و فيها يصف زمان الجور بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ ، وَ الصَّلاةُ عَلى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَ [ 1 ] [ 7 ] ذِمَّتي بِمَا أَقُولُ رَهينَةٌ ، وَ أَنَا بِهِ زَعيمٌ . إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَثُلاتِ حَجَزَتْهُ التَّقْوى عَنِ التَّقَحُّمِ فِي الشُّبُهَاتِ ، وَ إِنَّ مَنْ فَارَقَ التَّقْوى أُغْرِيَ بِاللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ ، وَ وَقَعَ فِي السَّيِّئَاتِ ، وَ لَزِمَهُ كَثيرُ التَّبِعَاتِ .
وَ إِنَّهُ [ 2 ] لا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوى سِنْخُ أَصْلٍ ، وَ لا يَظْمَأُ عَلَى الْهُدى [ 3 ] زَرْعُ قَوْمٍ .
[ 8 ] فَاتَّقى عَبْدٌ رَبَّهُ ، نَصَحَ نَفْسَهُ ، وَ قَدَّمَ تَوْبَتَهُ ، وَ غَلَبَ شَهْوَتَهُ ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ ، وَ أَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ ، وَ الشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ ، يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا ، وَ يُمَنّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا ، حَتَّى تَهْجُمَ مَنِيَّتُهُ [ 4 ] عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا .
أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى الْفَقيهِ كُلِّ الْفَقيهِ [ 5 ] ؟ .
[ 9 ] اَلْفَقيهُ كُلُّ الْفَقيهِ مَنْ لَمْ يُقَّنِطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَ لَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [ 6 ] ، وَ لَمْ
[ 7 ] من : ذمّتي إلى : زرع قوم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 16 .
[ 8 ] من : فاتّقى عبد إلى : أغفل ما يكون عنها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 64 .
[ 9 ] من : الفقيه إلى : مكر اللّه ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 90 .
[ 1 ] ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و الإرشاد ص 123 . و نهج السعادة ج 1 ص 542 . و ج 3 ص 91 . باختلاف .
[ 2 ] ورد في أمالي الطوسي ص 240 . و غرر الحكم ج 1 ص 249 . و تاريخ دمشق ج 3 ص 273 . و البحار ج 2 ص 100 . باختلاف .
[ 3 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 198 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 360 عن قوت القلوب للمكي . و ورد عليها في نسخ النهج .
[ 4 ] إذا هجمت منيّته . ورد في نسخة الصالح ص 95 .
[ 5 ] ورد في الكافي ج 1 ص 36 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 283 . و كنز العمال ج 10 ص 181 . و البحار ج 2 ص 48 . باختلاف يسير .
[ 6 ] العالم كلّ العالم من لم يمنع العباد الرّجاء لرحمة اللّه . ورد في غرر الحكم ج 1 ص 75 . و كنز العمال ج 10 ص 181 .
[ 311 ]
يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ ، وَ لَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ في مَعَاصِي اللَّهِ [ 1 ] ، وَ لا يُنْزِلُ الْعَارِفينَ الْمُوَحِّدينَ الْجَنَّةَ ، وَ لا يُنْزِلُ الْعَاصينَ الْمُوَحِّدينَ النَّارَ ، حَتَّى يَكُونَ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ الَّذي يَقْضي بَيْنَهُمْ ، وَ [ 2 ] [ 8 ] لاَ يَأْمَنَنَّ عَلى خَيْر هذِهِ الأُمَّةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرُ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ 3 ، وَ لاَ يَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هذِهِ الأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ 4 ، وَ لاَ يَدَعِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ .
أَلاَ إِنَّهُ لا خَيْرَ في عِبَادَةٍ لا عِلْمَ [ 5 ] فيهَا ، وَ لا خَيْرَ في عِلْمٍ لا فَهْمَ فيهِ ، وَ لا خَيْرَ في قِرَاءَةٍ لا تَدَبُّرَ فيهَا .
فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَيُّهَا النَّاسِ ، إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالى مَجْلِساً أَشَدُّكُمْ لَهُ خَوْفاً ، وَ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَحْسَنُكُمْ عَمَلاً ، وَ إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عِنْدَهُ نَصيباً أَعْظَمُكُمْ فيمَا عِنْدَهُ رَغْبَةً .
ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ : لاَ أَجْمَعُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ خِزْيَ الدُّنْيَا وَ خِزْيَ الآخِرَةِ .
فَيَأْمُرُ لَهُمْ بِكَرَاسِيَ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ، وَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمُ الْجَبَّارُ بِوَجْهِهِ وَ هُوَ رَاضٍ عَنْهُمْ ، وَ قَدْ أَحْسَنَ ثَوَابَهُمْ .
أَلا وَ إِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فيمَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ ، وَ [ 6 ] [ 9 ] هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ [ 7 ] قَدْرَهُ .
[ 8 ] من : لا يأمننّ إلى : القوم الكافرون ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 377 .
[ 9 ] هلك امرؤ لم يعرف قدره ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 149 .
[ 1 ] و لم يزيّن للنّاس المعاصي . ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 86 و 87 .
[ 2 ] ورد في الجعفريات ص 238 . و العقد الفريد ج 4 ص 170 . و الكافي ج 1 ص 318 . و . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 283 . و كفاية الطالب ص 390 . و الدر المنثور ج 5 ص 332 . و تاريخ الخلفاء ص 211 .
و البحار ج 2 ص 48 . باختلاف بين المصادر .
-----------
( 3 ) الأعراف ، 99 .
-----------
( 4 ) يوسف ، 87 .
[ 5 ] لا تفقّه . ورد في الجعفريات ص 238 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و العقد الفريد ج 4 ص 170 . و الكافي ج 1 ص 36 . و دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و الإرشاد ص 123 .
و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 283 . و تذكرة الخواص ص 79 . و كفاية الطالب ص 390 . و الدر المنثور ج 5 ص 332 . و تاريخ الخلفاء ص 211 . و البحار ج 2 ص 48 . و ص 100 . و نهج السعادة ج 1 ص 543 . و ج 3 ص 91 . و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 87 . باختلاف بين المصادر .
[ 7 ] و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف . ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و البحار ج 2 ص 300 . و مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 360 عن قوت القلوب للمكي .
[ 312 ]
[ 11 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ أَصْبَحْنَا في دَهْرٍ عَنُودٍ ، وَ زَمَنٍ كَنُودٍ [ 1 ] ، يُعَدُّ فيهِ الْمُحْسِنُ مُسيئاً .
وَ يَزْدَادُ الظَّالِمُ فيهِ عُتُوّاً ، لا نَتْتَفِعُ بِمَا عَلِمْنَا ، وَ لا نَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْنَا ، وَ لا نَتَخَوَّفُ قَارِعَةً حَتَّى تَحِلَّ بِنَا .
فَالنَّاسُ عَلى أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ :
مِنْهُمْ مَنْ لا يَمْنَعُهُ الْفَسَادَ [ 2 ] فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَهَانَةُ نَفْسِهِ ، وَ كَلالَةُ [ 3 ] حَدِّهِ ، وَ نَضيضُ [ 4 ] وَفْرِهِ .
وَ مِنْهُمُ الْمُصْلِتُ بِسَيْفِهِ [ 5 ] ، وَ الْمُعْلِنُ بِشَرِّهِ ، وَ الْمُجْلِبُ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ .
قَدْ أَشْرَطَ نَفْسَهُ ، وَ أَوْبَقَ دينَهُ ، لِحُطَامٍ يَنْتَهِزُهُ ، أَوْ مِقْنَبٍ يَقُودُهُ ، أَوْ مِنْبَرٍ يَفْرَعُهُ .
وَ لَبِئْسَ الْمَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً ، وَ مِمَّا لَكَ عِنْدَ اللَّهِ عِوَضاً .
وَ مِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ ، وَ لا يَطْلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا .
قَدْ طَامَنَ مِنْ شَخْصِهِ [ 6 ] ، وَ قَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ [ 7 ] ، وَ شَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ ، وَ زَخْرَفَ مِنْ نَفْسِهِ [ 8 ] لِلأَمَانَةِ ، وَ اتَّخَذَ سِتْرَ اللَّهِ تَعَالى ذَريعَةً إِلَى الْمَعْصِيَةِ .
وَ مِنْهُمْ مَنْ أَقْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ ضُؤُولَةُ نَفْسِهِ ، وَ انْقِطَاعُ سَبَبِهِ [ 9 ] ، فَقَصَّرَتْهُ الْحَالُ عَلى [ 10 ] حَالِهِ ، فَتَحَلَّى بِاسْمِ الْقَنَاعَةِ ، وَ تَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ الزَّهَادَةِ . وَ لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ في مَرَاحٍ وَ لا مَغْدى .
وَ بَقِيَ رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ الْمَرْجِعِ ، وَ أَرَاقَ دُمُوعَهُمْ خَوْفُ الْمَحْشَرِ .
فَهُمْ بَيْنَ شَريدٍ نَادٍّ ، وَ خَائِفٍ مَقْمُوعٍ ، وَ سَاكِتٍ مَكْعُومٍ ، وَ دَاعٍ مُخْلِصٍ ، وَ ثَكْلانَ مُوجَعٍ .
[ 11 ] من : أيّها النّاس إلى : حتّى قلّوا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 32 .
[ 1 ] شديد . ورد في نسخة العام 400 ص 40 . و نسخة ابن المؤدب ص 27 . و نسخة نصيري ص 12 . و نسخة الآملي ص 28 .
و نسخة ابن أبي المحاسن ص 41 . و نسخة الأسترابادي ص 40 . و متن منهاج البراعة ج 4 ص 48 .
[ 2 ] من الفساد . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 28 . و عيون الأخبار لابن قتيبة ج 5 ص 237 .
[ 3 ] كلال . ورد في نسخة العام 400 ص 40 . و نسخة ابن المؤدب ص 27 . و نسخة نصيري ص 12 . و هامش نسخة الآملي ص 28 . و نسخة الأسترابادي ص 40 .
[ 4 ] نقيص . ورد في نسخة نصيري ص 12 .
[ 5 ] لسيفه . ورد في نسخة عبده ص 131 . و نسخة الصالح ص 75 . و نسخة العطاردي ص 40 .
[ 6 ] ظهره . ورد في
[ 7 ] حظوه . ورد في
[ 8 ] زخرف نفسه . ورد في البيان و التبيين للجاحظ ج 2 ص 28 . و عيون الأخبار لابن قتيبة ج 5 ص 238 .
[ 9 ] ضؤولة من نفسه ، و انقطاع من سببه . ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 5 ص 238 .
[ 10 ] عن . ورد في نسخة عبده ص 132 . و ورد فقصّرت به الحال عن أمله في البيان و التبيين ج 2 ص 29 . و عيون الأخبار ج 5 ص 238 .
[ 313 ]
قَدْ أَخْمَلَتْهُمُ التَّقِيَّةُ ، وَ شَمِلَتْهُمُ الذِّلَّةُ .
فَهُمْ في بَحْرٍ أُجَاجٍ ، أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ [ 1 ] ، وَ قُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ .
قَدْ وَعَظُوا حَتَّى مُلُّوا ، وَ قُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا ، وَ قُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا .
[ 8 ] وَ اعْلَمُوا ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، أَنَّكُمْ في زَمَانٍ الْقَائِلُ فيهِ بِالْحَقِّ قَليلٌ ، وَ اللِّسَانُ فيهِ [ 2 ] عَنِ الصِّدْقِ كَليلٌ ، وَ اللاَّزِمُ فيهِ [ 3 ] لِلْحَقِّ ذَليلٌ .
أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ ، مُصْطَلِحُونَ عَلَى الاِدْهَانِ .
فَتَاهُمْ عَارِمٌ ، وَ شَائِبُهُمْ آثِمٌ ، وَ عَالِمُهُمْ [ 4 ] مُنَافِقٌ ، وَ قَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ ، [ وَ جَاهِلُهُمْ ] [ 5 ] [ 9 ] مُسَوِّفٌ مُزْدَادٌ .
لا يُعَظِّمُ صَغيرُهُمْ كَبيرَهُمْ ، وَ لا يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقيرَهُمْ .
أَيُّهَا النَّاسُ [ 6 ] ، [ 10 ] عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ [ 7 ] لا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ ، فَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذي هَبَطَ بِهِ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَ جَميعُ مَا فُضِّلَ بِهِ النَّبِيُّونَ إِلى خَاتَمِ النَّبِيّينَ ، في عِتْرَةِ نَبِيَّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ . بَلْ أَيْنَ تَذْهَبُونَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ ؟ .
يَا مَنْ نُسِخَ مِنْ أَصْلابِ أَصْحَابِ السَّفينَةِ ، هذِهِ مِثْلُهَا فيكُمْ فَارْكَبُوهَا ، فَكَمَا نَجَا في هَاتيكَ مَنْ نَجَا فَكَذَلِكَ يَنْجُو في هذِهِ مَنْ يَدْخُلُهَا .
[ 8 ] من : و اعلموا إلى : مماذق . و من : لا يعظّم إلى : فقيرهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 233 .
[ 9 ] جاهلكم مسوّف مزداد ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 283 .
[ 10 ] من : عليكم إلى : بجهالته ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 156 .
[ 1 ] ضامرة . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 42 . و هامش نسخة نصيري ص 13 . و نسخة الآملي ص 29 . و نسخة العطاردي ص 41 عن شرح الكيذري . و ورد صامتة في نسخة نصيري ص 13 .
[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 293 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] عالمكم . ورد في نسخ النهج .
[ 5 ] جاهلكم . ورد في نسخ النهج .
[ 6 ] ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 98 . و الإرشاد ص 124 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 و 285 . و نهج السعادة ج 3 ص 95 .
[ 7 ] بالطّاعة و المعرفة بمن . ورد في الإرشاد ص 124 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 و 285 . و نهج السعادة ج 3 ص 95 .
[ 314 ]
وَ الْوَيْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ الْوَيْلُ لِمَنْ تَخَلَّفَ .
أَنَا رَهينٌ بِذَلِكَ ، قَسَماً حَقّاً ، وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفينَ .
إِنّي فيكُمْ كَالْكَهْفِ لأَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَ إِنّي فيكُمْ كَبَابِ حِطَّةٍ ، وَ هُوَ بَابُ السَّلاَمِ ، مَنْ دَخَلَهُ سَلِمَ وَ نَجَا ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَلَكَ .
أَمَا بَلَغَكُمْ مَا قَالَ فيهِمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ في حَجَّةِ الْوِدَاعِ : « إِنّي تَارِكٌ فيكُمُ الثِّقْلَيْنَ ، مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدي : كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتي أَهْلَ بَيْتي ، وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُوني فيهِمَا » .
حُجَّةٌ في ذِي الْحِجَّةِ في حَجَّةِ الْوِدَاعِ .
أَلا هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ فَاشْرَبُوا ، وَ هذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ فَاجْتَنِبُوا .
أَلا وَ [ 1 ] [ 11 ] إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللَّهِ [ 2 ] تَبَارَكَ وَ [ 3 ] تَعَالى رَجُلانِ :
رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبيلِ ، سَائِرٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ دَليلٍ [ 4 ] ، مَشْغُوف بِكَلامِ بِدْعَةٍ ، وَ دُعَاءِ ضَلالَةٍ ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتُتِنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هُدى [ 5 ] مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدى بِهِ في حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، حَمَّالُ خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ [ 6 ] بِخَطيئَتِهِ .
وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً ، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الأُمَّةِ ، غَادٍ [ 7 ] في أَغْبَاشِ [ 8 ] الْفِتْنَةِ ، عَمٍ بِمَا في عَقْدِ [ 9 ] الْهُدْنَةِ ، قَدْ لَهَجَ فيهَا بِالصَّوْمِ وَ الصَّلاةِ ، قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ عَارِياً مُنْسَلِخاً ، وَ [ 10 ] قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُهُ مِنْ
[ 11 ] من : إنّ أبغض إلى : العنكبوت ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .
[ 1 ] ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 98 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 211 . و الإرشاد ص 124 . و غرر الحكم ج 2 ص 779 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و الغيبة ص 44 . و البحار ج 2 ص 100 و 285 . و نهج السعادة ج 1 ص 546 و ج 3 ص 95 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] خلق اللّه . ورد في عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 60 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 308 . و أمالي الطوسي ص 240 .
[ 3 ] ورد في دعائم الإسلام للتميمي ج 1 ص 97 .
[ 4 ] ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 262 .
[ 5 ] هدي . ورد في نسخة عبده ص 105 . و نسخة الصالح ص 59 .
[ 6 ] رهين . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 25 .
[ 7 ] عاد . ورد في نسخة عبده ص 106 . و نسخة الصالح ص 59 . و ورد غارّ في نسخة العام 400 ص 25 . و نسخة نصيري ص 9 . و نسخة الآملي ص 17 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 26 . و نسخة الأسترابادي ص 22 و متن منهاج البراعة ج 3 ص 247 .
و نسخة العطاردي ص 25 .
[ 8 ] أغطاش . ورد في نسخة العطاردي ص 25 عن شرح الكيذري .
[ 9 ] غيب . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 309 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 198 .
[ 10 ] ورد في الإرشاد للمفيد ص 123 . و أمالي الطوسي ص 240 . و دستور معالم الحكم للقضاعي ص 141 .
[ 315 ]
رَعَاعِ [ 1 ] النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ [ 2 ] .
بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ .
حَتَّى اِذَا مَا ارْتَوى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ ، وَ اكْتَنَزَ [ 3 ] مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً [ 4 ] ،
ضَامِناً لِتَخْليصِ مَا الْتَبَسَ عَلى غَيْرِهِ .
فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ .
فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ في مِثْلِ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ ، إِذَا مَرَّتْ بِهِ النَّارُ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا .
إِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ لَمْ يَأْمَنُ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتي بَعْدَهُ ، كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ .
لا يَعْلَمُ إِذَا أَخْطَأَ ، لأَنَّهُ [ 5 ] [ 11 ] لا يَدْري أَنَّهُ [ 6 ] أَصَابَ الْحَقَّ [ 7 ] أَمْ أَخْطَأَ ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ ، وَ إِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ .
فَهُوَ [ 8 ] جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهَلاتٍ [ 9 ] ، عَاشٍ [ 10 ] رَكَّابُ عَشَوَاتٍ .
[ 11 ] من : لا يدري أصاب إلى : مذهبا لغيره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .
[ 1 ] ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و الكافي ج 1 ص 55 . و نثر الدرّ ج 1 ص 309 . و دستور معالم الحكم ص 122 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 . و نهج البلاغة الثاني ص 104 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] و لم يغن في العلم يوما سالما . ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و الكافي ج 1 ص 55 . و نثر الدرّ ج 1 ص 309 .
و أمالي الطوسي ص 240 . و دستور معالم الحكم ص 142 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 274 . و كنز العمال ج 16 ص 98 . و الاحتجاج ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 . و نهج السعادة ج 3 ص 92 . و نهج البلاغة الثاني ص 104 .
باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] اكتثر . ورد في نسخة الصالح ص 59 . و ورد أكثر في نسخة ابن المؤدب ص 15 . و نسخة نصيري ص 9 . و نسخة الآملي ص 17 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 26 .
[ 4 ] مفتيا . ورد في الاحتجاج ج 1 ص 262 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 274 . و كنز العمال ج 16 ص 98 .
[ 5 ] ورد في دعائم الإسلام ج 1 ص 97 . و الكافي ج 1 ص 55 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 309 . و الإرشاد ص 123 . و دستور معالم الحكم ص 122 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 و 285 . و نهج السعادة ج 3 ص 93 . و نهج البلاغة الثاني ص 104 . باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] ورد في
[ 7 ] ورد في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 262 .
[ 8 ] ورد في الكافي ج 1 ص 55 . و دستور معالم الحكم ص 143 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 100 . و نهج السعادة ج 3 ص 94 .
[ 9 ] جهالات . ورد في نسخة عبده ص 107 . و نسخة الصالح ص 59 .
[ 10 ] غاش . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 15 .
[ 316 ]
لاَ يَعْتَذِرُ مِمَّا لا يَعْلَمُ فَيَسْلَمُ [ 1 ] ، وَ لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ فَيَغْنَمُ [ 2 ] .
يَذْرُو [ 3 ] الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ [ 4 ] الرّيحِ الْهَشيمِ .
لا مَلِيٌّ [ 5 ] ، وَ اللَّهِ ، بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ ، وَ لا هُوَ أَهْلٌ لِمَا قُرِّظَ بِهِ [ 6 ] ، وَ لا يَنْدَمُ عَلى مَا فَرَطَ مِنْهُ مِنِ ادِّعَائِهِ عِلْمَ الْحَقِّ [ 7 ] .
لا يَحْسِبُ الْعِلْمَ في شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ ، وَ لا يَرى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مِنْهُ مَذْهَباً لِغَيْرِهِ .
وَ إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْءٍ لَمْ يُكَذِّبْ رَأْيَهُ .
وَ إِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ صِحَّتِهِ حينَ خَالَفَهُ [ 8 ] .
[ 10 ] وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ ، لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ ، وَ لِكَيْلا يُقَالَ : إِنَّهُ لا يَعْلَمُ .
ثُمَّ أَقْدَمَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، ثُمَّ جَسَرَ فَقَضى [ 9 ] .
تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ ، وَ تَعِجُّ مِنْهُ الْمَوَاريثُ ، وَ تُوَلْوِلُ مِنْهُ الْفُتْيَا .
وَ يُسْتَحَلُّ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ ، وَ يُحَرَّمُ بِمَرْضَاتِهِ الْفَرْجُ الْحَلالُ ، وَ يُؤْخَذُ الْمَالُ مِنْ أَهْلِهِ ،
فَيُدْفَعُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ .
أُولئِكَ الَّذينَ حَلَّتِ عَلَيْهِمُ النِّيَاحَةُ وَ هُمْ أَحْيَاءٌ .
[ 10 ] من : و إن أظلم إلى : نفسه . و من : تصرخ إلى : المواريث ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .
[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 124 . و دستور معالم الحكم ص 122 و 143 . و الأمالي ص 240 . و نثر الدرّ ج 1 ص 309 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 275 . و البحار ج 2 ص 100 . و نهج السعادة ج 1 ص 545 و ج 3 ص 94 . و نهج البلاغة الثاني ص 105 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 260 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 94 .
[ 3 ] يذري . ورد في نسخة العام 400 ص 26 . و نسخة ابن المؤدب ص 15 . و نسخة نصيري ص 9 . و نسخة الآملي ص 18 .
و نسخة ابن أبي المحاسن ص 27 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 1 ص 94 . و نسخة الأسترابادي ص 23 .
و نسخة عبده ص 107 . و نسخة العطاردي ص 26 .
[ 4 ] إذراء . ورد في المصادر السابقة . و ورد كما تذرو في
[ 5 ] ملئ . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 27 . و نسخة الأسترابادي ص 23 . و نسخة عبده ص 107 .
[ 6 ] فوّض إليه . ورد في نسخة نصيري ص 9 . و نسخة عبده ص 107 .
[ 7 ] ورد في الكافي للكليني ج 1 ص 56 . و الإرشاد للمفيد ص 124 . و في الأمالي للطوسي ص 240 . و البحار للمجلسي ج 2 ص 100 . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 95 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 105 . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في الكافي ج 1 ص 56 . و دستور معالم الحكم ص 143 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و البحار ج 2 ص 285 . و نهج السعادة ج 1 ص 544 و ج 3 ص 94 . و نهج البلاغة الثاني ص 105 . باختلاف بين المصادر .
[ 9 ] فأمضى . ورد دعائم الإسلام ج 1 ص 98 . و وردت الفقرة في المصدر السابق . و الكافي ج 1 ص 55 . و الإرشاد ص 124 .
و دستور معالم الحكم ص 143 . و نهج السعادة ج 3 ص 94 . و نهج البلاغة الثاني ص 105 . باختلاف .
[ 317 ]
يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ عَلامَةً بِهَا يُشْهَدُ لَهُ وَ عَلَيْهِ .
فَلِلدّينِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
اَلإيمَانُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِكُتُبِهِ ، وَ رُسُلِهِ .
وَ لِلْعَالِمِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
اَلْعِلْمُ [ 1 ] بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ بِمَا يُحِبُّ ، وَ بِمَا يَكْرَهُ .
وَ لِلْعَامِلِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
اَلصَّلاةُ ، وَ الزَّكَاةُ ، وَ الصَّوْمُ [ 2 ] .
وَ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
اَلصِّدْقُ ، وَ الْيَقينُ ، وَ قِصَرُ الأَمَلِ .
وَ لِلْمُتَّقي ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
إِخْلاَصُ الْعَمَلِ ، وَ قِصَرُ الأَمَلِ ، وَ اغْتِنَامِ الْمَهَلِ .
وَ [ 3 ] [ 8 ] لِلظَّالِمِ [ 4 ] ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
يَظْلِمُ [ 5 ] مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ، وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ، وَ يُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةِ .
وَ لِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ ، وَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ ، وَ سَريرَتُهُ عَلانِيَتَهُ .
وَ لِلْمُرَائي ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ ، وَ يَنْشَطُ إِذَا كَانَ مَعَ غَيْرِهِ [ 6 ] ، وَ يَحْرَصُ عَلى كُلِّ أَمْرٍ يَعْلَمُ فيهِ الْمِدْحَةَ [ 7 ] .
[ 8 ] من : للظّالم إلى : الظّلمة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 350 .
[ 1 ] المعرفة . ورد في مصباح البلاغة للميرجهاني ج 2 ص 123 عن مجموعة ورّام .
[ 2 ] و الورع . ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 207 .
[ 3 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 207 . و الكافي ج 1 ص 56 . و الإرشاد ص 124 . و نثر الدرّ ج 1 ص 309 . و دستور معالم الحكم ص 144 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 275 . و غرر الحكم ج 2 ص 584 . و الاحتجاج ج 1 ص 262 . و أمالي الطوسي ص 240 . و نهج السعادة ج 1 ص 545 . و ج 3 ص 95 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 123 عن مجموعة ورّام . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] للظّالم من الرّجال . ورد في كثير من نسخ النهج .
[ 5 ] يقهر . ورد في الجعفريات ص 232 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 23 .
[ 6 ] عند النّاس . ورد في كتاب المواعظ للصدوق ص 23 .
[ 7 ] و يحبّ أن يحمد في جميع أموره . ورد في المصدر السابق . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 207 .
[ 318 ]
وَ لِلْحَاسِدِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
يَغْتَابُ إِذَا غَابَ ، وَ يَتَقَرَّبُ [ 1 ] إِذَا شَهِدَ ، وَ يَشْمَتُ بِالْمُصيبَةِ .
وَ لِلْكَسْلاَنِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
يَتَوَانى حَتَّى يُفْرِطَ ، وَ يُفْرِطُ حَتَّى يُضَيِّعَ ، وَ يُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ .
وَ لِلْغَافِلِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ :
اَللَّهْوُ ، وَ السَّهْوُ ، وَ النِّسْيَانُ .
وَ لِلْمُسْرِفِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ :
يَأْكُلُ مَا لَيْسَ لَهُ ، وَ يَشْرَبُ مَا لَيْسَ لَهُ ، وَ يَلْبَسَ مَا لَيْسَ لَهُ .
وَ لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلاَثُ عَلامَاتٍ :
يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْغَلَبَةِ ، وَ يَقُولُ مَا لا يَعْلَمُ ، وَ يَتَعَاطى مَا لا يُنَالُ .
وَ إِنَّمَا هَلَكَ الَّذينَ قَبْلَكُمْ بِالتَّكَلُّفِ ، فَلاَ يَتَكَلَّفْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ في دينِ اللَّهِ بِمَا لاَ يَعْلَمُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَعْذُرُ عَلَى الْخَطَأِ إِنْ أَجْهَدْتَ رَأْيَكَ [ 2 ] .
[ 4 ] إِلَى اللَّهِ أَشْكُو [ 3 ] مِنْ مَعْشَرٍ يَعيشُونَ جُهَّالاً وَ يَمُوتُونَ ضُلاَّلاً .
لَيْسَ فيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ كِتَابِ اللَّهِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَ لا سِلْعَةٌ أَنْفَقَ بَيْعاً ، وَ لا أَغْلى ثَمَناً ، مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، وَ لا عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ ، وَ لا أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَرِ .
[ 5 ] إِتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لأَمْرِهِمْ مِلاكاً ، وَ اتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً ، فَبَاضَ وَ فَرَّخَ في صُدُورِهِمْ ، وَ دَبَّ وَ دَرَجَ في حُجُورِهِمْ ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ ، وَ نَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ ، وَ زَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ في سُلْطَانِهِ ، وَ نَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلى لِسَانِهِ .
