بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 7 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ ، وَ سَبَباً لِلْمَزيدِ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ دَليلاً عَلى آلائِهِ وَ عَظَمَتِهِ .
[ 8 ] عَزيزَ الْجُنْدِ ، عَظيمَ الْمَجْدِ .
أَحْمَدُهُ عَلى تَظَاهُرِ نِعَمِهِ [ 3 ] شُكْراً لإِنْعَامِهِ ، وَ أُثْني عَلَيْهِ لِكَرَمِهِ وَ جَلاَلِهِ [ 4 ] ، وَ أَسْتَعينُهُ عَلى تَأْدِيَةِ [ 5 ] وَظَائِفِ حُقُوقِهِ ، وَ إِلْهَامِ تَوْفيقِهِ ، وَ وَفَاءِ مَوَاثيقِهِ .
وَ أَسْتَغْفِرُهُ مَغْفِرَةً يَغْفِرُ بِهَا ذُنُوبَنَا ، وَ يَسْتُرُ بِهَا عُيُوبَنَا .
وَ أُؤْمِنُ بِالَّذي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ عِقَابَهُ ، وَ وَقى عَذَابَهُ ، وَ اسْتَحَقَّ ثَوَابَهُ .
وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ تَوَكُّلَ رَاضٍ بِقَضَائِهِ ، صَابِرٍ لِبَلاَئِهِ ، شَاكِرٍ لآلاَئِهِ .
وَ أَسْتَهْديهِ بِهُدَاهُ الَّذِي الاِقْتِصَارُ عَلَيْهِ سَلاَمَةٌ ، وَ التَّمَسُّكُ بِهِ اسْتِقَامَةٌ ، وَ التَّرْكُ لَهُ نَدَامَةٌ .
وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضَلاَلَةٍ بَيِّنٌ تَضْليلُهَا ، حَذِرٌ تَوْبيلُهَا .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، شَهَادَةَ رَاغِبٍ ، تَائِبٍ ، صَادِقٍ ، مُوقِنٍ ، مُسْتَيْقِنٍ ،
مُحِقٍّ ، مُسْتَحِقٍّ بِشَهَادَتِهِ مَا اسْتَحَقَّ أَهْلُ طَاعَتِهِ مِنْ مَذْخُورِ كَرَامَتِهِ [ 6 ] .
[ 7 ] من : الحمد إلى : عظمته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 157 .
[ 8 ] من : عزيز الجند ، عظيم المجد . أحمده إلى : حقوقه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
-----------
( 1 ) يونس ، 10 .
[ 2 ] يونس ، 10 . و وردت الفقرات في الكافي ج 8 ص 151 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 23 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 18 عن كتاب زهر الآداب للحصرمي . و نهج البلاغة الثاني ص 55 . باختلاف يسير .
[ 3 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 أ .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق .
[ 209 ]
[ 8 ] وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِنُورٍ مُبينٍ سَاطِعٍ ، وَ كِتَابٍ مُحْكَمٍ جَامِعٍ ، وَ حَقٍّ عَنِ الْبَاطِلِ شَاسِعٍ ، إِلى أَهْلِ جَاهِلِيَّةٍ جَهْلاَءَ ، يَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ ، وَ يُحِلُّونَ الْحَرَامَ ، وَ يَسْتَقْسِمُونَ بِالأَزْلاَمِ ،
فَ [ 1 ] دَعَا إِلى طَاعَتِهِ ، وَ قَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دينِهِ ، لاَ يَثْنيهِ عَنْ ذَلِكَ اجْتِمَاعٌ عَلى تَكْذيبِهِ ، وَ الْتِمَاسٌ لإِطْفَاءِ نُورِهِ .
