بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ سَابِغِ النِّعَمِ ، وَ مُفَرِّجِ الْهَمِّ ، وَ بَارِئِ النَّسَمِ ، الَّذي جَعَلَ السَّموَاتِ لِكُرْسِيِّهِ عِمَاداً ،
وَ الْجِبَالَ لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً ، وَ الأَرْضَ لِلْعِبَادِ مِهَاداً ، وَ أَقَامَ بِعِزَّتِهِ أَرْكَانَ الْعَرْشِ ، وَ أَشْرَقَ بِضَوْءِ نُورِهِ شُعَاعَ الشَّمْسِ ، وَ أَطْفَأَ بِشُعَاعِهِ ظُلْمَةَ الْغَطَشِ ، وَ مَلاَئِكَتَهُ عَلى أَرْجَائِهَا ، وَ حَمَلَةَ عَرْشِهِ عَلى أَمْطَائِهَا .
وَ فَجَّرَ الأَرْضَ عُيُوناً ، وَ الْقَمَرَ نُوراً ، وَ النُّجُومَ بُهُوراً ، ثُمَّ تَجَلَّى فَتَمَكَّنَ ، وَ خَلَقَ فَأَتْقَنَ ، وَ أَقَامَ فَتَهَيْمَنَ ،
فَخَضَعَتْ لَهُ نَخْوَةُ الْمُسْتَكْبِرِ ، وَ طُلِبَتْ إِلَيْهِ خَلَّةُ الْمُتَمَسْكِنِ .
اَللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفيعَةِ ، وَ مَحَلَّتِكَ الْمَنيعَةِ ، وَ فَضْلِكَ الْسَّابِغِ ، وَ سَبيلِكَ الْوَاسِعِ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا دَانَ لَكَ وَ دَعَا إِلى عِبَادَتِكَ ، وَ أَوْفى بِعُهُودِكَ ، وَ أَنْفَذَ أَحْكَامَكَ ، وَ اتَّبَعَ أَعْلاَمَكَ ، عَبْدِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ أَمينِكَ عَلى عَهْدِكَ إِلى عِبَادِكَ ، وَ الْقَائِمِ بِأَحْكَامِكَ ، وَ مُؤَيِّدِ مَنْ أَطَاعَكَ ، وَ قَاطِعِ عُذْرِ مَنْ عَصَاكَ .
اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَجْزَلَ مَنْ جَعَلْتَ لَهُ نَصيباً مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ أَنْضَرَ مَنْ أَشْرَقَ وَجْهُهُ بِسِجَالِ عَطِيَّتِكَ ، وَ أَقْرَبَ الأَنْبِيَاءِ زُلْفَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَكَ ، وَ أَوْفَرَهُمْ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ ،
وَ أَكْثَرَهُمْ صُفُوفَ أُمَّةٍ في جِنَانِكَ ، كَمَا لَمْ يَسْجُدْ لِلأَحْجَارِ ، وَ لَمْ يَعْتَكِفْ لِلأَشْجَارِ ، وَ لَمْ يَسْتَحِلَّ السِّبَاءَ ،
وَ لَمْ يَشْرَبِ الدِّمَاءَ [ 1 ] .
[ 3 ] أَلاَ وَ إِنَّ الأَرْضَ الَّتي تُقِلُّكُمْ [ 2 ] ، وَ السَّمَاءَ الَّتي تُظِلُّكُمْ ، مُطيعَتَانِ لِرَبِّكُمْ . وَ مَا أَصْبَحَتَا تَجُودَانِ لَكُمْ بِبَرَكَتِهِمَا تَوَجُّعاً لَكُمْ ، وَ لاَ زُلْفَةً إِلَيْكُمْ ، وَ لاَ لِخَيْرٍ تَرْجُوَانِهِ مِنْكُمْ ، وَ لكِنْ أُمِرَتَا بِمَنَافِعِكُمْ فَأَطَاعَتَا ، وَ أُقيمَتَا عَلى حُدُودِ مَصَالِحِكُمْ فَقَامَتَا .
إِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَبْتَلي عِبَادَهُ عِنْدَ الأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ الثَّمَرَاتِ ، وَ حَبْسِ الْبَرَكَاتِ ،
[ 3 ] من : ألا و إنّ إلى : المستصعبة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 143 .
[ 1 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 335 . و المصباح ج 2 ص 549 . و منهاج البراعة ج 8 ص 82 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 68 . و نهج السعادة ج 3 ص 220 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 34 عن التهذيب للطوسي .
