قال نوف البكالي : كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة ، فرأيته و قد خرج من فراشه ، و نظر في النجوم ثم قرأ آيات آل عمران إن في خلق السماوات و الأرض ثم قال لي :
يَا نَوْفُ ، أَرَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ ؟ .
فَقلت : بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين .
فقال عليه السلام :
[ 6 ] يَا نَوْفُ ، طُوبى لِلزَّاهِدينَ فِي الدُّنْيَا ، الرَّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، أُولئِكَ قَوْمٌ وُعِظُوا فَاتَّعَظُوا ،
وَ خُوِّفُوا فَحَذِرُوا ، وَ عَلِمُوا فَعَمِلُوا .
إِنْ أَصَابَهُمْ يُسْرٌ شَكَرُوا ، وَ إِنْ أَصَابَهُمْ عُسْرٌ صَبَرُوا .
إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ اتَّزَرُوا عَلَى الأَوْسَاطِ ، وَ ارْتَدَوْا عَلَى الأَطْرَافِ ، وَ صَفُّوا الأَقْدَامَ ، وَ افْتَرَشُوا الْجِبَاهَ ، وَ إِذَا تَجَلَّى النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءٌ ، إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا [ 3 ] .
إِتَّخَذُوا الأَرْضَ [ 4 ] بِسَاطاً ، وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً ، وَ مَاءَهَا طيباً ، وَ الْقُرْآنَ شِعَاراً ، وَ الدُّعَاءَ دِثَاراً ، ثُمَّ قَرَضُوا الدُّنْيَا قَرْضاً عَلى مِنْهَاجِ الْمَسيحِ عيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .
لاَ يَهِرُّونَ هَريرَ الْكِلاَبِ ، وَ لاَ يَطْمَعُونَ طَمَعَ الْغُرَابِ .
[ 5 ] من : لم يذهب إلى : وعظك ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 196 .
[ 6 ] من : قال نوف إلى : قوم . و من إتّخذوا إلى : المسيح ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 104 .
[ 1 ] لم يضع . ورد في العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 44 .
[ 2 ] ورد في غرر الحكم للآمدي ج 2 ص 591 .
[ 3 ] ورد في مستدرك نهج البلاغة لكاشف الغطاء ص 43 . و نهج البلاغة الثاني للحائري ص 59 .
[ 4 ] أرض اللّه . ورد في نهج السعادة للمحمودي ج 3 ص 253 . و 264 .
[ 559 ]
إِنْ رَأَوْا مُؤْمِناً أَكْرَمُوهُ ، وَ إِنْ رَأَوْا فَاسِقاً هَجَرُوهُ .
شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ ، وَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ، وَ حَوَائِجُهُمْ خَفيفَةٌ ، وَ أَنْفُسُهُمْ عَفيفَةٌ .
إِخْتَلَفَتْ مِنْهُمُ الأَبْدَانُ ، وَ لَمْ تَخْتَلِفْ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ .
يَا نَوْفُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحى إِلى عَبْدِهِ عيسَى الْمَسيحَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ مُرْ بَني إِسْرَائيلَ أَنْ لاَ يَدْخُلُوا بَيْتاً مِنْ بُيُوتي إِلاَّ بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَجِلَةٍ ، وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ ، وَ أَكُفٍّ نَقِيَّةٍ ، وَ أَعْلِمْهُمْ أَنّي لاَ أَسْتَجيبُ لأَحَدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةً وَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقي عِنْدَهُ [ 1 ] مَظْلَمَةٌ [ 2 ] .
[ 7 ] يَا نَوْفُ ، إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ [ 3 ] دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ [ 4 ] في مِثْلِ هذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ [ 5 ] فَقَالَ : إِنَّهَا لَسَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اسْتُجيبَ لَهُ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً ، أَوْ عَريفاً ، أَوْ شُرْطِيّاً ، أَوْ جَابِياً [ 6 ] ، أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ ، أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ .
يَا نَوْفُ ، إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلاَ تَكُنْ لِلظَّالِمينَ مُعيناً .
