يذكر فيها رسول اللّه و أهل بيته عليهم السلام و فيها إخبار بسلطان بني أمية و زواله و ظهور القائم عجل اللّه تعالى فرجه الشريف بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ .
كَانَ حَيّاً بِلاَ « كَيْفَ » ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ « كَانَ » ، وَ لاَ كَانَ لِكَانِهِ « كَيْفَ » ، وَ لاَ كَانَ لَهُ « أَيْنَ » ، وَ لاَ كَانَ في شَيْءٍ ، وَ لاَ كَانَ عَلى شَيْءٍ ، وَ لاَ ابْتَدَعَ لِكَانِهِ مَكَاناً ، وَ لاَ قَوِيَ بَعْدَ مَا كَوَّنَ شَيْئاً ، وَ لاَ كَانَ ضَعيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً ، وَ لاَ كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ الاِبْتِدَاعِ ، وَ لاَ كَانَ خُلْواً عَنِ الْمُلْكِ قَبْلَ الاِنْشَاءِ ، وَ لاَ يَكُونُ خُلْواً مِنْهُ بَعْدَ الذَّهَابِ .
كَانَ إِلهاً حَيّاً بِلاَ حَيَاةٍ ، وَ مَالِكاً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً ، وَ مَالِكاً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ .
وَ لَيْسَ يَكُونُ للَّهِ « كَيْفَ » وَ لاَ « أَيْنَ » ، وَ لاَ حَدٌّ يُعْرَفُ ، وَ لاَ شَيْءَ يَشْبَهُهُ .
وَ لاَ يَهْرَمُ لِطُولِ بَقَائِهِ ، وَ لاَ يَضْعُفُ لِذَعْرَةٍ ، وَ لاَ يَخَافُ كَمَا تَخَافُ خَليقَتُهُ مِنْ شَيْءٍ ، وَ لكِنْ سَميعٌ بِغَيْرِ سَمْعٍ ، وَ بَصيرٌ بِغَيْرِ بَصَرٍ ، وَ قَوِيٌّ بِغَيْرِ قُوَّةٍ مِنْ خَلْقِهِ .
لاَ تُدْرِكُهُ حَدْقُ النَّاظِرينَ ، وَ لاَ يُحيطُ بِهِ سَمْعُ السَّامِعينَ .
إِذَا أَرادَ شَيْئاً كَانِ ، بِلاَ مَشُوِرَةٍ وَ لاَ مُظَاهَرَةٍ وَ لاَ مُخَابَرَةٍ ، وَ لاَ يَسْأَلُ أَحَداً عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ أَرَادَهُ .
لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارُ وَ هُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ [ 3 ] .
[ 3 ] من : فانفذوا إلى : أستغفر اللّه لي و لكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 197 .
[ 1 ] ورد في إرشاد القلوب للديلمي ج 2 ص 225 .
[ 2 ] الأنعام ، 103 . و وردت الفقرات في الكافي ج 2 ص 26 . و البحار ج 28 ص 240 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 25 . و نهج البلاغة الثاني ص 41 .
[ 251 ]
[ 7 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ النَّاشِرِ فِي الْخَلْقِ فَضْلَهُ ، وَ الْبَاسِطِ فيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ ، نَحْمَدُهُ في جَميعِ أُمُورِهِ ،
وَ نَسْتَعينُهُ عَلى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ .
وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً ، وَ بِذِكْرِهِ نَاطِقاً ،
فَأَدَّى [ 1 ] ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، الرِّسَالَةَ أَميناً ، وَ مَضى [ 2 ] رَشيداً .
وَ خَلَّفَ فينَا رَايَةَ الْحَقِّ ، مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ [ 3 ] عَنْهَا زَهَقَ ، وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ ، دَليلُهَا مَكيثُ الْكَلاَمِ ، بَطيءُ الْقِيَامِ ، سَريعٌ إِذَا قَامَ .
فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ ، وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ ، جَاءَهُ الْمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ .
[ 8 ] حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الأَعْقَابِ ، وَ غَالَتْهُمُ السُّبُلُ ، وَ اتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ ، وَ وَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ ، وَ هَجَرُوا السَّبَبَ [ 4 ] الَّذي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ ، وَ نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ .
فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اللَّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ ، وَ يَضُمُّ نَشْرَكُمْ .
فَلاَ تَطْمَعُوا [ 5 ] في غَيْرِ مُقْبِلٍ ، وَ لاَ تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ ، فَإِنَّ الْمُدْبِرَ عَسى أَنْ تَزِلَّ إِحْدى قَائِمَتَيْهِ ،
وَ تَثْبُتَ الأُخْرى ، فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَميعاً .
[ 9 ] أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّاري دَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ بَعْدِ تَمْهيلٍ وَ رَخَاءٍ ، وَ لَمْ يَجْبُرْ كَسْرَ [ 6 ] عَظْمِ أَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ إِلاَّ بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلاَءٍ .
[ 7 ] من : الحمد إلى : فذهب به . و من : فلبثتم بعده إلى : جميعا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 100 .
[ 8 ] من : حتّى إذا إلى : موضعه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .
[ 9 ] من : أمّا بعد إلى : ببصير ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 88 .
[ 1 ] فبلّغ . وردت الكلمة و التي بعدها في الكافي ج 2 ص 26 . و البحار ج 28 ص 240 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 25 . و نهج البلاغة الثاني ص 41 .
[ 2 ] و أنهج الدّلالة . ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] تأخّر . ورد في نسخة الأسترابادي ص 123 .
[ 4 ] النّسب . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 174 .
[ 5 ] فلا تطعنوا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 80 . نسخة الأسترابادي ص 123 . و ورد فلا تطعنوا في عين مقبل في نسخة العطاردي ص 110 .
[ 6 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 249 .
[ 252 ]
أَيُّهَا النَّاسُ [ 1 ] ، وَ في دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ خَطْبٍ [ 2 ] ، وَ اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خِصْبٍ [ 3 ] مُعْتَبَرٌ ، وَ مَا كُلُّ ذي قَلْبٍ بِلَبيبٍ ، وَ لاَ كُلُّ ذي سَمْعٍ بِسَميعٍ ، وَ لاَ كُلُّ ذي نَاظِرٍ [ 4 ] بِبَصيرٍ .
أَلاَ فَأَحْسِنُوا النَّظَرَ ، عِبَادَ اللَّهِ ، فيمَا يَعْنيكُمُ [ 5 ] ، ثُمَّ انْظُرُوا إِلى عَرَصَاتِ مَنْ قَدْ أَبَادَهُ اللَّهُ بِعَمَلِهِ ،
كَانُوا عَلى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، أَهْلَ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ ، وَ زُرُوعٍ وَ مَقَامٍ كَريمٍ .
ثُمَّ انْظُرُوا بِمَا خَتَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الثُّبُورِ بَعْدَ النَّضْرَةِ وَ السُّرُورِ ، وَ مَقيلٍ مِنَ الأَمْنِ وَ الْحُبُورِ ، وَ الأَمْرِ وَ النَّهْيِ ، فَهَا هِيَ عَرْصَةٌ لِلْمُتَوَسِّمينَ ، وَ إِنَّهَا لَبِسَبيلٍ مُقيمٍ 6 .
وَ لِمَنْ صَبَرَ مِنْكُمُ الْعَاقِبَةُ فِي الْجِنَانِ ، وَ اللَّهِ ، مُخَلَّدُونَ ، وَ للَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ .
فَوَاهاً لأَهْلِ الْعُقُولِ ، كَيْفَ أَقَامُوا بِمَدْرَجَةِ السُّيُولِ ، وَ اسْتَضَافُوا غَيْرَ مَأْمُونٍ [ 7 ] .
[ 13 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا [ 8 ] الدُّنْيَا دَارُ مَجَازٍ ، وَ الآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ [ 9 ] ، فَخُذُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ [ 10 ] ، مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ ، وَ لاَ تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُمْ [ 11 ] .
وَ أَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ [ 12 ] مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ ، فَفيهَا اخْتُبِرْتُمْ ، وَ لِغَيْرِهَا خُلِقْتُمْ .
[ 13 ] من : أيّها إلى : خلقتم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 203 .
[ 1 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 249 .
[ 2 ] عتب . ورد في نسخة عبده ص 208 . و نسخة الصالح ص 121 . و نسخة العطاردي ص 86 . و ورد عطب في و ورد عصر في عيون الأخبار ج 1 ص 298 . و الإرشاد ص 155 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 241 .
