بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْوَاحِدِ الأَحَدِ ، الْفَرْدِ الصَّمَدِ ، الَّذي لا مِنْ شَيْءٍ كَانَ ، وَ لا مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ .
قُدْرَتُهُ بَانَ بِهَا مِنَ الأَشْيَاءِ ، وَ بَانَتِ الأَشْيَاءُ بِهَا مِنْهُ ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَ لا حَدٌّ يُضْرَبُ لَهُ فيهِ الأَمْثَالُ .
كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَعْبيرُ [ 2 ] اللُّغَاتِ ، وَ ضَلَّتْ هُنَالِكَ تَصَاريفُ الصِّفَاتِ ، وَ حَارَتْ دُونَ مَلَكُوتِهِ عَميقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكيرِ ، وَ انْقَطَعَتْ دُونَ الرُّسُوخِ في عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسيرِ ، وَ حَالَتْ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ حُجُبُ الْغُيُوبِ ، وَ تَاهَتْ في أَدْنى أَدَانيهَا طَامِحَاتُ الْعُقُولِ في لَطيفَاتِ الأُمُورِ [ 3 ] .
[ 9 ] فَتَبَارَكَ اللَّهُ الَّذي لا يَبْلُغُهُ [ 4 ] بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَ لا يَنَالُهُ حَدْسُ [ 5 ] الْفِطَنِ .
وَ تَعَالَى اللَّهُ الَّذي لَيْسَ لَهُ نَعْتٌ مَوْجُودٌ ، وَ لا وَصْفٌ مَحْدُودٌ ، وَ لا وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَ لا أَجَلٌ مَمْدُودٌ .
وَ سُبْحَانَ [ 6 ] الأَوَّلِ الَّذي لا أَوَّلَ لَهُ فَيَبْتَدي [ 7 ] ، وَ لا غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهي ، وَ لا آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضي [ 8 ] .
[ 9 ] من : فتبارك إلى : الفطن . و من : الأوّل الّذي إلى : فينقضي ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 94 .
[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 130 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 372 . و منهاج البراعة ج 8 ص 333 و ج 16 ص 355 . و نهج السعادة ج 1 ص 208 .
[ 2 ] تحبير . ورد في الغارات ص 99 . و العقد الفريد ج 4 ص 163 . و الكافي ج 1 ص 134 . و نهج السعادة ج 2 ص 346 .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . و التوحيد للصدوق ص 41 . و البحار ج 4 ص 269 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 15 .
و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 10 . باختلاف يسير .
[ 4 ] لا يدركه . ورد في الغارات للثقفي ص 99 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 10 .
[ 5 ] حسن . ورد في نسخة العام 400 ص 103 . و هامش نسخة نصيري ص 45 . و نسخة عبده ص 236 . و نسخة العطاردي ص 103 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند . و ورد غوص في الغارات ص 99 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 15 . و نهج السعادة ج 2 ص 348 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 .
[ 6 ] ورد في الغارات ص 99 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 . و البحار ج 4 ص 269 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 15 . و نهج السعادة ج 2 ص 348 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 8 ] الّذي ليس له أوّل مبتدأ ، و لا غاية منتهى ، و لا آخر يفنى . ورد في الغارات ص 99 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 .
[ 412 ]
فَسُبْحَانَهُ ، هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَ الْوَاصِفُونَ لا يَبْلُغُونَ نَعْتَهُ [ 1 ] .
حَدَّ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِعِلْمِهِ عِنْدَ خَلْقِهِ إِيَّاهَا إِبَانَةً لَهَا مِنْ شَبَهِهِ ، وَ إِبَانَةً لَهُ مِنْ شَبَهِهَا [ 2 ] .
[ 8 ] لَمْ يَحْلُلْ فِي الأَشْيَاءِ فَيُقَالُ : هُوَ فيهَا كَائِنٌ ، وَ لَمْ يَنْأَ [ 3 ] عَنْهَا فَيُقَالُ : هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْهَا فَيُقَالُ لَهُ : أَيْنَ ، وَ لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ ، وَ أَتْقَنَهَا صُنْعُهُ ، وَ ذَلَّلَهَا أَمْرُهُ ، وَ أَحْصَاهَا حِفْظُهُ .
