كتاب له عليه السلام ( 75 ) أمر أن يُقرأ على الناس كل يوم جمعة

و ذلك لمّا سألوه عن أبي بكر و عمر و عثمان ، فغضب عليه السلام ، و قال :

أَوَ قَدْ تَفَرَّغْتُمْ لِلسُّؤَالِ عَمَّا لاَ يَعْنيكُمْ وَ هذِهِ مِصْرُ قَدِ افْتُتِحَتْ ، وَ شيعَتي بِهَا قَدْ قُتِلَتْ ، وَ قَتَلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَديجٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبي بَكْرٍ .

فَيَا لَهَا مِنْ مُصيبَةٍ . مَا أَعْظَمَ مُصيبَتي بِمُحَمَّدٍ ، فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ إِلاَّ كَبَعْضِ بَنِيَّ .

سُبْحَانَ اللَّهِ ، بَيْنَا نَرْجُو أَنْ نَغْلِبَ الْقَوْمَ عَلى مَا في أَيْديهِمْ إِذْ غَلَبُونَا عَلى مَا في أَيْدينَا .

وَ أَنَا مُخْرِجٌ لَكُمْ كِتَاباً فيهِ تَصْريحُ مَا سَأَلْتُمْ ، وَ أَسْأَلُكُمْ أَنْ تَحْفَظُوا مِنْ حَقّي مَا ضَيَّعْتُمْ ، فَاقْرَؤُوهُ عَلى شيعَتي ، وَ كُونُوا عَلَى الْحَقِّ أَعْوَاناً .

[ ثم أخرج عليه السلام لهم الكتاب و فيه : ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلَيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى شيعَتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَ الْمُسْلِمينَ .

وَ هُوَ اسْمٌ شَرَّفَهُ اللَّهُ تَعَالى فِي الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ يَقُولُ : وَ إِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لإِبْرَاهيمَ 1 .

وَ أَنْتُمْ شيعَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، كَمَا أَنَّ مُحَمَّداً مِنْ شيعَةِ إِبْرَاهيمَ .

إِسْمٌ غَيْرُ مُخْتَصٍّ ، وَ أَمْرٌ غَيْرُ مُبْتَدَعٍ .

وَ سَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَ اللَّهُ هُوَ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ أَوْلِيَاءَهُ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهينِ ، الْحَاكِمُ عَلَيْهِمْ

[ 1 ] من : و لا تحسبنّ إلى : حبيب ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 36 .

-----------
( 1 ) الصافات ، 83 .

[ 869 ]

بِعَدْلِهِ [ 1 ] .

[ 15 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بَشيراً وَ [ 2 ] نَذيراً لِلْعَالَمينَ ، وَ مُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلينَ ، وَ أَميناً عَلَى التَّنْزيلِ ، وَ شَهيداً عَلى هذِهِ الأُمَّةِ [ 3 ] .

وَ أَنْتُمُ مَعْشَرَ [ 4 ] الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ [ 5 ] عَلى شَرِّ دينٍ [ 6 ] ، وَ في شَرِّ دَارٍ .

مُتَنَخُّونَ [ 7 ] بَيْنَ حِجَارَةٍ [ 8 ] خُشْنٍ ، وَ حَيَّاتٍ [ 9 ] صُمٍّ ، وَ أَوْثَانٍ مُضِلَّةٍ ، وَ شَوْكٍ مَبْثُوثٍ فِي الْبِلاَدِ [ 10 ] .

تَشْرَبُونَ الْمَاءَ [ 11 ] الْكَدِرَ [ 12 ] ، وَ تَأْكُلُونَ الطَّعَامَ [ 13 ] الْجَشِبَ [ 14 ] .

وَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ، وَ تَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ .

يَغْذُو أَحَدُكُمْ كَلْبَهُ ، وَ يَقْتُلُ وُلْدَهُ ، وَ يُغيرُ عَلى غَيْرِهِ ، فَيَرْجِعُ وَ قَدْ أُغيرَ عَلَيْهِ .

[ 15 ] من : أمّا بعد إلى : على المرسلين ورد في كتب الرضي تحت الرقم 62 . و إنّ اللّه بعث محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نذيرا للعالمين و أمينا على التّنزيل و أنتم معشر إلى : أرحامكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 200 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 382 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 391 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 174 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج البلاغة الثاني ص 259 .

[ 4 ] معاشر . ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 .

و نهج السعادة ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 70 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و نهج البلاغة الثاني ص 259 .

[ 6 ] حال . ورد في نهج السعادة ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 70 عن معادن الحكمة للكاشاني . و ورد على غير دين في الإمامة و السياسة ج 1 ص 174 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج البلاغة الثاني ص 259 .

[ 7 ] منيخون . ورد في نسخة العام 400 ص 33 . و نسخة ابن المؤدب ص 22 . و نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 23 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 35 . و نسخة الأسترابادي ص 32 . و نسخة الصالح ص 68 .

[ 8 ] على أحجار . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 196 .

[ 9 ] و جنادل . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 381 .

[ 10 ] ورد في المصدرين السابقين . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 . باختلاف .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 12 ] الآجن . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 70 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 13 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 .

[ 14 ] الخبيث . ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 94 .

[ 870 ]

وَ يَسْبي بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ تَأْكُلُونَ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [ 1 ] .

[ 2 ] اَلأَصْنَامُ فيكُمْ مَنْصُوبَةٌ ، وَ الآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ ، وَ سُبُلُكُمْ خَائِفَةٌ .

تَأْكُلُونَ الْعِلْهِزَ وَ الْهَبيدَ وَ الْميتَةَ وَ الدَّمَ .

فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَبَعَثَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَ قَالَ فيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ : هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَ يُزَكّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلاَلٍ مُبينٍ 2 .

وَ قَالَ : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحيمٌ 3 .

وَ قَالَ : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ 4 .

وَ قَالَ : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ 5 .

فَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ بِلِسَانِكُمْ ، وَ كُنْتُمْ أَوَّلَ الْمُؤْمِنينَ تَعْرِفُونَ وَجْهَهُ وَ شِعْبَهُ وَ عِمَارَتَهُ ، فَعَلَّمَكُمْ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ الْفَرَائِضَ وَ السُّنَّةَ .

وَ أَمَرَكُمْ بِصِلَةِ أَرْحَامِكُمْ ، وَ حَقْنِ دِمَائِكُمْ ، وَ صَلاَحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ ، وَ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا 6 ، وَ أَنْ تُوفُوا بِالْعَهْدِ وَ لاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكيدِهَا 7 .

وَ أَمَرَكُمْ أَنْ تَعَاطَفُوا ، وَ تَبَارُّوا ، وَ تَبَاشَرُوا ، وَ تَبَاذَلُوا ، وَ تَرَاحَمُوا .

وَ نَهَاكُمْ عَنِ التَّنَاهُبِ ، وَ التَّظَالُمِ ، وَ التَّحَاسُدِ ، وَ التَّبَاغي ، وَ التَّقَاذُفِ ، وَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ ، وَ بَخْسِ الْمِكْيَالِ ، وَ نَقْصِ الْميزَانِ .

وَ تَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ ، فيمَا تَلى عَلَيْكُمْ ، أَنْ لاَ تَزْنُوا ، وَ لاَ تَرْبُوا ، وَ لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَ الْيَتَامى ظُلْمَاً ، وَ لاَ

[ 2 ] من : الأصنام إلى : معصوبة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 1 ] ورد في شرح نهج ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 70 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف يسير .

-----------
( 2 ) الجمعة ، 2 .

-----------
( 3 ) التوبة ، 128 .

-----------
( 4 ) آل عمران ، 164 .

-----------
( 5 ) الجمعة ، 3 .

-----------
( 6 ) النساء ، 58 .

-----------
( 7 ) النحل ، 91 .

[ 871 ]

تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدينَ 1 ، وَ لاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدينَ 2 .

فَكُلُّ خَيْرٍ يُدْني إِلَى الْجَنَّةِ وَ يُبَاعِدُ عَنِ النَّارِ قَدْ أَمَرَكُمْ بِهِ ، وَ حَضَّكُمْ عَلَيْهِ ، وَ كُلُّ شَرٍّ يُدْني إِلَى النَّارِ وَ يُبَاعِدُ عَنِ الْجَنَّةِ قَدْ نَهَاكُمْ عَنْهُ .

وَ قَدْ خَصَّ اللَّهُ قُرَيْشاً بِثَلاَثِ آيَاتٍ ، وَ عَمَّ الْعَرَبَ بِآيَةٍ .

فَأَمَّا الآيَاتُ اللَّوَاتي في قُرَيْشٍ فَهِيَ :

قَوْلُهُ تَعَالى : وَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَليلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 3 .

وَ الثَّانِيَةُ : وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَني لاَ يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 4 .

وَ الثَّالِثَةُ : قَوْلُ قُرَيْشٍ لِنَبِيِّ اللَّهِ حينَ دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ وَ الْهِجْرَةِ ، فَقَالُوا : إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا 5 . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالى : أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ 6 .

وَ أَمَّا الآيَةُ الَّتي عَمَّ بِهَا الْعَرَبَ ، فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالى : وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَ كُنْتُمْ عَلى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 7 .

فَيَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ مَا أَعْظَمَهَا إِنْ لَمْ تَخْرُجُوَا مِنْهَا إِلى غَيْرِهَا .

وَ يَا لَهَا مَنْ مُصيبَةٍ مَا أَعْظَمَهَا ، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِهَا ، وَ تَرْغَبُوا عَنْهَا .

فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مُدَّتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، تَوَفَّاهُ اللَّهُ إِلَيْهِ سَعيداً حَميداً ، مَشْكُوراً سَعْيُهُ ، مَرْضِيّاً عَمَلُهُ ، مَغْفُوراً ذَنْبُهُ ، شَريفاً عِنْدَ اللَّهِ نُزُلُهُ .

-----------
( 1 ) البقرة ، 60 .

-----------
( 2 ) البقرة ، 190 .

-----------
( 3 ) الأنفال ، 26 .

-----------
( 4 ) النور ، 55 .

-----------
( 5 ) القصص ، 57 .

-----------
( 6 ) القصص ، 57 .

-----------
( 7 ) آل عمران ، 103 .

[ 872 ]

فَيَا لَمَوْتُهُ مُصيبَةٌ خَصَّتِ الأَقْرَبينَ ، وَ عَمَّتْ جَميعَ الْمُسْلِمينَ ، مَا أُصيبُوا قبْلَهَا بِمِثْلِهَا ، وَ لَنُ يُعَايِنُوا بَعْدَهَا أُخْتَهَا [ 1 ] .

[ 11 ] فَلَمَّا مَضى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِسَبيلِهِ ، وَ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ ، وَ تَرَكَ كِتَابَ اللَّهِ وَ أَهْلَ بَيْتِهِ إِمَامَيْنِ لاَ يَخْتَلِفَانِ ، وَ أَخَوَيْنِ لاَ يَتَخَاذَلاَنِ ، وَ مُجْتَمِعَيْنِ لاَ يَتَفَرَّقَانِ [ 2 ] ، تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ .

وَ لَقَدْ قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ لأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ مِنِّي بِقَميصي هذَا [ 3 ] .

فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ يُلْقى في رَوْعي ، وَ لاَ يَخْطُرُ بِبَالي [ 4 ] ، وَ لاَ عَرَضَ في رَأْيي ، أَنَّ وَجْهَ النَّاسِ إِلى غَيْري ، وَ [ 5 ] أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ [ 6 ] هذَا الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ [ 7 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ لاَ أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنّي مِنْ بَعْدِهِ .

فَلَمَّا أَبْطَؤُوا عَنّي بِالْوَلاَيَةِ لِهِمَمِهِمْ ، وَ تَثَبَّطَ الأَنْصَارُ ، وَ هُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ كَتيبَةُ الإِسْلاَمِ [ 8 ] .

[ 12 ] هُمْ ، وَ اللَّهِ ، رَبُّوا الإِسْلاَمَ كَمَا يُرَبَّى الْفَلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ [ 9 ] ، بِأَيْديهِمُ السِّبَاطِ [ 10 ] ، وَ أَلْسِنَتِهِمُ السِّلاَطِ .

[ 11 ] فلمّا مضى . . . تنازع . . . من بعده . و من : فو اللّه إلى : من بعده ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 12 ] من : هم و اللّه إلى : السّلاط ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 465 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 200 و 201 و 202 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 175 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 94 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 381 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 و 197 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 71 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و نهج السعادة ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 70 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 196 . و مصباح البلاغة للمير جهاني ج 4 ص 72 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 4 ] على بالي . ورد في نسخة العام 400 ص 417 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 295 . و هامش نسخة الآملي ص 302 .

و نسخة الأسترابادي ص 496 .

[ 5 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 200 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 72 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف .

[ 6 ] تعدل . ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 175 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج البلاغة الثاني ص 260 .

[ 7 ] محمّد . ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 .

[ 8 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 200 . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 4 ص 72 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 9 ] عنائهم . ورد في نسخة الأسترابادي ص 620 .