[ 3 ] خطب . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 59 . و نسخة نصيري ص 35 . و نسخة الآملي ص 58 . و نسخة عبده ص 208 .
و هامش متن منهاج البراعة ج 6 ص 241 . و نسخة الصالح ص 121 . و نسخة العطاردي ص 86 .
[ 4 ] عين . ورد في الإرشاد ص 155 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 . و منهاج البراعة ج 6 ص 249 .
[ 5 ] يعينكم . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 .
-----------
( 6 ) الحجر ، 76 .
[ 7 ] ورد في عيون الأخبار ج 1 ص 298 . و الإرشاد ص 155 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 . و منهاج البراعة ج 6 ص 249 .
باختلاف يسير .
[ 8 ] إنّ . ورد في نسخة نصيري ص 133 .
[ 9 ] دار ممرّ . . . دار مستقرّ . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 301 . و إرشاد القلوب للديلمي ج 1 ص 19 .
[ 10 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 156 . و منهاج البراعة للخوئي ج 13 ص 47 .
[ 11 ] لا تخفى عليه أسراركم . ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 298 . و العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 170 .
و الإرشاد للمفيد ص 156 .
[ 12 ] تخرج . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 204 . و نسخة نصيري ص 133 . و نسخة الآملي ص 178 .
[ 253 ]
إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ السُّمِّ يَأْكُلُهُ مَنْ لاَ يَعْرِفُهُ [ 1 ] .
[ 9 ] إِنَّ الْمَرْءَ [ 2 ] ، إِذَا هَلَكَ ، قَالَ النَّاسُ : مَا تَرَكَ [ 3 ] ، وَ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ : مَا قَدَّمَ .
للَّهِ آبَاؤُكُمْ ، فَقَدِّمُوا بَعْضاً يَكُنْ لَكُمْ [ 4 ] ، وَ لاَ تُخْلِفُوا كُلاً فَيَكُونَ عَلَيْكُمْ [ 5 ] .
فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَ مَالِهِ ، وَ الْمَغْبُوطَ مَنْ ثَقُلَ بِالصَّدَقَاتِ وَ الْخَيْرَاتِ مَوَازينُهُ ، وَ أَحْسَنَ فِي الْجَنَّةِ بِهَا مِهَادَهُ ، وَ طَيَّبَ عَلَى الصِّرَاطِ بِهَا مَسْلَكَهُ [ 6 ] .
[ 10 ] فَإِنَّهُ ، وَ اللَّهِ ، الْجِدُّ لاَ اللَّعِبُ ، وَ الْحَقُّ لاَ الْكَذِبُ .
وَ مَا هُوَ إِلاَّ الْمَوْتُ قَدْ أَسْمَعَ دَاعِيهِ ، وَ أَعْجَلَ حَاديهِ .
فَلاَ يَغُرَّنَّكَ سَوَادُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ ، وَ قَدْ رَأَيْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ جَمَعَ الأَمْوَالَ [ 7 ] ، وَ حَذِرَ الاِقْلاَلَ ، وَ أَمِنَ الْعَوَاقِبَ ، طُولَ أَمَلٍ ، وَ اسْتِبْعَادَ أَجَلٍ ، كَيْفَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَزْعَجَهُ عَنْ وَطَنِهِ ، وَ أَخَذَهُ مِنْ مَأْمَنِهِ ، مَحْمُولاً عَلى أَعْوَادِ الْمَنَايَا ، يَتَعَاطى بِهِ الرِّجَالُ الرِّجَالَ ، حَمْلاً عَلَى الْمَنَاكِبِ ، وَ إِمْسَاكاً بِالأَنَامِلِ .
أَمَا رَأَيْتُمُ الَّذينَ يَأْمَلُونَ بَعيداً ، وَ يَبْنُونَ مَشيداً ، وَ يَجْمَعُونَ كَثيراً ؟ .
أَصْبَحَتْ [ 8 ] بُيُوتُهُمْ قُبُوراً ، وَ مَا جَمَعُوا بُوراً ، وَ صَارَتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثينَ ، وَ أَزْوَاجُهُمْ لِقَوْمٍ آخَرينَ ، لاَ في حَسَنَةٍ يَزيدُونَ ، وَ لاَ مِنْ سَيِّئَةٍ يُسْتَعْتَبُونَ .