[ 6 ] تَرِدُ عَلى أَحَدِهِمُ الْقَضِيَّةُ في حُكْمٍ مِنَ الأَحْكَامِ فَيَحْكُمُ فيهَا بِرَأْيِهِ .
[ 4 ] من : إلى اللّه إلى : من المنكر ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 17 .
[ 5 ] من : اتّخذوا إلى : لسانه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 7 .
[ 6 ] من : ترد إلى : اختلافا كثيرا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 18 .
[ 1 ] يتملّق . ورد في الجعفريات ص 232 . و كتاب المواعظ للصدوق ص 23 .
[ 2 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 207 . و الجعفريات ص 232 . و كتاب المواعظ ص 23 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 123 عن مجموعة ورّام . باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] أشكو إلى اللّه . ورد في نسخة نصيري ص 9 . و هامش نسخة الآملي ص 18 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 27 . و نسخة العطاردي ص 26 عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند . و نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 319 ]
ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ الْقَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فيهَا بِخِلافِهِ [ 1 ] .
ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْقُضَاةُ بِذَلِكَ عِنْدَ إِمَامِهِمُ [ 2 ] الَّذِي اسْتَقْضَاهُمْ ، فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَميعاً ، وَ إِلهُهُمْ وَاحِدٌ ، وَ نَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ ، وَ كِتَابُهُمْ وَاحِدٌ .
أَفَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى بِالاِخْتِلافِ فَأَطَاعُوهُ ، أَمْ نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ ؟ .
أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ديناً نَاقِصاً فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلى إِتْمَامِهِ ؟ .
أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ للَّهِ [ 3 ] ، فَلَهُمْ أَنْ يَقُولُوا وَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْضى ؟ .
أَمْ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى ديناً تَامّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَنْ تَبْليغِهِ وَ أَدَائِهِ ؟ .
وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ 4 .
وَ قَالَ : « فيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ » [ 5 ] .
وَ ذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، وَ أَنَّهُ لا اخْتِلافَ فيهِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فيهِ اخْتِلافاً كَثيراً 6 .
فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، فمن نسأل بعدك ، و على من نعتمد ؟ .
فقال عليه السّلام :
إِسْتَفْتِحُوا بِكِتَابِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ إِمَامٌ مُشْفِقٌ ، وَ هَادٍ مُرْشِدٌ ، وَ وَاعِظٌ نَاصِحٌ ، وَ دَليلٌ يُؤَدّي إِلى جَنَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [ 7 ] .
[ 8 ] وَ إِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنيقٌ ، وَ بَاطِنُهُ عَميقٌ ، ذُو حَلاوَةٍ وَ مَرَارَةٍ .
[ 8 ] من : و إنّ إلى : غرائبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 18 .
[ 1 ] بخلاف قوله . ورد في متن منهاج البراعة للخوئي ج 3 ص 266 .
[ 2 ] الإمام . ورد في نسخة نصيري ص 10 . و هامش نسخة الآملي ص 18 . و نسخة الأسترابادي ص 24 . و نسخة عبده ص 108 . و نسخة الصالح ص 60 . و نسخة العطاردي ص 27 عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند . و عن شرح فيض الإسلام .
[ 3 ] له . ورد في نسخة العام 400 ص 27 . و نسخة ابن المؤدب . و نسخة نصيري ص 10 . و نسخة الآملي ص 18 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 28 . و نسخة عبده ص 109 . و نسخة الصالح ص 61 . و نسخة العطاردي ص 27 .
-----------
( 4 ) الأنعام ، 38 .
[ 5 ] من المؤكّد أن الأصل هو قوله تعالى : و نزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء النحل ، 89 . لكن نسّاخ الرواية أو النهج قد أخطأوا في كتابة الآية . و القرينة واضحة كون الجملة واقعة بين آيتين ، و ينافي البلاغة و من الإمام على عليه السلام خاصة أن يذكر جملة مبتورة عن سابقتها و لا حقتها . و نحن أوردنا النص الوارد في المتون تأدبا .
-----------
( 6 ) النساء ، 84 .
[ 7 ] ورد في أمالي الطوسي ص 240 . و منهاج البراعة للخوئي ج 1 ص 361 .
[ 320 ]
فَمَنْ طَهُرَ بَاطِنُهُ رَأَى عَجَائِبَ مَنَاظِرِهِ في مَوَارِدِهِ وَ مَصَادِرِهِ .
وَ مَنْ فَطَنَ لِمَا بَطَنَ ، رَأَى مَكْنُونَ الْفِطَنِ ، [ وَ ] مَكُتُومَ الْفِتَنِ ، وَ عَجَائِبَ الأَمْثَالِ وَ السُّنَنِ [ 1 ] .
لا تَفْنى عَجَائِبُهُ ، وَ لا تَنْقَضي غَرَائِبُهُ .
[ 6 ] فيهِ مَرَابيعُ النِّعَمِ ، وَ مَصَابيحُ الظُّلَمِ .
لا تُفْتَحُ الْخَيْرَاتُ إِلاَّ بِمَفَاتيحِهِ ، وَ لا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلاَّ بِمَصَابِيحِهِ [ 2 ] ، مِنْ ظَاهِرِ عِلْمٍ ،
وَ بَاطِنِ حُكْمٍ .
قَدْ أَحْمى حِمَاهُ ، وَ أَرْعى مَرْعَاهُ .
فيهِ شِفَاءُ الْمُشْتَفي ، وَ كِفَايَةُ الْمُكْتَفي .
فيهِ تَفْصيلٌ وَ تَوْصيلٌ ، وَ بَيَانُ الإِسْمَيْنِ الأَعْلَيَيْنِ ، الَّذَيْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا ، وَ لا يَصْلُحَانِ إِلاَّ مَعاً .
يُسَمَّيَانِ وَ يُوصَلانِ فَيَجْتَمِعَانِ .
تَمَامُهُمَا في تَمَامِ أَحَدِهِمَا .
حَوَالَيْهِمَا نُجُومٌ ، وَ عَلى نُجُومِهِمَا نُجُومٌ [ 3 ] .
[ 7 ] وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتينُ ، وَ سَبَبُهُ الأَمينُ ، وَ فيهِ رَبيعُ الْقَلْبِ ، وَ يَنَابيعُ الْعِلْمِ ، وَ مَا لِلْقَلْبِ جِلاءٌ غَيْرُهُ .
مَعَ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْكُمُ [ 4 ] الْمُتَذَكِّرُونَ ، وَ بَقِيَ النَّاسُونَ وَ الْمُتَنَاسُونَ [ 5 ] .
فَإِذَا رَأَيْتُمْ خَيْراً فَأَعْينُوا عَلَيْهِ ، وَ إِذَا رَأَيْتُمْ شَرّاً فَاذْهَبُوا عَنْهُ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، اعْمَلِ الْخَيْرَ وَدَعِ الشَّرَّ ، فَإِذَا أَنْتَ جَوَادٌ قَاصِدٌ .
أَلا إِنَّ هذِهِ الأُمَّةَ لا بُدَّ مُفْتَرِقَةٌ كَمَا افْتَرَقَتِ الأُمَمُ قَبْلَهَا ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا هُوَ كَائِنٌ .
[ 6 ] من : فيه مرابيع إلى : المكتفي ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 152 .
[ 7 ] من : و إنّ اللّه إلى : قاصد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 176 .
[ 1 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 .
