خطبة له عليه السلام ( 23 ) لمّا ذكرت الخلافة عنده و تقدّم من تقدّم عليه

فتنفّس عليه السّلام الصعداء ثم قال :

[ 12 ] أَمَا ، وَ اللَّهِ ، لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبي قُحَافَةَ [ 5 ] ، وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحى ، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ ، وَ لا يَرْقى إِلَيَّ الطَّيْرُ .

فَسَدَلْتُ [ 6 ] دُونَهَا ثَوْباً ، وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً .

وَ طَفِقْتُ بُرْهَةً [ 7 ] أَرْتَئي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ ، أَوْ أَصْبِرَ عَلى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ ، يَهْرَمُ فيهَا الْكَبيرُ ، وَ يَشيبُ فيهَا الصَّغيرُ ، وَ يَكْدَحُ [ 8 ] فيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ [ 9 ] رَبَّهُ ؟ .

فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلى هاتَا أَحْجى ، فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذىً ، وَ فِي الْحَلْقِ شَجاً ، لَمَّا [ 10 ] أَرى

[ 11 ] من : إعقلوا الدّين عقل إلى : و رعاته قليل ورد في الحكم تحت الرقم 98 . و ورد بكلمة : عقلوا بدل : إعقلوا في خطب الرضي تحت الرقم 239 .

[ 12 ] من : أما إلى : حيث أراد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 3 .

[ 1 ] ورد في الكافي للكليني ج 8 ص 320 .

[ 2 ] الخبر . ورد في نسخ النهج برواية ثانية . و ورد الحقّ . في الكافي ج 8 ص 320 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 37 . و نهج البلاغة الثاني ص 131 .

[ 3 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 4 ] ورد في المصادر السابقة .

[ 5 ] فلان . ورد في نسخة العام 400 ص 16 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 16 . و نسخة الأسترابادي ص 11 . و نسخة العطاردي ص 15 . و ورد أخوتيم في علل الشرائع ص 150 . و هامش تذكرة الخواص ص 117 عن نسخة . و بحار الأنوار ( مجلد قديم ) ص 154 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 85 . و نهج السعادة ج 2 ص 499 . و نهج البلاغة الثاني ص 86 .

[ 6 ] و لكنّي سدلت . ورد في أمالي الطوسي ص 382 . و الإرشاد ص 152 . و تذكرة الخواص ص 117 .

[ 7 ] ورد في أمالي الطوسي ص 382 .

[ 8 ] يدرج . ورد في

[ 9 ] ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 85 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 86 .

[ 10 ] ورد في

[ 307 ]

تُرَاثي [ 1 ] نَهْباً .

حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبيلِهِ فَأَدْلى بِهَا إِلى فُلانٍ [ 2 ] بَعْدَهُ .

ثم تمثّل عليه السلام بقول الأعشى :

شَتَّانَ مَا يَوْمي عَلى كُورِهَا وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخي جَابِرِ فَيَا عَجَباً ، بَيْنَا هُوَ يَسْتَقيلُهَا في حَيَاتِهِ ، إِذْ عَقَدَهَا [ 3 ] لآخَرَ [ 4 ] بَعْدَ وَفَاتِهِ .

لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا .

فَصَيَّرَهَا ، وَ اللَّهِ [ 5 ] ، في حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا [ 6 ] ، وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا ، وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فيهَا ،

وَ يَقِلُّ [ 7 ] الاِعْتِذَارُ مِنْهَا .

فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ ، إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ [ 8 ] ، وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ [ 9 ] .

فَمُنِيَ النَّاسُ فيهَا ، لَعَمْرُ اللَّهِ ، بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ ، وَ تَلَوُّنٍ [ 10 ] وَ اعْتِرَاضٍ [ 11 ] .

فَصَبَرْتُ عَلى طُولِ الْمُدَّةِ ، وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ .

حَتَّى إِذَا مَضى لِسَبيلِهِ جَعَلَهَا شُورى [ 12 ] في جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنّي أَحَدُهُمْ .

فَيَا للَّهِ لَهُمْ [ 13 ] وَ لِلشُّورى ، مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ [ 14 ] مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ الآنَ [ 15 ]

[ 1 ] تراث محمّد . ورد في أمالي الطوسي ص 382 .

[ 2 ] أخي عديّ . ورد في نثر الدرّ ج 1 ص 275 . و علل الشرائع ص 151 . و بحار الأنوار ( مجلد قديم ) ص 154 . و مستدرك كاشف الغطاء ص 85 . و نهج السعادة ج 2 ص 502 . و نهج البلاغة الثاني ص 86 .

[ 3 ] عهد بها . ورد في أمالي الطوسي ص 382 .

[ 4 ] لعمر . ورد في أمالي الطوسي ص 383 . و الاحتجاج ج 1 ص 192 . و ورد الثّاني في تذكرة الخواص ص 118 .

[ 5 ] ورد في أمالي الطوسي ص 382 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 85 . و نهج البلاغة الثاني ص 86 .

[ 6 ] كلامها . ورد في نسخة عبده ص 87 .

[ 7 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 8 ] حرن . ورد في علل الشرائع ص 151 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 154 . و نهج السعادة ج 2 ص 503 .

[ 9 ] عسفت . ورد في الإرشاد للمفيد ص 153 . و أمالي الطوسي ص 383 .

[ 10 ] بتلوّم . ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 275 .

