كتاب له عليه السلام ( 74 ) إِلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء .

و هو جواب كتاب كتبه إليه عقيل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى عَقيلِ بْنِ أَبي طَالِبٍ .

سَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْكَ .

فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ .

أَمَّا بَعْدُ ، يَا أَخي ، كَلأَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ كَلاَءَةَ مَنْ يَخْشَاهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدُ .

[ 6 ] من : فحسبهم إلى : التّيه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 181 .

[ 1 ] يقبل الجاهلون بأنفسهم عليها . ورد في الغارات للثقفي ص 235 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 137 . و نهج السعادة ج 5 ص 182 .

-----------
( 2 ) النحل ، 96 .

[ 3 ] ورد في الغارات للثقفي ص 236 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 137 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 568 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 109 . و نهج السعادة ج 5 ص 182 . و نهج البلاغة الثاني ص 209 . باختلاف بين المصادر .

-----------
( 4 ) الأنعام ، 112 .

[ 5 ] ورد في الغارات ص 236 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 137 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 568 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 110 . و نهج السعادة ج 5 ص 183 . و نهج البلاغة الثاني ص 209 .

[ 866 ]

قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُكَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ الأَزْدِيِّ تَذْكُرُ فيهِ أَنَّكَ لَقيتَ ابْنِ أَبي سَرْحٍ مُقْبِلاً مِنْ « قُدَيْدٍ » في نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعينَ فَارِساً مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ مِنْ بَني أُمَيَّةَ مُتَوَجِّهينَ إِلى جَهَةِ الْمَغْرِبِ .

وَ إِنَّ ابْنَ أَبي سَرْحٍ ، يَا أَخي ، طَالَمَا كَادَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كِتَابَهُ ، وَ صَدَّ عَنْ سَبيلِهِ وَ بَغَاهَا عِوَجاً .

أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ غَارَةِ الضَّحَّاكِ عَلى أَهْلِ الْحيرَةِ وَ الْيَمَامَةِ ، فَهُوَ أَقَلُّ وَ أَذَلُّ مِنْ أَنْ يَلُمَّ بِهَا ،

أَوْ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهَا ، وَ لكِنَّهُ قَدْ كَانَ أَقْبَلَ في جَريدَةِ خَيْلٍ ، فَأَخَذَ عَلَى « السَّمَاوَةِ » ، ثُمَّ مَرَّ بِ « وَاقِصَةَ » ،

وَ « شَرَافِ » ، وَ « الْقُطْقُطَانَةِ » ، وَ مَا إِلى ذَلِكَ الصُّقْعِ [ 1 ] .

[ 13 ] فَسَرَّحْتُ إِلَيْهِ جَيْشاً كَثيفاً مِنَ الْمُسْلِمينَ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً ، وَ نَكَصَ نَادِماً .

فَأَتْبَعُوهُ [ 2 ] فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ الطَّريقِ [ 3 ] وَ قَدْ أَمْعَنَ فِي السَّيْرِ ، وَ كَانَ ذَلِكَ حينَ [ 4 ] طَفَّلَتِ الشَّمْسُ لِلإِيَابِ ، فَاقْتَتَلُوا شَيْئاً [ 5 ] قَليلاً [ 6 ] كَلاَ وَ لاَ ، فَلَمْ يَصْبِرْ لِوَقْعِ الْمَشْرَفِيَّةِ [ 7 ] .

فَمَا كَانَ إِلاَّ كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّى وَلَّى هَارِباً ، وَ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً [ 8 ] ، وَ نَجَا جَريضاً بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ [ 9 ] ، وَ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ غَيْرُ الرَّمَقِ ، فَلأْياً بِلأْيٍ [ 10 ] مَا نَجَا .

فَدَعِ ابْنَ أَبي سَرْحٍ ، وَدَعْ [ 11 ] عَنْكَ قُرَيْشاً ، وَ خَلِّهِمْ [ 12 ] وَ تَرْكَاضَهُمْ فِي الضَّلاَلِ ، وَ تَجْوَالَهُمْ فِي

[ 13 ] من : فسرّحت إلى : الطّريق و قد . و من : طفّلت إلى : قبلي ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 36 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 296 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 74 و 75 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 119 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124 . و نهج السعادة ج 5 ص 300 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 330 . و نهج البلاغة الثاني ص 205 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] الطّرق . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 263 . و نسخة الآملي ص 268 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 317 .

[ 4 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 119 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و نهج السعادة ج 5 ص 303 .

[ 5 ] فتناوشوا القتال . ورد في المصادر السابقة . و الغارات للثقفي ص 296 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] ورد في الغارات ص 296 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 74 و 75 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 119 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و نهج السعادة ج 5 ص 300 . باختلاف بين المصادر .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124 . و نهج البلاغة الثاني ص 205 . باختلاف بين المصادر .

[ 9 ] بالمخنق . ورد في نسخة الأسترابادي ص 439 .

