خطبة له عليه السلام ( 3 ) في التوحيد

و قد ألقاها بعد انصرافه من صفّين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيِم [ 8 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ ، وَ فَاطِرِهِمْ عَلى مَعْرِفَةِ رُبُوبِيَّتِهِ [ 2 ] ، الدَّالِّ عَلى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ ،

وَ بِمُحْدَثِ [ 3 ] خَلْقِهِ عَلى أَزَلِيَّتِهِ ، وَ بِاشْتِبَاهِهِمْ عَلى أَنْ لا شَبَهَ [ 4 ] لَهُ .

اَلْمُسْتَشْهِدِ بِآيَاتِهِ عَلى قُدْرَتِهِ ، الْمُمْتَنِعَةِ مِنَ الصِّفَاتِ ذَاتُهُ ، وَ مِنَ الأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ ، وَ مِنَ الأَوْهَامِ الاِحَاطَةُ بِهِ ، لا أَمَدَ لِكَوْنِهِ ، وَ لا غَايَةَ لِبَقَائِهِ [ 5 ] .

لا تَسْتَلِمُهُ [ 6 ] الْمَشَاعِرُ ، وَ لا تَحْجُبُهُ الْحُجُبُ [ 7 ] السَّوَاتِرُ ، فَالْحِجَابُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ لامْتِنَاعِهِ

[ 8 ] من : الحمد للّه إلى : لا شبه له . و من : لا تستلمه إلى : السّواتر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 152 .

[ 1 ] عدلت . ورد في نسخة نصيري ص 44 . و نسخة عبده ص 232 .

[ 2 ] ورد في الكافي ج 1 ص 139 . و التوحيد ص 56 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني ص 47 .

[ 3 ] بحدوث . ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] شبيه . ورد في نسخة العطاردي عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 5 ] ورد في الكافي ج 1 ص 139 . و التوحيد ص 56 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني ص 47 .

[ 6 ] لا تشتمله . ورد في هامش نسخة ابن المؤدب ص 126 . و نسخة نصيري ص 81 . و نسخة الآملي ص 122 .

[ 7 ] ورد في الكافي للكليني ج 1 ص 140 . و مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 48 .

[ 80 ]

مِمَّا يُمْكِنُ في ذَوَاتِهِمْ ، وَ لإِمْكَانِ ذَوَاتِهِمْ مِمَّا يَمْتَنِعُ مِنُهُ ذَاتُهُ ، وَ [ 1 ] [ 14 ] لافْتِرَاقِ الصَّانِعِ وَ الْمَصْنُوعِ ،

وَ الْحَادِّ وَ الْمَحْدُودِ ، وَ الرَّبِّ وَ الْمَرْبُوبِ .

فَهُوَ [ 2 ] الأَحَدُ لا بِتَأْويلِ [ 3 ] عَدَدٍ ، وَ الْخَالِقُ لا بِمَعْنى حَرَكَةٍ وَ نَصَبٍ ، وَ السَّميعُ لا بِأَدَاةٍ ، وَ الْبَصيرُ لا بِتَفْريقِ آلَةٍ ، وَ الشَّاهِدُ [ 4 ] لا بِمُمَاسَّةٍ ، وَ الْبَائِنُ لا بِترَاخي [ 5 ] مَسَافَةٍ ، وَ الظَّاهِرُ لا بِرُؤْيَةٍ ، وَ الْبَاطِنُ لا بِلَطَافَةٍ [ 6 ] .

أَزَلُهُ نَهْيٌ لِمُحَاوِلِ الأَفْكَارِ ، وَ دَوَامُهُ رَدْعٌ لِطَامِحَاتِ الْعُقُولِ .

اَلَّذي قَدْ حَسَرَتْ دُونَ كُنْهِهِ نَوَافِذُ [ 7 ] الأَبْصَارِ ، وَ قَمَعَ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الأَفْكَارِ [ 8 ] .

بَانَ مِنَ الأَشْيَاءِ بِالْقَهْرِ لَهَا وَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا ، وَ بَانَتِ الأَشْيَاءُ مِنْهُ بِالْخُضُوعِ لَهُ وَ الرُّجُوعِ إِلَيْهِ .

مَنْ وَصَفَهُ [ 9 ] فَقَدْ حَدَّهُ ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، وَ مَنْ عَدَّهُ فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ، وَ مَنْ قَالَ : « كَيْفَ ؟ » فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ ، وَ مَنْ قَالَ : « إِلامَ ؟ » فَقَدْ وَقَّتَهُ [ 10 ] ، وَ مَنْ قَالَ : « أَيْنَ ؟ » فَقَدْ حَيَّزَهُ .

عَالِمٌ إِذْ لا مَعْلُومٌ ، وَ خَالِقٌ إِذْ لا مَخْلُوقٌ [ 11 ] ، وَ رَبٌّ إِذْ لا مَرْبُوبٌ ، وَ إِلهٌ إِذْ لا مَأْلُوهٌ [ 12 ] ، وَ قَادِرٌ إِذْ لا مَقْدُورٌ ، وَ مُصَوِّرٌ إِذْ لا مُصَوَّرٌ . وَ كَذَلِكَ يُوصَفُ رَبُّنَا ، وَ هُوَ فَوْقَ مَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ [ 13 ] .

[ 14 ] من : لافتراق إلى : بلطافة . و من : بانت إلى : لا مقدور ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 152 .

[ 1 ] ورد في الكافي للكليني ج 1 ص 140 . و التوحيد للصدوق ص 56 .

[ 2 ] ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 48 .

[ 3 ] بلا تأويل . ورد في نسخة الصالح ص 212 .

[ 4 ] المشاهد . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 9 ص 172 .

[ 5 ] ببراح . ورد في التوحيد للصدوق ص 56 .

[ 6 ] باجتنان . ورد في الكافي ج 1 ص 140 . و التوحيد ص 56 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني ص 48 .