[ 2 ] و لا تكشف الظّلمات إلاّ به . ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 18 .
[ 3 ] ورد في مختصر بصائر الدرجات للحلّي ص 197 .
[ 4 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 530 .
[ 5 ] أو المتناسون . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 156 . و متن شرح ابن ميثم ج 3 ص 352 . و متن شرح ابن أبي الحديد ج 10 ص 31 . و متن منهاج البراعة للخوئي ج 10 ص 212 . و نسخة العطاردي ص 211 عن شرح فيض الإسلام .
[ 321 ]
أَلا وَ إِنَّ هذِهِ الأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلى ثَلاثٍ وَ سَبْعينَ فِرْقَةً ، شَرُّهَا فِرْقَةٌ تَنْتَحِلُني وَ لاَ تَعْمَلُ بِعَمَلي .
فَقَدْ أَدْرَكْتُمْ وَ رَأَيْتُمْ ، فَالْزَمُوا دينَكُمْ ، وَ اهْتَدُوا بِهَدْي نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ اتَّبِعُوا سُنَّتَهُ ، وَ اعْرِضُوا مَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ عَلَى الْقُرْآنِ ، فَمَا عَرَفَهُ الْقُرْآنُ فَالْزَمُوهُ ، وَ مَا أَنْكَرَهُ فَرُدُّوهُ .
وَ ارْضُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبّاً ، وَ بِالإِسْلامِ ديناً ، وَ بِمُحَمَدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيّاً ،
وَ بِالْقُرْآنِ حَكَماً وَ إِمَاماً [ 1 ] .
[ أَيُّهَا النَّاسُ ، ] [ 6 ] عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتينُ ، وَ النُّورُ الْمُبينُ ، وَ الذِّكْرُ الْحَكيمُ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقيمُ [ 2 ] ، وَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ ، وَ الرَّيُ النَّاقِعُ ، وَ الْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ ، وَ النَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ :
لا يَعْوَجُّ فَيُقَامُ [ 3 ] ، وَ لا يَزيغُ فَيُسْتَعْتَبُ ، وَ لا تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ [ 4 ] ، وَ وُلُوجُ السَّمْعِ .
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَ مَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ .
[ 7 ] وَ اعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذي لا يَغُشُّ ، وَ الْهَادِي الَّذي لا يُضِلُّ ، وَ الْمُحَدِّثُ الَّذي لا يَكْذِبُ .
وَ مَا جَالَسَ هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، زِيَادَةٍ في هُدىً ، أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً [ 5 ] .
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ ، وَ لا لأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً .
فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ ، وَ اسْتَعينُوا بِهِ عَلى لأْوَائِكُمْ ، فَإِنَّ فيهِ الشِّفَاءُ مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ ، وَ هُوَ الْكُفْرُ وَ النِّفَاقُ ، وَ الْغَيُّ وَ الضَّلالُ .
فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ ، وَ تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ ، وَ لا تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ ، إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ تَعَالى بِمِثْلِهِ .
[ 6 ] من : عليكم إلى : سبق ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 156 .
[ 7 ] من : و اعلموا إلى : أهواءكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 176 .
[ 1 ] ورد في
[ 2 ] ورد في عيون الأخبار ج 5 ص 133 . و العقد الفريد ج 2 ص 103 . و جامع الأصول ج 9 ص 252 . و تذكرة الخواص ص 142 .
و المستدرك لكاشف الغطاء ص 50 . و نهج البلاغة الثاني ص 57 . باختلاف يسير .
[ 3 ] فيقوّم . ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 50 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 57 .
[ 4 ] التّرداد . ورد في المصدرين السابقين .
[ 5 ] بزيادة في هدى ، أو نقصان من عمى . ورد في نسخة العام 400 ص 218 . و نسخة نصيري ص 100 . و ورد بزيادة في هدى ، و نقصان من عمى في متن منهاج البراعة للخوئي ج 10 ص 190 . و نسخة العطاردي ص 208 .
[ 322 ]
وَ اعْلَمُوَا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وَ قَائِلٌ [ 1 ] مُصَدَّقٌ .
وَ أَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ فيهِ ، وَ مَنْ مَحَلَ بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْهِ .
فَإِنَّهُ يُنَادي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : « أَلا إِنَّ كُلَ حَارِثٍ مُبْتَلىً في حَرْثِهِ وَ عَاقِبَةِ عَمَلِهِ غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرْآنِ » .
فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَ أَتْبَاعِهِ ، وَ اسْتَدِلُّوهُ عَلى رَبِّكُمْ ، وَ اسْتَنْصِحُوهُ عَلى أَنْفُسِكُمْ ، وَ اتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ ، وَ اسْتَغِشُّوا فيهِ أَهْوَاءَكُمْ .
[ 7 ] فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ ، وَ صَامِتٌ نَاطِقٌ ، حَدَّ اللَّهُ فيهِ الْحُدُودَ ، وَ سَنَّ فيهِ السُّنَنَ ، وَ ضَرَبَ فيهِ الأَمْثَالَ ، وَ شَرَعَ فيهِ الدّينَ ، لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَأْتُونَ وَ مَا يَتَّقُونَ ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَ يَحْيَ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَميعٌ عَليمٌ 1 .
أَعْدَلَهُ أَمْرَ نَفْسِهِ ، وَ جَعَلَهُ [ 3 ] حُجَّةَ اللَّهِ تَعَالى [ 4 ] عَلى خَلْقِهِ .
أَخَذَ عَلَىَ الْمُكَلَّفينَ ميثَاقَهُ ، وَ ارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ [ 5 ] .
أَتَمَّ بِهِ نُورَهُ ، وَ أَكْرَمَ [ 6 ] بِهِ دينَهُ ، وَ قَبَضَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ قَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدى بِهِ .
فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دينِهِ ، وَ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلاَّ وَ جَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً ، وَ آيَةً مُحْكَمَةً ، تَزْجُرُ عَنْهُ أَوْ تَدْعُو إِلَيْهِ ، فَرِضَاهُ فيمَا بَقِيَ وَاحِدٌ ، وَ سَخَطُهُ فيمَا بَقِيَ وَاحِدٌ .
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرْضى عَنْكُمْ بِشَيْءٍ سَخِطَهُ عَلى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَ لَنْ يَسْخَطَ عَلَيْكُمْ بِشَيْءٍ رَضِيَهُ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَ إِنَّمَا تَسيرُونَ في أَثَرٍ بَيِّنٍ ، وَ تَتَكَلَّمُونَ بِرَجْعِ قَوْلٍ قَدْ قَالَهُ الرِّجَالُ مِنْ قَبْلِكُمْ .
[ 7 ] من : فالقرآن إلى : ناطق . و من : حجّة اللّه إلى : من قبلكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 183 .
[ 1 ] ماحل . ورد في نسخة العطاردي ص 208 عن نسخة نصيري . و عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد .
-----------
( 1 ) الأنفال ، 42 .
[ 3 ] ورد في
[ 4 ] حجّته . ورد في
[ 5 ] أخذ عليه ميثاقهم ، و ارتهن عليه أنفسهم . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 164 . و نسخة العطاردي ص 221 عن شرح فيض الإسلام .
[ 6 ] أكمل . ورد في متن شرح ابن ميثم ج 3 ص 397 . و نسخة العطاردي ص 221 .