[ 10 ] فلو لا اللّيل . ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 75 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124 . و نهج البلاغة الثاني ص 205 .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة . و الغارات ص 297 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 119 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 .

و نهج السعادة ج 5 ص 302 .

[ 12 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 867 ]

الشِّقَاقِ ، وَ جِمَاحَهُمْ فِي التّيهِ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا [ 1 ] عَلى حَرْبِي الْيَوْمَ [ 2 ] كَإِجْمَاعِهِمْ عَلى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَبْلي ، فَأَصْبَحُوا قَدْ جَهِلُوا حَقَّهُ ، وَ جَحَدُوا فَضْلَهُ ، وَ بَادَرُوهُ الْعَدَاوَةَ ،

وَ نَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ ، وَ جَهِدُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْجُهْدِ ، وَ جَرُّوا عَلَيْهِ جَيْشَ الأَحْزَابَ ، وَ جَدُّوا في إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ [ 3 ] .

[ 12 ] فَجَزَتْ [ 4 ] قُرَيْشاً عَنِّي الْجَوَازي بِفِعَالِهَا [ 5 ] ، فَقَدْ قَطَعُوا رَحِمي ، وَ تَظَاهَرُوا عَلَيَّ ، وَ دَفَعُوني عَنْ حَقّي [ 6 ] ، وَ سَلَبُوني سُلْطَانَ ابْنِ أُمّي [ 7 ] ، وَ سَلَّمُوا ذَلِكَ إِلى مَنْ لَيْسَ مِثْلي في قَرَابَتي مِنَ الرَّسُولِ ،

وَ حَقّي فِي الإِسْلاَمِ ، وَ سَابِقَتِي الَّتي لاَ يَدَّعي مِثْلَهَا مُدَّعٍ ، إِلاَّ أَنْ يَدَّعِيَ مَا لاَ أَعْرِفُهُ ، وَ لاَ أَظُنُّ اللَّهَ يَعْرِفُهُ .

فَالْحَمْدُ للَّهِ عَلى كُلِّ حَالٍ [ 8 ] .

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ رَأْيي في مَا أَنَا فيهِ [ 9 ] [ مِنَ ] الْقِتَالِ ، فَإِنَّ رَأْيي قِتَالُ [ 10 ] الْمُحِلّينَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ، لاَ يَزيدُني كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلي عِزَّةً ، وَ لاَ تَفَرُّقُهُمْ عَنّي وَحْشَةً ، لأَنّي مُحِقُّ ، وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحِقِّ .

وَ وَاللَّهِ مَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَقِّ ، لأنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ لِمَنْ كَانَ مُحِقّاً وَ دَعَا إِلَى الْحَقِّ .

وَ أَمَّا مَا عَرَضْتَهُ عَلَيَّ مِنْ مَسيرِكَ إِلَيَّ بِبَنيكَ وَ بَني أَبيكَ ، فَلاَ حَاجَةَ لي في ذَلِكَ .

فَأَقِمْ رَاشِداً مَحْمُوداً ، فَوَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَهْلِكُوا مَعِيَ إِنْ هَلَكْتُ [ 11 ] .

[ 12 ] من : فجزت إلى : ابن أمّي . و من : و أمّا ما سألت إلى : وحشة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 36 .

[ 1 ] فإنّ العرب قد أجمعت . ورد في الغارات ص 297 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 75 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 119 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124 . و نهج السعادة ج 5 ص 302 . و نهج البلاغة الثاني ص 205 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . و ورد حرب أخيك في المصادر السابقة أيضا . و أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 75 .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] اللّهمّ فاجز . ورد في المصادر السابقة . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 319 .

[ 5 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 75 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 124 . و نهج البلاغة الثاني ص 205 .

[ 6 ] ورد في الغارات ص 297 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 125 . و نهج السعادة ج 5 ص 302 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 319 . و نهج البلاغة الثاني ص 206 .

[ 7 ] عمّي . ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 125 . و نهج البلاغة الثاني ص 206 .

[ 8 ] ورد في المصدرين السابقين . و الغارات ص 297 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و نهج السعادة ج 5 ص 302 .

[ 9 ] ورد في الغارات ص 299 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 120 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 621 . و نهج السعادة ج 5 ص 305 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 331 .

[ 10 ] جهاد . ورد في المصادر السابقة . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 125 . و نهج البلاغة الثاني ص 206 .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 868 ]

[ 1 ] وَ لاَ تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبيكَ ، وَ لَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ ، مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً ، وَ لاَ مُقِرّاً لِلضَّيْمِ وَاهِناً ،

وَ لاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ ، وَ لاَ وَطِئَ الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُقْتَعِدِ .

وَ لكِنَّهُ كَمَا قَالَ أَخُو بَني سَليمٍ :

فَإِنْ تَسْأَليني كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّني
صَبُورٌ عَلى رَيْبِ الزَّمَانِ صَليبُ

يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرى بي كَآبَةٌ
فَيَشْمَتَ عَادٍ أَوْ يُسَاءَ حَبيبُ

[ وَ السَّلاَمُ . ]