خطبة له عليه السلام ( 22 ) يخبر فيها أيضا بما يحدث في آخر الزمان

خطبها بذي قار بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 6 ] اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقينَ ، الْغَالِبِ لِمَقَالِ الْوَاصِفينَ ، الظَّاهِرِ بِعَجَائِبِ تَدْبيرِهِ

[ 6 ] من : الحمد إلى : بالأخبار ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 213 .

[ 1 ] الأحزاب ، 61 . و وردت الفقرات في السقيفة ص 159 . و الغارات ص 9 . و شرح الأخبار ج 3 ص 372 . و كنز العمال ج 14 ص 589 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 58 . باختلاف بين المصادر .

[ 2 ] يروني . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 102 . و نسخة نصيري ص 45 . و نسخة الآملي ص 72 . و نسخة العطاردي ص 103 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد ، و عن شرح الراوندي .

[ 3 ] ورد في الغارات للثقفي ص 9 .

[ 4 ] بما سمعت من فم أبي القاسم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لخرجتم من عندي و تقولون أنّ عليّا من أكذب الكذّابين و أفسق الفاسقين . ورد في ينابيع المودة للقندوزي ص 403 .

[ 5 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 14 ص 592 و 595 . و مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 2 ص 497 عن صفين للمدائني .

[ 299 ]

لِلنَّاظِرينَ ، وَ الْبَاطِنِ بِجَلاَلِ عِزَّتِهِ عَنْ فِكْرِ الْمُتَوَهِّمينَ [ 1 ] .

اَلْعَالِمِ بِلاَ اكْتِسَابٍ وَ لاَ ازْدِيَادٍ ، وَ لاَ عِلْمٍ مُسْتَفَادٍ .

اَلْمُقَدِّرِ لِجَميعِ الأُمُورِ بِلاَ رَوِيَّةٍ وَ لاَ ضَميرٍ .

اَلَّذي لاَ تَغْشَاهُ الظُّلَمُ وَ لاَ يَسْتَضي‏ءُ بِالأَنْوَارِ ، وَ لاَ يَرْهَقُهُ لَيْلٌ وَ لاَ يَجْري عَلَيْهِ نَهَارٌ .

لَيْسَ إِدْرَاكُهُ بِالأَبْصَارِ ، وَ لاَ عِلْمُهُ بِالأَخْبَارِ .

أَحْمَدُهُ عَلى مَا عَرَّفَ مِنْ سَبيلِهِ ، وَ أَلْهَمَ مِنْ طَاعَتِهِ ، وَ عَلَّمَ مِنْ مَكْنُونِ حِكْمَتِهِ ، فَإِنَّهُ مَحْمُودٌ بِكُلِّ مَا يُولي ، وَ مَشْكُورٌ بِكُلِّ مَا يُبْلي [ 2 ] .

[ 9 ] وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ ، وَ حَكَمٌ فَصَلَ ، وَ لَمْ يَنْطِقْ فيهِ نَاطِقٌ بِكَانَ إِلاَّ كَانَ قَبْلَ كَانَ [ 3 ] .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ] عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ سَيِّدُ عِبَادِهِ ، كُلَّمَا نَسَخَ اللَّهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ في خَيْرِهِمَا .

لَمْ يُسْهِمْ فيهِ عَاهِرٌ ، وَ لاَ ضَرَبَ فيهِ فَاجِرٌ .

[ 10 ] أَرْسَلَهُ بِالضِّيَاءِ ، وَ قَدَّمَهُ فِي الاِصْطِفَاءِ [ 4 ] ، فَرَتَقَ بِهِ الْمَفَاتِقَ ، وَ سَاوَرَ بِهِ الْمُغَالِبَ ، وَ ذَلَّلَ بِهِ الصُّعُوبَةَ ، وَ سَهَّلَ بِهِ الْحُزُونَةَ ، حَتَّى سَرَّحَ الضَّلاَلَ ، عَنْ يَمينٍ وَ شِمَالٍ .

