خطبة له عليه السلام ( 56 ) بعد استشهاد محمّد بن أبي بكر رضوان اللّه عليه

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيِمِ [ 10 ] أَحْمَدُ اللَّهَ [ 1 ] عَلى مَا قَضى مِنْ أَمْرٍ [ 2 ] ، وَ قَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ [ 3 ] ، وَ عَلَى ابْتَلاَئي بِكُمْ أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتي إِذَا أَمرْتُ لَمْ تُطِعْ [ 4 ] [ 11 ] ، وَ إِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ [ 5 ] .

أَلاَ وَ إنَّ مِصْرَ أَصْبَحَتْ قَدِ افْتَتَحَهَا الْفَجَرَةُ أُولُو الْجَوْرِ وَ الظُّلْمِ ، الَّذينَ صَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ ،

وَ بَغَوُا الإسْلاَمَ عِوَجاً ، وَ قَدْ سَارَ إِلَيْهِمُ ابْنُ النَّابِغَةِ ، عَدُوُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ مَنْ وَالَى اللَّهَ ، وَ وَلِيُّ مَنْ عَادَى اللَّهَ .

أَلاَ وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبي بَكْرٍ قَدِ اسْتُشْهِدَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ .

أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ ، مَا عَلِمْتُ ، يَنْتَظِرُ الْقَضَاءَ ، وَ يَعْمَلُ لِلْجَزَاءِ ، وَ يُبْغِضُ شَكْلَ الْفَاجِرِ ، وَ يُحِبُّ سَمْتَ الْمُؤْمِنِ [ 6 ] .

[ 12 ] وَ لَقَدْ كَانَ إِلَيَّ حَبيباً ، وَ كَانَ لي رَبيباً ، وَ كَانَ بي بَرّاً ، وَ كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَداً .

فَرَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّداً ، فَقَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ ، وَ قَضى مَا عَلَيْهِ .

أَمَا وَ اللَّهِ ، لَ [ 7 ] قَدْ كُنْتُ [ 8 ] أَرَدْتُ تَوْلِيَةَ مِصْرَ الْمِرْقَالَ [ 9 ] هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ ، وَ لَوْ وَلَّيْتُهُ إِيَّاهَا لَمَا

[ 10 ] من : أحمد إلى : لم تجب ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 180 .

[ 11 ] منيت بمن لا يطيع إذا أمرت ، و لا يجيب إذا دعوت ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 39 .

[ 12 ] من : و لقد إلى : ربيبا و من : و قد أردت إلى : لمحمد بن أبى بكر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 68 .

[ 1 ] الحمد للّه . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 255 .

[ 2 ] أمري . ورد في

[ 3 ] فعلي . ورد في

[ 4 ] منيت بمن لا يطيع إذا أمرت . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 5 ] لا يجيب إذا دعوت . ورد في نسخ النهج برواية ثانية .

[ 6 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 82 . و الغارات ص 194 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 . و منهاج البراعة ج 5 ص 119 . و نهج السعادة ج 2 ص 473 . باختلاف بين المصادر .

[ 7 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 83 . و الغارات ص 198 . و مروج الذهب ج 2 ص 420 . و شرح ابن ميثم ج 2 ص 187 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 و 601 . و منهاج البراعة ج 5 ص 120 . باختلاف بين المصادر .

[ 8 ] ورد في شرح ابن ميثم ج 2 ص 187 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 5 ص 120 .

[ 9 ] ورد في المصدرين السابقين . و التاريخ للطبري ج 4 ص 83 .

[ 474 ]

خَلَّى لَهُمُ [ 1 ] الْعَرْصَةَ ، وَ لاَ أَنْهَزَهُمُ [ 2 ] الْفُرْصَةَ ، وَ لَمَا قُتِلَ إِلاَّ وَ سَيْفُهُ بِيَدِهِ [ 3 ] ، بِلاَ ذَمٍّ لِمُحَمَّدِ بْن أَبي بَكْرٍ .

وَ إِنّي ، وَ اللَّهِ ، مَا أَلُومُ نَفْسي عَلى تَقْصيرٍ وَ لاَ عَجْزٍ .

