بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ عَلى كُلِّ أَمْرٍ وَ حَالٍ ، فِي الْغُدُوِّ وَ الآصَالِ . وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ .
إِبْتَعَثَهُ لِلنَّاسِ كَافَّةً ، رَحْمَةً لِلْعِبَادِ ، وَ حَيَاةً لِلْبِلادِ ، حينَ امْتَلَأَتِ الأَرْضُ فِتْنَةً ، وَ اضْطَرَبَ حَبْلُهَا ،
وَ عُبِدَ الشَّيْطَانُ في أَكْنَافِهَا ، وَ اشْتَمَلَ عَدُوُّ اللَّهِ إِبْليسُ عَلى عَقَائِدِ أَهْلِهَا ، وَ النَّاسُ فِي اخْتِلافٍ ، وَ الْعَرَبُ بِشَرِّ الْمَنَازِلِ ، مُسْتَضيئُونَ لِلثَّاءَاتِ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ .
فَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّذي أَطْفَأَ اللَّهُ بِهِ نيرَانَهَا ، وَ أَخْمَدَ بِهِ شَرَارَهَا ، وَ نَزَعَ بِهِ أَوْتَادهَا ، وَ أَقَامَ بِهِ مَيْلَهَا .
إِمَامُ الْهُدى ، وَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ 1 ] .
فَلَقَدْ [ 2 ] [ 8 ] صَدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ ، وَ بَلَّغَ رِسَالَة رَبِّهِ ، فَلَمَّ [ 3 ] اللَّهُ بِهِ الصَّدْعَ ، وَ رَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ ،
وَ أَصْلَحَ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ ، وَ رَأَبَ بِهِ الثَّأْيَ ، وَ آمَنَ بِهِ السُّبُلَ ، وَ حَقَنَ بِهِ الدِّمَاءَ [ 4 ] ، وَ أَلَّفَ بِهِ بَيْنَ ذَوِي الأَرْحَامِ ، بَعْدَ [ 5 ] الإِحَنِ وَ [ 6 ] الْعَدَاوَةِ الْوَاغِرَةِ فِي الصُّدُورِ ، وَ الضَغَائِنِ الْقَادِحَةِ [ 7 ] فِي الْقُلُوبِ ، حَتَّى
[ 8 ] من : فصدع إلى : القلوب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 231 .
[ 1 ] ورد في العقد الفريد ج 5 ص 67 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 309 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 . و منهاج البراعة ج 3 ص 315 . و نهج السعادة ج 1 ص 296 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 309 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 . و منهاج البراعة ج 3 ص 315 . و نهج السعادة ج 1 ص 296 .
[ 3 ] فلأم به . ورد في
[ 4 ] ورد في العقد الفريد ج 5 ص 67 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 309 . و الاحتجاج ج 1 ص 161 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 . و منهاج البراعة ج 3 ص 316 . و ج 17 ص 31 و 32 . و نهج السعادة ج 1 ص 245 و ص 296 . باختلاف بين المصادر .
[ 5 ] و قطع به . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 5 ص 67 .
[ 6 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 386 . و منهاج البراعة ج 17 ص 32 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 93 . و نهج البلاغة الثاني ص 139 .
[ 7 ] الرّاسخة . ورد في الاحتجاج ج 1 ص 161 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 386 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 93 .
و نهج البلاغة الثاني ص 139 . و نهج السعادة ج 1 ص 245 .
[ 417 ]
أَتَاهُ الْيَقينُ .
ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ حَميداً ، مَشْكُوراً سَعْيُهُ ، مَرْضِيّاً عَمَلُهُ ، مَغْفُوراً ذَنْبُهُ ، كَريماً عِنْدَ اللَّهِ نُزُلُهُ . لَمْ يُقَصِّرْ فِي الْغَايَةِ الَّتي إِلَيْهَا أَدَّى الرِّسَالَةَ ، وَ لا بَلَّغَ شَيْئاً كَانَ فِي التَّقْصيرِ عَنْهُ الْقَصْدَ .
فَيَا لَهَا مُصيبَةً عَمَّتِ الْمُسْلِمينَ ، وَ خَصَّتِ الأَقْرَبينَ .
وَ كَانَ مِنْ بَعْدِهِ مَا كَانَ مِنَ التَّنَازُعِ فِي الإِمْرَةِ .
ثُمَّ اسْتَخْلَفَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ ، فَلَمْ يَأْلُ جُهْدَهُ . فَسَارَ بِسيرَةٍ رَضِيَهَا الْمُسْلِمُونَ .
ثُمَّ اسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ ، فَعَمِلَ بِطَريقِهِ ، ثُمَّ جَعَلَهَا شُورى بَيْنَ سِتَّةٍ .
ثُمَّ تَوَلَّى عُثْمَانُ فَنَالَ مِنْكُمْ وَ نِلْتُمْ مِنْهُ .
حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا عَرَفْتُمُوهُ ، أَتَيْتُمْ إِلَيْهِ فَقَتَلْتُمُوهُ [ 1 ] [ 3 ] فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْمَطَافيلِ عَلى أَوْلادِهَا تَقُولُونَ : الْبَيْعَةَ ، الْبَيْعَةَ .
فَقُلْتُ : لا أَفْعَلُ ، لا حَاجَةَ لي في ذَلِكَ .
