خطبها بعد النهروان بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ [ 7 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذي إِلَيْهِ مَصَائِرُ الْخَلْقِ وَ عَوَاقِبُ الأَمْرِ .
نَحْمَدُهُ عَلى عَظيمِ إِحْسَانِهِ ، وَ نَيِّرِ بُرْهَانِهِ ، وَ نَوَامي فَضْلِهِ وَ امْتِنَانِهِ .
حَمْداً يَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً ، وَ لِشُكْرِهِ أَدَاءً ، وَ إِلى ثَوَابِهِ مُقَرِّباً ، وَ لِحُسْنِ مَزيدِهِ مُوجِباً .
وَ نَسْتَعينُ بِهِ اسْتِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضْلِهِ ، مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِهِ ، وَاثِقٍ بِدَفْعِهِ ، مُعْتَرِفٍ لَهُ بِالطَّوْلِ ، مُذْعِنٍ لَهُ بِالْعَمَلِ وَ الْقَوْلِ .
وَ نُؤْمِنُ بِهِ إِيمَانَ مَنْ رَجَاهُ مُوقِناً ، وَ أَنَابَ إِلَيْهِ مُؤْمِناً ، وَ خَنَعَ [ 5 ] لَهُ مُذْعِناً ، وَ أَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً ،
وَ عَظَّمَهُ مُمَجِّداً ، وَ لاَذَ بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً .
[ 8 ] وَ أَحْمَدُ اللَّهَ وَ أَسْتَعينُهُ عَلى مَدَاحِرِ الشَّيْطَانِ وَ مَزَاجِرِهِ ، وَ الاِعْتِصَامِ مِنْ حَبَائِلِهِ [ 6 ] وَ مَخَاتِلِهِ .
[ 7 ] من : الحمد إلى : مجتهدا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 182 .
[ 8 ] من : و أحمد إلى : مخاتله . و من : و أشهد إلى : كفرة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 151 .
[ 1 ] ورد في الإرشاد ص 154 . و الكافي ج 8 ص 54 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 649 . و منهاج البراعة ج 6 ص 250 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 3 ] التّعسّف . ورد في المصادر السابقة .
[ 4 ] الشعراء ، 227 . و وردت الفقرة في المصادر السابقة .
[ 5 ] خضع . ورد في
[ 6 ] بحبل اللّه . ورد في هامش نسخة الآملي ص 121 .
[ 260 ]
[ 11 ] وَ أَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ الإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبيلَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلى جَنَّتِهِ ، الْقَاصِدَةَ إِلى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ .
وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ] عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ نَجيبُهُ وَ صَفْوَتُهُ ، لاَ يُوازى فَضْلُهُ ، وَ لاَ يُجْبَرُ فَقْدُهُ .
أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ ، وَ الْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ ، وَ الْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ ، وَ النَّاسُ يَسْتَحِلُّونَ الْحَريمَ ، وَ يَسْتَذِلُّونَ الْحَليمَ [ 1 ] ، يَحْيَوْنَ عَلى فَتْرَةٍ ، وَ يَمُوتُونَ عَلى كَفْرَةٍ .
[ 12 ] أَمَّا بَعْدَ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا [ 2 ] الَّذي [ 3 ] فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ ، شَرْقِيِّهَا وَ غَرْبِيِّهَا ، وَ مُنَافِقِهَا وَ مَارِقِهَا [ 4 ] ، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِئَ [ 5 ] عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْري ، بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَيْهَبُهَا ، وَ اشْتَدَّ كَلَبُهَا .
وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَوْ لَمْ أَكُ فيكُمْ [ 6 ] لَمَا قُوتِلَ أَصْحَابُ الْجَمَلِ النَّاكِثُونَ ، وَ لاَ أَهْلُ صِفّينَ الْقَاسِطُونَ ،
وَ لاَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ الْمَارِقُونَ [ 7 ] .
[ 13 ] فَقُمْتُ بِالأَمْرِ حينَ فَشِلُوا ، وَ تَطَلَّعْتُ حينَ تَقَبَّعُوا [ 8 ] ، وَ تَلَطَّفْتُ حينَ تَتَعْتَعُوا ، وَ نَطَقْتُ حينَ تَمَنَّعُوا ، وَ مَضَيْتُ بِنُورِ اللَّهِ حينَ وَقَفُوا ، وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً ، وَ أَعْلاَهُمْ فَوْتاً ، فَطِرْتُ [ 9 ] .
بِعِنَانِهَا ، وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا ، كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ [ 10 ] ، لاَ تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ ، وَ لاَ تُزيلُهُ الْعَوَاصِفُ .
[ 11 ] من : و أتوكّل إلى : رغبته ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 161 .
[ 12 ] من : أمّا بعد إلى : كلبها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 13 ] من : فقمت إلى : أمره ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 37 .
[ 1 ] الحكيم . ورد في نسخة العام 400 ص 175 . و نسخة ابن المؤدب ص 125 . و هامش نسخة نصيري ص 80 . و نسخة الآملي ص 121 . و نسخة الأسترابادي ص 197 . و نسخة عبده ص 324 . و نسخة الصالح ص 210 . و نسخة العطاردي ص 171 .
[ 2 ] فإنّي . ورد في متن شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 44 . و نسخة الصالح ص 137 .
[ 3 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 156 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ج 8 ص 670 .
[ 4 ] ورد في
[ 5 ] ليجرأ . ورد في نسخة عبده ص 233 . و ورد ليفقأها أحد في الغارات للثقفي ص 5 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 .
[ 6 ] و لولاي . ورد في الملاحم و الفتن ص 106 . و ورد لو لا أنا في الخصائص ص 79 . و كفاية الطالب ص 180 . و كنز العمال ج 11 ص 298 .
[ 7 ] ورد في السقيفة ص 156 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 193 . و حلية الأولياء ج 4 ص 186 . و شرح الأخبار ج 2 ص 39 . و كفاية الطالب ص 180 . و كنز العمال ج 11 ص 298 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 57 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 423 و 556 و 558 و 670 و 671 . و نهج السعادة ج 2 ص 435 و 437 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178 . باختلاف بين المصادر .
[ 8 ] تعقّبوا . ورد في نسخة نصيري ص 15 .
[ 9 ] فظفرت . ورد في نسخة العطاردي ص 46 عن شرح الراوندي .
[ 10 ] ورد في
[ 261 ]
لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌ ، وَ لاَ لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ .
اَلذَّليلُ عَنْدي عَزيزٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ لَهُ ، وَ الْقَوِيُّ عِنْدي ضَعيفٌ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ .
رَضينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ ، وَ سَلَّمْنَا لَهُ [ 1 ] أَمْرَهُ .
إِنَّ قُرَيْشاً طَلَبَتِ السَّعَادَةَ فَشَقِيَتْ ، وَ طَلَبَتِ النَّجَاةَ فَهَلَكَتْ ، وَ طَلَبَتِ الْهِدَايَةَ فَضَلَّتْ .
إِنَّ قُرَيْشاً قَدْ أَضَلَّتْ أَهْلَ دَهْرِهَا وَ مَنْ يَأْتي مِنْ بَعْدِهَا مِنَ الْقُرُونِ .
أَلَمْ يَسْمَعُوا ، وَيْحَهُمْ ، قَوْلَهُ تَعَالى : وَ الَّذينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ 1 .
فَأَيْنَ الْمُعْدِلُ وَ الْمُنْزِعُ عَنْ ذُرِّيَّةِ الرَّسُولِ ، الَّذينَ شَيَّدَ اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ فَوْقَ بُنْيَانِهِمْ ، وَ أَعْلى رُؤُوسَهُمْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ ، وَ اخْتَارَهُمْ عَلَيْهِمْ [ 3 ] .
[ 11 ] أَيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِباً وَ بَغْياً عَلَيْنَا وَ حَسَداً لَنَا [ 4 ] ، أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 5 ] وَ وَضَعَهُمْ ، وَ أَعْطَانَا وَ حَرَمَهُمْ ، وَ أَدْخَلَنَا وَ أَخْرَجَهُمْ ؟ .
بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدى [ لاَ بِهِمْ ، ] وَ بِنَا يُسْتَجْلَى الْعَمى لاَ بِهِمْ [ 6 ] .
إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ ، غُرِسُوا في هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ ، لاَ تَصْلُحُ عَلى سِوَاهُمْ ، وَ لاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَيْرِهِمْ .
[ 12 ] إِنَّ أَمْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ [ 7 ] صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، خَشِنٌ مُخْشَوْشِنٌ ، سِرٌّ مُسْتَسِرٌّ مُقَنَّعٌ ، لاَ يَعْرِفُ كُنْهَهُ [ 8 ] [ وَ ] لاَ يَحْتَمِلُهُ إِلاَّ ثَلاَثَةٌ :
مَلَكٌ مُقَرَّبٌ . أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ . أَوْ [ 9 ] عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 10 ] قَلْبَهُ لِلإيمَانِ .
[ 11 ] من : أين إلى : من غيرهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 144 .
[ 12 ] من : إنّ أمرنا إلى : رزينة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 189 .
[ 1 ] للّه . ورد في نسخة العام 400 ص 46 . و نسخة الآملي ص 34 . و نسخة الصالح ص 81 . و نسخة العطاردي ص 46 .
-----------
( 1 ) الطور ، 21 .
[ 3 ] ورد في البحار ج 29 ص 558 عن العدد القوية ص 198 199 ح 19 عن كتاب الإرشاد للصفار . باختلاف .
[ 4 ] ورد في غرر الحكم ج 1 ص 172 . و شرح ابن أبي الحديد ج 13 ص 105 . و مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 347 . و مصادر نهج البلاغة ج 3 ص 19 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 172 . و مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج 1 ص 347 .
[ 6 ] ورد في المصدرين السابقين .
[ 7 ] ورد في بصائر الدرجات للصفّار ص 43 . و البحار للمجلسي ج 2 ص 196 .
[ 8 ] لا يقرّ به . ورد في السقيفة ص 69 . و الفقرة وردت في المصدر السابق . و بصائر الدرجات ص 38 و 43 . و غرر الحكم ج 1 ص 235 . و البحار ج 2 ص 192 . باختلاف بين المصادر .
[ 9 ] ورد في السقيفة ص 69 . و بصائر الدرجات ص 38 و 43 . و غرر الحكم ج 1 ص 235 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 128 .
[ 10 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 1 ص 235 .
[ 262 ]
وَ لاَ يَعي حَديثَنَا إِلاَّ صُدُورٌ أَمينَةٌ ، وَ أَحْلاَمٌ رَزينَةٌ ، فَإِذَا انْكَشَفَ لَكُمْ سِرٌّ أَوْ وَضَحَ لَكُمْ أَمْرٌ فَاقْبَلُوهُ ، وَ إِلاَّ فَاسْكُتُوا تَسْلَمُوا ، وَ رُدُّوا عِلْمَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالى ، وَ لاَ تَكُونُوا مَذَاييعَ عُجُلاً ، فَإِنَّكُمْ في أَوْسَعِ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ [ 1 ] .
[ 5 ] وَ الْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلى حَدِّهَا الأَوَّلِ ، مَا كَانَ للَّهِ تَعَالى في أَهْلِ الأَرْضِ [ 2 ] حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الإِمَّةِ وَ مُعْلِنِهَا .
وَ لاَ يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلى أَحَدٍ إِلاَّ بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِي الأَرْضِ ، فَمَنْ عَرَفَهَا ، وَ أَقَرَّ بِهَا ، فَهُوَ مُهَاجِرٌ ، وَ لاَ يَقَعُ اسْمُ الاِسْتِضْعَافِ عَلى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ ، فَسَمِعَتْهَا أُذُنُهُ ، وَ وَعَاهَا قَلْبُهُ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتي حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ لَيِّناً رَطْباً ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إلى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ ، وَ لاَ صَلاَتُكُمْ إِلى صَلاَتِهِمْ بِشَيْءٍ ، وَ لاَ صِيَامُكُمْ إِلى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ ،
يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ تَجَاوَزُ صَلاَتُهُمْ تَراقيهِمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يَخْرُجُونَ عَلى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، وَ يَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ وَ ثَمُودَ .
وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَوْ لاَ أَخْشى أَنْ تَتَكَاسَلُوا [ 3 ] فَتَدَعُوا الْعَمَلَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلى لِسَانِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِمَنْ قَاتَلَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ مُبْصِراً لِضَلاَلَتِهِمْ ، عَارِفاً لِلْهُدَى الَّذي نَحْنُ عَلَيْهِ .
وَ آيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فيهِمْ رَجُلاً لَهُ عَضُدٌ لَيْسَ لَهَا ذِرَاعٌ ، عَلى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَهِ الثَّدْيِ ، عَلَيْهِ شَعْرَاتٌ بيضٌ [ 4 ] .
[ 5 ] من : و الهجرة إلى : قلبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 189 .
[ 1 ] ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 ص 106 . و كنز العمال للهندي ج 11 ص 280 .
[ 2 ] الإسلام . ورد في
[ 3 ] تتّكلوا . ورد في الغارات ص 5 . و الإرشاد ص 167 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178 . و ورد تبطروا في خصائص النسائي ص 79 . و شرح الأخبار ج 2 ص 59 . و نثر الدرّ ج 1 ص 311 . و المناقب للخوارزمي ص 185 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و السقيفة ص 156 . و صحيح البخاري ج 4 ص 244 و ج 6 ص 84 و ص 244 و ج 7 ص 207 و ج 8 ص 47 و ج 9 ص 21 و 22 و 155 . و صحيح مسلم ج 3 ص 110 و 111 و 112 و 114 و 115 و 116 . و الإرشاد ص 167 . و حلية الأولياء ج 4 ص 186 . و شرح الأخبار ج 2 ص 39 و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 57 . و المناقب للخوارزمي ص 185 . و كفاية الطالب ص 176 و 180 . و البداية و النهاية ج 7 ص 301 و 303 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 423 و 558 . و كنز العمال ج 11 ص 298 .
و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 436 و 438 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178 . باختلاف بين المصادر .
[ 263 ]
[ 7 ] أَتُرَاني أَكْذِبُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ؟ .
وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ ، فَلاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ .
وَ أَنَا الصِّدّيقُ الأَكْبَرُ ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ ، وَ أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ أَبُو بَكْرٍ ، وَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ .
أَنَا صَفِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ صَاحِبُهُ ، وَ أَنَا وَصِيُّهُ وَ خَليفَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ .
أَنَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ ، وَ أَبُو وُلْدِهِ .
أَنَا الْحُجَّةُ الْعُظْمى ، وَ الآيَةُ الْكُبْرى ، وَ الْمَثَلُ الأَعْلى ، وَ بَابُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفى .
أَنَا وَارِثُ عِلْمِ الأَوَّلين ، وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمينَ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ وَ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ .
أَهْلُ مُوَالاَتي مَرْحُومُونَ ، وَ أَهْلُ عَدَاوَتي مَلْعُونُونَ .
لَقَدْ كَانَ حَبيبي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثيراً مَّا يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، حُبُّكَ تَقْوى وَ إيمَانٌ وَ بُغْضُكَ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ ، وَ أَنَا بَيْتُ الْحِكْمَةِ وَ أَنْتَ مِفْتَاحُهُ ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّني وَ يُبْغِضُكَ [ 1 ] .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْعِلْمَ يُقْبَضُ قَبْضاً سَريعاً ، وَ إِنّي أُوشِكُ أَنْ تَفْقِدُوني [ 2 ] ، [ 8 ] فَاسْأَلُوني عَمَّا شِئْتُمْ [ 3 ] .
سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ، فَإِنّي مُفَارِقُكُمْ ، وَ إِنّي مَيِّتٌ عَنْ قَريبٍ أَوْ مَقْتُولٌ ، بَلْ مَقْتُولٌ قَتْلاً [ 4 ] .
مَا يَنْتَظِرُ [ 5 ] أَشْقَاهَا . عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَتُخَضَّبُنَّ هذِهِ ( و ضرب بيده على لحيته ) بِدَمِ هذَا ( وَ أَشار إلى رأسه ) [ 6 ] .
[ 7 ] من : أتراني إلى : كذب عليه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 37 .
[ 8 ] فاسألوني قبل أن تفقدوني ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 1 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 146 . و شرح الأخبار ج 1 ص 121 . و الإرشاد ص 21 . تاريخ ابن عساكر ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 1 ص 62 و 66 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 9 و 23 . و الجوهرة ص 9 . و تذكرة الخواص ص 103 . و البداية و النهاية ج 7 ص 338 . و ذخائر العقبى ص 58 . و كنز العمال ج 13 ص 164 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 131 و 132 عن مجموعة ورّام .
باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في تاريخ دمشق لابن عساكر ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 24 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 622 .
[ 3 ] ورد في السقيفة ص 156 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 57 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 178 .
[ 5 ] ما يحبس . ورد في
[ 6 ] أن يخضبها بدم من أعلاها . ورد في و ورد من فوقها بدم في الغارات ص 6 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و وردت الفقرة في المصادر السابقة و المناقب لابن المغازلي ص 195 .
[ 264 ]
يَا مَعَاشِرَ النَّاسِ ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ، فَإِنَّمَا بَيْنَ الْجَوَانِحِ مِنّي عِلْمٌ جَمٌّ .
سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ،
هذَا سَفَطُ الْعِلْمِ .
هذَا لُعَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
هذَا مَا زَقَّني رَسُولُ اللَّهِ زَقّاً مِنْ غَيْرِ وَحْيٍ أُوحِيَ إِلَيَّ .
أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ثُنِيَتْ لِيَ وِسَادَةُ ، فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا ، لأَفْتَيْتُ لأَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ ، حَتَّى تَنْطِقَ لِيَ التَّوْرَاةُ فَتَقُولَ : صَدَقَ عَلِيٌّ مَا كَذَبَ . لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ . وَ أَفْتَيْتُ لأَهْلِ الإِنْجيلِ بِإِنْجيلِهِمْ حَتَّى يَنْطِقَ الإِنْجيلُ فَيَقُولَ : صَدَقَ عَلِيٌّ مَا كَذَبَ . لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ . وَ أَفْتَيْتُ لأَهْلِ الْقُرْآنِ بِقُرْآنِهِمْ ، حَتَّى يَنْطِقَ الْقُرْآنُ فَيَقُولَ : صَدَقَ عَلِيٌّ مَا كَذَبَ . لَقَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ .
وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْقُرْآنَ لَيْلاً وَ نَهَاراً فَهَلْ فيكُمْ أَحَدٌ يَعْلَمُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فيهِ ؟ .
[ 2 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ، لاَ يَقُولُهَا بَعْدي إِلاَّ مُدَّعٍ .
سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني [ 1 ] ، فَلأَنَا بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنّي بِطُرُقِ الأَرْضِ ، قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ صَمَّاءُ [ 2 ] ، تَطَأُ في خِطَامِهَا ، وَ تَذْهَبُ بِأَحْلاَمِ قَوْمِهَا ، فَيَا لَهَا مِنْ فِتْنَةٍ شَبَّتْ نَارُهَا بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ ، مُقْبِلَةٍ مِنْ شَرْقِ الأَرْضِ رَافِعَةٍ ذَيْلَهَا ، دَاعِيَةٍ وَيْلَهَا ، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا . وَ سَيَجْمَعُ اللَّهُ لي أَهْلي كَمَا جَمَعَ لِيَعْقُوبَ شَمْلَهُ ، وَ ذَاكَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ ، وَ قُلْتُمْ : ضَلَّ أَوْ هَلَكَ ، وَ بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ ؟ .
سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ، فَإِنّي لاَ أُسْأَلُ عَنْ شَيءٍ دُونَ الْعَرْشِ إِلاَّ أَخْبَرْتُ عَنْهُ .
أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، لَمْ يَقُلْهَا أَحَدٌ قَبْلي ، وَ لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ بَعْدي إِلاَّ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ .
وَرِثْتُ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ ، وَ نَكَحْتُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
وَ أَنَا سَيِّدُ الْوَصِيّينَ ، وَ وَصِيُّ سَيِّدِ النَّبِيّين .
[ 2 ] من : أيّها النّاس سلوني فلانا أعلم إلى : بأحلام قومها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 189 .
[ 1 ] ورد في بصائر الدرجات ص 136 و 137 . و شرح الأخبار ج 1 ص 152 و ج 2 ص 311 . و ينابيع المودة ص 74 . و مقتل الحسين ج 1 ص 44 . و الاختصاص ص 235 . و الإرشاد ص 23 . و خصائص الأئمة ص 55 . و غرر الحكم ج 1 ص 438 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 31 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 47 . و مناقب الخوارزمي ص 46 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 374 . و تذكرة الخواص ص 25 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 57 . و الاحتجاج ج 1 ص 258 . و الجوهرة ص 74 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 78 و 93 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 135 عن أمالي الصدوق . و نهج البلاغة الثاني ص 60 . باختلاف بين المصادر .
[ 265 ]
أَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمينَ ، وَ قَائِدُ الْمُتَّقينَ ، وَ وَلِيُّ الْمُؤْمِنينَ .
وَ أَنَا أَمينُ اللَّهِ تَعَالى ذِكْرُهُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا وَ خَازِنُ عَلْمِهِ وَ عَيْبَةُ سِرِّهِ ، وَ حِجَابُهُ ، وَ وَجْهُهُ ، وَ صِرَاطُهُ ،
وَ ميزَانُهُ .
وَ أَنَا الْحَاشِرُ إِلى اللَّهِ ، وَ أَنَا صَاحِبُ النَّشْرِ الأَوَّلِ وَ النَّشْرِ الآخِرِ .
وَ أَنَا كَلِمَةُ اللَّهِ الَّتي يَجْمَعُ بِهَا الْمُفْتَرَقَ ، وَ يُفَرِّقُ بِهَا الْمُجْتَمَعَ .
وَ أَنَا أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنى ، وَ أَمْثَالُهُ الْعُلْيَا ، وَ آيَاتُهُ الْكُبْرى .
أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنينَ ، وَ أَوَّلُ السَّابِقينَ ، وَ آيَةُ النَّاطِقينَ ، وَ إِمَامُ الْمُتَّقينَ ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ ،
وَ خَاتَمُ الْوَصِيّينَ ، وَ وَارِثُ النَّبِيّينَ ، وَ خَليفَةُ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَ صِرَاطُ رَبِّيَ الْمُسْتَقيمُ ، وَ فُسْطَاطُهُ ، وَ الْحُجَّةُ عَلى أَهْلِ السَّموَاتِ وَ الأَرَضينَ وَ مَا فيهِمَا وَ مَا بَيْنَهُمَا .
وَ أَنَا الَّذِي احْتَجَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكُمْ فِي ابْتِدَاءِ خَلْقِكُمْ .
وَ اللَّهِ إِنّي لَدَيَّانُ النَّاسِ يَوْمَ الدّينِ .
أَنَا قَسيمُ اللَّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُهُ [ مَا ] دَاخِلٌ إِلاَّ عَلى أَحَدِ قَسْمي .
وَ إِلَيَّ تَزْويجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَ إِلَيَّ عَذَابُ أَهْلِ النَّارِ .
وَ أَنَا الصِّدّيقُ الأَكْبَرُ ، وَ الْفَارُوقُ الأَعْظَمُ الَّذي أَفْرِقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ .
وَ أَنَا الإِمَامُ لِمَنْ بَعْدي ، وَ الْمُؤَدّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلي .
لاَ يَتَقَدَّمُني أَحَدٌ إِلاَّ أَحْمَدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ . وَ إِنّي وَ إِيَّاهُ لَعَلى سَبيلٍ وَاحِدٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ .
وَ لَقَدْ أَقَرَّ لي جَميعُ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الأَنْبِيَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الأَوْصِيَاءُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حُمُولَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ هِيَ حُمُولَةُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ مَا يَفُوتُني مَا عَمِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ لاَ مَا طَلَبَ ، وَ لاَ يَعْزُبُ عَلَيَّ مَا دَبَّ وَ دَرَجَ ،
وَ مَا هَبَطَ وَ مَا عَرَجَ ، وَ مَا غَسَقَ وَ [ مَا ] انْفَرَجَ .
وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَيُدْعى فَيُكْسى ، وَ يُسْتَنْطَقُ فَيُنْطَقُ ، ثُمَّ أُدْعى فَأُكْسى ، وَ أُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ .
وَ لَقَدْ أُعْطيتُ خِصالاً لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلي سِوَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ :
[ 266 ]
بُصِّرْتُ سُبُلَ الْكِتَابِ ، وَ فُتِحَتْ لِيَ الأَسْبَابُ .
وَ عُلِّمْتُ الأَنْسَابَ وَ مَجْرَى الْحِسَابِ .
وَ عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا وَ الْقَضَايَا ، وَ فَصْلَ الْخِطَابِ ، وَ مُوَلَّدِي الإِسْلاَمِ وَ مُوَلَّدِي الْكُفْرِ .
وَ اسْتُحْفِظْتُ آيَاتِ النَّبِيّينَ الْمُسْتَحْفَظينَ .
وَ إِنّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةُ الدُّوَلِ .
وَ إِنّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمَيْسَمِ ، وَ الدَّابَّةِ الَّتي تُكَلِّمُ النَّاسَ .
وَ أَنَا الَّذي سُخِّرَتْ لِيَ السَّحَابُ وَ الرَّعْدُ وَ الْبَرْقُ ، وَ الظُّلَمُ وَ الأَنْوَارُ ، وَ الرِّيَاحُ وَ الْجِبَالُ وَ الْبِحَارُ ،
وَ النُّجُومُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ .
وَ أَنَا الَّذي أَحْصَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً بِعِلْمِ اللَّهِ الَّذي أَوْدَعَنيهِ ، وَ بِسِرِّهِ الَّذي أَسَرَّهُ إِلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَسَرَّهُ النَّبِيُّ إِلَيَّ .
وَ أَنَا أَذَانُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَ مُؤَذِّنُهُ فِي الآخِرَةِ .
وَ أَنَا الَّذي أَنْحَلَني رَبِّي اسْمَهُ وَ كَلِمَتَهُ وَ عِلْمَهُ وَ فَهْمَهُ .
وَ إِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا أَحَداً مِنْ بَعْديُ يُحَدِّثُكُمْ .
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَوَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْهُ في لَيْلٍ وَ لاَ نَهَارٍ ، وَ لاَ مَسيرٍ وَ لاَ مُقَامٍ ، إِلاَّ وَ قَدْ أَقْرَأَنيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ، وَ عَلَّمَني تَأْويلَهَا . وَ إِنَّ رَبّي وَهَبَ لي قَلْباً عَقُولاً ، وَ لِسَاناً سَؤُولاً .
فقام إليه عبد اللّه ابن الكوّاء فقال : يا أمير المؤمنين ، فما كان ينزل عليه و أنت غائب عنه ؟ .
فقال عليه السلام :
كَانَ يَحْفَظُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَا كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ أَنَا عَنْهُ غَائِبٌ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ ، فَيُقْرِؤُنيهِ ، وَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ : أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ بَعْدَكَ كَذَا وَ كَذَا ، وَ تَأْويلُهُ كَذَا وَ كَذَا ،
فَيُعَلِّمُني تَأْويلَهُ وَ تَنْزيلَهُ .
فقال ابن الكوّاء : أين كنت حيث ذكر اللّه تعالى نبيّه و أبا بكر فقال : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللّه معنا 1 ؟ .
-----------
( 1 ) التوبة ، 40 .
[ 267 ]
فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، كُنْتُ عَلى فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ قَدْ طَرَحَ عَلَيَّ رَيْطَتَهُ .
فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ هَرَاوَةٌ فيهَا شَوْكُهَا ، فَلَمْ يُبْصِرُوا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ خَرَجَ ، فَأَقْبَلُوا عَلَي يَضْرِبُونَني بِمَا في أَيْدِيهِمْ حَتَّى تَنَفَّطَ جَسَدي وَ صَارَ مِثْلُ الْبَيْضِ .
ثُمَّ انْطَلَقُوا بي يُريدُونَ قَتْلي .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ تَقْتُلُوهُ اللَّيْلَةَ ، وَ لكِنْ أَخِّرُوهُ وَ اطْلُبُوا مُحَمَّداً .
فَأَوْثَقُوني بِالْحَديدِ ، وَ جَعَلُوني في بَيْتٍ ، وَ اسْتَوْثَقُوا مِنّي وَ مِنَ الْبَابِ بِقُفْلٍ .
فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ .
فَسَكَنَ الْوَجَعُ الَّذي كُنْتُ أَجِدُهُ ، وَ ذَهَبَ الْوَرَمُ الَّذي كَانَ في جَسَدي .
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ .
فَإِذَا الْحَديدُ الَّذي في رِجْلي قَدْ تَقَطَّعَ .
ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ .
فَإَذَا الْبَابُ قَدْ تَسَاقَطَ مَا عَلَيْهِ وَ فَتَحَ .
فَقُمْتُ وَ خَرَجْتُ .
وَ قَدْ كَانُوا جَاؤُوا بِعَجُوزٍ ، كَمْهَاءَ ، لاَ تُبْصِرُ ، وَ لاَ تَنَامُ ، تَحْرُسُ الْبَابَ ، فَخَرَجْتُ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ لاَ تَعْقِلُ مِنَ النَّوْمِ .
فسأله ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، ما قول اللّه : الذاريات ذَرواً 1 ؟ .
فقال عليه السلام :
اَلذَّارِيَاتِ ذَرْواً الرِّيَاحُ .
فقال : فما الحاملات وِقراً ؟ .
فقال عليه السلام :
اَلْحَامِلاَتِ وِقْراً السَّحَابُ .
فقال : فما الجاريات يُسراً ؟ .
فقال عليه السلام :
-----------
( 1 ) الذاريات ، 2 4 .
[ 268 ]
اَلْجَارِيَاتِ يُسْراً السُّفُنُ .
فقال : فما المقسِّمَات أمراً ؟ .
فقال عليه السلام :
اَلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً الْمَلاَئِكَةُ .
فقال : فما السماء ذات الحُبُك 1 ؟ .
فقال عليه السلام :
ذَاتِ الْحُبُكِ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ .
فقال : فما الطارق ؟
فقال عليه السلام :
هُوَ أَحْسَنُ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ، وَ لَيْسَ تَعْرِفُهُ النَّاسُ .
وَ إِنَّمَا سُمِّيَ « الطَّارِقُ » لأَنَّهُ يَطْرُقُ نُورُهُ سَمَاءً سَمَاءً إِلى سَبْعِ سَموَاتٍ ، ثُمَّ يَطْرُقُ رَاجِعاً حَتَّى يَرْجِعَ إِلى مَكَانِهِ .
فقال : خبِّرني عن اللّه عزّ و جلّ هل كلّم أحداً من وُلد آدم قبل موسى ؟ .
فقال عليه السلام :
قَدْ كَلَّمَ اللَّهُ جَميعَ خَلْقِهِ ، بَرَّهُمْ وَفَاجِرَهُمْ ، وَ رَدُّوا عَلَيْهِ الْجَوَابَ .
