خطبة له عليه السلام ( 10 ) في قدرة اللّه تعالى و الحثّ على التقوى و العمل الصالح

بِسْمَ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ [ 6 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ ، وَ الْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ [ 4 ] ، الَّذي لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِماً ،

إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجِ ، وَ لاَ حُجُبٌ ذَاتُ أَرْتَاجٍ ، وَ لاَ لَيْلٌ دَاجٍ ، وَ لاَ بَحْرٌ سَاجٍ ، وَ لاَ جَبَلٌ ذُو فِجَاجٍ ، وَ لاَ فَجٌّ ذُو اعْوِجَاجٍ ، وَ لاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ ، وَ لاَ خَلْقٌ ذُو اعْتِمَادٍ ، ذَلِكَ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَ وَارِثُهُ ، وَ إِلهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ ، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ دَائِبَانِ في مَرْضَاتِهِ ، يُبْلِيَانِ كُلَّ جَديدٍ ، وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعيدٍ .

[ 5 ] من : فتبارك الّذي إلى : و خوفا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 185 .

[ 6 ] من : الحمد إلى : بعيد . و من : قسم أرزاقهم إلى : الغايات ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 90 . و باختلاف يسير تحت الرقم 183 .

[ 1 ] بما اكتسبت من في‏ء . ورد في متن شرح ابن ميثم ج 3 ص 253 . و نسخة عبده ص 333 . و متن بهج الصباغة ج 12 ص 324 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 351 .

[ 2 ] لم . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 207 . و متن شرح ابن أبي الحد ( طبعة دار الأندلس ) ج 2 ص 454 .

[ 3 ] يعنو . ورد في نسخة عبده ص 401 .

[ 4 ] منصبة . ورد في متون النهج في الخطبة 183 . و يبدو من قرائن أن في الأمر اختلاف رواية .

[ 130 ]

[ 6 ] خَلَقَ الْخَلاَئِقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَ اسْتَعْبَدَ الأَرْبَابَ بِعِزَّتِهِ ، وَ سَادَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِهِ ، قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ ،

وَ أَحْصى آثَارَهُمْ وَ أَعْمَالَهُمْ ، وَ عَدَدَ أَنْفَاسِهِمْ [ 1 ] ، وَ خَائِنَةَ أَعْيُنِهِمْ ، وَ مَا تُخْفي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّميرِ ،

وَ مُسْتَقَرَّهُمْ وَ مُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الأَرْحَامِ وَ الظُّهُورِ ، إِلَى أَنْ تَتَنَاهى بِهِمُ الْغَايَاتُ .

أَحْمَدُهُ إِلى نَفْسِهِ كَمَا اسْتَحْمَدَ إِلى خَلْقِهِ ، [ 7 ] وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ غَيْرُ مَعْدُولٍ بِهِ ، وَ لاَ مَشْكُوكٍ فيهِ ، وَ لاَ مَكْفُورٍ دينُهُ ، وَ لاَ مَجْحُودٍ تَكْوينُهُ ، شَهَادَةَ مَنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ ، وَ صَفَتْ دِخْلَتُهُ ، وَ خَلَصَ يَقينُهُ ، وَ ثَقُلَتْ مَوَازينُهُ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، الْمُجْتَبى مِنْ خَلاَئِقِهِ ، وَ الْمُعْتَامُ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ ، وَ الْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ ، وَ الْمُصْطَفى لِكَرَائِمِ [ 2 ] رِسَالاَتِهِ ، وَ الْمُوضَحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ الْهُدى ، وَ الْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبيبُ الْعَمى .

[ 8 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ الَّذي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ ، وَ إِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ ، وَ بَادِرُوا [ 3 ] الْمَوْتَ الَّذي إِنْ هَرَبْتُمْ أَدْرَكَكُمْ ، وَ إِنْ أَقمْتُمْ أَخَذَكُمْ ، وَ إِنْ نَسيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ ، [ 9 ] فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ مِفْتَاحُ سَدَادٍ ، وَ ذَخيرَةُ مَعَادٍ ، وَ عِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ ، وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ ، بِهَا يَنْجَحُ الطَّالِبُ ، وَ يَنْجُو الْهَارِبُ ، وَ تُنَالُ الرَّغَائِبُ .

