بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 3 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ فَلا شَيْءَ قَبْلَهُ ، وَ الآخِرِ فَلا شَيْءَ بَعْدَه ، وَ الظَّاهِرِ فَلا شَيْءَ فَوْقَهُ ، وَ الْبَاطِنِ فَلا شَيْءَ دُونَهُ .
[ 4 ] نَحْمَدُهُ عَلى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَ ذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ، وَ نَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ [ 1 ] تَمَاماً ،
وَ بِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً .
وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، خَاضَ إِلى رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ ، وَ تَجَرَّعَ فيهِ كُلَّ غُصَّةٍ ، وَ قَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الأَدْنَوْنَ ، وَ تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الأَقْصَوْنَ ، وَ خَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا ، وَ ضَرَبَتْ إِلى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ، حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ ،
وَ أَسْحَقِ الْمَزَارِ .
[ 5 ] أَمَّا بَعْدُ ، أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ ،
وَ الزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ ، يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً ، وَ يَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً ، وَ يَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ ، وَ يَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ .
قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ ، وَ صِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ .
يَمْشُونَ الْخَفَاءَ ، وَ يَدِبُّونَ الضَّرَّاءَ .
وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَ قَوْلُهُمْ شِفَاءٌ ، وَ فِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ .
حَسَدَةُ الرَّخَاءِ ، وَ مُؤَكِّدُو [ 2 ] الْبَلاءِ ، وَ مُقْنِطُو الرَّجَاءِ .
[ 3 ] من : الحمد إلى : دونه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 96 .
[ 4 ] من : نحمده إلى : المزار . و من : و أوصيكم إلى : الخاسرون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 194 .
[ 5 ] أمّا بعد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 28 .
[ 1 ] لمننه . ورد في نسخة نصيري ص 127 . و نسخة العطاردي ص 228 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .
[ 2 ] مولّدو . ورد في
[ 343 ]
لَهُمْ بِكُلِّ طَريقٍ صَريعٌ ، وَ إِلى كُلِّ قَلْبٍ شَفيعٌ ، وَ لِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ .
يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ ، وَ يَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ .
إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا ، وَ إِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا ، وَ إِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا .
قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ، وَ لِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلاً ، وَ لِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً ، وَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً ، وَ لِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً .
يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ ، لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ، وَ يُنْفِقُوا بِهِ أَعْلاقَهُمْ [ 1 ] .
يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ ، وَ يَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ .
قَدْ هَوَّنُوا [ 2 ] الطَّريقَ ، وَ أَضْلَعُوا الْمَضيقَ .
فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ ، وَ حُمَةُ النّيرَانِ .
أوُلئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ 1 .
أَيُّهَا النَّاسُ [ 4 ] ، [ 9 ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ [ 5 ] تَعَالى افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا [ 6 ] ،
وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوهَا ، وَ نَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا ، وَ سَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَدَعْهَا [ 7 ] نِسْيَاناً ، وَ لكِنْ رَحْمَةً مِنْهُ لَكُمْ ، فَاقْبَلُوهَا [ 8 ] ، وَ لا تَتَكَلَّفُوهَا .
حَلالٌ بَيِّنٌ ، وَ حَرَامٌ بَيِّنٌ ، وَ شُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ .
فَمَنْ تَرَكَ مَا اشْتُبِهَ عَلَيْهِ فَهُوَ لِمَا اسْتَبَانَ عَلَيْهِ أَتْرَكُ .
وَ الْمَعَاصي حِمَى اللَّهِ ، فَمَنْ رَتَعَ حَوْلَهَا يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فيهَا .
[ 9 ] من : إنّ اللّه إلى : فلا تتكلّفوها ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 105 .
[ 1 ] أعلافهم . ورد في
[ 2 ] هيّؤوا . ورد في نسخة نصيري ص 128 . و نسخة الآملي ص 169 . و متن منهاج البراعة ج 12 ص 170 . و نسخة العطاردي ص 229 . و ورد هيّبوا في نسخة العام 400 ص 276 . و نسخة ابن المؤدب ص 196 . و نسخة الأسترابادي ص 319 .
-----------
( 1 ) المجادلة ، 18 .
[ 4 ] ورد في
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 234 .
[ 6 ] تضعفوها . ورد في و ورد فرض فروضا فلا تنقصوها في
[ 7 ] أمسك عن أشياء لم يمسك عليها . ورد في
[ 8 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 1 ص 194 . و ج 15 ص 861 . و الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 337 .
[ 344 ]
أَلا مَنْ خَافَ حَذِرَ ، وَ مَنْ حَذِرَ جَانَبَ السَّيِّئَاتِ .
أَلا وَ إِنَّهُ مَنْ جَانَبَ السَّيِّئَاتِ أَدْلَجَ إِلَى الْخَيْرَاتِ فِي السَّرَّاءِ ، وَ مَنْ أَرَادَ السَّفَرَ أَعَدَّ لَهُ زَاداً ،
فَأَعِدُّوا الزَّادَ لِيَوْمِ الْمَعَادِ .
اَلْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لا ثَوَابٌ ، وَ لا عَمَلَ كَأَدَاءِ مَفَاتيحِ الْهُدى [ 1 ] .
[ 10 ] فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ ، وَلْيُحْضِرْ [ 2 ] عَقْلَهُ ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ ، وَ إِلَيْهَا يَنْقَلِبُ .
فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ ، الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ ، يَكُونُ مُبْتَدَأُ عَمَلِهِ [ 3 ] أَنْ يَعْلَمَ ، أَعَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ لَهُ .
فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضى فيهِ ، وَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ [ 4 ] .
فَإِنَّ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّالِكِ عَلى غَيْرِ طَريقٍ ، فَلا يَزيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّريقِ الْوَاضِحِ [ 5 ] إِلاَّ بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ ، وَ الْعَامِلُ بِالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ [ 6 ] عَلَى الطَّريقِ الْوَاضِحِ .
فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ : أَسَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ ؟ .
[ أَيُّهَا النَّاسُ ، ] [ 11 ] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فيهِ [ 7 ] الْخَيْرَ وَ الشَّرَّ ،
فَخُذُوا نَهْجَ الْخَيْرِ تَهْتَدُوا ، وَ اصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا .
اَلْفَرَائِضَ الْفَرَائِضَ أَدُّوهَا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 8 ] تُؤَدِّكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ .
[ 12 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلْقُوا هذِهِ الأَزِمَّةَ ، الَّتي تَحْمِلُ ظُهُورُهَا الأَثْقَالَ ، مِنْ أَيْديكُمْ ، وَ لا تَصَدَّعُوا عَلى سُلْطَانِكُمْ فَتَذُمُّوا [ 9 ] غِبَّ فِعَالِكُمْ ، وَ لاَ تَقيسُوا هذِهِ الأُمُورَ بِآرَائِكُمْ فَتَرْتَدُّوا الْقَهْقَرى عَلى
[ 10 ] من : فليصدق إلى : راجع ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 154 .
[ 11 ] من : إنّ اللّه إلى : الجنّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 167 .
[ 12 ] من : أيّها النّاس إلى : غير المسلم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 187 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] و ليحضره . ورد في
[ 3 ] علمه . ورد في نسخة العام 400 ص 181 . و نسخة ابن المؤدب ص 129 . و نسخة الآملي ص 125 .
[ 4 ] عنده . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 129 . و نسخة الآملي ص 125 .
[ 5 ] جدّه في السّير . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 76 .
[ 6 ] كالسَّابل . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 129 . و نسخة الآملي ص 125 .
[ 7 ] به . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 208 .
[ 8 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 457 . و الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 58 . و منهاج البراعة للخوئي ج 16 ص 358 .
[ 9 ] فتذوقوا . ورد في مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 ص 146 عن المسترشد للطبري .
[ 345 ]
أَعْقَابِكُمْ [ 1 ] ، وَ لا تَقْتَحِمُوا مَا اسْتَقْبَلَكُمْ مِنْ فَوْرِ نَارِ الْفِتْنَةِ ، وَ أَميطُوا عَنْ سَنَنِهَا ، وَ خَلُّوا قَصْدَ السَّبيلِ لَهَا ، فَقَدْ ، لَعَمْري ، يَهْلِكُ في لَهَبِهَا الْمُؤْمِنُ ، وَ يَسْلَمُ فيهَا غَيْرُ الْمُسْلِمِ .
أَلاَ فَتَمَسَّكُوا مِنْ إِمَامِ الْهُدى بِحُجْزَتِهِ ، وَ خُذُوا مِمَّنْ يَهْديكُمْ وَ لاَ يُضِلُّكُمْ ، فَإِنَّ الْعُرْوَةَ الْوُثْقى تَقْوَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَ الَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [ 2 ] .
[ 8 ] إِنَّمَا مَثَلي بَيْنَكُمْ مَثَلَ السِّرَاجِ فِي الظُّلْمَةِ ، يَسْتَضيءُ بِهِ مَنْ وَلَجَهَا .
فَاسْمَعُوا ، أَيُّهَا النَّاسُ ، وَ عُوا ، وَ أَحْضِرُوا آذَانَ قُلُوبِكُمْ تَفْهَمُوَا [ 3 ] ، [ 9 ] دَاعٍ دَعَا ، وَ رَاعٍ رَعى ،
فَاسْتَجيبُوا لِلدَّاعي ، وَ اتَّبِعُوا الرَّاعي .
[ وَ ] لا تَخْتَانُوا وُلاتَكُمْ ، وَ لا تَغُشُّوا هُدَاتَكُمْ ، وَ لا تُجْهِلُوا أَئِمَّتَكُمْ ، وَ لا تَصَدَّعُوا عَنْ حَبْلِكُمْ ،
فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ ، وَ عَلى هذَا فَلْيَكُنْ تَأْسيسُ أُمُورِكُمْ .
وَ الْزَمُوا هذِهِ الطَّريقَةَ [ 4 ] ، [ 10 ] فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ مِمَّنْ خَالَفَ مَا قَدْ تُدْعَوْنَ إِلَيْهِ ، لَبَدَرْتُمْ وَ خَرَجُتُمْ [ 5 ] ، وَ لَجَزِعْتُمْ وَ وَهِلْتُمْ ، وَ سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ ، وَ لكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا ، وَ قَريبٌ مَّا يُطْرَحُ الْحِجَابُ .
لَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ ، وَ أُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ [ 6 ] ، وَ هُديتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ .
بِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ ، لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ ، وَ زُجِرْتُمْ بِمَا فيهِ مُزْدَجَرٌ ، وَ مَا يُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 7 ] بَعْدَ رُسُلِ السَّمَاءِ إِلاَّ الْبَشَرُ .
وَ نَاظِرُ قَلْبِ اللَّبيبِ بِهِ يُبْصِرُ أَمَدَهُ ، وَ يَعْرِفُ غَوْرَهُ وَ نَجْدَهُ .