[ 10 ] البساط . ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 4 ص 507 .

[ 873 ]

وَ قَالُوا : أَمَّا إِذَا لَمْ تُسَلِّمُوهَا لِعَلِيٍّ فَصَاحِبُنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِهِ .

فَوَ اللَّهِ مَا أَدْري إِلى مَنْ أَشْكُو ؟ .

فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الأَنْصَارُ ظُلِمَتْ حَقَّهَا ، وَ إِمَّا أَنْ يَكُونُوا ظَلَمُوني حَقّي .

بَلْ حَقِّيَ الْمَأْخُوذُ ، وَ أَنَا الْمَظْلُومُ .

فَقَالَ قَائِلُ قُرَيْشٍ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ : الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَدَفَعُوا الأَنْصَارَ عَنْ دَعْوَتِهَا ، وَ مَنَعُوني حَقّي مِنْهَا [ 1 ] .

[ 7 ] وَا عَجَباً [ 2 ] أَتَكُونُ الْخِلاَفَةُ بِالصَّحَابَةِ ، وَ لاَ تَكُونُ بِالْقَرَابَةِ وَ الصَّحَابَةِ ؟ .

فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ
فَكَيْفَ بِهذَا وَ الْمُشيرُونَ غُيَّبُ

وَ إِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبى حَجَجْتَ خَصيمَهُمْ
فَغَيْرُكَ أَوْلى بِالنَّبِيِّ وَ أَقْرَبُ

وَ لَقَدْ أَتَاني رَهْطٌ يَعْرِضُونَ النَّصْرَ عَلَيَّ ، مِنْهُمْ أَبْنَاءُ سَعيدٍ ، وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ ، وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِي ، وَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، وَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَ الْبُرَاءُ بْنُ عَازِبٍ .

فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ عِنْدي مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَهْداً ، وَ لَهُ إِلَيَّ وَصِيَّةٌ ، وَ لَسْتُ أُخَالِفُ مَا أَمَرَني بِهِ .

فَوَ اللَّهِ لَوْ خَزَمُوني بِأَنْفي لأَقْرَرْتُ للَّهِ تَعَالى سَمْعاً وَ طَاعَةً [ 3 ] .

[ 8 ] فَمَا رَاعَني إِلاَّ انْثِيَالُ النَّاسَ عَلى فُلاَنٍ [ 4 ] وَ إِجْفَالُهُمْ إِلَيْهِ [ 5 ] يُبَايِعُونَهُ [ 6 ] .

فَأَمْسَكْتُ يَدِي ، وَ رَأَيْتُ أَنّي أَوْلى وَ أَحَقُّ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي

[ 7 ] من : واعجبا إلى : و أقرب ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 190 .

[ 8 ] من : فما راعني إلى : يدي ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 200 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 72 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 2 ] واعجباه . ورد في نسخة العام 400 ص 462 . و نسخة عبده ص 700 . و نسخة الصالح ص 502 .

[ 3 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 202 .

[ 4 ] أبي بكر . ورد في الغارات ص 202 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 202 . و نهج البلاغة الثاني ص 260 .

[ 5 ] ورد في الغارات ص 202 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج البلاغة الثاني ص 260 .

[ 6 ] فبينا أنا على ذلك إذ قيل : قد انثال النّاس على أبي بكر و أجفلوا عليه ليبايعوه . ورد في

[ 874 ]

النَّاسِ مِمَّنْ تَوَلَّى الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ [ 1 ] .

وَ قَدْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ أَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلى جَيْشٍ وَ جَعَلَهُمَا في جَيْشِهِ ، وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ جَيْشِ أُسَامَةَ ، إِذْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَدْ أَمَّرَهُ عَلَيْهِ وَ عَلى صَاحِبِهِ .

وَ مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلى أَنْ فَاضَتْ نَفْسُهُ يَقُولُ : أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ . أَنْفِذُوا جَيْشَ أُسَامَةَ .

فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ [ 2 ] ، [ 13 ] حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلاَمِ ، يَدْعُونَ إِلى مَحْقِ دينِ اللَّهِ ، وَ مَحْوِ مِلَّةِ [ 3 ] مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ إِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ [ 4 ] .

فَخَشيتُ ، إِنْ أَنَا قَعَدْتُ وَ [ 5 ] لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلاَمَ وَ أَهْلَهُ ، أَنْ أَرى فيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً ، تَكُونُ الْمُصيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمُ مِنْ فَوْتِ [ 6 ] وِلاَيَتِكُمُ [ 7 ] الَّتي إِنَّمَّا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلاَئِلَ ، ثُمَّ [ 8 ] يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ ، أَوْ يَنْقَشِعُ [ 9 ] كَمَا يَنْقَشِعُ السَّحَابُ .

وَ رَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ امْتَنَعُوا بِقُعُودي عَنِ الْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ ، فَمَشَيْتُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلى أَبي بَكْرٍ فَبَايَعْتُهُ ،

وَ [ 10 ] نَهَضْتُ مَعَ الْقَوْمِ [ 11 ] في تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ [ 12 ] الْبَاطِلُ وَ زَهَقَ ، وَ اطْمَأَنَّ الدّينُ وَ تَنَهْنَهَ ،

[ 13 ] من : حتّى رأيت راجعة إلى : ينقشع السّحاب . و من : فنهضت في تلك إلى : تنهنه ورد في كتب الرضي تحت الرقم 62 .

[ 1 ] ممّن تولّى الأمور عليّ . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 175 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 204 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 73 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في الغارات ص 202 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 175 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 204 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 74 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 5 ] ورد في

[ 6 ] فوات . ورد في الغارات ص 203 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 .

[ 7 ] ولاية أموركم . ورد في المصادر السابقة . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 205 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 74 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 .

[ 8 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 206 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 74 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 10 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف بين المصادر .

[ 11 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 206 . و مصباح البلاغة للمير جهاني ج 4 ص 74 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 12 ] زاغ . ورد في الغارات ص 203 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 .

[ 875 ]

وَ كَانَتْ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .

وَ لَوْ لاَ أَنّي فَعَلْتُ ذَلِكَ لَبَادَ الإِسْلاَمُ .

وَ لَقَدْ كَانَ سَعْدٌ ، لَمَّا رَأَى النَّاسَ يُبَايِعُونَ أَبَا بَكْرٍ ، نَادى : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنّي ، وَ اللَّهِ ، مَا أَرَدْتُهَا حَتَّى رَأَيْتُكُمْ تَصْرِفُونَهَا عَنْ عَلِيٍّ ، وَ لاَ أُبَايِعُكُمْ حَتَّى يُبَايِعَكُمْ عَلِيٌّ ، وَ لَعَلّي لاَ أَفْعَلُ وَ إِنْ بَايَعَ . ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ وَ أَتى « حَوْرَانَ » ، وَ أَقَامَ في خَانٍ في « عِنَان » حَتَّى هَلَكَ ، وَ لَمْ يُبَايِعْ .

وَ قَامَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو الأَنْصَارِيُّ ، وَ كَانَ يَقُودُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَرَسَيْنِ ،

وَ يَصْرِمُ أَلْفَ وَسَقٍ مِنْ تَمْرٍ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَى الْمَسَاكينَ ، فَنَادى : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَخْبِرُوني هَلْ فيكُمْ رَجُلٌ تَحِلُّ لَهُ الْخِلاَفَةُ وَ فيهِ مَا في عَلِيٍّ ؟ .

فَقَالَ قَيْسُ بْنُ مَحْزَمَةَ الزُّهْرِيُّ : لَيْسَ فينَا مَنْ فيهِ مَا في عَلِيٍّ .

فَقَالَ : صَدَقْتَ . فَهَلْ في عَلِيٍّ مَا لَيْسَ في أَحَدٍ مِنْكُمْ ؟ .

قَالَ : نَعَمْ .

قَالَ فَمَا صَدَّكُمْ عَنْهُ ؟ .

قَالَ : اجْتِمَاعُ النَّاسِ عَلى أَبي بَكْرٍ .

قَالَ : أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَئِنْ أَصَبْتُمْ سُنَّتَكُمْ فَقَدْ أَخْطَأْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَ لَوْ جَعَلْتُمُوهَا في أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ لأَكَلْتُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ .

فَتَولَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأُمُورَ فَيَسَّرَ وَ سَدَّدَ ، وَ قَارَبَ وَ اقْتَصَدَ ، حَسَبَ اسْتِطَاعَتِهِ ، عَلى ضَعْفٍ وَ حَدٍّ كَانَا فيهِ ، فَصَحِبْتُهُ مُنَاصِحاً ، وَ أَطَعْتُهُ فيمَا أَطَاعَ اللَّهَ فيهِ جَاهِداً .

وَ مَا طَمِعْتُ ، أَنْ لَوْ حَدَثَ بِهِ حَادِثٌ وَ أَنَا حَيٌّ أَنْ يَرُدَّ إِلَيَّ الأَمْرَ الَّذي نَازَعْتُهُ فيهِ طَمَعَ مُسْتَيْقِنٍ ،

وَ لاَ يَئِسْتُ مِنْهُ يَأْسَ مَنْ لاَ يَرْجُوهُ [ 1 ] .

وَ لَوْ لاَ خَاصَّةٌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عُمَرَ ، وَ أَمْرٌ كَانَا رَضِيَاهُ بَيْنَهُمَا ، لَظَنَنْتُ أَنَّهُ لاَ يَعْدِلُهُ عَنّي .

وَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِبُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، حينَ بَعَثَني وَ خَالِدَ بْنَ الْوَليدِ إِلَى الْيَمَنِ : إِذَا افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلى حِيَالِهِ ، وَ إِذَا اجْتَمَعْتُمَا فَعَلِيُّ عَلَيْكُمْ جَميعاً .

فَغَزَوْنَا ، وَ أَصَبْنَا سَبْياً فيهِمْ بِنْتُ جَعْفَرَ جَارِ الصَّفَا . وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ جَارُ الصَّفَا لِحُسْنِهَا .

[ 1 ] حتّى إذا احتضر قلت في نفسي : ليس يعدل بهذا الأمر عنّي و أنا حيّ . ورد في نهج السعادة ج 5 ص 210 .

[ 876 ]

فَأَخَذْتُ الْحَنَفِيَّةَ خَوْلَةَ وَ اغْتَنَمَهَا خَالِدٌ مِنّي ، وَ بَعَثَ بُرَيْدَةَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ مُحَرِّشاً عَلَيَّ ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَخْذي خَوْلَةَ .

فَقَالَ [ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ] : يَا بُرَيْدَةُ ، حَظُّهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرُ مِمَّا أَخَذَ ، إِنَّهُ وَلِيُّكُمْ بَعْدي .

سَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ ، وَ هذَا بُرَيْدَةُ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ .

فَهَلْ بَعْدَ هذَا مَقَالٌ لِقَائِلٍ ؟ .

فَلَمَّا احْتُضِرَ بَعَثَ إِلى عُمَرَ فَوَلاَّهُ دُونَ الْمَشُورَةِ .

وَ تَوَلَّى عُمَرُ الأَمْرَ [ 1 ] [ 5 ] [ 2 ] فَأَقَامَ وَ اسْتَقَامَ ، فَسَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا ، وَ بَايَعْنَا وَ نَاصَحْنَا ، عَلى عَسْفٍ وَ عَجْرَ فِيَّةٍ كَانَا فيهِ [ 3 ] ، حَتَّى ضَرَبَ الدّينُ بِجِرَانِهِ .

فَكَانَ مَرْضِيَّ السِّيَرةِ مِنْ النَّاسِ ، مَيْمُونَ النَّقيبَةِ عِنْدَهُمْ .

حَتَّى إِذَا احْتُضِرَ قُلْتُ في نَفسي : لَيْسَ يَعْدِلُ بِهذَا الأَمْرِ [ 4 ] عَنّي لِلَّذي قَدْ رَأى‏ مِنّي فِي الْمَوَاطِنَ ،

وَ بَعْدَ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا سَمِعَ .

فَجَعَلَهَا عُمَرُ شُورى ، وَ جَعَلَني سَادِسَ سِتَّةٍ ، وَ أَمَرَ صُهَيْباً أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، وَ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ زَيْدَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ فَقَالَ لَهُ : كُنْ في خَمْسينَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِكَ ، فَاقْتُلْ مَنْ أَبى أَنْ يَرْضى مِنْ هؤُلاَءِ السِّتَّةِ .

ثُمَّ اخْتَلَفُوا عُثْمَانَ ثَالِثاً [ وَ هُوَ ] لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ مِنْ أَمْرِ نَفْسِهِ شَيْئاً ، غَلَبَ عَلَيْهِ أَهْلُهُ ، فَقَادُوهُ إِلى أَهْوَائِهِمْ كَمَا تَقُودُ الْوَليدَةُ الْبَعيرَ الْمَخْطُومَ .

فَلَمْ يَزَلِ الأَمْرُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ يَبْعُدُ تَارَةً وَ يَقْرُبُ أُخْرى ، حَتَّى نَزَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ .

فَالْعَجَبُ مِنِ اخْتِلاَقِ الْقَوْمِ ، إِذْ زَعَمُوا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَخْلَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

[ 5 ] من : و وليهم إلى : استقام . و حتّى ضرب الدين بجرانه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 467 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 203 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 175 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 206 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 74 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 260 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] و وليهم وال . ورد في نسخ النهج .

[ 3 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و شرح ابن ميثم ج 5 ص 463 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 . و نهج السعادة ج 5 ص 211 . و نهج البلاغة الثاني ص 261 .

[ 4 ] لن يعدلها . ورد في الغارات ص 203 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 .

[ 877 ]

فَلَوْ كَانَ هذَا حَقّاً لَمْ يَخْفَ عَلَى الأَنْصَارِ فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَلى شُورى .

ثُمَّ جَعَلَهَا أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ بِرَأْيِهِ خَاصَّةً .

ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ بِرَأْيِهِ شُورى بَيْنَ سِتَّةٍ .

فَهذَا الْعَجَبُ مِنِ اخْتِلاَقِهِمْ .

وَ الدَّليلُ عَلى مَا لاَ أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ قَوْلُهُ : هؤُلاَءِ الرَّهْطُ الَّذينَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ هُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، فَكَيْفَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ قَوْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَسُولُهُ ؟ .

إِنَّ هذَا لأَمْرٌ عَجيبٌ .

وَ لَمْ يَكُونُوا لِوِلاَيَةِ أَحَدٍ أَشَدَّ كَرَاهِيَةً مِنْهُمْ لِوِلاَيَتي عَلَيْهِمْ ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَني عِنْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَنَا أُحَاجُّ أَبَا بَكْرٍ وَ أَقُولُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَقُّ بِهذَا الأَمْرِ مِنْكُمْ مَا كَانَ مِنْكُمْ مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، وَ يَعْرِفُ السُّنَّةَ ، وَ يَدينُ بِدينِ اللَّهِ الْحَقِّ ؟ .

أَنَا ، وَ اللَّهِ ، أَوْلى بَهذَا الأَمْرِ مِنْكُمْ ، وَ أَنْتُمْ أَوْلى بِالْبَيْعَةِ لي .

وَ إِنَّمَا حُجَّتي أَنّي وَلِيُّ هذَا الأَمْرِ دُونَ قُرَيْشٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : الْوِلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ .

فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِعِتْقِ الرِّقَابِ مِنَ النَّار ، وَ بِعِتْقِهَا مِنَ السَّيْفِ ، وَ هذَانِ لَمَّا اجْتَمَعَا كَانَا أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ الرِّقَابِ مِنَ الرِّقِّ .

فَكَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وِلاَءُ هذِهِ الأُمَّةِ . وَ كَانَ لي بَعْدَهُ مَا كَانَ لَهُ .

أَخَذْتُمْ هذَا الأَمْرَ مِنَ الأَنْصَارِ وَ احْتَجَجْتُمْ عَلَى الْعَرَبْ بِالْقَرَابَةِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ تَأْخُذُونَهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ غَصْباً وَ ظُلْماً ؟ .

أَلَسْتُمْ زَعَمْتُمْ لِلأَنْصَارِ أَنَّكُمْ أَوْلى بِهذَا الأَمْرِ مِنْهُمْ لِمَكَانِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا كَانَ مُحَمَّدٌ مِنْكُمْ . فَأَعْطَوْكُمُ الْمَقَادَةَ ، وَ سَلَّمُوا إِلَيْكُمُ الإِمَارَةَ ؟ .

وَ أَنَا أَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ مَا احْتَجَجْتُمْ بِهِ عَلَى الأَنْصَارِ وَ الْعَرَبِ .

أَنَا أَوْلى بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنْكُمْ حَيّاً وَ مَيِّتاً .

وَ أَنَا وَصِيُّهُ وَ وَزيرُهُ ، وَ مُسْتَوْدَعُ عِلْمِهِ وَ سِرِّهِ .

وَ أَنَا الصِّدّيق الأَكْبَرُ ، أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ .

وَ أَحْسَنُكُمْ بَلاءً في جِهَادِ الْمُشْرِكينَ ، وَ أَعْرَفُكُمْ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ، وَ أَفْقَهُكُمْ في الدّينِ ، وَ أَعْلَمُكُمْ

[ 878 ]

بِعَوَاقِبِ الأُمُورِ ، وَ أَذْرَبُكُمْ لِسَاناً ، وَ أَثْبَتُكُمْ جَنَاناً .

فَمَا جَازَ لِقُرَيْشٍ مِنْ فَضْلِهَا عَلَى الْعَرَبِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَازَ لِبَني هَاشِمٍ عَلى قُرَيْشٍ ، وَ مَا [ جَازَ ] لِبَني هَاشِمٍ عَلى قُرَيْشٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَازَ لي عَلى بَني هَاشِمٍ ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهذَا عَلِيٌّ مَوْلاَهُ .

إِلاَّ أَنْ تَدَّعِيَ قُرَيْشٌ فَضْلَهَا عَلَى الْعَرَبِ بِغَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، فَإِنْ شَاؤُوا فَلْيَقُولُوا ذَلِكَ .

فَعَلاَمَ تُنَازِعُونَا هذَا الأَمْرَ ؟ .

أَنْصِفُونَا مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَخَافُونَ اللَّهَ [ 1 ] ، وَ اعْرِفُوا لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِثْلَ مَا عَرَفَتْهُ الأَنْصَارُ لَكُمْ ، وَ إِلاَّ فَبُوؤُوا بِالظُّلْمِ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [ 2 ] .

[ 5 ] فَنَظَرْتُ في أَمْري ، فَإِذَا طَاعَتي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتي ، وَ إِذَا الْميثَاقُ في عُنُقي لِغَيْري .

فَخَشِيَ الْقَوْمُ إِنْ أَنَا وَليتُ عَلَيْهِمْ أَنْ آخُذَ بِأَنْفَاسِهِمْ ، وَ أَعْتَرِضَ في حُلُوقِهِمْ ، وَ لاَ يَكُونَ لَهُمْ فِي الأَمْرِ نَصيبٌ مَا بَقَوْا ، فَأَجْمَعُوا عَلَيَّ إِجْمَاعَ رَجُلٍ وَاحِدٍ [ 3 ] حَتَّى صَرَفُوا الْوِلاَيَةَ إِلى عُثْمَانَ ، وَ أَخْرَجُوني مِنَ الإِمْرَةِ عَلَيْهِمْ رَجَاءَ أَنْ يَنَالُوهَا وَ يَتَدَاوَلُوهَا فيمَا بَيْنَهُمْ إِذْ [ 4 ] يَئِسُوا أَنْ يَنَالُوهَا مِنْ قِبَلي .

فَبَيْنَاهُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادى مُنَادٍ لاَ يُدْرى مَنْ هُوَ ، وَ أَظُنُّهُ جِنِّيّاً ، فَأَسْمَعَ أَهْلَ الْمَدينَةِ لَيْلَةَ بَايَعُوا عُثْمَانَ فَقَالَ :

يَا نَاعِيَ الإِسْلاَمِ قُمْ فَانْعِهِ
قَدْ مَاتَ عُرْفٌ وَ بَدَا مُنْكَرُ

مَا لِقُرَيْشٍ لاَ عَلا كَعْبُهَا
مَنْ قَدَّمُوا الْيَوْمَ وَ مَنْ أَخَّرُوا

إِنَّ عَلِيّاً هُوَ أَوْلى بِهِ
مِنْهُ فَوَلُّوهُ وَ لاَ تُنْكِرُوا

[ 5 ] من : فنظرت إلى : لغيري ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 37 .

[ 1 ] تؤمنون باللّه . ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 29 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 134 عن المسترشد للطبري .

[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين 28 و 175 . و الغارات ص 203 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 95 . و شرح ابن ميثم ج 5 ص 463 .

و البحار ج 29 ص 567 و ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 114 .

و نهج السعادة ج 5 ص 211 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 77 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 261 .

باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] إجماعا واحدا . ورد في الغارات ص 204 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 383 .

[ 4 ] حين . ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و نهج البلاغة الثاني ص 261 .

و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري .

[ 879 ]

فَكَانَ لَهُمْ في ذَلِكَ عِبْرَةٌ .

وَ لَوْ لاَ أَنَّ الْعَامَّةَ قَدْ عَلِمَتْ بِذَلِكَ لَمْ أَذْكُرْهُ .

ثُمَّ دَعَوْني إِلى بَيْعَةِ عُثْمَانَ ، فَقَالُوا : هَلُمَّ بَايِعْ ، وَ إِلاَّ جَاهَدْنَاكَ . فَبَايَعْتُ مُسْتَكْرَهاً ، وَ صَبَرْتُ مُحْتَسِباً ، وَ عَلَّمْتُ أَهْلَ الْقُنُوتِ أَنْ يَقُولُوا : اللَّهُمَّ لَكَ أَخْلَصَتِ [ 1 ] الْقُلُوبُ ، وَ إِلَيْكَ شَخَصَتِ الأَبْصَارُ ،

وَ أَنْتَ دُعيتَ بِالأَلْسُنِ ، وَ إِلَيْكَ تُحُوكِمَ [ 2 ] فِي الأَعْمَالِ ، فَافْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ [ 3 ] نَبِيِّنَا ، وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا ، وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا ، وَ هَوَانَنَا عَلَى النَّاسِ ، وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ ، وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ .

اَللَّهُمَّ فَفَرِّج ذَلِكَ بِعَدْلٍ تُظْهِرُهُ ، وَ سُلْطَانِ حَقٍّ تَعْرِفُهُ [ 4 ] .

[ 14 ] وَ قَالَ لي قَائلٌ مِنْهُمْ [ 5 ] : إِنَّكَ عَلَى الأَمْرِ ، يَا ابْنَ أَبي طَالِبٍ [ 6 ] ، لَحَريصٌ .

فَقُلْتُ : لَسْتُ عَلَيْهِ حَريصاً [ 7 ] ، بَلْ أَنْتُمْ ، وَ اللَّهِ ، لأَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنِّي [ 8 ] وَ أَبْعَدُ ، وَ أَنَا أَخَصُّ وَ أَقْرَبُ .

أَيُّنَا أَحْرَصُ ، أَنَا الَّذي [ 9 ] إِنَّمَا طَلَبْتُ ميرَاثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ [ 10 ] حَقّاً لي [ 11 ] جَعَلَنِيَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَوْلى بِهِ ، وَ أَنَّ وِلاَءَ أُمَّتِهِ لي مِنْ بَعْدِهِ ، أَمْ [ 12 ] أَنْتُمُ إِذْ [ 13 ] تَحُولُونَ بَيْني

[ 14 ] من : و قال لي قائل إنّك إلى : فقلت بل . . . و أقرب . و من : إنّما طلبت حقّا لي إلى : ما يجيبني به ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 172 .

[ 1 ] أفضت . ورد في

[ 2 ] نجواهم . ورد في نهج السعادة ج 5 ص 216 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 78 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 3 ] فقد . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 216 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 204 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 78 . و نهج البلاغة الثاني ص 261 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في و ورد عبد الرّحمن بن عوف في نهج السعادة ج 5 ص 216 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 414 عن المسترشد للطبري . و مصباح البلاغة ج 4 ص 79 .

[ 6 ] يا ابن أبي طالب على هذا الأمر . ورد في نسخة العام 400 ص 212 . ون ابن المؤدب ص 150 . ون نصيري ص 98 .

[ 7 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 216 . و مصباح البلاغة للمير جهاني ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 8 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 216 . و الغارات ص 204 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . باختلاف بين المصادر .

[ 9 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 216 .

[ 11 ] حقّه الّذي . ورد في المصادر السابقة . و الغارات للثقفي ص 204 . باختلاف .

[ 12 ] ورد في المصادر السابقة . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 79 . عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 13 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 216 . و مصباح البلاغة للمير جهاني ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 880 ]

وَ بَيْنَهُ ، وَ تَضْرِبُونَ وَجْهِيَ دُونَهُ بِالسَّيْفِ [ 1 ] .

فَلَمَّا قَرَعْتُهُ بِالْحُجَّةِ فِي الْمَلأِ الْحَاضِرينَ ، هَبَّ كَأَنَّهُ بُهِتَ ، لاَ يَدْري مَا يُجيبُني بِهِ ، وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ [ 2 ] .