[ 7 ] نواقد . ورد في التوحيد للصدوق ص 57 .

[ 8 ] الأوهام . ورد في المصدر السابق . و الفقرة وردت في المصدر السابق . و الكافي ج 1 ص 140 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 42 . و نهج البلاغة الثاني ص 48 . باختلاف يسير .

[ 9 ] فمن وصف اللّه تعالى . ورد في الكافي ج 1 ص 140 . و التوحيد ص 57 . و دستور معالم الحكم ص 154 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 43 . و نهج البلاغة الثاني ص 48 .

[ 10 ] ورد في التوحيد للصدوق ص 57 .

[ 11 ] ورد في مسند الإمام الرضا ج 1 ص 23 . و التوحيد ص 57 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 43 . و نهج البلاغة الثاني ص 48 .

[ 12 ] ورد في مسند الإمام الرضا عليه السلام ج 1 ص 23 . و التوحيد للصدوق ص 57 .

[ 13 ] ورد في المصدرين السابقين . و دستور معالم الحكم ص 154 . و نهج السعادة ج 3 ص 40 . باختلاف بين المصادر .

[ 81 ]

[ 4 ] أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ ، وَ اسْتِسْلاماً لِعِزَّتِهِ ، وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَ أَسْتَعينُهُ فَاقَةً إِلى كِفَايَتِهِ ، إِنَّهُ لا يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ ، وَ لا يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ ، وَ لا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ ، فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ ،

وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ .

وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاصُهَا ، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا ،

نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا ، وَ نَدَّخِرُهَاَ [ 1 ] لأَهَاويلِ مَا يَلْقَانَا ، فَإِنَّهَا عَزيمَةُ الإيمَانِ ، وَ فَاتِحَةُ الإِحْسَانِ ،

وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمنِ ، وَ مَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالدّينِ الْمَشْهُورِ ، وَ الْعَلَمِ الْمَأْثُورِ ، وَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ ، وَ النُّورِ السَّاطِعِ ، وَ الضِّيَاءِ اللاَّمِعِ ، وَ الأَمْرِ الصَّادِعِ ، إِزَاحَةً لِلشُّبَهَاتِ ، وَ احْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ ، وَ تَحْذيراً بِالآيَاتِ ، وَ تَخْويفاً بِالْمَثُلاتِ [ 2 ] ، وَ النَّاسُ في فِتَنٍ انْجَذَمَ فيهَا حَبْلُ الدّينِ ،

وَ تَزَعْزَعَتْ سَوَارِي الْيَقينِ ، وَ اخْتَلَفَ النَّجْرُ ، وَ تَشَتَّتَ الأَمْرُ ، وَ ضَاقَ الْمَخْرَجُ ، وَ عَمِيَ الْمَصْدَرُ ، فَالْهُدى خَامِلٌ ، وَ الْعَمى شَامِلٌ ، وَ عُصِيَ الرَّحْمنُ ، وَ نُصِرَ الشَّيْطَانُ ، وَ خُذِلَ الإيمَانُ ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ ، وَ تَنَكَّرَتْ مَعَالِمُهُ ، وَ دَرَسَتْ سُبُلُهُ ، وَ عَفَتْ شُرُكُهُ .

أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ ، وَ وَرَدُوا مَنَاهِلَهُ ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ ، وَ قَامَ لِوَاؤُهُ ، في فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا ، وَ وَطِئَتْهُمْ بِأَظْلافِهَا ، وَ قَامَتْ عَلى سَنَابِكِهَا ، فَهُمْ فيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ ، جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ ، في خَيْرِ دَارٍ ، وَ شَرِّ جيرَانٍ .

نَوْمُهُمْ سُهُودٌ ، وَ كُحْلُهُمْ دُمُوعٌ ، بِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ ، وَ جَاهِلُهَا مُكْرَمٌ .

[ 5 ] أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَداً ، وَ الْمَنْجَاةُ أَبَداً .

[ وَ ] تَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ كَنْزٍ ، وَ أَحَرَزُ حِرْزٍ ، وَ أَعَزُّ عِزٍّ ، مَنْجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ ، وَ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ ،

فيهَا نَجَاةُ كُلِّ هَارِبٍ ، وَ دَرْكُ كُلِّ طَالِبٍ ، وَ ظَفَرُ كُلِّ غَالِبٍ .

وَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَازَ الْفَائِزُونَ ، وَ ظَفِرَ الرَّاغِبُونَ ، وَ نَجَا الْهَارِبُونَ ، وَ أَدْرَكَ الطَّالِبُونَ ، وَ بِتَرْكِهَا خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَ الَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [ 3 ] .

[ 4 ] من : أحمده إلى : مكرم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 2 .

[ 5 ] من : أوصيكم إلى : المنجاة أبدا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 161 .

[ 1 ] نذخرها . ورد في نسخة الأسترابادي ص 9 .

[ 2 ] للمثلات . ورد في نسخة العام 400 ص 15 . و نسخة ابن المؤدب ص 8 . و نسخة نصيري ص 7 . و نسخة الآملي ص 10 .

و نسخة ابن أبي المحاسن ص 15 . و نسخة الأسترابادي ص 10 . و متن منهاج البراعة ج 2 ص 279 .

[ 3 ] النحل ، 128 . و الفقرة وردت في مصباح البلاغة للمير جهاني ج 2 ص 113 عن مجموعة ورّام . باختلاف .

[ 82 ]

[ 12 ] أَلا وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى [ 1 ] قَدْ جَعَلَ لِلْخَيْرِ أَهْلاً ، وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ ، وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً ،

وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ [ 2 ] يَقُولُ عَلَى الأَلْسِنَةِ ، وَ يُثَبِّتُ بِهِ الأَفْئِدَةَ ، فَلْيَقْبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً بِقَبُولِهَا ، وَ لْيَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلُولِهَا .

وَ لْيَنْظُرِ امْرُؤٌ في قَصيرِ أَيَّامِهِ ، وَ قَليلِ مُقَامِهِ ، في مُنْزِلٍ حَتَّى يَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلاً ، فَلْيَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ ، وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ .

فَطُوبى لِذي قَلْبٍ سَليمٍ أطَاعَ مَنْ [ 3 ] يَهْديهِ ، وَ تَجَنَّبَ مَنْ [ 4 ] يُرْديهِ ، اسْتَنْصَحَ وَ قَبِلَ نَصيحَةَ مَنْ نَصَحَ بِخُضُوعٍ ، وَ حُسْنِ خُشُوعٍ ، وَ دَخَلَ مُدْخَلَ كَرَامَةٍ [ 5 ] ، وَ أَصَابَ سَبيلَ السَّلامَةٍ ، بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ ، وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ [ 6 ] ، إِلى أَفْضَلِ الدَّلالَةِ ، وَ كَشْفِ غِطَاءِ الْجَهَالَةِ الْمُضِلَّةِ الْمُهْلِكَةِ [ 7 ] ، وَ بَادَرَ الْهُدى بِبُرْهَانٍ وَ بَيَانٍ [ 8 ] ، قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ ، وَ تُقْطَعَ أَسْبَابُهُ ، وَ اسْتَفْتَحَ [ 9 ] التَّوْبَةَ ، وَ أَمَاطَ الْحَوْبَةَ ،

فَقَدْ أُقيمَ عَلَى الطَّريقِ ، وَ هُدِيَ نَهْجَ السَّبيلِ .

وَ اعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْتَحْفَظينَ عِلْمَهُ [ وَ ] رُعَاةَ الدّينِ ، فَرَّقُوا بَيْنَ الشَّكِّ وَ الْيَقينِ ، وَ جَاؤُوا بِالْحَقِّ الْمُبينِ ، بَنَوْا لِلإِسْلامِ بُنْيَاناً ، فَأَسَّسُوا لَهُ أَسَاساً وَ أَرْكَاناً ، وَ جَاؤُوا عَلى ذَلِكَ شُهُوداً بِعَلامَاتٍ وَ أَمَارَاتٍ .

يَحْمُونَ حِمَاهُ ، وَ يَرْعَوْنَ مَرْعَاهُ [ 10 ] ، وَ يَصُونُونَ مَصُونَهُ ، وَ يُفَجِّرُونَ عُيُونَهُ ، بِحُبِّ اللَّهِ وَ بِرِّهِ ،

وَ تَعْظيمِ أَمْرِهِ وَ ذِكْرِهِ مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُذْكَرَ بِهِ [ 11 ] .

[ 12 ] من : ألا و إنّ إلى : يرديه . و من : و أصاب إلى : هاد أمره . و من : و بادر إلى : علمه . و من : و يصونون إلى : التّمحيص ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 214 .

[ 1 ] ورد في مصباح البلاغة للميرجهاني ج 2 ص 113 عن أمالي الصدوق .

[ 2 ] سبحانه . ورد في نسخة الصالح ص 331 .

[ 3 ] ناصحا . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 3 ص 222 عن غرر الحكم للآمدي .

[ 4 ] غاويا . ورد في المصدر السابق . و ورد ما في هامش نسخة الأسترابادي ص 345 .

[ 5 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 . باختلاف .

[ 6 ] طاعة لمن يهديه . ورد في

[ 7 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 . باختلاف يسير .

[ 8 ] ورد في

[ 9 ] فاستفتح . ورد في نسخة الجيلاني الموجودة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد ايران .

[ 10 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 . باختلاف يسير .

[ 11 ] ورد في المصدر السابق . باختلاف .

[ 83 ]

يَتَوَاصَلُونَ بِالْوَلايَةِ ، وَ يَتَلاقَوْنَ بِالْمَحَبَّةِ [ 1 ] ، وَ يَتَنَازَعُونَ بِحُسْنِ الرِّعَايَةِ [ 2 ] ، وَ يَتَسَاقَوْنَ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ ، وَ يَصْدُرُونَ بِرِيَّةٍ .

قُوَّامٌ عُلَمَاءُ ، أَوْصِيَاءٌ أُمَنَاءُ [ 3 ] ، لا تَشُوبُهُمُ الرَّيْبَةُ ، وَ لا تُسْرِعُ [ 4 ] فيهِمُ الْغيبَةُ .

عَلى ذلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ أَخْلاقَهُمْ ، فَعَلَيْهِ يَتَحَابُّونَ ، وَ بِهِ يَتَوَاصَلُونَ ، فَكَانُوا كَتَفَاضُلِ الْبَذْرِ يُنْتَقى ، فَيُؤْخَذُ مِنْهُ وَ يُلْقى ، قَدْ مَيَّزَهُ التَّخْليصُ ، وَ هَذَّبَهُ التَّمْحيصُ .

[ 14 ] هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ [ 5 ] ، وَ لَجَأُ أَمْرِهِ ، وَ عَيْبَةُ عِلْمِهِ ، وَ مَوْئِلُ حُكْمِهِ ، وَ كُهُوفُ كُتُبِهِ ، وَ جِبَالُ دينِهِ [ 6 ] ، بِهِمْ أَقَامَ انْحِنَاءَ ظَهْرِهِ ، وَ أَذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ .

أَيُّهَا النَّاسُ [ 7 ] ، [ 15 ] إِنَّمَا بَدْءُ [ 8 ] وَقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ ، وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فيهَا كِتَابُ [ 9 ] اللَّهِ ، وَ يَتَوَلَّى عَلَيْهَا [ 10 ] رِجَالٌ رِجَالاً ، وَ يَبْرَأُ رِجَالٌ مِنْ رِجَالٍ [ 11 ] ، عَلى غَيْرِ دينِ اللَّهِ .

فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادينَ [ 12 ] ، وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدينَ ، [ وَ ] لَمْ يَكْنْ فيهِ اخْتِلافٌ [ 13 ] . وَ لكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذَا

[ 14 ] من : هم موضع إلى : فرائصه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 2 .

