خطبة له عليه السلام ( 60 ) في الحضّ على الجهاد

لمّا بلغه أن أصحاب معاوية قد أغاروا على الأنبار بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 5 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمُتَجَلّي لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ ، وَ الظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ .

خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ ، إِذْ كَانَتِ الرَّوِيَّاتُ لا تَليقُ إِلاَّ بِذَوِي الضَّمَائِرِ ، وَ لَيْسَ بِذِي ضَميرٍ في نَفْسِهِ .

خَرَقَ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ [ 3 ] بَاطِنَ غَيْبِ السُّتُرَاتِ ، وَ أَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ السَّريرَاتِ .

[ 6 ] يَعْلَمُ عَجيجَ الْوُحُوشِ فِي الْفَلَوَاتِ ، وَ مَعَاصِيَ الْعِبَادِ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَ اخْتِلافَ النّينَانِ فِي الْبِحَارِ الْغَامِرَاتِ ، وَ تَلاطُمَ الْمَاءِ بِالرِّيَاحِ الْعَاصِفَاتِ .

وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَجيبُ اللَّهِ ، وَ سَفيرُ وَحْيِهِ ،

وَ رَسُولُ رَحْمَتِهِ ، اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الأَنْبِيَاءِ ، وَ مِشْكَاةِ الضِّيَاءِ ، وَ ذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ ، وَ سُرَّةِ الْبَطْحَاءِ ،

[ 4 ] اللّهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 25 .

[ 5 ] من : الحمد إلى : السّريرات . و من : اختاره إلى : الحيرة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 108 .

[ 6 ] من : يعلم إلى : رسول رحمته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 198 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 317 . و مروج الذهب ج 3 ص 150 . و الكامل ج 3 ص 254 و ج 4 ص 285 . و الإرشاد ص 148 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 391 . و كنز العمال ج 11 ص 362 و ج 13 ص 194 . و نهج السعادة ج 2 ص 641 و 642 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 25 . و نهج السعادة ج 2 ص 574 .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 395 .

[ 488 ]

وَ مَصَابيحِ الظُّلْمَةِ ، وَ يَنَابيعِ الْحِكْمَةِ .

طَبيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ ، قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ ، وَ أَحْمى [ 1 ] مَوَاسِمَهُ ، يَضَعُ مِنْ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ ،

مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ ، وَ آذَانٍ صُمٍّ ، وَ أَلْسِنَةٍ بُكْمٍ .

مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ ، وَ مَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ .

[ 7 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنّي أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ ، وَ إِلَيْهِ يَكُونُ مَعَادُكُمْ ،

وَ بِهِ نَجَاحُ طَلِبَتِكُمْ ، وَ إِلَيْهِ مُنْتَهى رَغْبَتِكُمْ ، وَ نَحْوَهُ قَصْدُ سَبيلِكُمْ ، وَ إِلَيْهِ مَرَامي مَفْزَعِكُمْ ، فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ ، وَ بَصَرُ عَمى أَفْئِدَتِكُمْ ، وَ شِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ [ 2 ] ، وَ صَلاحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ ،

وَ طُهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُمْ ، وَ جَلاءُ عَشَا [ 3 ] أَبْصَارِكُمْ ، وَ أَمْنُ فَزَعِ جَأْشِكُمْ ، وَ ضِيَاءُ سَوَادِ ظُلْمَتِكُمْ .

فَاجْعَلُوا طَاعَةَ اللَّهِ شِعَاراً دُونَ دِثَارِكُمْ ، وَ دَخيلاً دُونَ شِعَارِكُمْ ، وَ لَطيفاً بَيْنَ أَضْلاعِكُمْ ،

وَ أَميراً [ 4 ] فَوْقَ أُمُورِكُمْ ، وَ مَنْهَلاً لِحينِ وُرُودِكُمْ [ 5 ] ، وَ شَفيعاً لِدَرْكِ طَلِبَتِكُمْ ، وَ جُنَّةً لِيَوْمِ فَزَعِكُمْ ،

وَ مَصَابيحَ لِبُطُونِ قُبُورِكُمْ ، وَ سَكَناً لِطُولِ وَحْشَتِكُمْ ، وَ نَفَساً لِكُرَبِ مَوَاطِنِكُمْ .

فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ حِرْزٌ مِنْ مَتَالِفَ مُكْتَنِفَةٍ ، وَ مَخَارِفَ مُتَوَقَّعَةٍ ، وَ أَوَارِ نيرَانٍ مُوقَدَةٍ .