فقال : و كيف كان ذلك ؟ .
فقال عليه السلام :
أَوَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالى إِذْ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلى 2 .
فَقَدْ أَسْمَعَهُمْ كَلاَمَهُ ، وَرَدُّوا عَلَيْهِ الْجَوَابَ كَمَا تَسْمَعُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ ، يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ : قَالُوا بَلى .
وَ قَالَ لَهُمْ : « إِنّي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا . وَ أَنَا الرَّحْمنُ الرَّحيمُ » .
فَأَقَرُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ الرُّبُوبِيَّةِ .
وَ مَيَّزَ الرُّسُلَ وَ الأَنْبِيَاءَ وَ الأَوْصِيَاءَ ، وَ أَمَرَ الْخَلْقَ بِطَاعَتِهِمْ .
-----------
( 1 ) الذاريات ، 7 .
-----------
( 2 ) الأعراف ، 172 .
[ 269 ]
فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ فِي الْميثَاقِ . وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ، وَ أَشْهَدَ الْمَلاَئِكَةَ عَلَيْهِمْ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلينَ 1 .
ثم بكى عليه السلام و قال :
إِنّي لأَذْكُرُ الْوَقْتَ الَّذي أَخَذَ اللَّهُ عَلَيَّ فيهِ الْميثَاقَ .
فقال ابن الكوّاء : أخبرني عن قوله تعالى : إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية 2 ؟ .
فقال عليه السلام :
وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، أُولئِكَ نَحْنُ وَ أَتْبَاعُنَا يَوْمِ الْقِيَامَةِ غُرّاً مُحَجَّلينَ ، رِوَاءَ مَرْوِيّينَ ، يُعْرَفُونَ بِسيمَاهُمْ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، مَن البيوت في قول اللّه عز و جل : و ليس البِرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البرّ من اتّقى و أتوا البيوت من أبوابها 3 ؟ .
فقال عليه السلام :
نَحْنُ الْبُيُوتُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُؤْتى مِنْ أَبْوَابِهَا ، فَمَنْ تَابَعَنَا وَ أَقَرَّ بِوِلاَيَتِنَا فَقَدْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ، وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَقَدْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا .
فقال : يا أمير المؤمنين ، وَ على الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم 4 ؟ .
فقال عليه السلام :
نَحْنُ أَصْحَابُ الأَعْرَافِ ، نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسيمَاهُمْ ، وَ نَحْنُ الأَعْرَافُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ ، فَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ ، وَ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ .
وَ ذَلِكَ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ شَاءَ عَرَّفَ لِلنَّاسِ نَفْسَهُ حَتَّى يَعْرِفُوهُ وَ يُوَحِّدُوهُ وَ يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ ،
وَ لكِنَّهُ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبيلَهُ ، وَ الْوَجْهَ الَّذي يُؤْتى مِنْهُ ، فَقَالَ فيمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلاَيَتِنَا ، وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا : إِنَّهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ 5 .
فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن قول اللّه تعالى : يوم يفرّ المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته
-----------
( 1 ) الأعراف ، 172 .
-----------
( 2 ) البينة ، 7 .
-----------
( 3 ) البقرة ، 189 .
-----------
( 4 ) الأعراف ، 46 .
-----------
( 5 ) المؤمنون ، 74 .
[ 270 ]
و بنيه 1 من هم ؟ .
فقال عليه السلام :
قَابيلُ يَفِرُّ مِنْ هَابيلَ ، وَ الَّذي يَفِرُّ مِنْ أُمِّهِ مُوسى ، وَ الَّذي يَفِرُّ مِنْ أَبيهِ إِبْرَاهيمُ ، وَ الَّذي يَفِرُّ مِنْ صَاحِبَتِهِ لُوطٌ ، وَ الَّذي يَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ نُوحٌ يَفِرُّ مِنِ ابْنِهِ كَنْعَانَ .
فقال : و اللّه إن في كتاب اللّه آية اشتدت على قلبي ، و لقد شككت في ديني .
فقال عليه السلام :
ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ ، مَا هِيَ ؟ .
قال : قول اللّه تبارك و تعالى : و الطير صافّات كلٌّ قد علم صلاته و تسبيحه 2 .
فما هذا الصف ، و ما هذه الطيور ، و ما هذه الصلاة ، و ما هذا التسبيح ؟ .
فقال عليه السلام :
وَيْحَكَ ، يَا ابنَ الْكَوَّاءِ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلاَئِكَةَ عَلى صُوَرٍ شَتَّى .
أَلاَ وَ إِنَّ للَّهِ مَلَكاً في صُورَةِ ديكٍ أَبَحٍّ أَشْهَبَ ، بَرَاثِنُهُ فِي الأَرَضِينَ السُّفْلى ، وَ عُرْفُهُ مُثَنَّى تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمنِ ، لَهُ جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ مِنْ نَارٍ ، وَ جَنَاحٌ بِالْمَغْرِبِ مِنْ ثَلْجٍ .
فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ كُلِّ صَلاَةٍ قَامَ عَلى بَرَاثِنِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ صَفَّقَ بِجَنَاحَيْهِ كَمَا تُصَفِّقُ الدّيكَةُ في مَنَازِلِكُمْ ، فَلاَ الَّذي مِنْ نَارٍ يُذيبُ الثَّلْجَ ، وَ لاَ الَّذي مِنَ الثَّلْجِ يُطْفِئُ النَّارَ .
ثُمَّ يُنَادي : « أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ سَيِّدُ النَّبِيّينَ ، وَ أَنَّ وَصِيَّهُ خَيْرُ الْوَصِيّينَ . سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحِ » .
فَتْصَفِّقُ الدّيكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا في مَنَازِلِكُمْ بِنَحْوٍ مِنْ قَوْلِهِ .
وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالى : كُلُّ قَدَ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَ تَسْبيحَهُ 3 مِنَ الدّيكَةِ فِي الأَرْضِ .
فقال : فما السواد الذي في القمر ؟ .
فقال عليه السلام :
اَللَّهُ أَكْبَرُ . اللَّهُ أَكْبَرُ . اللَّهُ أَكْبَرُ .
رَجُلٌ أَعْمى يَسْأَلُ عَنْ عَمْيَاءَ .
أَلاَ سَأَلْتَ عَنْ شَيْءٍ يَنْفَعُكَ في أَمْرِ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ .
-----------
( 1 ) عبس ، 36 .
-----------
( 2 ) النور ، 41 .
-----------
( 3 ) النور ، 41 .
[ 271 ]
وَيْلَكَ [ 1 ] ، [ 3 ] سَلْ تَفَقُّهاً ، وَ لاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً ، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبيهٌ بِالْعَالِمِ ، وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَنِّتِ شَبيهٌ بِالْجَاهِلِ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً 1 . فَمَحْوُ آيَةِ اللَّيْلِ السَّوَادُ الَّذي فِي الْقَمَرِ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن ذي القرنين ، أ نبياً كان أم ملكاً . و أخبرني عن قرنيه أ من ذهب كان أم من فضة ؟ .
فقال عليه السلام :
لَمْ يَكُنْ نَبِيّاً وَ لاَ مَلِكاً ، وَ لَمْ يَكُنْ قَرْنَاهُ مِنْ ذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَرْنَانِ كَقَرْنَي الثَّوْرِ ، وَ لكِنَّهُ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَ نَصَحَ للَّهِ فَنَصَحَ اللَّهُ لَهُ .
وَ إِنَّمَا سُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ لأَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَرَبُوهُ عَلى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ بِالسَّيْفِ ،
فَغَابَ عَنْهُمْ حيناً مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى فَضَرَبُوهُ عَلى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ بِالسَّيْفِ ،
فَذَلِكَ قَرْنَاهُ .
وَ فيكُمْ مِثْلُهُ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، لِمَ سُمّي تُبَّعٌ تُبَّعاً ؟ .
فقال عليه السلام :
لأَنَّهُ كَانَ غُلاَماً كَاتِباً ، وَ كَانَ يَكْتُبُ لِمَلِكٍ كَانَ قِبَلَهُ ، فَكَانَ إِذَا كَتَبَ كَتَبَ : بِاسْمِ اللَّهِ الَّذي خَلَقَ صُبْحاً وَ ريحاً .
[ 3 ] من : سل إلى : بالجاهل ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 320 .
[ 1 ] ورد في السقيفة ص 156 . و صحيح البخاري ج 6 ص 174 . و بصائر الدرجات ص 136 و 196 و 197 و 198 و 199 و 257 و 258 و 341 و 384 و 451 . و الغارات ص 103 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 99 . و الكافي ج 1 ص 196 و 197 و 198 . و الاختصاص ص 235 . و الإرشاد 154 . و المواعظ ص 133 . و علل الشرائع ص 522 و 574 و 577 و 596 . و شرح الأخبار ج 1 ص 121 .
و خصائص الأئمة ص 58 و 87 . و مناقب ابن المغازلي ص 237 و 338 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 1 ص 134 و 136 و ج 3 ص 24 و 26 . و غرر الحكم ج 1 ص 438 و ج 2 ص 752 . و شرح ابن الحديد ج 6 ص 136 . و أمالي الطوسي ص 534 و 535 . و مناقب الخوارزمي ص 46 . و كفاية الطالب ص 71 . و الاحتجاج ج 1 ص 227 و 228 و 258 و 259 و 260 و 261 . و مختصر البصائر ص 86 . و مقتل الحسين ج 1 ص 44 . و ينابيع المودة ص 73 و 74 . و كتاب ما نزل في علي ص 25 .
و ذخائر العقبى ص 60 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 256 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 42 و 53 و 314 و 381 و ج 3 ص 125 و 272 . و الجوهرة ص 64 و 74 و 75 . و كفاية الطالب ص 207 . و كنز العمال ج 2 ص 565 و ج 13 ص 65 . و الدر المنثور ج 6 ص 111 . و البحار ج 26 ص 146 و 153 و ج 36 ص 190 و 191 و ج 39 ص 345 و 346 و 350 . و ( مجلد قديم ) ج 8 ص 553 .
و إسعاف الراغبين ص 177 . و منهاج البراعة ج 2 ص 325 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 41 . و نهج السعادة ج 2 ص 361 و 632 و ج 7 ص 142 . و نهج البلاغة الثاني ص 60 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 131 عن مجموعة ورّام . باختلاف بين المصادر .
-----------
( 1 ) الإسراء ، 12 .
[ 272 ]
فَقَالَ الْمَلِكُ : اكْتُبْ وَ ابْدَأْ بِاسْمِ مَلِكِ الرَّعْدِ .
فَقَالَ : لاَ ، لاَ أَبْدَأُ إِلاَّ بِاسْمِ إِلهي ، ثُمَّ أَعْطِفُ عَلى حَاجَتِكَ .
فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالى لَهُ ذَلِكَ وَ أَعْطَاهُ مُلْكَ ذَلِكَ الْمَلِكِ .
فَتَابَعَهُ النَّاسُ عَلى ذَلِكَ ، فَسُمِّيَ تُبَّعاً .
فقال : يا أمير المؤمنين ، وجدت كتاب اللّه ينقض بعضه بعضاً .
فقال عليه السلام :
ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، كِتَابُ اللَّهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، فَسَلْ عَمَّا بَدا لَكَ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، سمعته يقول : ربّ المشارق و المغارب 1 .
و قال في آية أخرى : ربّ المشرقين و ربّ المغربين 2 .
و قال في آية أخرى : ربّ المشرق و المغرب 3 .
فقال عليه السلام :
ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، هذَا الْمَشْرِقُ ، وَ هذَا الْمَغْرِبُ . [ و أشار بيده نحو المشرق و المغرب ] .
وَ أَمَّا قَوْلُهُ : رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ، فَإِنَّ مَشْرِقَ الشِّتَاءِ عَلى حِدَةٍ ، وَ مَشْرِقَ الصَّيْفِ عَلى حِدَةٍ .
أَمَا تَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ قُرْبِ الشَّمْسِ وَ بُعْدِهَا ؟ .
وَ أَمَّا قَوْلُهُ : رَبُّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ ، فَإِنَّ لَهَا ثَلاَثَمِائَةَ وَ سِتّينَ بُرْجاً ، تَطْلُعُ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ بُرْجٍ وَ تَغيبُ في بُرْجٍ آخَرَ ، فَلاَ تَعُودُ إِلَيْهِ إِلاَّ مِنْ قَابِلٍ في ذَلِكَ الْيَوْمِ [ 4 ] .
فقال : يا أمير المؤمنين ، كم بين المشرق و المغرب ؟ .
فقال عليه السلام :
[ 6 ] مَسيرَةُ يَوْمٍ مُطَّرِدٍ [ 5 ] لِلشَّمْسِ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، كم بين السماء إلى الأرض ؟ .
[ 6 ] من : و قد سئل إلى : للشّمس ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 294 .
-----------
( 1 ) المعارج ، 40 .
-----------
( 2 ) الرحمن ، 17 .
-----------
( 3 ) المزّمل ، 9 .
[ 4 ] ورد في الغارات ص 104 . و علل الشرائع ص 520 و 596 . و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 105 . و كنز العمال ج 2 ص 565 .
و الاحتجاج ج 1 ص 229 . و 259 و 260 . و نهج السعادة ج 2 ص 632 .
[ 5 ] ورد في خصائص الأئمة للشريف الرضي ص 89 .
[ 273 ]
فقال عليه السلام :
مَسيرَةُ سَاعَةٍ لِدَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ .
لاَ أَقُولُ غَيْرَ هذَا .
فقال : يا أمير المؤمنين ، فمِمَّ خُلقت السماوات ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ .
فقال : فمِمَّ خُلقت الأرض ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنْ زَبَدِ الْمَاءِ .
فقال : فمِمَّ خُلقت الجبال ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنَ الأَمْوَاجِ .
فقال : فلِمَ سُمّيت مكّة أم القرى ؟ .
فقال عليه السلام :
لأَنَّ الأَرْضَ دُحِيَتْ مِنْ تَحْتِهَا .
فقال : السماء الدنيا مما هي ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنْ مَوْجٍ مَكْفُوفٍ .
فقال : ما ألوان السماوات السبع و أسماؤها ؟ .
فقال عليه السلام :
إِسْمُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا رَفيعٌ ، وَ هِيَ مِنْ مَاءٍ وَ دُخَانٍ .
وَ اسْمُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ قَيْدُومٌ ، وَ هِيَ عَلى لَوْنِ النُّحَاسِ .
وَ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ اسْمُهَا الْمَادُونُ ، وَ هِيَ عَلى لَوْنِ الشَّبَهِ .
وَ السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ اسْمُهَا أَرْفَلُونُ ، وَ هِيَ عَلى لَوْنِ الْفِضَّةِ .
وَ السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ اسْمُهَا هَيْعُونُ ، وَ هِيَ عَلى لَوْنِ الذَّهَبِ .
وَ السَّمَاءُ السَّادِسَةُ اسْمُهَا عَرُوسٌ ، وَ هِيَ يَاقُوتَةٌ خَضْرَاءُ .
[ 274 ]
وَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ اسْمُهَا عَجْمَاءُ ، وَ هِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، كم بين موضع قدمك إلى عرش ربك ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنْ مَوْضِعِ قَدَمي إِلى عَرْشِ رَبّي أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ مُخْلِصاً : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ .
فقال : و ما ثواب من قال : « لا إله إِلا اللّه » .
فقال عليه السلام :
مَنْ قَالَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مُخْلِصاً ، طُمِسَتْ ذُنُوبُهُ كَمَا يُطْمَسُ الْحَرْفُ الأَسْوَدِ مِنَ الرَّقِّ الأَبْيَضِ .