فَبَلَّغَ عَنْهُ حَقَائِقَ الرِّسَالَةِ ، وَ اسْتَنْقَذَ بِهِ مِنْ بَوَائِقِ الْضَّلاَلَةِ ، وَ نَكَبَ لَهُ وَثَائِقَ عُرى أَهْلِ الْجَهَالَةِ ،
وَ كَانَ ، كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ ، بِهِمْ رَؤُوفاً رَحيماً ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ غَصَبٍ ، وَ قُرْبَةٌ إِلى كُلِّ رَغَبٍ ، وَ مَعْقِلٌ مِنْ كُلِّ هَرَبٍ ، وَ هِيَ وَصِيَّةٌ غِبُّ الْعَمَلِ بِهَا حُبُورٌ ، وَ عَافِيَةٌ وَ سُرُورٌ ، وَ سَعْيُ الْعَمَلِ بِهَا مَشْكُورٌ .
وَ أُحَذِّرُكُمْ مَعْصِيَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ لَهَا قَائِداً إِلَى الْهَلاكِ ، وَ ذَائِداً عَنِ الْفَكَاكِ ، تَذُودُ عَنْهُ كُلَّ مُسْتَهْلَكٍ ،
[ وَ ] تَسْلُكُ بِهِ مِنَ الرَّدى كُلَّ مَسْلَكٍ ، تَعْمَدُ بِهِ عَنْ طَريقِ الْهُدى ، وَ تُرْديهِ مِنْ شَوَاهِقِ الرَّدى [ 2 ] .
[ 9 ] أُوصيكُم ، أَيُّهَا النَّاسُ ، بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ كَثْرَةِ حَمْدِهِ عَلى آلاَئِهِ إِلَيْكُمْ ، وَ نَعْمَائِهِ عَلَيْكُمْ وَ بَلاَئِهِ لَدَيْكُمْ .
فَكَمْ خَصَّكُمْ بِنِعْمَةٍ ، وَ تَدَارَكَكُمْ بِرَحْمَةٍ .
أَعْوَرْتُمْ لَهُ فَسَتَرَكُمْ ، وَ تَعَرَّضْتُمْ لأَخْذِهِ فَأَمْهَلَكُمْ .
فَاعْتَصِمُوا بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّ لَهَا حَبْلاً وَثيقاً عُرْوَتُهُ ، وَ مَعْقِلاً مَنيعاً ذِرْوَتُهُ ، لاَ يَرُومُ أَهْلُ الْمَعْصِيَةِ نَيْلَ مَرَامِهَا ، وَ لاَ يَهْتَدُونَ لأَعْلاَمِهَا ، وَ لا يُسَدَّدُونَ لإِلْهَامِهَا [ 3 ] .
وَ أُوصيكُمْ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ إِقْلاَلِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ .
وَ كَيْفَ [ 4 ] غَفْلَتُكُمْ [ 5 ] عَمَّا لَيْسَ يَغْفَلُكُمْ [ 6 ] ، وَ طَمَعُكُمْ [ 7 ] فيمَا لَيْسَ يُمْهِلُكُمْ .
[ 8 ] و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله . و من : دعا إلى : نوره . و من : فاعتصموا إلى : ذروته ورد في خطب الرضي تحت الرقم 190 .
[ 9 ] من : أوصيكم إلى : فأمهلكم . و من : و أوصيكم بذكر إلى : لمعصيته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 188 .
[ 1 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 أ .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] فكيف . ورد في هامش نسخة الآملي ص 312 .
[ 5 ] تغفلون . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 3 ص 17 عن الإعجاز و الإيجاز للثعلبي .
[ 6 ] يغفل عنكم . ورد في المصدر السابق .
[ 7 ] طمعتم . ورد في المصدر السابق .
[ 210 ]
فَكَفى وَاعِظاً بِمَوْتى عَايَنْتُمُوهُمْ ، حُمِلُوا إِلى قُبُورِهِمْ غَيْرَ رَاكِبينَ ، وَ أُنْزِلُوا فيهَا غَيْرَ نَازِلينَ ،
فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا لِلدُّنْيَا عُمَّاراً ، وَ كَأَنَّ الآخِرَةَ لَمْ تَزَلْ لَهُمْ دَاراً .
