وصية له عليه السلام ( 2 ) لولده الحسن عَلَيه السَّلام كتبها إليه ب « حاضرين » عند انصرافه من صفّين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 10 ] مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ ، الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ ، الْمُدْبِرِ لِلْعُمُرِ [ 2 ] الْمُسْتَسْلِمِ لِلدَّهْرِ ، الذَّامِّ لِلدُّنْيَا ، الظَّاعِنِ عَنْهَا غَدَاً ، السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتى .

إِلَى الْمَوْلُودِ ، الْمُؤَمِّلِ مَا لاَ يُدْرِكُ ، السَّالِكِ سَبيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ ، غَرَضِ الأَسْقَامِ ، وَ رَهينَةِ الأَيَّامِ ،

وَ رَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ ، وَ عَبْدِ الدُّنْيَا ، وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ ، وَ غَريمِ [ 3 ] الْمَنَايَا ، وَ أَسيرِ الْمَوْتِ ، وَ حَليفِ الْهُمُومِ ،

وَ قَرينِ الأَحْزَانِ ، وَ نُصُبِ [ 4 ] الآفَاتِ ، وَ صَريعِ الشَّهَوَاتِ ، وَ خَليفَةِ الأَمْوَاتِ .

أَمَّا بَعْدُ ، يَا بُنَيَّ [ 5 ] ، فَإِنَّ فيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنّي ، وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَيَّ ، وَ إِقْبَالِ الآخِرَةِ إِلَيَّ ، مَا يَزَعُني [ 6 ] عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ ، وَ الاِهْتِمَامِ بِمَا وَرَايَ [ 7 ] .

غَيْرَ أَنّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بي [ 8 ] دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسي ، فَصَدَّقَني [ 9 ] رَأْيي ، وَ صَرَفَني عَنْ

[ 10 ] من : من الوالد إلى : فنيت ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في صفين ص 123 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 192 . و شرح ابن ميثم ج 4 ص 377 . و تحف العقول ص 135 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 و 578 . و منهاج البراعة ج 18 ص 63 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 91 . و نهج السعادة ج 4 ص 234 و ج 8 ص 328 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 224 .

[ 2 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 167 . و ورد العمر في نسخ النهج .

[ 3 ] غرير . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 283 .

[ 4 ] رصيد . ورد في المصدر السابق ص 284 . و ورد صيد في هامش المصدر السابق .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق ج 5 ص 3 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 100 .

[ 6 ] يمنعني . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 284 .

[ 7 ] ورائي . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 250 . و نسخة الآملي ص 254 . و نسخة الأسترابادي ص 414 . و نسخة عبده ص 554 . و نسخة الصالح ص 391 . و نسخة العطاردي ص 335 .

[ 8 ] يفردني . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 250 . و نسخة الآملي ص 254 و هامش نسخة الأسترابادي ص 414 .

[ 9 ] فصدفني . ورد في نسخة عبده ص 554 . و نسخة الصالح ص 391 .

[ 948 ]

هَوَايَ [ 1 ] ، وَ صَرَّحَ لي مَحْضُ أَمْري ، فَأَفْضى بي إِلى جِدٍّ لاَ يَكُونُ فيهِ [ 2 ] لَعِبٌ ، وَ صِدْقٍ لاَ يَشُوبُهُ كَذِبٌ .

وَ وَجَدْتُكَ ، أَيْ بُنَيَّ [ 3 ] ، بَعْضي ، بَلْ وَجَدْتُكَ كُلّي ، حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَني ، وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَاني ، فَعَنَاني مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنيني مِنْ أَمْرِ نَفْسي ، فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ ، يَا بُنَيَّ [ 4 ] ، كِتَابي هذَا مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقيتُ لَكَ أَوْ فَنيتُ .

وَ إِنَّ أَوَّلَ مَا أَبْدَؤُكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ وَ آخِرِهِ أَنّي أَحْمُدُ إِلَيْكَ اللَّهَ إِلهي وَ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبَائِكَ الأَوَّلينَ وَ الآخِرينَ ، وَ رَبَّ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَ مَنْ فِي الأَرَضينَ ، بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ، وَ كَمَا يُحِبُّ وَ يَنْبَغي لَهُ .

وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ عَلى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ بِصَلاَةِ جَميعِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَ أَنْ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْنَا لِمَا وَفَّقَنَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ وَ الاِسْتِجَابَةِ لَنَا ، فَإِنَّ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ [ 5 ] .

[ أَمَّا بَعْدُ ، ] [ 11 ] فَإِنّي أُوصيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 6 ] أَيْ بُنَيَّ ، وَ لُزُومِ أَمْرِهِ ، وَ عِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ ، وَ الاِعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ : وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعَدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً [ 7 ] .

وَ أَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبِبٍ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالى [ 8 ] إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ ؟ .

[ يَا بُنَيَّ ، ] أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ ، وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ ، وَ قَوِّهِ بِالْيَقينِ ، وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ ، وَ أَسْكِنْهُ بِالْخَشْيَةِ ، وَ أَشْعِرْهُ بِالصَّبْرِ [ 9 ] ، وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ ، وَ بَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا ، وَ حَذِّرْهُ صَوْلَةَ [ 10 ] الدَّهْرِ وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالي وَ الأَيَّامِ ، وَ اعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضينَ ، وَ ذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ

[ 11 ] من : فإنّي إلى : بحبله . و من : و أيّ سبب إلى : الغربة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] صرفني هواي . ورد في العقد الفريد ج 3 ص 100 . و تحف العقول ص 52 . و نهج السعادة ج 4 ص 285 ، و ج 5 ص 3 .

[ 2 ] معه . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 250 . و ورد لا يزرق في كنز العمال للهندي ج 16 ص 168 .

[ 3 ] ورد في العقد الفريد ج 3 ص 100 . و كنز العمال ج 16 ص 167 . و نهج السعادة ج 5 ص 3 . باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 100 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 3 .

[ 5 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 54 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 171 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 294 .

[ 6 ] ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 4 ص 43 .

[ 7 ] آل عمران ، 103 . و وردت الفقرة في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 100 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 4 .

[ 8 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 9 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 286 .

[ 10 ] حولة . ورد في المصدر السابق .

[ 949 ]

مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلينَ .

وَ سِرْ في دِيَارِهِمْ ، وَ اعْتَبِرْ بِ [ 1 ] آثَارِهِمْ ، فَانْظُرْ فيمَا فَعَلُوا ، وَ عَمَّا انْتَقَلُوا ، وَ أَيْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا ،

فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا [ 2 ] عَنِ الأَحِبَّةِ ، وَ حَلُّوا دَارَ [ 3 ] الْغُرْبَةِ .

وَ نَادِ في دِيَارِهِمْ : أَيَّتُهَا الدِّيَارُ الْخَالِيَةُ ، أَنَّى أَهْلُكِ ؟ .

ثُمَّ قِفْ عَلى قُبُورِهِمْ فَقُلْ : أَيَّتُهَا الأَجْسَادُ الْبَالِيَةُ ، وَ الأَعْضَاءُ الْمُتَفَرِّقَةُ ، كَيْفَ وَجَدْتُمُ الدِّيَارَ الَّتي أَنْتُمْ بِهَا ؟ .

أَيْ بُنَيَّ [ 4 ] ، [ 10 ] وَ كَأَنَّكَ عَنْ قَليلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ ، فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ ، وَ بِعْ دُنْيَاكَ بِآخِرَتِكَ [ 5 ] ، وَ لاَ تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ .

وَدَعِ الْقَوْلَ فيمَا لاَ تَعْرِفُ ، وَ الْخِطَابَ [ 6 ] فيمَا لَمْ [ 7 ] تُكَلَّفْ .

وَ أَمْسِكْ عَنْ طَريقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ ، فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلاَلِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ .

يَا بُنَيَّ ، اقْبَلْ مِنَ الْحُكَمَاءِ مَوَاعِظَهُمْ ، وَ تَدَبَّرْ أَحْكَامَهُمْ [ 8 ] ، [ فَإِنَّ ] [ 11 ] كُلَّ وِعَاءٍ يَضيقُ بِمَا جُعِلَ فيهِ إِلاَّ وِعَاءَ الْعِلْمِ ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ .

[ وَ ] [ 12 ] إِذَا أَرْذَلَ اللَّهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ .

وَ كُنْ آخَذَ النَّاسِ بِمَا تَأْمُرُ بِهِ ، وَ أَكَفَّ النَّاسِ عَمَّا تَنْهى عَنْهُ [ 9 ] .

[ 10 ] من : و كأنّك إلى : الأهوال ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 11 ] من : كلّ وعاء إلى : يتّسع به ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 205 .

[ 12 ] من : إذا أرذل إلى : عليه العلم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 288 .

[ 1 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 168 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 286 .

[ 2 ] رحلوا . ورد في هامش نسخة نصيري ص 165 .

[ 3 ] ديار . ورد في نسخة العام 400 ص 354 . و نسخة ابن المؤدب ص 250 . و نسخة الآملي ص 255 . و نسخة نصيري ص 165 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 415 . و نسخة عبده ص 555 . و نسخة الصالح ص 392 . و نسخة العطاردي ص 336 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد ايران ، و عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند .

[ 4 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 52 .

[ 5 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 101 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 5 .

[ 6 ] النّظر . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 287 .

[ 7 ] لا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 251 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 415 .

[ 8 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 68 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 310 .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 950 ]

[ 3 ] عَظِّمِ الْخَالِقَ عِنْدَكَ يَصْغُرِ الْمَخْلُوقُ في عَيْنِكَ .

[ 4 ] وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ ، وَ أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَ لِسَانِكَ ، وَ بَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ ، فَإِنَّ اسْتِتْمَامَ الأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ [ 1 ] .

وَ جَاهِدْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَ لاَ تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ .

وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ [ 2 ] حَيْثُ كَانَ .

وَ تَفَقَّهْ فِي الدّينِ ، فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دينَاراً وَ لاَ دِرْهَماً ، وَ لكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .

فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ للَّهِ حَسَنَةٌ ، وَ طَلَبَهُ عِبَادَةٌ ، وَ الْمُذَاكَرَةَ فيهِ تَسْبيحٌ ، وَ الْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ ، وَ تَعْليمَهُ مَنْ لاَ يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ ، وَ بَذْلَهُ لأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالى .

لأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ ، وَ مَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ ، وَ الْمُؤْنِسُ فِي الْوَحْشَةِ ، وَ الصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ وَ الْوَحْدَةِ ، وَ الْمُحَدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ ، وَ الدَّليلُ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ ، وَ السِّلاَحُ عَلَى الأَعْدَاءِ ، وَ الزَّيْنُ عَلَى الأَخِلاَّءِ .

بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ وَ يُعْبَدُ ، وَ بِهِ تُوصَلُ الأَرْحَامُ ، وَ يُعْرَفُ الْحَلاَلُ مِنَ الْحَرَامِ .

يُلْهَمُ بِهِ السُّعَدَاءُ ، وَ يُحْرَمُهُ الأَشْقِيَاءُ .

يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ قَادَةً ، تُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ ، وَ يُهْتَدى بِفِعَالِهِمْ ، وَ يُنْتَهى إِلى آرَائِهِمْ .

فَطُوبى لِمَنْ لَمْ يَحْرِمْهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ ، وَ كُلُّ رَطْبِ وَ يَابِسٍ ، حَتَّى الطَّيْرُ في جَوِّ السَّمَاءِ ، وَ الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ .

وَ إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضىً بِهِ .

وَ فيهِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَ الْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

[ 3 ] من : عظم إلى : في عينك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 129 .

[ 4 ] من : و أمر إلى : بجهدك . و من : و جاهد إلى : في الدّين ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 69 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 310 .

[ 2 ] للحقّ . ورد في نسخة عبده ص 555 . و نسخة الصالح ص 393 . و نسخة العطاردي ص 336 .

[ 951 ]

إِنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنَ الْجَهْلِ ، وَ ضِيَاءُ الأَبْصَارِ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَ قُوَّةُ الأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ ،

يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الأَخْيَارِ ، وَ مَجَالِسَ الأَبْرَارِ ، وَ الدَّرَجَاتِ الْعُلى فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ .

الذِّكْرُ فيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ ، وَ مُدَارَسَتُهُ بِالْقِيَامِ ، لأَنَّ الْفُقَهَاءَ هُمُ الدُّعَاةُ إِلَى الْجِنَانِ ، وَ الأَدِلاَّءُ عَلَى الرَّحْمنِ [ 1 ] .

[ 14 ] وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ [ 2 ] عَلَى الْمَكْرُوهِ ، [ فَإِنَّ ] الصَّبْرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ يَعْصِمُ الْقَلْبَ [ 3 ] ، وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ فِي الْحَقِّ ، وَ احْمِلْهَا عَلى مَا أَصَابَكَ مِنْ أَهْوَالِ الدُّنْيَا وَ هُمُومِهَا [ 4 ] .

وَ أَلْجِئْ نَفْسَكَ في أُمُورِكَ [ 5 ] كُلِّهَا إِلى إِلهِكَ ، فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلى كَهْفٍ حَصينٍ ، وَ حِرْزٍ [ 6 ] حَريزٍ .

وَ اعْتَصِمْ في أَحْوَالِكَ كُلِّهَا بِاللَّهِ ، فَإِنَّكَ تَعْتَصِمُ مِنْهُ سُبْحَانَهُ بِ [ 7 ] مَانِعٍ عَزيزٍ .

وَ أَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ الشَّرُّ ، وَ [ 8 ] الْعَطَاءُ وَ الْمَنْعُ ، وَ الصِّلَةُ [ 9 ] وَ الْحِرْمَانُ .

وَ أَكْثِرِ الاِسْتِخَارَةَ لَهُ [ 10 ] .

وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتي ، وَ لاَ تَذْهَبَنَّ عَنْهَا [ 11 ] صَفْحاً ، فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ .

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ في عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَ لاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمَهُ .

أَيْ بُنَيَّ ، إِنّي لَمَّا رَأَيْتُكَ [ 12 ] قَدْ بَلَغْتَ سِنّاً ، وَ رَأَيْتُني أَزْدَادُ [ 13 ] وَهْناً ، بَادَرَتُ بِوَصِيَّتي إِلَيْكَ ،

[ 14 ] من : و عوّد إلى : كهف حريز . و من : و مانع عزيز إلى : يصيرون إليه ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 69 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 310 و 312 . باختلاف .

[ 2 ] الصّبر . ورد في هامش نسخة نصيري ص 165 . و نسخة الآملي ص 255 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 300 . و نسخة الأسترابادي ص 416 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 3 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 232 .

[ 4 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 249 .

[ 5 ] الأمور . ورد في نسخة العام 400 ص 355 . و نسخة ابن المؤدب ص 251 . و نسخة نصيري ص 165 . و نسخة الآملي ص 255 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 300 . و نسخة الأسترابادي ص 416 . و نسخة عبده ص 555 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 6 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 67 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 250 .

[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 119 .

[ 8 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 67 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 250 .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 10 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 101 .

[ 11 ] عنك . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 72 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 169 .

[ 12 ] رأيتني . ورد في نسخة العام 400 ص 355 . و نسخة ابن المؤدب ص 251 . و نسخة نصيري ص 165 . و نسخة الآملي ص 255 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 301 . و نسخة عبده ص 556 . و نسخة الصالح ص 393 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 13 ] ازددت . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 169 .

[ 952 ]

وَ أَرَدْتُ [ 1 ] خِصَالاً مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بي أَجَلي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْكَ بِمَا في نَفْسي ، أَوْ أَنْ أُنْقَصَ في رَأْيي كَمَا نُقِصْتُ في جِسْمي ، أَوْ أَنْ يَسْبِقَني إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوى وَ فِتَنِ الدُّنْيَا ، فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ النَّفُورِ .

وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فيهَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلاَّ [ 2 ] قَبِلَتْهُ .

فَبَادَرْتُكَ [ 3 ] بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ ، وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ ، لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ [ 4 ] مِنَ الأَمْرِ [ 5 ] مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ ، فَتَكُونَ قَدْ كُفيتَ مَؤُونَةَ الطَّلِبَةِ [ 6 ] ، وَ عُوفيتَ مِنْ عِلاَجِ التَّجْرِبَةِ ، فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتيهِ ، وَ اسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا فيهِ [ 7 ] .

أَيْ بُنَيَّ ، إِنّي وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلي ، فَقَدْ نَظَرْتُ في أَعْمَالِهِمْ ، وَ فَكَّرْتُ في أَخْبَارِهِمْ ، وَ سِرْتُ في آثَارِهِمْ ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ .

بَلْ كَأَنّي بِمَا انْتَهى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلى آخِرِهِمْ ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ [ 8 ] مِنْ كَدَرِهِ ، وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخيلَهُ [ 9 ] ، وَ تَوَخَّيْتُ لَكَ جَميلَهُ ، وَ صَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ .

وَ رَأَيْتُ حَيْثُ عَنَاني مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفيقَ ، وَ أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ ، وَ مُقْتَبَلُ الدَّهْرِ ، ذُو نِيَّةٍ سَليمَةٍ ، وَ نَفْسٍ صَافِيَةٍ .

وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ [ 10 ] بِتَعْليمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَأْويلِهِ ، وَ شَرَائِعِ الإِسْلاَمِ وَ أَحْكَامِهِ ، وَ حَلاَلِهِ وَ حَرَامِهِ ، لاَ أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلى غَيْرِهِ [ 11 ] .

[ 1 ] و أوردت . ورد في نسخة العام 400 ص 355 . و متن شرح ابن ميثم ج 5 ص 8 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 286 .

و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 2 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 289 .

[ 3 ] فباكرتك . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 169 .