فَإِنْ قَالَ ثَانِيَةً : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مُخْلِصاً ، خَرَقَتْ أَبْوَابَ السَّموَاتِ وَ صُفُوفَ الْمَلاَئِكَةِ ، حَتَّى تَقُولَ الْمَلاَئِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : اخْشَعُوا لِعَظَمَةِ اللَّهِ .
فَإِذَا قَالَ ثَالِثَةً : لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مُخْلِصاً ، تَنْتَهِ دُونَ الْعَرْشِ ، فَيَقُولُ الْجَليلُ : « اسْكُني ، فَوَعِزَّتي وَ جَلاَلي ، لأَغْفِرَنَّ لِقَائِلِك بِمَا كَانَ فيكَ .
فقال : فما البيت المعمور ؟ .
فقال عليه السلام :
اَلْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَوْقَ سَبْعَ سَموَاتِ تَحْتَ الْعَرْشِ ، يُقَالُ لَهُ : الصُّرَاخُ ، يَدْخُلُهُ كُلُّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
فقال : أخبرني عن أول ما خلق اللّه ؟ .
فقال عليه السلام :
خَلَقَ النُّورَ .
فقال : و ما الروح ؟ .
فقال عليه السلام :
لَيْسَ هُوَ جِبْرَئيلُ .
فقال : جبرئيل من الملائكة ، و الروح غير جبرئيل ؟ .
لقد قلت شيئاً عظيماً ، و ما أحد من الناس يزعم أن الروح غير جبرئيل .
فقال عليه السلام :
إِنَّكَ ضَالٌّ تَرْوي عَنْ أَهْلِ الضَّلاَلِ .
يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالى لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ : أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ
[ 275 ]
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ 1 .
فَالرُّوحُ غَيْرُ الْمَلاَئِكَةِ .
وَ قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ 2 .
وَ قَالَ : يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلاَئِكَةُ صَفّاً 3 .
وَ قَالَ لآدَمَ ، وَ جِبْرَئيلُ يَوْمَئِذٍ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ : إِنّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدينَ 4 .
فَسَجَدَ جِبْرَئيلُ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ لِلرُّوحِ .
وَ قَالَ لِمَرْيَمَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً 5 .
وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ : نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبينَ وَ إِنَّهُ لَفي زُبُرِ الأَوَّلينَ 6 .
وَ الزُّبُر الذِّكْرُ ، وَ الأَوَّلينَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنْهُمْ .
فقال : و ما طعم الماء ؟ .
فقال عليه السلام :
طَعْمُ الْحَيَاةِ .
فقال : الجزر و المدّ ما هما ؟ .
فقال عليه السلام :
مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْبِحَارِ يَقَالُ لَهْ : رُومَانُ ، فَإِذَا وَضَعَ قَدَمَيْهِ فِي الْبَحْرِ فَاضَ ، وَ إِذَا أَخْرَجَهُمَا غَاضَ .
فقال : ما اسم أبي الجنّ ؟ .
فقال عليه السلام :
شُومَانٌ ، وَ هُوَ الَّذي خُلِقَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ .
فقال : هل بعث اللّه نبياً إلى الجنّ ؟ .
-----------
( 1 ) النحل ، 1 و 2 .
-----------
( 2 ) القدر ، 3 و 4 .
-----------
( 3 ) النبأ ، 38 .
-----------
( 4 ) سورة ص ، 71 و 72 .
-----------
( 5 ) مريم ، 17 .
-----------
( 6 ) الشعراء ، 193 ، 196 .
[ 276 ]
فقال عليه السلام :
نَعَمْ ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ : يُوسُفُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ .
فقال : ما كان اسم إبليس في السماء ؟ .
فقال عليه السلام :
كَانَ اسْمُهُ الْحَارِثُ .
فقال : ما كنية البراق ؟ .
فقال عليه السلام :
يُكَنَّى أَبَا هِلاَلٍ .
فقال : لِمَ سُمّي آدم آدم ؟ .
فقال عليه السلام :
لأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَديمِ الأَرْضِ .
فقال : كم كان عمر آدم ؟ .
فقال عليه السلام :
تِسْعَ مِائَةٍ وَ ثَلاَثينَ سَنَةً .
فقال : كم حج آدم حجة ؟ .
فقال عليه السلام :
ثَلاَثُونَ حِجَّةً ، مَاشِياً عَلى قَدَمَيْهِ .
فقال : لِمَ سُمّي نوح نوحاً ؟ .
فقال عليه السلام :
كَانَ اسْمُهُ السَّكَنُ ، وَ إِنَّمَا سُمِّيَ نُوحاً لأَنَّهُ نَاحَ عَلى قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسينَ عَاماً .
فقال : ما أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان ؟ .
فقال عليه السلام .
مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ ، وَ كَانَتْ زِبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ فقال : من خلق اللّه تعالى من الأنبياء مختوناً ؟ .
فقال عليه السلام :
خُلِقَ آدَمُ مَخْتُوناً ، وَ وُلِدَ شيثُ مَخْتُوناً ، وَ إِدْريسُ ، وَ نُوحٌ ، وَ إِبْرَاهيمُ ، وَ لُوطٌ ، وَ إِسْمَاعيلُ ، وَ دَاوُد ،
وَ سُلَيْمَانُ ، وَ مُوسى ، وَ عيسى ، وَ مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ .
[ 277 ]
فقال : ستة من الأنبياء لهم إسمان ؟ .
فقال عليه السلام :
يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، وَ هُوَ ذُو الْكِفْلِ . وَ يَعْقُوبُ ، وَ هُوَ إِسْرَائيلُ . وَ الْخِضْرُ ، وَ هُوَ إِرْمِيَا . وَ يُونُسَ ، وَ هُوَ ذُو النُّونِ . وَ عيسى ، وَ هُوَ الْمَسيحُ . وَ مُحَمَّدٌ ، وَ هُوَ أَحْمَدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
فقال : خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية ؟ .
فقال عليه السلام :
هُودٌ ، وَ شُعَيْبُ ، وَ صَالِحٌ ، وَ إِسْمَاعيلُ ، وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
فقال : أربعة لا يشبعن من أربعة ؟ .
فقال عليه السلام :
أَرْضٌ مِنْ مَطَرٍ ، وَ أُنْثى مِنْ ذَكَرٍ ، وَ عَيْنٌ مِنْ نَظَرٍ ، وَ عَالِمٌ مِنْ عِلْمٍ .
فقال : من أول من مات فجأة فقال عليه السلام :
دَاوُود عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، مَاتَ عَلى مِنْبَرِهِ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ .
فقال : من أول من عمل عمل قوم لوط ؟ .
فقال عليه السلام :
إِبْليسُ ، فَإِنَّهُ أَمْكَنَ مِنْ نَفْسِهِ .
فقال : أول من أمر بالختان ؟ .
فقال عليه السلام :
إِبْرَاهيمُ .
فقال : أول من لبس النعلين ؟ .
فقال عليه السلام :
إِبْرَاهيمُ .
فقال : أول من وضع سكك الدنانير و الدراهم ؟ .
فقال عليه السلام :
نَمْرُودُ بُنُ كَنْعَانَ بَعْدَ نُوحٍ .
فقال : أول امرأة جرّت ذيلها ؟ .
[ 278 ]
فقال عليه السلام :
هَاجَرُ لَمَّا هَرَبَتْ مِنْ سَارَةَ .
فقال : أول من جرّ ذيله من الرجال ؟ .
فقال عليه السلام :
قَارُونُ .
فقال : من أكرم الناس نسباً ؟ .
فقال عليه السلام :
صِدّيقُ اللَّهِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ إِسْرَائيلُ اللَّهِ ، بِنِ إِسْحَاقَ ذَبيحُ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهيمَ خَليلُ اللَّهِ .
فقال : ما أكرم وادٍ على وجه الأرض ؟ .
فقال عليه السلام :
وَادٍ يُقَالُ لَهُ : سَرَانْديبُ ، سَقَطَ فيهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ .
فقال : ما شرّ وادٍ على وجه الأرض ؟ .
فقال عليه السلام :
وَادٍ فِي الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ : بَرَهُوتُ ، وَ هُوَ مِنْ أَوْدِيَةِ جَهَنَّمَ .
فقال : يا أمير المؤمنين ، أي خلق اللّه أشدّ ؟ .
فقال عليه السلام :
إِنَّ أَشَدَّ خَلْقِ اللَّه عَشَرَةٌ :
اَلْجِبَالُ الرَّوَاسي . وَ الْحَديدُ تُنْحَتُ بِهِ الْجِبَالُ . وَ النَّارُ تَأْكُلُ الْحَديدَ . وَ الْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ .
وَ السَّحَابُ الْمَسَخَّرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الأَرْضِ يَحْمِلُ الْمَاءَ . وَ الرّيحُ تُفَرِّقُ السَّحَابَ . وَ الإِنْسَانُ يَغْلِبُ الرّيحَ ، يَتَّقيهَا بِيَدِهِ فَيَبْلُغُ حَاجَتَهُ . وَ السُّكْرُ يَغْلِبُ الإِنْسَانَ . وَ النَّوْمُ يَغْلِبُ السُّكْرَ . وَ الْهَمُّ يَمْنَعُ النَّوْمَ .
فَأَشَدُّ خَلْقِ رَبِّكَ الْهَمُّ .
فقال : ما السجن الذي سار بصاحبه ؟ .
فقال عليه السلام :
اَلْحُوتُ سَارَ بِيُونُسَ بْنِ مَتَّى .
فقال : ستة لم يركضوا في رحِم ؟ .
فقال عليه السلام :
آدَمُ ، وَ حَوَّاءُ ، وَ كَبْشُ إِبْرَاهيمَ ، وَ عَصَا مُوسى ، وَ نَاقَةُ صَالِحٍ . ، وَ الْخَفَّاشُ الَّذي عَمِلَهُ عيسَى بنُ
[ 279 ]
مَرْيَمَ وَ طَارَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالى .
فقال : شيء مكذوب عليه ليس من الجنّ و لا من الإنس ؟ .
فقال عليه السلام :
ذَلِكَ الذِّئْبُ الَّذي كَذَبَ عَلَيْهِ إِخْوَةُ يُوسُفَ .
فقال : شيء أوحى اللّه تعالى إِليه ، ليس من الجنّ و لا من الإنس ؟ .
فقال عليه السلام :
وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ 1 .
فقال : نذير أنذر قومه ليس من الجنّ و لا من الإنس ؟ .
فقال عليه السلام :
هِيَ النَّمْلَةُ .
فقال : أي موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار و لا تطلع عليه أبداً ؟ .
فقال عليه السلام :
ذَلِكَ الْبَحْرُ حينَ فَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالى لِمُوسى فَأَصَابَتْ أَرْضَهُ الشَّمْسُ ، وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَلَنْ تُصيبَهُ الشَّمْسُ .
فقال : أي شيء شرب و هو حيّ ، و أكل و هو ميت ؟ .
فقال عليه السلام :
تِلْكَ عَصَا مُوسى ، شَرِبَتْ وَ هِيَ في شَجَرَتِهَا ، وَ أَكَلَتْ لَمَّا الْتَقَفَتْ حِبَالَ السَّحَرَةِ وَ عُصِيَّهُمْ .
فقال : شيء تنفّس ليس له لحم و دم ؟ .
فقال عليه السلام :
ذَاكَ الصُّبْحُ إِذَا تَنَفَّسَ .
فقال : لم صار ميراث الذكر مثل حظّ الأنثيين ؟ .
فقال عليه السلام :
مِنْ قِبَلِ السُّنْبُلَةِ ، كَانَ عَلَيْهَا ثَلاَثُ حَبَّاتٍ ، فَبَادَرَتْ إِلَيْهَا حَوَّاءُ فَأَكَلَتْ مِنْهَا حَبَّةً وَ أَطْعَمَتْ آدَمَ حَبَّتَيْنِ . فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَرِثَ الذَّكَرُ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ .
فقال : كلام أهل الجنة ؟ .
-----------
( 1 ) النحل ، 68 .
[ 280 ]
فقال عليه السلام :
كَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ .
فقال : كلام أهل النار ؟ .
فقال عليه السلام :
الْمَجُوسِيَّةُ .
فقال : الأيام و ما يجوز فيها من العمل ؟ .
فقال عليه السلام :
يَوْمُ السَّبْتِ يَوْمُ مَكْرٍ وَ خَديعَةٍ .
وَ يَوْمُ الأَحَدِ يَوْمُ غَرْسٍ وَ بِنَاءٍ .
وَ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ وَ طَلَبٍ .
وَ يَوْمُ الثَّلاَثَاءِ يَوْمُ حَرْبٍ وَ دَمٍ .
وَ يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ يَوْمُ شُؤْمٍ فيهِ يَتَطَيَّرُ النَّاسُ .
وَ يَوْمُ الْخَميسِ يَوْمُ الدُّخُولِ عَلَى الأُمَرَاءِ ، وَ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ .
وَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمَ خِطْبَةٍ وَ نِكَاحٍ .
فقال ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، لا أسأل غيرك ، و لا أتّبع سواك .
فقال عليه السلام :
إِنْ كَانَ الأمْرُ إِلَيْكَ فَافْعَلْ .
فقام رجل فقال : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، هل للصلاة تأويل غير التعبّد ؟ .
فقال عليه السلام :
إِعْلَمْ يَا هذَا الرَّجُلُ ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى مَا بَعَثَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِأَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ إِلاَّ وَ لَهُ مُتَشَابِهٌ وَ تَأْويلٌ وَ تَنْزيلٌ ، وَ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى التَّعَبُّدِ .
فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ تَأْويلَ صَلاَتِهِ فَصَلاَتُهُ كُلُّهَا خِدَاعٌ ، نَاقِصَةٌ غَيْرُ تَامَّةٍ .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى رفع يديك في التكبيرة الأولى ؟ .
فقال عليه السلام :
قَوْلُهُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، يَعْني الْوَاحِدُ الأَحَدُ الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٍ ، لاَ يُقَاسُ بِشَيْءٍ ، وَ لاَ يُلْتَبَسُ
[ 281 ]
بِالأَجْنَاسِ ، وَ لاَ يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى مدّ عنقك في الركوع ؟ .
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، آمَنْتُ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَ لَوْ ضَرَبْتَ عُنُقي .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى السجدة الأولى ؟ .
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ مِنْهَا خَلَقْتَني ، يَعني مِنَ الأَرْضِ .
وَ رَفْعُ رَأْسِكَ : وَ مِنْهَا أَخْرَجْتَنَا .
وَ السُّجْدَةُ الثَّانِيَةُ : وَ إِلَيْهَا تُعيدُنَا .
وَ رَفْعُ رَأْسِكَ مِنَ الثَّانِيَةِ : وَ مِنْهَا تُخْرِجُنَا تَارَةً أُخْرى .
فقال الرجل : يا ابن عمّ خير خلق اللّه ، ما معنى رفع رجلك اليمنى و طرحك اليسرى في التشهد ؟
فقال عليه السلام :
تَأْويلُهُ ، اَللَّهُمَّ أَمِتِ الْبَاطِلَ وَ أَحْي الْحَقِّ .
فقام إليه رجل و قال : ما معنى إِن أول بيت وُضع للناس للذي ببكة مباركاً و هدى للعالمين 1 ، أهو أول بيت بُني في الأرض ؟ .
فقال عليه السلام :
لاَ ، قَدْ كَانَ قَبْلَهُ بُيُوتٌ ، وَ لَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فيهِ الْبَرَكَةُ لِلنَّاسِ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْهُدى ، وَ مَقَامُ إِبْرَاهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً 2 .
وَ إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ كَيْفَ بِنَاؤُهُ .
