِرَامُ غَيْضاً ،

وَ كَانَ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ ذِئَاباً ، وَ سَلاَطينُهُ سِبَاعاً ، وَ أَوْسَاطُهُ أُكَّالاً [ 9 ] ، وَ فُقَرَاؤُهُ أَمْوَاتاً ، قَدْ ظَهَرَ أَهْلُ

[ 10 ] من : إنّي لعالم إلى : بإفساد نفسي ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 69 .

[ 11 ] من : أما و اللّه إلى : أبا وذحة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 116 .

[ 12 ] من : فعند ذلك إلى : مقلوبا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 1 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 198 .

[ 2 ] ورد في

[ 3 ] لا أشتري . ورد في

[ 4 ] و لقد علمت أنّ الّذي يصلحكم هو السّيف ، و ما كنت متحرّيا صلاحكم بفساد نفسي . ورد في الإرشاد ص 150 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج البلاغة الثاني ص 121 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] مأخذه . ورد في نسخة الآملي ص 84 .

[ 7 ] مركبه . ورد في نسخة نصيري ص 61 . و نسخة الأسترابادي ص 136 .

[ 8 ] الرّاعية . ورد في نسخة العام 400 ص 120 . و نسخة الآملي ص 84 . و نسخة الأسترابادي ص 136 . و نسخة العطاردي ص 121 عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند . و عن شرح الكيذري .

[ 9 ] آكالا . ورد في نسخة الآملي ص 85 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 123 .

[ 513 ]

الشَّرِّ ، وَ بَطَنَ أَهْلُ الْخَيْرِ [ 1 ] ، وَ غَارَ [ 2 ] الصِّدْقُ ، وَ فَاضَ الْكَذِبُ ، وَ اسْتُعْمِلَتِ الْمَوَدَّةُ بِاللِّسَانِ ، وَ تَشَاجَرَ النَّاسُ بِالْقُلُوبِ ، وَ صَارَ الْفُسُوقُ نَسَباً ، وَ الْعَفَافُ عَجَباً ، وَ لُبِسَ الإِسْلاَمُ لُبْسَ الْفَرْوِ مَقْلُوباً .

[ 10 ] أَضْرَعَ اللَّهُ خُدُودَكُمْ ، وَ أَتْعَسَ جُدُودَكُمْ ، وَ جَعَلَ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْكُمْ [ 3 ] ، لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ ، وَ لاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ الْحَقَّ .

يَا وَيْحَكُمْ [ 4 ] ، [ 11 ] أَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ ، وَ مَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدي تُقَاتِلُونَ ؟ .

اَلذَّليلُ ، وَ اللَّهِ ، مَنْ نَصَرْتُمُوهُ ، [ وَ ] الْمَغْرُورُ ، وَ اللَّهِ ، مَنْ غَرَرْتُمُوهُ ، وَ مَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ ، وَ اللَّهِ ،

بِالسَّهْمِ [ 5 ] الأَخْيَبِ ، وَ مَنْ رُمِيَ [ 6 ] بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ [ 7 ] بِأَفْوَقِ نَاصِلٍ .

أَصْبَحْتُ ، وَ اللَّهِ ، لاَ أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ ، وَ لاَ أَطْمَعُ في نَصْرِكُمْ ، وَ لاَ أُوعِدُ الْعَدُوَّ بِكُمْ .

إِنَّكُمْ ، وَ اللَّهِ ، لَكَثيرٌ فِي السَّاحَاتِ [ 8 ] ، قَليلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ .

[ 12 ] وَ لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ فَرَّقَ بَيْنى وَ بَيْنَكُمْ ، وَ أَلْحَقَني بِمَنْ هُوَ أَحَقُّ بي مِنْكُمْ ، وَ أَعْقَبَكُمْ بَعْدي مَنْ هُوَ شَرُّ لَكُمْ مِنّي .

أَمَا وَ اللَّهِ ، لَوْ أَجِدُ بُدّاً مِنْ كَلاَمِكُمْ ، وَ مُرَاسَلَتِكُمْ ، وَ خِطَابِكُمْ ، وَ الْعِتَابِ إِلَيْكُمْ ، مَا فَعَلْتُ .

وَ لَقَدْ عَاتَبْتُكُمْ في رُشْدِكُمْ حَتَّى سَئِمْتُ ، وَ أَنْتُمْ في كُلِّ ذَلِكَ تُرَاجِعُوني بِالْهُزْءِ مِنَ الْقَوْلِ حَتَّى بَرِمْتُ ، هُزْءٍ مِنَ الْقَوْلِ لاَ يُعَادُ بِهِ ، وَ خَطَلٍ لاَ يُعَزُّ أَهْلُهُ ، فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ ، وَ إِخْلاَداً إِلَى الْبَاطِلِ . وَ إِنّي لأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَزيدُونَني غَيْرَ تَخْسيرٍ [ 9 ] .

[ 10 ] من : أضرع إلى : كإبطالكم الحقّ . و من : الذّليل إلى : ناصل . و من : إنّكم و اللّه إلى : الرّايات ورد في خطب الرضي تحت الرقم 69

[ 11 ] من : أيّ دار إلى : تقاتلون . و من : أصبحت و اللّه إلى : أوعد العدوّ بكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 12 ] من : ولوددت إلى : أحقّ بي منكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 116 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 533 .

[ 2 ] غاض . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 88 .

[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 477 .

[ 4 ] ورد في الإرشاد ص 149 . و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج السعادة ج 2 ص 541 و 570 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 .

[ 5 ] القدح . ورد في نسخة العطاردي ص 39 عن شرح الكيذري .

[ 6 ] رضي . ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 447 .

[ 7 ] رمى بكم فقد رمى . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 8 ] الباحات . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 44 . و نسخة نصيري ص 24 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 65 . و نسخة عبده ص 170 . و نسخة الصالح ص 99 . و نسخة العطاردي ص 65 .