[ 4 ] بحداثتك . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 301 .

[ 5 ] الأمور . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 251 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 6 ] الطّلب . ورد في نسخة العام 400 ص 356 . و نسخة الآملي ص 256 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 301 . و نسخة الأسترابادي ص 417 . و نسخة عبده ص 556 . و نسخة الصالح ص 393 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 7 ] منه . ورد في نسخة عبده ص 556 . و نسخة الصالح ص 393 . و نسخة العطاردي ص 337 .

[ 8 ] ذاك . ورد في هامش نسخة الآملي ص 256 .

[ 9 ] جليله . ورد في هامش نسخة نصيري ص 166 . و نسخة الآملي ص 256 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 302 .

[ 10 ] أبتدرك . ورد في هامش نسخة الآملي ص 256 .

[ 11 ] غيرك . ورد في المصدر السابق . و نسخة العام 400 الموجودة في في المكتبة الظاهرية ص 357 .

[ 953 ]

ثُمَّ أَشْفَقْتُ أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ ، عَلى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبيهِكَ لَهُ ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِكَ إِلى أَمْرٍ لاَ آمَنُ عَلَيْكَ فيهِ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَ رَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّهُ فيهِ لِرُشْدِكَ ، وَ أَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ ، فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتي هذِهِ .

وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ [ 1 ] ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتي تَقْوَى اللَّهِ ، وَ الاِقْتِصَارُ عَلى مَا فَرَضَهُ [ 2 ] اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَ الأَخْذُ بِمَا مَضى عَلَيْهِ الأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ ، وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ ،

فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظُرُوا لأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ ، وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ، ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا ، وَ الإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا .

فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا كَانُوا عَلِمُوا ، فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ ،

لاَ بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ ، وَ عُلَقِ [ 3 ] الْخُصُومَاتِ .

وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ في ذلِكَ بِالاِسْتِعَانَةِ بِإِلهِكَ ، وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ في تَوْفيقِكَ ، وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ في شُبْهَةٍ ، أَوْ أَسْلَمَتْكَ إِلى ضَلاَلَةٍ .

فَإِذَا أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ ، وَ تَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ ، وَ كَانَ هَمُّكَ في ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً ،

فَانْظُرْ فيمَا فَسَّرْتُ لَكَ ، وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ رَأْيُكَ عَلى [ 4 ] مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ ، وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ ،

فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ ، وَ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ .

وَ لَيْسَ طَالِبُ الدّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ ، وَ الإِمْسَاكُ عَنْ [ 5 ] ذَلِكَ أَمْثَلُ .

فَتَفَهَّمْ ، يَا بُنَيَّ ، وَصِيَّتي ، وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ ، وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُميتُ ،

وَ أَنَّ الْمُفْني هُوَ الْمُعيدُ ، وَ أَنَّ الْمُبْتَلي هُوَ الْمُعَافي ، وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلاَّ عَلى مَا جَعَلَهَا [ 6 ] اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 7 ] عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الاِبْتِلاَءِ ، وَ الْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ ، أَوْ مَا شَاءَ مِمَّا لاَ نَعْلَمُ .

فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلى جَهَالَتِكَ بِهِ ، فَإِنَّكَ أَوَّلُ مَا خُلِقْتَ خُلِقْتَ جَاهِلاً ثُمَّ

[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 292 .

[ 2 ] افترض . ورد في نسخة العام 400 ص 357 .

[ 3 ] غلوّ . ورد في نسخة الآملي ص 257 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 303 . و نسخة الأسترابادي ص 419 . و نسخة العطاردي ص 338 .

[ 4 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 293 .

[ 5 ] عند . ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] خلقها . ورد في المصدر السابق ص 295 . و تحف العقول للحرّاني ص 54 .

[ 7 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 54 . و هامش نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 293 .

[ 954 ]

عَلِمْتَ .

وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الأَمْرِ [ 1 ] ، وَ يَتَحَيَّرُ فيهِ رَأْيُكَ ، وَ يَضِلُّ فيهِ بَصَرُكَ ، ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ .

فَاعْتَصِمْ بِالَّذي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ ، وَلْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ ، وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ ، وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ .

وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ [ 2 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، فَارْضَ بِهِ رَائِداً ، وَ إِلَى النَّجَاةِ قَائِداً .

فَإِنّي لَمْ آلُكَ نَصيحَةً ، وَ إِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ ، وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ ، مَبْلَغَ نَظَري لَكَ ، لِعِنَايَتي وَ طُولِ تَجْرِبَتي [ 3 ] .

وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَريكٌ لأَتَتْكَ رُسُلُهُ ، وَ لَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَ سُلْطَانِهِ ، وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ ، وَ لكِنَّهُ إِلهٌ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ [ 4 ] كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ .

لاَ يُضَادُّهُ في مُلْكِهِ أَحَدٌ وَ لاَ يُحَاجُّهُ [ 5 ] ، وَ لاَ يَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ يَزَلْ .

أَوَّلٌ قَبْلَ الأَشْيَاءِ بِلاَ أَوَّلِيَّةٍ ، وَ آخِرٌ بَعْدَ الأَشْيَاءِ بِلاَ نِهَايَةٍ ، حَكيمٌ ، عَليمٌ ، قَديمٌ [ 6 ] .

عَظُمَ عَنْ [ 7 ] أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ .

فَإِذَا أَنْتَ [ 8 ] عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ في صِغَرِ خَطَرِهِ ، وَ قِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ ،

وَ كَثْرَةِ عَجْزِهِ ، وَ عَظيمِ حَاجَتِهِ إِلى رَبِّهِ في طَلَبِ طَاعَتِهِ ، وَ الْخَشْيَةِ [ 9 ] مِنْ عُقُوبَتِهِ ، وَ الشَّفَقَةِ مِنْ سَخَطِهِ ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ [ 10 ] لَمْ يَأْمُرْكَ إِلاَّ بِحَسَنٍ ، وَ لَمْ يَنْهَكَ إِلاَّ عَنْ قَبيحٍ .

يَا بُنَيَّ ، إِنّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الدُّنْيَا وَ حَالِهَا ، وَ زَوَالِهَا وَ انْتِقَالِهَا بِأَهْلِهَا [ 11 ] ، وَ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الآخِرَةِ

[ 1 ] الأمور . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 358 . و نسخة العطاردي ص 339 .

[ 2 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 171 . و ورد الرّسول في نسخ النهج

[ 3 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 171 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق .

[ 5 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 55 .

[ 6 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 171 .

[ 7 ] أجلّ من . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 55 .

[ 8 ] ورد في المصدر السابق .

[ 9 ] الرّهبة . ورد في هامش نسخة العام 400 ص 359 . و نسخة ابن المؤدب ص 253 . و نسخة الآملي ص 258 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 304 . و نسخة الأسترابادي ص 421 . و نسخة عبده ص 560 . و نسخة العطاردي ص 340 .

[ 10 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 602 .

[ 11 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 55 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 295 .

[ 955 ]

وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ [ 1 ] لأَهْلِهَا فيهَا ، وَ ضَرَبْتُ لَكَ فيهِمَا الأَمْثَالَ ، لِتَعْتَبِرَ بِهَا ، وَ تَحْذُوَ عَلَيْهَا .

إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ [ 2 ] الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَابِهِمْ مَنْزِلٌ جَديبٌ ، فَأَمُّوا مَنْزِلاً خَصيباً وَ جَنَاباً مَريعاً ، فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّريقِ ، وَ فِرَاقَ الصَّديقِ ، وَخْشُونَةَ السَّفَرِ ، وَ جُشُوبَةَ الْمَطْعَمِ ، لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ ، وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ ، فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِشَيْ‏ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً ، وَ لاَ يَرَوْنَ نَفَقَةً فيهِ مَغْرَماً ، وَ لاَ شَيْ‏ءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ ، وَ أَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلِّهِمْ [ 3 ] .

وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا بَمَنْزِلٍ خَصيبٍ ، فَنَبَا بِهِمْ إِلى مَنْزِلٍ جَديبٍ ، فَلَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ ، وَ لاَ أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ ، وَ لاَ أَهْوَلَ لَدَيْهِمْ [ 4 ] ، مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فيهِ إِلى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ وَ يَصيرُونَ إِلَيْهِ .

ثُمَّ قَرَعْتُكَ بِأَنْوَاعِ الْجَهَالاَتِ لِئَلاَّ تَعُدَّ نَفْسَكَ عَالِماً ، فَإِنْ وَرَدَ عَلَيْكَ شَيْ‏ءٌ تَعْرِفُهُ أَكْبَرْتَ ذَلِكَ .

فَإِنَّ الْعَالِمَ مَنْ عَرَفَ أَنَّ مَا يَعْلَمُ فيمَا لاَ يَعْلَمُ قَليلٌ ، فَعَدَّ نَفْسَهُ بِذَلِكَ جَاهِلاً ، فَازْدَادَ بِمَا عَرَفَ مِنْ ذَلِكَ في طَلَبِ الْعِلْمِ اجْتِهَاداً ، فَمَا يَزَالُ لِلْعِلْمِ طَالِباً ، وَ فيهِ رَاغِباً ، وَ لَهُ مُسْتَفيداً ، وَ لأَهْلِهِ خَاشِعاً ،

وَ لِرَأْيِهِ مُتَّهِماً ، وَ لِلصَّمْتِ لاَزِماً ، وَ لِلْخَطَأِ حَاذِراً ، وَ مِنْهُ مُسْتَحْيِياً .

وَ إِنْ وَرَدَ عَلَيْهِ مَا لاَ يَعْرِفُ لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ ، لِمَا قَرَّرَ بِهِ نَفْسَهُ مِنَ الْجَهَالَةِ .

وَ إِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَدَّ نَفْسَهُ لِمَا جَهِلَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ لِلْعِلْمِ عَالِماً ، وَ بِرَأْيِهِ مُكْتَفِياً ، فَمَا يَزَالُ لِلْعُلَمَاءِ مُبَاعِداً [ 5 ] ، وَ عَلَيْهِمْ زَارِياً ، وَ لِمَنْ خَالَفَهُ مُخَطِّئاً ، وَ لِمَا لَمْ يَعْرِفْ مِنَ الأُمُورِ مُضَلِّلاً .

فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الأُمُورِ مَا لاَ يَعْرِفُهُ أَنْكَرَهُ وَ كَذَّبَ بِهِ ، وَ قَالَ بِجَهَالَتِهِ : مَا أَعْرِفُ هذَا . وَ مَا أَرَاهُ كَانَ . وَ مَا أَظُنُّ أَنْ يَكُونَ . وَ أَنَّى كَانَ . وَ ذَلِكَ لِثِقَتِهِ بِرَأْيِهِ ، وَ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بَجَهَالَتِهِ .

فَمَا يَنْفَكُّ بِمَا يَرى مِمَّا يَلْتَبِسُ عَلَيْهِ بِرَأْيِهِ [ 6 ] مِمَّا لاَ يَعْرِفُ لِلْجَهْلِ مُسْتَفيداً ، وَ لِلْحَقِّ مُنْكِراً ،

وَ فِي الْجَهَالَةِ مُتَحَيِّراً ، وَ فِي اللَّجَاجَةِ مُتَجَرِّئاً ، وَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ مُسْتَكْبِراً [ 7 ] .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 295 .

[ 2 ] أبصر . ورد في المصدر السابق . و تحف العقول للحرّاني ص 55 .

[ 3 ] محلّتهم . ورد في نسخة الأسترابادي ص 422 . و نسخة الصالح ص 397 .

[ 4 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 55 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 297 .

[ 5 ] معاندا . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 298 .

[ 6 ] رأيه . ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق . و تحف العقول للحرّاني ص 55 . باختلاف يسير .

[ 956 ]

[ 7 ] يَا بُنَيَّ ، تَفَهَّمُ وَصِيَّتي وَ [ 1 ] اجْعَلْ نَفْسَكَ ميزَاناً فيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَ اكْرهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا ، وَ لاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ ، وَ أَحْسِنْ إِلى جَميعِ النَّاسِ [ 2 ] كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ ، وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ ، وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ .

وَ أَخْلِصْ للَّهِ عَمَلَكَ وَ عِلْمَكَ ، وَ حُبَّكَ وَ بُغْضَكَ ، وَ أَخْذَكَ وَ تَرْكَكَ ، وَ كَلاَمَكَ وَ صَمْتَكَ [ 3 ] .

وَ لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ ، بَلْ [ 4 ] وَ لاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ .

[ وَ ] [ 8 ] لاَ تَسْأَلْ عَمَّا لاَ يَكُونُ [ 5 ] ، فَفِي الَّذي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ .

[ 9 ] إِذَا حُيّيتَ بِتَحِيَّةٍ فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا ، وَ إِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبي عَلَيْهَا ،

وَ الْفَضْلُ مَعَ ذَلِكَ لِلْبَادِئِ .

وَ حَسِّنْ مَعَ جَميعِ النَّاسِ خُلْقَكَ حَتَّى إِذَا غِبْتَ عَنْهُمْ حَنُّوا إِلَيْكَ ، وَ إِذَا مِتَّ بَكَوْا عَلَيْكَ وَ قَالُوا :

إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَ لاَ تَكُنْ مِنَ الَّذينَ يُقَالُ عِنْدَ مَوْتِهِمْ : اَلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ [ 6 ] .

[ فَإِنَّ ] [ 10 ] أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الإِخْوَانِ ، وَ أَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ رَأْسَ الْعَقْلِ بَعْدَ الإيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُدَارَاةُ النَّاسِ ، وَ لاَ خَيْرَ فيمَنْ لاَ يُعَاشِرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لاَبُدَّ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ إِلَى الْخَلاَصِ مِنْهُ سَبيلاً .

فَإِنّي وَجَدْتُ جَميعَ مَا يَتَعَايَشُ بِهِ النَّاسُ وَ بِهِ يَتَعَاشَرُونَ مِلْ‏ءَ مِكْيَالٍ ، ثُلُثَاهُ اسْتِحْسَانٌ ، وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ .

وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنَ الْكَلاَمِ ، وَ لاَ أَقْبَحَ مِنْهُ ، فَبِالْكَلاَمِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ ،

[ 7 ] من : يا بنيّ إلى : أن يقال لك ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 8 ] من : لا تسأل إلى : شغل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 364 .

[ 9 ] من : إذا حيّيت إلى : للبادئ ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 10 ] من : أعجز إلى : به منهم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 12 .

[ 1 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 55 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 297 .

[ 2 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 70 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 312 .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 120 .

[ 4 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 72 . و تحف العقول للحرّاني ص 56 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 299 .

[ 5 ] لم يكن . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 598 . و نسخة عبده ص 741 .

[ 6 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 70 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 313 .

[ 957 ]

وَ بِالْكَلاَمِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ [ 1 ] [ 12 ] الْكَلاَمَ في وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمُ بِهِ ، فَإِنْ تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ في وَثَاقِهِ .

[ وَ ] [ 13 ] إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ [ 2 ] ، فَإِنَّ [ 3 ] [ 14 ] اللِّسَانَ سَبُعٌ [ 4 ] ، فَإِنْ خُلِّيَ عَنْهُ [ 5 ] عَقَرَ ، وَ الْغَضَبُ شَرٌّ إِنْ أَطَعْتَهُ دَمَّرَ [ 6 ] .

[ 15 ] لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ ، وَ قَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ .

دَعِ الْكَلاَمَ فيمَا لاَ يَعْنيكَ وَ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، فَ [ 7 ] رُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً ، وَ جَلَبَتْ نِقْمَةً ، وَ رُبَّ لَفْظَةٍ أَتَتْ عَلى مُهْجَةٍ .

مَنْ سَيَّبَ عُذَارَهُ قَادَهُ إِلى كُلِّ كَريهَةٍ وَ فَضيحَةٍ ، ثُمَّ لَمْ يَخْلُصْ مِنْ وَهْدِهِ [ 8 ] إِلاَّ عَلى مَقْتٍ مِنَ اللَّهِ وَ ذَمٍّ مِنَ النَّاسِ [ 9 ] .

[ 16 ] وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ [ 10 ] ، أَنَّ الاِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ ، وَ آفَةُ الأَلْبَابِ ، [ وَ ] يَمْنَعُ مِنَ الاِزْدِيَادِ ، فَاسْعَ في كَدْحِكَ ، وَ أَنْفِقْ مِنْ خَيْرِكَ [ 11 ] ، وَ لاَ تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ .

وَ إِذَا أَنْتَ هُديتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ .

[ 12 ] من : الكلام إلى : وثاقه . و من : فاخزن إلى : و ورقك . و من : ربّ كلمة إلى : نقمة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 381 .

[ 13 ] إذا تمّ العقل نقص الكلام ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 71 .

[ 14 ] من : اللّسان إلى : عقر ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 60 .

[ 15 ] من : لسان إلى : لسانه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 40 .

[ 16 ] من : و اعلم إلى : لربّك ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 . و الإعجاب يمنع الإزدياد ورد في الحكم تحت الرقم 167 .

[ 1 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 65 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 117 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 313 . باختلاف .

[ 2 ] رزقك . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 605 .

[ 3 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 70 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 313 .

[ 4 ] كلب عقور . ورد في المصدرين السابقين . و الاختصاص ص 229 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 51 عن نوادر الفقيه .

[ 5 ] أنت خلّيته . ورد في كتاب المواعظ ص 71 . و نهج السعادة ج 7 ص 315 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 51 عن نوادر الفقيه للصدوق . و ورد أطلقته في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 42 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 42 .

[ 7 ] ورد في غرر الحكم الحديث 5131 على نسخة طبعتها جامعة طهران .