إِنَّ اللَّهَ تَعَالى أَوْحى إِلى إِبْرَاهيمَ أَنِ ابْنِ لي بَيْتاً فِي الأَرْضِ . فَضَاقَ بِهِ ذَرْعاً .
فَأَرْسَلَ [ اللَّهُ ] إِلَيْهِ السَّكينَةَ ، وَ هِيَ ريحٌ خَجُوجٌ لَهَا رَأْسٌ ، فَاتَّبَعَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّى انْتَهَتْ ،
ثُمَّ تَطَوَّقَتْ في مَوْضِعِ الْبَيْتِ تَطَوُّقَ الْحَيَّةِ .
فَبَنى إِبْرَاهيمُ حَتَّى بَلَغَ مَكَانَ الْحَجَرِ ، [ فَ ] قَالَ لابْنِهِ : ابْغِني حَجَراً .
فَالْتَمَسَ حَجَراً حَتَّى أَتَاهُ بِهِ ، فَوَجَدَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ قَدْ رُكِّبَ .
-----------
( 1 ) آل عمران ، 96 .
-----------
( 2 ) آل عمران ، 97 .
[ 282 ]
فَقَالَ لأَبيهِ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هذَا ؟ .
قَالَ : جَاءَ بِهِ مَنْ لاَ يَتَّكِلُ عَلى بِنَائِكَ ، جَاءَ بِهِ جِبْريلُ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَمَّهُ .
فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ .
ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ .
ثُمَّ انْهَدَمَ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌ .
فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ الأَسْوَدَ اخْتَصَمُوا فيهِ ، فَقَالُوا : نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هذِهِ السِّكَّةِ .
فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ، فَقَضى بَيْنَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ في مِرْطٍ ، ثُمَّ أَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ . فَرَفَعُوهُ ، وَ أَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَوَضَعَهُ .
ثم قال عليه السلام :
سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني ، فَوَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ سَأَلْتُمُوني عَنْ آيَةٍ آيَةٍ في كِتَابِ اللَّهِ لأَخْبَرْتُكُمْ بِوَقْتِ نُزُولِهَا ، في لَيْلٍ نَزَلَتْ أَوْ فِي نَهَارٍ ، وَ فيمَنْ نَزَلَتْ ، أَفي مُؤْمِنٍ أَوْ في مُنَافِقٍ ، وَ في أَيِّ مَكَانٍ نَزَلَتْ ، في سَهْلٍ أَوْ في جَبَلٍ .
وَ أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاسِخِهَا مِنْ مَنْسُوخِهَا ، وَ خَاصِّهَا مِنْ عَامِّهَا ، وَ مُحْكَمِهَا مِنْ مُتَشَابِهِهَا ، وَ مَكِّيِّهَا مِنْ مَدَنِيِّهَا ، وَ سَفَرِيِّهَا [ مِنْ ] حَضَرِيِّهَا .
وَ لَئِنْ فَقَدْتُمُوني لاَ يُحَدِّثُكُمْ أَحَدُ حَديثي .
فقال ابن الكوّاء : أخبرني يا أمير المؤمنين عن قول اللّه عزّ و جلّ : هل نُنبِّئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً 1 ؟ .
فقال عليه السلام :
هُمْ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ .
ثُم رفع عليه السلام صوته و قال :
يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، وَ مَا أَهْلُ النَّهْرَوَانِ غَداً مِنْهُمْ بِبَعيدٍ .
فقال : فمن الذين بدّلوا نعمة اللّه كفراً 2 ؟ .
-----------
( 1 ) الكهف ، 103 .
-----------
( 2 ) إبراهيم ، 28 .
[ 283 ]
فقال عليه السلام :
هُمُ الأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَدْ كُفيتُمُوهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ [ 1 ] .
فقال : يا أمير المؤمنين ، أي شيء أنزل فيك ؟ .
فقال عليه السلام :
لَوْ لاَ أَنَّكَ سَأَلْتَني عَلى رُؤُوسِ الْمَلأِ مَا حَدَّثْتُكَ .
أَمَا تَقْرَأُ قَوْلُهُ تَعَالى : أَ فَمَنْ كَانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ 1 .
فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ، وَ أَنَا التَّالي شَاهِدٌ مِنْهُ .
وَ اللَّهِ لأَنْ تَعْلَمُوا مَا خَصَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الأَرْضِ مِنْ ذَهَبَةٍ حَمْرَاءَ أَوْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ .
فسأله عن قول اللّه تعالى : رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدّلوا تبديلاً 2 .
فقال عليه السلام :
اَللَّهم اغْفِرْ لي . هذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِيَّ وَ في عَمّي حَمْزَةٍ وَ فِي ابْنِ عَمّي عُبَيْدَةِ بْنِ الْحَارِثِ .
فَأَمَّا عُبَيْدَةُ فَقَضى نَحْبَهُ شَهيداً يَوْمَ بَدْرٍ .
وَ أَمَّا حَمْزَةٌ فَقَضى نَحْبَهُ شَهيداً يَوْمَ أُحُدٍ .
وَ أَمَّا أَنَا فَأَنْتَظِرُ أَشْقَى الأُمَّةِ يَخْضِبُ هذِهِ مِنْ هذِهِ [ و أشار عليه السلام إلى رأسه و لحيته ] .
عَهِدَ عَهْداً إِلَيَّ حَبيبي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
فقال ابن الكوّاء : أخبرني عن بصير بالليل و بصير بالنهار . و عن أعمى بالليل أعمى بالنهار . و عن أعمى بالليل بصير بالنهار . و عن بصير بالليل أعمى بالنهار ؟ .
فقال عليه السلام :
وَيْلَكَ ، سَلْ عَمَّا يَعْنيكَ ، وَ لاَ تَسْأَلْ عَمَّا لاَ يَعْنيكَ .
فقال ابن الكوّاء : و اللّه إن ما سألتك عنه ليعنيني .
فقال عليه السلام :
[ 1 ] دعهم لغيّهم ، هم قريش . ورد في الغارات للثقفي ص 105 .
-----------
( 1 ) هود ، 17 .
-----------
( 2 ) الأحزاب ، 23 .
[ 284 ]
وَيْلَكَ ، أَمَّا بَصيرٌ بِاللَّيْلِ وَ بَصيرٌ بِالنَّهَارِ ، فَهُوَ رَجُلٌ آمَنَ بِالرُّسُلِ وَ الأَوْصِيَاءِ الَّذينَ مَضَوْا ،
وَ بِالْكُتُبِ وَ النَّبِيّينَ ، وَ آمَنَ بِاللَّهِ وَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ أَقَرَّ لي بِالْوِلاَيَةِ ، فَأَبْصَرَ في لَيْلِهِ وَ نَهَارِهِ .
وَ أَمَّا أَعْمى بِاللَّيْلِ وَ أَعْمى بِالنَّهَارِ ، فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنْبِيَاءَ وَ الأَوْصِيَاءَ وَ الْكُتُبَ الَّتي مَضَتْ ، وَ أَدْرَكَ النَّبِيَّ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ ، وَ لَمْ يُقِرَّ بِوِلاَيَتي ، فَجَحَدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَعَمِيَ بِاللَّيْلِ وَ عَمِيَ بِالنَّهَارِ .
وَ أَمَّا بَصيرٌ بِاللَّيْلِ وَ أَعْمى بِالنَّهَارِ ، فَرَجُلٌ آمَنَ بِالأَنْبِيَاءِ وَ الْكُتُبِ ، وَ جَحَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ أَنْكَرَني حَقّي ، فَأَبْصَرَ بِاللَّيْلِ وَ عَمِيَ بِالنَّهَارِ .
وَ أَمَّا أَعْمى بِاللَّيْلِ وَ بَصيرٌ بِالنَّهَارِ ، فَرَجُلٌ جَحَدَ الأَنْبِيَاءَ الَّذينَ مَضَوْا وَ الأَوْصِيَاءَ وَ الْكُتُبَ ،
وَ أَدْرَكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَآمَنَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ آمَنَ بِإِمَامَتي ،
وَ قَبِلَ وِلاَيَتي ، فَعَمِيَ بِاللَّيْلِ وَ أَبْصَرَ بِالنَّهَارِ .
وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ ، فَنَحْنُ بَنُوا أَبي طَالِبٍ ، بِنَا فَتَحَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ ، وَ بِنَا يَخْتِمُهُ .
فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت بالمكان الذي أنزلك اللّه به و أبوك معذّب في النار ؟ .
فقال عليه السلام :
مَهْ ، فَضَّ اللَّهُ فَاكَ .
وَ الَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً ، لَوْ شَفَعَ أَبي في كُلِّ مُذْنِبٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ لَشَفَّعَهُ اللَّهُ فيهِمْ .
أَبي مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ وَ ابْنُهُ قَسيمُ الْجَنَةِ وَ النَّارِ ؟ .
وَ الَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً ، إِنَّ نُورَ أَبي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلاَئِقِ كُلِّهِمْ إِلاَّ خَمْسَةَ أَنْوَارٍ :
نُورَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ نُوري ، وَ نُورَ الْحَسَنِ ، وَ نُورَ الْحُسَيْنِ ، وَ نُورَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ .
فَإِنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا ، خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَلْفَيْ عَامٍ .
فقام إليه رجل آخر فقال : ممّا خلق اللّه الشعير ؟ .
فقال عليه السلام :
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالى أَمَرَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنِ ازْرَعْ مِمَّا اخْتَرْتَ لِنَفْسِكَ .
[ 285 ]
فَقَبَضَ آدَمُ عَلى قَبْضَةٍ ، وَ قَبَضَتْ حَوَّاءُ عَلى أُخْرى .
فَقَالَ آدَمُ لِحَوَّاءَ : لاَ تَزْرَعي أَنْتِ .
فَلَمْ تَقْبَلْ أَمْرَ آدَمَ .
فَكُلَّمَا زَرَعَ آدَمُ جَاءَ حُنْطَةً ، وَ كُلَّمَا زَرَعَتْ حَوَّاءُ جَاءَ شَعيراً .
فقام إليه رجل آخر فقال : ممّا خلق اللّه تعالى الجزر ؟ .
فقال عليه السلام :
إِنَّ إِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ لَهُ يَوْماً ضَيْفٌ ، وَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَمُونُ ضَيْفَهُ . فَقَالَ في نَفْسِهِ :
أَقُومُ إِلى سَقْفي فَأَسْتَخْرِجُ مِنْ جُذُوعِهِ ، فَأَبيعُهُ مِنَ النَّجَّارِ فَيَعْمَلْ صَنَماً . فَلَمْ يَفْعَلْ .
وَ خَرَجَ وَ مَعَهُ إِزَارٌ إِلى مَوْضِعٍ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ . فَجَاءَ مَلَكٌ وَ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الرَّمْلِ وَ الْحِجَارَةِ ،
فَقَبَضَهُ في إِزَارِ إِبْرَاهيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ حَمَلَهُ إِلى بَيْتِهِ كَهَيْئَةِ رَجُلٍ ، فَقَالَ لأَهْلِ إِبْرَاهيمَ : هذَا إِزَارُ إِبْرَاهيمَ فَخُذُوهُ .
فَفَتَحُوا الإِزَارَ ، فَإِذَا الرَّمْلُ قَدْ صَارَ ذُرَةً ، وَ إِذَا الْحِجَارَةُ الطِّوَالُ قَدْ صَارَتْ جَزَراً ، وَ إِذَا الْحِجَارَةُ الْمُدَوَّرَةُ صَارَتْ لِفْتاً .
فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي و لحيتي من طاقة شعر ؟ .
فقال عليه السلام :
وَ اللَّه لَقَدْ أَعْلَمَني خَليلي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنَّكَ تَسْأَلُني عَنْ هذَا .
فَوَ اللَّهِ مَا في رَأْسِكَ شَعْرَةٌ إِلاَّ وَ تَحْتَهَا مَلَكٌ يَلْعَنُكَ ، وَ لاَ في جَسَدِكَ شَعْرَةٌ إِلاَّ وَ فيهَا شَيْطَانٌ يَسْتَفِزُّكَ .
وَ إِنَّ في بَيْتِكَ لَسَخْلاً يَقْتُلُ الْحُسَيْنَ بْنِ رَسُولِ اللَّهِ . وَ ذَلِكَ مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ .
وَ لَوْ لاَ أَنَّ الَّذي سَأَلْتَ يَعْسُرُ بُرْهَانُهُ لَأَخْبَرْتُكَ بِهِ ، وَ لكِنَّ آيَةَ ذَلِكَ مَا نَبَّأْتُكَ مِنْ لَعْنِكَ وَ سَخْلِكَ الْمَلْعُونِ .
ثم قال عليه السلام :
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُوني .
سَلُوني عَمَّا شِئْتُمْ ، فَإِنَّ عِنْدي عِلْمُ الأَوَّلينَ وَ الآخِرينَ .
سَلُوني عَمَّا يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ عَمَّا كَانَ عَلى عَهْدِ كُلِّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ .
[ 286 ]
سَلُوني عَنْ أَسْرَارِ الْغُيُوبِ ، فَإِنّي وَارِثُ ، عُلُومِ الأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلينَ [ 1 ] .
[ 10 ] فَوَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ [ 2 ] ، لاَ تَسْأَلُوني عَنْ شَيْءٍ فيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ ، وَ لاَ عَنْ أَرْضٍ مُخْصِبَةٍ وَ لاَ عَنْ أَرْضٍ مُجْدِبَةٍ ، وَ لاَ عَنْ [ 3 ] فِئَةٍ تَهْدي مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً [ 4 ] ، وَ لاَ عَنْ فِئَةٍ تَبْلُغُ ثَلاَثَمِائَةَ فَمَا فَوْقَهَا مِمَّا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ [ 5 ] ، إِلاَّ وَ لَوْ شِئْتُ [ 6 ] أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا ، وَ قَائِدِهَا ، وَ سَائِقِهَا ، وَ مُنَاخِ رِكَابِهَا ، وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا ، وَ مَنْ يُقْتَلْ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً ، وَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً ، وَ بِخَرَابِ الْعَرَصَاتِ عَرْصَةً عَرْصَةً ، مَتى تَخْرَبُ ، وَ مَتى تَعْمَرُ بَعْدَ خَرَابِهَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [ 7 ] .
[ 11 ] وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ جَميعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ .
وَ لَوْ شِئْتُ لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا يَأْتي وَ يَكُونُ مِنْ حَوَادِثِ دَهْرِكُمْ ، وَ نَوَائِبِ زَمَانِكُمْ ، وَ بَلاَيَا أَيَّامِكُمْ ،
وَ غَمَرَاتِ سَاعَاتِكُمْ [ 8 ] . وَ لكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِيَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ .
أَلاَ وَ إِنّي مُفْضيهِ إِلَى الْخَاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ ، مَخَافَةً عَلَيْكُمْ ، وَ نَظَراً لَكُمْ ، عِلْماً مِنّي بِمَا هُوَ كَائِنٌ ، وَ مَا تَلْقَوْنَ مِنَ الْبَلاَءِ الشَّامِلِ [ 9 ] .
[ 10 ] من : فو الّذي إلى : موتا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 11 ] من : و اللّه إلى : لفعلت . و من : و لكن أخاف إلى : ذلك منه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 175 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 104 ، 107 . و بصائر الدرجات ص 30 و 136 و 142 و 198 و 199 و 425 و 453 و 454 . و أنساب الأشراف ج 2 ص 99 . و البيان و التبيين ج 3 ص 138 . و العقد الفريد ج 2 ص 128 . و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 209 . و شرح الأخبار ج 2 ص 311 . و الإرشاد ص 23 . و علل الشرائع ص 40 و 320 و 336 و 577 و 595 و 598 . و خصائص الأئمة ص 55 و 63 و 89 .
