بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي تفضّل بالخلق أول ما برى ، و كرّم آدم و بنيه على كافة الورى ، و خصّهم بنفخ روح منه دون سائر ما ذرى ،
و أنعم برسل من عنده لهداية البريّة ، و أنبياء لإنقاذ البشرية ، و قادة أبرار لنجاة الإنسانية ، ثم أتمّ ، سبحانه ، منّته بختم النبوّة بمحمّد ، و تكميل الرسالة بالمجتبى أحمد ، صلّى و سلم عليه و آله اللّه الأحد ، أكرم خلق اللّه حسبا ، و أشرفهم نسبا ، و أطهرهم كسبا ، و أحسنهم خلقا ، و أعظمهم خلقا ، و أقلّهم حنقا ، أذهب به من الصدور العداوات الواغرة ، و آخى به بين القبائل بعد الحروب الدائرة ، و أزال به من بين الأمم و الشعوب العصبيات الثائرة ، و وضع به عن الفقراء و العبيد الآصار و الأغلال ، و جعل الإيمان و التقوى ميزان الإكرام و الإفضال ، و بسط به بين الناس العدل و وسّع للعباد في النّوال .
و لمّا دنا الأجل من المصطفى ، و قربت منه المنيّة التي لزمت الورى ، و أوشك القدوم على الحياة الأخرى ، أمره اللّه تعالى بالوصيّة بالكتاب و العترة ، و أوحى إليه وجوب نصب أولياء للأمّة ، و تعيين الأئمة حملة راية الهدى بعده ، كي لا ينحرف المسلمون بعد موته عن نيّر منهاجهم ، و لا ينقلب المؤمنون فور لقائه ربّه على أعقابهم ، و لا يفقد الناس عقب ارتحاله من يقيمهم على قويم صراطهم ، فكان الأوّل أوّل من آمن ، و أسبق من أذعن ، و أخلص من أيقن ، و أوفى من عاهد ، و أكثر من جاهد ،
و أشجع من جالد ، و أعلم من قضى ، و أفقه من درى ، و أصدق من روى ، وليد بيت اللّه و ربيب الرسول ، و و زوج سيدة النساء فاطمة البتول ، و المطعم لوجه اللّه النازل فيه آية القبول ، حيدر الكرّار ، و صاحب سيف ذي الفقار ، و خفّاق راية الدين في البراري و القفار ، فكان هو الوفيّ الأعظم للإسلام ، و منازل أعدائه كالأسد الضرغام ، و مناهض الأوثان و محطّم الأصنام ، و المخلص الأكبر للنبيّ الهمام ، و الفادي نفسه عن نفس سيد الأنام ، و الذابّ عنه أذى المشركين اللئام ، و المثل الأعلى للجود و الهشام ،
و المطعم السائل ما عنده من الطعام ، و المصدّق بخاتمه راكعا بعد قيام ، الذي حسده المتخلفون عنه في رفع راية الهدى ، و وثب عليه المتعلّمون منه أصول الإيمان و التّقى ، و شجع عليه المولّون أدبارهم في سوح الوغى ، فتواطؤوا عليه ، رغم بيعة الغدير ،
جهارا ، و تنادوا ليسلبوه ثوبا اختصه اللّه له دثارا ، و أهملوا نبيّهم بين يديه لينالوا من الدنيا حطاما قتارا ، فتداول الإمرة من ليسوا بالأفضلين و لا الأعلمين و لا الأورعين ، و توارث السلطان من ليسوا بالأعدلين و لا الأفقهين و لا الأجدرين ، فاتّخذوا مال اللّه و المسلمين دولا ، و عباده المؤمنين خولا ، و كتاب اللّه المجيد دخلا ، و كانوا على الصالحين حربا ، و للفاسقين حزبا ، و على العادلين إلبا ، فتوزّعوا فيما بينهم القطائع ، و تهافتوا على الدّنيّة كما الإبل الروابع [ 1 ] ، و ارتكبوا في حقّ الإسلام الفظائع ، طردوا حبيب الرسول ، و أعادوا طريد الرسول ، و آذوا بضعته الزهراء البتول .
