بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى مَنْ قُرِئَ عَلَيْهِ كِتَابي هذَا مِنْ سَاكِنِي الْبَصْرَةِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُسْلِمينَ .
سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ حَليمٌ ذُو أَنَاةٍ ، لاَ يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ قَبْلَ الْبَيِّنَةِ ، وَ لاَ يَأْخُذُ الْمُذْنِبَ عِنْدَ أَوَّلِ وَهْلَةٍ ،
[ 3 ] من : أمّا بعد إلى : و السّلام ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 61 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] لها . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 295 . و نسخة الآملي ص 301 . و نسخة العطاردي ص 389 .
[ 822 ]
وَ لكِنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَ يَسْتَديمُ الأَنَاةَ ، وَ يَرْضى بِالإِنَابَةِ ، لِيَكُونَ أَعْظَمَ لِلْحُجَّةِ ، وَ أَبْلَغَ فِي الْمَعْذِرَةِ [ 1 ] .
[ 11 ] وَ قَدْ كَانَ مِنِ انْتِشَارِ حَبْلِكُمْ [ 2 ] وَ شِقَاقِكُمْ [ 3 ] ، أَيُّهَا النَّاسُ [ 4 ] مَا لَمْ تَغْبَوْا [ 5 ] عَنْهُ [ 6 ] ،
فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ ، وَ رَفَعْتُ السَّيْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ ، وَ قَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ ، وَ أَخَذْتُ بَيْعَتَكُمْ .
فَإِنْ تَفُوا بِبِيْعَتي ، وَ تَقْبَلُوا نَصيحَتي ، وَ تَسْتَقيمُوا عَلى طَاعَتي ، أَعْمَلْ فيكُمْ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ قَصْدِ الْحَقِّ ، وَ أُقِمْ فيكُمْ سَبيلَ الْهُدى .
فَوَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّ وَالِياً بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنّي وَ لاَ أَعْمَلُ .
أَقُولُ قَوْلي هذَا صَادِقاً غَيْرَ ذَامٍّ لِمَنْ مَضى ، وَ لاَ مُنْتَقِصاً لأَعْمَالِهِمْ [ 7 ] .
فَإِنْ خَطَتْ بِكُمُ الأُمُورُ [ 8 ] الْمُرْدِيَةُ ، وَ سَفَهُ الآرَاءِ الْجَائِرَةِ ، إِلى مُنَابَذَتي وَ خِلاَفي ، فَهَا أَنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادي ، وَ رَحَّلْتُ رِكَابي .
وَ أَيْمُ اللَّهِ [ 9 ] لَئِنْ أَلْجَأْتُمُوني إِلَى الْمَسيرِ إِلَيْكُمْ لأُوقِعَنَّ بِكُمْ وَقْعَةً لاَ يَكُونُ يَوْمُ الْجَمَلِ إِلَيْهَا إِلاَّ كَلَعْقَةِ لاَعِقٍ .
وَ إِنّي لَظَانٌّ أَنْ لاَ تَجْعَلُوا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، عَلى أَنْفُسِكُمْ سَبيلاً [ 10 ] .
مَعَ أَنّي عَارِفٌ لِذِي الطَّاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَهُ ، وَلِذِي النَّصيحَةِ حَقَّهُ ، غَيْرُ مُتَجَاوِزٍ مُتَّهَماً إِلى
[ 11 ] من : و قد كان إلى : مقبلكم . و من : فإن خطت إلى : لاعق . و من : مع أنّي إلى : وفيّ ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 29 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 277 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 49 . و منهاج البراعة ج 4 ص 335 و ج 19 ص 355 . و نهج السعادة ج 5 ص 163 .
[ 2 ] خيلكم . ورد في
[ 3 ] شقاق جلّكم . ورد في الغارات للثقفي ص 277 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 49 . و منهاج البراعة ج 4 ص 336 . و نهج السعادة ج 5 ص 163 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 5 ] تغبوا . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 19 ص 354 .
[ 6 ] ما استحققتم أن تعاقبوا عليه . ورد في الغارات ص 277 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 49 . و نهج السعادة ج 5 ص 163 .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 336 و ج 19 ص 355 .
[ 8 ] الأهواء . ورد في الغارات ص 277 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 49 . و منهاج البراعة ج 4 ص 336 و ج 19 ص 355 و نهج السعادة ج 5 ص 163 .
[ 9 ] ورد في الغارات ص 277 . و شرح ابن أبي الحديد ج 4 ص 49 . و منهاج البراعة ج 4 ص 336 . و ج 19 ص 355 . و نهج السعادة ج 5 ص 163 .
[ 10 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 823 ]
بَرِيءٍ ، وَ لاَ نَاكِثاً إِلى وَفِيٍّ .
وَ قَدْ قَدَّمْتُ هذَا الْكِتَابَ إِلَيْكُمْ حُجَّةً عَلَيْكُمْ ، وَ لَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِهِ كِتَاباً إِنْ أَنْتُمُ اسْتَغْشَشْتُمْ نَصيحَتي ، وَ نَابَذْتُمْ رَسُولي ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الشَّاخُصُ نَحْوَكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى . وَ السَّلاَمُ [ 1 ] .