[ 9 ] ورد في الغارات ص 326 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 171 . و العقد الفريد ج 1 ص 105 . شرح الأخبار ج 2 ص 74 . و الإرشاد ص 150 . و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج السعادة ج 2 ص 570 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 و 120 . باختلاف .

[ 514 ]

[ 14 ] يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لاَ رِجَالَ ، وَ يَا طَغَامَ الأَحْلاَمِ [ 1 ] ،

يَا حُلُومَ الأَطْفَالِ ، وَ يَا عُقُولَ رَبَّاتِ الْحِجَالِ ،

وَ اللَّهِ [ 2 ] لَوَدِدْتُ أَنّي لَمْ أَرَكُمْ ، وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ ، فَإِنَّهَا [ 3 ] مَعْرِفَةٌ ، وَ اللَّهِ ، جَرَّتْ نَدَماً ، وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً [ 4 ] .

قَاتَلَكُمُ اللَّهُ . لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبي قَيْحاً ، وَ شَحَنْتُمْ صَدْري غَيْظاً ، وَ جَرَّعْتُمُوني نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً ،

وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلاَنِ ، حَتَّى قَالَتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ ابْنَ أَبي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَ لكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ .

للَّهِ أَبُوهُمْ وَ هَلْ كَانَ [ 5 ] أَحَدٌ مِنْهُمْ أَعْلَمُ بِهَا ، وَ [ 6 ] أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً ، وَ أَقْدَمُ فيهَا مَقَاماً مِنّي ؟ .

وَ اللَّهِ [ 7 ] لَقَدْ نَهَضْتُ فيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرينَ ، وَ هَا أَنَا [ 8 ] قَدْ ذَرَّفْتُ [ 9 ] الْيَوْمَ [ 10 ] عَلَى السِّتّينَ ،

وَ لكِنْ لاَ رَأْيَ [ 11 ] لِمَنْ لاَ يُطَاعُ . لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ . لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 12 ] ، [ 15 ] وَ اللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهى مِنّي ، وَ لكِنَّهُ يَغْدِرُ وَ يَفْجُرُ . وَ لَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى [ 13 ] النَّاسِ ، وَ لكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ ، وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ .

[ 14 ] من : يا أشباه إلى : لا يطاع ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 15 ] من : و اللّه ما إلى : بالشّديدة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 200 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 328 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 390 . و شرح الأخبار ج 2 ص 75 . و نثر الدرّ ج 1 ص 298 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و الجوهرة ص 77 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 646 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 . و نهج السعادة ج 2 ص 564 .

[ 2 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 23 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 564 و 570 .

[ 3 ] ورد في الاحتجاج ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 646 . و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 .

[ 4 ] ذمّا . ورد في نسخة العام 400 ص 36 . و نسخة ابن المؤدب ص 24 . و نسخة الآملي ص 25 . و نسخة الأسترابادي ص 35 .

[ 5 ] ورد في الغارات للثقفي ص 329 . و الإرشاد للمفيد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 646 .

و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج السعادة ج 2 ص 571 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 .

[ 6 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 298 . و الجوهرة للبرّي ص 77 . و منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 404 .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و الغارات ص 329 . و مقاتل الطالبيين ص 16 . و الإرشاد ص 149 . و نهج السعادة ج 2 ص 564 .

[ 8 ] وها أناذا . ورد في نسخة الأسترابادي ص 36 . و نسخة عبده ص 124 . و نسخة الصالح ص 71 . و نسخة العطاردي ص 36 .

[ 9 ] نيّفّت . ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 26 . و عيون الأخبار ج 5 ص 237 . و مقاتل الطالبيين ص 16 . و نثر الدرّ ج 1 ص 298 .

و الجوهرة ص 77 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 و نهج السعادة ج 2 ص 565 .

[ 10 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 298 . و منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 404 .

[ 11 ] أمر . ورد في الاحتجاج ج 1 ص 174 . و منهاج البراعة ج 4 ص 23 . و نهج البلاغة الثاني ص 119 .

[ 12 ] ورد في الكافي ج 2 ص 338 . و نثر الدرّ ج 1 ص 298 . و الجوهرة ص 77 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 575 . و ج 41 ص 129 . و منهاج البراعة ج 3 ص 404 . و نهج السعادة ج 2 ص 317 . باختلاف بين المصادر .

[ 13 ] بأدهى . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 202 . و هامش نسخة الآملي ص 77 .

[ 515 ]

أَلاَ وَ إِنَّ الْغَدْرَ وَ الْفُجُورَ وَ الْخِيَانَةَ فِي النَّارِ .

أَلاَ وَ إِنَّ [ 1 ] لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

وَ اللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكيدَةِ [ 2 ] ، وَ لاَ أُسْتَغْمَزُ بِالشَّديدَةِ .

[ 15 ] عَجَباً لابْنِ النَّابِغَةِ ، يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةٌ ، وَ أَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ [ 3 ] ، أُعَافِسُ وَ أُمَارِسُ .

لَقَدْ قَالَ ، وَ اللَّهِ [ 4 ] ، بَاطِلاً ، وَ نَطَقَ ، قَبَّحَهُ اللَّهُ وَ تَرَّحَهُ [ 5 ] ، آثِماً .

أَمَا ، وَ شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ، إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ ، وَ يَعِدُ فَيُخْلِفُ ، وَ يَحْلِفُ فَيَحْنَثُ [ 6 ] ، وَ يُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ،

وَ يَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ، وَ يَخُونُ الْعَهْدَ ، وَ يَقْطَعُ الإِلَّ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَ آمِرٍ هُوَ مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا مِنْ هَامِ الرِّجَالِ [ 7 ] . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ [ 8 ] كَانَ أَكْبَرُ مَكيدَتِهِ أَنْ يُبَرْقِطَ وَ [ 9 ] يَمْنَحَ الْقَوْمَ [ 10 ] سُبَّتَهُ [ 11 ] .

أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّني لَيَمْنَعُني مِنَ اللَّعِبِ وَ الْعِفَاسِ وَ الْمِرَاسِ [ 12 ] ذِكْرُ الْمَوْتِ وَ خَوْفُ الْبَعْثِ وَ الْحِسَابِ ،

وَ مَنْ كَانَ ذَا قَلْبٍ فَفي هذَا عَنْ هذَا لَهُ وَاعِظٌ وَ زَاجِرٌ [ 13 ] .

وَ إِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ .

إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ لَهُ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً ، وَ يَرْضَخَ لَهُ عَلى تَرْكِ دينِهِ [ 14 ] رَضيخَةً .

[ 15 ] من : عجبا إلى : رضيخة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 84 .

[ 1 ] ورد في الكافي ج 2 ص 338 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 575 . و ج 41 ص 129 . و نهج السعادة ج 2 ص 317 . باختلاف .

[ 2 ] من المكيدة . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 202 .

[ 3 ] تمزاحة . ورد في الغارات للثقفي ص 352 . و أمالي الطوسي ص 131 . و نهج السعادة ج 2 ص 87 .

[ 4 ] ورد في الغارات للثقفي ص 352 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق ص 353 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 5 ص 88 . باختلاف يسير .

[ 6 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 127 و 145 و 151 . و العقد الفريد ج 5 ص 88 . و نهج السعادة ج 2 ص 88 . باختلاف .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و أمالي الطوسي ص 131 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 87 .

[ 8 ] كذلك . ورد في

[ 9 ] ورد في الغارات للثقفي ص 352 .

[ 10 ] القرم . ورد في نسخة عبده ص 200 . و نسخة الصالح ص 115 .

[ 11 ] إسته . ورد في الغارات ص 352 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 151 . و العقد الفريد ج 5 ص 88 . و أمالي الطوسي ص 131 .

و الاحتجاج ج 1 ص 180 . و منهاج البراعة ج 6 ص 87 . و نهج السعادة ج 2 ص 88 .

[ 12 ] ورد في أمالي الطوسي ص 131 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 526 . و منهاج البراعة ج 6 ص 87 .

[ 13 ] ورد في المصادر السابقة . و أنساب الأشراف ج 2 ص 151 . و نهج السعادة ج 2 ص 87 . باختلاف يسير .

[ 14 ] الدّين . ورد في نسخة نصيري ص 32 . و نسخة الآملي ص 54 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 80 . و نسخة الأسترابادي ص 85 . و نسخة عبده ص 200 . و نسخة الصالح ص 115 . و نسخة العطاردي ص 81 .

[ 516 ]

أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَوَدِدْتُ أَنَّ رَبّي قَدْ أَخْرَجَني مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ إِلى رِضْوَانِهِ .

وَ إِنَّ الْمَنِيَّةَ لَتَرْصُدُني ، فَمَا يَمْنَعُ أَشْقَاهَا أَنْ يَخْضِبَهَا [ و ترك عليه السلام يده على رأسه و لحيته ] خِضَابَ دَمٍ لاَ خِضَابَ عِطْرٍ وَ لاَ عَبيرٍ ؟ .

فَوَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لَفي عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيَّ النَّبِيُّ الأُمِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرى ،

وَ نَجَا مَنِ اتَّقى ، وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى [ 1 ] .

[ ثم رفع عليه السلام يديه بالدعاء فقال : ] [ 9 ] اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً في سُلْطَانٍ ، وَ لاَ الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ ، وَ لكِنْ لِنَرُدَّ الْمَعَالِمَ مِنْ دينِكَ ، وَ نُظْهِرَ الإِصْلاَحَ في بِلاَدِكَ ، فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَ تُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ .

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ [ 2 ] أَنّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ ، وَ سَمِعَ وَ أَجَابَ ، لَمْ يَسْبِقْني إِلاَّ رَسُولُكَ [ 3 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالصَّلاَةِ .

[ ثم قال عليه السلام :

أَيُّهَا النَّاسُ ، ] [ 10 ] أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْكُمْ بَعْدي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ ، يَأْكُلُ مَا يَجِدُ ، وَ يَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ ، فَاقْتُلُوهُ ، وَ لَنْ تَقْتُلُوهُ .

أَلاَ وَ إِنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبّي وَ الْبَرَاءَةِ مِنّي ، وَ سَتُذْبَحُونَ عَلَيْهِ [ 4 ] ، فَأَمَّا إِنْ عَرَضَ عَلَيْكُمُ [ 5 ] السَّبَّ ،

وَ خِفْتُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ [ 6 ] ، فَسُبُّوني ، فَإِنَّهُ لي زَكَاةٌ ، وَ لَكُمْ نَجَاةٌ ، وَ أَمَّا إِنْ عَرَضَ عَلَيْكُمُ [ 7 ] الْبَرَاءَةَ فَمُدُّوا الرِّقَابَ وَ [ 8 ] لاَ تَتَبَرَّؤُوا مِنّي ، فَإِنّي وُلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَ سَبَقْتُ إِلَى الإيمَانِ وَ الْهِجْرَةِ ، وَ إِنّي عَلى دينِ

[ 9 ] من : اللّهمّ إلى : بالصّلاة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 131 .

[ 10 ] من : أما إنّه إلى : و الهجرة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 57 .

[ 1 ] ورد في شرح الأخبار ج 2 ص 450 . و الإرشاد ص 149 . و الاحتجاج ج 1 ص 174 . و الجوهرة ص 117 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 646 . و منهاج البراعة ج 4 ص 24 . و نهج السعادة ج 2 ص 571 . و نهج البلاغة الثاني ص 120 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 115 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و ورد رسول اللّه في نسخ النهج .