و لمّا أدركت الأمة ضلالها ، و عاد إليها صوابها ، و ذاقت مرّ الجور من ولاتها ، أجمعت على الرضا ببيعة من تواطأت عليه ،
[ 1 ] الإبل الروابع : التي تحبس عن الماء ثلاثة أيام و ترد في اليوم الرابع .
[ 18 ]
و اتفقت على قبول إمرة من تظاهرت عليه ، و انثال الناس للبيعة كعرف الضبع إليه ، فساقهم إلى منجاهم ، و هداهم إلى محياهم ، و ضمن فوزهم في أخراهم ، حتى تكاتف الجهّال و المنافقون ، و تعاضد الأغبياء و المتضرّرون ، و تعاون الناكثون و المارقون و القاسطون ، فوهن صفّه ، و توانى جنده ، و تشتّت أمره ، فغمط المتسلّطون أقدارهم ، و قهر الجائرون أبرارهم ، و امتطى الأشرار أخيارهم ، ثم انتهى الأمر إلى تمزّق المسلمين ، و تعادي المؤمنين ، و تذابح أبناء الدين المبين ، فضعف المسلمون المخلصون ،
و تجرّأ عليهم الطّغاة الفاسقون ، و طمع فيهم أعداء اللّه الكافرون ، فأغاروا على ما تطهّر من رجسهم ، و استرقّوا من تحرّروا من ربقهم ، و استعبدوا من وضع عنهم غلّهم ، فكان أول ما ارتكبه الحاسدون من الإثم علّة ما أصاب ظهر المسلمين بعدئذ من القصم .
و بعد ، فقد بقي من أثر سيد البلغاء ، و ما روي عن زعيم الفصحاء ، و ما نقل عن أمير المتكلّمين و الخطباء ، سيّدنا و مولانا علي عليه السلام ، ما حدّث به الرواة من درر بليغ الكلام ، و ثبّته المؤرّخون من عقائق المعاني العظام ، و حفظوها من الاندثار على مرّ السنين و الأيام ، حتى توزعت في مختلف أبواب الكتب ، و اقتطف منها كل كاتب كتب . و ذهّب بها مقاله كلّ من تكلّم و خطب ، إلى أن كان عصر المبرّز في ميدان العلم و الأدب ، و الفطحل في البلاغة و الشّعر و الخطب ، السيد الرضيّ الشريف النسب ، فاختار من جنّة كلام امير المؤمنين زهرات استطاب ريحها ، و اقتطع من روضة خطب إمام المتقين مقاطع استحسن بلاغتها ، و انتخب من بين ما طالت يده فصولا بهرته فصاحتها ، كل ذلك حسب ذوقه الرفيع في الأدب ، و علمه الغزير بأمر شرع الربّ .
و يكفي للتدليل على إذعان الجميع بسبقه ، و إقرارهم بعظيم فضله ، و اعترافهم بعلوّ منزله ، أن نسبوا ما رواه الرضيّ في « نهج البلاغة » إليه ، حسدا منهم لعليّ عليه السلام في مماته ، كما حسده الحاسدون طوال حياته .
فأصبحت مختاراته النفيسة لؤلؤة تزيّن كلام كل أديب ، و أضحت مقتطفاته القيّمة حياة لكل أريب و لبيب ، و تلذّذ بالتبحّر في معاني كلماتها كل محقق و نقيب ، فجزاه اللّه خير الجزاء بما خدم الإسلام خدمة جدّ جليلة ، و أبقى للمسلمين بعد القرآن خير ذخيرة ، و أثابه بها جنات عدن و جوار محمد و عترته أفضل جيرة .
