بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ .
سَلاَمٌ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .
فَإِنّي أَحْمُدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ [ 2 ] .
[ 3 ] يلحق هذا الكتاب عهده عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر أوردناها في فصل العهود .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 143 . و تحف العقول ص 124 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 595 و 605 . باختلاف يسير .
[ 2 ] ورد في الغارات ص 196 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 83 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 92 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 595 و 600 . و نهج السعادة ج 5 ص 130 .
[ 864 ]
[ 9 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ افْتُتِحَتْ ، وَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبي بَكْرٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَدِ اسْتُشْهِدَ ، فَعِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 1 ] نَحْتَسِبُهُ وَ نَدَّخِرُهُ [ 2 ] ، وَلَداً نَاصِحاً [ 3 ] ، وَ عَامِلاً كَادِحاً ، وَ سَيْفاً قَاطِعاً ، وَ رُكْناً دَافِعاً .
وَ قَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ النَّاسَ [ 4 ] عَلى لِحَاقِهِ ، وَ أَمَرْتُهُمْ بِغِيَاثِهِ قَبْلَ الْوَقْعَةِ ، وَ دَعَوْتُهُمْ سِرّاً وَ جَهْراً ،
وَ عَوْداً وَ بَدْءاً ، فَمِنْهُمُ الآتي كَارِهاً ، وَ مِنْهُمُ الْمُعْتَلُّ كَاذِباً ، وَ مِنْهُمُ الْقَاعِدُ خَاذِلاً .
أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى أَنْ يَجْعَلَ لي مِنْهُمْ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً ، وَ أَنْ يُريحَني مِنْهُمْ [ 5 ] عَاجِلاً .
فَوَ اللَّهِ لَوْ لاَ طَمَعي عِنْدَ لِقَائي عَدُوّي فِي الشَّهَادَةِ ، وَ تَوْطيني نَفْسي عَلَى الْمَنِيَّةِ ، لأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَبْقى مَعَ هؤُلاَءِ يَوْماً وَاحِداً ، وَ لاَ أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً .
عَزَمَ اللَّهُ لَنَا وَ لَكَ عَلَى الرُّشْدِ ، وَ عَلى تَقْوَاهُ وَ هُدَاهُ ، إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .
وَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 6 ] .