خطبة له عليه السلام ( 45 ) قبل حرب الجمل في تعليم أصحابه آداب الحرب و تحديد قواعد القتال

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 2 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الْفَاشي فِي الْخَلْقِ حَمْدُهُ ، وَ الْغَالِبِ جُنْدُهُ ، وَ الْمُتَعَالي جَدُّهُ ، أَحْمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ

[ 2 ] من : الحمد إلى : منظرين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 191 .

[ 1 ] ورد في مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 229 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 71 . و نهج البلاغة الثاني ص 95 . باختلاف .

[ 432 ]

التَّوَامِّ [ 1 ] ، وَ آلائِهِ الْعِظَامِ .

اَلَّذي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفَا ، وَ عَدَلَ في كُلِّ مَا قَضى ، وَ عَلِمَ مَا يَمْضي وَ مَا مَضى .

مُبْتَدِعِ [ 2 ] الْخَلائِقِ بِعِلْمِهِ ، وَ مُنْشِئِهِمْ بِحُكْمِهِ ، بِلاَ اقْتِدَاءٍ وَ لاَ تَعْليمٍ ، وَ لاَ احْتِذَاءٍ لِمِثَالِ صَانِعٍ حَكيمٍ ، وَ لاَ إِصَابَةِ خَطَأٍ ، وَ لاَ حَضْرَةِ مَلأٍ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، ابْتَعَثَهُ وَ النَّاسُ يَضْرِبُونَ في غَمْرَةٍ ، وَ يَمُوجُونَ في حَيْرَةٍ ، قَدْ قَادَتْهُمْ أَزِمَّةُ الْحَيْنِ ، وَ اسْتَغْلَقَتْ عَلى أَفْئِدَتِهِمْ أَقْفَالُ الرَّيْنِ .

أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَ الْمُوجِبَةُ عَلَى اللَّهِ حَقَّكُمْ ، وَ أَنْ تَسْتَعينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ ، وَ تَسْتَعينُوا بِهَا عَلَى اللَّهِ ، فَإِنَّ التَّقْوى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَ الْجُنَّةِ ، وَ في غَدٍ الطَّريقُ إِلَى الْجَنَّةِ .

مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ ، وَ سَالِكُهَا رَابِحٌ ، وَ مُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ ، لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلى الأُمَمِ الْمَاضينَ مِنْكُمْ وَ الْغَابِرينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا غَداً ، إِذَا أَعَادَ اللَّهُ مَا أَبْدى ، وَ أَخَذَ مَا أَعْطى ، وَ سَأَلَ عَمَّا أَسْدى ، فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا ، وَ حَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا .

أُولئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَداً ، وَ هُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، إِذْ يَقُولُ : وَ قَليلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ 1 .

فَأَهْطِعُوا [ 4 ] بِأَسْمَاعِكُمْ إِلَيْهَا ، وَ أَلِظُّوا [ 5 ] بِجَدِّكُمْ عَلَيْهَا ، وَ اعْتَاضُوهَا مِنْ كُلِّ سَلَفٍ خَلَفاً ، وَ مِنْ كُلِّ مُخَالِفٍ مُوافِقاً .

أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ ، وَ اقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ ، وَ أَشْعِرُوا بِهَا قُلُوبَكُمْ ، وَ ارْحَضُوا [ 6 ] بِهَا ذُنُوبَكُمْ ،

وَ دَاوُوا بِهَا الأَسْقَامَ ، وَ بَادِرُوا بِهَا الْحِمَامَ .

[ 1 ] التُّوام . ورد في نسخة العام 400 ص 250 . و نسخة ابن المؤدب ص 178 . و نسخة الآملي ص 214 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 549 . و نسخة عبده ص 415 . و نسخة الصالح ص 283 .

[ 2 ] مبتدئ . ورد في

-----------
( 1 ) سبأ ، 13 .

[ 4 ] فانقطعوا . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 250 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 287 . و نسخة العطاردي ص 286 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند ، و عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد ، و عن نسخة نصيري .

[ 5 ] و واكظوا . ورد في نسخة العام 400 ص 251 . و نسخة ابن المؤدب ص 179 . و نسخة نصيري ص 116 . و نسخة الآملي ص 215 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 250 . و نسخة الأسترابادي ص 287 . و نسخة العطاردي ص 286 . و ورد كظّوا في متن منهاج البراعة ج 11 ص 219 . و نسخة عبده ص 416 .