و بعد أن أحرقت جحافل المغول و التتار ، و عساكر أرباب الجهل و أضداد الأنوار ، و جنود حكومات الطغيان و دول البوار ،
مكتبات بغداد و ألموت و القاهرة ، و تبريز و بخارا و البصرة ، و طرابلس الشام و جبل عاملة [ 1 ] ، و أتلفت مئات الألوف من ثمينات الكتب ، و أحرقت قيّمات كنوز العلم و الأدب ، و أبادت ما دوّن من الروايات العلماء و الشّيب ، فقد تعذّر على
[ 1 ] لقد أحرق القادر باللّه في مدينة بغداد العام 420 ه خمسين حملا من الكتب ، ما خلا كتب « المعتزلة » و « الباطنية » و « الشيعة » . و أحرق طغرلبك أمير السلاجقة العام 449 ه مكتبة الشيعة في محلة « الكرخ » و التي أنشأها العام 381 ه أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي ، و التي كانت تضمّ أكثر من عشرة آلاف كتاب كلها بخطوط الأئمة المعتبرة ، و من جملتها مائة مصحف بخط إبن مقلة . هذا إضافة إلى حرق مكتبة شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي و كرسيه الذي كان يجلس عليه للتدريس . كل ذلك لأنهم ترددوا في إضافة قول : « الصلاة خير من النوم » في أذان أسحارهم . و قد أكد التاريخ أن غزو هولاكو الوثني لبلاد المسلمين في العراق و قسم كبير من ايران جاء بتحريض من قاضي قضاة المسلمين ( ) في حينه شمس الدين القزويني للقضاء على الإسماعيليين الشيعة . فجعل هولاكو هذا من الكتب الموجودة يومئذ في خزائن بغداد جسرا على نهر دجلة يعبر عليه جنوده للفتك بالمسلمين ، و أمر بإحراق ما تبقّى منها . و قد بلغ ما استطاع الشيخ نصير الدين الطوسي رضوان اللّه عليه جمعه من فلول تلك الكتب اربعمائة ألف مجلد استودعها في مكتبة مراغة . و أحرق المغول بقيادة جنكيز خان أثناء غزوهم المصاحف و مزقوها في مدينة بخارا و غيرها من المدن حتى صنعوا من أغلفتها الثمينة مذاود لخيلهم . و كذلك أصدر جنكيزخان أمرا إلى جنوده بردم الخندق المحيط بحصن في « بخارا » بربعات القرآن الكريم و بالمنابر .
و أيضا أمر المغول بحرق المكتبة الكبرى في قلعة « ألموت » و التي تعب الإسماعيليون كثيرا في جمع نفائسها ، مضافا إلى ما كان فيها من آلات الرصد و أنواع من الأسطرلابات التامة و المنصّفة و ذات الشعاع ، و قد استطاع علاء الدين الجويني إنقاذ قليل منها . و كذلك أحرق السلطان أبو سعيد المغولي مكتبة رشيد الدين في مدينة تبريز و التي كانت تضمّ ما لا يقلّ عن خمسين الف كتاب . و في البصرة أحرق الأعراب من بني عامر دارّين للكتب فيها ، و كان بها نفائس الكتب و أعيانها . و في القاهرة أحرق الأيوبيون الكتب المتكدسة بالنار ، و تركوا بعضها في الصحراء فسفت عليها الرياح حتى صارت تلالا عرفت بتلال الكتب ، و اتخذ العبيد من جلودها نعالا . و يجب التذكير بأن مكتبات مصر الفاطمية كانت تحتوي على مليونين و ستمائة ألف كتاب ، و أن مكتبة القصر الفاطمي وحدها كانت تضمّ ستمائة ألف كتاب . و لم يحافظ الأيوبي حتى على خزائن تلك المكتبة التي وصفت بأنها من عجائب الدنيا ، بل بادر إلى بيعها و التخلص من كل أثر للعلم و الثقافة . . و لقد جعل الجزّار احمد باشا الوالي العثماني من كتب العلماء في بلاد جبل عامل حطبا لأفران مدينة عكّا طيلة سبعة أيام . و أخيرا قام الصليبيون الإفرنج اثناء احتلالهم لطرابلس الشام بإحراق المكتبة الكبرى فيها و التي أسسها حكام المدينة من بني عمار و التي كانت تضمّ ثلاثة ملايين كتاب . و لقد عمد أعداء الإسلام الأوروبيون ، و مبغضو أهل البيت العثمانيون إلى سرقة كميات كبيرة من نوادر الكتب القيمة التي نجت من الحرق و التلف ، و وضعوها في خزائنهم المحكمة الأبواب ، مبعدينها عن أعين عشّاق العلم و المعرفة و محتكرينها للاستفادة منها و حدهم .