وَ إِنّي لِمُقَاسَاةِ الْحَرْبِ لَجِدُّ عَالِمٍ بَصيرٍ .

وَ إِنّي لأُقْدِمُ عَلَى الْحَرْبِ [ 4 ] ، فَأَعْرِفُ وَجْهَ الْحَزْمِ ، وَ أَقُومُ فيهِ بِالرَّأْي الْمُصيبِ ، فَ [ 5 ] [ 15 ] أَقُومُ فيكُمْ مُسْتَصْرِخاً ، وَ أُنَاديكُمْ مُتَغَوِّثاً [ 6 ] ، فَلاَ تَسْمَعُونَ لي قَوْلاً ، وَ لاَ تُطيعُونَ لي أَمْراً ، حَتَّى تَكَشَّفَ [ 7 ] الأُمُورُ عَنْ [ 8 ] عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ .

فأَنْتُمُ الْقَوْمُ [ 9 ] مَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ ، وَ لاَ يُنْقَضُ بِكُمُ الأَوْتَارُ [ 10 ] ، وَ لاَ يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ ، وَ لاَ يُشْفى بِكُمُ الْغَليلُ [ 11 ] .

دَعَوْتُكُمْ إِلى نَصْرِ [ 12 ] إِخْوَانِكُمْ مُنْذُ بِضْعٍ وَ خَمْسينَ يَوْماً [ 13 ] فَجَرْجَرْتُمْ عَلَيَّ [ 14 ] جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ

[ 15 ] من : أقوم إلى : ينظرون ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 39 .

[ 1 ] لعمرو بن العاص و أعوانه . ورد في الغارات ص 198 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 5 ص 120 . باختلاف يسير .

[ 2 ] أنهزلهم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 62 .

[ 3 ] ورد في الغارات للثقفي ص 198 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 601 . و منهاج البراعة ج 5 ص 120 .

[ 4 ] الأمر . ورد في الغارات للثقفي ص 195 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 314 .

[ 5 ] ورد في الغارات ص 195 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 . و منهاج البراعة ج 5 ص 119 . و نهج السعادة ج 2 ص 474 .

[ 6 ] مستغيثاً . ورد في الغارات ص 195 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 . و نهج السعادة ج 2 ص 474 .

[ 7 ] تكشف . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 174 .

[ 8 ] تصير بي الأمور إلى . ورد في الغارات ص 195 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 . و منهاج البراعة ج 5 ص 119 .

و نهج السعادة ج 2 ص 474 باختلاف يسير .

[ 9 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 10 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 11 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 12 ] غياث . ورد في المصادر السابقة . و أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 314 .

[ 13 ] ورد في الغارات ص 195 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 . و منهاج البراعة ج 5 ص 119 . و نهج السعادة ج 2 ص 474 باختلاف يسير .

[ 14 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 475 ]

الأَسَرِّ ، وَ تَثَاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [ 1 ] تَثَاقُلَ النَّضْوِ الأَدْبَرِ ، [ وَ ] مَنْ لاَ نِيَّةَ لَهُ في جِهَادِ عَدُوٍّ ، وَ لاَ رَأْيَ لَهُ فِي اكْتِسَابِ أَجْرٍ [ 2 ] ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ [ 3 ] ضَعيفٌ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ 1 .

أُفٍّ لَكُمْ [ 5 ] ، [ 16 ] إِنْ أُمْهِلْتُمْ [ 6 ] خُضْتُمْ ، وَ إِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ ، وَ إِنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلى إِمَامٍ طَعَنْتُمْ [ 7 ] ، وَ إِنْ أُجِئْتُمْ إِلى مُشَاقَّةٍ [ 8 ] نَكَصْتُمْ .

لاَ أَباً لِغَيْرِكُمْ [ 9 ] . مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ ، وَ الْجِهَادِ عَلى حَقِّكُمْ ؟ .

اَلْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ في هذِه الدُّنْيَا عَلى غَيْرِ الْحَقِّ [ 10 ] .