[ 323 ]
[ 6 ] [ فَ ] انْتَفِعُوا بِبَيَانِ اللَّهِ ، وَ اتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ ، وَ اقْبَلُوا نَصيحَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْذَرَ إِلَيْكُمْ بِالْجَلِيَّةِ ، وَ أَخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ ، وَ بَيَّنَ لَكُمْ مَحَابَّهُ مِنَ الأَعْمَالِ وَ مَكَارِهَهُ مِنْهَا ، لِتَتَّبِعُوَا هذِهِ وَ تَجْتَنِبُوا هذِهِ .
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ [ 1 ] بِالْمَكَارِهِ ، وَ إِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ .
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ مَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 2 ] شَيْءٌ إِلاَّ يَأْتي في كُرْهٍ ، وَ مَا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 3 ] شَيْءٌ إِلاَّ يَأْتي في شَهْوَةٍ .
فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَزَعَ عَنْ شَهْوَتِهِ ، وَ قَمَعَ هَوى نَفْسِهِ ، فَإِنَّ هذِهِ النَّفْسَ أَبْعَدُ شَيْءٍ مَنْزِعاً ، وَ إِنَّهَا لا تَزَالُ تَنْزِعُ إِلى مَعْصِيَةٍ في هَوى .
وَ اعْلَمُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، أَنَّ الْمُؤْمِنَ لا يُصْبِحُ وَ لا يُمْسي إِلاَّ وَ نَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ ، فَلا يَزَالُ زَارِياً عَلَيْهَا وَ مُسْتَزيداً لَهَا ، فَكُونُوا كَالسَّابِقينَ قَبْلَكُمْ ، وَ الْمَاضينَ أَمَامَكُمْ ، قَوَّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْويضَ الرَّاحِلِ ، وَ طَوَوْهَا طَيَّ الْمَنَازِلِ .
[ عِبَادَ اللَّهِ ، ] الْعَمَلَ الْعَمَلَ ، ثُمَّ النِّهَايَةَ النِّهَايَةَ . وَ الاِسْتِقَامَةَ الاِسْتِقَامَةَ ، ثُمَّ الصَّبْرَ الصَّبْرَ ،
وَ الْوَرَعَ الْوَرَعَ .
إِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلى نِهَايَتِكُمْ ، وَ إِنَّ لَكُمْ عَلَماً فَاهْتَدُوا بِعَلَمِكُمْ .
وَ إِنَّ لِلإِسْلامِ غَايَةً فَانْتَهُوا إِلى غَايَتِهِ .
وَ اخْرُجُوا إِلَى اللَّهِ مِمَّا [ 4 ] افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ [ 5 ] ، وَ بَيَّنَ لَكُمْ مِنْ وَظَائِفِهِ ، وَ أَنَا شَهيدٌ لَكُمْ ، وَ حَجيجٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْكُمْ .
أَلا وَ إِنَّ الْقَدَرَ السَّابِقَ قَدْ وَقَعَ ، وَ الْقَضَاءَ الْمَاضِيَ قَدْ تَوَرَّدَ ، وَ إِنّي مُتَكَلِّمٌ بِعِدَةِ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ .
[ 6 ] من : إنتفعوا إلى : ضياء حجّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 176 .
[ 1 ] حجبت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 153 . و هامش نسخة نصيري ص 100 . و هامش نسخة الآملي ص 151 . و نسخة العطاردي ص 207 عن نسخة موجودة في مكتبة مدرسة نواب في مدينة مشهد . و عن نسخة موجودة في مكتبة جامعة عليكره الهند .
[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 750 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] بما . ورد في نسخة عبده ص 377 . و نسخة الصالح ص 253 .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 230 . و ورد حقّه في نسخ النهج .
[ 324 ]
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ [ 1 ] : إِنَّ الَّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ 1 .
وَ قَدْ قُلْتُمْ : « رَبُّنَا اللَّهُ » ، فَاسْتَقيمُوا عَلى كِتَابِهِ ، وَ عَلى مِنْهَاجِ أَمْرِهِ ، وَ عَلَى الطَّريقَةِ الصَّالِحَةِ مِنْ عِبَادَتِهِ [ 3 ] ، ثُمَّ لا تَمْرُقُوا مِنْهَا ، وَ لا تَبْتَدِعُوا فيهَا ، وَ لا تُخَالِفُوَا عَنْهَا ، فَإِنَّ أَهْلَ الْمُرُوقِ مُنْقَطَعٌ بِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ إِيَّاكُمْ وَ تَهْزيعَ الأَخْلاقِ وَ تَصْريفَهَا ، وَ اجْعَلُوا اللِّسَانَ وَاحِداً .
وَ لْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ ، فَإِنَّ هذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ .
وَ اللَّهِ مَا أَرى عَبْداً يَتَّقي تَقْوى تَنْفَعُهُ حَتَّى يَخْتَزِنَ لِسَانَهُ .
وَ إِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ ، وَ إِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ .
لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ تَدَبَّرَهُ في نَفْسِهِ ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ ، وَ إِنْ كَانَ شَرّاً وَ ارَاهُ ، وَ إِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتى عَلى لِسَانِهِ ، لا يَدْري مَاذَا لَهُ وَ مَاذَا عَلَيْهِ .
وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : « لا يَسْتَقيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقيمَ قَلْبُهُ ،
وَ لا يَسْتَقيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقيمَ لِسَانُهُ » .
فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى وَ هُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمينَ وَ أَمْوَالِهِمْ ، سَليمُ اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ ، فَلْيَفْعَلْ .
وَ اعْلَمُوا ، عِبَادَ اللَّهِ ، أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْتَحِلُّ الْعَامَ مَا اسْتَحَلَّ عَاماً أَوَّلَ ، وَ يُحَرِّمُ الْعَامَ مَا حَرَّمَ عَاماً أَوَّلَ ، وَ أَنَّ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ لا يُحِلُّ لَكُمْ شَيْئاً مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ . وَ لكِنَّ الْحَلالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ ،
وَ الْحَرَامَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
فَقَدْ جَرَّبْتُمُ الأُمُورَ وَ ضَرَّسْتُمُوهَا ، وَ وُعِظْتُمْ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَ ضُرِبَتْ لَكُمْ الأَمْثَالُ ، وَ دُعيتُمْ إِلَى الأَمْرِ الْوَاضِحِ ، فَلا يَصُمُّ عَنْ ذَلِكَ إِلاَّ الأَصَمُّ [ 4 ] ، وَ لا يَعْمى عَنْهُ إِلاَّ الأَعْمى .
[ 1 ] جلّ ذكره . ورد في نسخة العام 400 ص 219 . و نسخة نصيري ص 101 . و ورد تعالى في نسخة الآملي ص 52 .
و نسخة الأسترابادي ص 248 . و نسخة عبده ص 377 . و نسخة الصالح ص 253 . و نسخة العطاردي ص 209 .
-----------
( 1 ) فصّلت ، 30 .
[ 3 ] طاعته . ورد في
[ 4 ] أصمّ . . . أعمى . ورد في نسخة العام 400 ص 220 . و نسخة ابن المؤدب ص 156 . و نسخة نصيري ص 102 . و نسخة الآملي ص 53 . و نسخة الأسترابادي ص 250 . و نسخة عبده ص 379 . و نسخة الصالح ص 254 . و نسخة العطاردي ص 210 .