[ 15 ] من : إنّما بدء إلى : من اللّه الحسنى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 50 .

[ 1 ] بحسن التّحيّة ، و أخلاق سنيّة . ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 . باختلاف .

[ 2 ] ورد في المصدر السابق . باختلاف .

[ 3 ] ورد في

[ 4 ] لا تسوغ . ورد في

[ 5 ] سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 798 .

[ 6 ] حماة . ورد في المصدر السابق .

[ 7 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 191 . و المحاسن ج 1 ص 330 و 343 . و الكافي ج 1 ص 54 . و دستور معالم الحكم ص 132 .

و البحار ج 8 ( مجلد قديم ) ص 653 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 1 ص 236 .

[ 8 ] مبدأ . ورد في

[ 9 ] حكم . ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس ص 162 . و الكافي للكليني ج 8 ص 50 .

[ 10 ] فيها . ورد في الكافي ج 8 ص 50 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 2 ص 302 .

[ 11 ] ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس ص 162 .

[ 12 ] ذي حجى . ورد في الكافي ج 8 ص 50 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 2 ص 302 .

[ 13 ] ورد في و ورد و لم يكن اختلاف في كتاب السقيفة ص 162 . و المحاسن ج 1 ص 330 و 343 . و الكافي ج 1 ص 54 .

و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 1 ص 236 . و ج 2 ص 302 .

[ 84 ]

ضِغْثٌ ، وَ مِنْ هذَا ضِغْثٌ ، فَيُمْزَجَانِ مَعاً فَيُجَلَّلانِ [ 1 ] ، فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي [ 2 ] الشَّيْطَانُ عَلى أَوْلِيَائِهِ ،

وَ يَنْجُو الَّذينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنى .

[ 7 ] وَ مَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلاَّ تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ ، فَاتَّقُوا الْبِدَعَ ، وَ الْزَمُوا الْمَهْيَعَ .

إِنَّ عَوَازِمَ الأُمُورِ أَفْضَلُهَا ، وَ إِنَّ مُحْدَثَاتِهَا شِرَارُهَا .

إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ ، يَنْشَأُ فيهَا الْوَليدُ ، وَ يَرْبُو فيهَا الصَّغيرُ ، وَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبيرُ ، يَجْرِي النَّاسُ عَلَيْهَا فَيَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً ، فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْ‏ءٌ قِيلَ : قَدْ غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، وَ قَدْ أَتَى النَّاسُ مُنْكَراً . ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ ، وَ تَنْشَأُ فيهَا الذُّرِّيَّةُ ،

وَ تَدُقُّهُمُ الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ ، وَ كَمَا تَدُقُّ الرَّحى بِثِفَالِهَا ، فَيَوْمَئِذٍ يَتَفَقَّهُ النَّاسُ لِغَيْرِ اللَّهِ [ 3 ] ،

وَ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ ، وَ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ [ 4 ] .

قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ ، وَ أَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ ، وَ تَوَغَّلُوا الْجَهْلَ ، وَ أَطْرَحُوا الْعِلْمَ [ 5 ] ، وَ أَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ نَطَقَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ .

[ 8 ] أثَرُوا عَاجِلاً ، وَ أَخَّرُوا آجِلاً ، وَ تَرَكُوا صَافِياً ، وَ شَرِبُوا آجِنَاً .

[ 9 ] زَرَعُوا الْفُجُورَ ، وَ سَقَوْهُ الْغُرُورَ ، وَ حَصَدُوا الثُّبُورَ .

كَأَنّي أَنْظُرُ إِلى فَاسِقِهِمْ وَ قَدْ صَحِبَ الْمُنْكَرَ فَأَلِفَهُ ، وَ بَسِئَ بِهِ وَ وَافَقَهُ ، حَتَّى شَابَتْ عَلَيْهِ مَفَارِقُهُ ، وَ صُبِغَتْ بِهِ خَلائِقُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّيَّارِ لا يُبَالي مَا غَرَّقَ ، أَوْ كَوَقْعِ النَّارِ فِي الْهَشيمِ لا يَحْفِلُ مَا حَرَّقَ [ 6 ] .

هَلَكَ مَنْ قَارَنَ حَسَداً ، وَ قَالَ بَاطِلاً ، وَ وَالى عَلى عَدَاوَتِنَا ، أَوْ شَكَّ في فَضْلِنَا .

[ 7 ] من : و ما أحدثت إلى : شرارها . و من : قد خاضوا ، إلى : المكذّبون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 145 .

[ 8 ] من : آثروا إلى : آجنا . و من : كأنّي أنظر إلى : ما حرّق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 144 .

[ 9 ] من : زرعوا إلى : الثّبور ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 2 .

[ 1 ] ورد في الكافي ج 8 ص 50 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و بينهما اختلاف يسير . و ورد فيجيان معا في المحاسن ج 1 ص 330 و 343 . و الكافي ج 1 ص 54 . و البحار ج 2 ص 316 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 2 ص 302 .

[ 2 ] استحوذ . ورد في المحاسن ج 1 ص 330 و 343 . و الكافي ج 1 ص 54 . و البحار ج 2 ص 316 . و منهاج البراعة ج 4 ص 296 . و نهج السعادة ج 2 ص 302 .

[ 3 ] الدّين . ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس ص 162 .

[ 4 ] ورد في المصدر السابق . و الكافي للكليني ج 8 ص 51 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 296 .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 532 .

[ 6 ] خرّق . ورد في .

[ 85 ]

إِنَّهُ [ 1 ] [ 10 ] لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ 2 ] مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ [ 3 ] أَحَدٌ ، وَ لا يُسَوَّى [ 4 ] بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَداً .

[ هُمْ ] أَطْوَلُ النَّاسِ أَغْرَاساً ، وَ أَفْضَلُ النَّاسِ أَنْفَاساً [ 5 ] .