فَقُلْتُمْ : بَلى ، لا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ .
فَقُلْتُ : لا ، وَ دَخَلْتُ مَنْزِلي .
فَاسْتَخْرَجْتُمُوني ، وَ [ 2 ] قَبَضْتُ كَفِّيَ فَبَسَطْتُمُوهَا ، وَ نَازَعْتُكُمْ يَدِيَ فَجَاذَبْتُمُوهَا ، وَ قُلْتُمْ : لا نَرْضى إِلاَّ بِكَ ، وَ لا نَجْتَمِعُ إِلاَّ عَلَيْكَ .
فَبَايَعْتُمُوني وَ أَنَا غَيْرُ مَسْرُورٍ بِذَلِكَ وَ لا جَذِلٍ .
أَلا وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ عَالِمٌ مِنْ فَوْقِ سَموَاتِهِ وَ عَرْشِهِ أَنّي كُنْتُ كَارِهاً لِلْحُكُومَةِ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
وَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ : مَا مِنْ وَالٍ يَلي مِنْ أَمْرِ أُمَّتي مِنْ بَعْدي ، إِلاَّ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أُقيمَ عَلى حَدِّ الصِّرَاطِ مَغْلُولَةً يَدَاهُ إِلى عُنُقِهِ عَلى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ الْمَلائِكَةُ
[ 3 ] من : فأقبلتم إلى : فجاذبتموها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 137 .
[ 1 ] ورد في العقد الفريد ج 5 ص 67 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 309 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 و ص 386 .
و الاحتجاج ج 1 ص 161 . و منهاج البراعة ج 3 ص 316 و ج 17 ص 31 و 32 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 93 . و نهج السعادة ج 1 ص 245 و ص 296 . و نهج البلاغة الثاني ص 139 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في العقد الفريد ج 5 ص 67 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 386 . و منهاج البراعة ج 3 ص 316 و ج 17 ص 31 و 32 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 94 . و نهج السعادة ج 1 ص 297 . و نهج البلاغة الثاني ص 139 . باختلاف بين المصادر .
[ 418 ]
كِتَابَهُ ، فَإِنْ كَانَ عَادِلاً أَنَجَاهُ اللَّهُ بِعَدْلِهِ ، وَ إِنْ كَانَ جَائِراً انْتَفَضَ بِهِ الصِّرَاطُ انْتِفَاضَةً تُزيلُ مَفَاصِلَهُ ،
حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ مَسيرَةَ مِائَةَ عَامٍ ، يَخْرُقُ بِهِ الصِّرَاطُ ، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَا يَتَّقيهَا بِهِ أَنْفُهُ وَ حُرُّ وَجْهِهِ .
لكِنّي لَمَّا اجْتَمَعَ عَلَيَّ مَلأُكُمْ ، نَظَرْتُ فَلَمْ يَسَعْني رَدُّكُمْ حَيْثُ اجْتَمَعْتُمْ ، فَبَايَعْتُمُونِي مُخْتَارينَ ،
وَ بَايَعَني في أَوَّلِكُمْ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ ، وَ أَنَا أَعْرِفُ الْغَدْرَ في وَجْهَيْهِمَا ، وَ النَّكْثَ في عَيْنَيْهِمَا .
ثُمَّ مَا لَبِثَا أَنِ اسْتَأْذَنَاني فِي الْعُمْرَةِ . فَأَعْلَمْتُهُمَا أَنْ لَيْسَ الْعُمْرَةَ يُريدَانِ ، وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُمَا أَرَادَا الْغَدْرَةَ .
فَجَدَّدْتُ عَلَيْهِمَا الْعَهْدَ فِي الطَّاعَةِ ، وَ أَنْ لا يَبْغِيَا لِلأُمَّةِ الْغَوَائِلَ ، فَعَاهَدَاني ثُمَّ لَمْ يَفِيَا لي ، وَ نَكَثَا بَيْعَتي ، وَ نَقَضَا عَهْدي ، فَسَارَا إِلى مَكَّةَ ، وَ اسْتَخَفَّا عَائِشَةَ وَ خَدَعَاهَا ، وَ شَخَصَ مَعَهُمَا أَبْنَاءُ الطُّلَقَاءِ ،
فَقَدِمَا الْبَصْرَةَ ، وَ قَدِ اجْتَمَعَ أَهْلُهَا عَلى طَاعَةِ اللَّهِ وَ بَيْعَتي ، فَدَعَوَاهُمْ إِلى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ خِلافي ، فَمَنْ أَطَاعَهُمَا مِنْهُمْ فَتَنُوهُ ، وَ مَنْ عَصَاهُمَا قَتَلُوهُ .
فَيَا عَجَباً لاسْتِقَامَتِهِمَا [ 1 ] لأَبي بَكْرٍ وَ عُمَرَ ، وَ بَغْيِهِمَا [ 2 ] عَلَيَّ .
وَ اللَّهِ إِنَّهُمَا لَيَعْلَمَانِ أَنّي لَسْتُ بِدُونِ أَحَدِ الرَّجُلَيْنِ [ 3 ] .
وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ لَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اغْضَبْ عَلَيْهِمَا بِمَا صَنَعَا في حَقّي ، وَ ظَفِّرْني بِهِمَا .