فَوَ اللَّهِ لَئِنْ جَاءَ يَوْمي [ 11 ] ، وَ لَيَأْتِيَنّي ، لَيُفَرَّقَنَّ بَيْني وَ بَيْنَكُمْ وَ أَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ [ 12 ] ، وَ بِكُمْ غَيْرُ كَثيرٍ [ 13 ] .

للَّهِ أَنْتُمْ أَمَا دينٌ يَجْمَعُكُمْ ، وَ لاَ مَحْمِيَّةٌ [ 14 ] تَشْحَذُكُمْ ؟ [ 15 ] .

[ 16 ] من : إن أمهلتم إلى : يستيقظ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 180 .

[ 1 ] ورد في الغارات ص 195 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 .

[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 475 .

[ 3 ] متذانب . ورد في المصادر السابقة .

-----------
( 1 ) الأنفال ، 6 .

[ 5 ] ورد في الغارات ص 195 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 404 . و نثر الدرّ ج 1 ص 314 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 600 .

و منهاج البراعة ج 5 ص 120 . و نهج السعادة ج 2 ص 475 .

[ 6 ] أهملتم . ورد في نسخة العطاردي ص 214 .

[ 7 ] ظعنتم . ورد في نسخة الآملي ص 156 . و ورد طغيتم في هامش نسخة ابن المؤدب ص 159 . و هامش نسخة الآملي ص 156 . و نسخة العطاردي ص 214 . عن هامش نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .

[ 8 ] مسافة . ورد في هامش نسخة نصيري ص 104 .

[ 9 ] لا أبا لكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 47 . و نسخة الأسترابادي ص 48 .

[ 10 ] ورد في الغارات للثقفي ص 192 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 81 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 471 . باختلاف يسير .

[ 11 ] جاءني الموت . ورد في المصادر السابقة .

[ 12 ] لتجدنّي لصحبتكم قاليا . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 471 .

[ 13 ] ضنين . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 81 .

[ 14 ] حميّة . ورد في نسخة العام 400 ص 47 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 10 ص 67 . و نسخة الأسترابادي ص 48 .

و نسخة عبده ص 385 . و نسخة الصالح ص 259 . و نسخة العطاردي ص 214 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند . و عن شرح فيض الإسلام .

[ 15 ] تحمشكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 47 . و نسخة الأسترابادي ص 48 .

[ 476 ]

أَلاَ تَسْمَعُونَ بِعَدُوِّكُمْ يَنْتَقِصُ بِلاَدَكُمْ ، وَ يَشُنُّ الْغَارَةَ عَلَيْكُمْ ؟ [ 1 ] .

أَ وَ لَيْسَ عَجيباً [ 2 ] أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو الْجُفَاةَ الطُّغَامَ [ 3 ] ، فيَتَّبِعُونَهُ عَلى غَيْرِ مَعُونَةٍ وَ لاَ عَطَاءٍ ،

وَ يُجيبُونَهُ فِي السَّنَةِ الْمَرَّةَ وَ الْمَرَّتَيْنِ وَ الثَّلاَثَ إِلى أَيِّ وَجْهٍ شَاءَ . ثُمَّ [ 4 ] أَنَا أَدْعُوكُمْ ، وَ أَنْتُمْ تَريكَةُ الإِسْلاَمِ ، [ وَ ] أُولُوا النُّهى ، [ 5 ] وَ بَقِيَّةُ النَّاسِ ، إِلَى [ 6 ] الْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ ، فَتَتَفَرَّقُونَ عَنّي ،

وَ تَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ [ 7 ] ، وَ تَعْصُونَني ؟ [ 8 ] .

إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْري رِضىً فَتَرْضَوْنَهُ ، وَ لاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ مَعِيَ عَلَيْهِ ، وَ إِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ .

وَ قَدْ دَارَسْتُكُمْ الْكِتَابَ ، وَ فَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ ، وَ عَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ ، وَ سَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ ، لَوْ كَانَ الأَعْمى يَلْحَظُ ، أَوِ النَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ .

ثم نزل عليه السلام فدخل رحله