[ 13 ] اَللَّهُمَّ إِنّي أَسْتَعْديكَ [ 3 ] عَلى قُرَيْشٍ وَ مَنْ أَعَانَهُمْ . اَللَّهُمَّ فَخُذْ بِحَقّي مِنْهُم ، وَ لا تَدَعْ مَظْلَمَتي لَهُمْ ، إِنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ [ 4 ] ، فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمي ، وَ أَكْفَأُوا إِنَائِي ، وَ أَضَاعُوا أَيَّامي ، وَ دَفَعُوا حَقّي [ 5 ] ،

وَ صَغَّرُوا قَدْرِي وَ فَضْلي وَ [ 6 ] عَظيمَ مَنْزِلَتي ، وَ اسْتَحَلُّوا الْمَحَارِمَ مِنّي [ 7 ] ، وَ أَجْمَعُوا عَلى مُنَازَعَتي حَقّاً كُنْتُ أَوْلى بِهِ مِنْ غَيْري [ 8 ] ، فَسَلَبُونيهِ [ 9 ] ، ثُمَّ قَالُوا : إِنَّكَ لَحَريصٌ مُتَّهَمٌ [ 10 ] ، أَلاَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ نَأْخُذَهُ [ 11 ] ، وَ فِي الْحَقِّ أَنْ تُمْنَعَهُ ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً كَمِداً [ 12 ] ، أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً حَنِقاً .

وَ أَيْمُ اللَّهِ لَوِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَدْفَعُوا قَرَابَتي كَمَا قَطَعُوا سَبَبي فَعَلُوا ، وَ لكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا إِلى ذَلِكَ سَبيلاً .

وَ إِنَّمَا حَقّي عَلى هذَهِ الأُمَّةِ كَرَجُلٍ لَهُ حَقٌّ عَلى قَوْمٍ إِلى أَجَلٍ مَعْلُومٍ ، فَإِنْ أَحْسَنُوا وَ عَجَّلُوا لَهُ

[ 13 ] من : اللّهمّ إلى : أعانهم . و من : فإنّهم إلى : متأسّفا ورد في خطب الرضي تحت الرقم 172 . و ورد باختلاف تحت الرقم 217 .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 216 . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 2 ] التوبة ، 19 . و الآية وردت في الغارات ص 204 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري .

[ 3 ] أستعينك . ورد في نسخة عبده ص 369 .

[ 4 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 163 .

[ 5 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و نهج السعادة ج 5 ص 217 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 6 ] ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 176 . و نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 217 .

[ 7 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 163 .

[ 8 ] أمرا هو لي . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 9 ] ورد في الغارات ص 204 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج السعادة ج 5 ص 217 .

[ 10 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 163 .

[ 11 ] تأخذه . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 12 ] ورد في الغارات ص 204 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري . و نهج البلاغة الثاني ص 262 .

[ 881 ]

حَقَّهُ قَبِلَهُ حَامِداً ، وَ إِنْ أَخَّرُوهُ إِلى أَجَلِهِ أَخَذَهُ غَيْرَ حَامِدٍ .

وَ [ 1 ] [ 10 ] لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخيرِ حَقِّهِ ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ .

وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَبي طَالِبٍ ، لَكَ وِلاَءُ أُمَّتي مِنْ بَعْدي ، فَإِنْ وَلَّوْكَ في عَافِيَةٍ ، وَ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ بِالرِّضَا ، فَقُمْ بِأَمْرِهِمْ . وَ إِنِ اخْتَلَفُوا عَلَيْكَ فَدَعْهُمْ وَ مَا هُمْ فيهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُ لَكَ مَخْرَجاً [ 2 ] .

[ 11 ] فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لي مُعينٌ وَ لاَ رَافِدٌ وَ لاَ ذَابٌّ ، وَ لاَ مَعي نَاصِرٌ وَ لاَ [ 3 ] مُسَاعِدٌ ، إِلاَّ أَهْلُ بَيْتي ،

فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَوْتِ [ وَ ] الْمَنِيَّةِ .

وَ لَوْ كَانَ لي بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَمّي حَمْزَةٌ وَ أَخي جَعْفَرُ لَمْ أُبَايِعْ كُرْهاً ،

وَ لكِنّي بُليتُ بِرَجُلَيْنِ حَديثَيْ عَهْدٍ بِالإِسْلاَمِ : الْعَبَّاسِ وَ عَقيلٍ [ 4 ] .

فَأَغْضَيْتُ عَيْني [ 5 ] عَلَى الْقَذى ، وَ جَرِعْتُ [ 6 ] ريقي [ 7 ] عَلَى الشَّجَا ، وَ صَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلى أَمَرَّ مِنَ طَعْمِ الْعَلْقَمِ ، وَ آلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ وَخْزِ [ 8 ] الشِّفَارِ ، وَ [ 9 ] أَخْذِ الْكَظَمِ .

وَ أَمَّا أَمْرُ عُثْمَانَ فَكَأَنَّهُ عِلْمٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولى عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي في كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبّي وَ لاَ

[ 10 ] من : لا يعاب إلى : ما ليس له ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 166 .

[ 11 ] من : فنظرت إلى : المنيّة . و من : فأغضيت إلى : الشّفار ورد في خطب الرضي تحت الرقم 217 . و باختلاف يسير تحت الرقم 26 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 205 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و نهج السعادة ج 5 ص 218 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 79 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 218 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 80 عن معادن الآداب للكاشاني . باختلاف يسير .

[ 3 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و نهج السعادة ج 5 ص 219 . و نهج البلاغة الثاني ص 262 .

[ 4 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 219 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 8 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و نهج البلاغة الثاني ص 262 .

[ 6 ] تجرّعت . ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و نهج السعادة ج 5 ص 220 .

و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 80 عن معادن الحكمة .

[ 7 ] و شربت . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 8 ] حزّ . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 312 . و نسخة الأسترابادي ص 352 . و نسخة الجيلاني . و نسخة عبده ص 480 . و ورد حرّ في نسخة ابن أبي المحاسن ص 217 .

[ 9 ] على . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 882 ]

يَنْسى 1 .

خَذَلَهُ أَهْلُ بَدْرٍ ، وَ قَتَلَهُ أَهْلُ مِصْرَ .

وَ اللَّهِ مَا أَمَرْتُ بِهِ وَ لاَ نَهَيْتُ عَنْهُ ، وَ [ 2 ] [ 12 ] لَوْ أَنَّني [ 3 ] أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلاً ، أَوْ أَنّي [ 4 ] نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِراً ، وَ كَانَ الأَمْرُ لاَ يَنْفَعُ فيهِ الْعَيَانُ ، وَ لاَ يُشْفي مِنْهُ الْخَبَرُ [ 5 ] .

غَيْرَ أَنَّ مَنْ نَصَرَهُ لاَ يَسْتَطيعُ أَنْ يَقُولَ : خَذَلَهُ مَنْ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، وَ مَنْ خَذَلَهُ لاَ يَسْتَطيعُ أَنْ يَقُولَ : نَصَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنّي .

وَ أَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ :

إِسْتَأْثَرَ عُثْمَانُ [ 6 ] فَأَسَاءَ الأَثَرَةَ ، وَ جَزِعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ [ 7 ] الْجَزَعَ ، وَ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 8 ] حُكْمٌ وَاقِعٌ فِي الْمُسْتَأْثِرِ وَ الْجَازِعِ .

[ 13 ] وَ اللَّهِ مَا يَلْزَمُني في دَمِ عُثْمَانَ تُهْمَةٌ ، مَا كُنْتُ إِلاَّ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمينَ الْمُهَاجِرينَ في بَيْتي ،

فَلَمَّا نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ أَتَيْتُمُوهُ فَ [ 9 ] قَتَلْتُمُوهُ ، ثُمَّ جِئْتُمُوني رَاغِبينَ إِلَيَّ في أَمْرِكُمْ ، حَتَّى اسْتَخْرَجْتُمُوني مِنْ مَنْزِلي [ 10 ] لِتُبَايِعُوني .

فَأَبَيْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَبَيْتُمْ عَلَيَّ ، وَ أَمْسَكْتُ يَدِيَ فَنَازَعْتُمُوني وَ دَافَعْتُمُوني [ 11 ] ، [ 14 ] وَ بَسَطْتُمْ يَدِيَ

[ 12 ] من : لو أمرت إلى : ناصرا . و من : غير أنّ إلى : الجازع ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 30 .

[ 13 ] من : و اللّه ما إلى : قتلتموه ثمّ جئتموني لتبايعوني ورد في إحدى نسخ نهج البلاغة .

[ 14 ] من : من : و بسطتم إلى : فقبضتها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 229 . و باختلاف تحت الرقم 54 .

-----------
( 1 ) سورة طه ، 52 .

[ 2 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 274 . و نهج السعادة ج 5 ص 220 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 148 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف .

[ 3 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 220 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 80 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 6 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 274 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 230 .

[ 7 ] فأفحشتم . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 274 .

[ 8 ] ورد في المصدر السابق ص 281 .

[ 9 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري . و نهج البلاغة الثاني ص 262 .

[ 10 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 437 و 644 .

[ 11 ] ورد في المصدر السابق ص 601 . و الغارات ص 205 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و منهاج البراعة ج 3 ص 383 .

و نهج السعادة ج 5 ص 222 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 149 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 81 عن معادن الحكمة .

باختلاف بين المصادر .

[ 883 ]

فَكَفَفْتُهَا ، وَ مَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا .

فَالْتَوَيْتُ عَلَيْكُمْ لأَبْلُوَ مَا عِنْدَكُمْ ، فَرَادَدْتُمُونِيَ الْقَوْلَ مِرَاراً وَ رَادَدْتُكُمْ [ 1 ] .

[ 8 ] ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الإِبِلِ الْهيمِ عَلى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا [ 2 ] ، وَ قَدْ أَرْسَلَهَا رَاعيهَا ،

وَ خُلِعَتْ مَثَانيهَا ، حِرْصاً عَلى بَيْعَتي [ 3 ] ، حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ ، وَ سَقَطَ الرِّدَاءُ ، وَ وُطِئَ الضَعيفُ .

وَ ازْدَحَمْتُمْ عَلَيَّ [ 4 ] حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ قَاتِلي أَوْ أَنَّ بَعْضَكُمْ قَاتِلُ بَعْضٍ لَدَيَّ ، فَقُلْتُمْ : بَايِعْنَا ، فَإِنَّا لاَ نَجِدُ غَيْرَكَ ، وَ لاَ نَرْضى إِلاَّ بِكَ ، بَايِعْنَا ، لاَ نَفْتَرِقُ وَ لاَ تَخْتَلِفُ كَلِمَتُنَا .

فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْكُمْ رَوَيْتُ في أَمْري وَ أَمْرِكُمْ ، وَ قُلْتُ : إِنْ أَنَا لَمْ أُجِبْهُمْ إِلَى الْقِيَامِ بِأَمْرِهِمْ لَمْ يُصيبُوا أَحَداً يَقُومُ فيهِمْ مَقَامي ، وَ يَعْدِلُ فيهِمْ عَدْلي .

وَ قُلْتُ : وَ اللَّهِ لأَلِيَنَّهُمْ وَ هُمْ يَعْرِفُونَ حَقّي وَ فَضْلي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلُوني وَ هُمْ لاَ يَعْرِفُونَ حَقّي وَ فَضْلي .

فَبَايَعْتُمُوني ، يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمينَ ، عَلى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ فيكُمُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الأَنْصَارُ وَ التَّابِعُونَ بِإِحْسَانٍ [ 5 ] .

وَ بَلَغَ مِنْ سُرُورِ النَّاسِ بِبَيْعَتِهِمْ إِيَّايَ أَنِ ابْتَهَجَ بِهَا الصَّغيرُ ، وَ هَدَجَ إِلَيْهَا الْكَبيرُ ، وَ تَحَامَلَ نَحْوَهَا الْعَليلُ ، وَ حَسَرَتْ إِلَيْهَا [ 6 ] الْكِعَابُ .

فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَني طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ ، فَقَالاَ : [ 7 ] [ 9 ] نُبَايِعُكَ عَلى أَنَّا شُرَكَاؤُكَ في هذَا الأَمْرِ .

[ 8 ] من : ثمّ تداككتم إلى : بعض لديّ . و من : و بلغ إلى : الكعاب ورد في خطب الرضي تحت الرقم 229 . و باختلاف تحت الرقم 54 .

[ 9 ] من : نبايعك إلى : الأود ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 202 .

[ 1 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 437 و 644 .

[ 2 ] ورودها . ورد في نسخة العام 400 ص 55 . و هامش نسخة ابن المؤدب ص 223 . و نسخة الأسترابادي ص 57 و 367 .

و نسخة عبده ص 499 . و نسخة العطاردي ص 56 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور ، و عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند .

[ 3 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 437 و 644 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 205 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 147 عن المسترشد للطبري . و نهج البلاغة الثاني ص 262 .

[ 5 ] ورد في الغارات ص 205 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 96 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 437 و 601 و 644 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 149 عن المسترشد للطبري . و نهج البلاغة الثاني ص 262 . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] حسرت عن ساقها . ورد في نسخة العطاردي ص 268 عن هامش نسخة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 7 ] ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . و نهج السعادة ج 5 ص 225 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 149 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 262 . باختلاف بين المصادر .

[ 884 ]

فَقُلْتُ : [ 1 ] لاَ ، وَ لكِنَّكُمَا شَريكَانِ [ 2 ] فِي الْقُوَّةِ وَ الاِسْتِعَانَةِ [ 3 ] ، وَ عَوْنَانِ [ 4 ] عَلَى الْعَجْزِ وَ الأَوَدِ .