هُمْ أَسَاسُ الدّينِ ، وَ عِمَادُ الْيَقينِ ، إِلَيْهِمْ يَفي‏ءُ الغَالي ، وَ بِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي ، وَ لَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوَلايَةِ ، وَ فيهِمُ الْوَصِيَّةُ وَ الْوِرَاثَةُ ، وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في حِجَّةِ الْوِدَاعِ يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ ، وَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ، وَ بَعْدَهُ الْمَقَامُ الثَّالِثُ بِأَحْجَارِ الزَّيْتِ .

تِلْكَ فَرَائِضُ ضَيَّعْتُمُوهَا ، وَ حُرُمَاتٌ انْتَهَكْتُمُوهَا .

وَ لَوْ سَلَّمْتُمُ الأَمْرَ لأَهْلِهِ سَلِمْتُمْ ، وَ لَوْ أَبْصَرْتُمْ بَابَ الْهُدى رَشَدْتُمْ [ 6 ] .

[ 11 ] تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ [ 7 ] تَبْليغَ [ 8 ] الرِّسَالاتِ ، وَ إِتْمَامَ [ 9 ] الْعِدَاتِ ، وَ تَمَامَ الْكَلِمَاتِ ، وَ فُتِحَتْ لِيَ الأَسْبَابُ ، وَ أُجْرِيَ لِيَ السَّحَابُ .

وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فِي الْمَلَكُوتِ بِإِذْنِ رَبّي ، فَلَمْ يَعْزُبْ عَنّي شَيْ‏ءٌ غَابَ عَنَّي ، وَ لَمْ يَفُتْني مَا سَبَقَني وَ لاَ مَا يَكُونُ بَعْدي ، وَ لَمْ يَشْرَكْني أَحَدٌ فيمَا أَشْهَدَني رَبّي يَوْمَ شَهَادَةِ الأَشْهَادِ .

وَ عَلى يَدي يُتِمُّ اللَّهُ مَوْعِدَهُ ، وَ يُكْمِلُ كَلِمَاتِهِ .

وَ بِوِلاَيَتي أَكْمَلَ اللَّهُ تَعَالى لِهذِهِ الأُمَّةِ دينَهَا .

وَ أَنَا النِّعْمَةُ الَّتي أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلى خَلْقِهِ .

[ 10 ] من : لا يقاس إلى : أبدا . و من : هم أساس إلى : الوراثة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 2 .

[ 11 ] من : تاللّه إلى : تمام الكلمات ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 120 .

[ 1 ] ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 48 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 141 عن المسترشد للطبري . و نهج البلاغة الثاني ص 57 . باختلاف يسير .

[ 2 ] عليهم السّلام . ورد في

[ 3 ] الأمم . ورد في

[ 4 ] لا يستوي . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 857 .

[ 5 ] ورد في المستدرك لكاشف الغطاء ص 48 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 141 . و نهج البلاغة الثاني ص 57 .

[ 6 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 7 ] علّمت . ورد في متن منهاج البراعة ج 8 ص 110 . و متن بهج الصباغة ج 4 ص 262 . و نسخة الصالح ص 176 .

[ 8 ] تأويل . ورد في

[ 9 ] تنجيز . ورد في

[ 86 ]

وَ أَنَا الإِسْلامُ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، أُبَشِّرُ [ 1 ] بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالى وَ أُؤَدّي عَنْهُ . كُلُّ ذَلِكَ مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيَّ ، وَ أَذَلَّ بِهِ مِنْكَبي ، فَلَهُ الْحَمْدُ .

وَ لَقَدْ سَتَرَ عِلْمَهُ عَنْ جَميعِ النَّبِيِّن إِلاَّ صَاحِبَ شَريعَتِكُمْ هذِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَعَلَّمَني عِلْمَهُ .

أَيْنَ مُسْلِمُوا أَهْلِ الْكِتَابِ ، أَنَا اسْمي فِي الإِنْجيلِ إيلِيَا ، وَ [ فِي ] التَّوْرَاةِ بِرْيَا ، وَ [ فِي ] الزَّبُورِ إِرْيَا ،

وَ عِنْدَ الْهِنْدِ كَابِرْ ، وَ عِنْدَ الرُّومِ بِطْريسَا ، وَ عِنْدَ الْفُرْسِ جَبير [ 2 ] ، وَ عِنْدَ التُّرْكِ تَبيرْ ، وَ عِنْدَ الزُّنْجِ حَيْتَرْ ،

وَ عِنْدَ الأَرْمَنِ فَريقْ ، وَ عِنْدَ الْكَهَنَةِ بَوِيّ ، وَ عِنْدَ الْحَبَشَةِ بَتْريك ، وَ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلِيٌّ ، وَ عِنْد أُمّي حَيْدَرَةٌ ،

وَ عِنْدَ أَبي ظَهيرٌ ، وَ عِنْدَ ظِئْري مَيْمُونٌ [ 3 ] .

[ 9 ] أَلا وَ إِنَّ شَرَائِعَ الدّينِ وَاحِدَةٌ ، وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ ، مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ غَنِمَ ، وَ مَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَ نَدِمَ .

إِعْمَلُوا لِيَوْمٍ تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ ، وَ تُبْلى فيهِ السَّرَائِرُ ، وَ مَنْ لا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ ، فَعَازِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ ، وَ غَائِبُهُ أَعْوَزُ ، وَ اتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا [ 4 ] شَديدٌ ، وَ لَجَبُهَا عَتيدٌ [ 5 ] ، وَ قَعْرُهَا بَعيدٌ ، وَ حِلْيَتُهَا [ 6 ] حَديدٌ ، وَ شَرَابُهَا صَديدٌ ، وَ عَذَابُهَا أَبَداً [ 7 ] جَديدٌ .