[ 4 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 106 .

[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 169 . و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 106 . باختلاف يسير .

[ 6 ] ورد في شرح الأخبار للتميمي ج 1 ص 169 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 700 . باختلاف يسير .

[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين . و الإرشاد ص 169 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 106 . باختلاف يسير .

[ 8 ] ورد في الإرشاد ص 169 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 113 . و البحار ج 39 ص 317 . و نهج السعادة ج 2 ص 698 . باختلاف .

[ 517 ]

مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ . فَمَنْ تَبَرَّأَ مِنّي فَلاَ دُنْيَا لَهُ وَ لاَ آخِرَةَ .

أَلاَ وَ إِنَّهُ لاَ يَزَالُ الْبَلاَءُ بِكُمْ مِنْ بَعْدي ، حَتَّى يَكُونَ الْمُحِبُّ لي وَ الْمُتَّبِعُ ، أَذَلَّ في أَهْلِ زَمَانِهِ مِنْ فَرْخِ الأَمَةِ ، ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْديكُمْ بِرِضَاكُمْ بِالدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ .

أَلاَ وَ إِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ رَحىً تَطْحَنُ عَلى ضَلاَلَةٍ وَ تَدُورُ ، فَإِذَا قَامَتْ عَلى قُلْبِهَا طَحَنَتْ بِحِدَّتِهَا .

أَلاَ إِنَّ لِطَحْنَتِهَا رَوْقاً ، وَ رَوْقُهَا حِدَّتُهَا ، وَ فَلُّهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالى [ 1 ] .

[ 10 ] أَلاَ فَتَوَقَّعُوا مَا يَكُونُ مِنْ إِدْبَارِ أُمُورِكُمْ ، وَ انْقِطَاعِ وُصَلِكُمْ ، وَ تَشَتُّتِ أُلْفَتِكُمْ [ 2 ] ، وَ اسْتِعْمَالِ صِغَارِكُمْ ، وَ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَ تَمَرُّدِ الأَشْرَارِ ، وَ طَاعَةِ أُولِي الْخَسَارِ [ 3 ] .

ذَلِكَ أَوَانُ الْحَتْفِ وَ الدَّمَارِ .

ذَلِكَ عِنْدَ ظُهُورِ الْعِصْيَانِ ، وَ انْتِشَارِ الْفُسُوقِ [ 4 ] ، حَيْثُ تَكُونُ ضَرْبَةُ السَّيْفِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَهْوَنَ مِنِ اكْتِسَابِ [ 5 ] الدِّرْهَمِ مِنْ حِلِّهِ .

ذَاكَ حينَ لاَ تُنَالُ الْمَعيشَةُ إِلاَّ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ في سَمَائِهِ [ 6 ] ، حَيْثُ يَكُونُ الْمُعْطى أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُعْطي .

ذَاكَ حَيْثُ [ 7 ] تَسْكَرُونَ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ ، بَلْ مِنَ النِّعْمَةِ وَ النَّعيمِ ، وَ تَحْلِفُونَ مِنْ غَيْرِ اضْطِرَارٍ ،

وَ تَظْلِمُونَ مِنْ غَيْرِ مَنْفَعَةٍ [ 8 ] ، وَ تَكْذِبُونَ مِنْ غَيْرِ إِحْرَاجٍ [ 9 ] ، تَتَفَكَّهُونَ بِالْفُسُوقِ ، وَ تَتَبَادَرُونَ بِالْمَعْصِيَةِ ،

قَوْلُكُمُ الْبُهْتَانُ ، وَ حَديثُكُمُ الزُّورُ ، وَ أَعْمَالُكُمُ الْغُرُورُ .

فَعِنْدَ ذَلِكَ لاَ تَأْمَنُونَ الْبَيَاتَ .

فَيَا لَهُ مِنْ بَيَاتٍ مَا أَشَدَّ ظُلْمَتَهُ . وَ مِنْ صَائِحٍ مَا أَفْظَعَ صَوْتَهُ .

[ 10 ] من : ألا إلى : إحراج ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 187 .

[ 1 ] ورد في السقيفة ص 159 . و شرح الأخبار ج 1 ص 447 ، و ج 3 ص 391 . عن عيون أخبار الرضا . و الإرشاد ص 169 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 670 . باختلاف يسير .

[ 2 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 135 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41 . و نهج البلاغة الثاني ص 60 باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] حين . ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 135 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41 . و نهج البلاغة الثاني ص 60 .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 9 ] إحواج . ورد في

[ 518 ]

ذَلِكَ بَيَاتٌ لاَ يَتَمَنَّى صَاحِبُهُ صَبَاحَةً .

فَعِنْدَ ذَلِكَ تُقْتَلُونَ ، وَ بِأَنْوَاعِ الْبَلاَءِ تُضْرَبُونَ ، وَ بِالسَّيْفِ تُحْصَدُونَ ، وَ إِلَى النَّارِ تَصيرُونَ [ 1 ] .

[ 9 ] ذَلِكَ إِذَا عَضَّكُمُ [ 2 ] الْبَلاَءُ كَمَا يَعَضُّ الْقَتَبُ غَارِبَ الْبَعيرِ .

مَا أَطْوَلَ هذَا الْعَنَاءَ ، وَ أَبْعَدَ هذَا الرَّجَاءَ ؟ .

وَ أَيْمُ اللَّهِ مَا أَرَاكُمْ تَفْعَلُونَ حَتَّى يُفْعَلَ بِكُمْ .

وَ لَوَدِدْتُ أَنّي قَدْ رَأَيْتُهُمْ فَلَقيتُ اللَّهَ عَلى نِيَّتي وَ بَصيرَتي وَ يَقيني ، فَاسْتَرَحْتُ مِنْ مُقَاسَاتِكُمْ وَ مُدَارَاتِكُمْ ، وَ في ذَلِكَ رَوْحٌ لي عَظيمٌ .

فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا ظَهَرَ الْجَوْرُ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ بَاعَ نَفْسَهُ مِنْ رَبِّهِ ، وَ أَخَذَ حَقَّهُ مِنَ الْجِهَادِ ، لَقَامَ دينُ اللَّهِ عَلى قُطْبِهِ ، وَ هَنَأَتْكُمُ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ ، وَ لَرَضَّيْتُمْ رَبَّكُمْ فَنَصَرَكُمْ عَلى عَدُوِّكُمْ [ 3 ] .

[ 10 ] أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ ، وَ أَيْنَ [ 4 ] تَتيهُ بِكُمُ الْغَيَاهِبُ ، وَ تَخْدَعُكُمُ الْكَوَاذِبُ ؟ .

أَيْنَ تَتيهُونَ [ 5 ] . وَ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ . وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ . وَ عَلاَمَ تَعْمَهُونَ ؟ .

أَيْنَ تَضِلُّ عُقُولُكُمْ ، وَ تَزيغُ قُلُوبُكُمْ ، وَ فيكُمْ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ ، وَ هُمْ أَزِمَّةُ الصِّدْقِ ، وَ أَئِمَّةُ الْحَقِّ ؟ .

أَ تَسْتَبْدِلُونَ الْكَذِبَ بِالصِّدْقِ ، وَ تَعْتَاضُونَ الْبَاطِلَ بِالْحَقِّ ؟ [ 6 ] .

فَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ، وَ لِكُلِّ غَيْبَةٍ إِيَابٌ .

فَاسْتَمِعُوا مِنْ رَبَّانِيِّكُمْ ، وَ أَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ ، وَ اسْتَيْقِظُوا إِنْ هَتَفَ بِكُمْ ، وَ لْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ ،

وَ لْيَجْمَعْ شَمْلَهُ ، وَ لْيُحْضِرْ ذِهْنَهُ [ 7 ] ، فَلَقَدْ فَلَقَ لَكُمُ الأَمْرَ فَلْقَ الْخَرَزَةِ [ 8 ] ، وَ قَرَفَهُ قَرْفَ الصَّمْغَةِ .

[ 11 ] وَ اعْلَمُوا أَنَّ الشَّيْطَانَ إِنَّمَا يُسَنّي لَكُمْ طُرُقَهُ لِتَتَّبِعُوا عَقِبَهُ .

[ 9 ] من : ذلك إلى : الرّجاء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 187 .

[ 10 ] من : أين إلى : تؤفكون . و من : فلكلّ إلى : الصّمغة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 11 ] من : و اعلموا إلى : عقبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 138 .

[ 1 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 135 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41 . و نهج البلاغة الثاني ص 60 .

[ 2 ] و يعضّكم . ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 438 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 172 . و الإرشاد ص 145 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 171 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] عقله . ورد في

[ 8 ] الجوزة . ورد في

[ 519 ]

فقال له الأشعث بن قيس : فهلاّ فعلت كفعل ابن عفّان ؟

فقال عليه السلام :

أَنَا عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا تَقُولُ ، يَا ابْنَ قَيْسٍ .

يَا عُرْفَ [ 1 ] النَّارِ ، وَيْلَكَ ، إِنَّ الَّذي فَعَلَ عُثْمَانُ لَمَخْزَاةٌ لِمَنْ لاَ دينَ لَهُ ، [ وَ ] مَجْزَاةٌ لِمَنْ لاَ نُصْرَةَ لَهُ وَ لاَ حُجَّةَ [ 2 ] مَعَهُ . فَكَيْفَ أَفْعَلُ ذَلِكَ وَ أَنَا عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبّي ، وَ الْحُجَّةُ في يَدي ، وَ الْحَقُّ مَعي ؟ [ 3 ] .

[ 12 ] وَ اللَّهِ ، إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ ، يَعْرُقُ لَحْمَهُ ، وَ يَهْشِمُ عَظْمَهُ ، وَ يَفْري جِلْدَهُ ، وَ يَسْفِكُ دَمَهُ ، وَ هُوَ يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَهُ [ 4 ] ، لَعَظيمٌ عَجْزُهُ [ 5 ] ، ضَعيفٌ مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ .

أَنْتَ ، يَا ابْنَ قَيْسٍ [ 6 ] ، فَكُنْ ذَاكَ [ 7 ] إِنْ شِئْتَ . فَأَمَّا أَنَا فَوَ اللَّهِ دُونَ [ 8 ] أَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ بِيَدي [ 9 ] ، ضَرْبٌ بِالْمَشْرِفِيَّةِ تَطيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ ، وَ تَطيحُ مِنْهُ [ 10 ] السَّوَاعِدُ وَ الأَقْدَامُ ، [ وَ ] الأَكُفُّ وَ الْمَعَاصِمُ [ 11 ] ،

وَ يَفْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ .

وَيْلَكَ ، يَا ابْنَ قَيْسٍ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بِكُلِّ مِيتَةٍ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَقْتُلُ نَفْسَهُ ، فَمَنْ قَدِرَ عَلى حَقْنِ دَمِهِ ثُمَّ خَلَّى عَمَّنْ يَقْتُلُهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسِهِ .

إِنَّهُ لاَ يَنْبَغي لِلنَّبِيِّ وَ لاَ لِلْوَصِيِّ إِذَا لَبِسَ لاَمَتَهُ ، وَ بَرَزَ لِعَدُوِّهِ ، أَنْ يَرْجِعَ أَوْ يَنْثَني حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ .

[ 12 ] من : و اللّه إلى : ما يشاء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 34 .

[ 1 ] وثيقة . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 .

[ 2 ] عنق . ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 297 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و السقيفة ص 126 . و الغارات ص 339 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 172 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 .