لَمْ تَعْزُبْ عَنْهُ خَفِيَّاتُ غُيُوبِ الْمَدى ، وَ لا غَوَامِضُ مَكْنُونِ ظُلَمِ الدُّجى ، وَ لا مَا فِي السَّموَاتِ الْعُلى إِلَى الأَرَضينَ السُّفْلى . لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْهَا حَافِظٌ وَ رَقيبٌ ، وَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا بِشَيْءٍ مُحيطٌ ، وَ الْمُحيطُ بِمَا أَحَاطَ بِهِ مِنْهَا هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ .
هُوَ الَّذي لا [ 4 ] تُغَيِّرْهُ صُرُوفُ الأَزْمَانِ ، وَ لَمْ يَتَكَأَّدْهُ صُنْعُ شَيْءٍ كَانَ ، إِنَّمَا قَالَ لِمَا شَاءَ أَنْ يَكُونَ :
كُنْ ، فَكَانَ ، بِلا ظَهيرٍ عَلَيْهِ وَ لا أَعْوَانٍ .
إِبْتَدَعَ مَا خَلَقَ عَلى غَيْرِ [ 5 ] مِثَالٍ سَبَقَ ، وَ لا تَعَبٍ وَ لا نَصَبٍ ، وَ لا عَنَاءٍ وَ لا لَغَبٍ .
وَ كُلُّ صَانِعِ شَيْءٍ فَمِنْ شَيْءٍ صَنَعَ ، وَ اللَّهُ لاَ مِنْ شَيْءٍ صَنَعَ مَا صَنَعَ .
وَ كُلُّ عَالِمٍ فَمِنْ بَعْدِ جَهْلٍ تَعَلَّمَ ، وَ اللَّهُ لَمْ يَجْهَلْ وَ لَمْ يَتَعَلَّمْ .
أَحَاطَ بِالأَشْيَاءِ كُلِّهَا قَبْلَ كَوْنِهَا عِلْماً ، فَلَمْ يَزْدَدْ بِتَكْوينِهِ إِيَّاهَا [ 6 ] خُبْراً ، عِلْمُهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَهَا كَعِلْمِهِ بِهَا بَعْدَ تَكْوينِهَا .
لَمْ يُكَوِّنْهَا لِتَشْديدِ سُلْطَانٍ ، وَ لا لِخَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَ لا نُقْصَانٍ ، وَ لاَ اسْتِعَانَةٍ عَلى ضِدٍّ مُثَاوِرٍ ، وَ لا نِدٍّ مُكَاثِرٍ [ 7 ] ، لكِنْ خَلائِقُ مَرْبُوبُونَ ، وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ .
[ 8 ] من : لم يحلل إلى : بائن ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 65 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 99 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 . و البحار ج 4 ص 269 .
و مستدرك كاشف الغطاء ص 15 . و نهج السعادة ج 2 ص 348 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 .
[ 2 ] ورد في الغارات ص 99 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 . و البحار ج 4 ص 269 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 15 .
و نهج السعادة ج 2 ص 348 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 .
[ 3 ] لم يبن . ورد في الغارات للثقفي ص 99 .
[ 4 ] لم . ورد في العقد الفريد ج 4 ص 164 . و التوحيد ص 42 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 15 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 .
[ 5 ] بلا . ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] بتجربته بها . ورد في الغارات للثقفي ص 100 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . باختلاف يسير .
[ 7 ] مكابر . ورد في الغارات للثقفي ص 100 . و الكافي للكليني ج 1 ص 135 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 351 .
[ 413 ]
فَسُبْحَانِ الَّذي [ 1 ] [ 7 ] لَمْ يَؤُدْهُ خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ ، وَ لا تَدْبيرُ مَا ذَرَأَ ، وَ لا وَقَفَ بِهِ عَجْزٌ عَمَّا خَلَقَ [ 2 ] .
