بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْولِيِّ الْحَميدِ ، الْحَكيمِ الْمَجيدِ ، الْفَعَّالِ لِمَا يُريدُ ، عَلاَّمِ الْغُيُوبِ ، وَ سَتَّارِ الْعُيُوبِ ،
وَ خَالِقِ الْخَلْقِ ، وَ مُنَزِّلِ الْقَطْر ، وَ مُدَبِّر أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ ، وَ رَبِّ السَّموَاتِ ، وَ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَ خَيْرِ الْفَاتِحينَ .
اَلَّذي عَظُمَ شَأْنُهُ فَلاَ شَيْءَ مِثْلُهُ .
تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ ، وَ ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، وَ قَرَّ كُلُّ شَيْءٍ قَرَارَهُ لِهَيْبَتِهِ ، وَ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ لِمُلْكِهِ وَ رُبُوبِيَّتِهِ .
اَلَّذي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، وَ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ إِلاَّ بِأَمْرِهِ ، وَ أَنْ يَحْدُثَ فِي السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ شَيْءٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ .
وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، رَبِّ السَّموَاتِ السَّبْعِ ، وَ رَبِّ الأَرَضينَ السَّبْعِ ، وَ رَبِّ الْعَرْضِ الْعَظيمِ .
اَلَّذي يَبْقى وَ يَفْنى مَا سِوَاهُ ، وَ إِلَيْهِ يَؤُولُ الْخَلْقُ وَ يَرْجِعُ الأَمْرُ ، وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ [ 4 ] .
[ 5 ] من : فالحذر إلى : أيّها الغافل . و : و لا ينبّئك مثل خبير ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 153 .
[ 6 ] من : الحذر إلى : غفر ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 30 .
[ 1 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 321 .
[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 144 .
-----------
( 1 ) فاطر ، 14 .
[ 4 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 275 . و دستور معالم الحكم ص 51 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 88 . و نهج السعادة ج 1 ص 513 . و نهج البلاغة الثاني ص 42 . باختلاف يسير .
[ 363 ]
[ 10 ] نَحْمَدُهُ عَلى مَا كَانَ ، وَ نَسْتَعينُهُ مِنْ أَمْرِنَا عَلى مَا يَكُونُ ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ وَ نَسْتَهْديهِ [ 1 ] ، وَ نَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِي الأَدْيَانِ ، كَمَا نَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِي الأَبْدَانِ .
وَ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، مَلِكُ الْمُلُوكِ ، وَ سَيِّدُ السَّادَاتِ ، وَ جَبَّارُ الأَرْضِ وَ السَّموَاتِ ، الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، الْكَبيرُ الْمُتَعَالِ ، ذُو الْجَلاَلِ وَ الإِكْرَامِ ، دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ ، رَبُّنَا وَ رَبُّ آبَائِنَا الأَوَّلينَ .
وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ [ 2 ] ، [ 11 ] إِمَامُ مَنِ اتَّقى ، وَ بَصَرُ [ 3 ] مَنِ اهْتَدى .
أَرْسَلَهُ دَاعِياً إِلَى الْحَقِّ ، وَ شَاهِداً عَلَى الْخَلْقِ ، فَبَلَّغَ رِسَالاَتِ رَبِّهِ كَمَا أَمَرَهُ [ 4 ] ، غَيْرَ وَانٍ وَ لاَ مُقَصِّرٍ ، وَ جَاهَدَ فِي اللَّهِ أَعْدَاءَهُ ، غَيْرَ وَاهِنٍ وَ لاَ مُعَذِّرٍ ، وَ نَصَحَ لَهُ في عِبَادِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً .
فَقَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ قَدْ رَضِيَ عَمَلَهُ ، وَ تَقَبَّلَ سَعْيَهُ ، وَ غَفَرَ ذَنْبَهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ 5 ] .
عِبَادَ اللَّهِ ، أُوصيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ ، وَ اغْتِنَامِ مَا اسْتَطَعْتُمْ عَمَلاً بِهِ مِنْ طَاعَتِهِ في هذِهِ الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ الْفَانِيَةِ ، وَ إِعْدَادِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ لِجَليلِ مَا يُشْفي عَلَيْكُمُ بِهِ الْفَوْتُ بَعْدَ الْمَوْتُ .
وَ آمُرُكُمْ [ 6 ] بِالرَّفْضِ لِهذِهِ الدُّنْيَا التَّارِكَةِ لَكُمْ وَ إِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْكَهَا ، وَ الْمُبْلِيَةِ لأَجْسَامِكُمْ [ 7 ] وَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ تَجْديدَهَا .
فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَ مَثَلُهَا كَسَفْرٍ [ 8 ] سَلَكُوا سَبيلاً فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ ، وَ أَمُّوا عَلَماً [ 9 ] فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ .
[ 10 ] من : نحمده إلى : الأبدان . و من : عباد اللّه أوصيكم بالرّفض إلى : لا يبقون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 99 .
[ 11 ] من : إمام إلى : معذّر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 116 .
[ 1 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 275 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 88 . و نهج السعادة ج 1 ص 513 . و نهج البلاغة الثاني ص 42 .
[ 2 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 275 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 89 . و نهج السعادة ج 1 ص 514 . و نهج البلاغة الثاني ص 43 . باختلاف يسير .
[ 3 ] بصيرة . ورد في نسخة العطاردي ص 136 .
[ 4 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 275 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 89 . و نهج السعادة ج 1 ص 515 . و نهج البلاغة الثاني ص 43 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 49 .
[ 7 ] لأجسامكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 108 . و نسخة الأسترابادي ص 121 .
[ 8 ] كركب . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 316 . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 50 . و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 275 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 89 . و نهج السعادة ج 1 ص 515 . و نهج البلاغة الثاني ص 43 .
[ 9 ] أفضوا إلى علم . ورد في المصادر السابقة .
[ 364 ]
وَ كَمْ عَسَى الْمُجْري إِلَى الْغَايَةِ أَنْ يَجْرِيَ إِلَيْهَا حَتَّى يَبْلُغَهَا ؟ .
وَ مَا عَسى أَنْ يَكُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ يَوْمٌ لاَ يَعْدُوهُ ، وَ طَالِبٌ حَثيثٌ مِنْ أَجَلِهِ [ 1 ] يَحْدُوهُ ، وَ مُزْعِجٌ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُفَارِقَهَا رَغْماً ؟ .
فَلاَ تَنَافَسُوا في عِزِّ الدُّنيَا وَ فَخْرِهَا ، وَ لاَ تُعْجَبُوا بِزينَتِهَا وَ نَعيمِهَا ، وَ لاَ تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وَ بُؤْسِهَا ، فَإِنَّ عِزَّهَا وَ فَخْرَهَا إِلَى انْقِطَاعٍ ، وَ زينَتَهَا وَ نَعيمَهَا إِلى زَوَالٍ ، وَ ضَرَّاءَهَا وَ بُؤْسَهَا إِلى نَفَادٍ ،
وَ كُلَّ مُدَّةٍ فيهَا إِلَى انْتِهَاءٍ ، وَ كُلَّ حَيٍّ فيهَا إِلى فَنَاءٍ .
أَ و لَيْسَ لَكُمْ في آثَارِ الأَوَّلينَ مُزْدَجَرٌ ، وَ في آبَائِكُمُ الْمَاضينَ تَبْصِرَةٌ وَ مُعْتَبَرٌ ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ؟ .
أَوَ لَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضينَ مِنْكُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ، وَ إِلَى الْخَلَفِ [ 2 ] الْبَاقينَ [ 3 ] مِنْكُمْ [ 4 ] لاَ يَبْقُونَ .
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى وَ الصِّدْقُ قَوْلُهُ : وَ حَرَامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ 1 .
وَ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَ مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ 2 .
أَيُّهَا النَّاسُ ، [ 7 ] [ 12 ] أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُصْبِحُونَ وَ يُمْسُونَ [ 8 ] عَلى أَحْوَالٍ شَتَّى :
فَمَيِّتٌ يُبْكى ، وَ آخَرُ [ 9 ] يُعَزَّى .
وَ صَريعٌ مُبْتَلى [ 10 ] ، وَ آخَرُ يُبَشَّرُ وَ يُهَنَّأُ [ 11 ] .
[ 12 ] من : أولستم ترون إلى : الباقي ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 99 .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 755 .
[ 2 ] الأخلاف . ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 89 . و نهج السعادة ج 1 ص 517 . و نهج البلاغة الثاني ص 44 . باختلاف .
[ 3 ] الباقي . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 108 . و نسخة ابن المؤدب ص 79 . و نسخة نصيري ص 48 . و نسخة الآملي ص 76 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 111 . و نسخة الأسترابادي ص 122 .
[ 4 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 276 . و دستور معالم الحكم ص 50 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 89 . و نهج السعادة ج 1 ص 517 . و نهج البلاغة الثاني ص 44 .
-----------
( 1 ) الأنبياء ، 95 .
-----------
( 2 ) آل عمران ، 185 .
[ 7 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 276 . و المواعظ ص 57 . و دستور معالم الحكم ص 50 . و نهج السعادة ج 1 ص 517 . باختلاف .
