أمام الناس منهم أبو هريرة ، و أبو سعيد ، و أنس بن مالك ، و هم حول المنبر .
فقال عليه السلام لهم :
أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ رَجُلاً سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ لي وَ هُوَ مُنْصَرِفٌ مِنْ حَجَّةِ الْوِدَاعِ يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ [ 3 ] : « مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهذَا عَلِيٌّ مَوْلاَهُ . اَللَّهُمَّ وَ الِ مَنْ وَالاَهُ ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ، وَ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ كَيْفَمَا دَارَ . اَللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّهُ مِنَ النَّاسِ فَكُنْ لَهُ حَبيباً ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَكُنْ لَهُ مُبْغِضاً » . إِلاَّ قَامَ فَشَهِدَ .
فقام إليه رجال فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يقول ذلك ، و لم يقم أنس بن مالك و لم يقل شيئاً .
[ 4 ] من : لمّا هرب مصقلة إلى : وفوره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 44 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 248 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 569 . و نهج السعادة ج 2 ص 487 . و ورد الفاجر في المصادر السابقة .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 156 . و خصائص النسائي ص 40 . و كفاية الطالب ص 56 . و البداية و النهاية ج 4 ص 418 و 421 و ج 5 ص 186 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 288 . و تذكرة الخواص ص 35 . و تاريخ الخلفاء ص 193 . و البحار ج 37 ص 199 و 125 .
[ 665 ]
فقال عليه السلام له :
يَا أَنَسُ ، لَقَدْ حَضَرْتَهَا فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُومَ وَ تَشّهَدَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ؟ [ 1 ] .
قال : يا أمير المؤمنين ، كبر سنّي ، و صار ما أنساه أكثر مما أذكره .
فقال عليه السلام :
[ 6 ] إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللَّهُ بِهَا بَيْضَاءَ لاَمِعَةً لاَ تُواريهَا الْعِمَامَةُ .
فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد في وجهه ، فكان لا يُرى إلاّ مبرقعاً حتى مات .
و روي عن أنس أنه قال بعد ما أصيب : رأيت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المنام ، فقال لي يا أنس ، ما حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة ؟ . و لو لا استغفار علي بن أبي طالب لك ما شممت رائحة الجنة أبداً [ 2 ] .