[ 11 ] اعتراص . ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 12 ] ورد في الإرشاد ص 153 . و ورد شورى بين ستّة . في تذكرة الخواص ص 118 . و أمالي الطوسي ص 383 .

[ 13 ] ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 85 .

[ 14 ] الأوّلين . ورد في الإرشاد للمفيد ص 153 . و أمالي الطوسي ص 382 .

[ 15 ] ورد في المصدرين السابقين .

[ 308 ]

أُقْرَنُ إِلى هذِهِ النَّظَائِرِ .

لكِنّي أَسْفَفْتُ مَعَ الْقَوْمِ [ 1 ] إِذْ أَسَفُّوا ، وَ طِرْتُ مَعَهُمْ [ 2 ] إِذْ طَارُوا .

فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ [ 3 ] ، وَ مَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ ، مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ [ 4 ] .

إِلى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ [ 5 ] ، بَيْنَ نَثْيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ ، وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبيهِ [ 6 ] يَخْضَمُونَ [ 7 ] مَالَ اللَّهِ تَعَالى خَضْمَ [ 8 ] الإِبِلِ نَبْتَةَ الرَّبيعِ .

إِلى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ ، وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ [ 9 ] .

فَمَا رَاعَني إِلاَّ وَ النَّاسُ إِرْسَالاً [ 10 ] إِلَيَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ [ 11 ] ، يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ [ وَ ] جَانِبٍ يَسْأَلُونِيَ الْبَيْعَةَ [ 12 ] .

حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانُ ، وَ شُقَّ عِطْفَايَ [ 13 ] .

مُجْتَمِعينَ حَوْلي كَرَبيضَةِ الْغَنَمِ .

فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ ، وَ مَرَقَتْ أُخْرى ، وَ فَسَقَتْ شِرْذِمَةٌ [ 14 ] ، وَ قَسَطَ آخَرُونَ .

[ 1 ] ورد في أمالي الطوسي ص 383 .

[ 2 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 3 ] لضلعه . ورد في

[ 4 ] هنيّ . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 504 .

[ 5 ] حضنه . ورد في

[ 6 ] بنو أميّة . ورد في تذكرة الخواص ص 118 . و المناقب لابن الجوزي ص . و في نهج السعادة ج 2 ص 506 .

[ 7 ] يختضمون . ورد في المناقب لابن الجوزي ص .

[ 8 ] خضمة . ورد في متن شرح ابن ميثم ج 1 ص 250 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 1 ص 66 . و نسخة عبده ص 89 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 306 .

[ 9 ] مطيّته . ورد في علل الشرائع ص 151 . و تذكرة الخواص ص 118 . و نهج السعادة ج 2 ص 507 . و ورد انكبّ به بطنه في مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 233 .

[ 10 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 . و ورد إليّ سراعا في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 275 .

[ 11 ] الفرس . ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 12 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 13 ] عطافي . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 17 . و نسخة العطاردي ص 16 .

[ 14 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 309 ]

كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى يَقُولُ [ 1 ] : تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَ لا فَسَاداً وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ 1 .

بَلى ، وَ اللَّهِ ، لَقَدْ سَمِعُوهَا ، وَ وَعَوْهَا ، وَ لكِنَّهُمْ حَلِيَتِ [ 3 ] الدُّنْيَا في أَعْيُنِهِمْ ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا ،

وَ أَعْجَبَهُمْ رَوْنَقُهَا [ 4 ] .

أَمَا وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ لا حُضُورُ الْحَاضِرِ ، وَ قِيَامُ [ 5 ] الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ،

وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ تَعَالى عَلَى الْعُلَمَاءِ [ 6 ] أَنْ لا يُقَارُّوا عَلى كِظَّةِ ظَالِمٍ ، وَ لا سَغَبِ مَظْلُومٍ ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلى غَارِبِهَا ، وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا ، وَ لأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ [ 7 ] عِنْدي مِنْ عَفْطَةِ [ 8 ] عَنْزِ .

فلمّا وصل عليه السلام إلى هذا الموضع من مقاله قام إليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا ، فقطع عليه السلام كلامه و أقبل ينظر فيه .

فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس رحمه اللّه : يا أمير المؤمنين ، لو اطّردت مقالتك من حيث أفضيت .

فقال عليه السلام :

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ [ 9 ] ، يَا ابْنَ عبّاسٍ ، تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ .

قال ابن عباس : فو اللّه ما أسفت على كلام قطّ كأسفي على ذلك الكلام ، أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد .

[ 1 ] لم يسمعوا كلام اللّه تبارك و تعالى حيث يقول . ورد في نسخة عبده ص 89 . و متن مصادر نهج البلاغة ج 1 ص 306 .

-----------
( 1 ) القصص ، 83 .

[ 3 ] جليت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 10 .

[ 4 ] ورد في تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 118 .

[ 5 ] لزوم . ورد في الإرشاد للمفيد ص 153 .

[ 6 ] أولياء الأمر . ورد في الإرشاد للمفيد ص 153 . و أمالي الطوسي ص 383 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 194 .

[ 7 ] أهون . ورد في هامش نسخة الأسترابادي ص 14 .

[ 8 ] عطفة . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 18 . و نسخة نصيري ص 7 .

[ 9 ] ورد في علل الشرائع للصدوق ص 151 . و الإرشاد للمفيد ص 153 . و الاحتجاج ج 1 ص 193 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 154 .

[ 310 ]