فَبَايَعَاني عَلى هذَا الأَمْرِ ، وَ لَوْ أَبَيَا مَا أَكْرَهْتُهُمَا ، كَمَا لَمْ أُكْرِهْ غَيْرَهُمَا .

وَ كَانَ طَلْحَةُ يَرْجُو الْيَمَنَ ، وَ الزُّبَيْرُ يَرْجُو الْعِرَاقَ ، فَلَمَّا عَلِمَا أَنّي غَيْرُ مُوَلِّيهِمَا لَمْ يَلْبَثَا إِلاَّ يَسيراً حَتَّى اسْتَأْذَنَاني لِلْعُمْرَةِ وَ هُمَا يُريدَانِ الْغَدْرَةَ ، فَأَتَيَا عَائِشَةَ وَ اسْتَخَفَّاهَا مَعَ شَيْ‏ءٍ كَانَ في نَفْسِهَا عَلَيَّ [ 5 ] .

[ 10 ] [ 11 ] مَعَاشِرَ النَّاسِ ، إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الإيمَانِ . نَوَاقِصُ الْعُقُولِ . نَوَاقِصُ الحُظُوظِ .

فَأَمَّا نُقْصَانُ إيمَانِهِنَّ ، فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلاَةِ وَ الصِّيَامِ في أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ [ 6 ] .

وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ ، فَلاَ شَهَادَةَ لَهُنَّ إِلاَّ فِي الدَّيْنِ ، وَ [ 7 ] شَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِنْهُنَّ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ .

وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ ، فَمَوَاريثُهُنَّ عَلَى الأَنْصَافِ مِنْ مَوَاريثِ الرِّجَالِ .

فَاتَّقُوا شِرَارَ النَّسَاءِ وَ كُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ عَلى حَذَرٍ .

وَ لاَ تُطيعُوهُنَّ فِي الْمَعْرُوفِ حَتَّى لاَ يَطْمَعْنَ فِي الْمُنْكَرِ .

[ وَ ] لاَ تُطْلِعُوهُنَّ عَلى حَالٍ ، وَ لاَ تَأْمَنُوهُنَّ عَلى مَالٍ ، وَ لاَ تَذَرُوهُنَّ إِلاَّ لِتَدْبيرِ الْعِيَالِ [ 8 ] .

فَإِنَّهُنَّ إِنْ تُرِكْنَ وَ مَا يُرِدْنَ أَوْرَدْنَ الْمَهَالِكَ ، وَ أَفْسَدْنَ الْمَمَالِكَ [ 9 ] .

[ 11 ] من : معاشر إلى : في المنكر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 80 .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 225 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 2 ] شركاي . ورد في المصدرين السابقين .

[ 3 ] الاستقامة . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 71 .

[ 4 ] عوناي . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 225 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 115 . نهج السعادة ج 5 ص 225 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 149 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 82 .

و نهج البلاغة الثاني ص 262 . باختلاف بين المصادر .

[ 10 ] من الملاحظ أن الشريف الرضي رضوان اللّه عليه يصرح في كتابه « خصائص الأئمة » و الذي ألفه قبل « نهج البلاغة » بأن هذا الكلام قاله مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و قد فرغ من حرب الجمل . إلا أنه أغفل الإشارة إليه في « نهج البلاغة » مما خلق إرباكا لدى الكثيرين من القراء و المحققين في فهم معنى الكلام .

[ 6 ] شطر أعمارهنّ . ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 79 .

[ 7 ] ورد في خصائص الأئمة ص 100 . و نهج السعادة ج 5 ص 225 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 150 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 8 ] و لا تذروهنّ يدبّرن أمر العيال . ورد في من لا يحضره الفقيه للصدوق ج 3 ص 361 . و علل الشرائع للصدوق ص 513 .

[ 9 ] و عصين أمر المالك . ورد في المصدرين السابقين . باختلاف يسير .

[ 885 ]

فَإِنَّا وَجَدْنَاهُنَّ لاَ وَرَعَ لَهُنَّ عِنْدَ حَاجَتِهِنَّ ، وَ لاَ صَبْرَ لَهُنَّ عِنْدَ شَهْوَتِهِنَّ .

اَلْبَذْخُ لَهُنَّ لاَزِمٌ وَ إِنْ كَبُرْنَ ، وَ الْعُجْبُ لَهُنَّ لاَحِقٌ وَ إِنْ عَجُزْنَ .

رِضَاهُنَّ في فُرُوجِهِنَّ .

لاَ يَشْكُرْنَ الْكَثيرَ إِذَا مُنِعْنَ الْقَليلَ .

يَنْسَيْنَ الْخَيْرَ ، وَ يَحْفَظْنَ الشَّرَّ .

يَتَهَافَتْنَ فِي الْبُهْتَانِ ، وَ يَتَمَادَيْنَ فِي الطُّغْيَانِ ، وَ يَتَصَيَّدْنَ لِلشَّيْطَانِ .

فَدَارُوهُنَّ عَلى كُلِّ حَالٍ ، وَ أَحْسِنُوا لَهُنَّ الْمَقَالَ ، لَعَلَّهُنَّ يُحْسِنَّ الْفِعَالَ .

وَ قَادَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَ ضَمِنَ لَهُمَا الأَمْوَالَ وَ الرِّجَالَ [ 1 ] .

[ 6 ] فَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَمَا تُجَرُّ الأَمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا ،

مُتَوَجِّهينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ .

فَبَيْنَاهُمَا يَقُودَانِهَا إِذْ هِيَ تَقُودُهُمَا .

فَاتَّخَذَاهَا دَريئَةً يُقَاتِلاَنِ بِهَا [ 2 ] .

فَأَيُّ خَطيئَةٍ أَعْظَمُ مِمَّا أَتَيَا [ 3 ] ، حَبَسَا نِسَاءَهُمَا [ 4 ] في بُيُوتِهِمَا ، وَ أَبْرَزَا حَبيسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَهُمَا وَ لِغَيْرِهِمَا مِنْ بَيْتِهَا ، فَكَشَفَا عَنْهَا حِجَاباً سَتَرَهُ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ عَلَيْهَا ، وَ مَا أَنْصَفَا اللَّهَ وَ لاَ رَسُولَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمَا .

فَأَصَابُوا ثَلاَثاً بِثَلاَثِ خِصَالٍ مَرْجِعُهَا عَلَى النَّاسِ في كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

اَلْبَغْيُ ، وَ النَّكْثُ وَ الْمَكْرُ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ 1 .

[ 6 ] من : فخرجوا إلى : البصرة . و من : فحبسا إلى : لغيرهما ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 172 .

[ 1 ] ورد في من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 361 . و علل الشرائع ص 513 . و المستطرف ج 2 ص 257 . و نهج السعادة ج 5 ص 225 .

و مصباح البلاغة ج 1 ص 150 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] فئة يقاتلان دونها . ورد في مصباح البلاغة ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 3 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 227 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 150 عن المسترشد للطبري و ج 4 ص 82 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 4 ] صانا حلائلهما . ورد في المصادر السابقة .

-----------
( 1 ) يونس ، 23 .

[ 886 ]

وَ قَالَ : وَ مَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ 1 .

وَ قَالَ : وَ لاَ يَحيقُ الْمَكْرُ السَّيِ‏ءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ 2 .

فَقَدْ ، وَ اللَّهِ ، بَغَيَا عَلَيَّ ، وَ نَكَثَا بَيْعَتي ، وَ مَكَرَا بي .

[ أَيُّهَا النَّاسُ ، ] إِنّي مُنيتُ بِأَطْوَعِ النَّاسِ فِي النَّاسِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ ، وَ بِأَشْجَعِ النَّاسِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَ بِأَخْصَمِ النَّاسِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ . وَ أَعَانَهُمُ عَلَيَّ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ [ 3 ] التَّميمِيُّ بِأَصْوُعِ الدَّنَانيرِ . وَ اللَّهِ لَئِنِ اسْتَقَامَ أَمْري لأَجْعَلَنَّ مَالَهُ فَيْئاً لِلْمُسُلِمينَ .

ثُمَّ أَتَوُا الْبَصْرَةَ [ 4 ] [ 11 ] في جَيْشٍ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَعْطَانِيَ الطَّاعَةَ ، وَ سَمَحَ لي بِالْبَيْعَةِ ،

طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ ، [ 12 ] فَقَدِمُوا عَلى عُمَّالي [ 5 ] بِهَا ، وَ خُزَّانِ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمينَ الَّذي في يَدِي ، وَ عَلى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ مِصْرِي [ 6 ] الَّذينَ [ 7 ] كُلُّهُمْ مُجْتَمِعُونَ [ 8 ] في طَاعَتي وَ عَلى بَيْعَتي ، وَ بِهَا شيعَتي ، فَدَعَوُا النَّاسَ إِلى مَعْصِيَتي ، وَ إِلى نَقْضِ بَيْعَتي وَ طَاعَتي ، فَمَنْ أَطَاعَهُمْ أَكْفَرُوهُ ، وَ مَنْ عَصَاهُمْ قَتَلُوهُ [ 9 ] .

فَشَتَّتُوا كَلِمَتَهُمْ ، وَ أَفْسَدُوا عَلَيَّ جَمَاعَتَهُمْ ، فَنَاجَزَهُمْ [ 10 ] حُكَيْمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ ، فَقَتَلُوهُ في سَبْعينَ رَجُلاً مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ مُخْبِتيهِمْ يُسَمَّوْنَ الْمُثَفَّنينَ ، كَأَنَّ رَاحَ أَكُفِّهِمْ [ وَ جَبَهَاتِهِمْ ] ثَفِنَاتُ الإِبِلِ .

وَ أَبى أَنْ يُبَايِعَهُمْ يَزيدُ بْنُ الْحَارثِ الْيَشْكُرِيُّ ، وَ هُوَ شَيْخُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَوْمَئِذٍ ، فَقَالَ : اتَّقِيَا اللَّهَ ،

[ 11 ] من : في جيش إلى : غيرهم من أهلها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 172 .

[ 12 ] من : فقدموا إلى : بيعتي . و من : فشتّتوا كلمتهم إلى : جماعتهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 218 .

-----------
( 1 ) الفتح ، 10 .

-----------
( 2 ) فاطر ، 43 .

[ 3 ] منية . ورد في الفتوح ج 2 ص 464 . و العقد الفريد ج 5 ص 74 . و نهج السعادة ج 5 ص 229 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 83 عن معادن الحكمة للكاشاني . و ورد منبّه في المغازي للواقدي ج 3 ص 1012 .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و مصباح البلاغة ج 1 ص 150 عن المسترشد للطبري . باختلاف .

[ 5 ] عاملي . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 6 ] غيرها . ورد في نسخ النهج برواية ثانية . و ورد و أهلها في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 213 .

و نسخة الأسترابادي ص 241 .

[ 7 ] ورد في

[ 8 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 227 . و مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 ص 151 عن المسترشد للطبري .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين . و مصباح البلاغة ج 4 ص 83 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 10 ] فثار بهم . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 229 .

[ 887 ]

إِنَّ أَوَّلَكُمْ قَادَنَا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَلاَ يَقُودُنَا آخِرُكُمْ إِلَى النَّارِ ، فَلاَ تُكَلِّفُونَا أَنْ نُصَدِّقَ الْمُدَّعِيَ ، وَ نَقْضِيَ عَلَى الْغَائِبِ .

أَمَّا يَميني فَقَدَ شَغَلَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ بِبَيْعَتي إِيَّاهُ ، وَ أَمَّا شِمَالي فَهذِهِ خُذَاهَا فَارِغَةٌ إِنْ شِئْتُمَا .

فَخُنِقَ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ .

وَ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكيمِ التَّميمي فَقَالَ : يَا طَلْحَةُ ، هَلْ تَعْرِفُ هذَا الْكِتَابَ ؟ .

قَالَ : نَعَمْ . هذَا كِتَابي إِلَيْكَ .

قَالَ : هَلْ تَدْري مَا فيهِ ؟ .

قَالَ : اقْرَأْهُ عَلَيَّ .

فَقَرَأَ ، فَإِذَا فيهِ عَيْبُ عُثْمَانَ ، وَ دُعَاؤُهُ إِلى قَتْلِهِ .

فَسَيَّرُوهُ مِنَ الْبَصْرَةِ .

فَقَامَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ الْخُزَاعِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ هُوَ الَّذي جَاءَتْ فيهِ الأَحَاديثُ ، وَ قَالَ : يَا هذَانِ ، لاَ تُخْرِجَانَا بِبَيْعَتِكُمَا مِنْ طَاعَةِ عَلِيٍّ وَ لاَ تَحْمِلاَنَا عَلى نَقْضِ بَيْعَتِهِ ، فَإِنَّهَا للَّهِ رِضى .

أَمَا وَسِعَتْكُمَا بُيُوتُكُمَا حَتَّى أَتَيْتُمَا بِأُمِّ الْمُؤْمِنينَ ؟ .