فَاعْمَلُوا وَ الْعَمَلُ يُرْفَعُ ، وَ التَّوْبَةُ تَنْفَعُ ، وَ الدُّعَاءُ يُسْمَعُ ، وَ الْحَالُ هَادِئَةٌ ، وَ الأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ .

وَ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ عُمُراً نَاكِساً ، أَوْ مَرَضاً حَابِساً ، أَوْ مَوْتاً خَالِساً ، فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِكُمْ ،

وَ مُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ ، وَ مُبَاعِدُ طِيَّاتِكُمْ [ 4 ] ، وَ مُفَرِّقُ جَمَاعَاتِكُمْ [ 5 ] .

زَائِرٌ غَيْرُ مَحْبُوبٍ ، وَ قِرْنٌ غَيْرُ مَغْلُوبٍ ، وَ وَاتِرٌ غَيْرُ مَطْلُوبٍ ، قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُهُ ، وَ تَكَنَّفَتْكُمْ غَوَائِلُهُ ، وَ أَقْصَدَتْكُمْ مَعَابِلُهُ ، وَ عَظُمَتْ فيكُمْ سَطْوَتُهُ ، وَ تَتَابَعَتْ عَلَيْكُمْ عَدْوَتُهُ ، وَ قَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُهُ ،

فَيُوشِكُ أَنْ تَغْشَاكُمْ دَوَاجي ظُلَلِهِ ، وَ احْتِدَامُ عِلَلِهِ ، وَ حَنَادِسُ غَمَرَاتِهِ ، وَ غَوَاشي سَكَرَاتِهِ ، وَ أَليمُ

[ 6 ] من : خلق إلى : بجوده . و : أحمده إلى نفسه كما استحمد إلى خلقه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 183 .

[ 7 ] من : و أشهد إلى : العمى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 178 .

[ 8 ] من : أيّها إلى : ذكركم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 203 .

[ 9 ] من : فإنّ إلى : لا يركد بلاؤها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 230 .

[ 1 ] عدّد أنفسهم . ورد في نسخة العام 400 ص 85 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 6 ص 394 . و نسخة الصالح ص 123 .

[ 2 ] لمكارم . ورد في نسخة العام 400 ص 223 . و نسخة ابن المؤدب ص 158 . و هامش نسخة الأسترابادي ص 253 .

[ 3 ] و احذروا . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 277 .

[ 4 ] طيّباتكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 319 . و نسخة الأسترابادي ص 370 .

[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 246 .

[ 131 ]

إِرْهَاقِهِ [ 1 ] ، وَ دُجُوُّ [ 2 ] أَطْبَاقِهِ ، وَ جُشُوبَةُ مَذَاقِهِ .

فَكَأَنْ قَدْ أَتَاكُمْ بَغْتَةً فَأَسْكَتَ نَجِيَّكُمْ ، وَ فَرَّقَ نَدِيَّكُمْ ، وَ عَفَّى آثَارَكُمْ ، وَ عَطَّلَ دِيَارَكُمْ ، وَ بَعَثَ وُرَّاثَكُمْ يَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ : بَيْنَ حَميمٍ خَاصٍّ لَمْ يَنْفَعْ ، وَ قَريبٍ مَحْزُونٍ لَمْ يَمْنَعْ ، وَ آخَرَ شَامِتٍ لَمْ يَجْزَعْ .

فَعَلَيْكُمْ بِالْجِدِّ وَ الاِجْتِهَادِ ، وَ التَّأَهُّبِ وَ الاِسْتِعْدَادِ ، وَ التَّزَوُّدِ في مَنْزِلِ الزَّادِ ، لِيَوْمٍ تَقْدُمُونَ عَلَيْهِ عَلى مَا تُقَدِّمُونَ ، وَ تَنْدَمُونَ عَلى مَا تُخَلِّفُونَ ، وَ تُجْزَوْنَ بِمَا كُنْتُمْ تُسْلِفُونَ [ 3 ] .

وَ لاَ تَغُرَّنَكُمُ الدُّنْيَا [ 4 ] كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، مِنَ الأُمَمِ الْمَاضِيَةِ ، وَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ ، الَّذينَ احْتَلَبُوا دِرَّتَهَا ، وَ أَصَابُوا غِرَّتَهَا ، وَ أَفْنَوْا عِدَّتَهَا ، وَ أَخْلَقُوا جِدَّتَهَا .

أَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً ، وَ أَمْوَالُهُمْ ميرَاثاً .

لاَ يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ ، وَ لاَ يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ ، وَ لاَ يُجيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ .

فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ [ 5 ] خَدُوعٌ ، مُعْطِيَةٌ مَنُوعٌ ، مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ ، لاَ يَدُومُ رَخَاؤُهَا ، وَ لاَ يَنْقَضي عَنَاؤُهَا ، وَ لاَ يَرْكَدُ بَلاَؤُهَا .

[ 9 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الدُّنْيَا تَغُرُّ الْمُؤَمِّلَ لَهَا ، وَ الْمُخْلِدَ إِلَيْهَا [ 6 ] ، وَ لاَ تَنْفَسُ بِمَنْ نَافَسَ فيهَا ،

وَ [ 7 ] تَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهَا .

وَ أَيْمُ اللَّهِ إِنَّهَا سَتُورِثُ غَداً أَقْوَاماً النَّدَامَةَ وَ الْحَسْرَةَ ، بَإِقْبَالِهِمْ عَلَيْهَا ، وَ تَنَافُسِهِمْ فيهَا ،

وَ حَسَدِهِمْ وَ بَغْيِهِمْ عَلى أَهْلِ الدِّينِ وَ الْفَضْلِ فيهَا ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ بَغْياً وَ أَشِراً وَ بَطَراً [ 8 ] .

[ 9 ] من : أيّها إلى : غلب عليها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 178 .

[ 1 ] إزهاقه . ورد في نسخة العام 400 ص 319 . و نسخة عبده ص 500 . و نسخة العطاردي ص 269 .

[ 2 ] دحوّ . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 231 . و نسخة العطاردي ص 269 عن شرح الكيذري و عن شرح الراوندي .

[ 3 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 284 .

[ 4 ] الحياة الدّنيا . ورد في متن شرح ابن أبي الحديد ج 13 ص 5 . و منهاج البراعة ج 14 ص 410 . و نسخة الصالح ص 352 . و نسخة العطاردي ص 269 عن شرح فيض الإسلام .

[ 5 ] غدّارة . ورد في متن منهاج البراعة ج 14 ص 410 . و نسخة عبده ص 501 . و متن بهج الصباغة ج 8 ص 134 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 172 . و نسخة الصالح ص 352 . و نسخة العطاردي ص 269 .

[ 6 ] تغرّ من أملها ، و تخلف من رجاها . ورد في

[ 7 ] بل . ورد في

[ 8 ] ورد في

[ 132 ]

[ 14 ] وَ أَيْمُ اللَّهِ ، إِنَّهُ [ 1 ] مَا كَانَ [ 2 ] قَوْمٌ قَطُّ في غَضِّ [ 3 ] نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ [ 4 ] فَزَالَ عَنْهُمْ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا ، مِنْ بَعْدِ تَغْييرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَ تَحْويلٍ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، وَ قِلَّةِ مُحَافَظَةٍ ، وَ تَرْكِ مُرَاقَبَةِ اللَّهِ جَل وَ عَزَّ ، وَ تَهَاوُنٍ بِشُكْرِ نِعَمِ اللَّهِ .

لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ في مُحْكَمِ كِتَابِهِ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ [ 5 ] .

لأَنَّ اللَّهَ تَعَالى [ 6 ] لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبيدِ .

وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ [ 7 ] حينَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ ، وَ تَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ [ 8 ] ، أَيْقَنُوا أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ بِمَا كَسَبَتْ أَيْديهِمْ ، فَأَقْلَعُوا وَ تَابُوا ، وَ [ 9 ] فَزِعُوا إِلَى اللَّهِ رَبِّهِمْ جَلَّ ذِكْرُهُ [ 10 ] بِصِدْقٍ مِنْ نِيّاتِهِمْ ، وَ وَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَ إِخْلاَصٍ مِنْ سَرَائِرِهِمْ ، وَ إِقْرَارٍ مِنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ إِسَاءَتِهِمْ ، لَصَفَحَ لَهُمْ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، وَ إِذاً لَأَقَالَهُمْ كُلَّ عَثْرَةٍ [ 11 ] ، وَ لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ ، وَ أَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ [ 12 ] .