[ 8 ] دهره . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 315 .

[ 9 ] ورد في المصدر السابق . و كتاب المواعظ للصدوق ص 71 . و غرر الحكم الحديث 5131 . باختلاف .

[ 10 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 172 .

[ 11 ] في حقّ . ورد في العقد الفريد ج 3 ص 102 . و نثر الدرّ ج 4 ص 320 . و دستور معالم الحكم ص 68 . و تحف العقول ص 61 . و وردت الفقرة في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 958 ]

[ 11 ] لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَليلِ ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ ، وَ لاَ تَسْتَكْثِرَنَّ الْكَثيرَ مِنْ نَوَالِكَ فَإِنَّكَ أَكْثَرُ مِنْهُ [ 1 ] .

يَا بُنَيَّ ، هَوِّنْ عَلَيْكَ ، فَإِنَّ [ 2 ] [ 12 ] الأَمْرُ قَريبٌ ، وَ الْمُقَامَ يَسيرٌ ، وَ [ 3 ] [ 13 ] الرَّحيلُ وَ شيكٌ ،

وَ الاِصْطِحَابُ قَليلٌ .

أَيْ بُنَيَّ [ 4 ] ، [ 14 ] لاَ تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّكَ تُخَلِّفُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ :

إِمَّا رَجُلٍ عَمِلَ فيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 5 ] فَسَعِدَ بِمَا شَقيتَ بِهِ .

وَ إِمَّا رَجُلٍ عَمِلَ فيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 6 ] فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ ، فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلى مَعْصِيَتِهِ .

وَ لَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ حَقيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلى نَفْسِكَ ، وَ تَحْمِلَهُ عَلى ظَهْرِكَ .

يَا بُنَيَّ [ 7 ] ، [ 15 ] إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً في غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ ،

فَوَرَّثَهُ رَجُلاً [ 8 ] فَأَنْفَقَهُ في طَاعَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَ دَخَلَ الأَوَّلُ بِهِ النَّارَ .

[ 16 ] وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ [ 9 ] ، أَنَّ أَمَامَكَ طَريقاً ذَا مَسَافَةٍ بَعيدَةٍ ، وَ مَشَقَّةٍ شَديدَةٍ ، وَ إِنَّهُ لاَ غِنى بِكَ فيهِ عَنْ حُسْنِ الاِرْتِيَادِ ، وَ قَدْرِ بَلاَغِكَ [ 10 ] مِنَ الزَّادِ ، مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ ، فَلاَ تَحْمِلَنَّ عَلى ظَهْرِكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ ،

[ 11 ] من : لا تستح إلى : أقلّ منه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 67 .

[ 12 ] من : الأمر إلى : قليل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 168 .

[ 13 ] الرّحيل و شيك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 187 .

[ 14 ] من : يا بنيّ لا تخلّفنّ إلى : على نفسك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 416 .

[ 15 ] من : إنّ أعظم إلى : به النّار ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 429 .

[ 16 ] من : و اعلم إلى : عسرتك ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 807 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 794 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق .

[ 4 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 3 ص 721 .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 823 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 98 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 253 . باختلاف بين المصدرين .

[ 8 ] فورثه رجل . ورد في نسخة عبده ص 756 . و نسخة الصالح ص 552 . و نسخة العطاردي ص 494 .

[ 9 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 72 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 300 .

[ 10 ] قدّر بلاغك . ورد في هامش نسخة الآملي ص 259 . و نسخة عبده ص 561 .

[ 959 ]

فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَ بَالاً عَلَيْكَ في حَشْرِكَ وَ نَشْرِكَ ، فَ [ 1 ] بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ .

وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ [ 2 ] مَنْ يَحْمِلُ لَكَ [ 3 ] زَادَكَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَيُوافيكَ بِهِ غَداً في مَعَادِكَ [ 4 ] حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِيَّاهُ .

وَ أَكْثِرْ مِنْ تَزْويدِهِ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ ، فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلاَ تَجِدُهُ .

وَ اغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ في حَالِ غِنَاكَ ، لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ [ 5 ] في يَوْمِ عُسْرَتِكَ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَثِقَ لِتَحْميلِ زَادِكَ بِمَنْ لاَ وَرَعَ لَهُ وَ لاَ أَمَانَةَ ، فَيَكُونُ مَثَلُكَ مَثَلَ ظَمْآنٍ رَأْى سَرَاباً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً 1 ، فَتَبْقى فِي الْقِيَامَةِ مُنْقَطَعاً بِكَ [ 7 ] .

[ 14 ] وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ [ 8 ] ، أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَؤُوداً ، الْمُخِفُّ فيهَا أَحْسَنُ حَالاً مِنَ الْمُثْقِلِ ، وَ الْمُبْطِئُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ أَمْراً مِنَ الْمُسْرِعِ ، وَ أَنَّ مَهْبِطَهَا بِكَ [ 9 ] ، لاَ مَحَالَةَ إِمَّا عَلى جَنَّةٍ أَوْ عَلى نَارٍ .

فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ ، وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ ، فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ ، وَ لاَ إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ ، [ وَ ] مَلَكُوتُ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ [ 10 ] ، قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ ، وَ تَكَفَّلَ لَكَ بِالإِجَابَةِ ، وَ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ ، وَ تَطْلُبَ إِلَيْهِ لِيُرْضِيَكَ [ 11 ] ، وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ، وَ هُوَ رَحيمٌ كَريمٌ [ 12 ] .

وَ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ [ 13 ] ، وَ لَمْ يُلْجِئْكَ إِلى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ ، وَ لَمْ يَمْنَعْكَ

[ 14 ] من : و اعلم أنّ إلى : و لا تبقى له ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 73 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 317 .

[ 2 ] الحاجة . ورد في خصائص الأئمة للرضي ص 116 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 301 .

[ 3 ] عنك . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 101 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 5 .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 5 ] ليحصل قضاؤه . ورد في هامش نسخة الآملي ص 259 .

-----------
( 1 ) النور ، 39 .

[ 7 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 73 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 318 .

[ 8 ] ورد في خصائص الأئمة للرضي ص 116 .

[ 9 ] مهبطك بها . ورد في نسخة عبده ص 562 . و نسخة الصالح ص 398 . و نسخة العطاردي ص 341 عن شرح فيض الإسلام .

[ 10 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 56 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 302 .

[ 11 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 173 .

[ 12 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 56 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 302 .

[ 13 ] ترجمانا . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 56 .

[ 960 ]

إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ ، وَ لَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ ، وَ لَمْ يُعَيِّرْكَ بِالاِنَابَةِ ، وَ لَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضيحَةُ بِكَ أَوْلى [ 1 ] ، وَ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ في قَبُولِ الإِنَابَةِ [ 2 ] ، وَ لَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَريمَةِ ، وَ لَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ .

بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً ، وَ تَوْبَتَكَ التَّوَرُّعَ مِنَ [ 3 ] الذَّنْبِ [ 4 ] ، وَ حَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً ،

وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً ، وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ ، فَإِذَا نَادَيْتَهُ ، سَمِعَ نِدَاكَ ، وَ إِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ .

فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ ، وَ أَبْثَثْتَهُ [ 5 ] ذَاتَ نَفْسِكَ ، وَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ ، وَ اسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ ،

وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلى أُمُورِكَ ، وَ نَاجَيْتَهُ بِمَا تَسْتَخْفي بِهِ مِنَ الْخَلْقِ مِنْ سِرِّكَ [ 6 ] ، وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ ، مِنْ زِيَادَةِ الأَعْمَارِ ، وَ صِحَّةِ الأَبْدَانِ ، وَ سَعَةِ الأَرْزَاقِ .

ثُمَّ جَعَلَ في يَدَيْكَ مَفَاتيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ ، فَمَتى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهُ ، وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبيبَ رَحْمَتِهِ ، فَأَلْحِحْ بِالْمَسْأَلَةِ ، وَ [ 7 ] لاَ يُقْنِطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ ، فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلى قَدْرِ الْمَسْأَلَةِ [ 8 ] .

وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الإِجَابَةُ ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لأَجْرِ السَّائِلِ ، وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الآمِلِ [ 9 ] .

وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْ‏ءَ فَلاَ تُؤْتَاهُ وَ أُوتيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلاً أَوْ آجِلاً ، أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فيهِ هَلاَكُ دينِكَ لَوْ أُوتيتَهُ .

فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ مِنَ اللَّهِ تَعَالى [ 10 ] فيمَا يَعْنيكَ مِمَّا [ 11 ] يَبْقى لَكَ جَمَالُهُ ، وَ يُنْفى عَنْكَ وَ بَالُهُ ،

فَالْمَالُ لاَ يَبْقى لَكَ وَ لاَ تَبْقى لَهُ .

[ 12 ] إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلى رَسُولِهِ صَلَّى

[ 12 ] من : إذا كانت إلى : الأخرى ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 361 .

[ 1 ] تعرّضت للفضيحة . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 56 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 302 .

[ 2 ] التّوبة . ورد في المصدرين السابقين .

[ 3 ] النّزوع عن . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 173 . و تحف العقول للحرّاني ص 56 .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 303 .

[ 5 ] أنبأته عن . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 56 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 67 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 304 .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و ورد النّيّة في نسخ النهج .

[ 9 ] النّائل . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 816 .

[ 10 ] ورد في المصدر السابق ص 586 . باختلاف يسير .

[ 11 ] ورد في المصدر السابق . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 72 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 305 . باختلاف يسير .

[ 961 ]

اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى أَكْرَمُ مِنَ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَ يَمْنَعَ الأُخْرى .

[ وَ ] [ 8 ] مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 1 ] لِيَفْتَحَ عَلى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَ يُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ .

وَ لاَ لِيَفْتَحَ عَلى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَ يُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الإِجَابَةِ . وَ لاَ لِيَفْتَحَ عَلى عَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَ يُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ .

[ 9 ] وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلآخِرَةِ لاَ لِلدُّنْيَا ، وَ لِلْفَنَاءِ لاَ لِلْبَقَاءِ ، وَ لِلْمَوْتِ لاَ لِلْحَيَاةِ ،

وَ أَنَّكَ في مَنْزِلِ قُلْعَةٍ ، وَ دَارِ بُلْغَةٍ ، وَ طَريقٍ إِلَى الآخِرَةِ ، وَ أَنَّكَ طَريدُ الْمَوْتِ الَّذي لاَ يَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ ،

وَ لاَ يَفُوتُهُ طَالِبُهُ ، وَ لاَ بُدَّ أَنَّهُ يَوْماً [ 2 ] مُدْرِكُهُ . فَكُنْ مِنْهُ عَلى حَذَرٍ أَنْ يُدْرِكَكَ وَ أَنْتَ عَلى حَالٍ سَيِّئَةٍ ،

قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ فيهَا بِالتَّوْبَةِ ، فَيَحُولُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ .

فَتَفَقَّدْ دينَكَ لِنَفْسِكَ ، فَدينُكَ لَحْمُكَ وَ دَمُكَ ، وَ لاَ يُنْقِذُكَ غَيْرُهُ [ 3 ] .

يَا بُنَيَّ ، أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَ ذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ ، وَ تُفْضي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ ، وَ اجْعَلْهُ أَمَامَكَ حَيْثُ تَرَاهُ [ 4 ] ، حَتَّى يَأْتِيَكَ وَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ ، وَ شَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ ، وَ لاَ يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ ، وَ لاَ يَأْخُذَكَ عَلى غِرَّتِكَ .

وَ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الآخِرَةِ وَ كَثْرَةِ نَعيمِهَا وَ حُبُورِهَا وَ سُرُورِهَا وَ دَوَامِهَا ، وَ كَثْرَةَ صُنُوفِ لَذَّاتِهَا ، وَ قِلَّةِ آفَاتِهَا ، إِذَا سَلَّمْتَ ، وَ فَكِّرْ في أَلْوَانِ عَذَابِهَا ، وَ شِدَّةِ غُمُومِهَا ، وَ أَصْنَافِ نَكَالِهَا ، إِذَا تَيَقَّنْتَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُزَهِّدُكَ فِي الدُّنْيَا وَ يُصَغِّرُهَا عِنْدَكَ ، وَ يُرَغِّبُكَ فِي الآخِرَةِ [ 5 ] .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرى مِنْ إِخْلاَدِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا ، وَ تَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا ، فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ [ 6 ] عَنْهَا ، وَ نَعَتْ [ 7 ] هِيَ لَكَ نَفْسَهَا ، وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاويهَا .

[ 8 ] من : ما كان إلى : المغفرة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 435 .

[ 9 ] من : و اعلم إلى : أهلكت نفسك . و من : يا بنيّ إلى : فيبهرك . و من : و إيّاك إلى : يا بنيّ أنّ ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 746 .

[ 2 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 57 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 306 .

[ 3 ] ورد في الجعفريات ص 401 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 174 . باختلاف بين المصدرين .

[ 4 ] ورد في تحف العقول ص 57 . و نهج السعادة ج 4 ص 306 . و ورد نصب عينك في كنز العمال للهندي ج 16 ص 174 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و تحف العقول للحرّاني ص 57 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 306 . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 307 .

[ 7 ] و نعتت . ورد في نسخة الآملي ص 261 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 308 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 428 .

[ 962 ]

فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلاَبٌ عَاوِيَةٌ ، وَ سِبَاعٌ ضَارِيَةٌ ، يَهِرُّ بَعْضُهَا عَلى بَعْضِهَا [ 1 ] ، وَ يَأْكُلُ عَزيزُهَا ذَليلَهَا ، وَ يَقْهَرُ كَبيرُهَا صَغيرَهَا ، وَ كَثيرُهَا قَليلَهَا [ 2 ] .

نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ ، وَ أُخْرى مُهْمَلَةٌ ، قَدْ أَضَلَّتْ أَهْلَهَا [ 3 ] عُقُولَهَا ، وَ رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا ، سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ ، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقيمُهَا ، وَ لاَ مُسيمٌ يُسيمُهَا .

سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَريقَ الْعَمى ، وَ أَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنْهَجِ الصَّوَابِ وَ [ 4 ] مَنَارِ الْهُدى ،

فَتَاهُوا في حَيْرَتِهَا ، وَ غَرِقُوا في نِعْمَتِهَا [ 5 ] ، وَ اتَّخَذُوهَا رَبّاً ، فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا ، وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا .

رُوَيْداً حَتَّى [ 6 ] يُسْفِرَ الظَّلاَمُ ، كَأَنْ ، وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ [ 7 ] ، قَدْ وَرَدَتِ الأَظْعَانُ ، يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ .

وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّ [ 9 ] مَثَلَ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا ، وَ السُّمُّ النَّاقِعُ في جَوْفِهَا ، يَهْوي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ [ 8 ] ، وَ يَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلِ .

[ وَ ] [ 10 ] أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ .

[ 11 ] وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِيَّتُهُ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ ، فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَ إِنْ كَانَ وَاقِفاً ، وَ يَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَ إِنْ كَانَ مُقيماً وَادِعاً .

[ وَ ] [ 12 ] إِذَا كُنْتَ في إِدْبَارٍ ، وَ الْمَوْتُ في إِقْبَالٍ ، فَمَا أَسْرَعَ الْمُلْتَقى .

أَيْ بُنَيَّ ، أَبَى اللَّهُ تَعَالى إِلاَّ خَرَابَ الدُّنْيَا وَ عِمَارَةَ الآخِرَةِ . ، فَإِنْ تَزْهَدْ فيمَا زَهَّدَكَ اللَّهُ فيهِ ،

[ 9 ] من : مثل إلى : العاقل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 119 .

[ 10 ] من : أهل إلى : نيام ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 64 .

[ 11 ] من : و اعلم إلى : وادعا ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 12 ] من : إذا كنت إلى : الملتقى ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 29 .

[ 1 ] على بعض . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 364 . و نسخة الصالح ص 400 .

[ 2 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 307 .

[ 3 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 57 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق .

[ 5 ] فتنتها . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 174 .

[ 6 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 309 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق .

[ 8 ] الغافل . ورد في متن مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 108 .

[ 963 ]

وَ تَعْزِفْ نَفْسَكَ عَنْهَا ، فَهِيَ أَهْلُ ذَلِكَ .

[ 8 ] وَ إِنْ كُنْتَ غَيْرَ قَابِلٍ نُصْحي إِيَّاكَ فيهَا فَ [ 1 ] اعْلَمْ يَقيناً أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ ، وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ ، وَ أَنَّكَ في سَبيلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ ، فَخَفِّضْ فِي الطَّلَبِ ، وَ أَجْمِلْ فِي الْمُكْتَسَبِ ، فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلى حَرَبٍ .

فَلَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ ، وَ لاَ كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ .

وَ أَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَ إِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ دينِكَ وَ عِرْضِكَ وَ [ 2 ] نَفْسِكَ عِوَضاً وَ إِنْ جَلَّ ، وَ ابْذُلْ فِي الْمَكَارِمِ جُهْدَكَ تَخْلُصْ مِنَ الْمَآثِرِ وَ تُحْرِزِ الْمَكَارِمَ [ 3 ] .

وَ لاَ تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَ قَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 4 ] حُرّاً .

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنى يَعْدِلُ الْجَنَّةَ ، وَ لاَ فَقْرَ يَعْدِلُ النَّارَ [ 5 ] .

وَ مَا خَيْرُ خَيْرٍ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِشَرٍّ ، وَ يُسْرٍ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِعُسْرٍ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطَايَا الطَّمَعِ ، فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ الْهَلَكَةِ .

