كلام له عليه السلام ( 144 ) كلّم به الخوارج

لمّا قالوا له : انّا حكّمنا ، فلمّا حكّمنا أثمنا ، و كنّا بذلك كافرين . و قد تُبنا . فإن تُبتَ كما تُبنا فنحن منك و معك .

فقال عليه السلام :

[ 6 ] أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ ، وَ لاَ بَقِيَ مِنْكُمْ آبِرٌ [ 2 ] ، أَبَعْدَ إيمَاني بِاللَّهِ ، وَ جِهَادي في سَبيلِ اللَّهِ ،

وَ هِجْرَتي [ 3 ] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ التَّفَقُّهِ في دينِ اللَّهِ ، أَبُوءُ وَ [ 4 ] أَشْهَدُ عَلى

[ 5 ] من : للبرج إلى : الماعز ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 184 .

[ 6 ] من : أصابكم إلى : المهتدين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 58 .

[ 1 ] الأنعام ، 67 . و وردت الفقرات في دعائم الإسلام ج 1 ص 393 . و شرح الأخبار ج 2 ص 9 . و الكامل ج 3 ص 213 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 53 . و البداية و النهاية ج 7 ص 292 . و كنز العمال ج 11 ص 300 . و نهج السعادة ج 2 ص 342 . باختلاف .

[ 2 ] آثر . ورد في نسخ النهج برواية أخرى . و ورد آبز في نسخة النهج برواية أخرى . و ورد وابر في مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 36 .

[ 3 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 96 . المستدرك لكاشف الغطاء ص 55 . و نهج البلاغة الثاني ص 177 .

باختلاف يسير .

[ 4 ] ورد في الإمامة و السياسة لابن قتيبة ج 1 ص 168 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 555 . باختلاف بين المصادر .

[ 671 ]

نَفْسِي بِالْكُفْرِ [ 1 ] ؟ .

قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدينَ 1 .

فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ ارْتَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، أَوْ ضَلَلْتُ مُنْذُ اهْتَدَيْتُ .

بَلْ بِنَا هَدَاكُمُ اللَّهُ مِنَ الضَّلاَلَةِ ، وَ اسْتَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الْجَهَالَةِ .

نَحْنُ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ ، وَ عُنْصُرُ الرَّحْمِ ، وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ .

نَحْنُ دُعَاةُ الْحَقِّ ، وَ أَئِمَّةُ الْخَلْقِ ، وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ [ 3 ] .

[ 7 ] نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطى ، [ وَ ] أُفُقُ الْحِجَازِ ، بِنَا [ 4 ] يَلْحَقُ التَّالِي الْبَطي‏ءُ ، وَ إِلَيْنَا [ 5 ] يَرْجِعُ الْغَالِي التَّائِبُ .

طَريقُنَا الْقَصْدُ ، وَ أَمْرُنَا الرُّشْدُ ، مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا لَحِقَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا مُحِقَ ، وَ مَنِ اتَّبَعَ أَمْرَنَا سَبَقَ ، وَ مَنْ سَلَكَ غَيْرَ سَبيلِنَا سُحِقَ ، وَ مَنْ رَكِبَ غَيْرَ سَفينَتِنَا غَرِقَ .

إِنَّ لِمُحِبّينَا أَفْوَاجٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَ إِنَّ لِمُبْغِضينَا أَفْوَاجٌ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 6 ] .

[ 8 ] وَ إِنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ ، وَ يُميتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ .

وَ إِحْيَاؤُهُ الاِجْتِمَاعُ عَلَيْهِ . وَ إِمَاتَتُهُ الاِفْتِرَاقُ عَنْهُ .

فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ ، وَ إِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا .

فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَزْعُمُوا أَنّي أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ ، فَلِمَ تُضَلِّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِضَلاَلي ، وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَأِي ، وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبي ، سُيُوفُكُمْ عَلى عَوَاتِقِكُمْ ، تَضَعُونَهَا

[ 7 ] من : نحن إلى : الغالي ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 109 .

[ 8 ] من : و إنّما حكّم إلى : به تيهه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 127 .

[ 1 ] بالضّلالة . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 338 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 179 .

-----------
( 1 ) الأنعام ، 56 .

[ 3 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 354 . و غرر الحكم ج 2 ص 779 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 556 . و نهج السعادة ج 2 ص 338 . و نهج البلاغة الثاني ص 179 . باختلاف بين المصادر .

[ 4 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 556 . و ورد بها في نسخ النهج .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 59 . و ورد إليها في نسخ النهج .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 581 و 622 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 556 . و المصباح ج 3 ص 307 عن تفسير بن فرات . باختلاف بين المصادر .

