كلام له عليه السلام ( 123 ) لدهاقين الأنبار لمّا لقوه عند مسيره إلى الشام فترجّلوا له و اشتدّوا بين يديه و معهم براذين

فقال عليه السلام لهم :

[ 6 ] مَا هذَا الَّذي صَنَعْتُمُوهُ ؟ .

فقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا خُلق منّا نعظّم به أمراءنا .

فقال عليه السلام :

أَمَّا هذَا الَّذي زَعَمْتُمْ أَنَّهُ فيكُمْ خُلُقٌ تُعَظِّمُونَ بِهِ الأُمَرَاءَ ، فَ [ 3 ] وَ اللَّهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ ،

وَ إِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلى أَنْفُسِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ [ 4 ] في دُنْيَاكُمْ ، وَ تَشْقَوْنَ بِهِ في آخِرَتِكُمْ ، وَ مَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ ، وَ أَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا [ 5 ] الأَمَانُ مِنَ النَّارِ . فَلاَ تَعُودُوا لَهُ .

وَ أَمَّا دَوَابُّكُمْ هذِهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ نَأْخُذَهَا مِنْكُمْ فَنَحْسَبُهَا مِنْ خَرَاجِكُمْ ، أَخَذْنَاهَا مِنْكُمْ .

وَ أَمَّا طَعَامُكُمُ الَّذي صَنَعْتُمْ لَنَا ، فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئاً إِلاَّ بِثَمَنٍ .

قالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نقوّمه ثم نقبل ثمنه .

فقال عليه السلام :

إِذاً لاَ تُقَوِّمُونَهُ قيمَتَهُ ، نَحْنُ نَكْتَفي بِمَا هُوَ دُونَهُ .

قالوا : يا أمير المؤمنين ، فإن لنا في أصحابك معارف ، أتمنعنا أن نهدي لهم ، و تمنعهم أن يقبلوا منّا ؟ .

فقال عليه السلام :

كُلُّ الْعَرَبِ لَكُمْ مَوَالٍ ، وَ لَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمينَ أَنْ يَقْبَلَ هَدِيَّتَكُمْ ، وَ إِنْ غَصَبَكُمْ أَحَدٌ فَأَعْلِمُونَا .

[ 6 ] ما هذا الّذي صنعتموه . و من : و اللّه إلى : من النار ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 37 .

[ 1 ] و لكنّي . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 114 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 89 .

[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 3 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 444 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 141 .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 5 ] وراءها . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 436 .

[ 652 ]

قالوا : يا أمير المؤمنين ، إنّا نحب أن تقبل هديتنا و كرامتنا .

فقال عليه السلام :

وَيْحَكُمْ ، نَحْنُ أَغْنى مِنْكُمْ ، وَ أَحَقُّ بِأَنْ نُفيضَ عَلَيْكُمْ .

و تركهم و سار [ 1 ] .