وَ إِنِ اسْتَطْعْتَ أَنْ لاَ يَكُونَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالى [ 6 ] ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ ، فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قِسْمَكَ ،

وَ آخِذٌ سَهْمَكَ .

وَ إِنَّ اليَسيرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنَ الْكَثيرِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَ إِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ .

فَإِنْ نَظَرْتَ ، وَ للَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلى ، فيمَا تَطْلُبُ مِنَ الْمُلُوكِ وَ مَنْ دُونَهُمْ مِنَ السَّفَلَةِ ، لَعَرَفْتَ أَنَّ لَكَ في يَسيرِ مَا تَطْلُبُ مِنَ الْمُلُوكِ افْتِخَاراً ، وَ أَنَّ عَلَيْكَ في كَثيرِ مَا تُصيبُ مِنَ الدُّنَاةِ عَاراً .

فَاقْتَصِدْ في أَمْرِكَ تَحْمَدْ مَغَبَّةَ عِلْمِكَ أَنَّكَ لَسْتَ بَائِعاً شَيْئاً مِنْ دينِكَ وَ عِرْضِكَ إِلاَّ بِثَمَنٍ .

وَ الْمَغْبُونُ مَنْ غُبِنَ نَصيبَهُ مِنَ اللَّهِ ، وَ الْمَحْرُوبُ مَنْ حُرِبَ دينُهُ ، وَ الْمَسْلُوبُ مَنْ سُلِبَ يَقينُهُ .

فَ [ 7 ] [ 9 ] خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ ، وَ تَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ .

[ 8 ] من : و اعلم يقينا إلى : عوضا . و من : و لا تكن إلى : حرّا . و من : و ما خير إلى : كلّ منه ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 9 ] من : خذ من إلى : الطّلب ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 393 .

[ 1 ] ورد في العقد الفريد ج 3 ص 101 . و تحف العقول ص 57 . و نهج السعادة ج 4 ص 309 . باختلاف يسير .

[ 2 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 233 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 311 .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 777 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 311 . باختلاف .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 819 .

[ 5 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 101 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 6 .

[ 6 ] ورد في خصائص الأئمة للرضي ص 117 .

[ 7 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و العقد الفريد ج 3 ص 101 . و دستور معالم الحكم ص 20 . و تحف العقول ص 58 . و نهج السعادة ج 5 ص 6 . باختلاف بين المصادر .

[ 964 ]

فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ .

[ 6 ] إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ ، وَ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ ، وَ رُبَّمَا شَرَقَ شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رَيِّهِ .

وَ كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْ‏ءِ الْمُتَنَافَسِ فيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ .

وَ الأَمَانِيُّ تُعْمي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ .

وَ الْحَظُّ يَأْتي مَنْ لاَ يَأْتيهِ .

[ 7 ] يَا بُنَيَّ ، احْفَظْ عَنّي أَرْبَعاً ، وَ أَرْبَعاً ، لاَ يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ :

إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ .

وَ أَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ .

وَ أَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ .

وَ أَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلْقِ .

يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ ، فَإِنَّهُ يُجْهِدُ لَكَ نَفْسَهُ وَ لاَ يَنْفَعُكَ ، وَ لَرُبَّمَا [ 1 ] يُريدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ .

فَسُكُوتُهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ نُطْقِهِ ، وَ بُعْدُهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ قُرْبِهِ ، وَ مَوْتُهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَيَاتِهِ [ 2 ] .

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ ، فَإِنَّهُ يَبيعُكَ بِالتَّافِهِ الْمُحْتَقَرِ [ 3 ] .

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْبَخيلِ ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ [ 4 ] مَا تَكُونُ إِلَيْهِ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ ، وَ لاَ يَهْنَئُكَ مَعَهُ عَيْشٌ [ 5 ] ، يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعيدَ ، وَ يُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَريبَ ، يَنْقُلُ حَديثَكَ وَ يَنْقُلُ الْحَديثَ إِلَيْكَ ، كُلَّمَا أَفْنى أُحْدُوثَةً مَطَّهَا بِأُخْرى ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُحَدِّثُ

[ 6 ] من : إنّ الطّمع إلى : لا يأتيه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 275 .

[ 7 ] من : يا بنيّ إلى : فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك . و من : و إيّاك إلى : القريب ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 38 .

[ 1 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 51 . و نثر الدرّ ج 1 ص 289 . و تاريخ دمشق ج 3 ص 290 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 289 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 345 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 290 . و كنز العمال للهندي ج 9 ص 175 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 159 .

[ 4 ] يخذلك في أحوج . ورد في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار ص 183 .

[ 5 ] ورد في المحاسن ج 1 ص 208 . و نثر الدرّ ج 1 ص 289 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 290 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي . باختلاف يسير .

[ 965 ]

بِالصِّدْقِ فَمَا يُصَدَّقُ ، وَ يُعْرَفُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْعَدَاوَةِ .

فَإِنِ اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ فَلاَ تُصَدِّقْهُ ، وَ لاَ تُعْلِمْهُ أَنَّكَ تُكَذِّبْهُ ، فَإِنَّهُ يَنْتَقِلُ عَنْ وُدِّكَ وَ لاَ يَنْتَقِلُ عَنْ طَبْعِهِ [ 1 ] .

[ يَا بُنَيَّ ، ] [ 8 ] لاَ تَصْحَبِ الْمَائِقَ [ 2 ] فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ ، وَ يَوَدُّ لَوْ أَنَّكَ [ 3 ] تَكُونُ مِثْلَهُ ، وَ يُزَيِّنُ لَكَ أَسْوَءَ خِصَالِهِ ، وَ مَدْخَلُهُ عَلَيْكَ وَ مَخْرَجُهُ مِنْ عِنْدِكَ شَيْنٌ وَ عَارٌ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَعْتَمِدَ عَلَى اللَّئيمِ ، فَإِنَّهُ يَخْذُلُ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الأَشْرَارِ ، فَإِنَّهُمْ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ بِالسَّلاَمَةِ مِنْهُمْ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُعَاشَرَةَ مُتَتَبِّعي عُيُوبِ النَّاسِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسْلَمْ مُصَاحِبُهُمْ مِنْهُمْ .

وَ إِيَّاكَ وَ مُقَارَبَةَ [ 4 ] مَنْ رَهِبْتَهُ عَلى دينِكَ وَ عِرْضِكَ .

وَ تَبَاعَدْ مِنَ السُّلْطَانِ ، وَ لاَ تَأْمَنْ خُدَعَ [ 5 ] الشَّيْطَانِ .

تَقُولُ : مَتى أَرى مَا أُنْكِرُ نَزَعْتُ .

فَإِنَّهُ هكَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَ قَدْ أَيْقَنُوا بِالْمَعَادِ ، فَلَوْ سُمْتَ بَعْضَهُمْ بَيْعَ آخِرَتِهِ بِالدُّنْيَا لَمْ يَطِبْ بِذَلِكَ نَفْساً . ثُمَّ قَدْ يَتَحَيَّلُهُ [ 6 ] الشَّيْطَانُ بِخُدَعِهِ وَ مَكْرِهِ ، حَتَّى يُوَرِّطَهُ في هَلَكَةٍ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسيرٍ حَقيرٍ ، وَ يَنْقُلَهُ مِنْ شَرٍّ إِلى شَرٍّ حَتَّى يُؤْيِسَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ يُدْخِلَهُ فِي الْقُنُوطِ ، فَيَجِدُ الْوَجْهَ [ 7 ] إِلى مَا خَالَفَ الإِسْلاَمَ وَ أَحْكَامَهُ .

فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ إِلاَّ حُبَّ الدُّنْيَا وَ قُرْبَ السُّلْطَانِ ، فَخَالَفَتْكَ إِلى مَا نَهَيْتُكَ عَنْهُ مِمَّا فيهِ رُشْدَكَ ،

[ 8 ] من : لا تصحب إلى : تكون مثله ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 293 .

[ 1 ] ورد في المحاسن ج 1 ص 208 . و نثر الدرّ ج 1 ص 289 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 290 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 122 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] المالق . ورد في غرر الحكم ج 2 ص 811 . و ورد الفاجر . في تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 290 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي .

[ 3 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 289 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي .

[ 4 ] مقارنة . ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 76 . و تحف العقول للحرّاني ص 52 .

[ 5 ] باعد السّلطان لتأمن خدع . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 331 .

[ 6 ] يتخبّله . ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] الرّاحة . ورد في المصدر السابق .

[ 966 ]

فَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، فَإِنَّهُ لاَثِقَةَ [ 1 ] لِلْمُلُوكِ عِنْدَ الْغَضَبِ ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ أَخْبَارِهِمْ ، وَ لاَ تَنْطِقْ بِأَسْرَارِهِمْ ،

وَ لاَ تَدْخُلْ فيمَا بَيْنَهُمْ .

يَا بُنَيَّ [ 2 ] ، [ 10 ] لاَ مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ . وَ لاَ فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ [ 3 ] . وَ لاَ وَحْدَةَ أَوْحَشُ [ 4 ] مِنَ الْعُجْبِ . وَ لاَ وَاعِظَ أَبْلَغُ مِنَ النُّصْحِ [ 5 ] . وَ لاَ مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ .

وَ لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبيرِ . وَ لاَ كَرَمَ كَالتَّقْوى . وَ لاَ قَرينَ [ 6 ] كَحُسْنِ الْخُلْقِ . وَ لا ميرَاثَ كَالأَدَبِ . وَ لاَ قَائِدَ كَالتَّوْفيقِ . وَ لاَ تِجَارَةَ كَالعْمَلِ الصَّالِحِ . وَ لاَ رِبْحَ كَالثَّوَابِ . وَ لاَ وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ [ 7 ] . وَ لاَ زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ . وَ لاَ عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ [ 8 ] . وَ لاَ عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ . وَ لاَ إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَ الصَّبْرِ .

وَ لاَ حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ . وَ لاَ شَرَفَ كَالْعِلْمِ . وَ لاَ عِزَّ كَالْحِلْمِ ، وَ لاَ حِلْمَ كَالصَّبْرِ وَ الصَّمْتِ [ 9 ] .

[ وَ ] [ 11 ] أَوْضَعُ الْعِلْمِ مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ ، وَ أَرْفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ وَ الأَرْكَانِ .

يَا بُنَيَّ ، الْعِلْمُ خَليلُ الْمَرْءِ ، وَ الْعَقْلُ دَليلُهُ ، وَ الْحِلْمُ وَزيرُهُ ، وَ الصَّبْرُ مِنْ خَيْرِ جُنُودِهِ ، وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ ،

وَ الْعَمَلُ قَرينُهُ ، وَ الْيُسْرُ أَخُوهُ .

[ 10 ] من : لا مال إلى : كالحلم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 113 .

[ 11 ] من : أوضع إلى : الأركان ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 92 .

[ 1 ] بقيّة . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 59 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و عيون الأخبار ج 7 ص 79 . و العقد الفريد ج 3 ص 101 . و نثر الدرّ ج 1 ص 289 . و دستور معالم الحكم ص 68 و 76 . و أمالي الطوسي ص 145 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ) ج 3 ص 290 .

و غرر الحكم ج 1 ص 148 . و كنز العمال ج 9 ص 175 . و نهج السعادة ج 4 ص 331 . و نهج البلاغة الثاني ص 195 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في كتاب المواعظ ص 45 . و العقد الفريد ج 2 ص 115 . و المحاسن ج 1 ص 81 . و أمالي الطوسي ص 145 . و غرر الحكم ج 2 ص 838 . و البداية و النهاية ج 8 ص 41 . و كنز العمال ج 16 ص 120 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 297 عن الوافي . و نهج البلاغة الثاني ص 195 . باختلاف يسير .

[ 4 ] أشدّ . ورد في الدر المنثور ج 6 ص 110 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 281 . و تاريخ الخلفاء ص 206 . و كنز العمال ج 16 ص 120 .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 838 .

[ 6 ] حسب . ورد في المحاسن ج 1 ص 81 . و كتاب المواعظ ص 65 . و أمالي الطوسي ص 145 . و البداية و النهاية ج 8 ص 41 .

و كنز العمال ج 16 ص 120 و 216 . و نهج البلاغة الثاني ص 195 .

[ 7 ] كالكفّ عن محارم اللّه . ورد في المحاسن ج 1 ص 81 . و كتاب المواعظ ص 45 . و أمالي الطوسي ص 145 . و كنز العمال ج 16 ص 121 . باختلاف بين المصادر .

[ 8 ] كالتّفكّر في صنعة اللّه عزّ و جلّ . ورد في أمالي الطوسي ص 145 .

[ 9 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 830 . باختلاف .

[ 967 ]

وَ فِي الصَّمْتِ السَّلاَمَةُ مِنَ النَّدَامَةِ [ 1 ] ، [ 9 ] وَ تَلاَفيكَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ فَائِدَةَ [ 2 ] مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِكَ .

وَ حِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ .

وَ اعْلَمُ أَنَّ [ 3 ] حِفْظُ مَا في يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا في يَدَي غَيْرِكَ .

[ 10 ] كُنْ سَمِحاً وَ لاَ تَكُنْ مُبَذِّراً ، وَ كُنْ مُقَدِّراً ، وَ لاَ تَكُنْ مُقَتِّراً .

وَ حُسْنُ التَّدْبيرِ مَعَ الْكَفَافِ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْكَثيرِ مَعَ الاِسْرَافِ [ 4 ] .

[ 11 ] فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلى غَيْرِ أَهْلِهَا ، وَ مَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ [ 5 ] إِلَى النَّاسِ .

وَ مُدَاوَمَةُ الْوَحْدَةِ أَسْلَمُ مِنْ خِلْطَةِ النَّاسِ .

وَ لاَ تُحَدِّثْ إِلاَّ عَنْ ثِقَةٍ ، فَتَكُونَ كَذَّاباً .

وَ الْكَذِبُ ذُلٌّ ، فَجَانِبْهُ وَ أَهْلَهُ .

يَا بُنَيَّ [ 6 ] ، الْحُرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ [ 7 ] خَيْرٌ لَكَ [ 8 ] مِنَ الْغِنى مَعَ الْفُجُورِ .

وَ الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ .

وَ رُبَّ سَاعٍ فيمَا يَضُرُّهُ .

مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ ، وَ مَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ .

[ 9 ] من : و تلافيك إلى : يدي غيرك . و من : مرارة إلى : إلى النّاس . و من : و الحرفة إلى : أبصر ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 10 ] من : كن سمحا إلى : مقتّرا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 33 .

[ 11 ] من : فوت إلى : غير أهلها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 66 .

[ 1 ] ورد في أمالي الطوسي ص 145 . و دستور معالم الحكم ص 18 . و غرر الحكم ج 1 ص 44 و 96 . و تحف العقول ص 59 . و كنز العمال ج 16 ص 217 . و نهج البلاغة الثاني ص 195 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في

[ 3 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 176 .

[ 4 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و دستور معالم الحكم ص 17 . و غرر الحكم ج 1 ص 377 . و تحف العقول ص 59 .

باختلاف يسير .

[ 5 ] التّضّرع . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 761 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم ج 2 ص 828 . و تحف العقول ص 59 . و كنز العمال ج 16 ص 176 و 217 . و نور الأبصار ص 93 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] العفّة مع الحرفة . ورد في دستور معالم الحكم ص 17 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 333 .

[ 8 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 17 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 176 .

[ 968 ]

وَ مِنْ خَيْرِ حَظِّ الْمَرْءِ الْقَرينُ الصَّالِحُ ، فَ [ 1 ] [ 11 ] قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ ، وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ وَ مَنْ يَصُدُّكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرِ الْمَوْتِ بِالأَبَاطيلِ الْمُزَخْرَفَةِ وَ الأَرَاجيفِ الْمُلَفَّقَةِ [ 2 ] ،

تَبِنْ عَنْهُمْ .

[ 12 ] أُحْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ .

وَضَعْ أَمْرَ أَخيكَ عَلى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ [ 3 ] .

[ 13 ] لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ [ 4 ] سُوءاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً [ 5 ] .

لاَ يَغْلِبَنَّ عَلَيْكَ سُوءُ الظَّنِّ فَإِنَّهُ لاَ يَدَعُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ خَليلٍ صُلْحاً .

وَ عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ فَأَكْثِرْ فِي اكْتِسَابَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ عُدَّةٌ عِنْدَ الرَّجَاءِ [ 6 ] ، وَ جُنَّةٌ عِنْدَ الْبَلاَءِ .

وَ شَاوِرْ في حَديثِكَ الَّذينَ يَخَافُونَ اللَّهَ .

وَ أَحْبِبِ الإِخْوَانَ عَلى قَدْرِ التَّقْوى [ 7 ] .

[ 14 ] إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فيهِ ، فَإِنَّ شِدَّةَ [ 8 ] تَوَقّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ [ 9 ] ، [ وَ ] الاِحْجَامُ عَنِ الأَمْرِ يُورِثُ الْعَجْزَ ، وَ الاِقْدَامُ عَلَيْهِ يُورِثُ اجْتِلاَبَ الْحَظِّ [ 10 ] .

[ 11 ] من : قارن إلى : أهل الشّرّ . و : تبن عنهم ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 12 ] من : إحصد إلى : صدرك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 178 .

[ 13 ] من : لا تظنّنّ إلى : محتملا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 360 .

[ 14 ] من : إذا هبت إلى : تخاف منه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 175 .

[ 1 ] ورد في كتاب المواعظ ص 65 . دستور معالم الحكم ص 18 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 311 و ج 7 ص 247 . باختلاف يسير .

[ 2 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 65 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 247 .

[ 3 ] ورد في العقد الفريد ج 3 ص 102 . و الاختصاص 226 . و نهج السعادة ج 7 ص 247 . باختلاف يسير .