[ 9 ] من : إنّ المرء إلى : عليكم فرضا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 203 .
[ 10 ] من : فإنّه و اللّه إلى : للزّيال ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 132 .
[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 157 . و غرر الحكم ج 1 ص 52 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 19 . و منهاج البراعة ج 13 ص 47 . و نهج السعادة ج 3 ص 152 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] العبد . ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 298 . و المواعظ للصدوق ص 27 .
[ 3 ] أخّر . ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 298 .
[ 4 ] لكم قرضا . ورد في نسخة عبده ص 461 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 98 . و نسخة الصالح ص 321 . و نسخة العطاردي ص 239 عن نسخة مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند . و نسخة مكتبة جامعة عليكره الهند . و عن هامش نسخة مكتبة مدرسة نواب في مشهد .
[ 5 ] عليكم فرضا . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 204 . و ورد فقدّموا فضلا يكن لكم ، و لا تؤخّروا كيلا يكون حسرة عليكم . في عيون الأخبار ج 1 ص 298 . و منهاج البراعة ج 13 ص 47 . و نهج السعادة ج 3 ص 152 . باختلاف .
[ 6 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 13 ص 47 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 152 .
[ 7 ] المال . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 156 . و نسخة ابن المؤدب ص 111 . و نسخة الآملي ص 108 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 156 و نسخة الأسترابادي ص 176 . و نسخة عبده ص 301 . و نسخة الصالح ص 190 .
[ 8 ] كيف أصبحت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 111 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 8 ص 268 . و متن شرح ابن ميثم ج 3 ص 150 . و منهاج البراعة ج 8 ص 293 . و نسخة العطاردي ص 153 .
[ 254 ]
فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوى قَلْبَهُ بَرَزَ مَهَلُهُ [ 1 ] ، وَ فَازَ عَمَلُهُ .
فَاهْتَبِلُوا هَبَلَهَا ، وَ اعْمَلُوا لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا .
فَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ ، بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ [ 2 ] إِلى دَارِ الْقَرَارِ .
فَكُونُوا مِنْهَا عَلى أَوْفَازٍ ، وَ قَرِّبُوا الظُّهُورَ لِلزِّيَالِ [ 3 ] ، وَ لاَ تَخْدَ عَنَّكُمْ مِنْهَا الْعَاجِلَةُ ، وَ لاَ تَغُرَّنَّكُمْ فيهَا الْفِتْنَةُ [ 4 ] .
[ 12 ] أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ ، إِذَا خَوى مِنْهَا نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ .
فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّهِ فيكُمُ الصَّنَائِعُ ، وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمَلُونَ [ 5 ] .
[ 13 ] فَيَا عَجَباً [ 6 ] وَ مَا لي لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَأِ هذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلاَفِ حُجَجِهَا في دينِهَا .
وَ بُؤْساً لِهذِهِ الأُمَّةِ الْجَائِرَةِ [ 7 ] في قَصْدِهَا ، الرَّاغِبَةِ عَنْ رُشْدِهَا [ 8 ] .
لاَ يَقْتَصُّونَ [ 9 ] أَثَرَ نَبِيٍّ ، وَ لاَ يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، وَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ ، وَ لاَ يَعِفُّونَ [ 10 ] عَنْ عَيْبٍ .
يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ [ 11 ] ، وَ يَسيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ .
اَلْمَعْرُوفُ فيهِمْ مَا عَرَفُوا ، وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا .
[ 12 ] من : ألا إنّ إلى : تأملون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 100 .
[ 13 ] من : فيا عجبا إلى : محكمات ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 88 .
[ 1 ] برّز مهله . ورد في نسخة العام 400 ص 157 . و نسخة ابن المؤدب ص 111 . و نسخة نصيري ص 72 . و نسخة الآملي ص 108 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 157 . و نسخة الأسترابادي ص 176 . . و نسخة عبده ص 302 . و نسخة الصالح ص 190 .
[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 269 .
[ 3 ] الزّوال . ورد في
[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 269 .
[ 5 ] تعملون . ورد في نسخة الأسترابادي ص 124 .