[ 8 ] من : إِنّما إلى : تفهموا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 187 .
[ 9 ] من : داع إلى : الرّاعي . و من : و ناظر إلى : و نجده ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 154 .
[ 10 ] من : فإنّكم إلى : البشر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 20 . و من : و قد أبصرتم إلى : اهتديتم تكرر في الحكم تحت الرقم 157 .
[ 1 ] ورد في مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 ص 146 عن المسترشد للطبري .
[ 2 ] النحل ، 128 . و وردت الفقرة في المصدر السابق .
[ 3 ] تفقهوا . ورد في
[ 4 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 8 ص 96 .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] سمعتم . ورد في نسخة العام 400 ص 28 و 460 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 29 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 1 ص 99 . و متن شرح ابن ميثم ج 1 ص 326 . و نسخة الأسترابادي ص 26 . و منهاج البراعة ج 3 ص 292 .
و متن مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 370 .
[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 582 .
[ 346 ]
[ 12 ] إِنَّ اللَّهَ تَعَالى حَرَّمَ حَرَاماً غَيْرَ مَجْهُولٍ ، وَ أَحَلَّ حَلالاً غَيْرَ مَدْخُولٍ ، وَ فَضَّلَ حُرْمَةَ الْمُسْلِمِ عَلَى الْحُرَمِ كُلِّهَا ، وَ شَدَّ بِالاِخْلاصِ وَ التَّوْحيدِ حُقُوقَ الْمُسْلِمينَ في مَعَاقِدِهَا .
فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ [ 1 ] مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلاَّ بِالْحَقِّ .
وَ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ [ 2 ] أَذَى الْمُسْلِمِ [ 3 ] إِلاَّ بِمَا يَجِبُ .
بَادِرُوا أَمْرَ الْعَامَّةِ وَ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ وَ هُوَ الْمَوْتُ ، [ 13 ] فَإِنَّ النَّاسَ [ 4 ] أَمَامُكُمْ ، وَ إِنَّ السَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ مِنْ خَلْفِكُمْ [ 5 ] .
تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا ، فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ .
إِتَّقُوا اللَّهَ ، عِبَادَ اللَّهِ [ 6 ] ، في عِبَادِهِ وَ بِلادِهِ ، فَإِنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ حَتَّى عَنِ الْبِقَاعِ وَ الْبَهَائِمِ .
أَطيعُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ [ 7 ] وَ لا تَعْصُوهُ ، وَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْخَيْرَ فَخُذُوا بِهِ ، وَ إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّرَّ فَأَعْرِضُوا [ 8 ] عَنْهُ .
[ 14 ] فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِبُ الْمَنِيَّةُ ، وَ أَحَاطَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ [ 9 ] ، وَ انْقَطَعَتْ عَنْكُمْ [ 10 ] عَلائِقُ الأُمْنِيَّةِ ، وَ دَهَمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الأُمُورِ بِنَفْخَةِ الصُّورِ ، وَ بَعْثَرَةِ الْقُبُورِ [ 11 ] ، وَ السِّيَاقَةِ إِلَى الْوِرْدِ الْمَوْرُودِ ،
[ 12 ] من : إنّ اللّه إلى : فأعرضوا عنه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 167 .
[ 13 ] فإنّ الغاية أمامكم و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم . تخفّفوا تلحقوا ، فإنّما ينتظر . . . آخركم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 21 .
[ 14 ] من : فكأن قد إلى : بعملها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 85 .
[ 1 ] النّاس . ورد في هامش نسخة نصيري ص 96 .
[ 2 ] ورد في البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 238 .
[ 3 ] دم امرئ مسلم . ورد في بحار الأنوار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 367 . و منهاج البراعة للخوئي ج 10 ص 97 .
[ 4 ] البأس . ورد في نسخة الآملي ص 145 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 205 . و ورد الغاية في نسخ النهج برواية .
[ 5 ] و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم . ورد في نسخ النهج برواية .
[ 6 ] ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 457 . و الكامل ج 3 ص 85 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 367 . و منهاج البراعة ج 10 ص 97 .
[ 7 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 16 ص 358 .
[ 8 ] فاصدفوا . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 10 ص 91 .
[ 9 ] ورد في تذكرة الخواص ص 124 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 122 عن حلية الأولياء لأبي نعيم .
[ 10 ] بكم . ورد في نسخة نصيري ص 32 .
[ 11 ] ورد في تذكرة الخواص ص 124 . و كفاية الطالب ص 392 . و نهج السعادة ج 3 ص 188 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 122 عن حلية الأولياء لأبي نعيم . و مصباح البلاغة ج 1 ص 72 . باختلاف بين المصادر .
[ 347 ]
فَبَرَزَ الْخَلائِقُ لِلْمُبْدِئِ الْمُعيدِ ، وَ جَاءَتْ [ 1 ] كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَ شَهيدٌ [ 2 ] : سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلى مَحْشَرِهَا ، وَ شَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا .
[ 12 ] إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ هُمُ الَّذينَ نَظَرُوا إِلى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا [ 3 ] نَظَرَ النَّاسُ إِلى ظَاهِرِهَا ، وَ اشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا إِذَا [ 4 ] اشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا ، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُميتَهُمْ ، وَ تَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُمْ ، وَ رَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلالاً ، وَ دَرْكَهُمْ لَهَا فَوْتاً .
فَهُمْ [ 5 ] أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ ، وَ سَلْمُ مَا عَادَى النَّاسُ .
