إِنَّمَا هِيَ مِنْ فَسَادِ أَحْوَالِ الْخَاصَّةِ .
وَ إِنَّمَا الْخَاصَّةُ لَيُقَسَّمُونَ عَلى خَمْسٍ :
اَلْعُلَمَاءُ ، وَ هُمُ الأَدِلاَّءُ عَلَى اللَّهِ .
وَ الزُّهَّادُ ، وَ هُمُ الطَّريقُ إِلَى اللَّهِ .
وَ التُّجَّارُ ، وَ هُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ .
وَ الْغُزَاةُ ، وَ هُمْ أَنْصَارُ دينِ اللَّهِ .
وَ الْحُكَّامُ ، وَ هُمْ رُعَاةُ خَلْقِ اللَّهِ .
فَإِذَا كَانَ الْعَالِمُ طَمَّاعاً ، وَ لِلْمَالِ جَمَّاعاً ، فَبِمَنْ يُسْتَدَلُّ ؟ .
وَ إِذَا كَانَ الزَّاهِدُ رَاغِباً ، وَ لِمَا في أَيْدِي النَّاسِ طَالِباً ، فَبِمَنْ يُقْتَدى ؟ .
وَ إِذَا كَانَ التَّاجِرُ خَائِناً ، وَ لِلزَّكَاةِ مَانِعاً ، فَبِمَنْ يُسْتَوْثَقُ ؟ .
وَ إِذَا كَانَ الْغَازي مُرَائِياً ، وَ لِلْكَسْبِ نَاظِراً ، فَبِمَنْ يُذَبُّ عَنِ الْمُسْلِمينَ ؟ .
وَ إِذَا كَانَ الْحَاكِمُ ظَالِماً ، وَ فِي الْأَحْكَامِ جَائِراً ، فَبِمَنْ يُنْصَرُ الْمَظْلُومُ عَلَى الظَّالِمِ ؟ .
فَوَ اللَّهِ مَا أَتْلَفَ النَّاسَ إِلاَّ الْعُلَمَاءُ الطَّمَّاعُونَ ، وَ الزُّهَّادُ الرَّاغِبُونَ ، وَ التُّجَّارُ الْخَائِنُونَ ، وَ الْغُزَاةُ الْمُرَاؤُونَ ، وَ الْحُكَّامُ الْجَائِرُونَ ، وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [ 1 ] .
[ 2 ] من : لبعض اصحابه إلى : بأعداء اللّه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 352 .
[ 1 ] الشعراء ، 227 . و وردت الكلمة في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 542 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 326 .
[ 573 ]