وَ قَدْ كَانَ مِنْ قَتْلِهِمْ حُكَيْمَ بْنَ جَبَلَّةَ مَا بَلَغَكُمْ ، وَ قَتْلِهِمُ السَّبَابَجَةَ ، وَ فِعْلِهِمْ بِعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ .
وَ اللَّهِ إِنّي مُنيتُ بِأَرْبَعَةٍ لَمْ يُمْنَ بِمِثْلِهِنَّ أَحَدٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
مُنيتُ بِأَدْهَى النَّاسِ وَ أَسْخَاهُمْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ .
وَ أَشْجَعِ النَّاسِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ .
وَ أَطْوَعِ النَّاسِ فِي النَّاسِ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ .
[ 1 ] لانقيادهما . ورد في الاحتجاج ج 1 ص 161 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 386 .
و منهاج البراعة ج 17 ص 33 و 34 .
[ 2 ] و خلافهما لي . ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] رجل ممّن قد مضى . ورد في التاريخ للطبري ج 3 ص 496 . و مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 314 .
و منهاج البراعة ج 17 ص 34 .
[ 419 ]
وَ أَسْرَعِ النَّاسِ إِلى فِتْنَةٍ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ [ 1 ] .
[ 11 ] وَ اللَّهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً ، وَ لا جَعَلُوا بَيْني وَ بَيْنَهُمْ نَصِفاً [ 2 ] ، وَ لاَ اسْتَأْثَرْتُ بِمَالٍ ، وَ لا مِلْتُ بِهَوىً [ 3 ] .
وَ إِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ ، وَ دَماً هُمْ سَفَكُوهُ ، فَإِنْ [ 4 ] كُنْتُ شَريكَهُمْ فيهِ ، كَمَا يَزْعُمُونَ [ 5 ] ،
فَإِنَّ لَهُمْ لَنَصيبَهُمْ [ 6 ] مِنْهُ ، وَ لَئِنْ [ 7 ] كَانُوا وَلُوهُ دُوني ، فَمَا التَّبِعَةُ إِلاَّ قِبَلَهُمْ [ 8 ] ، وَ مَا الطَّلِبَةُ إِلاَّ قَتْلَهُمْ [ 9 ] .
وَ إِنَّ أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلى أَنْفُسِهِمْ ، وَ إِنَّ أَوَّلَ عَدْلِهِمْ لَلْحُكْمُ عَلى أَنْفُسِهِمْ .
وَ لَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ كَتَبَ إِلَيْهِمَا مِنَ الشَّامِ كِتَاباً يَخْدَعُهُمَا فيهِ ، فَكَتَمَاهُ عَنّي ، وَ خَرَجَا يُوهِمَانِ الطَّغَامَ وَ الأَعْرَابَ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ بِدَمِ عُثْمَانَ ، وَ إِنَّ دَمَ عُثْمَانَ لَمَعْصُوبٌ بِهِمَا ، وَ مَطْلُوبٌ مِنْهُمَا .
وَ اللَّهِ إِنَّهُمَا لَعَلى ضَلالَةٍ صَمَّاءَ ، وَ جَهَالَةٍ عَمْيَاءَ .
وَا عَجَباً لِطَلْحَةَ ، أَلَّبَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ عَفَّانَ ، حَتَّى إِذَا قُتِلَ أَعْطَاني صَفْقَةَ يَمينِهِ طَائِعاً ، ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتي ، وَ طَفِقَ يَنْعَى ابْنَ عَفَّانَ ظَالِماً ، وَ جَاءَ يَطْلُبُني ، يَزْعُمُ ، بِدَمِهِ [ 10 ] .
[ 12 ] وَ اللَّهِ مَا اسْتَعْجَلَ مُتَجَرِّداً لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ إِلاَّ خَوْفاً مِنْ أَنْ يُطَالَبَ بِدَمِهِ ، لأَنَّهُ مَظِنَّتُهُ ،
[ 11 ] من : و اللّه إلى : حجّتهم لعلى أنفسهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 22 . و ورد باختلاف تحت الرقم 137 .
[ 12 ] من : و اللّه إلى : معاذيره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 174 .
[ 1 ] منية . ورد في الفتوح ج 2 ص 465 . و نهج السعادة ج 1 ص 259 و 271 . و وردت الفقرات في المصدرين السابقين ص 258 و ص 298 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 237 . و تاريخ الطبري ج 3 ص 496 . و العقد الفريد ج 5 ص 67 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 309 . و الاحتجاج ج 1 ص 161 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 386 . و منهاج البراعة ج 3 ص 316 و ج 17 ص 31 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 94 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 309 . و نهج البلاغة الثاني ص 140 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] نصفا . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 3 ] ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 259 .
[ 4 ] لئن . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 5 ] ورد في
[ 6 ] نصيبهم . ورد في نسخ النهج برواية الثانية .
[ 7 ] إن . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 8 ] عندهم . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 9 ] ورد في و ورد قبلهم . في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 10 ] ورد في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 310 . و منهاج البراعة ج 3 ص 316 و ج 17 ص 32 . و نهج السعادة ج 1 ص 299 و 310 .
باختلاف بين المصادر .
[ 420 ]
وَ لَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْهُ [ 1 ] ، فَأَرَادَ أَنْ يُغَالِطَ بِمَا أَجْلَبَ فيهِ ، لِيَلْتَبِسَ الأَمْرُ [ 2 ] ، وَ يَقَعَ الشَّكُّ .