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 5 ] [ 11 ] بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْحَقِّ بَشيراً وَ نَذيراً ، وَ دَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجاً مُنيراً ، عَوْداً وَ بَدْءاً ، وَ عُذْراً وَ نُذْراً [ 6 ] ، لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ [ 7 ] إِلى عِبَادَتِهِ ، وَ مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ [ 8 ] إِلى طَاعَتِهِ ، وَ مِنْ عُهُودِ عِبَادِهِ إِلى عُهُودِهِ ، وَ مِنْ

[ 9 ] من : و أشهد إلى : فاجر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 214 .

[ 10 ] من : أرسله إلى : شمال ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 213 .

[ 11 ] من : فبعث محمّدا إلى : بالنّقمات ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 1 ] المفكّرين . ورد في نسخة نصيري ص 137 . و نسخة الآملي ص 184 .

[ 2 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 195 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق .

[ 4 ] بالاصطفاء . ورد في نسخة نصيري ص 137 .

[ 5 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 317 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 36 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 129 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] عباده . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 317 . باختلاف .

[ 8 ] عباده . ورد في المصدر السابق .

[ 300 ]

وِلاَيَةِ عِبَادِهِ إِلى وِلاَيَتِهِ ، بِحُكْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ ، وَ تَفْصيلٍ قَدْ [ 1 ] أَحْكَمَهُ ، وَ قُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ ، وَ فُرْقَانٍ قَدْ فَرَقَهُ [ 2 ] ،

لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ بَعْدَ إِذْ جَهِلُوهُ ، وَ لِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ ، وَ لِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ .

فَتَجَلَّى سُبْحَانَهُ لَهُمْ [ 3 ] في كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ ، بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ حِلْمِهِ كَيْفَ حَلِمَ ، وَ أَرَاهُمْ مِنْ عَفْوِهِ كَيْفَ عَفَا ، وَ [ 4 ] بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِ ، وَ خَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ ، وَ كَيْفَ خَلَقَ مَا خَلَقَ مِنَ الآيَاتِ [ 5 ] ، وَ كَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلاَتِ ، وَ احْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ ، وَ كَيْفَ رَزَقَ وَ هَدى ، وَ أَمَاتَ وَ أَحْيَا ، وَ أَرَاهُمْ حُكْمَهُ كَيْفَ حَكَمَ ، وَ صَبَرَ حَتَّى يَسْمَعَ مَا يَسْمَعُ ، وَ يَرى مَا يَرى .

فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذلِكَ .

ثُمَّ [ 6 ] [ 13 ] إِنَّهُ سَيَأْتي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدي زَمَانٌ ، لَيْسَ فيهِ شَيْ‏ءٌ أَخْفى مِنَ الْحَقِّ ، وَ لاَ أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَ لاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالى وَ عَلى [ 7 ] رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ 8 ] .

وَ لَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ، وَ لاَ أَنْفَقَ بَيْعاً وَ لاَ أَغْلى ثَمَناً [ 9 ] مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، وَ لاَ فِي الْبِلاَدِ شَيْ‏ءٌ أَنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ ، وَ لاَ أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْكَرِ ، وَ لَيْسَ فيهَا فَاحِشَةٌ أَنْكَرَ ، وَ لاَ عُقُوبَةٌ أَنْكى ، مِنَ الْهُدى عِنْدَ الضُّلاَّلِ في ذَلِكَ الزَّمَانِ [ 10 ] .

فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ ، وَ تَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ ، حَتَّى تَمَالَتْ بِهِمُ الأَهْوَاءُ ، وَ تَوَارَثُوا ذَلِكَ مِنَ الآبَاءِ ،

وَ عَمِلُوا بِتَحْريفِ الْكِتَابِ كَذِباً وَ تَكْذيباً ، وَ بَاعُوهُ بِالْبَخْسِ ، وَ كَانُوا فيهِ مِنَ الزَّاهِدينَ [ 11 ] .

[ 14 ] فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذٍ وَ أَهْلُهُ [ 12 ] طَريدَانِ مَنْفِيَّانِ ، وَ صَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ في طَريقٍ وَاحِدٍ ، لاَ

[ 13 ] من : إنّه سيأتي إلى : أعرف من المنكر . و من : فقد نبذ إلى : حفظته . ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 14 ] من : فالكتاب إلى : عن الجماعة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 . و باختلاف يسير في الحكمة رقم 369 .

