كتاب له عليه السلام ( 5 ) إِلى الحارث الهمداني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلَى الْحَارِثِ الْهَمَدَانِيِّ .

سَلاَمٌ عَلَيْكَ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَاتَّقِ اللَّهَ ، ] [ 9 ] وَ تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ وَ اسْتَنْصِحْهُ [ 1 ] ، وَ أَحِلَّ حَلاَلَهُ ، وَ حَرِّمْ حَرَامَهُ ،

وَ اعْمَلْ بِعَزَائِمِهِ وَ أَحْكَامِهِ [ 2 ] ، وَ صَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ .

وَ اعْتَبِرْ بِمَامَضى مِنَ الدُّنْيَا لِمَا بَقِيَ مِنْهَا ، فَإِنَّ بَعْضَهَا يُشْبِهُ بَعْضاً ، وَ آخِرُهَا لاَ حِقٌ بِأَوَّلِهَا ،

وَ كُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ [ 3 ] .

وَ عَظِّمِ اسْمَ اللَّهِ أَنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ عَلى حَقٍّ ، وَ أَكْثِرْ [ 4 ] ذِكْرَ الْمَوْتِ وَ ذِكْرَ [ 5 ] مَا تَقْدِمُ عَلَيْهِ [ 6 ] بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَ لاَ تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلاَّ بِشَرْطٍ وَثيقٍ .

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يَرْضَاهُ صَاحِبُهُ [ 7 ] لِنَفْسِهِ ، وَ يَكْرَهُهُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمينَ .

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ يُعْمَلُ بِهِ فِي السِّرِّ وَ يُسْتَحى مِنْهُ فِي الْعَلاَنِيَةِ .

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ أَوِ اعْتَذَرَ مِنْهُ .

وَ لاَ تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ الْقَوْلِ [ 8 ] .

وَ لاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ ، فَكَفى بِذَلِكَ كَذِباً .

[ 9 ] من : و تمسّك إلى : عند محلّها ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 69 .

[ 1 ] انتصحه . ورد في نسخة العام 400 ص 424 . و نسخة ابن المؤدب ص 300 . و نسخة الآملي ص 307 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 364 . و نسخة الأسترابادي ص 505 . و نسخة عبده ص 643 .

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 356 .

[ 3 ] زائل . ورد في نسخة العطاردي ص 396 عن شرح السرخسي .

[ 4 ] أدم . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 120 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] عامله . ورد في المصدر السابق ص 142 .

[ 8 ] القوم . ورد في متن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 18 ص 41 .

[ 773 ]

وَ لاَ تَرُدَّ عَلى النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ ، فَكَفى بِذَلِكَ جَهْلاً .

وَ اكْظِمِ الْغَيْظَ ، وَ احْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ ، وَ تَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ [ 1 ] ، وَ اصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ ، تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ [ 2 ] .

وَ اسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَ لاَ تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 3 ] عِنْدَكَ ،

وَ لْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكَ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنينَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ ، فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمُ مِنْ خَيْرٍ يَبْقَ لَكَ ذُخْرُهُ ، وَ مَا تُؤَخِّرُ [ 4 ] يَكُنْ لِغَيْرِكَ خَيْرُهُ .

وَ اسْكُنِ الأَمْصَارَ الْعِظَامَ ، فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمينَ ، وَ احْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَ الْجَفَاءِ وَ قِلَّةَ الأَعْوَانِ عَلى طَاعَةِ اللَّهِ .

وَ اقْصُرْ رَأْيَكَ [ 5 ] عَلى مَا يَلْزَمُكَ ، وَ لاَ تَخُضْ فيمَا لاَ [ 6 ] يَعْنيكَ .

وَ إِيَّاكَ وَ مَقَاعِدَ الأَسْوَاقِ ، فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّيْطَانِ ، وَ مَعَاريضُ [ 7 ] الْفِتَنِ .

وَ أَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ .

وَ لاَ تُسَافِرْ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ [ 8 ] حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلاَةَ ، إِلاَّ فَاصِلاً في سَبيلِ اللَّهِ ، أَوْ في أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ .

وَ أَطِعِ اللَّهَ سُبْحَانَهُ [ 9 ] في جُمَلِ [ 10 ] أُمُورِكَ ، فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ فَاضِلَةٌ عَلى مَا سِوَاهَا .

[ 1 ] القدرة . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 301 . و نسخة الآملي ص 307 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 365 . و نسخة الأسترابادي ص 506 . و نسخة العطاردي ص 396 .

[ 2 ] السّيادة . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 351 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق ص 121 .

[ 4 ] ما تؤخّره . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 301 . و نسخة الصالح ص 460 . و نسخة العطاردي ص 396 .

[ 5 ] همّك . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 111 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق ص 113 .

[ 7 ] معارض . ورد في المصدر السابق ص 153 .

[ 8 ] جمعة . ورد في نسخة العام 400 ص 425 . و نسخة ابن المؤدب ص 301 . و نسخة الآملي ص 307 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 366 . و نسخة الأسترابادي ص 507 . و نسخة عبده ص 645 . و نسخة الصالح ص 460 . و نسخة العطاردي ص 397 .

[ 9 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 481 .

[ 10 ] جميع . ورد في نسخة عبده ص 645 . و نسخة الصالح ص 460 .

[ 774 ]

وَ الْزَمِ الْوَرَعَ [ 1 ] ، وَ خَادِعْ نَفْسَكَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَ ارْفُقْ بِهَا ، وَ لاَ تَقْهَرْهَا ، وَ خُذْ عَفْوَهَا وَ نَشَاطَهَا ،

إِلاَّ مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَيْكَ مِنَ الْفَريضَةِ ، فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ تَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا .

إِزْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ اعْزِفْ عَنْهَا [ 2 ] ، [ 7 ] وَ إِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ في طَلَبِ الدُّنْيَا ، وَ قَلْبُكَ مُتَعَلِّقٌ بِشَيْ‏ءٍ مِنْهَا فَتَهْلَكَ [ 3 ] .

وَ احْذَرْ صَحَابَةَ [ 4 ] كُلِّ [ 5 ] مَنْ يَفيلُ رَأْيُهُ ، وَ يُنْكَرُ عَمَلُهُ ، فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ ، فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُعَاشَرَةَ الأَشْرَارِ ، فَإِنَّهُمْ كَالنَّارِ مْبَاشَرَتُهَا تُحْرِقُ [ 6 ] .

وَ وَقِّرِ اللَّهَ ، وَ أَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ .

وَ احْذَرِ الْغَضَبَ ، فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْليسَ . وَ السَّلاَمُ .