أَوْحَشُوا مَا كَانُوا يُوطِنُونَ ، وَ أَوْطَنُوا مَا كَانُوا يُوحِشُونَ ، وَ اشْتَغَلُوا بِمَا فَارَقُوا ، وَ أَضَاعُوا مَا إِلَيْهِ انْتَقَلُوا ، لاَ عَنْ قَبيحٍ يَسْتَطيعُونَ انْتِقَالاً ، وَ لاَ في حَسَنٍ يَسْتَطيعُونَ ازْدِيَاداً .
أَنِسُوا بِالدُّنْيَا فَغَرَّتْهُمْ ، وَ وَثِقُوا بِهَا فَصَرَعَتْهُمْ .
فَسَابِقُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، إِلى مَنَازِلِكُمُ الَّتي أُمِرْتُمْ أَنْ تَعْمُرُوهَا [ 1 ] ، وَ الَّتي رُغِّبْتُمْ فيهَا ، وَ دُعيتُمْ إِلَيْهَا .
وَ اسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ عَلى طَاعَتِهِ ، وَ الْمُجَانَبَةِ لِمَعْصِيَتِهِ ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ سَيَّارَةُ مَنْهَجٍ مُسَابِقٌ إِلَى الْغَايَةِ ، وَ دَالٌّ وَ مُرْتَجٍ ، وَ مَسْبُوقٌ مُتَرَدِّدٌ في عَيٍّ مُلْجِجٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ في كِتَابِهِ :
اَلسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [ 2 ] .
[ 12 ] وَ بَادِرُوا الْمَوْتَ وَ سَكَرَاتِهِ [ 3 ] وَ غَمَرَاتِهِ ، وَ فَوْرَاتِهِ وَ سَوْرَاتِهِ [ 4 ] ، وَ امْهَدُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ ،
وَ أَعِدُّوا لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ .
وَ اغْتَنِمُوا الصِّحَّةَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهَا مَنْهَجُ الْعِبَادِ ، وَ إِنَّ الْمَوْتَ هُوَ الْجَادُّ ، وَ [ 5 ] إِنَّ الْغَايَةَ يَوْمَ التَّنَادِ [ 6 ] .
وَ كَفى بِالْمَوْتِ سَائِقاً وَ لا حِقاً وَ نَاعِقاً ، وَ كَفى بِالتَّفَكُّرِ [ 7 ] بِذَلِكَ وَاعِظاً لِمَنْ عَقَلَ ، وَ حَافِظاً لِمَنْ عَمِلَ [ 8 ] ، وَ مُعْتَبَراً لِمَنْ جَهِلَ .
وَ مِنْ وَرَاءِ الْمَوْتِ ، وَ [ 9 ] قَبْلَ بُلُوغِ الْغَايَةِ [ 10 ] مَا تَعْلَمُونَ ، مِنْ ضيقِ الأَرْمَاسِ ، وَ طُولِ الْيَأْسِ [ 11 ] ،
[ 12 ] من : و بادروا إلى : قبل نزوله و : فإنّ الغاية القيامة . و من : و كفى بذلك إلى : الصّفيح ورد في خطب الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] بعمارتها . ورد في نسخة نصيري ص 114 .
[ 2 ] الواقعة ، 10 ، 11 . و وردت الفقرة في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 أ .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و القيامة وردت في نسخ النهج .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق .
[ 9 ] ورد في المصدر السابق .
[ 10 ] القيامة . ورد في المصدر السابق .
[ 11 ] ورد في المصدر السابق .
[ 211 ]
وَ شِدَّةِ الاِبْلاَسِ ، وَ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ ، وَ طُولِ الْجَزَعِ [ 1 ] ، وَ رَوْعَاتِ الْفَزَعِ ، وَ اخْتِلاَفِ الأَضْلاَعِ ، وَ اسْتِكَاكِ الأَسْمَاعِ ، وَ تَعَرُّقِ الأَوْصَالِ ، وَ مُعَايَنَةِ الأَهْوَالِ [ 2 ] ، وَ ظُلْمَةِ اللَّحْدِ ، وَ خيفَةِ الْوَعْدِ ، وَ غَمِّ [ 3 ] الضَّريحِ ، وَ رَدْمِ الصَّفيحِ ، [ 9 ] فَإِنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَريبٌ .
مَا أَسْرَعَ السَّاعَاتِ فِي الْيَوْمِ ، وَ أَسْرَعَ الأَيَّامَ فِي الشَّهْرِ ، وَ أَسْرَعَ الشُّهُورَ فِي السَّنَةِ ، وَ أَسْرَعَ السِّنينَ فِي الْعُمُرِ .
[ 10 ] عِبَادَ اللَّهِ ، إِنَّ الدَّهْرَ يَجْري بِالْبَاقينَ كَجَرْيِهِ بِالْمَاضينَ ، لاَ يَعُودُ مَا قَدْ وَلَّى مِنْهُ ، وَ لاَ يَبْقى سَرْمَداً مَا فيهِ [ 4 ] ، آخِرُ فِعَالِهِ كَأَوَّلِهِ ، مُتَسَابِقَةٌ [ 5 ] أُمُورُهُ ، مُتَظَاهِرَةٌ أَعْلاَمُهُ .
فَكَأَنَّكُمْ بِالسَّاعَةِ تَحْدُوكُمْ حَدْوَ الزَّاجِرِ بِشَوْلِهِ ، فَمَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِغَيْرِ نَفْسِهِ تَحَيَّرَ فِي الظُّلُمَاتِ ، وَ ارْتَبَكَ فِي الْهَلَكَاتِ ، وَ مَدَّتْ بِهِ شَيَاطينُهُ في طُغْيَانِهِ ، وَ زَيَّنَتْ لَهُ سَيِءَ [ 6 ] أَعْمَالِهِ .
فَالْجَنَّةُ غَايَةُ السَّابِقينَ ، وَ النَّارُ غَايَةُ الْمُفَرِّطينَ .
إِعْلَمُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، أَنَّ التَّقْوى دَارُ حِصْنٍ عَزيزٍ ، وَ الْفُجُورَ دَارُ حِصْنٍ ذَليلٍ ، لاَ يَمْنَعُ أَهْلَهُ ، وَ لاَ يُحْرِزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ .
أَلاَ وَ بِالتَّقْوى تُقْطَعُ حُمَةُ الْخَطَايَا ، وَ بِالْيَقينِ تُدْرَكُ الْغَايَةُ الْقُصْوى .
[ 11 ] فَاللَّهَ اللَّهَ ، عِبَادَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا مَاضِيَةٌ بِكُمْ عَلى سَنَنٍ ، وَ أَنْتُمْ وَ السَّاعَةُ في قَرَنٍ .
وَ كَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا ، وَ أَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا ، وَ وَقَفَتْ بِكُمْ عَلى صِرَاطِهَا .
وَ كَأَنَّهَا قَدْ أَشَرَفَتْ بِزَلاَزِلِهَا ، وَ أَنَاخَتْ بِكَلاَكِلِهَا .
وَ انْصَرَمَتِ [ 7 ] الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا ، وَ مَضَتْ بِهِمْ عَلى مَهْلِهَا [ 8 ] ، وَ أَخْرَجَتْهُمْ مِنْ حِضْنِهَا ، وَ كَانَتْ
[ 9 ] من : فإنّ إلى : العمر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 188 .
[ 10 ] من : عباد اللّه إلى : القصوى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 157 .
[ 11 ] من : فاللّه إلى : غثّا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 أ .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق .
[ 3 ] ضمّ . ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] باقيه . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 187 .
[ 5 ] متشابهة . ورد في هامش نسخة نصيري ص 85 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 209 . و صبحي الصالح ص 221 .
[ 6 ] سوء . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 187 .
[ 7 ] انصرفت . ورد في نسخة العام 400 ص 248 . و نسخة ابن المؤدب ص 177 . و نسخة نصيري ص 115 . و نسخة الآملي ص 213 . و نسخة الأسترابادي ص 284 . و نسخة الجيلاني .
[ 8 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 212 ]
كَيَوْمٍ مَضى ، أَوْ شَهْرٍ [ 1 ] انْقَضى ، وَ صَارَ جَديدُهَا رَثّاً ، وَ سَمينُهَا [ 2 ] غَثّاً .
وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَاهُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ 1 .
فَحُشِرَ جَميعُ الْخَلْقِ ، مِنْ غَرْبٍ وَ شَرْقٍ ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، في يَوْمِ حَسْرَةٍ وَ تَأَسُّفٍ ، وَ كَآبَةٍ وَ تَلَهُّفٍ ، وَ جَزَعٍ وَ هَلَعٍ ، وَ حُزْنٍ وَ غَبْنٍ ، وَ عَبْرَةٍ وَ سَكْرَةٍ ، وَ بُعْدِ رَدَّةٍ وَ تَتَابُعِ شِدَّةٍ وَ طُولِ مُدَّةٍ ، وَ هَوْلٍ لَيْسَ كَالأَهْوَالِ ، وَ أَغْلاَلٍ لَيْسَتْ كَالأَغْلاَلِ [ 4 ] .
[ 12 ] في مَوْقِفٍ ضَنْكِ الْمَقَامِ ، وَ يَوْمٍ لَيْسَ كَالأَيَّامٍ [ 5 ] ، وَ أُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ [ 6 ] عِظَامٍ ، وَ نَصَبٍ مَوْكُوسٍ ،
وَ حَظٍّ مَنْحُوسٍ .
في [ 7 ] نَارٍ شَديدٍ كَلَبُهَا ، عَالٍ لَجَبُهَا ، سَاطِعٍ لَهَبُهَا ، مُتَغَيِّظٍ زَفيرُهَا ، مُتَأَجِّجٍ سَعيرُهَا ، مُسْتَطيرٍ شَرَرُهَا [ 8 ] ، ذَاكٍ وُقُودُهَا ، بَعيدٍ خُمُودُهَا ، مَخُوفٍ وَعيدُهَا ، عَمٍ [ 9 ] قَرَارُهَا ، شَديدٍ اسْتِعَارُهَا [ 10 ] ، مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا ، حَامِيَةٍ قُدُورُهَا ، فَظيعَةٍ أُمُورُهَا .
شَرَابُهُمْ فيهَا الصَّديدُ ، مَعَ الْمُهْلِ وَ مَقَامِعِ الْحَديدِ ، وَ تَبْديلِ جُلُودٍ كُلَّمَا نَضَجَتْ جُلُودٌ ، مَعَ أَقْرَاحٍ مِنَ الْعَذَابِ الدَّائِمِ ، وَ أَرْوَاحٍ مِنَ الْعَذَابِ اللاَّزِمِ ، وَ مَعَ حَرِّ السَّمُومِ ، وَ تَصَهُّرِ الزَّقُّومِ ، وَ نَميرِ الْحَميمِ ، وَ غَلْي الْجَحيمِ .
نَعُوذُ بِالَّذي خَلَقَهَا مِنْ شُرُورِهَا وَ أَليمِ سَعيرِهَا [ 11 ] .
[ 12 ] من : في موقف إلى : أمورها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] كسفر . ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 2 ] لذيذها . ورد في المصدر السابق .
-----------
( 1 ) سورة يس ، 51 ، 52 .
[ 4 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] مستنّة . ورد في المصدر السابق .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق .
[ 9 ] غمّ . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 177 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 284 . و نسخة عبده ص 413 . و نسخة العطاردي ص 284 عن شرح فيض الإسلام . و ورد عميق في نسخة العام 400 ص 248 . و نسخة نصيري ص 115 .
و نسخة الأسترابادي ص 284 . و ورد غمر في
[ 10 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 11 ] ورد في المصدر السابق .
[ 213 ]
[ 13 ] وَ سيقَ الَّذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً 1 .
قَدْ أَمِنُوا الْعَذَابَ [ 2 ] ، وَ انْقَطَعَ عَنْهُمُ الْعِتَابُ ، وَ فُتِّحَتْ لَهُمُ الأَبْوَابُ [ 3 ] ، وَ زُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ ،
وَ اطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ ، وَ رَضُوا الْمَثْوى وَ الْقَرَارَ .
اَلَّذينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا زَاكِيَةً ، وَ أَعْيُنُهُمْ مِنْ خَوْفِهِ [ 4 ] بَاكِيَةً .
