أَدْحَضُ مَسْؤُولٍ حُجَّةً ، وَ أَقْطَعُ مُغْتَرٍّ [ 3 ] مَعْذِرَةً .
لَقَدْ أَبْرَحَ جَهَالَةً بِنَفْسِهِ .
يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ ، مَا جَرَّأَكَ عَلى ذَنْبِكَ ، وَ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ، وَ مَا آنَسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ ؟ .
أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ ، أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ يَقْظَةٌ ؟ .
أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَيْرِكَ [ 4 ] ؟ .
فَلَرُبَّمَا تَرَى الضَّاحِيَ مِنْ حَرِّ [ 5 ] الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ ، أَوْ تَرَى الْمُبْتَلى بَأَلَمٍ يُمِضُّ جَسَدَهُ ، فَتَبْكي رَحْمَةً لَهُ ، فَمَا صَبَّرَكَ ، أَيُّهَا الْمُبْتَلى [ 6 ] ، عَلى دَائِكَ ، وَ جَلَّدَكَ عَلى مُصَابِكَ ، وَ عَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلى نَفْسِكَ ، وَ هِيَ أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيْكَ ؟ .
وَ كَيْفَ لاَ تُوقِظُكَ آيَاتُ نِعَمِ اللَّهِ [ 7 ] خَوْفَ بَيَاتِ نِقَمِهِ ، وَ قَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصيهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ ؟ .
فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ في قَلْبِكَ بِعَزيمَةٍ ، وَ مِنْ كَرَى الْغَفْلَةِ في نَاظِرِكَ بِيَقْظَةٍ ، وَ كُنْ للَّهِ سُبْحَانَهُ [ 8 ] مُطيعاً ، وَ بِذِكْرِهِ أَنيساً [ 9 ] .
وَ تَمَثَّلْ في حَالِ تَوَلّيكَ عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَيْكَ ، يَدْعُوكَ إِلى عَفْوِهِ ، وَ يَتَغَمَّدُكَ بِفَضْلِهِ ، وَ أَنْتَ مُتَوَلِّ
[ 10 ] من : قاله عند تلاوته إلى : التّشمير ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 223 .
[ 1 ] محاسب . ورد في نسخة الأسترابادي ص 361 . و نسخة الجيلاني الموجودة في مكتبة الإمام الرضا في مدينة مشهد .
-----------
( 1 ) الإنفطار ، 6 .
[ 3 ] معتذر . ورد في نسخة نصيري ص 144 .
[ 4 ] غيرها . ورد في المصدر السابق . و نسخة العام 400 ص 312 . و نسخة ابن المؤدب ص 218 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 362 .
[ 5 ] لحرّ . ورد في المصادر السابقة . و نسخة الآملي ص 195 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 224 . و نسخة عبده ص 491 .
[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 752 .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق ج 2 ص 555 . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق ص 569 .
[ 9 ] آنسا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 218 . و نسخة نصيري ص 144 . و نسخة الآملي ص 195 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 224 . و نسخة الأسترابادي ص 362 . و نسخة الجيلاني ، و نسخة عبده ص 491 . و نسخة الصالح ص 344 . و نسخة العطاردي ص 262 .
[ 546 ]
عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ .
فَتَعَالَى اللَّهُ مِنْ قَوِيٍّ مَا أَكْرَمَهُ [ 1 ] ، وَ تَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعيفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلى مَعْصِيَتِهِ ، وَ أَنْتَ في كَنَفِ سِتْرِهِ مُقيمٌ ، وَ في سَعَةِ فَضْلِهِ مُتَقَلِّبٌ ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ فَضْلَهُ ، وَ لَمْ يَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ .
بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرِفَ عَيْنٍ ، في نِعْمَةٍ يُحْدِثُهَا لَكَ ، أَوْ سَيِّئَةٍ يَسْتُرُهَا عَلَيْكَ ، أَوْ بَلِيَّةٍ يَصْرِفُهَا عَنْكَ . فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ ؟ .
وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ هذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ في مُتَّفِقَيْنِ فِي الْقُوَّةِ ، مُتَوَازِيَيْنِ [ 2 ] فِي الْقُدْرَةِ ، لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلى نَفْسِكَ بِذَميمِ الأَخْلاَقِ ، وَ مَسَاوِئِ الأَعْمَالِ .
وَ حَقّاً أَقُولُ : مَا الدُّنْيَا غَرَّتْكَ ، وَ لكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ ، وَ مَا الْعَاجِلَةُ خَدَعَتْكَ ، وَ لكِنْ بِهَا انْخَدَعْتَ [ 3 ] .
وَ لَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتُ [ 4 ] ، وَ آذَنَتْكَ عَلى سَوَاءٍ ، وَ لَهِيَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلاَءِ بِجِسْمِكَ ،
وَ النَّقْصِ [ 5 ] في قُوَّتِكَ ، أَصْدَقُ وَ أَوْفى مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ .
وَ لَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ ، وَ صَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ .
وَ لَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا فِي الدِّيَارِ الْخَاوِيَةِ ، وَ الرُّبُوعِ الْخَالِيَةِ ، لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكيرِكَ ، وَ بَلاَغِ مَوْعِظَتِكَ ، بِمَحَلَّةِ الشَّفيقِ عَلَيْكَ ، وَ الشَّحيحِ بِكَ .
وَ لَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا دَاراً ، وَ مَحَلُّ مَنْ لَمْ يُوَطِّنْهَا مَحَلاً .
وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْيَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْيَوْمَ .
إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ ، وَ حَقَّتْ بِجَلاَئِلِهَا الْقِيَامَةُ ، وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ أَهْلُهُ ، وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ ،
وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ ، فَلَمْ يُجْرَ [ 6 ] في عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِي الْهَوَاءِ ، وَ لاَ هَمْسُ قَدَمٍ
[ 1 ] أحلمه . ورد في نسخة العام 400 ص 312 . و نسخة ابن المؤدب ص 219 . و نسخة نصيري ص 145 . و هامش نسخة الآملي ص 196 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 362 . و نسخة العطاردي ص 262 . عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند . و هامش نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 2 ] متوازنين . ورد في نسخة العام 400 ص 313 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 219 . و نسخة نصيري ص 145 . و نسخة الآملي ص 196 . و نسخة الأسترابادي ص 363 . و نسخة العطاردي ص 263 . عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند . و نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد . و عن شرح فيض الإسلام .
[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 749 .
[ 4 ] الغطاء . ورد في نسخة العام 400 ص 313 . و نسخة العطاردي ص 263 . عن شرح الراوندي .
[ 5 ] النّقض . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 219 . و نسخة نصيري ص 145 .
[ 6 ] يجر . ورد في نسخة العام 400 ص 314 . و نسخة ابن المؤدب ص 219 . و ورد يجز في نسخة نصيري ص 145 . و نسخة الآملي ص 197 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 226 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 364 . و نسخة العطاردي ص 263 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .
[ 547 ]
فِي الأَرْضِ ، إِلاَّ بِحَقِّهِ ، فَكَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذَاكَ دَاحِصَةٌ ، وَ عَلاَئِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ .
فَتَحَرَّ مِنْ أَمْرِكَ مَا يَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ ، وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ ، وَ خُذْ مَا يَبْقى لَكَ مِمَّا لاَ تَبْقى لَهُ [ 1 ] ،
وَ تَيَسَّرْ لِسَفَرِكَ ، وَ شِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ ، وَ ارْحَلْ [ 2 ] مَطَايَا التَّشْميرِ .