[ 4 ] أخيك . ورد في الاختصاص للمفيد 226 .

[ 5 ] محملا . ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] الرّخاء . ورد في المصدر السابق . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 481 .

[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين . و المحاسن ج 2 ص 436 . و كتاب المواعظ ص 65 . و العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 74 . و غرر الحكم ج 2 ص 698 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 311 و ج 7 ص 247 . باختلاف .

[ 8 ] شرّ . ورد في المستطرف للأبشيهي ج 1 ص 156 .

[ 9 ] أشدّ من الوقوع فيه . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 321 . و ورد وقوعك فيه أهون من توقّيه في مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 145 عن الطرلز للعلوي .

[ 10 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 233 .

[ 969 ]

[ 9 ] لاَ تَدْعُوَنَّ أَحَداً [ 1 ] إِلى مُبَارَزَةٍ ، وَ إِنْ دُعيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ ، وَ الْبَاغِيَ مَصْرُوعٌ .

[ 10 ] مَنْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ للَّهِ سُبْحَانَهُ [ 2 ] قَوِيَ عَلى قَتْلِ أَشِدَّاءِ [ 3 ] الْبَاطِلِ .

[ 11 ] بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ ، وَ بِئْسَ الْقُوتُ أَكْلُ مَالِ الأَيْتَامِ ، وَ بِئْسَتِ الْقِلاَدَةُ قِلاَدَةُ الآثَامِ [ 4 ] .

وَ ظُلْمُ الضَّعيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ ، وَ ظُلْمُ الْمُسْتَسْلِمِ أَعْظَمُ الْجُرْمِ [ 5 ] .

[ 12 ] لِلظَّالِمِ الْبَادِئِ غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ ، وَ لِلْمُسْتَحْلي لَذَّةَ الدُّنْيَا غُصَّةٌ ، وَ لِلأَخِلاَّءِ نَدَامَةٌ إِلاَّ الْمُتَّقينَ .

وَ الْفَاحِشَةُ كَاسْمِهَا .

وَ التَّصَبُّرُ عَلَى الْمَكْرُوهِ يَعْصِمُ الْقَلْبَ .

وَ [ 6 ] إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً .

[ 13 ] إِمْشِ بِدَائِكَ مَا مَشى بِكَ .

رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً ، وَ الدَّاءُ دَوَاءً ، وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ ، وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ .

وَ إِيَّاكَ وَ الاِتِّكَالُ [ 7 ] عَلَى الْمُنى ، فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكى ، وَ تَثْبيطٌ عَنْ خَيْرِ الآخِرَةِ وَ الدُّنْيَا [ 8 ] .

[ 14 ] اَلْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ ، فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ .

[ 9 ] من : لا تدعونّ إلى : مصروع ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 233 .

[ 10 ] من : من أحدّ إلى : الباطل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 174 .

[ 11 ] من : بئس إلى : الظّلم . و من : إذا كان إلى : رفقا . و من : ربّما كان إلى : النّوكى ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 12 ] من : للظّالم إلى : عضّة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 186 .

[ 13 ] إمش بدائك ما مشى بك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 27 .

[ 14 ] من : العلم إلى : ارتحل عنه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 366 .

[ 1 ] ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 1 ص 94 .

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 679 .

[ 3 ] أشدّ . ورد في المصدر السابق .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق ج 1 ص 341 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق ج 2 ص 475 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق ص 581 . و دستور معالم الحكم ص 15 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 311 .

باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] إتّكالك . ورد في نسخة عبده ص 567 .

[ 8 ] ورد في كتاب المواعظ ص 65 . و العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 76 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 312 . باختلاف بين المصادر .

[ 970 ]

وَ الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَ إِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ .

[ 7 ] الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ ، وَ الْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلْقِكَ بِحِلْمِكَ ، وَ قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ ،

تسْلَمْ لَكَ الْمَوَّدَةُ ، وَ تَظْهَرْ لَكَ الْمَحَبَّةُ .

أَفْضَلُ رِدَاءٍ يُرْتَدى بِهِ الْحِلْمُ ، فَ [ 1 ] [ 8 ] إِنْ لَمْ تَكُنْ حَليماً فَتَحَلَّمْ ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ إِلاَّ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ .

وَ إِيَّاكَ وَ الْعُجْبَ وَ سُوءَ الْخُلْقِ وَ قِلَّةَ الصَّبْرِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَقيمُ لَكَ عَلى هذِهِ الْخِصَالِ الثَّلاَثِ صَاحِبٌ ، وَ لاَ يَزَالُ لَكَ عَلَيْهَا مِنَ النَّاسِ مُجَانِبٌ ، وَ أَلْزِمْ نَفْسَكَ التَّوَدُّدَ ، وَ صَبِّرْ عَلى مَؤُونَاتِ النَّاسِ نَفْسَكَ .

إِسْتَشِرْ أَعْدَاءَكَ تَعْرِفْ مِنْ رَأْيِهِمْ مِقْدَارَ عَدَاوَتِهِمْ ، وَ مَوَاضِعَ مَقَاصِدِهِمْ .

وَ ابْذُلْ لأَخيكَ دَمَكَ وَ مَالَكَ ، وَ لِصَديقِكَ نُصْحَكَ ، وَ لِمَعَارِفِكَ مَعُونَتَكَ ، وَ لِلْعَامَّةِ [ 2 ] بِشْرَكَ وَ مَحَبَّتَكَ ،

وَ لِعَدُوِّكَ عَدْلَكَ وَ إِنْصَافَكَ .

لاَ تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِقَوْلِ كُلِّ قَائِلٍ ، وَاضْنُنْ بِدينِكَ وَ عِرْضِكَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ ، فَإِنَّهُ أَسْلَمُ لِدينِكَ وَ دُنْيَاكَ .

ذَكِّ قَلْبَكَ بِالأَدَبِ كَمَا تُذَكَّى النَّارُ بِالْحَطَبِ ، فَنِعْمَ الْعَوْنُ الأَدَبُ لِلْخِبْرَةِ ، وَ التَّجَارِبُ لِذِي اللُّبِّ [ 3 ] .

[ 9 ] وَ رَأْسُ [ 4 ] الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ ، وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ ، وَ خَيْرُ الأُمُورِ مَا أَصْلَحَكَ .

وَ لاَ تَكُنْ ، فيمَا تُورِدُ ، كَحَاطِبِ اللَّيْلِ وَ غُثَاءِ السَّيْلِ .

نِعْمَ الْمُوَازَرَةُ الْمُشَاوَرَةُ ، وَ بِئْسَ الاِسْتِعْدَادُ الاِسْتِبْدَادُ .

لاَ تَسْتَبِدَّ بِرَأْيِكَ فَ [ 5 ] [ 10 ] مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ ، وَ لاَ تَتَّبِعِ الْهَوى فَمَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ ارْتَبَكَ [ 6 ] .

[ 7 ] من : الحلم إلى : بعقلك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 424 .

[ 8 ] من : إن لم تكن إلى : أن يكون منهم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 207 .

[ 9 ] من : و العقل حفظ التّجارب إلى : وعظك ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 10 ] من استبدّ برأعيه هلك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 161 .

[ 1 ] ورد في العقد الفريد ج 2 ص 141 . و الكافي ج 1 ص 20 . و خصائص الأئمة ص 115 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 169 عن أعلام الدين للديلمي . و نهج البلاغة الثاني ص 297 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] لكافّة النّاس . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 129 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و كتاب المواعظ ص 65 . و دستور معالم الحكم ص 68 و 71 . و غرر الحكم ج 1 ص 407 و ج 2 ص 810 .

و شرح ابن أبي الحديد ج 20 ص 312 . و تحف العقول ص 59 . و نهج السعادة ج 4 ص 123 و ج 7 ص 232 و 248 . باختلاف .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 383 .

[ 5 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 292 . و دستور معالم الحكم ص 72 . و غرر الحكم ج 1 ص 342 و 388 و ج 2 ص 811 و 826 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 313 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 140 عن نهاية الأرب . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 811 .

[ 971 ]

وَ مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا في عُقُولِهَا .

أُضْمُمْ آرَاءَ الرِّجَالِ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ ، ثُمَّ اخْتَرْ أَقْرَبَهَا إِلَى الصَّوَابِ ، وَ أَبْعَدَهَا عَنِ الاِرْتِيَابِ .

لاَ تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلاَّ بَعْدَ أَذى .

وَ اعْلَمْ أَنَّ كُفْرَ النِّعْمَةِ لُؤْمٌ ، وَ صُحْبَةَ الْجَاهِلِ [ 1 ] شُؤْمٌ .

مِنَ الْكَرَمِ لينُ الْكَلاَمِ [ 2 ] . [ وَ ] [ 6 ] الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ ، لأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكَمٌ .

يَا بُنَيَّ [ 3 ] ، [ 7 ] لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ :

فَسَاعَةٌ يُنَاجي فيهَا رَبَّهُ .

وَ سَاعَةٌ يَرُمُّ فيهَا مَعَاشَهُ .

وَ سَاعَةٌ يُخَلّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَ بَيْنَ لَذَّتِهَا فيمَا يَحِلُّ وَ يَجْمُلُ .

وَ لَيْسَ [ 4 ] لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ في ثَلاَثٍ :

مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ . أَوْ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ [ 5 ] . أَوْ لَذَّةٍ في غَيْرِ مُحَرَّمٍ .

[ 8 ] وَ اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلى مِثَالِهِ ، فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ ، وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ .

وَ قَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ وَ يُبْغِضُ عَمَلَهُ ،

وَ يُحِبُّ الْعَمَلَ وَ يُبْغِضُ بَدَنَهُ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ نَبَاتاً ، وَ كُلُّ نَبَاتٍ لاَ غِنى لَهُ عَنِ الْمَاءِ .

[ 6 ] من : و من شاور إلى : عقولها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 161 .

[ 7 ] من : الحدّة إلى : مستحكم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 255 .

[ 8 ] من : للمؤمن إلى : غير محرّم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 390 .

[ 9 ] من : و اعلم إلى : ثمرته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 154 .

[ 1 ] مجالسة الأحمق . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 75 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 65 و ص 77 . و العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 18 . و غرر الحكم ج 1 ص 218 و ج 2 ص 574 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 313 و ج 7 ص 248 و 397 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في أمالي الطوسي ص 146 .

[ 4 ] لا ينبغي . . . ظاعنا . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 13 .

[ 5 ] خطوة في معاد . ورد في نسخة العام 400 ص 500 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 430 . و نسخة الأسترابادي ص 607 . نسخة عبده ص 749 . و نسخة الصالح ص 545 . و نسخة العطاردي ص 487 .

[ 972 ]

وَ الْمِيَاهُ مُخْتَلِفَةٌ ، فَمَا طَابَ سَقْيُهُ طَابَ غَرْسُهُ ، وَ حَلَتْ ثَمَرَتُهُ ، وَ مَا خَبُثَ سَقْيُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ ،

وَ أَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ .

يَا بُنَيَّ [ 1 ] ، [ 10 ] بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَةً ، وَ بَادِرِ الْبِرَّ فَإِنَّ أَعْمَالَ الْبِرِّ فُرْصَةٌ .

وَ [ 2 ] [ 11 ] الظَّفَرُ بِالْحَزْمِ ، وَ الْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ ، وَ الرَّأْيُ بِتَحْصينِ الأَسْرَارِ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ مِنَ الْحَزْمِ الْعَزْمُ ، وَ مِنْ سَبَبِ الْحِرْمَانِ التَّوَاني ، وَ [ 3 ] لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصيبُ ، وَ لاَ كُلُّ غَائِبٍ يَؤُوبُ .

وَ إِنَّ [ 4 ] مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ ، وَ مِنَ الشَّقَاءِ [ 5 ] مَفْسَدَةُ الْمَعَادِ .

[ 12 ] وَ لِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ .

وَ لاَ تَدَعِ الطَّلَبَ فيمَا يَحِلُّ وَ يَطيبُ ، فَلاَ بُدَّ مِنْ بُلْغَةٍ ، وَ [ 6 ] سَوْفَ يَأْتيكَ مَا قُدِّرَ [ 7 ] لَكَ .

[ وَ ] التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ .

خُذْ بِالْفَضْلِ ، وَ أَحْسِنْ فِي الْبَذْلِ ، وَ قُلْ لِلنَّاسِ حُسْناً [ 8 ] .

وَ رُبَّ يَسيرٍ أَنْمى مِنْ كَثيرٍ .

لاَ خَيْرَ في مُعينٍ مَهينٍ ، وَ لاَ في صَديقٍ ظَنينٍ [ 9 ] .

يَا بُنَيَّ ، احْلَمْ فَإِنَّ مَنْ حَلُمَ سَادَ ، وَ مَنْ تَفَهَّمَ ازْدَادَ ، وَ مَنْ سَأَلَ اسْتَفَادَ .

[ 10 ] من : بادر إلى : غصّة . و من : ليس كلّ إلى : عاقبة . و من : سوف إلى : مخاطر . و من : و ربّ إلى : ظنين ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 . و ورد : لكلّ امرئ عاقبة حلوة أو مرّة في حكم الرضي تحت الرقم 151 . و واضح أن هناك خطأ في نسخ الحكمة إذ أن الحلاوة و المرارة تتعلقان بالأمر لا بالمرء . و الدليل أن الوارد في الكتاب رقم 31 هو : « لكلّ أمر » . و اللّه أعلم .

[ 11 ] من : الظّفر إلى : الأسرار ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 48 .

[ 12 ] لكلّ امرئ عاقبة حلوة أو مرّة ورد في حكم الرضي تحت الرقم 151 . و واضح أن هناك خطأ في نسخ الحكمة إذ أن الحلاوة و المرارة تتعلقان بالأمر لا بالمرء . و الدليل أن الوارد في الكتاب رقم 31 هو : « لكلّ أمر » . و اللّه أعلم .

[ 1 ] ورد في

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 339 .

[ 3 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 18 و 19 . و تحف العقول ص 60 . و نور الأبصار ص 93 . و نهج السعادة ج 4 ص 314 .

باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 216 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق ج 2 ص 726 .

[ 6 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 177 .

[ 7 ] قسم . ورد في دستور معالم الحكم ص 67 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 316 .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 9 ] ضنين . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 258 . و هامش نسخة الآملي ص 263 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 430 .

[ 973 ]

وَ الْقَ أَهْلَ الْخَيْرِ ، فَإِنَّ لِقَاءَ أَهْلِ الْخَيْرِ عِمَارَةُ الْقَلْبِ [ 1 ] .

[ 8 ] سَاهِلِ الدَّهْرَ مَا ذَلَّ لَكَ قَعُودُهُ .

[ 9 ] إِتَّقِ اللَّهَ بَعْضَ التُّقى وَ إِنْ قَلَّ ، وَ اجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ سِتْراً وَ إِنْ رَقَّ .

وَ إِنْ قَارَفْتَ سَيِّئَةً فَعَاجِلْ مَحْوَهَا بِالتَّوْبَةِ [ 2 ] .

[ وَ ] [ 10 ] تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ .

[ وَ ] [ 11 ] سَيِّئَةٌ تَسُؤْكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ حَسَنَةٍ تُعْجِبُكَ .

أَدِّ الأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَ لاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ [ 3 ] ، وَ لاَ تَشِنْ عَدُوِّكَ وَ إِنْ شَانَكَ ، وَ لاَ تُذِعْ سِرَّهُ وَ إِنْ أَذَاعَ سِرَّكَ .

ثَمَرَةُ الْعَقْلِ الاِسْتِقَامَةُ ، وَ [ 4 ] [ 12 ] ثَمَرَةُ التَّفْريطِ النَّدَامَةُ [ 5 ] ، وَ ثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ . وَ مِنَ الْفِقْهِ كِتْمَانُ السِّرِّ ، و لَقَاحُ الْمَعْرِفَةِ دِرَاسَةُ الْعِلْمِ ، وَ طُولُ التَّجَارِبِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ [ 6 ] .

[ 13 ] الاِسْتِغْنَاءُ عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِهِ .

وَ لاَ تُخَاطِرْ بِشَيْ‏ءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ ، [ فَإِنَّ ] [ 14 ] اللَّجَاجَةَ تَسُلُّ [ 7 ] الرَّأْيَ .

[ 8 ] من : ساهل إلى : قعوده . و من : و لا تخاطر إلى : اللّجاج ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 9 ] من : إتّق إلى : رقّ ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 242 .

[ 10 ] من : ترك إلى : التّوبة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 170 .

[ 11 ] من : سيّئة إلى : تعجبك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 46 .

[ 12 ] من : ثمرة إلى : السّلامة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 181 .

[ 13 ] من : الاستغناء إلى : الصّدق به ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 329 .

[ 14 ] اللّجاجة تسلّ الرّأي ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 179 .

[ 1 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و العقد الفريد ج 2 ص 141 . و دستور معالم الحكم ص 18 . و كتاب المواعظ ص 75 . و تحف العقول ص 60 . و كنز العمال ج 16 ص 177 . و نهج السعادة ج 4 ص 314 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 21 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 315 . باختلاف يسير .

[ 3 ] لا تخن من ائتمنك و إن خانك . ورد في المصدرين السابقين . و دستور معالم الحكم ص 72 . و كنز العمال ج 16 ص 177 .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 113 و 358 . باختلاف .

[ 5 ] ملامة . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 359 . و ورد ثمرة العجلة النّدامة في مصادر نهج البلاغة ح 4 ص 147 محاضرات الأدباء .

[ 6 ] ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 3 ص 232 .

[ 7 ] اللّجاج يفسد . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 36 .