فَالْعَجَبُ لاخْتَلاَفِهَا إِيَّاكُمَا ، وَ مَسيرِهَا مَعَكُمَا .

فَكُفَّا عَنَّا أَنْفُسَكُمَا وَ ارْجِعَا مِنْ حَيْثُ جِئْتُمَا ، فَلَسْنَا عَبيدَ مَنْ غَلَبَ ، وَ لاَ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ .

فَهَمَّا بِهِ ثُمَّ كَفَّا عَنْهُ .

ثُمَّ أَخَذُوا عَامِلي عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفَ أَميرَ الأَنْصَارِ غَدْراً ، فَمَثَّلُوا بِهِ كُلَّ الْمُثْلَةِ ، وَ نَتَفُوا كُلَّ شَعْرَةٍ في رَأْسِهِ وَ وَجْهِهِ [ 1 ] .

[ 5 ] وَ وَثَبُوا [ 2 ] عَلى شيعَتي مِنَ الْمُسْلِمينَ [ 3 ] ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنْهُمْ [ 4 ] صَبْراً ، وَ طَائِفَةً مِنْهُمْ

[ 5 ] من : و وثبوا إلى : لقوا اللّه صادقين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 218 .

[ 1 ] ورد في نهج السعادة ج 5 ص 229 و 233 و 239 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 84 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 2 ] ثمّ دأبوا . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 384 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 206 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 888 ]

غَدْراً ، وَ طَائِفَةٌ غَضِبُوا للَّهِ وَلي فَ [ 1 ] عَضُّوا عَلى أَسْيَافِهِمْ [ 2 ] فَضَارَبُوا [ 3 ] بِهَا حَتَّى لَقُوا اللَّهَ صَادِقينَ .

[ 9 ] فَوَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يُصيبُوا [ 4 ] مِنَ الْمُسْلِمينَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُتَعَمِّدينَ [ 5 ] لِقَتْلِهِ ، بِلاَ جُرْمٍ جَرَّهُ ،

لَحَلَّ لي قِتَالُهُمْ وَ [ 6 ] قَتْلُ ذَلِكَ الْجَيْشِ كُلِّهِ ، لِرِضَاهُمْ بِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ [ 7 ] ، إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا ، وَ لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَانٍ وَ لاَ بِيَدٍ .

دَعْ مَا إِنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمينَ مِثْلَ [ 8 ] الْعِدَّةِ الَّتي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ .

وَ قَدْ أَدَال اللَّهُ مِنْهُمْ ، فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمينَ .

فَأَمَّا طَلْحَةُ فَرَمَاهُ مَرْوَانُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ .

وَ أَمَّا الزُّبَيْرُ فَذَكَّرْتُهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ .

فَرَجَعَ مِنَ الْحَرْبِ عَلى عَقِبِهِ .

وَ أَمَّا عَائِشَةُ فَإِنَّهَا كَانَت نَهَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنْ مَسيرِهَا ، فَعَضَّتْ يَدَيْهَا نَادِمَةً عَلى مَا كَانَ مِنْهَا .

وَ قَدْ كَانَ طَلْحَةُ لَمَّا نَزَلَ « ذَاقَارٍ » قَامَ خَطيباً فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا أَخْطَأْنَا في عُثْمَانَ خَطيئَةً مَا يُخْرِجُنَا مِنْهَا إِلاَّ الطَّلَبُ بِدَمِهِ ، وَ عَلِيٌّ قَاتِلُهُ وَ عَلَيْهِ دَمُهُ .

وَ قَدْ نَزَلَ دَاراً مَعَ شُكَّاكِ الْيَمَنِ وَ نَصَارى رَبيعَةَ وَ مُنَافِقي مُضَرَ .

فَلَمَّا بَلَغَني قَوْلُهُ وَ قَوْلٌ كَانَ عَنِ الزُّبَيْرِ قَبيحٌ ، كَتَبْتُ إِلَيْهِمَا أُنَاشِدُهُمَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، أَمَا أَتَيْتُمَاني وَ أَهْلُ مِصْرَ مُحَاصِرُو عُثْمَانَ ، فَقُلْتُمَا : اذْهَبْ بِنَا إِلى هذَا الرَّجُلِ فَإِنَّا

[ 9 ] من : فو اللّه إلى : بها عليهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 172 .

[ 1 ] ورد في الغارات 206 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 .

[ 2 ] شهروا سيوفهم . ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] فضربوا . ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 .

[ 4 ] يقتلوا . ورد في نهج السعادة ج 5 ص 234 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 84 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] معتمدين . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 151 . و نسخة نصيري ص 98 . و نسخة الآملي ص 148 . و نسخة عبده ص 370 .

و نسخة الصالح ص 247 .

[ 6 ] ورد في مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 ص 152 عن المسترشد للطبري .

[ 7 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 5 ص 235 .

[ 8 ] أكثر من . ورد في الغارات ص 206 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 176 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 84 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 889 ]

لاَ نَسْتَطيعُ قَتْلَهُ إِلاَّ بِكَ ، لِمَا تَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَّرَ أَبَا ذَرٍّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَ فَتَقَ عَمَّاراً ، وَ آوَى الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ،

وَ قَدْ طَرَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ ، وَ اسْتَعْمَلَ الْفَاسِقَ عَلى كِتَابِ اللَّهِ الْوَليدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْطٍ ، وَ سَلَّطَ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْعُذْرِيَّ عَلى كِتَابِ اللَّهِ يُمَزِّقُهُ وَ يُحْرِقُهُ ؟ .

فَقُلْتُ : كُلُّ هذَا قَدْ عَلِمْتُ ، وَ لاَ أَرى قَتْلَهُ يَوْمي هذَا ، وَ أَوْشَكَ سِقَاؤُهُ أَنْ يُخْرِجَ الْمَخْضَ زُبْدَتَهُ .

فَأَقَرَّا بِمَا قُلْتُ .

وَ أَمَّا قَوْلُكُمَا : إِنَّكُمَا تَطْلُبَانِ بِدَمِ عُثْمَانَ ، فَهذَانِ ابْنَاهُ عَمْروٌ وَ سَعيدٌ ، فَخَلُّوا عَنْهُمَا يَطْلُبَانِ دَمَ أَبيهِمَا .

وَ مَتى كَانَتْ أَسَدٌ وَ تَيْمٌ أَوْلِيَاءُ دَمِ بَني أُمَيَّةَ ؟ .

فَانْقَطَعَا عِنْدَ ذَلِكَ .

وَ كَانَتْ عَائِشَةُ قَدْ شَكَّتْ في مَسيرِهَا وَ تَعَاظَمَتِ الْقِتَالَ ، فَدَعَتْ كَاتِبَهَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ النُمَيْرِيَّ فَقَالَتِ : اكْتُبْ ، مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ .

فَقَالَ : هذَا أَمْرٌ لاَ يَجْري بِهِ الْقَلَمُ .

قَالَتْ : وَ لِمَ ؟ .

قَالَ : لأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ فِي الإِسْلاَمِ أَوَّلٌ ، وَ لَهُ بِذَلِكَ الْبَدْءُ فِي الْكِتَابِ .

فَقَالَتِ : اكْتُبْ : إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي لَسْتُ أَجْهَلُ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ لاَ قِدَمَكَ فِي الإِسْلاَمِ ، وَ لاَ عَنَاءَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ مُصْلِحَةً بَيْنَ بَنِيَّ ، لاَ أُريدُ حَرْبَكَ إِنْ كَفَفْتَ عَنْ هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ . في كَلاَمٍ لَهَا كَثيرٍ .

فَلَمْ أُجِبْهَا بِحَرْفٍ ، وَ أَخَّرْتُ جَوَابَهَا لِقِتَالِهَا .

فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ لي بِالْحُسْنى سِرْتُ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَ اسْتَخْلَفْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ .

فَقَدِمْتُ إِلَى الْكُوفَةِ وَ قَدِ اتَّسَقَتْ لِيَ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلاَّ الشَّامَ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ الْحُجَّةَ ، وَ أُفْضِيَ الْعُذْرَ ، وَ أَخَذْتُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى : وَ إِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنينَ 1 .

فَبَعَثْتُ جُرَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلى مُعَاوِيَةَ مُعْذِراً إِلَيْهِ ، مُتَّخِذاً لِلْحُجَّةِ عَلَيْهِ .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 58 .

[ 890 ]

فَرَدَّ كِتَابي ، وَ جَحَدَ حَقّي ، وَ دَفَعَ بَيْعَتي ، وَ بَعَثَ إِلَيَّ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ قَتَلَةَ عُثْمَانَ .

فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ : مَا أَنْتَ وَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ ، أَوْلاَدُهُ أَوْلى بِهِ .

فَادْخُلْ أَنْتَ وَ هُمْ في طَاعَتي ، ثُمَّ خَاصِمِ الْقَوْمَ ، لأَحْمِلَكُمْ وَ إِيَّاهُمْ عَلى كِتَابِ اللَّهِ ، وَ إِلاَّ فَهذِهِ خُدْعَةُ الصَّبِيِّ عَنْ رِضَاعِ الْمَلِيِّ .

فَلَمَّا يَئِسَ مِنْ هذَا الأَمْرِ بَعَثَ إِلَيَّ أَنِ اجْعَلِ الشَّامَ لي حَيَاتَكَ ، فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَادِثٌ مِنَ الْمَوْتِ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ عَلَيَّ طَاعَةٌ .

وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ يَخْلَعَ طَاعَتي مِنْ عُنُقِهِ ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ .

فَبَعَثَ إِلَيَّ : أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ كَانُوا الْحُكَّامَ عَلى أَهْلِ الشَّامِ ، فَلَمَّا قَتَلُوا عُثْمَانَ صَارَ أَهْلُ الشَّامِ الْحُكَّامَ عَلى أَهْلِ الْحِجَازِ .

فَبَعَثْتُ إِلَيْهِ : إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَسَمِّ لي رَجُلاً مِنْ قُرَيْشِ الشَّامِ تَحِلُّ لَهُ الْخِلاَفَةُ وَ يُقْبَلُ فِي الشُّورى ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ سَمَّيْتُ لَكَ مِنْ قُرَيْشِ الْحِجَازِ مَنْ يَحِلُّ لَهُ الْخِلاَفَةُ ، وَ يُقْبَلُ فِي الشُّورى .

ثُمَّ إِنّي نَظَرْتُ في أَمْرِ أَهْلِ الشَّامِ ، فَإِذَا هُمْ حُثَالَةُ أَعْرَابٍ وَ بَقِيَّةُ أَحْزَابٍ ، فَرَاشُ نَارٍ ، وَ ذُبَابُ طَمَعٍ ،

جُفَاةٌ طُغَاةٌ تَجَمَّعُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ ، مِمَّنْ كَانَ يَنْبَغي أَنْ يُؤَدَّبَ وَ يُحْمَلَ عَلَى السُّنَّةِ ، أَوْ أَنْ يُوَلَّى عَلَيْهِ وَ يُؤْخَذَ عَلى يَدَيْهِ .

لَيْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرينَ وَ لاَ الأَنْصَارِ وَ لاَ مِنَ التَّابِعينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ .

فَسِرْتُ إِلَيْهِمْ وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَى الطَّاعَةِ وَ الْجَمَاعَةِ ، فَأَبَوْا إِلاَّ فِرَاقاً وَ شِقَاقاً .

ثُمَّ نَهَضُوا في وُجُوهِ الْمُهَاجِرينَ وَ الأَنْصَارِ وَ التَّابِعينَ [ 1 ] يَنْضَحُونَهُمْ بِالنَّبْلِ ، وَ يَشْجُرُونَهُمْ بِالرِّمَاحِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَضْتُ [ 2 ] إِلَيْهِمْ بِالْمُسْلِمينَ فَقَاتَلْتُهُمْ .

فَلَمَّا عَضَّهُمُ السِّلاَحُ ، وَ خَافَ عَدُوُّكُمُ الاِجْتِيَاحَ ، وَ اسْتَحَرَّ بِهِمُ الْقَتْلُ ، وَ وَجَدُوا أَلَمَ الْجِرَاحِ ،

رَفَعُوا الْمَصَاحِفَ يَدْعُونَكُمْ إِلى مَا فيهَا لِيَفْتَؤُوكُمْ عَنْهُمْ ، وَ يَقْطَعُوا الْحَرْبَ فيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ ،

وَ يَتَرَبَّصُوا بِكُمْ رَيْبَ الْمَنُونَ .

[ 1 ] وجوه المسلمين . ورد في الغارات ص 206 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و نهج السعادة ج 5 ص 244 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 154 عن المسترشد للطبري . باختلاف يسير .

[ 2 ] فهناك نهدت . ورد في الغارات ص 206 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 154 عن المسترشد للطبري .

[ 891 ]

فَأَنْبَأْتُكُمْ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلِ دينٍ وَ لاَ أَصْحَابِ قُرْآنٍ ، وَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا رَفَعُوهَا لَكُمْ غَدْراً وَ مَكيدَةً وَ خَديعَةً وَ وَهْناً وَ ضَعْفاً ، فَامْضُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، عَلى حَقِّكُمْ وَ صِدْقِكُمْ لِقِتَالِهِمْ .

فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ وَ اتَّهَمْتُمُوني ، وَ قُلْتُمُ : اقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَ اكْفُفْ عَنْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ إِنْ أَجَابُوا إِلى مَا فِي الْقُرْآنِ جَامَعُونَا عَلى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ ، وَ إِنْ أَبَوْا كَانَ أَعْظَمَ لِحُجَّتِنَا عَلَيْهِمْ .

فَقَبِلْتُ مِنْكُمْ ، وَ كَفَفْتُ عَنْهُمْ ، إِذْ وَنَيْتُمْ وَ أَبَيْتُمْ .

فَكَانَ الصُّلْحُ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ عَلى رَجُلَيْنِ حَكَمَيْنِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَاهُ الْقُرْآنُ ، وَ يُميتَا مَا أَمَاتَهُ الْقُرْآنُ .

فَاخْتَلَفَ رَأْيُهُمَا ، وَ تَفَرَّقَ حُكْمُهُمَا ، وَ نَبَذَا مَا فِي الْكِتَابِ ، وَ خَالَفَا مَا فِي الْقُرْآنِ ، وَ اتَّبَعَا هَوَاهُمَا بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ ، فَجَنَّبَهُمَا اللَّهُ السَّدَادَ ، وَ أَهْوى بِهِمَا في غَمْرَةِ [ 1 ] الضَّلاَلِ ، وَ كَانَا أَهْلَ ذَلِكَ .

ثُمَّ إِنَّ طَائِفَةً مِنَّا اعْتَزَلَتْ [ 2 ] فَتَرَكْنَاهُمْ مَا تَرَكُونَا ، حَتَّى إِذَا عَاثُوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدينَ يَقْتَلُونَ الْمُؤْمِنينَ ، وَ كَانَ فيمَنْ قَتَلُوهُ أَهْلَ مِيَرَةٍ مِنْ بَني أَسَدٍ ، وَ قَتَلُوا خَبَّاباً وَ ابْنَهُ وَ أُمَّ وَلَدِهِ وَ الْحَارِثَ بْنِ مُرَّةِ الْعَبْدِيِّ . فَبَعَثْتُ إِلَيْهِمْ دَاعِياً ، فَقُلْتُ لَهُمُ : ادْفَعُوا إِلَيْنَا قَتَلَةَ إِخْوَانِنَا ، ثُمَّ كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ .

فَقَالُوا : كُلُّنَا قَتَلْنَاهُمْ ، وَ كُلُّنَا اسْتَحَلَلْنَا دِمَاءَهُمْ وَ دِمَاءَكُمْ ، ثُمَّ شَدَّتْ عَلَيْنَا خَيْلُهُمْ وَ رِجَالُهُمْ ،

فَصَرَعَهُمُ اللَّهُ مَصَارِعَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ .

فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِمْ ، أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَمْضُوا مِنْ فَوْرِكُمْ ذَلِكَ إِلى عَدُوِّكُمْ ، فَإِنَّهُ أَفْزَعُ لِقُلُوبِهِمْ ،

وَ أَنْهَكُ لِمَكْرِهِمْ ، وَ أَهْتَكُ لِكَيْدِهِمْ .

فَقُلْتُمْ : كَلَّتْ سُيُوفُنَا ، وَ نَفَدَتْ نِبَالُنَا ، وَ نَصَلَتْ أَسِنَّةُ رِمَاحِنَا ، وَ عَادَ أَكْثَرُهَا قِصْداً ، فَارْجِعْ بِنَا إِلى مِصْرِنَا لِنَسْتَعِدَّ بِأَحْسَنِ عُدَّتِنَا ، وَ إِذَا رَجَعْتَ زِدْتَ في مُقَاتِلَتِنَا عِدَّةَ مَنْ قُتِلَ مِنَّا وَ مَنْ قَدْ فَارَقَنَا ،

فَإِنَّ ذَلِكَ أَقْوى لَنَا عَلى عَدُوِّنَا .

فَأَقْبَلْتُ بِكُمْ حَتَّى إِذَا أَطْلَلْتُمْ عَلَى الْكُوفَةِ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَنْزِلُوا بِالنُّخَيْلَةِ ، وَ أَنْ تَلْزَمُوا مُعَسْكَرَكُمْ ،

وَ أَنْ تَضُمُّوا إِلَيْهِ قَوَاصيكُمْ ، وَ أَنْ تُوَطِّنُوا عَلَى الْجِهَادِ أَنْفُسَكُمْ ، وَ لاَ تُكْثِرُوا زِيَارَةَ أَبْنَائِكُمْ وَ نِسَائِكُمْ ،

[ 1 ] و دلاّهما في . ورد في الغارات ص 206 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 384 .

[ 2 ] انخذلت فرقة منّا . ورد في الغارات ص 206 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 .

و المستدرك لكاشف الغطاء ص 116 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 155 عن المسترشد للطبري و نهج البلاغة الثاني ص 263 .

باختلاف يسير .

[ 892 ]

فَإِنَّ ذَلِكَ يُرِقُّ قُلُوبَكُمْ وَ يَلْويكُمْ .

وَ إِنَّ أَهْلَ الْحَرْبِ الُمُصَابِرُونَ ، وَ أَهْلَ التَّشميرِ فيهَا الَّذينَ لاَ يَتَوَجَّدُونَ وَ لاَ يَتَوَجَّعُونَ ، وَ لاَ يَسْأَمُونَ مِنْ سَهَرِ لَيْلِهِمْ ، وَ لاَ ظَمَأِ نَهَارِهِمْ ، وَ لاَ مِنْ خَمْصِ بُطُونِهِمْ ، وَ لاَ نَصَبِ أَبْدَانِهِمْ ، وَ لاَ فُقْدَانِ أَوْلاَدِهِمْ وَ نِسَائِهِمْ ، حَتَّى يُدْرِكُوا بِثَأْرِهِمْ ، وَ يَنَالُوا بُغْيَتَهُمْ وَ مَطْلَبَهُمْ .

فَأَقَامَتْ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ مَعِيَ مُعَذِّرَةً ، وَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ دَخَلَتِ الْمِصْرَ عَاصِيَةً ، فَلاَ الَّذي أَقَامَ مِنْكُمْ ثَبَتَ مَعِيَ وَ صَبَرَ ، وَ لاَ مَنْ دَخَلَ الْمِصْرَ عَادَ إِلَيَّ وَ رَجَعَ .

وَ لَقَدْ أَتَيْتُني وَ نَظَرْتُ إِلى مُعَسْكَري وَ لَيْسَ فيهِ مِنْكُمْ إِلاَّ خَمْسُونَ رَجُلاً .

فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا أَتَيْتُمْ ، دَخَلْتُ إِلَيْكُمْ ، فَمَا قُدِّرَ لَكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ إِلى يَوْمِكُمْ هذَا .

فَمَا بَالُكُمْ .

للَّهِ أَنْتُمْ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَوْنَ ؟ .

[ وَ ] أَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ .

وَ مَا لَكُمْ أَنَّى تُؤْفَكُونَ ؟ .

وَ أَنَّى تُسْحَرُونَ ؟ .

وَ لَوْ أَنَّكُمْ عَزَمْتُمْ وَ أَجْمَعْتُمْ لَمْ تُرَامُوا .

إِلاَّ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ جَدُّوا وَ تَآسَوْا ، وَ اجْتَمَعُوا وَ تَنَاشَبُوا ، وَ تَنَاصَرُوا ، وَ تَنَاصَحُوا ، وَ إِنَّكُمْ قَدْ وَنَيْتُمْ ،

وَ تَخَاذَلْتُمْ وَ تَغَاشَشْتُمْ وَ اقْتَرَفْتُمْ .

مَا أَنْتُمْ إِنْ بَقيتُمْ عَلى ذَلِكَ بِمُنْقَذينَ .

فَانْتَهُوا بِأَجْمَعِكُمْ عَمَّا نَهَيْتُكُمْ ، [ وَ ] أَيْقِظُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، نَائِمَكُمْ ، وَ أَجْمِعُوا عَلى حَقِّكُمْ ، وَ تَجَرَّدُوا لِحَرْبِ عَدُوِّكُمْ ، فَ [ 1 ] [ 3 ] قَدْ أَبْدَتِ الرَّغْوَةُ عَنِ الصَّريخِ ، وَ [ 2 ] أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذي عَيْنَيْنِ .

[ 3 ] قد أضاء الصّبح لذي عينين ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 169 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 206 و 209 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 177 . و الفتوح ج 4 ص 260 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 40 .

و الاختصاص ص 153 . و الإرشاد ص 143 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 384 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 116 . و نهج السعادة ج 5 ص 135 و 240 و 248 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 87 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 263 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في الغارات ص 209 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 98 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 385 . و نهج السعادة ج 5 ص 248 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 893 ]

فَانْتَبِهُوا ، إِنَّمَا أَنْتُمْ تُقَاتِلُونَ الطُّلَقَاءَ وَ أَبْنَاءَ الطُّلَقَاءِ ، وَ أَهْلَ الْجَفَاءِ ، وَ مَنْ أَسْلَمَ كَرْهاً ، فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنِفاً ، وَ لِلإِسْلاَمِ كُلِّهِ حَرْباً ، أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ السُّنَّةِ وَ الْقُرْآنِ ، وَ أَهْلَ الْبِدَعِ وَ الإِحْدَاثِ ، وَ مَنْ كَانَتْ بَوَائِقُهُ تُتَّقى ، وَ كَانَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَ أَهْلِهِ مَخُوفاً [ 1 ] .

[ 11 ] فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذي قَدْ شَرِبَ فيكُمُ الْخَمْرَ [ 2 ] الْحَرَامَ ، وَ جُلِدَ حَدّاً فِي الإِسْلاَمِ ، وَ كُلُّكُمْ يَعْرِفُهُ بِالْفَسَادِ فِي الدِّينِ وَ الْفِعْلِ السَّيِ‏ءِ [ 3 ] .

وَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ [ 4 ] حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ الرَّضَائِخُ .

[ 12 ] وَ لَقَدْ أُنْهِيَ إِلَيَّ أَنَّ ابْنَ النَّابِغَةِ [ 5 ] لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ [ 6 ] حَتَّى شَرَطَ عَلَيْهِ [ 7 ] أَنْ يُؤْتِيَهُ عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَناً هِيَ أَعْظَمُ مِمَّا في يَدِهِ مِنْ سُلْطَانِهِ .

أَلاَ [ 8 ] فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ [ 9 ] دينَهُ بِالدُّنْيَا [ 10 ] ، وَ خَزِيَتْ أَمَانَةُ الْمُبْتَاعِ بِنُصْرَةِ فَاسِقٍ غَادِرٍ بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمينَ .

[ 11 ] من : فإنّ منهم إلى : الرّضائخ ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 12 ] من : و لم يبايع إلى : المبتاع ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 209 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 98 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و منهاج البراعة ج 3 ص 385 . و نهج السعادة ج 5 ص 248 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 265 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] ورد في الغارات ص 210 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 91 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .

[ 4 ] لم يدخل في الإسلام و أهله . ورد في نهج السعادة ج 5 ص 251 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 91 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 210 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 .

و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 265 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . عدا الغارات .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 8 ] ورد في الغارات ص 210 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 9 ] المبايع . ورد في نسخة العام 400 ص 34 . و نسخة ابن المؤدب ص 22 . و نسخة نصيري ص 11 . و نسخة الآملي ص 24 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 35 . و نسخة العطاردي ص 34 .

[ 10 ] ورد في الغارات ص 210 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 91 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 265 .

[ 894 ]

فَهؤُلاَءِ قَادَةُ الْقَوْمِ ، وَ مَنْ تَرَكْتُ لَكُمْ ذِكْرَ مَسَاوِئِهِ مِنْ قَادَتِهِمْ مِثْلُ مَنْ ذَكَرْتُ مِنْهُمْ ، بَلْ هُوَ شَرُّ مِنْهُمْ وَ أَضَرُّ .

وَ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ وَ أَسْمَائِهِمْ .

كَانُوا عَلَى الإِسْلاَمِ ضِدّاً ، وَ لِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَرْباً ، وَ لِلشَّيْطَانِ حِزْباً .

لَمْ يَتَقَدَّمْ إِيمَانُهُمْ ، وَ لَمْ يَحْدُثْ نِفَاقُهُمْ .

أَكَلَةُ الرُّشَا ، وَ عَبيدُ الدُّنْيَا .

وَ لأَنْتُمْ عَلى مَا كَانَ مِنْكُمْ مِنْ تَوَاكُلٍ وَ تَخَاذُلٍ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَ أَهْدى سَبيلاً .

فيكُمُ الْفُقَهَاءُ ، وَ الْعُلَمَاءُ ، وَ النُّجَبَاءُ ، وَ الْحُكَمَاءُ ، وَ الْعُبَّادُ وَ الزُّهَّادُ فِي الدُّنْيَا ، وَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ ، وَ حَمَلَةُ الْكِتَابِ ، وَ الْمُتَهَجِّدُونَ بِالأَسْحَارِ .