[ 1 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 317 .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق .

[ 3 ] فتجلّى لهم سبحانه . ورد في نسخة العطاردي ص 165 .

[ 4 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 317 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق .

[ 8 ] ورد في المصدر السابق .

[ 9 ] ورد في المصدر السابق . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 36 . و نهج البلاغة الثاني ص 129 . باختلاف يسير .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .

[ 11 ] يوسف ، 20 . و الفقرة وردت في الكافي ج 8 ص 317 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 36 . و نهج البلاغة الثاني ص 129 .

باختلاف يسير .

[ 12 ] فالكتاب و أهله في ذلك الزّمان . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 . باختلاف يسير .

[ 301 ]

يُؤْويهِمَا مُؤْوٍ .

فَحَبَّذَا ذَانِكَ الصَّاحِبَانِ ، وَاهاً لَهُمَا وَ لِمَا يَعْمَلاَنِ بِهِ [ 1 ] .

فَالْكِتَابُ وَ أَهْلُهُ [ 2 ] ، في ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فِي النَّاسِ وَ لَيْسَا فيهِمْ ، وَ مَعَهُمْ وَ لَيْسَا مَعَهُمْ ، وَ ذَلِكَ [ 3 ] لأَنَّ الضَّلاَلَةَ لاَ تُوافِقُ الْهُدى وَ إِنِ اجْتَمَعَا .

فَقَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ ، وَ افْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ ، قَدْ وَلُّوا أَمْرَهُمْ وَ أَمْرَ دينِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ فيهِمْ بِالْمَكْرِ وَ الْمُنْكَرِ ، وَ الرُّشَا وَ الْقَتْلِ ، لَمْ يُعْظِمْهُمْ عَلى تَحْريفِ الْكِتَابِ تَصْديقاً لِمَا يَفْعَلُ ، وَ تَزْكِيَةً لِفَضْلِهِ ، وَ لَمْ يُوَلُّوا أَمْرَهُمْ مَنْ يَعْلَمُ الْكِتَابَ وَ يَعْمَلُ بِالْكِتَابِ ، وَ لكِنَّ وَلِيَّهُمْ مَنْ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ [ 4 ] .

[ 10 ] كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَ لَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ .

فَلَمْ يَبْقَ فيهِمْ مِنَ [ 5 ] الإِسْلاَمِ [ 6 ] إِلاَّ اسْمُهُ ، وَ لاَ يَعْرِفُونَ مِنَ الْقُرْآنِ [ 7 ] إِلاَّ خَطَّهُ وَ زَبْرَهُ [ 8 ] .

يُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ عَنْهُ .

يَدْخُلُ الدَّاخِلُ لَمَّا يَسْمَعُ مِنْ حُكْمِ الْقُرْآنِ ، فَلاَ يَطْمَئِنُّ جَالِساً حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدّينِ .

يَنْتَقِلُ مِنْ دينِ مَلِكٍ إِلى دينِ مَلِكٍ ، وَ مِنْ وَلاَيَةِ مَلِكٍ إِلى وِلاَيَةِ مَلِكٍ ، وَ مِنْ طَاعَةِ مَلِكٍ إِلى طَاعَةِ مَلِكٍ ، وَ مِنْ عُهُودِ مَلِكٍ إِلى عُهُودِ مَلِكٍ .

قَدْ دَانُوا بِغَيْرِ دينِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ أَدَانُوا لِغَيْرِ اللَّهِ ضُلاَّلاً تَائِهينَ ، حَتَّى تَوَالَدُوا فِي الْمَعْصِيَةِ ،

وَ دَانُوا بِالْجَوْرِ ، وَ بَدَّلُوا سُنَّةَ اللَّهِ ، وَ تَعَدَّوْا حُدُودَهُ ، فَاسْتَدْرَجَهُمُ اللَّهُ تَعَالى مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ بِالأَمَلِ وَ الرَّجَاءِ ، وَ إِنَّ كَيْدَهُ مَتينٌ .