[ 15 ] أَيُّهَا [ 13 ] الْغَافِلُونَ غَيْرُ الْمَغْفُولِ عَنْهُمْ ، وَ التَّارِكُونَ الْمَأْخُوذُ مِنْهُمْ ، مَا لي أَرَاكُمْ عَنِ اللَّهِ ذَاهِبينَ ، وَ إِلى غَيْرِهِ رَاغِبينَ ؟ .

[ 14 ] من : و أيم اللّه إلى : اجترحوها . و من : لأنّ اللّه إلى : كلّ فاسد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 178 .

[ 15 ] من : أيّها إلى : أمرها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 175 .

[ 1 ] ورد في

[ 2 ] عاش . ورد في

[ 3 ] غضارة . ورد في غرر الحكم ج 2 ص 746 . و ورد خفض في المستطرف ج 2 ص 69 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 435 .

[ 4 ] كرامة نعم اللّه في معاش دنيا ، و لا دائم تقوى في طاعة اللّه ، و الشّكر لنعمه ، فأزال ذلك . ورد في

[ 5 ] الرعد ، 10 . و وردت الفقرة في

[ 7 ] ورد في المستطرف للأبشيهي ج 2 ص 69 .

[ 8 ] أهل المعاصي و كسبة الذّنوب . ورد في

[ 9 ] إذاهم حذّروا زوال نعم اللّه ، و حلول نقمته ، و تحويل عافيته . ورد و ورد ينزل بهم الفقر و يزول عنهم الغنى في المستطرف للأبشيهي ج 2 ص 69 .

[ 10 ] ورد في

[ 11 ] ورد في إرشاد القلوب للديلمي ج 1 ص 149 . باختلاف .

[ 12 ] كرامة نعمة ، ثمّ أعاد لهم من صلاح أمرهم ، و ممّا كان أنعم به عليهم ، كلّ ما زال عنهم ، و أفسد عليهم . ورد في

[ 13 ] أيّها النّاس . ورد في متن شرح ابن أبي الحديد ج 10 ص 10 . و نسخة الصالح ص 250 .

[ 133 ]

كَأَنَّكُمْ نَعَمٌ أَرَاحَ [ 1 ] بِهَا سَائِمٌ إِلى مَرْعَىً وَبِيٍّ ، وَ مَشْرَبٍ دَوِيٍّ [ 2 ] ، وَ إِنَّمَا هِيَ كَالْمَعْلُوفَةِ لِلْمُدى لاَ تَعْرِفُ مَاذَا يُرَادُ بِهَا ، إِذَا أُحْسِنَ إِلَيْهَا تَحْسَبُ يَوْمَهَا دَهْرَهَا ، وَ شِبَعَهَا أَمْرَهَا .

[ 7 ] عِبَادَ اللَّهِ ، زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا ، وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَ تَنَفَّسُوا قَبْلَ ضيقِ الْخِنَاقِ ، وَ انْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ .

وَ اعْلَمُوا أَنَّ [ 3 ] مَنْ لَمْ يُعَنْ [ 4 ] عَلى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَ زَاجِرٌ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا زَاجِرٌ وَ لاَ وَاعِظٌ ، وَ مَنْ لَمْ يَعْتَبِرْ بِغَيْرِ الدُّنْيَا وَ صُرُوفِهَا لَمْ تَنْجَعْ فيهِ الْمَوَاعِظُ ، وَ مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ زَاجِرٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَافِظٌ .

فَاتَّقُوا اللَّهَ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، حَقَّ تُقَاتِهِ ، وَ اسْتَشْعِرُوا خَوْفَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ، وَ أَخْلِصُوا النَّفْسَ ،

وَ تُوبُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبيحِ مَا اسْتَفَزَّكُمُ الشَّيْطَانُ مِنْ قِتَالِ وَلِيِّ الأَمْرِ وَ أَهْلِ الْعِلْمِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ مَا تَعَاوَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَفْريقِ الْجَمَاعَةِ ، وَ تَشْتيتِ الأَمْرِ ، وَ فَسَادِ صَلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ 1 ، إِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ [ 6 ] .