بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيِمِ [ 10 ] اَلْحَمْدُ للَّهِ وَ إِنْ أَتَى الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَ الْحَدَثِ الْجَليلِ ، [ 11 ] فَ إِنَّهُ [ 9 ] مَا يَنْجُو مِنَ
[ 10 ] من : الحمد إلى : الجليل ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 35 .
[ 11 ] من : فما ينجو إلى : أحبّه ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 38 .
[ 1 ] ورد في الغارات للثقفي ص 192 . و التاريخ للطبري ج 4 ص 81 . و نهج السعادة للمحمودي ج 2 ص 471 .
[ 2 ] عجبا . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 159 . و نسخة نصيري ص 104 . و هامش نسخة الآملي ص 157 . و نسخة الأسترابادي ص 256 . و متن منهاج البراعة ج 10 ص 273 . و نسخة عبده ص 385 .
[ 3 ] الطّغاة . ورد في و ورد في الظّلمة في الغارات ص 192 . و نهج السعادة ج 2 ص 471 .
[ 4 ] ورد في المصدرين السابقين . و التاريخ للطبري ج 4 ص 81 . و البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 328 . باختلاف يسير .
[ 5 ] ورد في المصادر السابقة .
[ 6 ] على . ورد في التاريخ للطبري ج 4 ص 81 . و البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 328 .
[ 7 ] و تخالفون عليَّ . ورد في الغارات ص 192 . و الفتوح ج 4 ص 237 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 81 . و نهج السعادة ج 2 ص 471 . باختلاف يسير .
[ 8 ] ورد في المصادر السابقة . و البداية و النهاية لابن كثير ج 7 ص 328 .
[ 9 ] ورد في منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 188 .
[ 477 ]
الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ ، وَ لاَ يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ ، [ 10 ] وَ مَنْ جَرى في عِنَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ .
[ 11 ] وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ، لَيْسَ مَعهُ إِلهٌ غَيْرُهُ ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
أَمَّا بَعْدُ ، [ 12 ] أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ ، وَ لاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقى مِنْهُ ، وَ لاَ يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ .
وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا في زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً ، وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فيهِ إِلى حُسْنِ الْحيلَةِ .
مَا لَهُمْ ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحيلَةِ ، وَ دُونَهَا [ 1 ] مَانِعٌ مِنَ اللَّهِ [ 2 ] ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ [ 3 ] بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا ، وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَريجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ .
أَلاَ وَ [ 4 ] إِنَّ مَعْصِيَةَ الشَّيْخِ [ 5 ] ، النَّاصِحِ ، الشَّفيقِ ، الْعَالِمِ ، الْمُجَرِّبِ ، تُورِثُ الْحَسْرَةَ ، وَ تُعْقِبُ النَّدَامَةَ .
وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَ في [ 6 ] هذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْري ، وَ نَخَلْتُ [ 7 ] لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيي ، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصيرٍ أَمْرٌ .
وَ لكِنَّكُمْ وَ هَنْتُمْ وَ تَفَرَّقْتُمْ [ 8 ] ، فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفينَ الْجُفَاةِ ، وَ الْمُنَابِذينَ الْعُصَاةِ ، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ ، وَ ضَنَّ [ 9 ] الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ ، فَكُنْتُ أَنَا وَ إِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ :
[ 10 ] من : و من جرى إلى : بأجله ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 19 .
[ 11 ] من : و أشهد إلى : و اله . و من : أما بعد ، إنّ معصية إلى : ضحى الغد ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 35 .
[ 12 ] من : أيّها النّاس إلى : في الدّين ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 41 .
[ 1 ] دونه . ورد في نسخة العام 400 ص 48 . و نسخة الآملي ص 34 . و نسخة عبده ص 146 . و نسخة العطاردي ص 49 .
[ 2 ] من أمر اللّه و نهيه . ورد في المصادر السابقة . و نسخة الصالح ص 83 .
[ 3 ] العين . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 33 . و نسخة نصيري ص 16 . و نسخة الأسترابادي ص 50 . و نسخة العطاردي ص 49 عن نسخة موجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكنهور الهند .
[ 4 ] ورد في
[ 5 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 319 .
[ 6 ] ورد في أنساب الأشراف ج 2 ص 366 . و الإمامة و السياسة ج 1 ص 163 . و تاريخ الطبري ج 4 ص 57 . و تذكرة الخواص ص 96 . و البداية و النهاية ج 7 ص 297 . و نور الأبصار ص 112 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 54 . و نهج السعادة ج 2 ص 356 .