فَمَنْ أَخَذَ بِالتَّقْوى عَزَبَتْ عَنْهُ الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوِّهَا ، وَ احْلَوْلَتْ لَهُ الأُمُورُ بَعْدَ مَرَارَتِهَا ،

وَ انْفَرَجَتْ عَنْهُ الأَمْوَاجُ بَعْدَ تَرَاكُمِهَا ، وَ أَسْهَلَتْ لَهُ الصِّعَابُ بَعْدَ إِنْصَابِهَا [ 6 ] ، وَ هَطَلَتْ عَلَيْهِ الْكَرَامَةُ بَعْدَ قُحُوطِهَا ، وَ تَحَدَّبَتْ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ بَعْدَ نُفُورِهَا ، وَ تَفَجَّرَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ بَعْدَ نُضُوبِهَا ، وَ وَبَلَتْ عَلَيْهِ الْبَرَكَةُ بَعْدَ إِرْذَاذِهَا .

فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي نَفَعَكُمْ بِمَوْعِظَتِهِ ، وَ وَعَظَكُمْ بِرِسَالَتِهِ ، وَ امْتَنَّ عَلَيْكُمْ بِنِعْمَتِهِ ، فَعَبِّدُوا أَنْفُسَكُمْ لِعِبَادَتِهِ ، وَ اخْرُجُوا إِلَيْهِ مِنْ حَقِّ طَاعَتِهِ .

[ 7 ] من : أمّا بعد إلى : حكما لمن قضى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 198 .

[ 1 ] أمضى . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 87 .

[ 2 ] أجسامكم . ورد في

[ 3 ] غشاء . ورد في نسخة العام 400 ص 280 . و نسخة الآملي ص 172 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة الأندلس ) ج 2 ص 564 . و نسخة العطاردي ص 232 .

[ 4 ] أمرا . ورد في نسخة نصيري ص 130 .

[ 5 ] وردكم . ورد في نسخة العام 400 ص 280 . و نسخة ابن المؤدب ص 199 . و نسخة الآملي ص 172 . و نسخة الأسترابادي 324 .

[ 6 ] انصبابها . ورد في نسخة العام 400 ص 281 . و نسخة ابن المؤدب ص 199 . و نسخة نصيري ص 130 . و نسخة الآملي ص 172 .

[ 489 ]

ثُمَّ إِنَّ هذَا الإِسْلامَ دينُ اللَّهِ الَّذِي اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ ، وَ اصْطَنَعَهُ عَلى عَيْنِهِ ، وَ أَصْفَاهُ خِيَرَةَ خَلْقِهِ ، وَ أَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ، أَذَلَّ الأَدْيَانَ بِعِزَّهِ ، وَ وَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ ، وَ أَهَانَ أَعْدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ ،

وَ خَذَلَ مُحَادّيهِ بِنَصْرِهِ ، وَ هَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلالَةِ بِرُكْنِهِ ، وَ سَقى مَنْ عَطِشَ مِنْ حِيَاضِهِ ، وَ أَتْأَقَ الْحِيَاضَ بِمَوَاتِحِهِ .

ثُمَّ جَعَلَهُ لاَ انْفِصَامَ لِعُرْوَتِهِ ، وَ لا فَكَّ لِحَلْقَتِهِ ، وَ لاَ انْهِدَامَ لأَسَاسِهِ ، وَ لا زَوَالَ لِدَعَائِمِهِ ، وَ لاَ انْقِلاعَ لِشَجَرَتِهِ ، وَ لاَ انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ ، وَ لا عَفَاءَ لِشَرَائِعِهِ ، وَ لا جَذَّ [ 1 ] لِفُرُوعِهِ ، وَ لا ضَنْكَ لِطُرُقِهِ ، وَ لا وُعُوثَةَ لِسُهُولَتِهِ ، وَ لا سَوَادَ لِوَضْحِهِ ، وَ لا عِوَجَ لانْتِصَابِهِ ، وَ لا عَصَلَ في عُودِهِ ، وَ لا وَعَثَ لِفَجِّهِ ، وَ لاَ انْطِفَاءَ لِمَصَابيحِهِ [ 2 ] ، وَ لا مَرَارَةَ لِحَلاوَتِهِ .

فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ فِي الْحَقِّ أَسْنَاخَهَا ، وَ ثَبَّتَ لَهَا آسَاسَهَا [ 3 ] ، وَ يَنَابيعُ غَزُرَتْ عُيُونُهَا ،

وَ مَصَابيحُ شَبَّتْ [ 4 ] نيرَانُهَا ، وَ مَنَارٌ اقْتَدى بِهَا سُفَّارُهَا ، وَ أَعْلامٌ قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا ، وَ مَنَاهِلُ رُوِيَ بِهَا وُرَّادُهَا .

جَعَلَ اللَّهُ فيهِ مُنْتَهى رِضْوَانِهِ ، وَ ذِرْوَةَ دَعَائِمِهِ ، وَ سَنَامَ طَاعَتِهِ ، فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ وَثيقُ الأَرْكَانِ ،

رَفيعُ الْبُنْيَانِ ، مُنيرُ الْبُرْهَانِ ، مُضي‏ءُ النّيرَانِ ، عَزيزُ السُّلْطَانِ ، مُشْرِفُ [ 5 ] الْمَنَارِ ، مُعْوِذُ [ 6 ] الْمَثَارِ [ 7 ] .

فَشَرِّفُوهُ وَ اتَّبِعُوهُ ، وَ أَدُّوا إِلَيْهِ حَقَّهُ ، وَ ضَعُوهُ في مَوَاضِعِهِ .

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْحَقِّ حينَ دَنَا مِنَ الدُّنْيَا الاِنْقِطَاعُ ، وَ أَقْبَلَ مِنَ الآخِرَةِ الاِطِّلاعُ ، وَ أَظْلَمَتْ بَهْجَتُهَا بَعْدَ إِشْرَاقٍ ، وَ قَامَتْ بِأَهْلِهَا عَلى سَاقٍ ،

وَ خَشُنَ مِنْهَا مِهَادٌ ، وَ أَزِفَ مِنْهَا قِيَادٌ ، فِي انْقِطَاعٍ مِنْ مُدَّتِهَا ، وَ اقْتِرَابٍ مِنْ أَشْرَاطِهَا ، وَ تَصَرُّمٍ مِنْ أَهْلِهَا ، وَ انْفِصَامٍ مِنْ حَلْقَتِهَا ، وَ انْتِشَارٍ مِنْ سَبَبِهَا ، وَ عَفَاءٍ مِنْ أَعْلامِهَا ، وَ تَكَشُّفٍ مِنْ عَوْرَاتِهَا ،

[ 1 ] حزّ . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 199 .

[ 2 ] لمصباحه . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 282 . و نسخة عبده ص 454 .

[ 3 ] أسسها . ورد في متن شرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 3 ص 444 .

[ 4 ] شمّت . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 282 .

[ 5 ] مشرق . ورد في

[ 6 ] معوز . ورد في نسخة العام 400 ص 282 . و نسخة ابن المؤدب ص 200 . و نسخة نصيري ص 131 . و نسخة الآملي ص 174 . و نسخة الأسترابادي ص 326 . و متن منهاج البراعة ج 12 ص 284 . و نسخة عبده ص 454 . و نسخة العطاردي ص 234 .

[ 7 ] المنال . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 200 .

[ 490 ]

وَ قِصَرٍ مِنْ طُولِهَا .

جَعَلَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى بَلاغاً لِرِسَالَتِهِ ، وَ كَرَامَةً لأُمَّتِهِ ، وَ رَبيعاً لأَهْلِ زَمَانِهِ ، وَ رِفْعَةً لأَعْوَانِهِ ، وَ شَرَفاً لأَنْصَارِهِ .

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نَوراً لا تُطْفَأُ مَصَابيحُهُ ، وَ سِرَاجاً لا يَخْبُو تَوَقُّدُهُ ، وَ بَحْراً لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ ، وَ مِنْهَاجاً لا يُضِلُّ نَهْجُهُ ، وَ شُعَاعاً لا يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ ، وَ فُرْقَاناً لا يَخْمُدُ بُرْهَانُهُ ، وَ بُنْيَاناً لا تُهْدَمُ [ 1 ] أَرْكَانُهُ ، وَ شِفَاءً لا تُخْشى أَسْقَامُهُ ، وَ عِزّاً لا تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ ، وَ حَقّاً لا تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ .

فَهُوَ مَعْدِنُ الإيمَانِ وَ بُحْبُوحَتُهُ ، وَ يَنَابيعُ الْعِلْمِ وَ بُحُورُهُ ، وَ رِيَاضُ الْعَدْلِ وَ غُدْرَانُهُ ، وَ أَثَافِيُّ الإِسْلامِ وَ بُنْيَانُهُ ، وَ أَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَ غيطَانُهُ ، وَ بَحْرٌ لا يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ ، وَ عُيُونٌ لا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ ، وَ مَنَاهِلُ لا يُغيضُهَا الْوَارِدُونَ ، وَ مَنَازِلُ لا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ ، وَ أَعْلامٌ لا يَعْمى عَنْهَا السَّائِرُونَ ، وَ إِكَامٌ [ 2 ] لا يَجُوزُ عَنْهَا [ 3 ] الْقَاصِدُونَ .

جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالى رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ ، وَ رَبيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ ، وَ مَحَاجَّ [ 4 ] لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ ،

وَ دَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ [ 5 ] ، وَ نُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ ، وَ حَبْلاً وَثيقاً عُرْوَتُهُ ، وَ مَعْقِلاً مَنيعاً ذِرْوَتُهُ ، وَ عِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَ هُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَ عُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ ، وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ،

وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَ فَلَجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَ حَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ ، وَ مَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ ، وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَ جُنَّةً لِمَنِ اسْتَلأَمَ ، وَ عِلْماً لِمَنْ وَعى ، وَ حَديثاً لِمَنْ رَوى ، وَ حُكْماً لِمَنْ قَضى .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْتَعِدُّوا لِلْمَسيرِ إِلى عَدُوٍّ في جِهَادِهِ الْقُرْبَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَرَكُ الْوَسيلَةِ عِنْدَهُ [ 6 ] .

[ 8 ] إِسْتَعِدُّوا لِلْمَسيرِ إِلى قَوْمٍ حَيَارى عَنِ [ 7 ] الْحَقِّ لا يُبْصِرُونَهُ ، وَ مُوزَعينَ بِالْكُفْرِ

[ 8 ] من : إستعدّوا إلى : عن الطّريق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 125 .

[ 1 ] لا تنهدّ . ورد في نسخة نصيري ص 131 .

[ 2 ] آكام . ورد في نسخة العام 400 ص 284 . و نسخة ابن المؤدب ص 201 . و نسخة عبده ص 465 . و نسخة الصالح ص 316 .

و نسخة العطاردي ص 235 .

[ 3 ] إمام لا يجوز عنه . ورد في نسخة الأسترابادي ص 327 . و نسخة العطاردي ص 235 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .

[ 4 ] نجاحا . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 201 . و نسخة الأسترابادي ص 328 .

[ 5 ] دواء . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 284 .

[ 6 ] ورد في الغارات ص 22 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 379 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 170 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 67 .

و شرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 2 ص 78 . و الكامل ج 3 ص 224 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] في . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 67 .

[ 491 ]

وَ الْ [ 1 ] جَوْرِ [ 2 ] لا يَعْدِلُونَ بِهِ ، جُفَاةٍ عَنِ الْكِتَابِ ، نُكَّبٍ عَنِ الطَّريقِ [ 3 ] ، يَعْمَهُونَ فِي الطُّغْيَانِ ،

وَ يَعْكِسُونَ [ 4 ] في غَمْرَةِ الضَّلالِ ، وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ 1 ، وَ تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ ، وَ كَفى بِاللَّهِ وَكيلاً وَ كَفى بِاللَّهِ نَصيراً [ 6 ] .

[ ثم رفع عليه السلام يديه بالدعاء فقال : ] [ 9 ] اَللَّهُمَّ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ سَمِعَ مَقَالَتَنَا الْعَادِلَةَ غَيْرَ الْجَائِرَةِ ، وَ الْمُصْلِحَةَ فِي الدّينِ وَ الدُّنْيَا غَيْرَ الْمُفْسِدَةِ ، فَأَبى بَعْدَ سَمْعِهِ لَهَا إِلاَّ النُّكُوصَ عَنْ نُصْرَتِكَ ، وَ الاِبْطَاءَ عَنْ إِعْزَازِ دينِكَ ،

فَإِنَّا نَسْتَشْهِدُكَ عَلَيْهِ يَا أَكْبَرَ الشَّاهِدينَ شَهَادَةً ، وَ نَسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ جَميعَ مَا [ 7 ] أَسْكَنْتَهُ أَرْضَكَ وَ سموَاتِكَ .

ثُمَّ أَنْتَ بَعْدَهُ الْمُغْني عَنْ نَصْرِهِ ، وَ الآخِذُ لَهُ بِذَنْبِهِ .

ثم تركهم عليه السلام أياماً حتى أيس من أن يعملوا شيئاً ، فخطب فيهم فقال : . . .