كلام له عليه السلام ( 141 ) للخوارج لمّا أنكروا عليه التحكيم

فقال عليه السلام :

[ 8 ] إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ [ 5 ] ، وَ إِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ .

وَ هذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ ، لاَ يَنْطِقُ بِلِسَانٍ ، وَ لاَ بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ ،

وَ إِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ [ 6 ] الرِّجَالُ .

وَ لَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ ، لَمْ نَكُنِ الْفَريقَ الْمُتَوَلّي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ

[ 7 ] من : إنّ حزننا إلى : حبيبا ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 325 .

[ 8 ] من : إنّا إلى : لأوّل الغيّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 125 .

-----------
( 1 ) فاطر ، 8 .

[ 2 ] المائدة ، 260 . و وردت الآية في الإرشاد ص 156 . و نثر الدرّ ج 1 ص 287 . و منهاج البراعة ج 10 ص 14 . و نهج السعادة ج 2 ص 210 .

[ 3 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 .

[ 4 ] ورد في مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 420 .

[ 5 ] الرّجل . ورد في

[ 6 ] به . ورد في الإرشاد للمفيد ص 144 . و مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 3 ص 319 .

[ 668 ]

وَ جَلَّ ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 1 ] : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ [ 2 ] .

فَرَدُّهُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُحْكَمَ [ 3 ] بِكِتَابِهِ ، وَ رَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ يُؤْخَذَ [ 4 ] بِسُنَّتِهِ .

فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ في كِتَابِ اللَّهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ ، وَ إِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَنَحْنُ أَوْلاَهُمْ بِهِ .

وَ أَمَّا قَوْلُكُمْ : لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ أَجَلاً فِي التَّحْكيمِ ، فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ ،

وَ يَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ .

وَ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالى أَنْ يُصْلِحَ في هذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هذِهِ الأُمَّةِ ، وَ لاَ تُؤْخَذَ [ 5 ] بِأَكْظَامِهَا ،

فَتَعْجَلَ [ 6 ] عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِّ ، وَ تَنْقَادَ لأَوَّلِ الْغَيِّ .

ثم قال عليه السلام لهم :

أُدْخُلُوا مِصْرَكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ [ 7 ] .