أَلا وَ إِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ [ 8 ] يَجْعَلُهُ اللَّهُ تَعَالى لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لا يَحْمَدُهُ .

اَللَّهُمَّ إِنّي قَدْ بَصَّرْتُهُمُ الْحِكْمَةَ ، وَ دَلَلْتُهُمْ عَلى طَريقِ الرَّحْمَةِ ، وَ حَرَصْتُ عَلى تَوْفيقِهِمْ بِالتَّنْبيهِ وَ التَّذْكِرَةِ ، وَ دَلَلْتُهُمْ عَلى طَريقِ الْجَنَّةِ ، بِالتَّبَصُّرِ وَ الْعَدْلِ وَ التَّأْنيبِ ، لِيُثيبَ رَاجِعٌ وَ يُقْبِلَ ، وَ يَتَّعِظَ مُتَذَكِّرٌ وَ يَتَّبِعَ ، فَلَمْ يُطَعْ ليَ قَوْلٌ .

[ 9 ] من : ألا و إنّ إلى : لا يحمده ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 120 .

[ 1 ] أنشر . ورد في بصائر الدرجات للصفّار ص 198 .

[ 2 ] حبتر . ورد في مصباح البلاغة للمير جهاني ج 1 ص 131 عن بشارة المصطفى للطوسي .

[ 3 ] ورد في المصدر السابق . و بصائر الدرجات ص 198 و 256 . و الكافي ج 1 ص 197 . و شرح الخطبة التطنجية . و إرشاد القلوب ج 1 ص 256 . و البحار ج 26 ص 153 . و نهج السعادة ج 7 ص 142 . و مصباح البلاغة ج 3 ص 331 . عن المحتضر للحلي . باختلاف .

[ 4 ] لهبها . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 145 .

[ 5 ] ورد في المصدر السابق .

[ 6 ] حليّها . ورد في المصدر السابق ص 144 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق ص 145 .

[ 8 ] الصّادق . ورد في المصدر السابق ص 164 . و ج 2 ص 608 .

[ 87 ]

اَللَّهُمَّ وَ إِنّي أُعيدُ عَلَيْهِمُ الْقَوْلَ لِيَكُونَ أَثْبَتَ لِلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْرِفُوا فَضْلَ مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ ، وَ اخْتَارُوا حَيْثُ اخْتَارَ اللَّهُ ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِمَنِّهِ حَيْثُ يَقُولُ : إِنَّمَا يُريدُ اللَّهَ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً 1 .

فَقَدْ طَهَّرَنَا اللَّهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ ، وَ مِنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَ كُلِّ رَجَاسَةٍ ، فَنَحْنُ عَلى مِنْهَاجِ الْحَقِّ ، وَ مَنْ خَالَفَنَا فَعَلى مِنْهَاجِ الْبَاطِلِ .

أَنَا قَسيمُ النَّارِ ، وَ خَازِنُ الْجِنَانِ ، وَ صَاحِبُ الْحَوْضِ وَ الأَعْرَافِ . يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ عَلَى الأَعْرَافِ رِجَالُ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسيمَاهُمْ 2 .

وَ لَيْسَ مِنَّا ، أَهْلَ الْبَيْتِ ، إِمَامٌ إِلاَّ وَ هُوَ عَارِفٌ أَهْلَ وِلايَتِهِ ، وَ ذلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ 3 .

أَلا وَ نَحْنُ النُّذُرُ الأُولى ، وَ نَحْنُ الآخِرَةُ وَ الأُولى ، وَ نُذُرُ كُلِّ زَمَانٍ وَ مَكَانٍ .

وَ بِنَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَ نَجَا مَنْ نَجَا .

فَلاَ تَسْتَعْظِمُوا ذَلِكَ فينَا ، فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، وَ تَفَرَّدَ بَالْجَبَرُوتِ وَ الْعَظَمَةِ ، لَقَدْ سُخِّرَ لِيَ الرِّيَاحُ ، وَ الْهَوَاءُ ، وَ الطَّيْرُ ، وَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الدُّنْيَا فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا [ 4 ] .

[ 8 ] أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا ، وَ قَادِرُهَا بِقَدَرِهَا ، وَ نَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا ، وَ رَادُّهَا عَلى عَقِبِهَا [ 5 ] .

وَ حَتَّى مَتى يَلْحَقُ بِيَ اللَّوَاحِقُ ؟ .

لَقَدْ عَلِمْتُ مَا فَوْقَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى‏ ، وَ مَا تَحْتَ السَّابِعَةِ السُّفْلى ، وَ مَا فِي السَّمواتِ الْعُلى وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّرى [ 6 ] .

[ 9 ] نَحْنُ الشِّعَارُ [ 7 ] وَ الأَصْحَابُ ، وَ الْخَزَنَةُ وَ الأَبْوَابُ ، وَ لا تُؤْتَى الْبُيُوتُ إِلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا ،

[ 8 ] من : أنا كابّ إلى : بعينها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 128 .

[ 9 ] من : نحن إلى : سارقا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 154 .

-----------
( 1 ) الأحزاب ، 33 .

-----------
( 2 ) الأعراف ، 46 .

-----------
( 3 ) الرعد ، 7 .

[ 4 ] ورد في غرر الحكم ج 1 ص 279 . و شرح الخطبة التطنجية . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 48 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 132 و 141 . و نهج البلاغة الثاني ص 58 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 280 .

[ 6 ] ورد في شرح الخطبة التطنجية . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 48 . و نهج البلاغة الثاني ص 58 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] الشّعائر . ورد في ينابيع المودة للقندوزي ص 25 .

[ 88 ]

فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّيَ سَارِقاً لا تَعْدُوهُ الْعُقُوبَةُ [ 1 ] .

[ 8 ] وَ عِنْدَنَا ، أَهْلَ الْبَيْتِ ، مَعَاقِلُ الْعِلْمِ ، وَ [ 2 ] أَبْوَابُ الْحُكْمِ ، وَ أَنْوَارُ الظُّلَمِ ، وَ [ 3 ] ضِيَاءُ الأَمْرِ ،

وَ فَصْلُ الْخِطَابِ .

