بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مَصْقَلَةِ بْنِ هُبَيْرَةِ الشَّيْبَاني .
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ [ 1 ] [ 9 ] بَلَغَني عَنْكَ أَمْرٌ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَهُ فَقَدْ أَسْخَطْتَ إِلهَكَ ، وَ أَغْضَبْتَ [ 2 ] إِمَامَكَ .
بَلَغَني [ 3 ] أَنَّكَ تَقْسِمُ فَيْءَ الْمُسْلِمينَ الَّذي حَازَتْهُ رِمَاحُهُمْ وَ خُيُولُهُمْ ، وَ أُريقَتْ عَلَيْهِ دِمَاؤُهُمْ ،
فيمَنِ اعْتَامَكَ [ 4 ] مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ [ 5 ] ، وَ مَنِ اعْتَرَاكَ مِنَ السَّأَلَةِ وَ الأَحْزَابِ وَ أَهْلِ الْكَذِبِ مِنَ الشُّعَرَاءِ ،
كَمَا تَقْسِمُ الْجَوْزَ [ 6 ] .
فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، وَ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً لأُفَتِّشَنَّ عَنْ ذَلِكَ تَفْتيشاً شَافِياً ،
فَ [ 7 ] لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقَاً لَتَجِدَنَّ بِكَ عَلَيَّ هَوَاناً ، وَ لَتَخِفَّنَّ عِنْدي ميزَاناً .
فَلاَ تَسْتَهِنْ بِحَقِّ رَبِّكَ ، وَ لاَ تُصْلِحْ دُنْيَاكَ بِمَحْقِ دينِكَ ، فَتَكُونَ مِنَ الأَخْسَرينَ أَعْمَالاً الَّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [ 8 ] .
أَلاَ وَ إِنَّ حَقَّ مَنْ قِبَلَكَ وَ قِبَلَنَا مِنَ الْمُسْلِمينَ في قِسْمَةِ هذَا الْفَيْءِ سَوَاءٌ ، يَرِدُونَ عِنْدي عَلَيْهِ ،
وَ يَصْدُرُونَ عَنْهُ . وَ السَّلاَمُ .
[ 9 ] من : بلغني إلى : أعراب قومك . و من : فو الّذي إلى : أعمالا . و من : ألا و إنّ إلى : و السّلام ورد في كتب الرضي تحت الرقم 43 .
[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 165 .
[ 2 ] عصيت . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 446 . و نسخة الصالح ص 415 .
[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 160 . و نثر الدرّ ج 1 ص 320 . و نهج السعادة ج 5 ص 154 و 156 .
[ 4 ] اعتماك . ورد في نسخة العطاردي ص 356 .
[ 5 ] بكر بن وائل . ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 159 . و نثر الدرّ ج 1 ص 320 . و نهج السعادة ج 5 ص 154 .
[ 6 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ص 201 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 157 .
[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين . و أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 160 . باختلاف .
[ 8 ] الكهف ، 104 . و وردت الآية في المصادر السابقة . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 321 .
[ 817 ]