وَ اللَّهِ مَا صَنَعَ في أَمْرِ عُثْمَانَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلاثٍ :
لَئِنْ كَانَ ابْنُ عَفَّانَ ظَالِماً ، كَمَا كَانَ يَزْعُمُ حينَ حَصَرَهُ وَ أَلَّبَ عَلَيْهِ [ 3 ] ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يُوَازِرَ قَاتِليهِ ، وَ أَنْ يُنَابِذَ نَاصِريهِ .
وَ لَئِنْ كَانَ في تِلْكَ الْحَالِ [ 4 ] مَظْلُوماً ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُنَهْنِهينَ عَنْهُ ،
وَ الْمُعَذِّرينَ فيهِ .
وَ لَئِنْ كَانَ في شَكٍّ مِنَ الْخَصْلَتَيْنِ ، لَقَدْ كَانَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُ وَ يَرْكُدَ جَانِباً ، وَ يَدَعَ النَّاسَ مَعَهُ .
فَمَا فَعَلَ وَاحِدَةً مِنَ الثَّلاثِ ، وَ جَاءَ بِأَمْرٍ لَمْ يُعْرَفْ بَابُهُ ، وَ لَمْ تَسْلَمْ مَعَاذيرُهُ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ افْتَرَضَ الْجِهَادَ فَعَظَّمَهُ ، وَ جَعَلَهُ نُصْرَتَهُ وَ نَاصِرَهُ .
وَ اللَّهِ مَا صَلُحَتِ الدُّنْيَا قَطُّ ، وَ لاَ الدّينُ ، إِلاَّ بِهِ [ 5 ] .
[ 10 ] أَلا وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ جَمَعَ [ 6 ] حِزْبَهُ ، وَ اسْتَجْلَبَ خَيْلَهُ وَ رَجِلَهُ [ 7 ] وَ مَنْ أَطَاعَهُ ، لِيَعُودَ لَهُ دينُهُ وَ سُنَّتُهُ ، وَ حَثَّ زينَتَهُ في ذَلِكَ وَ خُدَعَهُ وَ غُرُورَهُ [ 8 ] ، وَ يَنْظُرُ مَا يَأْتيهِ .
وَ قَدْ رَأَيْتُ أُمُوراً قَدْ تَحَصْحَصَتْ [ 9 ] .
[ 10 ] من : ألا و إنّ إلى : خيله و رجله ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 10 . و ورد مع اختلاف الرواية تحت الرقم 22 .
[ 1 ] أحرص منه عليه . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 152 .
[ 2 ] ليلبس الأمر . ورد في المصدر السابق . و هامش نسخة الآملي ص 149 . و نسخة عبده ص 373 .
[ 3 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق .
[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 134 . و جمهرة الإسلام ( مصور عن نسخة مخطوطة ) ص 188 أ . و شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 .
و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 377 و 390 . و منهاج البراعة ج 3 ص 312 و ج 17 ص 46 . و نهج السعادة ج 1 ص 258 و 302 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 309 . باختلاف يسير .
[ 6 ] ذمر لهما . ورد في نسخ النهج .
[ 7 ] منهما جلبه . ورد في نسخ النهج
[ 8 ] شبّه في ذلك و خدع . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 390 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 302 .
[ 9 ] تمخّضت . ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 377 . و منهاج البراعة ج 3 ص 312 .
و وردت الفقرة في المصدرين السابقين . و جمهرة الإسلام ص 188 أ . و نهج السعادة ج 1 ص 258 و 302 .
[ 421 ]
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ عَائِشَةَ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ مَعَهَا طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ ، وَ [ 1 ] [ 8 ] كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو الأَمْرَ لَهُ ، وَ يَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ .
أَمَّا طَلْحَةُ فَابْنُ عَمِّهَا ، وَ أَمَّا الزُّبَيْرُ فَخَتَنُهَا [ 2 ] .
لا يَمُتَّانِ إِلَى اللَّهِ بِحَبْلٍ ، وَ لا يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ .
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ ، وَ عَمَّا قَليلٍ يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ .
وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذي يُريدُونَ ، وَ لَنْ يَنَالُوا ذَلِكَ أَبَداً [ 3 ] ، لَيَنتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا ، وَ لَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلى هذَا .
وَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَاكِبَةَ الْجَمَلِ الأَحْمَرِ مَا تَقْطَعُ عَقَبَةً ، وَ لا تَحِلُّ عُقْدَةً ، وَ لاَ تَنْزِلُ مَنْزِلاً ، إِلاَّ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ سَخَطِهِ ، حَتَّى تُورِدَ نَفْسَهَا وَ مَنْ مَعَهَا مَوَارِدَ الْهَلَكَةِ .
إِي ، وَ اللَّهِ ، لَيُقْتَلَنَّ ثُلُثُهُمْ ، وَ لَيَهْرَبَنَّ ثُلُثُهُمْ ، وَ لَيَتُوبَنَّ ثُلُثُهُمْ .
وَ إِنَّهَا ، وَ اللَّهِ ، الَّتي تَنْبَحُهَا كِلابُ الْحَوْأَبِ .
فَهَلْ يَعْتَبِرُ مُعْتَبِرٌ ، وَ يَتَفَكَّرُ مُتَفَكِّرٌ ؟ [ 4 ] .