[ 2 ] تحملكم . ورد في نسخة العام 400 ص 164 . و نسخة ابن المؤدب ص 116 . و نسخة نصيري ص 75 . و نسخة الآملي ص 113 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 164 . و نسخة الأسترابادي ص 185 . و نسخة عبده ص 312 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 317 . و نسخة العطاردي ص 161 .
[ 389 ]
وَ إِغْلاَقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ ، لِيَتُوبَ تَائِبٌ ، وَ يُقْلِعَ مُقْلِعٌ ، وَ يَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، وَ يَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ .
وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الاِسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ ، وَ رَحْمَةِ الْخَلْقِ ، فَقَالَ : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَ بَنينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً 1 .
فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ ، وَ اسْتَقَالَ خَطيئَتَهُ ، وَ بَادَرَ مَنِيَّتَهُ .
اَللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَيْكَ مِنْ تَحْتِ الأَسْتَارِ وَ الأَكْنَانِ ، وَ بَعْدَ عَجيجِ الْبَهَائِمِ وَ الْوِلْدَانِ ، رَاغِبينَ في رَحْمَتِكَ ، وَ رَاجينَ فَضْلَ نِعْمَتِكَ ، وَ خَائِفينَ مِنْ عَذَابِكَ وَ نِقْمَتِكَ .
اَللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَيْكَ نَشْكُو إِلَيْكَ مَا لاَ يَخْفى عَلَيْكَ ، حينَ أَلْجَأَتْنَا الْمَضَائِقُ الْوَعِرَةُ ،
وَ أَجَاءَتْنَا الْمَقَاحِطُ الْمُجْدِبَةُ ، وَ فَاجَأتْنَا الْمَحَابِسُ الْعَسِرَةُ [ 2 ] ، وَ أَعْيَتْنَا الْمَطَالِبُ الْمُتَعَسِّرَةُ ،
وَ تَلاَحَمَتْ عَلَيْنَا الْفِتَنُ [ 3 ] الْمُسْتَصْعِبَةُ ، وَ عَضَّتْنَا عَلاَئِقُ الشَّيْنِ ، وَ تَأَثَّلَتْ عَلَيْنَا لَوَاحِقُ الْمَيْنِ ،
وَ [ 4 ] [ 10 ] اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدَابيرُ السِّنينَ ، وَ أَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجَوْدِ ، وَ اسْتَظْمَأْنَا لِصَوَارِخِ الْقَوْدِ [ 5 ] ،
فَكُنْتَ الرَّجَاءَ لِلْمُبْتَئِسِ ، وَ الْبَلاَغَ [ 6 ] لِلْمُلْتَمِسِ .
نَدْعُوكَ حينَ قَنَطَ الأَنَامُ ، وَ مُنِعَ الْغَمَامُ ، وَ هَلَكَ السَّوَامُ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، عَدَدَ الشَجَرِ وَ النُّجُومِ ،
وَ الْمَلاَئِكَةِ الصُّفُوُفِ ، وَ الْعَنَانِ الْمَكْفُوفِ [ 7 ] .
[ 11 ] اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ لاَ تَرُدَّنَا خَائِبينَ ، وَ لاَ تَقْلِبَنَا وَاجِمينَ ، وَ لاَ تَأْخُذَنَا [ 8 ] بِذُنُوبِنَا ، وَ لاَ تُؤَاخِذَنَا [ 9 ] بِأَعْمَالِنَا .
[ 10 ] من : إعتكرت إلى : السّوام ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 115 .
[ 11 ] من : اللّهمّ إنّا نسألك إلى : و رحمتك . و من : و اسقنا سقيا إلى : ما قد مات ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 143 .
-----------
( 1 ) سورة نوح ، 11 .
[ 2 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 336 . و المصباح ج 2 ص 550 . و منهاج البراعة ج 8 ص 82 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 69 . و نهج السعادة ج 3 ص 232 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 35 عن التهذيب للطوسي .
[ 3 ] المحن . ورد في
[ 4 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 335 . و المصباح ج 2 ص 549 . و منهاج البراعة ج 8 ص 82 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 68 . و نهج السعادة ج 3 ص 220 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 35 عن التهذيب للطوسي .
[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] الثّقة . ورد في المصادر السابقة .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 8 ] لا تخاطبنا . ورد في نسخ النهج .
[ 9 ] لا تقايسنا . ورد في نسخ النهج .
[ 390 ]
اَللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَيْنَا غَيْثَكَ ، وَ بَرَكَتَكَ ، وَ رِزْقَكَ ، وَ رَحْمَتَكَ ، [ 11 ] بِالسَّحَابِ الْمُنْبَعِقْ ، وَ الرَّبيعِ الْمُغْدِقِ ،
وَ النَّبَاتِ الْمُونِقِ ، سَحّاً وَابِلاً ، سَريعاً عَاجِلاً [ 1 ] .
