كلام له عليه السلام ( 87 ) عند دفنه سيدة النساء فاطمة عليها السلام مناجياً رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

[ 4 ] اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَنّي ، وَ عَنِ ابْنَتِكَ ، وَ حَبيبَتِكَ ، وَ قُرَّةِ عَيْنِكَ [ 3 ] ، النَّازِلَةِ في

[ 4 ] من : السّلام إلى : ابنتك النّازلة في جوارك ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 202 .

[ 1 ] الأنعام ، 160 . و وردت الفقرات في مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 434 . و كنز العمال للهندي ج 6 ص 572 .

[ 2 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 73 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 108 .

[ 3 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 13 ص 37 .

[ 608 ]

جِوَارِكَ ، وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ اللَّيْلَةَ فِي الثَّرى بِبُقْعَتِكَ [ 1 ] ، [ 13 ] وَ السَّريعَةِ [ 2 ] اللِّحَاقِ بِكَ .

قَلَّ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي ، وَرَقَّ عَنْهَا [ 3 ] تَجَلُّدي .

إِلاَّ أَنَّ لي فِي التَّأَسّي بِسُنَّتِكَ وَ [ 4 ] عَظيمِ فُرْقَتِكَ ، وَ فَادِحِ مُصيبَتِكَ ، مَوْضِعَ تَعَزٍّ .

فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ في مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ ، وَ فَاضَتْ بَيْنَ نَحْري وَ صَدْري نَفْسُكَ ، وَ غَمَّضْتُكَ بِيَدي ،

وَ تَوَلَّيْتُ أَمْرَكَ بِنَفْسي .

بَلى وَ في كِتَابِ اللَّهِ لي أَنْعَمُ الْقَبُولِ : [ 5 ] إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ 1 .

فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَديعَةُ ، وَ أُخِذَتِ الرَّهينَةُ ، فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ [ 7 ] .

أَمَّا حُزْني فَسَرْمَدٌ ، وَ أَمَّا لَيْلي فَمُسَهَّدٌ ، وَ هَمٌّ لاَ يَبْرَحُ مِنْ قَلْبي [ 8 ] إِلى أَنْ يَخْتَارَ اللَّهُ لي دَارَكَ الَّتي أَنْتَ بِهَا مُقيمٌ .

كَمَدٌ مُقَيِّحٌ ، وَ هَمٌّ مُهَيِّجٌ . سُرْعَانَ مَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَنَا ، فَإِلَى اللَّهِ أَشْكُو [ 9 ] .

وَ سَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَيَّ وَ [ 10 ] عَلى هَضْمِهَا حَقَّهَا [ 11 ] ، فَاحْفِهَا السُّؤَالَ ،

وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ، فَكَمْ مِنْ غَليلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلى بَثِّهِ سَبيلاً .

وَ سَتَقُولُ ، وَ يَحْكُمُ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمينَ [ 12 ] .

[ 13 ] من : و السّريعة إلى : صدري نفسك . و من : إنّا للّه إلى : الرّهينة . و من : أمّا حزني إلى : مقيم . و من : و ستنبّئك إلى : الحال . و من :

هذا و لم إلى : الصّابرين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 202 .

[ 1 ] ورد في الكافي ج 1 ص 459 . و دلائل الإمامة ص 48 . و منهاج البراعة ج 13 ص 37 . و نهج السعادة ج 1 ص 75 . باختلاف يسير .

[ 2 ] المختار اللّه لها سرعة . ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] عفا عن سيّدة نساء العالمين . ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .

-----------
( 1 ) البقرة ، 156 .

[ 7 ] ورد في الكافي ج 1 ص 459 . و دلائل الإمامة ص 48 . و منهاج البراعة ج 13 ص 37 . و نهج السعادة ج 1 ص 75 . باختلاف .

[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف بين المصادر .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة . و ورد و ستخبرك ابنتك بما لقينا بعدك في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 287 .

[ 12 ] ورد في الكافي ج 1 ص 459 . و دلائل الإمامة ص 48 . و منهاج البراعة ج 13 ص 37 . و نهج السعادة ج 1 ص 75 . و نهج البلاغة الثاني ص 109 .

[ 609 ]

هذَا وَ لَمْ يَطُلِ [ 1 ] الْعَهْدُ ، وَ لَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ .

وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّعٍ ، لاَ قَالٍ وَ لاَ سَئِمٍ .

فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرينَ .

وَاهٍ وَاهٍ ، وَ الصَّبْرُ أَيْمَنُ وَ أَجْمَلُ .

وَ لَوْ لاَ غَلَبَةُ الْمُسْتَولينَ عَلَيْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً ، وَ اللَّبْثَ عِنْدَهُ عُكُوفاً ، وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلى عَلى جَليلِ الرَّزِيَّةِ .

فَبِعَيْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً ، وَ يُهْضَمُ حَقُّهَا قَهْراً ، وَ يُمْنَعُ إِرْثُهَا جَهْراً ، فَإِلَى اللَّهِ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ،

الْمُشْتَكى ، وَ فيكَ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَحْسَنُ الْعَزَاءِ .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَ الرِّضْوَانُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 2 ] .