[ 325 ]
وَ مَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِالْبَلاءِ وَ التَّجَارِبِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِظَةِ ، وَ أَتَاهُ التَّقْصيرُ [ 1 ] مِنْ أَمَامِهِ ، حَتَّى يَعْرِفَ مَا أَنْكَرَ ، وَ يُنْكِرَ مَا عَرَفَ .
وَ إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلانِ :
مُتَّبِعُ شِرْعَةٍ ، وَ مُبْتَدِعُ بِدْعَةٍ ، لَيْسَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بُرْهَانُ سُنَّةٍ ، وَ لا ضِيَاءُ حُجَّةٍ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الذُّنُوبَ ثَلاَثَةٌ :
فَذَنْبٌ مَغْفُورٌ ، وَ ذَنْبٌ غَيْرُ مَغْفُورٍ ، وَ ذَنْبٌ نَرْجُو لِصَاحِبِهِ [ 2 ] وَ نَخَافُ [ 3 ] عَلَيْهِ .
أَمَّا الذَّنْبُ الْمَغْفُورُ ، فَعَبْدٌ عَاقَبَهُ اللَّهُ تَعَالى عَلى ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا ، فَاللَّهُ أَحْلَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَهُ مَرَّتَيْنِ .
وَ أَمَّا الذَّنْبُ الذَّي لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضُهِمْ لِبَعْضٍ .
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى إِذَا بَرَزَ لِخَلْقِهِ أَقْسَمَ قَسَماً عَلى نَفْسِهِ فَقَالَ : « وَ عِزَّتي وَ جَلالي ، لا أَجُوزُ في ظُلْمِ ظَالِمٍ ، وَ لَوْ كَفّاً بِكَفٍّ ، وَ لَوْ مَسْحَةً بِمَسْحَةٍ ، وَ لَوْ نَطْحَةَ مَا بَيْنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ وَ الشَّاةِ الْجَمَّاءِ » .
فَيَقْتَصُّ اللَّهُ لِلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّى لا يَبْقى لأَحَدٍ عَلى أَحَدٍ مَظْلَمَةٌ ، ثُمَّ يَبْعَثُهُمْ إِلَى الْحِسَابِ .
وَ أَمَّا الذَّنْبُ الثَّالِثُ ، فَذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ تَعَالى عَلى عَبْدِهِ ، وَ رَزَقَهُ التَّوْبَةَ مِنْهُ ، فَأَصْبَحَ خَائِفاً مِنْ ذَنْبِهِ ، رَاجِياً لِرَبِّهِ ، فَنَحْنُ نَرْجُو لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، نَرْجُو لَهُ الرَّحْمَةَ ، وَ نَخَافُ عَلَيْهِ الْعِقَابَ [ 4 ] .
[ 6 ] أَلا وَ إِنَّ الظُّلْمَ ثَلاَثَةٌ :
فَظُلْمٌ لا يُغْفَرُ . وَ ظُلْمٌ لا يُتْرَكُ . وَ ظُلْمٌ مَغْفُورٌ لا يُطْلَبُ .
فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذي لا يُغْفَرُ ، فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَ الْعَيَاذُ بِاللَّهِ [ 5 ] .
[ 6 ] من : ألا و إنّ إلى : في راحة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 176 .
[ 1 ] النّقص . ورد في نسخة العام 400 ص 220 . و نسخة ابن المؤدب ص 156 . و نسخة نصيري ص 102 . و نسخة العطاردي ص 210 . عن شرح فيض الإسلام . و هامش نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 2 ] يرجى . ورد في إرشاد القلوب للديلمي ج 1 ص 181 .
[ 3 ] يخاف . ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] ورد في المحاسن ج 1 ص 68 . و الكافي ج 2 ص 443 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 181 . و نهج السعادة ج 3 ص 248 . باختلاف .
[ 5 ] ورد في المستطرف للأبشيهي ج 1 ص 104 .
[ 326 ]
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ 1 ] .
وَ قَالَ تَعَالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ 1 .
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذي لا يُتْرَكُ ، فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ، حَتَّى يُدينَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ [ 3 ] .
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الْمَغْفُورُ الَّذي لا يُطْلَبُ [ 4 ] ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ .
[ أَيُّهَا النَّاسُ ، ] الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَديدٌ ، لَيْسَ هُوَ جَرْحاً بِالْمُدى ، وَ لا ضَرْباً بِالسِّيَاطِ ، وَ لَكِنَّهُ مَا يُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ .
فَإِيَّاكُمْ وَ التَّلَوُّنَ في دينِ اللَّهِ ، فَإِنَّ جَمَاعَةً فيمَا تَكْرَهُونَ مِنَ الْحَقِّ ، خَيْرٌ مِنْ فُرْقَةٍ فيمَا تُحِبُّونَ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُعْطِ أَحَداً بِفُرْقَةٍ خَيْراً مِمَّنْ مَضى ، وَ لا مِمَّنْ بَقى .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، طُوبى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ ، وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ ، وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ ، وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ ، وَ أَنْفَقَ مَالاً جَمَعَهُ في غَيْرِ مَعْصِيَةٍ .
أَيُّهَا النَّاسُ [ 5 ] ، طُوبى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَ أَكَلَ قُوتَهُ [ 6 ] ، وَ اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ ، وَ بَكى عَلى خَطيئَتِهِ ،
فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ في شُغُلٍ [ 7 ] ، وَ النَّاسُ مِنْهُ في رَاحَةٍ .
[ 14 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، طُوبى لِمَنْ ذَلَّ في نَفْسِهِ ، وَ طَابَ كَسْبُهُ ، وَ صَلُحَتْ سَريرَتُهُ ، وَ حَسُنَتْ عَلاَنِيَتُهُ ، وَ طَهُرَتْ [ 8 ] خَليقَتُهُ ، وَ اسْتَقَامَتْ طَريقَتُهُ [ 9 ] ، وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ ، وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ [ 10 ] ، وَ عَزَلَ [ 11 ] عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ ، وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ ، وَ لَمْ يُنْسَبْ [ 12 ] إِلَى [ 13 ] الْبِدْعَةِ .
[ 14 ] من : أيّها النّاس إلى : البدعة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 123 .
[ 1 ] النساء ، 48 و 116 . و تكملة الآية وردت في المصدر السابق . و غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 167 .
-----------
( 1 ) لقمان ، 13 .
[ 3 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 3 ص 489 .
[ 4 ] ورد في المستطرف للأبشيهي ج 1 ص 104 . و ورد الّذي يغفر في نسخ النهج .
[ 5 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 170 . و كنز العمال للهندي ج 16 ص 125 . باختلاف بين المصدرين .
[ 6 ] كسرته . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 469 .
[ 7 ] تعب . ورد في المصدر السابق . و نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 326 .
[ 8 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 16 ص 125 ، و ص 143 .
[ 9 ] ورد في المصدر السابق ص 125 .
[ 10 ] قوله . ورد في المصدر السابق ج 15 ص 865 . و ج 16 ص 126 . و نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 170 .
[ 11 ] كفّ . ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 469 .
[ 12 ] يعد عنها . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 170 . و كنز العمال للهندي ج 15 ص 865 ، و ج 16 ص 126 . باختلاف يسير .
[ 13 ] ورد في المصدرين السابقين . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 100 . و البيان و التعريف ج 2 ص 415 . و نهج السعادة ج 3 ص 325 .
[ 327 ]