وَ كَانَ لَيْلُهُمْ في دُنْيَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَ اسْتِغْفَاراً ، وَ كَانَ نَهَارُهُمْ فيهَا [ 5 ] لَيْلاً تَوَحُّشاً وَ انْقِطَاعاً .
لَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ التَّأَهُّبِ لانْقِطَاعِ الأَجَلِ [ 6 ] .
فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ [ 7 ] ثَوَاباً ، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا 8 .
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى : سَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَ الأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقينَ 9 .
تَبْهَجُ الأَنْفُسُ لِخَضْرَتِهَا ، وَ تَسْتَريحُ الْقُلُوبُ لِحُسْنِهَا وَ نَضْرَتِهَا .
ذَاتُ رِيَاضٍ مُونِقَةٍ ، وَ أَزْوَاجٍ [ مُطَهَّرَةٍ ، وَ حُورٍ ] عينٍ ، وَ خَدَمٍ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ .
في قُصُورٍ مِنْ يَاقُوتٍ مُنيفَةٍ ، وَ غُرَفٍ مُشْرِفَةٍ مَحْفُوفَةٍ ، وَ سُرُرٍ مُتَقَابِلَةٍ مَصْفُوفَةٍ [ 10 ] .
في مُلْكٍ دَائِمٍ ، وَ نَعيمٍ قَائِمٍ ، وَ عَيْشٍ مُلاَئِمٍ ، وَ شَمْلٍ غَيْرِ مُفَاقِمٍ ، وَ فَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ 11 ، وَ كَأْسٍ مِنْ مَعينٍ لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَ لاَ يُنْزِفُونَ 12 .
[ 13 ] من : وسيق إلى : و أهلها . و من : في ملك إلى : قائم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] الزمر ، 73 .
[ 2 ] أمن العذاب . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 248 . و نسخة ابن المؤدب ص 177 . و نسخة الآملي ص 213 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 248 . و نسخة عبده ص 413 . و نسخة الصالح ص 282 .
[ 3 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق .
[ 7 ] الجنّة مآبا ، و الجزاء . ورد في هامش نسخة نصيري ص 115 . و نسخة الآملي ص 214 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 248 . و نسخة عبده ص 414 . و متن بهج الصباغة ج 8 ص 172 . و نسخة الصالح ص 282 . و نسخة العطاردي ص 284 .
[ 8 ] الفتح ، 15 .
[ 9 ] آل عمران ، 133 .
[ 10 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة ص 216 ب .
[ 11 ] الواقعة ، 20 و 21 .
[ 12 ] الواقعة ، 18 و 19 .
[ 214 ]
[ 5 ] عِبَادَ اللَّهِ ، أَللَّهَ اللَّهَ في أَعَزِّ الأَنْفُسِ عَلَيْكُمْ ، وَ أَحَبِّهَا إِلَيْكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ [ 1 ] تَعَالى قَدْ أَوْضَحَ لَكُمْ سَبيلَ الْحَقِّ ، وَ أَنَارَ طُرُقَهُ ، فَشِقْوَةٌ لاَزِمَةٌ ، أَوْ سَعَادَةٌ دَائِمَةٌ .
فَتَزَوَّدُوا في أَيَّامِ الْفَنَاءِ لأَيَّامِ الْبَقَاءِ ، فَقَدْ دُلِلْتُمْ عَلَى الزَّادِ ، وَ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ ، وَ حُثِثْتُمْ عَلَى الْمَسيرِ ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَرَكْبٍ وُقُوفٍ لاَ يَدْرُونَ مَتى يُؤْمَرُونَ بِالسَّيْرِ [ 2 ] .
أَلاَ فَمَا يَصْنَعُ بِالدُّنْيَا مَنْ خُلِقَ لِلآخِرَةِ ، وَ مَا يَصْنَعُ بِالْمَالِ مَنْ عَمَّا قَليلٍ يُسْلَبُهُ ، وَ تَبْقى عَلَيْهِ تَبِعَتُهُ وَ حِسَابُهُ .