[ أَلا ] قَدْ قَامَتِ الْفِتْنَةُ وَ فيهَا [ 5 ] الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ .
فَأَيْنَ الْمُحْتَسِبُونَ ؟ .
أَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ ؟ [ 6 ] .
فَقَدْ سُنَّتْ لَهُمُ السُّنَنُ ، وَ قُدِّمَ لَهُمُ الْخِيَرُ [ 7 ] .
وَ لِكُلِّ ضَلَّةٍ عِلَّةٌ ، وَ لِكُلِّ نَاكِثٍ شُبْهَةٌ .
[ 9 ] وَ إِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لأَنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ .
[ 8 ] من : كلّ واحد إلى : على هذا . و من : قد قامت إلى : لكلّ ناكث شبهة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 148 .
[ 9 ] من : و إنّما إلى : العمى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 38 .
[ 1 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد . ج 1 ص 233 . و نهج السعادة ج 1 ص 250 . و نهج البلاغة الثاني ص 143 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و الإرشاد للمفيد ص 132 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 389 . باختلاف .
[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 7 ] ورد في و ورد الخبر في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 422 ]
فَأَمَّا أَوْليَاءُ اللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ فيهَا الْيَقينُ ، وَ دَليلُهُمْ سَمْتُ الْهُدى .
وَ أَمَّا أَعْدَاءُ اللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فيهَا إِلَى الضَّلالِ ، وَ دَليلُهُمُ الْعَمى .
[ 5 ] وَ اللَّهِ لا أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ ، يَسْمَعُ النَّاعي ، وَ يَحْضُرُ الْبَاكي ، ثُمَّ لا يَعْتَبِرُ .
[ 6 ] وَ لَقَدِ اسْتَثَبْتُهُمَا [ 1 ] قَبْلَ الْقِتَالِ ، وَ اسْتَأْنَيْتُ بِهِمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ ، فَغَمَطَا النِّعْمَةَ ، وَرَدَّا الْعَافِيَةَ . وَ أَيْمُ اللَّهِ لأَفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ ، لا يَصْدِرُونَ عَنْهُ بِرِيٍّ [ 2 ] ، وَ لا يَعُبُّونَ بَعْدَهُ في حَسْيٍ ، وَ لا يَلْقَوْنَ بَعْدَهُ رِيّاً أَبَداً .
نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَ عِتْرَةُ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ أَحَقُّ الْخَلْقِ بِسُلْطَانِ الرِّسَالَةِ ، وَ مَعْدِنِ الْكَرَامَةِ الَّتِي ابْتَدَأَ اللَّهُ بِهَا هذِهِ الأُمَّةِ ، وَ هذَا طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ لَيْسَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَ لا مِنْ ذُرِّيَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ لَيْسَا مِنْ هذَا الأَمْرِ بِسَبيلٍ ، حينَ رَأَيَا أَنَّ اللَّهَ قَدْ رَدَّ عَلَيْنَا حَقَّنَا بَعْدَ أَعْصُرٍ ، لَمْ يَصْبِرَا حَوْلاً كَامِلاً ، وَ لا شَهْراً وَاحِداً ، حَتَّى وَثَبَا عَلى دَأْبَ الْمَاضينَ قَبْلَهُمَا ، لِيَذْهَبَا بِحَقّي ، وَ يُفَرِّقَا جَمَاعَةَ الْمُسْلِمينَ عَنّي .
وَ اللَّهِ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، إِنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ عَائِشَةَ بَايَعُوني ، وَ نَكَثُوا بَيْعَتي ، وَ مَا اسْتَأْنَوْا فِيَّ حَتَّى يَعْرِفُوا جَوْري مِنْ عَدْلي .
وَ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنّي عَلَى الْحَقِّ ، وَ أَنَّهُمْ مُبْطِلُونَ .
وَ [ 3 ] [ 7 ] رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ ، وَ عِلْمُهُ مَعَهُ لا يَنْفَعُهُ .
وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكيلُ .
لا أَعْتَذِرُ مِمَّا فَعَلْتُ ، وَ لا أَتَبَرَّأُ مِمَّا صَنَعْتُ ، وَ مَا كَانَ مِنّي مَا أَخَافُ غَداً سُوءَ جَزَائِهِ [ 4 ] .
وَ إِنَّ مَعِيَ لَبَصيرَتي ، مَا لَبَسْتُ عَلى نَفْسي وَ لا لُبِّسَ عَلَيَّ .
[ 5 ] من : و اللّه إلى : لا يعتبر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 148 .
[ 6 ] من : و لقد إلى : حسي . و من : و إنّ معي إلى : عليّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 137 . و ورد مختلفا في الرواية تحت الرقم 10 .
[ 7 ] من : ربّ إلى : لا ينفعه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 107 .
[ 1 ] استتبتهما . ورد في نسخة العام 400 ص 160 . و نسخة الآملي ص 111 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 161 .
[ 2 ] و لا يعودون إليه . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .
[ 3 ] ورد في جمهرة الإسلام للشيزري ( مصوّرة عن نسخة مخطوطة ) ص 188 أ . و شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و منهاج البراعة ج 7 ص 214 و ج 17 ص 46 . و نهج السعادة ج 1 ص 279 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] ورد في الإرشاد ص 134 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 233 . و شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 377 . و منهاج البراعة ج 3 ص 312 . و نهج البلاغة الثاني ص 144 . باختلاف بين المصادر .