فَمَنْ أَحَبَّنَا يَنْفَعُهُ إيمَانُهُ ، وَ يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَ مَنْ لاَ يُحِبُّنَا ، أَهْلَ الْبَيْتِ ، لاَ يَنْفَعُهُ إيمَانُهُ وَ لاَ يُتَقَبَّلُ عَمَلُهُ ، وَ إِنْ دَأَبَ في اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ قَائِماً وَ صَائِمَاً .

وَ اللَّهِ لَئِنْ خَالَفْتُمْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ لَتُخَالِفُنَّ الْحَقَّ ، وَ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِنّي وَ أَهْلَ بَيْتي مُطَهَّرِونَ ، فَلا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا ، وَ لا تُخَالِفُوهُمْ فَتَجْهَلُوا ، وَ لا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَهْلَكُوا ، وَ لا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، هُمْ أَحْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً ، وَ أَعْلَمُهُمْ صِغَاراً ، إِنَّهُمْ لا يُدْخِلُونَكُمْ في رَدى ، وَ لاَ يُخْرِجُونَكُمْ مِنْ بَابِ هُدى . فَاتَّبِعُوا الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ حَيْثُ كَانُوا [ 4 ] .

[ 9 ] أَيْنَ الْعُقُولُ الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِيحِ الْهُدى ، وَ الأَبْصَارُ اللاَّمِحَةُ إِلى مَنَارِ [ 5 ] التَّقْوى ؟ .

أَيْنَ الْمُوقِنُونَ الَّذينَ خَلَعُوا سَرَابيلَ الْهَوى ، وَ قَطَعُوا عَنْهُمْ عَلائِقَ الدُّنْيَا ؟ [ 6 ] .

أَيْنَ الْقُلُوبُ الَّتي وُهِبَتْ للَّهِ ، وَ عُوقِدَتْ عَلى طَاعَةِ اللَّهِ ؟ .

أَيْنَ الَّذينَ أَخْلَصُوا أَعْمَالَهُمْ للَّهِ ، وَ طَهَّرُوا قُلُوبَهُمْ لِمَوَاضِعِ نَظَرِ اللَّهِ ؟ [ 7 ] .

[ 10 ] أَلآنَ إِذْ رَجَعَ الْحَقُّ إِلى أَهْلِهِ ، وَ نُقِلَ إِلى مُنْتَقَلِهِ ، [ وَ ] [ 11 ] قَدْ طَلَعَ طَالِعٌ ، وَ لَمَعَ لامِعٌ ، وَ لاحَ لائِحٌ ، وَ اعْتَدَلَ مَائِلٌ ، وَ اسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ قَوْماً ، وَ بِيَوْمٍ يَوْماً ، وَ انْتَظَرْنَا الْغِيَرَ انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ ،

ازْدَحَمُوا عَلَى الْحُطَامِ ، وَ تَشَاحُّوا عَلَى الْحَرَامِ ، وَ رُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ

[ 8 ] من : و عندنا إلى : ضياء الأمر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 120 .

[ 9 ] من : أين إلى : التّقوى و من : أين إلى : طاعة اللَّه و من : إزدحموا إلى : و أقبلوا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 144 .

[ 10 ] من : الآن إلى : منتقله ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 2 .

[ 11 ] من : قد طلع إلى : المطر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 152 .

[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 779 .

[ 2 ] ورد في بصائر الدرجات للصفّار ص 339 . و الإرشاد للمفيد ص 128 .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 165 .

[ 4 ] ورد في بصائر الدرجات ص 339 . و المحاسن ج 1 ص 317 . و شرح الأخبار ج 3 ص 9 . و الإرشاد ص 128 . و الغيبة ص 44 .

و ينابيع المودة ص 25 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49 . و مصباح البلاغة ج 1 ص 142 . عن المسترشد . و نهج البلاغة الثاني ص 58 . باختلاف بين المصادر .

[ 5 ] منابر . ورد في نسخة العطاردي ص 163 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 6 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 172 .

[ 7 ] ورد في المصدر السابق .

[ 89 ]

وُجُوهَهُمْ ، وَ أَقْبَلُوا إِلَى النَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ ، وَ دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَ وَلَّوْا ، وَ دَعَاهُمُ الشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا [ 1 ] وَ أَقْبَلُوا .

ثم أقبل عليه السلام بوجهه و حوله ناس من أهل بيته و خاصّته و شيعته فقال :

لَقَدْ عَمِلَتِ الْوُلاةُ قَبْلي أَعْمَالاً عَظيمَةً ، خَالَفُوا فيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مُتَعَمِّدينَ لِخِلافِهِ ، نَاقِضينَ لِعَهْدِهِ ، مُغَيِّرينَ لِسُنَّتِهِ .

وَ لَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلى تَرْكِهَا وَ تَحْويلِهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا إِلى مَا كَانَتْ تَجْري عَلَيْهِ في عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، لَتَفَرَّقَ عَنّي جُنْدي ، حَتَّى لا يَبْقى في عَسْكَري غَيْري ، وَ [ 2 ] قَليلٌ مِنْ شيعَتِيَ الَّذينَ عَرَفُوا فَضْلي وَ فَرْضَ إِمَامَتِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَمَرْتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَرَدَدْتُهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذي وَضَعَهُ فيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .

وَ رَدَدْتُ فَدَكَ إِلى وَرَثَةِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلامُ .

وَ رَدَدْتُ صَاعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ مُدَّهُ إِلى مَا كَانَ .

وَ أَمْضَيْتُ قَطَائِعَ أَقْطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لأَقْوَامٍ مُسَمَّيْنَ لَمْ تُمْضَ لَهُمْ وَ لَمْ تُنْفَذْ .