خَلَقَ مَا عَلِمَ ، وَ عَلِمَ مَا أَرَادَ [ 3 ] ، لا بِالتَّفْكيرِ في عِلْمٍ حَادِثٍ أَصَابَ مَا خَلَقَ ، وَ لا وَلَجَتْ عَلَيْهِ شُبْهَةٌ فيمَا قَضى وَ قَدَّرَ ، بَلْ قَضَاءٌ مُتْقَنٌ ، وَ عِلْمٌ مُحْكَمٌ ، وَ أَمْرٌ مُبْرَمٌ .
تَوَحَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، فَلَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ ، وَ اسْتَخْلَصَ الْحَمْدَ وَ الثَّنَاءَ ،
وَ اسْتَكْمَلَ الْمَجْدَ وَ السَّنَاءَ ، فَانْفَرَدَ بِالتَّوْحيدِ ، وَ تَوَحَّدَ بِالتَّمْجيدِ ، وَ عَظُمَ عَنِ الشَّبيهِ ، فَجَلَّ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى عَنِ اتِّخَاذِ الأَبْنَاءِ ، وَ تَطَهَّرَ وَ تَقَدَّسَ عَنْ مُلامَسَةِ النِّسَاءِ ، وَ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ مُجَاوَرَةِ الشُّرَكَاءِ .
فَلَيْسَ لَهُ فيمَا خَلَقَ نِدٌّ ، وَ لا لَهُ فيمَا مَلَكَ ضِدٌّ ، وَ لَمْ يَشْرَكْ في مُلْكِهِ أَحَدٌ .
كَذَلِكَ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الْمُبيدُ لِلأَبَدِ ، وَ الْوَارِثُ لِلأَمَدِ ، الَّذي لَمْ يَزَلْ وَ لا يَزَالُ وَحْدَانِيّاً أَزَلِيّاً ، قَبْلَ بَدْءِ الدُّهُورِ ، وَ بَعْدَ صَرْفِ الأُمُورِ .
اَلَّذي لا يَبيدُ وَ لا يَنْفَدُ [ 4 ] .
اَلْمَأْمُولُ مَعَ النِّقَمِ ، وَ الْمَرْهُوبُ مَعَ النِّعَمِ .
فَتَعَالَى اللَّهُ الْعَلِيُّ الأَعْلَى [ 5 ] ، [ 8 ] الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَ الْحَاضِرُ لِكُلِّ سَريرَةٍ [ 6 ] ، الْعَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ ، وَ مَا تَخُونُ الْعُيُونُ ، لا كَمُشَاهَدَةِ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ .
مَلَكَ السَّموَاتِ الْعُلى وَ الأَرَضينَ السُّفْلى ، وَ أَحَاطَ بِجَميعِ الأَشْيَاءِ عِلْماً ، فَعَلاَ الَّذي دَنَا ، وَ دَنَا الَّذي عَلا ، وَ لَهُ الْمَثَلُ الأَعْلى ، وَ الأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، تَبَارَكَ وَ تَعَالى .
[ 7 ] لم يؤده إلى : خلق . و من : و لا ولجت إلى : مبرم . و من : المأمول إلى : النّعم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 65 .
[ 8 ] من : الباطن إلى : العيون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 132 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 100 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 134 . و التوحيد ص 41 . و البحار ج 4 ص 269 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 15 . و نهج السعادة ج 2 ص 348 . و نهج البلاغة الثاني ص 10 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] عمّا لم يخلق في نسخة الأسترابادي ص 60 . و ورد و لا من عجز و لا فتور بما خلق اكتفى في المصادر السابقة .
[ 3 ] علم ما خلق ، و خلق ما أراد . ورد في الغارات ص 100 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 16 . و نهج البلاغة الثاني ص 11 .
و ورد و خلق ما علم في العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 136 . و التوحيد ص 43 . و نهج السعادة ج 2 ص 352 .