وَ الْكِتَابُ لَمْ يَضْرِبْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ صَفْحاً [ 9 ] .

[ 10 ] من : كأنّهم إلى : و زبره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 . و باختلاف يسير في الحكمة رقم 369 .

[ 1 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 2 ] و أهل الكتاب . ورد في المصدر السابق .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . باختلاف يسير .

[ 5 ] عندهم منه . ورد في نسخ النهج .

[ 6 ] من الحقّ . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 7 ] الكتاب . ورد في المصدر السابق .

[ 8 ] رسمه . ورد في نسخ النهج .

[ 9 ] ورد في الكافي ج 8 ص 256 و 318 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 36 . و نهج البلاغة الثاني ص 129 . باختلاف يسير .

[ 302 ]

وَ [ 12 ] يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبُنى [ 1 ] ، وَ قُلُوبُهُمْ خَرِبَةٌ [ 2 ] مِنَ الْهُدى ، قَدْ بُدِّلَتْ سُنَّةُ اللَّهِ ، وَ تُعُدَّتْ حُدُودهُ ، فَ [ 3 ] سُكَّانُها [ 4 ] وَ عُمَّارُهَا أَخَائِبُ خَلْقِ اللَّهِ وَ خَليقَتِهِ .

عُلَمَاؤُهُمْ [ 5 ] شَرُّ أَهْلِ الأَرْضِ [ 6 ] ، لاَ يَدْعُونَ إِلَى الْهُدى ، وَ لاَ يَقْسِمُونَ الْفَي‏ءَ ، وَ لاَ يُوفُونَ بِذِمَّةٍ ،

يَدْعُونَ الْقَتيلَ مِنْهُمْ عَلى ذَلِكَ شَهيداً .

قَدْ أَتَوُا اللَّهَ بِالاِفْتِرَاءِ وَ الْجُحُودِ ، وَ اسْتَغْنَوْا بِالْجَهْلِ عَنِ الْعِلْمِ [ 7 ] .

[ 13 ] وَ مِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحينَ كُلَّ مُثْلَةٍ ، وَ سَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً ، وَ جَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ عُقُوبَةَ السَّيِّئَةِ .

مِنْ عِنْدِهِمْ جَرَتِ الضَّلاَلَةُ ، وَ إِلَيْهِمْ تَعُودُ [ 8 ] ، [ وَ ] مِنْهُمْ [ 9 ] تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ ، وَ إِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطيئَةُ .

يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فيهَا ، وَ يَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا .

فَحُضُورُ مَسَاجِدِهِمْ وَ الْمَشْيُ إِلَيْهَا كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظيمِ ، إِلاَّ مَنْ مَشى إِلَيْهَا وَ هُوَ عَارِفٌ بِضَلاَلِهِمْ [ 10 ] .

يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : فَبي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلى أُولئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَليمَ [ 11 ] فيهَا حَيْرَانَ .

وَ قَدْ فَعَلَ ، وَ نَحْنُ نَسْتَقيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ .

[ وَ ] [ 14 ] يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ ، يَعَضُّ الْمُوسِرُ فيهِ عَلَى مَا في يَدَيْهِ وَ يَنْسَى

[ 12 ] من : يأتي إلى : أهل الأرض . و من : منهم تخرج إلى : عنها إليها . و من : يقول اللّه إلى : عثرة الغفلة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 369 .

[ 13 ] من : و من قبل إلى : السّيّئة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 14 ] من : يأتي إلى : بينكم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 468 .

[ 1 ] من الضّلالة . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 2 ] خراب . ورد في نسخ النهج . و الفقرة وردت في كنز العمال للهندي ج 16 ص 197 .

[ 3 ] ورد في الكافي ج 8 ص 318 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 36 . و نهج البلاغة الثاني ص 129 . باختلاف يسير .

[ 4 ] قرّاؤها . ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 5 ] ورد في الجوهرة للبرّي ص 86 . و كنز العمال للهندي ج 11 ص 181 و 280 .