خَلُقَتِ الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ فَلَيْسَ يَعْمُرُونَهَا ، وَ مَاتَتْ في قُلُوبِهِمْ فَلَيْسَ يُحِبُّونَهَا ، وَ يَهْدِمُونَهَا وَ يَبْنُونَ بِهَا آخِرَتَهُمْ ، وَ يَبيعُونَهَا وَ يَشْتَرُونَ بِهَا مَا يَبْقى لَهُمْ .
وَ نَظَرُوا إِلى أَهْلِهَا صَرْعى قَدْ خَلَتْ مِنْهُمُ الْمَثُلاَتُ ، فَأَحَبُّوا ذِكْرَ اللَّهِ وَ أَمَاتُوا ذِكْرَ الْحَيَاةِ .
بِهِمْ نَطَقَ الْكِتَابُ وَ بِهِ نَطَقُوا ، وَ [ 6 ] بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وَ بِهِ عُلِمُوا [ 7 ] ، وَ بِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَ بِهِ قَامُوا .
لا يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ ، وَ لا مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ .
وَ اللَّهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ [ 8 ] ، [ 13 ] لَقَدْ رَأَيْتُ [ 9 ] أَصْحَابَ خَليلي [ 10 ] مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَمَا أَرى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ [ 11 ] .
[ 12 ] من : إنّ أولياء اللّه إلى : عادى النّاس . و من : بهم علم إلى : يخافون ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 432 .
[ 13 ] من : لقد إلى : للثّواب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .
[ 1 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 124 . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 2 ص 122 عن حلية الأولياء لأبي نعيم .
[ 2 ] ق ، 21 .
[ 3 ] إذ . ورد في نسخة الآملي ص 365 . و نسخة الأسترابادي ص 615 .
[ 4 ] إذ . ورد في المصدرين السابقين .
[ 5 ] ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 6 ص 351 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق .
[ 7 ] علموا . ورد في المصدر السابق .
[ 8 ] ورد في كتاب الزهد ص 58 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 258 . و كنز العمال ج 16 ص 200 .
و نهج السعادة ج 2 ص 637 . باختلاف بين المصادر .
[ 9 ] أدركت . ورد في
[ 10 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 126 .
[ 11 ] منكم يشبههم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 107 . و متن منهاج البراعة ج 7 ص 122 .
و نسخة العطاردي ص 107 .
[ 348 ]
لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ صُفْراً [ 1 ] شُعْثاً غُبْراً ، وَ قَدْ بَاتُوا [ 2 ] سُجَّداً وَ قِيَاماً ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ [ 3 ] ،
يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَ خُدُودِهِمْ ، وَ يَقِفُونَ عَلى مِثْلِ الْجَمْرِ [ 4 ] مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ ، كَأَنَّ زَفيرَ النَّارِ في آذَانِهِمْ [ 5 ] .
كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبُ الْمِعْزى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ .
إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالى [ 6 ] هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ ، وَ مَادُوا كَمَا يَميدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرّيحِ الْعَاصِفِ ، خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ، وَ رَجَاءً لِلثَّوَابِ .
[ 11 ] قَوْمٌ ، وَ اللَّهِ ، مَيَامينُ الرَّأْيِ ، مَرَاجيحُ الْحِلْمِ ، مَقَاويلُ بِالْحَقِّ ، مَتَاريكُ لِلْبَغْيِ .
مَضَوْا قُدُماً عَلَى الطَّريقَةِ ، وَ أَوْجَفُوا عَلَى الْمَحَجَّةِ ، فَظَفِرُوا بِالْعُقْبَى الدَّائِمَةِ ، وَ الْكَرَامَةِ الْبَارِدَةِ .
[ 12 ] كَانَ لي فيمَا مَضى أَخٌ فِي اللَّهِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ في عَيْني [ 7 ] .
وَ كَانَ يُعَظِّمُهُ في عَيْني صِغَرُ الدُّنْيَا في عَيْنِهِ .
وَ كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ، فَلا يَشْتَهي [ 8 ] مَا لا يَجِدُ ، وَ لا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ .
وَ كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ فَرْجِهِ ، فَلاَ يَسْتَخِفُّ لَهُ عَقْلَهُ وَ لاَ رَأْيَهُ .
وَ كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ جَهْلِهِ ، فَلاَ يَمُدُّ يَداً إِلاَّ عَلى ثِقَةِ الْمَنْفَعَةِ ، وَ لاَ يَخْطُو خُطْوَةً إِلاَّ لِحَسَنَةٍ [ 9 ] .
وَ كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً ، فَإِنْ قَالَ بَذَّ [ 10 ] الْقَائِلينَ ، وَ نَقَعَ غَليلَ السَّائِلينَ .
[ 11 ] من : قوم إلى : الباردة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 116 .
[ 12 ] من : كان لي إلى : إذا وجد . و من : و كان أكثر إلى : الكثير ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 289 .
[ 1 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 326 . و تذكرة الخواص ص 129 . و البداية و النهاية ج 8 ص 7 . و نهج السعادة ج 2 ص 637 .
[ 2 ] باتوا للّه . ورد في
[ 3 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 326 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 258 . و تذكرة الخواص ص 129 . و كنز العمال ج 16 ص 200 .
[ 4 ] حرّ الجمر . ورد في نسخة نصيري ص 47 .
[ 5 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 636 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق .
[ 7 ] ورد في البداية و النهاية لابن كثير ج 8 ص 40 .
[ 8 ] فلا يشتهّى . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 416 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 584 . و نسخة العطاردي ص 467 .