[ 19 ]
اللاّحقين من عشّاق درر كلام عليّ الوصول إلى كلّ منابع الروايات المذكورة في « نهج البلاغة » ، و عجزت أيدي اللاهثين لنيل جواهر علومه عن تناوش كلّ مراجع تلك الأحاديث المرويّة ، و قام كل باحث مخلص مثابر بجهد جهيد في سبيل الاقتراب من أسانيد « نهج البلاغة » ، و تجميع ما حذفه السيد الشريف الرضي رضوان اللّه عليه من الخطب و الكلمات المأثورة . و لقد قامت تلك المستدركات بفعل العناء المضني لمؤلفيها على أكمل وجه بالدور المبتغى منها ، و وفّرت على المحققين كثيرا من الجهد و العناء ، فجزى اللّه أصحابها خير الجزاء .
لكني ، و أنا أقل خدّام شرع اللّه الديّان ، رأيت أنه ينبغي محاولة استخراج النصوص الكاملة ، قدر الإمكان ، عبر الاستعانة بالمصادر و المراجع عند أرباب علم الحديث الموثوقين ، و الاسترشاد بما توصّل إليه الشرّاح و المستدركون ، دون الخروج عمّا أورده سيدنا الرضيّ ، و الابتعاد عن سياق ما اقتطفه باختياره الذكيّ ، [ 1 ] حتى يقترب القارئ ، قدر المستطاع ، من خطاب مولانا عليّ ، و يتصور نفسه من الجالسين تحت منبره مستمعا كلامه فوق البشريّ ، و هكذا يعيش أجواء عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، و يرى نفسه مخاطبا بما نطق في خطبه الجليلة و كلماته العظام .
و لقد انتظرت كثيرا من يبادر إلى هذا العمل الجليل المخصوص ، بأفضل الوجوه و أكمل النصوص ، لكن رغم مضي السّنين ، و السؤال من جميع المعتنين ، وجدت أن احدا لم يبدأ بهذا العمل ، و لم يشرع بولوج هذا الباب الأجلّ ، فتوكلت على اللّه الموفّق المعين ، و استمددت من مقام مولانا أمير المؤمنين ، فدخلت في هذا البحر الذي لا يدرك قعره ، طامعا بالعون الربّاني لتدارك عجزي عن خوض غمار بحره ، و آملا مدد السماء لإنجاز خدمة نحو خير الخليقة بعد خاتم النبوّة محمّد عنده ، و كان من مظاهر لطفه تعالى تفتّح الأبواب أمامي ، و من تجلّيات عونه تهافت وصول النّصح من المخلصين لي ، و تقديمهم كل ما يعينني على إكمال عملي ، و أخصّ بالذكر السابقين المعاصرين في هذا المضمار ، و المتبحّرين في بحر نهج البلاغة الزّخّار ، و الضليعين في التنقيب عن مصادر النهج و تثبيتها ، و المتخصصين في توثيق نصوصه و تصحيحها ، العلاّمة الشيخ محمد باقر المحمودي صاحب كتاب « نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة » ، و العلاّمة السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مؤلف كتاب « مصادر نهج البلاغة و أسانيده » ، حفظهما اللّه جلّ جلاله ، فقد جادا عليّ بعصارة تجربتهما ، و سخيا عليّ بخلاصة خبرتهما ،
و أفاضا عليّ بأفضل نصيحتهما [ 2 ] ، و كذلك آية اللّه خزعلي عضو مجلس الخبراء و مجلس صيانة الدستور في ايران ، و سماحة العلامة الشيخ حسن سعيد مؤسس مكتبة مسجد جامع طهران ، و الدكتور أسعد علي الأستاذ في جامعة دمشق الذين أعاروني نسخا خطية قيّمة أفادتني كثيرا في إزالة الأخطاء الواردة و النواقص الموجودة في النّسخ المتداولة ، لهم و لغيرهم من الناصحين أسأل اللّه الأجر و الثواب ، و من أمير المؤمنين ساقي الحوض أرجولهم ولي الشفاعة يوم الحساب [ 3 ] .