[ 6 ] شرّ من تحت أديم السّماء . ورد في المصدرين السابقين .

[ 7 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 8 ] ورد في المصدر السابق .

[ 9 ] من عندهم . ورد في كنز العمال للهندي ج 11 ص 280 .

[ 10 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 318 .

[ 11 ] الحكيم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 495 . و نسخة الأسترابادي ص 601 .

[ 303 ]

الْفَضْلَ [ 1 ] ، وَ لَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ [ 2 ] . قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : وَ لاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيراً [ 3 ] .

وَ يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ [ 4 ] [ 15 ] تَنْهَدُ فيهِ الأَشْرَارُ ، وَ تُسْتَذَلُّ فيهِ الأَخْيَارُ ، وَ يُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ ،

وَ قَدْ نَهى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَنْ بِيَعِ الْمُضْطَرّينَ ، وَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ ، وَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ [ 5 ] .

[ وَ ] [ 16 ] يَأتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، لاَ يُقَرَّبُ فيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ [ 6 ] ، وَ لاَ يُظَرَّفُ فيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ ، وَ لاَ يُضَعَّفُ فيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ .

يَعُدُّونَ [ 7 ] الصَّدَقَةَ فيهِ مَغْرَماً ، وَ الْفَيْ‏ءَ مَغْنَماً [ 8 ] ، وَ صِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً ، وَ الْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاسِ ، وَ الْعِلْمَ مَتْجَراً ، وَ يَظْهَرُ عَلَيْهِمُ الْهَوى ، وَ يَخْفى مِنْهُمُ الْهُدى [ 9 ] .

فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ الإِمَاءِ [ 10 ] ، وَ إِمَارِةِ الصِّبْيَانِ ، وَ تَدْبيرِ الْخِصْيَانِ .

[ 17 ] أَيُهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ مَنِ اسْتَنْصَحَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ [ 11 ] وُفِّقَ ، وَ مَنِ اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَليلاً هُدِيَ [ 12 ] لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ 13 ، وَ وَفَّقَهُ لِلرَّشَادِ ، وَ سَدَّدَهُ وَ يَسَّرَهُ لِلْحُسْنى [ 14 ] .

[ 15 ] من : تنهد إلى : المضطرّين ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 468 .

[ 16 ] من : يأتي إلى : على النّاس . و من : فعند ذلك إلى : الخصيان ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 102 .

[ 17 ] من : أيّها النّاس إلى : خائف ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 1 ] ورد في الدر المنثور للسيوطي ج 1 ص 293 .

[ 2 ] و قد نهى اللّه عن ذلك . ورد في المصدر السابق .

[ 3 ] البقرة ، 237 . و وردت تكملة الآية في المصدر السابق . و صحيفة الإمام الرضا ( ع ) ص 84 .

[ 4 ] ورد في صحيفة الإمام الرضا ( ع ) ص 84 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق . و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 45 . و جامع الأصول ج 1 ص 442 . و كنز العمال ج 4 ص 168 . باختلاف .

[ 6 ] الماجن . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 316 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 385 .

[ 7 ] يتّخذون . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 209 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 277 . و الجوهرة ص 85 .

[ 8 ] غرما ورد في نسخ النهج . و الفقرة وردت في المصادر السابقة .

[ 9 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 209 . و غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 879 . باختلاف .

[ 10 ] النّساء . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 447 . و نسخة عبده ص 679 . و نسخة الصالح ص 486 . و ورد سلطان النّساء في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 209 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 277 . و الجوهرة ص 85 .

[ 11 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 685 .

[ 12 ] استدلّ بقوله هداه . ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 131 .

-----------
( 13 ) الإسراء ، 9 .

[ 14 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 .

[ 304 ]

فَإِنَّ جَارَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 1 ] آمِنٌ مَحْفُوظٌ [ 2 ] ، وَ عَدُوَّهُ خَائِفٌ مَغْرُورٌ .

فَاحْتَرِسُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ ، وَ اخْشَوْا مِنْهُ بِالتُّقى ، وَ تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ ، فَإِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ إِذَا سَأَلَكَ عِبَادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجيبُوا لي وَ لْيُؤْمِنُوا بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ 1 .