[ 974 ]

وَ [ 7 ] الطَّمَعُ رِقٌّ مُخَلَّدٌ ، وَ الْحِرْصُ عَنَاءٌ [ 1 ] مُؤَبَّدٌ ، وَ الْيَأْسُ عِتْقٌ مُجَدَّدٌ .

وَ أَحْسَنُ كَلِمَةِ حُكْمٍ جَامِعَةٍ : أَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَ تَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لَهَا .

إِنَّكَ قَلَّ مَا تَسْلَمُ مِمَّنْ تَسَرَّعْتَ إِلَيْهِ ، وَ كَثيراً مَا يَحْمَدُ مَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيْهِ [ 2 ] .

[ 8 ] أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعيبَ مَا فيكَ مِثْلُهُ .

يَا بُنَيَّ ، لاَبُدَّ لِلْعَاقِلِ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ في شَأْنِهِ ، فَلْيَحْفَظْ فَرْجَهُ وَ لِسَانَهُ ، وَ لْيَعْرِفْ أَهْلَ زَمَانِهِ .

وَ اعْلَمْ أَنَّ [ 3 ] [ 9 ] قَدْرَ الرَّجُلِ عَلى قَدْرِ هِمَّتِهِ ، وَ صِدْقَهُ عَلى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ ، وَ شَجَاعَتَهُ عَلى قَدْرِ أَنَفَتِهِ ، وَ عِفَّتَهُ عَلى قَدْرِ غَيْرَتِهِ .

إِنَّ مِنْ أَشْرَفِ الشِّيَمِ الْوَفَاءُ بِالذِّمَمِ ، وَ مِنَ الكَرَمِ صِلَةُ الرَّحِمِ ، وَ الدَّفْعُ عَنِ الْحُرَمِ [ 4 ] .

[ 10 ] أَوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِهِ الْكِرَامُ .

وَ الصُّدُودُ آيَةُ الْمَقْتِ ، وَ كَثْرَةُ التَّعَلُّلِ آيَةُ الْبُخْلِ .

وَ بَعْضُ إِمْسَاكِكَ عَلى أَخيكَ مَعَ لُطْفٍ خَيْرٌ مِنْ بَذْلٍ مَعَ عُنْفٍ [ 5 ] .

وَ مَنْ يَرْجُوكَ أَوْ يَثِقُ بِصِلَتِكَ ، إِذَا قَطَعْتَ صِلَةَ قَرَابَتِكَ ؟ .

وَ التَّجَرُّمُ وَجْهُ الْقَطيعَةِ [ 6 ] . [ وَ ] [ 11 ] الْحِلْمُ عَشيرَةٌ .

[ 12 ] إِحْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ ، وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللَّطَفِ وَ الْمُقَارَبَةِ ،

[ 7 ] الطّمع رقّ مؤبّد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 180 .

[ 8 ] أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 353 .

[ 9 ] من : قدر الرّجل إلى : غيرته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 47 .

[ 10 ] من : أولى النّاس إلى : به الكرام ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 436 .

[ 11 ] الحلم عشيرة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 418 .

[ 12 ] من : إحمل إلى : العذر ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 33 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 27 . و كنز العمال ج 16 ص 178 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 316 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في أمالي الطوسي ص 146 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 178 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 18 . و غرر الحكم ج 2 ص 725 و 734 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 316 .

باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] جنف . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 60 . و ورد حيف في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 18 .

[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين . و البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و دستور معالم الحكم ص 30 . و غرر الحكم ج 1 ص 561 . و نهج السعادة ج 4 ص 316 . باختلاف بين المصادر .

[ 975 ]

وَ عِنْدَ جُمُودِهِ [ 1 ] عَلَى الْبَذْلِ ، وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ ، وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللّينِ ، وَ عِنْدَ جُرْمِهِ [ 2 ] عَلَى الْعُذْرِ [ 3 ] .

وَ كُنْ لِلَّذي يَبْدُو مِنْهُ حَمُولاً ، وَ لَهُ وَصُولاً [ 4 ] ، [ 8 ] حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ ، وَ كَأَنَّهُ ذُو نِعْمَةٍ عَلَيْكَ ،

وَ إِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ .

[ 9 ] أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ ، وَ أَعْدَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ .

فَأَصْدِقَاؤُكَ : صَديقُكَ ، وَ صَديقُ صَديقِكَ ، وَ عَدُوُّ عَدُوِّكَ .

وَ أَعْدَاؤُكَ : عَدُوُّكَ ، وَ عَدُوُّ صَديقِكَ ، وَ صَديقُ عَدُوِّكَ .

وَ لاَ تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَديقِكَ صَديقاً فَتُعَادي صَديقَكَ .

وَ لاَ تَعْمَلْ بِالْخَديعَةِ فَإِنَّهَا خُلُقُ اللَّئيمِ [ 5 ] .

وَ امْحَضْ أَخَاكَ النَّصيحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبيحَةً ، وَ سَاعِدْهُ عَلى كُلِّ حَالٍ ، وَ زُلْ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ . مَا لَمْ يَحْمِلْكَ عَلى مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 6 ] .

[ 10 ] عَاتِبْ أَخَاكَ بِالاِحْسَانِ إِلَيْهِ ، وَ ارْدُدْ شَرَّهُ بِالاِنْعَامِ عَلَيْهِ ، وَ لاَ تَطْلُبَنَّ مُجَازَاةِ أَخيكَ وَ إِنْ حَثَا التُّرَابَ بِفيكَ .

وَ تَسَلَّمْ مِنَ النَّاسِ بِحُسْنِ الْخُلْقِ [ 7 ] .

وَ تَجَرَّعِ الْغَيْظَ ، فَإِنّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلى مِنْهَا عَاقِبَةً ، وَ لاَ أَلَذَّ مَغَبَّةً ، وَ لاَ أَدْفَعَ بِسُوءِ أَدَبٍ ، وَ لاَ أَعْوَنَ عَلى دَرْكِ مَطْلَبٍ . وَ تَجَرَّعْ مَضَضَ الْحِلْمَ فَإِنَّهُ رَأْسُ الْحِكْمَةِ وَ ثَمَرَةُ الْعِلْمِ .

[ 8 ] من : حتّى كأنّك إلى : بغير أهله . و من : لا تتّخذنّ إلى : صديقك . و من : و امحض إلى : قبيحة . و من : و تجرّع إلى : مغبّة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 9 ] من : أصدقاؤك إلى : و صديق عدوّك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 295 .

[ 10 ] من : عاتب إلى : بالإنعام عليه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 158 .

[ 1 ] جموحه . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 178 .

[ 2 ] تجرّمه . ورد في المصدر السابق . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 317 .

[ 3 ] الاعتذار . ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 72 . و تحف العقول للحرّاني ص 60 .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 126 .

[ 5 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 72 . و غرر الحكم ج 1 ص 153 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 318 .

باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 68 . و كتاب المواعظ ص 76 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 318 . باختلاف .

[ 7 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 72 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 318 .

[ 976 ]

وَ لاَ تَصْرِمْ أَخَاكَ عَلَى ارْتِيَابٍ ، وَ لاَ تَهْجُرْهُ [ 1 ] دُونَ اسْتِعْتَابٍ ، [ فَ ] لَعَلَّ لَهُ عُذْرٌ وَ أَنْتَ تَلُومُ .

إِقْبَلْ مِنْ مُتَنَصِّلٍ عُذْرَهُ فَتَنَالُكَ الشَّفَاعَةُ .

وَ أَكْرِمِ الَّذينَ بِهِمْ نَصْرُكَ ، وَ ازْدَدْ لَهُمْ عَلى طُولِ الصُّحْبَةِ بَرّاً وَ إِكْرَاماً وَ تَبْجيلاً .

وَ أَكْثِرِ الْبِرَّ مَا اسْتَطَعْتَ لِجَليسِكَ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ رَأَيْتَ رُشْدَهُ [ 2 ] .

[ 9 ] وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلينَ لَكَ ، وَ تَظْفَرَ بِطَلِبَتِكَ [ 3 ] .

وَ خُذْ عَلى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَى [ 4 ] الظَّفَرَيْنِ [ 5 ] .

[ وَ ] [ 10 ] إِذَا قَدَرْتَ عَلى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، [ فَإِنَّ ] [ 11 ] أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ .

مَا أَقْبَحَ الأَشَرَ عِنْدَ الظَّفَرِ ، وَ الْكَآبَةَ عِنْدَ النَّائِبَةِ ، وَ الْقَسْوَةَ عَلَى الْجَارِ ، وَ الْخِلاَفَ عَلَى الصَّاحِبِ ،

وَ الْحِنْثَ مِنْ ذَوِي الْمُرُوءَةِ ، وَ الْغَدْرَ مِنَ السُّلْطَانِ . وَ مَا أَقْبَحَ الْقَطيعَةَ بَعْدَ الصِّلَةِ ، وَ الْجَفَاءَ بَعْدَ الإِخَاءِ ،

وَ الْعَدَاوَةَ بَعْدَ الْمَحَبَّةِ ، وَ زَوَالَ الأُلْفَةِ بَعْدَ اسْتِحْكَامِهَا ، وَ الْخِيَانَةَ لِمَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَ الْغَدْرَ بِمَنِ اسْتَأْمَنَ إِلَيْكَ [ 6 ] .

[ 12 ] أَغْضِ عَلَى الْقَذى وَ الأَلَمِ [ 7 ] تَرْضَ أَبَداً .

إِنِ اسْتَنَمْتَ إِلى وَدُودِكَ فَاحْرِزْ لَهُ مِنْ سِرِّكَ مَا لَعَلَّكَ أَنْ تَنْدِمَ عَلَيْهِ وَقْتاً مَّا [ 8 ] .

[ 9 ] من : و لن إلى : الظّفرين ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 10 ] من : إذا قدرت إلى : للقدرة عليه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 11 .

[ 11 ] من : أولى النّاس إلى : على العقوبة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 52 .

[ 12 ] من : أغض إلى : ترض أبدا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 213 .

[ 1 ] تقطعه . ورد في دستور معالم الحكم ص 72 . و كتاب المواعظ ص 76 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 4 ص 318 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 163 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 354 و ج 2 ص 596 .

باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 77 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 807 . باختلاف .

[ 4 ] أحد . ورد في نسخة العام 400 ص 367 . و نسخة ابن المؤدب ص 259 . و هامش نسخة الآملي ص 264 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 431 .

[ 5 ] أحرز للظّفر . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 318 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و كتاب المواعظ ص 74 . و دستور معالم الحكم ص 22 . و غرر الحكم ج 2 ص 756 . و تحف العقول ص 60 . و نهج السعادة ج 5 ص 395 . باختلاف . و ورد و الغرر بمن وثق بك في كنز العمال ج 16 ص 178 .

[ 7 ] و إلاّ لم . ورد في نسخة العام 400 ص 466 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 402 . و نسخة الأسترابادي ص 563 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 173 عن رواية .

[ 8 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 273 .

[ 977 ]

[ 10 ] وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطيعَةَ أَخيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذلِكَ يَوْماً مَّا ،

وَ مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ ، وَ مَنْ رَجَاكَ فَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلَه .

إِيَّاكَ أَنْ تَغْفَلَ عَنْ حَقِّ أَخيكَ اتِّكَالاً عَلى وَاجِبِ حَقِّكَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ لأَخيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذي لَكَ عَلَيْهِ [ 1 ] ، وَ لاَ تُضَيِّعَنَّ حَقَّ أَخيكَ اتِّكَالاً عَلى مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ .

وَ لاَ يَكُنْ أَهْلُكَ وَ ذَوُوكَ [ 2 ] أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ .

يَا بُنَيَّ ، لاَ تَسْتَخِفَّنَّ بِرَجُلٍ تَرَاهُ أَبَداً ، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرَ مِنْكَ فَاحْسِبْ أَنَّهُ أَبُوكَ ، وَ إِنْ كَانَ مِثْلَكَ فَهُوَ أَخُوكَ ، وَ إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مِنْكَ فَاحْسِبْ أَنَّهُ ابْنُكَ [ 3 ] .

[ 11 ] وَ لاَ تَرْغَبَنَّ فيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ [ 4 ] ، وَ لاَ تَزْهَدَنَّ فيمَنْ رَغِبَ إِلَيْكَ [ 5 ] ، [ فَإِنَّ ] [ 12 ] زُهْدَكَ في رَاغِبٍ فيكَ [ 6 ] نُقْصَانُ حَظٍّ ، وَ رَغْبَتُكَ في زَاهِدٍ فيكَ ذُلُّ نَفْسٍ .

وَ لاَ يَكُونَنَّ أَخُوكَ أَقْوى عَلى قَطيعَتِكَ مِنْكَ عَلى صِلَتِهِ ، وَ لاَ يَكُونَنَّ عَلَى الاِسَاءَةِ أَقْوى مِنْكَ عَلَى الاِحْسَانِ ، وَ لاَ عَلَى الْبُخْلِ أَقْوى مِنْكَ عَلَى الْبَذْلِ ، وَ لاَ عَلَى التَّقْصيرِ أَقْوى مِنْكَ عَلَى الْفَضْلِ [ 7 ] .

وَ لاَ يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ ، فَإِنَّهُ يَسْعى في مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ ، وَ لَيْسَ جَزَاءُ مَنْ عَظَّمَ شَأْنَكَ أَنْ تَضَعَ مِنْ قَدْرِهِ ، وَ لاَ جَزَاءُ مَنْ [ 8 ] نَفَعَكَ [ 9 ] أَنْ تَسُوءَهُ .

وَ اعْلَمْ ، يَا بُنَيَّ ، أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ :

[ 10 ] من : و إن أردت قطيعة إلى : ظنّه . و من : و لا تضيّعنّ إلى : الخلق بك ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 . و من : من ظنّ إلى : ظنّه تكرر في الحكم تحت الرقم 248 .

[ 11 ] من : و لا ترغبنّ إلى زهد عنك . و من : و لا يكوننّ إلى : على الإحسان . و من : و لا يكبرنّ إلى : أتاك ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 12 ] من : زهدك إلى : ذلّ نفس ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 451 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 151 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق ج 2 ص 802 .

[ 3 ] ورد في البداية و النهاية لابن كثير ج 8 ص 42 .

[ 4 ] فيك . ورد في نسخة العام 400 ص 368 . و نسخة ابن المؤدب ص 259 . و نسخة الآملي ص 264 . و نسخة الأسترابادي ص 431 . و نسخة عبده ص 569 .

[ 5 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 61 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 320 .

[ 6 ] إليك . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 508 .

[ 7 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 74 . و تحف العقول للحرّاني ص 61 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 320 .

[ 8 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 32 . و كتاب المواعظ ص 76 . و تحف العقول ص 61 . و نهج السعادة ج 4 ص 320 .

[ 9 ] سرّك . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 368 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 312 .

[ 978 ]

رِزْقٌ تَطْلُبُهُ .

وَ رِزْقٌ يَطْلُبُكَ ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ .

[ 8 ] فَلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلى هَمِّ يَوْمِكَ ، [ وَ ] لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذي لَمْ يَأْتِ عَلى يَوْمِكَ الَّذي أَنْتَ فيهِ .

وَ [ 1 ] كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ مَا هُوَ فيهِ ، فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَ اللَّهَ تَعَالى جَدُّهُ سَيُؤْتيكَ في كُلِّ غَدٍ جَديدٍ مَا قَسَمَ لَكَ ، وَ إِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ وَ الْغَمِّ [ 2 ] فيمَا لَيْسَ لَكَ .

وَ اعْلَمْ أَنَّهُ [ 3 ] لَنْ يَسْبِقَكَ إِلى رِزْقِكَ طَالِبٌ ، وَ لَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ ، وَ لَنْ يُبْطِئَ [ 4 ] عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ ، وَ لَنْ يَفُوتَكَ مَا قُسِمَ لَكَ .

فَكَمْ مِنْ طَالِبٍ مُتْعِبٍ نَفْسَهُ مُقْتَرٍ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَ مُقْتَصِدٍ فِي الطَّلَبِ قَدْ سَاعَدَتْهُ الْمَقَاديرُ ، وَ كُلٌّ مَقْرُونٌ بِهِ الْفَنَاءُ .

وَ الْيَوْمُ لَكَ وَ أَنْتَ مِنْ بُلُوغِ غَدٍ عَلى غَيْرِ يَقينٍ .

فَلاَ يَغُرَّنَّكَ مِنَ اللَّهِ طُولُ حُلُولِ النِّعَمِ ، وَ إِبْطَاءُ مَوَارِدِ النِّقَمِ ، فَإِنَّهُ لَوْ خَشِيَ الْفَوْتَ عَاجَلَ بِالْعُقُوبَةِ قَبْلَ الْمَوْتِ [ 5 ] .

[ يَا بُنَيَّ ، ] [ 9 ] إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً ، وَ أَخْيَبَهُمْ سَعْياً ، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ في طَلَبِ آمَالِهِ ، وَ شُغِلَ بِهَا عَنْ مَعَادِهِ [ 6 ] ، وَ لَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَاديرُ عَلى إِرَادَتِهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ ، وَ قَدِمَ عَلَى الآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ .

وَ اعْلَمْ ، أَيْ بُنَيَّ ، أَنَّ الدَّهْرَ ذُو صُرُوفٍ ، فَلاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ تَشْتَدُّ لاَئِمَتُهُ ، وَ يَقِلُّ عِنْدَ النَّاسِ عُذْرُهُ [ 7 ] .

[ 10 ] مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ ، وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنى .

[ 8 ] من : فلا تحمل إلى يومك . و من : كفاك إلى : قدّر لك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 379 .

[ 9 ] من : إنّ أخسر إلى : بتبعته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 430 .

[ 10 ] من : ما أقبح إلى : أشباه ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 295 .

[ 2 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 67 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 309 .