[ 7 ] نحلت . ورد في نسخة ابن المؤدب ص 30 .
[ 8 ] ورد في أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 366 . باختلاف .
[ 9 ] ظنّ . ورد في
[ 478 ]
أَمَرْتُكُمُ أَمْري بِمُنْعَرَجِ الْلِّوى
فَلَمْ تَسْتَبينُو النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الْغَدِ
فَلَمَّا عَصَوْني كُنْتُ فيهِمْ وَ قَدْ أَرى
غِوَايَتَهُمْ أَوْ أَنَّني غَيْرُ مُهْتَدِ
[ 1 ] [ 8 ] أَلاَ وَ إِنَّ الْقَوْمَ اخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا يُحِبُّونَ [ 2 ] ، وَ إِنَّكُمُ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا تَكْرهُونَ .
وَ إِنَّمَا عَهْدُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ بِالأَمْسِ وَ هُوَ [ 3 ] يَقُولُ : إِنَّهَا فِتْنَةٌ ، فَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ ، وَ شيمُوا سُيُوفَكُمْ ، فَإِنْ كَانَ صَادِقاً فَقَدْ أَخْطَأَ بِمَسيرِهِ غَيْرَ مُسْتَكْرَهٍ ، وَ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَقَدْ لَزِمَتْهُ التُّهْمَةُ .
فَادْفَعُوا في صَدْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، وَ خُذُوا مَهَلَ الأَيَّامِ ، وَ حُوطُوا قَوَاصِيَ الإِسْلاَمِ .
وَ خَاصَمَنِي الْقَوْمُ بِالْقُرْآنِ ، وَ دَعَوْنَا إِلَيْهِ [ 4 ] ، وَ هُمْ جُفَاةٌ طَغَامٌ ، وَ عَبيدٌ أَقْزَامٌ ، جُمِّعُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ ،
وَ تُلُقِّطُوا مِنْ كُلِّ شَوْبٍ ، مِمَّنْ يَنْبَغي أَنْ يُفَقَّهَ وَ يُؤَدَّبَ ، وَ يُعَلَّمَ وَ يُدَرَّبَ ، وَ يُوَلَّى عَلَيْهِ ، وَ يُؤْخَذَ عَلى يَدَيْهِ .
لَيْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرينَ وَ الأَنْصَارِ ، وَ لاَ مِنَ الَّذينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَ الإيمَانَ ، وَ لاَ التَّابِعينَ بِإِحْسَانٍ .
فَخَشيتُ إِنْ أَبَيْتُ الَّذي دَعَوْا إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الْحُكْمِ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَيَّ قَوْلَ اللَّهِ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ أُوتُوا نَصيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَريقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ 5 .
وَ تَتَأَوَّلُوا عَلَيَّ قَوْلَهُ : يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ 6 .
وَ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَيَّ قَوْلَهُ : وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُريدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا 7 .
وَ خَشيتُ أَنْ تَقُولُوا : فَرَضَ اللَّهُ في كِتَابِهِ الْحُكُومَةَ في أَصْغَرِ الأُمُورِ ، فَكَيْفَ بِالأَمْرِ الَّذي فيهِ
[ 8 ] من : ألا و إنّ إلى : قواصي الإسلام . و من : جفاة إلى : الإيمان ورد في خطب الشريف الرضي تحت الرقم 238 .
[ 1 ] ورد في نثر الدرّ للآبي ج 1 ص 319 . و منهاج البراعة للخوئي ج 4 ص 88 .
[ 2 ] تحبّون . ورد في نسخة ابن أبي المحاسن ص 271 . و نسخة الصالح ص 357 .
[ 3 ] ورد في مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 416 .
[ 4 ] ورد في
-----------
( 5 ) آل عمران ، 23 .
-----------
( 6 ) المائدة ، 59 .
-----------
( 7 ) النساء ، 35 .
[ 479 ]
سَفْكُ الدِّمَاءِ ، وَ قَطْعُ الأَرْحَامِ ، وَ انْهِتَاكُ الْحَريمِ .
فَلَمْ آبَ عَلَيْهِمُ التَّحَاكُمَ .
وَ اللَّهِ إِنّي لأَعْرِفُ مَنْ حَمَلَكُمْ عَلى خِلاَفي ، وَ التَّرْكِ لأَمْري ، وَ لَوْ أَشَاءُ أَخْذَهُ لَفَعَلْتُ ، وَ لكِنَّ اللَّهَ مِنْ وَرَائِهِ [ 1 ] .