فَاسْتَجيبُوا للَّهِ ، وَ آمِنُوا بِهِ ، وَ لاَ يُلْهِيَنَّكُمُ الأَمَلُ ، وَ لاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأَجَلُ ، فَ [ 4 ] [ 12 ] إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ ، وَ تَغَيُّبِ [ 5 ] آجَالِهِمْ ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ ، الَّذي تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ ، وَ تُرْفَعُ عَنْهُ [ 6 ] التَّوْبَةُ ، وَ تَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ وَ النَّقْمَةُ .

وَ قَدْ أَبْلَغَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعْدِ ، وَ فَصَّلَ لَكُمُ الْقَوْلَ ، وَ أَعْلَمَكُمُ السُّنَّةَ ، وَ شَرَعَ لَكُمُ الْمَنَاهِجَ ، وَ حَثَّكُمْ عَلَى الذِّكْرِ ، وَ دَلَّكُمْ عَلَى النَّجَاةِ .

أَلاَ [ 7 ] وَ إِنَّهُ لاَ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 8 ] أَنْ يَتَعَظَّمَ ، فَإِنَّ رِفْعَةَ الَّذينَ يَعْلَمُونَ مَا عَظَمَتُهُ أَنْ يَتَوَاضَعُوا لَهُ ، وَ عِزَّ الَّذينَ يَعْلَمُونَ مَا جَلاَلُهُ أَنْ يَذِلُّوا لَهُ [ 9 ] ، وَ سَلاَمَةَ الَّذينَ يَعْلَمُونَ مَا قُدْرَتُهُ أَنْ يَسْتَسْلِمُوا [ 10 ] لَهُ ، فَلاَ يُنْكِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بَعْدَ حَدِّ الْمَعْرِفَةِ ، وَ لاَ يَضِلُّونَ بَعْدَ الْهُدى .

هذَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، بِهِ أَقْرَرْنَا ، وَ لَهُ أَسْلَمْنَا ، وَ عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ سيرَتُهُ فينَا ، لاَ يَجْهَلُ ذَلِكَ إِلاَّ جَاهِلٌ مُخَالِفٌ مُعَانِدٌ عَنِ الْحَقِّ [ 11 ] .

فَلاَ تَنْفِرُوا مِنَ الْحَقِّ نِفَارَ الصَّحيحِ مِنَ الأَجْرَبِ ، وَ الْبَاري مِنْ ذِي السَّقَمِ .

وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوَا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي تَرَكَهُ ، وَ لَنْ تَأْخُذُوا بِميثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى

[ 12 ] من : إنّما إلى : و النّقمة . و من : و إنّه لا ينبغي إلى : يستسلموا له . و من : فلا تنفروا إلى : نبذه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 369 .

[ 2 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 .

-----------
( 1 ) البقرة ، 186 .

[ 4 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] بعد . ورد في نسخة نصيري ص 78 .

[ 6 ] عنده . ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 131 . باختلاف .

[ 7 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 8 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 844 .

[ 9 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 . باختلاف .

[ 10 ] يسلّموا . ورد في نسخة نصيري ص 78 .

[ 11 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و تحف العقول ص 129 . و نهج السعادة ج 1 ص 213 . باختلاف بين المصادر .

[ 305 ]

تَعْرِفُوا الَّذي نَقَضَهُ ، وَ لَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ ، وَ لَنْ تَتْلُوهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي حَرَّفَهُ ، وَ لَنْ تَعْرِفُوا الضَّلاَلَةَ حَتَّى تَعْرِفُوا الْهُدى ، وَ لَنْ تَعْرِفُوا التَّقْوى حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذي تَعَدَّى .

فَإِذَا عَرَفْتُمْ ذَلِكَ عَرَفْتُمُ الْبِدَعَ وَ التَكَلُّفَ ، وَ رَأَيْتُمُ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ وَ عَلى رَسُولِهِ ، وَ التَّحْريفَ لِكِتَابِهِ ، وَ رَأَيْتُمْ كَيْفَ هَدَى اللَّهُ مَنْ هَدى .