يَا نَوْفُ ، إِيَّاكَ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ ، وَ تُبَارِزَ اللَّهَ بِالْمَعَاصي ، فَيَفْضَحُكَ اللَّهُ يَوْمَ تَلْقَاهُ .
يَا نَوْفُ ، أَحْسِنْ يُحْسِنِ اللَّهُ إِلَيْكَ .
يَا نَوْفُ ، صِلْ رَحِمَكَ كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ يَزِدِ اللَّهَ في عُمُرِكَ ، وَ حَسِّنْ خُلُقَكَ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ .
يَا نَوْفُ ، ارْحَمْ تُرْحَمْ .
يَا نَوْفُ ، قُلْ خَيْراً تُذْكَرْ بِخَيْرٍ .
يَا نَوْفُ ، اجْتَنِبِ الْغيبَةَ فَإِنَّهَا إِدَامُ كِلاَبِ النَّارِ .
يَا نَوْفُ ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلاَلٍ وَ هُوَ يَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ النَّاسِ بِالْغيبَةِ ، وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ
[ 7 ] من : يا نوف إنّ داود إلى : كوبة ورد في حكم الشريف الرضي تحت الرقم 104 .
[ 1 ] قبلهم . ورد في الخصال ص 338 . و كنز العمال ج 6 ص 437 . و البحار ج 41 ص 16 . و نهج السعادة ج 3 ص 254 و 264 .
[ 2 ] ورد في المصادر السابقة . و نثر الدرّ ج 1 ص 312 . و دستور معالم الحكم ص 36 و 91 . و غرر الحكم ج 2 ص 473 . و إرشاد القلوب ج 1 ص 14 و 20 . و المستدرك لكاشف الغطاء ص 43 . و نهج السعادة ج 1 ص 450 . و نهج البلاغة الثاني ص 59 .
باختلاف بين المصادر .
[ 3 ] ورد في الخصال ص 338 . و دستور معالم الحكم ص 92 . و كنز العمال ج 6 ص 743 . و نهج السعادة ج 3 ص 254 و 264 .
[ 4 ] ورد في كنز العمال للهندي ج 6 ص 743 .
[ 5 ] ورد في المصدر السابق .
[ 6 ] ورد في الخصال ص 338 . و كنز العمال ج 6 ص 743 . و البحار ج 41 ص 16 . و نهج السعادة ج 1 ص 451 و ج 3 ص 254 و 264 .
[ 560 ]
وُلِدَ مِنْ حَلاَلٍ وَ هُوَ يُحِبُّ الزِّنَا ، وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْ حَلاَلٍ وَ هُوَ يُبْغِضُني وَ يُبْغِضُ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدي ، وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ مُجْتَرِئٌ عَلى مَعَاصِي اللَّهِ في كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ .
يَا نَوْفُ ، مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ .
يَا نَوْفُ ، خُلِقْنَا مِنْ طينَةٍ طَيِّبَةٍ وَ خُلِقَ شيعَتُنَا مِنْ طينَتِنَا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُلْحِقُوا بِنَا [ 1 ] .
[ 6 ] إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ [ 2 ] رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ .
وَ إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبيدِ .
وَ إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الأَحْرَارِ .
يَا نَوْفُ ، إِنْ طَالَ بُكَاؤُكَ مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَرَّتْ عَيْنَاكَ غَداً بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
يَا نَوْفُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مَنْ قَطْرَةٍ قَطَرَتْ مِنْ عَيْنِ رَجُلٍ إِلاَّ أَطْفَأَتْ بِحَاراً مِنَ النّيرَانِ .
يَا نَوْفُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ بَكى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ أَحَبَّ فِي اللَّهِ ،
[ وَ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ ] .
يَا نَوْفُ ، إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ لَمْ يَسْتَأْثِرْ عَلى مَحَبَّتِهِ ، وَ مَنْ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ لَمْ يُنِلْ مُبْغِضَهُ خَيْراً .
يَا نَوْفُ ، احْفَظْ عَنّي مَا أَقُولُ لَكَ تَنَلْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ [ 3 ] .