اَللَّهُمَّ وَاسْقِنَا سُقْياً مِنْكَ مُحْيِيَةً ، مُرْوِيَةً ، مُعْشِبَةً ، مُحْفِلَةً ، مُفْضِلَةً [ 2 ] ، نَاقِعَةً ، تَامَّةً ، دَائِمَةً [ 3 ] ،
عَامَّةً ، طَيِّبَةً ، مُبَارَكَةً ، هَنيئَةً ، مَريئَةً ، تُنْبِتُ بِهَا مَا قَدْ فَاتَ ، وَ تُحْيي بِهَا مَا قَدْ مَاتَ [ 4 ] ، وَ تُخْرِجَ بِهَا مَا هُوَ آتٍ ، وَ تُوَسِّعُ لَنَا بِهَا فِي الأَقْوَاتِ ، وَ امْنُنْ عَلى عِبَادِكَ بِيُنُوعِ الثَّمَرَةِ ، وَ أَحْي بِلاَدَكَ بِبُلُوغِ الزَّهْرَةِ ،
وَ أَشْهِدْ مَلاَئِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ .
اَللَّهُمَّ اسْقِنَا سَقْياً تَسيلُ مِنْهُ الرِّضَابُ ، وَ تَمْلأُ مِنْهُ الْحِبَابُ ، وَ تَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ [ 5 ] .
[ 12 ] اَللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلَلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا ، مُبَارَكاً غَزَْرُهَا ، وَاسِعاً دَرُّهَا [ 6 ] ، زَاكِياً نَبْتُهَا ،
نَامِياً زَرْعُهَا [ 7 ] ، ثَامِراً فَرْعُهَا ، نَاضِراً أَوْرَاقُهَا [ 8 ] ، عَامِراً أَرْزَاقُهَا ، مُمْرِعَةً آثَارُهَا ، جَارِيَةً بِالْخِصْبِ وَ الْخَيْرِ عَلى أَهْلِهَا [ 9 ] ، تُنْعِشُ بِهَا الضَعيفَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَ تُحْيي بِهَا الْمَيْتَ مِنْ بِلاَدِكَ ، وَ تُنْعِمُ بِهَا الْمَبْسُوطَ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ تُخْرِجُ بِهَا الْمَخْزُونَ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ تَعُمُّ بِهَا مَنْ نَأى مِنْ خَلْقِكَ .
اَللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغيثاً مُمْرِعاً طَبَقاً مُجَلْجِلاً ، مُتَتَابِعاً خُفُوقُهُ ، مُنْبَجِسَةً بُرُوقُهُ ، مُرْتَجِسَةً هُمُوعُهُ ، وَ سَيْبُهُ مُسْتَدِرٌّ ، وَ صَوْبُهُ مُسْتَطِرٌّ ، تُرْوي وَ تُنْعِشُ بِهِ الْخَلْقَ وَ الْبَهَمَ ، وَ تُجْبِرُ بِهِ النَّهَمَ ، وَ تُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ ، وَ تُدِرُّ بِهِ الضَرْعَ ، وَ تَزيدُنَا بِهِ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكَ [ 10 ] .
[ 11 ] من : بالسّحاب إلى : وابلا . و من زاكيا إلى : من بلادك . و من : اللّهمّ سقيا منك إلى : الميت من بلادك ورد في خطب الرضي تحت الرقم 115 .
[ 12 ] من : اللّهمّ إلى : صعابها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 472 .
[ 1 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 73 . و نهج السعادة للمحمودي ج 6 ص 270 .
[ 2 ] ورد في
[ 3 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 73 .
[ 4 ] و تردّ به ما قد فات . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 99 . و نسخة نصيري ص 51 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 138 .
و نسخة الأسترابادي ص 154 . و نسخة الصالح ص 172 .
[ 5 ] ورد في الجعفريات ص 49 . و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 336 . و المصباح ج 2 ص 551 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 69 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 و ج 6 ص 269 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 36 عن التهذيب .
[ 6 ] ورد في المصباح ج 2 ص 552 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 36 .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 8 ] ورقها . ورد في نسخة العام 400 ص 137 . و نسخة ابن المؤدب ص 99 . و نسخة نصيري ص 51 . و نسخة الآملي ص 95 .
و نسخة ابن أبي المحاسن ص 138 . و نسخة الأسترابادي ص 154 . و منهاج البراعة ج 8 ص 73 . و نسخة عبده ص 277 .
و نسخة الصالح ص 172 .
[ 9 ] ورد في المصباح ج 2 ص 552 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 36 .