[ 9 ] ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 6 ص 355 . و البداية و النهاية لابن كثير ج 8 ص 40 . باختلاف بين المصدرين .
[ 10 ] بدّ . ورد في نسخة عبده ص 726 .
[ 349 ]
وَ كَانَ ضَعيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثٌ غَادٍ [ 1 ] ، وَ صِلُّ وَادٍ .
وَ كَانَ لا يُدْلي بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً .
وَ كَانَ لا يَلُومُ أَحَداً عَلى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ في مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ .
وَ كَانَ لاَ يَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ بُرْئِهِ [ 2 ] .
وَ كَانَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَ لا يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ [ 3 ] .
وَ كَانَ إِنْ غُلِبَ عَلَى الْكَلامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ .
وَ كَانَ عَلى أَنْ يَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلى أَنْ يَتَكَلَّمَ .
وَ كَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ لاَ يَدْري أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْحَقِّ [ 4 ] نَظَرَ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ .
فَعَلَيْكُمْ بِهذِهِ الْخَلائِقِ [ 5 ] فَالْزَمُوهَا ، وَ تَنَافَسُوا فيهَا .
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَليلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثيرِ .
[ 11 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لا يَسْتَغْني الرَّجُلُ ، وَ إِنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَ وَلَدٍ [ 6 ] ، عَنْ عَشيرَتِهِ [ 7 ] ، وَ عَنْ مَوَدَّتِهِمْ وَ كَرَامَتِهِمْ [ 8 ] ، وَ دِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْديهِمْ وَ أَلْسِنَتِهِمْ .
وَ هُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً مِنْ وَرَائِهِ ، وَ أَلَمُّهُمْ لِشَعْثِهِ ، وَ أَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ ، عِنْدَ نَازِلَةٍ إِنْ [ 9 ] نَزَلَتْ بِهِ .
أَلا لا يَعْدِلَنَّ [ 10 ] أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ يَرى بِهَا الْخَصَاصَةَ أَنْ يَسُدَّهَا بِالَّذي لا يَزيدُهُ إِنْ
[ 11 ] من : أيّها النّاس إلى : المودّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 23 .
[ 1 ] ليث غاب . ورد في نسخة عبده ص 726 . و نسخة الصالح ص 526 .
[ 2 ] كان لا يتشكّى و لا يتبرّم . ورد في عيون الأخبار ج 6 ص 355 . و البداية و النهاية ج 8 ص 40 . باختلاف يسير .
[ 3 ] لا يقول ما يفعل ، و يفعل ما لا يقول . ورد في البداية و النهاية لابن كثير ج 8 ص 41 .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و عيون الأخبار لابن قتيبة ج 6 ص 355 .
[ 5 ] الأخلاق . ورد في
[ 6 ] ورد في الزهد ص 74 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 70 . و الكافي ج 2 ص 154 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 و ج 16 ص 359 .
و نهج السعادة ج 3 ص 145 .
[ 7 ] عترته . ورد في نسخة الصالح ص 65 .
[ 8 ] ورد في كتاب الزهد ص 74 . و الكافي ج 2 ص 154 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 . و نهج السعادة ج 3 ص 145 . باختلاف .
[ 9 ] إذا . ورد في نسخة عبده ص 115 . و نسخة الصالح ص 65 . و نسخة العطاردي ص 31 .
[ 10 ] لا يغفلنّ . ورد في كتاب الزهد ص 75 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 و ج 16 ص 359 .
[ 350 ]
أَمْسَكَهُ ، وَ لا يَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ [ 1 ] .
وَ مَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشيرَتِهِ فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ ، وَ تُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْدٍ كَثيرَةٌ .
وَ مَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَوَدَّةَ [ 2 ] ، وَ مَنْ بَسَطَ عَلَيْهِمْ يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالى يُخْلِفُ اللَّهُ لَهُ مَا أَنْفَقَ في دُنْيَاهُ وَ يُضَاعِفُ لَهُ الأَجْرَ في آخِرَتِهِ .
[ 11 ] وَ اعْلَمُوا أَنَّ [ 3 ] لِسَانَ الصِّدْقِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يَأْكُلُهُ وَ [ 4 ] يُوَرِّثُهُ غَيْرَهُ .
فَلا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ كِبْرِيَاءَ وَ لاَ عَظَمَةً فِي نَفْسِهِ ، وَ نَأْياً عَنْ عَشيرَتِهِ ، أَنْ كَانَ مُوسِراً فِي الْمَالِ ،
وَ لا يَزْدَادَنَّ أَحَدُكُمْ في أَخيهِ زُهْداً ، وَ لا مِنْهُ بُعْداً ، وَ لاَ يَجْعَلْ مِنْهُ بَديلاً ، إِذَا لَمْ يَرَ مِنْهُ مُرُوءَةً .
أَلا [ 5 ] [ 12 ] فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ [ 6 ] .
أَلا [ 7 ] وَ إِنَّ الآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِّلاعٍ .
أَلا وَ إِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارَ ، وَ غَداً السِّبَاقَ .
أَلا [ 8 ] وَ إِنَّ [ 9 ] السَّبَقَةَ [ 10 ] الْجَنَّةُ ، وَ الْغَايَةَ النَّارُ .
[ 11 ] من : و لسان الصّدق إلى : يورّثه غيره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 23 .
[ 12 ] من : فإنّ إلى : منيّته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 28 .
[ 1 ] بما لا ينفعه إن أمسكه ، و لا يضرّه إن استهلكه . ورد في الكافي ج 2 ص 154 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 .