[ 6 ] ادحضوا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 179 . و نسخة الأسترابادي ص 287 .

[ 433 ]

وَ اعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا ، وَ لاَ يَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا .

أَلاَ فَصُونُوهَا وَ تَصَوَّنُوا بِهَا ، وَ كُونُوا عَنِ الدُّنْيَا نُزَّاهاً ، وَ إِلَى الآخِرَةِ وُلاَّهاً .

وَ لاَ تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ التَّقْوى ، وَ لاَ تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْيَا .

وَ لاَ تَشيمُوا بَارِقَهَا ، وَ لاَ تَسْمَعُوا نَاطِقَهَا ، وَ لاَ تُجيبُوا نَاعِقَهَا ، وَ لاَ تَسْتَضيئُوا بِإِشْرَاقِهَا ،

وَ لاَ تُفْتَنُوا بِأَعْلاَقِهَا ، فَإِنَّ بَرْقَهَا خَالِبٌ ، وَ نُطْقَهَا كَاذِبٌ ، وَ أَمْوَالَهَا مَحْرُوبَةٌ [ 1 ] ، وَ أَعْلاَقَهَا مَسْلُوبَةٌ .

أَلاَ وَ إِنَّ الدُّنْيَا لَ [ 2 ] هِيَ الْمُتَصَدِّيَةُ الْعَنُونُ ، وَ الْجَامِحَةُ الْحَرُونُ ، وَ الْمَائِنَةُ [ 3 ] الْخَؤُونُ ،

وَ الْجَحُودُ الْكَنُودُ ، وَ الْعَنُودُ الصَّدُودُ ، وَ الْحَيُودُ الْمَيُودُ ، حَالُهَا انْتِقَالٌ ، وَ وَطْأَتُهَا [ 4 ] زِلْزَالٌ ، وَ عِزُّهَا ذُلُّ ،

وَجِدُّهَا هَزْلٌ ، وَ عُلْوُهَا سُفْلٌ .

وَ هِيَ [ 5 ] دَارُ حَرَبٍ وَ سَلَبٍ ، وَ نَهْبٍ وَ عَطَبٍ .

أَهْلُهَا عَلى سَاقٍ وَ سِيَاقٍ ، وَ لَحَاقٍ وَ فِرَاقٍ .

قَدْ تَحَيَّرَتْ مَذَاهِبُهَا ، وَ أَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا ، وَ خَابَتْ مَطَالِبُهَا ، فَأَسْلَمَتْهُمُ [ 6 ] الْمَعَاقِلُ ، وَ لَفَظَتْهُمُ الْمَنَازِلُ ، وَ أَعْيَتْهُمُ الْمَحَاوِلُ .

فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ ، وَ لَحْمٍ مَجْزُورٍ ، وَ شِلْوٍ مَذْبُوحٍ ، وَ دَمٍ مَسْفُوحٍ ، وَ عَاضٍّ عَلى يَدَيْهِ ، وَ صَافِقٍ بَكَفَّيْهِ ، وَ مُرْتَفِقٍ بِخَدَّيْهِ ، وَ زَارٍ عَلى رَأْيِهِ ، وَ رَاجِعٍ عَنْ عَزْمِهِ ، وَ قَدْ أَدْبَرَتِ الْحيلَةُ ، وَ أَقْبَلَتِ الْغَيلَةُ ،

وَ لاَتَ حينَ مَنَاصٍ 7 .

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ ، وَ ذَهَبَ مَا ذَهَبَ .

وَ مَضَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا ، فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَ الأَرْضُ وَ مَا كَانُوا مُنْظَرينَ 8 .

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمينَ ، إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ قَدْ دَلَّكُمْ عَلى تِجَارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ

[ 1 ] محزوبة . ورد في

[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 260 .

[ 3 ] المانية . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 251 . و نسخة نصيري ص 116 .

[ 4 ] سكونها . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 260 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] فاستسلمتهم . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 179 .

-----------
( 7 ) سورة ص ، 3 .

-----------
( 8 ) الدخان ، 29 .

[ 434 ]

عَذَابٍ أَليمٍ ، وَ تُشْفي بِكُمْ عَلَى الْخَيْرِ الْعَظيمِ :

إِيمَانٍ [ 1 ] بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ جِهَادٍ [ 2 ] في سَبيلِهِ [ 3 ] ، وَ جَعَلَ ثَوَابَهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ [ 4 ] ، وَ مَسَاكِنَ طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدْنٍ ، وَ رِضْوَاناً مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ .

ثُمَّ أَخْبَرَكُمْ بِالَّذي يَجِبُ عَلَيْكُمْ في ذَلِكَ ، فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقَاتِلُونَ في سَبيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ 1 .

أَلاَ فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ .

وَ إِذَا لَقيتُمْ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ غَداً فَ [ 6 ] [ 11 ] لاَ تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَؤُوكُمْ [ 7 ] ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 8 ] عَلى حُجَّةٍ ، وَ تَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ [ 9 ] حَتَّى يَبْدَؤُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرى لَكُمْ عَلَيْهِمْ .

[ 12 ] فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَسْلَمُوا ، وَ لكِنِ اسْتَسْلَمُوا وَ أَسَرُّوا الْكُفْرَ ، فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْهِ أَظْهَرُوهُ [ 10 ] [ وَ ] رَجَعُوا إِلى عَدَاوَتِهِمْ لَنَا ، إِلاَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَتْرُكُوا الصَّلاَةَ .

فَإِذَا بَدَؤُوكُمْ فَانْهِدُوا إِلَيْهِمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ عَلَيْكُمُ السَّكينَةُ ، وَ سيمَا الصَّالِحينَ ، وَ وِقَارُ الإِسْلاَمِ .

وَ اسْتَقْبِلُوا الْقَوْمَ بِوُجُوهِكُمْ .

[ 11 ] من : لا تقاتلوهم إلى : لكم عليهم ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 14 .

[ 12 ] من : فو الّذي إلى : أظهروه ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 16 .

[ 1 ] الإيمان . ورد في تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و الإرشاد ص 141 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 473 . و منهاج البراعة ج 8 ص 164 و 166 و ج 18 ص 126 . و نهج السعادة ج 2 ص 161 .

[ 2 ] الجهاد . ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] في سبيل اللّه تعالى ذكره . ورد في تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 473 . و منهاج البراعة ج 8 ص 164 .

[ 4 ] الذّنب ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 11 . و الإرشاد للمفيد ص 141 .

-----------
( 1 ) الصف ، 4 .

[ 6 ] ورد في وقعة صفين ص 235 . و الفتوح ج 3 ص 49 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و نثر الدرّ ج 1 ص 300 . و الإرشاد ص 141 .

و شرح ابن أبي الحديد ج 5 ص 187 . و البداية و النهاية ج 7 ص 274 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 و 473 . و منهاج البراعة ج 8 ص 164 و ج 5 ص 43 . و نهج السعادة ج 2 ص 161 و 198 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] يقاتلوكم . ورد في الكامل لابن الأثير ج 3 ص 175 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 164 .

[ 8 ] ورد في

[ 9 ] قتالهم . ورد في الكامل لابن الأثير ج 3 ص 175 . و ورد كفّكم عنهم في وقعة صفين للمنقري ص 203 .

[ 10 ] أعلنوا ما كانوا أسرّوا ، و أظهروا ما كانوا أبطنوا . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 787 .

[ 435 ]

وَ خُذُوا قَوَائِمَ سُيُوفِكُمْ بِأَيْمَانِكُمْ [ 1 ] .

[ 10 ] فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ ، وَ أَخِّرُوا الْحَاسِرَ .

وَ عَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ مِنَ [ 2 ] الأَضْرَاسِ ، فَإِنَّهُ أَنْبى لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ .

وَ الْتَوُوا في [ 3 ] أَطْرَافِ الرِّمَاحِ ، فَإِنَّهُ أَمْوَرُ لِلأَسِنَّةِ .

وَ غُضُّوا الأَبْصَارَ ، فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْشِ وَ أَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ .

وَ أَميتُوا الأَصْوَاتَ [ 4 ] ، فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ ، وَ أَذْهَبُ بِالْوَهْلِ ، وَ أَوْلى بِالْوَقَارِ .

وَ مُدُّوا جِبَاهَ الْخُيُولِ وَ وُجُوهَ الرِّجَالِ .

وَ شُدُّوا شَدَّةَ قَوْمٍ مَوْتُورينَ بِآبَائِهِمْ ، وَ بِدِمَاءِ إِخْوَانِهِمْ ، حَنِقينَ عَلى عَدُوِّهِمْ .