[ 10 ] قوّتنا . ورد في الجعفريات و الأشعثيات ص 50 .
[ 391 ]
اَللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سَمُوماً ، وَ لاَ تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً ، وَ لاَ تَجْعَلْ ضَوْءَهُ [ 1 ] عَلَيْنَا رُجُوماً ، وَ لاَ تَجْعَلْ مَاءَهُ عَلَيْنَا أُجَاجاً ، وَ نَبَاتَهُ رَمَاداً رَمْدَداً .
اَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ [ 2 ] .
[ 10 ] اَللَّهُمَّ سُقْياً مِنْكَ تُعْشِبُ بِهَا نِجَادُنَا ، وَ تَجْري بِهَا وِهَادُنَا ، وَ تُخْصِبُ بِهَا جَنَابُنَا ، وَ تُقْبِلُ [ 3 ] بِهَا ثِمَارُنَا ، وَ تَعيشُ بِهَا مَوَاشينَا ، وَ تَنْدى بِهَا أَقَاصينَا ، وَ تَسْتَغْني [ 4 ] بِهَا ضَوَاحينَا ، [ 11 ] تُرْوي بِهَا الْقيعَانَ ، وَ تُسيلُ بِهَا الْبُطْنَانَ ، وَ تَسْتِوْرِقُ الأَشْجَارَ ، وَ تُرَّخِصُ [ 5 ] الأَسْعَارَ فِي جَميعِ الأَمْصَارِ [ 6 ] ،
نَافِعَةَ الْحَيَا ، كَثيرَةَ الْمُجْتَنى ، مِنْ بَرَكَاتِكَ الْوَاسِعَةِ ، وَ عَطَايَاكَ الْجَزيلَةِ ، عَلى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمَلَةِ ،
وَ بِلاَدِكَ الْمُغْرَبَةِ ، وَ بَهَائِمِكَ الْمُعْمَلَةِ [ 7 ] ، وَ وَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ ، إِنَّكَ عَلى مَا تَشَاءُ [ 8 ] قَديرٌ .
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَ هَوَاديهِ ، وَ الظُّلْمِ وَ دَوَاهيهِ ، وَ الْفَقْرِ وَ دَوَاعيهِ .
يَا مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ مِنْ أَمَاكِنِهَا ، وَ مُرْسِلَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَعَادِنِهَا ، مِنْكَ الْغَيْثُ الْمُغيثُ ، وَ أَنْتَ الْغِيَاثُ وَ الْمُسْتَغَاثُ ، وَ نَحْنُ الْخَاطِئُونَ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ ، وَ أَنْتَ الْمُسْتَغْفِرُ الْغَفَّار .
نَسْتَغْفِرُكَ لِلْجَهَالاَتِ مِنْ ذُنُوبِنَا ، وَ نَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ عَوَامِّ خَطَايَانَا ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ .
اَللَّهُمَّ فَ [ 9 ] أَنْزِلْ عَلَيْنَا سَمَاءً مُخْضِلَةً ، مِدْرَاراً هَاطِلَةً ، وَ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَاكِفاً مِغْزَاراً ، غَيْثاً
[ 10 ] من : اللّهم سقيا إلى : ضواحينا . و من : من بركاتك إلى : المهملة . من : و أنزل إلى : هاطلة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 115 .
[ 11 ] من : تروي إلى : المجتنى . و إنّك على ما تشاء قدير ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 143 .
[ 1 ] صعقه . ورد في الجعفريات و الأشعثيات ص 50 .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 336 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 69 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 و ج 6 ص 273 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 36 و 37 . باختلاف يسير .
[ 3 ] تزكو . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 137 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 139 .
[ 4 ] تستعين . ورد في المصدرين السابقين . و نسخة ابن المؤدب ص 99 . و نسخة الآملي ص 96 . و نسخة الأسترابادي ص 154 . و متن منهاج البراعة ج 7 ص 73 و نسخة عبده ص 277 . و نسخة الصالح ص 172 . و نسخة العطاردي ص 135 .
[ 5 ] ترتخص . ورد في نسخة نصيري ص 75 .
[ 6 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 6 ص 273 .
[ 7 ] ورد في المصباح للكفعمي ج 2 ص 552 . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 ص 38 عن التهذيب للطوسي . باختلاف .
[ 8 ] كلّ شيء . ورد في
[ 9 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 337 . و المصباح ج 2 ص 552 . و الصحيفة العلوية ص 122 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 69 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 . باختلاف يسير .