[ 6 ] عجبي . ورد في نسخة عبده ص 208 . و هامش متن منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 241 .
[ 7 ] الحائرة . ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 .
[ 8 ] ورد في المصدر السابق . و الإرشاد للمفيد ص 155 . باختلاف .
[ 9 ] لا يقتفون . ورد في المصدرين السابقين . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 249 .
[ 10 ] لا يرعوون من . ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 374 .
[ 11 ] المبهمات . ورد في المصدرين السابقين .
[ 255 ]
مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضَلاَتِ إِلى أَنْفُسِهِمْ ، وَ تَعْويلُهُمْ فِي الْمُبْهَمَاتِ عَلى آرَائِهِمْ .
كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ .
قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فيمَا يَرى بِعُرىً ثِقَاتٍ [ 1 ] ، وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ .
فَلاَ يَزَالُونَ بِجَوْرٍ ، لاَ يَأْلُونَ قَصْداً ، وَ لَنْ يَزْدَادُوا إِلاَّ خَطَأً .
لاَ يَنَالُونَ تَقَرُّباً ، وَ لَنْ يَزْدَادُوا إِلاَّ بُعْداً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، لِشِدَّةِ أُنْسِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ،
وَ تَصْديقِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ .
كُلُّ ذَلِكَ حِيَاداً مِمَّا وَرَّثَ الرَّسُولُ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ نُفُوراً عَمَّا أَدَّى إِلَيْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ الْعَليمِ الْخَبيرِ .
فَهُمْ أَهْلُ عَشَوَاتٍ ، وَ كُهُوفُ شُبُهَاتٍ ، وَ قَادَةُ حَيْرَةٍ وَ ضَلاَلَةٍ وَ رَيْبَةٍ .
مَنْ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلى نَفْسِهِ وَ رَأْيِهِ ، فَاغْرَوْرَقَ فِي الأَضَاليلِ ، فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ يَجْهَلُهُ ، غَيْرُ مُتَّهَمٍ عِنْدَ مَنْ لاَ يَعْرِفُهُ .
فَمَا أَشْبَهَ أُمَّةً صُدَّتْ عَنْ وُلاَتِهَا بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا .
هذَا وَ قَدْ ضَمِنَ اللَّهُ قَصْدَ السَّبيلِ ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ 1 .
أَيَّتُهَا الأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ بَعْدَ نَبِيِّهَا في دينِهَا ، الَّتي خُدِعَتْ فَانْخَدَعَتْ ، وَ عَرَفَتْ خَديعَةَ مَنْ خَدَعَهَا فَأَصَرَّتْ عَلى مَا عَرَفَتْ ، وَ اتَّبَعَتْ أَهْوَاءَهَا ، وَ خَبَطَتْ في عَشْوَاءِ غَوَايَتِهَا .
وَ قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا الْحَقُّ فَصَدَعَتْ عَنْهُ ، وَ الطَّريقُ الْوَاضِحُ فَتَنَكَّبَتْهُ .
أَمَا وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ كُنْتُمْ قَدَّمْتُمْ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ ، وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ ، وَ جَعَلْتُمُ الْوِلاَيَةَ وَ الْوِرَاثَةَ حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ ، وَ اقْتَبَسْتُمُ الْعِلْمَ مِنْ مَعْدِنِهِ ، وَ شَرِبْتُمُ الْمَاءَ بِعُذُوبَتِهِ ، وَ ادَّخَرْتُمُ الْخَيْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ ، وَ أَخَذْتُمُ الطَّريقَ مِنْ وَاضِحِهِ ، وَ سَلَكْتُمُ الْحَقَّ مِنْ نَهْجِهِ ، لَنَهَجَتْ بِكُمُ السُّبُلُ ، وَ بَدَتْ لَكُمُ الأَعْلاَمُ ، وَ أَضَاءَ لَكُمُ الإِسْلاَمُ ، فَأَكَلْتُمْ رَغَداً ، وَ مَا عَالَ فيكُمْ عَائِلٌ ، وَ لاَ ظُلِمَ مِنْكُمْ مُسْلِمٌ وَ لاَ مُعَاهِدٌ .