أَفَلاَ تَسْخَطُونَ وَ تَنْقِمُونَ أَنْ يُنَازِعَكُمُ الْوِلاَيَةَ عَلَيْكُمْ سُفَهَاؤُكُمْ وَ الأَشْرَارُ وَ الأَرَاذِلُ مِنْكُمُ ، الْبِطَاءُ عَنِ الإِسْلاَمِ ، الْجُفَاةُ فيهِ .

فَاسْمَعُوا ، هَدَاكُمُ اللَّهُ ، قَوْلي إِذَا قُلْتُ ، وَ أَطيعُوا أَمْري إِذَا أَمَرْتُ ، وَ اعْرِفُوا نَصيحَتي إِذَا نَصَحْتُ ،

وَ اعْتَقِدُوا حَزْمي إِذَا حَزَمْتُ [ 1 ] ، وَ الْتَزِمُوا عَزْمي إِذَا عَزَمْتُ ، وَ انْهَضُوا لِنُهُوضي ، وَ قَارِعُوا مَنْ قَارَعْتُ ،

فَوَ اللَّهِ لَئِنْ أَطَعْتُمُوني لاَ تَغْوُونَ ، وَ إِنْ عَصَيْتُمُوني لاَ تَرْشُدُونَ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالى : أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعُ أَمَّنْ لاَ يَهِدّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ 2 .

وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ 3 .

فَالْهَادِي بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَادٍ لأُمَّتِهِ عَلى مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَمَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ الْهَادِي إِلاَّ الَّذي دَعَاكُمْ إِلَى الْحَقِّ ، وَ قَادَكُمْ إِلَى الْهُدى ؟ [ 4 ] .

[ 5 ] فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا ، وَ أَعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا ، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا ، وَ عَلاَ سَنَاهَا ، وَ أُوقِدَ نَارُهَا ،

[ 5 ] من : فخذوا للحرب إلى : سناها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 1 ] جزمي إذا جزمت . ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 178 .

-----------
( 2 ) يونس ، 35 .

-----------
( 3 ) الرعد ، 7 .

[ 4 ] ورد في الغارات ص 210 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و الفتوح ج 4 ص 260 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 .

و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 91 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 265 . باختلاف بين المصادر .

[ 895 ]

وَ تَجَرَّدَ لَكُمُ الْفَاسِقُونَ الظَّالِمُونَ كَيْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ ، وَ يُعَذِّبُوا [ 1 ] عِبَادَ اللَّهِ .

فَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَ قَاتِلُوا مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ حَاوَلَ أَنْ يُطْفِئَ نُورَ اللَّهِ .

قَاتِلُوا الْخَاطِئينَ الضَّالّينَ الْقَاسِطينَ الْمُجْرِمينَ ، الَّذينَ لَيْسُوا بِقُرَّاءَ لِلْقُرْآنِ ، وَ لاَ فُقَهَاءَ فِي الدّينِ ،

وَ لاَ عُلَمَاءَ فِي التَّأْويلِ ، وَ لاَ لِهذَا الأَمْرِ بِأَهْلٍ في سَابِقَةِ الإِسْلاَمِ [ 2 ] .

[ 11 ] وَ اسْتَشْعِرُوا الصَّبْرَ فَإِنَّهُ أَدْعى إِلَى النَّصْرِ .

أَلاَ إِنَّهُ لَيْسَ أَوْلِيَاءُ الشَّيْطَانِ مِنْ أَهْلِ الطَّمَعِ وَ الْمَكْرِ وَ الْجَفَاءِ بِأَوْلى بِالْجِدِّ في غَيِّهِمْ وَ ضَلاَلِهِمْ وَ بَاطِلِهِمْ ، مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ أَهْلِ الْبِرِّ وَ الزَّهَادَةِ وَ الإِخْبَاتِ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ ، وَ مُنَاصَحَةِ إِمَامِهِمْ [ 3 ] .

[ 12 ] إِنّي ، وَ اللَّهِ ، لَوْ لَقيتُهُمْ وَحْدي [ 4 ] وَ هُمْ طِلاَعُ [ 5 ] الأَرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ بِهِمْ [ 6 ] ، وَ لاَ اسْتَوْحَشْتُ مِنْهُمْ [ 7 ] .

وَ إِنّي مِنْ ضَلاَلِهِمُ الَّذي هُمْ فيهِ ، وَ الْهُدَى الَّذي أَنَا [ 8 ] عَلَيْهِ لَعَلى ثِقَةٍ وَ بَيِّنَةٍ وَ [ 9 ] بَصيرَةٍ مِنْ نَفْسي ، وَ يَقينٍ مِنْ رَبّي .

وَ لكِنَّ أَسىً يُريبُني ، وَ جَزَعاً يَعْتَريني ، وَ حُزْناً يُخَامِرُني ، مِنْ [ 10 ] [ 13 ] أَنْ يَلِيَ أَمْرَ هذِهِ الأُمَّةِ

[ 11 ] من : و استشعروا إلى : النّصر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 26 .

[ 12 ] من : إنّي و اللّه إلى : من ربّي ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 13 ] من : و لكنّني آسى إلى : حزبا ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 1 ] يغزوا . ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 260 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 210 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 99 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 386 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و نهج السعادة ج 5 ص 251 .

و مصباح البلاغة ج 4 ص 91 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 265 . باختلاف بين المصادر .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف .

[ 4 ] واحدا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 296 . و نسخة الآملي ص 302 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 358 . و نسخة الأسترابادي ص 497 . و نسخة عبده ص 634 . و نسخة الصالح ص 452 . و نسخة العطاردي ص 390 .

[ 5 ] ملاء . ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

[ 6 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 178 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 117 . و نهج البلاغة الثاني ص 265 .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . و الفتوح ج 4 ص 260 . و نهج السعادة ج 5 ص 254 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 92 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 8 ] نحن . ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين . و الغارات ص 211 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و منهاج البراعة ج 3 ص 387 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 118 . و نهج البلاغة الثاني ص 266 .

[ 10 ] ورد في الغارات ص 211 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 387 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 118 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 92 . و نهج البلاغة الثاني ص 266 . و ورد لكنّني آسى في نسخ النهج .

[ 896 ]

سُفَهَاؤُهَا وَ فُجَّارُهَا ، فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلاً ، وَ عِبَادَ اللَّهِ [ 1 ] خَوَلاً ، وَ كِتَابَ اللَّهِ دَخَلاً [ 2 ] ، وَ الصَّالِحينَ حَرْباً ، وَ الْفَاسِقينَ حِزْباً .

وَ اللَّهِ لَوْ وَلُوا عَلَيْكُمْ لأَظْهَرُوا فيكُمُ الْفَخْرَ وَ النُّكْرَ ، وَ الْكُفْرَ وَ الْفُجُورَ ، وَ التَّسَلُّطَ بِالْجَبْرِيَّةِ ، وَ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ ، وَ اتَّبَعُوا الْهَوى ، وَ حَكَمُوا بِغَيْرِ الْحَقِّ ، وَ لَعَمِلُوا فيكُمْ بِأَعْمَالِ كِسْرى وَ قَيْصَرَ [ 3 ] .

وَ أَيْمُ اللَّهِ [ 4 ] ، [ 11 ] لَوْ لاَ ذَلِكَ لَمَا أَكْثَرْتُ تَأْليبَكُمْ وَ تَأْنيبَكُمْ ، وَ جَمْعَكُمْ وَ تَحْريضَكُمْ ، وَ لَتَرَكْتُكُمْ ، إِذْ أَبَيْتُمْ وَ وَنَيْتُمْ ، حَتَّى أَلْقَاهُمْ بِنَفْسي مَتى حُمَّ لي لِقَاؤُهُمْ .

فَوَ اللَّهِ إِنّي لَعَلَى الْحَقِّ ، وَ إِنّي لِلشَّهَادَةِ لَمُحِبُّ [ 5 ] ، وَ إِنّي إِلى لِقَاءِ اللَّهِ [ 6 ] لَمُشْتَاقٌ ، وَ لِحُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ .

للَّهِ أَبُوكُمْ ، مَا تَنْتَظِرُونَ ؟ [ 7 ] .

أَلاَ تَرَوْنَ إِلى أَطْرَافِكُمْ قَدِ انْتُقِصَتْ ، وَ إِلى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ ، وَ إِلى شيعَتي بِهَا قَدْ قُتِلَتْ ؟ [ 8 ] .

أَلاَ تَرَوْنَ إِلى مَمَالِكِكُمْ تُزْوى ، وَ إِلى مَسَالِحِكُمْ تَعْرى [ 9 ] ، وَ إِلى بِلاَدِكُمْ تُغْزى ، وَ إِلى صَفَاتِكُمْ تُرْمى ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو عَدَدٍ جَمٍّ كَثيرٍ ، وَ شَوْكَةٍ وَ بَأْسٍ شَديدٍ ؟ .

إِنّي نَافِرٌ بِكُمْ ، إِنْ شَاءِ اللَّهُ ، فَ [ 10 ] انْفِرُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، إِلى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ خِفَافاً وَ ثِقَالاً وَ جَاهِدُوا

[ 11 ] من : لو لا ذلك إلى : ونيتم . و من : و إنّي : إلى : راج . و من : ألا ترون إلى إلى : ترمى . و من : إنفروا إلى : عدوّكم ورد في خطب الرضي تحت الرقم تحت الرقم 238 . و باختلاف ورد في الكتب تحت الرقم 62 .

[ 1 ] ورد في الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 58 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 118 . و نهج البلاغة الثاني ص 266 . و ورد عباده في نسخ النهج .

[ 2 ] ورد في الغارات 211 . و نهج السعادة ص 211 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 92 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 3 ] هرقل . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 58 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و الغارات ص 211 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 387 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 118 . و نهج السعادة ج 5 ص 255 .

و مصباح البلاغة ج 4 ص 92 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 266 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 6 ] ربّي . ورد في الغارات ص 211 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و الفتوح ج 4 ص 260 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 118 . و نهج السعادة ص 255 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 93 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 266 .

[ 7 ] ورد في

[ 8 ] ورد في الغارات للثقفي ص 209 .

[ 9 ] ورد في المصدر السابق .

[ 10 ] ورد في المصدر السابق . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و الفتوح ج 4 ص 260 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119 .

و نهج السعادة ص 255 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني . و نهج البلاغة الثاني ص 267 . باختلاف .

[ 897 ]

بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [ 1 ] .

[ 6 ] وَ لاَ تَثَّاقَلُوا إِلَى الأَرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ ، وَ تَبُوءُوا [ 2 ] بِالذُّلِّ ، وَ يَكُونَ نَصيبُكُمُ الأَخَسَّ [ 3 ] .

إِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الأَرِقُ ، إِنْ نَامَ لَمْ تَنَمْ عَيْنُهُ [ 4 ] ، وَ مَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ ، وَ مَنْ غَفِلَ أَوْدى‏ ، وَ مَنْ ضَعُفَ ذَلَّ ، وَ مَنْ كَرِهَ الْجِهَادَ في سَبيلِ اللَّهِ كَانَ الْمَغْبُونَ الْمَهينَ .

إِنّي لَكُمُ الْيَوْمَ عَلى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ بِالأَمْسِ ، وَ لَسْتُمْ لي عَلى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ .

وَ اللَّهِ لَوْ نَصَرْتُمْ اللَّهَ لَنَصَرَكُمُ اللَّهُ ، وَ ثَبَّتَ أَقْدَامَكُمْ ، إِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَنْصُرَ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ يَخْذُلَ مَنْ خَذَلَهُ .

اَللَّهُمَّ اجْمَعْنَا وَ إِيَّاهُمْ عَلَى الْهُدى ، وَ زَهِّدْنَا وَ إِيَّاهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَ اجْعَلِ الآخِرَةَ خَيْراً لَنَا وَ لَهُمْ مِنَ الأُولى [ 5 ] . وَ السَلاَمُ .

[ 6 ] من : و لا تثاقلوا إلى : لم ينم عنه . و السّلام ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 62 .

[ 1 ] التوبة ، 41 . و وردت الآية في الإمامة و السياسة ج 1 ص 179 . و الفتوح ج 4 ص 260 . و الغارات ص 209 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 . و منهاج البراعة ج 3 ص 387 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119 . و نهج السعادة ص 255 . و نهج البلاغة الثاني ص 267 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 90 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 2 ] تعمّوا . ورد في نهج السعادة ص 255 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 93 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 3 ] الأخسر . ورد في نسخة الأسترابادي ص 498 .

[ 4 ] ورد في الغارات 212 . و نهج السعادة ص 255 . و مصباح البلاغة ج 4 ص 93 عن معادن الحكمة للكاشاني .

[ 5 ] ورد في المصادر السابقة . و الفتوح ج 4 ص 261 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 100 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 602 .

و منهاج البراعة ج 3 ص 387 . باختلاف بين المصادر .

[ 899 ]