[ 392 ]
وَاسِعاً ، وَ بَرَكَةً مِنَ الْوَابِلِ نَافِعَةً [ 1 ] ، [ 9 ] يُدَافِعُ الْوَدْقُ مِنْهَا الْوَدْقَ ، وَ يَحْفِزُ الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ ، غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُهَا ، وَ لاَ مُكَذِّبٍ رَعْدُهَا ، وَ لاَ عَاصِفَةٍ جَنَائِبُهَا [ 2 ] ، وَ لاَ جَهَامٍ عَارِضُهَا ، وَ لاَ قَزَعٍ رَبَابُهَا ، وَ لاَ شَفَّانٍ ذِهَابُهَا ، بَلْ رَيّاً يَقُصُّ بِالرَّيِّ رَبَابُهُ ، وَ فَاضَ فَانْضَاعَ بِهِ سَحَابُهُ [ 3 ] ، حَتَّى يَخْصِبَ لإِمْرَاعِهَا الْمُجْدِبُونَ ، وَ يَحْيَا بِبَرَكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ ، وَ تَتْرَعُ بِالْقيعَانِ غُدْرَانُهَا ، وَ تُورِقُ بِذُرَى الآكَامِ زَهَرَاتُهَا [ 4 ] ،
وَ تَسْتَحِقُّ عَلَيْنَا بَعْدَ الْيَأْسِ شُكْراً ، مِنَّةً مِنْ مِنَنِكَ مُجَلَّلَةً ، وَ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ مُفَضَّلَةً .
اَللَّهُمَّ مِنْكَ ارْتِجَاؤُنَا ، وَ إِلَيْكَ مَآبُنَا ، فَلاَ تَحْبِسْهُ عَنَّا لِتَبَطُّنِكَ سَرَائِرَنَا [ 5 ] .
[ 10 ] اَللَّهُمَّ فَاسْقِنَا غَيْثَكَ وَ لاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطينَ ، وَ لاَ تُهْلِكْنَا بِالسِّنينَ ، وَ لاَ تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ، فَإِنَّكَ تُنْزِلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا ، وَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ ، وَ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَميدُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ .
ثم بكى عليه السلام و قال :
اَللَّهُمَّ سَيِّدي [ 6 ] ، قَدِ انْصَاحَتْ جِبَالُنَا ، وَ اغْبَرَّتْ أَرْضُنَا ، وَ هَامَتْ دَوَابُّنَا ، وَ قَنَطَ نَاسٌ مِنَّا ،
وَ تَاهَتِ الْبَهَائِمُ [ 7 ] وَ تَحَيَّرَتْ في مَرَابِضِهَا ، وَ عَجَّتْ عَجيجَ الثَّكَالى عَلى أَوْلاَدِهَا ، وَ مَلَّتِ التَّرَدُّدَ في مَرَاتِعِهَا ، وَ الْحَنينَ إِلى مَوَارِدِهَا ، حينَ حَبَسْتَ عَنْهَا قَطْرَ السَّمَاءِ ، فَدَقَّ لِذَلِكَ عَظْمُهَا ، وَ ذَهَبَ لَحْمُهَا ،
وَ ذَابَ شَحْمُهَا ، وَ انْقَطَعَ دَرُّهَا [ 8 ] .
اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ حَيْرَتَهَا في مَذَاهِبِهَا ، وَ أَنينَهَا في مَوَالِجِهَا .
[ 9 ] من : اللّهمّ إلى : السّفهاء منّا . و يا أرحم الرّاحمين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 143 .
[ 10 ] من : يدافع إلى : المسنتون . و من : فإنّك تنزل إلى : الولّي الحميد . و من : اللّهمّ قد انصاحت إلى : الحانّة ورد في خطب الرضي تحت الرقم 115 .
[ 1 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 337 . و المصباح ج 2 ص 552 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 69 . و نهج السعادة ج 3 ص 235 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 4 ] و يدهامّ بذرى الآكام شجرها . ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 338 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و نهج السعادة ج 3 ص 241 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 38 .
[ 5 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 338 . و المصباح ج 2 ص 552 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 70 . و نهج السعادة ج 3 ص 241 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 38 عن التهذيب للطوسي .
[ 6 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 338 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 70 . و نهج السعادة ج 3 ص 241 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 38 عن التهذيب للطوسي .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 8 ] ورد في من البيان و التبيين ج 3 ص 138 . و لا يحضره الفقيه ج 1 ص 338 . و المصباح ج 2 ص 552 . و منهاج البراعة ج 8 ص 83 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 70 . و نهج السعادة ج 3 ص 241 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 38 عن التهذيب باختلاف .
[ 393 ]
اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ أَنينَ الآنَّةِ ، وَ حَنينَ الْحَانَّةِ . يَا كَريمُ [ 1 ] .