[ 423 ]
[ 10 ] وَ إِنَّهَا لَلْفِئَةُ النَّاكِثَةُ [ 1 ] الْبَاغِيَةُ ، فيهَا الْحَمَأُ وَ الْحُمَّةُ ، وَ الشُّبْهَةُ الْمُغْدِفَةُ ، وَ قَدْ طَالَتْ جَلْبَتُهَا ،
وَ أَمْكَنَتْ مِنْ دِرَّتِهَا [ 2 ] ، وَ انْكَفَّتْ جَوْنَتُهَا [ 3 ] .
وَ إِنَّ الأَمْرَ لَوَاضِحٌ ، [ 11 ] يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ ، وَ يُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُميتَتْ ، لِيَعُودَ الْجَوْرُ إِلى قِطَابِهِ [ 4 ] ، وَ يَرْجِعَ الْبَاطِلُ إِلى نِصَابِهِ .
فَ [ 5 ] يَا خَيْبَةَ الدَّاعي مَنْ دَعَا ؟ .
وَ إِلامَ أُجيبَ [ 6 ] ؟ .
لَوْ قيلَ لَهُ : إِلى مَنْ دَعْوَتُكَ ، وَ قيلَ لِلْمُجيبِ : مَنْ أَجَبْتَ ، وَ مَنْ إِمَامُكَ ، وَ مَا بَيِّنَتُهُ ؟ .
إِذَنْ ، وَ اللَّهِ ، [ 7 ] [ 12 ] قَدْ زَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ نِصَابِهِ [ 8 ] ، وَ انْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ شَغَبِهِ [ 9 ] .
وَ اللَّهِ مَا تَابَ إِلَيْهِمْ مَنْ قَتَلُوهُ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَ لا تَنَصَّلَ مِنْ خَطيئَتِهِ ، وَ لاَ اعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ فَعَذَرُوهُ ، وَ لا دَعَاهُمْ فَنَصَرُوهُ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنّي قَدْ رَاغَبْتُ هؤُلاءِ الْقَوْمِ وَ نَاشَدْتُهُمْ كَيْ يَرْعَوُوا ، أَوْ يَرْجِعُوا ، فَلَمْ يَفْعَلُوا وَ لَمْ يَسْتَجيبُوا .
[ ثُمَّ ] إِنّي أَتَيْتُ هؤُلاءِ الْقَوْمِ ، وَ وَبَّخْتُهُمْ بِنَكْثِهِمْ ، وَ عَرَّفْتُهُمْ بَغْيَهُمْ ، وَ دَعَوْتُهُمْ ، وَ احْتَجَجْتُ
[ 10 ] من : و إنّها إلى : لواضح ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 137 . و ورد مختلفا في الرواية تحت الرقم 10 .
[ 11 ] من : يرتضعون إلى : أجيب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 22 .
[ 12 ] من : قد زاح إلى : شغبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 137 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] طالت هينتها ، و أمكنت درّتها . ورد في نهج السعادة ج 1 ص 303 . و ورد هلبتها في المصدر السابق .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 377 . و منهاج البراعة ج 3 ص 312 و ج 17 ص 46 .
[ 4 ] أوطانه . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 18 . و نسخة عبده ص 113 . و نسخة العطاردي ص 29 .
[ 5 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 310 . و منهاج البراعة ج 17 ص 46 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 303 .
[ 6 ] يجيب . ورد في
[ 7 ] ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 390 . و منهاج البراعة ج 17 ص 46 .
[ 8 ] مقامه . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 390 . و منهاج البراعة للخوئي ج 17 ص 46 .
[ 9 ] و صمت عند الجواب لسانه ، و لكنّه عند زلّة ما أظنّ الطّريق له فيه واضح حيث نهج . ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 377 . و منهاج البراعة ج 3 ص 312 .
[ 424 ]
عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَسْتَجيبُوا .
وَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ هُدىً إِلى ضَلالٍ ، وَ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الرِّضَا وَ دَعَوْنَا إِلَى السَّخَطِ ، فَحَلَّ لَنَا وَ لَكُمْ رَدُّهُمْ إِلَى الْحَقِّ بِالْقِتَالِ ، وَ حَلَّ لَهُمْ بِقِصَاصِهِمُ الْقَتْلُ .
وَ قَدْ كَشَفُوا الآنَ الْقِنَاعَ ، وَ آذَنُوا بِالْحَرْبِ .
وَ [ 1 ] [ 8 ] قَدْ ، وَ اللَّهِ ، مَشَوْا إِلَيْكُمْ ضِرَاراً ، وَ أَذَاقُوكُمْ أَمَسَّ مِنَ الْجَمْرِ [ 2 ] ، وَ أَرْعَدُوا وَ أَبْرَقُوا ، وَ مَعَ هذَيْنِ الأَمْرَيْنِ الْفَشَلُ .
وَ لَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ ، وَ لا نُسيلُ حَتَّى نُمْطِرَ .