و منهاج البراعة ج 4 ص 81 . و نهج السعادة ج 2 ص 528 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في السقيفة ص 126 . و الغارات ص 339 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 . و منهاج البراعة ج 4 ص 81 . و نهج السعادة ج 2 ص 529 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] وزره . ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 126 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 .

[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين . و الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 172 .

[ 7 ] كذلك . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 529 .

[ 8 ] فدون . ورد في نسخة العام 400 ص 44 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 30 . و هامش نسخة الآملي ص 31 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 45 .

[ 9 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 126 .

[ 10 ] ورد في الغارات للثقفي ص 339 .

[ 11 ] ورد في السقيفة ص 126 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 172 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 . و منهاج البراعة ج 4 ص 81 . و نهج السعادة ج 2 ص 529 .

[ 520 ]

وَيْلَكَ ، يَا ابْنَ قَيْسٍ ، إِيَّايَ تُعَيِّرُني ، وَ أَنَا صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في جَميعِ مَوَاطِنِهِ وَ مَشَاهِدِهِ ، وَ الْمُتَقَدِّمُ إِلَى الشَّدَائِدِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، لاَ أَفِرُّ وَ لاَ أَلُوذُ ، وَ لاَ أَعْتَلُّ وَ لاَ أَنْحَازُ ، وَ لاَ أَمْنَحُ الْعَدُوَّ دُبُري ؟ .

يَا ابْنَ قَيْسٍ ، إِنَّ هذَهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلى ثَلاَثٍ وَ سَبْعينَ فِرْقَةٍ ، فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي النَّارِ .

وَ شَرُّهَا ، وَ أَبْغَضُهَا إِلَى اللَّهِ وَ أَبْعَدُهَا مِنْهُ ، السَّامِرَةُ ، الَّذينَ يَقُولُونَ : لاَ قِتَالْ .

وَ كَذِبُوا . قَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِقِتَالِ الْبَاغينَ في كِتَابِهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ . وَ كَذَلِكَ الْمَارِقَةِ [ 1 ] .

فقال له الأشعث : نهيتَنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها ، فما ندري أي الأمرين أرشد ؟ .

فصفّق عليه السلام إحدى يديه على الأخرى ثم قال :

[ 7 ] هذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ .

أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَوْ أَنّي حينَ أَمَرْتُكُمْ بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَ نَهَيْتُكُمْ عَمَّا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ [ 2 ] ، حَمَلْتُكُمْ عَلَى الْمَكْرُوهِ الَّذي يَجْعَلُ اللَّهُ فيهِ خَيْراً كَثيراً [ 3 ] ، فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ [ 4 ] ، وَ إِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ ،

وَ إِنِ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ ، لَكَانَتِ الْوُثْقى .

وَ لكِنْ بِمَنْ ، وَ إِلى مَنْ ؟ .

أُريدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ دَائي .

إِنّي ، وَ اللَّهِ ، بِكُمْ [ 5 ] كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا .

اَللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ ، وَ كَلَّتِ النَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِيِّ .

اَللَّهُمَّ إِنَّ الْفُرَاتَ وَ دَجْلَةَ نَهْرَانِ أَعْجَمَانِ أَصَمَّانِ أَعْمَيَانِ أَبْكَمَانِ . اَللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِمَا مَاءَ بَحْرَكَ ، وَ انْزَعْ مِنْهُمْ مَاءَ نَصْرَكَ [ 6 ] .

( ثم قال عليه السلام : )

[ 7 ] هذا إلى : بأشطان الرّكيّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 121 .

[ 1 ] ورد في السقيفة ص 126 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 397 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 149 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 163 .

[ 3 ] ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 185 .

[ 4 ] استتممتم هدّيتكم . ورد في

[ 5 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 163 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 258 . و الاختصاص للمفيد ص 156 . باختلاف يسير .

[ 521 ]

[ 7 ] أَيْنَ الْقَوْمُ الَّذينَ دُعُوا إِلَى الإِسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ ، وَ قَرَأُوا الْقُرْآنَ فَأحْكَمُوهُ ، وَ هيجُوا [ 1 ] إِلَى الْقِتَالِ فَوَلِهُوا وَ لَهَ اللِّقَاحِ إِلى أَوْلاَدِهَا [ 2 ] ، وَ سَلَبُوا السُّيُوفَ أَغْمَادَهَا ، وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ الأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً ،

وَ صَفّاً صَفّاً ، بَعْضٌ هَلَكَ وَ بَعْضٌ نَجَا ، لاَ يُبَشَّرُونَ بِالأَحْيَاءِ ، وَ لاَ يُعَزَّوْنَ عَنِ الْقَتْلى [ 3 ] .

مُرْهُ [ 4 ] الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّيَامِ ، ذُبْلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ ، صُفْرُ الأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ ، عَلى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعينَ ، رُهْبَانٌ فِي اللَّيْلِ ، أُسْدٌ فِي النَّهَارِ [ 5 ] .

أُولئِكَ إِخْوَانِيَ الذَّاهِبُونَ ، فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ ، وَ نَعَضَّ الأَيْدي عَلى فِرَاقِهِمْ .

ثم دمعت عيناه عليه السلام و قال :

إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلِ [ 6 ] .

ثم قال :

إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنّي لَكُمْ طُرُقَهُ ، وَ يُريدُ أَنْ يَحُلَّ دينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً ، وَ يُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ ،

وَ بِالْفُرْقَةِ الْفِتْنَةَ ، فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ ، وَ اقْبَلُوا النَّصيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ ، وَ اعْقِلُوهَا عَلى أَنْفُسِكُمْ .

[ 8 ] فقال الأشعث بن قيس : هذه عليك لا لك .

فخفض عليه السلام إليه بصره ثم قال :

مَا يُدْريكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لي ؟ .

عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ اللاَّعِنينَ .