وَ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْمُبَارَزَةِ ، وَ الْمُنَازَلَةِ ، وَ الْمُنَاضَلَةِ ، وَ الْمُبَالَدَةِ ، وَ الْمُبَالَطَةِ ، وَ الْمُعَانَقَةِ ،

وَ الْمُكَادَمَةِ ، وَ الْمُجَاوَلَةِ وَ الْمُلاَزَمَةِ ، لِكَيْلاَ تَذِلُّوا ، وَ لاَ يَلْزَمُكُمْ فِي الدُّنْيَا عَارٌ .

وَ اثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ أَطيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ [ 5 ] .

[ 11 ] تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلاَةِ ، وَ حَافِظُوا عَلَيْهَا ، وَ اسْتَكْثِرُوا مِنْهَا ، وَ تَقَرَّبُوا بِهَا ، فَإِنَّهَا كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً 6 .

أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ الْكُفَّارِ [ 7 ] حينَ سُئِلُوا : مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرٍ 8 ؟ قَالُوا :

لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّينَ 9 .

[ 10 ] من : فقدّموا إلى : للفشل ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 124 . و تكرر من : و أميتوا إلى : للفشل في الكتب تحت الرقم 16 .

[ 11 ] من : تعاهدوا إلى : جهولا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 199 .

[ 1 ] ورد في تاريخ الطبري ج 4 ص 31 . و وقعة صفين ص 204 . و شرح الأخبار ج 2 ص 155 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 520 .

و منهاج البراعة ج 8 ص 165 . و نهج السعادة ج 2 ص 148 و 343 . و نهج البلاغة الثاني ص 155 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في البيان و التبيين ج 3 ص 222 . و الفتوح ج 3 ص 49 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 . و منهاج البراعة ج 8 ص 165 .

[ 3 ] على . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 145 .

[ 4 ] و أقلّوا الكلام . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 166 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 159 و ج 8 ص 344 .

[ 5 ] الأنفال ، 45 ، 46 . و وردت الفقرات في صفين ص 204 و 235 . و الفتوح ج 3 ص 57 . و الكامل ج 3 ص 135 . و الإرشاد ص 141 .

و البداية و النهاية ج 7 ص 274 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 . و منهاج البراعة ج 5 ص 43 و ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 . و نهج السعادة ج 2 ص 159 و 162 و 199 ، و ج 8 ص 344 . باختلاف بين المصادر .

-----------
( 6 ) النساء ، 103 .

[ 7 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 574 . و منهاج البراعة ج 12 ص 360 . و نهج السعادة ج 8 ص 55 .

-----------
( 8 ) المدّثر ، 42 .

-----------
( 9 ) المدّثر ، 43 .

[ 436 ]

وَ إِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ ، وَ تُطْلِقُهَا إِطْلاَقَ الرِّبَقِ .

وَ شَبَّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْحَمَّةِ تَكُونُ عَلى بَابِ الرَّجُلِ ، فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، فَمَا عَسى أَنْ يَبْقى عَلَيْهِ مِنَ الدَّرَنِ ؟ .

وَ قَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنينَ الَّذينَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زينَةُ مَتَاعٍ ، وَ لاَ قُرَّةُ عَيْنٍ ، مِنْ وَلَدٍ وَ لاَ مَالٍ .

يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : رِجَالٌ لاَ تُلْهيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلاَةِ وَ إيتَاءِ الزَّكَاةِ 1 .

وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَصِباً [ 2 ] بِالصَّلاَةِ بَعْدَ التَّبْشيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ مِنْ رَبِّهِ [ 3 ] ، لِقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ : وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا 4 .

فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ ، وَ يُصَبِّرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ .

ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلاَةِ قُرْبَاناً لأَهْلِ الإِسْلاَمِ عَلى أَهْلِ الإِسْلاَمِ [ 5 ] ، فَمَنْ أَعْطَاهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا ، فَإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً ، وَ مِنَ النَّارِ حِجَازاً [ 6 ] وَ وِقَايَةً . فَلاَ يُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ ، وَ لاَ يُكْثِرَنَّ عَلَيْهَا لَهَفَهُ ، فَإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَيْرَ طَيِّبِ النَّفْسِ بِهَا ، يَرْجُوبِهَا مِنَ الثَّمَنِ [ 7 ] مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا ،

فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ ، مَغْبُونُ الأَجْرِ ، ضَالُّ الْعَمَلِ [ 8 ] ، طَويلُ النَّدَمِ ، بِتَرْكِ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ الرَّغْبَةِ عَمَّا عَلَيْهِ صَالِحُوا عِبَادِ اللَّهِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ مَنْ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبيلِ الْمُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى [ 9 ] .

