وصية له عليه السلام ( 1 ) كتبها لزياد بن النضر الحارثي و شُريح بن هانئ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ إِلى زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ ، وَ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ .

سَلاَمٌ عَلَيْكُمَا .

فَإِنّي أَحْمُدُ إِلَيْكُمَا اللَّهَ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي قَدْ وَلَّيْتُ مُقَدِّمَتي زِيَادَ بْنَ النَّضْرِ وَ أَمَّرْتُهُ عَلَيْهَا ، وَ شُرَيْحٌ عَلى طَائِفَةٍ مِنْهَا أَميرٌ .

فَإِنْ جَمَعَكُمَا بَأْسٌ فَزِيَادُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ، وَ إِنِ افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا أَميرٌ عَلَى الطَّائِفَةِ الَّتي وَلَّيْتُهُ أَمْرَهَا .

وَ اعْلَمَا [ 1 ] [ 5 ] أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ ، وَ عُيُونُ الْمُقَدِّمَةِ طَلاَئِعُهُمْ .

فَإِذَا أَنْتُمَا خَرَجْتُمَا مِنْ بِلاَدِكُمَا ، وَ دَنَوْتُمَا مِنْ بِلاَدِ عَدُوِّكُمَا ، فَلاَ تَسْأَمَا [ 2 ] مِنْ تَوْجيهِ الطَّلاَئِعِ في كُلِّ نَاحِيَةٍ ، وَ مِنْ نَفْضِ الشِّعَابِ وَ الشَّجَرِ وَ الْخَمَرِ في كُلِّ جَانِبٍ ، كَيْلاَ يَغْتَرَّكُمَا [ 3 ] عَدُوٌّ ، أَوْ يَكُونَ لَهُمْ كَمينٌ .

وَ لاَ تُسَيِّرُنَّ الْكَتَائِبَ مِنْ لَدُنِ الصَّبَاحِ إِلَى [ 4 ] الْمَسَاءِ إِلاَّ عَلى تَعْبِئَةٍ وَ حَذَرٍ ، فَإِنْ دَهَمَكُمْ دَاهِمٌ ، أَوْ

[ 5 ] من : و اعلموا أنّ إلى : طلائعهم ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 11 .

[ 1 ] ورد في صفين ص 123 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 192 . و شرح ابن ميثم ج 4 ص 377 . و تحف العقول ص 135 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 و 578 . و منهاج البراعة ج 18 ص 63 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 91 . و نهج السعادة ج 4 ص 234 و ج 8 ص 328 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 223 عن الأخبار الطوال للدينوري . باختلاف يسير بين المصادر .

[ 2 ] تسكنا . ورد في شرح ابن ميثم ج 4 ص 377 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 . و ورد و اعلموا في نسخ النهج .

[ 3 ] يعتريكما . ورد في صفين ص 123 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 192 . و منهاج البراعة ج 18 ص 63 . و نهج السعادة ج 4 ص 234 و ج 8 ص 328 .

[ 4 ] و . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 3 ص 224 .

[ 946 ]

غَشِيَكُمْ مَكْرُوهٌ ، كُنْتُمْ قَدْ تَقَدَّمْتُمْ فِي التَّعْبِئَةِ [ 1 ] .

[ 8 ] فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ في قُبُلِ الأَشْرَافِ ، أَوْ سِفَاحِ الْجِبَالِ ، أَوْ أَثْنَاءِ الأَنْهَارِ ، كَيْمَا يَكُونُ لَكُمْ رِدْءاً ، وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً .

وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ .

وَ اجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ في صَيَاصِي الْجِبَالِ ، وَ بِمَنَاكِبِ الْهِضَابِ ، وَ بِأَعَالِي الشِّرَافِ ، يَرَوْنَ لَكُمْ [ 2 ] ،

لِئَلاَّ يَأْتيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ .

وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ ، فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَميعاً ، وَ إِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَميعاً .

وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَنَزَلْتُمْ [ 3 ] ، فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً [ 4 ] .

وَ اجْعَلُوا رُمَاتَكُمْ يَلُونَ تِرْسَتَكُمْ ، وَ رِمَاحَكُمْ يَلُونَهُمْ .

وَ مَا أَقَمْتُمْ فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، كَيْلاَ تُصَابَ مِنْكُمْ غَفْلَةٌ ، وَ لاَ تُلْفى لَكُمْ غِرَّةٌ ، فَمَا مِنْ قَوْمٍ حَفُّوا عَسْكَرَهُمْ بِرِمَاحِهِمْ وَ تِرْسَتِهِمْ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ كَانُوا كَأَنَّهُمْ في حُصُونٍ .

وَ احْرُسَا عَسْكَرَكُمَا بِأَنْفُسِكُمَا [ 5 ] ، وَ لاَ تَذُوقَا [ 6 ] النَّوْمَ حَتَّى تُصْبِحَا [ 7 ] إِلاَّ غِرَارَاً أَوْ مَضْمَضَةً ،

ثُمَّ لِيَكُنْ ذَلِكَ شَأْنُكُمَا وَ دَأْبُكُمَا حَتَّى تَنْتَهِيَا إِلى عَدُوِّكُمُا .

وَ لْيَكُنْ عَنْدي كُلَّ يَوْمٍ خَبَرُكُمَا ، وَ رَسُولٌ مِنْ قِبَلِكُمَا ، فَإِنّي ، وَ لاَ شَيْ‏ءَ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ، حَثيثُ السَّيْرِ في آثَارِكُمَا .

وَ عَلَيْكُمَا في حَرْبِكُمَا بِالتَّأَنّي وَ التُّؤْدَةِ ، وَ إِيَّاكُمَا وَ الْعَجَلَةَ ، إِلاَّ أَنْ تُمَكِّنَكُمَا فُرْصَةٌ بَعْدَ الاِعْذَارِ وَ الْحُجَّةِ .

[ 8 ] من : فإذا نزلتم إلى : كفّة . و : لا تذوقوا النّوم إلاّ غرارا و مضمضة ورد في كتب الشريف الرضي تحت الرقم 11 .

[ 1 ] ورد في صفين ص 123 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 192 . و شرح ابن ميثم ج 4 ص 377 . و تحف العقول ص 135 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 و 578 . و منهاج البراعة ج 18 ص 63 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 91 . و نهج السعادة ج 4 ص 234 و ج 8 ص 328 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 224 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 3 ] ورد في صفين ص 124 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 193 . و تحف العقول ص 135 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 .

و نهج السعادة ج 4 ص 237 و ج 8 ص 330 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 224 .

[ 4 ] جنّة . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 389 .

[ 5 ] ورد في صفين ص 124 . و شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 193 . و شرح ابن ميثم ج 4 ص 377 . و تحف العقول ص 135 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 441 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 91 . و نهج السعادة ج 4 ص 237 و ج 8 ص 330 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 224 . باختلاف بين المصادر .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . و ورد تذوقوا في نسخ النهج .

[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 947 ]

وَ إِيَّاكُمَا أَنْ تُقَاتِلاَ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْكُمَا ، إِلاَّ أَنْ تُبْدَءَا ، أَوْ يَأْتيَكُمَا أَمْري إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ [ 1 ] .