وَرَدَدْتُ دَارَ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ إِلى وَرَثَتِهِ وَ هَدَمْتُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ .

وَرَدَدْتُ قَضَايَا مِنَ الْجَوْرِ قَضى بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلي .

وَ نَزَعْتُ نِسَاءً تَحْتَ رِجَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ فَرَدَدْتُهُنَّ إِلى أَزْوَاجِهِنَّ ، وَ اسْتَقْبَلْتُ بِهِنَّ الْحُكْمَ فِي الْفُرُوجِ وَ الأَحْكَامِ .

وَ سَبَيْتُ ذَرَارِيَ بَني تَغْلِبَ .

وَرَدَدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ .

وَ مَحَوْتُ دَوَاوينَ الْعَطَايَا وَ أَعْطَيْتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يُعْطي بِالسَّوِيَّةِ وَ لَمْ أَجْعَلْهَا دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ .

[ 1 ] فَأطاعوا . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 9 ص 37 .

[ 2 ] حتّى أبقى وحدي أو . ورد في المصدر السابق ج 4 ص 297 . و الكافي للكليني ج 8 ص 51 .

[ 90 ]

وَ أَلْقَيْتُ الْمَسَاحَةَ .

وَ سَوَّيْتُ بَيْنَ الْمَنَاكِحِ .

وَ أَنْفَذْتُ خُمْسَ الرَّسُولِ كَمَا اَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَرَضَهُ .

وَ رَدَدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، وَ سَدَدْتُ مَا فُتِحَ فيهِ مِنَ الأَبْوَابِ ، وَ فَتَحْتُ مَا سُدَّ مِنْهُ .

وَ حَرَّمْتُ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ .

وَ حَدَدْتُ عَلَى النَّبيذِ .

وَ أَمَرْتُ بِإِحْلالِ الْمُتْعَتَيْنِ .

وَ أَمَرْتُ بِالتَّكْبيرِ عَلَى الْجَنَائِزِ خَمْسَ تَكْبيرَاتٍ .

وَ أَلْزَمْتُ النَّاسَ الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ .

وَ أَخْرَجْتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ في مَسْجِدِهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَخْرَجَهُ ، وَ أَدْخَلْتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَدْخَلَهُ .

وَ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلى حُكْمِ الْقُرْآنِ .

وَ عَلَى الطَّلاقِ عَلَى السُّنَّةِ .

وَ أَخَذْتُ الصَّدَقَاتِ عَلى أَصْنَافِهَا وَ حُدُودِهَا .

وَ رَدَدْتُ الْوُضُوءَ وَ الْغُسْلَ وَ الصَّلاةَ إِلى مَوَاقيتِهَا وَ شَرَائِعِهَا وَ مَوَاضِعِهَا .

وَ رَدَدْتُ أَهْلَ نَجْرَانَ إِلى مَوَاضِعِهِمْ .

وَ رَدَدْتُ سَبَايَا فَارِسَ وَ سَائِرِ الأُمَمِ إِلى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

إِذاً لَتَفَرَّقُوا عَنّي وَ اللَّهِ .

لَقَدْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ لا يَجْتَمِعُوا في شَهْرِ رَمَضَانَ إِلاَّ في فَريضَةٍ ، وَ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ فِي النَّوَافِلِ بِدْعَةٌ ، فَتَنَادى بَعْضُ أَهْلِ عَسْكَري مِمَّنْ يُقَاتِلُ سَيْفُهُ مَعي : يَا أَهْلَ الإِسْلامِ ، غُيِّرَتْ سُنَّةُ عُمَر ، يَنْهَانَا عَنِ الصَّلاةِ [ 1 ] في شَهْرِ رَمَضَانَ تَطَوُّعاً في جَمَاعَةٍ .

حَتَّى خِفْتُ أَنْ يَثُورُوا في نَاحِيَةِ عَسْكَري .

[ 1 ] أن نصلّي . ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس ص 163 .

[ 91 ]

بُؤْسى لِمَا لَقيتُ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا مِنَ الْفُرْقَةِ ، وَ طَاعَةِ أَئِمَّةِ الضَّلالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ .

وَ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ ، [ لَوْ ] لَمْ أُعْطِ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبى إِلاَّ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِإِعْطَائِهِ ، الَّذينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتَامى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبيلِ . كُلُّ هؤُلاءِ مِنَّا خَاصَّةً إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ 1 .

فَنَحْنُ ، وَ اللَّهِ ، الَّذينَ عَنَى اللَّهُ بِذِي الْقُرْبَى الَّذينَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، فَقَالَ تَعَالى : وَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتَامى وَ الْمَسَاكينِ وَ ابْنِ السَّبيلِ كَيْلا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ في ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعَقَابِ 2 لِمَنْ ظَلَمَهُمْ ، رَحْمَةً مِنْهُ لَنَا ، وَ غِنىً أَغْنَانَا اللَّهُ بِهِ ، وَ وَصَّى بِهِ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، لأَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ لَنَا في سَهْمِ الصَّدَقَةِ نَصيباً ، وَ أَكْرَمَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَكْرَمَنَا ، أَهْلَ الْبَيْتِ ، أَنْ يُطْعِمَنَا مِنْ أَوْسَاخِ أَيْدِي النَّاسِ ، فَكَذَّبُوا اللَّهَ ، وَ كَذَّبُوا رَسُولَهُ ، وَ جَحَدُوا كِتَابَ اللَّهِ النَّاطِقِ بِحَقِّنَا ، وَ مَنَعُونَا فَرْضاً فَرَضَهُ اللَّهُ لَنَا .

مَا لَقِيَ أَهْلُ بَيْتِ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ مَا لَقَينَاهُ بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ [ 3 ] .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 41 .

-----------
( 2 ) الحشر ، 7 .

[ 3 ] ورد في كتاب السقيفة لسليم بن قيس ص 162 . و الكافي للكليني ج 8 ص 51 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 297 .

[ 92 ]