بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ إِلى مَخْنَفِ بْنِ سَليمِ الأَزْدي .
سَلاَمٌ عَلَيْكَ .
فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ جِهَادَ مَنْ صَدَفَ عَنِ الْحَقِّ رَغْبَةً عَنْهُ ، وَهَبَّ في نُعَاسِ الْعَمى وَ الضَّلاَلِ اخْتِيَاراً لَهُ ، فَريضَةٌ عَلَى الْعَارِفينَ .
إِنَّ اللَّهَ يَرْضى عَمَّنْ أَرْضَاهُ ، وَ يَسْخَطُ عَلى مَنْ عَصَاهُ .
وَ إِنَّا قَدْ هَمَمْنَا بِالْمَسيرِ إِلى هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذينَ عَمِلُوا في عِبَادِ اللَّهِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَ اسْتَأْثَرُوا بِالْفَيْءِ ، وَ عَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَ أَمَاتُوا الْحَقَّ ، وَ أَظْهَرُوا فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ، وَ اتَّخَذُوا الْفَاسِقينَ وَليجَةً مِنْ
[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 159 .
[ 2 ] الشّخوص . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 201 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 159 . باختلاف .
[ 811 ]
دُونِ الْمُؤْمِنينَ .
فَإِذَا وَلِيُّ اللَّهِ أَعْظَمَ إِحْدَاثَهُمْ أَبْغَضُوهُ وَ أَقْصَوْهُ وَ حَرَمُوهُ ، وَ إِذَا ظَالِمٌ سَاعَدَهُمْ عَلى ظُلْمِهِمْ أَحَبُّوهُ وَ أَدْنَوْهُ وَ بَرُّوهُ ، فَقَدْ أَصَرُّوا عَلَى الظُّلْمِ ، وَ أَجْمَعُوا عَلَى الْخِلاَفِ ، وَ قَديماً مَا صَدُّوا عَنِ الْحَقِّ ، وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ ، وَ كَانُوا ظَالِمينَ .
فَإِذَا أُتيتَ بِكِتَابي هذَا فَاسْتَخْلِفْ عَلى عَمَلِكَ أَوْثَقَ أَصْحَابِكَ في نَفْسِكَ ، وَ أَقْبِلْ إِلَيْنَا ، لَعَلَّكَ تَلْقى مَعَنَا هذَا الْعَدُوَّ الْمُحِلَّ ، فَتَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ تَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ تُجَامِعَ الْحَقَّ ، وَ تُبَايِنَ الْبَاطِلَ ،
فَإِنَّهُ لاَ غَنَاءَ بِنَا وَ لاَ بِكَ عَنْ أَجْرِ الْجِهَادِ .
وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلُ . وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ [ 1 ] .