ثُمَّ أَدَاءَ الأَمَانَةِ ، فَقَدْ خَابَ وَ خَسِرَ [ 10 ] مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا وَ ضَلَّ عَمَلُهُ [ 11 ] .

-----------
( 1 ) النور ، 37 .

[ 2 ] منصبا لنفسه . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 56 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و منهاج البراعة للخوئي 12 ص 360 .

-----------
( 4 ) سورة طه ، 132 .

[ 5 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 574 .

[ 6 ] حجابا . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 202 . و نسخة الآملي ص 202 . و نسخة الأسترابادي ص 329 . و نسخة العطاردي ص 236 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .

[ 7 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 12 ص 360 .

[ 8 ] العمر . ورد في المصدر السابق . و نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 57 .

[ 9 ] النساء . ، 115 . و وردت الفقرة في المصدرين السابقين .

[ 10 ] ورد في المصدرين السابقين . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 574 .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 437 ]

إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَى السَّموَاتِ الْمَبْنِيَّةِ ، وَ الأَرَضينَ الْمَدْحُوَّةِ ، وَ الْجِبَالِ ذَاتِ الطُّولِ الْمَنْصُوبَةِ ،

فَلاَ أَطْوَلَ ، وَ لاَ أَعْرَضَ ، وَ لاَ أَعْلى ، وَ لاَ أَعْظَمَ ، مِنْهَا ، وَ لَوْ اِمْتَنَعَ شَيْ‏ءٌ بِطُولٍ ، أَوْ عَرْضٍ ، أَوْ قُوَّةٍ ، أَوْ عِزٍّ ،

لامْتَنَعْنَ ، وَ لكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ الْعُقُوبَةِ ، وَ عَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُو أَضْعَفُ مِنْهُنَّ ، وَ هُوَ الإِنْسَانُ ، إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً 1 .

ثُمَّ إِنَّ الْجِهَادَ أَشْرَفُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ [ 2 ] ، وَ هُوَ قَوَامُ الدّينِ ، وَ الأَجْرُ فيهِ عَظيمٌ مَعَ الْعِزَّةِ وَ الْمَنْعَةِ ، وَ هُوَ الْكُرْهُ فيهِ الْحَسَنَاتُ وَ الْبُشْرى بِالْجَنَّةِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ ، وَ بِالرِّزْقِ غَداً عِنْدَ الرَّبِّ وَ الْكَرَامَةِ .

يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 3 .

ثُمَّ إِنَّ الرُّعْبَ وَ الْخَوْفَ مِنْ جِهَادِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْجِهَادِ ، وَ الْمُتَوَازِرينَ عَلَى الضَّلاَلِ ، نَقْضٌ فِي الدّينِ ، وَ سَلْبٌ لِلدُّنْيَا مَعَ الذُّلِّ وَ الصَغَارِ ، وَ فيهِ اسْتيجَابُ النَّارِ بِالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ .

يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذَا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ 4 .

فَحَافِظُوا عَلى أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ في هذِهِ الْمَوَاطِنِ الَّتِي الصَّبْرُ عَلَيْهَا كَرَمٌ وَ سَعَادَةٌ ، وَ نَجَاةٌ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ مِنْ فَظيعِ الْهَوْلِ وَ الْمَخَافَةِ .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 5 ] ، [ 7 ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى لاَ يَخْفى عَلَيْهِ مَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ في لَيْلِهِمْ وَ نَهَارِهِمْ ، لَطُفَ بِهِ خُبْراً ، وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْماً .

أَعْضَاؤُكُمْ شُهُودُهُ ، وَ جَوَارِحُكُمْ جُنُودُهُ ، وَ ضَمَائِرُكُمْ عُيُونُهُ ، وَ خَلَوَاتُكُمْ عَيَانُهُ ، وَ كُلُّ ذَلِكَ في كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبّي وَ لاَ يَنْسى 6 .

[ 7 ] من : إنّ اللّه إلى : عيانه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 199 .

-----------
( 1 ) الأحزاب ، 72 .

[ 2 ] الصّلاة . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 574 .

-----------
( 3 ) آل عمران ، 169 .

-----------
( 4 ) الأنفال ، 15 .

[ 5 ] ورد في الفتوح ج 4 ص 236 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 574 . و منهاج البراعة ج 12 ص 360 . و نهج السعادة ج 8 ص 58 .

