بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ [ 1 ] .
[ 6 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي عَلَى التَّرَدُّدِ في جَوَابِكَ ، وَ الاِسْتِمَاعِ إِلى كِتَابِكَ ، لَمُوَهِّنٌ [ 2 ] رَأْيي ، وَ مُخَطِّئٌ فِرَاسَتي .
وَ إِنَّكَ إِذْ تُحَاوِلُنِي الأُمُورَ ، وَ تُرَاجِعُنِي السُّطُورَ ، كَالْمُسْتَثْقِلِ النَّائِمِ تَكْذِبُهُ أَحْلاَمُهُ ، أَوِ الْمُتَحَيِّرِ الْقَائِمِ يَبْهَظُهُ مَقَامُهُ ، لاَ يَدْري أَلَهُ مَا يَأْتي أَمْ عَلَيْهِ . وَ لَسْتَ بِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ بِكَ شَبيهٌ .
وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ لاَ بَعْضُ الاِسْتِبْقَاءِ ، لَوَصَلَتْ إِلَيْكَ مِنّي قَوَارِعُ تَقْرَعُ [ 3 ] الْعَظْمَ ، وَ تَهْلِسُ [ 4 ] اللَّحْمَ .
وَ اعْلَمْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَكَ عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِكَ ، وَ تَأْذَنَ لِمَقَالِ نَصيحَتِكَ .
وَ السَّلاَمُ لأَهْلِهِ .