و نهج السعادة ج 3 ص 145 .
[ 2 ] المحبّة . ورد في نسخة العطاردي ص 31 . عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 3 ] ورد في الزهد ص 75 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 70 . و الكافي ج 2 ص 154 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 و ج 16 ص 359 .
و نهج السعادة ج 3 ص 145 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] ورد في الزهد ص 75 . و الاختصاص ص 365 . و الكافي ج 2 ص 154 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 . و نهج السعادة ج 3 ص 145 .
[ 5 ] ورد في الغارات ص 235 . و الزهد ص 75 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 70 . و عيون الأخبار ج 5 ص 235 . و مروج الذهب ج 2 ص 436 . و الكافي ج 2 ص 154 . و الجوهرة ص 80 . و كنز العمال ج 16 ص 202 . و منهاج البراعة ج 3 ص 341 . و نهج السعادة ج 3 ص 219 . و ج 3 ص 146 . باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] بانقلاع . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 219 .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق ص 220 . و الجوهرة للبرّي ص 80 . و منهاج البراعة للخوئي ج 16 ص 359 .
[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 10 ] السّبقة . ورد في هامش نسخة عبده ص 127 .
[ 351 ]
أَ فَلا تَائِبٌ مِنْ خَطيئَتِهِ قَبْلَ حُضُورِ [ 1 ] مَنِيَّتِهِ ؟ .
أَلا مُسْتَيْقِظٌ مِنْ غَفْلَتِهِ قَبْلَ نَفَادِ مُدَّتِهِ ؟ [ 2 ] .
[ 14 ] أَلا عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ ؟ .
أَلا مُسْتَعِدُّ لِلِقَاءِ رَبِّهِ قَبْلَ زُهُوقِ نَفْسِهِ ؟ .
أَلا مُتَزَوِّدٌ لآخِرَتِهِ قَبْلَ أُزُوفِ رِحْلَتِهِ ؟ [ 3 ] .
أَلا وَ إِنَّكُمْ في أَيَّامِ أَمَلٍ [ 4 ] ، مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ يَحُثُّهُ عَجَلٌ [ 5 ] ، [ 15 ] فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُ مِنْكُمْ في أَيَّامِ مَهَلِهِ قَبْلَ إِرْهَاقِ [ 6 ] أَجَلِهِ ، وَ في فَرَاغِهِ قَبْلَ أَوَانِ شُغْلِهِ ، وَ في مُتَنَفَّسِهِ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ ، وَ لْيُمَهِّدْ لِنَفْسِهِ وَ قَدَمِهِ [ 7 ] ، وَ لْيَتَزَوَّدْ مِنْ دَارِ ظَعْنِهِ لِدَارِ إِقَامَتِهِ .
فَمَنْ عَمِلَ [ 8 ] في أَيَّامِ أَمَلِهِ [ 9 ] قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ، فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَمْ يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ ، وَ مَنْ قَصَّرَ في أَيَّامِ أَمَلِهِ [ 10 ] قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ، فَقَدْ خَسِرَ عَمَلَهُ ، وَ ضَرَّهُ أَجَلُهُ .
أَلا فَاعْمَلُوا للَّهِ [ 11 ] فِي الرَّغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ لَهُ [ 12 ] فِي الرَّهْبَةِ ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِكُمْ رَغْبَةٌ فَاشْكُرُوا اللَّهَ وَ اجْمَعُوا مَعَهَا رَهْبَةً ، وَ إِنْ نَزَلَتْ بِكُمْ رَهْبَةٌ فَاذْكُرُوا اللَّهَ وَ اجْمَعُوا مَعَهَا رَغْبَةً ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَأَذَّنَ لِلْمُحْسِنينَ بِالْحُسْنى ، وَ لِمَنْ شَكَرَ بِالزِّيَادَةِ [ 13 ] .
[ 14 ] من : ألا إلى : بؤسه . و من : ألا و إنّكم إلى : ورائه أجل . و من : فمن عمل إلى : الرّهبة ورد في خطب الرضي تحت الرقم 28 .
[ 15 ] من : فليعمل إلى : إقامته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 86 .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 161 .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و الجوهرة للبرّي ص 80 .
[ 4 ] مهل . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 431 ، و ج 3 ص 220 .
[ 5 ] ورد في الغارات ص 436 . و الجوهرة ص 80 . و منهاج البراعة ج 4 ص 9 . و نهج السعادة ج 2 ص 431 .
[ 6 ] إزهاق . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص ص 78 . و نسخة ابن المؤدب ص 56 .
[ 7 ] قدومه . ورد في نسخة عبده ص 202 .
[ 8 ] فمن أخلص للّه عمله . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 431 ، و ج 3 ص 220 .
[ 9 ] مهله . ورد في المصدر السابق . و الجوهرة للبرّي ص 80 .
[ 10 ] مهله . ورد في المصدر السابق . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 220 .
[ 11 ] ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 324 . و تحف العقول ص 107 . و منهاج البراعة ج 4 ص 9 ، و ج 8 ص 11 . و نهج السعادة ج 2 ص 431 ، و ج 3 ص 218 . باختلاف يسير .
[ 12 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 13 ] ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 27 . و غرر الحكم ج 1 ص 83 . و البداية و النهاية ج 8 ص 8 . و منهاج البراعة ج 4 ص 9 . و نهج السعادة ج 2 ص 432 ، و ج 3 ص 218 . باختلاف يسير .