باختلاف بين المصادر .

-----------
( 6 ) سورة طه ، 52 .

[ 438 ]

فَاصْبِرُوا ، وَ صَابِرُوا ، وَ اسْأَلُوا [ اللَّهَ ] النَّصْرَ ، وَ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْقِتَالِ ، وَ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَ الَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ 1 .

وَ لاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ [ 2 ] .

[ 9 ] وَ رَايَتَكُمْ [ 3 ] فَلاَ تُميلُوهَا وَ لاَ تُخَلُّوهَا ، وَ لاَ تُزيلُوهَا [ 4 ] ، وَ لاَ تَجْعَلُوهَا إِلاَّ بِأَيْدي [ 5 ] شُجْعَانِكُمْ ،

وَ الْمَانِعينَ الذِّمَارَ مِنْكُمْ ، فَإِنَّ الصَّابِرينَ عَلى نُزُولِ الْحَقَائِقِ هُمُ أَهْلُ الْحِفَاظِ [ 6 ] الَّذينَ يَحُفُّونَ بِرَايَاتِهِمْ ، وَ يَكْتَنِفُونَهَا ، وَ يَضْرِبُونَ [ 7 ] حِفَافَيْهَا ، وَ وَرَاءَهَا ، وَ أَمَامَهَا ، وَ لاَ يُضَيِّعُونَهَا [ 8 ] . لاَ يَتَأَخَّرُونَ عَنْهَا فَيُسْلِمُوهَا ، وَ لاَ يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهَا فَيُفْرِدُوهَا .

عِبَادَ اللَّهِ ، انْهَدُوا إِلى هؤُلاَءِ الْقَوْمِ مُنْشَرِحَةً صُدُورُكُمْ بِقِتَالِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ نَكَثُوا بَيْعَتي ، وَ قَتَلُوا شيعَتي ، وَ نَكَّلُوا بِابْنِ حُنَيْفٍ عَامِلي ، وَ أَخْرَجُوهُ مِنَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَنْ آلَمُوهُ بِالضَّرْبِ الْمُبَرِّحِ وَ الْعُقُوبَةِ الشَّديدَةِ ، وَ هُوَ شَيْخٌ مِنْ وُجُوهِ الأَنْصَارِ وَ الْفُضَلاَءِ ، وَ لَمْ يَرْعَوْا لَهُ حُرْمَةً .

وَ قَتَلُوا السَّبَابَجَةَ .

وَ مَثَّلُوا بِحُكَيْمِ بْنِ جَبَلَةِ الْعَبْديَّ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً ، لِغَضَبِهِ للَّهِ تَعَالى .

وَ قَتَلُوا رِجَالاً صَالِحينَ [ مِنْ ] شيعَتي بَعْدَمَا ضَرَبُوهُمْ ، ثُمَّ تَتَبَّعُوا مَنْ نَجَا مِنْهُمْ ، يَأْخَذُوَنَهُمْ في كُلِّ عَابِيَةٍ ، وَ تَحْتَ كُلِّ رَابِيَةٍ ، ثُمَّ يَأْتُونَ بِهِمْ فَيَضْرِبُونَ رِقَابَهُمْ صَبْراً .

[ 9 ] من : ورايتكم إلى : فيفردوها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 124 .

-----------
( 1 ) النحل ، 128 .

[ 2 ] الأنفال ، 46 . و وردت الفقرات في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 و 574 . و منهاج البراعة ج 12 ص 361 . و نهج السعادة ج 2 ص 159 و ج 8 ص 59 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] راياتكم . ورد في وقعة صفين ص 235 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 . و منهاج البراعة ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 .

و نهج السعادة ج 2 ص 162 و 199 .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و الفتوح ج 3 ص 49 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و شرح ابن أبي الحديد ج 5 ص 187 . و منهاج البراعة ج 5 ص 43 . باختلاف يسير .

[ 5 ] في أيدي . ورد في

[ 6 ] ورد في وقعة صفين ص 235 . و الفتوح ج 3 ص 49 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و الإرشاد ص 142 . و شرح ابن أبي الحديد ج 5 ص 187 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 . و منهاج البراعة ج 5 ص 43 و ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 . و نهج السعادة ج 2 ص 162 و ج 8 ص 344 . و نهج البلاغة الثاني ص 162 .