حَائِكٌ اِبْنُ حَائِكٍ . مُنَافِقٌ ابْنُ كَافِرٍ .

وَ اللَّهِ لَقَدْ أَسَرَكَ الْكُفْرُ مَرَّةً ، وَ الإِسْلاَمُ أُخْرى ، فَمَا فَدَاكَ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَالُكَ وَ لاَ حَسَبُكَ .

وَ إِنَّ امْرَأً دَلَّ عَلى قَوْمِهِ السَّيْفَ ، وَ سَاقَ إِلَيْهِمُ الْحَتْفَ ، لَحَرِيٌّ أَنْ يَمْقُتَهُ الأَقْرَبُ ، وَ لاَ يَأْمَنَهُ الأَبْعَدُ .

[ 7 ] من : أين إلى : على فراقهم . و من : إنّ الشّيطان إلى : على أنفسكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 121 .

[ 8 ] من : فقال الأشعث بن قيس إلى : الأبعد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 19 .

[ 1 ] هيّجوا . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 142 . و نسخة نصيري ص 54 .

[ 2 ] ولدها . ورد في

[ 3 ] الموتى . ورد في هامش نسخة نصيري ص 54 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 114 . و نسخة الصالح ص 178 . و نسخة عبده ص 284 . و نسخة العطاردي ص 140 .

[ 4 ] عمش . ورد في الإرشاد للمفيد ص 127 . و كنز العمال للهندي ج 11 ص 127 .

[ 5 ] ورد في

[ 6 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 163 . و الاختصاص للمفيد ص 156 . باختلاف يسير .

[ 522 ]

ثم قال عليه السلام :

[ 2 ] أَلاَ إِنَّهُ قَدْ أَدْبَرَ مِنَ الدُّنْيَا مَا كَانَ مُقْبِلاً ، وَ أَقْبَلَ مِنْهَا مَا كَانَ مُدْبِراً ، وَ أَزْمَعَ التِّرْحَالَ عِبَادُ اللَّهِ الأَخْيَارُ ، وَ بَاعُوا قَليلاً مِنَ الدُّنْيَا لاَ يَبْقى ، بِكَثيرٍ مِنَ الآخِرَةِ لاَ يَفْنى .

مَا ضَرُّ إِخْوَانِنَا الَّذينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ بِصِفّينَ أَنْ لاَ يَكُونُوا الْيَوْمَ أَحْيَاءَ ، يُسيغُونَ الْغُصَصَ ،

وَ يَشْرَبُونَ الرَّنَقَ ؟ .

قَدْ ، وَ اللَّهِ ، لَقُوا اللَّهَ فَوَفَّاهُمْ أُجُورَهُمْ ، وَ أَحَلَّهُمْ دَارَ الأَمْنِ بَعْدَ خَوْفِهِمْ .

أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذينَ رَكِبُوا الطَّريقَ ، وَ مَضَوْا عَلَى الْحَقِّ ؟ .

أَيْنَ عَمَّارٌ ؟ .

وَ أَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ ؟ .

وَ أَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ ؟ .

وَ أَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ ، وَ أُبْرِدَ بِرُؤُوسِهِمْ إِلَى الْفَجَرَةِ ؟ .

ثم ضرب عليه السلام بيده على لحيته الشريفة الكريمة ، فأطال البكاء ، ثم قال :

أَوْهِ عَلى إِخْوَانِيَ الَّذينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ ، وَ تَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ ، أَحْيَوُا السُّنَّةَ ،

وَ أَمَاتُوا الْبِدْعَةَ ، دُعُوا إِلَى الْجِهَادِ فَأَجَابُوا ، وَ وَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوا .

[ 3 ] كَانُوا قَوْماً مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهَا ، فَكَانُوا فيهَا كَمَنْ لَيْسَ مِنْهَا ، عَمِلُوا فيهَا بِمَا يُبْصِرُونَ ، وَ بَادَرُوا فيهَا مَا يَحْذَرُونَ .

تَقَلَّبُ أَبْدَانُهُمْ بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ أَهْلِ الآخِرَةِ ، وَ يَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُعَظِّمُونَ مَوْتَ أَجْسَادِهِمْ وَ هُمْ أَشَدُّ إِعْظَاماً لِمَوْتِ قُلُوبِ أَحْيَائِهِمْ .

ثم نادى عليه السلام بأعلى صوته :

[ 4 ] أَلاَ حُرٌّ يَدَعُ هذِهِ اللُّمَاظَةَ لأَهْلِهَا ؟ .

أَلاَ [ 1 ] إِنَّهُ لَيْسَ لأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ ، فَلاَ تَبيعُوهَا إِلاَّ بِهَا .

اَلْجِهَادَ ، الْجِهَادَ ، عِبَادَ اللَّهِ .

[ 2 ] من : ألا إنّه إلى : فاتّبعوا . و من : الجهاد إلى : فليخرج ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 182 .

[ 3 ] من : كانوا إلى : أحيائهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 230 .

[ 4 ] من : ألا حرّ إلى : إلاّ بها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 456 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 161 .

[ 523 ]

أَلاَ وَ إِنّي مُعَسْكِرٌ في يَوْمي هذَا ، فَمَنْ أَرَادَ الرَّوَاحَ إِلَى اللَّهِ فَلْيَخْرُجْ .

وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ .

فقام إليه شاب فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل اللّه ؟ .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام :

كُنْتُ رَديفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلى نَاقَتِهِ الْغَضْبَاءَ وَ نَحْنُ قَافِلُونَ مِنْ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ . فَسَأَلْتُهُ عَمَّا سَأَلْتَني عَنْهُ .

فَقَالَ :

إِنَّ الْغُزَاةَ إِذَا هَمُّوا بِالْغَزْوِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ .

فَإِذَا تَجَهَّزُوا لِغَزْوِهِمْ بَاهَى اللَّهُ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ .

فَإِذَا وَدَّعَهُمْ أَهْلُوهُمْ بَكَتْ عَلَيْهِمُ الْحيطَانُ وَ الْبُيُوتُ ، وَ يَخْرُجُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ سَلْخِهَا ، وَ يُوكِلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ ، بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، أَرْبَعينَ مَلَكاً يَحْفَظُونَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ ، وَ لاَ يَعْمَلُ حَسَنَةً إِلاَّ ضُعِّفَتْ لَهُ ، وَ يُكْتَبُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِبَادَةَ أَلْفِ رَجُلٍ يَعْبُدُ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ ، كُلُّ سَنَةٍ ثَلاَثْمِأَةٌ وَ سِتُّونَ يَوْماً ، الْيَوْمُ مِثْلَ عُمُرِ الدُّنْيَا .

فَإِذَا صَارُوا بِحَضْرَةِ عَدُوِّهِمُ انْقَطَعَ عِلْمُ أَهْلِ الدُّنْيَا عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ .

فَإِذَا بَرَزُوا لِعَدُوِّهِمْ ، وَ أَشْرَعَتِ الأَسِنَّةُ ، وَ فُوِّقَتِ السِّهَامُ ، وَ تَقَدَّمَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ ، حَفَّتْهُمُ الْمَلاِئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، وَ يَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالى لَهُمْ بِالنَّصْرِ وَ التَّثْبيتِ ، وَ نَادى مُنَادٍ : الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ .

فَتَكُونُ الضَّرْبَةُ وَ الطَّعْنَةُ عَلَى الشَّهيدِ أَهْوَنَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ .

فَإِذَا أُزيلَ الشَّهيدُ عَنْ فَرَسِهِ بِطَعْنَةٍ أَوْ بِضَرْبَةٍ لَمْ يَصِلْ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعَينِ فَتُبَشِّرُهُ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ .

فَإِذَا وَصَلَ إِلَى الأَرْضِ تَقُولُ لَهُ : مَرْحَباً بِالرُّوحِ الطَّيِّبَةِ الَّتي خَرَجَتْ مِنَ الْبَدَنِ الطَّيِّبِ . أَبْشِرْ فَإِنَّ لَكَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَ لاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَ لاَ خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ .

وَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : أَنَا خَليفَتُهُ في أَهْلِهِ ، وَ مَنْ أَرْضَاهُمْ فَقَدْ أَرْضَاني ، وَ مَنْ أَسْخَطَهُمْ فَقَدْ أَسْخَطَني .

وَ يَجْعَلُ اللَّهُ رُوحَهُ في حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ تَشَاءُ ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا ،

[ 524 ]

وَ تَأْوي إِلى قَنَاديلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ .

وَ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ سَبْعينَ غُرْفَةً مِنْ غُرَفِ الْفِرْدَوْسِ ، سُلُوكُ كُلِّ غُرْفَةٍ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَ الشَّامِ ،

يَمْلَأُ نُورُهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ .

في كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَاباً ، عَلى كُلِّ بَابٍ سُتُورٌ مُسْبَلَةٌ .

في كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ خَيْمَةً .

في كُلِّ خَيْمَةٍ سَبْعُونَ سَريراً مِنْ ذَهَبٍ ، قَوَائِمُهَا الدُّرُّ وَ الزِّبَرْجَدُ مَرْصُوصَةٌ بِقُضْبَانِ الزُّمُرُّدِ .

عَلى كُلِّ سَريرٍ أَرْبَعُونَ فِرَاشاً .

عَلى كُلِّ فِرَاشٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعينِ عُرُباً أَتْرَاباً .

قال الشاب : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن العربة التربة ؟ .

فقال عليه السلام :

هِيَ الزَّوْجَةُ الْغَنِجَةُ الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةِ الشَّهِيَّةُ .

لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ وَصيفٍ ، وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصيفَةٍ ، صُفْرُ الْحُلِيِّ ، بيضُ الْوُجُوهِ ، عَلَيْهِمْ تيجَانُ اللُّؤْلُؤِ ، عَلى رِقَابِهِمُ الْمَنَاديلُ ، بِأَيْديهِمُ الأَكْوِبَةُ وَ الأَبَاريقُ .

وَ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ شَاهِراً سَيْفَهُ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَماً ، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ ،

وَ الرَّائِحَةُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ ، يَحْضُرُ في عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ .

فَوَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الأَنْبِيَاءُ في طَريقِهِمْ لَتَرَجَّلُوا لَهُمْ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ بَهَائِهِمْ .

حَتَّى يَأْتُوا عَلى مَوَائِدَ مِنْ الْجَوْهَرِ فَيَقْعُدُونَ عَلَيْهَا .

وَ يُشَفَّعُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ في سَبْعينَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ جيرَتِهِ ، حَتَّى أَنَّ الْجَارَيْنِ يَتَخَاصَمَانِ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ جِوَاراً .

فَيَقْعُدُونَ مَعي وَ مَعَ إِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلى مَائِدَةِ الْخُلْدِ ، فَيَنْظُرُونَ إِلى اللَّهِ تَعَالى في كُلِّ يَوْمٍ بُكْرَةً وَ عَشِيّاً [ 1 ] .

قال نوْف : و عقد [ علي عليه السلام بعد هذه الخطبة ] للحسين عليه السلام في عشرة آلاف ، و لقيس بن سعد رحمه الله في عشرة آلاف ، و لأبي أيوب الأنصاري في عشرة آلاف ، و لغيرهم على أعداد أُخر ، و هو يريد الرجعة إلى صفين .

فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم ، فتراجعت العساكر ، فكنّا كأغنام فقدت راعيها ،

تختطفها الذئاب من كل مكان .

[ 1 ] ورد في صحيفة الإمام الرضا ( ع ) ص 93 . و الغارات للثقفي ص 313 .

[ 525 ]