و لقد اكتشفت أثناء البحث الدقيق عن تكملات خطب و كلمات « نهج البلاغة » اختلافا في نصوصه ناتجا عن خطأ النسّاخ في العصر الغابر ، و بسبب أخطاء الطبعات في الزمان الحاضر ، فقمت بمقابلة النّسخ المطبوعة في زماننا ، و المخطوطة الموجودة بين أيدينا ، و ثبّتّ ما سقط من إحداها ، و صحّحت الخطأ الوارد فيها ، و عند عدم التيقّن من صحّة إحدى الكلمات ،
دوّنت ما ورد بأكثر النصوص في المتون و جعلت الأخرى في الهامشات ، تسهيلا للمطالع المحقق و القارئ المستفيد و مغنيا لهما عن التفتيش بين النّسخات ، و الحيرة في اختيار الصحيح من الكلمات .
و النسخ التي تمّت مقابلتها هي :
1 نسخة مخطوطة عام 400 ه ( لم نجد إسم كاتبها ) موجودة في المكتبة الظاهرية في دمشق تحت الرقم 6778 .
[ 1 ] لقد التزمت بهذه القاعدة إلاّ في حالات نادرة جدا يدرك القارئ اهميتها حين مشاهدتها .
[ 2 ] لقد سأل اللّه تعالى العلامة الخطيب أن يطيل عمره حتى يرى الكتاب مطبوعا ، و ذلك في رسالة إلى المحقق ، لكن توفاه اللّه بعد طبع الكتاب و قبل أن أتوفق لإيصال نسخة منه إليه . فرحمه اللّه و أسكنه فسيح جناته .
[ 3 ] ( لقد زاد عدد النسخ الخطية و المطبوعة التي استفدنا منها في النسخة الموثّقة التي بين يديك عن النسخة المشروحة ) .
[ 20 ]
2 نسخة مخطوطة موجودة في مكتبة الإمام الرضا ( ع ) في مشهد المقدسة تحت الرقم 11736 ، و هي منسوخة عن نسخة الشريف الرضي في حياته .
3 نسخة مخطوطة عام 421 ه موجودة في مكتبة آية اللّه حسن زاده آملي في مدينة قم المقدسة .
4 نسخة ابن المؤدب المخطوطة عام 469 ه و الموجودة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي ( قده ) في مدينة قم المقدسة تحت الرقم 3827 .
5 نسخة مخطوطة بيد فضل بن مطهّر الحسيني عام 494 ه ، و هي موجودة في مكتبة الدكتور فخر الدين نصيري في طهران .
6 نسخة مخطوطة بيد محمود بن أبي المحاسن بن محمود عام 708 ه و هي موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت الرقم 9089 .
7 نسخة نظام الدين احمد لاهيجي جيلاني المخطوطة عام 1036 ه و الموجودة في مكتبة الإمام الرضا ( ع ) تحت الرقم 9486 .
8 نسخة الأسترابادي المخطوطة عام 1130 ه و الموجودة في المكتبة الظاهرية في دمشق تحت الرقم 6166 .
9 نسخة إبن أبي الحديد تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم منشورات دار إحياء الكتب العربية في بيروت الطبعة الثانية 1385 هجرية .
و استفدنا أيضا من المصدر عينه طبعة دار الأندلس في بيروت و قد وجدنا بين الطبعتين بعض الاختلاف .
10 نسخة ابن ميثم البحراني منشورات مؤسسة النصر 1378 هجري ، و إصدار دار نشر مكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية في مدينة قم 1403 هجري .
