كتاب له عليه السلام ( 73 ) إِلى زياد بن خصفة التيمي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى زِيَادِ بْنِ خَصْفَةَ .

سَلاَمٌ عَلَيْكَ . فَإِنّي أَحْمُدُ اللَّه الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ . ] أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَني كِتَابُكَ ، وَ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ النَّاجِي وَ إِخْوَانِهِ [ 7 ] ، الَّذينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ، وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ حَيَارى عَمِهُونَ ، وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً 1 .

[ 9 ] من : أمّا بعد إلى : بهم أبدا ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 35 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 196 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 92 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 .

[ 2 ] ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 83 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 131 .

[ 3 ] صالحا . ورد في نسخة العطاردي ص 350 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 4 ] قمت في النّاس في بدئه ، و حثثتهم . ورد في تاريخ الطبري ج 4 ص 83 . و نهج السعادة ج 5 ص 131 . باختلاف .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 92 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] أصحابه . ورد في الغارات للثقفي ص 236 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 137 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 568 .

و نهج السعادة ج 5 ص 182 .

-----------
( 1 ) الكهف ، 104 .

[ 865 ]

وَ وَصَفْتَ مَا بَلَغَ بِكَ وَ بِهِمُ الأَمْرُ .

فَأَمَّا أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ ، فَللَّهِ سَعْيُكُمْ ، وَ عَلَيْهِ أَجْرُكُمْ ، فَأَيْسَرُ ثَوَابِ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا الَّتي يَقْتُلُ الْجَاهِلُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهَا [ 1 ] ، فَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بَأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2 .

وَ أَمَّا عَدُوُّكُمُ الَّذي لَقيتُمُوهُمْ [ 3 ] [ 6 ] فَحَسْبُهُمْ بِخُرُوجِهِمْ مِنَ الْهُدى ، وَ ارْتِكَاسِهِمْ فِي الضَّلاَلِ وَ الْعَمى ، وَ صَدِّهِمْ عَنِ الْحَقِّ ، وَ جِمَاحِهِمْ فِي التّيهِ ، وَ لَجَاجِهِمْ فِي الْفِتْنَةِ ، فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ 4 ،

وَ دَعْهُمْ في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ .

فَأَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ ، فَكَأَنَّكَ بِهِمْ عَنْ قَليلٍ بَيْنَ أَسيرٍ وَ قَتيلٍ .

فَأَقْبِلْ إِلَيْنَا أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ مَأْجُورينَ ، فَلَقَدْ أَطَعْتُمْ وَ سَمِعْتُمْ ، وَ أَحْسَنْتُمُ الْبَلاَءَ . وَ السَّلاَمُ [ 5 ] .