خطبة له عليه السلام ( 41 ) في أمر البيعة

و ذلك لمّا تخلّف عنها عبد اللّه بن عمر بن الخطاب و سعد بن أبي وقّاص و محمد بن مسلمة و حسّان بن ثابت و أسامة بن زيد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ أَوَّلِ مَحْمُودٍ ، وَ آخِرِ مَعْبُودٍ ، وَ أَقْرَبِ مَوْجُودٍ .

[ 3 ] من : أخذ اللّه إلى : و إيّاكم الصّبر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 173 .

[ 1 ] ورد في الكافي ج 8 ص 296 . و الاختصاص للمفيد ص 151 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 37 . و تحف العقول ص 130 .

و نهج السعادة ج 1 ص 215 و 222 . باختلاف يسير .

[ 2 ] ورد في الاختصاص للمفيد ص 151 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 37 . و تحف العقول ص 130 . و نهج السعادة ج 1 ص 217 . باختلاف يسير .

[ 409 ]

اَلْكَائِنِ قَبْلَ الْكَوْنِ بِلاَ كِيَانٍ ، وَ الْمَوْجُودِ في كُلِّ مَكَانٍ بِغَيْرِ عَيَانٍ ، وَ الْقَريبِ مِنْ كُلِّ نَجْوى بِغَيْرِ تَدَانٍ .

عَلَنَتْ عِنْدَهُ الْغُيُوبُ ، وَ ضَلَّتْ في عَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ ، فَلاَ الأَبْصَارُ تُدْرِكُ عَظَمَتَهُ ، وَ لاَ الْقُلُوبُ عَلَى احْتِجَابِهِ تُنْكِرُ مَعْرِفَتَهُ .

تَمَثَّلَ فِي الْقُلُوبِ بِغَيْرِ مِثَالٍ تَحُدُّهُ الأَوْهَامُ ، أَوْ تُدْرِكُهُ الأَحْلاَمُ .

لاَ يَضُرُّهُ بِالْمَعْصِيَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ ، وَ لاَ يَنْفَعُهُ بِالطَّاعَةِ الْمُتَعَبِّدُونَ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْ فَضْلِهِ الْمُقيمُونَ عَلى مَعْصِيَتِهِ ، وَ لَمْ يُجَازِ أَصْغَرَ نِعَمِهِ الْمُجْتَهِدُونَ فِي طَاعَتِهِ .

اَلدَّائِمُ الَّذي لاَ يَزُولُ ، وَ الْعَدْلُ الَّذي لاَ يَجُورُ .

خَالِقُ الْخَلْقِ وَ مُفْنيهِ ، وَ مُعيدُهُ وَ مُبْديهِ ، وَ مُعَافيهِ وَ مُبْتَليهِ .

عَالِمُ مَا أَكَنَّتْهُ السَّرَائِرُ وَ أَخْفَتْهُ الضَّمَائِرُ .

اَلدَّائِمُ في سُلْطَانِهِ بِغَيْرِ أَمَدٍ ، وَ الْبَاقي في مُلْكِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الأَبَدِ .

أَحْمَدُهُ حَمْداً أَسْتَزيدُهُ في نِعْمَتِهِ ، وَ أَسْتَجيرُهُ مِنْ نِقْمَتِهِ ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالتَّصْديقِ لِنَبِيِّهِ الْمُصْطَفى لِوَحْيِهِ ، الْمُتَخَيَّرِ لِرِسَالَتِهِ ، الْمُخْتَصِّ بِشَفَاعَتِهِ ، الْقَائِمِ بِحَقِّهِ ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلى أَصْحَابِهِ وَ عَلَى النَّبِيّينَ وَ الْمُرْسَلينَ وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً [ 1 ] .

[ 4 ] أُوصيكُمْ [ ، عِبَادَ اللَّهِ ، ] بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ ، وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ .

[ 5 ] رَهَّبَ فَأَبْلَغَ ، وَ رَغَّبَ فَأَسْبَغَ ، وَ وَصَفَ لَكُمُ الدُّنْيَا وَ انْقِطَاعَهَا ، وَ زَوَالَهَا وَ انْتِقَالَهَا ، فَأَعْرِضُوا عَمَّا يُعْجِبُكُمْ فيهَا ، لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا .

وَ حَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً ، وَ نَفَثَ فِي الآذَانِ نَجِيّاً ، فَأَضَلَّ وَ أَرْدى ، وَ وَعَدَ فَمَنَّى ،

وَ زَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ ، وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرينَتَهُ ، وَ اسْتَغْلَقَ رَهينَتَهُ ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ ، وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ ، وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ .

وَ أَحُثُّكُمْ عَلى طَاعَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّهَا كَهْفُ الْعَابِدينَ ، وَ فَوْزُ الْفَائِزينَ ، وَ أَمَانُ الْمُتَّقينَ [ 2 ] .