فَلاَ يُجْهِلَنَّكُمُ الَّذينَ لاَ يَعْلَمُونَ ، فَإِنَّ الْقُرْآنِ لاَ يَعْلَمُ عِلْمَهُ إِلاَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَهُ ، فَعَلَّمَ بِالْعِلْمِ جَهْلَهُ ،

وَ بَصَّرَ بِهِ عَمَاهُ ، وَ سَمَّعَ بِهِ صَمَمَهُ ، وَ أَدْرَكَ بِهِ عِلْمَ مَا فَاتَ ، وَ حَيَا بِهِ بَعْدَ إِذْ مَاتَ ، وَ أَثْبَتَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ ذِكُرُهُ بِهِ الْحَسَنَاتِ ، وَ مَحَا بِهِ السَّيِّئَاتِ ، فَأَدْرَكَ بِهِ رِضْوَاناً مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى [ 1 ] .

[ 10 ] فَالْتَمِسُوا ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ خَاصَّةً [ 2 ] ، فَإِنَّهُمْ نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ ، وَ أَئِمَّةٌ يُقْتَدى بِهِمْ ، وَ [ 3 ] [ 11 ] هُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ ، وَ مَوْتُ الْجَهْلِ .

هُمُ الَّذينَ يُخْبِرُ حُكْمُهُمْ [ 4 ] عَنْ عِلْمِهِمْ ، وَ صَمْتُهُمْ عَنْ حُكْمِ مَنْطِقِهِمْ ، وَ ظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ .

فَهُمْ [ 5 ] [ 12 ] كَرَائِمُ الْقُرْآنِ [ 6 ] ، وَ هُمْ كُنُوزُ الرَّحْمنِ ، وَ مَعَادِنُ الاِحْسَانِ [ 7 ] .

إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا ، وَ إِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا ، وَ إِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا ، وَ إِنْ حَاجُّوا خُصِمُوا [ 8 ] .

لاَ يُخَالِفُونَ الْحَقَّ [ 9 ] وَ لاَ يَخْتَلِفُونَ فيهِ ، فَهُوَ بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ ، وَ صَامِتٌ نَاطِقٌ .

وَ هُمْ دَعَائِمُ الإِسْلاَمِ ، وَ وَلاَئِجُ الاِعْتِصَامِ .

بِهِمْ عَادَ الْحَقُّ إِلى نِصَابِهِ ، وَ انْزَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ مُقَامِهِ ، وَ انْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ مَنْبِتِهِ .

قَدْ خَلَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ سَابِقَةٌ ، وَ مَضى فيهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالى حُكْمٌ صَادِقٌ ، وَ في ذَلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرينَ .

[ 10 ] من : فالتمسوا ذلك من عند أهله فإنّهم عيش إلى : صامت ناطق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 147 .

[ 11 ] من : هم عيش العلم إلى : منبته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 239 .

[ 12 ] من : فيهم كرائم القرآن إلى : لم يسبقوا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 154 .

[ 1 ] ورد في الكافي ج 8 ص 319 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 319 .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 . باختلاف .

[ 4 ] حلمهم . ورد في نسخ النهج .

[ 5 ] فيهم . ورد في نسخ النهج .

[ 6 ] الإيمان . ورد في نسخ النهج .

[ 7 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 798 .

[ 8 ] ورد في المصدر السابق .

[ 9 ] الدّين . ورد في نسخ النهج .

[ 306 ]

فَ [ 1 ] اعْقِلُوا [ 11 ] الدّينَ [ 2 ] إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ وِعَايَةٍ وَ رِعَايَةٍ ، وَ لاَ تَعْقِلُوهُ [ 3 ] عَقْلَ سَمَاعٍ وَ رِوَايَةٍ ، فَإِنَّ رُواةَ الْعِلْمِ كَثيرٌ ، وَ رُعَاتَهُ قَليلٌ ، [ وَ ] كَثْرَةُ الْعِلْمِ في غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ مَادَّةُ الذُّنُوبِ .

وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ [ 4 ] .