كتاب له عليه السلام ( 54 ) إِلى معاوية في تبادل الأسرى

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ [ 4 ] .

[ 8 ] أَمَّا بَعْدُ ، يَا مُعَاوِيَةُ [ 5 ] ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى عَدْلٌ لاَ يَجُورُ ، وَ عَزيزٌ لاَ يُغْلَبُ ، يَجْزي بِالاِحْسَانِ إِحْسَاناً ، وَ هُوَ بَصيرٌ بِمَا يَعْمَلُ الْعِبَادُ .

وَ [ 6 ] قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا ، وَ ابْتَلى فيهَا أَهْلَهَا ، لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً .

[ 7 ] من : فسبحان اللّه إلى : و السّلام ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 37 .

[ 8 ] من : أمّا بعد إلى : و تعالى . و من : قد جعل الدّنيا إلى : الحاكمين ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 55 .

[ 1 ] المشاركة . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 503 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و شرح ابن أبي الحديد ج 16 ص 154 . و منهاج البراعة ج 20 ص 62 . و نهج السعادة ج 4 ص 166 .

[ 3 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 4 ص 166 .

[ 4 ] ورد في

[ 5 ] ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 225 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 840 ]

وَ لَسْنَا لِلدُّنْيَا خُلِقْنَا ، وَ لاَ بِالسَّعْيِ فيهَا [ 1 ] أُمِرْنَا ، وَ إِنَّمَا وُضِعْنَا فيهَا لِنُبْتَلى بِهَا .

وَ قَدِ ابْتَلاَنِي اللَّهُ بِكَ ، وَ ابْتَلاَكَ بي ، فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةَ عَلَى الآخَرِ ، فَعَدَوْتَ عَلى طَلَبِ الدُّنْيَا بِتَأْويلِ الْقُرْآنِ ، فَطَلَبْتَني بِمَا لَمْ تَجْنِ يَدِي وَ لاَ لِسَاني ، وَ عَصَبْتَهُ أَنْتَ وَ أَهْلُ الشَّامِ بي ، وَ أَلَّبَ عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ ، وَ قَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ .

فَاعْقِلْ عَقْلَكَ ، وَ امْلِكْ أَمْرَكَ ، وَ جَاهِدْ نَفْسَكَ ، وَ اعْمَلْ لِلآخِرَةِ جَهْدَكَ ، وَ [ 2 ] اتَّقِ اللَّهَ في نَفْسِكَ ،

وَ نَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ ، وَ اجْعَلْ للَّهِ جِدَّكَ [ 3 ] ، وَ اصْرِفْ إِلَى الآخِرَةِ وَجْهَكَ ، فَهِيَ طَريقُنَا وَ طَريقُكَ .

وَ احْذَرْ أَنْ يُصيبَكَ اللَّهُ مِنْهُ بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ تَمَسُّ الأَصْلَ ، وَ تَقْطَعُ الدَّابِرَ .

وَ لاَ تُطْغِيَنَّكَ الأَمَانِيُّ الْبَاطِلَةُ وَ الْغُرُورُ [ 4 ] ، فَإِنّي أُولي لَكَ بِاللَّهِ أَلِيَّةً غَيْرَ فَاجِرَةٍ ، لَئِنْ جَمَعَتْني وَ إِيَّاكَ جَوَامِعُ الأَقْدَارِ لاَ أَزَالُ بِبَاحَتِكَ [ 5 ] حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ هُوَ خَيْرُ الْحَاكِمينَ .

فَأَطْلِقْ مَنْ في يَدَيْكَ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى نُطْلِقَ مَنْ في أَيْدينَا مِنْ أَصْحَابِكَ ، فَإِنّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ في ذَلِكَ مَوْلاَيَ سَعْداً . وَ السَّلاَمُ [ 6 ] .