[ 4 ] يفقد . ورد في التوحيد ص 44 . و نهج السعادة ج 2 ص 353 . و وردت الفقرات في المصدرين السابقين . و في الغارات ص 100 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 136 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 16 . و نهج السعادة ج 2 ص 352 .
و نهج البلاغة الثاني ص 11 . باختلاف يسير بين المصادر .
[ 5 ] ورد في الغارات للثقفي ص 101 .
[ 6 ] عالم كلّ خفيّة ، و شاهد كلّ نجوى . ورد في المصدر السابق . .
[ 414 ]
بِذَلِكَ أَصِفُ رَبّي ، فَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مِنْ عَظيمٍ مَا أَعْظَمَهُ ، وَ جَليلٍ مَا أَجَلَّهُ ، وَ عَزيزٍ مَا أَعَزَّهُ ، وَ تَعَالى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً [ 1 ] .
[ 8 ] نَحْمَدُهُ عَلى مَا أَخَذَ وَ أَعْطى ، وَ عَلى مَا أَبْلى وَ ابْتَلى . وَ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَجيبُهُ وَ بَعيثُهُ ، شَهَادَةً يُوَافِقُ فيهَا السِّرُّ الاِعْلانَ ، وَ الْقَلْبُ اللِّسَانَ .
أَيُّهَا النَّاسُ [ 2 ] ، [ 9 ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى بَعَثَ رَسُولاً هَادِياً ، بِكِتَابٍ نَاطِقٍ ، وَ أَمْرٍ قَائِمٍ ،
لا يَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ هَالِكٌ .
وَ إِنَّ الْمُبْتَدَعَاتِ وَ الْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ الْمُرْدِيَاتُ [ 3 ] إِلاَّ مَا حَفِظَ [ 4 ] اللَّهُ مِنْهَا .
وَ إِنَّ في سُلْطَانِ اللَّهِ عِصْمَةً لأَمْرِكُمْ ، فَأَعْطُوهُ طَاعَتَكُمْ غَيْرَ مُلَوَّمَةٍ [ 5 ] ، وَ لا مُسْتَكْرَهٍ بِهَا [ 6 ] .
[ 10 ] أَيْهَا النَّاسُ ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ ، وَ أَعْلَمَهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ فيهِ ، وَ أَعْمَلَهُمْ بِهِ ، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ ، فَإِنْ [ 7 ] أَبى قُوتِلَ .
وَ لَعَمْري لَئِنْ كَانَتِ الإِمَامَةُ لا تَنْعَقِدُ حَتَّى تَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ ، فَمَا إِلى ذَلِكَ سَبيلٌ ، وَ لكِنَّ أَهْلَهَا يَحْكُمُونَ عَلى مَنْ غَابَ عَنْهَا ، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ ، وَ لا لِلْغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ .
وَ قَدْ فُتِحَ بَابُ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، وَ لاَ يَحْمِلُ هذَا الْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ الْبَصَرِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ .
أَلاَ وَ إِنّي حَامِلُكُمْ عَلى مَنْهَجِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ مُنَفِّذٌ فيكُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ مَا اسْتَقَمْتُمْ لي ، وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانْ .
[ 8 ] من : نحمده إلى : اللّسان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 132 .
[ 9 ] من : إنّ اللّه إلى : مستكره بها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 169 .
[ 10 ] من : أيّها النّاس إلى : بمواضع الحقّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 173 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 101 . و العقد الفريد ج 4 ص 164 . و الكافي ج 1 ص 135 . و التوحيد ص 44 . و نهج السعادة ج 2 ص 353 .
باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 456 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] عصم . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 149 .
[ 5 ] ملويّة . ورد في الكامل في التاريخ للطبري ج 3 ص 95 .
[ 6 ] عليها . ورد في نسخة العام 400 الموجدة في المكتبة الظاهرية ص 210 . و ورد متلوّمين و لا مستكرهين بها في نسخة العطاردي ص 201 عن هامش نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .
[ 7 ] و إن . ورد في نسخة العام 400 الموجدة في المكتبة الظاهرية ص 214 . و متن منهاج البراعة للخوئي ج 10 ص 156 .
[ 415 ]
أَلاَ إِنَّ مَوْضِعي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ كَمَوْضِعي مِنْهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ [ 1 ] ،
[ 9 ] فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِهِ ، وَقِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ، وَ لا تَعْجَلُوا في أَمْرٍ حَتَّى تَتَبَيَّنُوا ، فَإِنَّ لَنَا مَعَ كُلِّ أَمْرٍ تُنْكِرُونَهُ غِيَراً .
[ أَلا ] إِنَّ آخِرَ هذَا الأَمْرِ لا يَصْلُحُ إِلاَّ بِمَا صَلَحَ [ بِهِ ] أَوَّلُهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُمْ عَوَاقِبَ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلى مَنْ مَضى مِنْكُمْ ، فَانْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ، وَ يُصْلِحْ أَمْرَكُمْ [ 2 ] .
[ 10 ] وَ اللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ ، أَوْ لَيَنْقُلَنَّ اللَّهُ عَنْكُمْ سُلْطَانَ الإِسْلامِ ، ثُمَّ لا يَنْقُلُهُ إِلَيْكُمْ أَبَداً حَتَّى يَأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِكُمْ .
أَلا وَ إِنّي أُقَاتِلُ رَجُلَيْنِ :
رَجُلاً ادَّعى مَا لَيْسَ لَهُ .
وَ آخَرَ مَنَعَ الَّذي عَلَيْهِ .
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِظَالِمِ هذِهِ الأُمَّةِ الْعَفْوَ وَ الْمَغْفِرَةَ ، وَ جَعَلَ لِمَنْ لَزِمَ الأَمْرَ وَ اسْتَقَامَ الْفَوْزَ وَ النَّجَاةَ ، فَمَنْ لَمْ يَسَعْهُ الْحَقُّ أَخَذَ بِالْبَاطِلِ .
أَلا وَ [ 3 ] [ 11 ] إِنَّ هؤُلاءِ [ 4 ] قَدْ تَمَالَؤُوا عَلى سَخْطَةِ [ 5 ] إِمَارَتي ، وَ دَعَوُا النَّاسَ إِلى مُخَالَفَتي [ 6 ] ،
وَ إِنَّمَا طَلَبُوا هذِهِ الدُّنْيَا حَسَداً لِمَنْ أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَرَادُوا رَدَّ الأُمُورِ عَلى أَدْبَارِهَا . وَ سَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلى جَمَاعَتِكُمْ ، وَ أَكُفُّ إِنْ كَفُّوا ، وَ أَقْتَصِرُ عَلى مَا بَلَغَني عَنْهُمْ [ 7 ] .
فَإِنَّهُمْ إِنْ تَمَّمُوا عَلى فَيَالَةِ هذَا الرَّأْيِ انْقَطَعَ نِظَامُ الْمُسْلِمينَ ، وَ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ فينَا مَؤُونَةٌ [ 8 ] .
[ 9 ] من : فامضوا إلى : غيرا . و من : ألا و إنّي إلى : الّذي عليه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 173 .
[ 10 ] من : و اللّه إلى : غيركم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 169 .
[ 11 ] من : إنّ هؤلاء إلى : المسلمين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 169 .
[ 1 ] ورد في شرح الأخبار للتميمي ج 1 ص 370 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 369 .
[ 2 ] ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 467 .
[ 3 ] ورد في
[ 4 ] طلحة و الزّبير و أمّ المؤمنين . ورد في تاريخ الطبري ج 3 ص 466 . و الفتوح ج 2 ص 457 . باختلاف يسير .
[ 5 ] سخط . ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 466 .
[ 6 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 457 .
[ 7 ] ورد في التاريخ الطبري ج 3 ص 466 .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق .
[ 416 ]