[ 3 ] ورد في المصدرين السابقين . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 295 .

[ 4 ] يحتجب . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 65 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 309 .

[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 591 . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 288 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق . ج 4 ص 320 . و تحف العقول للحرّاني ص 61 .

[ 979 ]

[ يَا بُنَيَّ ، ] إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ ، وَ إِنْ كُنْتَ جَازِعاً [ 1 ] عَلى مَا تَفَلَّتَ مِنْ بَيْنِ [ 2 ] يَدَيْكَ فَاجْزَعْ عَلى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ .

وَ اسْتَدِلَّ عَلى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ ، فَإِنَّ الأُمُورَ أَشْبَاهٌ .

[ 9 ] لِكُلِّ مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ ، وَ مَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ .

لاَ تَكْفُرَنَّ نِعْمَةً ، فَإِنَّ كُفْرَ النِّعْمَةِ مِنْ أَلأَمِ الْكُفْرِ [ 3 ] .

[ 10 ] وَ لاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلاَّ إِذَا بَالَغَتْ في إيلاَمِهِ ، فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالأَدَبِ الْقَليلِ [ 4 ] ، وَ الْبَهَائِمَ لاَ تَتَّعِظُ إِلاَّ بِالضَّرْبِ الأَليمِ [ 5 ] .

وَ اتَّعِظْ بَغَيْرِكَ ، وَ لاَ يَكُونَنَّ غَيْرُكَ مُتَّعِظاً بِكَ .

وَ احْتَذِ بِحِذَاءِ الصَّالِحينَ ، وَ اقْتَدِ بآدَابِهِمْ ، وَ سِرْ بِسيرَتِهِمْ .

وَ اعْرِفِ الْحَقَّ لِمَنْ عَرَضَهُ لَكَ رَفيعاً كَانَ أَوْ وَضيعاً .

وَ [ 6 ] اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْيَقينِ .

[ فَإِنَّ ] [ 11 ] مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ ، وَ مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْوَرَعُ أَفْسَدَهُ الطَّمَعُ .

سَاعَاتُ الْهُمُومِ سَاعَاتُ الْكَفَّارَاتِ ، وَ السَّاعَاتُ تُنْفِدُ الْعُمُرَ [ 7 ] .

[ 12 ] لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ .

لاَ خَيْرَ في لَذَّةٍ بَعْدَهَا النَّارُ .

وَ [ 8 ] مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ جَارَ .

[ 9 ] من : لكلّ مفبل إلى : لم يكن ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 152 .

[ 10 ] من : و لا تكوننّ إلى : بالضّرب . و من : إطرح إلى : اليقين . و من : من ترك إلى : جار ورد في كتب الرضي تحت الرقم 31 .

[ 11 ] من : من لم ينجه إلى : الجزع ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 189 .

[ 12 ] من : لا طاعة إلى : الخالق ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 165 .

[ 1 ] جزعت . ورد في نسخة العام 400 ص 368 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 259 . و نسخة الآملي ص 264 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 3212 . و نسخة الأسترابادي ص 432 . و نسخة عبده ص 569 . و نسخة العطاردي ص 346 .

[ 2 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 321 .

[ 3 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 74 . و تحف العقول للحرّاني ص 61 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 321 .

[ 4 ] ورد في خصائص الأئمة للرضي ص 117 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] ورد في كتاب المواعظ ص 75 . و تحف العقول ص 61 . و كنز العمال ج 16 ص 180 . و نهج السعادة ج 4 ص 321 و ج 7 ص 397 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 78 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 640 . باختلاف .

[ 8 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 78 .

[ 980 ]

وَ نِعْمَ حَظُّ الْمَرْءِ الْقَنَاعَةُ ، وَ شَرُّ مَا أَشْعَرَ قَلْبَ الْمَرْءِ الْحَسَدُ [ 1 ] .

[ 8 ] صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ .

وَ فِي الْقُنُوطِ التَّفْريطُ ، وَ فِي الْخَوْفِ مِنَ الْعَوَاقِبِ الْبَغْيُ .

فَاصْرِفْ عَنْكَ الْحَسَدَ تَغْنَمُ ، وَ انْقِ صَدْرَكَ مِنَ الْغِلِّ تَسْلَمُ ، وَ ارْجُ الَّذي بِيَدِهِ الأَقْوَاتُ وَ خَزَائِنُ الأَرْضِ وَ السَّموَاتِ ، وَ سَلْهُ طيبَ الْمَكَاسِبِ ، تَجِدْهُ مِنْكَ قَريباً وَ لَكَ مُجيباً .

وَ الشُّحُّ يَجْلِبُ الْمَلاَمَةَ ، [ وَ ] سُوءُ الطُّعْمَةِ يُفْسِدُ الْعِرْضَ ، وَ يَخْلُقُ الْوَجْهَ ، وَ يَمْحَقُ الدّينَ [ 2 ] .

[ 9 ] وَ الصَّاحِبُ الصَّالِحُ [ 3 ] مُنَاسِبٌ .

صَديقُكَ أَخُوكَ لأَبيكَ وَ أُمِّكَ ، وَ لَيْسَ كُلُّ أَخٍ مِنْ أَبيكَ وَ أُمِّكَ صَديقُكَ [ 4 ] .

وَ الصَّديقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ .

وَ الْهَوى شَريكُ الْعَمى [ 5 ] ، وَ الْهُدى يُجَلِّي الْعَمى .

وَ مِنَ التَّوْفيقِ الْوُقُوفُ عِنْدَ الْحَيْرَةِ .

وَ نِعْمَ طَارِدُ الْهُمُومِ الْيَقينُ .

وَ عَاقِبَةُ الْكَذِبِ النَّدَمُ ، وَ عَاقِبَةُ الصِّدْقِ النَّجَاةُ . [ 6 ] .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] رُبَّ بَعيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَريبٍ وَ قَريبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعيدٍ .

اَلْقَريبُ مَنْ قَرَّبَتْهُ الْمَوَدَّةُ وَ إِنْ بَعُدَ نَسَبُهُ ، وَ الْبَعيدُ مَنْ بَاعَدَتْهُ الْعَدَاوَةُ وَ إِنْ قَرُبَ نَسَبُهُ .

اَلْمُجَرِّبُ أَحْكَمُ مِنَ الطَّبيبِ [ 7 ] ، وَ الْغَريبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبيبٌ .

[ 8 ] صحّة الجسد من قلّة الحسد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 256 .

[ 9 ] و الصّاحب مناسب . و من : و الصّديق إلى : العمى . و من : ربّ بعيد إلى : بعيد . و من : و الغريب إلى : حبيب ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و دستور معالم الحكم ص 19 و 21 . و تحف العقول ص 61 . و كنز العمال ج 16 ص 180 .

و نهج السعادة ج 4 ص 321 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 233 . و دستور معالم الحكم ص 15 و 16 و 18 . و تحف العقول ص 61 . و كنز العمال ج 16 ص 180 . و نهج السعادة ج 4 ص 321 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 180 .

[ 4 ] ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 74 . و نهج السعادة للمحمودي ج 7 ص 395 .

[ 5 ] العناء . ورد في نسخة عبده ص 570 .

[ 6 ] ورد في كنز العمال ج 16 ص 180 . و دستور معالم الحكم ص 15 و 19 و 21 . و غرر الحكم ج 2 ص 771 . و تحف العقول ص 62 .

و نور الأبصار ص 93 . و نهج السعادة ج 4 ص 322 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 41 . و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 210 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 180 . باختلاف .

[ 981 ]

لاَ يَعْدِمُكَ مِنْ حَبيبٍ شَفيقٍ سُوءُ ظَنٍّ . وَ مَنْ حَمى طَنى .

مَنْ عَتَبَ عَلَى الدَّهْرِ طَالَ مَعْتَبُهُ ، وَ مَنْ رَكِبَ الْبَاطِلَ أَهْلَكَهُ مَرْكَبُهُ ، وَ [ 1 ] [ 10 ] مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ ، وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلى قَدْرِهِ كَانَ أَبْقى لَهُ .

[ يَا بُنَيَّ ، ] لاَ تَكُنْ مِضْحَاكاً مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ ، وَ لاَ مَشَّاءً إِلى غَيْرِ أَرَبٍ .

نِعْمَ الْخُلْقُ التَّكَرُّمُ ، وَ أَلأَمُ اللُّؤْمِ الْبَغْيُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ .

وَ الْحَيَاءُ سَبَبٌ إِلى كُلِّ جَميلٍ .

وَ أَوْثَقُ الْعُرَى التَّقْوى [ 2 ] ، وَ أَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى .

وَ مَنَّكَ مَنْ أَعْتَبَكَ .

وَ الاِفْرَاطُ فِي الْمَلاَمَةِ يَشِبُّ نَارَ اللَّجَاجَةِ [ 3 ] .

وَ مَنْ لَمْ يُبَالِكَ [ 4 ] فَهُوَ عَدُوٌّ لَكَ .

كَمْ مِنْ دَنِفٍ قَدْ نَجَا ، وَ صَحيحٍ قَدْ هَوى ، وَ [ 5 ] قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلاَكاً .

[ يَا بُنَيَّ ، ] لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ ، وَ لاَ كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ . ، وَ لاَ كُلُّ دُعَاءٍ يُجَابُ [ 6 ] ، وَ رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصيرُ قَصْدَهُ ، وَ أَصَابَ الأَعْمى رُشْدَهُ .

لَيْسَ كُلُّ مَنْ طَلَبَ وَجَدَ ، وَ لاَ كُلُّ مَنْ تَوَقَّى نَجَا [ 7 ] .

أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ ، وَ افْعَلِ الْخَيْرَ مَا أَمْكَنَ ، وَ [ 8 ] [ 11 ] ازْجُرِ الْمُسي‏ءَ بِثَوَابِ [ 9 ]

[ 10 ] من : من تعدّى إلى : أبقى له . و من : و أوثق إلى : و تعالى . و من : و من لم إلى : عدوّ لك . و من : قد يكون إلى : رشده . و من : أخّر إلى :

تعجّلته ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 11 ] من : إزجر إلى : المحسن ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 177 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم ج 2 ص 642 و 665 . و دستور معالم الحكم ص 75 . و تحف العقول ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 323 .

باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و دستور معالم الحكم ص 20 و 21 و 22 . و تحف العقول ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 323 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 16 . و غرر الحكم ج 1 ص 70 . و تحف العقول ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 323 .

[ 4 ] يبال بك . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 645 .

[ 5 ] ورد في كتاب المواعظ ص 75 . و دستور معالم الحكم ص 16 . و غرر الحكم ج 2 ص 573 . و تحف العقول ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 323 .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 594 . و نور الأبصار للشبلنجي ص 93 .

[ 7 ] ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 32 . و تحف العقول للحرّاني ص 62 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 323 .

[ 8 ] بفعل . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 112 .

[ 9 ] ورد في المصدر السابق . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 146 عن سراج الملوك للطرطوشي . باختلاف يسير .

[ 982 ]

الْمُحْسِنِ لِكَيْ يَرْغَبَ بِالإِحْسَانِ .

وَ أَحْسِنْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ .

وَ احْتَمِلْ أَخَاكَ عَلى كُلِّ مَا فيهِ ، وَ لاَ تُكْثِرِ الْعِتَابَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الضَّغينَةَ ، وَ يَجُرُّ إِلَى الْبُغْضَةِ .

وَ عَاتِبْ مَنْ رَجَوْتَ عُتْبَاهُ ، وَ فَاكِهْ مَنْ أَمِنْتَ بَلْوَاهُ [ 1 ] .

[ 9 ] وَ قَطيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ .

وَ قَبيحٌ عَاقِلٌ خَيْرٌ مِنْ حَسَنٍ جَاهِلٍ .

وَ مِنَ الْكَرَمِ مَنْعُ الْحَزْمِ .

مَا أَقْرَبَ النِّقْمَةَ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ الْعُدْوَانِ .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] لاَ تَبيتَنَّ مِنِ امْرِئٍ عَلى غَدْرٍ [ 2 ] .

اَلْغَدْرُ شَرُّ لِبَاسِ الْمُسْلِمِ ، وَ أَخْلَقُ بِمَنْ غَدَرَ أَنْ لاَ يُوفى لَهُ [ 3 ] .

[ 10 ] اَلْوَفَاءُ لأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ الْغَدْرُ بِأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالى .

زَلَّةُ الْمُتَوَقّي [ 4 ] أَشَدُّ زَلَةٍ ، وَ عِلَّةُ الْقُبْحِ [ 5 ] أَقْبَحُ عِلَّةٍ . وَ الْفَسَادُ [ 6 ] يُبيرُ الْكَثيرَ ، وَ الاِقْتِصَادُ يُنْمِي الْيَسيرَ . وَ الْقِلَّةُ ذِلَّةٌ ، وَ بَرُّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ أَكْرَمِ الطِّبَاعِ [ 7 ] .

[ 11 ] اَلْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ [ 8 ] .

[ 9 ] من : و قطيعة إلى : العاقل ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 10 ] من : الوفاء إلى : تعالى ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 259 .

[ 11 ] المرء مخبوء تحت لسانه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 148 .

[ 1 ] إعتابه . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 62 . و ورد صلاحه في كنز العمال ج 16 ص 181 . و وردت الفقرة في المصدرين السابقين . و البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و المواعظ ص 75 . و غرر الحكم ج 2 ص 826 . و دستور معالم الحكم ص 68 و 72 . و نهج السعادة ج 4 ص 325 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 146 عن سراج الملوك للطرطوشي . باختلاف .

[ 2 ] لا تبيتنّ من أمر على غرر . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 75 . و تحف العقول للحرّاني ص 60 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في المصدرين السابقين . و دستور معالم الحكم ص 18 و 22 . و غرر الحكم ج 2 ص 756 . و نهج السعادة ج 4 ص 325 .

باختلاف .

[ 4 ] العالم . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 181 .

[ 5 ] الكذب . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 501 . و تحف العقول للحرّاني ص 62 .

[ 6 ] الإسراف . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 21 .

[ 7 ] كرم الطّبيعة . ورد في تحف العقول ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 325 . و وردت الفقرة في المصدرين السابقين . و البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و دستور معالم الحكم ص 14 و 15 و 20 . و كتاب المواعظ ص 75 . و غرر الحكم ج 1 ص 21 و ج 2 ص 501 .

و كنز العمال ج 16 ص 181 . باختلاف يسير .

[ 8 ] ورد في أمالي الطوسي ص 506 .

[ 983 ]

[ وَ ] [ 7 ] مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً في قَلْبِهِ [ 1 ] إِلاَّ ظَهَرَ في فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجْهِهِ .

وَ الْمُخَافِتُ شَرّاً يَخَافُ [ 2 ] . وَ الْخَوْفُ شَرُّ لَحَافٍ .

وَ الزَّلَلُ مَعَ الْعَجَلِ .

وَ لاَ خَيْرَ في لَذَّةٍ تَعْقُبُ نَدَماً .

إِنَّمَا الْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ ، وَ الْجَاهِلُ مَنْ خَدَعَتْهُ الْمَطَالِبُ [ 3 ] .

[ يَا بُنَيَّ ، ] [ 8 ] مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ ، وَ [ 9 ] رَسُولُكَ [ 4 ] تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ ، وَ كِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا [ 5 ] يَنْطِقُ عَنْكَ ، وَ احْتِمَالُكَ دَليلُ حِلْمِكَ .

وَ لَيْسَ مَعَ الْخِلاَفِ ائْتِلاَفٌ ، وَ لَيْسَ مَعَ الشَّرَهِ عَفَافٌ .

وَ مَنْ خَيَّرَ خَوَّاناً فَقَدْ خَانَ .

مِنْ حُسْنِ الْجِوَارِ تَفَقُّدُ الْجَارِ .

لَنْ يَهْلِكَ مَنِ اقْتَصَدَ ، وَ لَنْ يَفْتَقِرَ مَنْ زَهَدَ .

يُنْبِئُ عَنِ سِرِّ الْمَرْءِ دَخيلُهُ .

رُبَّ بَاحِثٍ عَنْ حَتْفِهِ .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] لاَ تَشُوبَنَّ بِثِقَةٍ رَجَاءً .

مَا كُلُّ مَا يُخْشى يَضُرُّ .

رُبَّ هَزْلٍ عَادَ جِدّاً [ 6 ] .

[ 10 ] مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ ، وَ مَنْ أَعْظَمَهُ أَهَانَهُ ، وَ مَنْ تَرَغَّمَ عَلَيْهِ أَرْغَمَهُ ، وَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ أَسْلَمَهُ .

[ 7 ] من : ما أضمر إلى : وجهه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 8 ] من حذّرك كمن بشّرك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 59 .

[ 9 ] من : رسولك إلى : ينطق عنك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 301 .

[ 10 ] من : من أمن إلى : أهانه ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في نور الأبصار للشبلنجي ص 92 .

[ 2 ] المخاف شرّه يخاف . ورد في دستور معالم الحكم للقضاعي ص 16 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و غرر الحكم ج 1 ص 41 . و تحف العقول ص 62 . و كنز العمال ج 16 ص 181 . و نهج السعادة ج 4 ص 326 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] لسانك . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 63 .

[ 5 ] قلمك أبلغ من . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 424 .

[ 6 ] ورد في العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 20 و 22 و 26 و 32 و 72 . و غرر الحكم ج 1 ص 424 . و تحف العقول ص 62 . و كنز العمال ج 16 ص 181 . و نهج السعادة ج 4 ص 326 . باختلاف بين المصادر .

[ 984 ]

وَ [ 1 ] [ 8 ] لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمى أَصَابَ .

إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] خَيْرُ أَهْلِكَ مَنْ كَفَاكَ .

اَلْمُزَاحُ يُورِثُ الضَّغَائِنَ .

