خطبة له عليه السلام ( 38 ) لمّا جي‏ء به ليبايع أبا بكر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي اتَّخَذَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنَّا نَبياً ، وَ بَعَثَهُ [ 6 ] إِلَيْنَا رَسُولاً .

اَللَّهَ اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرينَ وَ الأَنْصَارِ ، لاَ تَنْسُوا عَهْدَ نَبِيِّكُمْ إِلَيْكُمْ في أَمْري .

اَللَّهَ اللَّهَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، . لاَ تُخْرِجُوا سُلْطَانَ مُحَمَّدٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْعَرَبِ مِنْ دَارِهِ وَ قَعْرِ بَيْتِهِ إِلى دُورِكُمْ وَ قُعُورِ بُيُوتِكُمْ ، وَ لاَ تُدَافِعُوا [ 7 ] أَهْلَ بَيْتِهِ عَنْ مَقَامِهِ فِي النَّاسِ وَ حَقِّهِ .

فَوَ اللَّهِ ، مَعَاشِرَ الْجَمْعِ ، إِنَّ اللَّهَ قَضى وَ حَكَمَ ، وَ نَبِيَّهُ أَعْلَمَ ، وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِأَنَّا أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ،

[ 1 ] ورد في الاحتجاج ج 1 ص 95 . و البحار ج 28 ص 234 . و منهاج البراعة ج 3 ص 141 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80 .

و نهج البلاغة الثاني ص 180 .

[ 2 ] اندمخت . ورد في

[ 3 ] و اللّه لو أقول ما سبق من اللّه فيكم لتداخلت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوّارة الرّحى .

ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 400 . و الاحتجاج ج 1 ص 95 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 80 . و نهج البلاغة الثاني ص 180 .

[ 4 ] و تجنون . ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 96 .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] و ابتعثه . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 310 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 328 .

[ 7 ] تدفعون . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 5 ص 90 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 48 . باختلاف يسير .

[ 397 ]

وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ ، وَ أَمَانُ أَهْلِ الأَرْضِ ، وَ نَجَاةُ الأُمَّةِ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَ الْبَلاَءِ ، وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِهذَا الأَمْرِ مِنْكُمْ .

أَمَا كَانَ فينَا الْقَارِئُ لِكِتَابِ اللَّهِ ، الْفَقيهُ في دينِ اللَّهِ ، الْعَالِمُ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، الْمُضْطَلِعُ بِأَمْرِ الرَّعِيَّةِ ، الدَّافِعُ عَنْهُمُ الأُمُورَ السَّيِّئَةَ ، الْقَاسِمُ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ؟ .

وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَفينَا لاَ فيكُمْ . فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوى ، فَتَضِلُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ ، فَتَزْدَادُوا مِنَ الْحَقِّ بُعْداً ،

وَ تُفْسِدُوا قَديمَكُمْ بِحَديثِكُمْ .

إِنَّ [ 1 ] [ 5 ] لَنَا حَقّاً ، فَإِنْ أُعْطينَاهُ أَخَذْنَاهُ [ 2 ] ، وَ إِنْ لاَ رَكِبْنَا [ 3 ] أَعْجَازَ الإِبِلِ وَ إِنْ طَالَ السُّرى .

وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَهْداً لَجَالَدْنَا عَلَيْهِ حَتَّى نَمُوتَ ، وَ لَمْ أَتْرُكْ ابْنَ أَبي قُحَافَةَ يَرْقَ دَرَجَةً وَاحِدَةً مِنْ مِنْبَرِهِ .

[ ثم قال عليه السلام : ]

فَإِنْ تَكُ جَاسِمٌ فَعَلَتْ فَإِنّي
بِمَا فَعَلَتْ بَنُو عَبْدِ بْنِ ضَخْمِ

مُطيعٌ فِي الْهَوَاجِرِ كُلَّ عَيٍّ
بَصيرٌ بِالنَّوى مِنْ كُلِّ نَجْمِ

وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لي وَ لَكُمْ [ 4 ] .