[ 352 ]
[ 8 ] أَلا وَ إِنّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا ، وَ لا كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا .
أَلا وَ إِنَّهُ مَنْ لا يَنْفَعُهُ الْحَقُّ يَضُرُّهُ الْبَاطِلُ ، وَ مَنْ لا يَنْفَعُهُ الْيَقينُ يَضُرُّهُ الشَّكُّ ، وَ مَنْ لا يَنْفَعُهُ حَاضِرُهُ فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْوَزُ ، وَ غَائِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ [ 1 ] ، وَ مَنْ لا يَسْتَقيمُ [ 2 ] بِهِ الْهُدى يَجُرُّ بِهِ الضَّلالُ إِلَى الرَّدى .
أَلا وَ إِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ ، وَ دُلِلْتُمْ عَلى الزَّادِ .
أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ ، وَ إِنَّ الآخِرَةَ دَارُ حَقٍّ [ 3 ] يَحْكُمُ فيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ .
أَلاَ وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَليمٌ [ 4 ] .
[ 9 ] قَدْ كَفَاكُمُ اللَّهُ تَعَالى [ 5 ] مَؤُونَةَ دُنْيَاكُمْ ، وَ حَثَّكُمْ عَلَى الشُّكْرِ ، وَ افْتَرَضَ مِنْ أَلْسِنَتِكُمُ الذِّكْرَ ، وَ أَوْصَاكُمْ بِالتَّقْوى ، وَ جَعَلَهَا مُنْتَهى رِضَاهُ مِنْ عِبَادِهِ [ 6 ] ، وَ حَاجَتِهُ مِنْ خَلْقِهِ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي أَنْتُمْ بِعَيْنِهِ ، وَ نَوَاصيكُمْ بِيَدِهِ ، وَ تَقَلُّبُكُمْ في قَبْضَتِهِ ، إِنْ أَسْرَرْتُمْ عَلِمَهُ ، وَ إِنْ أَعْلَنْتُمْ كَتَبَهُ ، قَدْ وَكَّلَ بِذَلِكَ [ 7 ] حَفَظَةً كِرَاماً ، لا يُسْقِطُونَ حَقّاً ، وَ لا يُثْبِتُونَ بَاطِلاً .
وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً مِنَ الْفِتَنِ ، وَ نُوراً مِنَ الظُّلَمِ ، وَ يُخَلِّدْهُ فيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ ، وَ يُنْزِلْهُ مَنْزِلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَهُ ، في دَارٍ اصْطَنَعَهَا لِنَفْسِهِ ، ظِلُّهَا عَرْشُهُ ، وَ نُورُهَا بَهْجَتُهُ ، وَ زُوَّارُهَا مَلائِكَتُهُ ، وَ رُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ .
فَبَادِرُوا الْمَعَادَ ، وَ سَابِقُوا الآجَالَ ، فَإِنَّ النَّاسَ يُوشِكُ أَنْ يَنْقَطِعَ بِهِمُ الأَمَلُ ، وَ يَرْهَقَهُمُ الأَجَلُ ،
[ 8 ] من : ألا و إنّي إلى : على الزّاد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 28 .
[ 9 ] من : قد كفاكم إلى : باب التّوبة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 183 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] لم يستقم . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 38 . و نسخة الأسترابادي ص 36 . و نسخة عبده ص 125 .
[ 3 ] وعد صادق . ورد في البيان و التبيين ج 2 ص 27 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 265 .
و البداية و النهاية ج 8 ص 8 .
[ 4 ] البقرة ، 168 . و وردت الفقرة في البيان و التبيين ج 3 ص 220 . و العقد الفريد ج 3 ص 120 . و نثر الدرّ ج 1 ص 233 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 265 . و البداية و النهاية ج 8 ص 8 و كنز العمال ج 16 ص 203 . باختلاف بين المصادر .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 246 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق ص 248 .
[ 7 ] بكم . ورد في متن شرح ابن ميثم ج 3 ص 398 . و نسخة العطاردي ص 222 عن شرح فيض الإسلام .
[ 353 ]
وَ يُسَدَّ عَنْهُمْ بَابُ التَّوْبَةِ ، فَلاَ يَنْفَعُ نَفْساً إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمَانِهَا خَيْراً [ 1 ] .
أَلا [ 6 ] وَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ : [ 2 ] اتِّبَاعُ الْهَوى ، وَ طُولُ الأَمَلِ .
فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ .
وَ أَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ .
عِبَادَ اللَّهِ ، افْزَعُوا إِلى قَوَامِ دينِكُمْ بِإِقَامِ الصَّلاةِ لِوَقْتِهَا ، وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ لِحِلِّهَا ، وَ النَّصيحَةَ لإِمَامِكُمْ . وَ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ وَ الْخُشُوعِ لَهُ ، وَ صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَ خَوْفِ الْمَعَادِ ، وَ إِعْطَاءِ السَّائِلِ ، وَ إِكْرَامِ الضَّيْفِ .
وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَ اعْمَلُوا بِهِ .
وَ اصْدُقُوا الْحَديثَ وَ آثِرُوهُ .
وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِذَا عَاهَدْتُمْ .
وَ أَدُّوا الأَمَانَةَ إِذَا ائْتُمِنْتُمْ .
وَ ارْغَبُوا في ثَوَابِ اللَّهِ ، وَ ارْهَبُوا عِقَابَهُ .
وَ جَاهِدُوا في سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ .
وَ عَلَيْكُمْ بِالْخُضُوعِ وَ الْخُشُوعِ ، فَإِنَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَ مَا تُعْلِنُونَ [ 3 ] .