11 نسخة الشيخ محمد عبده منشورات دار البلاغة في بيروت الطبعة الثانية 1407 هجري .
12 نسخة الشيخ صبحي الصالح منشورات دار الكتاب اللبناني في بيروت الطبعة الثانية 1982 ميلادي .
13 نسخة الشيخ العطاردي المطبوعة من قبل مؤسسة نهج البلاغة في طهران الطبعة الأولى 1413 هجري .
و على صعيد الشرح ، فقد رأيت أن أجمع و أدمج عددا من الشروح المختصرة ، لتزيد فائدة القارئ من معاني كلمات أمير المؤمنين حيدرة ، و لنحفظ أيضا حقوق من صرفوا جهودا كثيرة في سبيل كشف غوامض كلماته ، و نخلّد ذكر من قضوا عمرا ليفسّروا معاني عظاته . و في هذا الباب تمّ دمج شرح البيهقي الحاوي لشرح الوبري المسمّى « معارج نهج البلاغة » ، مع شرح الشيخ محمد عبده ، و معاني الكلمات للشيخ صبحي الصالح ، فصار شرحا واحدا غنيا ، و لغليل القراء شافيا كفيّا .
و لقد كان ديدن مولانا الشريف الرضي رضوان اللّه عليه لتأليف نهج البلاغة اختيار مقاطع وقعت تحت يده مما روي عن أمير المؤمنين من كلمات بديعة ، مع تبويب أوّلي على فصول ثلاثة ، و هي : الخطب ، و الكتب ، و الحكم القصيرة ، لكننا نجد جليّا ،
حين التحقيق ، تداخل بعض نصوص كل فصل في متون فصل سبقه او تلاه ، و تكرار بعض آخر مع بون شاسع بين المكررين بسبب سهو المؤلف ، و جلّ من ليس بساه ، و عدم عثور المؤلف رضوان اللّه عليه على النصّ التالي إلاّ بعد كتابة الفصول الفاصلة بينهما و تعذّر إلحاقه ، أو بسبب اختلاف الرواية كما يؤكده السيد الرضي في أكثر أماكن إيراده [ 1 ] و قد وجدت ضرورة إلحاق اللاّحق بالسابق تسهيلا للقارئ الواله ، و تصحيحا لما لم يتيسّر للشريف الرضي وضعه في الباب المخصص له
[ 1 ] الذي يراجع كتاب « خصائص الأئمة » للسيد الرضي رضوان اللّه عليه يجد اختلافا كبيرا في بعض الأحيان بينه و بين « نهج البلاغة » في نصوص الروايات و أيضا في تبويبها و تقطيعها ، علما بأن « نهج البلاغة » قد خرج من رحم « الخصائص » كما يصرّح بذلك في مقدمته على النهج ، و أن كثيرا مما ورد في « نهج البلاغة » مكرر عما في « خصائص أمير المؤمنين عليه السلام » .
[ 21 ]
و لهذا السبب فقد تغيّر التبويب و الترتيب هنا عمّا هو في نسخ النهج المتداولة ، و صار الباب الأول من هذا الكتاب يشتمل على ما صدر عنه عليه السلام بالشّفة و اللّسان ، و الباب الثاني يتضمّن ما كتبه عليه السلام بالقلم و البنان [ 1 ] ، و ألغي باب الحكم لكونها أجزاء من بعض الوصايا و الخطب ، حسب كثير من المصادر و الكتب . و سمّيت ما رتّبت « تمام نهج البلاغة » لاحتوائه على تمام ما أورد مولانا الرضيّ جلّه ، ممّا أمكن العثور عليه استنادا إلى المصادر و القرائن و الأدلّة .