وَ لكِنَّكُمْ سَلَكْتُمْ سُبُلَ الظَّلاَمِ ، فَأَظْلَمَتْ عَلَيْكُمْ دُنْيَاكُمْ بَرَحْبِهَا ، وَ سُدَّتْ عَلَيْكُمْ أَبْوَابُ الْعِلْمِ ،
[ 1 ] موثقات في نسخة العطاردي ص 87 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد و ورد وثيقات . في الكافي ج 8 ص 53 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 524 .
-----------
( 1 ) الأنفال ، 42 .
[ 256 ]
فَقُلْتُمْ بِأَهْوَائِكُمْ ، وَ اخْتَلَفْتُمْ في دينِكُمْ ، فَأَفْتَيْتُمْ في دينِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ .
وَ اتَّبَعْتُمُ الْغُوَاةَ فَأَغْوَوْكُمْ ، وَ تَرَكْتُمُ الأَئِمَّةَ فَتَرَكُوكُمْ ، فَأَصْبَحْتُمْ تَحْكُمُونَ بِأَهْوَائِكُمْ .
إِذَا ذُكِرَ الأَمْرُ سَأَلْتُمْ أَهْلَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا أَفْتَوْكُمْ قُلْتُمْ : هُوَ الْعِلْمُ بِعَيْنِهِ ، فَكَيْفَ وَ قَدْ تَرَكْتُمُوهُ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَ خَالَفْتُمُوهُ ؟ .
فَذُوقُوا وَ بَالَ أَمْرِكُمْ ، وَ مَا فَرَّطْتُمْ فيمَا قَدَّمَتْ أَيْديكُمْ ، وَ مَا اللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبيدِ .
رُوَيْداً ، عَمَّا قَليلٍ تَحْصُدُونَ جَميعَ مَا زَرَعْتُمْ ، وَ تَجِدُونَ وَخيمَ مَا اجْتَرَمْتُمْ [ 1 ] وَ مَا اجْتَلَبْتُمْ .
فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنّي صَاحِبُكُمْ ، وَ الَّذي بِهِ أُمِرْتُمْ ، وَ أَنّي عَالِمُكُمْ ،
وَ الَّذي بِعِلْمِهِ نَجَاتُكُمْ ، وَ وَصِيُّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ خِيَرَةُ رَبِّكُمْ ، وَ لِسَانُ نُورِكُمْ ، وَ الْعَالِمُ بِمَا يُصْلِحُكُمْ .
فَعَنْ قَليلٍ ، رُوَيْداً ، يَنْزِلُ بِكُمْ مَا وُعِدْتُمْ ، وَ مَا نَزَلَ بِالأُمَمِ قَبْلَكُمْ ، وَ سَيَسْأَلُكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَئِمَّتِكُمْ ، فَمَعَهُمْ تُحْشَرُونَ ، وَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ غَداً تَصيرُونَ ، وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ 1 .
وَ وَا أَسَفاً ، أَسَفاً يُكْلِمُ الْقَلْبَ ، وَ يُدْمِنُ الْكَرْبَ ، مِنْ فِعْلاَتِ شيعَتي بَعْدَ مَهْلِكي ، عَلى قُرْبِ مَوَدَّتِهَا الْيَوْمَ ، وَ تَأَشُّبِ أُلْفَتِهَا ، كَيْفَ يَسْتَذِلُّ بَعْدي بَعْضُهَا بَعْضاً [ 3 ] ، وَ تَحَوَّلُ أُلْفَتُهَا بُغْضاً [ 4 ] .
[ 9 ] إِفْتَرَقُوا بَعْدَ أُلْفَتِهِمْ ، وَ تَشَتَّتُوا عَنْ أَصْلِهِمْ ، فَكُلُّ حِزْبٍ [ 5 ] مِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ ، أَيْنَمَا مَالَ مَالَ مَعَهُ عَلى [ 6 ] أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى وَ لَهُ الْحَمْدُ [ 7 ] سَيَجْمَعُهُمْ [ 8 ] لِشَرِّ يَوْمٍ لِبَني أُمَيَّةَ ، كَمَا تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَريفِ .
[ 9 ] من : إفترقوا إلى : ديار قوم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 166 .
[ 1 ] اجترحتم . ورد في و ورد اجتريتم في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 25 . و نهج البلاغة الثاني ص 42 .