عِبَادَ اللَّهِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لِمَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ مَتْرَكٌ ، وَ لاَ فيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مَرْغَبٌ .
عِبَادَ اللَّهِ ، احْذَرُوا يَوْماً تُفْحَصُ فيهِ الأَعْمَالُ ، وَ يَكْثُرُ فيهِ الزِّلْزَالُ ، وَ تَشيبُ فيهِ الأَطْفَالُ .
[ 6 ] فَارْعَوْا ، عِبَادَ اللَّهِ ، مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ ، وَ بِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ .
وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ ، وَ مَدينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ ، وَ مُطَالَبُونَ بِمَا خَلَّفْتُمْ [ 3 ] .
وَ كَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ الْمَخُوفُ ، فَلاَ رَجْعَةَ تَنَالُونَ ، وَ لاَ عَثْرَةَ تُقَالُونَ .
إِعْلَمُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، أَنَّ عَلَيْكُمْ رَصَداً مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَ عُيُوناً مِنْ جَوَارِحِكُمْ ، وَ حُفَّاظَ صِدْقٍ يَحْفَظُونَ أَعْمَالَكُمْ ، وَ عَدَدَ أَنْفَاسِكُمْ ، لاَ تَسْتُرُكُمْ مِنْهُمْ ظُلْمَةُ لَيْلٍ دَاجٍ ، وَ لاَ يُكِنُّكُمْ مِنْهُمْ بَابٌ ذُو رِتَاجٍ .
وَ إِنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَريبٌ ، يَذْهَبُ الْيَوْمُ بِمَا فيهِ ، وَ يَجيءُ الْغَدُ لاَحِقاً بِهِ .
فَكَأَنَّ كُلَّ امْرئٍ مِنْكُمْ قَدْ بَلَغَ مِنَ الأَرْضِ مَنْزِلَ وَحْدَتِهِ ، وَ مَخَطَّ حُفْرَتِهِ .
فَيَا لَهُ مِنْ بَيْتِ وَحْدَةٍ ، وَ مَنْزِلِ وَحْشَةٍ ، وَ مَفْرَدِ غُرْبَةٍ .
وَ كَأَنَّ الصَّيْحَةَ قَدْ أَتَتْكُمْ ، وَ السَّاعَةَ قَدْ غَشِيَتْكُمْ ، وَ بَرَزْتُمْ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ ، قَدْ زَاحَتْ عَنْكُمُ الأَبَاطِيلُ ، وَ اضْمَحَلَّتْ عَنْكُمُ الْعِلَلُ ، وَ اسْتَحَقَّتْ بِكُمُ الْحَقَائِقُ ، وَ صَدَرَتْ بِكُمُ الأُمُورُ مَصَادِرَهَا .
فَاتَّعِظُوا بِالْغِيَرِ ، وَ اعْتَبِرُوا بِالْعِبَرِ [ 4 ] ، وَ انْتَفِعُوا بِالنُّذُرِ .
[ 5 ] من : عباد اللّه إلى : فيه الأطفال . و من : إعلموا إلى : و انتفعوا بالنّذر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 157 .
[ 6 ] من : فارعوا إلى : تقالون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 240 .
[ 2 ] بالمسير . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 113 . و نسخة الآملي ص 130 . و نسخة عبده ص 338 . و نسخة العطاردي ص 181 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 340 .
[ 4 ] بالعبر ، و اعتبروا بالغير . ورد في نسخة العام 400 ص 188 . و نسخة ابن المؤدب ص 134 . و نسخة الآملي ص 130 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 187 . و نسخة عبده ص 339 . و نسخة الصالح ص نسخة العطاردي ص 182 .
[ 215 ]
فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً 1 أَنْ يُؤْمِنَنَا وَ إِيَّاكُمْ بِرَحْمَتِهِ مِنْ مَخُوفِ عَذَابِهِ ، إِنَّهُ عَلى ذَلِكَ قَادِرٌ ، وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاغِبُونَ [ 2 ] .
[ 10 ] إِسْتَعْمَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَ عَفَا عَنَّا وَ عَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ .