بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ أَهْلِ الْحَمْدِ وَ مَأْوَاهُ ، وَ لَهُ أَوْكَدُ الْحَمْدِ وَ أَحْلاَهُ ، وَ أَسْرَعُ الْحَمْدِ وَ أَسْرَاهُ ، وَ أَطْهَرُ الْحَمْدِ وَ أَسْمَاهُ ، وَ أَكْرَمُ الْحَمْدِ وَ أَوْلاَهُ .
اَلْوَاحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ ، لاَ وَالِدَ لَهُ وَ لاَ وَلَدَ .
سَلَّطَ الْمُلُوكَ وَ أَعْدَاهَا ، وَ أَهْلَكَ الْعُدَاةَ [ 3 ] وَ أَدْحَاهَا ، وَ أَوْصَلَ الْمَكَارِمَ وَ أَسْرَاهَا .
وَ سَمَكَ السَّمَاءَ وَ عَلاَّهَا ، وَ سَطَحَ الْمِهَادَ وَ طَحَاهَا ، وَ وَطَّدَهَا وَ دَحَاهَا ، وَ مَدَّهَا وَ سَوَّاهَا ، وَ مَهَّدَهَا وَ وَطَّاهَا ، وَ أَعْطَاكُمْ مَاءَهَا وَ مَرْعَاهَا ، وَ أَحْكَمَ عَدَّ الأُمَمِ وَ أَحْصَاهَا ، وَ عَدَّلَ الأَعْلاَمَ وَ أَرْسَاهَا .
أَلاَ لَهُ الأَوَّلُ لاَ مُعَادِلَ لَهُ ، وَ لاَ رَادَّ لِحُكْمِهِ .
لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ السَّلاَمُ الْمُصَوِّرُ الْعَلاَّمُ ، الْحَاكِمُ ، الْوَدُودُ ، الْمُطَهِّرُ ، الطَّاهِرُ ، الْمَحْمُودُ أَمْرُهُ ،
الْمَعْمُورُ حَرَمُهُ ، الْمَأْمُولُ كَرَمُهُ .
عَلَّمَكُمْ كَلاَمَهُ ، وَ أَرَاكُمْ أَعْلاَمَهُ ، وَ حَصَّلَ لَكُمْ أَحْكَامَهُ ، وَ حَلَّلَ حَلاَلَهُ ، وَ حَرَّمَ حَرَامَهُ .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 301 .
[ 2 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 107 . و منهاج البراعة للخوئي ج 8 ص 10 .
[ 3 ] إن قيل ان خلوّ الخطبة من النقط يتعارض مع ورود النقطة في الكلمة السالفة و فقرات لاحقة ، فالجواب ، إن حرف التاء الذي لا يمدّ و يوقف عليه بلا نقطة يعدّ هاء .
[ 336 ]
وَ حَمَّلَ مُحَمَّداً الرِّسَالَةَ ، رَسُولَهُ الْمُكَرَّمُ ، الْمُسَوَّدُ الْمُسَدَّدِ ، الطُّهْرُ الْمُطَهَّرُ .
أَسْعَدَ اللَّهُ الأُمَّةَ لِعُلُوِّ مَحَلِّهِ ، وَ سُمُوِّ سُؤْدَدِهِ ، وَ سَدَادِ أَمْرِهِ ، وَ كَمَالِ مُرَادِهِ .
أَطْهَرُ وُلْدِ آدَمَ مَوْلُوداً ، وَ أَسْطَعُهُمْ سُعُوداً ، وَ أَطْوَلُهُمْ عَمُوداً ، وَ أَرْوَاهُمْ عُوداً ، وَ أَصَحُّهُمْ عُهُوداً ،
وَ أَكْرَمُهُمْ مُرْداً وَ كُهُولاً .
صَلاَةُ اللَّهِ لَهُ وَ لآلِهِ الأَطْهَارِ ، مُسَلَّمَةً وَ مُكَرَّرَةً مَعْدُودَةً ، وَ لآلِ وُدِّهِمُ الْكِرَامِ مُحَصَّلَةً مْرَدَّدَةً ، مَا دَامَ لِلسَّمَاءِ أَمْرٌ مَرْسُومٌ ، وَ حَدُّ مَعْلُومٌ .
أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لَكُمْ ، وَ طَهَارَةً لأَعْمَالِكُمْ ، وَ هُدُوءِ دَارِكُمْ ، وَ دُحُورِ عَارِكُمْ ، وَ صَلاَحِ أَحْوَالِكُمْ ، وَ طَاعَةً للَّهِ وَ رُسُلِهِ ، وَ عِصْمَةً لَكُمْ وَ رَحْمَةً .
إِسْمَعُوا لَهُ ، وَ رَاعُوا أَمْرَهُ ، وَ حَلِّلُوا مَا حَلَّلَ ، وَ حَرِّمُوا مَا حَرَّمَ .
وَ اعْمَدُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، لِدَوَامِ الْعَمَلِ ، وَ ادْحَرُوا الْحِرْصَ وَ اعْدِمُوا الْكَسَلَ ، وَ أدْرُوا السَّلاَمَةَ ،
وَ حِرَاسَةَ الْمُلْكِ وَ رَوْعَهَا ، وَ هَلَعَ الصُّدُورِ وَ حُلُولَ كَلِّهَا وَ هَمِّهَا .
هَلَكَ ، وَ اللَّهِ ، أَهْلُ الإِصْرَارِ ، وَ مَا وَلَدَ وَالِدٌ لِلإِسْرَارِ .
كَمْ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ مَا أَهْلَكَهُ ، وَ كَمْ مَالٍ وَ سِلاَحٍ أُعِدَّ صَارَ لِلأَعْدَاءِ عَدُّهُ وَ عَمَدُهُ .
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ دَوَامُهُ ، وَ الْمُلْكُ وَ كَمَالُهُ .
لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، وَسِعَ كُلَّ حِلْمٍ حِلْمُهُ ، وَ سَدَّدَ كُلَّ حُكْمٍ حُكْمُهُ ، وَ حَدَرَ كُلَّ عِلْمٍ عِلْمُهُ .
عَصَمَكُمْ وَ لَوَّاكُمْ ، وَ دَوَامَ السَّلاَمَةِ أَوْلاَكُمْ ، وَ لِلطَّاعَةِ سَدَّدَكُمْ ، وَ لِلإِسْلاَمِ هَدَاكُمْ ، وَ رَحِمَكُمْ وَ سَمِعَ دُعَاءَكُمْ ، وَ طَهَّرَ أَعْمَالَكُمْ ، وَ أَصْلَحَ أَحْوَالَكُمْ .
وَ أَسْأَلُهُ لَكُمْ دَوَامَ السَّلاَمَةِ ، وَ كَمَالَ السَّعَادَةِ ، وَ الآلاَءَ الدَّارَّةِ ، وَ الأَحْوَالَ السَّارَّةِ .
وَ الْحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ [ 1 ] .
[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 100 و 106 . و ورد صدر الخطبة فقط في مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 58 .
[ 337 ]