وَ قَامَ طَلْحَةُ بِالشَّتْمِ وَ الْقَدْحِ فِي أَدْيَانِكُمْ ، وَ لَسْنَا نُريدُ مِنْكُمْ أَنْ تَلْقُوهُمْ بِظُنُونِ مَا في نُفُوسِكُمْ عَلَيْهِمْ ، وَ لا بِمَا تَرَوْنَ في أَنْفُسِكُمْ لَنَا [ 3 ] .
[ 9 ] وَ إِنّي لَرَاضٍ بِحُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَ عِلْمِهِ فيهِمْ .
وَ إِنّي مَعَ هذَا لَدَاعيهِمْ ، وَ مُعَذِّرٌ إِلَيْهِمْ ، فَإِنْ تَابُوا وَ قَبِلُوا ، وَ أَجَابُوا وَ أَنَابُوا ، فَالتَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ [ 4 ] ،
وَ الْحَقُّ أَوْلى مَا أَنْصَرِفُ إِلَيْهِ ، وَ لَيْسَ عَلَى اللَّهِ كُفْرَانٌ [ 5 ] ، وَ إِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ السَّيْفِ ، وَ كَفى بِهِ شَافِياً مِنَ الْبَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلْحَقِّ [ 6 ] .
وَ مِنَ الْعَجَبِ بَعْثَتُهُمْ [ 7 ] إِلَيَّ أَنِ ابْرُزْ لِلطِّعَانِ ، وَ أَنِ اصْبِرْ لِلْجِلادِ ، وَ إِنَّمَا تُمَنّيكَ نَفْسُكَ أَمَانِيَّ
[ 8 ] من : و قد أرعدوا إلى : نمطر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 9 .
[ 9 ] من : و إنّي إلى : فيهم . و من : و إن أبوا إلى : بالضّرب . ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 22 .
[ 1 ] ورد في الفتوح ج 2 ص 468 . و المناقب للخوارزمي ص 117 . و جمهرة الإسلام ( مصورا عن نسخة مخطوطة ) ص 188 أ .
و أمالي الطوسي ص 172 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 306 . و شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 و 404 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 و ج 17 ص 51 . و نهج السعادة ج 1 ص 309 و 314 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 419 . و نهج البلاغة الثاني ص 176 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 17 ص 52 .
[ 4 ] مبذولة . ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و نهج السعادة ج 1 ص 305 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 .
[ 5 ] و ليس عليّ كفيل . ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 و ج 17 ص 46 . و وردت الفقرة في المصادر السابقة . و جمهرة الإسلام ( مصورا عن نسخة مخطوطة ) ص 188 أ . و نهج السعادة ج 1 ص 305 .
[ 6 ] شافيا من باطل ، و ناصرا لمؤمن . ورد في شرح ابن ميثم ج 1 ص 333 . و جمهرة الإسلام ( مصورا عن نسخة مخطوطة ) ص 188 أ . و منهاج البراعة ج 17 ص 46 .
[ 7 ] بعثهم . ورد في نسخ النهج .
[ 425 ]
الْبَاطِلِ ، وَ تَعِدُكَ الْغُرُورَ .
أَلا [ 1 ] هَبِلَتْهُمُ الْهَبُولُ [ 2 ] . [ 8 ] لَقَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ ، وَ لا أُرَهَّبُ بِالضَرْبِ .
وَ لَقَدْ أَنْصَفَ الْقَارَّةَ مَنْ رَامَاهَا .
فَلِغَيْري فَلْيُرْعِدُوا وَلْيُبْرِقُوا ، فَقَدْ رَأَوْني قَديماً ، وَ عَرَفُوا نِكَايَتي ، فَكَيْفَ رَأَوْني ؟ .
أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الَّذي فَلَلْتُ حَدَّ الْمُشْرِكينَ ، وَ فَرَّقْتُ جَمَاعَتَهُمْ ، وَ بِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقى عَدُوِّيَ الْيَوْمَ [ 3 ] .
[ 9 ] وَ إِنّي [ 4 ] لَعَلى مَا قَدْ وَعَدَني رَبِّي مِنَ النَّصْرِ وَ التَأْييدِ وَ الظَّفَرِ ، وَ لَ [ 5 ] عَلى يَقينٍ مِنْ رَبِّي ،
وَ غَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ ديني [ 6 ] .
فَإِذَا لَقيتُمُ الْقَوْمَ غَداً فَاعْذُرُوا بِالدُّعَاءِ ، وَ أَحْسِنُوا فِي التَّقِيَّةِ ، وَ اسْتَعينُوا اللَّهَ ، وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ .
ثم رفع أمير المؤمنين عليه السلام يديه فدعا على طلحة و الزبير و قال :
اَللَّهُمَّ احْكُمْ عَلَيْهِمَا بِمَا صَنَعَا في حَقّي ، وَ صَغَّرَا مِنْ أَمْري ، وَ ظَفِّرْني بِهِمَا .
اَللَّهُمَّ خُذْهُمَا بِمَا عَمِلا أَخْذَةً رَابِيَةً ، وَ لا تُنْعِشْ لَهُمَا صَرْعَةً ، وَ لا تُقِلْهُمَا عَثْرَةً ، وَ لا تُمْهِلْهُمَا فَوَاقاً [ 7 ] .
[ 8 ] من : لقد كنت إلى من النّصر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 174 .
[ 9 ] و من : و إنّي إلى : ديني ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 22 .