[ أَيْهَا النَّاسُ ، ] [ 6 ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ [ 3 ] وَضَعَ الثَّوَابَ عَلى طَاعَتِهِ ، وَ الْعِقَابَ عَلى

[ 4 ] من : أوصيكم إلى : نهج . و من : و حذّركم إلى : ما أمّن ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 83 .

[ 5 ] من : رهّب إلى : يصحبكم منها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 161 .

[ 6 ] من : إنّ اللّه إلى : جنّته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 368 .

[ 1 ] ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 44 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 48 .

[ 2 ] ورد في

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 225 .

[ 410 ]

مَعْصِيَتِهِ ، ذِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ ، وَ حِيَاشَةً لَهُمْ إِلى جَنَّتِهِ .

[ لَقَدْ ] [ 9 ] فَرَضَ اللَّهُ تَعَالى [ 1 ] الإيمَانَ تَطْهيراً مِنَ الشِّرْكِ ، وَ الصَّلاَةَ تَنْزيهاً عَنِ الْكِبْرِ [ 2 ] ،

وَ الزَّكَاةَ تَسْبيباً لِلرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ ابْتِلاَءً لإِخْلاَصِ الْخَلْقِ ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً [ 3 ] لِلدّينِ ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلاَمِ ، وَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ ، وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ [ 4 ] مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ ، وَ إِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ ، وَ تَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصيناً لِلْعَقْلِ ، وَ مُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إيجَاباً لِلْعِفَّةِ ، وَ تَرْكَ [ 5 ] الزِّنَا تَحْصيناً لِلنَّسَبِ ، وَ تَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثيراً لِلنَّسْلِ ، وَ الشَّهَادَاتِ اسْتِظْهَاراً عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ [ 6 ] ، وَ تَرْكَ الْكَذِبِ تَشْريفاً لِلصِّدْقِ ، وَ السَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ ، وَ الإِمَامَةَ نِظَاماً لِلأُمَّةِ ، وَ الطَّاعَةَ تَعْظيماً لِلإِمَامَةِ .

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ بَايَعْتُمُوني عَلى مَا بُويِعَ عَلَيْهِ مَنْ كَانَ قَبْلي .

وَ إِنَّمَا الْخِيَارُ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يُبَايِعُوا ، فَإِذَا بَايَعُوا فَلاَ خِيَارَ لَهُمْ .

وَ إِنَّ عَلَى الإِمَامِ الاِسْتِقَامَةُ ، وَ عَلَى الرَّعِيَّةِ التَّسْليمُ .

وَ هذِهِ بَيْعَةٌ عَامَّةٌ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا رَغِبَ عَنْ دينِ الإِسْلاَمِ ، وَ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبيلِ أَهْلِهِ .

وَ [ 7 ] [ 10 ] لَمْ تَكُنْ بَيْعَتُكُمْ إِيَّايَ فَلْتَةً ، وَ لَيْسَ أَمْري وَ أَمْرُكُمْ وَاحِداً ، إِنّي أُريدُكُمْ للَّهِ ، وَ أَنْتُمْ تُريدُونَني لأَنْفُسِكُمْ .

أَيُّهَا النَّاسُ ، أَعينُوني عَلى أَنْفُسِكُمْ .

وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لأَنْصَحَنَّ لِلْخَصْمِ [ 8 ] ، وَ لأَنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ ، وَ لأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَ إِنْ كَانَ كَارِهاً .

[ 9 ] من : فرض إلى : للإمامة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 252 .

[ 10 ] من : لم تكن إلى : كارها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 136 .

[ 1 ] ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 420 .

[ 2 ] الكفر . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 470 .

[ 3 ] تقوية . ورد في المصدر السابق . و نسخة الأسترابادي ص 569 . و متن منهاج البراعة ج 21 ص 318 . و هامش نسخة عبده ص 712 . و نسخة العطاردي ص 451 .

[ 4 ] الأرحام . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 470 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 406 . و نسخة الأسترابادي ص 569 .

[ 5 ] حرّم . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 193 عن مطالب السؤول للشافعي .

[ 6 ] للمجاحدات . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 569 .

[ 7 ] ورد في منهاج البراعة ج 8 ص 333 و ج 16 ص 355 . و الإرشاد ص 130 . و نهج السعادة ج 1 ص 208 .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 372 .

[ 411 ]

وَ قَدْ بَلَغَني عَنْ سَعْدٍ ، وَ ابْنِ مُسْلِمَةٍ ، وَ أُسَامَةَ ، وَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ ، أُمُورٌ كَرِهْتُهَا ، وَ الْحَقُّ بَيْني وَ بَيْنَهُمْ [ 1 ] .