-----------
( 1 ) الشعراء ، 227 .
[ 3 ] يقتل بعضها بعضا . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 4 ] ورد في الإرشاد ص 155 . و الكافي ج 8 ص 27 و ص 54 . و البحار ج 28 ص 241 . و منهاج البراعة ج 6 ص 250 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 25 . و نهج البلاغة الثاني ص 42 . باختلاف بين المصادر . .
[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 6 ] مع . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 .
[ 7 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 8 ] يستجمع هؤلاء . ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 . باختلاف .
[ 257 ]
يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَجْعَلُهُمْ رُكَاماً كَرُكَامِ السَّحَابِ .
ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ أَبْوَاباً يَسيلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ كَسَيْلِ الْجَنَّتَيْنِ ، سَيْلِ الْعَرِمِ [ 1 ] ، حَيْثُ بَعَثَ عَلَيْهِ فَارَةً ، فَ [ 2 ] لَمْ تَسْلَمْ عَلَيْهِ قَارَّةٌ ، وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَيْهِ أَكَمَةٌ ، وَ لَمْ يَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ ، وَ لاَ حِدَابُ أَرْضٍ .
يُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ في بُطُونِ أَوْدِيَتِهِ ، ثُمَّ يَسْلُكُهُمْ يَنَابيعَ فِي الأَرْضِ ، يَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ ، وَ يُمَكِّنُ بِهِمْ [ 3 ] لِقَوْمٍ في دِيَارِ قَوْمٍ ، تَشْريداً لِبَني أُمَيَّةَ ، وَ لِكَيْلاَ يَغْتَصِبُوا مَا غَصَبُوا .
يُضَعْضِعُ اللَّهُ بِهِمْ رُكْناً ، وَ يَنْقُضُ بِهِمْ عَلَى الْجَنْدَلِ مِنْ إِرَمَ ، وَ يَمْلَأُ مِنْهُمْ بُطْنَانَ الزَّيْتُونِ .
فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَيَكُونَنَّ ذَلِكَ ، وَ كَأَنّي أَسْمَعُ صَهيلَ خَيْلِهِمْ ، وَ طَمْطَمَةَ رِجَالِهِمْ [ 4 ] .
[ 10 ] وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَيَذُوبَنَّ مَا في أَيْدِيهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ عَلَى الْعِبَادِ [ 5 ] وَ التَّمْكينِ فِي الْبِلاَدِ [ 6 ] ، كَمَا تَذُوبُ الإِلْيَةُ عَلَى النَّارِ .
مَنْ مَاتَ مِنْهُمُ مَاتَ ضَالاً ، وَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُفْضي مِنْهُمْ مَنْ دَرَجَ ، وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلى مَنْ تَابَ .
وَ لَعَلَّ اللَّهَ يَجْمَعُ شيعَتي بَعْدَ التَّشَتُّتِ لِشَرِّ يَوْمٍ لِهؤُلاَءِ ، وَ لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ الْخِيَرَةُ ، بَلْ للَّهِ الْخِيَرَةُ وَ الأَمْرُ جَميعاً [ 7 ] .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْمُنْتَحِلينَ لِلإِمَامَةِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا كَثيرٌ [ 8 ] .
وَ لَوْ لَمْ تَتَوَاكَلُوا أَمْرَكُمْ ، وَ لَمْ [ 9 ] تَتَخَاذَلُوا عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ ، وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهينِ الْبَاطِلِ ، لَمْ
[ 10 ] من : و أيم اللّه إلى : على النّار . و من : يا أيّها إلى : بعدي أضعافا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 166 .
[ 1 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 3 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 .
[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و الإرشاد للمفيد ص 156 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 155 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 375 .
[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين . و الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 7 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 9 ] ورد في البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 .
[ 258 ]
يَطْمَعْ فيكُمْ [ 1 ] مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُمْ ، وَ لَمْ يَقْوَ مَنْ قَوِيَ عَلَيْكُمْ ، وَ عَلى هَضْمِ الطَّاعَةِ وَ إِزْوَائِهَا عَنْ أَهْلِهَا [ 2 ] .
لكِنَّكُمْ تِهْتُمْ مَتَاهَ بَني [ 3 ] إِسْرَائيلَ عَلى عَهْدِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ . عَلَيْهِ السَّلاَمُ [ 4 ] .
