كتاب له عليه السلام ( 11 ) إِلى أهل مصر أَرسله مع قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مَنْ بَلَغَهُ كِتَابي هذَا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُسْلِمينَ .

سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ .

فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِحُسْنِ صُنْعِهِ وَ تَقْديرِه وَ تَدْبيرِهِ اخْتَارَ الإِسْلاَمَ ديناً لِنَفْسِهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ ، وَ بَعَثَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ [ 1 ] إِلى عِبَادِهِ ، وَ خَصَّ مَنِ انْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ .

فَكَانَ مِمَّا أَكْرَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ هذِهِ هذِهِ الأُمَّةَ ، وَ خَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْفَضيلَةِ ، أَنْ بَعَثَ إِلَيْهِمْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، فَعَلَّمَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ ، وَ الْفَرَائِضَ وَ السُّنَّةَ ، وَ أَدَّبَهُمْ لِكَيْمَا يَهْتَدُوا ،

وَ جَمَعَهُمْ لِكَيْمَا لاَ يَتَفَرَّقُوا ، وَ زَكَّاهُمْ لِكَيْمَا يَتَطَهَّرُوا ، وَ رَفَّهَهُمْ لِكَيْمَا لاَ يَجُورُوا .

فَلَمَّا قَضى مِنْ ذَلِكَ مَا عَلَيْهِ ، قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ حَميداً مَحْمُوداً ، فَعَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلاَمُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكاتُهُ وَ رِضْوَانُهُ .

ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمينَ مِنْ بَعْدِهِ اسْتَخْلَفُوا أَميرَيْنِ مِنْهُمْ رَضَوْا بِهُدَاهُمَا وَ سيرَتِهِمَا ، قَامَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تَوَفَّاهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .

ثُمَّ [ 2 ] [ 6 ] إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَى الأُمَّةِ [ 3 ] بَعْدَهُمَا [ 4 ] وَ الٍ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً ، وَ أَوْجَدَ لِلنَّاسِ مَقَالاً ، فَقَالُوا ،

ثُمَّ نَقِمُوا عَلَيْهِ [ 5 ] فَغَيَّرُوا .

[ 6 ] من : إنّه قد كان إلى : فغيّروا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 43 .

[ 1 ] الرّسل . ورد في الغارات للثقفي ص 128 . و تاريخ الطبري ج 3 ص 550 . و البداية و النهاية ج 7 ص 262 .

[ 2 ] ورد في الغارات ص 128 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 58 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 322 . و البداية و النهاية ج 7 ص 262 .

و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 593 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 97 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] النّاس . ورد في نسخة عبده ص 147 .

[ 4 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 389 . و تاريخ الطبري ج 3 ص 550 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 58 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 322 . و البداية و النهاية ج 7 ص 262 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 593 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 97 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .

[ 780 ]

ثُمَّ جَاؤُوني كَتَتَابُعِ الْخَيْلِ فَبَايَعُوني ، فَأَنَا أَسْتَهْدِي اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْهُدى ، وَ أَسْتَعينُهُ عَلَى التَّقْوى .

أَلاَ [ 1 ] [ 6 ] وَ إِنَّ [ 2 ] لَكُمْ عَلَيْنَا الْعَمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالى وَ سيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ [ 3 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ الْقِيَامَ بِحَقِّهِ ، وَ النَّعْشَ لِسُنَّتِهِ ، وَ النُّصْحَ لَكُمْ بِالْغَيْبِ ، وَ بِاللَّهِ نَسْتَعينُ عَلى ذَلِكَ وَ هُوَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكيلُ .

وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةِ الأَنْصَارِيِّ أَميراً ، فَوَازِرُوهُ وَ كَاتِفُوهُ ، وَ أَعينُوهُ عَلَى الْحَقِّ .

وَ قَدْ أَمَرْتُهُ بِالاِحْسَانِ إِلى مُحْسِنِكُمْ ، وَ الشِّدَّةِ عَلى مُريبِكُمْ ، وَ الرِّفْقِ بِعَوَامِّكُمْ وَ خَوَاصِّكُمْ .

وَ هُوَ مِمَّنْ أَرْضى هُدَاهُ ، وَ أَرْجُو صَلاَحَهُ وَ نُصْحَهُ .

أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا وَ لَكُمْ عَمَلاً زَاكِياً ، وَ ثَوَاباً جَزيلاً ، وَ رَحْمَةً وَاسِعَةً .

وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 4 ] .