[ 672 ]

مَوَاضِعَ الْبُرْءِ [ 1 ] وَ السُّقْمِ ، وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ ؟ .

وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رَجَمَ الزَّانِيَ الْمُحْصَنَ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ،

ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ . وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ ، وَ وَرَّثَ ميرَاثَهُ أَهْلَهُ . وَ قَطَعَ يَدَ السَّارِقَ . وَ جَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ الْمُحْصَنِ ، ثُمَّ قَسَّمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْ‏ءِ ، وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ .

فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذُنُوبِهِمْ ، وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فيهِمْ ، وَ لَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الإِسْلاَمِ ، وَ لَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ .

ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ ، وَ مَنْ رَمى بِهِ الشَّيْطَانُ مَرَامِيَهِ ، وَ ضَرَبَ بِهِ تيهَهُ .

وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، وَ تَرَدَّى بِالْعَظَمَةِ [ 2 ] ، [ 9 ] لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفي هذَا عَلى أَنْ يُبْغِضَني مَا أَبْغَضَني . وَ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا [ 3 ] عَلَى الْمُنَافِقِ عَلى أَنْ يُحِبَّني مَا أَحَبَّني . وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضى [ 4 ] عَلى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، إِنَّهُ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ [ 5 ] إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَ لَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ يُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ .

[ وَ لَقَد ] دَعَاني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ فيكَ مَثَلاً مِنْ عيسىَ بْنِ مَرْيَمَ ، أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ فَهَلَكُوا ، وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتي لَيْسَ بِهَا فَهَلَكُوا . أَمَا وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لاَ كُذِبْتُ ، وَ لاَ ضَلَلْتُ وَ لاَ ضُلَّ بي ، وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرى .

أَلاَ وَ إِنَّهُ [ 6 ] [ 10 ] سَيَهْلِكُ [ 7 ] [ 11 ] فِيَّ صِنْفَانِ [ 8 ] :

[ 9 ] من : لو ضربت إلى : منافق ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 45 .

[ 10 ] من : سيهلك فيّ إلى : عمامتي هذه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 127 .

[ 11 ] من : هلك فيّ رجلان إلى : مبغض قال ورد في حكم الرضي تحت الرقم 117 . و ورد باختلاف العبارة تحت الرقم 469 .

[ 1 ] البراءة . ورد في نسخة العام 400 ص 149 . و نسخة ابن المؤدب ص 107 . و نسخة نصيري ص 68 . و نسخة الآملي ص 104 .

[ 2 ] ورد في الغارات ص 356 . و مناقب ابن المغازلي ص 186 . و ينابيع المودة ص 48 . و البحار ج 39 ص 255 و 284 . باختلاف .

[ 3 ] بحذافيرها . ورد في الغارات للثقفي ص 28 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 127 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 627 .

و نهج السعادة ج 2 ص 589 . و نهج البلاغة الثاني ص 113 .

[ 4 ] قضاء قضاه اللّه تعالى . ورد في الإرشاد للمفيد ص 25 .

[ 5 ] كافر . ورد في الغارات للثقفي ص 28 .

[ 6 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 121 . و مناقب ابن المغازلي ص 188 . و الإرشاد ص 25 . و مناقب الخوارزمي ص 233 . و شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 196 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 119 و ج 3 ص 239 . و كفاية الطالب ص 339 . و البداية و النهاية ج 7 ص 368 . و ذخائر العقبى ص 92 . و تاريخ الخلفاء ص 368 . و البحار ج 27 ص 230 ، و ( مجلد قديم ) ج 8 ص 627 . و نهج السعادة ج 2 ص 589 و 715 . و نهج البلاغة الثاني ص 114 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] هلك . يهلك . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 8 ] رجلان . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 673 ]

مُحِبٌّ مُفْرِطٌ غَالٍ ، يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلى غَيْرِ الْحَقِّ .

وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ قَالٍ [ 1 ] يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلى غَيْرِ الْحَقِّ .

وَ خَيْرُ النَّاسِ فِيَّ حَالاً النَّمَطُ الأَوْسَطُ ، فَالْزَمُوهُ .

وَ الْزَمُوا السَّوَادَ الأَعْظَمَ ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ [ 2 ] الْجَمَاعَةِ .

وَ إِيَّاكُمْ وَ الْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشَّاذَّ عَنِ الْحَقِّ [ 3 ] مِنَ النَّاسِ لِلشَّيْطَانِ ، كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ [ 4 ] مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ .

أَلاَ مَنْ دَعَا إِلى هذَا الشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ ، وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتي هذِهِ .