[ 7 ] ورد في وقعة صفين ص 235 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 11 . و شرح ابن أبي الحديد ج 5 ص 187 . و منهاج البراعة ج 5 ص 43 و ج 8 ص 165 . و نهج السعادة ج 2 ص 199 و ج 8 ص 344 .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 439 ]

مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 1 ؟ .

فَانْهَدُوا إِلَيْهِمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، وَ كُونُوا أَشِدَّاءَ عَلَيْهِمْ ، فَإِنَّهُمْ شِرَارٌ ، وَ مُسَاعِدُهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ شَرَّارٌ .

فَالْقُوهُمْ صَابِرينَ مُحْتَسِبينَ ، مُوَطِّنينَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ مُنَازِلُوهُمْ وَ مُقَاتِلُوهُمْ .

وَ إِذَا حَمَلْتُمْ فَافْعَلُوا فِعْلَ رَجُلٍ وَاحِدٍ [ 2 ] ، [ 11 ] وَ اعْطُوا السُّيُوفَ حُقُوقَهَا ، وَ وَطِّئُوا لِلْجُنُوبِ مَصَارِعَهَا ، وَ أَذْمِرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدِّعْسِيِّ ، وَ الضَّرْبِ الطِّلَحْفِيِّ ، [ 12 ] فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ ،

وَ الْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ .

وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّحَامي فَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ [ 3 ] .

لاَ تَشْتَدَّنَّ عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ بَعْدَهَا كَرَّةٌ ، وَ لاَ جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ .

وَ مَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ فَاقْبَلُوا مِنْهُ .

وَ اسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ 4 ، وَ الصِّدْقِ فِي النِّيَّةِ ، فَإِنَّ بَعْدَ الصَّبْرِ يَنْزِلُ النَّصْرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ 5 .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 6 ] ، [ 13 ] فَإِذَا كَانَتِ الْهَزيمَةُ [ 7 ] ، بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَلاَ تَقْتُلُوا [ 8 ] مُدْبِراً ، وَ لاَ تُصيبُوا مُعْوِراً ،

وَ لاَ تَتْبَعُوا مُوَلِّياً ، وَ لاَ تَقْتُلُوا أَسيراً [ 9 ] ، وَ لاَ تُجْهِزُوا عَلى جَريحٍ ، وَ لاَ تَكْشِفُوا عَوْرَةً ، وَ لاَ تُمَثِّلُوا بِقَتيلٍ .

وَ إِذَا وَصَلْتُمْ إِلى رِحَالِ الْقَوْمِ فَلاَ تَهْتِكُوا سِتْراً ، وَ لاَ تَدْخُلُوا دَاراً إِلاَّ بِإِذْني [ 10 ] .

[ 11 ] من : و اعطوا إلى : الطّلحفيّ . و من : لا تشتدّنّ إلى : حملة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 16 .

[ 12 ] من : فالنّجاة إلى : للمتلوّم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 123 .

[ 13 ] من : فإذا إلى : جريح ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 14 .

-----------
( 1 ) التوبة ، 30 .

[ 2 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 401 و 473 . و منهاج البراعة ج 8 ص 166 و ج 17 ص 52 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 95 . و نهج السعادة ج 1 ص 326 و ج 8 ص 344 . و نهج البلاغة الثاني ص 145 . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 166 . و نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 344 .

-----------
( 4 ) البقرة ، 45 .

-----------
( 5 ) الأعراف ، 128 .

[ 6 ] ورد في الفتوح ج 3 ص 49 . و منهاج البراعة ج 8 ص 166 . و نهج السعادة ج 1 ص 328 و ج 8 ص 344 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] هزمتموهم . ورد في الفتوح لابن أعثم ج 3 ص 32 . و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 175 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 26 .

[ 8 ] تطلبوا . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 328 .

[ 9 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 228 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 328 .

[ 10 ] بإذن . ورد في الفتوح ج 3 ص 32 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 6 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 577 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 26 .

[ 440 ]

وَ لاَ تَقْرَبُوا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مَا أَصَبْتُمُوهُ في عَسْكَرِهِمْ مِنْ سِلاَحٍ أَوْ كُرَاعٍ ، أَوْ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ .

وَ مَا كَانَ مِنْ مَالٍ في أَهْليهِمْ فَهُوَ ميرَاثٌ لِوَرَثَتِهِمْ عَلى كِتَابِ اللَّهِ ، وَ عَلى نِسَائِهِمُ الْعِدَّةُ [ 1 ] .