[ 1 ] ورد في أمالي الطوسي ص 172 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 306 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 . و نهج البلاغة الثاني ص 176 . باختلاف يسير .
[ 2 ] فلأمّهم الهبل . ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 405 . و منهاج البراعة ج 17 ص 47 . و نهج السعادة ج 1 ص 309 .
[ 3 ] ورد في الفتوح ج 2 ص 468 . و المناقب للخوارزمي ص 117 . و أمالي الطوسي ص 172 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 306 .
و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 و ج 17 ص 47 . و نهج السعادة ج 1 ص 309 و 314 . و نهج البلاغة الثاني ص 176 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] أنا . ورد في نسخ النهج .
[ 5 ] ورد في أمالي الطوسي ص 172 . و شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 306 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 387 . و منهاج البراعة ج 3 ص 313 و ج 17 ص 47 . و نهج السعادة ج 1 ص 309 و 314 . و نهج البلاغة الثاني ص 176 .
[ 6 ] أمري . ورد في أمالي الطوسي ص 172 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 378 . و منهاج البراعة ج 17 ص 47 . و نهج السعادة ج 1 ص 310 .
[ 7 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 . و منهاج البراعة ج 3 ص 314 و ج 17 ص 33 و 52 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 94 . و نهج السعادة ج 1 ص 247 و 255 . باختلاف بين المصادر .
[ 426 ]
[ 8 ] اَللَّهُمَّ إِنَّهُمَا [ 1 ] قَطَعَاني وَ ظَلَمَاني ، وَ أَلَّبَا النَّاسَ عَلَيَّ ، وَ نَكَثَا بَيْعَتي ، فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا ، وَ لا تُحْكِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا [ 2 ] ، وَ لا تَغْفِرْ لَهُمَا أَبَداً ، وَ أَرِهِمَا الْمَسَاءَةَ فيمَا أَمِلا وَ عَمِلا [ 3 ] .
اَللَّهُمَّ إِنّي أَقْتَضيكَ وَعْدَكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ : وَ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ .
اَللَّهُمَّ فَأَنْجِزْ لي مَوْعِدي ، وَ لا تَكِلْني إِلى نَفْسي ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ [ 4 ] .
[ 9 ] فقام الحارث بن حوط فقال : أتراني أظن أن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ .
فقال عليه السّلام :
يَا حَارِثُ ، إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ ، وَ لَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ ، فَحِرْتَ [ 5 ] عَنِ الْحَقِّ [ 6 ] .
يَا حَارِثُ ، إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَبَاهُ ، وَ لَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ .
إِنَّ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ لا يُعْرَفَانِ بِأَقْدَارِ الرِّجَالِ ، وَ إِعْمَالِ الظَّنِّ ، وَ لكِنِ اعْرِفِ الْحَقَّ بِاتِّبَاعِ مَنِ اتَّبَعَهُ ،
وَ الْبَاطِلَ بِاجْتِنَابِ مَنِ اتَّبَعَهُ [ 7 ] .
فقال الحارث : فإني أعتزل مع سعيد بن مالك و عبد الله بن عمر .
فقال عليه السلام :
[ 8 ] من : اللّهمّ إلى : و عملا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 137 .
[ 9 ] من : أتراني إلى : لم يخذلا الباطل ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 262 . و : خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل ورد في الحكم تحت الرقم 18 .
[ 1 ] انّ طلحة و الزّبير . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 316 . و نهج السعادة للمحمودي ج 1 ص 300 .
[ 2 ] لا تبرم ما قد أحكما . ورد في البداية و النهاية ج 7 ص 246 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 314 . و منهاج البراعة ج 17 ص 34 . باختلاف يسير .
[ 3 ] اللّهمّ إنّ طلحة بن عبيد اللّه أعطاني صفقة يمينه طائعا ، ثمّ نكث بيعتي ، و ألّب على عثمان حتّى قتله ثمّ عضهني به ورماني ، اللّهمّ فعاجله و لا تمهله .
اللّهمّ إنّ الزّبير بن العوّام قطع رحمي ، و نكث بيعتي ، و ظاهر عليّ عدوّي ، و نصب لي الحرب ، و هو يعلم أنّه ظالم لي ، اللّهمّ فاكفنيه كيف شئت ، و أنّى شئت ورد في الفتوح ج 2 ص 468 . و المناقب للخوارزمي ص 118 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 314 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 404 . و منهاج البراعة ج 17 ص 47 .
باختلاف يسير .
[ 4 ] ورد في البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 379 . و منهاج البراعة ج 3 ص 314 . و نهج السعادة ج 1 ص 255 .
[ 5 ] فجرت . ورد في نسخة العام 400 ص 477 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 412 . و نسخة العطاردي ص 461 . و ورد فجزت في نسخة العطاردي ص 461 عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند .
[ 6 ] ورد في البحار للمجلسي ج 22 ص 105 .
[ 7 ] ورد في المصدر السابق . و أنساب الأشراف ج 2 ص 238 . و 274 . و نهج السعادة ج 1 ص 312 . باختلاف يسير .
[ 427 ]
إِنَّ سَعيداً وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ ، وَ لَمْ يَخْذُلاَ الْبَاطِلَ [ 1 ] .
مَتى كَانَا إِمَامَيْنِ فِي الْخَيْرِ فَيُتَّبَعَانِ ؟ [ 2 ] .