و مناقب ابن المغازلي ص 236 . و نثر الدرّ ج 1 ص 274 و 354 و 283 . و دستور معالم الحكم ص 112 . و تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 25 و 33 . و مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 47 و 304 و 426 و ج 3 ص 104 و 216 . و إرشاد القلوب ج 2 ص 374 . و تذكرة الخواص ص 26 و 303 . و ينابيع المودة ص 69 و 99 . و الاحتجاج ج 1 ص 228 و 230 و 258 و 259 و 260 و 261 . و ذخائر العقبى ص 83 . و كفاية الطالب ص 207 و 208 . و السيرة النبوية ج 1 ص 273 . و كنز العمال ج 2 ص 565 و 566 . و البحار ج 10 ص 83 و 84 . و منهاج البراعة ج 7 ص 78 . و نهج السعادة ج 2 ص 632 و 633 . و مصباح البلاغة ج 2 ص 135 و 163 عن أمالي الصدوق . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] فو اللّه . ورد في خصائص الأئمة للرضي ص 62 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 261 .
[ 3 ] ورد في بصائر الدرجات للصفّار ص 281 و 282 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 439 . باختلاف .
[ 4 ] فتنة يضلّ فيها مائة ، و يهتدي فيها مائة في خصائص الأئمة ص 62 . و الاحتجاج ج 1 ص 261 . و ورد فئة تقاتل مائة ، أو تهدي مائة في الملاحم و الفتن لابن طاووس ص 20 .
[ 5 ] قيام السّاعة . ورد في السقيفة ص 157 . و الفقرة وردت في المصدر السابق . و الملاحم و الفتن ص 20 . باختلاف يسير .
[ 6 ] ورد في بصائر الدرجات ص 281 و 282 . و شرح الأخبار ج 2 ص 290 . و كنز العمال ج 11 ص 271 . باختلاف يسير .
[ 7 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 157 . و خصائص الأئمة للرضي ص 62 . و الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 261 . باختلاف .
[ 8 ] ورد في نهج البلاغة الثاني للحائري ص 60 . باختلاف .
[ 9 ] ورد في المصدر السابق .
[ 287 ]
[ 8 ] وَ الَّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ، وَ اصْطَفَاهُ عَلَى الْخَلْقِ ، مَا أَنْطِقُ إِلاَّ صَادِقاً .
وَ لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ بِذَلِكَ كُلِّهِ ، وَ بِمَهْلِكِ مَنْ يَهْلِكُ ، وَ مَنْجى مَنْ يَنْجُو ، وَ مَآلِ هذَا الأَمْرِ .
وَ مَا أَبْقى شَيْئاً يَمُرُّ عَلى رَأْسي إِلاَّ أَفْرَغَهُ في أُذُني ، وَ أَفْضى بِهِ إِلَيَّ .
كَأَنّي بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ مَنْصُوباً هَاهُنَا ( وَ أَشار إلى السارية التي كان يستند إليها في مسجد الكوفة ) .
وَيْحَهُمْ ، إِنَّ فَضيلَتَهُ لَيْسَتْ في نَفْسِهِ ، بَلْ في مَوْضِعِهِ وَ أُسِّهِ ، يَمْكُثُ هَاهُنَا بُرْهَةً ، ثُمَّ هَاهُنَا بُرْهَةً ( و أشار إلى البحرين ) ثُمَّ يَعُودُ إِلى مَأْوَاهُ ، وَ أُمِّ مَثْوَاهُ .
اَللَّهُمَّ إِنّي أُشْهِدُكَ وَ أَسْتَعْدي بِكَ عَلَيْهِمْ . وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ .
وَ الْحَمْدُ للَّهِ مُتَّبِعينَ أَمْرَهُ .
فقام إليه رجل ، فقال : حدّثنا يا أمير المؤمنين عن البلاء .
فقال عليه السلام : [ 1 ] [ 9 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ في زَمَانٍ إِذَا سَأَلَ سَائِلٌ فَلْيَعْقِلْ ، وَ إِذَا سُئِلَ مَسْؤُولٌ فَلْيَلْبَثْ [ 2 ] .
إِنَّ اللَّهَ تَعَالى قَدْ أَعَاذَكُمْ مِنْ أَنْ يَجُورَ عَلَيْكُمْ ، وَ لَمْ يُعِذْكُمْ مِنْ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ ، وَ قَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ : إِنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ وَ إِنْ كُنَّا لَمُبْتَلينَ 1 .
أَلاَ وَ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أُمُوراً جَلَلاً [ 4 ] رُدُحاً ، وَ بَلاَءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً [ 5 ] .
[ 10 ] وَ الَّذي نَفْسي بِيَدِهِ ، أَنْ [ 6 ] لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوني ، وَ نَزَلَتْ بِكُمْ كَرَائِهُ الأُمُورِ ، وَ حَقَائِقُ الْبَلاَءِ [ 7 ] ،
[ 8 ] من : و الّذي بعثه إلى : أفضى به إليّ ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 175 .
[ 9 ] من : أيّها النّاس إنّ اللّه إلى : لمبتلين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 103 .
[ 10 ] من : و لو قد إلى : الأبرار منكم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 1 ] ورد في السقيفة ص 157 . و الغارات ص 6 . و شرح ابن أبي الحديد ج 10 ص 14 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 440 . باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] ورد في السقيفة ص 157 . و الغارات ص 6 . و شرح الأخبار ج 2 ص 39 . و دستور معالم الحكم ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 440 . باختلاف . و ورد فليثبت في شرح الأخبار ج 2 ص 39 .
-----------
( 1 ) المؤمنون ، 30 .
[ 4 ] متماحلة . ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 308 . و كنز العمال للهندي ج 11 ص 281 .
[ 5 ] ورد في المصدرين السابقين . و السقيفة ص 157 . و الغارات ص 6 . و دستور معالم الحكم ص 127 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 440 . باختلاف .
[ 6 ] ورد في
[ 7 ] ورد في السقيفة ص 157 . و الغارات ص 7 . و دستور معالم الحكم ص 97 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 440 . باختلاف يسير .
[ 288 ]
وَ حَوَازِبُ الْخُطُوبِ ، لأَطْرَقَ كَثيرٌ مِنَ السَّائِلينَ ، وَ فَشِلَ كَثيرٌ مِنَ الْمَسْؤُولينَ .
وَ ذَلِكَ إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ ، وَ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقٍ [ 1 ] ، وَ ضَاقَتِ [ 2 ] الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ ضيقاً ، تَسْتَطيلُونَ مَعَهُ أَيَّامَ الْبَلاَءِ عَلَيْكُمْ وَ عَلى أَهْلِ بَيْتي [ 3 ] ، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لِبَقِيَّةِ الأَبْرَارِ مِنْكُمْ .
وَ لَيَكُونَنَّ مَنْ يَخْلُفُني ، [ مِنْ ] [ 4 ] أَهْلِ بَيْتي ، رَجُلٌ يَأْمُرُ بِأَمْرِ اللَّهِ ، قَوِيٌّ يَحْكُمُ بِحُكْمِ اللَّهِ .
وَ ذَلِكَ بَعْدَ زَمَانٍ مُكْلِحٍ مُفْضِحٍ ، يَشْتَدُّ فيهِ الْبَلاَءُ ، وَ يَنْقَطِعُ فيهِ الرَّجَاءُ ، وَ يُقْبَلُ فيهِ الرُّشَاءُ .
فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ شَاطِئِ دِجْلَةَ لأَمْرٍ حَزَبَهُ ، يَحْمِلُهُ الْحِقْدُ عَلى سَفْكِ الدِّمَاءِ ، قَدْ كَانَ في سِتْرٍ وَ غِطَاءٍ ، فَيَقْتُلُ قَوْماً وَ هُوَ عَلَيْهِمْ غَضْبَانٌ ، شَديدُ الْحِقْدِ ، حَرَّانٌ ، فِي سُنَّةِ بَخْتَنُصَّرَ .
يَسُومُهُمْ خَسْفاً ، وَ يَسْقيهِمْ سَوْطَ عَذَابٍ ، وَ سَيْفَ دَمَارٍ [ 5 ] .
ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُ هَنَاتٌ وَ أُمُورٌ مَشْتَبِهَاتٌ .
أَلاَ مِنْ شَطِّ الْفُرَاتِ إِلَى النَّجَفَاتِ بَابٌ مِنَ الْقَطْقَطَانِيَّاتِ ، في آيَاتٍ وَ آفَاتٍ مَتَوَالِيَاتٍ .
يُحْدِثْنَ شَكّاً بَعْدِ يَقينٍ .
يَقُومُ بَعْدَ حينٍ ، يَبْنِي الْمَدَائِنَ ، وَ يَفْتَحُ الْخَزَائِنَ ، وَ يَجْمَعُ الأُمَمَ .
يَنْفُذُهَا شَخْصَ الْبَصَرِ ، وَ طَمْحَ النَّظَرِ ، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ ، وَ كُشِفَتِ الْبَالُ ، حَتَّى يَرى مُقْبِلاً مُدْبِراً .
أَمَا إِنَّهُ لَيَغيبَنَّ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ : مَا للَّهِ في آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ .
فَيَا لَهْفي عَلى مَا أَعْلَمُ :
رَجَبٌ شَهْرُ ذِكْرٍ ، رَمَضَانُ تَمَامُ السِّنينَ ، شَوَّالُ فيهِ يُشَالُ أَمْرُ الْقَوْمِ ، ذُو الْقِعْدَةِ يَقْتَعِدُونَ فيهِ ،
ذُو الْحِجَّةِ الْفَتْحُ مِنْ أَوَّلِ الْعَشْرِ .
أَلاَ إِنَّ الْعَجَبَ كُلَّ الْعَجَبِ بَيْنَ [ 6 ] جُمَادى وَ رَجَبٍ ، مِنْ جَمْعِ أَشْتَاتٍ ، وَ حَصْدِ نَبَاتٍ ، وَ مِنْ أَصْوَاتٍ بَعْدَهَا أَصْوَاتٌ ، وَ بَعْثِ أَمْوَاتٍ ، وَ حَديثَاتِ هَوْنَاتٍ هَوْنَاتٍ ، بَيْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ .
[ 1 ] و نصلت عن ناب . ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 157 .
[ 2 ] و كانت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 73 . و نسخة نصيري ص 45 . و هامش نسخة الآملي ص 71 . و نسخة الأسترابادي ص 114 .
[ 3 ] ورد في الغارات للثقفي ص 7 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 93 .
[ 4 ] في . ورد في كنز العمال للهندي ج 14 ص 594 .
[ 5 ] هكذا ورد في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل ، و مع اختلاف يسير ورد في كنز العمال الطبعة الخامسة 1985 ميلادية . منشورات مؤسسة الرسالة بيروت .
[ 6 ] بعد . ورد في كنز العمال للهندي ج 14 ص 595 .
[ 289 ]
رَافِعَةٌ ذَيْلَهَا ، دَاعِيَةٌ عَوْلَهَا ، مُعْلِنَةٌ قَوْلَهَا ، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا [ 1 ] .
[ 3 ] ثُمَّ إِنَّكُمْ ، مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، أَغْرَاضُ بَلاَيَا قَدِ اقْتَرَبَتْ ، فَاتَّقُوا سَكَرَاتِ النِّعْمَةِ ، وَ احْذَرُوا بَوَائِقَ النِّقْمَةِ ، وَ تَثَبَّتُوا في قَتَامِ الْعَشْوَةِ ، وَ اعْوِجَاجِ الْفِتْنَةِ ، عِنْدَ طُلُوعِ جَنينِهَا ، وَ ظُهُورِ كَمينِهَا ، وَ انْتِصَابِ قُطْبِهَا وَ مَدَارِ رَحَاهَا .
تَبْدَأُ في مَدَارِجَ خَفِيَّةٍ ، وَ تَؤُولُ إِلى فَظَاعَةٍ جَلِيَّةٍ .
شِبَابُهَا كَشِبَابِ الْغُلاَمِ ، وَ آثَارُهَا كَآثَارِ السِّلاَمِ .
يَتَوَارَثُهَا الظَلَمَةُ بِالْعُهُودِ ، أَوَّلُهُمْ قَائِدٌ لآخِرِهِمْ ، وَ آخِرُهُمْ مُقْتَدٍ بِأَوَّلِهِمْ .
يَتَنَافَسُونَ في دُنْيَا دَنِيَّةٍ ، وَ يَتَكَالَبُونَ عَلى جيفَةٍ مُريحَةٍ .
وَ عَنْ قَليلٍ يَتَبَرَّأُ التَّابِعُ مِنَ الْمَتْبُوعِ ، وَ الْقَائِدُ مِنَ الْمَقُودِ ، فَيَتَزَايَلُونَ بِالْبَغْضَاءِ ، وَ يَتَلاَعَنُونَ عِنْدَ اللِّقَاءِ .
ثُمَّ يَأْتي بَعْدَ ذَلِكَ طَالِعُ الْفِتْنَةِ الرَّجُوفِ ، وَ الْقَاصِمَةِ الزَّحُوفِ ، فَتَزيغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَةٍ ،
وَ تَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَةٍ ، وَ تَخْتَلِفُ الأَهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا ، وَ تَلْتَبِسُ الآرَاءُ عِنْدَ نُجُومِهَا .
مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ ، وَ مَنْ سَعى فيهَا حَطَمَتْهُ .
يَتَكَادَمُونَ فيهَا تَكَادُمَ الْحُمُرِ فِي الْعَانَةِ .
قَدِ اضْطَرَبَ مَعْقُودُ الْحَبْلِ ، وَ عَمِيَ وَجْهُ الأَمْرِ .
تَغيضُ فيهَا الْحِكْمَةُ ، وَ تَنْطِقُ فيهَا الظَّلَمَةُ [ 2 ] ، وَ تَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا ، وَ تَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا .
يَضيعُ في غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ ، وَ يَهْلِكُ في طَريقِهَا الرُّكْبَانُ .
تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ ، وَ تَحْلُبُ عَبيطَ الدِّمَاءِ ، وَ تَثْلِمُ مَنَارَ الدّينِ ، وَ تَنْقُضُ عَقْدَ الْيَقينِ .
يَهْرُبُ مِنْهَا الأَكْيَاسُ ، وَ يُدَبِّرُهَا الأَرْجَاسُ .
مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاقٍ .
تُقْطَعُ فيهَا الأَرْحَامُ ، وَ يُفَارَقُ عَلَيْهَا الإِسْلاَمُ .
[ 3 ] من : ثمّ إنّكم إلى : مقيم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 151 .
[ 1 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 14 ص 595 . و إثبات الوصية للمسعودي ص 278 . باختلاف بين المصدرين .
[ 2 ] تطبق فيها الظّلمة . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 176 . و نسخة نصيري ص 81 .
[ 290 ]
بَرِيئُهَا سَقيمٌ ، وَ ظَاعِنُهَا مُقيمٌ .
ثم قال عليه السلام :
سَبَقَ الْقَضَاءُ . سَبَقَ الْقَضَاءُ .
فقام إليه رجل آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن الفِتَن .
فقال عليه السلام : [ 1 ] [ 9 ] إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ [ 2 ] .
يُنْكَرْنَ مُقْبِلاَتٍ ، وَ يُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ .
وَ إِنَّ الْفِتَنَ لَهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ الْبَحْرِ ، وَ إِعْصَارٌ كَإِعْصَارِ الرّيحِ [ 3 ] ، يَحُمْنَ حَومَ الرِّيَاحِ [ 4 ] ، يُصِبْنَ بَلَداً ، وَ يُخْطِئْنَ بَلَداً .