وَ لاَ تُهَيِّجُوا النِّسَاءَ [ 2 ] [ 12 ] بِأَذىً ، وَ إِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ ، وَ سَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ ، وَ سَفَّهْنَ صُلَحَاءَكُمْ [ 3 ] ،

فَإِنَّهُنَّ ضَعيفَاتُ الْقُوى وَ الأَنْفُسِ وَ الْعُقُولِ .

وَ لَقَدْ [ 4 ] كُنَّا لَنْؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَ إِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ .

وَ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْفَهْرِ أَوِ الْهَرَاوَةِ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ .

فَلاَ يَبْلَغُني عَنْ أَحَدٍ عَرَّضَ لامْرَأَةٍ فَأُنَكِّلُ بِهِ شِرَارَ النَّاسِ [ 5 ] .

[ 13 ] وَ أَيُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رَبَاطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ الْفَزَعِ ، وَ شَجَاعَةً ، وَ إِقْدَاماً ، وَ صَبْراً [ 6 ] ،

عِنْدَ اللِّقَاءِ ، فَلاَ يُبْطِرَنَّهُ ، وَ لاَ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلى مَنْ دُونَهُ [ 7 ] .

وَ إِنْ [ 8 ] رَأى‏ مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً أَوْ وَهْناً [ 9 ] ، فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ الَّتي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ ، كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ ، فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ .

وَ هلاَّ [ 10 ] [ 14 ] اجْزَأَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ مِنْكُمْ [ 11 ] قِرْنَهُ ، وَ وَاسى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ، وَ لَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ إِلى أَخيهِ ،

[ 12 ] من : و لا تهيّجوا إلى : و عقبه من بعده ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 14 .

[ 13 ] من : و أيّ إلى : لجعله مثله ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 123 .

[ 14 ] من : أجزأ إلى : أخيه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 124 .

[ 1 ] ورد في وقعة صفين ص 204 . و الفتوح ج 3 ص 32 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 6 . و مروج الذهب ج 2 ص 371 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 97 . و الكامل ج 3 ص 143 و 175 . و تذكرة الخواص ص 89 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 472 و 577 .

و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 26 و ج 6 ص 288 . و منهاج البراعة ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 . و نهج السعادة ج 1 ص 328 و ج 8 ص 346 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] امرأة . ورد في صفين ص 204 . و الكامل ج 3 ص 143 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 473 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 26 و ج 6 ص 228 . و تذكرة الخواص ص 89 . و منهاج البراعة ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 . و نهج السعادة ج 8 ص 347 .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . و التاريخ للطبري ج 3 ص 544 .

[ 4 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 405 و 473 . و منهاج البراعة ج 8 ص 165 و ج 18 ص 126 . و إن . ورد في نسخ النهج .

[ 5 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 544 .

[ 6 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 17 ص 52 . باختلاف .

[ 7 ] ورد في

[ 8 ] ورد في

[ 9 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 17 ص 52 .

[ 10 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 5 ص 43 . و ورد رحم اللّه امرءا في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 473 .

[ 11 ] ورد في منهاج البراعة ج 5 ص 43 و ج 8 ص 165 . و نهج السعادة ج 2 ص 163 . و نهج البلاغة الثاني ص 162 . باختلاف .

[ 441 ]

فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قِرْنُهُ وَ قِرْنُ أَخيهِ ، فَيَكْتَسِبَ بِذَلِكَ اللاَّئِمَةَ ، وَ يَأْتي بِدَنَاءَةٍ .

وَ أَنَّى هذَا ، وَ كَيْفَ لاَ يَكُونُ هكَذَا ، وَ هُوَ يُقَابِلُ اثْنَيْنِ ، وَ هذَا مُمْسِكٌ يَدَهُ قَدْ خَلَّى قِرْنَهُ عَلى [ 1 ] أَخيهِ هَارِباً مِنْهُ ، أَوْ قَائِماً يَنْظُرُ إِلَيْهِ .

فَمَنْ يَفْعَلْ هذَا يَمْقُتُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .

فَلاَ تَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللَّهِ سُبْحَانَهْ ، وَ لاَ تَفِرُّوا مِنَ الْمَوْتِ ، فَإِنَّمَا مَرَدُّكُمْ إِلَى اللَّهِ .

وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَوْمٍ عَابَهُمْ : لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَ إِذاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَليلاً 1 .

اَللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمُ الصَّبْرَ ، وَ أَنْزِلْ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ ، وَ أَعْظِمْ لَهُمُ الأَجْرَ [ 3 ] .