وَ لَعَمْري ، لَيُضَعَّفَنَّ لَكُمُ [ 5 ] التّيهُ مِنْ بَعْدي بِاضْطِهَادِكُمْ وُلْدي أَضْعَافَ [ 6 ] مَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائيلَ .
أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَوْ كَانَ لي عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ ، أَوْ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَ هُمْ أَعْدَادُكُمْ ، لَضَرَبْتُكُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى تَؤُولُوا إِلَى الْحَقِّ ، وَ تُنيبُوا لِلصِّدْقِ ، فَكَانَ أَرْتَقُ لِلْفَتْقِ ، وَ آخَذُ بِالرِّفْقِ .
اَللَّهُمَّ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمينَ .
وَ لَعَمْري ، أَنْ لَوِ اسْتَكْمَلْتُمْ مِنْ بَعْدي نَهْلاً ، وَ امْتَلأْتُمْ عِلَلاً ، مُدَّةَ سُلْطَانِ بَني أُمَيَّةَ ، الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ، لَقَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلى سُلْطَانِ النَّاعِقِ إِلَى الضَّلاَلَةِ ، وَ لَأَجَبْتُمُ الْبَاطِلَ رَكْضاً [ 7 ] [ 11 ] بِمَا خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ، وَ قَطَعْتُمُ الأَدْنى مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ [ 8 ] ، وَ وَصَلْتُمُ الأَبْعَدَ مِنْ أَبْنَاءِ الْحَرْبِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
وَ لَعَمْري ، أَنْ لَوْ قَدْ ذَابَ مَا في أَيْديهِمْ لَدَنَا التَّمْحيصُ لِلْجَزَاءِ ، وَ كُشِفَ الْغِطَاءُ ، وَ قَرُبَ الْوَعْدُ ،
وَ انْقَضَتِ الْمُدَّةُ ، وَ بَدَا لَكُمُ النَّجْمُ ذُو الذَّنَبِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، وَ لاَحَ لَكُمْ قَمَرُكُمْ الْمُنيرُ كَمِلْءِ شَهْرِهِ وَ كَلَيْلَةٍ .
فَإِذَا اسْتَبَانَ ذَلِكَ فَرَاجِعُوا التَّوْبَةَ ، وَ خَافُوا الْحَوْبَةَ [ 9 ] .
وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِيَ لَكُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ [ 10 ] ، سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ صَلَّى
[ 11 ] من : بما خلّفتم إلى : الأبعد . و من : و اعلموا إلى : عن الأعناق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 166 .
[ 1 ] لم يتشجّع عليكم . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 54 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 .
[ 2 ] ورد في المصدرين السابقين . و الإرشاد للمفيد ص 154 . و منهاج البراعة للخوئي ج 6 ص 250 .
[ 3 ] كما تاه بنو . . . ورد في المصادر السابقة .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 5 ] ليضاعفنّ عليكم . ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] أضعافا . ورد في نسخ النهج .
[ 7 ] ورد في الإرشاد ص 154 . و الكافي ج 8 ص 27 و 54 . و البحار ج 28 ص 241 ، و ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 . و منهاج البراعة ج 6 ص 250 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 26 . و نهج البلاغة الثاني ص 42 . باختلاف بين المصادر .
[ 8 ] ورد في الإرشاد ص 154 . و الكافي ج 8 ص 54 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 . و منهاج البراعة ج 6 ص 250 .
[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 10 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 259 ]
اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، فَتَدَاوَيْتُمْ مِنَ الْعَمى وَ الصَّمَمِ ، وَ اسْتَشْفَيْتُمْ مِنَ الْبُكُمِ [ 1 ] ، وَ كُفيتُمْ مَؤُونَةَ الطَّلَبِ [ 2 ] وَ الاِعْتِسَافِ [ 3 ] ، وَ نَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الأَعْنَاقِ .
وَ لاَ يُبْعِدُ اللَّهُ إِلاَّ مَنْ أَبَى الرَّحْمَةَ ، وَ فَارَقَ الْعِصْمَةَ ، وَ ظَلَمَ وَ اعْتَسَفَ ، وَ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ ، وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [ 4 ] .