بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ الْعَبْدي [ 1 ] .
[ 7 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ صَلاَحَ أَبيكَ مَا [ 2 ] غَرَّني مِنْكَ ، وَ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَهُ ، وَ تَسْلُكُ سَبيلَهُ ، فَإِذَا أَنْتَ ، فيمَا رُقِّيَ إِلَيَّ عَنْكَ ، لاَ تَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً ، وَ لاَ تُبْقي لآخِرَتِكَ عَتَاداً .
تَعْمُرُ دُنْيَاكَ بِخَرَابِ آخِرَتِكَ ، وَ تَصِلُ عَشيرَتَكَ بِقَطيعَةِ دينِكَ ، وَ لاَ تَسْمَعُ قَوْلَ النَّاصِحِ وَ إِنْ أَخْلَصَ النُّصْحَ لَكَ .
بَلَغَني أَنَّكَ تَدَعُ عَمَلَكَ كَثيراً ، وَ تَخْرُجُ لاَهِياً مُتَنَزِّهاً ، تَطْلُبُ الصَّيْدَ ، وَ تُلاَعِبُ الْكِلاَبَ ، وَ أَنَّكَ قَدْ بَسَطْتَ يَدَكَ في مَالِ اللَّهِ لِمَنْ أَتَاكَ مِنْ أَعْرَابِ قَوْمِكَ كَأَنَّهُ تُرَاثُكَ عَنْ أَبيكَ وَ أُمِّكَ .
وَ إِنّي أُقْسِمُ بِاللَّهِ [ 3 ] لَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَني عَنْكَ حَقّاً ، لَجَمَلُ أَهْلِكَ وَ شِسْعُ نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ .
وَ مَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ ، أَوْ يُنَفَّذَ بِهِ أَمْرٌ ، أَوْ يُعْلى لَهُ قَدْرٌ ، أَوْ يُشْرَكَ في أَمَانَةٍ ، أَوْ يُؤْمَنَ عَلى جِبَايَةٍ [ 4 ] .
فَأَقْبِلْ إِلَيَّ حينَ يَصِلُكَ كِتَابي هذَا [ 5 ] ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى . وَ السَّلاَمُ [ 6 ] .
[ 7 ] من : أمّا بعد إلى : دينك . و من : و لئن إلى : إن شاء اللّه تعالى ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 71 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 23 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 203 . و أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 163 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] خيانة . ورد في نسخة العام 400 ص 427 . و نسخة ابن المؤدب ص 303 . و نسخة الآملي ص 309 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 367 . و نسخة الأسترابادي ص 510 . و نسخة عبده ص 647 .
[ 5 ] حين تنظر في كتابي . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 203 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق ص 201 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 23 .
[ 816 ]