و لكي يسهل على المطالع معرفة ما هو من « نهج البلاغة » مما أضيف إليه من مراجعه و مصادره ، فقد كتبت نصّ النهج بالحرف الأسود البادر ، و رتّبت التكملات بحرف آخر جليّ نافر . و وضعت أرقاما في المتن و الهامش للتدليل على نسخ البدل ليجدها الباحث دون شقاء . و قد حدث أن وجدت من الضروري إضافة حرف أو كلمة لم أجدهما في أيّ من المصادر ،
فوضعتهما بين علامتي [ ] ليبدو ذلك للمحقق المبادر ، و عند ما يتغيّر مكان نص عمّا هو مرتّب في النهج ، فإنّي أشير إلى رقم ترتيبه كي لا يجد المنقّب أي صعوبة و حرج ، و لقارئ نسخة النهج المتداولة وضعت في آخر الكتاب دليلا ليعرف بكل سهولة قبل و بعد ما يريد في « تمام نهج البلاغة » .
و قد وجدت من غير الممكن عمليا إلحاق أسانيد ما ورد في هذا الكتاب بالنصوص ، و توثيق ما زاد عن « نهج البلاغة » المنصوص ، لكثرة المصادر التي راجعتها ، و عدم حاجة أكثر القرّاء إليها ، لكنّي بعون اللّه العلي القدير أعد أرباب التمحيص و التحقيق ، و أصحاب البحث و التدقيق ، أن يلحق الكتاب ، في أقرب وقت ممكن نسخة فيها توثيق ما أضيف من التكميلات ،
و طبعة فيها مراجع ما ذكر من التصحيحات ، ليطمئن قلب المؤمن ، و يؤمن قلب غير الموقن .
و رغم أنّي قمت بما يمكن عمله لأجل إزالة كل خطأ و غفل ، و أعانني على ذلك إخوة متضلّعون في هذا الحقل ،
و استخدمت لذلك أحدث الوسائل المتاحة ، و أجدّ التقنيات في الساحة ، لكنني لا أدّعي الوصول إلى مبتغاي كاملا ، و لا أزعم نيل مقصدي تماما ، و أكون شاكرا لكل من يهدي إليّ ما يكتشف من النقائص و الأخطاء ، و أبقى ممتنّا لكل من يتحفني بما يعثر عليه من زلّة الكتابة و الإملاء ، كي نزيلها في الطبعات التالية ، فيتداول الناس بتوفيق الباري تعالى نسخة صحيحة باقية ،
فيعتمدون عليها في استناداتهم ، و يرجعون إليها في اجتهاداتهم .
و قبل ختم مقدّمتي أرى من الواجب ذكر من له عليّ حق الوجود و التربية ، و شكر من منه منشأ كياني و التنمية ، و ثناء من به كان تولّدي و التغذية ، آية اللّه العلاّمة في علم الفقه و الشريعة النبويّة ، والدي السيد محمّد باقر الموسوي الشيرازي أدام الباري عليّ ظلاله الأبوية ، نزيل مشهد الرضا عليه و على آبائه أتمّ الصلاة و أفضل التحية و لا بدّ من شكر من ساهم في إخراج عملي ،
صديقي القديم و نديمي الوفيّ ، الشيخ محمّد حسن أختري حجة الإسلام ، سفير دولة القرآن و جمهورية الإسلام ، قدّس اللّه نفس مؤسسها روح اللّه و نائب المهديّ الإمام .
و أسأل اللّه العفوّ الرحيم أن يغفر زللي ، و لا يؤاخذني بسوء عملي ، و يجعل كتابي شفيعي يوم الدين عند عليّ ، فإن شفاعته بغيتي و غاية أملي ، و بها أضمن الفوز بالجنان و المقام العلي .
المتشرّف بالانتساب إلى سيد العرب و العجم و الطامع في لقياه يوم الحشر الأعظم السيد صادق الموسوي بيروت في : 13 ، رجب ، 1413 ه ذكرى مولد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
[ 1 ] يضمّ الباب الأول فصول الخطب ، الكلمات ، الوصايا ( الشفهية ) و الأدعية . و يحتوي الباب الثاني على فصول الكتب ، العهود ، الأحلاف ، الوصايا ( المكتوبة ) و التوقيعات .
[ 27 ]