بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي أنعم فخلق ، و ألهم العباد و وفّق ، و الصلاة و السلام على الخاتم لما سبق ، و الهادي لمن لحق ، و على آله من بهم كان الفلق ، فنجا من بحبلهم اعتصم و وثق ، و غوى الذي عن صراطهم القويم مرق ، و اللعن على من فيه عليهم حق و حنق ، منذ أبينا آدم حتى يوم يحقّ فيه الحق .
أما بعد ، فإني قد كنت وعدت في مقدمة « تمام نهج البلاغة » أن أقدّم نسخة لأهل التحقيق و الدراسة ، أذكر فيها مصادر ما أوردت من الزيادات ، و أفصّل مآخذ ما ألحقت من الإضافات ، ليطمئن إلى عملي أرباب البحث و التدقيق ، و يزيد ذلك في إيمان المطالع الوثيق .
و لقد وفّق اللّه أخي الشيخ محمد عساف كامل التوفيق ، فقام بجهد كبير في هذا المضمار ما أمكنه التدقيق ، و دوّن كل ما وجد بكامل الأمانة و التدقيق ، و قضى مدة طويلة في مراجعة مصادرنا العديدة ، حتى وجد كل ما أوردناه طوال تحقيقاتنا المديدة .
فجزاه اللّه تعالى عن جهده هذا خير الجزاء ، و أناله بعمله شفاعة المصطفى و الكرار يوم الجزاء .
و طوال هذه المدة لم أتوقف أنا عن مزيد البحث و التنقيب ، و السؤال عن المصادر من كل بعيد و قريب . فعثرت هنا و هناك على مصادر جديدة ، و فتشت فيها مدة مديدة ، فوجدت فيها مقاطع كثيرة متصلة بما أوردنا ، فعدّلت بعد اطلاعي كثيرا في تبويب ما بوّبنا ، لأني في عملي هذا أتبع أثر مصادر التحقيق ، و لا أتعصب لترتيب معيّن و تنسيق .
و لقد وفق اللّه لمراجعة نصّ الكتاب لمزيد من التدقيق ، و إزالة ما قد تفلّت من أيدينا من خطأ دقيق ، الدكتور فريد السيد خير أخ لي و صديق ، فقرأ نصّ الكتاب بكل أناة و دقة ، و استخرج كل خطأ طباعي بحرص و تؤدة ، فللّه درّه و عليه أجره .
و كان من منن ربي سبحانه عليّ أن سلك السيد سليمان قرّة عينيّ درب العلم الديني ، و نهج المسلك السويّ النبوي ،
و رغم جدّته في طلب العلم في الحوزة الدينية فقد اكتشفت فيه استيعابا كاملا لما يتلقاه هناك من مواد علمية ، فطلبت منه أن يجعل بدء استعمال علمه التنقيب في « تمام نهج البلاغة » لتناله بركة من باب علم النبي الهادي إلى تمام السعادة ، فاستجاب لطلبي فعكف على التفتيش مدّة مديدة ، و التفت إلى أخطاء خفيت على غيره سنين عديدة .
فأسأل اللّه العلي العظيم بحق رسوله الكريم ، و آله عليهم أفضل الصلاة و التسليم ، أن يغفر لي و له ذنوبنا كلها و يجنّبنا الجحيم ، و يجعلنا بشفاعتهم من أهل الرحمة و يدخلنا جنة نعيم .
السيد صادق الموسوي بيروت في 18 ذي الحجة الحرام 1417 ه ذكرى يوم الغدير يوم اخذ النبي البيعة لعلي بإمارة المؤمنين
[ 17 ]