وَ تَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا مَا تُحْرِزُونَ [ 4 ] بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً مِنَ النَّارِ ، وَ اعْمَلُوا خَيْراً تُجْزَوْا خَيْراً يَوْمَ يَفُوزُ بِالْخَيْرِ مَنْ قَدَّمَ الْخَيْرَ [ 5 ] .
[ 6 ] من : و إنّ إلى : الأمل . و من : و تزوّدوا إلى : غدا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 28 .
[ 1 ] الأنعام ، 158 . و وردت الفقرة مع الآية في تفسير العياشي ج 1 ص 348 . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 106 . باختلاف .
[ 2 ] ورد في الكافي ج 2 ص 335 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 652 . و منهاج البراعة ج 4 ص 9 . و نهج السعادة ج 2 ص 432 ،
و ج 3 ص 219 .
[ 3 ] النحل ، 19 . و وردت الفقرات في الغارات ص 436 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 70 . و الكافي ج 2 ص 335 . و كنز العمال ج 16 ص 22 ، و ص 202 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 652 . و منهاج البراعة ج 4 ص 9 ، و ص 290 : و نهج السعادة ج 1 ص 494 ، و ج 2 ص 432 ، و ج 3 ص 219 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] تحوزون . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 25 . و هامش نسخة الآملي ص 26 . و نسخة العطاردي ص 37 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 5 ] ورد في الغارات ص 436 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 70 . و الجوهرة ص 81 . و نهج السعادة ج 3 ص 219 . باختلاف يسير .
[ 354 ]
[ 6 ] فَقَدْ أَصْبَحْتُمْ في مِثْلِ مَا سَأَلَ إِلَيْهِ الرَّجْعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ .
وَ أَنْتُمْ بَنُو سَبيلٍ ، عَلى سَفَرٍ مِنْ دَارٍ لَيْسَتْ بِدَارِكُمْ ، وَ قَدْ أُوذِنْتُمْ مِنْهَا بِالاِرْتِحَالِ ، وَ أُمِرْتُمْ فيهَا بِالزَّادِ .
[ 7 ] إِنَّ مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ تَعَالى فِي الذِّكْرِ الْحَكيمِ ، الَّتي عَلَيْهَا يُثيبُ وَ يُعَاقِبُ ، وَ لَهَا يَرْضى وَ يَسْخَطُ ، أَنَّهُ لا يَنْفَعُ عَبْداً ، وَ إِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ ، وَ أَخْلَصَ فِعْلَهُ ، وَ حَسَّنَ قَوْلَهُ ، وَ زَيَّنَ وَصْفَهُ ، وَ فَضَّلَهُ غَيْرُهُ [ 1 ] ، أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا لاقِياً رَبَّهُ بِخَصْلَةٍ مِنْ هذِهِ الْخِصَالِ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا :
أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ فيمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ .
أَوْ يَشْفِيَ غَيْظَهُ بِهَلاكِ نَفْسٍ .
أَوْ يُقِرَّ [ 2 ] بِأَمْرٍ فَعَلَهُ غَيْرُهُ ، أَوْ يَسُرَّهُ أَنْ يَحْمَدَهُ النَّاسُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مِنْ خَيْرٍ [ 3 ] .
أَوْ يَسْتَنْجِحَ حَاجَةً إِلَى النَّاسِ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ في دينِهِ .
أَوْ يَلْقَى النَّاسَ بِوَجْهَيْنِ ، أَوْ يَمْشِيَ فيهِمْ بِلِسَانَيْنِ ، وَ بِالتَّجَبُّرِ وَ الأُبَّهَةِ [ 4 ] .
إِعْقِلْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ الْمِثْلَ دَليلٌ عَلى شِبْهِهِ .
إِنَّ الْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا .
وَ إِنَّ السِّبَاعَ هَمُّهَا الْعُدْوَانُ عَلى غَيْرِهَا .
وَ إِنَّ النِّسَاءَ هَمُّهُنَّ زينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَ الْفَسَادُ فيهَا .
وَ إِنَّ الْمُؤْمِنينَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ .
إِنَّ الْمُؤْمِنينَ مُحْسِنُونَ [ 5 ] .
إِنَّ الْمُؤْمِنينَ مُسْتَكِينُونَ .
إِنَّ الْمُؤْمِنينَ مُشْفِقُونَ .
[ 6 ] من : فقد أصبحتم إلى : بالزّاد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 183 .
[ 7 ] من : إنّ من إلى : الفساد فيها . و من : و إنّ المؤمنين إلى : خائفون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 153 .
[ 1 ] ورد في تحف العقول للحرّاني ص 109 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 323 .
[ 2 ] يعرّ . ورد في نسخة الصالح ص 214 . و نسخة العطاردي ص 175 .
[ 3 ] ورد في تحف العقول ص 109 . و نهج السعادة ج 2 ص 323 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 108 عن مجموعة ورّام .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 232 .
[ 355 ]
إِنَّ الْمُؤْمِنينَ خَائِفُونَ .
إِنَّ الْمُؤْمِنينَ وَجِلُونَ [ 1 ] .
[ 7 ] نَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّنَا وَ رَبَّكُمْ أَنْ يَرْزُقَنَا وَ إِيَّاكُمْ [ 2 ] مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَ مُعَايَشَةَ السُّعَدَاءِ ، وَ مُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ وَ الأَبْرَارِ ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَ لَهُ ، وَ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .
أَقُولُ قَوْلي وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لي وَ لَكُمْ [ 3 ] .