أَلاَ وَ إِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدي [ 5 ] فِتْنَةُ بَني أُمَيَّةَ ، فَإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ ،
مُطْبِقَةٌ [ 6 ] مُظْلِمَةٌ ، عَمَّتْ خُطَّتُهَا [ 7 ] ، وَ خَصَّتْ بَلِيَّتُهَا ، وَ أَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فيهَا ، وَ أَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِيَ عَنْهَا .
يَظْهَرُ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلى أَهْلِ حَقِّهَا حَتَّى يَمْلَأُوا الأَرْضَ بِدَعاً وَ عُدْوَاناً ، وَ ظُلْماً وَ جَوْراً .
أَلاَ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَكْسِرُ عَمَدَهَا ، وَ يَضَعُ جَبَرُوتَهَا ، وَ يَنْزِعُ أَوْتَادَهَا ، اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمينَ ، وَ قَاصِمُ الْجَبَّارينَ [ 8 ] .
[ 9 ] من : إنّ الفتن إلى : مدبرات . و من : يحمن إلى : عمي عنها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم . 93 .
[ 1 ] ورد في السقيفة ص 158 . و البحار ( مجلد قديم ) ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 2 ص 441 .
باختلاف بين المصادر .
[ 2 ] أسفرت . ورد في المصادر السابقة . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 40 .
[ 3 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 158 . و البحار للمجلسي ( مجلد قديم ) ص 558 .
[ 4 ] كالرّياح . ورد في الغارات ص 7 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 .
[ 5 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 158 .
[ 6 ] ورد في المصدر السابق . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و ورد مطيّنة في الغارات ص 7 . و البحار ( مجلد قديم ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و ورد مطمّة مطنبة في هامش الغارات ص 7 .
[ 7 ] رزيّتها . ورد في شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 40 .
[ 8 ] ورد في السقيفة ص 158 . و الغارات ص 8 . و شرح الأخبار ج 2 ص 40 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 58 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 94 . و نهج السعادة ج 2 ص 442 . باختلاف بين المصادر .
[ 291 ]
[ 8 ] وَ ذَلِكَ زَمَانٌ لاَ يَنْجُوُ فيهِ إِلاَّ كُلُّ عَبْدٍ [ 1 ] مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ [ 2 ] ، إِنْ شَهِدَ لَمْ يُعْرَفْ ، وَ إِنْ غَابَ لَمْ يُفْتَقَدْ [ 3 ] .
أُولئِكَ مَصَابيحُ الْهُدى ، وَ أَعْلاَمُ السُّرى .
لَيْسُوا بِالْمَسَاييحِ وَ لاَ الْمَذَاييعِ الْبُذُرِ ، وَ لاَ بِالْجُفَاةِ الْمُرَائينَ [ 4 ] .
أُولئِكَ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ ، وَ يَكْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ ، [ وَ ] يُخَلّي عَنْهُمْ كُلَّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ [ 5 ] .
أَيُّهَا النَّاسُ ، سَيَأْتي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُكْفَأُ فيهِ الإِسْلاَمُ كَمَا يُكْفَأُ الإِنَاءُ بِمَا فيهِ .
[ 9 ] حَتَّى يَظُنَّ الظَّانُّ أَنَّ الدُّنْيَا مَعْقُولَةٌ عَلى بَني أُمَيَّةَ ، تَمْنَحُهُمْ دَرَّهَا ، وَ تُورِدُهُمْ صَفْوَهَا ،
وَ لاَ يُرْفَعُ [ 6 ] عَنْ هذِهِ الأمَّةِ سَوْطُهَا وَ لاَ سَيْفُهَا .
وَ كَذَبَ الظَّانُّ لِذَلِكَ ، إِنَّمَا [ 7 ] هِيَ مَجَّةٌ مِنْ لَذيذِ الْعَيْشِ يَتَطَعَّمُونَهَا بُرْهَةً ، ثُمَّ يَلْفِظُونَهَا جُمْلَةً .
[ 10 ] فَأُقْسِمُ ثُمَّ أُقْسِمُ ، لَتَنْخَمَنَّهَا أُمَيَّةُ مِنْ بَعْدي كَمَا تُلْفَظُ النُّخَامَةُ ، ثُمَّ لاَ تَذُوقُهَا ، وَ لاَ تَتَطَعَّمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا كَرَّ الْجَديدَانِ .
أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الزَّمْهَريرُ مِنْ شِتَائِهِمْ ، وَ مَا لَهُمْ مِنَ الصَّيْفِ إِلاَّ رَقْدَةٌ .
[ 8 ] من : و ذلك إلى : بما فيه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 103 .
[ 9 ] من : حتّى إلى : جملة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 87 .
[ 10 ] من : فأقسم إلى : الجديدان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 158 .
[ 1 ] ورد في تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 258 . و كنز العمال ج 3 ص 707 . و نهج السعادة ج 3 ص 309 .
[ 2 ] منبت . ورد في كنز العمال للهندي ج 10 ص 256 .
[ 3 ] عرف النّاس و لم يعرفه النّاس . ورد في تاريخ دمشق ( ترجمة علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 258 . و تذكرة الخواص ص 129 . و كنز العمال ج 3 ص 707 . و نهج السعادة ج 3 ص 309 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] ورد في تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 259 . و تذكرة الخواص ص 129 . و كنز العمال ج 3 ص 707 .
و نهج السعادة ج 3 ص 309 . باختلاف بين المصادر .
[ 5 ] ورد في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 209 . و الغارات ص 104 ، 107 . و علل الشرائع ص 40 و 574 و 594 ، 598 . و خصائص الأئمة ص 55 و 63 و 89 . و مناقب ابن المغازلي ص 236 . و تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ) ج 3 ص 258 . و تذكرة الخواص ص 129 . و ينابيع المودة ص 69 و 99 . و الاحتجاج ج 1 ص 228 و 230 و 259 و 260 و 261 . و كنز العمال ج 2 ص 565 و 566 . و البحار ج 10 ص 83 و 84 . و نهج السعادة ج 2 ص 632 و 633 . باختلاف بين المصادر .
[ 6 ] لا ترفع . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 82 . و نسخة الأسترابادي ص 91 .
[ 7 ] بل . ورد في نسخة العام 400 ص 82 . و نسخة ابن المؤدب ص 59 . و نسخة نصيري ص 35 . و نسخة الآملي ص 58 .
و نسخة ابن أبي المحاسن ص 86 . و متن منهاج البراعة ج 6 ص 237 . و نسخة عبده ص 207 . و نسخة الصالح ص 120 و نسخة العطاردي ص 86 .
[ 292 ]
وَ يَحْبِسُهُمْ وَ مَا تَوَازَرُوا وَ جَمَعُوا عَلى ظُهُورِهِمْ مِنَ الآثَامِ ؟ .
هَلَكَ حَاطِبُ الْحَطَبِ ، وَ حَاصَرَ صَاحِبُ الْقَصَبِ ، وَ بَقِيَتِ الْقُلُوبُ تَتَقَلَّبُ ، فَمِنْهَا مُشْعَبٌ ، وَ مِنْهَا مُجْدِبٌ وَ مُنْصِبٌ ، وَ مِنْهَا مُسَيَّبٌ .
أَمَا وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لاَ تَرَوْنَ الَّذي تَنْتَظِرُونَ حَتَّى يَهْلِكَ الْمُتَمَنُّونَ ، وَ يَضْمَحِلَّ الْمُحِلُّونَ ، وَ يَتَثَبَّتَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ قَليلٌ مَّا يَكُونُونَ ، ثَلاَثَمِائَةٍ أَوْ يَزيدُونَ .
وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ ، لاَ تَرَوْنَ الَّذي تَنْتَظِرُونَ ، حَتَّى لاَ تَدْعُوا اللَّهَ إِلاَّ إِشَارَةً بِأَيْديكُمْ ، وَ إيمَاضاً بِحَوَاجِبِكُمْ ،
وَ حَتَّى لاَ تَمْلِكُونَ مِنَ الأَرْضِ إِلاَّ مَوَاضِعَ أَقْدَامِكُمْ ، وَ حَتَّى يَكُونَ مَوْضِعُ سِلاَحِكُمْ عَلى ظُهُورِكُمْ .
فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْصُرُنِي اللَّهُ إِلاَّ بِمَلاَئِكَتِهِ وَ مَنْ كُتِبَ عَلى قَلْبِهِ الإيمَانُ .
وَ الَّذي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ عِصَابَةٌ تَطْلُبُ لي أَوْ لِغَيْري حَقّاً ، أَوْ تَدْفَعُ عَنَّا ضَيْماً ، إِلاَّ صَرَعَتْهُمُ الْبَلِيَّةُ ، حَتَّى تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بَدْراً ، لاَ يُوارى قَتيلُهُمْ ، وَ لاَ يُدَارى جَريحُهُمْ ، وَ لاَ يُنْعَشُ صَريعُهُمْ .
أَلاَ وَ إِنَّكُمْ مُدْرِكُوهَا ، فَانْظُرُوا أَقْوَاماً كَانُوا أَصْحَابَ الرَّايَاتٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَانْصُرُوهُمْ تُنْصَرُوا ، وَ تُؤْجَرُوا ، وَ تُعْذَرُوا ، وَ لاَ تُمَالِئُوا عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ فَتَصْرَعُكُمُ الْبَلِيَّةُ ، وَ يَحِلُّ بِكُمُ النَّقْمَةُ [ 1 ] .
[ 6 ] وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَتَجِدُنَّ بَني أُمَيَّةَ لَكُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ بَعْدي ، كَالنَّابِ الضَّرُوسِ ، تَعْذِمُ بِفيهَا ،
وَ تَخْبِطُ بِيَدِهَا ، وَ تَزْبِنُ بِرِجْلِهَا ، وَ تَمْنَعُ دَرَّهَا .
[ 7 ] مَعَادِنُ كُلِّ خَطيئَةٍ ، وَ أَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ في غَمْرَةٍ .
قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ ، وَ ذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ ، عَلى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ .
مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْيَا رَاكِنٍ ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدّينِ مُبَايِنٍ .
وَ أَيْمُ اللَّهِ [ 2 ] ، لاَ يَزَالُونَ بِكُمْ حَتَّى لاَ يَتْرُكُوا مِنْكُمْ [ 3 ] إِلاَّ نَافِعاً لَهُمْ ، أَوْ غَيْرَ ضَائِرٍ بِهِمْ .
وَ لاَ يَزَالُ بَلاَؤُهُمْ بِكُمْ [ 4 ] حَتَّى لاَ يَكُونَ انْتِصَارُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ مِثْلَ انْتِصَارِ [ 5 ] الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ ،
[ 6 ] من : و أيم إلى : درّها . و من : لا يزال بلاؤهم إلى : مستصحبه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 7 ] من : معادن إلى : مباين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .
[ 1 ] ورد في الغارات ص 7 . و الغيبة للنعماني ص 196 . و كنز العمال ج 14 ص 593 . و شرح ابن أبي الحديد ج 6 ص 382 . و ج 7 ص 58 . و منهاج البراعة ج 7 ص 93 . و نهج السعادة ج 1 ص 233 . و ج 2 ص 441 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 133 .
[ 2 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 158 .
[ 3 ] لا يتركوا في مصركم . ورد في الغارات ص 8 . و البحار ( مجلد قديم ) ج 8 ص 558 . و منهاج البراعة ج 7 ص 94 .
[ 4 ] ورد في المصادر السابقة . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 40 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 443 .
[ 5 ] كانتصار . ورد في نسخة العام 400 ص 102 . و متن شرح ابن أبي الحديد ( طبعة دار الأندلس ) ج 2 ص 174 .
[ 293 ]
إِذَا غَابَ شَتَمَهُ ، وَ إِذَا حَضَرَ أَطَاعَهُ [ 1 ] ، وَ [ كَ ] الصَّاحِبِ مِنْ مُسْتَصْحِبِهِ .
[ 9 ] بَيْنَ قَتيلٍ مَطْلُولٍ ، وَ خَائِفٍ مُسْتَجيرٍ .
يَخْتِلُونَ [ 2 ] بِعَقْدِ الأَيْمَانِ ، وَ بِغُرُورِ الإيمَانِ .
[ 10 ] وَ طَالَ الأَمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ ، وَ يَسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ .
حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الأَجَلُ ، وَ اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ ، وَ أَشَالُوا [ 3 ] عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ .
لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِالصَّبْرِ ، وَ لَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ .
حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلى أَسْيَافِهِمْ ، وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ .
فَلاَ تَكُونُوا أَنْصَابَ [ 4 ] الْفِتَنِ ، وَ أَعْلاَمَ الْبِدَعِ ، وَ الْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ ، وَ بُنِيَتْ عَلَيْهِ أَرْكَانُ الطَّاعَةِ .
وَ اقْدَمُوا عَلَى اللَّهِ مَظْلُومينَ ، وَ لاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ظَالِمينَ ، [ فَإِنَّ ] [ 11 ] يَوْمَ الْعَدْلِ [ 5 ] عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ [ 6 ] عَلَى الْمَظْلُومِ .
وَ اتَّقُوا مَدَارِجَ الشَّيْطَانِ ، وَ مَهَابِطَ الْعُدْوَانِ ، وَ لاَ تُدْخِلُوا بُطُونَكُمْ لُعَقَ الْحَرَامِ ، فَإِنَّكُمْ بِعَيْنِ مَنْ حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَعْصِيَةَ ، وَ سَهَّلَ لَكُمْ [ 7 ] سُبُلَ الطَّاعَةِ .
[ 12 ] إِلْزَمُوا الأَرْضَ ، وَ اصْبِرُوا عَلَى الْبَلاَءِ ، وَ لاَ تُحَرِّكُوا بِأَيْديكُمْ وَ سُيُوفِكُمْ في هَوى أَلْسِنَتِكُمْ [ 8 ] .
[ 9 ] من : بين إلى : بغرور الإيمان . و من : فلا تكونوا إلى : ظالمين . و من : و اتّقوا إلى : الطّاعة ورد في خطب الرضي تحت الرقم 151 .
[ 10 ] من : و طال إلى : واعظهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .
[ 11 ] من : يوم العدل إلى : المظلوم ورد في حكم الرضي تحت الرقم 241 . و بعبارة : يوم المظلوم . . . يوم الجور ورد تحت الرقم 341 .
[ 12 ] من : إلزموا إلى : أجلا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 190 .
[ 1 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 158 . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 40 . باختلاف يسير .
[ 2 ] يختلون . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 177 . و نسخة ابن المؤدب ص 126 . و نسخة نصيري ص 81 . و نسخة الآملي ص 122 . و نسخة الأسترابادي ص 199 . و نسخة عبده ص 326 .
[ 3 ] اشتالوا . ورد في نسخة العام 400 ص 174 . و نسخة ابن المؤدب ص 124 . و نسخة نصيري ص 80 . و نسخة الآملي ص 120 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 174 . و نسخة الأسترابادي ص 196 . و نسخة العطاردي ص 170 .
[ 4 ] أنصار . ورد في هامش نسخة نصيري ص 81 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 176 .
[ 5 ] المظلوم . ورد في نسخ النهج .
[ 6 ] الظّالم . ورد في نسخ النهج .
[ 7 ] عليكم . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 177 .
[ 8 ] هوى أنفسكم . ورد في نسخة نصيري ص 115 .
[ 294 ]
وَ لاَ تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ يُعَجِّلْهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ [ 1 ] لَكُمْ .
فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلى فِرَاشِهِ وَ هُوَ عَلى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ حَقِّ رَسُولِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ ، مَاتَ شَهيداً ، وَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ [ 2 ] ، وَ اسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوى مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ ، وَ قَامَتِ النِّيَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَيْفِهِ .
فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ مُدَّةً وَ أَجَلاً لاَ يَعْدُوهُ [ 3 ] .
[ 11 ] فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ ، وَ لاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجيءُ بِهِ الْغَدُ ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ .
وَ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشيرِ غَدٍ .
وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ [ 4 ] ، [ 12 ] إِنَّ لِبَني أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فيهِ ، وَ لإِزَالَةُ الْجِبَالِ مِنْ مَكَانِهَا أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُرْجَلٍ ، فَ [ 5 ] لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ .
أَلاَ سَتَكُونُونَ مِنْ بَعْدي جَمَاعَةً [ 6 ] شَتَّى .
إِنَّ قِبْلَتَكُمْ وَاحِدَةٌ ، وَ حَجَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَ عُمْرَتَكُمْ وَاحِدَةٌ ، وَ الْقُلُوبَ مُخْتَلِفَةٌ ، يَقْتُلُ هذَا هذَا ، وَ هذَا هذَا ،
هَرْجاً هَرْجاً [ 7 ] .
[ 13 ] تَرِدُ عَلَيْكُمْ فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ [ 8 ] مَخْشِيَّةً ، وَ فَظْعَاءَ [ 9 ] جَاهِلِيَّةً ، لَيْسَ فيهَا مَنَارُ هُدىً [ 10 ] ، وَ لاَ
[ 11 ] من : فلا تستعجلوا إلى : تباشير غد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .
[ 12 ] من : إنّ إلى : يجرون فيه . و من : و لو قد إلى : لغلبتهم ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 464 .
[ 13 ] من : ترد إلى : يرى ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 1 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 806 .
[ 2 ] ورد في المصدر السابق ص 709 .
[ 3 ] ورد في المصدر السابق .
[ 4 ] ورد في
[ 5 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 11 ص 259 .
[ 6 ] جمّاع . ورد في الغارات للثقفي ص 8 . و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 94 .
[ 7 ] ورد في السقيفة 158 . و الغارات ص 8 . و شرح الأخبار ج 2 ص 40 . و نهج السعادة ج 2 ص 444 . باختلاف يسير .
[ 8 ] شوها . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 74 . و نسخة نصيري ص 45 .
[ 9 ] قطعا . ورد في المصدرين السابقين . و نسخة العام 400 ص 102 . و هامش نسخة الآملي ص 72 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 105 . و نسخة عبده ص 235 . و نسخة الصالح ص 132 . و ورد طغام في السقيفة لسليم بن قيس 158 .
[ 10 ] منار هدى . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 102 . و نسخة نصيري ص 45 .
[ 295 ]
عَلَمٌ يُرى .
[ 10 ] حَتَّى تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلى سَاقٍ ، بَادِياً نَوَاجِذُهَا ، مَمْلُوءَةً أَخْلاَفُهَا ، خُلْواً [ 1 ] رَضَاعُهَا ،
عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا .
[ 11 ] وَ نَحُنُ ، أَهْلُ الْبَيْتِ ، مِنْهَا بِمَنْجَاةٍ ، وَ لَسْنَا فيهَا بِدُعَاةٍ .
فَ [ 12 ] انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ [ 2 ] فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ ، وَ اتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ ، فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدىً ، وَ لَنْ يُعيدُوكُمْ في [ 3 ] رَدى .
فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا ، وَ إِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوَا ، وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ [ 4 ] فَانْصُرُوهُمْ تُنْصَرُوا وَ تُعْذَرُوا [ وَ ] تُؤْجَرُوا [ 5 ] .
وَ لاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا ، [ وَ ] يَصْرَعُكُمُ الْبَلاَءُ ، وَ يَشْمَتُ بِكُمُ الأَعْدَاءُ [ 6 ] ، وَ لاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا .
[ 13 ] فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدّينِ بِذَنَبِهِ ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَريفِ .
وَ اللَّهِ إِنّي لأَعْرِفُ اسْمَ أَميرِهِمْ ، وَ مُنَاخَ رِكَابِهِمْ [ 7 ] .
[ 14 ] وَ أَيْمُ اللَّهِ ، لَوْ فَرَّقُوكُمْ [ 8 ] تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ [ 9 ] لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ .
[ 10 ] من : حتّى إلى : عاقبتها ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 138 .
[ 11 ] من : و نحن إلى : بدعاة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 12 ] من : أنظروا إلى : فتهلكوا ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 97 .
[ 13 ] من : فإذا إلى : الخريف ورد في غريب كلام الشريف الرضي تحت الرقم 1 .
[ 14 ] من : و أيم إلى : يوم لهم ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 106 .
[ 1 ] حلوا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 114 . و نسخة نصيري ص 74 . و نسخة الآملي ص 111 . و نسخة ابن أبي المحاسن ص 161 . و نسخة عبده ص 308 . و نسخة الصالح ص 195 .
[ 2 ] ورد في
[ 3 ] لن يدعوكم إلى . ورد في السقيفة لسليم بن قيس 159 .
[ 4 ] استصرخوكم . ورد في الغارات للثقفي ص 8 . و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 94 .
[ 5 ] ورد في السقيفة لسليم بن قيس 159 . و الغارات للثقفي ص 9 . و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 94 . باختلاف يسير
[ 6 ] ورد في المصادر السابقة . باختلاف يسير .
[ 7 ] ورد في و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 94 . باختلاف .
[ 8 ] شرّدوكم . ورد في السقيفة لسليم بن قيس ص 158 .
[ 9 ] تحت كلّ حجر . ورد في الغارات للثقفي ص 8 . و منهاج البراعة للخوئي ج 7 ص 94 .
[ 296 ]
[ 6 ] ثُمَّ يُفَرِّجُهَا اللَّهُ تَعَالى عَنْكُمْ كَتَفْريجِ الأَديمِ مِنْ بَيْتِهِ ، بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ [ 1 ] ، [ 7 ] يَعْطِفُ الْهَوى عَلَى الْهُدى إِذَا عَطَفُوا الْهُدى عَلَى الْهَوى ، وَ يَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّأْيِ .
[ 8 ] قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا [ 2 ] ، وَ أَخَذَهَا بِجَميعِ أَدَبِهَا [ 3 ] ، مِنَ الاِقْبَالِ عَلَيْهَا ، وَ الْمَعْرِفَةِ بِهَا ،
وَ التَّفَرُّغِ لَهَا ، فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتي يَطْلُبُهَا ، وَ حَاجَتُهُ الَّتي يَسْأَلُ عَنْهَا .
فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الإِسْلاَمُ ، وَ ضَرَبَ بِعَسيبِ ذَنَبِهِ ، وَ أَلْصَقَ الأَرْضَ بِجِرَانِهِ .
بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ ، خَليفَةٌ مِنْ خَلاَئِفِ أَنْبِيَائِهِ .
أَلاَ وَ في غَدٍ ، وَ سَيَأْتي غَدٌ بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ ، يَأْخُذُ الْوَالي مِنْ غَيْرِهَا عُمَّالَهَا عَلى مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا ،
وَ تُخْرِجُ لَهُ الأَرْضُ أَفَاليذَ كَبِدِهَا ، وَ تُلْقي إِلَيْهِ سِلْماً مَقَاليدَهَا ، فَيُريكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السّيرَةِ ، وَ يُحْيي مَيِّتَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ .
[ 9 ] يَا قَوْمِ ، هذَا إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ ، وَ دُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ .
وَ الَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، [ 4 ] [ 10 ] لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلى وَلَدِهَا .
ثم قرأ عليه السلام :
وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ [ 5 ] .
أَلاَ وَ إِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْري فيهَا بِسِرَاجٍ مُنيرٍ ، وَ يَحْذُو فيهَا عَلى مِثَالِ الصَّالِحينَ ، لِيَحُلَّ
[ 6 ] من : ثمّ إلى : الأديم بمن ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 7 ] من : يعطف إلى : على الرّأي . و من : ألا و في غد إلى : الكتاب و السّنّة ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 138 .
[ 8 ] من : قد لبس إلى : أنبيائه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 182 .
[ 9 ] من : يا قوم هذا إلى : لا تعرفون . و من : ألا و إنّ إلى : بعد الصّبوح ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 150 .
[ 10 ] من : لتعطفنّ إلى : الوارثين ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 209 .
[ 1 ] بمن . ورد في نسخ النهج ، و الفقرة المضافة وردت في السقيفة ص 159 . و الغارات ص 9 . و شرح الأخبار ج 2 ص 41 .
و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 58 . و منهاج البراعة ج 7 ص 94 . و نهج السعادة ج 2 ص 444 .
[ 2 ] جبّتها . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 229 .
[ 3 ] آدابها . ورد في المصدر السابق . و هامش نسخة الأسترابادي ص 261 .
[ 4 ] ورد في مصادر نهج البلاغة للخطيب ج 4 ص 171 عن مجمع البيان للطبرسي .
[ 5 ] القصص ، 5 و 6 . و فقرة الآية الثانية وردت في خصائص الأئمة للرضي ص 70 .
[ 297 ]
فيهَا رِبْقاً ، وَ يُعْتِقَ رِقّاً ، وَ يَصْدَعَ شَعْباً ، وَ يَشْعَبَ صَدْعاً ، في سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ ، لاَ يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ ،
وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ .
ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ ، تُجْلى بِالتَّنْزيلِ أَبْصَارُهُم ، وَ يُرْمى بِالتَّفْسيرِ في مَسَامِعِهِمْ ، وَ يُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ .
أَلاَ إِنَّ مِنَّا قَائِماً عَفيفَةٌ أَحْسَابُهُ ، سَادَةٌ أَصْحَابُهُ .
يُنَادى عِنْدَ اصْطِلاَمِ أَعْدَاءِ اللَّهِ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبيهِ في شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلاَثاً ، بَعْدَ هَرْجٍ وَ قِتَالٍ ،
وَ ضَنْكٍ وَ خَبَالٍ ، وَ قِيَامٍ مِنَ الْبَلاَءِ عَلى سَاقٍ .
وَ إِنّي لأَعْلَمُ إِلى مَنْ تُخْرِجُ الأَرْضُ وَدَائِعَهَا ، وَ تُسْلِمُ إِلَيْهِ خَزَائِنَهَا .
وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَضْرِبَ بِرِجْلي فَأَقُولَ : اخْرُجي مِنْ هَاهُنَا بيضاً وَ دُرُوعاً .
كَيْفَ أَنْتُمْ يَا ابْنَ هَنَاتٍ ، إِذَا كَانَتْ سُيُوفُكُمْ بِأَيْمَانِكُمْ مُصْلَتَاتٍ ، ثُمَّ رَمَلْتُمْ رَمَلاَتٍ لَيْلَةَ الْبَيَاتِ ؟ .
لَيَسْتَخْلِفَنَّ اللَّهُ خَليفَةً يَثْبُتُ عَلَى الْهُدى ، وَ لاَ يَأْخُذُ عَلى حُكْمِهِ الرَّشَا .
إِذَا دَعَا دَعَوَاتٍ بَعيدَاتِ الْمَدى ، دَامِغَاتٍ لِلْمُنَافِقينَ ، فَارِجَاتٍ عَنِ الْمُؤْمِنينَ .
فَيَا ابْنَ حُرَّةَ [ 1 ] الإِمَاءِ ، مَتى نَنْتَظِرُ الْبَشيرَ بِنَصْرٍ قَريبٍ ، مِنْ رَبِّ رَحيمٍ ؟ .
أَلاَ فَوَيْلٌ لِلْمُتَكَبِّرينَ عِنْدَ حَصَادِ الْحَاصِدينَ ، وَ قَتْلِ الْفَاسِقينَ ، عُصَاةِ ذِي الْعَرْشِ الْعَظيمِ .
بِأَبِي ابْنُ حُرَّةِ [ 2 ] الإِمَاءِ [ 3 ] ، [ 5 ] يَسُومُهُمْ خَسْفاً ، وَ يَسُوقُهُمْ عُنْقاً [ 4 ] ، وَ يَسْقيهِمْ بِكَأْسٍ مُصَبَّرَةٍ .
لاَ يُعْطيهِمْ إِلاَّ السَّيْفَ ، وَ لاَ يُحْلِسُهُمْ إِلاَّ الْخَوْفَ .
يَضَعُ السَّيْفَ عَلى عَاتِقِهِ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ فَيَقْتُلُهُمْ هَرْجاً هَرْجاً ، حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ .
وَ حَتَّى تَقُولَ قُرَيْشٌ : وَ اللَّهِ مَا هذَا مِنْ قُرَيْشٍ ، لَوْ كَانَ هذَا مِنْ قُرَيْشٍ وَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنَا .
فَيُغْريهِ اللَّهُ بِبَني أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ فَيَجْعَلُهُمْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ، وَ يَطْحَنَهُمْ طَحْنَ الرَّحى ، حَتَّى
[ 5 ] من : يسومهم إلى : الخوف . و من : فعند ذلك إلى : فلا يعطوننيه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 93 .
[ 1 ] خيرة . ورد في الغارات ص 9 . و الغيبة ص 229 . و منهاج البراعة ج 7 ص 94 . و مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 497 عن صفين للمدائني .
[ 2 ] خيرة . ورد في المصادر السابقة . و شرح الأخبار للتميمي ج 2 ص 41 . باختلاف يسير .
[ 3 ] ورد في المصادر السابقة . و السقيفة ص 159 . و شرح ابن أبي الحديد ج 7 ص 58 . و كنز العمال ج 14 ص 595 . و نهج السعادة ج 2 ص 445 . باختلاف بين المصادر .
[ 4 ] عنقا . ورد في نسخة العام 400 الموجودة في المكتبة الظاهرية ص 102 . و نسخة الآملي ص 72 .
[ 298 ]
يَجْعَلَهُمْ حُطَاماً وَ رُفَاتاً ، مَلْعُونينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْديلاً [ 1 ] .
فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَيْشٌ بِالدُّنْيَا وَ مَا فيهَا لَوْ يَرَوْنَني [ 2 ] مَقَاماً وَاحِداً ، وَ لَوْ قَدْرَ حَلْبِ شَاةٍ ، أَوْ [ 3 ] جَزْرِ جَزُورٍ ، لأَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْيَوْمَ بَعْضَهُ فَلاَ يُعْطُونَنيهِ .
أَلاَ إِنَّ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ ، وَ هُوَ كَائِنٌ عَلى رَغْمِ الرَّاغِمينَ .
وَ أَيْمُ اللَّهِ الأَعَزِّ الأَكْرَمِ ، أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ [ 4 ] ، لَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ : مَا أَكْذَبَ وَ أَرْجَمَ .
وَ لَوِ انْتَقَيْتُ مِنْكُمْ مِائَةً قُلُوبُهُمْ كَالذَّهَبِ ، ثُمَّ انْتَخَبْتُ مِنَ الْمِائَةِ عَشَرَةً ، ثُمَّ حَدَّثْتُهُمْ حَديثاً لَيِّناً فينَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، لاَ أَقُولُ فيهِ إِلاَّ حَقّاً ، وَ لاَ أَعْتَمِدُ إِلاَّ صِدْقاً ، لَخَرَجُوا وَ هُمْ يَقُولُونَ : عَلِيٌّ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ .
وَ لَوِ اخْتَرْتُ مِنْ غَيْرِكُمْ عَشَرَةً فَحَدَّثْتُهُمْ في عَدُوِّنَا وَ أَهْلِ الْبَغْي عَلَيْنَا ، أَحَاديثَ كَثيرَةً ، لَخَرَجُوا وَ هُمْ يَقُولُونَ : عَلِيٌّ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ .
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَ صَلَوَاتُهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ أَجْمَعينَ [ 5 ] .