أُعْذِرَ مَنِ اجْتَهَدَ ، وَ رُبَّمَا أَكْدَى الْحَريصُ .

رَأْسُ الدّينِ صُحْبَةُ الْمُتَّقينِ ، وَ تَمَامُ الإِخْلاَصِ تَجَنُّبُ الْمَعَاصي .

وَ خَيْرُ الْمَقَالِ مَا صَدَّقَهُ حُسْنُ الْفِعَالُ ، وَ أَحْسَنُ الْكَلاَمِ مَا زَانَهُ حُسْنُ النِّظَامِ ، وَ فَهِمَهُ الْخَاصُّ وَ الْعَامُّ .

وَ السَّلاَمَةُ مَعَ الاِسْتِقَامَةِ ، وَ الدُّعَاءُ مِفْتَاحُ الرَّحْمَةِ [ 2 ] .

[ يَا بُنَيَّ ، ] سَلْ عَنِ الرَّفيقِ قَبْلَ الطَّريقِ ، وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ ، وَ كُنْ مِنَ الدُّنْيَا عَلى قُلْعَةٍ .

إِحْتَمِلْ دَاَلَّةَ مَنْ أَدَلَّ عَلَيْكَ ، وَ اقْبَلِ الْعُذْرَ مِمَّنِ اعْتَذَرَ إِلَيْكَ ، وَ أَحْسِنْ إِلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ .

وَ خُذِ الْعَفْوَ مِنَ النَّاسِ ، وَ لاَ تُبَلِّغْ إِلى أَحَدٍ مَكْرُوهَهُ .

إِرْحَمْ [ 3 ] أَخَاكَ وَ إِنْ عَصَاكَ ، وَ صِلْهُ وَ إِنْ جَفَاكَ .

وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ السَّمَاحَ ، وَ تَخَيَّرْ لَهَا مِنْ كُلِّ خُلْقٍ أَحْسَنَهُ فَإِنَّ الْخُلُقَ عَادَةٌ .

وَ [ 4 ] إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلاَمِ مَا يَكُونُ قَذِراً أَوْ [ 5 ] مُضْحِكاً ، وَ إِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ ،

وَ أَنْصِفْ مِنْ نَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ يُنْتَصَفَ مِنْكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجَلُّ لِقَدْرِكَ ، وَ أَجْدَرُ بِرِضَا رَبِّكَ .

أَيْ بُنَيَّ [ 6 ] ، إِيَّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ ، إِلاَّ مَنْ جَرَّبْتَ بِكَمَالٍ [ 7 ] ، فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلى أَفْنٍ ، وَ عَزْمَهُنَّ

[ 8 ] من : ليس كلّ إلى : الزّمان . و من : سل إلى : الدّار . و من : إيّاك إلى : عن غيرك . و من : إيّاك و مشاورة إلى : فافعل ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] ورد في العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 20 و 22 و 26 و 30 و 32 و 72 . و غرر الحكم ج 1 ص 424 . و تحف العقول ص 62 . و كنز العمال ج 16 ص 181 . و نهج السعادة ج 4 ص 326 . باختلاف يسير .

[ 2 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و العقد الفريد ج 3 ص 102 . و دستور معالم الحكم ص 14 و 15 و 16 و 26 . و غرر الحكم ج 1 ص 184 . و تحف العقول ص 63 . و كنز العمال ج 16 ص 182 . و نهج السعادة ج 4 ص 327 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] أطع . ورد في دستور معالم الحكم ص 68 . و غرر الحكم ج 1 ص 109 . و تحف العقول ص 63 . و نهج السعادة ج 4 ص 328 .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و البيان و التبيين ج 3 ص 232 . و غرر الحكم ج 1 ص 110 و 121 و 129 و 356 و ج 2 ص 492 . و كنز العمال ج 16 ص 182 . و نور الأبصار ص 93 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 63 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 328 .

[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين . و دستور معالم الحكم ص 67 . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 128 . و كنز العمال ج 16 ص 182 .

باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 182 .

[ 985 ]

إِلى وَهْنٍ .

وَ اكُفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقى [ 1 ] لَهُنَّ .

وَ لَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ [ 2 ] مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لاَ يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ .

وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ [ 3 ] مِنَ الرِّجَالِ [ 4 ] فَافْعَلْ ، [ فَإِنَّ ] [ 13 ] غَيْرَةَ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ [ 5 ] ،

وَ غَيْرَةَ الْمَرْءِ [ 6 ] إيمَانٌ .

[ 14 ] وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ [ 7 ] لاَ تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا [ 8 ] مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا ، فَافْعَلْ ، فَإِنَّ ذلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا ، وَ أَرْخى لِبَالِهَا ، وَ أَدْوَمُ لِجَمَالِهَا [ 9 ] ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ ، وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ ، فَدَارِهَا عَلى كُلِّ حَالٍ ، وَ أَحْسِن الصُّحْبَةَ لَهَا ، يَصْفُو عَيْشُكَ [ 10 ] .

وَ لاَ تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا ، وَ لاَ تُطْمِعْهَا في أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا ، فَيَميلُ مَنْ شَفَعَتْ لَهُ عَلَيْكَ مَعَهَا .

وَ لاَ تُطِلِ الْخَلْوَةَ مَعَ النِّسَاءِ فَيَمْلِكْنَكَ أَوْ يَمَلَّنَّكَ وَ تَمَلَّهُنَّ .

وَ اسْتَبْقِ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً ، فَإِنَّ إِمْسَاكِكَ عَنْهُنَّ وَ هُنَّ يَرَيْنَ أَنَّكَ ذُو اقْتِدَارٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَعْثُرْنَ لَكَ عَلَى انْكِسَارٍ [ 11 ] .

وَ إِيَّاكَ وَ التَّغَايُرَ في غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحيحَةَ مِنْهُنَّ [ 12 ] إِلَى السَّقَمِ ،

[ 13 ] من : غيرة إلى : إيمان ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 124 .

[ 14 ] من : و لا تملّك إلى : نفسها . و من : فإنّ المرأة إلى : بقهرمانة . و من : و لا تعد إلى : لغيرها . و من : و إيّاك و التّغاير إلى : الرّيب ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] خير لك من الارتياب ورد في تحف العقول ص 63 . و المستطرف ج 2 ص 257 . و نهج السعادة ج 4 ص 329 . باختلاف .

[ 2 ] بأضرّ . ورد في المستطرف للأبشهي ج 2 ص 257 .

[ 3 ] أن لا يعرفهنّ غيرك . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 183 .

[ 4 ] ورد في كشف المحجة لابن طاووس ص 171 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 327 .

[ 5 ] عدوان . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 506 .

[ 6 ] الرّجل . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 390 . و نسخة الأسترابادي ص 543 . متن بهج الصباغة ج 11 ص 63 .

و نسخة العطاردي ص 428 .

[ 7 ] ورد في من لا يحضره الفقيه للصدوق ج 3 ص 362 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 79 .

[ 8 ] من الأمر . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 102 .

[ 9 ] ورد في المصدر السابق . و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 362 . و كتاب المواعظ ص 79 . و غرر الحكم ج 1 ص 454 . و تحف العقول ص 63 . و نهج السعادة ج 4 ص 328 ، و ج 7 ص 400 . باختلاف بين المصادر .

[ 10 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 362 . و الخصال ص 118 . و كتاب المواعظ ص 79 . و نهج السعادة ج 7 ص 400 .

[ 11 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 233 . و غرر الحكم ج 2 ص 826 . و تحف العقول ص 63 . و نهج السعادة ج 4 ص 329 . باختلاف .

[ 12 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 63 . و نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 329 .

[ 986 ]

وَ الْبَريئَةَ إِلَى الرَّيْبِ . وَ لكِنْ أَحْكِمْ أَمْرَهُنَّ ، فَإِنْ رَأَيْتَ مِنْ نِسَائِكَ ريبَةً فَاجْعَلْ لَهُنَّ [ 1 ] النَّكيرَ عَلَى الْكَبيرِ وَ الصَّغيرِ .

وَ إِيَّاكَ أَنْ تُكَرِّرَ الْعَتَبَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُغْري بِالذَّنْبِ ، وَ يُهَوِّنُ الْعَتَبَ [ 2 ] .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] [ 7 ] خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ : الزَّهُوُ ، وَ الْجُبْنُ ، وَ الْبُخْلُ .

فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا .

وَ إِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يَعْرِضُ لَهَا .

وَ إِذَا كَانَتْ بَخيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَ مَالَ بَعْلِهَا .

[ يَا بُنَيَّ ، ] أَحْسِنْ لِلْمَمَاليكَ الأَدَبَ ، وَ أَقْلِلِ الْغَضَبَ ، وَ لاَ تُكْثِرِ الْعَتَبَ في غَيْرِ ذَنْبٍ .

وَ إِنْ أَجْرَمَ أَحَدٌ مِنْهُمْ جُرْماً فَأَحْسِنِ الْعَذْلَ ، فَإِنَّ الْعَفْوَ مَعَ الْعَذْلِ أَشَدُّ مِنَ الضَّرْبِ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ .

وَ خِفِ الْقِصَاصَ ، وَ لاَ تُمَسِّكْ مَنْ لاَ عَقْلَ لَهُ [ 3 ] .

[ 8 ] وَ اجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلاً تَأْخُذُهُ بِهِ ، فَإِنَّهُ أَحْرى أَنْ لاَ يَتَوَاكَلُوا في خِدْمَتِكَ .

وَ أَكْرِمْ عَشيرَتَكَ ، فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذي بِهِ تَطيرُ ، وَ أَصْلُكَ الَّذي إِلَيْهِ تَصيرُ ، وَ يَدُكَ الَّتي بِهَا تَصُولُ ، وَ هُمُ الْعُدَّةُ [ 4 ] عِنْدَ الشِّدَّةِ ، فَأَكْرِمْ كَريمَهُمْ ، وَ عُدْ سَقيمَهُمْ ، وَ اشْرَكْهُمْ في أُمُورِهِمْ ، وَ تَيسَّرْ عِنْدَ مَعْسُورِهِمْ [ 5 ] .

إِرْفِقْ بِالْبَهَائِمِ ، لاَ تُوقَفْ عَلَيْهَا أَحْمَالَهَا ، وَ لاَ تُسْقى بِلُجُمِهَا ، وَ لاَ تُحَمَّلْ فَوْقَ طَاقَتِهَا .

كَيْفَ وَ أَنَّى بِكَ ، يَا بُنَيَّ ، إِذَا صِرْتَ في قَوْمٍ صَبِيُّهُمْ عَادٍ [ 6 ] ، وَ شَابُّهُمْ فَاتِكٌ ، وَ شَيْخُهُمْ لاَ يَأْمُرُ

[ 7 ] من : خيار خصال إلى : بعلها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 234 .

[ 8 ] من : و اجعل إلى : تصول ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 31 .

[ 1 ] فعاجل . ورد في تحف العقول للحرّاني ص 63 .

[ 2 ] أن تعاقب فيعظم الذّنب ، و يهون العتب . ورد في المصدر السابق . و نهج السعادة ج 4 ص 330 . و وردت الفقرة في المصدرين السابقين . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 278 . باختلاف .

[ 3 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 70 . و غرر الحكم ج 1 ص 278 . و تحف العقول ص 63 . و المستطرف ج 2 ص 13 . و كنز العمال ج 16 ص 183 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] العمدة . ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 186 .

[ 5 ] و أشركهم في أمورك ، و يسّر عن معسرهم . ورد في المستطرف ج 2 ص 13 . و وردت الفقرة في المصدر السابق .

و غرر الحكم ج 1 ص 128 . باختلاف يسير .

[ 6 ] غاو . ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 144 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 198 .

[ 987 ]

بِمَعْرُوفٍ وَ لاَ يَنْهى عَنْ مُنْكَرٍ .

وَ عَالِمُهُمْ خَبٌّ مُوَارٍ ، قَدِ اسْتَحْوَذ عَلَيْهِ هَوَاهُ ، وَ تَمَسَّكَ بِعَاجِلِ دُنْيَاهُ .

أَشَدُّهُمْ عَلَيْكَ إِقْبَالاً يَرْصُدُكَ بِالْغَوَائِلِ ، وَ يَطْلُبُ الْجَنَّةَ بِالتَّمَنّي ، وَ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِالاِجْتِهَادِ .

خَوْفُهُمْ آجِلٌ ، وَ رَجَاؤُهُمْ عَاجِلٌ .

لاَ يَهَابُونَ إِلاَّ مَنْ يَخَافُونَ لِسَانَهُ ، وَ لاَ يُكْرِمُونَ إِلاَّ مَنْ يَرْجُونَ نَوَالَهُ .

دينُهُمُ الرِّيَاءُ ، وَ كُلُّ حَقٍّ عِنْدَهُمْ مَهْجُورٌ .

يُحِبُّونَ مَنْ غَشَّهُمْ ، وَ يُجِلُّونَ مَنْ دَاهَنَهُمْ .

قُلُوبُهُمْ خَاوِيَةٌ ، لاَ يَسْمَعُونَ دُعَاءً ، وَ لاَ يُجيبُونَ سَائِلاً .

قَدِ اسْتَوْلَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ الْغَفْلَةِ ، وَ غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا .

إِنْ تَرَكْتَهُمْ لمْ يَتْرُكُوكَ ، وَ إِنْ تَابَعْتَهُمُ اغْتَالُوكَ .

إِخْوَانُ الظَّاهِرِ ، وَ أَعْدَاءُ السَّرَائِرِ .

يَتَصَاحَبُونَ عَلى غَيْرِ تَقْوى ، فَإِذَا افْتَرَقُوا ذَمَّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً .

تَمُوتُ فيهِمُ السُّنَنُ ، وَ تَحْيَا فيهِمُ الْبِدَعُ .

فَأَحْمَقُ النَّاسِ مَنْ أَسِفَ عَلى فَقْدِهِمْ ، أَوْ سُرَّ بِكَثْرَتِهِمْ .

فَ [ 1 ] [ 3 ] كُنْ فِي الْفِتْنَةِ عِنْدَ ذَلِكَ ، يَا بُنَيَّ [ 2 ] ، كَابْنِ اللَّبُونِ ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبُ ، وَ لاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبُ ،

وَ لاَ وَبَرٌ فَيُسْلَبُ .

وَ مَا طِلاَبُكَ لِقَوْمٍ إِنْ كُنْتَ عَالِماً عَابُوكَ ، وَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلاً لَمْ يُرْشِدُوكَ ، وَ إِنْ طَلَبْتَ الْعِلْمَ قَالُوا :

مُتَكَلِّفٌ مُتَعَمِّقٌ ، وَ إِنْ تَرَكْتَ طَلَبَ الْعِلْمِ قَالُوا : عَاجِزٌ غَبِيٌّ .

وَ إِنْ تَحَقَّقْتَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ قَالُوا : مُتَصَنِّعٌ مُرَاءٍ .

وَ إِنْ لَزِمْتَ الصَّمْتَ قَالُوا : أَلْكَنٌ ، وَ إِنْ نَطَقْتَ قَالُوا : مِهْزَالٌ .

وَ إِنْ أَنْفَقْتَ قَالُوا : مُسْرِفٌ ، وَ إِنِ اقْتَصَدْتَ قَالُوا : بَخيلٌ .

[ 3 ] من : كن إلى : فيحلب ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 1 .

[ 1 ] ورد في دستور معالم الحكم ص 71 . و تحف العقول ص 64 . و كنز العمال ج 16 ص 186 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 144 . و نهج السعادة ج 4 ص 333 و ج 8 ص 33 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 8 عن العدد القوية لرضي الدين . و نهج البلاغة الثاني ص 198 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 144 . و نهج السعادة ج 8 ص 33 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 8 عن العدد القوية لرضي الدين . و نهج البلاغة الثاني ص 198 .

[ 988 ]

وَ إِنِ احْتَجْتَ إِلى مَا في أَيْديهِمْ صَارَمُوكَ وَ ذَمُّوكَ ، وَ إِنْ لَمْ تَعْتَدَّ بِهِمْ كَفَّرُوكَ .

فَهذِهِ صِفَةُ أَهْلِ زَمَانِكَ ، فَأَصْغَاكَ مَنْ فَزِعَ مِنْ جُودِهِمْ ، وَ أَمِنَ مِنَ الطَّمَعِ فيهِمْ ، فَهُوَ مُقْبِلٌ عَلى شَأْنِهِ مُدَارٍ لأَهْلِ زَمَانِهِ .

وَ مِنْ صِفَةِ الْعَالِمِ أَنْ لاَ يَعِظَ إِلاَّ مَنْ يَقْبَلُ عِظَتَهُ ، وَ لاَ يَنْصَحُ مُعْجَباً بِرَأْيِهِ ، وَ لاَ يُخْبِرُ مَا يَخَافُ إِذَاعَتَهُ .

[ أَيْ بُنَيَّ ، ] لاَ تُودِعْ سِرَّكَ إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ ثِقَةٍ ، وَ لاَ تَلْفِظْ إِلاَّ بِمَا يَتَعَارَفُ بِهِ النَّاسُ ، وَ لاَ تُخَالِطْهُمْ إِلاَّ بِمَا يَعْقِلُونَ ، فَاحْذَرْ كُلَّ الْحَذَرِ ، وَ كُنْ فَرْداً وَحيداً ، وَ اسْتَعِنْ بِاللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ عَلى أَمْرِكَ كُلِّهِ ، فَإِنَّهُ أَكْفى مُعينٍ [ 1 ] .

[ 5 ] أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينَكَ وَ دُنْيَاكَ ، وَ أَسْأَلُهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَ الآجِلَةِ ، وَ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى . وَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 2 ] .