[ 8 ] يمسون و يصبحون . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 79 . و نسخة نصيري ص 48 . و نسخة الآملي ص 76 . و نسخة العطاردي ص 109 .
[ 9 ] حيّ . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 173 .
[ 10 ] يتلوّى . ورد في لا يحضره الفقيه للصدوق ج 1 ص 276 و ج 4 ص 273 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 57 .
[ 11 ] ورد في المصدرين السابقين ج 1 ص 276 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 517 .
[ 365 ]
وَ عَائِدٌ يَعُودُ [ 1 ] ، وَ آخَرُ بِنَفْسِهِ يَجُودُ .
وَ طَالِبٌ لِلدُّنْيَا وَ الْمَوْتُ يَطْلُبُهُ .
وَ غَافِلٌ وَ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ .
وَ عَلى أَثَرِ الْمَاضي مَا يَمْضي الْبَاقي [ 2 ] .
[ 6 ] قَدْ غَابَ عَنْ قُلُوبِكُمْ ذِكْرُ الآجَالِ ، وَ حَضَرَتْكُمْ كَوَاذِبُ الآمَالِ ، فَصَارَتِ الدُّنْيَا أَمْلَكَ بِكُمْ مِنَ الآخِرَةِ ، وَ الْعَاجِلَةُ أَذْهَبَ بِكُمْ مِنَ الآجِلَةِ .
وَ إِنَّمَا أَنْتُمْ إِخْوَانٌ عَلى دينِ اللَّهِ ، مَا فَرَّقَ بَيْنَكُمْ إِلاَّ خُبْثُ السَّرَائِرِ ، وَ سُوءُ الضَّمَائِرِ ، فَلاَ تَوَازَرُونَ ، وَ لاَ تَنَاصَحُونَ ، وَ لاَ تَبَاذَلُونَ ، وَ لاَ تَوَادُّونَ .
مَا بَالُكُمْ [ 1 ] تَفْرَحُونَ بِاليَسيرِ مِنَ الدُّنْيَا تُدْرِكُونَهُ ، وَ لاَ يَحْزُنُكُمُ الْكَثيرُ مِنَ الآخِرَةِ تُحْرَمُونَهُ ،
وَ يُقْلِقُكُمُ الْيَسيرُ مِنَ الدُّنْيَا حينَ يَفُوتُكُمْ ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ ذَلِكَ في وُجُوهِكُمْ ، وَ قِلَّةِ صَبْرِكُمْ عَمَّا زُوِيَ مِنْهَا عَنْكُمْ . كَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِكُمْ ، وَ كَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَيْكُمْ .
وَ مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَخَاهُ بِمَا يَخَافُ مِنْ عَيْبِهِ إِلاَّ مَخَافَةُ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ بِمِثْلِهِ .
قَدْ تَصَافَيْتُمْ عَلى رَفْضِ الآجِلِ ، وَ حُبِّ الْعَاجِلِ ، وَ صَارَ دينُ أَحَدِكُمْ لُعْقَةً عَلى لِسَانِهِ ، صَنيعَ مَنْ قَدْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَ أَحْرَزَ رِضَا سَيِّدِهِ .
[ 7 ] أَلاَ فَاذْكُرُوا هَادِمَ اللَّذَّاتِ ، وَ مُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ ، وَ مُفَرِّقَ الْجَمَاعَاتِ ، وَ [ 4 ] قَاطِعَ الأُمْنِيَّاتِ ،
وَ مُدْنِيَ الْمَنِيَّاتِ ، وَ دَاعِيَ الشَّتَاتِ [ 5 ] ، عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ لِلْأَعْمَالِ الْقَبيحَةِ .
وَ اسْتَعينُوا اللَّهَ تَعَالى عَلى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ ، وَ مَا لاَ يُحْصى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ .
أَلاَ وَ إِنَّ هذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ عيداً ، وَ هُوَ سَيِّدُ أَيَّامِكُمْ ، وَ أَفْضَلُ أَعْيَادِكُمْ ، وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ في كِتَابِهِ بِالسَّعْي فيهِ إِلى ذِكْرِهِ ، فَلْتَعْظُمْ فيهِ رَغْبَتُكُمْ ، وَلْتَخْلُصْ فيهِ نِيَّتُكُمْ ، وَ أَكْثِرُوا فيهِ التَّضَرُّعَ إِلَى
[ 6 ] من : قد غاب إلى : سيّده ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 113 .
[ 7 ] من : ألا فاذكروا إلى : و إحسانه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 99 .
[ 1 ] و معود . ورد في لا يحضره الفقيه للصدوق ج 1 ص 276 و ج 4 ص 273 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 57 .
[ 2 ] الماضين يمضي الباقون . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 173 .
[ 3 ] ما لكم . ورد في نسخة الآملي ص 93 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 134 .
[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 140 .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 366 ]
اللَّهِ وَ الدُّعَاءَ ، وَ مَسْأَلَةَ الرَّحْمَةِ وَ الْغُفْرَانِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَسْتَجيبُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعَاهُ ، وَ يُورِدُ النَّارَ كُلَّ مَنْ عَصَاهُ ، وَ كُلَّ مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبَادَتِهِ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالى : أُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرينَ 1 .
وَ اعْلَمُوا أَنَّ فيهِ سَاعَةً مُبَارَكَةً لاَ يَسْأَلُ اللَّهَ فيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ .
وَ الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلى كُلِّ مُؤْمِنٍ إِلاَّ عَلَى الصَّبِيِّ ، وَ الْمَرْأَةِ ، وَ الْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ ، وَ الْمَريضِ ،
وَ الْمَجْنُونِ ، وَ الشَّيْخِ الْكَبيرِ ، وَ الأَعْمى ، وَ الْمُسَافِرِ ، وَ مَنْ كَانَ عَلى رَأْسِ فَرْسَخَيْنِ .
غَفَرَ اللَّهُ لَنَا وَ لَكُمْ سَالِفَ ذُنُوبِنَا ، فيمَا خَلاَ مِنْ أَعْمَارِنَا ، وَ عَصَمَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنِ اقْتِرَافِ الذُّنُوبِ وَ الآثَامِ بَقِيَّةَ أَيَّامِ دَهْرِنَا .
إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ وَ أَبْلَغَ الْمَوْعِظَةِ كِتَابُ اللَّهِ الْكَريمِ .
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّميعِ الْعَليمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجيمِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَليمُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 2 .
ثم جلس عليه السلام كلاّ و لا [ 1 ] . ثم قال فقال :
اَلْحَمْدُ للَّهِ نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعينُهُ ، وَ نَسْتَهْديهِ وَ نَسْتَغْفِرُهُ ، وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ .
وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً 3 .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَغْفِرَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ .
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ صَفِيِّكَ صَلاَةً تَامَّةً نَامِيَةً زَاكِيَةً ، تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتَهُ ، وَ تُبينُ بِهَا فَضيلَتَهْ .
وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ بَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلى إِبْرَاهيمَ وَ آلِ إِبْرَاهيمَ ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
-----------
( 1 ) غافر ، 60 .
-----------
( 2 ) التوحيد .
[ 1 ] كناية عن أنه كان يجلس بقدر ما يتلفظ لفظتي : كلاّ و لا .
-----------
( 3 ) الكهف ، 17 .
[ 367 ]
اَللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَ الْمُشْرِكينَ ، الَّذينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبيلِكَ ، وَ يَجْحَدُونَ آيَاتِكَ ،
وَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ .
اَللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ ، وَ أَلْقِ الرُّعْبَ في قُلُوبِهِمْ ، وَ أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَ نَقْمَتَكَ وَ بَأْسَكَ الَّذي لاَ تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمينَ .
اَللَّهُمَّ انْصُرْ جُيُوشَ الْمُسْلِمينَ ، وَ سَرَايَاهُمْ ، وَ مُرَابِطيهِمْ ، حَيْثُ كَانُوا في مَشَارِقِ الأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ الْمُسْلِمينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ ، وَ لِمَنْ هُوَ لاَحِقٌ بِهِمْ .
اَللَّهُمَّ وَ اجْعَلِ التَّقْوى زَادَهُمْ ، وَ الْجَنَّةَ مَآبَهُمْ ، وَ الإيمَانَ وَ الْحِكْمَةَ في قُلُوبِهِمْ ، وَ أَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، وَ أَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ ، إِلهَ الْحَقِّ وَ خَالِقَ الْخَلْقِ ،
آمينَ .
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ الْمُسْلِمينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ ، وَ لِمَنْ هُوَ لاَحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ .
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الاِحْسَانِ وَ إيتَاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 1 .
أُذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ ، فَإِنَّهُ ذَاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ ، وَ سَلُوهُ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ فَضْلِهِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَخيبُ دَاعٍ مِنَ الْمُؤْمِنينَ دَعَاهُ .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ [ 2 ] .
-----------
( 1 ) النحل ، 90 .
[ 2 ] البقرة 201 . و وردت الفقرات في العقد الفريد ج 4 ص 177 . و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 276 و 330 . و منهاج البراعة ج 4 ص 324 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 90 و 100 . و نهج السعادة ج 1 ص 518 . و 535 . و نهج البلاغة الثاني ص 39 و 44 .
باختلاف بين المصادر .
[ 368 ]